التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

ركن من أركان العقيدة تغافل عنه كثير من الناس.

ركن من أركان العقيدة تغافل عنه كثير من الناس.


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد:من أهم القضايا العقدية التي تربط بين أبناء المسلمين وتصل بين أفرادهم في بُعدٍ عن النعرات الجاهلية والروابط الأرضية المادية قضية الولاء والبراء،الولاء في الله ومن أجله، والبراء في الله ومن أجله، الولاء للمؤمنين، والبراء من الكافرين والمنافقين وسائر أعداء الدين.
الولاء والبراء: أصل عظيم من أهم أصول العقيدة الإسلامية المميزة لأتباعها، من أجلها أهلك الله المكذبين، وأنجى الموحدين، من أجلها أغرق الله ولد نوح لما كفر بالله، وأنقذ أهله من الطوفان لما آمنوا، من أجل الولاء والبراء تبرأ إبراهيم -عليه السلام- من أبيه وقومه، وهاجر إلى ربه، ومن أجله قاتل الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشيرتهم لما كفروا، وتبرأوا منهم، من أجل الولاء والبراء قامت سوق الجنة والنار.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) [متفق عليه].
الولاء والبراء في الإسلام: معناه ومفهومه أن توالي من أجل الله تعالى وتعادي من أجله، تحب في الله، وتبغض فيه، فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، وهو أصل عظيم من أصول العقيدة والإيمان، يجب على العبد المسلم مراعاته، وبناءُ علاقاته مع الناس عليه، فقد روى الإمام أحمد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)) ولقد أكثر الله -سبحانه وتعالى- من ذكر الولاء والبراء في كتابه الكريم تبييناً لأهميته ومكانته في حياة المسلمين، قال الله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران] قال أهل التفسير: "نهى الله عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين كقرابةٍ بينهم أو صداقة قبل الإسلام أو غير ذلك من الأسباب التي يُتصادق بها ويُتعايش"، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [(51) سورة المائدة] قال حذيفة -رضي الله عنه-: "ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر، فإن الله يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [(51) سورة المائدة].
نعم عباد الله: كيف يدّعي رجل محبة رسول الله وهو يحب أعدائه الذين ظاهروا الشياطين على عداوتهم واتخذوهم أولياء من دون الله.
أتحب أعداء الحبيب وتدّعي *** حباً له ما ذاك في إمكانِ
وكذا تعادي جاهداً أحبابه *** أين المحبةُ يا أخا الشيطانِ؟
شرط المحبة أن توافق من تـ *** حبُّ على محبته بلا عصيانِ
فإذا ادّعيت له المحبة مع خلافك *** ما يحب فأنت ذو بهتانِ
أيها المسلمون: إن عقيدتنا تحرم علينا موالاة الكافرين والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، ولو كانوا عرباً، ولو كانوا من أقرب الناس نسباً وتوجب العقيدة علينا البراءة منهم والبعد عنهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [(23) سورة التوبة] قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [(22) سورة المجادلة] فقد نفى الله -سبحانه وتعالى- الإيمان عمّن هذا شأنه، ولو كانت مودته ومحبته ومناصحته لأبيه وأخيه وابنه ونحوهم من أقربائه فضلاً عن غيرهم مما يدل على عظم الأمر وخطورته، وأن الواقع فيه قد يخرج من الإيمان إلى الكفر بمقدار ما قام به من ولاءٍ ومحبةٍ لهم.
ومن أصول أهل السنة: أن من لم يكفر الكافرين أو يشك في كفرهم أو يتبرأ منهم فقد كفر، ولقد عاتب الله بعض المؤمنين لموالاتهم ونصحهم للمشركين، ذكر ابن إسحاق في السيرة عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه- قال: "لما أجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسير إلى مكة لفتحها أخفى الأمر، فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهلها يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة من مزينة مولاةً لبني عبد المطلب، وجعل لها جُعلاً على أن تبلّغه المشركين فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه شعرها، وخرجت به، وأتى رسول الله الخبر من الله بما صنع حاطب، فبعث علياً والزبير، وقال لهما: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب كتاباً إلى مكة يحذّرهم ما قد أجمعنا لهم من أمرنا"، فخرجا حتى أدركا المرأة بالحليفة فاستنزلاها واستخرجا الكتاب من عقاصها، فأتيا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا حاطباً وقال له: ((يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟)) قال: يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله، ما غيّرت ولا بدّلت، ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم من أهل وعشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولدٌ وأهلٌ أخشى عليهم فصانعتهم من أجلهم، فقال عمر -رضي الله عنه-: "دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فأنزل الله تعالى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} [(1) سورة الممتحنة] روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "لما كان يوم بدر والتقوا فهزم الله المشركين فقُتل منهم سبعون رجلاً وأُسر منهم سبعون، فاستشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعمر وعلياً، فقال أبو بكر: يا نبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فأنا أرى أن تأخذ منهم الفداء فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضداً" فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما ترى يا ابن الخطاب؟)) فقال: "والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قال عمر، فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر: غدوتُ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاءً بكيت، وإن لم أجد بكاءً تباكيت لبكائكما؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الذي عرض عليّ أصحابك من الفداء، ولقد عُرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة -لشجرة قريبة- وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ} [(67) سورة الأنفال] إلى قوله: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(68) سورة الأنفال] أي من الفداء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن كان ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل عذاب ما أُفلت إلا عمر)).
فأين هذا مما يفعله كثير من المسلمين من موالاة أعداء الأمة، والسعي في مصالحهم؟! بل ومحاربة أبناء جلدته من المسلمين؟!..لقد ضيع فئام من المسلمين هذا الأصل العظيم مع شديد الأسف، وجهِلوا مفهومه، واتخذوا الكفار واليهود والنصارى أولياء، إخواناً وأصدقاء، ناهيكم عباد الله عما يقع في مجتمعات المسلمين من تضييع أسس هذا الجانب العقدي والتفريط فيه، فتجد من يوالي المنافقين العلمانيين ويبادلهم المحبة بحجّة داحضة وهي إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً.
أين الولاء والبراء مما عليه كثير من المسلمين لا سيما أبناؤهم من التشبه بالكفرة والملحدين في لباسهم وميوعتهم وكلامهم وأخلاقهم؟! مما يؤكد على الحب لهم، وهذا يورث نوعاً من التبعية لهم، فمن تشبه بقوم فهم منهم.
أين الولاء والبراء ممن يُعينهم ويُناصرهم على المسلمين بأيّ وسيلة كانت، بل ويمدحهم ويذب عنهم؟ وهذا من أسباب الردة ونواقض الإسلام عياذاً بالله.
أين الولاء والبراء ممن يستعين بهم من دون المؤمنين، ويثق بهم ويوليهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين ويتخذهم بطانة ومستشارين؟ وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [(118) سورة آل عمران].
أين الولاء والبراء أيها لمسلمون ممن يستقدمون الكفرة إلى بلاد المسلمين ويجعلونهم عمالاً وسائقين ومربين في البيوت ويتركون المسلمين المحتاجين دون عملٍ أو صناعة؟.
أين الولاء والبراء ممن يشاركونهم في أعيادهم ومناسباتهم وتهنئتهم بها ويمدحونهم ويشيدون بما هم عليه من مدنية وحضارة ويُعجبون بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظرٍ إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد؟!.
أين الولاء والبراء عمّن يخاطبهم بألفاظ الاحترام والتبجيل، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بقوله: ((لا تقولوا للمنافق: يا سيد، فإنه إن يَكُ سيداً فقد أسخطتم ربكم -عز وجل-)) [رواه البخاري].
أيها المسلمون: إن الولاء والبراء أسٌ من أسس العقيدة المهمة التي لن يسلم لأحد دينه إلا بالمحافظة عليه، فإن اليهود والنصارى والذين أشركوا يدبورن ضد المسلمين الخطط، ويحيكون لهم المؤامرات مهما كانت ثقة المسلمين بهم، وصدق الله العظيم حيث يقول: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [(120) سورة البقرة].

دخل عمر بن الخطاب على قاضيه أبي موسى الأشعري فسأله عن كاتبه فقال: لي كاتب نصراني، فقال: قاتلك الله، أما سمعت قول الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [(51) سورة المائدة] ألا اتخذت كاتباً حنيفاً؟ قال: يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه، فقال عمر: "ألا لا تكرموهم وقد أهانهم الله، ولا تُعزّوهم وقد أذلهم الله، ولا تدنوهم وقد أقصاهم الله" روى مسلم في صحيحه والإمام أحمد واللفظ له عن عروة عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الجمرة فقال: إني أردت أن أتبعك وأصيب معك قال: ((تؤمن بالله -عز وجل- ورسوله؟)) قال: ((لا)) قال: ((ارجع فلن نستعين بمشرك)) قال: ثم لحقه عند الشجرة ففرح بذاك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان له قوة وجلد فقال: جئت لأتبعك وأصيب معك، قال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: لا، قال: ((ارجع فلن أستعين بمشرك)) قال: ثم لحقه حين ظهر على البيداء فقال له مثل ذلك، قال: ((تؤمن بالله ورسوله؟)) قال: نعم، قال: ((فخرج به)).
إن الناس في الولاء والبراء على أقسام ثلاثة:
أولهم: من تجب محبته محبة خالصة لله تعالى لا معاداة فيها وهم المؤمنون من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وعلى رأسهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وثانيها: من يبغض ويعادى بغضاً ومعاداةً خالصين لله تعالى لا محبة فيهما ولا موالاة معهما، وهم الكفار والمنافقون والمشركون على اختلاف أجناسهم وشعوبهم، ويلحق بهؤلاء من يظهر معاداته للدين من العلمانيين والحداثيين وأذنابهم من المنافقين.
وثالثها : من يحب من وجه ويبغض من وجه، فتجتمع فيه المحبة والعداوة، وهؤلاء هم العصاة من المؤمنين، يحبون على قدر ما فيهم من الإيمان، ويُبغضون لما فيهم من المعصية التي لم تبلغ درجة الكفر والشرك، وهذه المحبة لهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم، فلا يجوز السكوت على معاصيهم، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله -عز من قائل-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب] وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من صلى عليّ صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً))..سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك.




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

تعريف العقيدة للشيخ صالح الفوزان

تعريف العقيدة للشيخ صالح الفوزان


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم
"تعريف العقيدة" للشيخ صالح الفوزان

العقيدة لغة:
مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء، واعتقدت كذا: عقدت عليه القلب والضمير. والعقيدة: ما يدين به الإنسان، يقال: له عقيدة حسنة، أي: سالمةٌ من الشك. والعقيدةُ عمل قلبي، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به.

والعقيدةُ شرعًا:

هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان.
والشريعة تنقسم إلى قسمين: اعتقاديات وعمليات:
فالاعتقاديات: هي التي لا تتعلق بكيفية العمل، مثل اعتقاد ربوبية الله ووجوب عبادته، واعتقاد بقية أركان الإيمان المذكورة، وتُسمَّى أصلية.
والعمليات: هي ما يتعلق بكيفية العمل مثل الصلاة والزكاة والصوم وسائر الأحكام العملية، وتسمى فرعية؛ لأنها تبنى على تلك صحة وفسادًا [شرح العقيدة السفارينية (1/4). وقوله: (على تلك) أي: على الاعتقاديات].
فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين وتَصحُّ معه الأعمال، كما قال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف/110].
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر/65].
وقال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ، أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر/2، 3].
فدلّت هذه الآيات الكريمة، وما جاء بمعناها، وهو كثير، على أن الأعمال لا تُقبلُ إلا إذا كانت خالصة من الشرك، ومن ثَمَّ كان اهتمام الرسل – صلواتُ الله وسلامه عليهم – بإصلاح العقيدة أولاً، فأول ما يدعون أقوامهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، كما قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل/36].
وكلُّ رسول يقول أول ما يخاطب قومه:
{اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف/ 59، 65، 73، 85] قالها نوح وهود وصالح وشعيب، وسائر الأنبياء لقومهم.
وقد بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عامًا يدعو الناس إلى التوحيد، وإصلاح العقيدة؛ لأنها الأساسُ الذي يقوم عليه بناءُ الدين. وقد احتذى الدعاة والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين، فكانوا يبدءون بالدعوة إلى التوحيد، وإصلاح العقيدة، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين.

بيان مصادر العقيدة ومنهج السلف في تلقيها

العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة.
فما دلّ عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به، واعتقدوه وعملوا به. وما لم يدل عليه كتاب الله ولا سنة رسوله نقَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه؛ ولهذا لم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد، بل كانت عقيدتهم واحدة، وكانت جماعتهم واحدة؛ لأن الله تكفّل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله باجتماع الكلمة، والصواب في المعتقد واتحاد المنهج، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران/103].
وقال تعالى: {فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه/23].
ولذلك سُمُّوا بالفرقة الناجية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بالنجاة حين أخبر بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، ولما سئل عن هذه الواحدة قال: "هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" [الحديث رواه الإمام أحمد].
وقد وقع مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على غير الكتاب والسنة، من علم الكلام، وقواعد المنطق الموروثَيْن عن فلاسفة اليونان؛ حصل الانحرافُ والتفرق في الاعتقاد مما نتج عنه اختلافُ الكلمة، وتفرُّقُ الجماعة، وتصدع بناء المجتمع الإسلامي.

——————————————————————————–

المرجع : كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح الفوزان

{منقول}




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

العقيدة أساس الإيمان ولبُّه

العقيدة أساس الإيمان ولبُّه


الونشريس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شُرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ ألاَّ إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم.

أمَّا بعد:
فلقد ظهر في الآونة الأخيرة بين المسلمينَ بعضُ الجهَّال، الذين يُثيرون الشُّكوك والشُبه الباطلة حول العقيدة الإسلاميَّة، بحجَّة أنَّ تعلُّمَها ليس من الأمور المهمَّة، ويقولون: "يكفي المسلمَ أن يتعلم الإيمان فقط، بدون دراسة العقيدة وتعلمها وفهمها"، ويحتجُّون على ذلك بأنَّ لفظ العقيدة لم يرد في الكتاب ولا في السنة.

وهذا القول في الحقيقة تناقضٌ ناتج عن عِدَّة أمور:
أولاها: جهلٌ مُركَّب من قِبَل هؤلاء القوم؛ حيثُ ظنُّوا أنَّه يُمكن الحصول على الإيمان بدون عقيدة صحيحة؛ إذ كيف يتعلم المسلمُ الإيمانَ، أو يصل إلى الإيمان بدون عقيدة، وبدون تعلُّم العقيدة على مِنْهاج أهل السنة والجماعة والتربية عليها؟!

ثانيها: الجهل بمعنى الإيمان عند أهل السُّنَّة، فنشأ عن ذلك أن ظنُّوا أنَّ العقيدة شيء دخيلٌ على الإيمان ولا عَلاقةَ لها بالإيمان.

ثالثها: ضعف التدبُّر للقرآن الكريم والسُّنة النَّبوية، وما فيهما من تركيزٍ على أقوال وأعمال القلب، من مثل قوله – تعالى -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2]، وقوله – تعالى – {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10]، وقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صَلَحَت صَلَحَ الجسد كلُّه، وإذا فَسَدت فَسَدَ الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب))؛ رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب "فضل من استبرأ لدينه وعرضه"، (رقم: 52)، ومسلم كتاب المساقاة، باب "أخذ الحلال وترك الشُّبهات"، (107/1599).

فلم يعطوا قولَ القلب وعمله نفسَ العناية التي أعطاها كتابُ الله وسنةُ رسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لهما، وظنُّوا أن معنى العقيدة لا وجودَ له في الكتاب والسنة، مستدلين بعدم وجود اللفظ.

ولذلك اقتضى الأمرُ توضيح أهمية العقيدة الإسلامية الصحيحة، عقيدة أهل السنة والجماعة، وذكر الفَرْق بينها وبين الإيمان، والرَّد على هؤلاء المشاغبين، من باب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وتوضيح الحق وردِّ الشبهات؛ حمايةً للشريعة من تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، وحرصًا على عدم الإطالة؛ سيكون هذا البيان في نقاط واضحة؛ طلبًا للاختصار.

فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: هناك فرق بين العقيدة والإيمان في اللُّغة والاصطلاح.

فالعقيدة لغةً: تأتي بمعنى الشَّدِّ والتوثيق والرَّبط والتأكيد؛ ينظر: "معجم مقاييس اللغة"، لابن فارس، (4/86-87)، و"لسان العرب"، لابن منظور، (9/309)، و"القاموس المحيط"، للفيروزآبادي، (ص: 383-384)، و"الصحاح"، للجوهري، (ص: 186-187).

والعقيدة اصطلاحًا: هي ما يعقد ويوثق الإنسان عليه قلبه وضميره، ويجزم به؛ حتَّى يكون من الأُمور التي لا تقبل نفسُه الشَّكَّ فيها.

والعقيدة الصَّحيحة "عقيدة أهل السنة والجماعة": هي ما يعقد ويُوثق المؤمنون المتَّبعون للنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قلوبَهم وضمائرَهم عليه، من الأمور التي ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في سنته.

أمَّا الإيمان لغةً: التصديق؛ ينظر: "لسان العرب"، لابن منظور، مادة: "أ م ن"، و"معجم مقاييس اللغة"، لابن فارس، مادة: "أ م ن".

الإيمان اصطلاحًا: "اعتقاد بالجنان، وإقرار باللِّسان، وعمل بالأركان"؛ ينظر: "شرح الطحاوية"، لابن أبي العز، (ص: 332).

أو هو "قول وعمل يزيد وينقص: قول القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، وعمل اللسان والجوارح"؛ ينظر "التمهيد"، لابن عبدالبر، (9/248)، و"الفتاوى"، لشيخ الإسلام ابن تيمية، (7/308).

فتبين من هذا أنَّ الإيمان أوسع معنًى من العقيدة، فهو يشمل الاعتقاد والقول والعمل.

ثانيًا: العقيدة أصل الإيمان وأساسه، وبدون العقيدة فلا يوجد إيمان؛ لأنَّ الأساس إذا انهدم انهدم الجدار، فالعقيدة تمثِّل اعتقاد القلب، وهو قولُ القلب وعمله، وهذا هو أصلُ وأساسُ الإيمانِ، فهذا يدُلُّ على أهمية العقيدة بالنسبة للإيمان.

ثالثًا: بزيادة قُوَّة العقيدة في القلب يزيد ويقوى الإيمان، وبنقص قُوَّة العقيدة من القلب ينقص الإيمان وتنقص أعمال الإيمان، فقُوَّة الإيمان وضَعْفه مُرتَّب على قوة العقيدة وضعفها؛ قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صَلَحَت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلب))؛ رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب "فضل مَن استبرأ لدينه وعرضه"، (رقم: 52)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب "أخذ الحلال وترك الشبهات، (107/1599).

وهذا هو الذي قرره العلماء سلفًا وخلفًا.

رابعًا: العقيدة الصحيحة تورث إيمانًا صحيحًا على اللسان والجوارح، والعقيدة المنحرفة في القلوب تورث إيمانًا منحرفًا على اللسان والجوارح، فالصحابة – رضي الله عنهم – والتابعون، ومن اقتدى بهم لمَّا كان الاعتقاد في قلوبهم صحيحًا، موافقًا للكتاب والسنة، كان إيمانُهم صحيحًا، فكانوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرجت للناس، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، ولننظر إلى فِرقَة مُنحرفة – كالمرجئة مثلاً – لما انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة، واعتقدوا أنَّ الإيمانَ هو المعرفة في القلب فقط، وأخرجوا العمل من مُسمَّى الإيمان، انحرف إيمانُهم، فصار عندهم مرتكب كبائر الذُّنوب والمعاصي، مثل المؤمن المطيع لله – عزَّ وجلَّ – المجتنب لمعصيته.

والخوارج لمَّا انحرفت العقيدة في قلوبهم عن الكتاب والسنة، واعتقدوا أنَّ الإيمان شيءٌ واحدٌ إذا ذهب بعضُه، ذهب كله – انحرفَ إيمانهم فكفَّروا مرتكب الكبيرة، واستحلوا دَمَه، وهذا كله بسبب الانحراف في العقيدة، فانحراف العقيدة يؤدِّي إلى انحراف أعمال الإيمان والعكس بالعكس.

خامسًا: الذنب المتعلِّق بالعقيدة خطير جدًّا، لا يغفره الله إذا مات الإنسان مُصرًّا عليه ولم يَتُبْ؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، [النساء: 116]، والشِّرك ذنب كبير مُتعلق بالعقيدة.

أمَّا الذنب الذي لا يتعلَّق بالعقيدة كبعض الأقوال والأفعال، فإذا مات صاحبُها مُصرًّا عليها ولم يتُبْ، فهو في مشيئة الله، إن شاء غَفَرَ له وإن شاء عذَّبه؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، [النساء: 116].

سادسًا: الإيمان عند إطلاقه يشمل الدِّينَ بأكمله، أمَّا العقيدةُ فتشمل أهمَّ شيء في الدِّين، وهو قول القلب وعمله.

سابعًا: العقيدةُ الصحيحةُ – عقيدة أهل السنة والجماعة – تنجي صاحِبَها من النَّار، ولو بعد حين، والدَّليلُ على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه، (رقم: 6480): أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أخبر عن قِصَّة ذاك الرَّجل، الذي لم يعمل خيرًا قطُّ، فأمر أولادَه إذا مات أن يحرقوه ويذْرُوه في الرِّيح؛ خوفًا من الله أن يُعذبه، وظن أنَّه بهذا العمل ينجو ويهرب من الله، فجَمَعَهُ الله – عزَّ وجلَّ – بقول: "كُنْ"، وسأله عن سبب فعله لهذا العمل، ثمَّ أدخله الجنَّة؛ لخوفه من الله، وتيقُّنه بقُدرة الله.

وكذلك حديث صاحب البطاقة، الذي رواه الترمذي وغيره، (رقم: 2639)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، (رقم: 1776): "أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أَخْبَر عن رجلٍ ليس له حَسَنة واحدة، إلاَّ بطاقة مكتوب فيها: لاَ إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ هذه البطاقة رجحت بالميزان، وطاشت جميعُ سجلاَّت الذُّنوب، ودخل الرَّجُلُ الجنَّة بكلمة التوحيد والعقيدة".

وكذلك ما رواه مسلم في صحيحه، (رقم: 304): أنَّه يخرج من النَّار مَن في قلبه مِثْقال ذَرَّة من خير، والمقصود أنَّ أهل العقيدة الصحيحة يدخلون الجنَّة، ولو بعد حين، ولا يُخلَّدون في النار أبدًا.

ثامنًا: أعمال الإيمان – الأعمال الصَّالحة – بدون عقيدة صحيحة لا تُنجي صاحِبَها من النَّار، والدليل على ذلك أنَّ المنافقين الذين يظهرون الإيمان والعمل الصالح، ويعتقدون الكُفْر في قلوبهم، لم تنفعْهُم أعمالُهم الصَّالحة الظاهرة بدون عقيدة سليمة، فهم في الدَّرك الأسفل من النار؛ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].

وكذلك الكفار إذا عملوا أعمالاً صالحة لا تنفعهم يوم القيامة؛ لأنَّ عقيدتهم غير صحيحة؛ قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، وغير ذلك، والمقصود أنَّ أعمال الإيمان بدون عقيدة وإخلاص، فإنَّها لا تنفع صاحِبَها يوم القيامة.

تاسعًا: العقيدة الصحيحة، وهي توحيدُ الله، دعوة جميع الرُّسل من أوَّلِهم إلى آخرهم بخلاف أعمال الإيمان والشَّرائع، فالرُّسُلُ مُختلفون فيها؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، فهذه هي دعوة الرُّسل جميعًا عبادة الله وحْدَه، وهو التوحيد، وأساسه العقيدة واجتناب الطاغوت، وهو كلُّ ما عُبِدَ من دون الله، وأساسُ ذلك الاجتنابِ العقيدةُ، وقال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]؛ أي: إنَّ الرسلَ مختلفون في الشَّرائع والأحكام وأعمال الإيمان، وهذا واضحٌ ولله الحمد، وهو يَدُلُّ على أهمية العقيدة الصحيحة، عقيدة الكتاب والسنة التي التزم بها السلف الصالح ومَن سار على نهجهم.

عاشرًا: السؤال في القبر إنَّما يكون على العقيدة، مَن ربُّك؟ مَن نبيُّك؟ ما دينُك؟ وليس على أعمال الإيمان، وهذا يَدُلُّ على أهمية العقيدة في الدُّنيا والآخرة.

أحد عشر: كلمة الإسلام "لا إلهَ إلا الله، محمد رسول الله"، يشترط لقبولها عند الله ممن نطق بها بلسانه عقيدة صحيحة، وإلاَّ فإنَّها غير مقبولة، فيشترط لقبولها:
1- العلم بمعناها.
2- الإخلاص في قولها.
3- المحبة لها ولأهلها.
4- الصدق فيها.
5- الانقياد لها ولما تقتضيه من توحيد الله، والأصلُ في الانقياد القلبُ.
6- القبول لها ولمقتضياتِها.
7- اليقين بها.
8- الكفر بما سواها، وأساسُ ذلك يكونُ في القلب، وهذه كلُّها شروط اعتقاديَّة نابعة من القلب؛ مما يدلُّ على أنَّ الاعتقاد الصحيح أساسُ وأصلُ الدخول في الإسلام.

والمقصودُ: أنَّ هذه الكلمة كلمة التوحيد والعقيدة، وإذا قيلت من غير عقيدة صحيحة، فإنَّها لا تكون مقبولة عند الله – عزَّ وجلَّ – وهذا بإجماع العلماء.

اثني عشر: أنَّ الحبَّ والبُغضَ والمولاة والمعاداة إنَّما هي بحسب العقيدة، فالكافر المُنافق نبغضه ونعاديه بغضًا مطلقًا؛ لكفره وفساد عقيدته، والمؤمن نحبُّه حبًّا مطلقًا؛ لإيمانه وصلاح عقيدته، والمسلم العاصي يُحبُّ ويُوالى بحسب ما عنده من عقيدة صحيحة.

فهذا رجلٌ كان يشربُ الخمر، وكان يُؤتَى به كثيرًا عند النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فيقيم عليه الحد، فأُتي به ذات مَرَّة، فقال بعضُ الصَّحابة: اللهم الْعَنْهُ؛ ما أكثرَ ما يُؤتى به! فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تلعنه؛ فإنَّه يُحبُّ اللهَ ورسوله))؛ رواه البزار، (رقم: 269)، إسنادُه صحيح، ورجاله رجال الصحيح، فنهى النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن لعنه؛ لأنَّ لديه عقيدةً صحيحة عقيدة الكتاب والسنة، وهي حبُّ الله ورسوله.

ثلاثة عشر: ومما يدُلُّ على أهمية العقيدة، خصوصًا في هذا الزَّمان: جَهْلُ المسلمين بالعقيدة الصَّحيحة، ومن ثَمَّ وقوعهم في أخطاءٍ شنيعة، فبعضُ المسلمين يُقدِّس القُبُور، ويرتكب الشِّرْكِيَّات والمُخالفات في التوحيد، والبعضُ الآخر ظَلَّ مُدَّة غير قصيرة يذكر للنَّاس موعد ظهور الدجَّال، ونزول عيسى – عليه السلام – وظهور المهدي، بل لدرجة أنَّه يزعم أنَّه رأى المسيح الدجَّال يَمشي في بعضِ الشَّوارع… إلى آخر مِثْلِ هذا الكلام.

ونَحْنُ – المسلمين – مأمورون بالعمل للدين؛ حتَّى يظهر المهدي، الذي وعدنا به النَّبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ولسنا مأمورين بالانتظار والقُعود، حتى يظهر المخلِّص، كما يفعلُ اليهودُ والشِّيعة، وهذا من الانحراف في العقيدة.

وبعض المسلمين راحَ يقدِّم العقل على النُّصوص الشرعيَّة، فوقع في مُخالفات خطيرة، فأنكر بعضُ هؤلاء العصريين المادِّيِّين السِّحر وتلبُّس الجن بالإنس، ووجوب الحكم بالشَّريعة، ووجوبَ معاداة أعداء الله، وغير ذلك من أمور العقيدة التي جاءت الشَّريعة بإثباتها؛ مما يدُلُّ على أهمية تعلُّم ونشر ودراسة العقيدة الصَّحيحة، عقيدة أهل السنَّة والجماعة.

أربعة عشر: ومما يدلُّ على أهمية العقيدة الصحيحة أيضًا: سَعْيُ أهل العقائد المنحرفة من الكفار – كالنصارى مثلاً – ومن أهل البدع، إلى نشر عقائدهم بكُلِّ الوسائل؛ مما يُوجب على المسلمين دَفْع هذا المنكر، عن طريق نشر عقيدة أهل السنَّة والجماعة، عقيدة السَّلف الصالح، وإنقاذ الناس من هذه العقائد المنحرفة، وعلى كل حال، فالتهوينُ من شأن العقيدة الصَّحيحة – عقيدة أهل السنة والجماعة – فِكْرة خاطئة تضُرُّ بالإسلام والمسلمين، وهي فكرة عقلانيَّة مادِّية جاءت من الفِكْر الغربي ممن لا يريدون الخير للإسلام والمسلمين، فلْيتَّقِ الله الذين يروِّجون لمثل هذا الفِكْر المنحرف، ولْيتفقَّهوا في دين الله؛ فمن يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدِّين.

ختامًا:
العقيدة هي أساس الدين، وجميع الأعمال لا قيمةَ لها إذا لم تكن نابعة عن عقيدة صحيحة، فالعبادات ومكارم الأخلاق، والسياسة الشرعيَّة وجميع أعمال الخير – لا قيمةَ لها إذا لم تكُن خالصة لوجه الله، نابعة من اعتقاد القلب بعبودية الله وحدَه، وهذا الذي ذكرته إنَّما هو بيانٌ مختصر جدًّا لم أقصد فيه استقصاءَ كلِّ شيء؛ إذ إنَّ الكلام عن أهمية العقيدة طويل جدًّا، وكيف لا، والعقيدة أساس الدين وأصله؟!

وإنَّما قصدتُ بهذا البيان المختصر لَفْتَ النَّظَر إلى أهميتها، وردَّ شُبَه الجُهَّال والمتعصبين والزائغين، ونُصرة الدِّين الذي جاء به الرَّسول الأمين – صلَّى الله عليه وسلَّم – والتفصيل له موضعٌ غير هذا.

فأسأله – تبارك وتعالى – النَّفع بهذه الكلمات لجميع المسلمين، والقَبُول والإخلاص.

والحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

رابط الموضوع: :clap:




التصنيفات
معلومات و فوائد

يدرس العقيدة من تحت السيارة المنقلبة .

يدرس العقيدة من تحت السيارة المنقلبة…..


الونشريس

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته اما بعد…قال الشيخ علي خشَّان في مقاله (ناصر الحديث، ومجدد السنة الألباني، عاش وحيد العصر، وأصبح فقيد العصر) المنشور في مجلة الشقائق، وهو يتحدث عن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني:

(((والله مأبصرت عيناي فيما أعلم أحدًا أحرص على السنة، وأشد انتصارًا لها، وأتبع لها من الألباني.
لقد انقلبت به السيارة مابين جدة والمدينة المنورة وهرع الناس وهم يقولون: يا ستار، يا ستار.
فيقول لهم ناصر الحديث وهو تحت السيارة المنقلبة: ((قولوا يا ستير، ولا تقولوا يا ستار، فليس من أسمائه تعالى الستار)) وفي الحديث ((إن الله حيي ستير يحب الستر)).

أرأيتم من ينصر السنة والحديث في مثل هذا الموطن في عصرنا هذا؟؟؟ اللهم انا نسالك الرحمة ..والمغفرة

المصدر:مقالات حول العلامة الألباني بأقلام تلامذته وعارفيه.
القسم الرابع من كتاب (مقالات الألباني). رحم الله الشيخ الألباني وجعل قبره روضة من رياض الجنة و رزقنا من العلم ما اتاه.اختكم طالبة العلىتحبكم في الله. منقول لاجل الفائدة.




رد: يدرس العقيدة من تحت السيارة المنقلبة…..

الونشريس




رد: يدرس العقيدة من تحت السيارة المنقلبة…..

الونشريس




التصنيفات
النقاش الجاد و الحوار الهادف

هل هو خوف من الدين ؟ .ام من الانسان المتدين ؟ .ام هو فساد في العقيدة ؟

هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟


الونشريس

حدثنا ابي عن اشخاص لا ادري اي وصف يليق بهم سوى انهم في غياهب الجهل يتخبطون ، اذ كان واحدا منهم سائق سيارة اجرى واثنان اصدقاءه اقلهما لاحدى الولايات وبين هو ينتظرفي محطة المسافرين ليكتمل عدد الركاب جاء ثلاثة يظهر عليهم الالتزام – سلفية – يعرفونهم جيدا فطلب احدهم الى السائق ان لا يقلهم لانهم لن يخوضوا الا في مواضيع الاسلام كما قالوا فطمئن السائق اصدقاءه بان لا يدعهم يتحدثون وله اسلوبه في اسكاتهم عندما انطلقت السيارة بدؤوا بالحديث فتحدث احد الملتزمين في موضوع اسلامي بحت وذكر حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم فقال السائق انت محطئ الرسول لم يقل هكذا وانما قال هذا وذكر كلاما يدعي انه للرسول فاستوقفهم احدهم – احد الملتزمين -وذكره بالحديث الصحيح فقال السائق كيف تقول هذا وانا سمعت هذا من فم الرسول فسكت الجميع ليس تركا للمراء لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" دع المراءولو كنت محقا "بعدها ابتسم كل من السائق والراكبين الاولين
لم اسرد هذه القصة لمجرد السرد وانما للفت الانتباه الى امر مهم وهو ااستهتاربالتعدي على الرسول بالقول وعدم التاكد من الاحاديث الواردة عنه وانما يضعها الانسان فقط لتحقيق غاية وهذا مانراه كثيراعلى صفحات الانترنت
الامر الثاني خوف الناس ممن يذكرهم بالله وكانه سيضع الحديد على عنقهم والاستهزاء في كثير من الحالات بالاشخاص الملتزمين وجعل كل حديثهم لهو وبهتان
وهذا ما اردت ان اناقشه معكم الخوف من الانسان الملتزم هل هو خوف من هذا الرجل ام من الدين ؟ ام هو فساد في عقيدتنا ؟
صحيح مانراه في بعض الملتزمين التشدد والتعسير في كل الاموروكأن اسلامنا ليس بدين يسر، ولكن لحد الساعة ما رايت شخص يفعل هذا الا غيرة على الدين وعدم توغله فيه وخاصة بالنسبة للملتزمين حديثا و بعد توغلهم في الدين نجدهم نعم الناس ونجد الانسان السلفي وان كنا جميعا سلفين لكن نجهل ذلك يعيش حياة اسلامية رائعة والله رايت الكثيرين من هؤلاء ينشرح الصدر لرؤيتهم والحديث اليهم لانهم بالفعل يعيشون بالاسلام – اتمنى ان نسير جميعا على هذا الدرب -لكن ما يؤسفني ان الكثير يخافون من الاختلاط بهم ومن التعلم على يديهم ويخافون من الامام السلفي ، يقرون المنكر بالرغم من معرفتهم له وينكرون المعروف الذي جاء على لسانه وفعله
وكثيرا هن النساء اللواتي تخفن الزواج من السلفي وكانه سياخذ بها الى جهنم وترفضه رفضا مطلقا
…..فما اسباب هذه الضاهرة ياترى ؟ وما الحل للتخلص منها ؟ وكيف السبيل للرجوع الى الاصل ؟ ولماذا كلام السلفين دائما فيه نفور وان كانوا على حق ؟
الا تعتبرون هذا السلوك سلوك جاهل بالحق ….. انتظر اراءكم وتفاعلكم في الموضوع بجدية لاننا نريد التغيير العملي وليس قولا وكفى ، نريد نماذج اسلامية حقا في المجتمع وليس بالظرورة سلفية لان هذا الدين ديننا جميعا وليس دين السلفين وفقط …. فماذا عملنا بما علمنا ؟ ….. والله ما طرقته الا غيرة على هذا الدين ورغبة في التغيير فلا تبخلوا علينا بارائكم التي اعتقد انها لن تخالف عقائدكم وافعالكم …ان تطرحوا افكاروان كانت معارضو نناقشها معا لنقف على الصحيح منها افضل من ان ننكر بصمت




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

ماذا لا ارى اي تعليق …..




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

اولا اعتذر عن الاخطاء الواردة في الموضوع التي لم الاحظها الا عند اعادة قراءتي للموضوع … ثم تمنيت لو كان هناك نقاش جدي في الموضوع لكن تاخذ الدنيا غلابا …وليس كل مايتمناه المرء يدركه … بعدها قبل الخوض في الموضوع علينا ان نعرف معنى السلفية ، فكلمة السلف معروفة في لغة العرب والشرع وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال للسيدة فاطمة رضي الله عنها " فاتقيالله واصبري ونعم السلف انا لك "- البخاري ومسلم -ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف وهذا اكثر من ان يعد ويحصى ، وحسبنا مثالا واحدا وهو ما يحتجون به في محاربة البدع : وكل خير في اتباع من سلف … وكل شر في ابتداع من خلف
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعما ان لا اصل لها فيقول : لا يجوز ان يقول المسلم : انا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك .
لا شك ان هذا الانكار- لو كان يعنيه- يلزم منه التبرؤ من الاسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح ، وعلى راسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : " خير النماس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " فلا يجوز للمسلم ان يتبرا من الانتساب الى السلف الصالح ، بينما لو تبرا من اية نسبة اخرى لم يمكن لاحد من اهل العلم ان ينسبه الى كفر او فسوق …مقتطف من مطوية سؤال وجواب في معنى الانتساب للسلف الصالح للشيخ العلامة مخمد ناصر الدين الالباني رحمه الله ….
في كثير من الحالات نجد ان المحاولين للالتزام في عهدتهم الاولى متشددين لانهم ارادوا اخذ كل شيئ دفعة واحدة – وهذا يرجع الى عمل العقل اللاواعي في الانسان فاحيانا يشعر الفرد انه يحب ان يتعلم كم شيئ في ان واحد – هم اخذوا دون ان يتوغلوا في المعاني لكن بعد مرور فترة من الزمن بدؤوا يتغيرون بدؤا يكونون اكثر بشاشة ولطف في تعاملهم مع الاخرين في الجانب الشرعي لانهم توغلوا اكثر – هنا اتحدث عن الانسان غير المتعصب لاننا نجد اشخاص متعصبين للدين بقوة ثم ما يلبثوا ان يفتروا ويتركوا كل شيئ -وهذا ما طلبه الرسول منا ان نوغل في الدين برفق وقد يكون هؤلاء سبب في نفور الاخرين من الدين دون قصد منهم ……لذلك انصح الجميع بان الدين لاياخذ من الكتب وانما من الرجال الفقهاء حتى لا يقع الناس في الالتباس فمن كان استاذه كتابه فقد ضل سبيله …ولهذا نجد تفشي ظاهرة الخوف من الرجل المتدين – السلفي – كما ان الانسان بسبب بحثه عن الرخس الموجودة في ديننا فسدت عقيدته فكما قال الرجل الحكيم لابنه يابني لو اجتمعت فيك رخسة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله
نجد ان الناس بسبب لهثها وراء الدنيا تنازلت عن امر مهم وهو دينها بحجة ان الله غفور رحيم صحيح ان الله غفور رحيم لكن الله ايضا شديد العقاب ولانهم مرتاحون في حياتهم الدنيوية يرفضون تذكر الحياة الاخروية وينفرون من الشخص الذي يذكرهم على الرغم من انهم على علم بما يفعلون ولذلك نجدهم يتعصبون بسرعة عندما يخوضون في امور الدين وينتظرون حتى يبتلوا ليستفيقوا …بالرغم من انه كثير من الناس رؤيتهم تذكرنا بالله فلما لا نعي هذا ….كذلك النساء يرفضن الزواج بالسلفي لانهن تعتقدن بانها ستنسى الاشياء التي تعلق قلبها بها ولكن والله رجل صالح اذا احبك اكرمك واذا ابغضك لم يهنك افضل من رجل ينكر عليك نصف حقوقك واعلمي ان الرجل المتدين تعيشين معه الاسلام بالفعل وهذا من باب التجربة فلي شقيقتان متزوجتان برجلين سلفين يعيشان نعم الحياة والله
علينا محاسبة انفسنا قبل ان نحاسب والنعلم اننا نعيش لانفسنا وان الناس الناصجين لنا فعلوا ذلك من باب النصيحة لا غير وبانا التزامنا لن يزيد عنهم شيئ لكن ينقص عندنا الكثير اذا خالفنا
ارجوا ان اجد عندكم ما تقولوه في الموضوع




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته وبعد:
بادىء ببدأ أشكر الاستاذ على طرحه للموضوع . ، وعند ما تصفحت أسطره وجدت أنه متشوق لمن يشاطره الحديث ولو بكلمة في الموضوع .
لذلك أقول وبالله أستعين : إن ما نراه اليوم في مجتمعنا – ولو قليلا-أن ما يسمى بالظاهرة( السلفيون ) موجودون من قبل ولكن الوقت الحالي هو الذي فرض
علينا أن نضع لهم صورة نمطية بهذه الهالة الزائدة ، لذلك كما أعتقد ولله العلم ان الكثير يتهرب أو يتخوف من ملاقاتهم لأنه ليس مستعدا لأن يناقشهم من جهة ومن جهة أخرى
تعتبر تصرفات البعض منهم -وأصدقك إن قلت غالبية من تصادفت معهم-كما أشرت في طرحك أنهم توغلوا في هذا السلوك دون معرفة كافية منهم لذلك كثرت أخطاءهم وعدم اقناعهم لمن يقصدون في كلامهم وأفكارهم .
وانحصر عملهم في جماعات يشكلونها فيما بينهم باستقلالية تامة دون توسع أحيانا .لماذا ؟
لأنهم ركزوا على المظاهر (اللباس وقصة اللحية وكثر الحديث في هذا يجوز وذاك لا يجوز ……..) لذلك ينفلر الكثير من مجابهتم وعزلهم بطريقة الية …هذا والله أعلم وشكرا مرة أخرى .




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

بارك الله فيك على التعليق ….واشرت الى نقطة هامة وهي تقوقعهم على بعض وايضا نفورهم ممن يكونون اكثرالتزام ثم يفتر التزامهم هذ مالاحظته انا ايضا وقد يكون هذا بسبب ان الكثيرين لا يحبون نقاشهم والخوض معهم في امور جمة وخاصة قبل ان يتعرفوا الى الشخص معرفة شخصية ….بوركت




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

السلام عليكم ورحمة الله
تأسفت كثيرا لعدم انتباهي للموضوع في البداية لمناقشته وابداء آراء فيه ……واعلمي اخيتي ان كثيرا من الاحيان قد لا ننتبه للموضوع لتجدد المواضيع او حتى اننا نستعجل فلا نرد لعجلتنا
وقبل ان أبدأ اطلعت على موضوعك سابقا وتفاعلت معه برد طويل عريض ……ولكن تفاجأت بخلل في النت مما عطل من وصوله وارساله
ولكن عزمت للعودة اليه وها انا اعود ولله الحمد
واشكرك على ما اثرته واخترته كعنوان …بارك الله فيك
المجتمع اليوم اغلبه عالم بالحق الا من ابى بداية من الكتب والاشرطة والاقراص وصولا الى الانترنت كلها وسائل للتعلم ومعرفة الحق
وتعاملهم اليوم مع السلفيين خوف من النقاش لعلمهم التام بانهم يحملون الحق بالدليل فيتهربون حتى لا يعلموا وبالتالي لا تقع الحجة عليه بظنهم دلك
وان كانت هناك اخطاء من بعضهم فليس العبرة بالاشخاص بل بالحق فالكل يخطئ الا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الله يهدينا وعلى الحق يثبتنا




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

بارك الله فيك اخيتي…. اكيد ان الكثيرمن الناس لا تحب ان تقام عليه الحجة ولذلك يتهربون من الحق بالرغم من علمهم به ….ثبتنا الله على ونور قلوبنا بالايمان




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

وفيك يبارك الله
ما يؤسفنا ويحزننا هو انهم يعلمون ولا يعملون فيتهربون بحجة انهم يجهلون
ما ذكرته من قصة في بداية موضوعك تحصل للكثير
واذكر موقفا حصل مؤرا في الاحتفال بالمولد
شكر مجدد اليك




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

علينا ان يكون ديدننا ماذا عملت بما علمت ياحارث كما قالها صلى الله عليه وسلم
احيانا تشعرين انه بقدر ما يوجد اناس متمسكين بالدين وتعاليمه حريصين على تطبيق احكامه ….في المقابل يوجد من لا ياخذ من الدين سوى القشور… والمشكل انهم يلقون بوابل من السب والشتم على الملتزمين وليس هذا وفقط بل يحاربونهم وكان اقوالهم وافعالهم من عندهم وليست من عند الله وهم بذلك يحاربون فيهم الالتزام ….فالاسلام في نظرهم هو الارهاب واتذكر هذه الكلمة قيلت في حقي اخي كثيرا عندما سار في نهج السلفية … لكن بسلوكاتها الاسلامية عكس الصورة حتى انه اصبح مصدرا للاستفسار لمن اتهموه وانتظروا حياده على الطريق ….. اللهم خذ بيدي امة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الى بر الامان …ورزقهم الثبات على الحق …ااااااااامين يارب العالمين




رد: هل هو خوف من الدين ؟ …ام من الانسان المتدين ؟…ام هو فساد في العقيدة ؟

السلام عليكم
حقيقة لم افهم مرادك من آخر جملة
كثيرة هي المواقف التي تطرح التساؤلات و الاستفسارات والانتقادات هدا عادي لاكن ان يكون في شرع الله فهدا ما لا يقبل
مثلا ان قيل راي في مجال كالرياضة او الثقافة فمن العادي ان تكون هناك آراء وانتقاد
لكن في شرع الله فلابد من التأكد و ان لا نعارض حتى نتاكد
قال الله تعالى :وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا .




التصنيفات
العلوم الشرعية في التعليم الثانوي

وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية

وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية


الونشريس

وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية

التحميل من الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
islamic.doc‏  33.5 كيلوبايت المشاهدات 92


التصنيفات
العلوم الشرعية في التعليم الثانوي

وسائل تثبيت العقيدة

وسائل تثبيت العقيدة


الونشريس

1 – اثارة العقل
2- اثارة الوجدان
3- مواجهة الانسان ما يدور في نفسه وقت الشدة
4- بيان قدرة الله وعظمته
5- مناقشة الانحرافات
6- رسم الصورة المحببة للمؤمنين
7- التذكير بمعية الله




التصنيفات
العلوم الشرعية في التعليم الثانوي

وسائل القرآن في تثبيت العقيدة الاسلامية 3 ثانوي

وسائل القرآن في تثبيت العقيدة الاسلامية 3 ثانوي


الونشريس

تحضير درس وسائل القرآن في تثبيت العقيدة الاسلامية للسنة الثالثة 3 ثانوي

استعمل القرآن الكريم عدة وسائل لتثبيت العقيدة الصحيحة وتصحيح الانحرافات التي تصيب عقائد الناس ، من أهم هذه الوسائل( الأساليب):
إثارة العقل:
أي أن الله تعالى في القرآن يُنبه الإنسان إلى كثير من مظاهر قدرة الله تعالى في هذا الكون آمرا إياه بأن يتدبر هذه المظاهر ليدرك بعد ذلك أن لهذا الكون خالقا ، رازقا ، مدبر لشؤون الخلق.
إثارة الوجدان:
يثير القرآن الكريم عاطفة الإنسان ليتفطن لحقيقة الربوبية أي يدرك قدرة الله وعلمه الشامل ويتفاعل مع ذلك .
التذكير بقدرة الله ومراقبته:
إذ يذكر الله تعالى في القرآن أن الله على كل شيء قدير ( إحياء الموتى ،إنزال الغيث) و أن الله يعلم كل ما يفعله الإنسان من خير أو شرٍّ ثميُجازيه على ذلك يوم القيامة، فيستحي الإنسان من معصية الله تعالى.
رسم الصور المحببة للمؤمنين: من ذكر لصفاتهم الحسنة وما ينالون من جزاء و أجر يوم القيامة.
مناقشة الانحرافات: التي يقع فيها الإنسان نتيجة جهله، بمختلف الأدلة العقلية والشرعية.




رد: وسائل القرآن في تثبيت العقيدة الاسلامية 3 ثانوي

شكرررررررررررررررررررررررااااا




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

50 سؤالاً وجواباً في العقيدة

50 سؤالاً وجواباً في العقيدة


الونشريس

بسم الله الرحمان الرحيم


50 سؤالاً وجواباً في العقيدة

دلائل التوحيد

س1: ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟

ج: معرفة العبد ربه، ودينه، ونيبه صلى الله عليه وسلم.

س2: من ربك؟

ج: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه
وهو معبودي ليس لي معبود سواه
والدليل قوله تعالى
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم

س3: ما معنى الرب؟

ج: المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة

س4: بم عرفت ربك؟

ج: أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس القمر
ومن مخلوقاته السماوات السبع والأرضون السبع
ومن فيهن وما بينهما
والدليل قوله تعالى
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت: 37]

وقوله تعالى
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَات بِأَمْرِهِ
أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]

س5: ما دينك؟

ج: ديني الإسلام، والإسلام هو الاستسلام والانقياد لله وحده
والدليل عليه قوله تعالى
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19]

ودليل آخر قوله تعالى
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]

ودليل آخر قوله تعالى
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]

س6: على أي شيء بُني هذا الدين؟

ج: بُني على خمسة أركان
أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم
عبده ورسوله
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
إن استطعت إليه سبيلاً.

س7: ما هو الإيمان؟

ج: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل قوله تعالى
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285]

س8: وما الإحسان؟

ج: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
والدليل عليه قوله تعالى
{إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
[النحل: 128]

س9: من نبيك؟

ج: نبيي محمد صلى الله عليه وسلم
بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم
وهاشم بن قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب
والعرب من ذرية اسماعيل بن إبراهيم
وإسماعيل من نسل إبراهيم من ذرية نوح عليهم الصلاة والسلام

س10: وبأي شيء نُبىء؟ وبأي شيء أرسل؟

ج: نبىء باقرأ، وأرسل بالمدثر

س11: وما هي معجزته؟

ج: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله
فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم
وعداوتهم له لمن اتبعه
والدليل قوله تعالى
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْب مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَة مِّن مِّثْلِهِ
وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
[البقرة: 23]

وفي الآية الأخرى: قوله تعالى
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ
لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيراً}
[الإسراء: 88]

س12: ما الدليل على أنه رسول الله؟

ج: قوله تعالى
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ
فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}
[آل عمران: 144]

ودليل آخر قوله تعالى
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعاً سُجَّداً} [الفتح: 29]

س13: ما هو دليل نبوة محمد؟

ج: الدليل على النبوة قوله تعالى
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]
وهذه الآيات الدليل على أنه نبي وأنه خاتم الأنبياء

س14: ما الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم؟

ج: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذوا مع الله إلها آخر
ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين
والحجر والشجر
كما قال الله تعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]

وقوله تعالى
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَّسُولاً
أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]

وقوله تعالى
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ
الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]
وقوله تعالى
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات: 56]

فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويودوه
فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.

س15: ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية؟

ج: توحيد الربوبية: فعل الرب، مثل الخلق، والرزق
والإحياء والإماته، وإنزال المطر، وإنبات النباتات
وتدبير الأمور.
وتوحيد الإلهية: فعل العبد، مثل الدعاء، والخوف
والرجاء والتوكل، والإنابة، والرغبة
والرهبة، والنذر، والاستغاثة
وغير ذلك من أنواع العبادة

ج16: من أنواعها: الدعاء، والإستغاثة
والإستعانه، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء
والتوكل، والإنابه، والمحبه، والخشيه، والرغبه، والرهبه
والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل
والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية

س17: فما أجل أمر أمر الله به؟
وأعظم نهي نهى الله عنه؟
ج17: أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة
وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به
وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة
فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها
وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك
من أنواع العبادات

س18: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج18: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه
ومن عصاه دخل النار
الثانيه: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد
لا ملك مقرب ولا نبي مرسل
الثالثة: أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة
من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب

س19: ما معني الله؟
ج19: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين

س20: لأي شيء الله خلقك؟
ج20: لعبادته

س21: ما هي عبادته؟
ج21: توحيده وطاعته

س22: ما الدليل على ذلك؟
ج22: قوله تعالى
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]

س23 – ما هو أول ما فرض الله علينا؟
ج23: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
، والدليل على ذلك قوله تعالى
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي
لا انفصام لها والله سميع عليم " [البقرة:256]

س24 – ما هي العروة الوثقي؟
ج24: لا إله إلا الله، ومعني لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات

س25 – ما هو النفي والإثبات هنا؟
ج25: ناف جميع ما يعبد من دون الله
ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له

س26 – ما الدليل على ذلك؟
ج26: قوله تعالى
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ "
[الزخرف:26]
هذا دليل نفي، ودليل الإثبات
" إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي " [الزخرف:27]

س27 – كم الطواغيت؟
ج27: كثيرون ورؤوسهم خمسة
إبليس لعنه الله، ومن عُبد وهو راض
ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه
ومن ادعى شيئا من علم الغيب
ومن حكم بغير ما أنزل الله

س28 – ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
ج28: أفضلها الصلوات الخمسة
ولها شروط وأركان وواجبات، فأعظم شروطها الإسلام
والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسه، وستر العورة
واستقبال القبلة، ودخول الوقت، والنية
وأركانها أربعة عشر
القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة
والركوع، والرفع منه، والسجود على السبعة الأعضاء
والإعتدال منه، والجلسة بين السجدتين
والطمأنينه في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير
والجلوس له، والصلاة على النبي ، والتسليم

وواجباتها ثمانية
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام
قول سبحان ربي العظيم في الركوع
سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد
ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد
سبحان ربي الأعلى في السجود
رب اغفر لى بين السجدتين
والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن ؛
أقوال وأفعال

س29 – هل يبعث الله الخلق بعد الموت؟
ويحاسبهم على أعمالهم خيرها وشرها؟
ويدخل من أطاعه الجنه؟
ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار؟
ج29: نعم، والدليل قوله تعالى
" زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
[التغابن:7]
وقوله: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى
[طه:55]
وفي القرآن من الأدلة على هذا ما لا يحصى

س30 – ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الاية؟
ج30: حكمة هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته
لأنه يجتمع فيه مانعان
الأول: أنها ذبيحة مرتد، وذبيحة المرتد لا تباح بالإجماع
الثاني: أنها مما أهل لغير الله وقد حرم الله ذلك
في قوله: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً
عَلَى طَاعِم يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً
أَوْ لَحْمَ خِنزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ
[الأنعام:145]

22:10 – 2022/03/17: تمت الموافقة على المشاركة بواسطة رضاك ربي
22:11 – 2022/03/17: تم نقل الموضوع بواسطة رضاك ربي

saf-saf tlem
23:14 – 03/17
بسم الله الرحمن الرحيم
س31: ما هي أنواع الشرك؟

ج: أنواعه هي: طلب الحوائج من الموتى
والاستغاثة بهم والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم
لأن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً
فضلاً لمن استغاث به، وسأله أن يشفع له إلى الله
وهذ من جهله، بالشافع والمشفوع عنده
فإن الله تعالى لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه
والله لم يجعل سؤال غيره سبباً لإذنه
وإنما السبب لإذنه كمال التوحيد
فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن.

والشرك شركان: شرك ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر
وشرك لا ينقل عن الملة وهو الشرك الأصغر
كشرك الرياء

س32: ما هي أنواع النفاق ومعناه؟

ج: النفاق نفاقان: نفاق اعتقادي، ونفاق عملي
والنفاق الاعتقادي
مذكور في القرآن، في غير موضع
أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار

والنفاق العلمي
جاء في قوله صلى الله عليه وسلم
"أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق
حتى يدعها: إذا حدث كذب
وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان"(1)

وكقوله صلى الله عليه وسلم
"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان" (2)

قال بعض الأفاضل
وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام ولكن إذا استحكم
فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام، بالكلية وإن صلى وصام
وزعم أنه مسلم، فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال
فإذا كملت للعبد، ولكم يكن له ما ينهاه عن شيء منها
فهذا لا يكون إلا منافقاً خالصاً

س33: ما المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام؟

ج: هي الإيمان

س34: كم شعب الإيمان؟

ج:هي. "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة
فأفضلها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
والحياء شعبة من الإيمان "(3)
س35: كم أركان الإيمان؟

ج: ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه
ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره

س36: ما المرتبة الثالثة من مراتب دين الإسلام؟

ج:هي الإحسان، وله ركن واحد
هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك

س37: هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم
بعد البعث أم لا؟

ج:نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل
قول الله تعالى
{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31]

س38: ما حكم من كذب بالبعث؟

ج:حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7]

س39: هل بقيت أمه لم يبعث الله إليها رسولاً
يأمرها بعبادة الله وحده واجتناب الطاغوت؟

ج:لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولاً بدليل
قوله تعالى
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ
وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]

س40: ما هي أنواع التوحيد؟

ج: توحيد الربوبية: هو الذي أقر به الكفار
كما في قوله تعالى
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ
وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31]

توحيد الألوهية
هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق
لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة
وكانوا يقولون إن الله هو إله الآلهه
لكن يجعلون معه آلهه أخرى مثل الصالحين والملائكة
وغيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده

توحيد الصفات
فلا يستقم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية
إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات

(1)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 34
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

(2) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 33
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 35
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يتـــــــــبع
saf-saf tlem
23:21 – 03/17
س41 ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر؟

ج41: وجب عليك سبع مراتب

الأولى: العلم به، الثانية: محبته
الثالثة: العزم على الفعل، الرابعة: العمل
الخامسة: كونه يقع على المشروع خالصاً صواباً
السادسة: التحذير من فعل ما يحبطه
السابعة: الثبات عليه

س42 – إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد
ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه؟

ج42: المرتبه الأولى
أكثر الناس علم أن التوحيد حق
والشرك باطل، ولكن أعرض عنه ولم يسأل
وعرف أن الله حرم الربى وباع واشترى ولم يسأل
وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف
ويتولى مال اليتيم ولم يسأل

المرتبه الثانيه
محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه
فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به
ولو عرف أن الله أنزله

المرتبه الثالثة
العزم على الفعل، وكثير من الناس عرف
وأحب ولكن لم يعزم خوفاً من تغير دنياه

المرتبه الرابعة
العمل وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه
من شيوخ أو غيرهم ترك العمل

المرتبه الخامسه
أن كثيراً ممن عمل لا يقع خالصاً فإن وقع خالصاً لم يقع صواباً

المرتبة السادسة
أن الصالحين يخافون من حبوط العمل
لقوله تعالى: أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
[الحجرات:2]
وهذا من أقل الأشياء في زماننا

المرتبه السابعة
الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة
وهذا أيضاً من أعظم ما يخاف منه الصالحون

س43 – ما معني الكفر وأنواعة؟

ج43: الكفر كفران

1- كفر يخرج صاحبه عن المله وهو خمسة أنواع

الأول: كفر التكذيب

، قال تعالى

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ
إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21]

الثاني: كفر الإستكبار والإباء مع التصديق
قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ
إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
[البقرة:34]

الثالث: كفر الشك، وهو كفر الظن
قال تعالى: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي
لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً (36)
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ
مِن تُرَاب ثُمَّ مِن نُّطْفَة ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً [الكهف:35-37]

الرابع: كفر الإعراض والدليل عليه
قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ
[الأحقاف:3]

الخامس: كفر النفاق ودليله
قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ [المنافقون:3]

2- كفر أصغر لا يخرج عن الملة، وهو كفر النعمة
والدليل عليه قوله تعالى
وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً
مِّن كُلِّ مَكَان فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ
لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
[النحل:112]
وقوله: إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]

س44 – ما هو الشرك وما أنواع الشرك؟

ج44: اعلم أن التوحيد ضد الشرك

والشرك ثلاث أنواع
شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي

النوع الأول: الشرك الأكبر وهو أربعة أنواع

الأول: شرك الدعوة
قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
[العنكبوت:65]

الثاني: شرك النية، الإرادة والقصد
قال تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ
فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15)
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ
مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
[هود:16،15]

الثالث: شرك الطاعة، قال تعالى
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً
لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31]

الرابع: شرك المحبه، قال تعالى
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً
وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة:165]

النوع الثاني: شرك أصغر و هو الرياء

قال تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110]

النوع الثالث: شرك خفي، و دليله قوله
{ الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل
على الصفاة السوداء في ظلمة الليل }(1)

س45 – ما الفرق بين القدر والقضاء؟

ج45: القدر في الأصل مصدر قدر
ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين
واستعمل أيضاً بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها

وأما القضاء: فقد استعمل في الحكم الكوني
بجريان الأقدار وما كتب في الكتب الأولى
وقد يطلق هذا على القدر الذي هو التفصيل والتميز

ويطلق القدر أيضاً على القضاء الذي هو الحكم الكوني
بوقوع المقدرات

ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي
قال الله تعالى: ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ
[النساء:65]
ويطلق القضاء على الفراغ والتمام
كقوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ [الجمعة:10]
ويطلق على نفس الفعل
قال تعالى: فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاض [طه:72]

ويطلق على الإعلان والتقدم بالخبر
قال تعالى: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا [الزخرف:77]
ويطلق على وجود العذاب
قال تعالى: وَقُضِيَ الأَمْرُ [هود:44]

ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه
كقوله: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى
إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه:114]
ويطللق على الفصل والحكم، كقوله تعالى
وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ [الزمر:75]
ويطلق على الخلق كقوله تعالى
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات [فصلت:12]

ويطلق على الحتم، كقوله تعالى
وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم:21]
ويطلق على الأمر الديني
كقوله تعالى: أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [يوسف:40]
ويطلق على بلوغ الحاجه
ومنه: قضيت وطري، ويطلق على إلزام الخصمين بالحكم
ويطلق بمعنى الأداء
كقوله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ [البقرة:200]

والقضاء في الكل: مصدر، واقتضى الأمر الوجوب
ودل عليه
والإقتضاء هو: العلم بكيفية نظم الصيغة
وقولهم: لا أقضي منه العجب
قال الأصمعي: يبقى ولا ينقضي.

س46 – هل القدر في الخير والشر على العموم جميعاً
من الله أم لا؟

ج46: القدر في الخير والشر على العموم
، فعن علي قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد
فأتى الرسول صلى الله علية وسلم فقعد فقعدنا حوله
ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته
ثم قال: { ما منكم من احد، ما من نفس منفوسه إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة }
قال: فقال رجل: أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟
فقال: { من كان من أهل االسعادة
فسيصير إلى عمل أهل االسعادة
ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة }
ثم قرأ: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5)
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10](2)
وفي الحديث: { واعملوا فكل ميسر
أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة
وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة }
ثم قرأ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10]

س47 – ما معنى لا إله إلا الله؟

ج47: معناها لا معبود بحق إلا الله
والدليل قوله تعالى
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]
فقوله أَلاَّ تَعْبُدُواْ فيه معنى لا إله
وقوله إِلاَّ إِيَّاهُ فيه معنى إلا الله

س48 – ما هو التوحيد الذي فرضه الله على عباده
قبل الصلاة والصوم؟

ج48: هو توحيد العبادة، فلا تدعو إلا الله وحده لا شريك له
لا تدعوا النبي ولا غيره
كما قال تعالى
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً [الجن:18]

س49 – أيهما أفضل: الفقير الصابر أم الغني الشاكر؟
وما هو حد الصبر وحد الشكر؟

ج49: أما مسألة الغنى والفقر، فالصابر والشاكر كل منهما
من أفضل المؤمنين، وأفضلهما أتقاهما
كما قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]

وأما حد الصبر وحد الشكر
المشهور بين العلماء أن الصبر عدم الجزع
والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك

س50 – ما الذي توصيني به؟

ج50: الذي أوصيك به وأحضك عليه
التفقه في التوحيد، ومطالعة كتب التوحيد
فإنها تبين لك حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله
وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله
وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام
وأن من فعله حبط عمله

والشأن كل الشأن في معرفة حقيقة التوحيد
الذي بعث الله به رسوله
وبه يكون الرجل مسلماً مفارقاً للشرك وأهله
اكتب لي كلاماً ينفعني الله به

أول ما أوصيك به
الالتفات إلى ما جاء به محمد صلى الله علية وسلم
من عند الله تبارك وتعالى
فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس
فلم يترك شيئاً يقربهم إلى الله وإلى جنته إلا أمرهم به
ولا شيئاً يبعدهم من الله ويقربهم إلى عذابه
إلا نهاهم وحذرهم عنه.
فأقام الله الحجة على خلقه إلى يوم القيامة
فليس لأحد حجة على الله
بعد بعثة محمد صلى الله علية وسلم

قال الله عز وجل فيه وفي إخوانه من المرسلين
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوح وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163)
وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164)
رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ
بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً
[النساء:163-165]

فأعظم ما جاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به
توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له
وإخلاص الدين له وحده
كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1-3]
ومعنى قوله: وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي
عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له
وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج
وغيرهن من شعائر الإسلام

ومعنى قُمْ فَأَنذِرْ أي: أنذر عن الشرك في عبادة الله
وحده لا شريك له.
وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس
وغير ذلك من الذنوب الكبار.

وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها
ولأجله خلق الله الخلق
كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
[الذاريات:56]

ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب
كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]

ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر
فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد
لا يشرك به شيئاً دخل الجنه
ومن وافاه بالشرك دخل النار
وإن كان من أعبد الناس.
وهذا معنى قولك: ( لا إله إلا الله )
فإن الإله هو الذي يدعى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر
ويخاف منه ويتوكل عليه

لشيخ الإسلام
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
موقع وذكر الإسلامي


(1) الراوي: – المحدث: ابن باز – المصدر: مجموع فتاوى ابن باز
الصفحة أو الرقم: 45/1
خلاصة حكم المحدث: [ثابت] بإسناد حسن

—-
(2)الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2647




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

أخطاء في العقيدة

أخطاء في العقيدة


الونشريس

أخطاء في العقيدة
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين وفقهم الله لما فيه رضاه وزادهم من العلم والإيمان آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ..

بلغني أنّ كثيرا من الناس يقع في أخطاء كثيرة في العقيدة، وأشياء يظنونها سنة وهي بدعة، ومن ذلك ..

إنكار علو الله واستوائه على عرشه

ومعلوم أن الله سبحانه بين لك في كتابه الكريم حيث قال سبحانه وتعالى: { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } [ الأعراف : 54 ] الآية، ذكر ذلك في سبع آيات من كتابه العظيم منها هذه الآية، ولما سئل مالك رحمه الله عن ذلك قال: ( الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب )، وهكذا قال غيره من أئمة السلف.

ومعنى الاستواء معلوم، يعني: من جهة اللغة العربية: وهو العلو والارتفاع، وقال سبحانه: { فالحكم لله العلي الكبير } [غافر:12]، وقال سبحانه : { ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم } [ البقرة : 255 ] ، وقال عز وجل : { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } [فاطر:10]، في آيات كثيرة كلها تدل على : علوه وفوقيته، وأنه سبحانه فوق العرش فوق جميع الخلق، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي وغيرهم.

فالواجب اعتقاد ذلك، والتواصي به، وتحذير الناس من خلافه.

اتخاذ المساجد على القبور والصلاة عندها وجعل القباب عليها

وهذا كله من وسائل الشرك، وقد لعن النبي اليهود والنصارى على ذلك، وحذر منه فقال: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » [متفق على صحته]، وقال : « ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك » [خرجه مسلم في صحيحه من حديث جندب]، وخرج مسلم في صحيحه أيضا عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: « نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه ». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، لتحذير النبي من ذلك، لأن ذلك من وسائل الشرك بأصحاب القبور ودعائهم والاستغاثة بهم وطلبهم النصر.. إلى غير ذلك من أنواع الشرك.

ومعلوم أن الشرك هو من أعظم الذنوب وأكبرها وأخطرها، فالواجب: الحذر منه، ومن وسائله وذرائعه ..
وقد حذر الله عباده من ذلك في آيات كثيرات: منها قوله تعالى : { إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [ النساء : 48 ]، ومنها قوله سبحانه : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين } [ الزمر : 65 ] ، ومنها قوله عز وجل : { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } [ الأنعام : 88 ] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

دعاء الأموات والغائبين

ومن أنواع الشرك الأكبر دعاء الأموات والغائبين والجن والأصنام والأشجار والنجوم، والاستغاثة بهم، وسؤالهم شفاء المرضى والنصر على الأعداء وهذا هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، كما قال سبحانه وتعالى عنهم : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هـؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18] الآية، وقال سبحانه : { فاعبد الله مخلصا له الدين، ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إنّ الله لا يهدي من هو كاذب كفار } [ الزمر : 3-2 ]

والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي تدل على أن المشركين الأولين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، وإنّما عبدوا آلهتهم، ليشفعوا لهم عند الله، ويقربوهم لديه زلفى، فكفرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون العبادة لله وحده ، كما قال سبحانه : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله } [ الأنفال : 39 ] الآية.

وقد كتب العلماء في ذلك كتبا كثيرة، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم المخالفة لشرع الله، كعبد الله بن الإمام أحمد، والإمام الكبير: محمد بن خزيمة في (كتاب التوحيد) ومحمد بن وضاح، وغيرهم من الأئمة.
ومن أحسن ما كتب في ذلك ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه الكثيرة، ومن أخصرها كتابه (القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة) ومن ذلك ما كتبه الشيخ: عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في كتابه (فتح المجيد شرح التوحيد).

الحلف بغير الله

ومن الأعمال المنكرة الشركية: الحلف بغير الله كالحلف بالنبي ، أو بغيره من الناس، والحلف بالأمانة، وكل ذلك من المنكرات ومن المحرمات الشركية، لقول النبي : « من حلف بشيء دون الله فقد أشرك » [خرجه الإمام أحمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح]، وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ..
عن النبي صلى الله أنه قال: « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك »، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من حلف بالأمانة فليس منا » ، والأحاديث في ذلك كثيرة.

والحلف بغير الله من الشرك الأصغر عند أهل العلم، فالواجب: الحذر منه، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهكذا قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وهذا من الله ومن فلان، والواجب أن يقال: ما شاء الله، ثم شاء فلان، أو لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله، ثم من فلان ؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان » .

تعليق التمائم والحروز

ومن المحرمات الشركية التي قد وقع فيها كثير من الناس: تعليق التمائم والحروز من العظام أو الودع أو غير ذلك
وتسمى: التمائم، وقد قال : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك » ، وقال : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » ، وهذه الأحاديث تعم الحروز والتمائم من القرآن وغيره ؛ لأن الرسول لم يستثن شيئا، ولأن تعليق التمائم من القران وسيلة إلى تعليق غيرها، فوجب منع الجميع سدا لذرائع الشرك، وتحقيقا للتوحيد، وعملا بعموم الأحاديث، إلا الرقى فإن الرسول استثنى منها ما ليس فيه شرك، فقال : « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا » ، وقد رقى بعض أصحابه، فالرقى لا بأس بها، فهي من الأسباب الشرعية إذا كانت من القرآن الكريم، أو مما صحت به السنة، أو من الكلمات الواضحة التي ليس بها شرك ولا لفظ منكر.

الاحتفال بالموالد

ومن المنكرات المبتدعة: الاحتفال بالموالد سواء كان ذلك بمولد النبي أو غيره ؛ لأن الرسول لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدين، ولا بقية الصحابة رضي الله عنهم، ولا أتباعهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث في القرن الرابع وما بعده ؛ بسبب الفاطميين وغيرهم من الشيعة، ثم فعله بعض أهل السنة ؛ جهلا بالأحكام الشرعية، وتقليدا لمن فعله من أهل البدع، فالواجب الحذر من ذلك لكونه من البدع المنكرة الداخلة في قوله ..
« إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
»
وقوله : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » [متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها]
وقوله : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » [خرجه مسلم في صحيحه]
وقوله في خطبه : « أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة » [خرجه مسلم في صحيحه]، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

والله المسؤول أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




رد: أخطاء في العقيدة

السلام عليكم
الله يجازيكم الجنة موضوع ولا اروع
الله أسأله صراطه المستقيم و الثبات عليه لي و لكم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين