التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها ارجو

قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها ارجو *التثبيث*


الونشريس

قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها


السؤال:

هل الحديث بخصوص تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للسحر صحيح ؟ فقد سمعت الكثير حول الموضوع .

الجواب:
الحمد لله

حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث ، وتلقاه أهل السنَّة بالقبول والرضا ، ولم يُنكره إلا المبتدعة ، وفيما يلي نص الحديث ، وتخريجه ، ومعناه ، ورد العلماء على من أنكره .

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا , وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا , أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ , وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا , ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ ) رواه البخاري (3268) ومسلم (2189) .

مطبوب : مسحور .

(مُشط) : آلة تسريح الشعر .

(مشاقة) أو (مشاطة) : ما يسقط من الشعر .

(وجف طلع نخلة ذَكَر) : هو الغشاء الذي يكون على الطلع ، ويطلق على الذكر والأنثى , فلهذا قيده بالذَّكَر .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ( هناك ) , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين .

قال : وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .

قلت – أي : ابن حجر – : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) .

قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده … .

وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين " انتهى .

"فتح الباري" (10/226، 227) باختصار .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" هديه صلى الله عليه وسلم في علاج السحر الذي سحرته اليهود به :

قد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوه نقصاً وعيباً ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع ، وهو مرض من الأمراض ، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما ، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( سُحِر رسول الله حتى إن كان ليخيَّل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن ، وذلك أشد ما يكون من السحر ) قال القاضي عياض : والسحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر ، ولا يَقدح في نبوته .

وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله : فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ، ولا فُضِّل من أجلها ، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى .

"زاد المعاد" (4/124) .

وبعد ، فقد تبيَّن صحة الحديث ، وعدم تنقصه من منصب النبوة ، والله سبحانه وتعالى يعصم نبيَّه صلى الله عليه وسلم قبل السحر وأثناءه وبعده ، ولا يعدو سحره عن كونه متعلقاً بظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي أهله وهو لم يفعل ، وهو في أمرٍ دنيوي بحت ، ولا علاقة لسحره بتبليغ الرسالة البتة ، وفيما سبق من كلام أهل العلم كفاية ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى "فتح الباري" و "زاد المعاد" .

والله أعلم .




التصنيفات
فقه السنة النبوية

مزاح النبي صلى الله عليه و سلم

مزاح النبي صلى الله عليه و سلم


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

المِزَاحُ المحمديُّ :
إن المزاح كالمداعبة والملاعبة والهزل الذي هو خلاف الجد, يقال: هزل في قوله أو فعله، أو مزح، أو داعب, الكل بمعنى واحد. والسؤال: هل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)على جلال قدره وسمو مكانته، وانشغال باله بمهام الرسالة وأعباء القيادة وهداية الناس يمزح؟ والجواب: نعم,كان يمزح ويداعب ويهزل مع استيعاب الجدِّ وقته كله, إلا أنه كان في مزاحه ومداعبته وهزله لا يخرج أبداً عن دائرة الحق وبحال من الأحوال, وهو في مزاحه ومداعبته يقدم معروفاً لأزواجه و أصحابه بما يدخل عليهم من الغبطة والسرور, وعلى أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح والسرور والحبور.
وباستعراضنا للمواقف النبوية الآتية تتجلَّى لنا الحقيقة وهي أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمزح ولا يقول إلا حقاً. وفي الإمكان الاستنان به في ذلك؛ لأنه من المقدور المستطاع وليس من خصائصه(صلى الله عليه وسلم)بل هو أدب عام يأخذ به كل مؤمن قدر عليه.
حدَّث أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: إن رجلاً أتى النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فاستحمله, أي طلب منه أن يحمله على بعير ونحوه، فقال له(صلى الله عليه وسلم): (إنا حاملوك على ولد الناقة). فقال الرجل: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (هل تلد الإبل إلا النوق؟) فكان قوله هذا مداعبة للرجل ومزحاً معه وهو حق لا باطل فيه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال الترمذي حديث حسن صحيح
وحدث النعمان بن بشير -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: استأذن أبوبكر على النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فسمع صوت عائشة عالياً على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فلما دخل تناولها ليلطمها، وقال: ألا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله, فجعل النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)يحجزه. وخرج أبو بكر مغضباً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)حين خرج أبوبكر: (كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟).فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما,كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (قد فعلنا قد فعلنا). سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح، رقم (4999).
ففي هذا الحديث من حسن العشرة وطيب المداعبة ما لا يخفى على متأمل.
وحدث أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأذنين) سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1992) ، وسنن أبي داود، كتاب الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، رقم (5002)، وهي مداعبة ظاهرة وهي حق واضح، إذ كل إنسان ذو أذنين اثنتين.
وحدث أنس بن مالك فقال: كان رجل من أهل البادية يقال له زاهر، وكان يهدي للنبي(صلى الله عليه وسلم) الهدية من البادية فيجهزه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فيه يوماً: (إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه) , وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يحبه وكان هو رجلاً دميماً فأتاه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني , من هذا؟ فالتفت فعرف النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بعد النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وجعل رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-يقول: (من يشتري مني هذا العبد؟) فقال لرسول(صلى الله عليه وسلم): (إذن والله تجدني كاسداً)، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لكن عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غال) مسند أحمد (3/161)، وسنن البيهقي الكبرى(10/248)، فالمزاح في هذا الحديث ظاهر بصورة واضحة، ومعه من كمال الخُلُق وحسن الصحبة، وطيب المخالطة ما لا مزيد عليه.
وروى البزار عن ابن عمر: "أن رجلاً كان يقال له عبد الله ويلَّقب بحمارة. وكان مضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وكان يؤتى به في الشراب أي السكر ليقام عليه الحد. فجيء به يوماً فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به!! فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لا تلعنه , فإنه يحب الله ورسوله)مسند البزار، (1/393)، فقوله: وكان يضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)دليل على أنه كان يمازحه حتى يضحكه، والمزاح يكون بين اثنين فكل واحد يمازح الثاني.
حديث الحسن البصري-رحمه الله تعالى-فقال: أتت امرأة إلى النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم), فقالت: يا رسول الله! ادع الله لي أن يدخلني الله الجنة، قال: (يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز) فولت العجوز تبكي، فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فإن الله تعالى يقول: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا ( 35-37) سورة الواقعة. ذكره ابن كثير في تفسيره عن هذه الآية(4/292)، وقال رواه الترمذي في الشمائل،
وحدث أن امرأة جاءت تسأل عن زوجها فقال لها النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم): (زوجك الذي في عينيه بياض) فبكت وظنت أن زوجها عمي، فأعلمت أن العين لا تخلو من بياض، فكانت مداعبة كمداعبته(صلى الله عليه وسلم)للعجوز، ومصداقاً لما قدمناه في أنه لا يقول في مزاحه إلا حقاً. فقد قال أبو هريرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: (إني لا أقول إلا حقاً). سنن الترمذي،كتاب البر والصلة عن رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال: هذا حديث حسن صحيح
راجع: هذا الحبيب يا محب ص547-550. ط/ مكتبة السوادي للتوزيع.

ما جاء في ضحك رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم):
عن جابر بن سَمُرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: (كان في ساقِ رسولِ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) حُموشةٌ، وكان لا يضحكُ إلا تبسماً، فكنتُ إذا نظرتُ إليه,قلت: أكحُل العينينِ،وليس بأكحل). سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله،باب صفة النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم),وقال:هذا حديث حسن غريب صحيح.
وعن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أنه قال: (ما رأيت أحداً أكثرَ تبسماً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)). سنن الترمذي، كتاب مناقب الرسول، باب في بشاشة النَّبيّ ، وقال: هذا حديث حسن غريب.
ومن طريق أخرى عنه قال: (ما كان ضَحِكُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا تبسماً).سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله، باب في بشاشة النَّبيّ، وقال: هذا حديث صحيح غريب لا نعرف من حديث ليث بن سعد إلا من هذا الوجه.
وعن أبي ذر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قال: قال رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم): (إني لأعلم أوَّل رجلٍ يدخل الجنة، وآخر رجلٍ يخرجُ من النار: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغارَ ذنوبه، ويُخبأُ عنه كبارها. فيقال له: عملت يوم كذا، وكذا وكذا، وهو مُقرٌ لا يُنكر، وهو مشفق من كبارها، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنةً. فيقول: إن لي ذنوباً لا أراها ههنا!).ذكره الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم، (471)(1/262)
قال أبو ذر: (فلقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذه).
وعن جرير بن عبد الله-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قال: (ما حجبني النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم)منذُ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك). البخاري، الفتح، كتاب المناقب، باب ذكر عبد الله بن جرير البجلي، رقم (3822).
وعن عبد الله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً، رجلُ يخرج منه زحفاً، فيقال له: انطلق فأدخل الجنة. قال: فيذهب ليدخل الجنة فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل، فيرجع فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل! فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم. قال: فيقال له: تَمَنَّ. قال: فيتمنى. فيقال له: فإن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا. قال: فيقول: أتسخر بي وأنت الملِك!).قال: (فلقد رأيت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ضحك حتى بدت نواجذه).البخاري، الفتح، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم(6571)
و عن علي بن ربيعة قال: شهدتُ علياً-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أتي بدابةٍ ليركبها، فلما وضع رجله في الرِّكاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمدُ لله، ثم قالسبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون). ثم قال: الحمد لله (ثلاثاً)، والله أكبر (ثلاثاُ)،سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). ثم ضحك. فقلت له: من أي شيء تضحك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صنع كما صنعتُ، ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قالإن ربك ليعجب من عبده إذا قال: ربِّ اغفر لي ذنوبي، يعلمُ أنه لا يغفر الذنوب أحدٌ غيره).سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله، باب ما يقول إذا ركب الناقة،وقال هذا حديث حسن صحيح.
وعن عامر بن سعد قال: قال سعدلقد رأيت النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)ضحِك يوم الخندق حتى بدت نواجذه. قال: قلت: كيف كان ضَحِكُه؟ قال: كان رجل معه تِرْسُ، وكان سعد رامياً، وكان الرجلُ يقول: كذا وكذا، بالترس يغطي جبهته، فنزع له سعد بسهم، فلما رفع رأسه رماه، فلم يخطئ هذه منه (يعني جبهته)، وانقلب الرجل، وشال برجله. فضحك النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)حتى بدت نواجذه. قال: قلت: من أي شيء ضحك؟ قال: من فِعله بالرجل).

ما جاء في صفة مِزاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأُذنين). قال أبو أسامة: يعني يمازحه. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1992) ، وسنن أبي داود، كتاب الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، رقم (5002).
وعن أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: إن كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ليخالطنا حتى يقول لأخٍ لي صغير: (يا أبا عمير! ما فعل النغير).البخاري، الفتح، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس، رقم (6129)
وقال أبو عيسى( الترمذي): وفقه هذا الحديث أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمازح. وفيه أنه كنى غلاماً صغيراً، فقال له: (يا أبا عمير). وفيه أنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به، وإنما قال له النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم): (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟) ؛ لأنه كان له نغير يلعب به، فمات، فحزن الغلام عليه، فمازحه النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فقال: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟).
وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تُداعبنا. قال: (نعم غير أني لا أقول إلا حقاً). سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال هذا حديث حسن صحيح.

ما جاء في كلام رسول الله في السمر:
حديث أم زرع.
عن عائشة قالت: جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً.
(فقالت الأولى): زوجي لحمُ جمل غث، على رأس جبلٍ وعرٍ، لا سهلٌ فيُرتقى، ولا سمين فينتقل.
(قالت الثانية): زوجي لا أُثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَه، إنْ أذكره , أذكرْ عُجَره وبُجره.
(قالت الثالثة): زوجي العَشَنَّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق، وإن أسكت أُعلَّق.
(قالت الرابعة): زوجي كليل (تِهامة) لا حرَّ ولا قرَّ، ولا مخافة ولا سآمة.
(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسِدً، ولا يسأل عما عهِد.
(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَفَّ، وإن شرب اشْتَفَّ، وان اضطجع التفَّ، ولا يُولجُ الكفَّ ليَعلَم البَثَّ.
(قالت السابعة): زوجي عياياءُ، (أو غَياياءُ) طَباقاء، كلُّ داءٍ له داء، شجَّكٍ، أو فلَّك، أو جمع كلاَّ لك.
(قالت الثامنة): زوجي: المسُّ، مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنب.
(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العِمادِ، طويلُ النَّجادِ، عظيمُ الرَّمادِ، قريبُ البيت من الناد.
(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالكٌ؟ مالكٌ خير من ذلك، له إبلٌ كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوتَ المِزْهَرِ أيقنَّ أنهن هوالكِ.
(قالت الحادية عشرة): زوجي أبو زَرْعٍ، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حليِّ أُذُنيَّ، وملأ من شحمٍ عضديَّ، وبَجحَّني فيَجَحَتْ إليَّ نفْسي، وجدني في أهل غنيمة بشقِ فجعلني في أهل صهيل وأطيَطٍ ودائسٍ ومُنَقِّ، فعنده أقول فلا أقبح، وأرقُدُ فأتصَبَّبحُ، وأشربُ فأتَقَمَّحُ،
أم أبي زرعٍ، فما أمَّ أبي زرع؟: عُكُومها رَدَاحٌ، وبيتُها فَسَاح،
ابنُ أبي زرع، فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كَمَسَلِّ شَطْبةٍ، وتُشْبِعُه ذِرَاعُ الجَفرَة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمها، وملءُ كسائها، وغيظُ جارتها،
جاريةُ أبي زرع، فما جاريةُ أبي زرع؟ لا تَبُثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تنْفُثُ ميرتنا تنقيثاً، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً،
قالت: خرج أبو زرعٍ و الأوطاب تُمْحَضُ، فلقي امرأةً معها وَلَدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برُمانتين، فطلقني ونكحها، فنكحتُ بعده رجلاً سرياً، رَكِبَ شرياً، وأخذ خَطياً، وأرَاح عليَّ نَعَما ثرياً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً، وقال: كلي أمَّ زرع! وميري أهلَك. فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلغَ أصغرَ آنية أبي زرع.
قالت عائشة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُا-: فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كنتُ لكِ كأبي زرع لأمِّ زرع). أي في الإلفة والعطاء. لا في الفرقة، والخلاء.البخاري، الفتح، كتاب النكاح، باب حسن المعاشرة مع الأهل، رقم (5189).

منقول




رد: مزاح النبي صلى الله عليه و سلم

الونشريس




رد: مزاح النبي صلى الله عليه و سلم

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
وجزاك الله الجنة
في انتظار جديدك




رد: مزاح النبي صلى الله عليه و سلم

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
وجزاك الله الجنة
في انتظار جديدك راحيل

الونشريس




التصنيفات
فقه السنة النبوية

اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟


الونشريس

أنت

نعم

انت

أيها الحبيب :

هل تجد في قلبك قسوة
وتريد أن يذهبها الله؟

هل تريد أن يرضى عنك ربك و تكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟

هل تريد أن تكسب مئات الحسنات
بعمل يسير جدا؟

إذا أردت ذلك كله

فكن لليتيم

والدا- اما-اخا-اختا-ابنا-بنتا

أحسن إليه

اقترب منه

ابتسم له

امسح رأسه

طيب خاطره

أدخل البسمة على روحه الظامئة.

تعاون معنا ولو باعجابك

تقول من نحن ؟

نحن
فريق جمعنا الله على خير

فريق كد وتعب وتعلم

فريق يبني طريق

يزرع بسمة

عنوانها الأمل

بأن تحيا عيشة هنية

لكل من قيل عنه يتيم

جزائري
عربي
مسلم
لا يهم دينا ولا عريقا ولا عرفا ولا لونا

اليد في اليد
نمسح دمعة
نرسم بسمة
على
وجه كل يتيم
لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم
في جنة الفردوس

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كهَاتين، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى »




رد: اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

شكراااااااااااااااااااااا لك




رد: اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

شكرا لك موضوع مميز




رد: اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

اللهم صلي على الحبيب
شكرا الك طرح مميز




رد: اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

شكــــــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــــــــــــرا




رد: اتريد صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ادخل واعرف كيف؟؟

بارك الله فيك
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلي على النبي صلى الله عليه وسلم


الونشريس

صلي على النبي صلى الله عليه وسلم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

عليه افضل الصلاة وازكى التسليم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وسلم
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آل محمد
بارك الله فيك على التذكير بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

اللهم صل وسلم على حبيبنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله
عليه أزكى صلاة وتسليم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه و آله و سلم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وسلم و عليه الصلاة والسلام




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

عليه الصلاة و السلام




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله على نعمه الشراب و الماء و السكن و اللباس و من ثم الرسول صلى الله عليه و سلم صلوا عليه دوما و يوميا و لا تنسوه




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وسلم




رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد واله




التصنيفات
القضايا الإسلامية

لماذا نهى النبي عن تربية الكلاب ؟

لماذا نهى النبي عن تربية الكلاب ؟


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

لا شك ان يوماً بعد يوم يكتشف العلم ما يؤيد صدق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وفي هذه المقالة اكتشاف علمي جديد
دائماً نجد في تعاليم النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام الفائدة والوقاية والحفظ لنا، لأنه رحيم بنا (بالمؤمنين رؤوف رحيم) فهو يريد لنا الخير ويريد لنا الصحة ولذلك حرَّم تربية الكلاب واعتبرها مخلوقات نجسة وحذر منها، وقد كشف العلماء أشياء كثيرة في الكلاب وهذا آخر ما وصل إليه العلم.
ففي دراسة حديثة قام بها علماء منUniversity of Munich تبين أن تربية الكلاب في البيت تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وقد وجدت الدراسة أن 80 بالمئة من النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي كنَّ يربين الكلاب في بيوتهن وعلى احتكاك دائم معهم.
بينما وجدوا أن الأشخاص الذين يربون القطط لم يصابوا بهذا النوع من السرطان! وذلك بسبب التشابه الكبير بين سرطان الثدي عند الكلاب وعند البشر. فقد عثروا على فيروس يصيب الإنسان والكلاب معاً وقد ينتقل من الكلاب إلى البشر، هذا الفيروس له دور أساسي في الإصابة بالسرطان المذكور.
ووجدوا أن النساء في الدول الغربية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء في الدول الشرقية، وعندما بحثوا عن الاختلاف الجوهري بين هاتين الفئتين، وجدوا أن النساء في الغرب اعتدن على تربية كلب مدلل في بيوتهن، بينما في الشرق نادراً ما تجد امرأة تربي كلباً
وفي دراسة أخرى وجد العلماء أن الكلاب تؤوي الفيروسات المسؤولة عن الإصابة بسرطان الثدي واسمها MMTV وأثناء الاحتكاك والتعامل مع الكلب تنتقل هذه الفيروسات بسهولة للإنسان.
هذا غيض من فيض، فالضرر الناتج عن الاحتكاك بالكلاب كبير جداً، وقد كشف العلماء أشياء كثيرة في لعاب الكلب وفي دمه وفي وبره فكله مأوى للجراثيم والفيروسات، مع العلم أن القطط لا تؤوي مثل هذه الفيروسات
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا نهى نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عن تربية الكلاب في البيت، وجعل دورها مقتصراً على الحراسة خارج المنزل. بل كان يأمر أصحابه إذا شرب الكلب من إناء أحدهم أن يغسله سبع مرات إحداهن بالتراب

موضوع قيم لذلك ارتايت الى نقله للاستفادة منه مع بعض التعديلات

اختكم في الله خولة




رد: لماذا نهى النبي عن تربية الكلاب ؟

حقا هي حقائق دينية يؤكدها العلم اليوم و لكن بملايين الدولارات ..
فسبحان الله ولله الحمد والله اكبر.
شكرا على الموضوع القيم




رد: لماذا نهى النبي عن تربية الكلاب ؟

كل ما نهانا الله والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه منفعة لنــــــــا …. سبحــــان الله وبحمده استغفـــر الله العظـيم .
بــــــارك الله فيك خولة على الموضوع القيـــم.




التصنيفات
عالم البحار و المحيطات

بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم


الونشريس

الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توصل الباحث الإسلامي السوري الشيخ محمد حسام زهراء لاكتشاف أذهل العديد من علماء الدين، وهو أن اسم الرسول محمد -صلي الله عليه و آله وسلم- يتوسط قارات العالم بشكل واضح على خريطة العالم

هذا الاكتشاف أثبته الشيخ حسام زهراء بالصور والخرائط، وجمعه في كتاب وثقه وحصل بموجبه على حقوق الملكية الفكرية، وحمل الكتاب عنوان "الاكتشاف الذي أذهل العالم اسم النبي العربي محمد يتوسط قارات العالم

ويقول الباحث الإسلامي إن فكرة هذا الاكتشاف -الذي لم تتطرق إليه وسائل الإعلام حتى الآن- جاءته حين وقعت في يده صور لخريطة العالم تم التقاطها عن طريق الأقمار الصناعية

ويوضح فكرته مضيفا "لفت نظري تراجع الشواطئ الليبية وبالمقابل تراجع الشواطئ اليونانية والإيطالية، فألهمني الله -عز وجل- أن أرسم بقلمي تلك الشواطئ، ثم نظرت إليها من بعد فوجدت أني رسمت اسم محمد -صلي الله عليه و آله وسلم

ويظهر -حسب الباحث- اسم الرسول الكريم، وقد شكلته بحار وجزر اجتمعت معا لتظهر هذا الاسم بخط عربي واضح، حيث نجد الميم الأولى يشكلها البحر الأسود بشكل متطاول كما في الخط الديواني، بينما تشارك جزيرة قبرص في تجسيد الحاء وتشق جزر البيليار غرب البحر المتوسط حتى يظهر حرف الدال

وحتى تشكيل نطق اسم الرسول الكريم تجسده البحار والجزر أيضًا، حيث يقول الباحث "إن بحر البلطيق يشكل بتعرجات شواطئه الشدة فوق الميم، ومنه خليج فلندا يشكل الفتحة فوق الحاء
الصورة من الفضاء

الونشريس .
الونشريس




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

سبحان الله الخالق الونشريس




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

الونشريس




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

الله اكبر سبحان الله




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

شكرا على المرور العطر اخي القبائلي




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

لسوء الخظ لم تظهر معي الصورة ولكن ما عسانا نقول فسبحان الله رب العالمين




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

شكرا على المرور العطر اختي




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

سبحان الله الخالق الوهاب
انها حقا لغرائب من خلق اللله
رغم ان الصور ة لم تظهر لكن شكرا جزيلا على مرورك في المنتدى وارجو الا تحرمونا من جديدكم




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

اسفة اخي ساحاول التعديل و شكرا لملاحظتكو لمرورك




رد: بحار العالم تشكل اسم النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم

سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم
شكرا لك اختي حياة على المعلومة فكل شيء في الحياة غريب




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم


الونشريس

الونشريس

الرئيسةاعرف نبيك
العلماء وطلبة العلم
أفكار دعوية
مكتبة صيد الفوائد
الأنشطة الدعوية
زاد الـداعـيـة
زاد الخـطـيـب
العروض الدعوية
للنساء فقط
ملتقى الداعيات
رسائل دعوية
الفلاشاتالقصص
مقالات
واحة الأدب
منوعاتمختارات
الملل والنحل
الطبيب الداعية
بحوث علمية
تربية الأبناء
سيادة الشريعة
جهاد المسلمين
محمد بن عبدالوهاب
صفحات مهمة
مخـتـارات ملتقى العلماء والدعاة تراجم العلماء والدعاة هواتف العلماء والدعاة أرقام مكاتب الدعوة وقفة مع الأحداث تبرئة المناهج الليبرالية في الميزان الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعاوى المناوئين لأبن تيمية الأسهم المالية حتى لا تغرق السفينة لقاءات عبر الشبكة مختارات من منتدىالملل المنهجية في طلب العلم للشباب فقط سلاح المقاطعة كل شيء عن العلمانية الرد على حسن المالكي
صفحات مميزة قصص مؤثرة الفلاش الدعوي الفيديو الدعوي الجوال الدعوي المعارض الدعوية الباوربوينت الدعوية المواقع الإباحية وأثرها وقفة تأمل ومحاسبة يا روادَ منتديات الحوار البيت السعيد الشرح الفقهي المصور
الأنشطة الدعوية زاد الداعية المعلم الداعية المرأة الداعية الطبيب الداعية المراكز الصيفية الدورات العلمية تفعيل العمل الخيري دعوة الجاليات المسابقات الثقافية المخيمات الدعوية الألعاب الحركية والذهنية الرحلات الدعوية حلقات تحفيظ القرآن الدعوة في المنتديات أفكار دعوية ساهم في نشر الإسلام تربية الأبناء
زاد الداعية شحذ الهمّة للدعوة الى الله فن الدعوة ووسائل التأثير أفكار إدارية للدعوة معوقات في طرق الدعوة رسائل ومقالات دعوية قصص من آثار الدعاة رسالة عاجلة للدعاة أفكار دعوية تربية الأبناء الأنشطة الدعوية
مـوسـمـيـات فضائل بعض الشهور مختارات نهاية العام فضل شهر الله المحرم مختارات رمضانية مختارات الحج استغلال الإجازات الشتاء أحكام وآداب حكم المولد النبوي عيد الحب وقفات مع العيد التحذير من أعياد الكفار

بسم الله الرحمن الرحيم
لصلاة و السلام على اشرف المرسلين
و امحمد صلى الله عليه و سلم
اما بعد احييكم بتحية الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اردت التدكير ببعض القصص رواها المصطفى صلى الله عليه و سلم لنستفيد
ونسال الله عزوجل ان يجمعني و اياكم بالجنة التي عرضها كالسموات و الارض

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (9)

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (1)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (2)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (3)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (4)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (5)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (6)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (7)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (8)

القصة الحادية والأربعون
صور من التربية

أراد الشيخ أن يختبر تلميذه بعد أن قضى فترة بصحبته يعلمه ويرشده ، ويعرض عليه طرق التربية وفنون التعامل مع الناس ، فقال :
يابني ؛ ما تقول في إنسان أخطأ حين أساء إلى غيره ، أيُعاقب وحده أم يُجمَل معه في العقوبة غيرُه لقرابته منه ، أو لانتسابه إلى أهله وعشيرته ، أو لجنسه ووطنه ؟ .
قال التلميذ : بل يُعاقب المسيء وحده ، ومن الظلم معاقبة غيره بسببه ، فالله تعالى يقول :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى " .
قال الشيخ :
أحسنت ، فما تقول لرجل أراد أن يشكرك لجميلٍ صنعتـَه له ، فأخطأ دون أن يشعر ، أتعود لمعاقبته أم تنبهه؟ .
قال التلميذ :
قد أنبهه إن لزم الأمر ، وأتركه متجاوزاً عنه ، إذ ْ جانبه الصواب حين أراد شكري ، وقد يكون خطؤه قولاً ، وقد يكون عملاً ، فعليّ تصحيح عمله ، والتجاوز عن قوله .
قال الشيخ :
أحسنت أيضاً – يا ولدي – فما تقول في إنسان أخطأ عن عمد في الإساءة إليك ؟
قال التلميذ :
أعاقبه إن قدِرت ، وأكيل له الصاع صاعين ، ولا أبالي ، فهو يستحق ذلك .
قال الشيخ :
أيدك الله ، يا بني ، فما تقول أخيراً في رجل كان ظاهره غيرَ باطنه . نفع الناس بقوله ، وضرّ نفسَه ، إذ ْ كان فعلُه غيرَ قوله .
قال التلميذ :
على نفسها جنت براقش ، فهو كنافح المسك على غيره ونافخ الكير على نفسه .
قال الشيخ :
حفظك الله – يا بني – وزادك علماً وحُسْنَ عمل ، إني بك لفخور ، ولك داعٍ ، وبك مؤملٌ الخير الكثير .
قال التلميذ :
أفلا تذكر لي – يا سيدي – أمثلة على ما امتحنْتني فيه ؟. كي أستفيد أمثلة تضيء لي دربي ؟
قال الشيخ :
بلى .. فلكل سؤال حادثة رواها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، فكانت الضياءَ الذي سلكوا على هداه طريقهم . والمنهج الذي اتخذوه ، فأوصلهم إلى الهدف الصحيح .
أما مثال السؤال الأول :
فقد قص علينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نبياً من الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً نزل تحت شجرة ، فما استقر جالساً حتى قرصته نملة ، فاستشاط غضباً ، وقام من فوره ، فأمر أتباعه أن يرفعوا مجلسه ، ففعلوا ، فنظر إلى أسفل الشجرة ، فرأى النمل يسير بانتظام ، يحمل قوته إلى بيته أسفل الشجرة ، ويعمل بدأَب ونشاط ، صاعداً نازلاً ، مغرّباً ومشرّقاً ، ولعل نملة تأذ ّت حين جلس فوقها النبي ، فقرصته خوف أن يطحنها ، فلم يتمالك نفسه أن أمر أتباعه أن يُضرموا النار في بيت النمل ، ففعلوا ، فأحرق النمل ، وقضى على آلاف منه .
فأوحى الله تعالى إليه معاتباً ومعلماً : " فهلاّ نملةً واحدة " رأيتَها تحتك ، فقتلتَها قصاصاً ؟! ما ذنب ما قتلته حرقاً ، إنه ظلم بيّن ، وتصرّف لا ينبغي أن يكون .

صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم

قال التلميذ :
هلاّ أوضحت أكثر يا سيدي وبيّنتَ من العبَر والعظات ما يفيد ؟.
قال الشيخ :
هذا واجب العلماء نحو تلاميذهم وعامّة المسلمين يا ولدي .
فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة :
1- أن العقوبة لمن اعتدى وأثم ، أما البريء فلا يُؤخذ بجريرة غيره .
2- وأن النمل – كغيره من المخلوقات – أمم أمثالُنا ، تسبّح الله وتحمده . فيجب الحفاظ – ما أمكن – عليه .
3- أنه لا يعذِّب بالنار إلا رب النار ، هذا في شريعتنا – معشر المسلمين – ويعاقَب المسيء فقط .
قال التلميذ :
جزاك الله – يا شيخي – خيراً ونفعنا بعلمك ,….
قال الشيخ : إن مدحتَني بما ليس فيّ قصمت ظهري … ثم قال الشيخ :
أما مثال السؤال الثاني :
فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بعودة المسيء إلى رحاب عفوه ، وتوبته عن المعاصي كثيراً ، ومثـّل له بفرح الرجل الذي أضاع راحلته في الصحراء ،وعليها ماؤه وزاده ، فلما أيس من الحياة أعاد الله إليه راحلته ، فأخطأ الرجل حين أراد شكرالله تعالى .
قال التلميذ :
وكيف ذاك يا سيدي ؟
قال الشيخ :
سافر رجل وحده في صحراء مترامية الأطراف – والسفر الفذ ّ( الفرد) ليس حميداً ، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسافر وحده ، فقال : هو شيطان – سافر حاملاً على بعيره ما يحتاجه من ماء وزاد ، اخترقها يريد الوصول إلى مبتغاه في الطرف الآخر منها ، جدّ السير فيها ، حتى إذا أدركتـْه القالة ( القيلولة ) ربط راحلته إلى ظل شجرة ونام ، وكان نومه طويلاً عميقاً ، لم يصحُ منه إلا وقد انفلتت الراحلة ، وغابت عنه ، فقام مشدوها فزعاً ، يبحث عنها هنا وهناك ، فلم يجدها .. انطلق إلى أعلى كثيب شرقاً ونظر إلى البعيد ، فلم يجدها ، وانطلق إلى كثيب في الغرب يرجو أن يعثر عليها ، فخاب ظنه . هرول في كل الاتجاهات عله يعثر عليها أو على أثرها ، فعاد بخفي حنين .
عاد إلى الشجرة كليلاً مرهقاً ، خسر راحلته ، وخسر معها زاده وماءه ، ، وأيقن بالهلاك ، فارتمى مكدوداً حزيناً ينتظر الموت ، ويندب حظه … وأخذه النوم مرة أخرى .
لما أفاق ، وجد راحلته ، فوق رأسه ، فلم يصدّق حتى أخذ بلجامها ، وتحسسه مرات ومرات ، فلما تيقن أنه نجا من الموت عطشاً وجوعاً وعادتْ إليه روحه ، وأخذه الفرح كل مأخذ قال من شدة فرحه يشكر ربه سبحانه : " اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ؛ أخطأ من شدة الفرح " .
إن الله تعالى أشد سروراً ، وأكثر فرحاً بتوبة عبده وعودته إليه – إلى التقوى والرشاد – من هذا الرجل بعودة راحلته إليه …
رياض الصالحين ، باب التوبة
قال التلميذ :
سبحان الله ، لا إله إلا الله ؛ ما أكرم خالقنا ، وما أعظم عفوه …
تبت إليك يارب ، فاقبلني في عبادك الصالحين
ثم التفت إلى شيخه ، فرأى عينيه تدمعان وشفتيه تلهجان بذكر الله رب العالمين … فانتظر قليلاً حتى هدأ الشيخ … ثم نظر الشيخ إليه ، فقال :
أما السؤال الثالث :
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
إن امرأة تحجّر قلبُها ، فكأنه قـُدّ من صخر ، وغادرتـْه الرحمة ، فأمسى كهفاً مظلماً ، لا يعرف للخير سبيلاً ولا للمعاني النبيلة طعماً ، طرقتْ بابَه الشفقةُ ، فصُدّتْ عنه ، ، وعشعشت فيه الكراهية ونمَتْ .. لعل هرة أكثرَتْ الدخول عليها ، فطردَتـْها ! ثم طردَتها ، والحيوان أعجم لا تدفعه سوى غريزته ، تستقطبه الرحمة فيُقدِم ، ويمنعه الأذى فيهرب . والهرة أَلوفٌ – من الطوّافات – تدخل البيوت دون استئذان ، فإن رأتْ ترحيباً من أهل الدار أقامت ، وإن رأت إعراضاً ولّتْ . أمّا أنْ تمسكها هذه المرأة القاسية ، فتربطها وتمنع عنها الماء والطعام ، وتسمع مواءها ، فلا تكترث ، وأنينها فلا تهتم ، حتى تذبل وتذوي ، فتموت صبراً ، فهذه غاية القسوة ، ونهاية في الظلم .
كان أولى بها أنْ تتركها في أرض الله تأكل من هوامها وحشراتها ، تتصيّدها هنا وهناك ، ، ولن تعدم في أرض الله الواسعة ما يقيم أَوَدَها ، ويكفيها مؤونتها .
إن الإسلام العظيم نبّه – فضلاً عن حقوق الإنسان في العيش الكريم والحرية – إلى الرفق بالحيوان ، فلا يحمـّله ما لايُطيق ، ولا يشتدّ عليه بالضرب ، ومن لم يكن كذلك فليس له من الإنسانية نصيب .
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة في النار تخدشها هرة ، فقال : ما شأن هذه ؟
قالوا : حبسَتها حتى ماتت جوعاً ، لا أطعمتـْها ، ولا أرسلَتـْها تأكل من خَشاش الأرض حتى ماتت ..والبون واسع بين مَن نزل في البئر ، فسقى الكلبَ ، فغفر الله تعالى له ، وبين هذه المرأة ، نعوذ بالله من مصير كمصيرها .
1- صحيح البخاري
كتاب بدء الخلق ،
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم
2- صحيح مسلم
كتاب الكسوف
باب ما عرض على الرسول في صلاة الكسوف
وقال الشيخ :
أما السؤال الرابع :
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم مصوراً الذي يأكل الدنيا بعلمه ، ولا يعرف لله وقاراً ، ولا للآخرة سبيلاً .
قال التلميذ :
فما عاقبة هذا العالم – يا سيدي – ؟
قال الشيخ :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
يُجاء بالرجل يوم القيامة ، فيُلقى في نار جهنم ، ويَلقى من العذاب ما يَلقى ، فتندلق أمعاء بطنه في النار ، ويحترق أديمُه وأحشاؤه ، إنه ملأها في الدنيا ما لذّ وطاب من الحرام ، حين أظهر للناس التقوى ، فغشّهم ، وأبطن الهوى ، وتمادى في الضلالة ، ففضحه الله على هذه الصورة ، يراه الناس يدور بأقتابه ( أمعائه) في النار ، كما يدور الحمار برحاه ، فيدنون منه ، ويتعجبون .
من يراه على هذه الصورة – وكانوا يعرفون فيه الصلاح والتقوى في الدنيا ، فقد كان سَمْتُه سمتَ العلماء ، ومظهره مظهر الأتقياء ، وكان منظره في الدنيا يدل على الاتزان والوقار ، فما باله الآن هكذا؟!! – يجتمعون عليه ويسألونه متعجبين : لئن صرنا في النار الآن لقد كنا في الدنيا نعمل بعمل أهلها فاسقين فاسدين ، فما بالك اليوم بيننا في النار ؟! كنت تأمرنا بالمعروف ، وتنهانا عن المنكر ! تحضنا على الصدق والأمانة ، ونبذ الفساد والخيانة ، وكنت تأمرنا بصون اللسان ، وغض البصر ، وحفظ الفرج ، وحُسن الطويّة !! كنت تنهانا عن الغيبة والنميمة والفواحش ، وتنهانا عن أكل حقوق الناس وتنفـّرنا من ذلك !! فما شأنك ؟ وما الذي قذفك بيننا؟!
وهناك – والعياذ بالله من هذا المصير الأسود والفضيحة الكبيرة – حيث لا يستطيع الإنسان أن يُخفي حقيقته ، أو يُدلّس على الناس ، هناك في النار حيث المستور مكشوف ، والباطن معروف ، ولا مجال للإنكار ، والتزيي بزي الأبرار ، يقول واصفاً حقيقة حاله في الدنيا بكلمات مختصرة اللفظ ، واضحة المعنى " كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر ، وآتيه " …
إن النار مصير مَن يُدعى إلى مكارم الأخلاق ، فيرفضها ، ويغرق في المفاسد .. وهي – النار – أَولى بمن يدّعي الصلاح ظاهراً ، ويأكل الدنيا بالدين باطناً .. لقد أساء إلى نفسه ، وخسر ذاته .
وإن حسرته على ما فرّط أشد من حسرة أولئك ، ولا سيّما حين يعلم أنّ مَنْ أخذ بنصيحته نجا ، وفاز بالجنة ونعيمها ، وفاز برضا الله ورحمته … وهو .. هو في نارٍ تلظّى ، لا يصلاها إلا الأشقى ..
ويرفع الشيخ وتلميذه أيديَهما ، يدعُوانِ:
اللهم اجعل سرّنا كعلانيتنا ، وارزقنا التقوى ، والصدق في القول والعمل ، ونجّنا برحمتك من النار … يا عزيز ياغفار .

صحيح البخاري
باب بدء الخلق ،
باب صفة النار وأنها مخلوقة

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
القصة الثانية والأربعون
الخمر أم الخبائث
دكتور عثمان قدري مكانسي

كان العرب يشربون الخمر ويتغنون بها ، ويفخرون بشربها ، إلى أن جاء الإسلام فحرّمها تدريجياً إذ ْكانت نفوسهم عالقة بها ، راغبة فيها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذر منها – فآثارها في المجتمع مدمرة – وضرب على ذلك مثلاً من الأمم السابقة ، وسماها " أم الخبائث ، فأعلن :
أن الصالحين الأتقياء يحبون أن يكون الناس كلهم كذلك ، لِما يرون من جمال التقوى وآثاره الوضيئة على أصحابها ومن شايعهم ، وأن الفاسدين ليودّون أن يكون الناس كلهم فسفة كذلك ، لأنهم لا يستطيعون الفكاك من الموبقات ، فيغوصون في مستنقعاتها الآسنة ، ويتلطخون بها ، ولا يريدون أن يكونوا نشازاً في مجتمع نظيف ، يُشار فيه إليهم بأصابع الاتهام والتقزز والاستنكار ، فيجتهدون في نشر الرذائل في المجتمعات كي لا يشعروا بالدونيّة أمام أفراده .
وهذا ما كان في بني إسرائيل .. حيث عمّ الفساد في الطبقة الحاكمة التي يسمونها – هذه الأيام – " الطبقة الراقية " ، وعزّ عليهم أن يروا بينهم رجلاً متعبداً طاهراً يلسعهم بنظراته الناقدة ، " ويؤذي " فجورهم بعفافه ، وفسادهم بصلاحه !! فعملوا على أن يزلّ ، فيكونوا سواءً، ولكنْ كيف؟ كيف السبيل إلى الإيقاع به وجرّه إلى فتنة تقـْلب عاليه سافله ؟؟ واهتدَوا إلى النساء ، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ، وهنّ كثير ، والغواية فنّ هنّ رباته ! ، فأعطِ القوسَ باريها ! .. وهكذا كان .
علقته امرأة تتقن فنّ الغواية ، فتقرّبت إليه مدّعية التقوى والهدى ، مظهرة العفة والطهر ، فلما صدّها أرسلت جاريتها تدعوه للشهادة ، فانطلق إليها غافلاً عمّا يُحاك ويُرسم … فطفقت الجارية كلما أدخلتْه باباً أغلقـَتـْه دونهما .. لقد كان قصر المرأة فخماً على ما يبدو ، كبيراً حتى كثرت فيه الأبواب ! .. ودخل الصيد القفص وهو لا يدري أنه سعى إلى الفخ بقدميه ، ولو كان واعياً ما سعى إليها وحده .. وأي شهادة تكون وراء المغاليق ؟!! إن الشهادة تكون في أوضح الأماكن وأكثرها حركةً .. حتى وصل إلى تلك المرأة ، فوجدها في أجمل زينة وأبهى منظر .. فعلامَ كل هذا ، أهي عالقة به مستهامة؟
قد يكون إناء الخمر من مستلزمات الفجور ، فلِمَ يجد عندها غلاماً صغيراً ؟!.. إنها الدسيسة إذن؛ والاستدراج القسري .. وصدق حدسه .. ولكنْ بعد فوات الأوان .
قالت له بتحد واضح – فقد وقع بين يديها – : بين يديك ثلاث خيارات ، أيها التقيّ الورع!! لا بد من ذلك ، وإلا طار رأسك ، أو فضحناك بين الناس وكشفنا المستور .
نظر إليها يستفهم خياراتها دون أن ينبس ببنت شفة . .. قالت : إما أن تقع عليّ ( فيزني بها )، أو تشرب من هذه الخمرة كأساً ، أو تقتل هذا الغلام .. إنها خطة جهنمية ، لا مفر منها . .. خيّرته بين أمور ثلاثة ، أحلاها مرّ ، فماذا يفعل ؟.
أيزني المؤمن ؟ ! كلاّ ، كلاّ . أوَ يشرب الخمر ؟! لا، لا يشربها ، أيقتل النفس التي حرّمها الله ؟ ألف لا .. أيأبى أن يجيبها إلى ما خيّرَته ؟ إنّ قفل الأبواب ، الواحد تلْوَ الآخر ليدل على أن وراء هذه المرأة مَنْ خطّط ودبّر ، ولم تكن هذه المومس الفاجرة سوى أداة التنفيذ … ماذا يفعل ؟.
وهو إذ لم يكن عاقلاً حين صدّق الجارية ، فدخل بسذاجة إلى القصر خانه عقله كذلك إذ ْ رضي الخيار بين هذه الأمور الثلاثة ، وكان عليه أن يرفض ذلك بقوة ، فخسارة الدنيا أهون من خسارة الآخرة . ولو اتقى الله حق تقاه لأنجاه الله تعالى كما أنجى الرجل الصالح جُرَيجاً في محنته … لكن شيطانه زيّن له شرب الخمر ، فهو – على ظنّه – فساد لا يتعدّاه ، أما الزنا فجريمة مشتركة ، يربأ بنفسه عنها !! وقتل الغلام منكر ، لا يفكر فيه فضلاً عن اقترافه .. فليشربْ كأساً من الخمر … إنها طلبت إليه أن يشرب كأساً واحدة .. فقط .. فليشربها ، ولْيستغفر الله بعد ذلك .. على هذا عزم ، وهذا ما قرره .
قال : فاسقيني من هذه الخمر كأساً .. فسقتـْه واحدة .. إن مسيرة ألف الميل تبدأ بخطوة واحدة ، لعبت الخمرة برأسه ، فقال : زيدوني فزادوه – حين لعبت الخمرة برأسه ما عاد يراها وحدها ، فخاطبها بصيغة الجمع – وما زال يطلب ، وما زالت تسقيه حتى ذهب عقله ، فزنى بها ، .. حين يضيع العقل تنتشي الشهوة ، وحين يضعف التفكير تتحرك النزوات .. والتفت ، فرأى الغلام ينظر إليه يرقبه ، وقد رآه يزني ، فمال عليه ، فقتله .
شرِبَ الخمرَ ، وزنى ، وقتل النفسَ البريئة ، فهل بقي له من الطهارة شيء ؟!! هل بقي له من الإيمان شيء؟!!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتجنّب الخمر ، فإنها أم الكبائر ، ويقسم بالله : أن الإيمان لا يجتمع وإدمانَ الخمر في قلب إنسان ، فإذا كان الإيمانُ فلا خمر … وإذا كان الخمرُ فلا إيمان … إنها مفاصلة بين الحق والباطل .
ويؤكد صلى الله عليه وسلم ذلك ، فيُعلن :أنه ما من أحد يشربها ، فتقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حُرّمتْ عليه الجنة ، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية . أرأيتم أسوأ من الخمر إذاً ؟!
ومع وضوح ضررها فإن الفاسدين يزيّنون للجاهلين شرب الخمر ، ويسمونها بغير اسمها ، فهي عندهم " الرّاح " وهي عندهم " المشروبات الروحية " .. يسمون الأشياء بغير اسمها .. وهذا دأب الفاسقين الفاسدين ….

صحيح النسائي ج3 ص46
من حديث عثمان رضي الله عنه

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
القصة الثالثة والأربعون

اغتنمام الفرص
دكتور عثمان قدري مكانسي
قال الولد لابيه : يا أبتِ ح سمعت صديقي حسان يقول :
أبي تاجر ناجح ، يغتنم الفرص ، ولا يضيّعها ، فماذ يقصد بقوله هذا؟
قال الوالد :
يمتاز المسلم الذكي – يا بني – بصفتين متلازمتين ،
الأولى : العمل الدؤوب ، والسعي الحثيث في عمله ، فيفكر ، ويخطط ويرتب أموره .
الثانية : مع صفته الأولى فإنه لا يقصر في المغامرة المحمودة ..
فهناك مفاجآت تعرض له دون ترتيب مسبق وتخطيط متعمّد فقد لا تتكرر تلك المفاجآت ،، فيُقدم ، ويستعين بالله عليها ،
فيحقق ربحاً وافراً يرفعه في عالم التجارة خطوات بإذن الله .
قال الولد :
هذا ليس في عالم التجارة فقط ، بل في ميادين الحياة كافة .
قال الوالد :
صدقت يا بني ، إن حياة المسلمين النابهين حافلة بكثير من هذه الأمور ، يقتنصها المسلم ، فلا يدعها تذهب دون ان يُفيد منها .
قال الولد : أفلا ذكرتَ لي مثالاً على ذلك يا أبتِ.
قال الوالد :
لقد ذكرت لك – يا بني – سابقاً قصة الصحابي البطل عُكـّاشة بن مِحصَن حين كان مع إخوانه المسلمين يستمعون إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في دخول سبعين ألفاً من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عقاب ، على مقدمتهم الصدّيق أبو بكر رضي الله عنه ، فقال عكاشة قبل غيره : يا رسول الله ادع الله أن أكون واحداً منهم . فقال عليه الصلاة والسلام : أنت واحد منهم . فقام رجل آخر يقول : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم . قال صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة .
كافأه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نباهته وسرعة مبادهته ، وبشره أنه واحد منهم ، ونبه الثاني أنه ضيع الفرصة حين قصر عن أخيه عكاشة ، وكان عليه ان يسبقه ، فالنجاح حليف المتنبّهين اليقظين ، الذين يغتنمون الفرص ، فلا يضيّعونها .
قال الولد :
جزاك الله خيراً – يا والدي – على هذا التوضيح ، وأجزل لك المثوبة ، إلا أنني أردت أن تقص عليّ حديثاً رواه النبي صلى الله عليه وسلم يوضح الفكرة ويدعمها ، فأتخذها نبراساً في حياتي .
قال الوالد :
حباً وكرامة – يا حَبّة عيني – أسأل الله تعالى أن يجعلك من النابهين العاملين .
ففي إحدى أسفار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غزواته مرّ بأعرابي ، فأكرمه . فأراد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يكرم الأعرابي المضياف ، فقال له :
يا أعرابي ؛ سل حاجتك ؟
أتدري – يا ولدي – ما الذي طلبه الأعرابي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
قال الولد :
لعله طلب أن يشفع له يوم القيامة ، ويسقيه من حوضه بيده الشريفة أو أن يدعو له – على الأقل – بالحياة الرغيدة في الدنيا وسعة الرزق ، وكثرة البنين .. أليس كذلك يا أبتِ؟.
قال الوالد :
ليته فعل ، وطلب شيئاً من هذا .. إنه سأله أتفه ما يسأله رجلٌ بسيط من رجل مثله ، لا من نبي كريم .. لم يغتنم فرصة كهذه يسمو بها في الدنيا والآخرة ، إنما قال : هبني – يا رسول الله – ناقة برحلها يركبها ، وقليلاً من العنز يحلبه لأهله . قالها مرتين ! .
قال الولد :
سبحان الله ما أضعف همته ، وأقلّ حيلته .. أفلا طلب مثل ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يبيت على باب رسول الله يخدمه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ، فرآه نائماً أمام اباب البيت ، فأخذته الشفقة به ، وأكبر فيه حبه إياه ، حين رآه يسرع فيأتيه بوَضوئه وثيابه ، فقال : ياربيعة ؛ سلني . .. وكان سؤال النبي صلى الله عليه وسلم حاضراً في ذهن ربيعة وقلبه ، فقال : أسألك مرافقتك في الجنة .. وهل أسمى مطلباً وأعلى همة ، وأرفعُ مرتبة أن نكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، في الفردوس الأعلى ؟! .. فأجاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يحب مصاحبة من يحبه ، ويقدّر للناس مشاعرهم ، ويبادلهم تقديراً بتقدير ، وتكريماً بتكريم : أوَ غير ذلك يا ربيعة ؟ قال هو ذاك ، يا رسول الله . فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : لك ما سألت يا ربيعة .. وأمره أن يكثر من الصلاة التي ترفع صاحبها في عليين ، فالصلاة قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الوالد :
هذا عين ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم مستهجناً هذه الدونية في الهمة ، والأرضية في الرغبة ،قائلاً " أعَجَزْتَ أن تكون كعجوز بني إسرائيل "؟!.
قال الولد :
وما عجوز بني إسرائيل ؛ يا أبتِ؟.
قال الوالد :
كان الصحابة رضوان الله تعالى عنهم يسمعون ما قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فابتدروه يسألونه ما سألـْتَ – يا بني – ، فقال :
إن موسى عليه السلام أراد أن يسير ببني إسرائيل – حين أذن الله له أن يخرج من مصر بقومه – فضلّ الطريق … إن الطريق يعرفه ، وهاديه فيه جبريل الذي أمره بالمسير ، ومعه علماء بني إسرائيل وعامّتهم . فمن العجيب أن يخطئ الجميع الطريق . لا بد أن في الأمر سراً … سأل عنه العلماء ، فقالوا له : أما وقد سألْتنا ، فإن السر في ذلك – والله أعلم – أن نبي الله يوسف عليه السلام – حين لقي ربه – أخذ على آبائنا مواثيق الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا .
قال موسى عليه السلام : وأيكم يدري قبر يوسف ؟
قالوا : ما يدري أين قبر يوسف إلا عجوزُ بني إسرائيل .
فأرسل إليها النبي موسى أن تأتيه ، فحملوها إليه ،
فقال لها : أتدرين أين قبر النبي يوسف ؟ دليني عليه ..
أدركت العجوز حاجته إليها ، فقالت : لا والله لا أفعل حتى أكون معك في الجنة !
عرفـَتْ متى تطلب حاجتها .. وإنه لطلب جليل ، جنة عرضها السماوات والأرض ، وتصحب نبياً ذا عزم .. تصحب كليم الله الذي أجرى الله تعالى على يديه الشريفتين عجائب عظيمة ، وجعله في قمة الأنبياء مع الأربعة الآخرين أولى العزم من إخوانه، على رأسهم سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام .
وكره النبي موسى أن يجيبها ، ولا ندري لماذا .. إلا أن الله تعالى أوحى إليه : أنْ أعطها ما سألتْ . ففعل ، ووعدها بذلك ، فالله سبحانه رضي لها تلك المكانة . إنها طلبَتْ ، فوهبها الجليل سبحانه ما طلبتْ ، إنها ذات همة عالية ، فلـْتتبَوّأها ، إنها تستحقها .
ودلّتـْهم على بركة ماء ، وأمرتهم أن ينضحوا ماءها ، ففعلوا ، وعيّنتْ مكاناً ، فحفروا فيه . فإذا هو قبر يوسف عليه السلام … جسده الشريف على هيئته يوم دُفن ، فالأرض لا تأكل أجساد الأنبياء والشهداء .. ولكن يا ويحهم لمَ أهملوا قبر نبيهم هكذا ؟ إن فعلهم لعجيب ، فقد عُرف عنهم أنهم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ، ونعى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم هذا .
وحمل بنو إسرائيل جثمان نبيهم يوسف عليه السلام ، وانطلقوا به إلى بلاد الشام ، إلى الأرض التي بارك الله فيها … كان الطريق واضحاً ، وجسد يوسف الصديق عليه السلام من خلال كفنه ينير لهم الدرب وسط الظلام في ذلك الليل البهيم .. كأنه ضوء النهار .

أخرجه الحاكم في مستدركه
ج2 ص624

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم
القصة الرابعة والأربعون
كن مع الله ترَ الله معك
دكتور عثمان قدري مكانسي
عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقف التالية .
ولكن نتعرف – قبل الدخول في القصة – هذا الصحابي الذي أسلم يوم فتح مكة وكان اسمه " عبد الكعبة " فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " عبد الرحمن " ، سكن البصرة وفتح سجستان مرتين ، مرة على عهد عثمان ، والثانية على عهد معاوية ، وصحبه في الفتح الثاني الحسن البصري والمهلب بن أبي صفرة وقطريّ بن الفجاءة ، ومات في البصرة سنة إحدى وخمسين للهجرة .
يقول الصحابي عبد الرحمن بن سمرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه بعد صلاة فجر أحد الأيام من بيته ، فوقف على الصفة – بمسجد المدينة – يقول لهم :
" إني رأيت البارحة عجباً " وهذا أسلوب رائع من أساليب التربية ، حيث يطلق المعلم جملة تستقطب الانتباه ، وتجلب الاهتمام قبل الشروع في الحديث كي لا يضيع منه شيء ، ولتكون حواس الجميع متوثبة لتلقي الحرف الأول تلقياً واعياً ..
فتوجهت الأنظار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظرون حديثه الشائق ، وتوجيهاته السامقة ، فقال :

1- " رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه " ويقول العلماء :هذا لا يعني أن الأجل انتهى ، ولم يستطع ملك الموت أن يقبض روح الإنسان لأن بر الوالدين منعه من ذلك ، فالأجل محتوم ، ولا يظل الإنسان حياً إلى ما شاء أن يحيا ، فالله تعالى يقول : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " إن المقصود من ذلك أن البر بالوالدين يجعل حياة الإنسان سعيدة رغيدة ، فيها خير وبركة مصداقاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يُبسط له له في رزقه ، ويُنسأ له في أثَره فليَصِلْ رَحِمه " ، ويقول بعضهم الآخر : قد يطول العمر بسبب بر الوالدين ، فالله تعالى هو المتحكم بكل شيء ، ألم يقل سبحانه وتعالى " يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أم الكتاب " ويبقى الأجل المكتوب بأمر الله تعالى ، لا يقدره إلا هو سبحانه يفعل ما يشاء ويقدر .

2- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ( أحاطت به )الشياطين،فجاء ذكر الله فطيّر الشياطين عنه " ،وذكر الله تعالى يطرد الشياطين عن الإنسان كما يطرد الدواءُ الناجعُ الداءَ ، فيبرأ صاحبه ، وراحة القلوب بذكر الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة المعوذتين ، وآية الكرسي لطرد الوسواس الخناس ، كما أن قراءة الزهراوين تبعد الشياطين على الدار ثلاثة أيام كما ورد في الأثر .

3- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ،) تريد أخذه إلى النار بسبب كثرة ذنوبه وسوء عمله) فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم " ،فمن وقف متذللاً بين يدي الله خاشعاً ، يرجو رحمته ، ويخاف عذابه آمنه الله تعالى ، وأمر ملائكة الرحمة أن تحمله إلى الجنة ، وقصة الرجل التائب الذي قتل مئة، ثم تاب توبة نصوحاً خير دليل على ذلك . فلا ييأسنّ المسلم من رحمة الله تعالى . إن صلاة المسلم الخالصة لوجه الله – مهما قلـّتْ- ثقيلة في ميزان الله تعالى والله تعالى لا يضيّع مثقال ذرة " إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً ".

4- " ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا ، كلما دنا من حوض منع وطرد ، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه "، وهذا دليل على شدة الموقف يوم القيامة ، وقد تكون أعمال ذلك الرجل ضعيفة ، يضيّع كثيراً من الحقوق ، فلم يؤهله رصيده الأخروي للدنوّ من الحياض إلا بشفاعة أو إذن ، فلما وصله الدعم الإلهي والرحمة الربّانيّة – وقلْ : وصلته بطاقة السماح ، وهي الصيام ،كما قال تعالى : في الحديث القدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " لما للصيام من ثواب كبير وأجر عظيم – جاءه الفرج فروى ظمأه ، نسأل الله تعالى أن يروينا بيد الحبيب المصطفى شربة لا نظمأ بعدها أبداً.

5- " ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا ، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع ، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي " وهذا موقف يدل على مكانة الطهارة المادية والمعنوية في الإسلام ، والنبيون الكرام رمز تلك الطهارة ، فهم أنبياء الله تعالى والمخلـَصون من خلقه لا يجلس معهم ولا يدنو منهم – في ذلك الموقف – إلا الطهور قلباً وبدناً ، وهذه لفتة كريمة إلى الطهارة ألا ترى معي كيف علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو للميت " اللهم اغسله بالماء والثلج والبرَد ، ونقـّه من الخطايا كما يُنّقـّى الثوب الأبيض من الدنس "؟ فإذا بالطاهر من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه الله تعالى أن ينال حظوة ما بعدها حظوة وهي الجلوس قرب الحبيب صلى الله عليه وسلم ونيل شرف التقرب إليه . اللهم ارزقنا تلك الحظوة واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم .

6- " ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة ، وعن يساره ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، وهو متحير فيه ، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ، " تصوير مخيف ، مخيف لرجل يحيط به من كل مكان ظلام دامس ، لا يستطيع عنه فكاكاً ، ولا منه خلاصاً ، إنه موقف رهيب ، فقد يتحرك خطوة تودي به في حفرة من حفر النار – والعياذ بالله – ، فما المخرج ، وإلى أين الملجأ ؟ يدعو الله تعالى أن يبصّره ليمضي إلى حيث الأمان والنجاة .. وإذا بالحج والعمرة ينقذانه مما هو فيه . إنه تحمّل مشاق الحج وصعوبة العمرة من بذل للمال ، وتحمل لمشاق السفر ، يرجو بذلك رضوان الله تعالى والنجاة من النار والفوز بالجنة ، والله تعالى "لا يظلم مثقال ذرة ، وإن تكُ حسنة يضاعفها ، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً " فإذا بركن الإسلام الخامس ينقل العبد إلى حيث النور ، ومن كان في النور فقد وصل بر الأمان ولندعُ كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعو ( اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي بصري نورا ، وفي سمعي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ، وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا( .

7- " ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها ، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه " ، في ذلك اليوم يشتد غضب الله تعالى على الكافرين والفاسقين الظالمين ، وتدنو الشمس من الخلائق جداً . وتظهر النار بمنظرها المخيف الرهيب ترمي شواظها على المجرمين ، أما من تقرب إلى الله عز وجل يرجو رحمته ويخشى عذابه ، فإن الله تعالى يبعده عن الشرر ، ويقيه المخاطر بفضله وكرمه ، فقد كان المسلم محسناً متصدّقاً ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفئ غضب الرب " ألم يدلنا على المكان الذي يسترنا عن شدة الحر والظمأ يوم القيامة ؟ ألم يقل في حديث السبعة " سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟ " ومن هؤلاء السبعة قوله صلى الله عليه وسلم " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ؟ ألم يقل الحبيب المصطفى منبهاً ومعلماً " فاتقوا النار، ولو بشق تمرة " ؟ فمن كثرت صدقاته فقد عمل لآخرته، واتخذ عن النار ستاراً .

8- " ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه ، فجاءته صلته لرحمه فقالت : يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه ، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ،"
يا سبحان الله .. الجزاء ذلك اليوم من جنس العمل فمن وصل رحمه في الدنيا وأحسن إليهم وجد جزاءه يوم القيامة احتفاء وتكريماً ، ومن قطع في الدنيا رحمه ، وجد في هذا اليوم ما لا يسر ، " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " وصلة الرحم تتمسك بساق العرش تستعيذ من قاطع الرحم ، فتجد الله سبحانه ينتصف لها حين يقول : " ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ " فتقول راضية : بلى . ولْنتصور الرجل ينتقل من قوم إلى قوم يكلمهم ، فيعرضون عنه ، ويرى نفسه وحيداً قد قاطعه الناس ، فتنقذه صلة الرحم حين تبرئ ساحته من القطيعة والعقوق ، وتشهد له أنه كان وصولاً لرحمه ، ويستحق هنا الصلة والتكريم . فيلتفتون إليه ، يبتسمون له ، ثم يصافحونه ، ويكلمونه ، فهو يستحق الصلة إذاً .

9- " ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ، " .
إنه منظر مخيف يقطع نياط القلوب ، وموقف رهيب حاسم .. فمن أحاطت به زبانية العذاب انتهى أمره ، وكان إلى النار مصيره ، وتصور هؤلاء الزبانية ذوي المناظر المرعبة والنظرات القاسية المتوعدة تدنو منك أو مني أو من أحدنا تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتضيّق الخناق عليه ، تهم به إلى حيث العذاب والهوان ، ولعلهم كانوا مأمورين أن يدفعوه إلى مصيره بعد أن طاشت حسناته وثقلت سيئاته ، نسأل الله العافية وحسن الختام ، فينادي يا رب إني كنت من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصدح بالأية الكريمة من سورة التوبة- 71- " والمؤمنون والمؤمنات ، بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ." فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكريحوش عنه زبانية العذاب ، ويسلمه إلى ملائكة الرحمة ، فيا سعادته إذ خلص من ذلك الموقف الذي يقصم الظهور ويذيب الأفئدة . ولا شك أن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يبدأ بنفسه أولاً فيطهرها ويكون وأسوة للآخرين ، فيقتدون به .

10- " ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل ،" كل المخلوقات تجثو بحضرة الله سبحانه وتعالى في ذلك الموقف الرهيب ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الجاثية الآية – 28- " وترى كل أمة جاثية ، كل أمة تُدعى إلى كتابها ، اليوم تُجزَون ما كنتم تعملون " هذا حين تُحشر الخلائق أمام الله تعالى ، أما أصحاب النار – فيُحشرون – والعياذ بالله حول جهنم " جاثين " قبل أن يُلقـَوا فيها ،وتصور الهلع والخوف اللذين لا يمكن وصفهما في أفئدة من يعلمون أنهم سيلقون في أية لحظة في أتون النار – اللهم الطف بنا – كما أن الجثوّ من صفة أصحاب النار وهم فيها يتعذبون " ثم ننجي الذين اتقَوا ، ونذر الظالمين فيها جثيّا " . وهذا الرجل المسلم يقف أمام ربه سبحانه بينه وبينه حجاب ، لماذا ؟ ما سبب الحجاب ؟ لعل أخطاءه الكثيرة منعته أن يرى ربه ، ورؤية الله تعالى علامة الخير والنهاية السعيدة بإذن الله ، لعله في الدنيا لم يكن ذلك الرجل الصالح المصلي القائم !! لكنه كان ذا خلق حسن ، يبتسم بوجه الناس ، ولا يؤذيهم ، ويتحمل إساءاتهم ، ولا بياديهم بمثلها !! ولم يكن ينم ، ولا يغتاب ، ولا يلمز ، ولعله كان يصلح بين الناس . خلقه الصالح هذا يأتيه بهيئة رجل جميل ، يأخذ بيده ويدخله حضرة ربه سبحانه ، يروي أبو ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه :" اتق الله حيث كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وروت أم الدرداء عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم " أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن " وأعظم بهذا الوزن الثقيل الذي يُدخل صاحبه الجنة . ، وفي الحديث الحسن الذي رواه الصحابي أسامة بن شريك بشارة لصاحب الخلق الحسن " قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ، أو المسلم ؟ قال : الخلق الحسن " اللهم جمّلنا بحسن الخلق .

11- " ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه ،" وهذا تنبيه إلى أننا نعيش في رعاية الله سبحانه في كل لحظات حياتنا الدنيوية والبرزخية واليوم الآخر وما بعده إلى أبد الآبدين . وما نقرؤه في سورة الواقعة من تصوير لأخذ الكتاب باليمين – اللهم آتنا كتبنا بأيماننا – أو بالشمال – والعياذ بالله من هذا المصير البائس – دليل واضح على ذلك ، وخاصة حين نقرأ الفعل " آتى " بصيغة المبني للمجهول " فمن آوتي كتابه .. " إنه الدليل على أننا نعيش برحمة الله سبحانه ، لا ندري حتى اللحظة الأخيرة عندما تنتشر الكتب ، وتـُلقى إلى أصحابها أنحن من السعداء أم من الأشقياء ، لكن أملنا بالله الرحيم كبير، والمسلم يعيش دائماً بين رجاء وخوف ، ولن يجمع الله تعالى على عبده المسلم أمنين ولا خوفين ، والدليل على ذلك ما رواه شداد بن أوس وصححه الألباني " قال الله عز وجل ، و عزتي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، و إن هو خافني في الدنيا أمّنـْتـُه يوم أجمع فيه عبادي " فيا رب ؛ أعطني كتابي بيميني ، وحاسبني حساباً يسيراً ، ولا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ، ولا تحاسبني حساباً عسيراً .

12- " ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه ، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى ،" إن المسلم دائم الرجاء بالله وفضله ، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح " إن حسن الظن من حسن العبادة " وكلنا ذلك الرجل – إن شاء الله – وقد علمنا أنه ما أحد يدخل الجنة بعمله إلا أن رحمة الله أوسع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى " لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، وقال بيده فوق رأسه " .. اللهم ارحمنا برحمتك ، ونجنا من النار وأدخلنا الجنة .

13 – " ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار ، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك ،" .. مسلم مذنب يهوي في النار .. منظر رهيب ، رهيب ، إنه يسرع إلى الهاوية وإلى نار تلظى ، ذنوبه كثيرة ، وأعماله دفعته إلى ذلك ، لكنه خلا بنفسه يوماً حين كان في الدنيا وحدثته نفسه بشفافية أنه مقصر بحق الله تعالى ، فبكى من خشية الله ، هذه الدمعة كانت سبب إنقاذه مما هو فيه ، وها هي ملائكة الرحمة تتلقفه قبل أن يسقط في الجحيم ، تتلقفه بفضل الله تعالى لينال سعادة الآخرة " وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . "

14- " ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى ، " أهو على الصراط يحبو أم تراه لم يجرؤ على السير فوقه ؟! تحته النار بلهيبها المدوّي وحرارتها الملتهبة كالبحور الهائجة ذات الأمواج الدفـّاقة . والناس يمرون على الصراط بعضهم بلمح البرق ، وآخرون كالريح المرسلة ، وبعضهم بسرعة الجياد المضمرة .. وهو يرعد خائفاً ويرتجف مرعوباً كما ترتجف سعفة النخيل في يوم شديد الرياح … ولا بد من اجتياز الصراط ، والرجل خائف ، خائف ، وهنا يهبه المولى تعالى الأمن والأمان ، فقد كان في الدنيا يعمل ما وسعه العمل الخيّر وحسن ظنه بالله كبير .. ما إن يأتيه حسن ظنه بالله حتى يبدأ سيره ، وتتسع خطاه ، ويمر على الصراط ساكن النفس هادئ البال ، فحسن ظنه بالله رائده
لا تعـاملـني بنـقصي *** يا إلهي … بـَل بمـَنِّ
حسن ظنّي فيك ربي *** لا تخيّبْ حسنَ ظنّي

15- " ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا ، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته ،" وهذا مسلم آخر مقصر يحبو على الصراط ، فذنوبه أثقلتـْه ، يزحف قليلاً ، ويكاد يسقط في نار جهنم ، فيتعلق بالصراط ، لا يستطيع السير ، والناس يمرون ، ساكتين وجلين ، والأنبياء صلوات الله عليهم يدعون بصوت خفيض " اللهم سلّمْ ، اللهم سلّمْ " والحبيب المصطفى يدعو الله تعالى أن يرحم أمته ، وينجيهم . مواقف لا يسعها إلا الدعاء ، والخوف والرجاء ، وهنا تأتي المرءَ صلاتُه على سيد المخلوقات وشفيعنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فتحمله برفق وتوقفه على الصراط بثبات ، وتنقذه من السقوط في الهاوية ، ألم يقل الله تعالى – وقوله الحق – " إن الله وملائكته يصلون على النبي ؛ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " أليس الحبيب محمد شفيعنا ، وهادينا إلى النور ، وإلى طريق مستقيم ؟ ألم يتحمل صلى الله عليه وسلم ما تحمّل ليوصل إلينا ضياء الإيمان ، وكان حريصاً علينا يريد لنا الهداية ، وكان بنا أرحم من آبائنا ؟ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتّم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " أن من يصلي على رسول الله يفلح في الدنيا والآخرة ، فقد روى أبو طلحة رضي الله عنه قال " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، والسرور يُرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله ؛ إنا لنرى السرور في وجهك . فقال : إنه أتاني الملك فقال : يا محمد ؛ أما يُرضيك أن ربك عز وجل يقول : : إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً؟ قال : بلى . وقال صلى الله عليه وسلم من حديث أنس الذي أخرجه الديلمي مرفوعاً " ومن أكثر الصلاة عليّ كان في ظل العرش " اللهم إنا نحب نبيك العظيم فشفعه فينا يا رب .. اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم .

16- " ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا
إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة " لا إله إلا الله أحيا بها عمري …
لا إله إلا الله يحلو بها دهري
لا إله إلا الله نور حوى قبري
لا إله إلا الله أجلو بها همّي
لاإله إلا الله أمضي بها دربي
لا إله إلا الله ألقى بها ربي …
لا إله إلا الله : هويّة المسلم ، وشفاء قلبه ، ونور بصره .
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .

الراوي: عبدالرحمن بن سمرة – خلاصة الدرجة: أصول السنة تشهد له وهو من أحسن الأحاديث – المحدث: ابن تيمية – المصدر: المستدرك على المجموع – الصفحة أو الرقم: 1/9




التصنيفات
فقه السنة النبوية

صور نادرة لبيت النبي صلي الله عليه وسلم

صور نادرة لبيت النبي صلي الله عليه وسلم


الونشريس

السلام عليكم

صباح الخير

كيفكم انشاء الله تكونوا بخير ؟

اليوم وصلتني علي البريد صور نادرة لبيت النبي صلي الله

حبيت انكم تمتعوا عيونك وتفرحوا بهذه الصور

لنقتبس ولو القليل من ذلك الاثر النبوي العظيم .

اترككم مع الصور وكل واحد يطلق لخياله العنان

الونشريسهذه الصورة مصغره … نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي … المقاس الحقيقي 666×445 .الونشريس

الونشريس

الونشريسهذه الصورة مصغره … نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي … المقاس الحقيقي 641×436 .الونشريس

وهذه الحجرة التي كان يعيش فيها النبي صلي الله

عليه وسلم مع ام المؤمنين السيدة خديجة رضي

الله عنها وارضاها

الونشريس

الونشريس

الونشريس

الونشريس

الونشريس

اللهم شفعه فينا واجعلنا من رفقائه يوم العرض العظيم

سلامي واحترامي لكم جميعا




رد: صور نادرة لبيت النبي صلي الله عليه وسلم

الونشريس




رد: صور نادرة لبيت النبي صلي الله عليه وسلم

شكرا جزيلااااا كنزة




التصنيفات
فقه السنة النبوية

سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم


الونشريس

في هذه السلسلة سنتحدث بصورة مبسطة و موجزة عن سيرة أولاد رسول الله، خاتم انبياء و المسلين محمد صلى الله عليه و سلم حتى تزداد معرفتنا ببيت النبوة،

فالمعرفة مفتاح الحب و طريق الرشد.
نتحدث عن سبعة أولاد … بنين و بنات… أربع إناث و ثلاثة ذكور، كلهم ولدوا في مكة المكرمة.. إلا واحدا منهم ولد بالمدينة المنورة.
كلهم فارقوا الحياة قبل أن يفارقهم والدهم.. إلا واحدة، عاشت بعد رحيله ستة أشهر فقط.
نتحدث عن أولاد محمد بن عبد الله، رسول الله و مصطفاه، زينب ، رقية، أم كلثوم، فاطمة، القاسم، عبد الله و إبراهيم.

زينـب

زينب.. أول مولود يولد لرسول الله صلى الله عليه و سلم.. أول ثمرة لزواج والديها السعيد.. زواج محمد بن عبد الله بخديجة بنت خويلد، سيدة نساء قريش.
ولدت في مكة، قبل أن يبعث محمد رسولا بعشر سنوات، و كانت سنه يومها ثلاثين سنة. و كعادة أشراف قريش في إحضار مرضعات لأولادهم فقد كانت لها مرضعات غير أمها.
حين أنهت فترة الرضاعة عادت إلى بيت أبيها، لتلقى كل رعاية و عناية و حب، حتى نمى عودها و ترعرع، فتعهدتها أمها بالتدريب على أعمال البيت و مساعدتها بعد ذلك في رعاية أخواتها الصغار.. و لذلك لم تعرف لهو الطفولة و مرحها.
كانت عيون القرشيين تتجه نحوها، ترقب نموها، كل منهم يأمل في أن يفوز بها زوجة لأحد أبنائه، و هي لم تتجاوز عامها العاشر بعد.
و تزوجها أبو العاص بن الربيع.. ابن خالتها.. شاب مجتهد، مكافح و طموح، رجل أكسبته التجارة خبرة و نضجا.. رجل يثق بنفسه، يعتز بكرامته و يحفظ للبيوت حرمتها و قداستها.
عاشت مع زوجها كأسعد زوجين، و وجدت في أبي العاص كل خلق جميل و طبع حميد و عشرة كريمة… و أثمر زواجهما طفلا و طفلة .. عليا و أمامة.
كان زوجها كثير السفر في تجارته، و كانت في فترة غيابه تمكث في بيت أبيها حتى عودته.
و ذات يوم لا تنساه.. استقبلتها أمها بخبر وحي الله الذي نزل على والدها في غار حراء.. يومها.. رغم السعادة التي غمرتها، و الفرحة بنبوة والدها إلا أنها كانت تخشى عداء قريش له و لدينه الجديد. هكذا فهمت من كلام ورقة بن نوفل الذي قاله لوالدتها.
و ما كاد زوجها يعود من سفره، حتى استقبلته بالخبر السعيد.. و كلها أمل و ثقة في أنه سيسعد به، و يصدق قولها.. لكنه صمت و لم يتكلم.
و مرت الأيام.. زوجها على دينه و هي على الإسلام، لم يفترقا لأن الإسلام لم يكن بعد قد أمر بالتفريق بين المسلمة و غير المسلم.
لكن القلق و الخوف بدأ يخيم على نفس زينب و بيتها، و بدأت قريش حربها لوالدها و لدعوته و أتباعه، و رمت بكل ثقلها في اضطهاد المسلمين و تعذيبهم.
و تحمل محمد –رسول الله- و أصحابه كل هذا الظلم و الجبروت من كفار مكة، و كان إيمانهم بالله و يقينهم من نصره، خير معين. إلى أن جاء عام الحزن.. مات عم الرسول و سنده، و ماتت خديجة خير رفيق ونصير.. و خلفا في قلب محمد حزنا عميقا على فراقهما.
و بعد رحيلهما بثلاث سنوات، هاجر الرسول إلى المدينة المنورة، و من بعده أخواتها، و اصبحت زينب وحيدة مع زوجها و اولادها في مكة، تعيش على ذكريات عزيزة حبيبة، كلما مرت ببيت الأسرة الغائبة، و أذنها على أخبار المدينة المنورة، و عينها على زوجها و أولادها.
و بدأت الحروب بين المسلمين و الكفار، و وقع زوجها أسيرا عند المسلمين، و لما علمت أن كفار قريش أرسلوا غلى المدينة يفتدون أسراهم، أسرعت إلى أعز شيئ عندها.. قلادة كانت أمها خديجة قد أهدتها لها يوم زفافها.
و وصلت القلادة إلى الرسول.. فنظر إليها ثم نظر إلى الصحابة، و قد عرفوا قصة هذه القلادة، وقال لهم: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها، فافعلوا…."
و إكبارا من الصحابة لرسولهم، و وفاء لذكرى أم المؤمنين خديجة، وافقوا على ما قال رسول الله.. و ردت القلادة و أطلق سراح الأسير.
لكن… قبل أن يغادر الأسير أبو العاص عائدا إلى مكة، أسر إليه الرسول أمرا، فهز رأسه بالموافقة.
أتعلمون ماذا أسر إليه؟ لقد طلب منه حين يعود إلى مكة أن يرسل إليه زينب، فالإسلام قد فرق بينهما، و لم يعد جائزا لمسلمة أن تبقى زوجة لغير مسلم.
عاد إلى مكة و وجهه يعلوه الحزن و الكآبة، و اقترب من زينب قائلا: إنه الوداع يا زينب.. لقد طلب مني والدك أن أردك إليه لأن الإسلام فرق بيني و بينك. و قد أعطيته وعدا بالوفاء بما طلب.
و كان الفراق… خرجت من مكة متجهة إلى المدينة.. خرجت في وضح النهار تركب بعيرها الذي يقوده أخو زوجها، فجب جنون قريش، و اعتبروا ذلك تحديا لكبريائهم فلحقوا بها و أرادوا منعها و تسبب ذلك في فقدانها لجنينها، و كان لهم ما أرادوه فعادت إلى مكة حتى تسترد عافيتها. و ما هي إلا أيام حتى شدت الرحال، و في هذه المرة لم يعترض طريقها أحد، و خلفت في مكة زوجها و ذكرياتها.
عاشت زينب في المدينة و كلها أمل في أن يهدي الله زوجها إلى الإسلام، حتى يعودا كما كانا..نعم الزوجان..
و جاءها أبو العاص مستجيرا بعد أن حاول المسلمون أن يستردوا بعضا مما نهبت قريش من أموالهم و متاعهم، و كان هو يقود القافلة العائدة من الشام.. أجارته زينب و سألته الدخول في الإسلام.. فأخبرها أنه كره أن يبدأ الإسلام بخيانة الأمانة، فكفار مكة ائتمنوه على أموالهم…
سافر أو العاص بن الربيع إلى مكة و رد إلى قريش أموالها، ثم وقف في الناس مناديا: يا أيها الناس، إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
و عاد أبو العاص إلى المدينة و أرجع زوجته إليه، و عادت الحياة بينهما من جديد – في ظل الإسلام- أجمل و أسعد مما كانت.
أتعلمون متى كانت هذه العودة؟ كانت مع ظهور هلال شهر المحرم من السنة السابعة للهجرة.
و مضى عام واحد على عودة زوجها المسلم إلى بيت الزوجية.. و كان بعده الفراق… الفراق الذي قدر على كل عزيزين، و تلك سنة الله في خلقه.
لقد أسلمت زينب روحها لخالقها في السنة الثامنة للهجرة و خلفت وراءها زوجها أبا العاص و ولديها عليا و أمامة.
و مات علي.. ثم مات زوجها بعدها بحوالي أربع سنوات. و بقيت ابنتها التي تزوجت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد وفاة خالتها فاطمة، ثم من بعد وفاته تزوجت المغيرة بن نوفل و لم تنجب أولادا.

الونشريس




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

اشكرك على هذه السلسلة جعلها الله في ميزان حسناتك




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

شكرا لمرورك الكريم




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

بارك الله فيك وجزاك خيرا




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم

شكرا لكم
أثابنا الله و إياكم و تقبل منا ومنكم صالح الأعمال




سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم — رقيــة–

رقيـــة


رقيـة.. ثاني مولود لرسول الله محمد، و أمها كما تعلمون خديجة بنت خويلد. و كانت ولادتها ككل أخواتها البنات قبل البعثة… فما كادت أختها زينب تتم رضاعتها و تعود إلى البيت، حتى ولدت بعد ذلك بقليل.

عاشت في رعاية والديها الكريمين، الذين لم يضيقا ببنت ثانية في بيئة تحب الذكور، و تئد البنات، خوفا من العار أو ربما رحمة بهن من قسوة الحياة التي تنتظرهن.. و في ذات الوقت، كان بعضهم يكن بأحد بناته و يكرم بمدحهن، أو ينسب إلى أمه. تناقض غريب كانت تعيشه عرب الجاهلية، شأن كثير من أمور حياتهم الخاصة و العامة.

عاشت رقية و أختها أم كلثوم التي جاءت بعدها طفولة مرحة سعيدة، في أحضان أب حنون و أم ترعاهما خير رعاية، حتى تفتح صباهما و اكتمل نموهما سريعا.
كانت هي و أم كلثوم متلازمتين في الفراش و في الطباع و اللعب، بينما أختهما زينب تتحمل مع أمها أمور البيت و تشاركهما في فراغها عبث الطفولة.

و مرت الأيام، و ذات يوم جاء عم الرسول أبو طالب في جماعة من قومه يخطب رقية و أم كلثوم لابني عم الرسول عبد العزى (أبو لهب). واستجاب رسول الله لرغبة عمه وطلب مهلة لعرض الأمر على أهله و بناته. و الحقيقة أن خبر هذا الزواج لم يكن خبرا سعيدا لا على رقية و لا على أم كلثوم… حتى أمهما خديجة، لم تبد عليها الفرحة و السعادة كما كان حاله يوم خطبت زينب.
رقية لم تكن تعرف الزوج المقترح. فقط تعرف أنه شاب من شباب بني هاشم و والده عم أبيها و من أثرياء قريش، و أمه أم جميل معروفة بطبعها القاسي و شراستها و حدة لسانها. لكن شيئا واحدا كان يخفف على رقية حيرتها و قلقها و هو أن أختها أم كلثوم ستكون رفيقتها في بيت الزوجية.
و كان عتبة بن أبي لهب من نصيب رقية، و كان عتيبة أخوه من نصيب أم كلثوم.

و ذات يوم مشرق في سماء مكة… بل في سماء الدنيا كلها بعث محمد بن عبد الله رسولا إلى الناس كافة.. و تحرك الكفر و العناد في قريش و تصدت لدعوة الإسلام… و من بين الأسلحة التي استخدموها ضد محمد و دعوته، سلاح ظنوه باترا.. لكن سرعان ما ارتد على نحورهم.
لقد عقدوا أن يشغلوا محمدا بهموم بيته و بناته.. و قال أبو لهب لابنيه عتبة و عتيبة: (رأسي من رأسيكما حرام، إن لم تطلقا بنتي محمد)، و قالت أمهما و أقسمت ألا يجمعها و بنتي محمد بيت واحد.
و استجاب الولدان، و كان خلاص رقية و أم كلثوم من ابني حمالة الحطب. و تفرغتا لمشاركة والدهما و أمهما و توفير الجو الأسري الذي يساعدهما على أداء الرسالة.

لم يطل برقية المقام في بيت أبيها، حتى تقدم عثمان بن عفان يطلب الزواج منها. فبارك رسول الله زواجهما. و هكذا أبدلها الله خيرا.. فعثمان من السابقين إلى الإسلام، رجل ثري، بهي الطلعة، ذو خلق كريم و نسب عريق.
و عاشت رقية مع عثمان في أمن وسعادة. لكن قريشا زادت في محاربتها للرسول و دعوتها، و اضطهاد المسلمين و تعذيبهم. فأذن رسول الله بالهجرة إلى الحبشة.
و شدت رقية الرحال مع زوجها مهاجرين إلى الحبشة، مبتعدة عن أخواتها و مرتع صباها و ذكرياتها.
عاش المهاجرون في الحبشة يتلمسون أخبار الأحبة في مكة، و يجترون الذكريات، و يمنون النفس بعودة قريبة إلى وطنهم.

و مرت الأيام.. و كان لرقية في حب زوجها و رعايته خير سلوى و عزاء، إلى أن وصلت أخبار بأن قريشا هادنت محمدا، و دخل في الإسلام بعض ساداتها و كبرائها، فأسرعت رقية و عثمان بالعودة إلى مكة مع من عادوا.
و ما إن وصلت حتى أسرعت إلى بيت أبيها، و هناك ارتمت في أحضان أختيها أم كلثوم و فاطمة… لكن فجأة نظرت في عيون أختيها دمعة فانقبض قلبها و سألت في لهفة: أين أبي؟ أين أمي؟ فقالتا: أبوك بخير، لقد خرج للقاء العائدين من الحبشة، لكنهما لم يذكرا أمها… فقالت رقية: أين أمي؟… أمي رحلت؟.. ماتت دون أن أراها، أو أكون بجوارها… و أخيرا كفكفت رقية دمعها، و احتسبتها عند ربها ***64831; كل نفس ذائقة الموت…***64830;

و مرة أخرى ودعت مكة، و خرجت مع زوجها مهاجرين إلى المدينة المنورة… و لذلك سميت ذات الهجرتين… و هناك استقر بها المقام و شغلت بطفلها الوحيد الذي سمته عبد الله.
ذات يوم كان طفلها مريضا فنقر عينه ديك و تسمم جرحه، و سرعان ما لقي ربه. و هكذا تكالبت على رقية الأحزان و أضعفت من صحتها، و رقدت في فراشها رهينة المرض.

كان زوجها يسهر على راحتها و تمريضها، حتى أنه تخلف بأمر من رسول الله عن الخروج معهم إلى غزوة بدر.
و أخيرا… اختلط صوت بشير النصر القادم من بدر بصوت النعي الذي يحمل خبر وفاة رقية… بنت محمد و زوجة عثمان.. أول بنت تموت من بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم.

أتعلمون متى كانت وفاتها؟ كانت في السنة الثانية للهجرة و لم تخلف وراءها ولدا و لا بنتا.




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم — رقيــة–

بارك الله فيك وجزاك خيراً ..




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم — رقيــة–

اشاء الله عليك تحفة بمواضيعك المميزة




رد: سلسلة أولاد النبي صلى الله عليه و سلم — رقيــة–

شكرا لمروركم




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلي على النبي صلى الله عليه وسلم


الونشريس

يا اخوتي المسلمين صلو على النبي صلى الله عليه وسلم


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

عليه الصلاة والسلام
صلى الله عليه وسلم


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وسلم


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وسلم


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه و سلم

بارك الله تعالى فيك و جازاك الله خيرا ….. مشكور على هذا الطرح


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك,على النبي المختار أفضل الصلوات و السلام.


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه و سلم ألف صلاة و تسليما مباركا زكيا طاهرا طيبا اللهم صل و سلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369  


رد: صلي على النبي صلى الله عليه وسلم

عليه أفضل الصلاة و السلام


الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر    الاســـم:	images (56).jpg‏  المشاهدات:	4  الحجـــم:	6.7 كيلوبايت  الرقم:	11369