معيار الحقيقة هو الوضوح ، فكلما كانت الفكرة واضحة كانت صادقة بذاتها ، و فرضت نفسها على جميع العقول ،مثل البديهيات و العمليات الرياضية التي لا يساورنا الشك في صدقها و إذا كانت الفكرة غامضة ابتعدت عن الحقيقـــة
رينيه ديكارت R.Descarte(1596-1650) فيلسوف و عالم رياضي فرنسي مؤسس المذهبالعقلاني الحديث انتقد المعرفة الآتية من الحواس .، و رفض الأفكار القديمة التي لا تتوفر عل يقين ،ثم شك في وجود العالم الخارجي- و وجود الذات و وجود الله ، لكن هناك حقيقة تبقى لامعة أمام الشك الجارف و هي أني لا يمكن أن أشك في أني أشك وما دام الشك ضرب من ضروب التفكير ( أنا افكر اذن أنا موجـــــــــــــــود ) الكوجيتوCojito
و استخدم ديكارت هذه الصيغة في إثبات وجود الله و واقعية العالم الخارجي ، فالمعرفة اذن تحصل بالعقل ، انطلاقا من مبادئ فطرية و أفكار واضحة تتميز بالبداهة " يقول (ان حدس البداهة أوثق من الاستنتاج ذاته ") و قال سبينوزا( ان العقل يجد شكله الأعلى و الأسمى في الحدس )
و اذا كان العقل وسيلة وسيلة برهان فعلى الانسان ان يستعمله استعمالا منهجيا دقيقا و متكاملا ، لذلك وضع ديكارت في كتابه مقال الطريقة المنهج التالي الذي يقوم على اساس رياضي ( الرياضيات هي نموذج كل معرفة )
ا- البداهــــــــــــة- لا أقبل امرا على انه حق ما لم أتيقن أنه كذلك
ب- التحليـــــــــل – أن احلل الموضوع الى مكوناته و اجزائه حتى تتضح خصائصـــــــه
ج- التركيــــــــب- أن اعيد تركيبه أجزائه و تجميع تفاصيله ليتسنى تكوين دلالة إجمالية له
د- الاحصـــــــــاء- أن أراجع كل المراحل السابقة بما يتيح التأكد من عدم إغفال أي عنصر آخر
أو (الذرائعية )فلسفة أمريكية تجعل الأفكار ذريعة أو أداة لتحقيق عمل نافع و عليه تكون المصلحة أسبق من كل شيئ ، و هي التي يجب اعتمادها في الحكم على صحة الأفكار . إن لفظ (براغما Pragma) تعني باليونانية عمل و ممارسة ، و يعتبر كل من تشارلز بيرس و وليام جيمس و جون ديوي من رواد هذا المذهب . الحجج
– الأفكار تصدق بواسطة العمل الذي تحققه (العبرة بالنتائج ، و ليس بالمبادئ )، و معنى ذلك أن الفكرة التي لا تنتهي بسلوك عملي ، تعتبر فكرة باطلة لأنها عديمة الفائدة( مقياس الحقيقة هو النفع)
– ان الفكرة ، التي تتحول الى عمل يمكن التحقق منها و معرفة صحتها و ذلك النظر الى النتائج المترتبة عنهـــــا . اذا كانت نافعة فهي صادقة ، أما اذا كانت ضارة فهي كاذبة ، أما الافكار المجردة التي لا تتحول الى عمل ، أي عديمة النشاط فهي ليست بأفكار لأننا لا يمكن التحقق منها ، فهي مجرد تخمينات فارغة . هذه هي الحقيقة التي يجب العمل بها يقول وليام جيمس (ان الفكرة تكتسب صدقها بعمل تحققه ….، و تكتسب صحتها بإنجاز العمل الذي هدفه و نتيجته هو اثبات صحتها ) . اذن غاية الفكرة هي العمل
و يرى جون ديوي أن مقياس الحقيقة هوالمرونة و السهولة اللذان يوصلان الى الهدف .والفكرة يجب أن تكون أداة لخدمة الحياة ، و لما كانت للعلم آثار نافعة طالب جون ديوي بضرورة تعميم المنهج العلمي في شتى المجالات ، و الابتعاد عن الأفكار الميتافيزيقية التي لا تفيد و لا تزيد الإنسان الا ضياعا .
النقد/ إن المنفعة ليست مقياس موضوعي ، بل ذاتي يختلف من شخص لآخر ، فما ينفعنا على سبيل المثال قد لا ينفع غيرنا ، فلا تكون الحقيقة واحدة عند جميع الناس، بمعنى أن الفكرة قد تصح عند البعض و لا تصح عند البعض الآخر لذلك يجب أن نأخذ بالمبادئ أيضا :
بارك الله فيك
شكرا لك على المساهة
ارق تحياتي
mercie boucoup