التصنيفات
النقاش التربوي و التعليمي

إذا تحول الإضراب إلى عصيان فالرجوع عنه طاعة لا خذلان

إذا تحول الإضراب إلى عصيان فالرجوع عنه طاعة لا خذلان


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا انقلب الإضراب إلى عصيان فالرجوع عنه طاعة لا خذلان

لقد شهدت الساحة التربوية في بلدنا في الآونة الأخيرة إضرابا عنيفا، شارك فيه معظم عمال وموظفي قطاع التربية، للمطالبة بحقهم في أموال الخدمات الاجتماعية، وطب العمل، وأيدناه وشاركنا فيه، لكن لمّا أجمعت الحكومة بكل ثقلها من وزراء ووزير أول وتحالف رئاسي على منعه، وحكم القضاء بوقفه وعدم شرعيته، ما بقي علينا إلاّ السمع والطاعة، والتنازل عن مطالبنا، خوفا من الإنزلاقات الخطيرة التي يسببها الخلاف، وحرصا على وحدة البلاد والعباد، وللقاعدة الفقهية ( درء المفاسد مقدم على جلب المنافع)، ولأن الحكومة أعطت أوامرها، وابتعادا عن مواطن الخلاف، ومواقف الإحراج في حال التمادي – لا قدّر الله – فإني أدعو ممثلي النقابات وجميع موظفي وعمال التربية إلى التعقل، والرجوع إلى طاعة أولي الأمر، وتلافي الخلاف معهم، والرجوع إلى الحوار والتفاوض، بدل العصيان والتخالف، ويجب علينا أن لا نأخذ بلاغ وزارة التربية الوطنية على أنه لتركيع وإذلال موظفي وعمال التربية، بهدف إسكات الصوت المطالب بالحق المشروع – كما يزعم البعض- ، بل نأخذه على أنه حرصا على مصلحة التلاميذ، وتوحيد الكلمة، ومواصلة الدروس، لحماية مستقبل التلاميذ، فلا نغفل أنهم أيضا لهم حقوق والدولة مسؤولة عنهم، فلنعط لكل ذي حق حقه، والدولة لم تغلق أبواب الحوار والتفاوض، في وجوهنا، وحتى إن أغلقتها، فالانقياد لها خير من التّمرّد وتشتيت الكلمة، وتمزيق الصفوف.
وطاعة أولي الأمر في كل الظروف، قد ندبنا إليها ديننا الحنيف، لما فيها من المصلحة، ونهانا عن التنازع، لما فيه من الفشل وذهاب القوة، فقد صحَّ من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ما يؤيد ذلك، حيث يقول فيه: «دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ»(***1633;) وزاد أحمد: «وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ»(***1634;)أي: "وإن اعتقدت أنّ لك في الأمر حقًّا، فلا تعمل بذلك الظن، بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة"(***1635;) وفي رواية ابن حبان وأحمد: «وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ»(***1636;)، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال؟: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ»(***1637;).
***1633;- أخرجه البخاري في الفتن 7056، ومسلم في الإمارة 4877، وأحمد 23347، والبيهقي 16994، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
***1634;- أخرجه أحمد برقم (23405). وصححه الألباني في "ظلال الجنة": (1028)، وروى هذه الزيادة البيهقي في سننه كتاب القسم والنشور من حديث أم أيمن رضي الله عنها (15174)
***1635;- فتح الباري لابن حجر: (13/10).
***1636;- أخرجه ابن حبان (4645)، كتاب السير باب طاعة الأئمة، وابن أبي عاصم في السنة (857)، وصححه الألباني في تخريج السنة (1026). أمّا رواية أحمد (24140) فهي بلفظ: "وإن نهك ظهرك وأخذ مالك" من حديث حذيفة رضي الله عنه.
***1637;- أخرجه البخاري في الفتن (7052)، والترمذي في الفتن (2349)، وأحمد (3713)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

فيا أسرة التربية والتعليم، التعقل التعقل، والرجوع إلى جادة الصواب، وما أحسن قول من قال: ( لا تتخيل كل الناسملائكة….فتنهار أحلامك….ولا تجعل ثقتك بالناس عمياء…. لأنك ستبكي ذات يوم علىسذاجتك)
وأحسن منه قول من قال: (أعتقد أن رأيي صواب يحتمل الخطأ، وأن رأي مخالفي خطأ يحتمل الصواب).
قد وضحت لكم فاسمعوا، وإلى أقسامكم ارجعوا:

ليس من أخطأ الصواب بمُخْطٍ أن يؤوب لا ولا عليه ملامـــه
إنما المخطئ المسيء من إذا ما ظهر الحق لجّ يحمي كلامــه
حسنات الرجوع تذهب عنـــــه سيئات الخطا وتنفي الملامه

شكرا على تفهُّمكم.




رد: إذا تحول الإضراب إلى عصيان فالرجوع عنه طاعة لا خذلان

****************شكرا****************************** ********




رد: إذا تحول الإضراب إلى عصيان فالرجوع عنه طاعة لا خذلان

بارك الله فيك




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.