التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا

اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

وصف الصراط والجنة والنار
اقسم بالله العظيم بأنك سترد الصراط
ولكن كيف ستعبره واين ستكون إقامتك الدائمة جنة ام نار

الصـــــراط

الصراط هو الجسر الممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة "وإن منكم إلا واردها" مريم/71.
صفته
ـ سئل النبي عليه السلام عنه فقال: "مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقباء تكون بنجد يقال لها السعدان" رواه البخاري
ـ وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد قال بلغني أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف.
ـ ويمر عليه المؤمنون والمنافقون فقط بعد ما يلقى الكفار بالنار.

يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب

الجنة

بناؤها
لبنة من فضة ولبنة من ذهب وبلاطها المسك وحصاؤها اللؤلؤ والياقون وتربتها الزعفران ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بنى له بيت في الجنة.

أبوابها
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاث أيام ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.

درجاتها
فيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة ومن فوقها عرش الرحمن.

أنهارها
فيها نهر من عسل مصفى، ونهر من لبن، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنبي محمد عليه السلام أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ـ أي الجمال ـ.

أشجارها
إن فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة.

خيامها
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلاً في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.

أهل الجنة
أهل الجنة جرد مرد مكحلين لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومباخرهم من البخور.

نساء أهل الجنة
لو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحاً ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.

أول من يدخل الجنة
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وأول ثلاثة يدخلون: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد احسن عبادة الله ونصح مواليه.

نعيم آخر أهل الجنة
يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.

سادة أهل الجنة
سيدا الكهول أبو بكر وعمر، وسيدا الشباب الحسن والحسين، وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

خدم أهل الجنة
ولدان مخلدون لا تزيد أعمارهم عن تلك السن إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.

النظر إلى وجه الله تعالى
من أعظم النعيم لأهل الجنة رؤية الرب عز وجل
{وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة} (سورة القيامة/22،23)

النـار

يدخل الكافرون النار وأما المؤمنون وفيهم المنافقون فيتوجهون إلى الصراط

أبوابها
لها سبعة أبواب وإن نارنا في الدنيا جزء من سبعين جزءا من حر جهنم…

صفات أهل النار
ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع، وضرسه مثل جبل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث.

شرابهم وطعامهم
الماء الحار شرابهم، يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه ويمرق من قدميه ثم يعاد كما كان، ولو أن قطرة من الزقوم قطرات في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، وطعامهم الغسلين، وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد وهو ما يسيل من لحم الكافر.

أهون المعذبين
أهون أهل النار عذاباً من توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.

قعرها
لو أن حجراً ألقى في جهنم يهوى بها سبعين سنة لا يصل إلى قعرها.

وقود النار
الناس وهم الكفرة والمشركين والحجارة هم وقود النار وقال ابن مسعود هي حجارة من كبريت.

شدة حرها
فهواؤها السموم وهو الريح الحارة، وظلها اليحموم وهو قطع الدخان، وماؤها الحميم، وأنها تأكل كل شيء لا تبقى ولا تذر، تحرق الجلود وتصل إلى العظام وتطلع على الأفئدة.

كلامها
إذا رأوها من بعيد يسمعون لها تغيظاً وزفيراً وتنادي ثلاثة أصناف: الجبار العنيد، وكل من دعا مع الله إلهاً آخر، والمصورين.

كثرة أهلها
من يدخل النار أكثر ممن يدخل الجنة
{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} (سورة يوسف/103)

لباسها
تفصل لهم ملابس من النار.

أنواع العذاب
إنضاج الجلود، والصهر وهو صب الحميم على رؤوسهم، واللفح فيكبون على وجوههم، والسحب سحب الكفار على وجوههم وتسويد الوجوه، وإحاطة النار بهم، واطلاعهم على الأفئدة، واندلاق الأمعاء فيها، ويقيدون بالسلاسل والأغلال والمطارق وقرن معبوداتهم وشياطينهم معهم.

ربنا أجعلنا من اهل الجنة (جنة الفردوس)و أقينا شر عذاب النار آمين.

يوم.القيامة

يوم القيامة هو يوم الأهوال والمخاوف، فما إن ينجو الناس من هول من أهوال ذلك اليوم، حتى يدركهم هول آخر، فتمتلئ القلوب خوفا وفزعاً .

ومن أشد أهوال ذلك اليوم وأشدها خطراً، المرور على الصراط، وهو جسر مضروب على متن جهنم.

حيث يأمر الله سبحانه في ذلك اليوم أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار. وتبقى هذه الأمة وفيها المنافقون، فيُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم، على حافتيه خطاطيف وكلاليب، فيأمرهم سبحانه أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف، وتعظم البلوى، ويكون دعوى الرسل يومئذ اللهم سلِّم سلِّم، ويكون أول من يجتاز الصراط النبي – صلى الله عليه وسلم – بأمته، فعن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ؛ اللهم: سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان ؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم المؤمن يبقى بعمله، أو الموبق بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل أو المجازى … ) رواه البخاري .

أقسام المارين على الصراط

يتفاوت المارون على الصراط تفاوتا عظيما، كل حسب عمله، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم كالطير، ومنهم يشد كشد الرجال .

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق ؟ قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب – جمع كَلُّوب حديدة معطوفة الرأس –معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار ) رواه مسلم والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.

وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك – شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم ) رواه مسلم

وفي حديث ابن مسعود، قال: قال – صلى الله عليه وسلم – : ( فيمرون على الصراط، والصراط كحد السيف، دحض مزلة، قال: فيقال: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الرحل، ويرمل رملا فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه، يجر يدا ويعلق يدا، ويجر رجلا ويعلق رجلا، فتصيب جوانبه النار ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .

وهذه الأحاديث وغيرها تبين أن معنى الورود في قوله تعالى: { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا }(مريم:71) هو الجواز على الصراط . وقد ذهب إلى تفسير الورود بالمرور على الصراط ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسدي وغيرهم .

فالثبات يوم القيامة على الصراط بالثبات في هذه الدار، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم . وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط .

مشاهد من يوم الحساب

من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الحياة الدنيا دار اجتهاد وعمل ، وجعل الآخرة دار حساب وجزاء ، يحاسب فيها الناس ، فيجزى المحسن على إحسانه ، والمسيء على إساءته ، قال تعالى :{ ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب }( إبراهيم:51)، ففي ذلك اليوم يقف العباد بين يدي ربهم خاضعين أذلاء ، يكلمهم ربهم شفاها من غير ترجمان ، فيسألهم عن الصغير والكبير ، والنقير والقطمير ، مع ما هم عليه من العنت والمشقة ، ومعاينة أهوال ذلك اليوم العظيم ، فياله من موقف ، وياله من مقام تخشع فيه القلوب ، وتنكس فيه الرؤوس ، نسأل الله الثبات حتى الممات .

ويبدأ الحساب بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الخلق يطول بهم المقام في الموقف ، وينالهم منه تعب وشدة ، فيذهبون إلى الأنبياء ليشفعوا لهم عند ربهم ليقضي بين العباد ، ويبدأ الحساب ، فيأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى وكلهم يأبى عليهم ، ويذكر لنفسه ذنباً – إلا عيسى عليه السلام – ويحيل على غيره من الأنبياء ، حتى يحيل عيسى عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيأتي الناس النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها ، فيشفع صلى الله عليه وسلم إلى ربه ليبدأ الحساب ، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه .

وتختلف محاسبة الله لعباده تبعاً لأعمالهم في الدنيا ، فقسم لا يحاسبهم الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته وإنما تعد أعمالهم وتحصى عليهم ، ثم يُدْخلون النار، وهؤلاء هم الكفار ، قال تعالى :{ إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا، إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا }( النساء:168- 169) . وقال أيضا :{ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام } (الرحمن:41) .

وقسم يدخلهم الله الجنة بغير حساب ، وهم المؤمنون الموحدون الذين تميزوا عن سائر الأمة بحسن التوكل على الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب . هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) متفق عليه . ومعنى لا يسترقون أي : أنه لا يطلبون الرقية من أحد توكلا على الله سبحانه ، وإن كانوا يرقون أنفسهم أو يرقون غيرهم ، ومعنى لا يتطيرون أي : لا يتشاءمون ، ومعنى لا يكتوون : لا يتداوون بالكي لتوكلهم على الله

وقسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضاً ويقررهم بها ثم يدخلهم الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يدنوا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه – ستره – فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، رب أعرف مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته ) رواه البخاري و مسلم .

وقسم لم يتحدد مصيرهم بعد وهم أصحاب الأعراف ، وهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، فهؤلاء يوقفون على مرتفع بين الجنة والنار ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمة منه سبحانه ، قال تعالى : { وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون }( الأعراف:46) .

وقسم غلبت سيئاتهم حسناتهم فاستحقوا العقاب وهم عصاة المؤمنين ، وهؤلاء تحت مشيئة الله سبحانه ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء عذبهم ، ثم يخرج من عُذِّب منهم بالنار بشفاعة الشافعين أو بكرم أرحم الراحمين جلا وعلا ، قال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }( النساء:48 ).

هذا عن حساب المكلفين من الإنس والجن ، أما البهائم فإنها تحاسب ويقتص لبعضها من بعض كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) رواه مسلم . والشاة الجلحاء هي التي لا قرون لها ، والقرناء هي ذات القرون .

وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ، وأول ما يحاسب عليه من حقوق العباد الدماء ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ) رواه النسائي وصححه الألباني . والحقوق المتعلقة بالخلق من أشدِّ ما يحاسب عليه العبد بعد الشرك بالله ، وذلك أن العفو عنها مرتبط بالمظلومين أنفسهم ، والناس في ذلك اليوم أحرص ما يكونُ على الحسنات ، لذلك أمر صلى الله عليه وسلم بالتحلل من المظالم في الدنيا قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم . إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) رواه البخاري .

ومن كمال عدل الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم أنه يحاسب العبد فيقرره بذنوبه ، فإن لم يقر أشهد عليه أعضاءه ، فتشهد عليه بما عمل ، قال تعالى : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }( النور: 24) ، وتشهد عليه الملائكة الكرام الكاتبون كما ثبت ذلك في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن كمال عدله سبحانه أيضاً أنه يقيم للحساب ميزاناً يزن به أعمال الخلق ، حتى يعلم العبد نتيجة حسابه معاينة ، فإن الله لا يظلم الناس شيئا ، قال تعالى : { والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون } ( الأعراف:8 – 9 ) .

فإذا علم المسلم ما يكون في ذلك اليوم من الحساب والعقاب ، وكيفية القصاص في المظالم والسيئات ، كان حريَّاً به أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، كما قال عمر رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر " .

دلت الأحاديث السابقة على أن الصراط دحضٌ مزلةٌ، أي: موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر، على حافتيه خطاطيف وكلاليب وحَسَك أي – شوك صلب من حديد – وهو أدق من الشعر، وأحد من السيف، كما روى ذلك مسلم عن أبي سعيد – رضي الله عنه – موقوفاً قال: ( بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف ).

الصراط الثاني وهو القنطرة بين الجنة والنار

إذا خلص المؤمنون من الصراط حبسوا على قنطرة – جسر آخر – بين الجنة والنار يتقاصون مظالم كانت بينهم ، وهؤلاء لا يرجع أحدٌ منهم إلى النار ، لعلم الله أن المقاصة بينهم لا تستنفذ حسناتهم ، بل تبقى لهم من الحسنات ما يدخلهم الله به الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيُقَصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمدٍ بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) فهذا الصراط خاص بتنقية المؤمنين من الذنوب المتعلقة بالعباد حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غلٌ ولا حسدٌ لأحدٍ، كما وصف الله أهل الجنة فقال: { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين } ( الحجر: 47

هذا هو الصراط، وهذه هي أحوال الناس عند المرور عليه، فتفكر – أخي الكريم – فيما يحل بك من الفزع بفؤادك، إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كُلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلا عن حدة الصراط، فكيف بك إذا وَضَعْتَ عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق بين يديك يزلّون، ويعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، و مجاز ما أضيقه .

في عذاب القبر ونعيمه

الأدلة النقلية

1- القران الكريم
"الأَنْفَال"
آية رقم : 50
في قوله ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم . وذوقوا عذاب الحريق , ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )

"التَّوْبَة"
آية رقم : 101
وفى قوله ( سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم )
تفسير القرطبي
قوله تعالى: ""سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم"" قال ابن عباس: بالأمراض في الدنيا وعذاب الآخرة. فمرض المؤمن كفارة، ومرض الكافر عقوبة. وقيل العذاب الأول الفضيحة باطلاع النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، على ما يأتي بيانه في المنافقين. والعذاب الثاني عذاب القبر. الحسن وقتادة: عذاب الدنيا وعذاب القبر. ابن زيد: الأول بالمصائب في أموالهم وأولادهم، والثاني عذاب القبر. مجاهد: الجوع والقتل. الفراء: القتل وعذاب القبر. وقيل: السباء والقتل وقيل: الأول أخذ الزكاة من أموالهم وإجراء الحدود عليهم، والثاني عذاب القبر

"سورة: غَافِر"
"آية: 46"
وفى قوله ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )

" تفسير القرطبي"
" قوله تعالى : "" النار يعرضون عليها"" قال الجمهور على أن هذا العرض في البرزخ .واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله : "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا "" ما دامت الدنيا . كذلك قال مجاهد و عكرمة و مقاتل و محمد بن كعب كلهم قال : هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا ، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة : "" ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ""
وفي الحديث عن ابن مسعود : أن أرواح آل فرعون ومن كالن مثلهم من الكفار تعرض على النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم . وعنه أيضاً : إن أرواحهم في أجواف طير سود تغدوا على جهنم وتروح كل يوم مرتين فذلك عرضها
وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي ثم تلا "" النار يعرضون عليها غدوا وعشيا"" وإن المؤمن إذا مات عرضت روحه على الجنة بالغداة والعشي "" وخرج البخاري و مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "" إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل لجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة "" . قال الفراء : في الغداة والعشي بمقادير ذلك في الدنيا . هوه قول مجاهد . قال: ( غدوا وعشياً ) قال : من أيام الدنيا . ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى :"" أدخلوا آل فرعون أشد العذاب "" ، أي يأمر الله الملائكة أن يدخلوهم ، ودليله "" النار يعرضون عليها ""

"سورة: إِبْرَاهِيم"
"آية: 27"
وفى قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )

" تفسير القرطبي"

" قوله تعالى: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت "" قال ابن عباس: هو لا إله إلا الله.

وروى النسائي عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "" نزلت في عذاب القبر، يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله وديني دين محمد، فذلك قوله: "" يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "".

قلت: وقد جاء هكذا موقوفاً في بعض طرق مسلم عن البراء أنه قوله، والصحيح فيه الرفع كما في صحيح مسلم وكتاب النسائي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم، عن البراء عن النبي صلى الله، وذكر البخاري ، حدثنا جعفر بن عمر، قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيده عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" إذا أقعد المؤمن في قبره أتاه آت ثم يشهد أن لا إله إلا الله وأم محمداً رسول الله فذلك قوله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )

وقيل: يثبتهم في الدارين جزاء لهم على القول الثابت. وقال القفال وجماعة: "" في الحياة الدنيا "" أي في القبر، لأن الموتى في الدنيا إلى أن يبعثوا، ( وفي الآخرة) أي عند الحساب، وحكاه الماوردي عن البراء قال: المراد بالحياة الدنيا المسالله في القبر، وبالآخرة المسالله في القيامة: "" ويضل الله الظالمين "" أي عن حجتهم في قبورهم كما ضلوا في الدنيا بكفرهم فلا يلقنهم كلمة الحق، فإذا سئلوا في قبورهم قالوا: لا ندري، فيقول: لا دريت ولا تليت، وعند ذلك يضرب بالمقامع على ما ثبت في الأخبار،. وقيل: يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا. "" ويفعل الله ما يشاء "" من عذاب قوم وإضلال قوم

2 – إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله : أن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم آتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ماذا كنت تقول في هذا الرجل – محمد صلى الله عليه وسلم – فأما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا , واما المنافق أو الكافر فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدرى كنت أقول ما يقول الناس , فيقال له : لا دريت ولا تليت ( أي اتبعت ) ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين ( الأنس والجن )

وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشى أن كان من أهل النار فمن أهل النار , فيقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة )البخاري
وفى قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه ( اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال )
وفى قوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال ( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى , إما أحدهما فكان يسعى بالنميمة واما الآخر فكان لا يستتر من بوله )البخاري

الأدلة العقلية

1- إيمان العبد بالله وملائكته واليوم الآخر يستلزم إيمانه بعذاب القبر ونعيمه وبكل ما يجرى فيه , إذ الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الإيمان بالبعض الآخر .

2- ليس عذاب القبر أو نعيمه أو ما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل بل العقل السليم يقره ويشهد له.

3- أن النائم قد يرى من الرؤيا ما يسر له فيتلذذ بها وينعم بتأثيرها في نفسه الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ , كما انه قد يرى الرؤيا مما يكره فيستاء لها ويغتم ,الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظه
فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجرى على الروح حقيقة وتتأثر به وغير محسوس ولا مشاهد لنا ولا ينكره أحد فكيف ينكر إذا عذاب القبر أو نعيمه وهو نظيره تماما.

في الشفاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

"سورة: الزُّخْرُف"
"آية: 86"
"وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

"سورة: مَرْيَم"
"آية: 87"
"لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا"
"سورة: الزُّمَر"
"آية: 44"
"قُلْ لِلَّهِ الشَفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرْجَعُوَنَ"

"سورة طه"
"آية 109"
"" يؤمئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا"".

"سورة سبأ"
"آية 23"
"" لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن إذن له"" .

"سورة: البَقَرَة"
"آية: 48"
""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"" .

"سورة: البقرة"
"آية: 255"
"" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ""

" تفسير القرطبي"
"سورة: البَقَرَة"
"آية: 48"
" قوله تعالى : ""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"" .
قوله تعالى : ""ولا يقبل منها شفاعة"" الشافعة : مأخوذة من الشفع وهما الاثنان

مذهب أهل الحق أن الشفاعة حق ، وأنكرها المعتزلة وخلدوا المؤمنين من المذنبين الذين دخلوا النار في العذاب . والأخبار متظاهرة بأن من كان من العصاة المذنبين الموحدين من أمم النبيين هم الذين تنالهم شفاعة الشافعين من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين . وقد تمسك القاضي عليهم في الرد بشيئين : أحدهما : الأخبار الكثيرة التي تواترت في المعنى . والثاني : الإجماع من السلف على تلقي هذه الإخبار بالقبول ، ولم يبد من أحد منهم في عصر من الأعصار نكير ، فظهور روايتها وإطباقهم على صحتها وقبولهم لها دليل قاطع على صحة عقيدة أهل الحق وفساد دين المعتزلة .
فإن قالوا : قد وردت نصوص من الكتاب بما يوجب رد هذه الأخبار ،مثل قوله : ""ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"" . قالوا : وأصحاب الكبائر ظالمون . وقال ""من يعمل سوءا يجز به"" ، ""ولا يقبل منها شفاعة"" .
قلنا ليست هذه الآيات عامة في كل ظالم ، والعموم لا صيغة له ، فلا تعم هذه الآيات كل من يعمل سواء وكل نفس ، وإنما المراد بها الكافرون دون المؤمنين بدليل الأخبار الواردة في ذلك .
وأيضا فإن الله تعالى أثبت شفاعة لأقوام ونفاها عن أقوام ، فقال في صفة الكافرين : ""فما تنفعهم شفاعة الشافعين"" وقال : ""ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"" وقال : ""ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له"" فعلمنا بهذه الجملة أن الشفاعة إنما تنفع المؤمنين دون الكافرين . وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله تعالى : ""واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة"" النفس الكافرة لا كل نفس . ونحن وإن قلنا بعموم العذاب لكل ظالم عاص فلا نقول : إنهم مخلدون فيها بدليل الأخبار التي رويناها ، وبدليل قوله :""ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"" وقوله : ""إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"" .
فإن قالوا : فقد قاله تعالى : ""ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"" والفاسق غير مرتضى , قلنا : لم يقل لمن لا يرضى ،وإنما قال : ""لمن ارتضى"" ومن ارتضاء الله للشفاعة هم الموحدون ، بدليل قوله : ""لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"" .
و"" قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما عهد الله مع خلقه ؟ قال : أن يؤمنوا ولا يشركوا به شيئا"" . وقال المفسرون : إلا من قال لا إله إلا الله .
فإن قالوا : المرتضى هو التائب الذي اتخذ عند الله عهداً بالإنابة إليه ، بدليل أن الملائكة استغفروا لهم ، وقال : ""فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك"" . وكذلك شفاعة الأنبياء عليهم السلام وإنما هي لأهل التوبة دون أهل الكبائر . قلنا : عندكم يجب على الله تعالى قبول التوبة ، فإذا قبل الله توبة المذنب فلا يحتاج إلى الشفاعة ولا إلى الاستغفار . وأجمع أهل التفسير على أن المراد بقوله : ""فاغفر للذين تابوا"" أي من الشرك ""واتبعوا سبيلك"" أي سبيل المؤمنين . سألوا الله تعالى أن يغفر لهم ما دون الشرك من ذنوبهم ، كما قال تعالى : ""يغفر ما دون ذلك لمن يشاء"" .

فإن قالوا : جميع الأمة يرغبون في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو كانت لأهل الكبائر خاصة بطل سؤالهم .
قلنا : إنما يطلب كل مسلم شفاعة الرسول ويرغب إلى الله في أن تناله ، لاعتقاده أنه غير سالم من الذنوب ولا قائم لله سبحانه بكل ما افترض عليه ، بل كل واحد معترف على نفسه بالنقص فهو لذلك يخاف العقاب ويرجو النجاة
، وقال صلى الله عليه وسلم :
""لا ينجو أحد إلا برحمة الله تعالى ـ فقيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ ـ فقال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"" .
قوله تعالى : ""ولا يؤخذ منها عدل"" أي فداء
قوله تعالى : ""ولا هم ينصرون"" أي يعانون . والنصر : العون . والأنصار : الأعوان ،

" تفسير القرطبي"
"سورة: مَرْيَم"
"آية: 87"
" قوله تعالى: "" لا يملكون الشفاعة "" أي هؤلاء الكفار لا يملكون الشفاعة لأحد "" إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا "" وهم المسلمون فيملكون الشفاعة، فهو استثناء الشيء من غير جنسه، أي لكن "" من اتخذ عند الرحمن عهدا "" يشفع أنهم لا يملكون الشفاعة إلا المؤمنون، فإنهم يملكونها بأن يشفع فيهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"" لا أزال أشفع حتى أقول يا رب شفعني فيمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فيقول: يا محمد إنها ليست لك ولكنها لي "" خرجه مسلم .
وتظاهرت الأخبار بأن أهل الفضل والعلم والصلاح يشفعون فيشفعون، وعلى القول الأول يكون الكلام متصلاً بقوله: "" واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا "" فلا تقبل غداً شفاعة عبدة الأصنام لأحد، ولا شفاعة الأصنام لأحد، ولا يملكون شفاعة أحد لهم، أي لا تنفعهم شفاعة، كما قال: "" فما تنفعهم شفاعة الشافعين "" [المدثر: 48]. وقيل: أي نحشر المتقين والمجرمين ولا يملك أحد شفاعة "" إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا "" أي إذا أذن له الله في الشفاعة. كما قال: "" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "" [البقرة: 255]. وهذا العهد هو الذي قال "" أم اتخذ عند الرحمن عهدا "" وهو لفظ جامع للإيمان وجميع الصالحات التي يصل بها صاحبها إلى حيز من يشفع. وقال ابن عباس: العهد لا إله إلا الله. وقال مقاتل وابن عباس أيضاً: لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله، وتبرأ من الحول والقوة [إلا] لله، ولا يرجوا إلا الله تعالى.
"" وقال ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:
أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قيل: يا رسول الله وما ذاك؟ قال: يقول عند كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك إن تكلني إلى نفسي تباعدني من الخير وتقربني من الشر وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فإذا قال ذلك طبع الله عليها طابعاً ووضعها تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الله عهد فيقوم فيدخل الجنة "".

الوســيلة
هي أعلى درجة في الجنة ، و هي درجة النبي صلى الله عليه و سلم ، و هي أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن ، يقول صلى الله عليه و سلم " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، فإنه من صلى عليّ صلى الله عليه عشراً ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، و أرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة " رواه مسلم.

يقول ابن القيم (يرحمه الله) : " و لما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظـم الخلق عبودية لربه ، و أعلمهم به ، و أشدهم له خشية ، و أعظمهم له محبة ، كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله ، و هي أعلى درجة في الجنة ، و أمر النبي صلى الله عليه و سلم أمته أن يسألوها له ، لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله و زيادة الإيمان

أخى المسلم.. اختى المسلمة : ما الصراط المستقيم الذى أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره ……
هو دين الإسلام الذى أرسل به رسله, وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو إلا من سلكه, ومن سلك غيره تشعب عليه الطرق وتفرقت به السبل .(قال تعالى: ]: ( وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (الأنعام/[/153)

وقال صلى الله عليه وسلم: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتى الصراط سوران فيهما أبواب مفتحه وعلى الأبواب ستور مرخاة, وعلى باب الصراط داع يقول: ياأيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه, فالصراط: الإسلام, والسوران على حدود الله, والأبواب المفتحه, محارم الله, وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله, والداعي من فوق الصراط: واعظ الله فى قلب كل مسلم"

أخى المسلم وأختى المسلمه أدعوا لى ولكم ان نكون من الذين يتبعون الصراط المستقيم




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

اللهم آآآمين يا رب العالمين
شكرااااااا لك أختي سارة على الموضوع المميز
جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء
بوركت




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرا لكي سارة

موضوع في القمة




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرا جزيلا بارك الله فيك موضوع ممتاز واصلي ابداعك




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرااااا إخواني على المرور العطر……نورتم……اللهم أدخلنا جناتك…….




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

موضوع قيم يستحق الشكر……………بارك الله فيك




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

موضوع في القمة

شكرا اختي سارة




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرا على مرورك……نورتي……




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرااااااا لك موضوع رائع




رد: اتريدون معرفة يوم القيامة،الحساب،الجنة و النار؟؟؟؟إذن. ادخلوا….

شكرااااا جزيلا على المرور……