إن بقاء الأستاذ في القسم خلال إجراء التلاميذ لفرض أو اختبار يؤدي عكس ما نطلبه منه، كما يحمل هذا الفعل في طياته شيئا من التناقض، فنحن من جهة نضع الثقة في تلاميذنا، ومن جهة أخرى نشدد الرقابة عليهم.
قمت بفتح حوار مع التلميذات للإجابة على السؤال المطروح على رأس هذا المقال، وأقنعتهم بعد ذلك بضرورة استحضار الرقيب الذاتي وليس الخارجي، ثم تقدمت بطلب لإدارة المؤسسة لإجراء الفرض بدون حضور مراقب خارجي، فكانت الموافقة.
بعد تطبيق هذه التجربة، حاولت تقييمها مع التلميذات فاستحسن أغلبهن المبادرة لأنها جعلتهم يستحضرون الضمير ومعية الله، إلا أنه لوحظ بعض التشويش ممن أنهى العمل مبكرا، وكذا الخروج الاضطراري لنقيبة القسم لاستفسار الأستاذ عن إشكال وقع في الفرض، مما اقترح عودة الأستاذ بعد مرور نصف الوقت المحدد للإجابة عن أي استفسار أو غموض.
إن منهج التربية بالرقيب الذاتي هو الأنجع في هذا العصر، نظرا لتعقد ظروف الحياة، إلا أن هذا الموضوع بالتحديد يقوم على مستوى الإقناع والثقة الذي يرسيه الأستاذ مع تلاميذه، وكذلك عدد التلاميذ في القسم.