ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ".
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ".
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات .. " الحديث .
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها "، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفاً – لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك .
التبرج نفاق
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" خير نسائكم الودود الولود ، المواسية المواتية ، إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم "، الغراب الأعصم : هو أحمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل ".
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى :{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء} [الأعراف:28]
والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}[البقرة:268]
التبرج سنة إبليسية
إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس كشف السوءات ، وهتك الأستار ، وأن التبرج هدف أساسي له ، قال تعالى :{ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} [الأعراف:27]
فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمي بتحرير المرأة .
التبرج طريقة يهودية
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ".
التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33]
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي "، سواء في ذلك تبرج الجاهلية ، ودعوى الجاهلية ، وحمية الجاهلية .
التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية ، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس و موت الشعور :
لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرين
كأن الثوب ظلٌ في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً فحينا
تظنين الرجال بلا شعور *** لأنكِ ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبَر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر .
فمن هذه العواقب الوخيمة :
* تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة ، لأجل لفت الأنظار إليهن .. مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة . ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبيث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض لقوله صلى الله عليه وسلم :" لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ".
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين : قال عليه الصلاة والسلام : " العينان زناهما النظر " وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعاً أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية .قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:16]، وجاء في الحديث : "أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ".
فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" نَحِ الأذى عن طريق المسلمين " فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة … حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يُبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها – إلا أعقبك منها غداً نكال من الله عظيم .
بادري إلى طاعة الله ، ودعي عنك انتقاد الناس ، ولومهم فحساب الله غداً أشد وأعظم .
الشروط الواجب توفّرها مجتمعه حتى يكون الحجاب شرعياً .
الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح .
الثاني: أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة .
الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف .
الرابع: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق .
الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً .
السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات .
السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال .
الثامن : أن لا يقصد به الشهرة بين الناس .
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لو أدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنين و المؤمنات على طاعة ربهم عز وجل . فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أن أنها "حل وسط " ترضي المحجبة به ربها –زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على " أناقتها "!
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حباً وكرامة للإسلام واعتزازا ً بشريعة الرحمن ، وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم غير مبال بما عليه تلك الكتل الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .
وقد نفى الله عز وجل الإيمان عمن تولى عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } [النور:47،48] إلى قوله { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور : 51،52 ]
وعن صفية بنت شيبة قالت : بينها نحن عند عائشة –رضي الله عنها – قالت : فذكرت نساء قريش وفضلهن ، فقالت عائشة –رضي الله عنها -:" إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور : 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ( أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن ) فاعتجرت به ( أي سترت به رأسها ووجهها ) تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
شكراا و بارك الله فيك
التبرج معصية لله ورسول صلى الله عليه وسلم ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ".
|
اختي حمامة يكفي اقتباس تلك الكلمة معصية
جزاك الله كل الخير اختي
واستسمحك لاعادة كل الموضوع لان كل ما فيه صحيح وليس لعبارة دون الاخرى
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال :" من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ".
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، العنوهن فإنهن ملعونات ".
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات .. " الحديث .
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها "، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفاً – لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب ، والطيب نتن ، والنور ظلمة ، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك .
التبرج نفاق
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" خير نسائكم الودود الولود ، المواسية المواتية ، إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم "، الغراب الأعصم : هو أحمر المنقار والرجلين ، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل ".
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى :{ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء} [الأعراف:28]
والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}[البقرة:268]
التبرج سنة إبليسية
إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس كشف السوءات ، وهتك الأستار ، وأن التبرج هدف أساسي له ، قال تعالى :{ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} [الأعراف:27]
فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف ، وهو زعيم زعماء ما يسمي بتحرير المرأة .
التبرج طريقة يهودية
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ".
التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33]
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي "، سواء في ذلك تبرج الجاهلية ، ودعوى الجاهلية ، وحمية الجاهلية .
التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية ، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله ، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس و موت الشعور :
لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرين
كأن الثوب ظلٌ في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً فحينا
تظنين الرجال بلا شعور *** لأنكِ ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبَر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر .
فمن هذه العواقب الوخيمة :
* تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة ، لأجل لفت الأنظار إليهن .. مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة .
ومنها : فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة . ومنها : المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها : الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبيث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها : انتشار الأمراض لقوله صلى الله عليه وسلم :" لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ".
ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين : قال عليه الصلاة والسلام : " العينان زناهما النظر " وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعاً أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية .قال تعالى :{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:16]، وجاء في الحديث : "أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب ".
فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" نَحِ الأذى عن طريق المسلمين " فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة … حجر في الطريق ، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول ، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا ؟
إنه ما من شاب مسلم يُبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها – إلا أعقبك منها غداً نكال من الله عظيم .
بادري إلى طاعة الله ، ودعي عنك انتقاد الناس ، ولومهم فحساب الله غداً أشد وأعظم .
الشروط الواجب توفّرها مجتمعه حتى يكون الحجاب شرعياً .
الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح .
الثاني: أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة .
الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف .
الرابع: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق .
الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً .
السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات .
السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال .
الثامن : أن لا يقصد به الشهرة بين الناس .
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لو أدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنين و المؤمنات على طاعة ربهم عز وجل . فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أن أنها "حل وسط " ترضي المحجبة به ربها –زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على " أناقتها "!
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حباً وكرامة للإسلام واعتزازا ً بشريعة الرحمن ، وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم غير مبال بما عليه تلك الكتل الضالة التائهة ، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها .
وقد نفى الله عز وجل الإيمان عمن تولى عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ } [النور:47،48] إلى قوله { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور : 51،52 ]
وعن صفية بنت شيبة قالت : بينها نحن عند عائشة –رضي الله عنها – قالت : فذكرت نساء قريش وفضلهن ، فقالت عائشة –رضي الله عنها -:" إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنزيل ، لقد أنزلت سورة النور { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور : 31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ( أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن ) فاعتجرت به ( أي سترت به رأسها ووجهها ) تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان " وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
شكرااااااااااااااااااااااااا
التبرج . و الصيف .
التـبــرّج – ضوابط الحجاب الشرعي
الكاسيات العاريات – الحجاب عبادة لا عادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللّهم افتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.
§ الإخبار النبوي بظهور النساء الكاسيات العاريات في آخر الزمان:
الكاسيات العاريات، وظهورهن في هذا المجتمع علامة من علامات الساعة الصغرى التي أخبرنا عنها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، النبي الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. وقد وقعت كثير من العلامات والصفات التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة ما يتعلق بالتبرج، وظاهرة ترك الحجاب الذي نشهد في هذه الأيام حملة عالمية ضده، وقد وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه الظاهرة وصفاً في غاية الدقة، وكأنما يعيش معنا في هذه الأيام، ويتحدث عن واقع كثير من نسائنا إلا من رحم الله. جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروجٍ كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد, نساؤهم كاسيات عاريات, على رؤوسهنّ كأسنمة البُخت العجاف, العنوهنّ فإنهنّ ملعونات, لو كان وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم". مسند أحمد. هذا هو الحديث الذي وصف فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – حالَ كثيرٍ من الرجال والنساء في مجتمعنا.
هؤلاء الرجال وصفَهم – عليه الصلاة والسلام – بأنهم يركبون على رحالٍ متميّزةٍ، ولها فُرشٌ وثيرةٌ، يجلس فيها المرء، ويركب، ويرتحل من مكانٍ إلى مكان, وكأنه يتحدّث عن سيارات هذه الأيام, فالسيارات أصبحت صنعةً عجيبةً تحقق فيها الوصف النبوي المعجز. يشبّه النبي – عليه الصلاة والسلام – في قوله السيارات الموجودة في زماننا بما يوضع على ظهر الناقة أو الجمل, أي الراحلة التي تُعد إعداداً رائعاً لكي يركبها الراكب، ويسافر فيها من مكانٍ إلى مكان, ثم ينزل على أبواب المساجد ليؤدي الصلاة. والسيارات الموجودة في واقعنا الآن أصبحت تمتاز بميّزاتٍ كثيرة, فيها كل ما يتمناه الإنسان من عوامل الراحة والرفاهية، فيها مكان للطعام والشراب، ومكان للماء الساخن والماء البارد، وفيها مجال للنوم، حتى بعض السيارات أصبح فيها مجالٌ لقضاء الحاجة وهي تسير, فقد أُعدّت إعداداً جيداً لكي يتحقق للإنسان كل الرفاهية والسلامة, وهذه السيارات الكبيرة التي تسافر الآن (القطارات والمترو, و الباصات المكيّفة والحديثة) كلها تتحقق فيها هذه الأوصاف، صُنعت فيها غرفٌ خاصة للنوم، وغرف للطعام, وغرف مستديرة، وطاولات طعام، وطاولات استقبال، وغرف استقبال ،كلها مهيأة ضمن هذه الحافلات والسيارات التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق.
وقد وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – الرجال الذين يركبون تلك السروج، ونساؤهم كاسيات عاريات بأنهم يأتون إلى المساجد ليصلّوا، ويركبون أفخر المركبات التي أُعدت للرفاهية، ونساؤهم كاسيات عاريات. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الوصف يكاد يتحقق على أرض الواقع كما وصفه. نسأل الله تعالى ألا يكون أحدنا من هؤلاء الناس، ممن يقع عليهم هذا الوصف، أو ممن له نساء كاسيات عاريات.
أيضاً النبي – عليه الصلاة والسلام – وصف أشكال النساء بأنهن كأسنمة البُخت العجاف, (رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف), البُخت: نوعٌ من أنواع الجِمال التي كانت تعدّ من أغلى ما يمتلكه العربي من الجمال العربية, نوعٌ من النوق غالي الثمن, ويتميّز بأن له أصولاً وأعراقاً خاصة, تمتاز هذه النوق بطول الأعناق, وتُعرف من بعيد, يعرفها الناس من بعيد, ولها ميّزات, من أهم ميزاتها: القوة، والجودة، والجمال في الشكل، وعلوّ الثمن، فثمنها غالٍ جداً، ولها سنام، فإذا مال السنام دلّ ذلك على ضعف هذا البعير، وعلى عدم رغبة صاحبه فيه، وأنه أصبح بعيراً مهملاً، غير قادرٍ على الخدمة، ولا يقوى على العمل. والنبي – صلى الله عليه وسلم – يشبّه شعر المرأة الكاسية العارية حينما ترفعه على رأسها بأنه كالجمل الذي له سنامٌ مرتفعٌ على ظهره، وهذا النوع من أنواع صناعة الشعر في هذه الأيام أصبح موضة وأزياء, ونوعاً من أنواع القصّات المعروفة التي تصدر بين الحين والآخر حسب أحدث الموضات والموديلات, وأصبحنا نرى الآن أماكن مخصصة لتصفيف الشعر, تذهب إليها المرأة المسلمة لتجلس طائعةً مختارة غير مُكرَهة ولا مضطرة، بين يدي رجلٍ أجنبي ليصفف لها شعرها، وليحلقه ويُجري لها ما يُسمى اليوم بظاهرةِ الزينة ( المكياج )، وتكون المرأة بين يديه مستسلمة، خاضعة لكل تصرفاته. هذا الوصف لا يليق أبداً بالنساء المسلمات, والنبي – عليه الصلاة والسلام – حذّر من هذا، ووصفه بأنه سيقع في آخر الزمان، وها نحن نراه على أرض الواقع, نرى ونسمع أن كثيراً من النساء المسلمات يفعلن هذا، ويرتَدْنَ هذه البيوت المخصصة للزينة ولتصفيف الشعر بهذه الطريقة التي تُخرجها وكأن شعرها يشبه سنام الجمل المرتفع المائل, وهي بذلك تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم، التي يتحدث فيها عن الفساد.
والنبي – عليه الصلاة والسلام – حينما أشار في الحديث بقوله (العنوهنّ فإنهنّ ملعونات), فإنّه أشار إلى مَن اتصفنَ بهذه الصفة, فالمرأة التي تتصف بتلك الصفة تندرج تحت اللعنة التي أشار إليها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
§ الحكم في قوله عليه الصلاة والسلام "العنوهن فإنهن ملعونات":
لا بد أن نبين قاعدة مهمة من قواعد أصول الفقه كما بيّنها العلماء وهي: "الحكم على الإطلاق، والحكم على التعيين": فلا ينبغي أن نأتي لامرأة متبرجة بعينها، ونقول لها أنتِ ملعونة؛ وذلك لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: "العنوهن فإنهن ملعونات"، بل يجب أن نقيم عليها الحجة, ونبين لها الحق بالحكمة، والرحمة، والأدب، والتواضع, والدليل المنطقي الواقعي, كما ورد في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذاً.. هذا حكمٌ ينبغي أن نميّزه حينما يكون مطلقاً، وحينما يكون معيناً, فبين أن نقول: فلانة الكاسية العارية ملعونة, وأن نقول: الكاسية العارية ملعونة, فرقٌ كبيرٌ بين التخصيص والإطلاق, فلا يجوز أن نلعن امرأةً متبرجةً بذاتها, وإنما نقول: كل من ظهر عليها علامةٌ من علامات التبرج، وتحقق فيها قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (العنوهن فإنهن ملعونات), فقد أصابها شيءٌ من لعْن النبي عليه الصلاة والسلام. نحن لا نتحدث عن امرأة بذاتها, ولا يجوز أن نحدد فلانةً باسمها, فنحن لا نعلم صلة القلب بين المرأة وربها سبحانه وتعالى, كما لا نعلم صلة القلب بين الرجل وربه تبارك وتعالى, فهؤلاء النساء المتبرجات أصدر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حكماً بلعنهن بشكل مطلق, وليس بشكل محدد, فما قال فلانة المتبرجة, ونحن لا نقول فلانة المتبرجة عليها اللعنة من الله, هذا الكلام لا يجوز, وإنما المراد بقوله عليه الصلاة والسلام (العنوهن فإنهن ملعونات): الحكم على الإطلاق، وليس على وجه التعيين, فهذه المرأة ملعونة بلعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دون أن نسميها باسمها, أو أن نحددها بشكلٍ واضح. إذاً.. هذا درسٌ مهمٌ، وفائدةٌ لطيفةٌ ينبغي أن نتعلمها ونستفيد منها، فلا يجوز لنا أن نلعن أحداً من الناس بعينه دون أن نُقيْم عليه الحجة بالضوابط التي بيّنها أهل العلم, يمكننا أن ننصح، ونرشد، ونبين الوجه كما هو, ونقول لمن ننصحه: انتبه يا فلان! أو انتبهي يا فلانة! هذا العمل الذي تقومين به عليه اللعنة من الله, وورد في حقه لعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فبعد أن نقيم الحجة نبيّن هذه التفصيلات الضرورية بنوع من الأدب، والرقة، واللطف، والحكمة، كما أمر الله تعالى بقوله:[]ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ…[] سورة النحل (125).
§ التحذير من التسرع في إطلاق الأحكام والتألّي على الله تعالى:
كثيراً ما نطلق الأحكام بشكل متسرع، فمثلاً نسمع أن فلاناً من الناس مات في حادث سير، أو سقط من شاهق، أو غرق في البحر، أو احترق في طائرة، أو غير ذلك… فإذا بنا نسمع أحكاماً تطلق بأن فلاناً شهيد. لا! لا يجوز أن نتألى على الله سبحانه وتعالى، إنما نقول: نرجو أن يكون شهيداً، أو نرجو أن يكتبه الله عنده من الشهداء، فهذا الحكم حكمٌ مطلق، ولا يصحّ أن نعيّن الأمر؛ لأننا لا نعلم الأمر على حقيقته كيف وقع.
أيضاً كثيراً ما نسمع الناس يقولون: فلان في النار, فلان في جهنم وبئس المصير… هذا الكلام لا يصح في حال من الأحوال, إنما نقول: أعمال فلان هي أعمال أهل النار, والعياذ بالله تعالى.
أيضاً كثيراً ما نسمع من يقول: فلان من أصحاب الجنة، فلانٌ هنيئاً له الجنة… أيضاً هذا الكلام لا يجوز, وهو نوعٌ من أنواع التألّي على الله سبحانه وتعالى. وقد ورد في الحديث أن امرأةً سقط ولدها شهيداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له: هنيئاً لك الجنة! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألّية على الله؟ وما يُدريكِ؟ لعله كان يتكلم بما لا يعنيه. أي إن هذا الأمر ربما منع الإنسان من دخول الجنة. والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". صحيح مسلم.
ذلّ الأمة وهوانها هو إحدى نتائج التبرج والبعد عن الله عز وجل:
إن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (العنوهن فإنهن ملعونات) لبعدهن عن الله سبحانه وتعالى، ولبعدهنّ عن منهجه. وهذا البعد ثمرته الذل والهوان، ونحن نعلم يقيناً أن الأمة الآن تعيش هذه المرحلة؛ مرحلة الذل والهوان والضعف، وهي ثمرة البعد عن الله سبحانه وتعالى، فلقد أذلّ الله تعالى هذه الأمة لمن كتب عليهم الذل والذلة، من إخوان القردة والخنازير، من أبناء اليهود، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! الآن اليهود الصهاينة في العالم يستذلّون هذه الأمة التي بلغ عددها ما يزيد على المليار والثلث تقريباً, مليار وثلاثمئة مليون إنسان مسلم في العالم يستذلهم بضعة ملايين, من واحد إلى ثلاثة ملايين يستذلون هذه الأمة الكبيرة، ويستصغرون من شأنها, ونسأل الله تعالى أن يلطف بهذه الأمة.
§ الإخبار بأن الكاسيات العاريات أحد صنفين من أهل النار يظهر آخر الزمان:
أيها الإخوة القراء! النبي – عليه الصلاة والسلام – بيّن في حديثٍ آخر تأكيداً للحديث الذي ذكرناه أن ظاهرة التبرج ظاهرة خطيرة، وأن من اتصف بها فقد ابتعد عن جنة الله، وإن رائحة الجنة ليدركها الإنسان من مسيرة خمسمئة عام. فعن سيدنا أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". صحيح مسلم. هذا النص ورد في رواية أخرى: "وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمئة عام". فالنبي – عليه الصلاة والسلام – وضّح الحديث الأول بهذا الحديث؛ لأن هناك من نساء المسلمين من تتصف بهذه الصفة (كاسيات عاريات) أي تلبس المرأة ثياباً خفيفة شفافة تشف هذه الثياب ما تحتها، فتظهر المرأة وكأنها عارية, وهذا الوصف النبوي المعجز كأنه رآه النبي – عليه الصلاة والسلام – في زماننا، فوصفه كما رآه, هناك تفسير آخر لقول النبي عليه الصلاة والسلام (كاسيات عاريات): أي أن المرأة تلبس ثياباً ضيقة، فتُظهر تلك الثيابُ مفاتنَها، وتحجّم أعضائها، وتبرزها وكأنها لم ترتدِ شيئاً من الثياب والعياذ بالله تعالى! إذاً.. أصبح لدينا تفسيران لقوله – عليه الصلاة والسلام – كاسيات عاريات, فهذا النوع من التبرج أصبح الآن ظاهرة منتشرة، نسأل الله تعالى العفو والعافية، ونسأله أن يستر نساءنا ونساء المسلمين.
§ نـــــداء إلى الأخت المتبرجة:
يا أيتها الأخت الفاضلة! يا من خرجتِ بالثياب الضيقة، أو الشفافة، أو القصيرة… هل تصبرين على حرّ النار؟ هل تعلمين أن الطعام في النار نار؟ هل تعلمين أن الشراب في النار نار؟ هل تعلمين أن الثياب في النار نار؟ يقول الله سبحانه وتعالى:[]هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ1 (6)[] سورة الغاشية. ويقول سبحانه وتعالى:[] خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ2 (36)[] سورة الحاقة.
فيا أيتها الأخت المؤمنة! اللهَ اللهَ لك في الحجاب الشرعي! الله الله في الستر والعفاف! واللهِ إن المرأة لا تقدر على حرارة الشمس في يوم شديد الحرارة! وكذلك الرجل، ولا نقدر جميعاً على حرارة عود الثقاب, فكيف سنصبر على نار جهنم التي تُشوى فيها اللحوم؟ والعياذ بالله تعالى! وكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: "ناركم جزء من سبعين جزءاً من جهنم. قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية. قال: فُضّلت عليهن بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرّها". صحيح البخاري. أي أضعافاً مضاعفة. نار جهنم والعياذ بالله تعالى نارٌ شديدة الاحتراق وشديدة الحرارة. وهذا التخويف من النبي – عليه الصلاة والسلام – للمرأة التي لا تستوعب إلا بعنصر الترهيب, وكذلك للرجل الذي لا يقتنع بالترغيب، لا بد إذاً من التوازن بين الترغيب والترهيب. فيا أيتها المرأة! أنت درة مصونة، أنت جوهرة ثمينة، أنت لؤلؤة مكنونة، ومُحالٌ لأي عاقل أن يلقي بدرته وجوهرته لكل عين خائنة، ولكل يد آثمة لتصل إليها بالباطل، والإثم، والعدوان.
§ الأدلة من القرآن الكريم على فرضية الحجاب ووجوب ستر البدن كاملاً:
لا يجوز لإحدى بناتنا أو أخواتنا أن تتذرع بذريعة واهية فتقول: أنا لست مقتنعة بالحجاب، أقنعوني بالحجاب حتى أضعه, هناك كثير من النساء يقلن هذا الكلام، كثير من الفتيات إذا قيل لهن: لماذا لا تتحجبن إذا بلغتن من السن البلوغ؟ فيقلْن: نحن لا نتحجب إلا إذا اقتنعنا بالحجاب. هذا السؤال سؤال غير صحيح! الصحيح أن تقلن: أقنعونا بالإسلام حتى نتحجب؛ لأن المرأة، والبنت، والفتاة التي لا تقتنع بالحجاب ليست مقتنعة بدين الله أصلاً! ليست مقتنعة بالإسلام! وليست مقتنعة بما جاء في القرآن من كلام موجه للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول تعالى:[]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (59). إن المرأة التي تقول: أقنعوني بالحجاب حتى أتحجب. لم تقتنع بقوله تعالى:[]…وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ…[] سورة النور (31). ولم تقتنع بقول الله تعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ…[] سورة الأحزاب (53). وكذلك لم تقتنع بقول الله تعالى:[]…وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…[] سورة الأحزاب (33).
هذه كلها أدلة من القرآن الكريم على وجوب ستر البدن كاملاً، كما أخبرنا بذلك سيدنا عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – تعليقاً على قول الله تعالى للنبي عليه الصلاة والسلام:[]…قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (59). قال: أُمر نساء المؤمنين بتغطية سائر البدن. وهو المراد بقوله: ((يُدنين عليهن من جلابيبهن))؛ لأن معنى كلمة الإدناء: الإرخاء والستر. وأما الجلباب في تفسير علماء اللغة؛ في لسان العرب، وفي قاموس المحيط، وفي قاموس الصحاح فمعناه: الثوب الذي يستر البدن كاملاً, ولم يُستثنَ من ذلك ذراعٌ، أو صدرٌ، أو نحرٌ، أو شعرٌ، أو غير ذلك… بل هو الذي يستر سائر البدن. فالحجاب الشرعي إذاً مفروض على جميع نساء المؤمنين, وهو واجبٌ شرعيٌّ مُحَتَّمٌ. وكما أن الله تعالى أمر بنات الرسول – صلى الله عليه وسلم – ونساءه الطاهرات بالحجاب، وهنّ الأسوة، والقدوة لسائر النساء، فكذلك أمر نساء المؤمنين بالجلباب الشرعي الذي ينبغي أن يكون ساتراً للزينة، وللثياب، ولجميع البدن. والحجاب لم يُفرض على المرأة المسلمة تضييقاً عليها، وإنما هو تشريفٌ لها وتكريمٌ، وحفاظٌ على مكانتها، وعِرضها، ومروءتها، وارتداء الحجاب صيانةٌ للمرأة المسلمة بشكل عام، وحماية للمجتمع من ظهور الفساد، ومن انتشار الفاحشة والتشجيع عليها. فعلى المرأة المسلمة إذاً أن تتمسك بأوامر الله، وأن تتأدب بالآداب الاجتماعية التي فرضها الإسلام، والله – سبحانه وتعالى – رحيمٌ بعباده، لم يُشرّع لهم من الأحكام إلا ما فيه خيرهم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة. يقول ربنا سبحانه وتعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ…[] سورة الأحزاب (53). وهذا الحجاب هو الستر الكامل للمرأة, وليس المقصود بالحجاب: أي اجعلوا حاجزاً بينكم وبين النساء, وكلموهن من وراء هذا الحاجز, لا! إنما الحجاب هو الستر الكامل للمرأة؛ لجسدها، ووجهها، وشعرها، ورأسها، وهذا ما يؤكده ربنا سبحانه وتعالى بقوله:[]وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[] سورة النــور (31). هذه الآية من سورة النور وضّحت الحقيقة الكاملة التي ينبغي أن تكون عليها المرأة المسلمة.
إذاً أيها القراء الأعزاء! هذه النصوص من القرآن الكريم تدل على أن الحجاب مفروض على المرأة المسلمة، وهي نصوص قطعية الدلالة من كتاب الله تعالى، وليس كما يزعم المتحللون من الحداثيين وغيرهم؛ أن الحجاب من العادات والتقاليد التي ظهرت في العصر العباسي، والعصور المتأخرة. هذا الكلام ليس صحيحاً.
§ تفسير النص القرآني:[وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…]:
قال الله سبحانه وتعالى:[]وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى…[] سورة الأحزاب (33).
1- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
المراد بقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) المكث في البيت. أفضل أحوال المرأة أن تكون في بيتها, تربي أولادها, تصنع الجيل, تعلمهم الأدب والعلم, وتسهر على راحتهم, ولم يمنعها الإسلام من الخروج للعلم، وتلقّي العلم وطلبه، ولم يمنع الإسلام المرأة من العمل، لا طبيبة، ولا مهندسة، ولا محامية، ولا صيدلانية، ولا غير ذلك، لكن شريطة أن تلتزم حجابها الشرعي كما أمر به الله تعالى، حجاباً ساتراً لجميع البدن.
2- وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
ما هي الجاهلية الأولى؟ قال بعض المفسرين: الجاهلية الأولى كانت من عهد سيدنا إبراهيم وما بعد ذلك. هذه المرحلة تسمى الجاهلية الأولى, إذ لم تكن المرأة آنذاك تلبس الثياب، بل كانت تضع شيئاً على بدنها لا يستر إلا سَوءَتها، وأما الإسلام فإنه جاء بلباسٍ عظيمٍ يواري سوءة الإنسان، ويسترها. كما قال الله سبحانه وتعالى:[]يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ[] سورة الأعراف (26). وأهم ما يتميز به الإنسان عن الحيوان هو اتخاذ الملابس، وأدوات الزينة. والملابس والزينة مظهران من مظاهر المدنية والحضارة, والتجرد عنهما إنما هو عودة إلى الحياة الحيوانية, وإلى الحياة البدائية, وإلى الحياة الجاهلية، وإنّ أعز ما تملكه المرأة المسلمة هو الشرف، والحياء، والعفاف، والمروءة. المحافظة على هذه الفضائل محافظة على إنسانية المرأة في أسمى صورها، وفي أكمل صفاتها, وليس من صالح المرأة، ولا من صالح المجتمع أن تتخلى المرأة عن الصيانة، والاحتشام، والحفاظ على كمالها، وهيئتها كما أمر الله سبحانه وتعالى, وخاصة أن الغريزة الجنسية هي أعنف الغرائز، وأشدها على الإطلاق, وإن هذه الغريزة لَتَهتاجُ، وتشتد تحركاً حينما يكثر التبرج، ويتخلى النساء عن الحجاب الساتر للبدن، والمبعد عن إثارة الشهوات، والعياذ بالله تعالى.
§ توعُّّد الله تعالى بالعذاب لمن يحارب الحجاب:
نهى الله – سبحانه وتعالى – أن تشيع الفاحشة بين الناس، وإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا توعدهم الله تعالى بعذاب أليم، في الدنيا وفي الآخرة كما ورد في قوله تعالى:[]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[] سورة النور (19). فأولئك الذين يشجّعون على ترك الحجاب، والذين يتساهلون في أمر الحجاب، وأولئك الذين يصدّرون الأزياء التي لا تليق بالمرأة المسلمة، الأزياء التي تكشف الصدر، والظهر، والذراع، والساق، وغير ذلك… إنما هم من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا…
§ الرد على من يقولون إن الحجاب عادة لا عبادة:
أيها الإخوة القراء! هناك بعض الناس يظنون جهلاً أن الحجاب لم يفرضه الإسلام على المرأة المسلمة، بل هو من العادات والتقاليد التي ظهرت في العصر العباسي كما يزعمون, وهذا الزعم ليس له أي جانبٍ من الصحة على الإطلاق, وهو يدل على جهلٍ في الدين، وجهلٍ بكتاب الله تعالى، ووراءه غرضٌ دفينٌ من الحقد على الإسلام، وشريعة الله سبحانه وتعالى. وهنا نحب أن نبين هذه المسألة؛ حتى لا تختلط على كثير من الناس الذين ربما اقتنعوا بهذا القول الفاسد. قالوا: الحجاب لم يكن في صدر الإسلام، ولم يأمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذه الصورة التي نراها اليوم, إذاً ماذا نفسر قول السيدة أم سلمة – رضي الله تعالى عنها – حينما نزلت آية الحجاب؟ حيث قالت: "خرجتْ نساء الأنصار وكأنهن غرابيب سود، عليهنّ أكسية سوداء، تسترهن من رؤوسهن إلى أقدامهن". ورآهن النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان ذلك اللباس منكراً لأنكره رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلماذا يأتي من يسمّون أنفسهم اليوم بالحداثيين؟ هؤلاء الحداثيون يريدون أن يُخرجوا المرأة من كرامتها، وعزتها، وصيانتها، وحفظها الذي كفله لها الله سبحانه وتعالى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال كثيرٍ من الآيات التي أُمرت بها المرأة بلزوم الحجاب.
§ الحكمة والهدف من فرض الحجاب الشرعي على المرأة:
أمام هذه الأدلة القرآنية الواضحة الدلالة, ومن خلال هذه الآيات التي ذكرناها، نلاحظ أن الإسلام إنما قصدَ من وراء فرض الحجاب أن يقطع طريق الشبهات، ونزغات الشيطان من أن تطوف بقلوب الرجال والنساء، وفي ذلك يتضح لنا معنى قول الله تعالى:[]…وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ…[] سورة الأحزاب (53). أي إن الحجاب، والستر، والعفاف، وترك التبرج أطهر لقلوبكم وقلوبهن. إذاً.. هدف الإسلام هو صون الشرف، والمحافظة على العفة والكرامة، ولا ننسى أن هناك كثيراً من ضعفاء القلوب، ومرضى القلوب يتربصون بالمرأة السوء؛ ليهتكوا عنها ستر الفضيلة والعفاف، ولا يشك عاقل أنّ تهتّك النساء، وخلاعتهن، وتركهن للحجاب، وتبرجهن ربما كان أحد الأسباب الرئيسية التي أحدَثت أزمة في الزواج، وأزمة في العنوسة، وارتفاع نسبة إعراض الشباب عن الزواج، أو العزوف عن الزواج بشكل عام، فكثيرٌ من الشباب أحجموا عن الزواج؛ لأنهم أصبحوا يجدون الطريق معبداً، وجاهزاً لإشباع غرائزهم من غير تعبٍ ولا نصبٍ, فهم في غنى عن الزواج، وتكاليفه، ومصاريفه، وأعبائه، وكل ما يتعلق بذلك. يجدون طلبهم وغايتهم بشكل رخيص, هذه هي الصدور مكشوفة، والظهور مكشوفة، واللحوم رخيصة، لذلك عزف كثيرٌ من الشباب عن الزواج، هذا من ناحية. من ناحية ثانية؛ حينما يفكر الشباب بالزواج، فإنهم يرغبون بالمرأة المحجبة، والمتدينة، والتي عُرفت بالحشمة، والفضيلة، والأدب، فتُتْرَك أولئك البنات المتبرجات من غير زواج، وبذلك يساعد هذا الأمر على انتشار الفاحشة، والرذيلة، ولا شك أن هذا الأمر يؤدي إلى كثيرٍ من الفساد في المجتمع؛ طلاق النساء العفيفات, خيانات زوجية, سهر في أماكن اللهو و الفجور والفسوق, سفر من أجل هذه الأشياء كما نسمع بين كثير من الشباب والرجال، والعياذ بالله تعالى.
§ شهادة كاتبة غير مسلمة بضرورة التمسك بالحجاب والدين الإسلامي:
أيها الإخوة الكرام! أختم هذه الكلمة بقراءة ما ورد في صحيفة الجمهورية المصرية لكاتبة صحفية أمريكية، كتبت بعد أن عاشت في مصر زمناً غير قليل، وصلت إلى نتيجة مهمة نشرتْها في الصحافة المصرية. طبعاً نحن نتحفظ على كلمة تقاليد في ذكر هذه الكاتبة للحجاب, فالحجاب ليس تقليداً، إنما هو فريضة، وأمرٌ مشروع في كتاب الله سبحانه وتعالى، لكن نحن نقرأ النص الذي ورد على لسانها. تقول هذه الكاتبة الأمريكية: "إن المجتمع العربي مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول. وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوروبي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة، تحتّم تقييد المرأة، وتحتّم احترام الأب والأم، وتحتّم أكثر من ذلك؛ عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأمريكا. إن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحيةِ وانطلاقِ ومجونِ أوروبا وأمريكا, امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً معقداً، مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين يملؤون السجون، والأرصفة، والبارات، والبيوت السرية، وإن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات والرقيق، إن الاختلاط، والإباحية، والحرية في المجتمع الأوروبي والأمريكي هدد الأسر، وزلزل القيم والأخلاق, فالفتاة الصغيرة تحت سن العشرين تخالط الشبان، وترقص، وتشرب الخمر، وتتعاطى المخدرات باسم المدنية، والحرية، والإباحية، وهي تلهو، وتعاشر من تشاء تحت سمع عائلتها وبصرها، بل وتتحدى والدَيها، ومدرسيها، والمشرفين عليها باسم الحرية والاختلاط، وباسم الإباحية والانطلاق، وتتزوج في دقائق، وتطلَّق بعد ساعات، ولا يكلفها أكثر من إمضاء، وعشرين قرشاً، وعريسَ ليلةٍ واحدة". هذا رأي كاتبة أمريكية، والفضل ما شهدت به الأعداء.
§ دعاء:
نسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يحفظ نساءنا، وأن يستر بناتنا، وأن يُجَلْبِبَهُنَّ بجلباب الفضيلة، والستر، والعفاف، والحياء, ونسأله أن يهدي النساء الكاسيات العاريات, وأن يسترهن بحجاب الإسلام. اللهم استر نساءنا وبناتنا, وحبب إليهن الحجاب، وزينه في قلوبهن, برحمتك يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
قبائح التبرج .
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها » ، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها، تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة، كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفا – لكن معناه صحيح؛ وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والطيب نتن، والنور ظلمة، بعكس الطاعات؛ فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد، أطيب عند الله من ريح المسك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « خير نسائكم الودود الولود، المواسية، المواتية، إذا اتقين الله. وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم » ،الغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء؛ لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل » .
فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت. قال تعالى : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَاوَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } [الأعراف: 28]، والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ } [البقرة: 268] .
إن قصة آدم مع إبليس، تكشف لنا مدى حرص عدوالله إبليس على كشف السوءات، وهتك الأستار، وأن التبرج هدف أساسي له، قال تعالى: { يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا } [الأعراف: 27] .
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذاالمجال، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: « فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .
قال تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } [الأحزاب: 33]. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم، دعوى الجاهلية بأنها منتنة -أي خبيثة- فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي » ،سواءٌ في ذلك تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحمية الجاهلية.
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية،لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة، وانعدام الغيرة، وتبلد الإحساس، وموت الشعور :
منقول للامانة
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبر التاريخ، يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، لاسيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة، لأجل لفت الأنظار إليهن . . مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة.
هلا تدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « نح الأذى عن طريق المسلمين » . فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، فأيهما أشد شوكة . . حجر في الطريق، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟
شكرا على الموضوع الرائع
والله يهدي كل غافل
سبحان الله …..اللهم استرنا
بارك الله فيك على الموضوع
فضائل الحجاب وقبائح التبرج
الدين حق وملك للجميع وجميع الحقوق محفوظة
لكل مســـــــلم فربمـــا بكلمة نهــــــــدى بها امة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين.
فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول :
أوجب الله طاعته وطاعة رسول فقال: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا [الأحزاب:36].
وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31].
وقال سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33]، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59].
وقال الرسول : { المرأة عورة } يعني يجب سترها.
الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه فَلَا يُؤْذَيْنَ إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
الحجاب طهارة
قال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].
فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32].
الحجاب ستر
قال رسول الله : { إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر }، وقال : { أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره }، والجزاء من جنس العمل.
الحجاب تقوى
قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26].
الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ وقال الله عز وجل: وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ .
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق قالت: { إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به }.
الحجاب حياء
قال : { إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء }، وقال : { الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة }، وقال عليه الصلاة السلام: { الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإن رفع أحدهما رفع الآخر }.
الحجاب غيرة
يتناسب الحجاب أيضاً مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار ".
قبائح التبرج
التبرج معصية لله ورسول
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً، قال رسول الله : { كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى }.
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله : { سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات }.
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله : { صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات.. } الحديث.
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوي عن النبي أنه قال: { مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها }، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفاً – لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والطيب نتن، والنور ظلمة، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك.
التبرج نفاق
قال النبي : { خير نسائكم الودود الولود، المواسية المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم }، الغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله : { أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل }.
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى: وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء [الأعراف:28]، والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء [البقرة:268].
التبرج سنة إبليسية
إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس كشف السوءات، وهتك الأستار، وأن التبرج هدف أساسي له، قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا [الأعراف:27].
فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمي بتحرير المرأة.
التبرج طريقة يهودية
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حيث قال النبي : { فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء }.
التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
وقد وصف النبي دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي : { كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي }، سواء في ذلك تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحمية الجاهلية.
التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس و موت الشعور:
لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرين
كأن الثوب ظلٌ في صباح *** يزيد تقلصاً حيناً فحينا
تظنين الرجال بلا شعور *** لأنكِ ربما لا تشعرينا
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبَر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
فمن هذه العواقب الوخيمة:
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة، لأجل لفت الأنظار إليهن.. مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة.
ومنها: فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة.
ومنها: المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها.
ومنها: الإساءة إلى المرأة نفسها باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبيث طويتها مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء.
ومنها: انتشار الأمراض لقوله : { لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا }.
ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين: قال عليه الصلاة والسلام: { العينان زناهما النظر } وتعسير طاعة غض البصر التي هي قطعاً أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية.قال تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء:16]، وجاء في الحديث: { أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب }.
فيا أختي المسلمة:
هلا تدبرت قول الرسول : { نَحِ الأذى عن طريق المسلمين } فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان فأيهما أشد شوكة… حجر في الطريق، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟
إنه ما من شاب مسلم يُبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها – إلا أعقبك منها غداً نكال من الله عظيم.
بادري إلى طاعة الله، ودعي عنك انتقاد الناس، ولومهم فحساب الله غداً أشد وأعظم.
الشروط الواجب توفّرها مجتمعه حتى يكون الحجاب شرعياً.
الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح.
الثاني: أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة.
الثالث: أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف.
الرابع: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق.
الخامس: أن لا يكون مبخراً مطيباً.
السادس: أن لا يشبه ملابس الكافرات.
السابع: أن لا يشبه ملابس الرجال.
الثامن: أن لا يقصد به الشهرة بين الناس.
احذري التبرج المقنع
إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيراً من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائي يسمين المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجاباً، والمعصية طاعة.
لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لو أدها في مهدها بالبطش والتنكيل، فأحبط الله كيدهم، وثبت المؤمنين و المؤمنات على طاعة ربهم عز وجل. فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة ترمي إلى الانحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أن أنها "حل وسط " ترضي المحجبة به ربها –زعموا- وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على " أناقتها "!
سمعنا وأطعنا
إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي، حباً وكرامة للإسلام واعتزازا ً بشريعة الرحمن، وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام غير مبال بما عليه تلك الكتل الضالة التائهة، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها.
وقد نفى الله عز وجل الإيمان عمن تولى عن طاعته وطاعة رسوله فقال: وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ [النور:47،48]، إلى قوله إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:51،52].
وعن صفية بنت شيبة قالت: بينما نحن عند عائشة رضي الله عنها قالت: فذكرت نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة رضي الله عنها: ( إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل (أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن) فاعتجرت به (أي سترت به رأسها ووجهها) تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
الهم اهدنا و استرنا الحجاب من اهم العبادات و الفرائض التي يجب على المراة التمسك بها كالصلاة و الصوم فيجب علينا اتباع الدين لكي نسلم في الدنيا و الاخرة يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك و شكرا على هدا الموضوع و اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك