التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص في رحاب القرآن الكريم . قصة : سيدنا يوسف متجدد

قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد


الونشريس

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
أيُّها الصِّدِّيق!
القصة الثالثة -3- : « قصة سيّدنا يوسف عليه السّلام »

عاشَ آلُ إبراهيمَ في أرضِ فلسطينَ.. تلكَ الأرض الطيّبة المَليئة بالمُروجِ الخَضراءِ والمَراعي وأشجارِ الزَّيتون.
كان سيّدُنا يعقوبُ كأبيه إسحاقَ وجدِّه إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ كريماً يُساعِدُ الفُقراءَ ويُكرِمُ الضُّيوفَ والغُرَباء..
لهذا كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَذبَحُ في كلّ يومٍ كَبْشاً، فيُطعِمُ مِن لَحمهِ الفقراءَ ويأكلُ هو وعِيالُه منه.
وكانَ هناك رجلٌ صالحٌ اسمُه دميال؛ دميال كان رجُلاً فقيراً، وكان ذلكَ اليومَ صائماً.. لم يكن عنده طَعامٌ لإفطارِه، كان يَنتظرُ أن يَبعَثَ يعقوبُ إليه بالطعام..
سيّدُنا يعقوبُ كعادتهِ ذَبحَ كبشاً، ووَزّعَ لحمَهُ على الفقراءِ، وتعشّى هو وعيالُه منه، وباتُوا ليلتَهم تلك شِباعاً.
أمّا الرجلُ الفقيرُ دميال فقد نامَ جائعاً ونوى الصومَ في الغد.
كانَ دميال ذلك اليومَ صائماً، وضاعَفَ ألمَ الجُوعِ أنّه لم يَجِد شيئاً يُفطِرُ به في العشاء.. نام جائعاً.. تَحمَّل آلامَ الجُوع ونام..

الرؤيا
وفي تلك الليلةِ.. بدأت حوادثُ القصّةِ المُثيرة التي وقَعَت قبل آلافِ السنين.
كان يوسفُ قد بَلَغ من العمرِ تِسعَ سِنين.. فتىً جميلٌ يَشُعّ النورُ من عينَيه، قلبُه مُفعَمٌ بالطُّهر..
كان جَمالُه يَتلألأ في وجههِ.. في عَينَيهِ التي تَشعّانِ صَفاءً.
من أجلِ هذا أحبَّه أبوه كما لمَ يُحِبَّ أحداً غيرَه.
سيّدُنا يعقوبُ كانَ يتَوسَّمُ فيه النبوّةَ.. ربّما يَختارهُ الله نبيّاً من بعده..
كان يوسفُ جميلاً ليس في وجههِ فقط، بل في رُوحهِ وأخلاقهِ وصِفاتِه.
عندما يراه المرءُ يَشعرُ أنه أمامَ مَلاكٍ هبَطَ من السماءِ، لهذا كانَ محبوباً من الجميع…
وكانَ أعظمَهُم حُبّاً له أبوه يعقوب.. كانَ يوسفُ طاهراً طُهْرَ قَطَرات النَّدى، وكانت عَيناهُ صافيتين صفاءَ السماء، وكان وجهُه يَتألّقُ كالنجوم.
من أجلِ هذا حَسَدَهُ إخوَتُه العشَرة… في البدايةِ حَسَدوه ثمّ حَقَدوا عليه.. وبعدها كانوا يَتمنَّون له الموت؛ وربّما خَطّطوا للتخلّصِ منه!
في تلك الليلة أغَمض يوسفُ عَينَيه وهو غافلٌ عمّا يَحُوكُ إخوتُه مِن دَسائسَ ومُؤامرات.
ورأى يوسفُ حُلماً عجيباً.. رأى أحَدَ عَشَرَ كوكباً، ورأى الشمسَ والقمرَ… رأى الجميعَ يَسجُدون له..
كانَ مَشهداً رائعاً يَبهَرُ الناظر.. شَعرَ يوسفُ أنّ تل الكواكبَ وأن الشمسَ والقمرَ لها شعورٌ وادراكٌ، وأنها جاءت بإرادتها لِتسَجُد له وتَخضَعَ عند قدَمَيه!!
أمرٌ عجيب.. تَعَجّبَ يوسف.. وأحَسَّ أن تلكَ الأجرامَ السماويّةَ المُنيرةَ تَبتسمُ له وتُمجّده.
أضاءت الرؤيا قلبَه.. وهَزَّت وُجدانَهُ.. واستيقَظَ يوسفُ.. وما تزال الرؤيا تُهيمنُ على مشاعرِهِ وأحاسيسِه..
كانت الرؤيا تملأ قلبَه وصدرَه وكيانَه.. وكانت صُورُ الكواكبِ والشمسِ القمرِ تَتراءى له، لَكأنّها ما تزالُ ماثلةً أمامه.
هَزَّت الرؤيا وجدانَهُ، لأنّه لا يعرفُ تفسيرَها. حارَ في تعبيرِها لهذا جاء إلى أبيه وقال:
الونشريس
يا أبتِ إنّي رَأيتُ أحَدَ عَشَرَ كَوكباً والشَّمسَ والقَمَرَ رَأيتُهُم لي ساجِدين الونشريس.
يا أبي رأيتُهم اجتَمَعوا جميعاً ثم سَجَدوا.. شَعَرتُ أنّ تلك الكواكبَ كانت تُدرِكُ ما تَفعَل.. شَعَرتُ أنّها تَبتسمُ لي، ثمّ سَجَدتْ أمامي بخضوع.
أصغى سيّدُنا يعقوب باهتمامٍ إلى رؤيا يوسف.. أدركَ أنّ ليوسفَ شأناً في المستقبل.. شأناً عظيماً..
قال لابنهِ بإشفاق:
ـ الونشريس يا بُنَيّ لا تَقْصُصْ رُؤياكَ على إخوَتِكَ فيَكيدوا لكَ كَيداً.. إنّ الشيطانَ للإنسانِ عدوٌّ مُبين الونشريس.
يا بُنيّ، لا تُخبِر إخوتَكَ بهذه الرؤيا العجيبة.. لأنّهم سوف يَحسُدونَكَ وقد يُوَسوِسُ الشيطانُ في أنفسِهم..
إنّ الله سبحانه يا يوسفُ سوف يَختارُك لإبلاغِ رسالتهِ.. وسوف يُعلّمكَ تعبيرَ الرُّؤى والأحاديث.. سيُبارِكُكَ الله يا ولدي كما بارَكَ آباءك من قبلُ.. إبراهيمَ وإسحاقَ، وكما بارك آلَ يعقوب.

المؤامرة
تضاعَفَ الحَسَدُ في نفوسِ الإخوة العَشْرةِ.. وازدادَ حِقدُهم على يوسف.. ربّما سَمِعوا بالرؤيا! أو لعلّهم رأوا حُبَّ أبيهِم يَزدادُ أكثرَ فأكثر..
كانوا يذهبونَ كلَّ يومٍ إلى البَوادي لرَعْيِ الماشيةِ، وكانوا يُفكّرونَ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: كيف يَتَخلّصونَ مِن يوسف!
الشيطانُ وَسْوَسَ في نفوسِهم، فَكّروا في قتلِه.. ولكن كيف ؟!
الشيطانُ وَسوَسَ في صدوِرهم، قالوا: نأخُذُه مَعَنا إلى المَراتِع، ثمّ نَتَخلّصُ منه!
وهكذا كانت المُؤامرة.
مرّتْ أيامٌ وهُم يَتظاهرونَ بحُبِّ يوسُف.. يَبْتَسِمونَ له ويُحَبّبونَ له الذَّهابَ معهم إلى الفَلاة؛ يَلعَبُ في تلك المُروجِ الجميلة.
كان يوسفُ بَريئاً طيّباً.. وكان طاهراً طُهْرَ قميصهِ الأبيضِ الجميل.
لهذا صَدَّقَهم.. صَدَّق حُبَّهمُ الكاذبَ، وأحبَّ الذَّهابَ معهم إلى الباديةِ تلك الأرض الواسعةِ والآفاقِ الجميلةِ والمُروجِ الخضراء.
ولكنّ سيّدَنا يعقوب كانَ يخافُ على ولدِه الغَدْرَ، كان لا يَسمَحُ له بالذَّهاب.
ذاتَ مساءٍ جاء الإخوةُ العشرةُ من الفَلاة.. ابتَسَموا ليوسفَ، قالوا له:
ما أجملَ تلكَ المَراتِعَ والمُروج! ما أجمَلَ تلك الفَلَوات.. لقد استَمْتَعنا كثيراً ولَعِبنا كثيراً، لماذا لا تأتي معنا يا يوسف ؟
يوسفُ كان يُحبّ الذهابَ؛ ولكنّه أيضاً كان يُطيعُ أباه، وهو لا يَفعلُ شيئاً دونَ إذنهِ.
إخوةُ يوسفَ العشرةُ قالوا:
سوف نَتحدّثُ مع والدِنا ليسمَحَ لك بالذَّهابِ معنا..
وَفرِح يوسف.
جلسَ الجميعُ حول مأدبةِ العشاء، وتناوَلوا طعامَهم بصَمت، وكان الإخوةُ العَشرةُ وحدَهُم يَتبادلونَ نَظَراتٍ ذاتَ معنى.
كانوا قد نَسَجوا مؤامرةً دنيئة كما تَنسِج العَنكبوتُ بَيتَها المُخيف.
في البدايةِ ابتَسَموا وتظاهَروا بحبِّ يوسف، وقالوا لأبيهم:
ـ يا أبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا على يوسفَ وإنّا لَه لَناصحون.
نحنُ نُحبُّ يوسف يا أبانا.. نُحبُّه كثيراً.
الونشريس
يا أبانا أرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ وإنّا لَه لَحافِظون الونشريس.
يا أبانا دَعْهُ يَنطلق معنا في الغدِ إلى المَراتع ليَلعبَ ويَلهو… سنُحافِظُ عليه ونَردُّه سالماً.
كان يعقوبُ لا يرغبُ بذهابِ يوسف مع أخوتهِ. إنّهم يَحسُدونَه وقد يَخدَعهُم الشيطانُ فيَغدرون به.
لهذا قال لهم بحزن:
ـ الونشريس إنّي لَيَحزُنني أن تَذْهَبوا بهِ، وأخافُ أن يَأُكُلَه الذِّئبُ وأنتم عَنهُ غافِلون الونشريس.
يا أولادي أنا أُحِبُّ يوسف.. إنّه ما يزالُ صغيراً وقد تَغفلون عنه، والذئابُ كثيرةٌ فيَفترسه ذئب.
قال أَبناؤه العشرة:
ـ نحنُ عَشرةُ فِتيان فكيف يأكُلُه الذئب ؟! سنُحافِظُ عليه كالرِّجال الأقوياء؛ و الونشريس لَئِنْ أكَلَهُ الذِّئْبُ ونَحْنُ عُصْبَةٌ إنّا إذاً لَخاسِرون الونشريس.
وأقسَمَ الإخوةُ العشرةُ على أن يُحافظوا على يوسفَ حتى يَرُدّوه سالماً.
سَكَت يعقوبُ عليه السّلام ولم يَقُل شيئاً، وأدرك الجميعُ أنّه قد رَضِي بقضاء الله.

الذئابُ البشرية
طَلَع الفجرُ.. واستَعدّ الإخوةُ العشرةُ للانطلاقِ إلى البَوادي البعيدةِ حيثُ المُروجُ الخضراءُ والفَلَواتُ والنَّسائمُ الطيّبة.
وجاء يوسفُ مُبتَهِجاً بِذَهابهِ معهم.
كانوا يَبتسِمونَ له فتَضاعَفَ حُبُّه لهم. كان يوسفُ مِثلَ مَلاكٍ ليس في قلبهِ الطاهرِ سوى المحبّةِ والرحمة والطِّيبة.
وهكذا انطلَقَ الجميعُ يَسُوقونَ الماشية.
وعندما أمعَنوا في الفلاةِ وغابَتْ عن العُيونِ مَضاربُ الخِيامِ.. غابت تلكَ الابتساماتُ الكاذبة.. ذابت كما يَذوبُ المِلحُ في المياه.
جاءَ يهوذا وصَفَع يوسفَ بشدّةٍ وصاحَ به:
ـ أسرِعْ يا بنَ راحِيل!
تَعجّبَ يوسفُ لهذا العمل.. نَظَر إلى أخيهِ بِدَهشَة.. تَصوَّر أنّه يَمْزَحُ معه… ولكنْ لا! إنّ عَينَيهِ تَبرقانِ بالشَّرّ؛ وقد ظَهرَت أسنانُه مثلَ أنيابِ ذئبٍ مُتوحِّش..
شَعَر يوسفُ بالخوف.. وأسرَعَ في مَشيه.. فُوجئ بِرَكْلَةٍ من أخٍ آخَر!! سقَطَ على وجههِ، ونَظَر إلى مَن رَكَلَه، كانَ شَمْعُون.
قال يوسف بألم!!
ـ لماذا يا شَمعون ؟ أنا أخوك.. أنا ابنُ يعقوب.
صاح راوبين:
ـ اسكُتْ لا تَتفوَّه أبداً، أنتَ ابنُ راحِيل..
بكى يوسفُ، خَنَقته العَبْرةُ، قال لهم:
أنا أخوكُم.. أنا يوسف.
تَحَلّقوا حولَهُ جمَيعاً وصاحوا:
ـ بَلْ أنت عَدوُّنا.. عَدوّنا الذي استحْوَذَ على قلب يعقوب.
بَرقَت العيونُ بالشرِّ، واستَلَّ أحدُهُم خنجرَهُ لِيقتُلَه. ركضَ يوسفُ.. لا يدري أينَ يَذهب..
ركضَوا وراءه وأمَسكوا به.. انهالُوا علَيه بالضَّرب.. نَزَف من أنفِه الدمُ..
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات..
قالَ أحدُهم:
ـ ماذا تَنتظرون ؟! هذه فُرصَتُنا للتخلّصِ منه.
قال آخَرُ بصوتٍ يُشبِهُ فَحيحَ الأفاعي:
ـ لنَأخُذْه إلى مكانٍ بعيدٍ ونَرميه.. وهناكَ تَفترسُه الذئابُ وتُريحُنا منه.
اعترضَ بعضُهم قائلاً:
ـ وربّما استطاعَ العَودةَ فيفَضَحنا أمامَ أبينا.
قال شمعون:
ـ أُصْغُوا إليَّ.. نَذهبُ به إلى طريق القَوافل.. هناك بئرٌ عميقةُ الغَور… نُلقيهِ في البئر.. فإمّا أن يموتَ فيها أو تَنَتِشلَهُ القوافلُ وتأخُذَه بعيداً، وسوف يُباع ويُشترى مِثلَ كلِّ العبيد.
أصغى الجميعُ باهتمامٍ إلى خطّةِ شمعون، وبَرقَت العيونُ بتلك المؤامرةِ الدنيئة.
تَحوّلَ الإخوة إلى ذئابٍ لا تَعرفُ غيرَ الغَدر؛ وظلّ يوسفُ يَنظرُ إلى إخوتهِ بدهشة.. تصَوَّر نفسَه في حُلُمٍ مُخيف.. ولكنْ.. لا لا.. إنّها الحقيقة.. إنّ إخوتَه يتآمرونَ عليه منذ وقتٍ طويل.
وأخيراً تَمكّنوا من تحقيقِ هَدَفهِم.. جاءوا به إلى هذهِ الصحراءِ حتى لا يُشاهِدَهُم أحد… وحتى لا يعَرِفَ أحدٌ ماذا فعلوا بيوسف!!
نظَرَ يوسفُ إلى السماء.. تساءَلَ في نفسِه.. ألا يَدري إخوتُه أنّ الله يُراقِبهُم جميعاً ويَعرِفُ حتَّى أسرارَهُم ؟!
سَمِعَهُم يقولون:
ـ سوف نَتُوبُ من فِعلتِنا ونُصبِحُ قوماً صالحين!

في أعماق البئر
يوسفُ حتّى تلك اللحظةِ لَم يُصدِّقْ ما يَفعلُه إخوتُه به..
ولكنْ عندما وجَدَ نفسَهُ على حافّةِ البئر أدركَ أنّ الشيطانَ قد تَمكّنَ من إخوتهِ، وقد تَحوّلوا إلى ذئابٍ بشريّة لا رحمةَ في قُلوبِها.
جَرَّدُوهِ مِن قميصهِ الذي أهداه أبوه إليه.. قميصِه الأبيضِ الجميل..
كانَ يوسفُ يَهتِفُ بهم:
أنا أخوكُم.. أُريدُ أن أعودَ إلى أبي وأُمّي وخَيمَتي.. أنا أُحبُّكم يا أخوتي، لماذا تَفعلونَ بِي هكذا.. أحَقّاً تُلْقُوني في هذه البئرِ المظلمة.. شمعون.. راوبين.. يهوذا ؟!
راحَ يوسفُ يُنادِيهم باسمائِهم.. ولكنْ لا أحدَ في قلبهِ رحمةٌ لأخيهِ..
اندَفَع بعضُهم، وراح يَركُلُه بقوّةٍ. وأخيراً ضَعُفَت مُقاوَمتُه ولَم يستَطِعْ أن يَتَشبّثَ بحافةِ البئرِ، فهوَى إلى الأعماقِ المُظلِمة..
الهواءُ داخلَ البئرِ كانَ رَطْباً، والفضاءُ كانَ مُظلِماً، وكان يوسفُ يَنظُرُ إلى فُوهةِ البئر.. كانَ ينظرُ إلى السماءِ الزرقاءِ الصافية.
شَعرَ يوسفُ أن قلبَهُ يَمتلئُ بالنورِ، وأن مَلاكاً يُحدِّثُه بهدوءٍ، يقولُ له: اصبِرْ يا يوسف.. لَسَوفَ تَخرُجُ مِن هذه البئر، وسوف تُخبِرُ إخوتَكَ هؤلاءِ بما فَعَلوا بك…
غادَرَ الخَوفُ قلبَ يوسف.. لقد كانَ مُؤمناً بالله، وكانَ واثِقاً بأنّ ما حَصَلَ هو امتِحانٌ له.. لهذا صَبرَ يوسفُ، وكانَ يَنتظرُ ما يَجري بهدوء.
الصمتُ يَغمُرُ المكانَ.. يوسفُ هو الآن في البئرِ جالسٌ فوقَ الصخرةِ التي يَنبَعُ مِن تَحتِها الماء…
كان ينظرُ إلى السماء.. وشيئاً فشيئاً تلاشَت الزُّرقَة.. أدرَك أن الشمسَ قد غابَت وأن إخوَتَهُ سيَعودون.. فبكى من أجلِ أبيه… ونامَ يوسف…

الحُزن الطويل
غابَتِ الشمسُ.. وما يزالُ الإخوةُ العَشرةُ يُفكِّرونَ بِعُذرٍ مَقبولٍ يُقدّمونَهُ إلى أبيهم…
قالَ أحدُ هم: إنّ الأرضَ مَليئةٌ بالذِّئاب.. فنقول لأبينا: ذَهَبْنا نَتَسابقُ وتَرَكنا أمتِعَتَنا عند يوسفَ، فجاء الذئبُ وافتَرَسَه… ثُمّ نُعطيه قميصَ يوسفَ بعد أن نُلطِّخَهُ بالدم.
في ذلك اليومِ أنجَبَت نَعجَةٌ حَمْلاً صغيراً… وحتّى لا يَشُكَّ بهم أبوهم ذَبَحوا الحملَ الصغيرَ أمامَ أُمّه دون رحمة… ولَطَّخوا قميصَ يوسفَ بدمهِ…
وهكذا عادُوا إلى أبيهم…
كان الظلامُ قد غَمَر الأرض… اختارُوا العَودةَ في الظلامِ حتى لا يرى يعقوبُ علاماتِ الكذبِ في وجوههم.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ واقفاً ينتظرُ عَودةَ أبنائِه. من بَعيدٍ.. سَمِعَ أصواتَ الماشيةِ، وسَمع صوتَ بُكاء…
وشيئاً فشيئاً لاحَ له أبناؤه.. ولكن يوسف لم يَكُن معهم.. جاءوا جميعُهم إلاّ يوسف..
رآهمُ يَبكونَ بصوتٍ عالٍ… يَبكون بلا دموعٍ…
سألَ يعقوب:
ـ أينَ أخوكُم يوسف.
ازدادَ بُكاؤهم.. وقَدَّم شَمعونُ قميصَ يوسفَ المُلَطَّخَ بدماءِ المؤامرةِ الدنيئة، قالَ لأبيه:
ـ ذَهَبْنا نَتَسابَقُ وتَرَكْنا أمتِعَتَنا لدى يوسف.. فجاءَ ذئبٌ وافتَرَسَ يوسف.. وَجَدْنا قَميصَهُ الدامي.. يا أبانا لقد أكَلَ الذئبُ يوسف في غفلةٍ منا.
فنظرَ يعقوبُ إلى القميصِ كانَ سالماً ليس فيه شَقٌّ واحدٌ، أدركَ يعقوبُ أنهم يَكذبونَ عليه..
قالَ وهو يبكي:
ـ ما أرأفَ ذلكَ الذئب… أكلَ حبيبي يوسفَ ولم يَشُقَّ له قميصاَ!!
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات.. قالوا في أنفُسِهم: ما أغبانا! كيف غَفَلنا عن هذا الأمر ؟ لو أننا مَزَّقنا القميصَ لصَدَّقَنا أبونا.
ولكنّهم وبدَلَ أن يَعترِفوا بجريمتِهم قالوا:
ـ أنت لا تُصَدِّقُنا يا أبانا… مع أننا لا نَكذِب أبداً. لقد أكَلَ الذئبُ يوسف، وهذا قميصُه الدامي!
بكى يعقوبُ.. هَمَلت عَيناهُ بالدموعِ، وقال:
الونشريس
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أنفُسُكُم أمْراً فَصَبرٌ جَميلٌ واللهُ المُستَعانُ على ما تَصِفون الونشريس.
قالَ يعقوبُ: سأصِبرُ، سأتَحَّمل، وأنا أعرِفُ أنَّ نفوسَكُم قد وَسْوَسَت لكم.
في تلك الليلةِ لَم يَنَمْ سيّدُنا يعقوب. كان يُفكّرُ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: أين يوسفُ ابنُه الطاهر… ولدُه الطيِّبُ البارّ ؟ ومنذ تلكَ الليلة بدأ حزنُ يعقوبَ الطويل.

لؤلؤة في البئر
اللهُ سبحانه لم يَترُكْ يوسفَ وحيداً.. هو مع كلِّ الناسِ الطيّبين.. كان يوسفُ حزيناً، ولكنْ كانَ صابراً يَعرِفُ أنّ ماحَدَثَ هو امتحانٌ له.. لهذا كانَ ينظرُ إلى السماءِ ويُتَمِتمُ بكلماتِ الحمد.
رأى يوسفُ في عالَم الرؤيا أحَدَ عَشَرَ كوكباً ورأى الشمسَ والقمرَ، رآهُم يَهبِطونَ إلى داخلِ البئر، فامتلأ نوراً.. رآهم يَبتَسِمونَ له ويَسجُدونَ احتراماً وإجلالاً..
واستَيقظَ يوسفُ من غَفْوَتِه.. وتَطَلَّع إلى السماءِ الزرقاء.. رأى سِرْباً من الطيورِ البيضاءِ المُهاجرة.. فدَمِعَت عيناهُ من أجلِ أبيه.
مَرَّت ثلاثةُ أيّامٍ ويوسفُ في داخلِ البئر.. مِثل لؤلؤة في أعماقِ البحر… مثلِ لؤلؤةٍ في أعماقِ الظُّلمة. لا أحدَ يَعرِفُ أنّ في هذه البئر لؤلؤةً ما خَلَقَ اللهُ أجملَ منها… إنها روحُ يوسفَ ذلك الفَتى الطاهر الجميل.. لا أحدَ يعرفُ ذلك إلاّ الله سبحانه.
ثلاثةَ أيامٍ ويوسفُ لا يأكلُ شيئاً.. كان يَكتَفي بشربِ الماء… يوسفُ تَعوّدَ الصومَ كان يَصومُ مع أبيه.. فتَحمّلَ آلامَ الجُوعِ بصبر.
من أجل هذا كانت رُوحُه شفّافةً طاهرة… مِثلَ أجنحةِ الطيورِ البيضاءِ المُهاجِرة.

القافلة
مَرَّت ثلاثةُ أيامٍ على يوسفَ وهو في البئرِ، لم يَسمَعْ خلالَها سوى عُواءِ الذئابِ وهي تَجُوبُ الفَلاة.
وفجأة سَمِعَ أصواتاً غريبة! أرهَفَ سَمْعَهُ جيّداً. نعم إنّها قافلةٌ تجاريّة… عرَفَ ذلك من وَقْعِ خُطى الجِمالِ وأصواتِ الرِّجال.
تَوقَّفت القافلةُ قريباً من البئر… وأرسَلَ التجّارُ « الوارِدَ » لِيَستَقي من البئر..
ألقى الرجلُ دَلْوَهُ إلى أعماقِ البئر. كان يوسفُ يَنتظرُ هذه اللحظة.. كان الحبلُ هو حبل نجاتهِ وخَلاصهِ من البئر، تَدفَّق نَبعٌ من الفَرَح في قلبه! إنّ الله لا ينسى عبادَه، فأنقذَهَ مَن هذه البئرِ المُظلمة.
مِثلَ لؤلوةٍ تَخرُجُ مِن صَدَفةٍ.. خَرَجَ يوسفُ من البئر مِثلَ قمرٍ يَشُقُّ طريقَهُ وسطَ الظلامِ.. سَطَعَ وجهُ يوسفَ وأضاءَ المكان..
حتّى « الوارِد » لم يَخَفْ مِن المُفاجأة.. صاح:
ـ يا بُشرى! هذا غُلام.. يا لَلْفَرحة…
تجّارُ القافلةِ ظنّوا أن يوسفَ عبدٌ من العبيدِ الآبِقين، فَرَّ فسَقَطَ في هذه البئر..
لهذا لم يَسألوه عن قبيلتهِ وأصلهِ وقصّتهِ.. جَعَلوه ضمنَ البضائعِ التي سيَبيعونَها في مصر.

مصر
استأنَفَت القافلةُ طريقَها إلى مصر… وبعدَ اثنَي عَشَرَ يوماً وَصَلت إلى مصر، وهناكَ بدَأ فصلٌ جديدٌ من قصّةِ يوسف.
يوسفُ هوالآن في مصر، حيث يَختَرِقُ نهرُ النيلِ تلكَ الأرضَ ويَهَبُها الخِصْب.
يوسفُ ما يزالُ حتّى الآن صغيراً، ألقَتْ به المَقاديرُ في تلك الأرض… أصبَحَ بِضاعةً يُريدُ التجّارُ بَيْعَها في مصر.
يوسفُ تعلّم الصَّمت… ولكنّ قلبَهُ مليء بالحُبّ… بحُبِّ الله سبحانه الذي أحسَنَ إليه.
التجّارُ خافوا مِن سُكوتِه.. خافوا إذا ما تَكلّم وقال إنّه ليس عبداً لهم، لهذا أرادوا بَيعَهُ ولو بمبلغٍ زَهيد.
رأى يوسفُ نفسَه في أرضٍ جديدة؛ أرضٍ لم يَرَها من قَبلُ، رأى نهرَ النيلِ القادمِ من الجنوب… ورأى فيه الزوارقَ تَنسابُ فوق مِياهه النَّيليّة.. ورأى الفلاّحينَ يَنقلونَ المياهَ بالدِّلاءِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم.
عَرَضَت القافلةُ بضائعَها من خَشَبٍ وفِضة؛ وعَرَضت أيضاً يوسفَ. كان هَمّ التجّار بَيعه حتّى لو بثمنٍ زهيد..
في ذلك اليومِ.. جاءَ « العزيزُ » وهو المسؤول الأعلى عن أمنِ مصر، وتَفقّد بنفسِه القافلة..
رجالُ الحَرَسِ يَحفّونَ العزيزَ وهو يَستعرضُ البضائعَ والتجّارَ، ووَقَعت عيناهُ على يوسف.. تساءل عن ذلك الفتى البَهيِّ الوَجه..
قالوا له: إنه غُلامٌ للبيع..
تساءلَ عن ثمنهِ، فقالوا: نَبيعُه بعشرينِ درهماً فقط.
نَقدَهُم « العزيزُ » الثَّمنَ، وكانوا فَرِحين.. فباعُوه وكانوا فيه من الزاهدين.
وهكذا انتقَلَ يوسفُ إلى قصرٍ كبيرٍ تَحُوطُه الحدائقُ، فهو قَصرُ عزيزِ مصرَ الرجلِ الثاني في الدولة.
دَخَلَ يوسفُ القصرَ، ووَقَعَت عيناه على سيّدةٍ حَسْناءَ عَرَفَ أنها زوجةُ العزيزِ وصاحبةُ القصرِ المُنيف.
قالَ العزيزُ لزوجتهِ: « أكْرِمي مَثْواه » إنّه فتى أتوسّمُ فيه الخيرَ، ربّما يَنفَعُنا « أو نَتَّخِذهُ وَلَداً » نحن محرومونَ من الوَلَد، فلنتّخِذْ من يوسفَ ولداً لنا.
نَظَرت « زَليخا » إلى يوسف.. كان فتىً بهيَّ الطَّلعة مُشرِقَ الوجهِ يَشُعُّ من عَينَيهِ الصفاء.. لَكأنه مَلاكٌ هَبَطَ من السماء.
في ذلك اليوم اغتَسلَ يوسفُ في الحمّام وارتَدى حُلّةً جديدةً، حلّةً مصنوعةً من خيوطِ الكَتّانِ كانت أرَقَّ من الحرير.
كان المِصريّون في ذلك الزمنِ يَزرعونَ الكَتّانَ ويَنسِجونَ من خُيوطهِ أنواعَ الثيابِ والحُلَل.
كان يوسفُ يعيشُ سيّداً في القصر، ومع ذلك فقانونُ البلادِ يَعتبرُه عَبداً للعزيزِ وزوجتهِ لأنّه مِلْكٌ لهما.
وهكذا عاشَ يوسفُ في واحدٍ من أجمَلِ وأكبَرِ القُصورِ المصريّة.
ولكن هل كان يوسفُ سعيداً بحياتهِ الجديدة ؟ كلاّ.
كان يَحِنُّ إلى أبيه وإلى تلك البَوادي.. هناك يعيشُ ناعِمَ البالِ يَعبُد الله وحدَهُ ولا يُشركُ به شيئاً.
أمّا هنا.. فالناسُ يَعبُدونَ الأوثان، ويعبدونَ المَلِكَ أيضاً.
ومع ذلك عاشَ يوسفُ صابراً مؤمناً باللهِ وبأنبيائه إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
عاشَ يوسفُ وكانَ قلبُه يمتلئ كلَّ يومٍ بالإيمان، وكانَ الصفاءُ يَشُعُّ من عينيهِ أكثرَ فأكثر.
كلُّ الناسِ أحَبُّوه… أحَبُّوا فيه صفاءه وشَهامَته وأخلاقَه، وهو أيضاً كان يُحبُّ الناسَ يُريدُ لهم الخير.. يُساعدُ الفقيرَ والبائس، فإذا رأى فلاّحاً مُتْعَباً ساعَدَه، أو رأى عامِلاً عَجُوزاً هَبَّ إلى إعانته.
هكذا عاشَ يوسف.. كانَ يَكبرُ كلَّ عام، وكانت رُوحُه تَكبُرُ كلَّ يومٍ، وقلبُه يَكبرُ ويَكبُر، ويَتدَفّقُ رحمةً وطِيبة.
وتَمُرّ الأعوام.. حتّى إذا بَلغَ أشُدَّهُ وبَلَغَ من العمرِ ثماني عشرة سنةً أضاءت في قلبهِ الحقيقة.. أصبَحَ يَشعُرُ بها أكثر فأكثر، تُضيء مِثل الشمسِ والنجوم.
كان يوسفُ مؤمناً بالله.. لا يُحبّ أحداً مثل حُبّه لله.. لا يخافُ من أحدٍ خَوفَهُ من الله.. ولا يَهابُ أحداً غيرَ الله.

الامتحان الصعب
هو الآن في عُنْفُوانِ الشباب.. يعيشُ في قصرٍ كبيرٍ مُنيف، ولكنّ ذلك لم يُلَوِّثْ روحَهُ الطاهرة.. ظَلَّت نفسُه بيضاءَ مِثلَ أجنحةِ الحَمامِ الأبيض.
في القصرِ الكبيرِ بَدَأت مِحنَةُ يوسف. كلُّ الذينَ يَعرفون يوسفَ كانوا يُحبّونه… ولكنّ بعضَ الذينَ أحَبُّوه لم يكن حُبُّهم إلاّ محنةً ليوسف…
عاشَ يوسفُ في ذلك القصرِ المُنيفِ، وكانت سيّدةُ القصرِ إمرأةً حَسْناءَ يَهابُها الجَميع.
كان اسمُها « زَليخا ».
« زليخا » أحَبّتْ يوسف؛ عَشِقَتْهُ.. ولكنّها لم تَعْشَقْ روحَهُ الطاهرة، عَشِقَت جمالَهُ وحُسنَه.
لهذا أرادت من يوسفَ أن يكونَ لها.
أصبحَ يوسفُ أُمنيَتَها في الحياة.. لا تُفكِّرُ ألاّ فيه حتّى « شَغَفَها حُبّاً ».
تَنظُرُ إليه بحبِّ وعِشقٍ، وتتحدّثُ معه بلهجةِ الأسير الذليل.. تَتَقرّبُ إليه..
أمّا يوسفُ فكانَ يَهربُ.. إنّه لا يُريدُ لروحهِ أن تَسقُطَ في وَحَلِ الرذيلة.. يُريدُ أن يَبقى طاهراً مِثلَ قَطرةِ النَّدى، وأن تَبقى روحُه شفّافةً بيضاءَ مثلَ أجنحَةِ الحَمام.
وهكذا بَدَأت مِحنةُ يوسف.. زليخا تُريدُ منه أن يَخُون.. يَخُون العهدَ مع ربِّه، ويَخُون نفسَهُ البيضاءَ.. وهو يُريدُ منها الوَفاءَ والطُّهَر والعَفاف.
لهذا كانَ يَفِرُّ منها.. كان يَهرُبُ من الخَطيئة.. أمّا هي فكانت تَزدادُ به تَعلُّقاً.. وكانت تُفكّر بوسيلةٍ تُخضِعُه بها.
وذاتَ يومٍ خلا القصرُ إلاّ من زليخا ويوسف، كانت زليخا تَنتظرُ مِثلَ هذه الفُرصةِ..وكانَ يوسفُ يقومُ ببعضِ أعمالهِ، فإذا به يَرى زليخا تُغلِقُ أبوابَ القصرِ بإحكام.. ثمّ تَهمِسُ به قائلة:
ـ الونشريس هَيْتَ لَك الونشريس.
وأدرك يوسفُ ما تريد، فهتَفَ مُستنكِراً:
ـ الونشريس مَعاذَ الله.. إنّه رَبِّي أحْسَنَ مَثْواي الونشريس.
ولكن زليخا وقد تأجَّجَ في نفسِها الغَرام، حاوَلَت إرغامَه. أمّا هو فكان يزدادُ تَمَنُّعاً.. كان يَفِرُّ منها هنا وهناك في أروِقَةِ القصر…
وشيئاً فشيئاً هدأ يوسف لا يَدري كيف يَتَخلّصُ من هذه المِحنة ؟ أمّا هي فتَصَوّرت أن يوسف قد رضَخ لإرادتها.. حانَت منها التِفاتةٌ إلى صَنَمٍ في القصر.. فشَعَرت بالخجلِ من نفسِها..
لهذا ألقَتْ مَلاءةً على وجهِ الصنم… ورآها يوسف، قال لها:
ـ ماذا تَفعلين ؟!
قالت:
ـ إنني أخجَلُ من إلهي أن يَراني بهذهِ الحال!
وهنا انتَفَضَ يوسفُ، هتَفَ بشدّة:
ـ أتَستَحينَ من حَجَرٍ لا يَفْقَهُ شيئاً ولا أستَحي من ربّي وإلهي وسيّدي الذي خَلَقَني وأكرَمَني؟!
قالَ يوسفُ ذلك وفَرَّ باتّجاهِ الباب، ولكن زليخا أسرَعَت خَلْفَهُ، وتَشبَّثَت بقميصِه، فانشَقَّ القميص. وأمسَكَ يوسفُ بمقبضِ البابِ وفَتَحه.. وفي هذه اللحظةِ وَجَدا السيِّدَ في البابِ يُريد الدُّخول.
كانت زليخا في قمّةِ الهياجِ، وكانت تريدُ الانتقامَ من يوسف الذي عانَدها ورفضها، وتُبرّئ نفسها فقالت:
ـ الونشريس ما جَزاءُ مَن أرادَ بأهلِكَ سُوءً إلاّ أنْ يُسجَنَ أو عَذابٌ أليم الونشريس.
ولم يكن أمام يوسف إلاّ أن يُدافعَ عن نفسهِ فقال:
ـ الونشريس هِيَ راوَدَتْني عَن نَفْسِي الونشريس.
وحارَ العزيزُ ماذا يفعل ؟! وتساءل في نفسهِ عن صاحبِ الحق…
وكانَ مع العزيزِ رجلٌ آخَرُ هو ابنُ عمّ زليخا فقال:
أُنظرْ إلى قميصِ يوسف، فإن كان مَشْقوقاً من الصَّدرِ فإنّ زليخا مع الحقّ.. وإن كان القميصُ مَشقوقاً من الظَّهر فقد صَدَقَ يوسف.
ونَظَر العزيزُ إلى قميصِ يوسف.. فرآهُ مَشقوقاً من الظَّهر، فأدركَ الحقيقة.. التَفَت إلى زوجتهِ.. وقال:
ـ الونشريس إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنّ كَيْدَكُنَّ عَظيم الونشريس.
وقال ليوسف:
ـ الونشريس أعرِضْ عن هذا الونشريس لا تُحدِّث به أحداً.
وطلب العزيزُ مِن زوجته أن تستغفر قائلاً: ـ الونشريس واستَغْفِري لذَنْبِكِ الونشريس.
وانتهى كلُّ شيء.. عادت الحياةُ إلى مَجاريها مرّةً أخرى.. ولكن زليخا لم تَكُفَّ عن مُضايَقَةِ يوسف.. راحَت تُهدّدُه بالسِّجنِ والعذابِ إذا لم يَستَجِبْ لها.. أصبَحَ يوسفُ كلَّ حياتها.. حتّى أنّها تَرفُضُ اللقاءَ بأيِّ إنسانٍ حتى صَديقاتِها في المدينة. لَم يَعُدْن يَرَينَها بعد ذلك.
وشاعَت القصّةُ بين النساء… وتَعجَّبت بعضُ النِّسوةِ من زليخا، كيف تُحبُّ فتاها وعبدَها وتُراوده عن نفسهِ وهي سيّدةُ البِلاد ؟!

المَلاك
سَمِعَت زليخا بما يجري في المدينة، أنّ نساءها يَسْخَرنَ منها.. وفكّرت أن تفعلَ شيئاً يُسكِتُهنّ.
أرسَلَت زليخا وراء صديقاتِها وكُنَّ من عِلْيَةِ القَوم..
وما أسرَعَ أن لَبَّت النِّسوةُ دعوةَ زليخا، فجِئْنَ إلى قصرِها المُنيف.
كانت زليخا قد أعَدَّت لهنَّ وسائدَ وَثيرةً.. وجَلَسَت النِّسوةُ في حضرةِ زليخا ساكِتات.. وجاءَ الخَدَمُ يَحمِلونَ أطباقَ الفاكهة…
وبَدأت الأحاديثُ، ودَعَت زليخا صديقاتِها إلى تَناولِ الفاكهة..
كلُّ واحدةٍ أخَذَت سِكّيناً لتقشّرَ الفاكهة.. وكُنّ مُستَغرقاتٍ في أحاديثهنّ حتّى نَسِينَ لماذا جِئْنَ.
وفي تلك اللحظاتِ.. أشارتَ زليخا إلى أحدِ الخَدَمِ وأمَرَته باستدعاءِ يوسف حالاً.
وجاءَ يوسف… وحَدَث شيءٌ رهيب.. وقَفَ يوسفُ أمام زليخا امتثالاً لسيّدةِ القصر.. كان يَرتَدي حُلّةً جميلةً.. وأضاءَ المكانَ وجهُه الجميلُ الذي يَشُعُّ صفاءً وإيماناً.
بدا يوسفُ في تلك اللحظاتِ مَلاكاً يشّعُ بالنور، ودُهِشت النِّسوةُ لمنظرِه.. لم تَكُن النِّسوة ليَتصَوّرنّ جَمالاً بهذا السُّموّ…
إنّ جمالَ يوسف من النِّوع الآسِر.. وحَدَث شيء في نُفوسهنّ… ذُهِلْنَ عن أنفُسِهنّ ورُحنَ يُقطّعنَ أيديهنّ بالسَّكاكين دون وعي..
لقد هَيمَنَ يوسفُ على القلوب. كان جَمالهُ مَلائكياً شفّافاً يتَدفّقُ صفاءً ونوراً، وهَتَفَت النِّسوة:
ـ الونشريس حاش للهِ ما هذا بَشَراً إنْ هذا إلاّ مَلَكٌ كريم الونشريس!!
تضاعَفَت مِحنةُ يوسف… وهو يرى ما حَلّ بالنسوةِ، وأصغى لما تقوله زليخا لَهُنّ:
ـ الونشريس فَذلِكُنَّ الّذِي لُمْتُنَّني فيهِ ولَئنْ لَم يَفْعَلْ ما آمُرُه لَيُسجَنَّنَ ولَيكونَّنْ مِن الصّاغِرين الونشريس.
ولم يَبقَ أمامَ يوسفَ غيرُ طريقَين: أن يَستَجيبَ لِنداءِ الشيطان.. أو السِّجن…
ونظر يوسف إلى السماء، وقال بخشوع:
ـ الونشريس ربِّ السِّجنُ أحَبُّ إلَيّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيه € الونشريس.
إنّ يوسفَ يُفضّلُ السِّجنَ والعذابَ على تلك الحياةِ المُلَوّثةِ الفاسدة.
مِن أجلِ هذا استَغاثَ باللهِ في أن يُنقِذَهُ من شُرورِ الشيطان:
ـ الونشريس وإلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنَّ أصْبُ إلَيْهِنَّ وأكُنْ مِن الجاهِلِين الونشريس.
يوسفُ الذي أضاءت قلبَه أنوارُ السماء لا يُمكنُ أن يُصغي إلى وَسْوَسَةِ الشيطان… حتّى لو تَعذَّب في سبيلِ ذلك، حتّى لو أُلقي في السجن.
اللهُ سبحانه استَجابَ دعوةَ يوسف.. لقد رأى العزيزُ أن يَضَعَ حَدّاً للشائعاتِ الكثيرة، وأن يُلْقيَ يوسفَ في السجنِ مدّةً من الزمنِ رَيْثَما تَهدأُ الأُمور.
وهكذا سِيقَ يوسفُ بلا جَريرةٍ ولا ذنبٍ إلى السجن، ورأى السجّانُ يوسفَ فتأثرّ بأخلاقهِ وصفاتهِ، وقالَ له:
أنا أحِبُّكَ يا يوسف، إنّك إنسانَ طيِّب ومن الظپُلم أن يَسجنوك.
وتأثّرَ يوسفُ إنّه لا يُريدُ حُبّاً غيرَ حُبّ الله، فكَم تَجَرَّع الغَصَصَ من هذا الحبّ، لهذا قال يوسفُ للسجّان:
ـ لا تُحِبَّني؛ فإنّ عَمّتي أحَبَّتني فنَسَبَت إلَيّ السّرقة، وأبي أحَبَّني فحَسَدَني إخوتَي وألقَوْني في الجُبّ، وامرأةُ العزيزِ احبَّتني فألْقَوني في السِّجن.

السِّجن
يوسفُ هو الآنَ في السجن… الأيامُ تَمُرّ، والشهورُ تَمضي، ويوسفُ في السجنِ يتَحمّل كُلّ ذلك العذابِ من أجل أن يَبقى طاهراً.
وتشاءُ الأقدارُ أن يَدخُلَ السجنَ رَجُلان.. كانا من عَبيدِ المَلِك، غَضِبَ علَيهما فألقاهما في السجن… وهناك يَتَعرّفان على يوسفَ ويتأثّران بشخصيّته.
وسألَ كلٌّ صاحِبَه عن عملهِ، قال أحَدُهما:
ـ أنا ساقي المَلِك، أُقدّم له الشَّراب.
وقال الآخر:
ـ وأنا طَبّاخُ المَلِك.
وسألا يوسفَ عن صَنعتهِ، فقال: إنني أُعَبِّرُ الأحلام وأفسِّرُ الرُّؤيا..
وهكذا تَمرُّ الأيام.. وكان في السجنِ أُناسٌ كثيرون… وكانَ يوسفُ يَتفَقّدهُم جميعاً ويَرفقُ بهم؛ ويَتفقّدُ طعامَهُم ومَنامَهُم؛ فعُرِفَ بين السُّجَناءِ بالإحسان والمَحبّة للناس.
وذاتَ ليلةٍ وكانَ السُّجَناء نائمين جميعاً.. رأى ساقي المَلِكِ حُلماً.. رأى نفسَه يَعصِرُ عِنَباً، ورأى طبّاخُ الملك هو الآخر حُلماً عجيباً، رأى نفسَهُ يَحمِلُ خُبزاً فوق رأسهِ وجاءت الطيورُ فحَطَّت وراحَت تأكُلُ من ذلك الخبز!
في الصباحِ وعندما استَيقَظا حَدَّث كلٌّ منهما الآخرَ بما رأى من حلم.
ولم يَعرِفا تفسيرَ حُلمَيهِما ففَكّرا أن يسألا يوسفَ، فقال أحدُهما:
ـ الونشريس إنّي أراني أعْصِرُ خَمْراً الونشريس!
وقال الآخر:
ـ الونشريس إنّي أراني أحْمِلُ فَوْقَ رأسِي خُبْزاً تأكُلُ الطَّيرُ مِنْهُ الونشريس!
نَبِّأنا بتأويلهِ إنّا نَراكَ مِن المُحِسنين.
اللهُ سبحانه وَهَبَ يوسفَ قدرةً عجيبةً على تفسيرِ الأحلامِ. إنه يَعرِفُ تلكَ الإشاراتِ ويَفُكُّ رُموزَها، لَكأنّه ينظرُ إلى حقائقَ لا أحلام!

الدعوة إلى الله
اغتَنَم يوسفُ هذه الفُرصةَ لِيَدعوهُما إلى عبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.. أرادَ أولاً أن تَزداد ثِقَتُهما به فقال:
ـ إنّني أعرفُ حتّى نوعَ الطعامِ الذي سيأتي به السجّانُ إليكما، لقد آتاني اللهُ العِلم.. لأنّي تَرَكتُ عبادةَ الوثنَين وعبَدَتُ الله وحدَه لا شريكَ له..
إنّني أتْبَعُ دينَ آبائي إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
انها نعمةٌ أنعمَ بها الله علينا أهلَ البيت وعلى الناس، ولكنّ أكثرَ الناس لا يَشكُرون.
كانَ الرجُلانِ يُصغيانِ إلى كلماتِ يوسف التي تَنفُذُ في القلب.
قال يوسف:
ـ يا صاحِبَيَّ.. أيُّهما أفضَلُ: أن نَعبُدَ آلهةً شتّى لا علاقةَ لأحدٍ بالآخرِ ولا حولَ لها ولا قوّة، أم نَعبُدُ اللهَ الواحدَ القهّار ؟!
اللهُ وحدَه هو الإله، وباقي الأشياء التي تَعبُدونَها مُجرَّدُ أسماءٍ وتماثيلَ لا قيمةَ لها ولا سُلطان.. القوّةُ وحدَها لله سبحانه. إن دِيني هو دينُ التوحيد الخالص..
سكتَ يوسفُ لحظاتٍ، ثمّ قال:
ـ يا صاحِبيّ! إنّ أحدَكُما يعودُ إلى عَمَلهِ فيَعصِرُ العِنَبَ للمَلِكِ ويَسقيه.. وأمّا الآخَرُ فإنّه سيُصلَب.. وسيُترَكُ على الصَّليب حتّى تأكُلَ الطيرُ من رأسهِ.
شَعَر الرجلُ الذي رأى الطيورَ تأكلُ الخبزَ فوقَ رأسهِ بالخوف وقال:
ـ إنني لَم أرَ شيئاً، لقد كَذَبتُ علَيك.
أجاب يوسف:
الونشريس
قُضِيَ الأمرَ الّذِي فِيهِ تَسْتَفتيانِ الونشريس.
والتفَتَ يوسفُ إلى ساقي المَلكِ وقال له:
ـ الونشريس أُذكُرْني عِندَ ربِّكَ الونشريس.
وفي اليوم التالي.. جاء السجّان، وأخرجَ الرجلَين من السجن… ذهبَ الساقي إلى الملك وعادَ إلى عمل.. أمّا الطبّاخُ فقد نُفِّذَ فيه حكمُ الإعدام صَلباً وتُرِكَ على الصَّليب.
كان ساقي الملك قد وعَدَ يوسفَ بأنّه سيذكره عندَ الملكِ، سيقول أنّه مظلوم.. وأنّه سُجِن دونَ ذنب..
ولكنّ الساقي نَسِيَ وعدَهْ.. لهذا ظَلَّ يوسفُ في السجنِ عدّةَ سنواتٍ تحَمّلها يوسف بصبرٍ وإيمانٍ بأنّ الله لن يَنساه أبداً.

رؤيا المَلِك
ذاتَ ليلةٍ وعندما أوى الملكُ إلى فِراشهِ رأى في عالَمِ المَنامِ رؤيا عجيبة.
رأى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ جميلة المنظِر يَمْرَحْنَ في العُشبِ الأخضرِ على شاطئ النهر… فجأةً ظَهَرت سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلاتٍ قبيحاتِ المنظر.. تَقدّمْنَ نحو البقراتِ السِّمانِ وافتَرسْنَها جميعاً.
هَبَّ من نومهِ مَذعوراً، وجَفَّف عَرَقَهُ ثمّ نام فرأى حُلُماً آخر…
رأى سَبْعَ سنابلَ خَضراءِ اللونِ زاهيةٍ ممتلئة بالحَبّ، ورأى إلى جانبها سبعَ سنابلَ يابسةٍ فارغة.. السنابلُ اليابسةُ ابتَلَعت السنابلَ الخضراءَ الجميلة..
مرّةً أخرى هَبّ الملكُ من نومهِ، وأقلقته الرؤيا.. فأرسَلَ وراءَ رجالِ دولته وعَقَدَ معهم اجتماعاً.
تَحدَّث الملكُ عن رؤياه العجيبة.. حَدَّثهم عن البَقَراتِ العِجاف التي طَلَعت من الشاطئ وابتَلَعت البقراتِ السِّمان.. وحَدَّثَهم عن السَّنابلِ الخضراءِ التي ابتَلَعتْها السنابلُ العِجاف…
وفكّرَ رجالُ الدولة في رؤيا الملك.. ولكنْ دونَ جَدوى.
الساقي كان يَملأ أقداحَ الخمر..
كلُّ رجالِ الدولة قالوا: إنّها أضغاثُ أحلام.. إنّها مُجرَّدُ أحلامٍ لا معنى لها…
وعندما رأوا الملكَ مهموماً قالوا:
ـ ما نحنُ بتفسيرِ الأحلامِ بعالِمين..
فجأة وفي تلك اللحظاتِ.. وبينما كان الملكُ يَبحثُ عن تفسيرٍ لرؤياه هَتَف الساقي:
ـ الونشريس أنا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأويِلهِ فأرْسِلُونِ الونشريس!
الملكُ تعَجَّب من الساقي، ولكنّ الساقي أخبرَ الملكَ بما حَدثَ له قبل سنواتٍ يومَ كانَ في السجنِ، ورأى مع صاحبهِ الخبّازِ تلك الرؤيا… يوسفُ هو الذي فَسَّر لهما الرؤيا… فجاء تفسيرُه صادقاً يُنبئ بالحقيقة.
الملكُ أرسلَ الساقي إلى يوسف..

الأزمة الاقتصادية
جاء الساقي إلى السجنِ، ودخَلَ على يوسف، وقال له:
ـ يوسف أيُّها الصِّدِّيقُ! أفْتِنا في رؤيا المَلكِ.. إنّه يَرى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يأكُلهنّ سبعٌ عِجاف؛ وسبعَ سُنبلاتٍ خُضرٍ وأُخَرَ يابسات.. ما هو يا تُرى تفسيرُها، أخبِرْني يا يوسف لكي أعودَ فأخبِرَ الملك ورجال الدولة.. وسيعلمون منزلتَك وصِدقَك.
ورأى يوسفُ الحقائقَ واضحةً، لقد آتاهُ اللهَ تأويلَ الرؤى والأحلام الصادقة.. لهذا قالَ يوسف وهو يُحذّرُهم من الأزمةِ الاقتصادية القادمة!
ـ الونشريس تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنينَ دَأَباً؛ فمَا حَصَدْتُم فَذَرُوهُ في سُنبلِهِ إلاّ قَليلاً مِمّا تأكُلُونَ. ثُمّ يَأتِي مِنْ بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدادٌ يأكُلْن ما قَدّمتُم لَهُنّ إلاّ قليلاً مِمّا تُحْصِنونَ. ثُمّ يأتي مِن بَعْدِ ذلكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وفيهِ يَعصِرون الونشريس.
وانطلَق الساقي يحملُ إلى الملك ورجالِ دولته كلماتِ يوسفَ الصِّدّيق.
وقَفَ الساقي أمامَ الملكِ وأخبرَه بكلّ التفاصيل.
فوجئ الملك، قال في نفسه:
ـ معنى هذا أن النِّيلَ سيَفيض بالمياه سبعَ سنواتٍ قادمة، ثم تكفُّ السماءُ عن المطر سبعَ سنواتٍ أخرى، فينتشرُ القَحطُ والجَفافُ والمَجاعةُ وينخفضُ مَنسوبُ المياهِ في النِّيل.
ولكنّ يوسف لم يُفسِّر الرؤيا فقط بل وضَعَ خطّةً لتجاوزِ الأزمةِ الاقتصادية، قال له: إزرَعوا خلالَ السنواتِ السَّبعِ الأولى باستمرار، واجتَهِدوا في عَمَلِكُم.. واجمَعوا الحَصادَ في مَخازِنَ خاصّة، واقتَصِدوا في الطعام.
حتّى إذا جاءت سَنواتُ الجفافِ تكونُ المَخازنُ مُمتلئةً بسنابِلِ القمح.. وسيَكفي المخزونُ في إطعام أهلِ مصر.
وعندما تَنتهي سنواتُ القحطِ يأتي عامٌ جديدٌ مَواسِمُه مَليئةٌ بالخير والمطر.
أدركَ الملكُ أنّه يَملكُ كنزاً كبيراً اسمُه يوسف.. يوسفُ الذي يُعاني السجنَ منذ سنينَ طويلة.
لهذا أصدرَ أمراً بالإفراجِ عنه وقال:
ـ إئْتُوني بهِ.
وجاء ساقي الملك إلى السجن للإفراج عن يوسف..
هل فَرِح يوسفُ بالحريّة ؟ كلاّ لقد رَفَض الخروجَ من السجن، وقال:
ـ ارجِعْ إلى الملكِ واسأَلْهُ عن النِّسوةِ اللاّتي قَطَّعنَ أيديهنَّ.. إن رَبّي بِكَيدِهنَّ عَليم.
عاد الساقي إلى الملك، وأخبرَه بموقفِ يوسف، قال له:
ـ إنّ يوسفَ لا يَخرُجُ من السجنِ حتّى تَثبُتَ براءتُه.. يقول: ليسألِ الملكُ النساءَ لماذا قَطّعنَ أيديهنّ ؟! وأنّ العزيز يعرف أنّني بريء.
استَدعى الملكُ النسوةَ، وكانت معهن إمرأةُ العزيز نفسُها..
وسألهنّ الملكُ قائلاً:
ـ ما خَطْبُكُنَّ إذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفسِه ؟!
أجابَت النسوة جميعاً وهُنَّ يَعتَرفْنَ ببراءةِ يوسف من جميعِ التُّهمِ الباطلة:
ـ حاشَ للهِ ما عَلِمْنا عليَهِ مِن سُوءٍ.. إنّه بريء من كلِّ ما نُسِبَ إليه.. إنّه طاهر.. مِثلَ قَطَرات النَّدى.
وظَهَرت براءةُ يوسف، واعتَرَفَت امرأةُ العزيز قائلة:
ـ لقط ظَهَرت الحقيقة.. أنا التي راوَدتُه عن نفسِه. إنّه صادقٌ في كلِّ ما يقول..
الملكُ أُعجِب بنزاهةِ يوسف.. بأمانتهِ بعلمهِ وحلمهِ وصبرِه وبكلِّ صفاته.. لهذا قال:
ـ ائتُوني بهِ أسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي.
ظهَرَت براءةُ يوسف.. مِثلما تظهرُ الشمس.. وأُفرِجَ عنه ليخرجَ من السجن.. كما تَخرُجُ اللؤلؤةُ من أعماق بحار مظلمة.
دخلَ يوسفَ على الملك… تَحدَّثا معاً.. ازدادَ إعجابُ الملكِ به.. إنّه يقفُ أمامَ إنسانٍ عالِم… في قلبهِ روحٌ كبيرة.. وفي صدره علومٌ كثيرة.
الملكُ قالَ ليوسف:
ـ إنّك اليَوْمَ لَدَيْنا مَكينٌ أمين.
لقد أصبحَ يوسفُ شخصيّةً كبيرةً في البلاد.. ولكنّ يوسفَ لم يُفكّر إلاّ في شيءٍ واحد، هو أن يُنقِذَ مصرَ من الكارثةِ الاقتصاديةِ القادمة، لهذا قال:
ـ إجْعَلْني على خَزائنِ الأرضِ إنّي حَفيظٌ عَليم.
كان يُريدُ أن يُنظّم شؤونَ الزراعةِ والريِّ وخَزنِ المحاصيلِ استعداداً لسنواتِ الجَفافِ والقَحط.
ووافَقَ الملكُ على الفَور.. فأصبحَ يوسفُ سيّدَ مِصرَ كلّها؛ لقد صَبرَ يوسف… صَبَر على كلِّ شيء.. كان مؤمناً باللهِ فظلّ قلبُه طاهراً يملأه الإيمان.. اللهُ سبحانه شَمِلَهُ برحمتهِ فأنقذَه من البئر ومن الانحرافِ ومن السجن، ثمّ جَعَله سيّداً لبلادٍ كبيرةٍ هي مصر.

الزراعة
مِصرُ هي هِبَةُ النِّيل.. الناسُ في قديمِ الزمان، وقبلَ آلافِ السنين يَرتادونَ نهرَ النِّيلِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم بطريقةٍ بِدائيّة.. جاء يوسفُ الصدِّيقُ عليه السّلام إلى الحكمِ فنَشَطت حَركةُ الزراعةِ، وأدخَلَ تحسيناتٍ على طريقة الريّ..
كانوا يَعتَمدونَ الدِّلاءَ في ريِّ الحقول.. فجاءَ يوسفُ عليه السّلام واستخدم طريقةَ الأحواض. على الشاطئ عندما يَفيضُ النيلُ تمتلئ الأحواضُ دون جُهدٍ من الفلاّحين.. وتبقى مليئةً بالمياه.. ومن الأحواض تتفرّعُ القَنَواتُ لتسقيَ الحقولَ والمَزارع. فازدَهَرت الزراعةُ وازدادَ الإنتاج.
وأمرَ سيّدُنا يوسفُ عليه السّلام ببناءِ مَخازِنَ للحُبوبِ.. فكان يَدَّخِرُ المحاصيلَ إلاّ ما يكفي حاجةَ الناسِ في غذائهم اليوميّ.
سبعةَ أعوامٍ وهم يزرعونَ ويَحصدون ويَخزنونَ الحبوب. لقد كانت تلك السنواتُ مليئةً بالخيرِ والبركةِ والنَّماء.

السَّنواتُ العِجاف
بدأت سنواتُ الجَفاف.. انقَطَعَ المطرُ ذلك العام.. النيلُ لم يَفِضْ كعادته كلَّ عام.. ذَبَلَت الزروع.. وأقْفَرَت الحقول.. وجاء العامُ التالي.. انحَسَرَت مياهُ النيل أكثرَ وقَلّ منسوبُ الماء في النهر.. وسادَ القَحطُ في مصرَ والبلدانِ المجاورة.
أهلُ مصرَ أحبُّوا يوسفَ أكثر؛ لأنه أَنقذَهُم من سنواتِ الجُوعِ والقَحطِ والجفاف… المخازنُ مليئةٌ بالحبوب، ويوسفُ الإنسانُ الطيّبُ المُحِسنُ كان يُطعمَ الجياعَ ويُوزّعُ الحبوبَ بالعدل.
مصرُ نَجَت من الكارثةِ الاقتصادية بفضلِ يوسف.. ويوسفُ لا يُنكِرُ أن ذلك كانَ من فضلِ الله.
الجَفافُ لم يَضرِب بلادَ مصرَ وحدَها… بل مناطقَ واسعةً من الأرض…
لهذا كانت القوافلُ تأتي من كلِّ مكان للتزوّدِ بالقمح؛ وكان يوسفُ عزيزَ مصر لا يَرُدّ من يأتي إلى مصرَ خائباً.
كلُّ القوافلِ كانت تُغادرُ مصرَ وهي تَحمِلُ معها القمحَ والغذاءَ، وقد امتلأت نفوسُ الناس إعجاباً بعزيزِ مصرَ الذي كان يُعاملُهم كإخوةٍ له، وكان يملأ أوعيتَهُم فيعودون إلى أهليهم وديارِهم وافِرين.
أصبَحت مصرُ في ظلِّ يوسفَ عزيزِ مصرَ الجديدِ بَلَداً مليئاً بالخير، وكانت القوافلُ تأتي من أصقاعٍ بعيدة… وكان يوسفُ يستقبلُ الوافدينَ بطيبةٍ ومَحبّة… لم يَستغلَّ منصَبه ولم يَستغلَّ قُدرتَه؛ كان مُتواضعاً… يَستقبلُ الناس.. يَتبسّمُ في وجوهِهم ويوفِّرُ سَكناً مناسباً للوافدينَ من الدِّيارِ البعيدة.

قافلة من فلسطين
وذاتَ يومٍ.. وصَلَت قافلةٌ من أرضِ فلسطين، كان فيها عَشرةُ إخوة… هم أيضاً جاءوا ليَشتَروا القمحَ، لم يكونوا يَملكونَ شيئاً سوى دراهمَ من فضّة..
جاءَ الإخوة العشرةُ ودَخَلوا على عزيزِ مصر…
وقَفَ الإخوةُ العشرة… أمامَ العزيزِ وانحَنَوا له بإجلال…
نهضَ يوسفُ وراح ينظرُ إليهم، وردّ على تحيّتهم بأحسنَ منها.
وعَرَفهم يوسف.. عَرَفهم جميعاً. إنّهم إخوتُه العَشرة… إخوتُه الذين حَسَدوه… وأرادوا أن يَقتُلوه.. إخوتُه الذينَ دَفَعوا به إلى أعماقِ البئر في تلك البَوادي المُقفِرة حيثُ طُرقُ القوافل.
نعم إنهم إخوتُه: شمعون، راوبين، لاوي… عرفهم بعد عِشرينَ سنة..
تُرى.. ماذا فعَلَ يوسفُ في تلك اللحظات ؟! إنّهم لَم يَعرفوه.. بعد تلك السنين تَغيَّر يوسفُ، هو الآنَ في الثلاثينَ من عمرهِ.. لقد أخَذوا قميصَهُ ودَفَعوه في أعماقِ الجُبّ… ولكنّ الله لا يَنسى عبادَه المُخلصين.. هو الآن عزيزُ مصر.. يَرتدي حُلّةَ الملكِ وحولَهُ الحَرَسُ والجنود، وفي يدَيه مفاتيحُ مخازنَ مليئةٍ بالقمح..
تُرى ماذا يفعلُ يوسف؟! هل يَطرُدُهم ؟! هل يَنتقمُ منهم ؟ كلاّ! لماذا لم يفعل ذلك وقد أرادوا قَتلَه ؟! لأنّ قلبَ يوسف مُفعَم بالإيمان، ليس فيه سِوى الحبِّ وليس فيه سوى الخير…
وكان يوسف نبيّاً مُعلّماً للناسِ وهادياً إلى الله…
يوسف رحَّبَ بهم، أنزلهم في دارِ الاستراحة… وهم أحَبّوا هذا العزيزَ الطيّبَ الذي لم يَرفضْ بِضاعَتَهم مُقابلَ القمح.
ملأ جميعَ أوعِيَتِهم.. تَحدَّثَ معهم بودٍّ، سألَهم عن بلادِهم.. وكم عَدَدُهم.. قالوا له كلَّ شيء، قالوا له: إنّ يعقوبَ من ذرّيةٍِ إبراهيم.. قالوا له: إننا اثنا عَشَر أخاً.. ماتَ أحدُنا وهو يوسف.. أكَلَه الذئب! وسألهم: وأين أخوكم الآخر ؟
قالوا:
ـ لَم يُرسِلْه أبونا معنا.
ـ لماذا ؟
ـ لأنه أرسَلَ معنا شقيقَه يوسفَ فأكَلَه الذئب.. لهذا لم يُرسِلْ معنا بنيامين. هو يخافُ عليه ما خافَهُ على يوسفَ من قبل.
يوسفُ رحّبَ بإخوتهِ، ولكنْ لم يكشِفْ لهم عن هوّيتهِ، لم يَقُل لهم شيئاً عن نفسِه…
كانَ يسألهم عن أرضِهم وبلادِهم، وهم أيضاً أخبَروه بحُزنِ أبيهم يعقوب… حَدَّثوه عن بكائهِ وحُزنهِ وكيف فَقَد بَصرَه، وابيَضَّت عَيناه… حَدَّثوه عن حُبّه ليوسفَ الذي أكَلَه الذئبُ قبل عِشرينَ سنة!
أمرَ يوسفُ العُمَّالَ بأن يَملأوا أوعيتَهُم بالقمح؛ أمّا هو فذَهَب إلى مكانٍ بين الأشجار وراحَ يبكي.. يبكي على والدَيه، وعلى بنيامين، لقد هَزَّه الشوقُ إليهم..

العَودَة
ذهبَ يوسفُ لِيُشرفَ على تَجهيزِ القافلة، وأمَرَ الموظّفَ الذي يَقبِضُ أثمانَ القمحِ بوضعِ الفضّةِ التي أخذَها من إخوتهِ في رِحالهم دون أن يَشعُروا بذلك.
يوسفُ أدركَ أن حالتَهم المعيشيّةَ ليست طيّبة، لهذا أعادَ أموالَهُم ولم يُخبِرْهُم بذلك.
جاء إليهم ليودّعَهم، قالَ لهم:
ـ هل أنتم راضُون عن الكَيل ؟..
ـ أجل، لقد أحسَنتَ الينا أيّها العزيز.
ـ في المرّةِ القادمةِ وإذا ما جئتم إلى مصرَ فائتوني بأخيكم. سنُضيفُ إليكم سَهماً آخرَ في الكَيل.. وإذا لم تَفعلوا فلا تأتوا إلى هنا أبداً.
قال أحدهم:
ـ سَنُراوِدُ عنه أباه.. سنقولُ له ذلك… سنُلحُّ عليه حتّى يوافقَ على إرساله.
وهكذا عادت القافلةُ إلى أرضِ الخليل… الإخوة حَدّثوا أباهم بما جَرى لهم… قالوا لقد مُنِعَ عنّا الكَيلُ إذا لم نأخُذْ أخانا بنيامين معنا.. هكذا قالَ عزيزُ مصر.
قال يعقوب عليه السّلام:
ـ هل آمَنُكُم عَلَيه إلاّ كما أمِنتُكُم على أخيهِ من قَبلُ، فاللهُ خَيرٌ حافظاً وهو أرحَمُ الراحمين ؟!
بكى يعقوب.. تذكّر يوسفَ الذي اختَفى منذ عشرينَ سنة. وعندما ذَهبوا ليفتَحوا مَتاعَهُم وَجَدوا فضّتهم التي اشتَرَوا بها القمحَ قد أُعيدَت إليهم.. فَرحوا جدّاً وعادوا إلى أبيهم يُبشِّرونه:
ـ يا أبانا هل نطلبُ أكثرَ من هذا ؟! لقد أُعيدت إلينا أموالُنا مع القمح… فارسِلْ معنا أخانا من أجلِ أن نَميرَ أهلَنا ونَحفَظَ أخانا ونَزدادَ كَيْلَ بعير.
قال يعقوب:
ـ لن أرسِلَهُ معكم حتّى تُعطوني مِيثاقاً على إعادته.. إلاّ إذا أُحيطَ بكم.
أعطى الإخوةُ مِيثاقَهُم في المحافظِة على بنيامينَ من كلّ مكروه.

هواجس يعقوب
عندما تَجَهّزت القافلة وجاءَ ابناءُ يعقوبَ لتوديعِ أبيهم، قالَ لهم الأب:
ـ يا أبنائي، لا تَدخُلوا مِصرَ من بابٍ واحدٍ وادخُلوها من أبوابٍ متفرقة… أخشى عليكم من الحَسَد… ولكنّ هذا لا يُغْني شيئاً عنكم أمامَ مشيئةِ اللهِ سبحانه..
كان يعقوبُ عليه السّلام يخافُ على ابنائه الحَسَد… كان يَشعرُ أن حادثاً ما سيَقَع لهم وسيُفرَّقُ جَمعُهم… لهذا أراد أن يَدفعَ عنهم شَرّ الحسد… ولكن مشيئةَ الله هي الحاكمة، لهذا قالَ يعقوب عليه السّلام:
ـ الونشريس إنِ الحُكْمُ إلاّ للهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وعَلَيهِ فَلْيَتَوكَّلِ المُتَوكّلون الونشريس.
وهكذا انطَلَقت القافلةُ تَطوي الصحراءَ إلى مصر.. وتَمرُّ الأيامُ.. وبعد اثنَي عشرَ يوماً وَصَلت القافلةُ قريباً من أرضِ مصر..
وهناك افترَقَ الإخوة، كلّ اثنين دخلوا مصرَ على حِدَة؛ كانوا أحدَ عَشَر أخاً.. مَن الذي ظلّ وحيداً ؟ بنيامين ظلّ وحيداً دخلَ مصرَ لوحده.. لهذا كان حزيناً جدّاً…
وعندما دَخَلوا على عزيزِ مصرَ لشراءِ القمحِ دخلوا أيضاً اثنَينِ اثنين؛ وأخيراً دخلَ بنيامين على العزيز. كانت لحظاتٍ مثيرة.. فبعدَ عشرينَ سنةً وقَعَت عَيْنا يوسفَ على شقيقهِ بنيامين… كانَ قد تَرَكَهُ طفلاً وها هو الآنَ قد أصبَحَ شابّاً… ولكنْ ما بالُه حزيناً.. تَساءلَ يوسفُ في نفسِه… قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ ما هذا الحُزنُ الذي أراهُ على وجهِك ؟! هل وَقَع لكَ مكروه؟
قال بنيامين:
ـ كلاّ أيُّها العزيز، ولكنْ تَذكَّرتُ أخي يوسف.. لو كانَ حيّاً لَجاءَ معي ولم أبقَ وحيداً…
سأل يوسف:
ـ وماذا حَصَلَ ليوسف ؟
ـ ذَهَبَ مع إخوتي إلى الصحراء ولم يَرجِع.. كانَ ذلك قبل عشرينَ سنة.. قالوا: إنّ الذئبَ أكلَ يوسف… ومنذ ذلك اليومِ لم أرَ سوى قميصهِ المُدمّى…
أبي لم يُصدّقْهم.. ما يزالُ حتى اليوم يبكي على يوسف. آه يا يوسف… ما أطيبَه وأطهَرَه!
قالَ يوسف:
ـ لا تَحْزَنْ يا بنيامين، أنا أخوكَ.. تعالَ لنتناولَ الغداء…
جَلَس يوسفُ على سريرِ المُلك، وأجلَسَ بنيامينَ إلى جانبِه وراحَ يتَحدّثُ معه ليطيّبَ خاطِرَه.

الحقيقة
أحَبَّ بنيامينُ عزيزَ مصر.. ولكن لا يدري سبباً لهذا الحبّ.. رآه يَتَدفّق طيبةً ورحمةً وإحساناً..
قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ لو رأيتَ أخاكَ اليومَ فهل ستَعرفه.
ـ ربّما.. إنّ ملامحَهُ لا تَغيبُ عن بالي.
أرادَ يوسفُ أن يُدخِلَ في قلبِ أخيه الفرح، فقال:
ـ اسمَع يا بنيامين جيّداً. إن إخوتَك هؤلاء حَسَدوا أخاك فأخَذَوه إلى الصحراء وألقَوهُ في البئر.. إنّ يوسف ما يزالُ حيّاً… صَبَر وتحمّلَ واللهُ لا يُضِيعُ أجرَ الصابرين.. إنّي أنا أخوك حقّاً.. لقد مَنَّ الله عليَّ وجَعَلني عزيزاً في مصر..
لم يتَحمَّلْ بنيامين فَرَكَ عَينَيه، كان مثلَ النائمِ فانتَبَه وألقى نفسَه على صدرِ أخيه يَشمُّه ويبكي.. وبكى يوسف..
قال لأخيه:
ـ لا تُخبِرْ إخوتَك.. سوف أعملُ على بقائك في مصر.. سأصنَعُ شيئاً، فلا تَحزنْ بسببِ ذلك.

الخطة
جاء الإخوةُ يسألون عن بنيامين.. قالوا للعزيز: إنّ أبانا أوصانا بالحفاظِ عليه وأخَذَ علينا المِيثاق.
أمرَ يوسفُ فِتيانَهُ أن يُجهِّزوا القافلةَ ويملأوا أوعيتَها بالقمح..
وجاء يوسفُ ليشرفَ على سَيرِ العمل.. كان العمّالُ مشغولينَ وكان الإخوة يَتفقّدونَ جِمالَهُم…
اقتَرَب يوسفُ من بعيرِ أخيه بنيامين ووضَعَ كأساً فِضيّاً ثمنياً في رَحْلِه… وأهالَ عليه القمح..
كانَ ما صنَعَه يوسف خطّةً من أجلِ أن يَحتفظَ بأخيهِ بنيامين في مصر..
تَحَرّكت القافلةُ لِتُغادرَ مصرَ عائدةً إلى أرض فلسطين..
من بعيدٍ سَمِعَ الإخوةُ نِداءً يَهتِفُ بهم:
ـ تَوقَّفوا إنّكم سارِقون!
فوجئ الإخوةُ جميعاً، باستثناءِ بنيامينَ الذي كانَ يَعرِفُ ما يَجري؛ جاء الإخوة إلى الحارسِ المِصريّ، قالوا له:
ـ ماذا تَفْقِدون ؟
قالَ الحارس:
ـ نفقد صُواع المَلِكِ الذي يَشرَبُ به.. ولِمَن جاءَ بهِ حِمْلُ بَعير.
أقسمَ الإخوة أنّهم لم يَسْرِقوا شيئاً، وقالوا:
ـ تاللهِ لَقَد عَلِمْتُم ما جِئْنا لِنُفْسِدَ في الأرضِ، لقد جِئنا نَشتري القمحَ لأهلِنا.
ـ قالَ الحارس:
ـ سَنُفتّشُ أمتِعَتَكُم، وإذا ظهرَ كذبُكم فما هي عُقوبةُ السارقِ عندكم ؟
قال الإخوة:
ـ عقوبتُه أن يُصبِحَ عبداً لِمَن سَرقَ منه..
ـ حَسَناً، سنفتّشُ أوعيتَكُم جميعاً.
جاء يوسفُ، وراح يفتّشُ بنفسِه أوعيةَ القافلة.. بَدَأ بأوعِيتِهم ثمّ جاء إلى وِعاء بنيامين.. ووضَعَ يده في وعاء القمحِ واستخرجَ الصُّواعَ منه.
دُهِش الإخوةُ جميعاً. أمّا بنيامينُ فقد وقَفَ يَنظرُ بحزنٍ وصَمت.
قالَ يوسف:
ـ والآن ما هو رأيُكُم ؟!
قال الإخوة وهم يَنظرون بغيطٍ إلى بنيامين:
ـ إنْ سَرَقَ فقد سَرَقَ أخٌ لَهُ مِن قَبلُ!
شَعرَ يوسفُ بالحزن: إنّ إخوَتَهُ ما يزالونَ يَحسدونَهُ ويَحسدونَ أخاه ويَكرهونَهُما، ولكنّه خاطَبَهم قائلاً:
ـ أنتُم شَرٌّ مكاناً، واللهُ أعلَمُ بما تَصِفُون.
جاء الأخُ الأكبرُ وتوسّلَ إلى العزيز قائلاً:
ـ إنّ له أباً وهو شيخٌ كبير، وقد أخَذَ علينا المِيثاقَ أن نُعيدَه إليه سالماً… فخُذْ أحدَنا مكانَهُ ليكونَ عبداً.
قال يوسف:
ـ معاذَ اللهِ أنْ نأخُذَ إلاّ مَن وَجَدْنا مَتاعَنا عِندَه.. إنّا اذاً لَظالِمون.
عندما شَعَروا باليأسِ اجتَمَع الإخوةُ فيما بينهم وراحوا يَتَشاورون… ماذا يفعلون ؟ وكيف يَعودونَ إلى أبيهم ؟
ـ ماذا نفعلُ الآن ؟
ـ إن أبانا قد أخَذَ علينا الميثاق.
ـ وماذا نَفعل ؟ نقولُ له الحقيقة..
ـ نَعَم، نقولُ له إن بنيامين قد سَرَق، وقد استَعبَدوه عُقوبةً له على سرقتهَ صُواعَ المَلك.
قال الأخُ الاكبر:
ـ كيف نَعودُ إلى أبينا دونَ بنيامين ؟ والميثاقُ الذي أخَذَهُ علينا أن نُعيدَه سالماً.. هل نَسِيتُم ما فَعَلتُم بيوسفَ من قَبل. لم نَرحَمْ شَيخوخَةَ أبينا.. لا.. لا لن أعودَ إلى أبي؛ سأبقى في مصرَ حتى يأذَنَ لي أبي.. أمّا أنتُم فعودوا.. قولوا لأبيكم: يا أبانا إنّ ابنَكَ سَرَق.. إننا لا نَعَلمُ الغَيب.. لا نعلمُ أن بنيامينَ سيَسرِق!
سكتَ الإخوة.. كانوا أحَدَ عَشَر أخاً.. بنيامينُ أخَذَهُ العزيز.. والأخُ الأكبرُ ظلَّ في مصر.. لا يريدُ أن يُقابِلَ أباه مرّةً أخرى وقد أخَلَّ بالميثاق..
الإخوةُ التسعةُ عادوا إلى فلسطين.. عادوا ليُخبروا أباهم بما حَصَل.. كان سيّدُنا يعقوبُ يخافُ عليهم من الحَسَد. لهذا أمرَهُم أن يَدخُلوا مصرَ من أبوابٍ متفرّقة.. كان يُريد لهم أن يدخلوا مُتفرّقينَ ليعودوا بأجمعِهم.. لقد عادَ تسعةٌ منهم ومعهم نبأ آخرُ حزين.
جاء الإخوةُ التسعةُ إلى سيّدِنا يعقوبَ وقالوا له:
ـ يا أبانا إنّ ابنَك سَرَقَ.. وما شَهِدْنا إلاّ بما عَلِمْنا.
سكتَ سيّدُنا يعقوب… شَعَر الإخوة أن أباهم لم يُصدِّقْهُم، فقالوا:
ـ إذا لم تُصدِّقْنا فاسأل القوافلَ والناسَ الذين كانوا معنا في مصر.. وإنّنا لَصادقون.
أمسَكَ سيدُنا يعقوبُ بعصاهُ ونهضَ قائلاً:
ـ بل سَوَّلت لَكُم أنفسُكُم أمراً فصَبرٌ جميلٌ… سأصبِرُ مرّةً أخرى، ربّما يُعيدُهم الله إليّ جميعاً…
لكن سيّدنا يعقوب تألّمَ بسببِ ما حَصَل… تذكّرَ يوسفَ الذي اختفى منذ عشرينَ سنة.
لقد أدركَ بأنّ ما حَدَث مُرتبطٌ بما حَصَل ليوسف، لهذا قال:
ـ يا أسَفى على يوسف.
قال الإخوةُ التسعة:
ـ إنّكَ لا تَتركُ ذِكرَ يوسف.. لَسَوف تَموتُ من كَثرةِ حُزنِك وبكائك على يوسف!
قال سيّدُنا يعقوب:
ـ إنّني أشكو حُزني إلى الله.. وأعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلمون.
سكتَ قليلاً وقالَ لأبنائه:
ـ أذهَبوا يا أولادي.. أذهَبوا وأبحَثوا عن يوسفَ وأخيه، لا تَشعُروا باليأس.. لأنّ الكفارَ هم وحدَهُم الذينَ يَشعُرونَ باليأسِ والقُنوط.

أنا يوسف
نَفَدَ القَمحُ، وشاعَ الحزنُ في بيتِ سيّدنا يعقوب، لقد فَقَد أولادَه الثلاثةَ: يوسفَ وبنيامينَ وأخاهُم الأكبر.
مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا يعقوبُ أولادَه أن يَذهَبوا لِيَمتاروا الطعامَ ويَبحثوا عن يوسفَ وأخيه.
وشَدَّ الإخوةُ الرِّحالَ إلى مصرَ للمرّةِ الثالثة… لم يَكن مَعَِهم من الفضّةِ إلاّ القليل، ولكنّهم ذَهَبوا ليجيئوا بأخيهم بنيامين.
عندما وصلوا مصرَ لم يُكرِمْهُم أحدٌ بسببِ ما حَدَث في الرِّحلةِ السابقة.. لهذا ذَهبوا إلى عزيزِ مصرَ الذي أخذَ بنيامين… ذهبوا إليه ليتَحدّثوا معه بِرِقّة فلَعلّه يَبيعُ لهم بهذه الفضةِ قَمحاً، ولعلّ هذا العزيزَ الطيّبَ يُطلِقَ سَراحَ بنيامين؛
دخلَ الإخوةُ على عزيزِ مصر، وقالوا له:
ـ يا أيُّها العزيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأوْفِ لَنا الكَيْلَ وتَصَدَّقْ عَلَينا إنّ اللهَ يَجْزي المُتَصَدّقين.
شيءٌ عجيبٌ لَفَت نظرَ الإخوة! إنّ بنيامينَ يَجلِسُ مع العزيزِ ويَرتدي حُلّةً من الكَتّانِ فاخِرة…
وفي تلك اللحظاتِ المُثيرة.. قالَ يوسفُ وهو يَفيضُ رحمةً لهم:
ـ هَل عَلِمْتُم ما فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وأخيهِ إذ أنتمُ جاهِلون ؟!
لقد نَسِيَ يوسفُ كلَّ الآلام التي سَبّبها إخوتُه له ولأبيه.. نَسِيَ كلَّ تلكَ المعاناةِ الطويلة. أراد أن يقول لهم فقط إن جَهلكم قد أوصَلَني إلى هذه المكانةِ؛ لأن الله قد اختارَني ومَنَّ علَيّ وكافأني على صبري وإيماني.
وفي تلك اللحظة.. استيقَظَ الإخوةُ على حقيقةٍ كبرى.. إنّ هذا العزيزَ الذي يَلتَفّ حولَه الحُرّاسُ والجنودُ وصاحبُ الكلمةِ الأولى في مصر هو يوسف!! يوسفُ أخوهُم الذي تآمَروا عليه.. يوسفُ الطيّبُ الطاهرُ الذي كافأهم على الإساءةِ إحساناً ومَلأ لهم أوعيَتَهُم قمحاً وأعادَ إليهم فِضّتهم وأموالَهُم..
هَتَف الإخوة بدهشة:
ـ إنكَ لأنتَ يوسف ؟!
أجابَ يوسفُ وعيناه تَفيضانِ بالدمعِ خشوعاً لله ربِّ العالمين:
ـ نعم، الونشريس أنا يُوسُفُ وهذا أخِي قَد مَنَّ اللهُ علَينا… إنّه مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ فإنّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحِسنين الونشريس.
واكتَشَف الإخوةُ الحقيقةَ بعد عشرينَ سنةً من التّيهِ والضَّلال، فقالوا لأخيهم يوسف:
ـ تاللهِ لقد آثَرَكَ اللهُ عَلَينا وإنْ كُنّا لَخاطِئين.
وابتَسَم لهم يوسف.. إنّهمُ إخوتُه أضَلّهم الشيطانُ في لحظةِ حسدٍ، وعادوا إلى الطريق!
ـ الونشريس لا تَثْرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ.. يَغْفِرُ اللهُ لَكُم وَهُوَ أرحَمُ الراحِمين الونشريس.
أرادَ يوسفُ ذلك الفتى الشَّهمُ الذي غَضَّ نَظَرهُ عن كلِّ الإساءاتِ.. أرادَ أن يَضَعَ حدّاً لآلام أبيه…
قبلَ عشرينَ سنةً أخذَ إخوتُه قميصَهُ ولَطّخوه بدمٍ كَذِب..
وأخَذوه إلى أبيهم وقالوا له: يا أبانا إن الذئبَ قد أكَلَ يوسف! أراد يوسفُ أن يَمسَحَ هذهِ الكِذبةَ من ذاكرتِهم، لهذا خَلَعَ قميصَهُ الكَتّانيّ وقال لهم:
ـ إذهبوا بِقَميصي هذا فألْقُوهُ على وَجهِ أبي يَأْتِ بَصيراً وائتُوني بأهلِكُم أجمعين.
كُلُّ الأخوةِ راحُوا يَشمّون قميصَ يوسف ويَبْكون… يَبكون فَرَحاً ونَدَماً.. فَرَحاً بأخيهم الذي أصبَحَ الرجلَ الأولَ في مصر، ونَدَماً على ما فَعلوه قبلَ عشرينَ سنة…
من أجل هذا انحنَوا إجلالاً لعزيزِ مصر، لهذا الإنسانِ الطاهر، وغادروا القصرَ على عَجَل..
كانوا يُريدونَ العودةَ إلى أبيهم بأقصى سُرعةٍ ليُدخِلوا الفَرحةَ على قلبهِ الحزين.. وهكذا انطَلَقت القافلةُ تطوي الصحاري… لم تكن هذه القافلةُ تَحمِلُ قمحاً؛ إنّها تَحملُ قَميصَ يوسفَ والفرحةَ الكبرى.

نهاية الألم
كانَ سيّدُنا يعقوب.. يَخرُجُ إلى طريقِ القوافلِ كلَّ يومٍ وينتظرُ عَودةَ ابنائه..
وفي أصيلِ أحدِ الأيّام وفيما كانت الشمسُ تَهبِطُ للمغيبِ في الصحراء.. شَمَّ سيّدُنا يعقوبُ نسائمَ طيّبة.. فيها رائحةُ يوسف… قالَ لبعضِ أولادهِ الذين لم يَذهبوا في تلك الرِّحلة إلى مصر:
ـ إني لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لولا أنْ تُفَنِّدونِ!
قال ابناؤه:
ـ تاللهِ إنّك لَفي ضَلالِكَ القَديم..
قالوا لأبيهم أنتَ ما تزال على ضلالكِ القديمِ في حُبّك ليوسفَ وأخيه أكثرَ منّا!!
وفي تلك اللحظاتِ.. شاهَدَ الجميعُ جَمَلاً يَتّجهُ نحوهم بسرعة، وكان رجلٌ يُلِّوح بقميصٍ من بعيد.. ماهي إلاّ لحظات وإذا بأحدِ ابنائه قد سَبقَ القافلةَ وجاء لِيَزِفَّ بُشرى العُثورِ على يوسف..
إنّ يوسفَ لم يأكُلْه الذئبُ، ولم يَمُت طوالَ العشرينَ سنةً الماضية.
وألقى البَشيرُ قميصَ يوسفَ على وجهِ يعقوب.. فحَدَث شيءٌ عجيب! لقد عادَ النورُ إلى عَينَي يعقوبَ فرأى الدنيا مُضيئةً جميلةً بعد أن كانت سوداءَ حزينة.
من أجلِ هذا دَمِعَت عيناهُ فَرَحاً، وقالَ لإبنائه:
ـ ألَم أقُلْ لَكُم إنّي أعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلَمونَ ؟!
أولاده أطرَقوا برؤوسِهم خَجَلاً وحُزناً وقالوا:
ـ يا أبانا استَغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا إنّا كُنّا خاطِئين.
قال الأبُ الذي عادَ إليه بَصَرهُ برحمةٍ من الله:
ـ سَوفَ أستَغفِرُ لَكُم رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ..
قالَ يعقوبُ ذلك لأنه يُريدُ أن يؤجِّلَ دعاءه إلى وقتِ السَّحَرِ، من أجل أن يَستجيبَ اللهُ ويَغفِرَ لأبنائهِ ما فَعَلوه من قبل.
شَعَر سيّدُنا يعقوبُ أنّه يَستعيدُ شَبابَهُ من جديد؛ كانت الفرَحةُ تُضيء قلبَه وعينيه.
أخبرَ زوجتَه أمَّ يوسف بالبُشرى وعَمَّت الفرحة.
أمَرَ سيّدُنا يعقوب عليه السّلام أنْ يتَجهَّزَ الجميعُ للرَّحيلِ إلى مصر، ليعيشوا في بلادِ مصرَ وفي ظلالِ حاكمِها العادِل والطيّبِ والصدّيقِ يوسف عليه السّلام.

وتحقّقت رؤيا يوسف
قبلَ عشرينَ سنةً كانَ يوسفُ قد رأى حُلُماً عَجيباً. رأى الشمسَ والقمرَ وأحدَ عَشَرَ كوكباً رآهم جَميعاً يَسجُدونَ له إجلالاً.. وتَعَجّبَ يوسف وقتَها.. ثَمّ وقَعَت الحوادثُ بعد ذلك.. ليجدَ نفسَه بعيداً عن أهلهِ وإخوتهِ في أرضٍ بعيدة…
لقد مَرَّت عشرون سنةً وها هو الآن يَحكُمُ مصرَ ويَنتظرُ قُدومَ أبوَيه من الباديةِ إلى هذه البلادِ الجميلةِ المليئةِ بالخير.
أمَرَ يوسفُ بِضَربِ خَيمةٍ كبيرةٍ جدّاً في الصحراءِ لأجلِ أن يَستقبلَ إبويَهِ وأخوتَه…
وكانَ الجنودُ يُراقبونَ طريقَ القوافلِ مُنتظرينَ قُدومَ قافلةٍ من أرض فلسطينَ فيها أُسرةُ عزيزِ مصر؛ التي تعيش في البادية!
وذاتَ صباحٍ رأى الجنودُ القافلة… إنها قافلةُ يعقوب عليه السّلام وزوجتهِ وأبنائه.
وانطَلَق فارسٌ إلى مصرَ يُبشّرُ يوسفَ بقدومِ أبوَيه وإخوته.

الشمس والقمر والكواكب
استُقبِلَ سيّدُنا يعقوبُ باحترامٍ عميقٍ، وأُدخِلَ ومَن معه الخيمةَ الكبيرة ريثما يَصلُ عزيزُ مصر.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَنتظرُ بشوقٍ لقاءَ ابنهِ يوسفَ بعد عشرينَ سنةً من الفراقِ والعذابِ والبكاء!
وجاءَ يوسفُ في مركبةٍ تَجرُّها خُيولٌ سريعة… كانت الخُيولُ تَطوي الأرضَ بسرعةٍ فائقة.. كأنها كانت تُدرِكُ شوقَ يوسفَ إلى لقاءِ أبوَيه..
ووصلَ يوسف.. لِيدَخُلَ الخَيمة.. كان يَرتدي حُلّةَ العِزّة وقد سَطَع النورُ من وجههِ المُضيء… ونَهَض الجيمعُ احتراماً لعزيزِ مصر… ثمّ لينحَنوا اجلالاً لعزيزِ مصر. وفي تلك اللحظة تَوهَّجَت رؤيا يوسفَ التي رآها قبلَ عشرينَ سنة… عندما رأى الشمسَ والقمرَ وأحَدَ عَشَرَ كوكباً يَسجُدونَ له…
ها هو الآن يَرى أباه وأمّه وإخوته الأحَدَ عَشرَ يَنحنَون له بإجلال.
وعانَقَ يوسفُ والدَيه، وأخَذ بأيديهما لِيَرفَعها إلى سريرِ المُلك والعزّة..
وقال يوسف لأبيه:
ـ الونشريس يا أبتي هذا تأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقّاً، وقَد أحسَنَ بي إذ أخْرَجَني مِن السِّجنِ وجاءَ بِكُم مِن البَدْوِ مِن بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشيطانُ بيني وبينَ إخوَتي إن رَبّي لَطيفٌ لما يَشاءُ إنّه هُوَ العَليمُ الحكيم الونشريس.
ورفَعَ يوسفُ يَدَيه إلى السماء شاكراًالله على نعمه:
ـ الونشريس رَبّي قَد آتَيتَني مِن المُلْكِ وعَلّمْتَني مِن تأويلِ الأحاديثِ فاطِرَ السماواتِ والأرضِ.. أنتَ وَليّي في الدُّنيا والآخِرةِ تَوَفَّني مُسلِماً وألحِقْني بالصّالحين الونشريس.
ما أطيَبَك يا يوسف! ما أطهَرك أيّها الفتى المؤمن!
لقد تَناسى يوسفُ كلَّ الآلام والمعاناةِ وعلى مدى عشرينَ سنة واستقبلَ إخوته بحبّ، وقال: إن الشيطانَ هو الذي نَزَغ بينه وبينهم!
وهنا تَكمنُ عَظَمةُ يوسف…. في تلك النفسِ الطاهرةِ وفي ذلك القلبِ الطيب.
وهكذا عاشَ سيّدُنا يعقوبُ وأبناؤه في مصرَ بلدِ الخيرات وفي ظِلالِ حاكمٍ عادل.. أنعَشَ البلادَ وأنقَذها من أكبرِ أزمةٍ اقتصاديّةٍ آنذاك.

*************************

أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب *

اختكم في الله :طالبة العلى




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايكي
بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك


شكرا وألف شكر اختي على وفائك لزيارة مواضيعي وعلى تحفيزك الدائم . شكرا جزيلا حبيبتي عفاف على المرور العطر سرني كثيرا تواجدك . اتمنى لك كل الخير . صح سحورك و دمت بود




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

ربي يجازيك اختي نور ويفرحك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fethicompta
ربي يجازيك اختي نور ويفرحك

اللهم آمين يارب . شكرا جزيلا لك اخي فتحي على المرور الجميل . سرني كثيرا تواجدك . وربي يفرحك انت كذلك ويوفقك . شكرا




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة
شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام

وكم أسعد بتواجدك اختي الغالية أسماء . أزف لك تحياتي العطرة وأرسل لك باقة انت عنوانها . بارك الله فيك على المرور الجميل وعلى الرد الاجمل . سرني كثيرا تواجدك .وتأخرك في الرد لا يهم المهم انك بخير ولكل ظروفه يكفيني تشجيعكم المستمر الذي يجعلني اواصل مواضيعي. ألف شكر اختي الغالية أسماء . تحياتي وصح سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ker
بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي

الله يخليك يالغالية ربي يحفظك وانت زادا .وانا لطالما وجدتك منورة مواضيعي بردودك العطرة وتواجدك الجميل . تقبلي تحياتي اختي الغالية وشكرا جزيلا على الكلمات النيرة . صح سحورك اختي .




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

جزاك الله خيرا




التصنيفات
الإعجاز القرآني

اسرار الاعجاز العلمي في القران الكريم

اسرار الاعجاز العلمي في القران الكريم


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مجموعة من العروض القيمة اتمنى ان يستفيد منها الاخوة الاعضاء وزوار المنتدى

1-http://www.gulfup.com/Xnjql04rsyzkg0
2- http://www.gulfup.com/X5vxn1bakm0ae
3-http://www.gulfup.com/X1yn7bgbh5i3o4
4-http://www.gulfup.com/X1yn84llky0kgc
5-http://www.gulfup.com/Xhnt2et3esn3
6-http://www.gulfup.com/X1yn7oa0fkwbo8
7-http://www.gulfup.com/X1yn7lskkdpokg
8-http://www.gulfup.com/Xnjqrh071ny80o
9-http://www.gulfup.com/Xnjqqj27io2ok4
10-http://www.gulfup.com/Xnjqqg78sg0g84

والى الملتقى ان شاء الله




رد: اسرار الاعجاز العلمي في القران الكريم

بارك الله فيك و اثابك




التصنيفات
فقه السنة النبوية

ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم

ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم


الونشريس

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
حي الله الإخوة الكرام بمنتديات بوابة الونشريس ، والله أسال أن يبارك لهم ويهب الأجر والتوفيق.
وبعد فهذه ثلاثة لا ريب فيها:
ذكرت ثلاثة أمور في كتاب الله تعالى لا ريب فيها :
القرآن والقيامة والموت
ذكر القرآن الكريم لا ريب فيه في (3) مواضع .
قال الله تعالى: ***64831;الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ***64830;(البقرة/2)
وقال تعالى: ***64831;وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ***64830;(يونس/37)
وقال تعالى: ***64831;تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ***64830; (السجدة/2)
وذكر يوم القيامة لا ريب فيه في (10) مواضع .
قوله تعالى: ***64831;فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ***64830;(آل عمران/25)
وقال تعالى: ***64831;اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً***64830; (النساء/87)
وقال تعالى: ***64831;قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ***64830;(الأنعام/12)
وقال تعالى: ***64831;وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ***64830;(الكهف/21)
وقال تعالى: ***64831;وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ***64830;(الحج/7)
وقال تعالى: ***64831;وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ***64830;(الجاثية/32)
وقال تعالى: ***64831;وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ***64830;(الشورى/7)
وقال تعالى: ***64831;قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ***64830;(الجاثية/26)
وقال تعالى: ***64831;إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ***64830;(غافر/59)
وقال تعالى: ***64831;رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ***64830; (آل عمران/9)
وذكر الموت لا ريب فيه في موضع واحد (1) .
قال الله تعالى: ***64831;أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً***64830;(الإسراء/99). والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.




رد: ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك




رد: ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا




رد: ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم

ربي يجزيك على هذا الموضوع ويجعله في ميزان حسناتك




رد: ثلاثة لا ريب فيها في القرآن الكريم

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم


الونشريس

لقد تبادرت إلى ذهني فكرة أردت أن أطرحها للنقاش, و إن وجدت منكم القبول سنبدأ في تنفيذها في أقرب وقت بإذن الله.
ما رأيكم في أن ننظم مسابقة لحفظ القرآن الكريم, و ذلك من خلال كتيب أملكه يصف أسهل نظام لحفظ القرآن في مدة عامين, بحيث هناك ورد يومي يحفظ و في آخر كل أسبوع هناك مراجعة, كل شهر نضع له التوقيت الخاص به, فسورة البقرة مثلا يمكن حفظها في شهرين و هي أول ما يبتدأ به.
فما رأيكم؟




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

ما زلت بانتظار آرائكم, فأين أنتم؟




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

شكرا على الفكرة اختي هي رائعة وانا من جهتي موافقة




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

ما زلت بانتظار آرائكم يا أعضاء المنتدى الأعزاء, فأين أنتم ؟؟؟؟؟؟؟؟




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

ام كلثم انا اسفة لعدم قراءة موضوعك و هو في غاية الروعة و انا موافقة ان شاء الله




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

لا عليك أختي فيروز, المهم أنك قرأته أخيرا ووافقت عليه.




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

والله فكرة رائعة ان شاء الله نبدأ حالا لكن أختي أظن أنه من شروط المشاركة ان المشارك يكون حفظ جزء عمَّ
ان شاء الله ربي يجزيك ويوفقنا ويسهلنا




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

نحن نبدأ من البداية, و إن صح القول من الصفر, و أنا لا أعتقد أن هناك من لا يحفظ شيأ من القرآن!!!! و حتى تكون الأمور سهلة نبدأ من الصعب إلى السهل, نبدأ من سورة البقرة و نواصل باقي السور الطوال بإذن الله.




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

انا موافقة على اقتراحك
نجحك الله




رد: تنظيم مسابقة لحفظ القرآن الكريم

طبعا طبعا موافق…….. متى نبدأ؟؟؟؟




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

القران الكريم والوحي

القران الكريم والوحي


الونشريس

– الوحي أ – تعريفه:
لغة: الإعلام في خفاء بسرعة، تقول: أوحيت إلى فلان إذا كلمته خفاء .
ومن معناه اللغوي
1- الإلهام الفطري للإنسان ، كالوحي إلى أم موسى. قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}[اقصص:7]
2- الإلهام الغريزي للحيوان ، كالوحي إلى النَّحل . قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}[النحل: 68].
3- الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء . قال تعالى عن زكريا: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}[مريم: 11].
4- وسوسة الشيطان وتزيينه الشرَّ في نفس الإنسان . قال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}[ الأنعام: 121].
5- أمر الله إلى الملائكة في قوله تعالى : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}[ الأنفال: 12].
شرعاً :هو كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه بطريقة خفية سريعة، غير معتادة للبشر.
ب- كيفية وحي الله إلى رسله
1- بواسطة جبريل عليه السلام
2- بغير واسطة
أ-مثل الرؤيا الصالحة في المنام . عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدىء به صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. (فتح الباري شرح صحيح البخاري، رقم : 3 ).
ب- التكليم الإلهي من وراء حجاب يقظة . قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
جـ- التكليم ليلة الإسراء والمعراج مباشرة بلا واسطة [ فتح الباري 1/19].
3- الدليل للحالة (أ) و (ب) : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}[الشورى: 51].
جـ- كيفية نزول جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم .
الحالة الأولى : يأتيه مثل صلصلة الجرس (1) ، وهو أشده على الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن هذه الحالة: انسلاخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية.
الحالة الثانية: أن يتمثل له الملك رجلاً، ويأتيه في صورة بشر (2) وهذه الحالة أخف على الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها عكس الحالة الأولى، فهي الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية
_______________________
1- هو في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ، ثم أطلق على كل صوت له طنين [ فتح الباري 1/20 ]
2- فإن جبريل عليه السلام قد تمثل في صور كثيرة ، منها : في صورة دِحية الكلبي ، وصورة أعرابي . [ فتح الباري 1/19 بتصرف ].
دليل الحالتين : روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ فَيَفْصم عني (1) وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول. [فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم: 2] .
الحالة الثالثة : النفث في الرُّوْع (2) . ودليل هذا ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" أن روح القدس نفث في رُوْعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجَلها، وتستوعب رزقها …"
الحالة الرابعة : دوي النَّحْل (3) . ودليل هذا ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب : كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ يُسمَع عند وجهه دويٌ كدوي النَّحْل …
د- آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى الله عليه وسلم .
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }[ القيامة: 16]
قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه … فأنزل الله عز وجل: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16-17]قال: جمعه لك في صدرك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما كان قرأ.
ومن آثار الوحي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي سُمع عند وجهه دويٌّ كدوي النحل.
[ انظر الحالة الرابعة من القسم السابق ].
ومنها أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس إلى جنبه.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه:
{ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[ النساء: 95].
فجاء ابن مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ، قال: يا رسول الله. والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت-وكان أعمى
_________________________
1- أي يقطع ويتجلى ما يغشاني .
2- أي الإلقاء في القلب والخاطر.
3- صوت النحل .
فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي، فثقلت عليَّ حتى
خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل الله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}[النساء: 95 ].
ومنها أنه صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بركت به راحلته. عن عائشة رضي الله
عنها قالت:إن كان يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب، بِجِرانها (1).

2- القرآن
أ- تعريفه:
لغة: على أصح الآراء مصدر على وزن فُعلان، كالغُفران، بمعنى القراءة. قال تعالى:
{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }[ القيامة: 17- 18 ].
اصطلاحاً: هو كلام الله القديم (2) المعجز (3) المُنَزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب بالمصاحف، المنقول بالتواتر (4) ، المُُتعَّبد بتلاوته (5) .
______________________________
1- الجِران : باطن عنق الناقة .
2- كلام الله القديم (العقيدة )
3- القرآن معجز بجملته ، كما أنه معجز بأي سورة منه ، ولو كانت أقصر سورة منه ، ولو عُرِّف القرآن بهذه الصفة " الكلام المعجز " لكفى ذلك لتمييزه والتعريف به .
قال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} [ الإسراء : 88 ] .
4- التواتر (مصطلح الحديث).
5- أي أن مجرد تلاوة القرآن عبادة يثاب عليها المؤمن.

ب- أسماؤه وأوصافه:
1- القرآن: إشارة إلى حفظه في الصدر: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
2- الكتاب : إشارة إلى كتابته في السطور: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}
[ البقرة:1-2 ].
3- الذكر : في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[ الحجر: 9 ].
4- الفرقان : إشارة إلى أنه يفرق بين الحق والباطل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[ الفرقان: 1].

أما أوصافه:
1- هدى : في قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ}[ لقمان: 3 ].
2- نور : في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}[ النساء: 174 ].
3- شفاء : في قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [ الإسراء: 82].
4- حكمة : في قوله تعالى: {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ}[ القمر : 5] .
5- موعظة : في قوله تعالى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}[ يونس: 57] .
6- وحي : في قوله تعالى: {إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ} [ الأنبياء : 45] .
وهناك خمس وخمسون اسماً للقرآن .راجع: البرهان في علوم القرآن " للزركشي"

جـ- تنزلات القرآن:
التنزل الأول : نزوله إلى اللوح المحفوظ (1) بطريقة ووقت لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه على غيبه، وكان جملة لا مفرقاً، وذلك ظاهر من قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج: 21-22] .
التنزل الثاني : النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ويظهر من خلال الآيات القرآنية التي يستدل بها على هذا النزول ما يفيد بأن القرآن نزل في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا. ووصفها القرآن: بمباركة، وسماها تارة ليلة القدر، وهي في رمضان ونزل جملة واحدة .
_____________________________
(1) عالم علوي عظيم جعله الله تعالى من أعظم المظاهر الدالة على عظمة علمه تعالى وحكمته وقدرته النافذة في الأكوان، ويختص اللوح المحفوظ بكونه مشتملاً على تسجيل ما قضى الله وقدر، وما كان وما سيكون .

الآيات:
قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[ القدر: 1] .
وقال عز وجل {إِنَّاأَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}[الدخان: 3]. وقال سبحانه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ}[ البقرة: 185].
التنزل الثالث : النزول من السماء الدنيا من بيت العزة على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المرحلة الأخيرة التي شعّ منها النور على البشرية جمعاء . نزل به جبريل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً (1) في ثلاث وعشرين سنة حسب الحوادث والطوارىء، وما يتدرج من تشريع .
الدليل: قوله تعالى: { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (2) * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[ الشعراء: 193-195 ] .
ولقد نسب الله القرآن إلى نفسه في عدة آيات منها:{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [ النمل: 6]. وقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدُُ مِّنَ الْمُشْرِكيَن اسْتَجَارِكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله}[التوبة :6].

حكمة نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا .
أ- تفخيم أمر القرآن وأمر من نزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم.
ب- سر يرجع لإعجاز القرآن ، في ترتيب القرآن في النزول، ثم ترتيبه في المصحف، حيث ينظره جبريل في سماء الدنيا وهو على ترتيب المصحف، ثم ينزل بآياته تباعاً على حسب الحوادث، فتوضع كل آية مكانها في المصحف وفق الترتيب في اللوح المحفوظ .
______________________________
1- أي مفرقاً بحسب المناسبات، واقتضاء الحال .
2- أي سيدنا جبريل عليه السلام.
حكمة نزول القرآن منجماً من السماء الدنيا:
أ- تثبت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه : كما قال تعالى:
{ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ }. [ الفرقان: 32] .
فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوم جفاة، شديدة عداوتهم، كما قال تعالى: {وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمَاً لُّدّاً}[ مريم: 97]. وكانوا لا يكادون ينتهون من حملة أو مكيدة حتى يشرعوا في تدبير أخرى مثلها أو أشد منها، فكانت تنزلات القرآن بين الفينة والأخرى تواسيه وتسليه، وتشد أزره وعزيمته على تحمل الشدائد والمكارة .
ب- مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة: كما قال تعالى:{وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [ الفرقان: 33] وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة، لمواجهة الوحي نفسه للطوارىء والملمات، ومن أهم ذلك ما يثيره المبطلون من الاعتراضات أو الشبهات، وهو الأصل الذي صرحت به الآية الكريمة : أي لا يأتونك بسؤال عجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إلا جئناهم بما هو الحق في نفس الأمر الدامغ لباطلهم، وهو أحسن بياناً وأوضح، وأحسن كشفاً لما بعثت له.
جـ- تعهد هذه الأمة التي أنزل عليها القرآن: وذلك لصياغتها علىالنهج الإسلامي القرآني علماً وعملاً، وفكراً واعتقاداً وسلوكاً، تخلقاً وعرفاً.
كما قال تعالى:{وَقُرءاناً فَرَقنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}[ الإسراء: 106].
ومن مظاهر هذا الجانب أنهم كانوا قوماً أميين لا يحسنون القراءة والكتابة، فكانت الذاكرة عمدتهم الرئيسية، فلو نزل القرآن جملة واحدة لعجزوا عن حفظه.
د- التحدي والإعجاز.
هـ- تربية للرسول صلى الله عليه وسلم وتصبيره على أذى المشركين ، وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين.




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

قوانين مدونة القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

قوانين مدونة القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة


الونشريس

الحمد لله الذي يرى ويسمع كل ما في الكون من سر ومن إعلان، فهو العليم وهو الخبير وهو الشهيد وهو البصير، فسبحانه ما أعظمه، وهو المحيط وهو السميع فلا إله إلا الله، أحاط بكل شئ علماً، فأين نذهب عن علمه وإحاطته؟؟ >
وأصلي وأسلم على البشير النذير الذي أضاء لنا الطريق وبين لنا السبيل

اما بعد…

أخواني
إنه لما كثرت ظاهرة المواضيع ذات الطابع الخلافي؛ كان لابد من التدخل لرأب الصدع بين الإخوة ذوي الاتجاهات المختلفة في التفكير والتدين، والذين وإن تعددت رؤاهم الشخصية حول سبل الوصول إلى الله تعالى ونيل رضاه، إلا أننا نحسبهم جميعا من أهل النيات الصادقة، والله حسيبهم
أيها الإخوة
حفظا لدعائم الأخوة المتبادلة بيننا، ورغبة في الإبقاء على رسالة المنتدى المتمثلة في تلقين المسلمين من الأعضاء ما يقرّبهم إلى ربهم، وما يصحح عقيدتهم، وما به تصح عبادتهم، وبواسطته يرتفع شبح الجهل بالدين عنهم..

لدلك ققرت أن أضع قوانين للمنتدي

وغاية هذا القانون كبح جماح الشقاق، وسدّ باب السجال والخلاف المذموم بينكم و بين الأعضاء.

القوانين

1- المنتدى على نهج أهل السنة والجماعة، ولا مكان فيه لمن يخالف هذا النهج أو يرتضي لنفسه غيره
2- يمنع منعا كليا التطرق للحكام بالتأييد أو المعارضة أو التكفير أو الأسلمة

3- يمنع كل موضوع يكون ذم أو لمز بعالم

4- مواضيع الجهاد المجردة هي من اختصاصات المنتدى، وذلك لأن الجهاد من الدين، وإظهارُ فضله وقيمته هو من باب إظهار قيمة الدينونشر شريعة رب العالمين. لكن مواضيع الجهاد التي تخص قطرا من الأقطار بعين ممنوعة
5- غير مقبول توجيه فاحش الكلام للأعضاء الآخرين المخالفين للرادّ ولا تجريحهم ولا التنقيص منهم تصريحا أو تلميحا
6- يمنع التهجم على الدعاة الذين اشتهر بين الناس أنهم على نهج أهل السنة والجماعة، و"من غلب فضله على نقصه وُهب نقصه لفضله"

7- تمنع منعا كليا المواضيع التي تتناول المناهج الإسلامية (السلفية،…) والجماعات العاملة (الإخوان، جماعة التبليغ، جماعة أنصار السنة…) سواء أكان الموضوع شاكرا أو ذامّا. فمنهجنا واحد و ظاهر، الإسلام على فهم أهل السلف الصالح
8- مواضيع الجرح والتعديل ممنوعة لذات السبب المذكور في السابق
نرجو الالتزام بارك الله فيكم

والله الموفق إلى سواء السبيل




رد: قوانين مدونة القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

بارك الله فيك
موضوع يستحق التثبيت
شكرًا




رد: قوانين مدونة القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نشكر لك شمعة الجزائر حرصك و اهتمامك

لكن القسم له قوانينه الخاصة به

إليك رابط الموضوع:

http://www.ouarsenis.com/vb/announcement.php?f=118

و عليه و للأسف سيتم حذف موضوعك هذا




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

ماذا تفعل لنصرة المظلوم؟ .اذا كان المظلوم احد احفاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله

ماذا تفعل لنصرة المظلوم؟…اذا كان المظلوم احد احفاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله


الونشريس

ماذا تفعل لنصرة المظلوم؟…اذا كان المظلوم احد احفاد الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم




بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ
حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
في العراق في ارض كربلاء في منطقة الحر الصغير التي تبعد حوالي 2كيلو متر عن مرقد العبد الصالح الحر بن يزيد ألرياحي رضوان الله تعالى عليه هناك مظلمة ونريد أن نعرض عليكم هذه المظلمة
في عصور الظلم لأل محمد آل بيت رسول الله صلى الله عليهم وسلم عصور بني العباس وما تلاهم من الحكام الظلمة حيث كانت زيارة الإمام الحسين عليه السلام ممنوعة ويقتل كل من يزور الإمام الحسين ويمثل به شر تمثيل .
وفد إلى كربلاء احد أحفاد الرسول صلى الله عليه واله وسلم الذي يرجع نسبه إلى الإمام الحسين عليه السلام
لزيارة جده الإمام الحسين عليه السلام وبرفقته زوجته وأولاده
وفي مشارف كربلاء
في منطقة الحر الصغير حاليا القي القبض عليهم من قبل أزلام النظام الجائر آن ذاك وهم في استراحتهم وتأديتهم للصلاة فقتلوهم شر قتلة ومثلوا بهم شر تمثيل ودفنوهم في مكان قتلهم
وبعد مرور السنين وبسبب جور الحكام الظلمة تركت القبور ولم تزار وكان يعرف بقضيتها القليل من الناس ولكن خوفهم من الحكام الظلمة لم يوضحوا أي شيء للناس ولم يدلوا الناس على القبور الطاهرة فتركت القبور حتى اندثرت خلال مرور السنين ولم يستدل الى القبور بأي دليل فحول الزمن المنطقة إلى بساتين ولم تسكن من قبل الناس خلال كل تلك الفترة من الزمن .
وفي بداية القرن العشرين حيث كثرة الناس وهجرتها وبدأت الناس بالتوسع خارج المدن وسكن البساتين , سكنت ضواحي المنطقة بالناس وكان اول من سكن الارض والبستان الذي فيه القبور هو الحاج كاظم في أواسط القرن العشرين وصار فلاحا فيها وكانت الناس والحاج كاظم لهم معرفة قليلة بالقبور ومكان وجودها ومعرفتهم هي ما تناقله الأباء والاجداد( انه يوجد قبور لأحد احفاد الرسول مع زوجته واولاده قدموا لزيارة الامام الحسين عليهم السلام وقتلوا في بساتين مدينة الحر الصغير لكن لا احد يعرف مكانها في أي بستان )
وحتى مجيئ الحكومة العراقية وكانت الناس تخاف من الحكومة العراقية لم يتجرأ احد بالبوح بسر القبور واخبار الناس عن قصتها .
وقبل سقوط الحكومة العراقية في 2022 توفي الحاج كاظم فورث ابنه الارض والبستان وبعد سقوط النظام 2022 سكنت المنطقة وصارت اشبه بحي سكني فحدثت في بستان ابن الحاج كاظم كرامات من شفاء مرضى مصابين بالسرطان والصرع والعقم وغيرها من الامراض المستعصية ,فتناقل خبر شفاء المرضى على اللسن الناس فقال الاشخاص الكبار في السن (سمعنا عن ابائنا ان في هذه المنطقة قبور لأولياء الله ويرجع نسبهم الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قدموا لزيارة جدهم الامام الحسين وقتلهم ازلام النظام الجائر في زمن بني العباس لكن لا احد يعلم بمكان القبور )
الونشريسالونشريسالونشريس
فكان لزاما على أبن الحاج كاظم ان يتحرك ولا يقف ساكتا وعندما اخبر الحوزة والاوقاف قالوا له أتينا بصخرة القبور الصخرة التي هي فوق القبر ويكتب عليها اسم صاحب القبر ونسبه ونحن معك في كل شيء
فكان لزاما عليه
ان يحفر الارض (البستان) الذي هو بجانب بيته
الونشريسالونشريس
لأستخراج (صخرة القبور ) وهنا حصلت المظلمة حيث منع من ابن الحاج كاظم من الحفر
لانه كان فلاحا في الارض ولديه شريك او ما يسمى (بملاك الارض) وهذا الملاك قد باع حصته لاحدى شركات العقار في المنطقة وهذه الشركة تتاجر في الاراضي تشتريي الاراضي وتفتتها وتبيعها قطع صغيرة للناس من اجل البناء والسكن وبعد حفر حفرتين في الارض
الونشريسالونشريس
الونشريسالونشريس
قام اصحاب الشركة بأقامة دعوى ضده بحجة انه متجاوز علينا ويحفر في ارضنا فلم يتم اكمال الحفر لايجاد الصخرة علما ان المبلغ لشراء الارض هو 500مليون دينار عراقي ولا يتمكن ابن الحاج كاظم على دفع مثل هكذا مبلغ
وايضا تم عقد اتفاق بين الطرفين وهو أن يأخذ ابن الحاج كاظم ارض القبور والبيت ويعطيهم باقي الارض فلم يقبل الطرف المتنازع على الاتفاق
كما عمل ابن الحاج كاظم على تسييج البستان
الونشريس

وتحديد احد الاماكن المشكوك بها بطابوق على شكل قبر
الونشريسالونشريس
الونشريسالونشريس
الونشريسالونشريس
كما قطع بعض النخيل الموجود في المنطقة المسورة واقام مكان مصلى للزائرين ومن ومن يأتي من الناس لعلاج المرضى
الونشريسالونشريس
الونشريس

الونشريس


ولا نعلم الى متى سيبقى اولاد الرسول بلا قبور
نجد شخص مؤمن له قبر وأحفاد الرسول على مدار اكثر من الف سنة بلا قبر.
اخوتي اخواتي نريد وقفتكم الشجاعة والمثمرة لأنقاذ تراث ال محمد فهم لهم فضل علينا
نطلب منكم يا اهلنا واخوتنا في السعودية وفي كل مكان ان تتعاونوا معنا ماديا ومعنويا
فليس مجرد الكلام يكفي للانتصار على الشيطان بل القول والفعل

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ



نلتمسكم بأن تنشروا الموضوع في منتدياتكم ولأصدقائكم وجيرانكم ولأقاربكم
لعل في نيتنا في عمل الخير الله يرحمنا كما نطلب منكم الدعاء الى الله بأن
يمن علينا بان تظهر القبور المخفية لاحفاد الرسول صلى الله عليه واله وسلم

وتكون مزارا لشيعة اهل اء للناس من كل داء وسقم

وتعالج الناس مرضاها
والحمد لله رب العالمين
أخوكم وخادمكم




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم


الونشريس

ورد في كتاب الله العزيز
أسماء لحيوانات كثيرة وهي :

• النحل :
( وأوحى ربك إلى النحل ) النحل : 68 .

• النمل :
( قالت نملة يا أيها النمل ) النمل : 18 .

• الناقة :
( ناقة الله وسقياها ) الشمس : 13 .

• الجمل :
( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف : 40 .

• العنكبوت :
( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً ) العنكبوت : 41 .

• القردة والخنازير :
( وجعل منهم القردة والخنازير ) المائدة : 60 .

• السمك :
ولم يذكر بهذا اللفظ وإنما ذكر بألفاظ ثلاثة هي :
• الحوت :
( نسيا حوتهما ) الكهف : 61 .

• لحما طرياً :
( لتأكلوا منه لحماً طرياً ) النحل : 14 .
• ن : ( ن والقلم وما يسطرون ) القلم : 1 . وقيل نون معناها الحوت .

• الطير :
( وتفقد الطير ) النمل : 20 .

• الهدهد :
فقال ما لي لا أرى الهدهد ) النمل : 20 .

• الفيل :
( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) الفيل : 1 .

• الحية :
( فإذا هي حية تسعى ) طه : 20 .

• الثعبان :
( فإذا هي ثعبان مبين ) الأعراف : 107 .

• الخيل و البغال و الحمير :
( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة )النحل : 8 .

• الكلب :
( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) الأعراف : 176 .

• الذئب :
( وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ) يوسف : 17 .

• العجل :
( أن جاء بعجل حنيذ ) هود : 69 .

• الجراد و القمل و الضفادع :
( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع ) الأعراف : 133 .

• البقر و الغنم :
( ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما ) الأنعام : 146 .

• الإبل :
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) الغاشية : 17 .

• الغراب :
( فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ) المائدة : 31 .

• دابة الأرض أي الأرضة :
( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ) سبأ : 14 .

ويوجد خمس سور من القرآن الكريم
مسماة بأسماء حيوانات و حشرات وهي :

سورة البقرة
سورة النحل
سورة النمل
سورة العنكبوت
سورة الفيل




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

مشكورة هبة على الافادة و المعلومات
بارك الله فيك و جعلها في ميزان حسناتك




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

و لك جزيل الشكر يا غالية على المرور
جزاك الله خيرا




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

بارك الله فيك اختي




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

و فيك بارك الرحمان اخي
سررت بمرورك كثييييييييييرا




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fethicompta
بارك الله فيك اختي

فتحي fethi




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

اعتذر لم اقرا الاسم اخي
شكرا لك مرة اخرى




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

شكرا لك على الموضوع المفيد بارك الله فيك




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

و فيييك بارك الحمان اختي
نورتي الصفحة بمرورك شكرا لك




رد: اسماء الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم

الونشريس




التصنيفات
الكتب و المراجع الإسلامية

أخلاق القران الكريم

أخلاق القران الكريم


الونشريس


أخلاق القران الكريم




لم يكن الإسلام أبدا مجرد أفكار نحملها أو نصوصا نحفظها، و إنما الإسلام فكر و عمل. يقول فضيلة الأستاذ عبد الله بوغوتة إن الإسلام هو دين يجمع بين العلم و العمل و بين النظرية و التطبيق. و يمكن الاستدلال بالحديث الشريف:"كان خلقه القرآن"و ذلك على لسان عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم..لقد جسد القرآن في حياته الشريفة و جعل الآيات تطبيقات عملية و ليست نظريات علمية فحسب و يمكن الإشارة في هذا الباب أن الله عز و جل وجه لوما شديدا للذين يقولون ما لا يفعلون و جعل ذلك مقتا و ذنبا؛ فالإسلام أراد من أبنائه أن يكونوا قادة للعالم لأنه مكنهم من وسائل القيادة و أراد لهم أن يكونوا مصلحين لا صالحين في أنفسهم و حسب، أراد لهم أن يهبوا هذا العالم الأمن و الأمان و السلامة.
إذا قرأ المرء القرآن يكون على خير عظيم و في مقام كريم لأنه يكون بين يدي الرحمن الرحيم تحفه الملائكة و ينور الله قلبه و بصره و يبارك فيه و في أهله و بيته و رزقه،و انه يتسلم الجائزة مباشرة إذا انتهى من التلاوة. قال بشر بن الحارث سمعت عيسى بن يونس يقول :" إذا ختم العبد قبل الملك بين عينيه، فينبغي له أن يجعل القران ربيعا لقلبه يعمر ما خرب من قلبه، يتأدب بآداب القران، و يتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرا القران.فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر و العلانية باستعمال الورع في مطعمه و مشربه و مكسبه و أن يكون بصيرا بزمانه و فساد أهله فهو يحذرهم على دينه مقبلا على شانه مهموما بإصلاح ما فسد من أمره،حافظا للسانه مميزا لكلامه،إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا،و إن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا،قليل الخوض فيما لا يعنيه يخاف من لسانه اشد مما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه، ليأمن شره و سوء عاقبته،قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك، إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم،يكره المزاح خوفا من اللعب،فان مزح قال حقا، باسط الوجه،طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه،فكيف بما ليس فيه ، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه و لا يغتاب أحدا و لا يحقر أحدا، و لا يشمت بمصيبة و لا يبغي على احد و لا يحسده و لا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق و أن يكون حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه،يجتهد ليسلم الناس من لسانه و يده،لا يظلم و إن ظلم عفا،لا يبغي على احد و إن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه و يغيظ عدوه و أن يكون متواضعا في نفسه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير يطلب الرفعة من الله لا من العباد.
و ينبغي أن لا يتآكل بالقرآن و لا يجب أن تقضى له به الحوائج، و لا يسعى به إلى أبناء الملوك و لا يجالس الأغنياء ليكرموه،إن وسع عليه وسع و إن امسك عليه امسك و إن يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناحه و يخفض لصوتهما صوته و يبذل لهما ماله و يشكر لهما عند الكبر، و أن يصل الرحم و يكره القطيعة،من قطعه لم يقطعه و من عصى الله فيه أطاع الله فيه




التصنيفات
برامج و كتب إلكترونية إسلامية

برنامج إعراب جميع كلمات القرآن الكريم

برنامج إعراب جميع كلمات القرآن الكريم


الونشريس

برنامج إعراب جميع كلمات القرآن الكريم (وهو برنامج رائع يعطيك اعراب أي
كلمة من القرآن الكريم بمجرد الإشارة عليها بالماوس) وذلك بعد تصغير حجمه
وجعله يعمل من الجهاز مباشرة دون الاسطوانة
الونشريس

رابط التحميل

http://www.qassimy.com/prog/pafiledb.php?action=download&id=6511