المفعول المطلق(1)
المفعول المطلق: مصدر منصوب، يُذكَر بعد فعلٍ – أو شبهه(2) – من لفظه فيؤكّده، نحو: [زحف الجيش زحفاً، فوثقت أنه منتصرٌ انتصاراً…].
ويشتمل البحث في المفعول المطلق على مسألتين هما: أن يُحذَف، أو يُحذَف فعلُه (عامله).
أوّلاً – أنْ يُحذَف:
يُحذَف المصدر (المفعول المطلق) في حالات شتّى. لكنها على اختلافها وتنوعها، يحكمها ضابط واحد. هو أنّ المصدر – وإن حُذِف – يظلّ في الكلام ملحوظاً مُلتَمَحاً، ودونك البيان:
رجع القهقرى = رجع رجوعَ القهقرى
أكل كثيراً = أكل أكلاً كثيراً
ضربه سوطاً = ضربه ضربَ السوطِ
ضربه ذاك الضربَ = ضربه الضربَ ذاك
قعد جلوساً = قعد قُعودَ جلوسٍ
ضربه ثلاثين ضربة = ضربه ضرباتٍ ثلاثين
شبع كلَّ الشِّبَع = شبع شبعاً كلَّ الشبع(3)
ثانياً – أنْ يُحذَفَ فِعْلُه:
إذا حذف الفعل وبقي المصدر، نشأ معنى لم يكن لينشأ لولا الحذف(4). فمن ذلك أنْ تريد:
– إلى الأمر مثلاً، فتحذف الفعل فتقول: [رَمَلاً](5).
– أو إلى النهي، فتحذفه فتقول: [رَمَلاً لا عَدْواً](6).
– أو إلى الدعاء، فتحذفه فتقول: [سقياً لوطني].
– أو إلى التوبيخ، فتحذفه فتقول: [أَلَعِباً، وقد جدّ الناس؟!](7).
– أو إلى تفصيلِ عاقبةٍ، فتحذفه فتقول: [أقْدِمْ: فإمّا النصرَ وإمّا الشهادةَ(8)].
¨ شذور من المفعول المطلق:
في اللغة كلمات كثيرة تُعرَب مفعولاً مطلقاً، دونك شذوراً منها:
– حقّاً: نحو: [خالدٌ صديقي حقّاً].
– قطْعاً: نحو: [هذا مذهبي قطْعاً].
– سمعاً وطاعةً: [أي: أَسمع وأُطيع].
– عجَباً: كلمةٌ، معروفة المعنى والاستعمال.
– لبَّيك: [أي: أُلَبّي].
– شُكراً: كلمةٌ، معروفة المعنى والاستعمال.
– حَنانَيْكَ: [أي: تحنَّنْ].
– دَوالَيْكَ: كلمةٌ، تقال للتعبير عن تنقّل الأمر بين كذا وكذا.
– هنيئاً: كلمةٌ، معروفة المعنى والاستعمال.
– يقيناً: نحو: [عرفته يقيناً]. أي: أُوقِنُها يقيناً.
– بتّةً: وبتّاً والبَتَّةَ وألبتّةَ. (البتّ: القطع)، [لا أفعله بَتَّةً]، أي: قطعاً.
– سبحان الله: أي: تنْزيهاً لله عما لا يليق به.
– معاذَ اللهِ: (عاذ: لجأ واعتصم)، أي: أعوذ بالله.
– تَبّاً له: أي: هلاكاً له.
– (ما وأيّ: الاستفهاميتان): إذا استُفهِم بهما عن المصدر:
نحو: [ما نمت؟] = أيَّ نومٍ نمتَ؟ ونحو: [أيَّ سفرٍ تسافرون؟].
– (ما وأيّ ومهما: الشرطيات):
نحو: [ما تجلسْ أجلسْ = أيَّ جلوسٍ تجلسْ أجلسْ].
ونحو: [أيَّ سيرٍ تسرْ أسرْ].
ونحو: [مهما تقرأْ تستفدْ].
* * *
نماذج فصيحة من استعمال المفعول المطلق
· قال مجنون بني عامر (الديوان /277):
وقد يجمع اللهُ الشَّتيتَين بعدما يَظنّان كلَّ الظنِّ أَنْ لا تلاقِيا
الأصل: يظنان ظنّاً كلَّ الظنّ، ثمّ حذف المصدر وهو: [ظناً]، ونابت كلمة [كلَّ] عنه، وأضيفت إلى المصدر، فكانت نائب مفعول مطلق.
· ]فلا تميلوا كلَّ المَيْل[ (النساء 4/129)
يقال في الآية ما قيل في [يظنان كلّ الظن]، من أنّ الأصل: لا تميلوا مَيلاً كلَّ الميل، ثم حذف المصدر وهو: [مَيلاً]…
· قال الشاعر (همع الهوامع 3/123):
لأَجهدنَّ فإمّا دَرْءَ مَفسدةٍ تُخشَى، وإمّا بلوغَ السُّؤْلِ والأَمَلِ
[درءَ]: في صدر البيت، مفعول مطلق، وكذلك [بلوغَ] في عجز البيت فإنه مفعول مطلق أيضاً. وقد حُذِف فِعلاهما وهما: [أدرأ وأبلغ]، لأنّ الشاعر ابتغى تفصيل عاقبةِ ما أقسم على بذله من الجهد. إذ قال: [فإما درءَ … وإما بلوغَ…] وكان الأصل قبل الحذف هو: [فإما أدرأ درءَ مفسدة، وإما أبلغ بلوغَ السُّؤل]. والقاعدة: أنّ
الفعل يُحذَف، فينشأ معنى لم يكن لينشأ لولا الحذف، فلو لم يحذف الشاعر الفعلين بل قال: [أدرأ درء مفسدة، وأبلغ بلوغَ السؤل] لكان ما يتحصّل من قوله هو التوكيد، ولمّا كان لا يريد التوكيد بل يريد تفصيل عاقبةِ جهده، حَذف الفعل، فدلّ المصدر بعد حذف فعله على المعنى الذي أراد إليه الشاعر.
هذا، وترى الاستعمال نفسَه في القرآن الكريم، ففي سورة (محمّد 47/4) ]فشُدّوا الوَثاق فإمّا مَنّاً بعدُ وإمّا فداء[ ويقال هاهنا مثل الذي قيل في: [لأجهدنّ فإما… وإمّا…].
فبعد شدّ الوثاق، تُتَوَقَّع عاقبة، وقد أبانتها الآية تفصيلاً، إذ قالت: [فإما… وإما…] وهكذا جاء المصدر مفصِّلاً لمجملٍ قبله، ومبيناً لعاقبته ونتيجته، وما كان ذلك ليتحقق لولا حذف الفعل. فهاهنا مصدران منصوبان [منّاً وفداءً] حُذِف فعلاهما فأدّى حذفهما إلى معنى التفصيل وبيان العاقبة. ولو ذُكِرا فقيل: [فإما أن تمنوا منّاً وإما أن تفادوا فداءً]، لكان الذي يتحصل هو التوكيد.
· قال الشاعر (الجنى الداني /531):
وقد شفَّني ألاّ يزال يروعني خيالُكِ: إمّا طارقاً، أو مغادِيا
أوردنا هذا البيت شاهداً لصحة قول من يقول: [إمّا… أو…]، كما يصحّ قوله: [إمّا… وإمّا…]، فكلا التركيبين وارد وصحيح.
· قال قَطَريّ ابن الفجاءة (أوضح المسالك 2/39):
فصبراً في مجال الموت صبراً فما نَيْلُ الخُلودِ بمستطاعِ
[صبراً]: مصدر منصوب، ناب عن فعله المحذوف، والفعل هنا لا يُحذَف إلاّ لتحقيق معنى، لم يكن لينشأ لولا الحذف. وبيان ذلك، أنْ لو قيل: [اصبر صبراً] لكان المعنى المراد هو التوكيد. لكن لما حُذف الفعل فقال الشاعر: [صبراً]، عُرِف أنه أراد إلى الأمر بالصبر.
· ]واللهُ أنبتكم من الأرض نباتاً[ (نوح71 /17)
يلاحظ في الآية أنّ الفعل هو [أنبت – يُنبت] ومصدره قياساً، هو [إنبات]. ولكن المصدر الذي ورد في الآية هو: [نبات] لا [إنبات]. فدلّ ذلك على أنّ جَذْر المادة، هو ما يُنظر إليه في المفعول المطلق، لا وزن المصدر وقياسيته. وقل مثل ذلك في [سلّم سلاماً وتسليماً] فكلا المصدرين مفعول مطلق، وقل الشيء نفسه في قول القائل: [توضّأ توضُّؤاً ووضوءاً]، فكلا المصدرين هنا أيضاً مفعول مطلق.
ومن هذا قوله تعالى: ]وتبتّل إليه تبتيلاً[ (المزّمل 73/8) فالمفعول المطلق الوارد هنا في الآية هو:[تبتيل]، والتبتيل ليس مصدراً لـ [تبتّل]، بل مصدر تبتّل هو [تبتُّلٌ].
ويتبين من هذا: أنّ الفيصل المحكّم في المفعول المطلق، هو جذر المادة، لا وزنُ المصدر وقياسيته.
· قال العجّاج (الديوان 1/480):
أَطَرَباً وأنتَ قِنَّسْرِيُّ(9)؟!! والدَهْرُ بالإنسانِ دَوّارِيُّ؟!!
[أطرباً]: هاهنا مصدر منصوب (مفعول مطلق)، مسبوق بهمزة استفهام، وأما فعله فمحذوف. والأصل قبل الحذف والإتيان بالهمزة: [تطرب طرباً]، فيكون المصدر للتوكيد.
لكن الشاعر حذف الفعل؛ والفعل إذا حُذف وبقي المصدر، تحقق معنى لم يكن لينشأ لولا الحذف.
وقدّم على المصدر همزة استفهام يؤتى بها هاهنا إذا أريد التوبيخ، فدلّ ذلك على ما ابتغاه الشاعر وقصد إليه من إرادة التوبيخ.
· ولهذا الاستعمال نظير مماثلٌ من قول جرير، يهجو خالد بن يزيد الكندي (الديوان /650):
أَلُؤْماً لا أَبَاْ لَكَ واغترابا؟!!
فهاهنا مصدر منصوب (مفعول مطلق)، حُذف فعله، والأصل قبل الحذف: [تلؤم لؤماً]. وأتى بهمزة للاستفهام التوبيخي سبقت المصدر: [ألؤْماً]، فدلّ ذلك على أنّه إنما قصد إلى التوبيخ.
· ]وكلَّم اللهُ موسى تكليماً[ (النساء 4/164)
[تكليماً]: مصدر منصوب (مفعول مطلق)، جاء بعد فعلٍ من لفظه – على المنهاج – فأفاد التوكيد.
· ]فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً[ (الإسراء 17/36)
[جزاءً]: مصدر منصوب (مفعول مطلق)، عامله الناصب له، مصدر أيضاً هو: [جزاؤكم]. وقد كنا ذكرنا في تعريف المفعول المطلق: أنه مصدر منصوب، يُذكَر بعد فعلٍ – أو شبهه – من لفظه. وشبه الفعل هنا هو: المصدر والمشتقات، مما يعمل عمله. واستكمالاً للمسألة، نورد قوله تعالى:
· ]والذاريات ذرواً[ (الذاريات 51/1)
فإنّ [ذرواً] في الآية، مصدر منصوب (مفعول مطلق)، عامله الناصب له، هو [الذاريات]. وهو اسم فاعل، ومن المعلوم أنّ اسم الفاعل يشبه الفعل، إذ يعمل عمله.
· ]فمَن يكفرْ بعدُ منكم فإني أعذّبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين[
(المائدة 5/115)
فعلُ [أعذّبه]، تكرر في الآية مرّتين، ومع كلّ فعل منهما ضمير متصل هو الهاء. فأما مع الفعل الأول فالضمير يعود إلى الذي يكفر، أي: [أعذب الذي يكفر]، فهو إذاً مفعول به. وأمّا مع الفعل الثاني فالضمير يعود إلى [عذاباً]، أي: [لا أعذب العذابَ]. وبتعبير آخر: [لا أُنزِل هذا العذابَ المذكورَ بأحد من العالمين]، فيكون الضمير مفعولاً مطلقاً، لا مفعولاً به كما يتبادر إلى الذهن أول وهلة.
· ]فاجلدوهم ثمانينَ جلدة[ (النور 24/4)
[ثمانين]: نائب مفعول مطلق منصوب. وقد حذف المصدر وأنيب عنه عدده، وظلّ المصدر المحذوف ملحوظاً ملتمحاً، على أنّ الأصل قبل الحذف: [فاجلدوهم جلداتٍ ثمانين].
* * *
——————————————————————————–
1- كتب الصناعة تسمّي المفعول المطلق: (المصدر). ولقد جرى الاصطلاح على تسميته: [المفعول المطلق] لأنه مفعول لا يقيَّد بأداة، على حين تقيد المفاعيل الأخرى بذلك، فيقال: [المفعول به (81)، والمفعول معه (84)، والمفعول لأجله (82)، والمفعول فيه (50)].
2- شبه الفعل – كما ذكرنا من قبلُ مرّات – ما يعمل عمله، من اسم فاعل (11) واسم مفعول (15)…
3- كلّ ونصف وربع وبعض… جميعها في الحُكْم والاستعمال سواءٌ. تقول: [شبعتُ كلَّ الشبع ونصفَ الشبع ورُبعَ الشبع وبعضَ الشبع وهكذا…]، والنحاة إذا ذكروا: [كلّ] جمعوا إليها [بعض] و[أيّ] الكمالية، نحو: [اجتهدت بعض الاجتهاد] أو [أيَّ اجتهاد !!].
4- يصحب الفعلَ مصدرُه في الأصل للتوكيد نحو: [شربتُ شُرباً]. فإذا حُذف الفعل زال معنى التوكيد-بالضرورة- إذ المحذوف لا يؤكَّد. فينشأ من جرّاء ذلك معانٍ أخرى، مِن أمرٍ أو نهي أو توبيخ أو تفصيلِ عاقبة.
5- الرمَل: الهرولة، ومن المألوف أن يقول الضابط لجنوده في أثناء التدريب: [رَمَلاً]، فيفهموا – وقد حذف الفعل – أنه يأمرهم بالهرولة. ولو قال لهم: [ارملوا رملاً] لكان معنى الأمر ناشئاً من صيغة: [ارملوا] وكان المصدر [رملاً] لتوكيد الأمر. فإذا حذف الفعل وقال لهم: [رملاً]، أدّى المصدرُ معنى الأمر واستقلّ به. فهذا هو السر في حذف الفعل.
6- لا يأتي النهي هنا وحده مستقلاًّ، بل يأتي بعد الأمر، مصاحِباً له.
7- يلاحَظ أنّ المصدر – في حالة التوبيخ – يُسبَق بأداة استفهام.
8- بيان ذلك أنّ الإقدام في المعارك، له نتيجة وعاقبة، هما النصر أو الشهادة، وقد بيّنهما المثال [فإمّا… وإمّا…].
9- القِنَّسْريّ: الكبير المسنّ، الذي أتى عليه الدهر. والبيت للعجّاج والد رؤبة.
المفعول المطلق
المفعول المطلق تعريفه : اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه . نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما . فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر . وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه عن شاء الله . ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو 59 ـ قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 . 60 ـ أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 . وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 . ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .
أنواعه : 1 ـ يأتي المصدر لتوكيد فعله . نحو : قفز النمر قفزا . وأجللت الأمير إجلالا . 61 ـ ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 . فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها . ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 . وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 . ــــــــــ 1 ـ 24 الغاشية . 2 ـ 46 إبراهيم . 3 ـ 19 الإسراء . 4 ـ 164 النساء . 5 ـ 4 ، 5 الواقعة . 6 ـ 21 الفجر .
28 ـ ومنه قول الشاعر : أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد عليّ جنون 2 ـ لبيان نوعه . نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا . ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم . فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ، وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ، وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله . 62 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 . ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 . وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 . وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 . 29 ـ ومنه قول المتنبي : لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة إلا إذا شقيت بك الأحياءُ 3 ـ أو لبيان عدده . نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين . " فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل . فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما مصدر أسم مرة . 63 ـ ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 . ــــــــــ
1 ـ 71 الأحزاب . 2 ـ 1 الفتح . 3 ـ 13 آل عمران . 4 ـ 33 الأحزاب . 5 ـ 14 الحاقة .
* تثنية المفعول المطلق وجمعه : 1 ـ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول : انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات . 2 ـ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة . نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد . بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد . 3 ـ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته . نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .
* عامل المفعول المطلق : يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي : 1 ـ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما . وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة . 2 ـ المصدر . 64 ـ نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 . فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم . 3 ـ اسم الفاعل . 65 ـ نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 . صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات . 4 ـ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا . قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح . 5 ـ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما . فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل : أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني . ـــــــــــ 1 ـ 63 الإسراء . 2 ـ 1 الصافات . ما ينوب عن المفعول المطلق وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ، أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ، لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل : 1 ـ مرادف المفعول المطلق . نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا . فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا . الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه . وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا . ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا . غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ، أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) . 66 ـ ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 . 2 ـ ينوب عنه أسم المصدر . واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا . فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان . ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما . 67 ـ ومنه قوله تعالى : { فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }3 . وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }4 . ــــــــــــ 1 ـ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني . 2 ـ 17 الطارق . 3 ـ 37 آل عمران . 4 ـ 17 نوح .
4 ـ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون أكثر أحرفا من المصدر الأصلي . 68 ـ نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}1 . فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق .
30 ـ ومنه قول امرئ القيس : فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ 4 ـ صفة المصدر المحذوف . نحو : ضحكت كثيرا . فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا . ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا . 69 ـ ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }2 . وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }3 . 5 ـ لبيان نوعه . نحو : رجع العدو القهقرى . فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل . والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى . ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى . 6 ـ لبيان عدده . نحو : صليت ركعتين . ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى . ـــــــــ 1 ـ 8 المزمل . 2 ـ 10 الجمعة . 3 ـ 41 آل عمران .
ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة . فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب . 70 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 . 7 ـ ما يدل على آلته . نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا . ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة . 8 ـ الإشارة إليه . نحو : أقدره هذا التقدير . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق . التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق . ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية . 9 ـ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق . نحو : أحترمه كل الاحترام . كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب . ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير . وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه . 71 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 . وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 . 31 ـ ومنه قول الشاعر : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا ــــــــــــ 1 ـ 3 النور . 2 ـ 129 النساء . 3 ـ 29 الإسراء .
10 ـ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق . نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل . فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " . والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري . 72 ـ ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }1 . 11 ـ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق . وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ . نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد . واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد . فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه . 12 ـ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان . نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟ 73 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }2 . 13 ـ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات . نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك . 14 ـ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر . نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد . وأصل " أي " صفة للمصدر . ــــــــــــ 2 ـ 115 المائدة . 3 ـ 227 الشعراء .
حذف عامل المفعول المطلق : يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي : أولا : حذف العامل جوازا : 1 ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة . أي : سبحت سباحة جيدة . ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية . وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين . ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث . 2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها . كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا . وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا . غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة . أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟
ثانيا ـ حذف العامل وجوبا : يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية : 1 ـ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله . نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة . ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا . والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة . 2 ـ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) . نحو : محمدٌ قياما قياما . فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي . وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ . 32 ـ ومنه قول الخنساء : ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت فإنما هي إقبال وإدبار 3 ـ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا . نحو : ما يوسف إلا اتكالا . والتقدير : إلا يتكل اتكالا . وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه . 4 ـ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة . نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا . وأحمد صديقي قطعا . والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا . وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذي تقوم عليه الجملة . 5 ـ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى . ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر . نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال . لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه . فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ . ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء . ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى . 6 ـ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال . نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا . والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ، وأطيعك طاعة . 7 ـ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة . نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .
المصدر النائب عن فعله : مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه . وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل عمل فعله فيأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي : 1 ـ مصدر يقع موقع الأمر والنهي . مثال الأمر : انقضاضا على العدو . انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول : انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله . ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين . 74 ـ ومنه قوله تعالى : { فسحقا لأصحاب السعير }1 . 33 ـ ومنه قول قطري بن الفجاءة : فصبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا . خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . لا : حرف نهي . ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا . 2 ـ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ . نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس . أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب . 34 ـ ومنه قول الشاعر : أذلا إذا شب العدو نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد . أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وقد يراد به التوجع . 35 ـ كقول سحيم عبد بني الحسحاس : أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا
فوائد وتنبيهات : 1 ـ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة . نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم . أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين . 2 ـ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا . نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ . 3 ـ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا . 4 ـ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا . وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد . ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره . 5 ـ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة . فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " . والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة . 6 ـ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب . ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور . والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف . والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور . أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور . 7 ـ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف : المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا . نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا . أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد . فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل . أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخرى غير المفعول المطلق . أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلقة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك . 8 ـ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها . نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء . وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها . نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل . ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا تطابقه في غيرها . 9 ـ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .
|