"وسام الأخلاق" يُمنح لـ8 مقبلين على البكالوريا
أصبحت الرداءة وتراجع المبادئ والقيم الأخلاقية من أهم السمات والميزات الطابعة ليوميات عصرنا الراهن، فقد تحول الشخص المتخلق والمؤدب الى محل سخرية من قبل الجميع فالكل يحتقره ويزدريه والمجتمع لا يتوانى عن إقصائه وتهميشه. وفي غمار هذه الفوضى الخلقية السائدة جاءت مبادرة "وسام الأخلاق" الأولى من نوعها لتتوج أصحاب الأخلاق الرفيعة وتعيد حسن السيرة والسلوك الى نصابهما، وذلك بتحفز المتحلين بالأخلاق ودعوتهم للثبات على ما هم عليه ليصبحوا عناصر وإطارات فاعلة في المجتمع.
يقول الأستاذ مطاري حاج أحمد، مختص في الإعلام الآلي، صاحب فكرة مبادرة "وسام الأخلاق" التي أطلقها قبل ثلاث سنوات، أنه استمد فكرة المشروع من واقع ووضعية الشباب في الأحياء، حيث طغت الثقافة الغربية الدخيلة على مجتمعنا على تصرفاتهم وحياتهم اليومية، لذا تولدت فكرة تكريم مجموعة من الشباب المشهود لهم بحسن الأخلاق والسيرة والسلوك داخل الحي ليُصبحوا أسوة حسنة لغيرهم من أقرانهم ويثبتوا هم أيضا على ما هم عليه .
وقد حظيت هذه المبادرة التي انطلقت في سنة 2022 بإعجاب الشيخ كمال نور، إمام مسجد سلطاني بالقبة، ورئيس جمعية بوجمعة مغني، جمعية ابن الهيثم، وقائد الفوج الكشفي "الكمال" بحسين داي "محمد عمرون"، حيث تم اختيار 8 شباب من أحياء حسين داي بعضهم يتيمو الأب يتمتعون بأخلاق حسنة بعد الاستفسار عن سلوكهم وتصرفاتهم مع الجميع، ليجرى فيما بعد تكريمهم في حفل بهيج بمقر فوج "الكمال" بـ"بروسات"، واعتبر الشبان المكرمون "وسام الأخلاق" شهادة عليا يطمح إليها كل شاب.
وصرح الأستاذ مطاري حاج أحمد أن الشباب الحاصلين على وسام الأخلاق مقبلون على اجتياز امتحان البكالوريا نهاية الموسم الدراسي الجاري، ولازالوا محافظين على حسن أخلاقهم كما كانوا في السابق، مفيدا بأنهم ثروة حقيقية للبلاد يجب الحفاظ عليها وتوسيع المبادرة من إطارها المحلي ومنحها صبغة وطنية، إلا أن الإمكانيات المادية المحدودة والإعانات المالية شبه المعدومة في ظل غياب ممولين للمشروع جعله يتوقف، فالشباب الحائزون على وسام الأخلاق بحاجة لتكريم ثان وهدايا تتناسب واحتياجاتهم. ليستطرد الأستاذ "مطاري" قائلا إنه قد التقى مؤخرا بالسيد "محمد سدراتي" رئيس المجلس الشعبي البلدي لحسين داي، وحدثه عن المشروع فأبدى إعجابه به واستعداده لدعمه بشتى الوسائل المتاحة لكونه يساهم في تكوين طاقة حقيقية تتحلى بأخلاق حميدة ويقضي على الانحراف والآفات التي تهدد الشباب والمجتمع.
سبحان الله وبحمده.