دموع في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم
* سؤلت عن البكاء فأجبت:
– أنصحك بالبكاء.. فقد يخفف ذلك عنك.. وأن تدع كبريائك جانبا هذه المرة.. ودعني أخبرك بعض المواقف التي بكى فيها حبيبنا المصطفى أمام الصحابة الكرام دون أن يمنعه كبريائه من ذلك.
* كان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله حتى إذا ما قرأ القرآن أو قرئ عليه أخذته العبرة والخشية والبكاء تعظيما لكلام الله وخوفا منه وقد تم ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف عده منها هذا الموقف الخاشع:
– قال ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ علي . قلت: يا رسول الله ، آقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: نعم. فقرأت سورة النساء ، حتى أتيت إلى هذه الآية: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }. قال: حسبك الآن ). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان) رواه البخاري.
– وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال: ( يا إخواني لمثل هذا فأعدوا ) صحيح ابن ماجه.
– وقام ليلة يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حِجرهُ قالت عائشة: وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ( أفلا أكون عبدا شكورا ) رواه البخاري.
– وبكى صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم… وبكى لما مات عثمان بن مظعون… وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
– وعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
– بعد غزوة أحد نزل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ساحة المعركة وبدأ يتفقد الشهداء من المسلمين فوجد عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قتيلا وانفه وأذناه مقطوعتان وبطنه مبقور وكبده منزوعة وقد مضغت مضغة ثم رميت على جسمه فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن شدة بكاءه بكى معه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
– عن عبد الله بن عمر قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غشية فقال: ( أقد قضى ). قالوا: لا يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا فقال: ( ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا "وأشار إلى لسانه" أو يرحم ) رواه مسلم.
– وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه , فبكى وأبكى من حوله. فقال: ( استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي , واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي , فزوروا القبور , فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم.
– كما تعلم أخي الكريم آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن على الإسلام فقد ماتت قبل البعثة ولا يجوز الاستغفار لغير المسلمين.. فغلبت الرسول الكريم عاطفة الابن لأمه فبكى ذلك البكاء الشديد.
– أختم هذه الموضوع بموقف بكى فيه رسولنا الكريم وهو عندما وقع أبو العاصي أسيرا في أيدي المسلمين بعد إحدى الغزوات ( وكان على الشرك آن ذاك ) وكان زوجا لزينب رضي الله عنها ابنة الرسول الكريم وكان الزواج من المشركين لم يحرم بعد فجاءت زينب لتفدي أبو العاصي ولم يكن معها مالا فأتت بقلادة ورثتها من أمها خديجة رضوان الله عليها فعندما رأى الرسول هذه القلادة تذكر خديجة الزوجة الصالحة المخلصة الوفية فبكى في هذا الموقف.
* بعد هذه المواقف التي بكى فيها أعز البشر أما زلت مصرا على المحافظة على كبريائك بعدم البكاء؟؟
تقبل الله منا ومنكمـ
صالح الاعمال
شكرا على الموضوع…
ننتظر جديدك…
شكراااااااااااااااا
شكرا لكم جميعا على مشاركتكم الطيبة
وأسأل الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم
صالح الاعمال
خالص تحياتي لكمــ