التصنيفات
التاريخ والجغرافيا للسنة الثالثة متوسط

الدولة الحفصية والمرينية والزيانية

الدولة الحفصية والمرينية والزيانية


الونشريس

الدولة الحفصية والمرينية والزيانية
الدولة الحفصية
تأسيس الدولة الحفصية :
ينتسب الحفصيون إلى أبي حفص عمر بن يحي الهنتاني أحد العشرة من أصحاب ابن تومرت. وكان أبو حفص معظما في الدولة المؤمنية وتولى ابنه عبد الواحد ولاية تونس سنة603هـ فكان له دور كبير في رد ثورة ابن غانية وتوفي سنة618هـ و اشتهر من أبنائه عبد الله المدعو أبو زكريا الذي ولي تونس من بعده . وفي سنة 628هـ فتح أبو زكريا قسنطينة و بجاية ثم فتح سنة 632 هـ الجزائر و الشلف و ألندلس الشرقية سنة635 وفتح تلمسان سنة640 هـ.
ولكن الحفصيون لم يحافظوا على هذا الإرث الذي ورثوه عن الدولة الموحدية بسبب ضعف قوتهم الحربية فانسلخت عنهم عدة مناطق .
الحكومة الحفصية :
الدولة الحفصية مستقلة استقلالا تاما و حكومتها بيد كبار الموحدين و عظماء الجاليات الأندلسية. وكان أبو زكريا الأول و ابنه المستنصر ملكين عظيمين أخضعا الثوار و حفظا الأمن ولكن من بعدهما غمرت الفتن حتى ضعفت الدولة وكان ملوك الحفصيين يدعون أمير المؤمنين لإرثهم الخلافة عن بني عبد الواد وسقوط بغداد أيامهم.
الولاة الحفصيون يتخذون الحجاب و الوزراء و الكتاب كالملوك.
الجيش: للدولة جيش جيش من زناتة و صنهاجة و النصارى وتستنفر في الحرب أولياءها و ورعاياها من العرب و البربر و حالها في البحر ضعيف لضعف حالتها الاقتصادية.
علاقاتهم بالممالك المجاورة:
للحفصيين علاقات حسنة مع ملوك مصر و السودان وحاولوا تحسين علاقاتهم بملوك أوروبا لكن هؤلاء لا عهد لهم .
و اقتدت الحكومة الحفصية بالدولة المؤمنية في جميع أنظمتها و ذكر الزركشي أن الحفصيين كانوا قديما لا يتركون القاضي في قضائه أكثر من عامين لوصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الجزائر الحفصية:
الجزائر الحفصية هي عمالتا قسنطينة و الجزائر إلى مابعد مليانة شمالا و ما بعد ورقلة جنوبا إلا ما تغلبت عليه زناتة من بعد.
سقو ط الدولة الحفصية:
أسباب سقوطها: امتناع بداة العرب والبربرعن الجباية- قلة اهتمام الخلفاء بالدولة-و انقطاعهم لذاتهم الشخصية- وقوع الدولة الحفصية بين دولتين قويتين هما إسبانيا غربا والعثمانيون شرقا .
سقطت الدولة الحفصية على يد العثمانيين حيث استمال بربروس والي تونس محمد بن الحسن بالهدايا واتخذ من تونس قاعدة لمهاجمة بجاية و بقية السواحل التي احتلتها إسبانيا و سر به الحفصيون فوصل يده بأبي بكر وعبد العزيز أميري قسنطينة و القلعة واستدعته كتامة لاسترجاع جيجل فملكها سنة920 هـ و اتخذها مركز حركته ثم ملك الجزائر نة922 بعث بفتحها إلى السلطان سليم العثماني فولاه بها وكان ذلك أول قدم للدولة العثمانية بالجزائر.
وهكذا تكون الدولة الحفصية قد عاشت من627هـ(1230م) إلى 981 هـ(1573م)

بنو مريــــــــن
تأسيسها:
بنو مرين قوم من البدو كانوا أعزاء على الدولة المؤمنية ودخل بهم كبيرهم عبد الحق بن محيو تل المغرب الأقصى سنة610هـ على حين ضعف الدولةو أعلن الحرب عليهاسنة613 هـوقتل سنة 614 هـ فخلفه إبنه عثمان . يعتبر يعقوب إبن عبد الحق مؤسس الدولة فهو الذي فتح مراكش سنة668هـ وتلقب بأمير المؤمنين
حدودهاو عاصمتها:
كانت مملكة بني مرين تشتمل على المغرب الأقصى و جهات من الأندلس الإسلامية و عاصمتها فاس.
علاقاتها بالممالك المجاورة :
للحكومة المرينية علاقات ودية مع دول مصر و السودان وتونس و لكن أيام السلم مع الدولة الزيانية كانت قليلة
حكومتها وجيشها :
إقتفت الحكومة أثار الدول من قبلها في النظم الإدارية والقضائية والمالية و الحربية و أيامها ظهر البارود, و إستعمله يعقوب بن عبد الحق في حصار سجلماسة سنة672هـ
سقوطها :
لما أفضى الأمر إلى عبد الحق بن أبي سعيد عثمان ولى رئاسة دولته هارون اليهودي الذي ساء أثره في المسلمين فثاروا عليه وعلى سلطانه و قتلوهما سنة689هـ(1465) وبايعوا محمد بن علي الإدريسي و لكن محمد الشيخ الوطاسي إستولى على فاس سنة876هـو أعاد إليها ملك بني مرين فلم يزل الأمر للوطاسيين إلى أن تغلب على فاس محمد الشيخ السعدي سنة961هـ (1554م) فإنقرضت دولة بني مرين و خلفتها دولة السعديين .
بنو مرين بالجزائر:
الضغائن بين مرين و عبد الواد قديمة ناشئة عن الجوار في الموطن ثم في الملك و عن المنافسة في الإستقلال برئاسة زناتة فكثرت الحروب بينهما وكان القرن الثامن قرن حروب بين الدولتين و إنتهى بضعفهما معاو ضعفت معهما دولة غرناطة إذ كانت تستمد منهم عسكريا و ماليا و أدبيا فتقوى عليها الإسبان حتى قضى عليها ثم إشتدت وطأته على سواحل المغرب أجمع.
وبذلك تكون الدولة المرينية قد دامت من 657هـ (1259م) تاريخ تأسيسها على يد يعقوب إبن عبد الحق إلى869هـ(1465 م) تاريخ سقوطها.

دولة بني زيان و حضارتها 633-962 هـ / 1235-1554 م
التعريف ببني زيان:
ينتمي بنو زيان الى بني عبد الواد أحد فروع قبيلة زناتة العظيمة وكان بنو عبد الواد يعيشون على الرعي و القنص في موطنهم الممتد من جبال سعيدة الى وادي ملوية .
و اشتهر رجالهم بالفروسية و النجدة و شيوخهم بالحكمة و الدهاء , وفي عهد الموحدين استقروا بنواحي تلمسان , وقاوموا دعوتهم في البداية فلما أدركوا قوة الموحدين و عظمتهم دخلوا في خدمتهم لعلمهم بأن المقاومة لا تجدي نفعا.
تأسيس الدولة الزيانية ( العبد الوادية 633 هـ /1235 م ):
لما دخل بنو زيان في خدمة الدولة الموحدية , خدموا باخلاص , و ساعدوها في حروبها فأبلوا بلاء حسنا كما شاركوا في إقامة عظمتها و مجدها . واعترفت بفضلهم عليها فأقطعتهم جهات تلمسان و أمرتهم عليها وكان ذلك في عهد شيخهم ( جابر بن يوسف ) .
وكان الإعتراف بجابر بن يوسف أميرا على تلمسان و أحوازها سنة 627 هـ – 1230م نواة لقيام الدولة الزيانية و حين آلت زعامة القبيلة الى البطل العظيم ( ايْغِمْرَ اسِنْ) بن زيان و رأى تدهور أحوال الموحدين وانفصال بني حفص عنهم اغتنم الفرصة لتحقيق حلم أسرته القديم في تأسيس ملك لهم فأعلن استفلاله بإمارته سنة 633 هـ-1235 م فكان لذلك مؤسس هذه الدولة العظيمة التي عاشت أكثر من ثلاثة قرون بين زوابع الفتن و أهوال الحروب.
العوامل المساعدة على قيام الدولة الزيانية:
من العوامل المساعدة على قيام الدولة الزيانية نذكر منها ما يأتي:
1-ضعف الموحدين بعد الهزيمة الكبرى التي منيوا بها في حصن العقاب بالأندلس أمام الإسبان و حلفائهم سنة 1212 م مما أدى الى عجزهم عن قمع الحركات الإنفصالية .
2-قوة قبيلة بني عبد الواد و تماسكها بفضل دهاء زعمائها ومرونتهم , الأمر الذي جعلهم يكسبون ولاء القبائل الأخرى بالإضافة إلى تهيئة ولاتهم للانفصال منذ وقت طويل بتنظيمها و إصلاح شؤونها , و حجب السلطة الموحدية عن أهلها حتى لم يبق لها قبيل الانفصال إلا الخطبة .
3- كان انفصال الحفصيين بتونس عن الموحدين مشجعا و دافعا لايْغَمْراسِن للإقتداء بهم في سبيل كسب المجد لأسرته , كما علمته الأحداث بأن بني مرين في طريق الانفصال و فتعجل الأمر قبل أن يقتسم الحفصيون و المرينيون بلاد المغرب العربي
4- مناعة تلمسان عاصمة الإمارة و هي من العوامل الهامة في قيام الدولة الزيانية
حدود الدولة الزيانية:
لم تكن حدود الدول الثلاث التي قامت على أنقاض الدولة الموحدية قارة بسبب ما كان بينهما من حروب مستمرة على زعامة المغرب , وبسط النفوذ على كامل التراب الموحدي . فكل واحدة منهن ترى بأنها أحق بخلافة الموحدين , و نتيجة لذلك كان النفوذ الحفصي يمتد أحيانا إلى المغرب الأقصى كما كان النفوذ المريني يمتد إلى تونس أحيانا أخرى , و كانت الدولة الزيانية بينهما تتمدد و تتقلص حسب الظروف , ولكنها في الغالب كانت تتمدد من الجرجرة شرقا إلى وادي ملوية غربا
نظام حكمها و عاصمتها:
كان حكم بني زيان ملكيا وراثيا مطلقا, ويلقب ملكها بأمير المؤمنين ، وغالبا ما يتولى العرش بعهد من سابقه , يجمع كل السلطات في يده وكانت منزلة الحاجب أقرب المنازل إليه, و تأتي بعدها منزلة الوزراء والقضاة وصاحب الشرطة و المحتسب فقادة الحاميات و شيوخ القبائل . واتخذ الزيانيون من تلمسان عاصمة لهم .
سياسة بني زيان مع المملكتين الحفصية والمرينية :
كانت العلاقة بين الجارات الثلاث علاقة حرب وعداء في اغلب الأوقات, وكانت العداوة بين بني زيان و بين بني مرين أشد استحكاما .
لجأت المملكة الزيانية إلى انتهاج سياسة المحافظة على توازن القوى بين الجارتين حتى لا تطغى واحدة على الأخريين ، فكانت تميل إلى جارتها الشرقية أحيانا و أحيانا أخرى إلى جارتها الغربية.
مع مسلمي الأندلس:
كانت علاقة بني زيان مع مسلمي الأندلس علاقة أخوية متين و شعرو بما يتهدد إخوانهم في الأندلس من أخطار . فكان الزيانيون يمدون المضطهدين في الأندلس سنويا بالمساعدات المالية و العسكرية , ويستقبلون الذين يلجأون إليهم وييسرون لهم سبل العيش و الحياة الكريمة.
وهذا ما أدى إلى تزايد حقد الإسبان و البرتغال على المغرب الإسلامي ويتحول إلى حملات عنيفة على كل سواحله .