التعرف على صاحب النص:
هو علي أحمد,أديب سوري ولد عام 1930م بقرية قصابين باللاذقية.اختار لنفسه اسم أدونيس منذ عام1948م إعجابا بهذه الشخصية الأسطورية.درس الفلسفة بجامعة دمشق وتخرّج بشهادتها1954م,ثم تابع دراسته في معهد الآداب الشرقية ببيروت وتخرج فيه بدكتوراه دولة.أصدر مجلة "مواقف" .عاش مدة في فرنسا,ثم أقام ببيروت.نال جائزة ندوة الشعر العالمي.عمل أستاذا في الجامعة اللبنانية.من دواوينه الشعرية:قالت الأرض ـ دليلة ـ قصائد أولى عام1957م ـ أوراق في الريح ـ أغاني مهيار ومن كتبه:مقدمة للشعر العربي ,الثابت والمتحوّل,صدمة الحداثة.
تمهيد:
لعل أخطر الآفات الاجتماعية أن يشعر المجتمع بالعجز وفقدان الأمل فيركن إلى الخمول فيدب فيه الضعف والهوان.خطير هذا الداء,فترى كيف شخّصه أدونيس؟وما هو الترياق الذي قدّمه للشفا منه؟
إثراء الرصيد اللغوي:
رصّع:زيّن/ ربانا:الربوة***8592;التلّة/ تمحق:تقضي,تزيل
اكتشاف معطيات النص ومناقشتها:
– في النص مجموعة من المشاهد الاجتماعية التي أنكرها الشاعر.عدّدها
هي مشاهد:اللهو وتبذير الوقت,الذّل والاستكانة,استعباد الحكام للشعب واستذلاله,الأنانية,التعصّب.
– هل ترى الشاعرـ من خلال النص ـ من دعاة الإصلاح أم من أصحاب التغيير الجذري؟ علّل.
الشاعر من دعاة التغيير الجذري,ومن العبارات الدّالة على ذلك:ألا ثورة في الصميم تبدّع من أول
– ما هي الدلالات التي تحملها كلمة "فراغ" ,وما علاقتها بمحتوى النص؟
الفراغ رمز إلى كل ما هو سلبي,فهي تعني الجمود,الخمول,التخلّف,التقهقر,الضّياع.فالشاعر ينكر على المجتمع هذه الصفات التي شدّته إلى الحضيض الأسفل .
– ما دلالة تكرار كلمتي(فراغ وثورة)في النص؟
هي في الحقيقة ثنائية الداء والدواء,وتكرارها يعني استفحال المرض واستعجال العلاج.
– استعان الشاعر كثيرا بالمعجم الطبيعي المتعلق بالأرض.ما البعد الاجتماعي لذلك؟
المعجم الطبيعي المتعلق بالأرض مثل(أنهارنا,ربانا,الحقولا,السهولا)له بعد اجتماعي يتمثل تمسك الشاعر بالأرض وخدمتها كونها مصدر الحياة والعيش الكريم والانتعاش الاجتماعي والحضاري
تحديد بناء النص وفحص انسجامه:
– على أيّ نمط اعتمد الشاعر في تصويره:النمط الوصفي أما الإخباري؟أم هما معا؟علّل.
اعتمد الشاعر على النمطين الوصفي والإخباري,فالأول استعمل فيه:الأحوال والصفات والإضافات
[لا يجد الخير خيرا,ألا ثورة في الصميم تشيد لنا بيتنا,الزمن الأجمل] أما النمط الخبري فقد استعان به في القسم الأوّل أين انتقد أوضاع المجتمع الخامل.
– حلّل الصورة الجمالية في قول الشاعر:فراغ زمان بلادي فراغ.وما هي دلالتها؟ وفيم تتمثّل بلاغتها؟
هي استعارة مكنية ,إذ شبه الزمن ـوهو أمر معنوي ـ بإناء فارغ أو بشيء أجوف للدلالة على الخمول
وعدم استغلال الوقت في البناء والتشييد وهي صورة تجسد العدمية والسلبية.
– في كل فقرة من النص رباط يوثّق أسطرها.كيف نسمي هذه الرابطة؟عرّفها
هذه الرابطة تسمى اللازمة, وهي عبارة يكررها الشاعر كونها محورية في نصه.
مجمل القول في تقدير النص :
يعد الشاعر أدونيس من دعاة التغيير الجذري ,ويتراوح شعره بين الواقعية والرمزية,ويرى في العمل ثورة متجددة,وأكثر من هذا إذ تحوّل إلى فلسفة خطيرة تقوم على أساس أنه لابد من هدم الدنيا وإعادة بنائها من جديد,بل يرمي إلى إلغاء الأنواع الأدبية بحيث ينشأ نوع واحد من الشعر والنثر والتاريخ والخاطرات..ثم الانفتاح المطلق لابتكار أشكال جديدة باستمرار.
ففي هذه القصيدة أثر من فلسفته التجديدية التي تحمل وعيا حضاريا وبعد اجتماعيا ,فهو يدعو المجتمع إلى الثورة العملية للقضاء على كل أشكال الخمول والتقاعس والذّل التي أثقلته إلى الأرض فأصبح يدور في دوامة الفراغ والضّياع.وقد جسد الداء والدواء في صورتين بيانيتين:
ـ فراغ زمان بلادي***8592;استعارة مكنية,إذ شبه الزمان بإناء فارغ للدلالة على عدم استثمار الوقت بالعمل والبناء الحضاري.
ـ ألا ثورة في الصميم,تشيد لنا بيتنا***8592;استعارة .م ,إذ شبه الثورة ببناء حاذق للدلالة على أهمية الثورة العملية في تغيير الوجه الحضاري .