التصنيفات
التنمية البشرية

قوانين العقل اللاواعي

قوانين العقل اللاواعي


الونشريس

قوانين العقل اللاواعي


إن العقل الباطن لا يعقل الأشياء مثل العقل الواعي؛ فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها.
فلو حدث أنّ رسالة تبرمجت في هذا العقل
لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف … أنا خجول أنا خجول … أنا عصبي المزاج، أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة، أنا لا استطيع ترك التدخين … وهكذا فإنّ مثل هذه الرسائل ستترسخ، وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا يمكن تغيرها، ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية.

وحقيقة أخرى هي أنّ للعقل الباطن تصرفات غريبة لابد أن ننتبه لها؛ فمثلا لو قلت لك هذه الجملة : "لا تفكر في حصان أسود"، هل يمكنك أن تقوم بذلك وتمنع عقلك من التفكير؟
بالطبع لا فأنت غالبا قد قمت بالتفكير في شكل حصان أسود. لماذا؟؟

إنّ عقلك قد قام بإلغاء كلمة لا واحتفظ بباقي العبارة وهي:
فكر في حصان أسود.
إذًا، هل ممكن أن نستغل مثل هذه التصرفات الغريبة للعقل؟؟


أولا: قوانين نشاطات العقل اللاواعي:

والذي يعني أنّ أي شيء تفكر به سوف يتسع وترى منه الكثير؛ فبفرض أنك نظرت للبحر ورأيت سمكة بعدها سوف تجد نفسك ترى عدة أسماك وهكذا، وهذا يوصلك للقانون الثاني.

ثانيا: قانون التفكير المتساوي:

والذي يعني أنّ الأشياء التي تفكر بها التي سترى منها الكثير ستجعلك ترى شبهها بالضبط؛ فلو كنت تفكر بالسعادة فستجد أشياء أخرى تذكرك بالسعادة وهكذا، وهذا الذي يوصلك للقانون الثالث.

ثالثا: قانون الإنجذاب:

والذي يعني أنّ أي شيء تفكر به سوف ينجذب إليك ومن نفس النوع؛ أي أنّ العقل يعمل كالمغناطيس، فإن كنت مثلا تفكر بشيء إيجابي فسوف ينجذب إليك ومن نفس النوع، كذلك الأمر إن كنت تفكر بشيء سلبي، ويعد هذا القانون من أخطر القوانين؛ فالطاقة البشرية لا تعرف مسافات ولا تعرف أزمنة ولا أماكن، فأنت مثلا لو فكرت في شخص ما ولو كان على بعد آلاف الأميال منك فإنّ طاقتك سوف تصل إليه وترجع إليك ومن نفس النوع، كما لو كنت تذكر شخصًا ما فتفاجأ بعد قليل برؤيته ومقابلته.. وهذا كثيرا ما يحصل، وهذا يوصلنا للقانون الرابع.

رابعا: قانون المراسلات:

والذي يعني أنّ عالمك الداخلي هو الذي يؤثر على العالم الخارج، فإذا تبرمج الإنسان بطريقة ايجابية يجد أنّ عالمه الخارجي يؤكد له ما يفكر به، وكذلك الأمر إن تبرمج بطريقة سلبية، وهذا يوصلنا للقانون الخامس.

خامسا: قانون الإنعكاس:

والذي يعني أنّ العالم الخارجي عندما يرجع إليك سوف يؤثر على عالمك الداخلي؛ فعندما تُوجه لك كلمة طيبة سوف توثر في نفسك وتكون ردة فعلك بنفس الأسلوب، فترد على هذا الشخص بكلمة طيبة أيضا، وهذا يوصلنا للقانون السادس.

سادسا: قانون التركيز:/ ما تركز عليه تحصل عليه/

والذي يعني أنّ أي شيء تركز عليه سوف يؤثر في حكمك على الأشياء وبالتالي على شعورك وأحاسيسك، فأنت الآن إن ركزت مثلا على التعاسة فسوف تشعر بمشاعر أحاسيس سلبية، وسيكون حكمك على هذا الشيء سلبيًا، بالمقابل فأنت إن ركزت على السعادة فسوف تشعر بمشاعر وأحاسيس إيجابية؛ أي أنّ بإمكانك أن تركز على أي شيء سواء كان إيجابيا أو سلبا، وهذا بدوره يوصلنا للقانون السابع.

سابعا: قانون التوقع:

والذي يقول أنّ أي شيء تتوقعه وتضع معه شعورك وأحاسيسك سوف يحدث في عالمك الخارجي، وهو من أقوى القوانين؛ لأنّ أي شيء تتوقعه وتضع معه شعورك أحاسيسك سوف تعمل على إرسال ذبذبات تحتوي على طاقة و التي ستعود إليك من جديد ومن نفس النوع، فأنت إن توقعت أنك ستفشل في الامتحان ستجد نفسك غير قادر على التفكير وأنك عاجز عن الإجابة عى الأسئلة وهكذا، لذا عليك الانتباه جيدا إلى ما تتوقعه؛ لأنه هناك احتمال كبير جدا أن يحصل في حياتك، فكثيرا ما يتوقع الإنسان أنه الآن إذا ركب سيارته فلن تعمل وبالفعل عندما يركبها ويحاول تشغيلها لا تعمل، وهذا يوصلنا إلى القانون الثامن.

ثامنا : قانون الاعتقاد:

والذي يقول أنّ أي شيء معتقد فيه (بحصوله) وتكرره أكثر من مرة ،وتضع معه شعورك وأحاسيسك سوف تتبرمج في مكان عميق جدا في العقل اللاواعي، كمن لديه اعتقاد بأنه أتعس إنسان في العالم، فيجد أنّ هذا الاعتقاد أصبح يخرج منه ودون أن يشعر وبشكل أوتوماتيكي، ليحكم بعد ذلك سلوكك وتصرفاتك، هذا الاعتقاد لا يمكن أن يتغير إلا بتغيير التفكير الأساسي الذي أوصلك لهذا الاعتقاد، وهنا طبعا لا نتحدث عن الاعتقادات الدينية لا وإنما عن اعتقادات مثل أني خجول، أو أني غير محظوظ، أو أني فاشل أو أو أو … وهذه كلها اعتقادات سلبية طبعا.

تاسعا : قانون التراكم :

والذي يقول أنّ أي شيء تفكر فيه أكثر من مرة وتعيد التفكير فيها بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة سوف يتراكم في العقل اللاواعي، كمن يظن نفسه تعبان نفسيا فيأخذ بالتفكير في هذا الأمر ثم يرجع في اليوم التالي ويقول لنفسه أنا تعبان نفسيا، وكذلك الأمر في اليوم التالي، فيتراكم هذا الشيء لديه يوما بعد يوم، كذلك كمن يفكر بطريقة سلبية فيبدأ يتراكم هذا التفكير لديه وكل مرة يصبح أكثر سلبية من المرة السابقة هكذا، وهذا يوصلنا للقانون الذي يليه.

عاشرا: قانون العادات:

إنّ ما نكرره باستمرار يتراكم يوما بعد يوم كما قلنا سابقا حتى يتحول إلى عادة دائمة، حيث من السهل أن تكتسب عادة ما، ولكن من الصعب التخلص منها، لكن العقل الذي تعلم هذه العادة بإمكانه أن يتخلص منها وبنفس الأسلوب.

الحادي عشر: قانون الفعل ورد الفعل (قانون السببية):

فأي سبب سوف يكون له نتيجة حتمية، وأنت عندما تكرر نفس السبب سوف تحصل بالتأكيد على نفس النتيجة؛ أي أنّ النتيجة لا يمكن أن تتغير إلا إذا تغير السبب، ونذكر هنا مقولة {من الخطأ أن تحاول حل مشاكلك بنفس الطريقة التي أوجدت هذه المشكلة}، فأنا مثلا ما دمت أفكر بطريقة سلبية سوف أبقى تعيسا، ولن أصبح سعيدا ما دمت أفكر بهذه الطريقة، فالنتيجة لا يمكن أن تتغير إلا إذا تغير السبب.

الثاني عشر: قانون الاستبدال:

فمن أجل أن أغير أيّ قانون من القوانين السابقة لابد من استخدام هذه القانون؛ حيث بإمكانك أن تاخذ أي قانون من هذه القوانين وتستبدلها بطريقة أخرى من التفكير الإيجابي، فمثلا لو كنت تتحدث مع صديق لك عن شخص ما وتقولون عنه بأنه إنسان سلبي هل تدري مالذي فعلته؟! أنت بذلك أرسلت له ذبذبات، وأرسلت له طاقة تجعله يتصرف بطريقة أنت تريد أن تراها، وبالتالي عندما يتصرف هذا الشخص بطريقة سلبية تقول: أرأيت؟ ها هو يتصرف بطريقة سلبية، ولكنك أنت الذي جعلته يتصرف بهذه الطريقة.
لذا علينا الانتباه جيدا إلى قوانين العقل اللاواعي؛ لأنه بإمكانك جعلها تعمل ضدك أو لصالحك، فقوانين العقل اللاواعي لا يمكننا تجاوزها أو تجاهلها تماما مثلما نتحدث عن قانون الجاذبية، لذا عليك بالبدأ ومن اليوم باستخدام هذه القوانين لصالحك بدل من أن تعمل ضدك، وكلما وجدت تفكيرًا سلبيًا قم بإلغائه وفكر بشكل إيجابي.

قال فرنك أوتلو:

راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك

منقول للفائدة