التصنيفات
المقبلات و السلاطات

محشي ورق العنب والقرعة

محشي ورق العنب والقرعة


الونشريس

باسم الله الرحمان الرحيم
المقادير:

كاستين ونصف رز مصري()منقوع وامصفى منيح من الماء
لحمة مفرومة
حبة بندورة كبيرة حمرا مبروشة
فصين ثوم كبار مهروسين
ملعقة كبيرة وربع بهارات مشكلة
نصف ملعقة صغيرة فلفل أسود
ربع ملعقة صغيرة كمون
ربع ملعقة صغيرة قرفة
ملعقة كبيرة هيل
ملعقة كبيرة ونصف نعنع ناشف(بعطي طعم مميز)
مكعبة ماجي
ملح

كمية من ورق الدوالي
تقريبا 15 حبة من الكوسا بين متوسطة وصغيرة الحجم

الطريقة عمل الحشوة
أنا بعملهم قبليها بيوم وبطبخهم ثاني يوم .(على شان هيك بقلب اللحمة حتى تستوي لانو بتجمع ميكروبات اذا فك التجميد عنها وما انطبخت بوقتها)
بحط زيت وبقلب اللحمة على النار على شان تستوي بعدين يطفي النار تحتها دغري بحط مكعبة الماجي على شان تذوب وبحط الثوم وبقلبو مع اللحمة والماجي وبحط البندورة المبروشة وبقلبهم بعدين بحط الرز والبهارات والنعنع والملح

الونشريس
بعدين بنقطع بندورة شرائح وبنصفهم بالطنجرة
الونشريس

أحط تحت لحمة أو جاج (مع انها بتجنن بالجاج او اللحمة)فبحط طبقة بطاطا شرائح خميلة شوي وبصلتين بقطعهم نفس الشي
الونشريس

بعدين بحشي الكوسى وبصفهم فوق الخضرة بعدين بلف الورق وبصفهم فوق الكوسى(طبعا بنكون سالقين الورقاذا كان طازة أما اذا كان معلب فبنغسلو منيح بس)

الونشريس

بعدين بغلي مي وبحط فيها مكعبة ماجي ونص وملح وبحطها على المحشي بحط صحن قزاز كبيربيغطي أكبر كمية من الدوالي وبضغط بايدي عليه لازم المي تكون مغطية اربعة صانتي من الصحن لما بتكوني ضاغطة عليه
وبتحطي ثقل فوق الصحن أنا بحط كمان صحنين فوقو على شان يضلي ضاغط الورق

الونشريس

الونشريس

بالصحة والعافية




رد: محشي ورق العنب والقرعة

الونشريس




رد: محشي ورق العنب والقرعة

شكراً كثيراً يا أزهار الربيع على الوصفة. وجزاكي الله خيراً




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

القرعة في ضوء القرآن الكريم والسنة

القرعة في ضوء القرآن الكريم والسنة


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

القرعة في ضوء القرآن الكريم والسنة المطهرة
مقدمة:
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد
تعتبر القرعة وسيلة من وسائل الإثبات، وطريقة لدرء المنازعات جاءت بها الشرائع السماوية، وعمل بها الأنبياء وهم خير البشرية، وأقرتها الفطر السوية جاءت في مواضع من كتاب الله، الذي تضمن كل خير وصلاح وهدى وفلاح، وطبقها رسول الله فعلاً، وأمر بها، وأرشد إليها، وأقرها عليه الصلاة والسلام . وقضى بها ونفذها صحابته الكرام، وأقرها علماء الإسلام ، والقرعة وسيلة عملية تثبت بهاالحقوق، وتتعين بها الأنصبة . وتنهى بها الخلافات وتتضح بها المبهمات.وهي طريق من طرق القضاء لقطع الخصومات والمنازعات.
وقد عزمت ـ مستعيناً بالله ـ على دراسة موضوع القرعة، وما يتصل بها من أحكام ومعان، ودلالات في كتاب الله وسنة رسول الله مع تبيين لأهميتها، والدراسات السابقة فيها ، وذلك على طريقة بحثية موضوعية في : تمهيد ، وفصلين، وخاتمة .
تمهيد: الدراسات السابقة.
تناول عدد من الباحثين القرعة من الجانب الفقهي في رسائل على النحو التالي:
1/ القرعة ومجالات تطبيقها في الفقه الإسلامي للباحث عبد الله بن موسى العمار رسالة دكتوراه في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1407هـ) بإشراف د.صالح بن عبد الرحمن الأطرم.أشار الباحث إلى أنه موضوع لم يكتب فيه كتابة تجمع ما تفرق من مسائله في أبواب الفقه ، وأن مسائله متناثرة في كتب التفسير، والحديث ، والفقه، والقواعد الفقهية ([1]).
2/القرعة وأثرها الشرعي وتطبيقاتها العملية في أحكام الأسرة، إعداد الباحث فهد حمد عبد الله البسام بإشراف أ.د. أحمد فراج حسن رسالة ماجستير في قسم الفقه المقارن بالمعد العالي للقضاء ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1416هـ). حكى قلة وندرة من كتب في القرعة، وأن أول من صنف فيها أبو بكر الخلال.وحدد مجال بحثه بقوله:" وقد حصرت الكلام عن أثر القرعة وتطبيقاتها العملية في أحكام الأسرة وذلك لأهميتها ولشدة الحاجة إليها من القاضي والمتقاضين لفض المنازعات ورفع الظلم وتحقيق العدل ([2])" وتوصل الباحث إلى نتائج من أهمها :
1- أن جمهور العلماء يرون مشروعية القرعة
2- أن للقرعة حاجة في القديم والحديث
3-أنها وسيلة شرعية .
4- أنها طريق لقطع الخصومات والمنازعات ([3]).
3/القرعة وأحكامها في الفقه الإسلامي إعداد الباحث محمود عبدالله البخيت لقسم الفقه وأصوله لكلية الشريعة ، بالجامعة الأردنية (1968م)
4/ أحكام القرعة في الفقه الإسلامي . للباحث ياسر داود سليمان منصور لمرحلة الماجستير بإشراف محمد علي الصلبي، جامعة النجاح الوطنية (2000م).
5/ طرائق الحكم المتفق عليها والمختلف فيها في الشريعة الإسلامية إعداد / سعيد بن درويش الزهراني . نشر مكتبة الصحابة (1414هـ) الطبعة الأولى.
و تناولت البحوث تعريف القرعة وأحكامها وتطبيقاتها في الفقه الإسلامي من ناحية فقهية وتوصل الباحثون فيها إلى نتائج قيمة منها :
1-أن القرعة وسيلة لتعيين الحق المبهم .
2-أن للقرعة صلة وثيقة بطرق القضاء .
3-أن القرعة الشرعية تخالف قرعة الجاهلية.
4- أن القرعة تستعمل في كثير من المسائل في العصر الحاضر في المسابقات الوظيفية ، والمناقصات والتعهدات، وفي التزاحم على المدارس والكليات، وفي منح الأراضي والإسكان والمسابقات الرياضية والثقافية .
5-أن القرعة طريق من طرق الحكم الشرعي الثابته بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
6-أنها من جملة البينات التي تثبت بها الحقوق .
7- وسيلة لقطع الخصومة والنزاع بين المقترعين .
وبعد اختصار أهم النتائج التي تضمنتها الدراسات السابقة أقول : إن هذا البحث يركز على تناول الآيات المتضمنة للقرعة في كتاب الله، وبيان ما اشتملت عليه من هدايات ، مقرونة بـما تضمنته السنة النبوية من أقوال نبوية، وإقرار من خير البرية ، وتطبيقات للقرعة في السيرة النبوية ، حيث لم أقف عليها مجموعة في بحث مفرد .
الفصل الأول: الـقرعة تعريفها، ومشروعيتها، والحكمة منها .
المبحث الأول :تعريف القرعة .
عأصلها من الفعل ( ق ر ع ) قال ابن فارس: "قارعت فلانا فقرعته، أي أصابتني القرعة دونه "([4]) (واقترعوا فيما بينهم وتقارعوا) وأقرعت بينهم: أمرتهم أن يقترعوا على الشيء([5]).وفي لسان العرب "القرعة :السهمة، و المقارعة: المساهمة، وقد اقترع القوم و تقارعوا و قارع بينهم، وأقرع، و أقرعت بين الشركاء في شيء يقتسمونه، ويقال: كانت له القرعة إذا قرع أصحابه، و قارعه فقرعه يقرعه أي أصابته القرعة دونه([6]). ويطلق عليها النحبة كما في غريب الحديث للخطابي "وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال لو يعلم الناس ما في الصف الأول لاقتتلوا عليه وما تقدموا إلا بنحبة . وعن عامر بن مسعود قوله ما تقدموا إلا بنحبة) يريد: القرعة، كقوله في حديث آخر: لو علم الناس ما في الأذان والصف الأول لاستهموا عليه، وأصله من المناحبة، وهي المحاكمة يقال: ناحبت الرجل إذا قاضيته وحاكمته([7]).
وبهذا يتضح أن للقرعة أسماء هي، السهمة، والنصيب، والقسمة ، والنُحـبَة , وأن المقارعة والمساهمة هي إجراء عملية الاقتراع أو الاستهام .
يقول د. عبد الله العمار :" المعنى اللغوي للقرعة (بضم القاف) الاستهام على أمر مشتبه لتعيين من يستحقه . وهذا قريب من المعنى الشرعي للقرعة كما سيأتي بيانه"([8]).وخلص إلى تعريفها في الشرع بأنها " وسيلة لتعيين الحق المبهم أو المشتبه ، أوتمييز المستحق غير المعين عند التساوي والتنازع بكيفية مخصوصة "([9]).
واختار الباحث /فهد البسام تعريف القرعة في الاصطلاح بأنها : وسيلة يصار إليها عند التساوي أو التنازع لتعيين الحق المبهم أو المشتبه. وقيل : تمييز الحصص والحقوق بالقرعة. ومن خلال البحث يظهر أن المعنى الاصطلاحي لا يبعد عن المعنى اللغوي .ويسمى من يتولى تنفيذ القرعة : المجيل ، أوالمفيض،والضارب، والضريب ، والجمع الضرباء([10]).
المبحث الثالث : مشروعية القرعة :
القرعة مشروعة بالكتاب، والسنة، والإجماع فأما دليل مشروعيتها من القرآن الكريم فقوله تعالى )وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (([11]) وقوله تعالى: )وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا(([12]) . وقوله تعالى:)وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ(([13])ويستدل بهذه الآيات على مشروعية القرعة بناء على أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يرد في شرعنا ما يخالفه.
وذكر الربيع عن الشافعي رحمه الله أنه قال: قال الله تبارك وتعالى:) وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(([14]) . وقال تعالى )وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ(([15]) قال الشافعي :فأصل القرعة في كتاب الله عز وجل في قصة المقترعين على مريم والمقارعين يونس عليه السلام مجتمعة([16]).
وورد في شرعنا إقرار له، وثناء على من قام به، حيث جاء في سياق الاستحسان والثناء على فاعليه، ولأنها من أهم البينات التي تثبت بها الحقوق وترتفع بها الخصومات كما نص على ذلك ابن حجر حيث قال : "ووجه إدخالها في كتاب الشهادات أنها من جملة البينات التي تثبت بها الحقوق فكما تقطع الخصومة والنزاع بالبينة كذلك تقطع بالقرعة "([17]).
وخصصت شريعتنا القرعة في بعض الصور قال ابن العربي "وكانت في شريعة من قبلنا جائزة في كل شيء على العموم على ما يقتضيه موارد أخبارها في الإسرائيليات وجاءت القرعةُ في شرعنا على الخصوص على ما أشرنا إليه في سورة آل عمران فإنَّ القوم اقترعوا على مريم أيَّهم يكفُلُها وجرت سهامهم عليها والقول في جرية الماء بها وليس ذلك في شرعنا وإنما تجري الكفالة على مراتب القرابة "([18]).
قال أبو عبيد: وقد عمل بالقرعة ثلاثة من الأنبياء يونس وزكريا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم([19]).
دليل مشروعيتها من السنة المطهرة تضمنت دواوين السنة النبوية أدلة على مشروعية القرعة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه )عرض النبي صلى الله عليه وسلم على قوم اليمين فأسرعوا , فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف) ([20]). فقول الراوي في هذا الحديث (فأمر أن يسهم بينهم ) دليل مشروعية القرعة بالسنة القولية .
ودلت السنة الفعلية على مشروعيتها كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه , فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه) ([21]).
وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا([22])). إشارة وإقرار للقرعة فهو دليل على القرعة بالسنة التقريرية.
دليل مشروعيتها من فعل الصحابة دل على مشروعيتها فعل عدد من صحابة رسول الله r فمن ذلك :ما ذكره البخاري في صحيحه: أن سعد بن أبي وقاص أقرع بين الناس لما تشاحوا في الآذان بالقادسية ([23]).
قضى علي بن أبي طالب بإجراء القرعة بين المتنازعين في نسبة الولد .ففي سنن النسائي الكبرى عن زيد بن أرقم قال: أتي علي بثلاثة وهو باليمن وقعوا على امرأة في طهر واحد قال: اثنين أتقران يعني لهذا بالولد قالا:لا ثم سأل اثنين أتقران لهذا بالولد قالا: لا فأقرع بينهم فقضى بالولد للذي صارت عليه القرعة، وجعل عليه ثلثي الدية فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ([24]).
اقراع علي بين المختلفين في البغل:وفي سنن البيهقي عن سماك عن حنش قال:" أُتِي علي رضي الله عنه ببغل يباع في السوق فقال رجل: هذا بغلي لم أبع ولم أهب ونزع على ما قال: خمسة يشهدون، وجاء رجل آخر يدعيه، ويزعم أنه بغله وجاء بشاهدين فقال علي رضي الله عنه: إن فيه قضاء وصلحة أما الصلح فيباع البغل فنقسمه على سبعة أسهم لهذا خمسة ولهذا اثنان فإن أبيتم إلا القضاء بالحق فإنه يحلف أحد الخصمين أنه بغلة ما باعه ولا وهبه فإن تشاححتما أيكما يحلف أقرعت بينكما على الحلف فأيكما قرع حلف فقضى بهذا وأنا شاهد وقد روي فيه عن أبي هريرة رفعه([25]) .
ونقل بعض أهل العلم الإجماع على مشروعية القرعةقال ابن المنذر: "واستعمال القرعة كالإجماع من أهل العلم فيما يقسم بين الشركاء فلا معنى لقول من ردها"([26])وإن خالف في مشروعيتها بعض أهل العلم إلا أنه خلاف غير معتبر للأدلة الصحيحة الصريحة عليها . وتناول جمع من الفقهاء القرعة كباب من أبواب الفقه، وبينوا أنها تجري فيها الأحكام التكليفية الخمسة فهناك الـقرعة الواجبة والمستحبة والمباحة والمكروهة والمحرمة([27])
الحكمة من مشروعيتها:شرعت القرعة لحكم منها:
1) تطييب قلوب المقترعين أو المستهمين .
2) نفي تهمة الميل عن من يقوم بالقسمة عند إجراء القرعة.
3) نفي تهمة الاستئثار وحب النفس لمن يجري القرعة .
4) قطع دابر الخصومات عند إجراء القرعة والرضا بها .
5) فض النزاعات بإجراء القرعة بين المتنازعين.
الغرض من القرعة :
1-جلب منفعة للمقترع .
2-أو دفع ضرر عن المقترع .
3-جلب منفعة للمقترع عليه .
4-دفع ضرر عن المقترع عليه .
مجالات القرعة وهي على قسمين كما بين ذلك ابن حجر :
أولاً : في الحقوق المتساوية : مثل : الأئمة في الصلوات والمؤذنين والأقارب في تغسيل الموتى والصلاة عليهم والحاضنات إذا كن في درجة والأولياء في التزويج والاستباق إلى الصف الأول وفي إحياء الموات وفي نقل المعدن ومقاعد الأسواق والتقديم بالدعوى عند الحاكم والتزاحم على أخذ اللقيط والنزول في الخان المسبل ونحوه وفي السفر ببعض الزوجات وفي ابتداء القسم والدخول في ابتداء النكاح
ثانياً : في تعيين الملك في الإقراع بين العبيد إذا أوصى بعتقهم ولم يسعهم الثلث ومن صوره تعيين الملك الإقراع بين الشركاء عند تعديل السهام في القسمة كقوله عز وجل)إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم(([28]) .
كيفية إجراء القرعة :
للقرعة عند الفقهاء طريقتان :
الأولى : كتابة أسماء الشركاء في رقاع وهي الأولى عند الشافعية .
والثانية : كتابة أجزاء المقسوم في رقاع ، وقد شرط المالكية لإجراء الطريقة الثانية أن تكون الأنصباء متساوية فإن اختلفت فتجوز في العروض خاصة ([29]).
الثالثة : تنفيذ القرعة عن طريق أجهزة الحاسب بعد إدخال البيانات والأسماء .
الفصل الثاني :حديث القرآن عن القرعة
المبحث الأول :قرعة زكريا عليه السلام لكفالة مريم
تضمن كتاب الله كل هدى وفلاح وصلاح وإصلاح للإنسان في هذه الحياة ومما تضمنه القرآن من أحكام ما يتعلق بالقرعة حيث جاء ذكر القرعة والإشارة إليها في شأن مريم بنت عمران وكفالة زكريا لها في آيتين من كتاب الله في قوله تعالى)فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (([30]) وقوله )وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ( ([31]) من سورة آل عمران، وهي سورة مدنية أنزلها الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند قدوم وفد نجران إلى المدينة في السنة الثامنة من الهجرة، وتلاها نبي الله على وفد نصارى نجران وتضمنت بيان فضل الله على آل عمران الذين سميت السورة بهم فهي سورة آل عمران، أو السورة التي يذكر فيها آل عمران . بدأت الآيات بالإخبار عن اصطفاء الله لآل عمران في قوله تعالى)إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( ([32]) أي إن الله اختار آدم ونوحًا ، آدم أبو البشر ، ونوحاً أبو الأنبياء ، واختار آل إبراهيم وآل عمران جميعاً , وجعلهم أفضل أهل زمانهم. وهم سلسلة طُهْر مختارة مصطفاة،قال ابن كثير " يخبرتعالى أنه اختار هذه البيوت على سائر أهل الأرض ([33])" وقال ابن سعدي " لله تعالى من عباده أصفياء يصطفيهم ويختارهم ويمن عليهم بالفضائل العالية والنعوت السامية والعلوم النافعة والأعمال الصالحة والخصائص المتنوعة فذكر هذه البيوت الكبار وما احتوت عليه من كملة الرجال الذين حازوا أوصاف الكمال وأن الفضل والخير تسلسل في ذراريهم وشمل ذكورهم ونساءهم وهذا من أجل مننه وأفضل مواقع جوده وكرمه"([34]) .
ثم ذكر سبحانه ما كان من أمر مريم وأمها فقال: )إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( ([35]) أي واذكروا قول امرأت عمران لما تحققت الحمل نذرت أن يكون محرراً أي خالصاً مفرغاً للعبادة لخدمة بيت المقدس فقالت ) رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي(وهذا النذر يكشف لنا عن قلب امرأة عمران أم مريم وما يعمره من إيمان ومن توجه إلى ربها بأعز ما تملك وهو الجنين الذي تحمله في بطنها خالصا لربها محررا من كل قيد ومن كل شرك ومن كل حق لأحد غير الله سبحانه ([36]) وسألت الله أن يتقبل منها) فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( أي إنك أنت وحدك السميع لدعائي, العليم بنيتي([37]). )فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ( ([38]) . أي فلما تمَّ حملها ووضعتها قالت:) رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ( أي لا تصلح للخدمة في "بيت المقدس" قال ابن عباس " إنما قالت : هذا لأنه لم يكن يقبل في النذر إلا الذكور، فقبل الله مريم([39]).
وقوله ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى ( قال ابن كثير:" قرئ برفع التاء على أنها تاء المتكلم) وَضَعَتُ ( وأن ذلك من تمام قولها وقرئ بتسكين التاء)وَضَعَتْ ( على أنه من قول الله عز وجل" ([40])في الخدمة; لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقْوَم بها ) وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ( وإني حصَّنتها بك هي وذريَّتها من الشيطان المطرود من رحمتك. فاستجاب الله دعاءهالما قالت ) وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ( ([41]) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم ) وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(الحديث ([42]). قوله تعالى :)فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ً(([43]) يخبر ربنا أنه تقبلها من أمها نذيرة أحسن قَبول؛ بأن الله رضي مريم لخدمة المسجد كما نذرت أمها ، والمعنى يقتضي أن الله أوحى إلى زكريا ومن كان هنالك بأنه تقبلها ولذلك جعلوها كما نذرت وقوله ) وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً( عبارة عن حسن النشأة وسرعة الجودة فيها في خِلقة وخُلق قال ابن كثير: يخبر ربنا أنه تقبلها من أمها نذيرة وأنه أنبتها نباتا حسنا أي جعلها شكلاً مليحاً ومنظراً بهيجاً ويسر لها أسباب القبول وقرنها بالصالحين من عباده تتعلم منهم العلم والخير والدين فلهذا قال:)وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا(([44]) ولذا فإن امرأت عمران خرجت بمريم وهي مولودة إلى حجبة بيت المقدس وقالت لهم: دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي أنثى ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا لا أردها إلى بيتي، فقالوا: هذه ابنة إمامنا -وكان عمران يؤمهم في الصلاة- وصاحب قرباننا، فقال زكريا: أدفعوها لي فإن خالتها تحتي، فقالوا: لا تطيب أنفسنا هي ابنة إمامنا فذلك حين اقترعوا عليها بأقلامهم التي يكتبون بها التوراة فقرعهم زكريا فكفلها([45]) قال تعالى: )كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(([46]) أي فلما يسَّر الله لها زكريا عليه السلام كافلا فأسكنها في مكان عبادته, وكان كلَّما دخل عليها هذا المكان وجد عندها رزقًا هنيئًا معدّاً قال: يا مريم من أين لكِ هذا الرزق الطيب؟ قالت: هو رزق من عند الله. إن الله -بفضله- يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب )هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ( ([47]). عندما رأى زكريا ما أكرم الله به مريم مِن رزقه وفضله توجه إلى ربه قائلا يا ربِّ أعطني من عندك ولدًا صالحًا مباركًا, إنك سميع الدعاء لمن دعاك.)فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ( ([48]) فنادته الملائكة وهو واقف بين يدي الله في مكان صلاته يدعوه: إن الله يخبرك بخبر يسرُّك, وأنك سترزق بولد اسمه يحيى, يُصَدِّق بكلمة من الله -وهو عيسى ابن مريم عليه السلام-، ويكون يحيى سيدًا في قومه, )وحصورًا( لا يأتي الذنوب والشهوات الضارة, ويكون نبيّاً من الصالحين الذين بلغوا في الصَّلاح ذروته([49]).
)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ( ([50]) . قال زكريا متعجبًا: ربِّ كيف يكون لي غلام مع أن الشيخوخة قد بلغت مني مبلغها, وامرأتي عقيم لا تلد؟ قال: كذلك يفعل الله مايشاء من الأفعال العجيبة المخالفة للعادة قال زكريَّا: رب اجعل لي علامةً أستدلُّ بها قال: علامتك التي طلبتها: ألا تستطيع التحدث إلى الناس ثلاثة أيام إلا بإشارة إليهم ثلاثة أيام , مع أنك سويٌّ صحيح، أكثِرْ من ذكر ربك, وصلِّ له أواخر النهار وأوائله([51]).ثم عاد السياق إلى ذكر شأن مريم فقال سبحانه )وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ *يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ(([52]). أي واذكر -أيها الرسول- حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله اختاركِ لطاعته وطهَّركِ من الأخلاق الرذيلة, واختاركِ على نساء العالمين في زمانك.فكوني على طاعة لربك, وقومي في خشوع وتواضع, واسجدي واركعي مع الراكعين; شكرًا لله على ما أولاكِ من نعمه) ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(([53]).ذلك الذي قصصناه عليك -أيها الرسول- من أخبار الغيب التي لم يكن لك بها علم إلا بوحي الله إليك, إذ لم تكن معهم حين اختلفوا في كفالة مريم أيُّهم أحق بها وأولى, ووقع بينهم الخصام, فأجْرَوْا القرعة بإلقاء أقلامهم, ففاز زكريا عليه السلام بكفالتها([54]).
مسائل من الآيات المصرحة بالقرعة :
المسألة الأولى :الآيات :قوله تعالى :)وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا(([55]) .و قوله تعالى) ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ( ([56]).
المسألة الثانية :معنى الكفالة : الضمان والرعاية وكافل اليتيم : القائم بأمر اليتيم المربي له ، والراعي لمصالحة ، ال الراغب الأصفهاني : " كفل الكفالة : الضمان تقول تكفلت بكذا وكفلته فلاناً وقرئ )وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا(أي كَفَّلَهَا الله تعالى ، ومن خفف جعل الفعل لزكريا، المعنى تضمنها([57]). وقال الحلبي :")وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا( قرئ بالتخفيف على معنى أن زكريا كفلها من كل ما يسؤها وتكفل بأمرها ، وبالتشديد مع نصب زكريا على معنى أن الله جعله كافلا لها"([58]). )وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا(بالتشديد أي وكفلها ربُها زكريا أي ألزمه كفالتها وقدر ذلك عليه ويسره له، وقرئت بالتخفيف )وَكَفَلَهَا(. فأخبر تعالى: عن نفسه بما فعل بها فجاء كفلها بالتشديد على ذلك، فأخبر الله تعالى أنه هو الذي تولى كفالتها والقيام بها بدلالة قوله )أيهم يكفل مريم( قال مكي: وهو الاختيار لأن التشديد يرجع إلى التخفيف؛ لأن الله تعالى إذا كفلها زكريا كفلها بأمر الله، ولأن زكريا إذا كفلها فعن مشيئة الله وقدرته فعلى ذلك فالقراءتان متداخلتان([59]).
المسألة الثالثة : كفالة زكريا لمريم أساس في كفالة اليتيم التي رتب عليها الشرع الأجر العظيم ، الكفالة : من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها،ففيها حماية للضعيف ورعاية له ، ورفق ورحمة وعطف به. وتعود على الكافل بالخير العميم في الدنيا فضلاً عن الآخرة فقد رزق زكريا الولد بعد أن كفل مريم .
وفي الكفالة عناية بالمكفول الصغير ورعاية مصالحه وتربيته والإحسان إليه . وكفالة اليتيم سبب لدخول الجنة كما روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً)([60]).
وكفالة اليتيم طريق لكسب الحسنات فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحة الا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين إصبعيه) ([61]).
المسألة الرابعة : في قوله تعالى) ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(([62]).
أنباء الغيب و الأنباء: الأخبار والغيب: ما غاب عنك والوحي كل شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة قاله ابن قتيبة([63]) .
وقا ل ابن كثير :" وما كنت لديهم أي ما كنت عندهم يا محمد فتخبرهم عن معاينة عما جرى بل أطلعك الله على ذلك كأنك حاضر وشاهد لما كان من أمرهم حين اقترعوا في شأن مريم أيهم يكفلها وذلك لرغبتهم في الأجر([64])"
وفي موضع آخر :"يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم هذه القصة وأشباهها من أنباء الغيب يعني من أخبار الغيوب السالفة نوحيها إليك على وجهها كأنك شاهدها نوحيها إليك أي نعلمك بها وحيا منا إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا أي لم يكن عندك ولا عند أحد من قومك علم بها حتى يقول من يكذبك إنك تعلمتها منه بل أخبرك الله بها مطابقة لما كان عليه الأمر الصحيح كما تشهد به كتب الأنبياء قبلك"([65]).
المسألة الخامسة : نذر أم مريم وما يحمل في ثناياه ؟ وأن العبرة ليست بالذكورة والأنوثة . والإشادة بمريم والعناية الإلهية بها .عناية الله بمريم منذ ولادتها ورعايته لها.والقصة بكمالها لبيان عناية الله ورعايته لأولياءه بدأ من اصطفاء آل عمران ونذر أم مريم مروراً بكفالة زكريا ، ودعاءه ورزق الله لمريم حتى ولدت بعيسى عليه السلام
المسألة السادسة : سبب الاقتراع :الرغبة في كفالتها ورعايتها كل يقول : أنا أحق بها ، قال زكريا: أنا أحق بها ،خالتها تحتي، وقال الأحبار : نحن أحق بها ، بنت عالمنا وإمامنا ، فلما أجروا القرعة ظفر بها زكريا، وهذا هو الصواب، و ما ورد من أن القرعة كانت لترك الكفالة فمردود.
المسألة السابعة : كيفية الاقتراع : ورد في كيفية الاقتراع في شأن مريم أقوال مجملها :
الأول : أنهم ذهبوا إلى نهر الأردن واقترعوا هنالك على أن يلقوا أقلامهم فأيهم يثبت في جرية الماء فهو كافلها فألقوا أقلامهم فاحتملها الماء إلا قلم زكريا فإنه ثبت ويقال إنه ذهب صاعدا يشق جرية الماء وكان مع ذلك كبيرهم وسيدهم وعالمهم وإمامهم ونبيهم صلوات الله وسلامه عليه ، قال بعض أهل العلم رتب قدح زكريا فقام فلم يجر به الماء وجرى بقداح الآخرين الماء فجعل الله ذلك لزكريا أنه أحق المتنازعين فيها ([66]).
الثاني : أنهم اقترعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي أيهم يكفل مريم يعني أيهم يقبضها فقرعهم زكريا وكانت قرعة أقلامهم أنهم جمعوها في موضع ثم غطوها فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم أدخل يدك فأخرج قلما منها فأدخل يده فأخرج قلم زكريا فقالوا لا نرضى ولكن نلقي الأقلام في الماء فمن خرج قلمه في جرية الماء ثم ارتفع فهو يكفلها فألقوا أقلامهم في نهر الأردن فارتفع قلم زكريا في جرية الماء فقالوا نقترع الثالثة فمن جرى قلمه مع الماء فهو يكفلها فألقوا أقلامهم فجرى قلم زكريا مع الماء وارتفعت أقلامهم في جرية الماء وقبضها عند ذلك زكريا فذلك قوله )وكفلها زكريا( يعني قبضها ثم قال فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا يعني رباها تربية حسنة في عبادة([67]).
الثالث: قال الشافعي : ولا يعدو والله أعلم المقترعون على مريم عليها السلام أن يكونوا كانوا سواء في كفالتها، فتنافسوها لما كان أن تكون عند واحد أرفق بها لأنها لو صيرت عند كل واحد يوما أو أكثر وعند غيره مثل ذلك أشبه أن يكون أضر بها من قبل أن الكافل إذا كان واحدا كان أعطف له عليها وأعلم([68]).
الرابع:وفي الأقلام ثلاثة أقوال أحدها أنها التي يكتب بها قاله ابن عباس وابن جبير والسدي والثاني : أنها العصي قاله الربيع بن أنس والثالث أنها القداح وهو اختيار ابن قتيبة وكذلك قال الزجاج هي قداح جعلوا عليها علامات يعرفونها على جهة وقال آخرون بل صعد قدح زكريا في النهر وانحدرت قداح الآخرين مع جرية الماء وذهبت فكان ذلك له علما من الله في أنه أولى القوم بها . قال )ألقوا أقلامهم( يقول عصيهم قال فألقوها تلقاء جرية الماء فاستقبلت عصا زكريا جرية الماء فقرعهم ([69])
وأياً كان الأمر من ذلك فلا شك أن ذلك كان قضاء من الله بها لزكريا على خصومه بأنه أولاهم بها وإذا كان ذلك كذلك فإنما قام زكريا بكفالتها ورعايتها بتوفيق وتقديرمن الله الموضع الثاني : قصة نبي الله يونس عليه السلام
وهو :يونس بن متى الرسول الذي أرسله الله تعالى إلى أهل قرية نينوى([70]) وهي قرية من أرض العراق فدعاهم إلى الله تعالى فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم وعنادهم فخرج من بين أظهرهم مغاضباً لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال، فلما تحققوا منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم وفرقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل، وجأروا إليه ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وأولادها وثغت الغنم وحملانها فرفع الله عنهم العذاب قال الله تعالى )فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ(([71]) وأما يونس عليه السلام فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فاضطربت بهم السفينة وهاج بهم البحر وماج وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً قال الله تعالى ) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ(([72]) من المغلوبين حيث وقعت عليه القرعة ، وتكرر وقوعها عليه دون سواه فقام يونس عليه السلام وتجرد من ثيابه ثم ألقى نفسه في البحر .وهذا هو موطن الاستشهاد من قصته عليه السلام فإنه احتكم إلى القرعة وعمل بما اقتضته القرعة من القاء نفسه اختياراً منه غير إكراه .
وقد أرسل الله سبحانه من البحر الأخضر فيما قاله ابن مسعود حوتا يشق البحار حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما فإن يونس ليس لك رزقا وإنما بطنك تكون له سجنا([73]).
وأخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين وأن تسبيحه كان سبب نجاته ولذلك قيل: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر قال ابن عباس: من المسبحين من المصلين قال قتادة: كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله عز وجل له فنجاه، وقال الربيع بن أنس لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال: ومكتوب في الحكمة إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية وقال وهب: من العابدين وقال الحسن: ما كان له صلاة في بطن الحوت ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه وإذا عثر وجد متكأ([74])
المواضع التي وردت فيها قصته :تكررت الإشارة إلى قصة يونس عليه السلام في أربع سور من كتاب الله في سورة يونس ، والأنبياء ، والصافات وفي سورة ن، على النحو التالي:
الموضع الأول : في سورة يونس آية واحدة هي قوله تعالى : )فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِين(([75])و في هذه الآية بيان أن الله لم يكشف العذاب عن أهل قرية بعد تكذيبهم نبيهم ، ولم ينفع الإيمان أهل قرية آمنوا عند معاينة العذاب إلا أهل نينوى قرية يونس بن مَتَّى, فإنهم لـمَّا أيقنوا أن العذاب نازل بهم تابوا إلى الله تعالى توبة نصوحا, فلمَّا تبيَّن منهم الصدق في توبتهم كشف الله عنهم عذاب الخزي بعد أن اقترب منهم, وتركهم في الدنيا يستمتعون إلى وقت إنتهاء آجالهم([76]).
الموضع الثاني: من سورة الأنبياء في آية واحدة بينت هذه الآية سبب خروج يونس عليه السلام، وأشارت لما أصابه عليه السلام هي قوله تعالى : )وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(([77]) و أي واذكر يا محمد قصة صاحب الحوت, وهو يونس بن مَتَّى عليه السلام, أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا, فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا, ولم يصبر عليهم كما أمره الله, وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم, ضائقًا صدره بعصيانهم, وظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة, فابتلاه الله بشدة الضيق والحبس, والتقمه الحوت في البحر, فنادى ربه في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت تائبًا معترفًا بظلمه; لتركه الصبر على قومه, قائلا: لا إله إلا أنت سبحانك, إني كنت من الظالمين([78]). وفيها شهادة لله بالوحدانية وتنـزيه لربه عما لا يليق به ، واعتراف بذنبه.
قال تعالى :)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ( ([79])فاستجبنا له دعاءه, وخلَّصناه مِن غَم هذه الشدة, وكذلك ننجي المصدِّقين العاملين بشرعنا. وهكذا تجمل الآيات قصة نبي الله يونس عليه السلام من غير إشارة للقرعة في هذا الموضع .
الموضع الثالث: آيات في سورة الصافات قال تعالى)وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ( ([80])وفيها تصريح بأنه مرسل من الله نبوته، وإشارة إلى خروجه من بلده هارباً من بلده غاضبًا على قومه, وركوبه سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة.
ومعنى قوله تعالى: )فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ( ([81])وأحاطت بها الأمواج العظيمة, فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق, فكان يونس من المغلوبين حيث وقعت عليه القرعة )فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ( ([82]). فألقى نفسه في البحر, فابتلعه الحوت, ويونس عليه السلام قد أتى بما يُلام عليه.
)فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ( ([83])فلولا ما تقدَّم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت, وتسبيحه بقوله: لا اله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ، لمكث في بطن الحوت, وصار له قبرًا إلى يوم القيامة([84]) . لكن الله من عليه بإخراجه من بطن الحوت.قال سبحانه )فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ( ([85])فطرحناه من بطن الحوت, وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء, وهو ضعيف البدن، فأكرمه ورحمه كما في قوله سبحانه)وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ( ([86]).وأنبتنا عليه شجرة من القَرْع تظلُّه, وينتفع بها.رحمة من الله بحاله ولأنه اتجه إليه بدعائه.
قال تعالى:)وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ(([87]) أي وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون, فصدَّقوا وعملوا بما جاء به, فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.
الموضع الرابع :في سورة القلم قوله تعالى في سورة القلم )فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ( ([88])والخطاب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أي فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك وقضاه, ومن ذلك إمهال أهل مكة وتأخير نصرتك عليهم, ولا تكن كصاحب الحوت, وهو يونس -عليه السلام- في غضبه وعدم صبره على قومه, حين نادى ربه, وهو مملوء غمًّا طالبًا تعجيل العذاب لهم, لولا أن تداركه نعمة مِن ربه بتوفيقه للتوبة وقَبولها لَطُرِح مِن بطن الحوت بالأرض الفضاء المهلكة, فاصطفاه ربه لرسالته, فجعله من الصالحين الذين صلحت نياتهم وأعمالهم وأقوالهم([89]).
ويمكن أن نجمل مسائل القرعة في قصة يونس فيما يلي :
مشروعية القرعة في شريعة يونس عليه السلام : لأن يونس عليه السلام رضي بالقرعة مع أهل السفينة ولا يرضى بالقرعة إلا على أمر مشروع .قال الشافعي : فأصل القرعة في كتاب الله عز وجل في قصة المقترعين على مريم والمقارعين يونس عليه السلام مجتمعة([90]).وقال ابن العربي : ما معناه كانت في شريعة من قبلنا جائزة في كل شيء من قوله) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ(([91]).
قال ابن حجر :" والاحتجاج بهذه الآية في إثبات القرعة يتوقف على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا وهو كذلك ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه وهذه المسألة من هذا القبيل لأنه كان في شرعهم جواز إلقاء البعض لسلامة البعض وليس ذلك في شرعنا لأنهم مستوون في عصمة الأنفس فلا يجوز القاؤهم بقرعة ولا بغيرها([92]).
عدد المرات: أجريت القرعة (ثلاث ) مرات. لما خافوا أن يغرقوا اقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً قال الله تعالى )فساهم فكان من المدحضين( أي وقعت عليه القرعة.
وذكر ابن كثيرأن أصحاب السفينة لما خافوا أن يغرقوا اقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضاً قال الله تعالى فساهم فكان من المدحضين أي وقعت عليه القرعة فقام يونس عليه السلام وتجرد من ثيابه ثم ألقى نفسه في البحر" ([93]).وفيه أنه هو الذي ألقى بنفسه .

الفصل الثاني :القرعة في الشريعة الإسلامية
المبحث الأول :القرعة قبل البعثة النبوية
قبل أن يبعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان للعرب عادات وتقاليد توارثوها عن آبائهم منها ما فيه ظلم وتعد وإجحاف، ومنها ما يحتاج إلى تهذيب وإصلاح، ومنها ما فيه خير وصلاح من بقايا ملة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام،فبعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بعد عيسى بن مريم عليه السلام على حين فترة من الرسل فجاءت شريعته مجددة لما اندرس موضحة لما التبس مقررة لما فيه صلاح للبشرية مما جاء به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومنها ما يقوم على القرعة وهي الاستقسام بالأزلام وضرب القداح وبناء التصرفات على ذلك حيث نزل الوحي مقراً لبعض منها وأبطل بعضاً ومما جاء القرآن بإبطاله وتحريمه صور من القرعة كما في قوله تعالى :)حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(([94]).
ومما تضمنته الآية الاستقسام بالأزلام وهو ضرب من القرعة وله صور وأنواع :
النوع الأول : الاستقسام بالأزلام للأفراد وهو صورة من صور القرعة التي كان عليها أهل مكة قبل البعثة النبوية وذلك أنهم كانوا إذا أراد أحدهم سفرا أو غزوا أو تجارة أو غير ذلك من الحاجات أجال القداح وهي الأزلام وهي على ثلاثة أضرب منها:
1- ضرب كتب عليه أمرني ربي.
2- ضرب كتب عليه نهاني ربي.
3-ومنها غفل لا كتابة عليه يسمى المنيح.
فإذا خرج أمرني ربي مضى في الحاجة، وإذا خرج نهاني ربي قعد عنها، وإذا خرج الغفل الذي لا كتابة عليه أجالها ثانية([95]).
وهذه هي التي ضرب بها سراقة بن مالك بن جعشم حين أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وقت الهجرة؛ وإنما قيل لهذا الفعل: استقسام لأنهم كانوا يستقسمون به الرزق وما يريدون؛ كما يقال: الاستسقاء في الاستدعاء للسقي. ونظير هذا الذي حرمه الله تعالى قول المنجم: لا تخرج من أجل نجم كذا، وأخرج من أجل نجم كذا([96]).
والنوع الثاني: سبعة قداح كانت عند هبل في جوف الكعبة مكتوب عليها ما يدور بين الناس من النوازل، كل قدح منها فيه كتاب؛ قدح فيه العقل من أم الديات، وفي آخر "منكم" وفي آخر "من غيركم"، وفي آخر "ملصق"، وفي سائرها أحكام المياه وغير ذلك، وهي التي ضرب بها عبدالمطلب على بنيه إذ كان نذر نحر أحدهم إذا كملوا عشرة؛ الخبر المشهور ذكره ابن إسحاق. وهذه السبعة أيضا كانت عند كل كاهن من كهان العرب وحكامهم؛ على نحو ما كانت في الكعبة عند هبل([97]). وقال الحلبي :" الأزلام قداح كانت العرب تتشاءم بها وتتفاءل ([98]).
وفي هذا ربط للتصرفات بهذه الأزلام فنهى الله عنها في قوله تعالى ) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ()وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ (([99]) .حيث عده في المحرمات ، وجعله فسقا بقوله )ذلكم فسق( وكانوا يستعملونها في الأنساب أيضاً إذا شكوا فيها فإن خرج لا نفوه وإن خرج نعم أثبتوه
فانكر الله عليهم ذلك كله ، وجاء بما فيه الحق والصواب من التوكل على الله والاستخارة الشرعية ، وأمر بحفظ الأنساب وصانها من اللوثات ، فحرم الزنا والفواحش وشرع النكاح وحرم السفاح ، وجاءت الآثار بأن الولد للفراش .
و هي من عمل الشيطان لدخولها في قوله : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(([100]) من عمل الشيطان فإن الرجس هو الذي يلزم اجتنابه إما لنجاسته وإما لقبح ما يفعل به عباده أو تعظيم لأنه يقال رجس نجس فيراد
وقد أكد الله في كتابه تحريمها في موضع آخر من السورة بقوله : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(([101]).
النوع الثالث:والنوع الثالث: هو قداح المسير وهي عشرة؛ سبعة منها فيها حظوظ، وثلاثة أغفال، وكانوا يضربون بها مقام لهوا ولعبا، وكان عقلاؤهم يقصدون بها إطعام المساكين والمعدم في زمن الشتاء و*** البرد وتعذر التحرف.
وقيل: الميسر: وأصله من تيسير أمر الجزور بالاجتماع على القمار فيه، وهو السهام التي يجيلونها فمن خرج سهمه استحق منه ما توجبه علامة السهم فربما أخفق بعضهم حتى لا يخطئ بشيء وينجح البعض فيحظى بالسهم الوافر، وحقيقته تمليك المال على المخاطرة وهو أصل في بطلان عقود التمليكات الواقعة على الأخطار كالهبات والصدقات وعقود البياعات ونحوها إذا علقت على الأخطار بأن يقول قد بعتك إذا قدم زيد ووهبته لك إذا خرج عمرو لأن معنى إيسار الجزور أن يقول من خرج سهمه استحق من الجزور كذا فكان استحقاقه لذلك السهم منه معلقا على القرعة.
الاستقسام بالأزلام وله وجهان: أحدهما: طلب علم ما قسم له بالأزلام، والثاني: إلزام أنفسهم بما تأمرهم به القداح كقسم اليمين.
وقال مجاهد:الأزلام هي كعاب فارس والروم التي يتقامرون بها، وقال سفيان ووكيع: هي الشطرنج .
وقد أجرى القرعة عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ في حفر زمزم وكانت قد اندفنت فجعلت قريش تهزأ به فقال: اللهم إن سقيت الحجيج ذبحت لك بعض ولدي فأسقي الحجيج منها فلما خرج الماء أقرع بين ولده فخرجت القرعة على ابنه عبدالله فقالت أخواله بنو مخزوم: أرض ربك وافد ابنك فجاء بعشر من الإبل فخرجت القرعة على ابنه فلم يزل يزيد عشرا عشرا وكانت القرعة تخرج على ابنه إلى أن بلغها المائة فخرجت على الإبل فنحرها بمكة في رءوس الجبال فسمي مطعم الطير وجرت السنة في الدية بمائة من الإبل . وأشار النبي لذلك بقوله (أنا ابن الذبيحين )([102]).
والقداح هي التي ضرب بها عبدالمطلب على بنيه إذ كان نذر نحر أحدهم إذا كملوا عشرة الخبر المشور ذكره ابن اسحق، وهذه السبعة أيضا كانت عند كل كاهن من كهان العرب وحكامهم على نحو ما كانت في الكعبة عند هبل.
أن عبد المطلب أتي في المنام فقيل له: احتفر فقال: أين؟ فقيل له مكان كذا وكذا فلم يحتفر فأتي فقيل له احتفر عند الفرث عند النمل عند مجلس خزاعة ونحوه فأحتفر فوجد غزالا وسلاحا وأظفارا فقال قومه لما رأوا الغنيمة كأنهم يريدون أن يغازوه قال فعند ذلك نذر لئن ولد له عشرة لينحرن أحدهم فلما ولد له عشرة وأراد ذبح عبد الله منعته بنو زهرة وقالوا أقرع بينه وبين كذا وكذا من الإبل وانه أقرع فوقعت عليه سبع مرات وعلى الإبل مرة قال لا أدري السبع عن أبي مجلز أم لا ثم صار من أمره أن ترك ابنه([103]).
فالاستقسام بهذا كله هو طلب القسم والنصيب وهو من أكل المال بالباطل وهو حرام وكل مقامرة بحمام أو بنرد أو شطرنج أو بغير ذلك من هذه الألعاب فهو استقسام بما هو في معنى الأزلام حرام كله وهو ضرب من التكهن والتعرض لدعوى علم الغيب.
قال ابن خويزمنداد : ولهذا نهى أصحابنا عن الأمور التي يفعلها المنجمون على الطرقات من السهام التي معهم ورقاع الفأل في أشباه ذلك وقال الكياالطبري: وإنما نهى الله عنها فيما يتعلق بأمور الغيب فإنه لا تدري نفس ماذا يصيبها غدا فليس للأزلام في تعريف المغيبات أثر([104]).
والمراد بالميسر في الآية قمار العرب بالأزلام قال جماعة من السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كل شيء فيه قمار من نرد أو شطرنج أو غيرهما فهو الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب إلا ما أبيح من الرهان في الخيل والقرعة في إفراز الحقوق وقال مالك الميسر ميسران ميسر اللهو وميسر القمار فمن ميسر اللهو النرد والشطرنج والملاهي كلها وميسر القمار ما يتخاطر الناس عليه وكل ما قومر به فهو ميسر،
المبحث الثاني : القرعة في السنة النبوية :
لما بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل بالهدى ودين الحق ،تضمنت شريعته ما تتحقق به مصالح العباد ومن ذلك القرعة حيث جاءت في السنة النبوية الفعلية والقولية والتقريرية حيث حفلت كتب السنة بذكر صور منها:
الصورة الأولى : :الإقراع بين الزوجات في السفر
حيث تكررت أحاديث إقراعه صلى الله عليه وسلم بين نسائه في مواضع عديدة من كتب السنة وبلغ تكرارها في صحيح البخاري عشرين موضعاً من ذلك : ما بوب عليه البخاري في صحيحه بقوله "باب الإقراع بين نسائه r في السفر :وفيه عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه )([105]).
وجاء في تفسيرآيات الإفك: )إن الذين جاءوا بالإفك (الآيات أن سبب نزولها ما أخرج الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت وذلك بعدما أنزل الحجاب ([106]) ثم ساقت حادثة الإفك .
وعلى هذا الحكم سار أهل الإسلام واعتمده الأئمة الأعلام قال أبو عمر ابن عبد البر "وخروج الرجل مع أهله في السفر من العمل المباح فإذا كان له نساء حرائر لم يجز له إن يسافر بواحدة منهن حتى يقرع بينهن فإذا أقرع بينهن ووقعت القرعة على من وقعت منهن خرجت معه واستأثرت به في سفرها"([107]).
الصورة الثانية :الاستهام على الأذان :
حيث بوب البخاري " باب الاستهام في الآذان " وفيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا([108])).
قال ابن حجر :" قوله: إلا أن يستهموا أي لم يجدوا شيئاً من وجوه الأولوية أما في الأذان فبأن يستووا في معرفة الوقت وحسن الصوت ونحو ذلك من شرائط المؤذن وتكملاته، وأما في الصف الأول فبأن يصلوا دفعة واحدة ويستووا في الفضل فيقرع بينهم إذا لم يتراضوا فيما بينهم في الحالين، واستدل به بعضهم لمن قال بالاقتصار على مؤذن واحد وليس بظاهر لصحة استهام أكثر من واحد في مقابلة أكثر من واحد ولان الاستهام على الأذان يتوجه من جهة التولية من الإمام لما فيه من المزية وزعم بعضهم أن المراد بالاستهام هنا الترامى بالسهام وأنه أخرج مخرج المبالغة، واستأنس بحديث لفظه لتجالدوا عليه بالسيوف لكن الذي فهمه البخاري منه أولى لما ذكره من قصة سعد ويدل عليه رواية لمسلم لكانت قرعة"([109])والحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو تعلمون أو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة وقال بن حرب الصف الأول ما كانت إلا قرعة)([110]).
وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن مسعود القرشي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الصف الأول ما صفوا إلا بقرعة([111]).
وفي شرح مسلم قال النووي "قال أصحابنا: وإذا ترتب للأذان اثنان فصاعدا فالمستحب أن يؤذنوا دفعة واحدة بل إن اتسع الوقت ترتبوا فيه فان تنازعوا في الابتداء به اقرع بينهم وان ضاق الوقت فان كان المسجد كبيرا أذنوا متفرقين في أقطاره وان كان ضيقا وقفوا معا وأذنوا وهذا إذا لم يؤد اختلاف الأصوات إلى تهويش فإن أدى إلى ذلك لم يؤذن إلا واحد فان تنازعوا أقرع بينهم . وأما إذا أذنوا معا فإن اتفقوا على إقامة واحد و إلا فيقرع قال أصحابنا رحمهم الله ولا يقيم في المسجد الواحد إلا واحد إلا إذا لم تحصل الكفاية بواحد وقال بعض أصحابنا لا بأس أن يقيموا معاً إذا لم يؤد إلى التهويش ([112]).
الصورة الثالثة :القرعة في موضع الركوب :عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)([113]) وفي لفظ (مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم)([114]).وفي هذا إقرار للقرعة عند الركوب في السفن ونحوها قال ابن حجر " قوله استهموا سفينة أي اقترعوها فأخذ كل واحد منهم سهما أي نصيبا من السفينة بالقرعة بأن تكون مشتركة بينهم إما بالإجازة وإما بالملك وإنما تقع القرعة بعد التعديل ثم يقع التشاح في الأنصبة فتقع القرعة لفصل النزاع كما تقدم قال بن التين وإنما يقع ذلك في السفينة ونحوها فيما إذا نزلوها معا أما لو سبق بعضهم بعضا فالسابق أحق بموضعه قلت وهذا فيما إذا كانت مسبلة مثلا أما لو كانت مملوكة لهم مثلا فالقرعة مشروعة إذا تنازعوا والله أعلم"([115]). قال ابن حجر : قوله (مثل المدهن )بضم أوله وسكون المهملة وكسر الهاء بعدها نون أي المحابي والمراد به من يرائي ويضيع الحقوق ولا يغير المنكر قوله (والواقع فيها) كذا وقع هنا وقد تقدم في الشركة من وجه آخر عن عامر وهو الشعبي (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها) وهو أصوب لأن المدهن والواقع أي مرتكبها في الحكم واحد والقائم مقابله ووقع عند الإسماعيلي في الشركة مثل القائم على حدود الله والواقع فيها وهذا يشمل الفرق الثلاث وهو الناهي عن المعصية والواقع فيها والمرائي في ذلك ([116]).وفيه جواز قسمة العقار المتفاوت بالقرعة وإن كان فيه علو وسفل ([117]).
الصورة الرابعة القرعة لاستضافة الضيف:
اقتراع الأنصار لاستضافة المهاجرين : وأن عثمان بن مظعون طار سهمه في السكنىلآل أم العلاء . روى البخاري أن أم العلاء امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة قالت: فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله فقال أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا ([118])
وتكرر في باب القرعة بلفظ (أن عثمان بن مظعون طار لهم سهمه في السكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون)([119])
وفي هذا الحديث إجراء للقرعة وإقرار لها من أول الهجرة إلى المدينة المنورة قال ابن حجر :" والغرض منه قولها فيه أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى ومعنى ذلك أن المهاجرين لما دخلوا المدينة لم يكن لهم مساكن فاقترع الأنصار في إنزالهم فصار عثمان بن مظعون لآل أم العلاء فنزل فيهم"([120])
الصورة الخامسة :القرعة بين المختلفين من يقسم ويحلف باليمين : روى البخاري في صحيحه تعليقاً :قال أبو هريرة عرض النبي صلى الله عليه وسلم على قوم اليمين فأسرعوا فأمر أن يسهم بينهم أيهم يحلف([121]). قال ابن حجر " وقال أبو هريرة عرض النبي صلى الله عليه وسلم الخ وصله قبل بأبواب وتقدم الكلام عليه في باب إذا تسارع قوم في اليمين وهو حجة في العمل بالقرعة"([122]).
الصورة السادسة :القرعة والاستهام بين المملوكين المعتق بعضهم: وفي صحيح مسلم بسنده عن عمران بن حصين أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم فدعا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزأهم أثلاثا ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة وقال له قولا شديدا ([123])
القرعة فيها لتطييب نفوسهم وبراءة للتهمة من إيثار بعضهم بها ولو اصطلحوا على ذلك جاز من غير قرعة وأما الحريةالواقعة على واحد منهم فغير جائز نقلها عنه إلى غيره وفي استعمال القرعة نقل الحرية عمن وقعت عليه وإخراجه منها مع مساواته لغيره فيها
الصورة السادسة : القرعة والاستهام بين المختلفين في الميراث عن أم سلمة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان يختصمان في مواريث لهما لم تكن لهما بينة إلا دعواهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار
فذكر مثله فبكى الرجلان وقال كل واحد منهما حقي لك فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم أما إذ فعلتما ما فعلتما فاقتسما وتوخيا الحق ثم استهما ثم تحالا)([124]).
وهذا الاستهام هو القرعة التي يقرع بها عند القسمة وفيه دلالة على جواز القرعة في القسمة ([125])
بل لعل الحديث دال على المشروعية والله أعلم .
الصورة السابعة :القرعة في إجابة الدعوة ومن مسائل القرعة إجابة دعوة وليمة العرس فمن سبق تعينت الإجابة له دون الثاني وأن جاءا معا قدم الأقرب رحما على الأقرب جوارا على الأصح فإن استويا أقرع ([126])
<3756> باب إذا اجتمع الداعيان أيهما أحق
إذا اجتمع الداعيان أي معا فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا هذا دليل لما قبله وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق لسبق تعلق حقه ، قال العلقمي فيه دليل أنه إذا دعا الإنسان رجلان ولم يسبق أحدهما الآخر أجاب أقربهما منه بابا فإذا استويا أجاب أكثرهما علما ودينا وصلاحا فإن استويا أقرع([127]).
والناظر فيما ورد في القرعة من أحاديث يجد أن القرعة إما أن تكون في الحقوق المتساوية ،: مثل : الأئمة في الصلوات والمؤذنين والأقارب في تغسيل الموتى والصلاة عليهم والحاضنات إذا كن في درجة والأولياء في التزويج والاستباق إلى الصف الأول وفي إحياء الموات وفي نقل المعدن ومقاعد الأسواق والتقديم بالدعوى عند الحاكم والتزاحم على أخذ اللقيط والنزول في الخان المسبل ونحوه وفي السفر ببعض الزوجات وفي ابتداء القسم والدخول في ابتداء النكاح.
وإما أن تكون في تعيين الملك مثل : الإقراع بين العبيد إذا أوصى بعتقهم ولم يسعهم الثلث . والإقراع بين الشركاء عند تعديل السهام في القسمة([128]) .
الخاتمـــة: وفيها أهم النتائج.
قال ابن العربي عند قوله تعالى) فساهم فكان من المدحضين (
نص على القرعة وكانت في شريعة من قبلنا جائزة في كل شيء على العموم على ما يقتضيه موارد أخبارها في الإسرائيليات وجاءت القرعةُ في شرعنا على الخصوص على ما أشرنا إليه في سورة آل عمران فإنَّ القوم اقترعوا على مريم أيَّهم يكفُلُها وجرت سهامهم عليها والقول في جرية الماء بها وليس ذلك في شرعنا وإنما تجري الكفالة على مراتب القرابة وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن
الأول كان النبي إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهنَّ خرج سهمُها خرج بها معه
الثاني أنَّ النبي رُفع إليه أنّ رجلا أعتق في مرض موته ستة أعبد لا مالَ له غيرهم فأقرع بينهم فأعتق اثنين وأرقّ أربعة
الثالث أن رجلين اختصما إليه في مواريث درست فقال اذهبا وتوخّيا الحق واستهما وليحلل كلّ واحد منكما صاحبه
فهذه ثلاثة مواطن وهي القسم في النكاح والعتق والقسمة وجريانا لقرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات عند الغزو على قولين والصحيح منهما الاقتراع وبه قال أكثر فقهاء الأمصار وذلك لأن السفر بجميعهن لا يمكن واختيار واحدة منهن إيثار فلم يبق إلا القرعة
وكذلك مسألة الأعبد الستة فإن كل اثنين منهم ثلث وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت وتعيينهما بالتشهّي لا يجوز شرعاً فلم يبق إلا القرعة
وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحقَّ إلا القرعة فصارت أصلاً في تعيين المستحق إذا أشكل([129]).
المراجع
1- أحكام القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ،طبع دار الكتب العلمية 1400هـ، بيروت .
2- أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي ، دار الفكر ،بيروت، لبنان.
3- أساس البلاغة ، محمود بن عمر الزمخشري، طبع دار صادر ، بيروت الأولى ، 1412هـ
4- تفسير السيوطي الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي تحقيق د. عبد الله التركي بالتعاون مركز البحوث بدار هجر ، الطبعة الأولى ، القاهرة 1443هـ.
5- تفسير السعدي تيسير كلام الرحمن في تفسير كلام المنان ، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي تحقيق عبدالرحمن بن معلا اللويحق طبع دار الرسالة ، الأولى 1443هـ.
6- تفسير الطبري ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، تحقيق د. عبد الله التركي بالتعاون مركز البحوث بدار هجر ، الطبعة الأولى ، القاهرة 1443هـ.
7- تفسير ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي ، مؤسسة الريان الطبعة الثانية،1420هـ
8- تفسير القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد الأنصاري القرطبي مصورة عن الطبعة المصرية المصححة 1372هـ.
9- التفسير الميسر إعداد نخبة من العلماء ، طبع ، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة 1418هـ
10- التمهيد لابن عبد البر يوسف بن عبد الله النمري ، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية1406هـ
11- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي،طبع المكتب الإسلامي بيروت ، الطبعة الرابعة 1407هـ
12- السبعة في القراءات لابن مجاهد، تحقيق د. شوقي ضيف، الطبعة الثانية 1980م دار المعارف مصر
13- السنن الكبرى ، أحمد بن حسين البيهقي ، دار الباز مكة المكرمة 1414هـ
14- سنن أبي داود سليمان بن الأشعث، تحقيق محي الدين دار الفكر، بيروت.
15- سنن النسائي الكبرى ، أحمد بن شعيب النسائي،دار الكتب العملية،الأولى، 1411هـ بيروت.
16- شرح مسلم شرح النووي على صحيح مسلم ، يحي بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي بيروت 1392هـ
17- صحيح الإمام مسلم بن الحجاج ،تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت،
18- صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل البخاري،ترقيم مصطفى البغا ، دار ابن كثير واليمامه، بيروت 1407هـ الخامسة.
19- الطبقات الكبرى، محمد بن سعد الزهري ، دار صادر بيروت.
20- عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ ، أحمد بن يوسف السمين الحلبي، تحقيق محمود السيد الدغيم ، دار السيد للنشر تركيا 1407هـ
21- عون المعبود شرح سنن أبي داود، تأليف : محمد شمس الحق العظيم آبادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت1405، الثانية.
22- غريب الحديث للخطابي حمد بن محمد أبو سليمان ، نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى 1402هـ
23- الفائق في غريب الحديث ،محمود بن عمر الزمخشري ، دار المعرفة لبنان ،طبعة الثانية
24- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني طبع دار الفكر صورة من طبعة المكتبة السلفية
25- في ظلال القرآن ، سيد قطب ، طبع در الشروق ، العاشرة ، 1402هـ
26- القرعة وأثرها الشرعي وتطبيقاتها العملية في أحكام الأسرة ، اعداد فهد البسام بإشراف أ.د. أحمد فراج حسن. رسالة ماجستير في المعهد العالى للقضاء ، جامعة الإمام محمد بن سعود .
27- القرعة ومجالات تطبيقها العملية في الفقه الإسلامي ، اعداد. عبدالله بن موسى العمار بإشراف د.صالح بن عبد الرحمن الأطرم الأستاذ المشارك في قسم الفقه بكلية الشريعة بالرياض.1406،1407هـ
28- لسان العرب لابن منظور طبع دار صادر 1413هـ بيروت.
29- مسند الإمام أحمد بن حنبل شارك في تحقيقه نخبة من العلماء بإشراف د. عبد الله التركي طبع مؤسسة الرسالة الأولى 1414هـ.
30- معاني القراءات لأبي منصور الأزهري محمد بن أحمد، تحقيق ، د. عيد مصطفى درويش، ود. عوض بن حمد القوزي، الطبعة الأولى ، طبع دار المعارف بمصر 1412هـ
31- معاني القرآن لأبي جعفر النحاس تحقيق الشيخ محمد علي الصابوني ، الأولى، طبع معهد البحوث الإسلامية بجامعة أم القرى.
32- معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس1399هـ طبع مؤسسة الرسالة بيروت1414هـ
33- المفردات في غريب القرآن لأبي القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، تحقيق سيد محمد كيلاني ،طبع دار المعرفة ، بيروت.
34- الموسوعة الفقهية، وزارة الشؤون الإسلامية ، الكويت الطبعة الأولى 1416هـ مطابع دار الصفوة ج.م.ع
الهوامش والتعليقات :
([1]) القرعة ومجالات تطبيقها العملية في الفقِه الإسلامي (1/ب)، إعداد. عبد الله بن موسى العمار بإشراف د.صالح بن عبد الرحمن الأطرم الأستاذ المشارك في قسم الفقه بكلية الشريعة بالرياض.1406،1407هـ.
([2]) القرعة وأثرها الشرعي وتطبيقاتها العملية في أحكام الأسرة ، اعداد فهد البسام بإشراف أ.د. أحمد فراج حسن (ص7).
([3]) المرجع السابق (231-232) .
([4]) معجم مقاييس اللغة لابن فارس( ص881) (ق ر ع ).
([5]) أساس البلاغة للزمخشري (503) ق رع .
([6]) لسان العرب لابن منظور (8 ص266) (ق ر ع ).
([7]) ينظر غريب الحديث للخطابي ج1/ص170-171، لسان العرب (ج: 1 ص: 751) (ن ح ب)
([8]) القرعة ومجالات تطبيقها العملية في الفقه الإسلامي (1/14).
([9]) المرجع السابق (1/18).
([10]) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (3/58).
([11]) سورة آل عمران:44 .
([12]) سورة آل عمران:الآية :37.
([13]) سورة الصافات: الآيات 139 -141.
([14]) سورة: آل عمران:44.
([15]) سورة الصافات:139-141.
([16]) أحكام القرآن 1 ج: 2 ص: 158.
([17]) فتح الباري 5 / 293 باب القرعة في المشكلات .
([18]) أحكام القرآن لابن العربي ج4/ص37
([19]) تفسير القرطبي ج4/ص86.
([20]) صحيح البخاري ج 2 ص 954باب القرعة في المشكلات .
([21]) صحيح البخاري ج: 4 ص: 1774.باب قوله )لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً(برقم (4473).
([22]) صحيح البخاري مع فتح الباري 2/ص96 برقم (615).
([23]) المرجع السابق ( 2/96 ) في ترجمة الباب.
([24]) سنن النسائي الكبرى ج3/ص496.
([25]) السنن الكبرى للبيهقي ج10/ص259برقم 21026 .
([26]) تفسير القرطبي ج4/ص86-87.
([27]) ينظر الموسوعة الفقهية (33/137).
([28]) فتح الباري ج5 ص293
([29]) ينظر الموسوعة الفقهية (33/138).
([30]) سورة آل عمران : (37).
([31]) سورة آل عمران : (44).
([32]) سورة آل عمران : (33) (34) .
([33]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/468).
([34]) تفسير السعدي (1/129).
([35]) سورة آل عمران : (35) .
([36]) في ظلال القرآن (1/392).
([37]) التفسير الميسر (54).
([38]) سورة آل عمران : (36).
([39]) معاني القرآن للنحاس (1/386).
([40]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/469) وهما قراءتان سبعيتان ، السبعة لابن مجاهد (204) ومعاني القراءات للأزهري (251)..
([41]) سورة آل عمران : (36).
([42]) صحيح البخاري ج4/ص1655 كتاب التفسير باب (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )برقم (4274).
([43]) سورة آل عمران : (37).
([44]) تفسير القرآن العظيم (1/470).
([45]) ينظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن (5/350-351). وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (1/470-471) .
([46]) سورة آل عمران : (37).
([47]) سورة آل عمران : (38).
([48]) سورة آل عمران : (39).
([49]) التفسير الميسر (ص55).
([50]) سورة آل عمران : (40) (41) .
([51]) التفسير الميسر (ص55).
([52]) سورة آل عمران : (42)(43).
([53]) سورة آل عمران : (44).
([54]) التفسير الميسر (ص55).
([55]) تفسير القرآن العظيم (1/470).
([56]) سورة آل عمران : (44).
([57]) المفردات للراغب الأصفهاني (ص436).
([58]) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (ص497). مادة (كفل).
([59]) تفسير القرطبي ج4/ص70 وينظر السبعة لابن مجاهد (204) ومعاني القراءات للأزهري (1/251).
([60]) صحيح البخاري ج5/ص2032، باب الإشارة في الطلاق والأموربرقم (4998).
([61]) مسند أحمد بن حنبل ج5/ص265 برقم (22338).
([62]) سورة آل عمران : (44).
([63]) زاد المسير ج: 1 ص: 388
([64]) تفسير ابن كثير ج2/ص450
([65]) تفسير ابن كثير ج2/ص450
([66]) ينظر تفسير الطبري ج: 3 ص: 242.
([67]) تفسير الدر المنثور ج: 2 ص: 181، تفسير القرطبي ج: 4 ص: 86.
([68]) أحكام القرآن للشافعي (158).
([69]) تفسير الطبري ج: 3 ص: 243. زاد المسير ج: 1 ص: 388
([70]) نينوى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو بوزن طيطوى وهي قرية يونس بن متى عليه السلام بالموصل وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها الحسين رضي الله عنه (معجم البلدان ج5/ص339) وهي من أرض العراق التي تعاني هذه الآيام من الحروب والفتن حرسها الله وفرج عن أهلها.
([71]) سورة يونس:98، ينظر تفسير ابن كثير (2/564).
([72]) سورة الصافات:141.
([73]) تفسير ابن كثير ( ج: 3 ص: 257) تفسير القرطبي ج: 15 ص: 125.
([74]) الدر المنثور ج: 4 ص: 70.
([75]) سورة يونس:98.
([76]) التفسير الميسر (220).
([77]) سورة الأنبياء:87.
([78]) التفسير الميسر (329).
([79]) سورة الأنبياء:88 .
([80]) سورة الصافات: 139-140.
([81]) سورة الصافات:141.
([82]) سورة الصافات:142.
([83]) سورة الصافات: 143-144.
([84]) التفسير الميسر (451).
([85]) سورة الصافات:145 والتفسير الميسر (451).
([86]) سورة الصافات:146.
([87]) سورة الصافات: 147-148 .
([88]) سورة القلم:48-50.
([89]) التفسير الميسر (566).
([90]) أحكام القرآن للشافعي (2/157).
([91]) أحكام القرآن لابن العربي (ج4/ص37)
([92]) فتح الباري ج5 ص294.
([93]) تفسير ابن كثير (3/256). زاد المسير ج: 7 ص: 87.
([94]) سورة المائدة:3 .
([95]) ينظر أحكام القرآن لابن العربي (2/545) والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (6/58)
([96]) ينظر والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (6/58)
([97]) ينظر والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (6/58)
([98]) ينظر عمدة الحفاظ (222) مادة زلم
([99]) سورة المائدة:3.
([100]) سورة المائدة:90. أحكام القرآن 2 ج: 4 ص: 127.
([101]) سورة المائدة:90.
([102]) الفائق ج: 3 ص: 425.
([103]) الطبقات الكبرى ج 1 ص 84.
([104]) تفسير القرطبي ج: 6 ص: 59.
([105]) صحيح البخاري ج: 2 ص: 954.باب : القرعة في المشكلات كتاب الشهادات برقم(2542).
([106]) الدر المنثور ج: 4 ص: 70، لباب النقول ج: 1 ص: 154.
([107]) التمهيد لابن عبد البر ج 19 ص 266.
([108]) صحيح البخاري مع فتح الباري 2/ص96 برقم (615).
([109]) فتح الباري (2/96-97) كتاب الأذان ، باب : الاستهام في الأذان .
([110]) صحيح مسلم (1/326) باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام برقم (439)
([111]) الدر المنثور ج: 5 ص: 74.
([112]) شرح مسلم شرح النووي على صحيح مسلم ج 4 ص 83.
([113]) صحيح البخاري (2/954) باب القرعة في المشكلات برقم (2540).
([114]) فتح الباري ج2/ص96 ،97.
([115]) فتح الباري ج5/ص295.
([116]) فتح الباري ج5 ص295.
([117]) فتح الباري 5 / 296.
([118]) صحيح البخاري ج1/ص419 باب الدخول على الميت إذا أدرج في كفنه برقم (1186)
([119]) صحيح البخاري ج 2 ص 954-955باب القرعة في المشكلات برقم [2541].
([120]) فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 5 ص 295 باب القرعة في المشكلات وبين الحافظ وجه إدخالها في كتاب الشهادات لأنها من جملة البينات التي تثبت بها الحقوق فكما تقطع الخصومة والنزاع بالبينة كذلك تقطع بالقرعة.
([121]) صحيح البخاري ج 2 ص 954باب القرعة في المشكلات .
([122]) فتح الباري شرح صحيح البخاري5/ص294باب القرعة في المشكلات .
([123]) صحيح مسلم ج 4 ص 1288، كتاب الأيمان برقم[1668]. التمهيد ج 23 ص 416.
([124]) سنن أبي داود ج3/ص301 3584
([125]) أحكام القرآن 2 ج: 1 ص: 314.
([126]) فتح الباري 9/242 .
([127]) عون المعبود شرح سنن أبي داودج 10 ص 163 .
([128]) فتح الباري ج5 ص293
([129]) أحكام القرآن لابن العربي ج4/ص37.