2/: نشأة الدولة الجزائرية:يمكن تقسيم مراحل تطور الدولة الجزائرية كما يلي:
أ/: الدولة الجزائرية القديمة:وهي الدولة النوميدية (203ق م -140ق م)
ب/: الدولة الجزائرية بعد الفتح الإسلامي: عرفت عدة دول وهي:
الدولة الرستمية:تأسست سنة 760م على يد عبد الرحمان بن رستم وعاصمتها تيهرت
الدولة الحمادية: أسسها حماد بن بلكين وكانت عاصمتها القلعة ثم بجاية
الدولة الموحدية:أسسها عبد المؤمن بن علي وقد وحدت المغرب
الدولة الزيانية: أسسها يغمراسن بن زيان وعاصمتها تلمسان
ج/: الدولة الجزائري1/: ت
ة في العهد العثماني:
د/:الدولة الجزائرية في العهد الاستعماري: وتتمثل في دولة الأمير عبد القادر (1832-1847)
ه/:الدولة الجزائرية المعاصرة: هي الدولة الحالية وقد برزت للوجود سنة 1962
3/: خصائص الدولة الجزائرية:
أ/:دولة ذات سيادة: أي لها كامل السيادة على أراضيها
ب/:وحدة لاتتجزاء: أي لا يمكن التنازل على أي شبر من أراضيها
ج/: جمهورية ديمقراطية شعبية:أي نظامها ديمقراطي قائم على التعددية
د/:دولة القانون:أي أنها تقوم على سيادة القانون
4/: أركان الدولة الجزائرية: هي 4 أركان
أ/:الأرض: هي الرقعة الجغرافية المقدرة مساحتها (2 381 741كم2
ب/: الشعب:هم سكان الجزائر(33م/ن)
ج/:السيادة: أي الاستقلال
ه/:السلطة: أي أجهزة الحكم
20 أوت 1955 و 1956 النفس و التنظيم الجديدان للثورة
إن التاريخ في معناه العام هو ماضي الإنسان وسجل مسيرة البشرية وذاكرة الشعوب و الحافظ لعبرها وتجاربها و كفاحها ، لكن من الغريب أن يحلو للكثير من مؤرخي البرجوازية الفرنسية إنكار وجود الأمة الجزائرية مثل الاستدمار الفرنسي ، ويكررون أن هذه الأمة وجدت بفضل فرنسا لكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون هو أن الأمة الجزائرية ومفهوم الوطن الموحد يمتد أثرهما إلى العصور القديمة منذ العهد النوميدي حتى الفتح الإسلامي .
مرت السنون وتمكن الفرنسيون من بسط نفوذهم في الجزائر إلا انهم ذاقوا مرارة المقاومة المسلحة انطلاقا من الداي حسين إلى الأمير عبد القادر واحمد بأي و لالة فاطمة نسومر و المقراني و الشيخ بوعمامة وغيرهما .رغم كل ذلك إلا أن الشعب الجزائري بوعيه و تأثره بتيارات الإصلاح تبلورت فكرة النضال السياسي الذي قادته نخبة من المثقفين أمثال الأمير خالد و عباس فرحات و عبد الحميد بن باديس و مصالي الحاج ، إلا من القناعة التي أصبحت أكيدة عند المناضلين الجزائريين هي العمل العسكري الموحد والسبيل إلى النجاة فكانت بوادر الثورة الجزائرية تشع وتطرق باب الانطلاق مما جعلها نموذجا عالميا يحتذى به فكان للقيادة الجزائرية ولحزب جبهة التحرير الوطني الفضل الكبير في تنظيم العمل السياسي و العسكري للثورة ، و بذلك كان 20 أوت 1955 نفسا جديدا للثورة فبعد عشرة اشهر قام جيش التحرير الوطني بعمليات عسكرية في مختلف أنحاء الوطن قابلها الاستدمار بحرب إبادة بشعة وتصعيد حملته الدعائية لتشويه سمعة الثوار في نظر العالم فكان الحصار الخانق على مراكز الثوار خاصة منطقة الأوراس و الدعاية المغرضة بان الثوار الجزائريين لا يمكنهم الصمود أمام القوات الفرنسية و تحفظ بعض الأحزاب الجزائرية في الانضمام إلى صفوف الثورة كلها عوامل و أوضاع ميزت الجزائر في الفترة مابين 1945 و 20 أوت 1955 ، ولمواجهة هذه الضغوط قررت المنطقة الثانية القيام برد حاسم بواسطة جيش التحرير الوطني و لهذا دعى المجاهد زيغوت يوسف إلى عقد اجتماع في الفترة ما بين 25 جوان و 01 جويلية 1955 في ضواحي سكيكدة حدد فيه 20 أوت 1955 موعدا لانطلاق العمليات فكان الثوار مدركين عدم التكافؤ مع جيش الاستدمار ولكنهم في نفس الوقت كانوا مؤمنين بمساعدة الشعب لهم و فعلا استجاب بتلقائية و شارك في الهجوم الذي استمر ثلاثة أيام لجا الاستعمار أثناءها إلى الانتقام من المدنيين كعادته فكان القمع شديدا بحيث أعاد إلى الأذهان ذكرى 8 ماي 1945، فكلفت تضحيـــــات 20أوت 1955 تضحيات جسيمة في الأرواح ولكنها برهنت للاستعمار بان جيش التحرير قادر على المبادرة في المكان و الزمان الذي يريد ، و أعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار وبذلك أكد هجوم 20 أوت 1955 نفسا جديد للثورة لانه ابرز لها الطابع الشعبي ونفى الادعاءات المغرضة للاستدمار الفرنسي ودفع الأحزاب الجزائرية إلى الخروج من تحفظها و الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني … وعل الصعيد العالمي أقنعت هجومات 20 أوت 1955 الرأي العام العالمي بان الثورة الجزائرية ليست قضية فرنسية داخلية و إنما قضية تندرج في إطار حركة الشعوب المستعمرة .
أما 20 أوت 1956 فكان بمثابة الامتداد العسكري و السياسي للثورة فبه اصبح الجيش اكثر تنظيما حيث أثبتت هجومات 20 أوت 1955 ضرورة القيام بعمل تنظيمي لرفع فعالية الجيش ، وذلك ما قرره مؤتمر الصومام بقرية ايفري ببجاية في برنامجه العسكري الذي خطط لتتواصل الثورة عارمة وتعم جميع أجزاء البلاد و لكي لا يكون مصيرها مثل ثورات القرن التاسع عشر ميلادي التي عانت التشتت الجغرافي و عدم التنسيق بين القيادات مما أوقعها في حصار بين المعمرين و جيش الاحتلال ، فكان الدليل بعقد المؤتمر برئاسة زيغوت يوسف مرة أخرى لتكذيب السلطات الفرنسية بادعائها السيطرة على المنطقة و احتفالا بذكرى انتصار الهجوم الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 وتمخض عن هذا المؤتمر عدة قرارات تاريخية منها تقسيم البلاد إلى ست ولايات و تأسيس المجلس الوطني للثورة و تأسيس المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق و التنفيذ وتنظيم الجيش إلى مسيلون و مجاهدون و فدائيون وإنشاء مجالس شعبية و المحاكم و المحافظ السياسي … فكان الغرض أضعاف الجيش الفرنسي و تحطيم الاقتصاد الاستعماري و خلق اضطراب للموقف الفرنسي و عزل فرنسا سياسيا في الجزائر عن العالم و تطوير الثورة لتتماشى مع القانون الدولي و تحقيق المساعدة الدائمة للشعب ليقف ضد إبادته … و بذلك تكون ثورة اكثر تنظيما وشمولية .
إن تجربة الجزائر برهنت على أن القمع مرتبط ارتباطا حتميا بالاستعمار الذي هو في أساسه قمع مستمر وهذه الحقيقة تبرز خطا الذين ركزوا نشاطهم ضد القمع فقط دون أن يمددوا هذا النشاط إلى مناهضة الاحتلال و الحرب المتولدة عنه من الأساس ، ومن هنا لم ينجح هؤلاء إلا في شيء واحد هو تعويد الرأي العام على هذا القمع من جهة وحمل الاستعمار على تحسين وسائل الدفاعية و تكييفها ضد محاولات التشهير وهكذا نجد أن الاستعماريين الفرنسيين كانوا اكثر منطقية مع انفسم من اليساريين … إن الاستعماريين كلفوا بمهمة القضاء على الثورة و عندما وجدوا أنها متأصلة في قلب كل جزائري أرادوا أن يقضوا على كل قلب يخفق بها أي على كامل الشعب . أما اليساريون الفرنسيون فهم لم يفهموا هذا الارتباط الحتمي بين القمع و الاستعمار و الحرب الاحتلالية و توهموا أن في الإمكان وقف القمع مع استمرار الحرب التي تصبح حين إذن حربا نظيفة ، بل أن اليساريين لم يفهموا إلا مؤخرا حتمية الارتباط بين القمع و الحرب من جهة و بين اضطهاد الشعب الفرنسي و استقرار الفاشية في فرنسا من جهة أخرى .
احمـد رضـــــــوان
أستاذ الاجتماعيات
عين وســـــــــــارة
0 أوت 1955 و 1956 النفس و التنظيم الجديدان للثورة
إن التاريخ في معناه العام هو ماضي الإنسان وسجل مسيرة البشرية وذاكرة الشعوب و الحافظ لعبرها وتجاربها و كفاحها ، لكن من الغريب أن يحلو للكثير من مؤرخي البرجوازية الفرنسية إنكار وجود الأمة الجزائرية مثل الاستدمار الفرنسي ، ويكررون أن هذه الأمة وجدت بفضل فرنسا لكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون هو أن الأمة الجزائرية ومفهوم الوطن الموحد يمتد أثرهما إلى العصور القديمة منذ العهد النوميدي حتى الفتح الإسلامي .
مرت السنون وتمكن الفرنسيون من بسط نفوذهم في الجزائر إلا انهم ذاقوا مرارة المقاومة المسلحة انطلاقا من الداي حسين إلى الأمير عبد القادر واحمد بأي و لالة فاطمة نسومر و المقراني و الشيخ بوعمامة وغيرهما .رغم كل ذلك إلا أن الشعب الجزائري بوعيه و تأثره بتيارات الإصلاح تبلورت فكرة النضال السياسي الذي قادته نخبة من المثقفين أمثال الأمير خالد و عباس فرحات و عبد الحميد بن باديس و مصالي الحاج ، إلا من القناعة التي أصبحت أكيدة عند المناضلين الجزائريين هي العمل العسكري الموحد والسبيل إلى النجاة فكانت بوادر الثورة الجزائرية تشع وتطرق باب الانطلاق مما جعلها نموذجا عالميا يحتذى به فكان للقيادة الجزائرية ولحزب جبهة التحرير الوطني الفضل الكبير في تنظيم العمل السياسي و العسكري للثورة ، و بذلك كان 20 أوت 1955 نفسا جديدا للثورة فبعد عشرة اشهر قام جيش التحرير الوطني بعمليات عسكرية في مختلف أنحاء الوطن قابلها الاستدمار بحرب إبادة بشعة وتصعيد حملته الدعائية لتشويه سمعة الثوار في نظر العالم فكان الحصار الخانق على مراكز الثوار خاصة منطقة الأوراس و الدعاية المغرضة بان الثوار الجزائريين لا يمكنهم الصمود أمام القوات الفرنسية و تحفظ بعض الأحزاب الجزائرية في الانضمام إلى صفوف الثورة كلها عوامل و أوضاع ميزت الجزائر في الفترة مابين 1945 و 20 أوت 1955 ، ولمواجهة هذه الضغوط قررت المنطقة الثانية القيام برد حاسم بواسطة جيش التحرير الوطني و لهذا دعى المجاهد زيغوت يوسف إلى عقد اجتماع في الفترة ما بين 25 جوان و 01 جويلية 1955 في ضواحي سكيكدة حدد فيه 20 أوت 1955 موعدا لانطلاق العمليات فكان الثوار مدركين عدم التكافؤ مع جيش الاستدمار ولكنهم في نفس الوقت كانوا مؤمنين بمساعدة الشعب لهم و فعلا استجاب بتلقائية و شارك في الهجوم الذي استمر ثلاثة أيام لجا الاستعمار أثناءها إلى الانتقام من المدنيين كعادته فكان القمع شديدا بحيث أعاد إلى الأذهان ذكرى 8 ماي 1945، فكلفت تضحيـــــات 20أوت 1955 تضحيات جسيمة في الأرواح ولكنها برهنت للاستعمار بان جيش التحرير قادر على المبادرة في المكان و الزمان الذي يريد ، و أعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار وبذلك أكد هجوم 20 أوت 1955 نفسا جديد للثورة لانه ابرز لها الطابع الشعبي ونفى الادعاءات المغرضة للاستدمار الفرنسي ودفع الأحزاب الجزائرية إلى الخروج من تحفظها و الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني … وعل الصعيد العالمي أقنعت هجومات 20 أوت 1955 الرأي العام العالمي بان الثورة الجزائرية ليست قضية فرنسية داخلية و إنما قضية تندرج في إطار حركة الشعوب المستعمرة .
أما 20 أوت 1956 فكان بمثابة الامتداد العسكري و السياسي للثورة فبه اصبح الجيش اكثر تنظيما حيث أثبتت هجومات 20 أوت 1955 ضرورة القيام بعمل تنظيمي لرفع فعالية الجيش ، وذلك ما قرره مؤتمر الصومام بقرية ايفري ببجاية في برنامجه العسكري الذي خطط لتتواصل الثورة عارمة وتعم جميع أجزاء البلاد و لكي لا يكون مصيرها مثل ثورات القرن التاسع عشر ميلادي التي عانت التشتت الجغرافي و عدم التنسيق بين القيادات مما أوقعها في حصار بين المعمرين و جيش الاحتلال ، فكان الدليل بعقد المؤتمر برئاسة زيغوت يوسف مرة أخرى لتكذيب السلطات الفرنسية بادعائها السيطرة على المنطقة و احتفالا بذكرى انتصار الهجوم الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 وتمخض عن هذا المؤتمر عدة قرارات تاريخية منها تقسيم البلاد إلى ست ولايات و تأسيس المجلس الوطني للثورة و تأسيس المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق و التنفيذ وتنظيم الجيش إلى مسيلون و مجاهدون و فدائيون وإنشاء مجالس شعبية و المحاكم و المحافظ السياسي … فكان الغرض أضعاف الجيش الفرنسي و تحطيم الاقتصاد الاستعماري و خلق اضطراب للموقف الفرنسي و عزل فرنسا سياسيا في الجزائر عن العالم و تطوير الثورة لتتماشى مع القانون الدولي و تحقيق المساعدة الدائمة للشعب ليقف ضد إبادته … و بذلك تكون ثورة اكثر تنظيما وشمولية .
إن تجربة الجزائر برهنت على أن القمع مرتبط ارتباطا حتميا بالاستعمار الذي هو في أساسه قمع مستمر وهذه الحقيقة تبرز خطا الذين ركزوا نشاطهم ضد القمع فقط دون أن يمددوا هذا النشاط إلى مناهضة الاحتلال و الحرب المتولدة عنه من الأساس ، ومن هنا لم ينجح هؤلاء إلا في شيء واحد هو تعويد الرأي العام على هذا القمع من جهة وحمل الاستعمار على تحسين وسائل الدفاعية و تكييفها ضد محاولات التشهير وهكذا نجد أن الاستعماريين الفرنسيين كانوا اكثر منطقية مع انفسم من اليساريين … إن الاستعماريين كلفوا بمهمة القضاء على الثورة و عندما وجدوا أنها متأصلة في قلب كل جزائري أرادوا أن يقضوا على كل قلب يخفق بها أي على كامل الشعب . أما اليساريون الفرنسيون فهم لم يفهموا هذا الارتباط الحتمي بين القمع و الاستعمار و الحرب الاحتلالية و توهموا أن في الإمكان وقف القمع مع استمرار الحرب التي تصبح حين إذن حربا نظيفة ، بل أن اليساريين لم يفهموا إلا مؤخرا حتمية الارتباط بين القمع و الحرب من جهة و بين اضطهاد الشعب الفرنسي و استقرار الفاشية في فرنسا من جهة أخرى .
احمـد رضـــــــوان
أستاذ الاجتماعيات
عين وســـــــــــارة
شكرا على الموضوع الرائع…. بارك الله فيك
لا زلت كما عهدناك.
يا افضل أستاذاجتماعيات.
شكرا جزيلا.
أوت 1955 و 1956 النفس و التنظيم الجديدان للثورة
إن التاريخ في معناه العام هو ماضي الإنسان وسجل مسيرة البشرية وذاكرة الشعوب و الحافظ لعبرها وتجاربها و كفاحها ، لكن من الغريب أن يحلو للكثير من مؤرخي البرجوازية الفرنسية إنكار وجود الأمة الجزائرية مثل الاستدمار الفرنسي ، ويكررون أن هذه الأمة وجدت بفضل فرنسا لكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون هو أن الأمة الجزائرية ومفهوم الوطن الموحد يمتد أثرهما إلى العصور القديمة منذ العهد النوميدي حتى الفتح الإسلامي .
مرت السنون وتمكن الفرنسيون من بسط نفوذهم في الجزائر إلا انهم ذاقوا مرارة المقاومة المسلحة انطلاقا من الداي حسين إلى الأمير عبد القادر واحمد بأي و لالة فاطمة نسومر و المقراني و الشيخ بوعمامة وغيرهما .رغم كل ذلك إلا أن الشعب الجزائري بوعيه و تأثره بتيارات الإصلاح تبلورت فكرة النضال السياسي الذي قادته نخبة من المثقفين أمثال الأمير خالد و عباس فرحات و عبد الحميد بن باديس و مصالي الحاج ، إلا من القناعة التي أصبحت أكيدة عند المناضلين الجزائريين هي العمل العسكري الموحد والسبيل إلى النجاة فكانت بوادر الثورة الجزائرية تشع وتطرق باب الانطلاق مما جعلها نموذجا عالميا يحتذى به فكان للقيادة الجزائرية ولحزب جبهة التحرير الوطني الفضل الكبير في تنظيم العمل السياسي و العسكري للثورة ، و بذلك كان 20 أوت 1955 نفسا جديدا للثورة فبعد عشرة اشهر قام جيش التحرير الوطني بعمليات عسكرية في مختلف أنحاء الوطن قابلها الاستدمار بحرب إبادة بشعة وتصعيد حملته الدعائية لتشويه سمعة الثوار في نظر العالم فكان الحصار الخانق على مراكز الثوار خاصة منطقة الأوراس و الدعاية المغرضة بان الثوار الجزائريين لا يمكنهم الصمود أمام القوات الفرنسية و تحفظ بعض الأحزاب الجزائرية في الانضمام إلى صفوف الثورة كلها عوامل و أوضاع ميزت الجزائر في الفترة مابين 1945 و 20 أوت 1955 ، ولمواجهة هذه الضغوط قررت المنطقة الثانية القيام برد حاسم بواسطة جيش التحرير الوطني و لهذا دعى المجاهد زيغوت يوسف إلى عقد اجتماع في الفترة ما بين 25 جوان و 01 جويلية 1955 في ضواحي سكيكدة حدد فيه 20 أوت 1955 موعدا لانطلاق العمليات فكان الثوار مدركين عدم التكافؤ مع جيش الاستدمار ولكنهم في نفس الوقت كانوا مؤمنين بمساعدة الشعب لهم و فعلا استجاب بتلقائية و شارك في الهجوم الذي استمر ثلاثة أيام لجا الاستعمار أثناءها إلى الانتقام من المدنيين كعادته فكان القمع شديدا بحيث أعاد إلى الأذهان ذكرى 8 ماي 1945، فكلفت تضحيـــــات 20أوت 1955 تضحيات جسيمة في الأرواح ولكنها برهنت للاستعمار بان جيش التحرير قادر على المبادرة في المكان و الزمان الذي يريد ، و أعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار وبذلك أكد هجوم 20 أوت 1955 نفسا جديد للثورة لانه ابرز لها الطابع الشعبي ونفى الادعاءات المغرضة للاستدمار الفرنسي ودفع الأحزاب الجزائرية إلى الخروج من تحفظها و الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني … وعل الصعيد العالمي أقنعت هجومات 20 أوت 1955 الرأي العام العالمي بان الثورة الجزائرية ليست قضية فرنسية داخلية و إنما قضية تندرج في إطار حركة الشعوب المستعمرة .
أما 20 أوت 1956 فكان بمثابة الامتداد العسكري و السياسي للثورة فبه اصبح الجيش اكثر تنظيما حيث أثبتت هجومات 20 أوت 1955 ضرورة القيام بعمل تنظيمي لرفع فعالية الجيش ، وذلك ما قرره مؤتمر الصومام بقرية ايفري ببجاية في برنامجه العسكري الذي خطط لتتواصل الثورة عارمة وتعم جميع أجزاء البلاد و لكي لا يكون مصيرها مثل ثورات القرن التاسع عشر ميلادي التي عانت التشتت الجغرافي و عدم التنسيق بين القيادات مما أوقعها في حصار بين المعمرين و جيش الاحتلال ، فكان الدليل بعقد المؤتمر برئاسة زيغوت يوسف مرة أخرى لتكذيب السلطات الفرنسية بادعائها السيطرة على المنطقة و احتفالا بذكرى انتصار الهجوم الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 وتمخض عن هذا المؤتمر عدة قرارات تاريخية منها تقسيم البلاد إلى ست ولايات و تأسيس المجلس الوطني للثورة و تأسيس المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق و التنفيذ وتنظيم الجيش إلى مسيلون و مجاهدون و فدائيون وإنشاء مجالس شعبية و المحاكم و المحافظ السياسي … فكان الغرض أضعاف الجيش الفرنسي و تحطيم الاقتصاد الاستعماري و خلق اضطراب للموقف الفرنسي و عزل فرنسا سياسيا في الجزائر عن العالم و تطوير الثورة لتتماشى مع القانون الدولي و تحقيق المساعدة الدائمة للشعب ليقف ضد إبادته … و بذلك تكون ثورة اكثر تنظيما وشمولية .
إن تجربة الجزائر برهنت على أن القمع مرتبط ارتباطا حتميا بالاستعمار الذي هو في أساسه قمع مستمر وهذه الحقيقة تبرز خطا الذين ركزوا نشاطهم ضد القمع فقط دون أن يمددوا هذا النشاط إلى مناهضة الاحتلال و الحرب المتولدة عنه من الأساس ، ومن هنا لم ينجح هؤلاء إلا في شيء واحد هو تعويد الرأي العام على هذا القمع من جهة وحمل الاستعمار على تحسين وسائل الدفاعية و تكييفها ضد محاولات التشهير وهكذا نجد أن الاستعماريين الفرنسيين كانوا اكثر منطقية مع انفسم من اليساريين … إن الاستعماريين كلفوا بمهمة القضاء على الثورة و عندما وجدوا أنها متأصلة في قلب كل جزائري أرادوا أن يقضوا على كل قلب يخفق بها أي على كامل الشعب . أما اليساريون الفرنسيون فهم لم يفهموا هذا الارتباط الحتمي بين القمع و الاستعمار و الحرب الاحتلالية و توهموا أن في الإمكان وقف القمع مع استمرار الحرب التي تصبح حين إذن حربا نظيفة ، بل أن اليساريين لم يفهموا إلا مؤخرا حتمية الارتباط بين القمع و الحرب من جهة و بين اضطهاد الشعب الفرنسي و استقرار الفاشية في فرنسا من جهة أخرى .
احمـد رضـــــــوان
أستاذ الاجتماعيات
متوسطة محمد شريف بن عكشة
عين وســـــــــــارة
شكرا لك على الموضوع الرائع
شكرا استاذ.
شـــكــــــــــــــــــــرا جزيـــــــــــــــــــــلا
**شكرا لك استاذي المحترم **. بارك الله فيك .
(¯`·.¸(¯`·.¸(¯`·.¸MerCi bCp¸.·´¯)¸.·´¯)¸.·´¯)
التحميل من الملفات المرفقة