بابا أحمد لم يعقدها في جويلية ولم يحدد موعدا جديدا لها
انشغال الوزارة بـ”غشاشي الباك” يؤجل ندوة الإصلاحات إلى تاريخ غير مسمى
لم تقدم وزارة التربية الوطنية لنقابات القطاع تاريخا جديدا لعقد الجلسات الوطنية الخاصة بالإصلاحات التربوية التي كان من المقرر إجراؤها شهر جويلية المنقضي، لكنها تأجلت بحجة عدم سماح رزنامة الوزارة بذلك، لكن مصادر تربوية أرجعتها إلى انهماك إدارة الوزير عبد اللطيف بابا أحمد بمعالجة فضيحة الغش التي ميزت بكالوريا 2022، والتي لم يعلن عن النتائج التي وصلت إليها اللجنة الخاصة بهذا الملف إلا يوم الخميس الماضي.
لم يف وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد بالتعهدات التي أطلقها شهر ماي الماضي عندما وعد الأساتذة وكل أعضاء المنظومة التربية بعقد ندوة وطنية لدراسة أكثر من 400 مقترح خرجت به لجنة التفكير المكلفة بتقييم إصلاحات القطاع، وهو الموعد الذي علق عليه الجميع آمالا كبيرة من شأنها أن تخرج المدرسة الجزائرية من مستنقع المشاكل التي تغرق فيه، بسبب التدابير ”خارج الإطار” التي تضمنتها إصلاحات 2022.
وسألت ”الفجر” المكلف بالإعلام في المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع ”كناباست” مسعود بوديبة حول تلقي نقابتهم موعدا جديدا لعقده هذه الندوة الوطنية، فأجاب بأنه ”لم تقدم الوزارة موعدا جديدا لعقد الندوة الوطنية لتقييم الإصلاحات التي كانت مبرمجة في شهر جويلية”.
وأوضح بوديبة أن الوزارة بررت عدم إجراء هذه الندوة الوطنية في شهر جويلية بسب عدم سماح رزنامتها، وخروج عديد الموظفين في عطلة، غير مستبعد أن يكون انشغال إدارة بابا أحمد بمعالجة مشكل أكثر من 3 آلاف غشاش السبب وراء ذلك.
ويبدو أن تحجج الوزارة بعدم سماح الرزنامة تبرير غير مقنع، بالنظر إلى أنها كانت تعلم سابقا بما ينتظرها خلال شهر جويلية، ومن ثم فما أحدثه امتحان البكالوريا لهذا العام من زلزال داخل المنظومة التربوية هو السبب وراء هذا التأجيل. بوديبة وإن سلم بإمكانية وقوف هذا المشكل وراء هذا التأخير، فإنه يرى أن هذه النتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى أن ”كناباست” كانت قد دعت منذ انطلاق عملية التقييم إلى إعطاء العملية الوقت الكافي، خاصة على مستوى القاعدة، مشيرا إلى أنه من غير الطبيعي أن تتم مناقشة كل قضايا المدرسة الجزائرية خلال الفترة القصيرة التي منحتها الوزارة للأساتذة بمؤسساتهم التعليمية.
وحمّل المتحدث ذاته الوزارة مسؤولية أي تبعات تنتج عن تسرعها في تطبيق بما ستخرج به عملية التقييم.
وفي المقابل، تفهم المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطنية لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، تأجيل الوزارة لجلسات جويلية، مؤكدا أن السبب الرئيس وراء ذلك قد يكون غرق الوزارة خلال الشهر المنقضي في البحث عن خروج من فضيحة امتحان مادة الفلسفة والغش الذي تم بسببه في 6 ولايات.
وبالنسبة لعمراوي، فالوزارة قد باشرت عملية الإصلاح من خلال التغيير في الحجم الساعي لبعض المواد، وبعض الكتب المدرسية، مشيرا إلى أنه على الوزارة فقط الالتزام بتطبيق الاقتراحات القيمة التي رفعت لها من طرف الأساتذة على مستوى الولايات، ومبينا أن عملية الإصلاحات ستتم تدريجيا.
ويشار إلى أنه منذ شروع الوزارة في معالجة قضية الغش في البكالوريا، غاب وزير القطاع عبد اللطيف بابا أحمد عن الظهور أمام الصحافة، فإضافة إلى مقاطعته لندة الإعلان عن نتائج امتحاني شهادتي البكالوريا والمتوسط لعام 2022، غاب الوزير الذي كان آخر ظهور له خلال تكريم متفوقي بكالوريا 2022 عن الزيارات الميدانية الأخيرة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الولايات كتيزي وزو وسوق أهراس وتيارت الخميس الماضي، رغم أن المرحلة الحالية تتطلب تواجده ميدانيا للوقوف على مدى التزام الولايات بتسليم المؤسسات التربوية قبل الدخول المدرسي الذي صار على الأبواب لتفادي أو التقليل من تكرار ظاهرة الاكتظاظ التي ميزت دخول السنة الدراسية المنقضية، والتي كانت من أسباب النتائج الهزيلة التي سجلت هذا العام في الامتحانات الرسمية.
المصدر صحيفة الفجر.
سبحان الله وبحمده.