السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اما بعد
اخواني اخواتي اريد ان اتحدث معكم عن شيء خطير جدا، اًبتليت به امتنا، الا و هو ضعف الشخصية و الضعف و الهوان و الانهزامية.
اتناقش معكم هذه النقطة بالذات، التي نسميها التقليد الاعمي، تقليد في اشياء اقل ما يقال عنها انها القشور، انظرو يا اخوان كيف اصبح الشباب اليوم، كيف يحلقون شعورهم و كيف هي سراويلهم الهابطة، حتى في صلاته تظهر عورته، انظرو الى الشابات، كيف اصبحن يلبسن الفضيحة و السفور والتبرج، و وجها ملون اصفر و احمر و كل المكياجات،
يا اخوان اليوم نقولها بكل صراحة، سكتنا عنهم كثيرا، ان تكلمنا انتقدونا، و ان سكتنا ازدادو في تقليدهم الاعمى،
اليوم للاسف نقولها، اصبحنا لا نفرق بين مسلم و كافر في اللباس، و بعض المسلمين يفتخر لانه لباسه مثل الكفار،
لماذا نقلدهم في كل شيء؟
أليس هذا من ضعف الشخصية و الاحساس بالانهزامية؟
المغلوب يحاول جاهدا ودايما تقليد الغالب في كل شيء ليحس انه مثله، بكن الشيء الغريب ان العزة لنا و ليست لهم، فلماذا نتبعهم،
هل اجبرونا على ان نتبعهم؟
الجواب
لا
بل نحن من رضينا بالضعف و الانهزامية، و رضينا ان نكون اخر الامم و رضينا ان نكون مذلولين امامهم.
ربنا سبحانه و تعالى يقول
" كنتم خير أمة اخرجت للناس "
ربنا يقول انتم خير امة، و نحن كأننا نقول يا ربنا هم خير الامة، لهذا نحن نتبعهم، و الانسان المسلم يريد ان ينسلخ من دينه، يستحي حتى من القاء السلام لما يدخل في محاضرة، او درس في الجامعة، يخاف ان يضحكوا عليه، يستحي بدينه، و لا يفتخر به، بل يحاول ان لا يكتشفوا انه ملتزم، يقول انا لست متشدد، انا انسان عادي،
انظرو الذي يتبع السنة متشدد، و من يتبع و يقلد النصارى هو انسان normal (باش يفهموها)، كيف انقلت الاية،
ربنا تعالى يقول
"و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين"
فنحن امة منهاج، و أعزنا الله بالاسلام، فان ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله، و لن ترجع لنا عزنا و الله ثم و الله ثم تالله حتى نعود لديننا.
انتم اختارو:
الرجوع للدين و العزة
او
الابتعاد عن الدين (وفي الاخرة حساب عسير)، و العيش على الارض في الذل و الهوان
يا اخوان يجب ان نعلم ان اتباع النصارى في لباسهم و اكلهم و شربهم و مشيتهم، يولد محبتهم، و هذا يخدش احد اصول ديننا، الا و هو الولاء و البراء، ثم قد يتغير الباطن ايضا، هناك من يحب رونالدو و لا اعرف من ايضا من الاعبين وهم كفار،
و نبينا صلى الله عليه و سلم يقول
"ليس منا من تشبه بغيرنا"
"من تشبه بقوم فهو منهم"
"يحشر المرى مع من احب"
يا اخي هل ترضى ان تحشر يوم القيامة مع الفلان الكافر الذي قلدته في شعرك و لباسك
ام
مع نبيك و حبيبك صلى الله عليه و سلم
يا اختي، هل ترضين ان تحشري مع الفلانة الكافرة التي قلدتيها في لباسها
ام
مع امهات المؤمنين رضوان الله عليهم
و الله الامر خطير جدا يا اخوان، انتبهو من فضلكم
كيف نقلد المغضوب عليهم من اليهود، و الضالين من النصارى؟
كيف نحتفل بيوم للنصارى، يوم قد اشركوا فيه مع الله، و جعلوا التثليث، كيف ترضى ان تشاركهم في شركهم بالله.
يقول شيخ الاسلام اين تيمية رحمه الله
في المستدرك على مجموع الفتاوى
وأما إذا فعل المسلمون معهم أعيادهم مثل صبغ البيض وتحمير دوابهم بمغرة وبخور وتوسيع النفقات وعمل طعام فهذا أظهر من أن يحتاج إلى سؤال بل قد نص طائفة من العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك على كفر من يفعل ذلك"
و يقول في الفتاوى الكبرى
"فَمَنْ صَنَعَ دَعْوَةً مُخَالِفَةً لِلْعَادَةِ فِي أَعْيَادِهِمْ لَمْ تَجِبْ دَعْوَتُهُ، وَمَنْ أَهْدَى مِنْ الْمُسْلِمِينَ هَدِيَّةً فِي هَذِهِ الْأَعْيَادِ مُخَالِفَةً لِلْعَادَةِ فِي سَائِرِ الْأَوْقَاتِ لَمْ تُقْبَلْ هَدِيَّتُهُ، خُصُوصًا إنْ كَانَتْ الْهَدِيَّةُ مِمَّا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى التَّشَبُّهِ بِهِمْ، مِثْلُ إهْدَاءِ الشَّمْعِ وَنَحْوِهِ فِي الْمِيلَادِ، وَإِهْدَاءِ الْبَيْضِ وَاللَّبَنِ وَالْغَنَمِ فِي الْخَمِيسِ الصَّغِيرِ الَّذِي فِي آخَرِ صَوْمِهِمْ، وَهُوَ الْخَمِيسُ الْحَقِيرُ.
وَلَا يُبَايِعُ الْمُسْلِمُ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مُشَابَهَتِهِمْ فِي الْعِيدِ مِنْ الطَّعَامِ وَاللِّبَاسِ وَالْبَخُورِ ؛ لِأَنَّ فِي ذَلِكَ إعَانَةً عَلَى الْمُنْكَرِ."
ثم نرجع و ننظر من منظور اخر، كيف نتبع و نقلد من يقتلون اخواننا و يستحيون نسائنا، اين هي غيرتكم يا اخوان عن دينكم، عن كرامتكم.
اين هي غيرتكم عن دينكم الذي هو امانة في عنقوكم،
نقولها بكل مرارة و بكل حصرة
و الله لقد فرطنا في الامانة و ضيعناها، و نحن خونة، هذا الدين الذي مات عنه الملايين منذ عهد النبي الى عصرنا ههذا، ماتوا و قدموا ارواحهم في سبيل هذا الدين، و نحن ماذا فعلنا؟ امة المليار مسلم اين هي، كما قال انبي صلى الله عليه و سلم غثاء كغثاء السيل،
بالامس القريب، فرنسا، النصارى، يقتلون اجدادنا و يعذبونهم و يشردونهم و يغتصبون النساء، اين هي عزتكم؟ اين هي كرامتكم؟ اين هي نخوتكم؟، يقولون ان الجزائريين هم اهل عزة و اهل نخوة؟، لكن العزة و الكرامة و النخوة قد ذهبت، و بقيت اسماءها فقط نفتخر بها.
هل نتبع و نهنىء من قتل و شرد عائلاتنا و اجدادنا، كيف يا اخي تقول لقاتل ابوك او امك، عيد سعيد؟
هل انت احمق و ابله لهذه الدرجة؟
لو نقلدهم في علومهم و ابحاثهم و تكنولوجياتهم، لقلنا نعم التقليد، بل ليس تقليدا، بل هو استرجاع لعلومنا التي سلبوها منا يوما كانت العزة لنا.
اليوم يجد المسلم يبكي و هو يدعو الله، "يا رب ماذا فعلت، لماذا انا في المصائب؟ ماذا فعلت؟"
حاسب نفسك ماذا فعلك، تجده يقلد الكفار و يحتفل بأعيادهم وو و الخ
ثم يقول ماذا فعلت؟
كأنه لم يفعل شيء
الله تعالى يقول
"و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم"
يا اخوان لا يغرنكم الكفار من اليهود و النصارى بما عندهم، من الدنيا و زخرفها، "متاع قليل ثم مأواهم جهنم و بئس المصير"
فالمؤمن يعيش في قما قال النبي صلى الله عليه و سلم سجن، لانه لو علم حقيقة ما ينتظره في الجنة، و الله لن يصبر، و يرى الدقيقة تمر عليه سنوات من شدة عدم الصبر، و يرى هذه الدنيا كانها سجن.
يا اخوان، لتعرفو حقيقة هذه الدنيا، و ان ما فيها فان، العام الماضي، كان هناك ملوك و رؤساء، اين هم الان، هناك من مات، و هناك من هرب، و هناك من هو في السجن، الدنيا لا تدوم، اين هم المنجمون الذين يتنبؤن بالغيب، اين هم من يقولون نهاية العالم و العياذ بالله.
نختم كلامنا بحيث النبي صلى الله عليه و سلم
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
يا اخوان هذه سنة رسول الله امانة في عنوقكم عضوا عليها بالنواجذ
ان اخطأت فمن نفسي، و ان اصبت فمن الله وحده
و صلى الله وسلم على حبيبنا وقدوتنا رسول الله
و السلام عليكم و رحمة الله