التصنيفات
إصدارات سمعية بصرية إسلامية

أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت


الونشريس

أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

http://www.mp3quran.net/




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

بارك الله فيك




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام وسامير
بارك الله فيك

بارك الله فيك على المرور الكريم مشكورة




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

شكرا و بارك الله فيك




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهد*
شكرا و بارك الله فيك

جزاك الله خيرا على المرور اختي




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

شكرا لك على الرابط




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

جزاك الله خيرا وجعل مقامك اعلى الجنا ن يا رب




رد: أجمل موقع لاستماع والتصفح وتحميل القرآن معا لأي مقرئ شئت

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oussama 26
شكرا لك على الرابط

جزاك الله خيرا على المرور اختي




التصنيفات
معلومات و فوائد

اسماء القرآن الكريم

اسماء القرآن الكريم


الونشريس

اورد القرآن الكريم لنفسه بين اياته اسماء بالعشرات هي:
الفرقان- الكتاب- النور- التنزيل- الكلام- الحديث- الموعظة- الهادي- الحق- البيان- المنير- الشفاء- العظيم- الكريم- المجيد- العزيز- النعمة- الرحمة- الروح- الحبل- القصص- المهيمن- الحكم- الذّكر- السراج- البشير- النذير- التبيان- العدل- المنادي- الشافي- الذكرى- الحكيم.

وقالوا اسماء اخرى للقرآن الكريم منها
الميزان** واحسن الحديث** والكتاب المتشابه** المثاني** وحق اليقين** والتذكرة **والكتاب الحكيم **والقيم**وابلغ الوعّاظ.




رد: اسماء القرآن الكريم

مشكورة عزيزتي،جزاك الله ألف خير.تصبحين بألف عافية.




التصنيفات
التاريخ ( المحلي، الوطني، العربي، العالمي)

تيودور شوموفسكي درس آثار ابن ماجد وترجم معاني القرآن شعرا

تيودور شوموفسكي .. درس آثار ابن ماجد وترجم معاني القرآن شعرا


الونشريس

الونشريس

يحتل د. تيودور اداموفيتش شوموفسكي المستشرق والمستعرب والعالم اللغوي الروسي مكانة خاصة بين علماء الاستشراق في روسيا بكونه اول من اقدم على ترجمة معاني القرآن الكريم شعرا … كما انه درس دراسة معمقة دور العرب في الملاحة بأعتبارهم أمة بحرية عظيمة.
ولد تيودور شوموفسكي في 2 فبراير عام 1913 في اسرة بولندية الاصل بمدينة جيتومير الاوكرانية . وكانت والدته اماليا فومينسكايا عازفة بيانو اما والده آدم شوموفسكي فقد كان موظفا في احد المصارف. وأمضى تيودور طفولته في بلدة شيماخي العاصمة القديمة للمملكة الشروانية حيث وجدت مساجد كثيرة ومقبرة اسلامية. وآنذاك تعرف الصبي شوموفسكي على الكتابات والنقوش باللغة العربية وابدى شغفا في تعلم هذه اللغة. وبدأ حياته الدراسية طالبا في معهد التعدين في الدونباس ومن ثم عمل في مناجم الفحم في المنطقة. لكنه لم يتخل عن حلمه في ان يصبح مستعربا. فكتب رسالة الى نيقولاي مار عميد الكلية الشرقية في معهد التاريخ والدراسات اللغوية في لينينغراد( سانكت بطرسبورغ حاليا) . والتحق بالمعهد وتخصص في الكلية الشرقية بدراسة اللغة العربية وآدابها وبتأريخ الشرق الاوسط. وقد اطلع أنذاك على مخطوطات قدمها له استاذه الاكاديمي اغناطيوس كراتشكوفسكي حول الملاح العربي احمد بن ماجد الذي رافق الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما في رحلاته الاستكشافية. وبدأ تيودور في عام 1938 بترجمة ثلاث رسائل له. لكن اعتقال شوموفسكي (في فترة 1938 – 1948)حال دون اتمام الترجمة والتي عاد اليها في عام 1948 بعد الافراج عنه من المعتقل الستاليني ومن ثم انجزها بعد خروجه من المعتقل مرة أخرى في عام 1956. وقد اعتقل آنذاك بتهمة زائفة مع طالبين آخرين في الجامعة هما نيقولاي يريخوفيتش وليف غوميليوف الباحث المعروف لاحقا في دراسة تأريخ شعوب آسيا الوسطى، ولا يعرف شوموفسكي حتى الآن بالضبط ما هي القضية التي ادين بها.ولكن قيل آنذاك انهم ينتمون الى منظمة وهمية هي الجناح الشبابي لحزب التقدميين. لكن السبب الحقيق لأعتقال شوموفسكي هو نشره مقالة دفاعا عن استاذه كراتشكوفسكي الذي اتهم ب " عبادة الغرب والسجود له".وفي اثناء وجوده في السجن واصل شوموفسكي عمله العلمي والترجمة ( من الذاكرة) ودراسة لغات الشعوب مما اكسبه معارف جديدة اضافة الى دراسته الاكاديمية ووضع على اساسها افكاره بصدد العمليات التأريخية وعلوم اللغة. كما بدأ في المعتقل بدراسة الطب وعمل مساعدا لطبيب المعتقل.
وفي فترة النفي (1946 – 1948) انجز كتابة رسالة الدكتوراه حول ابن ماجد بعنوان " ثلاث رسائل مجهولة لأبن ماجد"،وناقشها في جامعة لينينغراد. وتم الافراج عنه في عام 1956 بعد فترة الاعتقال الثانية(1948 – 1956 ) ، واعيد اليه الاعتبار نهائيا في عام 1963 بعد كتابة رسائل كثيرة الى المراجع العليا يؤكد فيها براءته من التهم الموجهة اليه. وعندئذ انصرف كليا الى دراسة ونشر " الرسائل الثلاث" وفي عام 1965 ناقش رسالة الدكتوراه في العلوم بعنوان " الموسوعة البحرية العربية في القرن الخامس عشر" التي اعدت اعتمادا على ترجمة " كتاب´الفوائد في اصول علم البحروالقواعد" لأحمد بن ماجد. وقد أثار هذا الكتاب وكذلك نشر كتابه الاخر " في بحر الاستعراب" (1975) و" مذكرات مستعرب"(1978) جدلا كبيرا في اوساط اكاديمية العلوم السوفيتية. اذ طرح شوموفسكي وجهات نظر جديدة حول تطور الاستعراب في الاتحاد السوفيتي.
وبعد احالته الى التقاعد انصرف شوموفسكي الى مواصلة دراسة موضوع الملاحة البحرية عند العرب فأصدر طبعة منقحة " للموسوعة البحرية العربية" (1986) وكتاب " على أثر السندباد البحري"(1986) وكتاب " آخر اسود بحار العرب"(199).وأعاد نشر ترجمة معاني القرآن شعرا(صدرت خمس طبعات منها في فترة 1999-2008). وفي الوقت الحاضر يعكف شوموفسكي على اعداد مختارات من تراجمه الشعرية.




التصنيفات
الأدب واللغة العربية

إعراب القرآن

إعراب القرآن


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إليكم:

" إعراب القرآن "

للتحميل إضغط على محتوى الملفات المرفقة


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
اعراب القرأن.rar‏  809.2 كيلوبايت المشاهدات 111


التصنيفات
مادة الهندسة المدنية

الهندسة المدنية والقرآن الكريم

الهندسة المدنية والقرآن الكريم


الونشريس

الهندسة المدنية والقرآن الكريم

د. زيد غزّاوي
يبين هذا الموضوع كيفية تعلم الهندسة المدنية من كتاب الله عز و جل عن طريق التفكر في آيات الكتاب و في خلق المولى عز و جل. حيث يقول الحق في الكلمات الأواخر من آية 282 في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، أي كونوا مؤمنين والله يعلمكم من لدنه علماً ولن يجعلكم متلقيين أذلاء للغريب عن الدين.
كيفية تعلم الهندسة المدنية من كتاب الله سبحانه و تعالىمن أهم ما تعنى به الهندسة المدنية هو إيجاد المواصفات المثالية للمنشآت، حيث يمكن إن نلخص المواصفات المثالية لمنشأ يحمل وزنا بأنه يجب أن يكون خفيف الوزن، متزنا، قويا، و قاسيا. و نلاحظ أن الإنسان المسلم يلجأ لاجتهادات و نظريات مختلفة في هذا المجال و يدخل في دائرة من التجربة و الخطأ و التي من الممكن أن تأخذ سنوات و نتيجتها جهد ضائع بدون نتيجة.
يريد الله عز و جل للإنسان المؤمن أن يكون المعلم للآخرين و ليس المتلقي الذليل و لتحقيق ذلك فإن المولى أعطى المؤمنين كتاب ما إن تمسكوا فيه و فهموه فلن يحتاجوا إلى أي كتاب آخر. فالله عز و جل يعلمنا منهاج متكامل في الهندسة المدنية عن طريق التدبر في آية 68 من سورة النحل (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ). حيث أن المولى يلفت نظرنا إلى مخلوقات من صنعه عن طريق ذكرها بالاسم في القرآن الكريم و من ضمنها هنا النحل.
حيث أن الله عز وجل يعظنا أن نتفكر في هذه المخلوقات بحيث أن كل مخلوق من هذه المخلوقات عبارة عن مدرسة في التصميم الهندسي، حيث نجد مدرسة متكاملة في الهندسة المدنية من التفكر في تصميم بيوت النحل، حيث أن بيوت النحل تتميز بأنها خفيفة بدليل أنها تتعلق بأغصان الشجر، متزنة بدليل أن آلاف النحل تقطن البيت و لا ينهار، قاسي حيث أنه لا توجد إزاحات كبيرة في البيت من وزن النحل عليه، وقوي بحيث أنه لا ينكسر من وزن آلاف النحل.
فإذا تفكر الإنسان في كيف أن الله عز و جل صمم بيوت النحل بتلك الموصفات المثالية فإنه بذلك يكون قد تعلم من الله كيفية تصميم منشأ يحمل وزنا بمواصفات مثالية كما هو مبين فيما يلي:
• خفة الوزن للمنشأ:
نجد أن الله عز وجل جعل بيوت النحل خفيفة الوزن عن طريق ترتيب الجدران التي تحمل وزن النحل بترتيب سداسي، والترتيب السداسي يضمن تغطية أكبر حجم بأقل كمية من المادة و بالتالي هذا يضمن خفة الوزن للمنشأ أي إنشائه بأقل كمية من المادة. فيعلمنا الله عز و جل أن نصمم المنشآت والأساسات بترتيب سداسي للجدران التي تحمل وزنا فيها وليس الترتيب المسمط المتبع حاليا في الهندسة المدنية. ومن فوائد خفة الوزن للمنشأ تقليل التحميل الذاتي له حيث أن المادة المكونة للمنشأ لا تضع جهد على جدران المنشأ نفسه وهذا يزيل خطر انهيار المنشأ من أثر وزنه.

صورة لجزء من خلية نحل طبيعية لاحظ البيوت السداسية (1)

• اتزان المنشأ:
ضمن الله عز وجل اتزان بيوت النحل عن طريق الترتيب السداسي لجدران البيت، وهذا الترتيب يضمن اتزان المنشأ عن طريق أنه كل ثلاثة جدران في الترتيب السداسي يشد بعضها البعض، بحيث أنه إذا أصبحت هناك إزاحات كبيرة في أحد هذه الجدران فإن الجدارين الآخرين يدعموا هذا الجدار ويقللوا من إزاحته وبالتالي يكون المنشأ متزنا.
• قوة و قساوة المنشأ:
استخدام الله عز وجل مادة قاسية وهي الشمع لبناء الجدران السداسية لبيوت النحل بالإضافة إلى الترتيب السداسي للجدران والذي يضمن أن كل جدار يشد الآخر، و كل هذا يضمن قوة و قساوة المنشأ و قدرته على تحمل وزن النحل.
يعلمنا الله عز وجل من التفكر في بيوت النحل ليس فقط أفكار تصميم هذه المنشآت المثالية ولكن أيضا الأبعاد التي يجب على المؤمن أن يستخدمها في التصميم من ارتفاع، عرض، وزوايا الجدران المستخدمة في التصميم عن طريق دراسة المؤمن لبيوت النحل وحساب النسب التي استخدمها المولى من نسبة سماكة الجدار إلى ارتفاعه على سبيل المثال وتكبير هذه الأبعاد على تصميم بحجم أكبر مثل بيت أو مصنع مع إبقاء النسب الموجودة في بيوت النحل.
تصميم منشأ يتحمل الزلازل
هناك في الوقت الحالي دراسات كثيرة في كيفية تصميم منشأ يتحمل الزلازل وهناك حاجة لذلك أيضا في الدول الإسلامية، والأولى بالمسلمين أن يلجئوا إلى الله عز وجل في المقام الأول ونجد بأن المولى يعلم المسلمين كيفية تصميم منشأ يتحمل الزلازل من التفكر في بيوت النحل.
حيث نجد بأن اهتزاز أجنحة آلاف النحل الذين يقطنوا بيتهم يولد اهتزازات كبيرة جدا أكبر بكثير من أعلى مقياس للزلازل يعرفه البشر وبالرغم من ذلك نجد بأن بيت النحل يبقى متزناً و معلقاً على غصن شجرة. فإذا صمم الإنسان المؤمن المنشآت بنفس تصميم بيوت النحل فأنه بذلك يضمن منشأ يتحمل أي زلزال على أعلى مقياس يعرفه البشر.
كلمة إلى المسلمين
ارجعوا إلى القرآن الكريم و تفكروا في آياته و ستجدون فيه عزتكم، رفعتكم، و تقدمكم. وهذه المعارف العلمية والهندسية التي يتعلمها الإنسان المؤمن من القرآن الكريم تقربه إلى الله أكثر و أكثر وتقرب الإنسان الغريب عن الدين إذا ما بين المؤمن له هذه البحور من المعرفة إلى كتاب الله لأن لغة العلم عالمية و غير مرتبطة بحدود لغة معينة (أي استخدام هذا الإعجاز المعرفي في القرآن الكريم لهداية الناس جميعا إلى صراط الله المستقيم لأن المولى عز و جل يريد الهداية و الرحمة للناس و ليس عذابهم).
أستاذ الهندسة الطبية في الجامعة الهاشمية




التصنيفات
الإعجاز القرآني

روائع الاعجاز العددي في القرآن الكريم

روائع الاعجاز العددي في القرآن الكريم


الونشريس

روائــع الإعجاز العددي في القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين القائل عن القرآن الكريم: (ولا تنقضي عجائبه)، وهذه إحدى عجائب القرآن تتجلى في عالونشريسصرنا هذا بلغة الأرقام لتشهد على إعجاز القرآن في هذا العصر، يقول عز وجل عن عَظَمة كتابه:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88).
وما هذه الأرقام والتوافقات العددية الغزيرة مع إلا دليلاً مادياً على أن القرآن كتاب صادر من عند الله سبحانه وتعالى. وإلى هذه الحقائق الرقمية المذهلة:
من روائع سورة الكهف
نعلم جميعاً بأن المدة التي لبثها أصحاب الكهف في كهفهم هي 309 سنوات، والعجيب أن الله تعالى قد تحدث عن قصتهم في القرآن الكريم بـ 309 كلمات!!!!
فلو قمنا بعدّ الكلمات من بداية القصة: (إذ أوى الفتية إلى الكهف………) وحتى نهايةالقصة (….قل الله أعلم بما لبثوالوجدنا بأن عدد الكلمات من كلمة (إذ) وحتى كلمة (لبثوا) بالضبط هو 309 كلمات، بنفس عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف!!! مع ملاحظة أن كلتا الكلمتين تدلّ على زمن.

من روائع الإعجاز التقابلي
تكررت كلمة (الدنيا) في القرآن كله 115 مرة، وتكررت كلمة (الآخرة) مثلها 115 مرة!!
تكررت كلمة (الملائكة) في القرآن كله 68 مرة، وتكررت كلمة (الشياطين) مثلها 68 مرة.
وتكررت كلمة (شهر) في القرآن كله 12 مرة بعدد شهور السنة! وتكررت كلمة (يوم) في القرآن كله 365 مرة بعدد أيام السنة!!
من روائع الرقم 19
الونشريسعدد سور القرآن 114 سورة، من مضاعفات الرقم 19، وقد تحدى الله تعالى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)، عدد كلمات هذه الآية 19، وعدد حروفها 76 من مضاعفات 19، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه الآية هو 19، والمجموع هو 114 عدد سور القرآن!!!
أول آية في القرآن هي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) عدد حروفها هو 19 حرفاً، أول كلمة فيها هي (بسم) وقد تكررت في القرآن كله 134 مرة، وآخركلمة فيها هي (الرحيم) وقد تكررت في القرآن كله 227 مرة، والمذهل أن مجموع تكرار أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية هو 361، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال 19×19.
عدد حروف القاف في سورة (ق) هو 57 حرفاً، من مضاعفات 19، وعدد حروف القاف في سورة الشورى 57 حرفاً كذلك. مع ملاحظة أن كلتا السورتين في مقدمتهما نجد حرف القاف!!! ومجموع حروف القاف في كلتا السورتين هو 57+57=114 بعدد سور القرآن، وكلمة (قرآن) تبدأ بحرف القاف!
عدد حروف الياء والسين في سورة (يس) التي هي قلب القرآن هو 285 حرفاً، من مضاعفات الرقم 19.
من روائع الرقم سبعة
الرقم 7 هو أول رقم ذُكر في القرآن، في قوله تعالى:(فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَسَمَاوَاتٍ)، وآخر مرة ورد فيها الرقم 7 في قوله: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْسَبْعاًشِدَاداً)، عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة هو 5649 ، وعدد السور هو 77 ، والعجيب أن كلا العدديالونشريسن من مضاعفات السبعة!!
عدد السماوات 7، وقد تكررت عبارتي (سبع سماوات) و(السماوات السبع) في القرآن 7 مرات بعدد هذه السماوات! وعدد أبواب جهنم 7، وتكرار كلمة (جهنم) في القرآن كله 77 مرة أي 7× 11
مجموع كلمات أول آية وآخر آية في القرآن هو سبع كلمات! ومجموع كلمات أول سورة وآخر سورة في القرآن هو49 أي سبعة في سبعة !!!
أول سورة في القرآن هي (السبع المثاني) وهي 7 آيات، وعدد حروفها عدا المكرر 21 حرفاً من مضاعفات الرقم 7، وعدد حروف اسم (الله) فيها هو49حرفاً، أي سبعة في سبعة!!!
عاش الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم 63 سنة أي 7×9.

وسؤالنا الآن لكل من لا تقنعه لغة الأرقام: كيف جاءت هذه التوافقات والتناسقات؟؟
ملاحظة
1- الحروف تعدّ كما رُسمت في القرآن. واو العطف تعدّ مع الكلمة التي بعدها. والمقصود بعدد حروف اسم(الله) في سورة الفاتحة هو مجموع حروف الألف واللام والهاء فيها.
2- يتم إحصاء الكلمات في كل القرآن مع عدّ جميع البسملات من دون مشتقاتهاً.
المراجع
1- مصحف المدينة المنورة، القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم.
2- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
3- الإعجاز العددي، للأستاذ عبد الرزاق نوفل.

4- معجزة القرآن الكريم، للدكتور رشاد روائع الاعجاز العددي في القرآن الكريمخليفة (الأرقام الصحيحة فقط).

5- إعجاز الرقم 19، للشيخ بسام نهاد جرار.
6- وإنا له لحافظون، للدكتور أسامة عبد الغني.
7- موسوعة الإعجاز الرقمي، للمهندس عبد الدائم الكحيل.

__________________




رد: روائع الاعجاز العددي في القرآن الكريم

بارك الله فيك على الموضوع القيم

أنار الله دربك و جعله في ميزان حسناتك

بانتظار جديدك من المواضيع الهادفة




رد: روائع الاعجاز العددي في القرآن الكريم

شكرا و بارك الله فيك




التصنيفات
تفسير ما تيسّر من القرآن

تفسير القرآن

تفسير القرآن (سورة البقرة )


الونشريس

سورة البقرة


– سورة البقرة – مدنية – عدد أياتها 286



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الم (1)
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن; فقد وقع به تحدي المشركين, فعجزوا عن معارضته, وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب. فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من الله.
ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله, فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
والذين يُصَدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن, وبما أنزل إليك من الحكمة, وهي السنة, وبكل ما أُنزل مِن قبلك على الرسل من كتب, كالتوراة والإنجيل وغيرهما, ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة; لأن الإيمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات, واجتناب المحرمات, ومحاسبة النفس.
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)
أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا, ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)
إن الذين جحدوا ما أُنزل إليك من ربك استكبارًا وطغيانًا, لن يقع منهم الإيمان, سواء أخوَّفتهم وحذرتهم من عذاب الله, أم تركت ذلك؛ لإصرارهم على باطلهم.
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
طبع الله على قلوب هؤلاء وعلى سمعهم, وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم مِن بعد ما تبيَّن لهم الحق, فلم يوفقهم للهدى, ولهم عذاب شديد في نار جهنم.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
ومن الناس فريق يتردد متحيِّرًا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدَّقْنَا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا.
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)
يعتقدون بجهلهم أنهم يخادعون الله والذين آمنوا بإظهارهم الإيمان وإضمارهم الكفر, وما يخدعون إلا أنفسهم; لأن عاقبة خداعهم تعود عليهم. ومِن فرط جهلهم لا يُحِسُّون بذلك; لفساد قلوبهم.
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
في قلوبهم شكٌّ وفساد فابْتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم, فزادهم الله شكًا, ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن الإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي, وإفشاء أسرار المؤمنين, وموالاة الكافرين, قالوا كذبًا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.
أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
إنَّ هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد, لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم لا يُحِسُّون.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)
وإذا قيل للمنافقين: آمِنُوا -مثل إيمان الصحابة، وهو الإيمان بالقلب واللسان والجوارح-, جادَلوا وقالوا: أَنُصَدِّق مثل تصديق ضعاف العقل والرأي, فنكون نحن وهم في السَّفَهِ سواء؟ فردَّ الله عليهم بأن السَّفَهَ مقصور عليهم, وهم لا يعلمون أن ما هم فيه هو الضلال والخسران.
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
هؤلاء المنافقون إذا قابلوا المؤمنين قالوا: صدَّقنا بالإسلام مثلكم, وإذا انصرفوا وذهبوا إلى زعمائهم الكفرة المتمردين على الله أكَّدوا لهم أنهم على ملة الكفر لم يتركوها, وإنما كانوا يَسْتَخِفُّون بالمؤمنين, ويسخرون منهم.
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
الله يستهزئ بهم ويُمهلهم; ليزدادوا ضلالا وحَيْرة وترددًا, ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة, فأخذوا الكفر, وتركوا الإيمان, فما كسبوا شيئًا, بل خَسِروا الهداية. وهذا هو الخسران المبين.
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم كفروا, فصاروا يتخبطون في ظلماتِ ضلالهم وهم لا يشعرون, ولا أمل لهم في الخروج منها, تُشْبه حالَ جماعة في ليلة مظلمة, وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة, فلما سطعت النار وأنارت ما حوله, انطفأت وأعتمت, فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا, ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج.
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)
هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر, بُكْم عن النطق به, عُمْي عن إبصار نور الهداية; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه, واستعاضوا عنه بالضلال.
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
أو تُشْبه حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة, ويشكون فيه تارة أخرى, حالَ جماعة يمشون في العراء, فينصب عليهم مطر شديد, تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض, مع قصف الرعد, ولمعان البرق, والصواعق المحرقة, التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم; خوفًا من الهلاك. والله تعالى محيط بالكافرين لا يفوتونه ولا يعجزونه.
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
يقارب البرق -من شدة لمعانه- أن يسلب أبصارهم, ومع ذلك فكلَّما أضاء لهم مشَوْا في ضوئه, وإذا ذهب أظلم الطريق عليهم فيقفون في أماكنهم. ولولا إمهال الله لهم لسلب سمعهم وأبصارهم, وهو قادر على ذلك في كل وقتٍ, إنه على كل شيء قدير.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي ربَّاكم بنعمه, وخافوه ولا تخالفوا دينه; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
ربكم الذي جعل لكم الأرض بساطًا; لتسهل حياتكم عليها, والسماء محكمة البناء, وأنزل المطر من السحاب فأخرج لكم به من ألوان الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم, فلا تجعلوا لله نظراء في العبادة, وأنتم تعلمون تفرُّده بالخلق والرزق, واستحقاقِه العبودية.
وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23)
وإن كنتم -أيها الكافرون المعاندون- في شَكٍّ من القرآن الذي نَزَّلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وتزعمون أنه ليس من عند الله, فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن, واستعينوا بمن تقدرون عليه مِن أعوانكم, إن كنتم صادقين في دعواكم.
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
فإن عجَزتم الآن -وستعجزون مستقبلا لا محالة- فاتقوا النار بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعة الله تعالى. هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة, أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله
وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
وأخبر -أيها الرسول- أهل الإيمان والعمل الصالح خبرًا يملؤهم سرورًا, بأن لهم في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم. ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات من كل ألوان الدنس الحسيِّ كالبول والحيض, والمعنوي كالكذب وسوء الخُلُق. وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26)
إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما, قلَّ أو كثر, ولو كان تمثيلا بأصغر شيء, كالبعوضة والذباب ونحو ذلك, مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه, وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار, وتمييز المؤمن من الكافر; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه, ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (27)
الذين ينكثون عهد الله الذي أخذه عليهم بالتوحيد والطاعة, وقد أكَّده بإرسال الرسل, وإنزال الكتب, ويخالفون دين الله كقطع الأرحام ونشر الفساد في الأرض, أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)
كيف تنكرون -أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى, وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة, ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم, ثم يعيدكم أحياء يوم البعث, ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها, ثم قصد إلى خلق السموات, فسوَّاهنَّ سبع سموات, وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه -سبحانه- محيط بجميع ما خلق
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30)
واذكر -أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء, مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك, ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)
وبيانًا لفضل آدم عليه السلام علَّمه الله أسماء الأشياء كلها, ثم عرض مسمياتها على الملائكة قائلا لهم: أخبروني بأسماء هؤلاء الموجودات, إن كنتم صادقين في أنكم أَوْلى بالاستخلاف في الأرض منهم
قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)
قالت الملائكة: ننزِّهك يا ربَّنا, ليس لنا علم إلا ما علَّمتنا إياه. إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك, الحكيم في تدبيرك.
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
قال الله: يا آدم أخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجَزوا عن معرفتها. فلما أخبرهم آدم بها, قال الله للملائكة: لقد أخبرتكم أني أعلم ما خفي عنكم في السموات والأرض, وأعلم ما تظهرونه وما تخفونه.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34)
واذكر -أيها الرسول- للناس تكريم الله لآدم حين قال سبحانه للملائكة: اسجدوا لآدم إكرامًا له وإظهارًا لفضله, فأطاعوا جميعًا إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرًا وحسدًا, فصار من الجاحدين بالله, العاصين لأمره.
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35)
وقال الله: يا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة, وتمتعا بثمارها تمتعًا هنيئًا واسعًا في أي مكان تشاءان فيها, ولا تقربا هذه الشجرة حتى لا تقعا في المعصية, فتصيرا من المتجاوزين أمر الله.
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)
فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, يعادي بعضكم بعضًا -أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
قال الله لهم: اهبطوا من الجنة جميعًا, وسيأتيكم أنتم وذرياتكم المتعاقبة ما فيه هدايتكم إلى الحق. فمن عمل بها فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)
والذين جحدوا وكذبوا بآياتنا المتلوة ودلائل توحيدنا, أولئك الذين يلازمون النار, هم فيها خالدون, لا يخرجون منها.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)
يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي, وأتموا وصيتي لكم: بأن تؤمنوا بكتبي ورسلي جميعًا, وتعملوا بشرائعي. فإن فعلتم ذلك أُتمم لكم ما وعدتكم به من الرحمة في الدنيا, والنجاة في الآخرة. وإيَّايَ -وحدي- فخافوني, واحذروا نقمتي إن نقضتم العهد, وكفرتم بي
وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)
وآمنوا- يا بني إسرائيل- بالقرآن الذي أنزَلْتُه على محمد نبي الله ورسوله, موافقًا لما تعلمونه من صحيح التوراة, ولا تكونوا أول فريق من أهل الكتاب يكفر به, ولا تستبدلوا بآياتي ثمنًا قليلا من حطام الدنيا الزائل, وإياي وحدي فاعملوا بطاعتي واتركوا معصيتي.
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)
ولا تخلِطوا الحق الذي بيَّنته لكم بالباطل الذي افتريتموه, واحذروا كتمان الحق الصريح من صفة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبكم, وأنتم تجدونها مكتوبة عندكم، فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم.
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
وادخلوا في دين الإسلام: بأن تقيموا الصلاة على الوجه الصحيح, كما جاء بها نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وتؤدوا الزكاة المفروضة على الوجه المشروع, وتكونوا مع الراكعين من أمته صلى الله عليه وسلم.
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44)
ما أقبح حالَكم وحالَ علمائكم حين تأمرون الناس بعمل الخيرات, وتتركون أنفسكم, فلا تأمرونها بالخير العظيم, وهو الإسلام, وأنتم تقرءون التوراة, التي فيها صفات محمد صلى الله عليه وسلم, ووجوب الإيمان به!! أفلا تستعملون عقولكم استعمالا صحيحًا
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
واستعينوا في كل أموركم بالصبر بجميع أنواعه, وكذلك الصلاة. وإنها لشاقة إلا على الخاشعين الذين يخشون الله ويرجون ما عنده, ويوقنون أنهم ملاقو ربِّهم جلَّ وعلا بعد الموت, وأنهم إليه راجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
يا ذرية يعقوب تذكَّروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي عليها, وتذكروا أني فَضَّلْتكم على عالَمي زمانكم بكثرة الأنبياء, والكتب المنزَّلة كالتوراة والإنجيل
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (48)
وخافوا يوم القيامة, يوم لا يغني أحد عن أحد شيئًا, ولا يقبل الله شفاعة في الكافرين, ولا يقبل منهم فدية, ولو كانت أموال الأرض جميعًا, ولا يملك أحد في هذا اليوم أن يتقدم لنصرتهم وإنقاذهم من العذاب.
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)
واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه, وهم يُذيقونكم أشدَّ العذاب, فيُكثِرون مِن ذَبْح أبنائكم, وترك بناتكم للخدمة والامتهان. وفي ذلك اختبار لكم من ربكم, وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة, تستوجب شكر الله تعالى في كل عصوركم وأجيالكم
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50)
واذكروا نعمتنا عليكم, حين فَصَلْنا بسببكم البحر, وجعلنا فيه طرقًا يابسةً, فعبرتم, وأنقذناكم من فرعون وجنوده, ومن الهلاك في الماء. فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)
واذكروا نعمتنا عليكم: حين واعدنا موسى أربعين ليلة لإنزال التوراة هدايةً ونورًا لكم, فإذا بكم تنتهزون فرصة غيابه هذه المدة القليلة, وتجعلون العجل الذي صنعتموه بأيديكم معبودًا لكم من دون الله – وهذا أشنع الكفر بالله- وأنتم ظالمون باتخاذكم العجل إلهًا.
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
ثمَّ تجاوزنا عن هذه الفعلة المنكرة, وقَبِلْنَا توبتكم بعد عودة موسى; رجاءَ أن تشكروا الله على نعمه وأفضاله, ولا تتمادوا في الكفر والطغيان.
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه: إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا, فتوبوا إلى خالقكم: بأن يَقْتل بعضكم بعضًا, وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الأبدي في النار, فامتثلتم ذلك, فمنَّ الله عليكم بقَبول توبتكم. إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55)
واذكروا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله, حتى نرى الله عِيَانًا, فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم, فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم, وجُرْأتكم على الله تعالى.
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)
ثم أحييناكم مِن بعد موتكم بالصاعقة; لتشكروا نعمة الله عليكم, فهذا الموت عقوبة لهم, ثم بعثهم الله لاستيفاء آجالهم.
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في الأرض; إذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حَرِّ الشمس, وأنزلنا عليكم المنَّ, وهو شيء يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل, وأنزلنا عليكم السَّلوى وهو طير يشبه السُّمانَى, وقلنا لكم: كلوا من طيِّبات ما رزقناكم, ولا تخالفوا دينكم, فلم تمتثلوا. وما ظلمونا بكفران النعم, ولكن كانوا أنفسهم يظلمون; لأن عاقبة الظلم عائدة عليهم
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)
واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئًا, وكونوا في دخولكم خاضعين لله, ذليلين له, وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا, نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم, وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول الله, وحرَّفوا القول والفعل جميعًا, إذ دخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة, واستهزءوا بدين الله. فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء; بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة الله.
وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش في التِّيْه- حين دعانا موسى -بضراعة- أن نسقي قومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر, فضرب, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا, بعدد القبائل, مع إعلام كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى لا يتنازعوا. وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله, ولا تسعوا في الأرض مفسدين.
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي تؤكل, والعدس, والبصل. قال موسى -مستنكرًا عليهم-: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما اشتهيتم كثيرًا في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
إن المؤمنين من هذه الأمة, الذين صدَّقوا بالله ورسله, وعملوا بشرعه, والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود, والنصارى, والصابئين- وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه- هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا, وبيوم البعث والجزاء, وعملوا عملا مرضيًا عند الله, فثوابهم ثابت لهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة, فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به, وهو الإسلام.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة, ورفعنا جبل الطور فوقكم, وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه, وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64)
ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى, بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة, والتجاوز عن خطاياكم, لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)
ولقد علمتم -يا معشر اليهود- ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت ، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله قردة منبوذين.
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى, يبلغهم خبرها وما حلَّ بها, وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب, وجعلناها تذكرة للصالحين; ليعلموا أنهم على الحق, فيثبتوا عليه.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67)
واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم, وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام, حين قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف؟ فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير بالله أن أكون من المستهزئين.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)
قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة, فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة, ولا صغيرة فَتِيَّة, وإنما هي متوسطة بينهما, فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)
فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول: إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة, تَسُرُّ مَن ينظر إليها.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)
قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق; لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)
قال لهم موسى: إن الله يقول: إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة الأرض للزراعة, وغير معدة للسقي من الساقية, وخالية من العيوب جميعها, وليس فيها علامة من لون غير لون جلدها. قالوا: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة, فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة, وقد قاربوا ألا يفعلوا ذلك لعنادهم. وهكذا شددوا فشدَّد الله عليهم
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)
واذكروا إذ قتلتم نفسًا فتنازعتم بشأنها, كلٌّ يدفع عن نفسه تهمة القتل, والله مخرج ما كنتم تخفون مِن قَتْل القتيل.
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
فقلنا: اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة, فإن الله سيبعثه حيًا, ويخبركم عن قاتله. فضربوه ببعضها فأحياه الله وأخبر بقاتله. كذلك يُحيي الله الموتى يوم القيامة, ويريكم- يا بني إسرائيل- معجزاته الدالة على كمال قدرته تعالى; لكي تتفكروا بعقولكم, فتمتنعوا عن معاصيه.
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
ولكنكم لم تنتفعوا بذلك; إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت, فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها, حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة; لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا, فتصير أنهارًا جاريةً, ومن الحجارة ما يتصدع فينشق, فتخرج منه العيون والينابيع, ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)
أيها المسلمون أنسيتم أفعال بني إسرائيل, فطمعت نفوسكم أن يصدِّق اليهودُ بدينكم؟ وقد كان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة, ثم يحرفونه بِصَرْفِه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته, أو بتحريف ألفاظه, وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76)
هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة, وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار: أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن الله لكم في التوراة من أمر محمد; لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفلا تفقهون فتحذروا؟
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)
أيفعلون كلَّ هذه الجرائم, ولا يعلمون أن الله يعلم جميع ما يخفونه وما يظهرونه؟
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)
ومن اليهود جماعة يجهلون القراءة والكتابة, ولا يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وما عندهم من ذلك إلا أكاذيبُ وظنون فاسدة.
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
فهلاك ووعيد شديد لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم, ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام; ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم, ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80)
وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد. قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-: أعندكم عهد من الله بهذا, فإن الله لا يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)
فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)
وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا: أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا, وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله التي أوحاها إلى رسله, هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)
واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له, وأن تحسنوا للوالدين, وللأقربين, وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم, وللمساكين, وأن تقولوا للناس أطيب الكلام, مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة, ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)
واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة: يحرم سفك بعضكم دم بعض, وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم, ثم اعترفتم بذلك, وأنتم تشهدون على صحته.
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا, ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم, ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا. وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر, بدفع الفدية, مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم. ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86)
أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة, فلا يخفف عنهم العذاب, وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)
ولقد أعطينا موسى التوراة, وأتبعناه برسل من بني إسرائيل, وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات, وقوَّيناه بجبريل عليه السلام. أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم, استعليتم عليه, فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88)
وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)
وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه, وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب, ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان, وسنتبعه ونقاتلكم معه. فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه. فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكتابه الذي أوحاه الله إليه.
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)
قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم; إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم, بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)
وإذا قال بعض المسلمين لليهود: صدِّقوا بما أنزل الله من القرآن, قالوا: نحن نصدِّق بما أنزل الله على أنبيائنا, ويجحدون ما أنزل الله بعد ذلك, وهو الحق مصدقًا لما معهم. فلو كانوا يؤمنون بكتبهم حقًا لآمنوا بالقرآن الذي صدَّقها. قل لهم -يا محمد-: إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله عليكم, فلماذا قتلتم أنبياء الله مِن قبل؟
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)
ولقد جاءكم نبي الله موسى بالمعجزات الواضحات الدالة على صدقه, كالطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع, وغير ذلك مما ذكره الله في القرآن العظيم, ومع ذلك اتخذتم العجل معبودًا, بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه, وأنتم متجاوزون حدود الله.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)
واذكروا حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا بقَبول ما جاءكم به موسى من التوراة, فنقضتم العهد, فرفعنا جبل الطور فوق رؤوسكم, وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم بجدٍّ, واسمعوا وأطيعوا, وإلا أسقطنا الجبل عليكم, فقلتم: سمعنا قولك وعصينا أمرك; لأن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبكم بسبب تماديكم في الكفر. قل لهم -أيها الرسول-: قَبُحَ ما يأمركم به إيمانكم من الكفر والضلال, إن كنتم مصدِّقين بما أنزل الله عليكم.
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)
واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر, ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر; إفسادًا لدينهم. وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت, بأرض "بابل" في "العراق"; امتحانًا وابتلاء من الله لعباده, وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر, ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين. فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا. ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه. وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم, وقد نقلته الشياطين إلى اليهود, فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله. ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير. ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول, لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا.
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)
ولو أن اليهود آمنوا وخافوا الله لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السِّحر ومما اكتسبوه به, لو كانوا يعلمون ما يحصل بالإيمان والتقوى من الثواب والجزاء علما حقيقيا لآمنوا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)
يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: راعنا, أي: راعنا سمعك، فافهم عنا وأفهمنا; لأن اليهود كانوا يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم يلوون ألسنتهم بها, يقصدون سبَّه ونسبته إلى الرعونة, وقولوا- أيها المؤمنون- بدلا منها: انظرنا, أي انظر إلينا وتعهَّدْنا, وهي تؤدي المعنى المطلوب نفسه واسمعوا ما يتلى عليكم من كتاب ربكم وافهموه. وللجاحدين عذاب موجع.
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)
ما يحب الكفار من أهل الكتاب والمشركين أن يُنزَّل عليكم أدنى خير من ربكم قرآنًا أو علمًا, أو نصرًا أو بشارة. والله يختص برحمته مَن يشاء مِن عباده بالنبوة والرسالة. والله ذو العطاء الكثير الواسع.
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
ما نبدِّل من آية أو نُزِلها من القلوب والأذهان نأت بأنفع لكم منها, أو نأت بمثلها في التكليف والثواب, ولكلٍ حكمة. ألم تعلم -أيها النبي- أنت وأمتك أن الله قادر لا يعجزه شيء؟
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107)
أما علمتَ -أيها النبي- أنت وأمتك أن الله تعالى هو المالك المتصرف في السموات والأرض؟ يفعل ما يشاء, ويحكم ما يريد, ويأمر عباده وينهاهم كيفما شاء, وعليهم الطاعة والقَبول. وليعلم من عصى أن ليس لأحد من دون الله من وليٍّ يتولاهم, ولا نصير يمنعهم من عذاب الله.
أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)
بل أتريدون- أيها الناس- أن تطلبوا من رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم أشياء بقصد العناد والمكابرة, كما طُلِبَ مثل ذلك من موسى. علموا أن من يختر الكفر ويترك الإيمان فقد خرج عن صراط الله المستقيم إلى الجهل والضَّلال.
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
تمنى كثير من أهل الكتاب أن يرجعوكم بعد إيمانكم كفارًا كما كنتم من قبلُ تعبدون الأصنام; بسبب الحقد الذي امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبيَّن لهم صدق نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به, فتجاوزوا عمَّا كان منهم من إساءة وخطأ, واصفحوا عن جهلهم, حتى يأتي الله بحكمه فيهم بقتالهم (وقد جاء ووقع), وسيعاقبهم لسوء أفعالهم. إن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
واشتغلوا -أيها المؤمنون- بأداء الصلاة على وجهها الصحيح, وإعطاء الزكاة المفروضة. واعلموا أنَّ كل خير تقدمونه لأنفسكم تجدون ثوابه عند الله في الآخرة. إنه تعالى بصير بكل أعمالكم, وسيجازيكم عليها.
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111)
ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته لا يدخلها غيرهم, تلك أوهامهم الفاسدة. قل لهم -أيها الرسول-: أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم.
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفة دون غيرها, وإنما يدخل الجنَّة مَن أخلص لله وحده لا شريك له, وهو متبع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأعماله. فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة, وهو دخول الجنة, وهم لا يخافون فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)
وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح, وكذلك قالت النصارى في اليهود وهم يقرؤون التوراة والإنجيل, وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا. كذلك قال الذين لا يعلمون من مشركي العرب وغيرهم مثل قولهم, أي قالوا لكل ذي دين: لست على شيء, فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه مِن أمر الدين, ويجازي كلا بعمله.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)
لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة, وتلاوة القرآن, ونحو ذلك, وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق, أو بمنع المؤمنين منها. أولئك الظالمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا على خوف ووجل من العقوبة, لهم بذلك صَغار وفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد.
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)
ولله جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما, فهو مالك الأرض كلها. فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة بأمر الله لكم فإنكم مبتغون وجهه, لم تخرجوا عن ملكه وطاعته. إن الله واسع الرحمة بعباده, عليم بأفعالهم, لا يغيب عنه منها شيء
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)
وقالت اليهود والنصارى والمشركون: اتخذ الله لنفسه ولدًا, تنزَّه الله -سبحانه- عن هذا القول الباطل, بل كل مَن في السموات والأرض ملكه وعبيده, وهم جميعًا خاضعون له, مسخَّرون تحت تدبيره
بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)
والله تعالى هو خالق السموات والأرض على غير مثال سبق. وإذا قدَّر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له: "كن" فيكون.
وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)
وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل العناد: هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسوله, أو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك. ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة; بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال, قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى، متَّبعين ما شرعه لهم.
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)
إنا أرسلناك -أيها الرسول- بالدين الحق المؤيد بالحجج والمعجزات, فبلِّغه للناس مع تبشير المؤمنين بخيري الدنيا والآخرة, وتخويف المعاندين بما ينتظرهم من عذاب الله, ولست -بعد البلاغ- مسئولا عن كفر مَن كفر بك; فإنهم يدخلون النار يوم القيامة، ولا يخرجون منها.
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)
ولن ترضى عنك -أيها الرسول- اليهود ولا النصارى إلا إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم. قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح. ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك, ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامة وإن كان خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121)
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى, يقرؤونه القراءة الصحيحة, ويتبعونه حق الاتباع, ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله, ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه. هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه, وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه, فهؤلاء كفار بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه, ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)
يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, وأني فَضَّلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة أنبيائكم, وما أُنزل عليهم من الكتب.
وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (123)
وخافوا أهوال يوم الحساب إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا, ولا يقبل الله منها فدية تنجيها من العذاب, ولا تنفعها وساطة, ولا أحد ينصرها.
وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
واذكر -أيها النبي- حين جعلنا الكعبة مرجعًا للناس, يأتونه, ثم يرجعون إلى أهليهم, ثم يعودون إليه, ومجمعًا لهم في الحج والعمرة والطواف والصلاة, وأمنًا لهم, لا يُغِير عليهم عدو فيه. وقلنا: اتخِذوا من مقام إبراهيم مكانًا للصلاة فيه, وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة. وأوحينا إلى إبراهيم وابنه إسماعيل: أن طهِّرا بيتي من كل رجس ودنس; للمتعبدين فيه بالطواف حول الكعبة, أو الاعتكاف في المسجد, والصلاة فيه.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
واذكر -أيها النبي- حين قال إبراهيم داعيًا: ربِّ اجعل "مكة" بلدًا آمنًا من الخوف, وارزق أهله من أنواع الثمرات, وخُصَّ بهذا الرزق مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر. قال الله: ومن كفر منهم فأرزقه في الدنيا وأُمتعه متاعًا قليلا ثم أُلجئُه مرغمًا إلى عذاب النار. وبئس المرجع والمقام هذا المصير.
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
واذكر -أيها النبي- حين رفع إبراهيم وإسماعيل أسس الكعبة, وهما يدعوان الله في خشوع: ربنا تقبل منَّا صالح أعمالنا ودعاءنا, إنك أنت السميع لأقوال عبادك, العليم بأحوالهم.
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
ربنا واجعلنا ثابتَيْن على الإسلام, منقادَيْن لأحكامك, واجعل من ذريتنا أمة منقادة لك, بالإيمان, وبصِّرْنا بمعالم عبادتنا لك, وتجاوز عن ذنوبنا. إنك أنت كثير التوبة والرحمة لعبادك.
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
ربنا وابعث في هذه الأمة رسولا من ذرية إسماعيل يتلو عليهم آياتك ويعلمهم القرآن والسنة, ويطهرهم من الشرك وسوء الأخلاق. إنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء, الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها.
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130)
ولا أحد يُعرض عن دين إبراهيم -وهو الإسلام- إلا سفيه جاهل, ولقد اخترنا إبراهيم في الدنيا نبيًّا ورسولا وإنه في الآخرة لمن الصالحين الذين لهم أعلى الدرجات.
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)
وسبب هذا الاختيار مسارعته للإسلام دون تردد, حين قال له ربه: أخلص نفسك لله منقادًا له. فاستجاب إبراهيم وقال: أسلمت لرب العالمين إخلاصًا وتوحيدًا ومحبة وإنابة.
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)
وحثَّ إبراهيمُ ويعقوبُ أبناءهما على الثبات على الإسلام قائلَيْن: يا أبناءنا إن الله اختار لكم هذا الدين- وهو دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم- فلا تفارقوه أيام حياتكم, ولا يأتكم الموت إلا وأنتم عليه.
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
أكنتم أيها اليهود حاضرين حين جاء الموتُ يعقوبَ, إذ جمع أبناءه وسألهم ما تعبدون من بعد موتي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا, ونحن له منقادون خاضعون.
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)
تلك أُمَّة من أسلافكم قد مضَتْ, لهم أعمالهم, ولكم أعمَالكم, ولا تُسْألون عن أعمالهم, وهم لا يُسْألون عن أعمالكم, وكلٌّ سيجازى بما فعله, لا يؤاخذ أحد بذنب أحد, ولا ينفعُ أحدًا إلا إيمانُه وتقواه.
وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135)
وقالت اليهود لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم: ادخلوا في دين اليهودية تجدوا الهداية, وقالت النصارى لهم مثل ذلك. قل لهم -أيها الرسول-: بل الهداية أن نتبع- جميعًا- ملة إبراهيم, الذي مال عن كل دين باطل إلى دين الحق, وما كان من المشركين بالله تعالى.
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)
قولوا -أيها المؤمنون- لهؤلاء اليهود والنَّصارى: صدَّقنا بالله الواحد المعبود بحق, وبما أنزل إلينا من القرآن الذي أوحاه الله إلى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وما أنزل من الصحف إلى إبراهيم وابنيه إسماعيل وإسحاق, وإلى يعقوب والأسباط -وهم الأنبياء مِن ولد يعقوب الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة- وما أُعطي موسى من التوراة, وعيسى من الإنجيل, وما أُعطي الأنبياء جميعًا من وحي ربهم, لا نفرق بين أحد منهم في الإيمان, ونحن خاضعون لله بالطاعة والعبادة.
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)
فإنْ آمن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم بمثل الذي آمنتم به, مما جاء به الرسول, فقد اهتدوا إلى الحق, وإن أعرضوا فإنما هم في خلاف شديد, فسيكفيك الله -أيها الرسول- شرَّهم وينصرك عليهم, وهو السميع لأقوالكم, العليم بأحوالكم.
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)
الزموا دين الله الذي فطركم عليه, فليس هناك أحسنُ مِن فطرة الله التي فطر الناس عليها, فالزموها وقولوا نحن خاضعون مطيعون لربنا في اتباعنا ملَّة إبراهيم.
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)
قل -أيها الرسول لأهل الكتاب-: أتجادلوننا في توحيد الله والإخلاص له, وهو رب العالمين جميعًا, لا يختص بقوم دون قوم, ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم, ونحن لله مخلصو العبادة والطَّاعة لا نشرك به شيئًا, ولا نعبد أحدًا غيره.
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)
بل أتقولون مجادلين في الله: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط- وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة من ولد يعقوب- كانوا على دين اليهود أو النصارى؟ وهذا كذب; فقد بُعِثوا وماتوا قبل نزول التوراة والإنجيل. قل لهم -أيها الرسول-: أأنتم أعلم بدينهم أم الله تعالى؟ وقد أخبر في القرآن بأنهم كانوا حنفاء مسلمين, ولا أحد أظلم منكم حين تخفون شهادة ثابتة عندكم من الله تعالى, وتدَّعون خلافها افتراء على الله. وما الله بغافل عن شيء من أعمالكم, بل هو مُحْصٍ لها ومجازيكم عليها.
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)
تلك أُمَّة من أسلافكم قد مضَتْ, لهم أعمالهم ولكم أعمالكم, ولا تُسْألون عن أعمالهم, وهم لا يُسْألون عن أعمالكم. وفي الآية قطع للتعلق بالمخلوقين, وعدم الاغترار بالانتساب إليهم, وأن العبرة بالإيمان بالله وعبادته وحده, واتباع رسله, وأن من كفر برسول منهم فقد كفر بسائر الرسل.
سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)
سيقول الجهال وضعاف العقول من اليهود وأمثالهم, في سخرية واعتراض: ما الذي صرف هؤلاء المسلمين عن قبلتهم التي كانوا يُصَلُّون إلى جهتها أول الإسلام; (وهي "بيت المقدس") قل لهم -أيها الرسول-: المشرق والمغرب وما بينهما ملك لله, فليست جهة من الجهات خارجة عن ملكه, يهدي مَن يشاء من عباده إلى طريق الهداية القويم. وفي هذا إشعار بأن الشأن كله لله في امتثال أوامره, فحيثما وَجَّهَنا تَوَجَّهْنا.
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)
وكما هديناكم -أيها المسلمون- إلى الطريق الصحيح في الدين, جعلناكم أمة خيارًا عدولا لتشهدوا على الأمم في الآخرة أن رسلهم بلَّغتهم رسالات ربهم, ويكون الرسول في الآخرة كذلك شهيدًا عليكم أنَّه بلَّغكم رسالة ربه. وما جعلنا -أيها الرسول- قبلة "بيت المقدس" التي كنت عليها, ثم صرفناك عنها إلى الكعبة بـ "مكة", إلا ليظهر ما علمناه في الأزل؛ علما يتعلق به الثواب والعقاب لنميز مَن يتبعك ويطيعك ويستقبل معك حيث توجهت, ومَن هو ضعيف الإيمان فينقلب مرتدًا عن دينه لشكه ونفاقه. وإن هذه الحال التي هي تحول المسلم في صلاته من استقبال بيت المقدس إلى استقبال الكعبة لثقيلة شاقة إلا على الذين هداهم ومنّ عليهم بالإيمان والتقوى وما كان الله ليضيع إيمانكم به واتباعكم لرسوله, ويبطل صلاتكم إلى القبلة السابقة. إنه سبحانه وتعالى بالناس لرءوف رحيم.
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)
قد نرى تحوُّل وجهك -أيها الرسول- في جهة السماء, مرة بعد مرة; انتظارًا لنزول الوحي إليك في شأن القبلة, فلنصرفنك عن "بيت المقدس" إلى قبلة تحبها وترضاها, وهي وجهة المسجد الحرام بـ "مكة", فولِّ وجهك إليها. وفي أي مكان كنتم -أيها المسلمون- وأردتم الصلاة فتوجهوا نحو المسجد الحرام. وإن الذين أعطاهم الله علم الكتاب من اليهود والنصارى لَيعلمون أن تحويلك إلى الكعبة هو الحق الثابت في كتبهم. وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء المعترضون المشككون, وسيجازيهم على ذلك
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (145)
ولئن جئت -أيها الرسول- الذين أُعطوا التوراة والإنجيل بكل حجة وبرهان على أن توجُّهك إلى الكعبة في الصلاة هو الحق من عند الله, ما تبعوا قبلتك عنادًا واستكبارًا, وما أنت بتابع قبلتهم مرة أخرى, وما بعضهم بتابع قبلة بعض. ولئن اتبعت أهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعد ما جاءك من العلم بأنك على الحق وهم على الباطل, إنك حينئذ لمن الظالمين لأنفسهم. وهذا خطاب لجميع الأمة وهو تهديد ووعيد لمن يتبع أهواء المخالفين لشريعة الإسلام.
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)
الذين أعطيناهم التوراة والإنجيل من أحبار اليهود وعلماء النصارى يعرفون أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله بأوصافه المذكورة في كتبهم, مثل معرفتهم بأبنائهم. وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون صِدْقه, وثبوت أوصافه.
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (147)
الذي أنزل إليك -أيها النبي- هو الحق من ربك, فلا تكونن من الشاكين فيه. وهذ وإن كان خطابا للرسول صلى الله عليه وسلم فهو موجه للأمة.
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
ولكل أمة من الأمم قبلة يتوجَّه إليها كل واحد منها في صلاته, فبادروا – أيها المؤمنون- متسابقين إلى فِعْل الأعمال الصالحة التي شرعها الله لكم في دين الإسلام. وسيجمعكم الله جميعا يوم القيامة من أي موضع كنتم فيه. إن الله على كل شيء قدير.
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)
ومن أي مكان خَرَجْتَ -أيها النبي- مسافرًا, وأردت الصلاة, فوجِّه وجهك نحو المسجد الحرام. وإنَّ توجُّهك إليه لهو الحق الثابت من ربك. وما الله بغافل عما تعملونه, وسيجازيكم على ذلك.
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
ومن أى مكان خرجت -أيها النبي- فتوجَّه إلى المسجد الحرام, وحيثما كنتم -أيها المسلمون-, بأي قطر من أقطار الأرض فولُّوا وجوهكم نحو المسجد الحرام; لكي لا يكون للناس المخالفين لكم احتجاج عليكم بالمخاصمة والمجادلة, بعد هذا التوجه إليه, إلا أهل الظلم والعناد منهم, فسيظلُّون على جدالهم, فلا تخافوهم وخافوني بامتثال أمري, واجتناب نهيي; ولكي أتم نعمتي عليكم باختيار أكمل الشرائع لكم, ولعلكم تهتدون إلى الحق والصواب.
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
كما أنعمنا عليكم باستقبال الكعبة أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل, ويطهركم من دنس الشرك وسوء الأخلاق, ويعلمكم الكتاب والسنة وأحكام الشريعة, ويعلمكم من أخبار الأنبياء, وقصص الأمم السابقة ما كنتم تجهلونه.
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152)
أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره, وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم: بالصبر على النوائب والمصائب, وترك المعاصي والذنوب, والصبر على الطاعات والقربات, والصلاة التي تطمئن بها النفس, وتنهى عن الفحشاء والمنكر. إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده. وفي الآية: إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين, المقتضية لما سلف ذكره; أما المعية العامة, المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق.
وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154)
ولا تقولوا -أيها المؤمنون- فيمن يُقتلون مجاهدين في سبيل الله: هم أموات, بل هم أحياء حياة خاصة بهم في قبورهم, لا يعلم كيفيتها إلا الله – تعالى-, ولكنكم لا تُحسُّون بها. وفي هذا دليل على نعيم القبر.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155)
ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع, وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها, أو ذهابها, ومن الأنفس: بالموت أو الشهادة في سبيل الله, وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب, بقلَّة ناتجها أو فسادها. وبشِّر -أيها النبي- الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة.
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا: إنَّا عبيد مملوكون لله, مدبَّرون بأمره وتصريفه, يفعل بنا ما يشاء, وإنا إليه راجعون بالموت, ثم بالبعث للحساب والجزاء.
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)
أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه, وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا, فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما, بل يجب عليه ذلك, ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى, فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير, عليم بأعمال عباده فلا بضيعها, ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159)
إن الذين يُخْفون ما أنزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به, وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل, أولئك يطردهم الله من رحمته, ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة.
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
إلا الذين رجعوا مستغفرين الله من خطاياهم, وأصلحوا ما أفسدوه, وبَيَّنوا ما كتموه, فأولئك أقبل توبتهم وأجازيهم بالمغفرة, وأنا التواب على من تاب من عبادي, الرحيم بهم; إذ وفقتُهم للتوبة وقبلتها منهم.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)
إن الذين جحدوا الإيمان وكتموا الحق, واستمروا على ذلك حتى ماتوا, أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بالطرد من رحمته.
خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (162)
دائمين في اللعنة والنار, لا يخفف عنهم العذاب, ولا هم يمهلون بمعذرة يعتذرون بها.
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)
وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين.
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
إن في خلق السموات بارتفاعها واتساعها, والأرض بجبالها وسهولها وبحارها, وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر, والظلمة والنور, وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر, وفي السفن الجارية في البحار, التي تحمل ما ينفع الناس, وما أنزل الله من السماء من ماء المطر, فأحيا به الأرض, فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها, وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض, وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها, والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله, وجليل نعمه, لقوم يعقلون مواضع الحجج, ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته, واستحقاقه وحده للعبادة.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه.
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ (166)
عند معاينتهم عذاب الآخرة يتبرأ الرؤساء المتبوعون ممن اتبعهم على الشرك, وتنقطع بينهم كل الصلات التي ارتبطوا بها في الدنيا: من القرابة, والاتِّباع, والدين, وغير ذلك.
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167)
وقال التابعون: يا ليت لنا عودة إلى الدنيا, فنعلن براءتنا من هؤلاء الرؤساء, كما أعلنوا براءتهم مِنَّا. وكما أراهم الله شدة عذابه يوم القيامة يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم, وليسوا بخارجين من النار أبدًا.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169)
يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض, وهو الطاهر غير النجس, النافع غير الضار, ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم, والبدع والمعاصي. إنه عدو لكم ظاهر العداوة إنما يأمركم الشيطان بكل ذنب قبيح يسوءُكم, وبكل معصية بالغة القبح, وبأن تفتروا على الله الكذب من تحريم الحلال وغيره بدون علم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170)
وإذا قال المؤمنون ناصحين أهل الضلال: اتبعوا ما أنزل الله من القرآن والهدى, أصرُّوا على تقليد أسلافهم المشركين قائلين: لا نتبع دينكم, بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا. أيتبعون آباءهم ولو كانوا لا يعقلون عن الله شيئًا, ولا يدركون رشدًا؟
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171)
وصفة الذين كفروا وداعيهم إلى الهدى والإيمان كصفة الراعي الذي يصيح بالبهائم ويزجرها, وهي لا تفهم معاني كلامه, وإنما تسمع النداء ودَوِيَّ الصوت فقط. هؤلاء الكفار صُمٌّ سدُّوا أسماعهم عن الحق, بُكْم أخرسوا ألسنتهم عن النطق به, عُمْي لا ترى أعينهم براهينه الباهرة, فهم لا يعملون عقولهم فيما ينفعهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)
يا أيها المؤمنون كلوا من الأطعمة المستلَذَّة الحلال التي رزقناكم, ولا تكونوا كالكفار الذين يحرمون الطيبات, ويستحِلُّون الخبائث, واشكروا لله نعمه العظيمة عليكم بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم, إن كنتم حقًا منقادين لأمره, سامعين مطيعين له, تعبدونه وحده لا شريك له.
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)
إنما حرم الله عليكم ما يضركم كالميتة التي لم تذبح بطريقة شرعية, والدم المسفوح, ولحم الخنزير, والذبائح التي ذبحت لغير الله. ومِنْ فَضْلِ الله عليكم وتيسيره أنه أباح لكم أكل هذه المحرمات عند الضرورة. فمن ألجأته الضرورة إلى أكل شيء منها, غير ظالم في أكله فوق حاجته, ولا متجاوز حدود الله فيما أُبيح له, فلا ذنب عليه في ذلك. إن الله غفور لعباده, رحيم بهم.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)
إن الذين يُخْفون ما أنزل الله في كتبه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الحق, ويحرصون على أخذ عوض قليل من عرض الحياة الدنيا مقابل هذا الإخفاء, هؤلاء ما يأكلون في مقابلة كتمان الحق إلا نار جهنم تتأجج في بطونهم, ولا يكلمهم الله يوم القيامة لغضبه وسخطه عليهم, ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم وكفرهم, ولهم عذاب موجع.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)
أولئك المتصفون بهذه الصفات استبدلوا الضلالة بالهدى وعذاب الله بمغفرته, فما أشد جراءتهم على النار بعملهم أعمال أهل النار!! يعجب الله من إقدامهم على ذلك, فاعجبوا -أيها الناس- من جراءتهم, ومن صبرهم على النار ومكثهم فيها. وهذا على وجه الاستهانة بهم, والاستخفاف بأمرهم.
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)
ذلك العذاب الذي استحقوه بسبب أن الله تعالى نزَّل كتبه على رسله مشتملة على الحق المبين, فكفروا به. وإن الذين اختلفوا في الكتاب فأمنوا ببعضه وكفروا ببعضه, لفي منازعة ومفارقة بعيدة عن الرشد والصواب.
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177)
ليس الخير عند الله- تعالى- في التوجه في الصلاة إلى جهة المشرق والمغرب إن لم يكن عن أمر الله وشرعه, وإنما الخير كل الخير هو إيمان من آمن بالله وصدَّق به معبودًا وحدَه لا شريك له, وآمن بيوم البعث والجزاء, وبالملائكة جميعًا, وبالكتب المنزلة كافة, وبجميع النبيين من غير تفريق, وأعطى المال تطوُّعًا -مع شدة حبه- ذوي القربى, واليتامى المحتاجين الذين مات آباؤهم وهم دون سن البلوغ, والمساكين الذين أرهقهم الفقر, والمسافرين المحتاجين الذين بَعُدوا عن أهلهم ومالهم, والسائلين الذين اضطروا إلى السؤال لشدة حاجتهم, وأنفق في تحرير الرقيق والأسرى, وأقام الصلاة, وأدى الزكاة المفروضة, والذين يوفون بالعهود, ومن صبر في حال فقره ومرضه, وفي شدة القتال. أولئك المتصفون بهذه الصفات هم الذين صدقوا في إيمانهم, وأولئك هم الذين اتقَوا عقاب الله فتجنبوا معاصيه.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)
يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه فرض الله عليكم أن تقتصوا من القاتل عمدا بقتله, بشرط المساواة والمماثلة: يُقتل الحر بمثله, والعبد بمثله, والأنثى بمثلها. فمن سامحه ولي المقتول بالعفو عن الاقتصاص منه والاكتفاء بأخذ الدية -وهي قدر مالي محدد يدفعه الجاني مقابل العفو عنه- فليلتزم الطرفان بحسن الخلق, فيطالب الولي بالدية من غير عنف, ويدفع القاتل إليه حقه بإحسان, مِن غير تأخير ولا نقص. ذلك العفو مع أخذ الدية تخفيف من ربكم ورحمة بكم; لما فيه من التسهيل والانتفاع. فمَن قتل القاتل بعد العفو عنه وأَخْذِ الدية فله عذاب أليم بقتله قصاصًا في الدنيا, أو بالنار في الآخرة.
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
ولكم في تشريع القصاص وتنفيذه حياة آمنة -يا أصحاب العقول السليمة-; رجاء تقوى الله وخشيته بطاعته دائمًا.
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)
فرض الله عليكم إذا حضر أحدكم علامات الموت ومقدماته -إن ترك مالا- الوصية بجزء من ماله للوالدين والأقربين مع مراعاة العدل; فلا يدع الفقير ويوصي للغني, ولا يتجاوز الثلث, وذلك حق ثابت يعمل به أهل التقوى الذين يخافون الله. وكان هذا قبل نزول آيات المواريث التي حدَّد الله فيها نصيب كل وارث.
فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)
فمَن غَيَّر وصية الميت بعدما سمعها منه قبل موته, فإنما الذنب على مَن غيَّر وبدَّل. إن الله سميع لوصيتكم وأقوالكم, عليم بما تخفيه صدوركم من الميل إلى الحق والعدل أو الجور والحيف, وسيجازيكم على ذلك.
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)
فمَن علم مِن موصٍ ميلا عن الحق في وصيته على سبيل الخطأ أو العمد, فنصح الموصيَ وقت الوصية بما هو الأعدل، فإن لم يحصل له ذلك فأصلح بين الأطراف بتغيير الوصية; لتوافق الشريعة, فلا ذنب عليه في هذا الإصلاح. إن الله غفور لعباده, رحيم بهم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, فرض الله عليكم الصيام كما فرضه على الأمم قبلكم; لعلكم تتقون ربكم, فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
فرض الله عليكم صيام أيام معلومة العدد وهي أيام شهر رمضان. فمن كان منكم مريضًا يشق عليه الصوم, أو مسافرًا فله أن يفطر, وعليه صيام عدد من أيام أُخَر بقدر التي أفطر فيها. وعلى الذين يتكلفون الصيام ويشقُّ عليهم مشقة غير محتملة كالشيخ الكبير, والمريض الذي لا يُرْجَى شفاؤه, فدية عن كل يوم يفطره, وهي طعام مسكين, فمن زاد في قدر الفدية تبرعًا منه فهو خير له, وصيامكم خير لكم -مع تحمُّل المشقة- من إعطاء الفدية, إن كنتم تعلمون الفضل العظيم للصوم عند الله تعالى.
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
شهر رمضان الذي ابتدأ الله فيه إنزال القرآن في ليلة القدر; هداية للناس إلى الحق, فيه أوضح الدلائل على هدى الله, وعلى الفارق بين الحق والباطل. فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحًا مقيمًا فليصم نهاره. ويُرخَّص للمريض والمسافر في الفطر, ثم يقضيان عدد تلك الأيام. يريد الله تعالى بكم اليسر والسهولة في شرائعه, ولا يريد بكم العسر والمشقة, ولتكملوا عدة الصيام شهرًا, ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر, ولتعظموه على هدايته لكم, ولكي تشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فقل لهم: إني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم. وفي هذه الآية إخبار منه سبحانه عن قربه من عباده, القرب اللائق بجلاله.
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)
أباح الله لكم في ليالي شهر رمضان جماعَ نسائكم, هنَّ ستر وحفظ لكم, وأنتم ستر وحفظ لهن. علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم; بمخالفة ما حرَّمه الله عليكم من مجامعة النساء بعد العشاء في ليالي الصيام -وكان ذلك في أول الإسلام-, فتاب الله عليكم ووسَّع لكم في الأمر, فالآن جامعوهن, واطلبوا ما قدَّره الله لكم من الأولاد, وكلوا واشربوا حتى يتبَيَّن ضياء الصباح من سواد الليل، بظهور الفجر الصادق, ثم أتموا الصيام بالإمساك عن المفطرات إلى دخول الليل بغروب الشمس. ولا تجامعوا نساءكم أو تتعاطوا ما يفضي إلى جماعهن إذا كنتم معتكفين في المساجد; لأن هذا يفسد الاعتكاف (وهو الإقامة في المسجد مدة معلومة بنيَّة التقرب إلى الله تعالى). تلك الأحكام التي شرعها الله لكم هي حدوده الفاصلة بين الحلال والحرام, فلا تقربوها حتى لا تقعوا في الحرام. بمثل هذا البيان الواضح يبين الله آياته وأحكامه للناس; كي يتقوه ويخشَوْه.
وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
ولا يأكل بعضكم مال بعض بسبب باطل كاليمين الكاذبة, والغصب, والسرقة, والرشوة, والربا ونحو ذلك, ولا تلقوا بالحجج الباطلة إلى الحكام; لتأكلوا عن طريق التخاصم أموال طائفة من الناس بالباطل, وأنتم تعلمون تحريم ذلك عليكم.
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)
يسألك أصحابك -أيها النبي-: عن الأهلة وتغيُّر أحوالها, قل لهم: جعل اللهُ الأهلة علامات يعرف بها الناس أوقات عباداتهم المحددة بوقت مثل الصيام والحج, ومعاملاتهم. وليس الخير ما تعودتم عليه في الجاهلية وأول الإسلام من دخول البيوت من ظهورها حين تُحْرِمون بالحج أو العمرة, ظانين أن ذلك قربة إلى الله, ولكن الخير هو فِعْلُ مَنِ اتقى الله واجتنب المعاصي, وادخلوا البيوت من أبوابها عند إحرامكم بالحج أو العمرة, واخشوا الله تعالى في كل أموركم, لتفوزوا بكل ما تحبون من خيري الدنيا والآخرة.
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)
وقاتلوا -أيها المؤمنون- لنصرة دين الله الذين يقاتلونكم, ولا ترتكبوا المناهي من المُثْلة، والغُلول، وقَتْلِ من لا يحل قتله من النساء والصبيان والشيوخ، ومن في حكمهم. إن الله لا يحب الذين يجاوزون حدوده, فيستحلون ما حرَّم الله ورسوله.
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)
واقتلوا الذين يقاتلونكم من المشركين حيث وجدتموهم, وأخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه وهو "مكة". والفتنة -وهي الكفر والشرك والصد عن الإسلام- أشد من قتلكم إياهم. ولا تبدؤوهم بالقتال عند المسجد الحرام تعظيمًا لحرماته حتى يبدؤوكم بالقتال فيه, فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فاقتلوهم فيه. مثل ذلك الجزاء الرادع يكون جزاء الكافرين.
فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192)
فإن تركوا ما هم فيه من الكفر وقتالكم عند المسجد الحرام, ودخلوا في الإيمان, فإن الله غفور لعباده, رحيم بهم.
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)
واستمروا- أيها المؤمنون- في قتال المشركين المعتدين, حتى لا تكون فتنة للمسلمين عن دينهم ولا شرك بالله, ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره. فإن كفُّوا عن الكفر والقتال فكُفُّوا عنهم; فالعقوبة لا تكون إلا على المستمرين على كفرهم وعدوانهم.
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)
قتالكم -أيها المؤمنون- للمشركين في الشهر الذي حرَّم الله القتال فيه هو جزاء لقتالهم لكم في الشهر الحرام. والذي يعتدي على ما حَرَّم الله من المكان والزمان, يعاقب بمثل فعله, ومن جنس عمله. فمن اعتدى عليكم بالقتال أو غيره فأنزلوا به عقوبة مماثلة لجنايته, ولا حرج عليكم في ذلك; لأنهم هم البادئون بالعدوان, وخافوا الله فلا تتجاوزوا المماثلة في العقوبة, واعلموا أن الله مع الذين يتقونه ويطيعونه بأداء فرائضه وتجنب محارمه.
وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)
واستمروا- أيها المؤمنون- في إنفاق الأموال لنصرة دين الله تعالى, والجهاد في سبيله, ولا توقعوا أنفسكم في المهالك بترك الجهاد في سبيل الله, وعدم الإنفاق فيه, وأحسنوا في الانفاق والطاعة, واجعلوا عملكم كله خالصًا لوجه الله تعالى. إن الله يحب أهل الإخلاص والإحسان.
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)
وأدُّوا الحج والعمرة تامَّيْنِ, خالصين لوجه الله تعالى. فإن منعكم عن الذهاب لإتمامهما بعد الإحرام بهما مانع كالعدو والمرض, فالواجب عليكم ذَبْحُ ما تيسر لكم من الإبل أو البقر أو الغنم تقربًا إلى الله تعالى; لكي تَخْرُجوا من إحرامكم بحلق شعر الرأس أو تقصيره, ولا تحلقوا رؤوسكم إذا كنتم محصرين حتى ينحر المحصر هديه في الموضع الذي حُصر فيه ثم يحل من إحرامه, كما نحر النبي صلى الله عليه وسلم في "الحديبية" ثم حلق رأسه, وغير المحصر لا ينحر الهدي إلا في الحرم, الذي هو محله في يوم العيد, اليوم العاشر وما بعده من أيام التشريق. فمن كان منكم مريضًا, أو به أذى من رأسه يحتاج معه إلى الحلق -وهو مُحْرِم- حَلَق, وعليه فدية: بأن يصوم ثلاثة أيام, أو يتصدق على ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام, أو يذبح شاة لفقراء الحرم. فإذا كنتم في أمن وصحَّة: فمن استمتع بالعمرة إلى الحج وذلك باستباحة ما حُرِّم عليه بسبب الإحرام بعد انتهاء عمرته, فعليه ذبح ما تيسر من الهدي, فمن لم يجد هَدْيًا يذبحه فعليه صيام ثلاثة أيام في أشهر الحج, وسبعة إذا فرغتم من أعمال الحج ورجعتم إلى أهليكم, تلك عشرة كاملة لا بد من صيامها. ذلك الهَدْيُ وما ترتب عليه من الصيام لمن لم يكن أهله من ساكني أرض الحرم, وخافوا الله تعالى وحافظوا على امتثال أوامره واجتناب نواهيه, واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره, وارتكب ما عنه زجر.
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197)
وقت الحج أشهر معلومات, وهي: شوال, وذو القعدة, وعشر من ذي الحجة. فمن أوجب الحج على نفسه فيهن بالإحرام, فيحرم عليه الجماع ومقدماته القولية والفعلية, ويحرم عليه الخروج عن طاعة الله تعالى بفعل المعاصي, والجدال في الحج الذي يؤدي إلى الغضب والكراهية. وما تفعلوا من خير يعلمه الله, فيجازي كلا على عمله. وخذوا لأنفسكم زادًا من الطعام والشراب لسفر الحج, وزادًا من صالح الأعمال للدار الآخرة, فإن خير الزاد تقوى الله, وخافوني يا أصحاب العقول السليمة
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198)
ليس عليكم حرج في أن تطلبوا رزقًا من ربكم بالربح من التجارة في أيام الحج. فإذا دفعتم بعد غروب الشمس راجعين من "عرفات" -وهي المكان الذي يقف فيه الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة- فاذكروا الله بالتسبيح والتلبية والدعاء عند المشعر الحرام -"المزدلفة"-, واذكروا الله على الوجه الصحيح الذي هداكم إليه, ولقد كنتم من قبل هذا الهدى في ضلال لا تعرفون معه الحق.
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)
وليكن اندفاعكم من "عرفات" التي أفاض منها إبراهيم عليه السلام مخالفين بذلك من لا يقف بها من أهل الجاهلية, واسألوا الله أن يغفر لكم ذنوبكم. إن الله غفور لعباده المستغفرين التائبين, رحيم بهم.
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200)
فإذا أتممتم عبادتكم, وفرغتم من أعمال الحج, فأكثروا من ذكر الله والثناء عليه, مثل ذكركم مفاخر آبائكم وأعظم من ذلك. فمن الناس فريق يجعل همه الدنيا فقط, فيدعو قائلا ربنا آتنا في الدنيا صحة, ومالا وأولادًا, وهؤلاء ليس لهم في الآخرة حظ ولا نصيب; لرغبتهم عنها وقَصْرِ هَمِّهم على الدنيا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)
ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه: ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقًا وعلمًا نافعًا, وعملا صالحًا, وغير ذلك من أمور الدين والدنيا, وفي الآخرة الجنة, واصرف عنَّا عذاب النار. وهذا الدعاء من أجمع الأدعية, ولهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, كما ثبت في الصحيحين.
أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)
أولئك الداعون بهذا الدعاء لهم ثواب عظيم بسبب ما كسبوه من الأعمال الصالحة. والله سريع الحساب, مُحْصٍ أعمال عباده, ومجازيهم بها.
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)
واذكروا الله تسبيحًا وتكبيرًا في أيام قلائل, وهي أيام التشريق: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. فمن أراد التعجل وخرج من "مِنى" قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار فلا ذنب عليه, ومن تأخر بأن بات بـ "مِنى" حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فلا ذنب عليه, لمن اتقى الله في حجه. والتأخر أفضل; لأنه تزوُّد في العبادة واقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وخافوا الله- أيها المسلمون- وراقبوه في كل أعمالكم, واعلموا أنكم إليه وحده تُحْشَرون بعد موتكم للحساب والجزاء.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام, وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين.
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)
وإذا خرج من عندك أيها الرسول, جَدَّ ونَشِط في الأرض ليفسد فيها, ويتلف زروع الناس, ويقتل ماشيتهم. والله لا يحب الفساد.
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
وإذا نُصِح ذلك المنافق المفسد, وقيل له: اتق الله واحذر عقابه, وكُفَّ عن الفساد في الأرض, لم يقبل النصيحة, بل يحمله الكبر وحميَّة الجاهلية على مزيد من الآثام, فَحَسْبُه جهنم وكافيته عذابًا, ولبئس الفراش هي.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)
وبعض الناس يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه, بالجهاد في سبيله, والتزام طاعته. والله رءوف بالعباد, يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم, فيجازبهم أحسن الجزاء.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
يا أيها الذين آمنوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا وبالإسلام دينًا, ادخلوا في جميع شرائع الإسلام, عاملين بجميع أحكامه, ولا تتركوا منها شيئًا, ولا تتبعوا طرق الشيطان فيما يدعوكم إليه من المعاصي. إنه لكم عدو ظاهر العداوة فاحذروه.
فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)
فإن انحرفتم عن طريق الحق, من بعد ما جاءتكم الحجج الواضحة من القرآن والسنة, فاعلموا أن الله عزيز في ملكه لا يفوته شيء, حكيم في أمره ونهيه, يضع كل شيء في موضعه المناسب له.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (210)
ما ينتظر هؤلاء المعاندون الكافرون بعد قيام الأدلة البينة إلا أن يأتيهم الله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه في ظُلَل من السحاب يوم القيامة; ليفصل بينهم بالقضاء العادل, وأن تأتي الملائكة, وحينئذ يقضي الله تعالى فيهم قضاءه. وإليه وحده ترجع أمور الخلائق جميعها.
سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211)
سل -أيها الرسول- بني إسرائيل المعاندين لك: كم أعطيناهم من آيات واضحات في كتبهم تهديهم إلى الحق, فكفروا بها كلها, وأعرضوا عنها, وحَرَّفوها عن مواضعها. ومن يبدل نعمة الله -وهي دينه- ويكفر بها من بعد معرفتها, وقيام الحجة عليه بها, فإن الله تعالى شديد العقاب له.
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)
حُسِّن للذين جحدوا وحدانية الله الحياةُ الدنيا وما فيها من الشهوات والملذات, وهم يستهزئون بالمؤمنين. وهؤلاء الذين يخشون ربهم فوق جميع الكفار يوم القيامة; حيث يدخلهم الله أعلى درجات الجنة, وينزل الكافرين أسفل دركات النار. والله يرزق مَن يشاء مِن خلقه بغير حساب.
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
كان الناس جماعة واحدة, متفقين على الإيمان بالله ثم اختلفوا في دينهم, فبعث الله النبيين دعاة لدين الله, مبشرين مَن أطاع الله بالجنة, ومحذرين من كفر به وعصاه النار, وأنزل معهم الكتب السماوية بالحق الذي اشتملت عليه; ليحكموا بما فيها بين الناس فيما اختلفوا فيه, وما اخْتَلَف في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه ظلمًا وحسدًا إلا الذين أعطاهم الله التوراة, وعرفوا ما فيها من الحجج والأحكام, فوفَّق الله المؤمنين بفضله إلى تمييز الحق من الباطل, ومعرفة ما اختلفوا فيه. والله يوفِّق من يشاء من عباده إلى طريق مستقيم.
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
بل أظننتم -أيها المؤمنون- أن تدخلوا الجنة, ولمَّا يصبكم من الابتلاء مثل ما أصاب المؤمنين الذين مضوا من قبلكم: من الفقر والأمراض والخوف والرعب, وزُلزلوا بأنواع المخاوف, حتى قال رسولهم والمؤمنون معه -على سبيل الاستعجال للنصر من الله تعالى-: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين.
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
يسلك أصحابك -أيها النبي- أي شيء ينفقون من أصناف أموالهم تقربًا إلى الله تعالى, وعلى مَن ينفقون؟ قل لهم: أنفقوا أيَّ خير يتيسر لكم من أصناف المال الحلال الطيب, واجعلوا نفقتكم للوالدين, والأقربين من أهلكم وذوي أرحامكم, واليتامى, والفقراء, والمسافر المحتاج الذي بَعُدَ عن أهله وماله. وما تفعلوا من خير فإن الله تعالى به عليم.
كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216)
فرض الله عليكم -أيها المؤمنون- قتال الكفار, والقتال مكروه لكم من جهة الطبع; لمشقته وكثرة مخاطره, وقد تكرهون شيئًا وهو في حقيقته خير لكم, وقد تحبون شيئًا لما فيه من الراحة أو اللذة العاجلة, وهو شر لكم. والله تعالى يعلم ما هو خير لكم, وأنتم لا تعلمون ذلك. فبادروا إلى الجهاد في سبيله.
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
يسألك المشركون -أيها الرسول- عن الشهر الحرام: هل يحل فيه القتال؟ قل لهم: القتال في الشهر الحرام عظيم عند الله استحلاله وسفك الدماء فيه, ومَنْعكم الناس من دخول الإسلام بالتعذيب والتخويف, وجحودكم بالله وبرسوله وبدينه, ومَنْع المسلمين من دخول المسجد الحرام, وإخراج النبي والمهاجرين منه وهم أهله وأولياؤه, ذلك أكبر ذنبًا, وأعظم جرمًا عند الله من القتال في الشهر الحرام. والشرك الذي أنتم فيه أكبر وأشد من القتل في الشهر الحرام. وهؤلاء الكفار لم يرتدعوا عن جرائمهم, بل هم مستمرون عليها, ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن الإسلام إلى الكفر إن استطاعوا تحقيق ذلك. ومن أطاعهم منكم -أيها المسلمون- وارتدَّ عن دينه فمات على الكفر, فقد ذهب عمله في الدنيا والآخرة, وصار من الملازمين لنار جهنم لا يخرج منها أبدًا.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)
إن الذين صَدَّقوا بالله ورسوله وعملوا بشرعه والذين تركوا ديارهم, وجاهدوا في سبيل الله, أولئك يطمعون في فضل الله وثوابه. والله غفور لذنوب عباده المؤمنين, رحيم بهم رحمة واسعة.
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)
يسألك المسلمون -أيها النبي- عن حكم تعاطي الخمر شربًا وبيعًا وشراءً, والخمر كل مسكر خامر العقل وغطاه مشروبًا كان أو مأكولا ويسألونك عن حكم القمار -وهو أَخْذُ المال أو إعطاؤه بالمقامرة وهي المغالبات التي فيها عوض من الطرفين-, قل لهم: في ذلك أضرار ومفاسد كثيرة في الدين والدنيا, والعقول والأموال, وفيهما منافع للناس من جهة كسب الأموال وغيرها, وإثمهما أكبر من نفعهما; إذ يصدَّان عن ذكر الله وعن الصلاة, ويوقعان العداوة والبغضاء بين الناس, ويتلفان المال. وكان هذا تمهيدًا لتحريمهما. ويسألونك عن القَدْر الذي ينفقونه من أموالهم تبرعًا وصدقة, قل لهم: أنفقوا القَدْر الذي يزيد على حاجتكم. مثل ذلك البيان الواضح يبيِّن الله لكم الآيات وأحكام الشريعة; لكي تتفكروا فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة*.
فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
ويسألونك -أيها النبي- عن اليتامى كيف يتصرفون معهم في معاشهم وأموالهم؟ قل لهم: إصلاحكم لهم خير, فافعلوا الأنفع لهم دائمًا, وإن تخالطوهم في سائر شؤون المعاش فهم إخوانكم في الدين. وعلى الأخ أن يرعى مصلحة أخيه. والله يعلم المضيع لأموال اليتامى من الحريص على إصلاحها. ولو شاء الله لضيَّق وشقَّ عليكم بتحريم الخالطة. إن الله عزيز في ملكه, حكيم في خلقه وتدبيره وتشريعه.
وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)
ولا تتزوجوا -أيها المسلمون- المشركات عابدات الأوثان, حتى يدخلن في الإسلام. واعلموا أن امرأة مملوكة لا مال لها ولا حسب, مؤمنةً بالله, خير من امرأة مشركة, وإن أعجبتكم المشركة الحرة. ولا تُزَوِّجوا نساءكم المؤمنات -إماء أو حرائر- للمشركين حتى يؤمنوا بالله ورسوله. واعلموا أن عبدًا مؤمنًا مع فقره, خير من مشرك, وإن أعجبكم المشرك. أولئك المتصفون بالشرك رجالا ونساءً يدعون كل مَن يعاشرهم إلى ما يؤدي به إلى النار, والله سبحانه يدعو عباده إلى دينه الحق المؤدي بهم إلى الجنة ومغفرة ذنوبهم بإذنه, ويبين آياته وأحكامه للناس; لكي يتذكروا, فيعتبروا.
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
ويسألونك عن الحيض- وهو الدم الذي يسيل من أرحام النساء جِبِلَّة في أوقات مخصوصة-, قل لهم -أيها النبي-: هو أذى مستقذر يضر من يَقْرَبُه, فاجتنبوا جماع النساء مدة الحيض حتى ينقطع الدم, فإذا انقطع الدم, واغتسلن, فجامعوهن في الموضع الذي أحلَّه الله لكم, وهو القبل لا الدبر. إن الله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة, ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار.
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223)
نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله, فجامعوهن في محل الجماع فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم, وقَدِّموا لأنفسكم أعمالا صالحة بمراعاة أوامر الله, وخافوا الله, واعلموا أنكم ملاقوه للحساب يوم القيامة. وبشِّر المؤمنين -أيها النبي- بما يفرحهم ويسرُّهم من حسن الجزاء في الآخرة.
وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)
ولا تجعلوا -أيها المسلمون- حلفكم بالله مانعًا لكم من البر وصلة الرحم والتقوى والإصلاح بين الناس: بأن تُدْعَوا إلى فعل شيء منها, فتحتجوا بأنكم أقسمتم بالله ألا تفعلوه, بل على الحالف أن يعدل عن حلفه, ويفعل أعمال البر, ويكفر عن يمينه, ولا يعتاد ذلك. والله سميع لأقوالكم, عليم بجميع أحوالكم.
لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)
لا يعاقبكم الله بسبب أيمانكم التي تحلفونها بغير قصد, ولكن يعاقبكم بما قصدَتْه قلوبكم. والله غفور لمن تاب إليه, حليم بمن عصاه حيث لم يعاجله بالعقوبة.
لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226)
للذين يحلفون بالله أن لا يجامعوا نساءهم, انتظار أربعة أشهر, فإن رجعوا قبل فوات الأشهر الأربعة, فإن الله غفور لما وقع منهم من الحلف بسبب رجوعهم, رحيم بهم.
وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
وإن عقدوا عزمهم على الطلاق, باستمرارهم في اليمين, وترك الجماع, فإن الله سميع لأقوالهم, عليم بمقاصدهم, وسيجازيهم على ذلك.
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)
والمطلقات ذوات الحيض, يجب أن ينتظرن دون نكاح بعد الطلاق مدة ثلاثة أطهار أو ثلاث حيضات على سبيل العدة; ليتأكدن من فراغ الرحم من الحمل. ولا يجوز لهن تزوج رجل آخر في أثناء هذه العدة حتى تنتهي. ولا يحل لهن أن يخفين ما خلق الله في أرحامهن من الحمل أو الحيض, إن كانت المطلقات مؤمنات حقًا بالله واليوم الآخر. وأزواج المطلقات أحق بمراجعتهن في العدة. وينبغي أن يكون ذلك بقصد الإصلاح والخير, وليس بقصد الإضرار تعذيبًا لهن بتطويل العدة. وللنساء حقوق على الأزواج, مثل التي عليهن, على الوجه المعروف, وللرجال على النساء منزلة زائدة من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف والقِوامة على البيت وملك الطلاق. والله عزيز له العزة القاهرة, حكيم يضع كل شيء في موضعه المناسب.
الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (229)
الطلاق الذي تحصل به الرجعة مرتان, واحدة بعد الأخرى, فحكم الله بعد كل طلقة هو إمساك المرأة بالمعروف, وحسن العشرة بعد مراجعتها, أو تخلية سبيلها مع حسن معاملتها بأداء حقوقها, وألا يذكرها مطلقها بسوء. ولا يحل لكم- أيها الأزواج- أن تأخذوا شيئًا مما أعطيتموهن من المهر ونحوه, إلا أن يخاف الزوجان ألا يقوما بالحقوق الزوجية, فحينئذ يعرضان أمرهما على الأولياء, فإن خاف الأولياء عدم إقامة الزوجين حدود الله, فلا حرج على الزوجين فيما تدفعه المرأة للزوج مقابل طلاقها. تلك الأحكام هي حدود الله الفاصلة بين الحلال والحرام, فلا تتجاوزوها, ومن يتجاوز حدود الله تعالى فأولئك هم الظالمون أنفسهم بتعريضها لعذاب الله.
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230)
فإن طلَّق الرجل زوجته الطلقة الثالثة, فلا تحلُّ له إلا إذا تزوجت رجلا غيره زواجًا صحيحًا وجامعها فيه ويكون الزواج عن رغبة, لا بنية تحليل المرأة لزوجها الأول, فإن طلقها الزوج الآخر أو مات عنها وانقضت عدتها, فلا إثم على المرأة وزوجها الأول أن يتزوجا بعقد جديد, ومهر جديد, إن غلب على ظنهما أن يقيما أحكام الله التي شرعها للزوجين. وتلك أحكام الله المحددة يبينها لقوم يعلمون أحكامه وحدوده; لأنهم المنتفعون بها.
وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)
وإذا طَلَّقتم النساء فقاربن انتهاء عدتهن, فراجعوهن, ونيتكم القيام بحقوقهن على الوجه المستحسن شرعًا وعرفًا, أو اتركوهن حتى تنقضي عدتهن. واحذروا أن تكون مراجعتهن بقصد الإضرار بهن لأجل الاعتداء على حقوقهن. ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه باستحقاقه العقوبة, ولا تتخذوا آيات الله وأحكامه لعبًا ولهوًا. واذكروا نعمة الله عليكم بالإسلام وتفصيل الأحكام. واذكروا ما أنزل الله عليكم من القرآن والسنة, واشكروا له سبحانه على هذه النعم الجليلة, يُذكِّركم الله بهذا, ويخوفكم من المخالفة, فخافوا الله وراقبوه, واعلموا أن الله عليم بكل شيء, لا يخفى عليه شيء, وسيجازي كلا بما يستحق.
وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (232)
واذا طلَّقتم نساءكم دون الثلاث وانتهت عدتهن من غير مراجعة لهن, فلا تضيقوا -أيها الأولياء- على المطلقات بمنعهن من العودة إلى أزواجهن بعقد جديد إذا أردن ذلك, وحدث التراضي شرعًا وعرفًا. ذلك يوعظ به من كان منكم صادق الإيمان بالله واليوم الآخر. إن تَرْكَ العضل وتمكين الأزواج من نكاح زوجاتهم أكثر نماء وطهارة لأعراضكم, وأعظم منفعة وثوابًا لكم. والله يعلم ما فيه صلاحكم وأنتم لا تعلمون ذلك.
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)
وعلى الوالدات إرضاع أولادهن مدة سنتين كاملتين لمن أراد إتمام الرضاعة, ويجب على الآباء أن يكفُلوا للمرضعات المطلقات طعامهن وكسوتهن, على الوجه المستحسن شرعًا وعرفًا; لأن الله لا يكلف نفسًا إلا قدر طاقتها, ولا يحل للوالدين أن يجعلوا المولود وسيلة للمضارة بينهما, ويجب على الوارث عند موت الوالد مثل ما يجب على الوالد قبل موته من النفقة والكسوة. فإن أراد الوالدان فطام المولود قبل انتهاء السنتين فلا حرج عليهما إذا تراضيا وتشاورا في ذلك; ليصلا إلى ما فيه مصلحة المولود. وإن اتفق الوالدان على إرضاع المولود من مرضعة أخرى غير والدته فلا حرج عليهما, إذا سلَّم الوالد للأم حقَّها، وسلَّم للمرضعة أجرها بما يتعارفه الناس. وخافوا الله في جميع أحوالكم, واعلموا أن الله بما تعملون بصير, وسيجازيكم على ذلك.
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)
والذين يموتون منكم, ويتركون زوجات بعدهم, يجب عليهن الانتظار بأنفسهن مدة أربعة أشهر وعشرة أيام, لا يخرجن من منزل الزوجية, ولا يتزيَّنَّ, ولا يتزوجن, فإذا انتهت المدة المذكورة فلا إثم عليكم يا أولياء النساء فيما يفعلن في أنفسهن من الخروج, والتزين, والزواج على الوجه المقرر شرعًا. والله سبحانه وتعالى خبير بأعمالكم ظاهرها وباطنها, وسيجازيكم عليها.
وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
ولا إثم عليكم -أيها الرجال- فيما تُلَمِّحون به مِن طلب الزواج بالنساء المتوفَّى عنهنَّ أزواجهن، أو المطلقات طلاقًا بائنًا في أثناء عدتهن, ولا ذنب عليكم أيضًا فيما أضمرتموه في أنفسكم من نية الزواج بهن بعد انتهاء عدتهن. علم الله أنكم ستذكرون النساء المعتدَّات, ولن تصبروا على السكوت عنهن, لضعفكم; لذلك أباح لكم أن تذكروهن تلميحًا أو إضمارًا في النفس, واحذروا أن تواعدوهن على النكاح سرًا بالزنى أو الاتفاق على الزواج في أثناء العدة, إلا أن تقولوا قولا يُفْهَم منه أن مثلها يُرْغَبُ فيها الأزواج, ولا تعزموا على عقد النكاح في زمان العدة حتى تنقضي مدتها. واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فخافوه, واعلموا أن الله غفور لمن تاب من ذنوبه, حليم على عباده لا يعجل عليهم بالعقوبة.
لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)
لا إثم عليكم -أيها الأزواج- إن طلقتم النساء بعد العقد عليهن, وقبل أن تجامعوهن, أو تحددوا مهرًا لهن, ومتِّعوهن بشيء ينتفعن به جبرًا لهن, ودفعًا لوحشة الطلاق, وإزالة للأحقاد. وهذه المتعة تجب بحسب حال الرجل المطلِّق: على الغني قَدْر سَعَة رزقه, وعلى الفقير قَدْر ما يملكه, متاعًا على الوجه المعروف شرعًا, وهو حق ثابت على الذين يحسنون إلى المطلقات وإلى أنفسهم بطاعة الله.
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)
وإن طلَّقتم النساء بعد العقد عليهن, ولم تجامعوهن, ولكنكم ألزمتم أنفسكم بمهر محدد لهن, فيجب عليكم أن تعطوهن نصف المهر المتفق عليه, إلا أنْ تُسامِح المطلقات, فيتركن نصف المهر المستحق لهن, أو يسمح الزوج بأن يترك للمطلقة المهر كله, وتسامحكم أيها الرجال والنساء أقرب إلى خشية الله وطاعته, ولا تنسوا -أيها الناس- الفضل والإحسان بينكم, وهو إعطاء ما ليس بواجب عليكم, والتسامح في الحقوق. إن الله بما تعملون بصير, يُرغِّبكم في المعروف, ويحثُّكم على الفضل.
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)
حافظوا -أيها المسلمون- على الصلوات الخمس المفروضة بالمداومة على أدائها في أوقاتها بشروطها وأركانها وواجباتها, وحافظوا على الصلاة المتوسطة بينها وهي صلاة العصر, وقوموا في صلاتكم مطيعين لله, خاشعين ذليلين.
فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)
فإن خفتم من عدو لكم فصلوا صلاة الخوف ماشين, أو راكبين, على أي هيئة تستطيعونها ولو بالإيماء, أو إلى غير جهة القبلة, فإذا زال خوفكم فصلُّوا صلاة الأمن, واذكروا الله فيها, ولا تنقصوها عن هيئتها الأصلية, واشكروا له على ما علَّمكم من أمور العبادات والأحكام ما لم تكونوا على علم به.
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240)
والأزواج الذين يموتون ويتركون زوجات بعدهم, فعليهم وصيةً لهنَّ: أن يُمَتَّعن سنه تامة من يوم الوفاة, بالسكنى في منزل الزوج من غير إخراج الورثة لهن مدة السنة; جبرًا لخاطر الزوجة, وبرًا بالمتوفَّى. فإن خرجت الزوجات باختيارهن قبل انقضاء السنة فلا إثم عليكم -أيها الورثة- في ذلك, ولا حرج على الزوجات فيما فعلن في أنفسهن من أمور مباحة. والله عزيز في ملكه, حكيم في أمره ونهيه. وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا).
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (241)
وللمطلقات متاع من كسوة ونفقة على الوجه المعروف المستحسن شرعًا, حقًا على الذين يخافون الله ويتقونه في أمره ونهيه.
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
مثل ذلك البيان الواضح في أحكام الأولاد والنساء, يبيِّن الله لكم آياته وأحكامه في كل ما تحتاجونه في معاشكم ومعادكم; لكي تعقلوها وتعملوا بها.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243)
ألم تعلم -أيها الرسول- قصة الذين فرُّوا من أرضهم ومنازلهم, وهم ألوف كثيرة; خشية الموت من الطاعون أو القتال, فقال لهم الله: موتوا, فماتوا دفعة واحدة عقوبة على فرارهم من قدر الله, ثم أحياهم الله تعالى بعد مدة; ليستوفوا آجالهم, وليتعظوا ويتوبوا؟ إن الله لذو فضل عظيم على الناس بنعمه الكثيرة, ولكن أكثر الناس لا يشكرون فضل الله عليهم.
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)
وقاتلوا -أيها المسلمون- الكفار لنصرة دين الله, واعلموا أن الله سميع لأقوالكم, عليم بنيَّاتكم وأعمالكم.
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)
من ذا الذي ينفق في سبيل الله إنفاقًا حسنًا احتسابًا للأجر, فيضاعفه له أضعافا كثيرة لا تحصى من الثواب وحسن الجزاء؟ والله يقبض ويبسط, فأنفقوا ولا تبالوا; فإنه هو الرزاق, يُضيِّق على مَن يشاء من عباده في الرزق, ويوسعه على آخرين, له الحكمة البالغة في ذلك, وإليه وحده ترجعون بعد الموت, فيجازيكم على أعمالكم.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
ألم تعلم -أيها الرسول- قصة الأشراف والوجهاء من بني إسرائيل من بعد زمان موسى; حين طلبوا من نبيهم أن يولي عليهم ملكا, يجتمعون تحت قيادته, ويقاتلون أعداءهم في سبيل الله. قال لهم نبيهم: هل الأمر كما أتوقعه إنْ فُرِض عليكم القتال في سبيل الله أنكم لا تقاتلون; فإني أتوقع جبنكم وفراركم من القتال, قالوا مستنكرين توقع نبيهم: وأي مانع يمنعنا عن القتال في سبيل الله, وقد أَخْرَجَنَا عدوُّنا من ديارنا, وأبعدنا عن أولادنا بالقتل والأسر؟ فلما فرض الله عليهم القتال مع الملِك الذي عيَّنه لهم جَبُنوا وفرُّوا عن القتال, إلا قليلا منهم ثبتوا بفضل الله. والله عليم بالظالمين الناكثين عهودهم.
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)
وقال لهم نبيهم: إن الله قد أرسل إليكم طالوت مَلِكًا إجابة لطلبكم, يقودكم لقتال عدوكم كما طلبتم. قال كبراء بني إسرائيل: كيف يكون طالوت مَلِكًا علينا, وهو لا يستحق ذلك؟ لأنه ليس من سبط الملوك, ولا من بيت النبوة, ولم يُعْط كثرة في الأموال يستعين بها في ملكه, فنحن أحق بالملك منه; لأننا من سبط الملوك ومن بيت النبوة. قال لهم نبيهم: إن الله اختاره عليكم وهو سبحانه أعلم بأمور عباده, وزاده سَعَة في العلم وقوة في الجسم ليجاهد العدو. والله مالك الملك يعطي ملكه مَن يشاء من عباده, والله واسع الفضل والعطاء, عليم بحقائق الأمور, لا يخفى عليه شيء.
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)
وقال لهم نبيهم: إن علامة ملكه أن يأتيكم الصندوق الذي فيه التوراة -وكان أعداؤهم قد انتزعوه منهم- فيه طمأنينة من ربكم تثبت قلوب المخلصين, وفيه بقية من بعض أشياء تركها آل موسى وآل هارون, مثل العصا وفُتات الألواح تحمله الملائكة. إن في ذلك لأعظم برهان لكم على اختيار طالوت ملكًا عليكم بأمر الله, إن كنتم مصدقين بالله ورسله.
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه; ليتميَّز المؤمن من المنافق, فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني, ولا يصلح للجهاد معي, ومن لم يذق الماء فإنه مني; لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد, إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء, وأفرطوا في الشرب منه, إلا عددًا قليلا منهم صبروا على العطش والحر, واكتفوا بغُرْفة اليد, وحينئذ تخلف العصاة. ولما عبر طالوت النهر هو والقلة المؤمنة معه -وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لملاقاة العدو, ورأوا كثرة عدوهم وعدَّتهم, قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء, فأجاب الذين يوقنون بلقاء الله, يُذَكِّرون إخوانهم بالله وقدرته قائلين: كم من جماعة قليلة مؤمنة صابرة, غلبت بإذن الله وأمره جماعة كثيرة كافرة باغية. والله مع الصابرين بتوفيقه ونصره, وحسن مثوبته.
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)
ولما ظهروا لجالوت وجنوده, ورأوا الخطر رأي العين, فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا, وثبت أقدامنا, واجعلها راسخة في قتال العدو, لا تفر مِن هول الحرب, وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
فهزموهم بإذن الله, وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة, وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل, وعَلَّمه مما يشاء من العلوم. ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا, وهم أهل المعصية لله والشرك به, لفسدت الأرض بغلبة الكفر, وتمكُّن الطغيان, وأهل المعاصي, ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (252)
تلك حجج الله وبراهينه, نقصُّها عليك -أيها النبي- بالصدق, وإنك لمن المرسلين الصادقين.
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)
هؤلاء الرسل الكرام فضَّل الله بعضهم على بعض, بحسب ما منَّ الله به عليهم: فمنهم مَن كلمه الله كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام, وفي هذا إثبات صفة الكلام لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله, ومنهم مَن رفعه الله درجاتٍ عاليةً كمحمد صلى الله عليه وسلم, بعموم رسالته, وختم النبوة به, وتفضيل أمته على جميع الأمم, وغير ذلك. وآتى الله تعالى عيسى ابن مريم عليه السلام البينات المعجزات الباهرات, كإبراء مَن ولد أعمى بإذن الله تعالى, ومَن به برص بإذن الله, وكإحيائه الموتى بإذن الله, وأيده بجبريل عليه السلام. ولو شاء الله ألا يقتتل الذين جاؤوا مِن بعد هؤلاء الرسل مِن بعد ما جاءتهم البينات ما اقتتلوا, ولكن وقع الاختلاف بينهم: فمنهم مَن ثبت على إيمانه, ومنهم مَن أصر على كفره. ولو شاء الله بعد ما وقع الاختلاف بينهم, الموجب للاقتتال, ما اقتتلوا, ولكن الله يوفق مَن يشاء لطاعته والإيمان به, ويخذل مَن يشاء, فيعصيه ويكفر به، فهو يفعل ما يشاء ويختار.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ (254)
يا من آمنتم بالله وصدَّقتم رسوله وعملتم بهديه أخرجوا الزكاة المفروضة, وتصدَّقوا مما أعطاكم الله قبل مجيء يوم القيامة حين لا بيع فيكون ربح, ولا مال تفتدون به أنفسكم مِن عذاب الله, ولا صداقة صديق تُنقذكم, ولا شافع يملك تخفيف العذاب عنكم. والكافرون هم الظالمون المتجاوزون حدود الله.
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض, والكرسي: هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء. وهذه الآية أعظم آية في القرآن, وتسمى: (آية الكرسي).
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يُحتاج إلى الإكراه عليه لمن تُقبل منهم الجزية, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك.
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)
الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب.
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
أو هل رأيت -أيها الرسول- مثل الذي مرَّ على قرية قد تهدَّمت دورها, وخَوَتْ على عروشها, فقال: كيف يحيي الله هذه القرية بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام, ثم ردَّ إليه روحه, وقال له: كم قدر الزمان الذي لبثت ميتًا؟ قال: بقيت يومًا أو بعض يوم, فأخبره بأنه بقي ميتًا مائة عام, وأمره أن ينظر إلى طعامه وشرابه, وكيف حفظهما الله من التغيُّر هذه المدة الطويلة, وأمره أن ينظر إلى حماره كيف أحياه الله بعد أن كان عظامًا متفرقة؟ وقال له: ولنجعلك آية للناس, أي: دلالة ظاهرة على قدرة الله على البعث بعد الموت, وأمره أن ينظر إلى العظام كيف يرفع الله بعضها على بعض, ويصل بعضها ببعض, ثم يكسوها بعد الالتئام لحمًا, ثم يعيد فيها الحياة؟ فلما اتضح له ذلك عِيانًا اعترف بعظمة الله, وأنه على كل شيء قدير, وصار آية للناس.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
واذكر -أيها الرسول- طلب إبراهيم من ربه أن يريه كيفية البعث, فقال الله له: أَوَلم تؤمن؟ قال: بلى, ولكن أطلب ذلك لأزداد يقينًا على يقيني, قال: فخذ أربعة من الطير فاضممهن إليك واذبحهن وقطعهن, ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا, ثم نادِهن يأتينك مسرعات. فنادى إبراهيم عليه السلام, فإذا كل جزء يعود إلى موضعه, وإذا بها تأتي مسرعة. واعلم أن الله عزيز لا يغلبه شيء, حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.
مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
ومِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله. ومثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة, فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب, لكل واحدة سنبلة, في كل سنبلة مائة حبة. والله يضاعف الأجر لمن يشاء, بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام. وفضل الله واسع, وهو سبحانه عليم بمن يستحقه, مطلع على نيات عباده.
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)
الذين يخرجون أموالهم في الجهاد وأنواع الخير, ثم لا يتبعون ما أنفقوا من الخيرات مَنّاً على مَن أعطَوه ولا أذى بقول أو فِعْلٍ يشعره بالتفضل عليه, لهم ثوابهم العظيم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على شيء فاتهم في هذه الدنيا.
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263)
كلام طيب وعفو عما بدر مِن السائل مِن إلحافٍ في السؤال, خير من صدقة يتبعها من المتصدق أذى وإساءة. والله غني عن صدقات العباد, حليم لا يعاجلهم بالعقوبة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)
يا من آمنتم بالله واليوم الآخر لا تُذْهِبُوا ثواب ما تتصدقون به بالمنِّ والأذى, فهذا شبيه بالذي يخرج ماله ليراه الناس, فيُثنوا عليه, وهو لا يؤمن بالله ولا يوقن باليوم الآخر, فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب, فتركه أملس لا شيء عليه, فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحلُّ أعمالهم عند الله, ولا يجدون شيئًا من الثواب على ما أنفقوه. والله لا يوفق الكافرين لإصابة الحق في نفقاتهم وغيرها.
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)
ومثل الذين ينفقون أموالهم طلبًا لرضا الله واعتقادًا راسخًا بصدق وعده, كمثل بستان عظيم بأرض عالية طيبة هطلت عليه أمطار غزيرة, فتضاعفت ثمراته, وإن لم تسقط عليه الأمطار الغزيرة فيكفيه رذاذ المطر ليعطي الثمرة المضاعفة, وكذلك نفقات المخلصين تُقبل عند الله وتُضاعف, قلَّت أم كثُرت, فالله المُطَّلِع على السرائر, البصير بالظواهر والبواطن, يثيب كلا بحسب إخلاصه.
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)
أيرغب الواحد منكم أن يكون له بستان فيه النخيل والأعناب, تجري من تحت أشجارِه المياه العذبة, وله فيه من كل ألوان الثمرات, وقد بلغ الكِبَر, ولا يستطيع أن يغرس مثل هذا الغرس, وله أولاد صغار في حاجة إلى هذا البستان وفي هذه الحالة هبَّت عليه ريح شديدة, فيها نار محرقة فأحرقته; وهكذا حال غير المخلصين في نفقاتهم, يأتون يوم القيامة ولا حسنة لهم. وبمثل هذا البيان يبيِّن الله لكم ما ينفعكم; كي تتأملوا, فتخلصوا نفقاتكم لله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)
يا من آمنتم بي واتبعتم رسلي أنفقوا من الحلال الطيب الذي كسبتموه ومما أخرجنا لكم من الأرض, ولا تقصدوا الرديء منه لتعطوه الفقراء, ولو أُعطِيتموه لم تأخذوه إلا إذا تغاضيتم عما فيه من رداءة ونقص. فكيف ترضون لله ما لا ترضونه لأنفسكم؟ واعلموا أن الله الذي رزقكم غني عن صدقاتكم, مستحق للثناء, محمود في كل حال.
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)
هذا البخل واختيار الرديء للصدقة من الشيطان الذي يخوفكم الفقر, ويغريكم بالبخل, ويأمركم بالمعاصي ومخالفة الله تعالى, والله سبحانه وتعالى يعدكم على إنفاقكم غفرانًا لذنوبكم ورزقا واسعا. والله واسع الفضل, عليم بالأعمال والنيَّات.
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)
يؤتي الله الإصابة في القول والفعل مَن يشاء من عباده, ومن أنعم الله عليه بذلك فقد أعطاه خيرًا كثيرًا. وما يتذكر هذا وينتفع به إلا أصحاب العقول المستنيرة بنور الله وهدايته.
وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (270)
وما أعطيتم من مال أو غيره كثير أو قليل تتصدقون به ابتغاء مرضات الله أو أوجبتم على أنفسكم شيئًا من مال أو غيره, فإن الله يعلمه, وهو المُطَّلِع على نياتكم, وسوف يثيبكم على ذلك. ومَن منع حق الله فهو ظالم, والظالمون ليس لهم أنصار يمنعونهم من عذاب الله.
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)
إن تظهروا ما تتصدقون به لله فنِعْمَ ما تصدقتم به, وإن تسرُّوا بها, وتعطوها الفقراء فهذا أفضل لكم; لأنه أبعد عن الرياء, وفي الصدقة -مع الإخلاص- محو لذنوبكم. والله الذي يعلم دقائق الأمور, لا يخفى عليه شيء من أحوالكم, وسيجازي كلا بعمله.
لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)
لست -أيها الرسول- مسئولا عن توفيق الكافرين للهداية, ولكن الله يشرح صدور مَن يشاء لدينه, ويوفقه له. وما تبذلوا من مال يَعُدْ عليكم نَفْعُه من الله, والمؤمنون لا ينفقون إلا طلبًا لمرضاة الله. وما تنفقوا من مال -مخلصين لله- توفوا ثوابه, ولا تُنْقَصُوا شيئا من ذلك. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى على ما يليق به سبحانه.
لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)
اجعلوا صدقاتكم لفقراء المسلمين الذين لا يستطيعون السفر; طلبًا للرزق لاشتغالهم بالجهاد في سبيل الله, يظنهم مَن لا يعرفهم غير محتاجين إلى الصدقة; لتعففهم عن السؤال, تعرفهم بعلاماتهم وآثار الحاجة فيهم, لا يسألون الناس بالكُليَّة, وإن سألوا اضطرارًا لم يُلِحُّوا في السؤال. وما تنفقوا مِن مال في سبيل الله فلا يخفى على الله شيء منه, وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمَّه يوم القيامة.
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)
الذين يُخْرجون أموالهم مرضاة لله ليلا ونهارًا مسرِّين ومعلنين, فلهم أجرهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا. ذلك التشريع الإلهي الحكيم هو منهاج الإسلام في الإنفاق لما فيه مِن سدِّ حاجة الفقراء في كرامة وعزة, وتطهير مال الأغنياء, وتحقيق التعاون على البر والتقوى; ابتغاء وجه الله دون قهر أو إكراه.

الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
الذين يتعاملون بالربا -وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون; ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا, في أن كلا منهما حلال, ويؤدي إلى زيادة المال, فأكذبهم الله, وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا; لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات, ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع, فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه, وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه, فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين, ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه, فقد استوجب العقوبة, وقامت عليه الحجة, ولهذا قال سبحانه: (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)
يذهب الله الربا كله أو يحرم صاحبه بركة ماله, فلا ينتفع به، وينمي الصدقات ويكثرها، ويضاعف الأجر للمتصدقين, ويبارك لهم في أموالهم. والله لا يحب كل مُصِرٍّ على كفره, مُسْتَحِلٍّ أكل الربا, متمادٍ في الإثم والحرام ومعاصي الله.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)
إن الذين صدقوا الله ورسوله, وعملوا الأعمال الطيبة, وأدَّوا الصلاة كما أمر الله ورسوله, وأخرجوا زكاة أموالهم, لهم ثواب عظيم خاص بهم عند ربهم ورازقهم, ولا يلحقهم خوف في آخرتهم, ولا حزن على ما فاتهم من حظوظ دنياهم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)
يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله خافوا الله, واتركوا طلب ما بقي لكم من زيادة على رؤوس أموالكم التي كانت لكم قبل تحريم الربا, إن كنتم محققين إيمانكم قولا وعملا.
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)
فإن لم ترتدعوا عما نهاكم الله عنه فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله, وإن رجعتم إلى ربكم وتركتم أَكْلَ الربا فلكم أَخْذُ ما لكم من ديون دون زيادة, لا تَظْلمون أحدًا بأخذ ما زاد على رؤوس أموالكم, ولا يظلمكم أحد بنقص ما أقرضتم.
وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280)
وإن كان المدين غير قادر على السداد فأمهلوه إلى أن ييسِّر الله له رزقًا فيدفع إليكم مالكم, وإن تتركوا رأس المال كله أو بعضه وتضعوه عن المدين فهو أفضل لكم, إن كنتم تعلمون فَضْلَ ذلك, وأنَّه خير لكم في الدنيا والآخرة.
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281)
واحذروا -أيها الناس- يومًا ترجعون فيه إلى الله, وهو يوم القيامة, حيث تعرضون على الله ليحاسبكم, فيجازي كل واحد منكم بما عمل من خير أو شر دون أن يناله ظلم. وفي الآية إشارة إلى أن اجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية, تكميل للإيمان وحقوقه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وعمل الصالحات.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)
يا من آمنتم بالله واتبعتم رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا تعاملتم بدَيْن إلى وقت معلوم فاكتبوه; حفظًا للمال ودفعًا للنزاع. ولْيقُم بالكتابة رجل أمين ضابط, ولا يمتنع مَن علَّمه الله الكتابة عن ذلك, ولْيقم المدين بإملاء ما عليه من الدَّيْن, وليراقب ربه, ولا ينقص من دينه شيئا. فإن كان المدين محجورًا عليه لتبذيره وإسرافه, أو كان صغيرًا أو مجنونًا, أو لا يستطيع النطق لخرس به أو عدم قدرة كاملة على الكلام, فليتولَّ الإملاء عن المدين القائم بأمره, واطلبوا شهادة رجلين مسلمَيْن بالِغَيْن عاقلَيْن من أهل العدالة. فإن لم يوجد رجلان, فاطلبوا شهادة رجل وامرأتين ترضون شهادتهم, حتى إذا نَسِيَتْ إحداهما ذكَّرتها الأخرى, وعلى الشهداء أن يجيبوا مَن دعاهم إلى الشهادة, وعليهم أداؤها إذا ما دعوا إليها, ولا تَمَلُّوا من كتابة الدَّين قليلا أو كثيرًا إلى وقته المعلوم. ذلكم أعدل في شرع الله وهديه, وأعظم عونًا على إقامة الشهادة وأدائها, وأقرب إلى نفي الشك في جنس الدَّين وقدره وأجله. لكن إن كانت المسألة مسألة بيع وشراء، بأخذ سلعة ودفع ثمنها في الحال، فلا حاجة إلى الكتابة, ويستحب الإشهاد على ذلك منعًا للنزاع والشقاق، ومن الواجب على الشاهد والكاتب أداء الشهادة على وجهها والكتابة كما أمر الله. ولا يجوز لصاحب الحق ومَن عليه الحق الإضرار بالكُتَّاب والشهود، وكذلك لا يجوز للكُتَّاب والشهود أن يضارُّوا بمن احتاج إلى كتابتهم أو شهادتهم، وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه خروج عن طاعة الله، وعاقبة ذلك حالَّة بكم. وخافوا الله في جميع ما أمركم به، ونهاكم عنه، ويعلمكم الله جميع ما يصلح دنياكم وأخراكم. والله بكل شيء عليم، فلا يخفى عليه شيء من أموركم، وسيجازيكم على ذلك.
وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)
وإن كنتم مسافرين ولم تجدوا مَن يكتب لكم فادفعوا إلى صاحب الحق شيئًا يكون عنده ضمانًا لحقِّه إلى أن يردَّ المدينُ ما عليه من دين, فإن وثق بعضكم ببعض فلا حرج في ترك الكتابة والإشهاد والرهن, ويبقى الدَّين أمانة في ذمَّة المدين, عليه أداؤه, وعليه أن يراقب الله فلا يخون صاحبه. فإن أنكر المدين ما عليه من دين, وكان هناك مَن حضر وشهد, فعليه أن يظهر شهادته, ومن أخفى هذه الشهادة فهو صاحب قلب غادر فاجر. والله المُطَّلِع على السرائر, المحيط علمه بكل أموركم, سيحاسبكم على ذلك.
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)
لله ملك السموات والأرض وما فيهما ملكًا وتدبيرًا وإحاطة, لا يخفى عليه شيء. وما تظهروه مما في أنفسكم أو تخفوه فإن الله يعلمه, وسيحاسبكم به, فيعفو عمن يشاء, ويؤاخذ من يشاء. والله قادر على كل شيء, وقد أكرم الله المسلمين بعد ذلك فعفا عن حديث النفس وخطرات القلب ما لم يتبعها كلام أو عمل, كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)
صدَّق وأيقن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من ربه وحُقَّ له أن يُوقن, والمؤمنون كذلك صدقوا وعملوا بالقرآن العظيم, كل منهم صدَّق بالله رباً وإلهًا متصفًا بصفات الجلال والكمال, وأن لله ملائكة كرامًا, وأنه أنزل كتبًا, وأرسل إلى خلقه رسلا لا نؤمن -نحن المؤمنين- ببعضهم وننكر بعضهم, بل نؤمن بهم جميعًا. وقال الرسول والمؤمنون: سمعنا يا ربنا ما أوحيت به, وأطعنا في كل ذلك, نرجو أن تغفر -بفضلك- ذنوبنا, فأنت الذي ربَّيتنا بما أنعمت به علينا, وإليك -وحدك- مرجعنا ومصيرنا.
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
دين الله يسر لا مشقة فيه, فلا يطلب الله مِن عباده ما لا يطيقونه, فمن فعل خيرًا نال خيرًا, ومن فعل شرّاً نال شرّاً. ربنا لا تعاقبنا إن نسينا شيئًا مما افترضته علينا, أو أخطأنا في فِعْل شيء نهيتنا عن فعله, ربَّنا ولا تكلفنا من الأعمال الشاقة ما كلفته مَن قبلنا من العصاة عقوبة لهم, ربنا ولا تُحَمِّلْنَا ما لا نستطيعه من التكاليف والمصائب, وامح ذنوبنا, واستر عيوبنا, وأحسن إلينا, أنت مالك أمرنا ومدبره, فانصرنا على مَن جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك, وكذَّبوا نبيك محمدًا صلى الله عليه وسلم, واجعل العاقبة لنا عليهم في الدنيا والآخرة.




رد: تفسير القرآن (سورة البقرة )

***1605;***1588;***1603;***1608;***1608;***1608;***1608;***1608;***1608;***1608;***1585; ***1571;***1582;***1608;***1610;

الونشريس




رد: تفسير القرآن (سورة البقرة )

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااا
لك هديدو راك دوختني
من صبح وانا نقراء فيها




رد: تفسير القرآن (سورة البقرة )

بارك الله فيك




التصنيفات
الإعجاز القرآني

سور القرآن الكريم ( سبب التسميه ، سبب النزول ، فضل سور القرآن )

سور القرآن الكريم ( سبب التسميه ، سبب النزول ، فضل سور القرآن )


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سورة الفاتحة 1/14

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏‏ ‏الفَاتِحَةُ ‏‏ ‏لافْتِتَاحِ ‏الكِتَابِ ‏العَزِيزِ ‏بهَا ‏وَتُسَمَّى ‏‏ ‏أُمُّ ‏الكِتَابِ

‏‏ ‏لأنهَا ‏جَمَعَتْ ‏مَقَاصِدَهُ ‏الأَسَاسِيَّةَ ‏وَتُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏السَّبْعُ ‏المَثَانِي ‏‏،

‏وَالشَّافِيَةُ ‏‏، ‏وَالوَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالكَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالأَسَاسُ ‏‏، ‏وَالحَمْدُ‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية

2) من سور المثاني

3) عدد آياتها سبعة مع البسملة

4) هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف

5) نـَزَلـَتْ بـَعـْدَ سـُورَةِ المـُدَّثـِّرِ

6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله" لم يذكر

لفظ الجلالة إلا مرة واحدة وفي الآية الأولى

7) الجزء ( 1 ) ، الحزب ( 1 ) الربع ( 1 )

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ، وَالعَقِيدَةِ ،

وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ

الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ

إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ،

وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ، وَتَجَنُّبِ

طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ،

وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ

وَنَهْيِهِ

سبب نزول السورة :

عن أبي ميسرة أن رسول كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد فإذا

سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت

حتى تسمع ما يقول لك قال : فلما برز سمع النداء يا محمد فقال :لبيك قال :

قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال قل :الحمد لله

رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا

قول علي بن أبي طالب .

فضل السورة :

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ أَنَّ أُبـَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عَلَي الرسول أُمَّ القُرآنِ

الكَرِيمِ فَقَالَ رَسُولُ الَّلهِ : " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في

الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ

العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " فَهَذَا الحَدِيثُ يُشِيرُ إِلى قَوْلِ الَّلهِ تَعَالى في سُورَةِ

الحِجْرِ ( وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ )

سورة البقرة2 / 14

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏البقرة ‏‏" ‏إحياء ‏لذكرى ‏تلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏التي

‏ظهرت ‏في ‏زمن ‏موسى ‏الكليم ‏حيث قُتِلَ ‏شخص ‏من ‏بني ‏إسرائيل ‏ولم ‏يعرفوا ‏قاتله ‏

فعرضوا ‏الأمر ‏على ‏موسى ‏لعله ‏يعرف ‏القاتل ‏فأوحى ‏الله ‏إليه ‏أن ‏يأمرهم ‏بذبح ‏بقرة

‏وأن ‏يضربوا ‏الميت ‏بجزء ‏منها ‏فيحيا ‏بإذن ‏الله ‏ويخبرهم ‏عن ‏القاتل ‏وتكون ‏برهانا ‏

على ‏قدرة ‏الله ‏جل ‏وعلا ‏في ‏إحياء ‏الخلق ‏بعد ‏الموت‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) هي سورة مدن

2) من السور الطول

3) عدد آياتها 286 آية

4) السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف

5) وهي أول سورة نزلت بالمدينة

6) تبدأ بحروف مقطعة " الم " ، ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من 100 مرة ، بها

أطول آية في القرآن وهي آية الدين رقم 282 ،

7) الجزء " 1،2،3" الحزب " 1،2،3،4،5" . الربع " 1 : 19 " .

محور مواضيع السورة :

سورة البقرة من أطول سورة القرآن على الإطلاق وهي من السور المدنية

التي تعني بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج

النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية .

سبب نزول السورة :

1) " الم ذلك الكتاب " . عن مجاهد قال : أربع آيات من أول هذه السورة نزلت

في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين وثلاث عشرة بعدها نزلت في

المنافقين .

2) " إن الذين كفروا " قال الضحاك :نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته

وقال الكلبي: يعني اليهود .

3) "وإذا لقوا الذين آمنوا " قال الكلبي :عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه

الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر

من أصحاب رسول الله فقال :عبد الله بن أُبي فقال : مرحبا بالصدّيق سيد بني

تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله ثم أخذ بيد عمر

فقال :مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه

وماله لرسول الله ثم أخذ بيد على فقال :مرحبا بابن عم رسول الله وختنه سيد بني

هاشم ما خلا رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله :لأصحابه كيف رأيتموني فعلت

فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى رسول

الله بذلك فأنزل الله هذه الآية

سورة آل عمران 3 / 14

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏بـ ‏‏" ‏آل ‏عمران ‏‏" ‏لورود ‏ذكر ‏قصة ‏تلك ‏الأسرة ‏الفاضلة ‏‏" ‏آل ‏عمران ‏‏"

‏والد ‏مريم ‏آم ‏عيسى ‏وما ‏تجلى ‏فيها ‏من ‏مظاهر ‏القدرة ‏الإلهية ‏بولادة ‏مريم ‏البتول

‏وابنها ‏عيسى ‏عليهما ‏السلام ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) هي سورة مدنية

2) من سور الطول

3) عدد آياتها 200 آية

4) هي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف

5) نزلت بعد سورة " الأنفال"

6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " الم "

7) جزء " 4" الحزب "6،7،8 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 ".

محور مواضيع السورة :

سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة

على ركنين هامين من أركان الدين هما ،

الأول : ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا ،

والثاني : التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله .

سبب نزول السورة :

قال المفسرون : قَدِمَ وفد نجران وكانوا ستين راكبا على رسول الله وفيهم

أربعة عشر رجلا من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم

فالعاقب امير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه

عبد المسيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم . وأبو حارثة بن علقمة

أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم

حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس

لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله ودخلوا مسجده حين العصر عليهم ثياب

الحبرات جبابا وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من

أصحاب رسول الله ما رأينا وفدا هم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله : دعوهم

فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله :أسلما فقالا : قد أسلمنا

قبلك قال : كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما

الخنزير قالا : إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه في عيسى فقال لهما النبي : ألستم

تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم

على كل شئ يحفظه وير**ه قالوا : بلى قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئا

قالوا : لا قال : فإن ربنا صَوَّرَ عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا يشرب

ولا يحدث قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم

وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذى كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث

قالوا : بلى قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا فأنزل الله عز وجل فيهم سورة

ال عمران إلى بضعة وثمانين آية منها .

سورة النِّسَاء 4 /14

سبب التسمية :

سُميت ‏سورة ‏النساء ‏لكثرة ‏ما ‏ورد ‏فيها ‏من ‏الأحكام ‏التي ‏تتعلق ‏بهن ‏بدرجة ‏لم

‏توجد ‏في ‏غيرها ‏من ‏السور ‏ولذلك أُطلِقَ ‏عليها ‏‏" ‏سورة ‏النساء ‏الكبرى ‏‏" ‏ ‏مقابلة

‏سورة ‏النساء ‏الصغرى ‏التي ‏عرفت ‏في ‏القرآن ‏بسورة ‏الطلاق ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية

2) من سور الطول

3) عدد آياتها 176 آية

4) هي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف ،

5) نزلت بعد سورة الممتحنة ،

6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " ياأيها الناس " ، تحدثت السورة

عن أحكام المواريث ، تختم السورة أيضا بأحد أحكام المواريث ،

7) الجزء 5 ، الحزب 8، 9، 10 ،10 الربع " 1،2،3،4،5،6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة وهي سورة مليئة بالأحكام

التشريعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين وهي تعني

بجانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية وقد تحدثت السورة

الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع

ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء

ولهذا سميت " سورة النساء " .

سبب نزول السورة :

1) قال تعالى " وآتوا اليتامى أموالهم " الآية . قال مقاتل والكلبي : نزلت

في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ طلب المال

فمنعه عمه فترافعا إلى النبي في قوله تعالى "وِإنْ خِفْتُم ألا تٌقْسِطُوا " الآية

قالت : أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال وليس لها

أحد يخاصم دونها فلا ينكحها حبا لمالها ويضربها ويسئ صحبتها فقال

الله تعالى : "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم

من النساء "يقول ما أحللت لك ودع هذه . رواه مسلم .

3) قال تعالى " وابتلوا اليتامى " الآية نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه

وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتا وهو صغير فأتى عم ثابت إلى النبي

فقال إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله

فأنزل الله تعالى هذه الآية
سورة الْمَائِدَة 5/114

سبب التسمية :

سُميت" بسورة المائدة" وهي أحد معجزات سيدنا عيسى إلى قومه

عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلوا منها

وتطمئن قلوبهم .

التعريف بالسورة :

1 ) سورة مدنية .

2) من السور الطول.

3) عدد آياتها 120 آية.

4) هي السورة الخامسة في ترتيب المصحف .

5) نزلت بعد سورة الفتح .

6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " يا أيها الذين آمنوا " .

7) تقع في الجزء السادس والسابع ، الحزب ، 11،12،13 " الربع " 1: 9

محور مواضيع السورة :

سورة المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور

المدنية جانب التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال

إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب قال أبو ميسرة :المائدة

من أخر ما نزل من القران ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة .

سبب نزول السورة :

1) قال تعالى " ولاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله " قال ابن عباس : نزلت في الخطيم

واسمه شريح بن ضبيع الكندي أتى النبي من اليمامة إلى المدينة فخَلَّفَ

خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي فقال : إلام تدعوا الناس ؟

قال : إلى شهادة أن لا اله الا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فقال : حسن

إلا أن لي أمراء لانقطع أمرا دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم ،وقد كان النبي

قال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ثم خرج من عنده فلما

خرج قال رسول الله : لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبي غادر وما الرجل مسلم

فمر بسرح المدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله عام القضية

سمع تلبية حجاج اليمامة فقال: لأصحابه هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هديا

من سرح المدينة وأهدى إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى "ياءيها

الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله " يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الاسلام .

2) قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " الآية جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب

فقال يا أمير المؤمنين انكم تقرؤون آية في كتابكم لو لينينينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا

ذلك اليوم عيدا فقال اي آية هي قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال

عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله والساعة التي نزلت فيها على

رسول الله عشية يوم عرفة في يوم جمعة رواه البخاري .

3) قال تعالى " يسألونك ماذا أُحل لهم " الآية . عن القعقاع بن الحكيم أمر رسول

اللهبقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الامة التي أمرت بقتلها

فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما

علمتم من الجوارح مكلبين ."

سورة الأَنْعَام 6/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بـ ‏‏" ‏سورة ‏الأنعام ‏‏" ‏لورود ‏ذكر ‏الأنعام ‏فيها ‏‏" ‏َوَجعلوا ‏لله ‏مما ‏ذرأ ‏من ‏الحرث

‏والأنعام ‏نصيبا ‏‏" ‏ولأن ‏اكثر ‏أحكامها ‏الموضحة ‏لجهالات ‏المشركين ‏تقربا ‏بها ‏إلى

‏أصنامهم ‏مذكورة ‏فيها ‏ومن ‏خصائصها ‏ما ‏روى ‏عن ‏ابن ‏عباس ‏أنه ‏قال ‏‏" ‏نزلت ‏سورة

‏الأنعام ‏بمكة ‏ليلا ‏جملة ‏واحدة ‏حولها ‏سبعون ‏ألف ‏ملك ‏يجأرون ‏بالتسبيح" ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية ماعدا الآيات " 20،23،91،93،114،141،151،1 52،153 " فمدنية .

2) من السور الطول .

3) عدد آياتها165 آية .

4) هي السورة السادسة في ترتيب المصحف .

5) نزلت بعد سورة " الحجر" .

6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله " .

7) الجزء "8" ، الحزب " 13،14، 15" ، الربع " 1،2،3،4 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة التي يدور محورها حول " العقيدة

وأصول الإيمان " وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية التي

سبق الحديث عنها كالبقرة وال عمران والنساء والمائدة فهي لم تعرض لشئ

من الأحكام التنظيمية لجماعة المسلمين كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة

ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الاسلام كما لم تتحدث عن أهل

الكتاب من اليهود والنصارى ولا على المنافقين وإنما تناولت القضايا الكبرى

الاساسية لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلى :

1 ـ قضية الألوهية .

2 ـ قضية الوحي والرسالة .

3 ـ قضية البعث والجزاء .

سبب نزول السورة :

قال المشركون : يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال : الله قتلها قالوا :

فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الكلب والصقر حلال وما قتله الله

حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عكرمة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل

الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية

وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون

أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين

من ذلك شئ فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول

الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأُخبِر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه

وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا

يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن

أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن

محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية . جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا

وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله

الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) عن عكرمة في قوله " قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ " قال نزلت

فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين

جارية وتستحيين أخرى فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح

وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن

لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة معها موكب من الملائكة يشيعونها

قد طبقوا ما بين السماء والارض لهم زجل بالتسبيح حتى كادت الارض أن ترتج من

زجلهم بالتسبيح ارتجاجا فلما سمع النبي زجلهم بالتسبيح رعب

من ذلك فخَرَّ ساجدا حتى أنزلت عليه بمكة .

2) عن أسماء بنت زيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي أن كادت من ثقلها

لتكسر عظام الناقة .

سورة الأَعْرَاف 7/114

سبب التسمية :

سُميت ‏هذه ‏السورة ‏بسورة ‏الأعراف ‏لورود ‏ذكر ‏اسم ‏الأعراف ‏فيها ‏وهو ‏سور

‏مضروب ‏بين ‏الجنة ‏والنار ‏يحول ‏بين ‏أهلهما ‏روى ‏ابن ‏جرير ‏عن ‏حذيفة ‏أنه ‏سئل

‏عن ‏أصحاب ‏الأعراف ‏فقال ‏ :هم ‏قوم ‏استوت ‏حسناتهم ‏وسيئاتهم ‏فقعدت ‏بهم

‏سيئاتهم ‏عن ‏دخول ‏الجنة ‏وتخلفت ‏بهم ‏حسناتهم ‏عن ‏دخول ‏النار ‏فوقفوا ‏هنالك

‏على ‏السور ‏حتى ‏يقضي ‏الله ‏بينهم ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية ماعدا الآيات من " 163 : 170 " فمدنية ،

2) هي من سوره الطول .

3) عدد آياتها .206 آية ،

4) هي السورة السابعة في ترتيب المصحف ،

5) نزلت بعد سورة " ص " ،

6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " المص " ،الآية 206 من السورة بها سجدة . ،

7) الجزء "9" ، الحزب " 16،17 ،18 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت للتفصيل في

قصص الأنبياء ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية

من توحيد الله جل وعلا وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى إن

كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على سفلاها سيورا مثل هذه

السيور التي تكون على وجوه الحمُرِ من الذباب وهي تقول : " اليوم يبدو بعضه

أو كله وما بدا له منه فلا أُحِلّه " فأنزل الله تعالى على نبيه " يا بني آدم خذوا

زينتكم عند كل مسجد " فأُمِروا بلبس الثياب .

2) عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت " ورحمتي وسعت كل شئ " قال إبليس:

يا رب وانا من الشىء فنزلت " فسأكتبها للذين يتقون " الآية فنزعها الله من إبليس .

3) قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني إسرائيل وقال ابن

عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا وقال الوالبي : هو رجل من مدينة

الجبارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما نزل بهم موسى أتاه بنو عمه

وقومه وقالوا إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا

فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن

معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك

قوله فانسلخ منها .

4) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت

الثقفي وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مُرسِلُ رسولا في ذلك الوقت ورجا أن

يكون هو ذلك الرسول فلما أُرسِلَ محمدحسده وكفر به وروى عكرمة عن ابن

عباس في هذه الآية قال : هو رجل أُعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له

امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكانت له محبة فقالت اجعل لي منها

دعوة واحدة قال لك واحدة فماذا تأمرين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة

في بني اسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا أخر فدعا

الله عليها أن يجعلها كلبة نبآية فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا ليس لنا

على هذا قرار قد صارت امنا كلبة نبآية يعيرنا بها الناس فادع الله ان يردها إلى

الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وهي

البسوس وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال أشام من البسوس .

5) قال ابن عباس: قال جهل بن أبي قشير وشموال بن زيد وهما من اليهود:

يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا ؟ فإنّا نعلم متى هي ؛ فأنزل

الله تعالى هذه الآية وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة

فَاسِرّ الينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى " يسألونك عن الساعة ".

أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الوراق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان

قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يونس قال حدثنا

عبد الغفار بن القاسم عن ابان بن لقيط عن قرظة بن حسان قال سمعت ابا موسى

في يوم جمعة على منبر الصلاة يقول : سئل رسول الله عن الساعة وأنا شاهد

فقال: لا يعلمها إلا الله لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين

يديها إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا ، فقيل : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال :

هو بلسان الحبشة القتل وأن تحصر قلوب الناس وأن يلقى بينهم التناكر فلا يكاد

أحد يعرف أحدا ويرفع ذوو الحجى وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا

ولا تنكر منكرا .

فضل السورة :

2) عن أبي أيوب وزيد بن ثابت " أن النبي قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا ".
سورة الأَنْفَال 8/114

‎‎‏ التعريف بالسورة :

1) مدنية ماعدا الآيات من 30 إلى 36 فمكة .

2) هي من سور المثاني ،.

3) عدد آياتها .75 آية.

4) هي السورة الثامنة في ترتيب المصحف ،

5) نزلت بعد سورة البقرة ،

6) تبدأ السورة بفعل ماضي ، اهتمت السورة بأحكام الأسرى

والغنائم ونزلت بعد غزوة بدر ،

7) الجزء " 10 " الحزب " 19 " الربع " 1،2 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة

فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله فقد عالجت بعض النواحي

الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيرا من التشريعات

الحربية والإرشادات الالهية التي يجب على المؤمنين إتباعها في قتالهم

لأعداء الله وتناولت جانب السلم والحرب وأحكام الأسر والغنائم .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عباس قال: لما شاور النبي في لقاء العدو وقال له سعد بن

عبادة ما قال وذلك يوم بدر أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة

فكره ذلك أهل الإيمان فأنزل الله " كما أخرجكَ رَبُّكَ من بيتِكَ بِالحَقِّ

" إلى قوله تعالى " وَهُمْ يَنْظُرُونَ " أي كراهية لقاء العدو .

2) عن ابن شهاب قال : دخل جبريل على رسول الله فقال : قد وضعت

السلاح وما زلنا في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة

وأنزل فيهم " وإمَّا تَخَافَنَّ من قَومٍ خِيانَةً " الآية .

3) عن ابن عباس قال أسلم مع رسول الله بقوله تعالى " يَاأَيُّهَا النَّبيُّ

حَسبُكَ اللَّهُ وَمَنْ إتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنينَ ".

4) عن سعد بن جبير في قوله " إِن يَكُنْ مِنْكُم عِشْرُونَ …." قال : كان

يوم بدر جعل الله على المسلمين أن يقاتل الرجل الواحد منهم عشرة من

المشركين لقطع دابرهم فلما هزم الله المشركين وقطع دابرهم خفف على

المسلمين بعد ذلك فنزلت " الآن خَفَّفَ اللهُ عنكم " يعني بعد قتال بدر .

سورة التَّوبَة 9/114

سبب التسمية :

سميت ‏هذه ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏التوبة " ‏ِلمَا ‏فيها ‏من ‏توبة ‏الله ‏على ‏النبي

‏ والمهاجرين ‏والأنصار ‏الذين ‏اتبعوه ‏في ‏ساعة ‏العسرة ‏من ‏بعد ‏ما ‏كاد

‏يزيغ ‏قلوب ‏فريق ‏منهم ‏وعلى ‏الثلاثة ‏الذين ‏خُلفوا ‏في ‏غزوة ‏تبوك‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .

2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.

3) عدد آياتها 129 آية .

4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .

5) نزلت بعد سورة " المائدة " .

6) السورة لم تبدأ بال و يطلق عليها سورة براءة وقد نزلت

عام 9هـ ونزلت بعد غزوة تبوك .

7) الجزء " 11 " ، الحزب " 19،20،21 " الربع " 1،2،3 " .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع

وهي من أواخر ما نزل على رسول الله فقد روى البخاري عن البراء

بن عازب : أن آخر سورة نزلت سورة براءة وروى الحافظ ابن كثير

أن أول هذه السورة نزلت على رسول الله عند مَرْجِعِهِ من غزوة تبوك

وبعث أبا بكر الصديق أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم

فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مُبَلِّغَا عن رسول الله ما فيها

من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وهي السنة التي خرج فيها

رسول الله لغزو الروم واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت

في حر شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت

ابتلاء لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين

المنافقين ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى

هما أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب .

ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم .

سبب نزول السورة :

1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في شوال

فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .

2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا

عن رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن

والظلال مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا

بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا

أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من

هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون

أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا

أعذرهم حتى أؤمر بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين،

فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم

فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا

وطهرنا واستغفر لنا ؛ فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله

عز وجل " خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .

3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره

بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوئنا

ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام

ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل ردا على العباس

"مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية .

4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن

أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى

" وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَمْ تكتب

في براءة الرحمن الرحيم ؟ قال :لأن الرحمن الرحيم أمان

وبراءة نزلت بالسيف .

2) عن محمد بن اسحاق قال : كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما

كشفت من سرائر الناس .

سورة هُود 11/114

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏بسورة ‏‏" ‏هود ‏‏" ‏تخليدا ‏لجهود ‏نبي ‏الله ‏هود ‏في

‏الدعوة ‏إلى ‏الله ‏فقد ‏أرسله ‏الله ‏تعالى ‏إلى ‏قوم ‏‏" ‏عاد ‏‏" ‏العتاة ‏المتجبرين

‏الذين ‏اغتروا ‏بقوة ‏أجسامهم ‏وقالوا ‏من ‏أشد ‏منا ‏قوة ‏فأهلكهم ‏الله ‏بالريح

‏الصرصر ‏العاتية‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية ماعدا الآيات 12 ، 17 ، 114 " فمدنية .

2) من المئين.

3) عدد آياتها . " 123 " .

4) ترتيبها الحادية عشرة بين سور المصحف .

5) نزلت بعد سورة " يونس " .

6) الجزء " 12 " ، بدأت بحروف مقطعة " الر " ختمت السورة ببيان

الحكمة لقصص الأنبياء .

7) الحزب " 23 ،24 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .

محور مواضيع السورة :

سورة هود مكية وهي تعني بأصول العقيدة الاسلامية التوحيد

والرسالة والبعث والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية

للنبي على ما يلقاه من أذى المشركين لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة

التي مرَّتْ عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات

تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء

ليتأسي بهم في الصبر والثبات .

سبب نزول السورة :

1) نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر يلقى

رسول الله بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره وقال الكلبي كان يجالس

النبي يظهر له أمرا يُسِرّهُ ويُضْمِر في قلبه خِلافَ مَا يُظْهِر فَأنزلَ اللهُ

تَعَالى : "ألا إنَّهُم يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يقول يُكِنَّونَِ مَا فِي صُدُورِهِم مِن العَدَاوةِ لمحمد .

2) عن عبد اللهقال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني عالجت امرأة

في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض في

ما شئت قال فقال عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي

فانطلق الرجل فاتبعه رجلا ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال رجل يا رسول

الله هذا له خاصة قال لا بل للناس كافة رواه مسلم عن يحيي ورواه البخاري

من طريق يزيد بن زريع .

3) عن أبي اليسر بن عمر قال أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي في بعث

فقالت بعني بدرهم تمرا قال فأعجبتني فقلت إن بالبيت تمرا هو أطيب من

هذا فالحقيني فغمزتها وقبلتها فاتيت النبي فقصصت عليه الأمر فقال خنت

رجلا غازيا في سبيل الله في أهله وبهذا وأطرق عني فظننت أني من أهل

النار وأن الله لا يغفر لي أبدا وأنزل الله تعالى " أقِمْ الصلاةَ طَرَفَي

النَّهَارِ " الآية فأرسل إليَّ النبي فتلاها عليَّ .

فضل السورة :

1) عن أبي بكر الصديق قال : قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب

قال : " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت " .

2) عن أبي علي السري قال " رأيت النبي فقلت يا رسول الله رُوِيَ عنك

أنك قلت شيبتني هود ؟ قال نعم فقلت :ما الذي شيبك فيه قصص الانبياء

وهلاك الأمم ؟ قال: لا ولكن قوله " فاستقم كما أُمِرْتَ " .

سورة يُوسُف 12/114

سبب التسمية :

سميت ‏بسورة ‏يوسف ‏لأنها ‏ذكرت ‏قصة ‏نبي ‏الله ‏يوسف ‏ ‏كاملة ‏دون ‏غيرها

‏من ‏سور ‏القران ‏الكريم‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيات " 1،2،3،7 " فمدنية .

2)من المئين .

3) عدد آياتها .111 آية .

4) هي السورة الثانية عشرة في ترتيب سور المصحف .

5) نزلت بعد سورة " هود ".

6) بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكر اسم نبي الله يوسف

اكثر من 25 مرة .

7)الجزء " 13 ، الحزب " 24،25 " ، الربع " 1،2،3 " .

محور مواضيع السورة :

سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الانبياء وقد أفردت

الحديث عن قصة نبي الله " يوسف بن يعقوب " وما لاقاه من أنواع البلاء

ومن ضروب المحن والشدائد من اخوته ومن الآخرين في بيت عزيز مصر وفي

السجن وفي تآمر النسوة حتى نَجَّاهُ الله من ذلك الضيق والمقصود بها تسلية

النبي بما مر عليه من الكرب والشدة وما لاقاه من أذى القريب والبعيد .

سبب نزول السورة :

1) عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل " نَحْنُ نَقُصُّ

عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " قَالَ : أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ الله فتلاه عليهم زمانا

فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى "الر تِلكَ آياتُ الكتابِ

المبينِ " إلى قوله " نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " الآية فَتَلاهُ عليهم زمانا

فقالوا : يا رسول الله لو حدثنا فأنزل الله تعالى " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا

مُتَشَابِهًا " قال كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن .

2) قال عون بن عبد الله ملَّ أصحاب رسول الله فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل

الله تعالى الله " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا" الآية قال : ثم أنَّهم مَلُّوا ملة أخرى

فقالوا : يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله

تعالى " نَحنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " فأرادوا الحديث فدَلَّهم على أحسن

الحديث وأرادوا القصص فَدلَّهم على أحسن القصص .

فضل السورة :

1) عن مصعب بن عمير لمَّا قَدِمَ المدينة يُعَلِّم الناس القرآن بعث إليهم عمرو بن الجموح

ما هذا الذي جئتمونا به؟ فقالوا إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن ، قال :نعم فواعدهم

يوما فجاء فقرأ عليه القران " الر تلك آيات الكتاب المبين إنَّا أنزلناه قرانا عربيا
سورة الْرَّعْدُ 13/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الرعد "‏لتلك ‏الظاهرة ‏الكونية ‏العجيبة ‏التي ‏تتجلى

‏فيها ‏قدرة ‏الله ‏وسلطانه ‏فالماء ‏جعله ‏الله ‏سبب ‏الحياة ‏و ‏أنزله ‏بقدرته

‏من ‏السحاب ‏والسحاب ‏جمع ‏الله ‏فيه ‏بين ‏الرحمة ‏والعذاب ‏فهو ‏يحمل ‏المطر

‏ويحمل ‏الصواعق ‏وفي ‏الماء ‏الإحياء ‏وفي ‏الصواعق ‏الإفناء ‏وجمع ‏النقيضين

‏من ‏العجائب ‏كما ‏قال ‏القائل ‏جمع ‏النقيضين ‏من ‏أسرار ‏قدرته ‏هذا ‏السحاب

‏به ‏ماء و ‏به ‏نار ‏فما ‏أَجَلّ ‏وأعظم ‏قدرة ‏الله‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مدنية .

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .43 آية .

4)ترتيبها الثالثة عشرة .

5 )نزلت بعد سورة " محمد ".

6) تبدأ بحروف مقطعة " المر " ،ا لسورة بها سجدة في الآية 15 ،

الجزء " 13 " .

7)الحزب " 25 ، 26 " ، الربع " 3،4،5،6 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الرعد من السور المدنية التي تتناول المقاصد الأساسية للسور

المدنية من تقرير الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ودفع الشُبَهِ التي

يثيرها المشركون .

سبب نزول السورة :

عن أنس بن مالك أن رسول الله فأخبره وقال : وقد أخبرتك أنه أعتى

من ذلك فقال لي: كذا وكذا فقال : ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه

فعاد عليه مثل ذلك الكلام فرجع إلى النبي فأخبره فقال: ارجع إليه

الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال

رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله

تعالى (وَيُرْسِلُ الصَوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ

وَهُوَ شَدِيدُ المِحَال) وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج

وابن زيد : نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل واربد بن

ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله فقال رجل من اصحابه : يا رسول

الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك فقال : دعه فإن يرد الله به خيرا بهذه ،

فأقبل حتى قام عليه فقال : يا محمد مالي إن أسلمت قال : لك ما للمسلمين

وعليك ما عليهم قال: تجعل لي الأمر بعدك ،قال: لا ليس ذلك أي إنما ذلك إلى

الله يجعله حيث يشاء ،قال :فتجعلني على الوبر وأنت على المدر ،قال: لا ،

قال : فماذا تجعل لي ؟ قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها ،قال :أو ليس

ذلك إلى اليوم ؟وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه

واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله ويراجعه فدار أربد خلف النبي فاخترط

من سيفه شبرا ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ اليه فالتفت

رسول الله فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال اللهم اكفنيهما بما شئت فارسل الله

تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هاربا وقال

يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملانَّها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا فقال

رسول الله :يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر

بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول واللات لئن أسحر

محمد إلى وصاحبه يعني ملك الموت لانفذتهما برمحي فلما رأى الله تعالى منه

أرسل ملكا فلطمه بجناحيه فادراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت

كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت

السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة سَوَاءً مِنْكُمْ مَنْ

أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ حَتَّى بَلَغَ وَمَا دُعَاءُ الكَافِرينَ إلا فِي ضلاَلٍ) .

2) قال أهل التفسير نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول

الله :اكتب الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف

الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت

الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وقال ابن عباس في رواية

الضحاك : نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالوا وَمَا

الرَّحْمَنُ أنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنَا )الآية فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قل لهم الرحمن

الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو .

3) عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قال سمعت الزبير بن

العوام يقول قالت قريش للنبي تزعم أنك نبي يوحي إليك وأن سليمان سخر

له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله

تعالى ان يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث ومزارع

نأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله تعالى أن

يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف

فإنك تزعم إنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذا نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال :

والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا

في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب

الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه

أحد من العالمين فنزلت( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كَذَّبَ بِهَا الأولون )ونزلت

(وَلَو أَنْ قُرْأنًا سُيَّرتْ بِهِ الجِبالُ )الآية .

سورة إِبْرَاهِيم 14/114

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏إبراهيم ‏‏" ‏تخليداً ‏لمآثر ‏أبو ‏الأنبياء ‏وإمام

‏الحنفاء ‏إبراهيم ‏عليه ‏السلام ‏الذي ‏حطم ‏الأصنام ‏وحمل راية ‏التوحيد ‏وجاء

‏بالحنيفية ‏السمحة ‏ودين ‏الإسلام ‏الذي بُعِثَ ‏به ‏خاتم ‏المرسلين ‏وقد ‏قصّ ‏علينا

‏القرآن ‏الكريم ‏دعواته ‏المباركات ‏بعد ‏انتهائه ‏من ‏بناء ‏البيت ‏العتيق ‏وكلها ‏

دعوات ‏إلى ‏الإيمان ‏والتوحيد‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيتان " 28 ، 29 " فمدنيتان .

2) من المثاني.

3) عدد آياتها .52 .

4) ترتيبها الرابعة عشرة .

5)نزلت بعد سورة " نوح ".

6) بدأت السورة بحروف مقطعة " الر " ذكرت السورة قصة سيدنا إبراهيم .

7)الجزء " 13 ، الحزب " 26 ، الربع " 6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

تناولت السور الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة " الإيمان بالله

والإيمان بالرسالة والإيمان بالبعث والجزاء " ويكاد يكون محور السورة
الرئيسي الرسالة والرسول فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل

وبيَّنَتْ وظيفة الرسول ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية فالأنبياء

صلوات الله عليهم أجمعين جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله

الحق الذي تعنو له الوجوه وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور فدعوتهم

واحدة وهدفهم واحد وإن كان بينهم اختلاف في الفروع .

سورة الحِجْر 15/114

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏الحجر ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏ما ‏حدث ‏لقوم

‏صالح ‏وهم ‏قبيلة ‏ثمود ‏وديارهم ‏بالحجر ‏بين ‏المدينة ‏والشام ‏فقد ‏كانوا

‏أشداء ‏ينحتون ‏الجبال ‏ليسكنوها ‏وكأنهم ‏مخلدون ‏في ‏هذه ‏الحياة

‏لا ‏يعتريهم ‏موت ‏ولا ‏فناء ‏فبينما ‏هم ‏آمنون ‏مطمئنون ‏جاءتهم ‏صيحة

‏العذاب ‏في ‏وقت ‏الصباح‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

. 1) مكية ماعدا الآية 87 فمدنية .

2)من المثاني .

3) عدد آياتها .99 آية .

4) ترتيبها الخامسة عشرة .

5) نزلت بعد سورة " يوسف " .

6) تبدأ بحروف مقطعة " الر " .

7)الجزء " 14 " ، الحزب " 27 " ، الربع " 1 ، 2 " .

محور مواضيع السورة :

يدور محور السورة حول مصارع الطغاة والمكذبين لرسل الله في

شتى الأزمان والعصور ولهذا ابتدأت السورة بالإنذار والتهديد ملفعا

بظل من التهويل والوعيد " رُبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسْلِمين

* ذَرْهُم يَأْكُلوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهمُ الأملُ فسَوفَ يَعلمُون ".

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عباس قال : كانت تصلي خلف النبي امرأة حسناء في

أخر النساء وكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها وكان

بعضهم يتأخر في الصف الأخر فإذا ركع قال هكذا ونظر من تحت

إبطه فنزلت " وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُم وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأخِرِينَ

" وقال الربيع بن أنس : حَرَّضَ رسول الله على الصف الأول في الصلاة

فازدحم الناس عليه وكان بنو عذرة دورهم قاصية عن المسجد فقالوا

نبيع دورنا ونشتري دورا قريبة للمسجد فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) عن كثير النوا قال :قلت لأبي جعفر أن فلانا حدثني عن علي بن

الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي " وَنَزَعْنَا مَا فِي

صُدُورِهِمْ مِن غِلٍّ إِخْوَانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ " قال : والله إنها لفيهم نزلت

وفيهم نزلت الآية قلت وأي غِلّ هو؟ قال: غل الجاهلية أن بني تميم

وعدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم

وأجابوا أخذ أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيضمح بها

خاصرة أبي بكرفنزلت هذه الآية .

3) روى ابن المبارك بإسناده عن رجل من أصحاب النبي أنه قال :طلع علينا

رسول الله من الباب الذي دخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال لا: أراكم

تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال :إني

لمَّا خرجت جاء جبريل عليه السلام : فقال :يا محمد يقول الله تعالى

:لِمَ تُقَنِّط عبادي " نَبِّأْ عِبَادي أنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيم ".

سورة الْنَّحْل 16/114سبب التسمية :

سميت ‏هذه ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏النحل ‏‏" ‏لاشتمالها ‏على ‏تلك ‏العبرة ‏البليغة

‏التي ‏تشير ‏إلى ‏عجيب ‏صنع ‏الخالق ‏وتدل ‏على ‏الألوهية ‏بهذا ‏الصنع ‏العجيب‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا من الآية 126إلى الآية 128 " فمدنية .

2) من المئين .

3)آياتها 128 آية .

4) ترتيبها السادسة عشرة .

5) نزلت بعد سورة الكهف .

6) بدأت السورة بفعل ماضي " أتى " ، السورة بها سجدة في الآية رقم 50.

7) الجزء " 14 " ، الحزب " 27 ، 28 " ، الربع " 3،4،5،6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

سورة النحل من السور المكية التي تعالج موضوعات العقيدة الكبرى

الالوهية والوحي والبعث والنشور وإلى جانب ذلك تتحدث عن دلائل

القدرة والوحدانية في ذلك العالم الفسيح في السموات والارض والبحار

والجبال والسهول والوديان والماء الهاطل والنبات النامي والفلك التي

تجري في البحر والنجوم التي يهتدي بها السالكون في ظلمات الليل

إلى آخر تلك المشاهد التي يراها الانسان في حياته ويدركها بسمعه

وبصره وهي صور حية مشاهدة دالة على وحدانية الله جل وعلا وناطقة

بآثار قدرته التي أبدع بها الكائنات .
سورة الإسْرَاء 17/114
سبب التسمية :

سميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏الإسراء ‏‏" ‏لتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏معجزة

‏الإسراء ‏التي ‏خصَّ ‏الله ‏تعالى ‏بها ‏نبيه ‏الكريم‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

. 1) مكية .ماعدا الآيات " 26 ، 32 ، 33 ، 57 ، ومن الآية 73 : 80 " فمدنية .

2) من المئين .

3) آياتها 111 آية .

4) ترتيبها السابعة عشرة.

5)نزلت بعد سورة "القصص" .

6) تبدأ باسلوب ثناء ، تبدأ بالتسبيح ، بها سجدة في الآية " 109 " .

7)الجزء " 15 "، الحزب " 29 ، 30 " ، الربع " 1، 2، 3 ، 4، 5، " .

محور مواضيع السورة :

سورة الإسراء من السور المكية التي تهتم بشئون العقيدة شأنها

كشأن سائر السور المكية من العناية بأصول الدين الوحدانية والرسالة

والبعث ولكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية

الرسول وما أيَّدَهُ الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدَّالَّة

على صدقه عليه الصلاة والسلام .

سبب نزول السورة :

1) عن عبد الله قال :جاء غلام إلى رسول الله فقال إن أمي تسألك

كذا وكذا فقال :ما عندنا اليوم شئ قال :فتقول لك اكسني قميصك

قال :فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس في البيت حاسرا فأنزل الله

سبحانه وتعالى (ولا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولةً إِلى عُنُقِكَ ولاَ تَبْسُطْهَا كَلَّ البَسْط)ِ

الآية وقال جابر بن عبد الله : بينا رسول الله قاعدا فيما بين أصحابه أتاه

صبي فقال : يا رسول الله إن امي تستكسيك درعا ولم يكن عند رسول

الله إلا قميصه فقال للصبي :من ساعة إلى ساعة يظهر يعني وقتا آخر

فعاد إلى أمه فقالت :قل له إن أمي تستكسك القميص الذي عليك فدخل

رسول الله داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا فاذن بلال للصلاة

فانتظروه فلم يخرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه بعضهم فراه

عريانا فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .

2) عن ابي جعفر محمد بن علي أنه قال لم كتمتم " الرحمن الرحيم "

فنعم الاسم والله كتموا فإن رسول الله كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه

قريش فيجهر الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولي قريش فرارا

فأنزل الله هذه الآية .

3) نزلت في عمر بن الخطاب وذلك أن رجلا من العرب شتمه فأمره الله تعالى

بالعفو وقال الكلبي كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله بالقول والفعل

فشكوا ذلك إلى رسول الله فأنزل الله تعالى هذه الآية .

فضل السورة :

1) عن عائشة قالت كان رسول الله يقرأ كل ليلة ببني اسرائيل والزمر .

2) عن أبي عمرو الشيباني قال صلى بنا عبد الله الفجر فقرأ بسورتين

الآخرة منهما بني إسرائيل .

سورة الْكَهْف 18/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏الكهف ‏لما ‏فيها ‏من ‏المعجزة ‏الربانية ‏في ‏تلك ‏القصة

‏العجيبة ‏الغريبة ‏قصة ‏أصحاب ‏الكهف‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .عدا الآية 38 ، ومن الآية 86 إلى 151 فمدنية .

2)من المئين .

3) عدد آياتها .110 آية .

4) ترتيبها الثامنة عشرة .

5) نزلت بعد سورة " الغاشية " .

6) تبدأ باسلوب الثناء ، بدأت بالحمد لله ، تحدثت السورة

عن قصة ذي القرنين وسيدنا موسى والرجل الصالح .

7) الجزء " 16 " ، الحزب " 30،31 " ، الربع " 1 ، 2" .

محور مواضيع السورة :

سورة الكهف من السور المكية وهي إحدى سور خمس بُدِئت بـ " الحمد لله "

وهذه السور هي الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر " وكلها تبتدئ

بتمجيد الله جل وعلا وتقديسه والاعتراف له بالعظمة والكبرياء والجلال والكمال" .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام

والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والاسود بن المطلب وابو

البختري في نفر من قريش وكان رسول الله قد كَبُرَ عليه ما يرى من خلاف

قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله

" فلعلك باخع نفسك ".

2) عن سلمان الفارسي قال جاءت المؤلفة القلوب إلى رسول الله عيينة

بن حصن والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست

في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر

وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها جلسنا

اليك وحادثناك وأخذنا عنك ؛فأنزل الله تعالى( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إليكَ مِن

كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَع الذِينَ

يَدْعُونَ رَبَّهمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ _حتى بلغ _إِنَّا اعْتَدْنَا لِلظَالِمِينَ

نَارًا )يتهددهم بالنار فقام النبي يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد

يذكرون الله تعالى قال :الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي

مع رجال من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات .

3) عن ابن عباس في قوله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا )قال

نزلت في امية بن خلف الجمحي وذلك أنه دعا النبي إلى أمر كرهه من تحرد

الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله تعالى( ولاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا

قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ) يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد واتبع هواه يعني الشرك .

4) قال قتادة :إن اليهود سألوا نبي الله عن ذي القرنين فأنزل الله تعالى هذه الآية .

فضل السورة :

1) عن أبي الدرداء عن النبي قال : من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف

عُصِمَ من فتنة الدجال .

2) عن أبي العالية قال قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة فجعلت تنفر

فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر للنبي قال : اقرأ فلان فإنها

السكينة نزلت للقرآن .

3) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله " من قرأ من سورة الكهف

عشر آيات عند منامه عُصِمَ من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان

له نورا من لَدُنْ قرنِهِ إلى قدمِهِ يومَ القيامة .

سورة مَرْيَم 19/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏مريم ‏تخليداً ‏لتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏في ‏خلق ‏إنسان ‏بلا ‏أب ‏ثم

‏إنطاق ‏الله ‏للوليد ‏وهو ‏طفل ‏في ‏المهد ‏وما ‏جرى ‏من ‏أحداث ‏غريبة ‏رافقت

‏ميلاد ‏عيسى ‏ ‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيتان "58 ، 71 " فمدنيتان .

2)من المثاني .

3) آياتها 98 آية .

4) ترتيبها التاسعة عشرة .

5) نزلت بعد سورة " فاطر " .

6) تبدأ بحروف مقطعة " كهيعص " . ذكرت السورة اسم المرأة الوحيدة

في القرآن وهي السيدة مريم . السورة بها سجدة في الآية 58 .

7) الجزء " 16 " ، الحزب " 31 " ، الربع " 2،3،4 " .

محور مواضيع السورة :

سورة مريم مكية وغرضها تقرير التوحيد وتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق

به وتثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء ومحور هذه السورة يدور حول

التوحيد والإيمان بوجود الله ووحدانيته وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين .

سبب نزول السورة :

عن قتادة قال جاء الغلمان إلى يحيي بن زكريا فقال: مَالِلعَبِ خُلقْتُ قال

فأنزل الله " وَأتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبيَّا " .

1) عن ابن عباس قال قال رسول الله: يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر

مما تزورنا قال فنزلت (وما نتنزل إلا بأمر ربك )الآية كلها قال كان هذا

الجواب لمحمد رسول اللهرواه البخاري .

2) وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي احتبس جبريل حين

سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلم يدر ما يجيبهم

ورجا أن يأتيه جبريل بجواب فسألوه فأبطأ عليه فشقَّ على رسول الله

مشقة شديدة فلما نزل جبريل عليه السلام قال له أبطأت عليّ حتى ساء ظني

واشتقت إليك فقال : جبريلإني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثن

نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل الله تعالى( وما نتنزل الا بامر ربك ).

فضل السورة :

1) عن أم سلمة أن النجاشي قال لجعفر بن أبي طالب :هل معك مما جاء به

يعني رسول الله من الله من شئ ؟ قال : نعم فقرأ عليه صدرا من " كهيعص "

فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفه حتى أخضلوا مصاحفهم حين

سمعوا ما تُلِي عليهم ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من

مشكاة واحدة
سورة طَه 20/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏طه ‏وهو ‏اسم ‏من ‏أسمائه ‏الشريفة ‏عليه ‏الصلاة

‏والسلام ‏تطييبا ‏وتسلية ‏لفؤاده ‏عما ‏يلقاه ‏من ‏صدود ‏وعناد

‏ولهذا ‏ابتدأت ‏السورة ‏بملاطفته ‏بالنداء ‏‏" ‏طه ‏ما ‏أنزلنا ‏عليك

‏القران ‏لتشقى‎ " .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .. ماعدا الآيتان " 130 ، 131 " فمدنيتان ،

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .135 .

4) ترتيبها العشرون .

5) نزلت بعد سورة " مريم ،اسم السورة طه وهو أحد

أسماء الرسول ".

6) السورة بدأت بالحروف المقطعة " طه " .

7) الجزء " 16 " ، الحزب " 32 " ، الربع " 5،6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

سورة طه مكية وهي تبحث عن نفس الأهداف للسور المكية

وغرضها تركيز أصول الدين التوحيد والنبوة والبعث والنشور .

سبب نزول السورة :

1) قال مقاتل قال أبو جهل والنضر بن الحرث للنبي إنك لتشقى

بترك ديننا ؛ وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله

تعالى هذه الآية .

2) عن الضحاك قال لما نزل القرآن على النبي قام هو وأصحابه

فصلوا فقال كفار قريش :ما أُنزِلَ الله تعالى هذا القرآن على محمد

إلا ليشقى به فأنزل الله تعالى (طَه ـ يقول يا رجل ـ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ

القُرْآنَ لِتَشْقَى) .

3) عن الحسن قال : لطم رجل امرأته فجاءت إلى النبي بينهما القصاص

فأنزل الله " ولاَ تَعْجَلْ بِالقُرْآن مِن قَبل أنْ يٌقْضَي إليكَ وَحْيُه وقل ربي

زدني علما " فوقف النبي حتى نزلت " الرجال قوامون على النساء " .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس أن رسول الله قال : " أُُعطيتُ السورة التي ذكرت

فيها الأنعام من الذكر الأول وأُعطيت طه والطواسين من ألواح موسى

وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل

نافلة ".

2) عن أبي إمامة أن النبي قال " كل قرآن يُوضَع على أهل الجنة

فلا يقرؤون منه شيئا إلا طه ويس فإنهم يقرؤون بهما في الجنة" .

سورة الأنبياء 21/114

سبب التسمية :

سميت ‏‏" ‏سورة ‏الأنبياء ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏جملة ‏من ‏الأنبياء

‏الكرام ‏في ‏استعراض ‏سريع ‏يطول ‏أحيانا ‏ويَقْصُر ‏أحيانا ‏وذكر ‏جهادهم

‏وصبرهم ‏وتضحيتهم ‏في ‏سبيل ‏الله ‏وتفانيهم ‏في ‏تبليغ ‏الدعوة ‏لإسعاد

‏البشرية‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المئين .

3) عدد آياتها .112 .

4) ترتيبها الحادية والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " ابراهيم " .

6) بدأت السورة بفعل ماضي " اقترب " .

7) الجزء " 17 " ، الحزب " 33 " ، الربع " 1،2،3،4" .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة مكية وهي تعالج موضوع العقيدة الاسلامية

في ميادينها الكبيرة : الرسالة ،الوحدانية ،البعث والجزاء

وتتحدث عن الساعة وشدائدها والقيامة وأهوالها وعن

قصص الأنبياء والمرسلين .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباس قال :آية لا يسألني الناس عنها لا أدري

أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها

قال: وما هي ؟ قال: لما نزلت (إِنَّكُم وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ

اللَّهِ حَصَب جَهَنَّمَ أَنْتُم لَهَا وَارِدُون )شَقّ على قريش فقالوا

أيشتم آلهتنا ؟ فجاء ابن الزبعري فقال :ما لكم قالوا يشتم

آلهتنا قال :فما قال قالوا قال إِنَّكُم وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

حَصَب جَهَنَّمَ أَنْتُم لَهَا وَارِدُون ) قال :ادعوه لي فلما دعي النبي

قال : يا محمد هذا شئ لالهتنا خاصة أو لكل من عُبِدَ من دون

الله ؟ قال :بل لكل من عُبِدَ من دون الله . فقال ابن الزبعري : خصمت

ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون

وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى

يعبدون عيسى وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال فصاح ؛ أهل مكة

فأنزل الله : (إِنَّ الذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنَى ــ الملائكة وعيسى

وعزير عليهم السلام ــ اولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) .

فضل السورة :

1) عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه

وكلَّم فيه رسول الله فجاء الرجل فقال إني استقطعت رسول الله

واديا ما في العرب أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة

تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم

سورة أذهلتنا عن الدنيا " اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسَابُهُم وَهُم في غَفلةٍ

مُعْرِضُونَ "

سورة الحَجّ 22/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" سورة ‏الحج ‏‏" ‏تخليداً ‏لدعوة ‏الخليل ‏إبراهيم ‏عليه ‏السلام

‏حين ‏انتهى ‏من ‏بناء ‏البيت ‏العتيق ‏ونادى ‏الناس ‏لحج ‏بيت ‏الله ‏الحرام

‏فتواضعت ‏الجبال ‏حتى ‏بلغ ‏الصوت ‏أرجاء ‏الأرض فاسمع ‏نداءه ‏من

‏في ‏الأصلاب ‏والأرحام ‏أجابوا ‏النداء ‏‏" ‏لبيك ‏اللهم ‏لبيك ‏‎" .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مدنية ماعدا الآيات " 52،53،54،55 " فقد نزلت بين مكة والمدينة .

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .78 .

4) ترتيبها الثانية والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " النور ".

6) بدأت السورة باسلوب النداء " يا أيها الناس " . السورة بها

سجدتان في الآية 18 ، 77 .

7) الجزء " 17 " ، الحزب " 34 " ، الربع " 5،6،7،8 " .

محور مواضيع السورة :

سورة الحج مدنية وهي تتناول جوانب التشريع شأنها شأن سائر

السور المدنية التي تعني بأمور التشريع ومع أن السورة مدنية

إلا أنه يغلب عليها جو السور المكية فموضوع الإيمان والتوحيد

والإنذار والتخويف وموضوع البعث والجزاء ومشاهد القيامة

وأهوالها هو البارز في السورة الكريمة حتى ليكاد يخيل

للقارئ أنها من السور المكية هذا إلى جانب الموضوعات

التشريعية من الإذن بالقتال وأحكام الحج والهدى والأمر

بالجهاد في سبيل الله وغير ذلك من المواضيع التي هي

من خصائص السور المدنية حتى لقد عدَّها بعض العلماء من

السور المشتركة بين المدني والمكي .

سبب نزول السورة :

عن أبي مالك في قوله " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغيرِ

عِلمٍ " قال : نزلت في النضر بن الحارث .

2) قال المفسرون : نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول

الله المدينة مهاجرين من باديتهم وكان أحدهم إذا قَدِمَ المدينة

فإن صَحَّ بها ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما

وكثر ماله وماشيته آمن به واطمأن وقال ما أصبتُ منذ دخلت

في ديني هذا إلا خيرا وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته

جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه

الشيطان فقال والله ما أصبتَ منذ كنتَ على دينك هذا الا شرا

فينقلب عن دينه فأنزل الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعبدُ اللهَ عَلى

حَرفٍ )الآية وروى عطية عن أبي سعيد الخدري قال :أسلم رجل

من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالاسلام فأتى

النبي قال إن الاسلام لا يقال فقال إني لم أصب في ديني

هذا خيرا ذهب بصري ومالي وولدي فقال: يا يهودى إن

الاسلام يَسبُك الرجالَ كما تَسبُك النارُ خبثَ الحديدِ والفضة

والذهب قال ونزلت ومن الناس من يعبد الله على حرف .

فضل السورة :

1) عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفُضِّلَتْ سورة

الحج على سائر القران بسجدتين ؟ قال : " نعم . فمن لم

يسجدهما فلا يقرأهما " .

2) عن عمر أنه كان يسجد سجدتين في الحج قال إن هذه

السورة فُضِّلَتْ على سائر السور بسجدتين .

سورة المُؤْمِنُونَ 23/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏الجليل ‏تخليداً ‏لهم ‏و ‏إشادة ‏بمآثرهم ‏وفضائلهم

‏الكريمة ‏التي ‏استحقوا ‏بها ‏ميراث ‏الفردوس ‏الأعلى ‏في ‏جنات ‏النعيم‎.‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المئين .

3) عدد آياتها ." 118 .

4) ترتيبها الثالثة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " الأنبياء " .

6) بدأت باسلوب توكيد " قد أفلح المؤمنون " .

7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 " ، الربع " 1،2،3" .

محور مواضيع السورة :

سورة " المؤمنون " من السور المكية التي تعالج أصول الدين

من التوحيد والرسالة والبعث .

سبب نزول السورة :

عن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال سمعت عمر بن الخطاب عنه

يقول كان إذا أُنزِلَ الوحي على رسول الله يسمع عند وجهه دوي

كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال : اللهم

زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهِنَّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر

علينا وارض عنا ثم قال لقد أُنْزِلَتْ علينا عشر آيات من أقامهن دخل

الجنة ثم قرأ (قد أفلح المؤمنون) إلى عشر آيات .

2) عن ابي هريرةأن رسول اللهكان إذا صلى رفع بصره إلى السماء

فنزل (الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .

3) عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في أربع

قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله تعالى (واتخذوا

من مقام ابراهيم مصلى )وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك

حجابا فانه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى (وإذا

سألتموهن فاسألوهن من وراء حجاب) وقلت لازواج النبيلتنتهن

أو ليبدلنه الله سبحانه أزواجا خيرا منكن فانزل الله (عسى ربه

إن طلقكن أن يبدله أزواجا خير منكن ) الآية ونزلت (ولقد خلقنا

الإنسان من سلالة من طين إلى قوله تعالى ثم أنشأناه خلقا أخر

فقلت فتبارك الله أحسن الخالقين ) .
سورة النُّور 24/114

سبب التسمية :

سُميت ‏سورة ‏النور ‏لما ‏فيها ‏من ‏إشعاعات ‏النور ‏الرباني ‏بتشريع

‏الأحكام ‏والآداب ‏والفضائل ‏الإنسانية ‏التي ‏هي ‏قبس ‏من ‏نور ‏الله ‏

على ‏عباده ‏وفيض ‏من ‏فيوضات ‏رحمته ‏وجوده ‏‏" ‏الله ‏نور ‏السموات

‏والأرض ‏‏" ‏اللهم ‏ّنوِّرْ ‏قلوبنا ‏بنور ‏كتابك ‏المبين ‏يا ‏رب ‏العالمين .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مدنية .

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .64 .

4) ترتيبها الرابعة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة الحشر .

6) بدأت بـ " سورة أنزلنها "، تحدثت عن حديث الإفك .

7) الجزء " 18 " ، الحزب " 35 ، 36 " ، الربع " 4،5،6،7 " .

محور مواضيع السورة :

سورة النور من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية

وتعني بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق وتهتم بالقضايا

العامة والخاصة التي ينبغي أن يُرَبَّى عليها المسلمون أفرادا

وجماعات وقد اشتملت هذه السورة على أحكام هامة

وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى

لبناء المجتمع الأكبر .

سبب نزول السورة :

1) قال المفسرون قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء

ليست لهم أموال وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يكرين

أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل المدينة فرغب في

كسبهن ناس من فقراء المهاجرين فقالوا لو أنا تزوجنا

منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن فاستأذنوا

النبي في ذلك فنزلت هذه الآية وحرم فيها نكاح الزانية

صيانة للمؤمنين عن ذلك وقال عكرمة نزلت الآية في نساء

بغايا متعالجات بمكة والمدينة وكن كثيرات ومنهن تسع

صواحب رايات لهن رايات كرايات البيطار يعرفونها أم مهدون

جارية السائب بن أبي السائب المخزومي وأم غليظ جارية

صفوان بن أمية وحية القبطية جارية العاص بن وائل ومرية

جارية ابن مالك بن عمثلة بن السباق وجلالة جارية سهيل بن

عمرو وام سويد جارية عمرو بن عثمان المخزومي وشريفة

جارية زمعة بن الاسود وقرينة جارية هشام بن ربيعة المواخير

لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلا زان من أهل القبلة أو مشرك من

أهل الأوثان فأراد ناس من المسلمين نكاحهن ليتخذوهن ما أكلة

فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن ذلك وحرمه عليهم .

2) عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا

بأربعة شهداء )إلى قوله تعالى الفاسقون قال سعد بن عبادة

وهو سيد الأنصار أهكذا أُنْزِلَتْ يا رسول الله؟ فقال رسول الله:ألا

تسمعون يا معشر الانصار إلى ما يقول سيدكم ؟قالوا يا رسول

الله إنَّه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا وما طلق

امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته

فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من

عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل

لم يكن لي أن اهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء

فوالله إني لأتي بهم حتى يقضي حاجته فما لبثوا إلا يسيرا

حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رجلا

فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح وغدا على رسول

الله فقال : يا رسول الله إني جئت أهلي عشيا فوجدت عندها

رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله ما جاء به

واشتد عليه فقال سعد بن عبادة : الآن يضرب رسول الله هلال

ابن امية ويبطل شهادته في المسلمين ، فقال هلال : والله إني

لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فقال هلال يا رسول الله

إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك والله يعلم إني لصادق

فوالله إن رسول الله يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي

وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده فامسكوا عنه

حتى فرغ من الوحي فنزلت (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن

لهم شهداء إلا أنفسهم )الآيات كلها فسري عن رسول الله

فقال أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا فقال هلا

قد كنت أرجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث .

3) عن عبد الله قال انا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من

الانصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فإن تكلم جلدتموه

وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه

رسول الله فلما كان من الغد أتى رسول الله فسأله فقال لو ان

رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه او قتل قتلتموه او سكت

سكت على غيظ فقال اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان

(والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم )الآية

فابتلى به الرجل من بين الناس فجاء هو وامراته إلى رسول

الله فتلاعنا فشهد الرجل اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين

ثم لعن الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فذهبت

لتلعن فقال رسول الله فلعنت فلما أدبرت قال لعلها إن تجئ به

أسود جعدا فجاءت به اسود جعدا رواه مسلم عن ابي خيثمة .

4) عن عروة ان عائشة عنها حدثته بحديث الافك وقالت فيه

وكان ابو ايوب الانصاري حين اخبرته امراته وقالت يا ابا ايوب

الم تسمع بما تحدث الناس قال وما يتحدثون فاخبرته يقول اهل

الافك فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم

قالت فانزل الله عز وجل ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان

نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم .

فضل السورة :

1) عن حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا

سورة النساء والأحزاب والنور .

2) أخرج ابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول الله :

عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور "

3) أخرج الحاكم عن أبي وائل قال حججت أنا وصاحب لي وابن عباس

على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي : سبحان

الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ! لو سمعت هذا الترك لأسْلَمَتْ .

سورة الفُرْقَان 25/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏هذا ‏الكتاب ‏المجيد ‏الذي

‏أنزله ‏على ‏عبده ‏محمد ‏ ‏ ‏وكان ‏النعمة ‏الكبرى ‏على ‏الإنسانية ‏لأنه ‏

النور ‏الساطع ‏والضياء ‏المبين ‏‏،الذي ‏فرق ‏الله ‏به ‏بين ‏الحق ‏والباطل ‏‏،

والنور ‏والظلام ‏‏،والكفر ‏والإيمان ‏‏،ولهذا ‏كان ‏جديرا ‏بأن ‏يسمى ‏الفرقان

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا الآيات 68،69،70 فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 77 .

4) ترتيبها الخامسة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " يس " .

6) بدأت باسلوب الثناء " تبارك "، السورة بها سجدة في الآية 60 ،

الفرقان هو اسم من أسماء القرآن .

7) الجزء "19" ، الحزب "36،37" ، الربع "1،2" .

محور مواضيع السورة :

محور السورة يدور حول إثبات صدق القران وصحة الرسالة المحمدية

وحول عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء وفيها بعض القصص للعظة والاعتبار .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباسقال لما عَيَّر المشركون رسول اللهبالفاقة قالوا ما لهذا

الرسول ياكل الطعام ويمشى في الاسواق حزن رسول الله فنزل

جبريل عليه السلام من عند ربه مُعَزِّيا له فقال السلام عليك يا رسول

الله رب العزة يقرئك السلام ويقول لك (وما أرسلنا قبلك من المرسلين

إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق )أي يبتغون المعاش

في الدنيا قال فبينا جبريل والنبي يتحدثان إذ ذاب جبريل حتى صار

مثل الهذرة قيل يا رسول الله وما الهذرة قال العدسة فقال رسول الله

مالك ذبت حتى صرت مثل الهذرة قال يا محمد فُتِحَ باب من أبواب

السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم وإني أخاف أن يعذب قومك عند

تعييرهم إياك بالفاقة واقبل النبي وجبريل عليهما السلام يبكيان اذ عاد

جبريل إلى حاله فقال أَبْشِرْ يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك

بالرضا من ربك فاقبل رضوان حتى سَلَّم ثم قال يا محمد رب العزة

يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلالأويقول لك ربك هذه مفاتيح

خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عنده في الآخرة مثل جناح بعوضة

فنظر النبي إلى جبريل كالمستشير به فضرب جبريل بيده إلى الارض

فقال تواضع لله فقال يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إليّ

وأن أكون عبدا صابرا شكورا فقال رضوان اصبت اصاب الله بك

وجاء نداء من السماء فرفع جبريلرأسه فإذا السموات قد فتحت

أبوابها إلى العرش وأَوْحَى الله تعالى إلى جنة عدن أن تُدَلِّي

غصنا من أغصانها عليه عذق عليه غرفة من زبرجدة خضراء لها

سبعون الف باب من ياقوته حمراء فقال جبريل يا محمد ارفع بصرك

فرفع فرأى منازل الانبياء وغرفهم فإذا منازله فوق منازل الانبياء

فضلا له خاصة ومناد ينادي أَرَضِيتَ يا محمد فقال النبي رضيت

فاجعل ما اردت ان تعطيني في الدنيا ذخيرة عندك في الشفاعة

يوم القيامة ويرون ان هذه الآية انزلها رضوان (تبارك الذي ان شاء

جعل لك خير من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا ) .

1) قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني كان أبي بن خلف

يحضر النبيويجالسه ويسمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به فزجره

عقبة بن أبي معيط عن ذلك فنزلت هذه الآية .

2) قال الشعبي وكان عقبة خليلا لأمية بن خلف فأسلم عقبة فقال

أمية : وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا ، وكفر وارتد لرضا

أمية فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .

3) وقال آخرون أن أُبي بن خلف وعقبة بن ابي معيط كانا متحالفين

وكان عقبة لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا اليه أشراف قومه

وكان يكثر مجالسه النبيفقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما

فدعا الناس ودعا رسول الله إلى طعامه فلما قرب الطعام قال رسول الله :

ماأنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال

عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ فأكل رسول الله

من طعامه وكان أبي بن خلف غائبا فلما أُخْبِرَ بقصته قال :صبأت

يا عقبة فقال والله ما صبأت ولكن دخل عليّ رجل فأبى أن يطعم

من طعامي إلا أن أشهد له فاستحيت أن يخرج من بيتي ولم يطعم

فشهدت فطعم فقال اُبيّ : ما أنا بالذي رضي منك أبدا إلا أن تأتيه

فتب** في وجهه وتطأ عنقه ؛ ففعل ذلك عقبة فأخذ رحم دابة فألقاها

بين كتفيه فقال رسول الله : لا ألقاك خارجا من مكة إلاعلوت رأسك

بالسيف ؛ فقتل عقبة يوم بدر صبرا وأما أبيّ بن خلف فقتله النبي يوم

أحد في المبارزة فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية وقال الضحاك : لما

ب** عقبة في وجه رسول الله عاد بزاقه في وجه فتشعب شعبتين فأحرق

خديه وكان أثر ذلك فيه حتى الموت .

فضل السورة :

عن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في

حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة

لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فتبصرت حتى سلّم

فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟

قال :أقرأنيها رسول الله فقلت كذبت فإن رسول الله أقرأنيها

على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت إني

سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول

الله لهشام اقرأ فقرأ فقال رسول الله كذلك أُنزِلَتْ ثم قال اقرأ يا عمر

فقرأت فقال رسول الله كذلك أنزلت إن هذا القرآن أُنِزلَ على

سبعة أحرف فاقرأوا ما تَيَسَّرَ منه
[FONT=Comic Sans MS][SIZE=5][COLOR=#008000]سورة الشُّعَرَاء 26/114سبب التسمية :

سُميت " ‏سورة ‏الشعراء" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏أخبار ‏الشعراء

‏وذلك ‏للرد ‏على ‏المشركين ‏في ‏زعمهم ‏أن ‏محمد ‏كان ‏شاعرا ‏وان

‏ما ‏جاء ‏به ‏من ‏قبيل ‏الشعر ‏فرد ‏الله ‏عليهم ‏ذلك ‏الكذب ‏والبهتان

‏بقوله ‏‏" ‏والشعراء ‏يتبعهم ‏الغاوون ‏‏* ‏ألم ‏تر أنَّهم ‏في ‏كل ‏واد

‏يهيمون ‏ *وأنهم ‏يقولون ‏ما ‏لا ‏يفعلون ‏‏" ‏وبذلك ‏ظهر ‏الحق ‏وبان ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا الآية 197 ومن الآية رقم 224 إلى أخر السورة

فمدنية .

2) من المئين .

3) آياتها 227 .

4) ترتيبها السادسة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " الواقعة " ،بدأت بأحد حروف الهجاء " طسم " .

6) الجزء "19" ، الحزب "37،38" ، الربع "3،4،5،6"

محور مواضيع السورة :

سورة الشعراء مكية وقد عالجت أصول الدين من التوحيد

والرسالة والبعث شأنها شأن سائر السور المكية التي

تهتم بجانب العقيدة وأصول الإيمان .

سبب نزول السورة :

عن أبي الحسن مولى بني نوفل أن عبد الله بن رواحة

وحسان بن ثابت أتيا رسول الله حين نزلت الشعراء يبكيان

وهو يقرأ " والشعراء يتبعهم الغاوون " حتى بلغ " إلا الذين آمنوا

وعملوا الصالحات " قال " أنتم " وذكروا الله كثيرا " قال أنتم "

وانتصروا من بعدما ما ظلموا " قال أنتم " وسيعلم الذين ظلموا اي

منقلب ينقلبون " قال الكفار.

سورة النَّمْل 27/114‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .93 ،.

4) ترتيبها السابعة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " الشعراء " .

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " طس " ،السورة بها سجدة

في الآية 24 ، ذكرت السورة قصة سيدنا سليمان وبلقيس

ملكة سبأ ، ذكرت فيها البسملة مرتين في السورة .

7) الجزء "20" ، الحزب "38،39" ، الربع "1،2" .

محور مواضيع السورة :

سورة النمل من السور المكية التي تهتم بالحديث عن أصول

العقيدة التوحيد والرسالة والبعث وهي إحدى سور ثلاث نزلت

متتالية ووضعت في المصحف متتالية وهي الشعراء والنمل

والقصص ويكاد يكون منهاجها واحدا في سلوك مسلك العظة

والعبرة عن طريق قصص الغابرين .

سبب نزول السورة :

عن سفيان الثوري في قوله " وَسلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الذين اصْطَفَى

" قال : نزلت في أصحاب محمد خاصة

سورة الْقَصَص 28/114

سبب التسمية :

سميت" ‏سورة ‏القصص" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏قصة ‏موسى ‏مفصلة

‏موضحة ‏من ‏حين ‏ولادته ‏إلى ‏حين ‏رسالته ‏وفيها ‏من ‏غرائب ‏الأحداث

‏العجيبة ‏ما ‏يتجلى ‏فيه ‏بوضوح عناية ‏الله ‏بأوليائه ‏وخذلانه ‏لأعدائه‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا الآيات من " 52 : 85 " فمدنية .

2)من المثاني .

3) آياتها 88 .

4) ترتيبها الثامنة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " النمل " .

6) بدأت السورة بحروف مقطعة " طسم " .

7) الجزء "20" ، الحزب "39 ،40" ، الربع "2،3،4،5،6" .

محور مواضيع السورة :

سورة القصص من السور المكية التي تهتم بجانب العقيدة التوحيد

والرسالة والبعث وهي تتفق في منهجها وهدفها مع سورتي النمل

والشعراء كما اتفقت في جو النزول فهي تكمل أو تفصل ما أُجْمِلَ

في السورتين قبلها .

سبب نزول السورة :

1)عن السديقال : نزلت في عبد الله بن سلام لما أسلم أحب أن يخبر

النبي بعظمته في اليهود ومنزلته فيهم وقد ستر بينه وبينهم سترا

فكلمهم ودعاهم فأبوا فقال :أخبروني عن عبد الله بن سلام كيف

هو فيكم ؟ قالوا ذاك سيدنا وأعلمنا قال أرأيتم إن آمن بي وصدقني

أتؤمنون بي وتصدقوني ؟ قالوا لا يفعل ذاك هو أفقه فينا من أن

يدع دينه ويتبعك قال أرايتم ان فعل ؟ قالوا لا يفعل قال : أرايتم إن

فعل ؟ قالوا إذا فعل … قال اخرج يا عبد الله بن سلام فخرج فقال

ابسط يدك أشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول الله فبايعه فوقعوا به

وشتموه وقالوا والله ما فينا أحد أقل علما منه ولا أجهل بكتاب الله

منه قال ألم تثنوا عليه أنفا ؟ قالوا إنا استحينا أن تقول اغتبتم

صاحبكم من خلفه فجعلوا يشتمونه فقام إليه امين بن يامين فقال

أشهد أن عبد الله بن سلام صادق فابسط يدك فبايعه فأنزل الله

فيهم هذه الآية .

2) عن علي بن رفاعةقال: كان أبي من الذين آمنوا بالنبي من أهل

الكتاب وكانوا عشرة فلما جاءوا جعل الناس يستهزئون بهم ويضحكون

منهم فأنزل الله " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " .

3) عن سعيد بن المسيب عن عبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه

رسول اللهفوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن امية فقال رسول اللهيا عم

قل لا إله إلا الله كلمة أُحًاجّ لك بها عند الله سبحانه وتعالى فقال ابو

جهل وعبد الله بن ابي امية أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول

اللهيعرضها عليه ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كَلَّمَهُم

به أنا على ملة عبد المطلب وأبى ان يقول لا اله الا الله فقال رسول

الله لاستغفرن لك ما لم أُنْه عنك فانزل الله عز وجل (ما كان للنبي والذين

امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولى قربى) الآية وانزل في ابي

طالب (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).

4) عن ابي هريرة قال قال رسول الله لعمه قل لا اله الا الله اشهد لك

بها يوم القيامة قال لولا ان تعيرني نساء قريش يقلن انه حمله على

ذلك الجزع لاقررت بها عينك فانزل الله تعالى (إنك لا تهدي من

أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).

سورة العَنْكَبُوت 29/114

سبب التسمية :

سميت" ‏سورة ‏العنكبوت" ‏لأن ‏الله ‏ضرب ‏العنكبوت ‏فيها ‏مثلا ‏للآثام

‏المنحوتة ‏والآلهة ‏المزعومة ‏‏" ‏مثل ‏الذين ‏اتخذوا ‏من ‏دون ‏الله ‏أولياء

‏كمثل ‏العنكبوت ‏اتخذت ‏بيتا ‏‎."

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيات من 1 : 11 فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 69 .

4) ترتيبها التاسعة والعشرون .

5) نزلت بعد سورة " الروم " .

6) بدأت السورة بأحد حروف الهجاء " الم " السورة اسم كائن حي .

7) الجزء 21 ، الحزب 40،41 ، الربع 1 .

محور مواضيع السورة :

سورة العنكبوت مكية وموضوعها العقيدة في أصولها الكبرى

الوحدانية الرسالة البعث والجزاء ومحور السورة الكريمة يدور

حول الإيمان وسنة الابتلاء في هذه الحياة لأن المسلمين في مكة

كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة ولهذا جاء الحديث عن موضوع

الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطولا مفصلا وبوجه خاص عند ذكر

قصص الأنبياء .

سبب نزول السورة :

قال الشعبي : نزلت في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب

إليهم أصحاب النبي من المدينة إنه لا يُقْبَل منكم إقرار ولا إسلام

حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فأتبعهم المشركون

فآذوهم فنزلت فيهم هذه الآية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم

آية كذا وكذا فقالوا نخرج فان إتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا

فأتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قُتِل ومنهم من نجا

فأنزل الله تعالى فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فُتِنوا )

الآية وقال مقاتل نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب كان أول

قتيل من المسلمين يوم بدر رماه عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله

فقال النبي :سيد الشهداء مهجع وهو أول من يُدْعَى إلى باب الجنة

من هذه الأمة فجزع عليه أبواه وامرأته فأنزل الله تعالى فيهم هذه

الآية وأخبر أنه لا بُدَّ لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى .

قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنّه قال :نزلت هذه الآية

فيَّ قال حلفت ام سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب

ومكثت ثلاثة أيام حتى غُشِيَ عليها من الجهد فأنزل الله تعالى

(ووصينا الانسان بوالديه حسنا )رواه مسلم عن ابي خيثمة .

2) عن ابي عثمان النهدي ان سعد بن مالك قال : أُنزلت فيّ هذه

الآية( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما )

قال: كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمتُ قالتْ يا سعد ما هذا الدين

الذي قد أحدثت لتدعن دينك هذا أولا آكل ولا أشرب حتى أموت

فَتُعَيَّر بي فيقال يا قاتل أمه قلت لا تفعلي يا أُمه فاني لا ادع

ديني هذا لشىء قال فمكثت يوما لا تأكل فأصبحت قد جهدت

قال فمكثت يوما آخر وليلة لا تأكل فأصبحت وقد اشتد جهدها

قال لما رأيت ذلك قلت تعلمين والله يا أُمه لو كانت لك مائة نفس

فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشىء إن شئت فكلي

وإن شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت فأُنزِلَت هذه الآية (وإن جاهداك ).

فضل السورة :

أخرج الدراقطني في السنن عن عائشة عنها أن رسول الله كان يصلي

في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة

الأولى بالعنكبوت أو الروم وفي الثانية بــ يس " .

سورة الرُّوم 30/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏الروم ‏لذكر ‏تلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏التي ‏تدل ‏على ‏صدق

‏أنباء ‏القران ‏العظيم ‏‏" ‏آلم ‏‏* ‏غلبت ‏الروم ‏‏..‏‏." ‏وهي ‏بعض ‏معجزاته‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآية 17 فمدنية

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .60 آية .

4) ترتيبها الثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " الانشقاق " .

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " الم " والروم اسم قوم كانت تسكن

شمال الجزيرة العربية ،

7) الجزء 21 ، الحزب 41 ، الربع 2،3،4 .

محور مواضيع السورة :

سورة الروم مكية وأهدافها نفس أهداف السور المكية التي تعالج

قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام وميدانها الفسيح الإيمان

بالوحدانية وبالرسالة وبالبعث والجزاء .

سبب نزول السورة :

1) قال المفسرون بعث كسرى جيشا إلى الروم واستعمل عليهم رجلا

يُسمى شهريران فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم

وخرب مدائنهم وقطع زيتونهم وكان قيصر بعث رجلا يدعى يحنس

فالتقى مع شهريران باذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض

العرب فغلب فارس الروم وبلغ ذلك النبي وأصحابه بمكة فشق ذلك

عليهم وكان النبي يكره أن يظهر الأميّون من أهل المجوس على

أهل الكتاب من الروم وفرح كفار مكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي

فقالوا :إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد

ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم وإنكم إن

قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل الله تعالى (الم غُلِبَتِ الرومُ في أدْنَى

الأرضِ )إلى اخر الآيات .

2) عن عكرمة قال تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت الآية .

3) عن ابن عباس قال : كان يلبي أهل الشرك لبيك اللهم لبيك لا شريك

لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله هذه الآية .

فضل السورة :

1) أخرج عبد الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير أن النبي قرأ

في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم .

2) عن أبي روح قال صَلَّىَ رسول اللهالصبح فقرأ سورة الروم

فتردد فيها فلما انصرف قال :" إنما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون

الصلاة بغير طهور من شَهِدَ الصلاة فليحسن الطُهُورَ .

سورة لُقْمَان 31/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏لقمان ‏لاشتمالها ‏على ‏قصة ‏لقمان ‏الحكيم ‏التي ‏تضمنت

‏فضيلة ‏الحكمة ‏وسر ‏معرفة ‏الله ‏تعالى ‏وصفاته ‏وذم ‏الشرك ‏والأمر ‏بمكارم

‏الأخلاق ‏والنهي ‏عن ‏القبائح ‏والمنكرات ‏وما ‏تضمنه ‏كذلك ‏من ‏الوصايا

‏الثمينة ‏التي ‏أنطَقَه ‏الله ‏بها‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآيات 27،28،29 فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 34 .

4) ترتيبها الحادية والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " الصافات " .

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " الم " . ولقمان اسم لأحد الصالحين

اتصف بالحكمة .

7) الجزء 21 ، الحزب ،42 ، الربع 4،5 .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة سورة لقمان من السور المكية التي تعالج

موضوع العقيدة وتعني بالتركيز على الأصول الثلاثة لعقيدة الإيمان

وهي الوحدانية والنبوة والبعث والنشور كما هو الحال في

السورة المكية .

سبب نزول السورة :

1) قال الكلبي ومقاتل : نزلت في النضر بن الحارث وذلك أنه كان

يخرج تاجرا إلى فارس فيشتري أخبار الاعاجم فيرويها ويحدث

بها قريشا ويقول لهم : إن محمدا ـ ـ يحدثكم بحديث عاد وثمود

وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة

فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن فنزلت فيه هذه الآية .

2) عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة قال : قال رسول

الله: لا( يَحِلُّ تَعْلِيم المُغَنِّيَاتِ ولاَ بَيْعِهنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَام )وفي مثل

هذا نزلت هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَري لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ

عَن سَبِيلِ اللَّهِ )إلى آخر الآية وما من رجل يرفع صوته بالغناء

الا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب

والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى

يكون هو الذى يسكت ، وقال ثور بن أبي فاختة عن أبيه

عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه

ليلا ونهارا .

فضل السورة :

أخرج النسائي وابن ماجة عن البراءقال : كنا نصلي خلف النبي

الظهر ونسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات .

سورة السَّجْدَة 32/114

سبب التسمية :

سُميت" ‏سورة ‏السجدة" ‏لما ‏ذكر ‏تعالى ‏فيها ‏من ‏أوصاف ‏المؤمنين

‏الأبرار ‏الذين ‏إذا ‏سمعوا ‏آيات ‏القران ‏العظيم ‏‏" ‏خروا ‏سجدا ‏وسبحوا

‏بحمد ‏ربهم ‏وهم ‏لا ‏يستكبرون" .

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا من الآية 16 : 20 فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 73 .

4) ترتيبها الثانية والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " المؤمنون ".

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " الم " بها سجدة في الآية 15 .

محور مواضيع السورة :

سورة السجدة مكية وهي كسائر السور المكية تعالج أصول

العقيدة الإسلامية الإيمان بالله واليوم الاخر والكتب والرسل

والبعث والجزاء والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو

موضوع البعث بعد الفناء الذي طالما جادل المشركون حوله

واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول.

سبب نزول السورة :

1) عن انس بن مالك قال : فينا نزلت معاشر الأنصار (تَتَجَافَى

جُنُوبُهُم عَن المَضَاجِعِ )الآية كُنّا نصلي المغرب فلا نرجع إلى

رحالنا حتى نصلى العشاء مع النبيوقال الحسن ومجاهد: نزلت

في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة .

2) عن معاذ بن جبل :قال بينما نحن مع رسول الله الله عليه في

غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فنظرت فإذا رسول

اللهأ قربهم مني فقلت : يا رسول الله انبئني بعمل يدخلني الجنة

ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من

يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة

المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت

أنبأتك بأبواب الخير )فقال: قلت أجل يا رسول الله ،قال : (الصوم جُنَّة

والصدقة تُكَفِّر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله

تعالى قال :ثم قرأ هذه الآية( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) .

3) عن ابن عباس قال قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن ابي

طالب:أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك ، فقال

له علي : اسكت فإنما أنت فاسق فنزل (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنَا كَمَنْ كَانَ

فَاسِقَا لا يَسْتَوونَ ) قال : يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة .

فضل السورة :

1) روى البخاري وغيره عن أبي هريرةقال: كان رسول الله يقرأ في

الفجر يوم الجمعة " الم تنزيل " السجدة " وهل أتى على الإنسان " .

2) عن جابرقال :كان النبيلا ينام حتى يقرأ " الم تنزيل " السجدة "

وتبارك الذي بيده الملك " .

3) عن المسيب بن رافعأن النبيقال : " الم تنزيل " تجىء لها جناحان

يوم القيامة تُظِلُّ صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه " .

سورة الأحزاب 33/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الأحزاب ‏‏" ‏لأن ‏المشركين ‏تحزبوا ‏على ‏المسلمين

‏من ‏كل ‏جهة ‏فاجتمع ‏كفار ‏مكة ‏مع ‏غطفان ‏وبني ‏قريظة ‏وأوباش

‏العرب ‏على ‏حرب ‏المسلمين ‏ولكن ‏الله ‏ردهم ‏مدحورين ‏وكفى

‏المؤمنين ‏القتال ‏بتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 73 .

4) ترتيبها الثالثة والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " آل عمران " .

6) تبدأ باسلوب نداء " يا أيها النبي " .

7) الأحزاب أحد أسماء غزوة الخندق .

8) الجزء "22" الحزب "42،43" الربع "1،2،3" .

محور مواضيع السورة :

سورة الأحزاب من السور المدنية التي تتناول الجانب التشريعي

لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية وقد تناولت حياة

المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام

بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء وأبطلت بعض التقاليد والعادات

الموروثة مثل التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لإنسان وطهرت

من رواسب المجتمع الجاهلي ومن تلك الخرافات والأساطير

الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان .

سبب نزول السورة :

1) نزلت في أبي سفيان وعكرمة بن ابي جهل وأبي الاعور

السلمي قدموا المدينة بعد قتال أحد فنزلوا على عبد الله بن أُبَيّ

وقد أعطاهم النبيالأمان على أن يكلموه فقام معهم عبد الله بن سعد

بن أبي سرح وطعمة بن ابيرق فقالوا للنبيوعنده عمر بن الخطاب: ارفض

ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل إن لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها

وندعك وربك ، فَشَقَّ على النبي قولهم فقال عمر بن الخطاب:ائذن لنا

يا رسول الله في قتلهم ؛ فقال : إني قد أعطيتهم الأمان فقال عمر :ا

خرجوا في لعنة الله وغضبه ،فأمر رسول اللهأن يخرجهم من المدينة

فأنزل الله عز وجل هذه الآية . نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان

رجلا لبيبا حافظا لما سمع فقالت قريش : ما حفظ هذه الاشياء إلا وله

قلبان ،وكان يقول إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل

محمد،فلما كان يوم بدر وهُزِمَ المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر

تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والاخرى في رجله فقال

له : يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا ، قال :فما بالك إحدى

نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ ،قال: ما شعرت إلا إنهما في رجلي ،

وعرفوا يومئذ أنّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده .

2) نزلت في زيد بن حارثة كان عند الرسولفأعتقه وتبناه قبل الوحي

فلما تزوج النبي زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قال اليهود

والمنافقون : تزوج محمدا امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها ؛ فأنزل

الله تعالى هذه الآية .

3) عن أبي سعيد (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ وَيُطَهِّرَكُم

تَطْهِيرًا ) قال :نزلت في خمسة في النبيوعلي وفاطمة والحسن والحسين

عليهم السلام .

4) عن ابن عباس قال :أُنْزِلَتْ هذه الآية في نساء النبي(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ

لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ ).

5) قال مقاتل بن حيان بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة

معها زوجها جعفر بن ابي طالب دخلت على نساء النبي فقالت :هل نزل

فينا شئ من القرآن ؟ قلن : لا ، فأتت النبيفقالت: يا رسول الله إن النساء

لفي خيبة وخسار، قال ومِمَ ذلك ؟قالت: لأنهنّ لا يُذْكَرْنَ في الخير كما يُذْكَرُ

الرجال ، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ) إلى آخرها وقال

قتادة : لما ذكر الله تعالى أزواج النبيدخل نساء من المسلمات عليهن

فقلن :ذُكِرْتُنَّ وَلَمْ نُذْكَر وَلَو كَانَ فِينَا خَيرٌ لَذُكِر، فأنزل الله تعالى

(إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ).

6) أخرج ابن جرير وابن مردوية عن ابن عباس قال :إن رسول الله انطلق

ليخطب على فتاه زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها

قالت :لست بناكحته ، قال: بلى فانكحيه ،قالت : يا رسول الله أو أمر في

نفس فبينما هما يحدثان أنزل الله هذه الآية قالت :قد رضيته لي يا رسول

الله منكحا قال: نعم قالت

فضل السورة :

أخرج أحمد " عن عروةقال : أكثر ما كان رسول الله على المنبر يقول

" اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ".

سورة سبأ 34/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏سبأ‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏قصة ‏سبأ‏ و هم ‏ملوك

‏اليمن ‏وقد ‏كان ‏أهلها ‏في ‏نعمة ‏ورخاء ‏وسرور ‏وهناء ‏وكانت ‏مساكنهم

‏حدائق ‏وجنات ‏فلما ‏كفروا ‏النعمة ‏دمرهم ‏الله ‏بالسيل ‏العرم ‏وجعلهم ‏عبرة

‏لمن ‏يعتبر ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآية "6" فمدنية.

2) من المثاني .

3) عدد آياتها .54 .

4) ترتيبها الرابعة والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " لقمان " .

6) بدأت باسلوب ثناء " الحمد لله " ، السورة اسم لأحد الأقوام التي

كانت تسكن جنوب الجزيرة العربية وهي سبأ والتي ورد اسمها

في عدد من المواقع مثل سورة النمل .

7) الجزء "22" الحزب "43،44" الربع "3،4،5،6" .

محور مواضيع السورة :

سور سبأ من السور المكية التي تهتم بموضوع العقيدة الإسلامية

وتتناول أصول الدين من إثبات الوحدانية والنبوة والبعث والنشور .

سبب نزول السورة :

أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن ابن زيد قال : كان رجلان شريكان

خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر فلما بعث النبيكتب إلى صاحبه

يسأله فكتب اليه :إنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم،

فترك تجارته وأتى صاحبه فقال له :دُلَّنِي عليه ، وكان يقرأ الكتب فأتى

النبي فقال : إلام تدعو ؟ قال : إلى كذا وكذا قال : أشهد أنك رسول الله

قال : مَا عِلمُكَ بذلك ؟ ،قال :إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم ،

فنزلت هذه الآيات فأرسل إليه النبي : إن الله قد أنزل تصديق ما قلت " .

2) أخرج ابن جرير وغيره عن ابن زيد في هذه الآية قال :هم قتلى المشركين

من أهل بدر نزلت فيهم هذه الآية .
سورة فاطر 35/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏فاطر ‏‏" ‏لذكر ‏هذا ‏الاسم ‏الجليل ‏والنعت ‏الجميل ‏في

‏طليعتها ‏لما ‏في ‏هذا ‏الوصف ‏من ‏الدلالة ‏على ‏الإبداع ‏والاختراع ‏لا

‏على ‏مثال ‏سابق ‏ولما ‏فيه ‏من ‏التصوير ‏الدقيق ‏المشير ‏إلى ‏عظمة

‏ذي ‏الجلال ‏وباهر ‏قدرته ‏وعجيب ‏صنعه ‏فهو ‏الذي ‏خلق ‏الملائكة

‏وأبدع ‏تكوينهم ‏بهذا ‏الخلق ‏العجيب ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المثاني .

3) آياتها 45 .

4) ترتيبها الخامسة والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة " الفرقان " .

6) بدأت باسلوب ثناء ،بدأت السورة " بالحمد لله " فاطر

هو أحد أسماء الله .

7) الجزء "22" الحزب "44" الربع "6،7،8" .

محور مواضيع السورة :

سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول اللهفهي تسير في

الغرض العام الذي نزلت من أجله الآيات المكية والتي يرجع

أغلبها إلى المقصد الأول من رسالة كل رسول وهو قضايا

العقيدة الكبرى الدعوة إلى توحيد الله وإقامة البراهين على

وجوده وهدم قواعد الشرك والحث على تطهير القلوب من

الرذائل والتحلي بمكارم الأخلاق .

سبب نزول السورة :

سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول اللهفهي تسير في

الغرض العام الذي نزلت من أجله الآيات المكية والتي يرجع

أغلبها إلى المقصد الأول من رسالة كل رسول وهو قضايا

العقيدة الكبرى الدعوة إلى توحيد الله وإقامة البراهين على

وجوده وهدم قواعد الشرك والحث على تطهير القلوب من

الرذائل والتحلي بمكارم الأخلاق .

2) أخرج البيهقي وغيره عن عبد الله بن أبي أوفيقال :قال رجل :

يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في

الجنة من نوم ؟ ،قال لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت )

قال : يا رسول الله فما راحتهم ؟ فأعظم ذلك النبي وقال ليس فيها

لغوب كل أمرهم راية فنزلت هذه الآية .

فضل السورة :

أخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال : كنت أقوم بسورة

الملائكة في ركعة .

سورة يس 36/114

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏يس ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة

‏بها ‏وفي ‏الافتتاح ‏بها ‏إشارة ‏إلى ‏إعجاز ‏القران ‏الكريم ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية ماعدا الآية " 45" فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 83 .

4) ترتيبها السادسة والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة الجن .

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " يس " توجد بها سكتة خفيفة

عند كلمة " مرقدنا " .

7) الجزء "23" الحزب "45" الربع "1،2، .

محور مواضيع السورة :

سورة يس مكية وقد تناولت مواضيع أساسية ثلاثة وهى :

" الإيمان بالبعث والنشور وقصة أهل القرية والأدلة والبراهين

على وحدانية رب العالمين".

سبب نزول السورة :

1) قال أبو سعيد الخدري : كان بنو سلمة في ناحية من المدينة

فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ

نُحْيي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّموا وَآثَارَهُم ) فقال له النبي :إن

آثاركم تكتب فلم تنتقلون .

2) عن أبي مالك إن أُبيّ بن خلف الجُمَحيّ جاء إلى رسول الله

بعظم حائل ففته بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد

ما أرِمْ ؟ فقال : (نعم ) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك

نار جهنم ) فنزلت هذه السورة .

فضل السورة :

1) أخرج البزار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله: " إن لكل

شئ قلبا وقلب القرآن يس ".

2) أخرج ابن حبان عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله:

" من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفِرَ له " .

3) أخرج ابن سعد عن عمار بن ياسر أنه كان يقرأ كل يوم جمعة

على المنبر يس " .

سورة الصافات 37/114

سبب التسمية :

سُميت ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏الصافات ‏‏" ‏تذكيرا ‏للعباد ‏بالملأ ‏الأعلى

‏من ‏الملائكة ‏الأطهار ‏الذين ‏لا ‏ينفكون ‏عن ‏طاعة ‏الله ‏وعبادته ‏‏

" ‏يسبحون ‏الليل ‏والنهار ‏لا ‏يفترون ‏‏" ‏وبيان ‏وظائفهم ‏التي كُلِّفوا ‏بها ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المئين .

3) آياتها 182 .

4) ترتيبها السابعة والثلاثون .

5) نزلت بعد الأنعام .

6) بدأت السورة بالقسم بجموع الملائكة " والصافات ".

7) الجزء "23" الحزب "45،46" الربع "2،3،4،5" .

محور مواضيع السورة :

سورة الصافات من السور المكية التي تعني بأصول

العقيدة الإسلامية "التوحيد والوحي والبعث والجزاء

" شأنها كشأن سائر السورة المكية التي تهدف إلى

تثبيت دعائم الإيمان .

فضل السورة :

1) أخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال :

كان رسول اللهيأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات .

2) عن ابن عباس قال: قال رسول الله :" من قرأ يس والصافات

يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله "

سورة ص 38/114

سبب التسمية :

تسمى ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏ص ‏‏" ‏وهو ‏حرف ‏من ‏حروف ‏الهجاء

‏للإشادة ‏بالكتاب ‏المعجز ‏الذي ‏تحدى ‏الله ‏به ‏الأولين ‏والآخرين

‏وهو ‏المنظوم ‏من ‏أمثال ‏هذه ‏الحروف ‏الهجائية ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المثاني .

3) آياتها 88 .

4) ترتيبها الثامنة والثلاثون .

5) نزلت بعد سورة القمر .

6) بدأت بأحد حروف الهجاء " ص " السورة بها سجدة في الآية 24 .

7) الجزء "23" الحزب "46" الربع "5،6،7" .

محور مواضيع السورة :

سورة " ص " مكية وهدفها نفس هدف السورة المكية التي تعالج

أصول العقيدة الإسلامية .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباسقال : مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبى وعند

رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك فشكوه

إلى أبي طالب فقال : يا ابن اخي ما تريد من قومك ؟ قال : يا عم

إنما أريد منهم كلمة تَذِلُّ لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم ،

قال : كلمة واحدة قال ما هي ؟ قال: لا اله الا الله ، فقالوا اجعل الآلهة

إلها واحدا قال : فنزل فيهم القرآن ( ص وَالقرآنِ ذِي الذّكرِ بَل الَّذِينَ

كَفَروا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ـ حتى بلغ ـ إنَّ هَذَا إلا اختلاق ) .

سورة الزمر 39/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏زمرة ‏السعداء ‏من ‏آهل ‏

الجنة ‏‏،وزمرة ‏الأشقياء ‏من ‏آهل ‏النار، ‏أولئك ‏مع ‏الإجلال ‏والإكرام ‏‏،

‏وهؤلاء ‏مع ‏الهوان ‏والصغار

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا الآيات " 52،53،54" فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 75 .

4) ترتيبها التاسعة والثلاثون .

5) نزلت بعد سبأ .

7) الجزء "42" الحزب "46،47" الربع "1،2" .

محور مواضيع السورة :

سورة الزمر مكية وقد تحدثت عن " عقيدة التوحيد " بالإسهاب

حتى لتكاد تكون هى المحور الرئيسي للسورة الكريمة لأنها

أصل الإيمان وأساس العقيدة السليمة وأصل كل عمل صالح .

سبب نزول السورة :

1) قال ابن عباسنزلت في أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من

عبد الاوثان وقتل النفس التي حرَّم الله لم يُغْفَر له فكيف نهاجر

ونسلم وقد عبدنا مع الله إلها أخر وقتلنا النفس التي حرَّم الله ؟

فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وقال ابن عمر نزلت هذه الآية في

عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا أسلموا

ثم فُتِنُوا وعُذِّبوا فافتتنوا وكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا

ولا عدلا أبدًا قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذابٍ عُذِّبوا به! فنزلت

هذه الآيات وكان عمر كاتبا فكتبها إلى عياش بن أبي ربيعة

والوليد واولئك النفر فأسلموا وهاجروا .

2) عن ابن عباسأن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا

وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمد فقالوا : إن الذي تدعوا اليه لحسن

أن تخبرنا لما عملناه كفارة ؛ فنزلت هذه الآية ( يَا عِبَاديَ الَّذين

أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِم ) رواه البخاري .

3) أخبرنا نافع عن عمر أنه قال : لمَّا اجتمعنا إلى الهجرة انبعثتُ

أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل فقلنا الميعاد

بيننا المناصف ميقات بني غفار فمن حُبِسَ منكم لرآياتها فقد حبس

فليمض صاحبه فأصبح عندها أنا وعياش وحُبِسَ عنا هشام وفُتِنَ

وافتتن فقدمنا المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة قوم

عرفوا الله ورسوله رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا ؛ فأنزل

الله تعالى ( يا عبادي الذين أسرفوا ــ إلى قوله ــ أليس في جهنم

مثوى للمتكبرين ) قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها فقال

هشام : فلما قَدِمَت عليَّ خرجت بها إلى ذي طوى فقلت : اللهم

فهمنيها فعرفت أنَّها أُنزِلَتْ فينا فرجعت فجلست على بعيري

فلحقت رسول الله ، ويروى أن هذه الآية نزلت في وحشي

قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه وذكرنا ذلك في آخر

سورة الفرقان .

4) عن عبد الله قال أتى النبي رجل من أهل الكتاب فقال :

يا أبا القاسم بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والأرضين

على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع ؛ فضحك

رسول الله حتى بدت نواجذه فأنزل الله تعالى ( وَمَا قَدَرُوا

اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ )الآية ومعنى هذا أن الله تعالى يقدر على قبض

الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا ما يحمله

بإصبعه فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم ، ألا ترى أن الله

تعالى قال (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) ؟ أي يقبضها

بقدرته

سورة غافر 40/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏هذا ‏الوصف ‏الجليل-‏ الذي ‏هو ‏من

‏صفات ‏الله ‏الحسنى ‏‏- ‏فى ‏مطلع ‏السورة ‏الكريمة ‏‏ غافر ‏الذنب ‏وقابل ‏التوب

‏‏ ‏وكرر ‏ذكر ‏المغفرة ‏في ‏دعوة ‏الرجل ‏المؤمن ‏‏ ‏وأنا ‏أدعوكم ‏إلى ‏العزيز

‏الغفار‏ ‏وتسمى ‏سورة ‏المؤمن ‏لذكر ‏قصة ‏مؤمن ‏آل ‏فرعون .

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآية " 56،57 " فمدنيتان .

2) من المثاني .

3) آياتها 85 .

4) ترتيبها الأربعون .

5) نزلت بعد الزمر ،السورة .

6) بدأت بحروف مقطعة والسورة من الحواميم " حم " اسم السورة

أحد صفات الله تعالى . ذكر لفظ الجلالة في الآية الاولى وذكر اسم

الله العزيز والعليم .

7) الجزء "24" الحزب "47،48" الربع "3،4،5،6" .

محور مواضيع السورة :

سورة غافر مكية وهى تعني بأمور العقيدة كشأن سائر السور

المكية ويكاد يكون موضوع السورة البارز هو المعركة بين " الحق

والباطل " والهدى والضلال " ولهذا جاء جو السورة مشحونا بطابع

العنف والشدة وكأنه جو معركة رهيبة يكون فيها الطعن والنزال

ثم تسفر عن مصارع الطغاة فإذا بهم حطام وركام .

سبب نزول السورة :

عن أبي مالكفي قوله " ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا

" ونزلت في الحرث بن قيس السلمي .

2) عن كعب الأحبار قال : هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه

من أمر الدجال .

3) عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا :

يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك ؛فأنزل

الله هذه الآية .

فضل السورة :

1) عن ابن عباس قال : إن لكل شئ لباب وإن لباب القران الحواميم .

2) عن الخليل بن مرة أن رسول الله قال : " الحواميم سبع وأبواب

جهنم سبع تجئ كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول :

اللهم لا تُدْخِلْ من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني " .

3) عن أبي هريرةقال قال رسول الله : " من قرأ حم إلى واليه

المصير وآية الكرسي حين يصبح حُفِظَ بهما حتى يمسى ومن

قرأهما حين يمسي حُفِظَ بهما حتى يصبح
سورة فصلت 41/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏فصّل ‏فيها ‏الآيات ‏‏، ‏ووضح ‏فيها ‏

الدلائل ‏على ‏قدرته ‏ووحدانيته ‏‏، ‏وأقام ‏البراهين ‏القاطعة ‏على ‏وجوده

‏وعظمته ‏‏،وخلقه ‏لهذا ‏الكون ‏البديع ‏الذى ‏ينطق ‏بجلال ‏الله ‏وعظيم ‏سلطانه ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المثاني .

3) آياتها 54 .

4) ترتيبها الحادية والأربعون ،

5) نزلت بعد " غافر " ، السورة

6) بدأت بحروف مقطعة ، السورة من الحواميم بدأت " حم " ،

يوجد في السورة سجدة في الآية رقم 38 ، ذكر اسم الله

الرحمن الرحيم في الآية الاولى ،

7) الجزء "24" الحزب "49،48" الربع "6،7،8" .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة مكية وهى تتناول جوانب العقيدة الإسلامية :

الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء وهي الأهداف الأساسية لسائر

السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن مسعود في هذه الآية ( وَمَا كُنْتُم تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ

عَلِيْكُم سَمْعُكُمْ ولاَ أَبْصَارُكُمْ ) الآية قال :كان رجلان من ثقيف

وختن لهما من قريش أو رجلان من قريش وختن لهما من ثقيف

في بيت فقال بعضهم : أترون الله يسمع نجوانا أو حديثنا ؟

فقال بعضهم : قد سمع بعضه ولم يسمع بعضه ، قالوا : لئن كان

يسمع بعضه لقد سمع كله ؛ فنزلت هذه الآية ( وَمَا كُنْتُم تَسْتَتِرُونَ

أنْ يَشْهَدَ عَلِيْكُم سَمْعُكُمْ ولاَ أَبْصَارُكُمْ ) الآية رواه البخاري عن

الحميدي ورواه مسلم عن أبي عمر كلاهما عن سفيان عن منصور .

2) قال عطاء عن ابن عباس نزلت هذه الآية في أبي بكروذلك أن

المشركين قالوا : ربنا الله والملائكة بناته وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ،

فلم يستقيموا وقالت اليهود : ربنا الله وعزيز ابنه ومحمد ليس بنبي ،

فلم يستقيموا وقال ابو بكر :ربنا الله وحده لا شريك له ومحمد عبده

ورسوله واستقام

سورة الشورى 42/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الشورى ‏‏" ‏تنويها ‏بمكانة ‏الشورى ‏في ‏الإسلام ‏وتعليما

‏للمؤمنين ‏أن ‏يقيموا ‏حياتهم ‏على ‏هذا ‏المنهج ‏الأمثل ‏الأكمل ‏منهج ‏الشورى

‏لما ‏له ‏من ‏أثر ‏عظيم ‏جليل ‏في ‏حياة ‏الفرد ‏والمجتمع ‏‏، ‏كما ‏قال ‏الله

‏تعالى ‏‏(وَأَمْرُهُمْ ‏شُورَى ‏بَيْنَهُمْ ‏‏) ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .ماعدا الآيات 23،24،25،27، فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 53 .

4) ترتيبها الثانية والأربعون .

5) نزلت بعد فصلت .

6) بدأت السورة بحروف مقطعة . السورة من الحواميم بدأت " حم "

الآية الثانية تتكون من ثلاث حروف من حروف الهجاء " عسق "

7) الجزء "25" الحزب "49" الربع "1،2،3،4" .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة مكية وموضوعها نفس موضوعات السور المكية

التي تعالج أمور العقيدة " الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء

" والمحور الذي تدور عليه السورة هو " الوحي والرسالة "

وهو الهدف الأساسي للسورة الكريمة .

سبب نزول السورة :

عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت " إذا جاء نصر الله والفتح

" قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين :قد دخل الناس

في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا ؛ فنزلت " والذين يحاجون

في الله من بعد ما استجيب له " .

2) عن أنس قال : نزلت في اليهود .

3) قال ابن عباس : لما قدم رسول الله المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق

وليس في يده لذلك سعة فقال الأنصار : إن هذا الرجل قد هداكم الله

تعالى به وهو ابن أختكم وتنوبه نوائب وحقوق وليس في يده لذلك سعة

فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فأتوه به ليعينه على ما ينوبه،

ففعلوا ثم أتوا به فقالوا : يا رسول الله إنك ابن أختنا وقد هدانا

الله تعالى على يديك وتنوبك نوائب وحقوق وليست لك عندنا سعة

فرأينا أن نجمع لك من أموالنا فنأتيك به فتستعين على ما ينوبك

وهو هذا ؛ فنزلت هذه الآية وقال قتادة : اجتمع المشركون في مجمع

لهم فقال بعضهم لبعض :أترون محمدايسأل على ما يتعاطاه أجرا ؟

، فَنَزَّلَ الله تعالى هذه الآية

سورة الزخرف 43/114سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الزخرف ‏‏" ‏لما ‏فيها ‏من ‏التمثيل ‏الرائع ‏لمتاع ‏الدنيا ‏الزائل

‏وبريقها ‏الخادع ‏بالزخرف ‏اللامع ‏الذي ‏ينخدع ‏به ‏الكثيرون ‏مع ‏أنها ‏لا ‏تساوى

‏عند ‏الله ‏جناح ‏بعوضة ‏‏، ‏ولهذا ‏يعطيها ‏الله ‏للأبرار ‏والفجار ‏‏، ‏وينالها ‏الأخيار

‏والأشرار ‏‏، ‏أما ‏الآخرة ‏فلا ‏يمنحها ‏الله ‏إلا ‏لعباده ‏المتقين ‏فالدنيا ‏دار ‏الفناء

‏والآخرة ‏دار ‏البقاء ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآية 54 فمدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 89 .

4) ترتيبها الثالثة و الأربعون .

5) نزلت بعد فصلت .

6) بدأت السورة بحروف مقطعة والسورة من الحواميم اي بدأت " حم "

أقسم الله بالقرآن الكريم في الآية الثانية من السورة .

7) الجزء "25" الحزب "49،50" الربع "4،5،6" .

محور مواضيع السورة :

سورة الزخرف مكية ، وقد تناولت أسس العقيدة الإسلامية وأصول

الإيمان " الإيمان بالوحدانية ، وبالرسالة ، وبالبعث والجزاء " كشأن

سائر السور المكية .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباس أن النبي قال لقريش : يا معشر قريش لا خير في أحد

يعبد من دون الله ، قالوا : أليس تزعم أن عيسى كان عبدا نبيا وعبدا

صالحا ؟ فإن كان كما تزعم فهو كآلهتهم ؛فأنزل الله تعالى

(وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَريم مَثلاً ) الآية وذكرنا هذه القصة ومناظرة ابن الزبعري

مع رسول الله في آخر سورة الانبياء عند قوله تعالى

(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ).

2) عن مقاتل قال :مَكَرَ المشركون بالنبي في دار الندوة وتآمروا

على قتله حين استقر أمرهم على ما أشار به أبو جهل عليهم وهو

أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله وتضعف المطالبة بدمه فنزلت الآية .

3) عن محمد بن كعب القرظي قال: بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها قرشيان

وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال واحد منهم : ترون الله يسمع كلامنا فقال

واحد إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت الآية .

سورة الدخان 44/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الدخان ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏جعله ‏آية ‏لتخويف ‏الكفار ‏‏،

‏حيث ‏أصيبوا ‏بالقحط ‏والمجاعة ‏بسبب ‏تكذيبهم ‏للرسول ‏ـ ‏ ‏ـ ‏‏، ‏وبعث ‏الله

‏عليهم ‏الدخان ‏حتى ‏كادوا ‏يهلكون ‏‏، ‏ثم ‏نجاهم ‏بعد ‏ذلك ‏ببركة ‏دعاء ‏النبي ‏ ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المثاني .

3) آياتها 59 .

4) ترتيبهاالرابعةوالأربعون .

5) نزلت بعد الزخرف .

6) بدأت بحروف مقطعة ، الحروف من الحواميم ، الدخان أحد علامات

يوم القيامة ، أقسم الله بالقرآن الكريم في الآية الثانية .

7) الجزء "25" الحزب "50" الربع "6،7" .

محور مواضيع السورة :

سورة الدخان مكية ، وهي تتناول أهداف السور المكية : التوحيد ،

الرسالة ، البعث ، لترسيخ العقيدة وتثبيت دعائم الإيمان .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن مسعود قال : إن قريشا لما استعصيت على النبي دعا

عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام

فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من

الجهد فأنزل الله " فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين " فأتى رسول

الله فقيل : يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت ؛ فاستسقى

فسقوا فنزلت " إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون " فلما أصابتهم

الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله : " يوم نبطش البطشة الكبرى

إنَّا منتقمون " .

2) عن عكرمة قال : لقي النبي أبا جهل فقال أبو جهل : لقد علمت أ ني

أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم ،قال : فقتله الله يوم بدر وأذله

وغيره بكلمته ونزل فيه ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ ) .

فضل السورة :

1) عن أبي هريرة ـ ـ قال : قال رسول الله : " من قرأ حم الدخان في

ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " .

2) عن أبي إمامة قال : قال رسول الله : من قرأ " حم " الدخان في ليلة

جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة "

3) عن ابن مسعود إن رسول الله ـ ـ قرأ في المغرب " حم " التي يذكر

فيها الدخان .

سورة الجاثية 45/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏"سورة ‏الجاثية ‏‏" ‏للأهوال ‏التي ‏يلقاها ‏الناس ‏يوم ‏الحساب ‏‏،

‏حيث ‏تجثوا ‏الخلائق ‏من ‏الفزع ‏على ‏الركب ‏في ‏انتظار ‏الحساب ‏‏،

‏ويغشى ‏الناس ‏من ‏الأهوال ‏ما ‏لا ‏يخطر ‏على ‏البال ‏‏( ‏وَتَرَى ‏كُلَّ ‏أُمَّةٍ ‏جَاثِيَةٍ

‏كُلُّ ‏أُمَّةٍ ‏تُدْعَى ‏إِلىَ ‏كِتَابِهَا ‏اليَوْمَ ‏تُجْزَوْنَ ‏مَا ‏كُنْتُمْ ‏تَعْمَلُونَ ‏‏) ‏وحقا ‏إنه

‏ليوم ‏رهيب ‏يشيب ‏له ‏الولدان ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية . ماعدا الآية 14 فمدنية.

2) من المثاني .

3) آياتها 37 .

4) ترتيبهاالخامسة والأربعون .

5) نزلت بعد الدخان .

6) بدأت بحروف مقطعة ،السورة من الحواميم الجاثية أحد أسماء

يوم القيامة .

7) الجزء "25" الحزب "50" الربع "7،8" .

محور مواضيع السورة :

سورة الجاثية مكية ، وقد تناولت العقيدة الإسلامية في إطارها الواسع

" الإيمان بالله تعالى ووحدانيته ، والإيمان بالقرآن ونبوة محمد ـ ـ

والإيمان بالآخرة والبعث والجزاء " ويكاد يكون المحور الذي تدور حوله

السورة الكريمة هو إقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين .

سبب نزول السورة :

1) قال ابن عباس في رواية عطاء :يريد عمر بن الخطاب خاصة وأراد

بالذين لا يرجون أيام الله عبد الله بن أُبيّ وذلك أنَّهم نزلوا في غزوة

بني المصطلق على بئر يقال لها المريسيع فأرسل عبد الله غلامه ليستقي

الماء فأبطأ عليه فلما أتاه قال : ما حبسك ؟ قال : غلام عمر قعد على

قف البئر فما ترك أحدا يستقي حتى ملأ قِرَبَ النبي وَقِرَبَ أبي بكر وَملأ

لمولاه ، فقال عبد الله : ما مثلنا و مثل هؤلاء إلا كما قيل سَمِّنْ كلبك يأكلك،

فبلغ قوله عمر فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) روى أن أبا جهل طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة فتحدثا

في شأن النبي عليه فقال أبو جهل: والله إني لأعلم إنه لصادق ، فقال له :

مه وما دلك على ذلك ؟ ،فقال : يا أبا عبد شمس كنا نسميه في صباه

الصادق الامين فلما تم عقله وكمل رشده نسميه الكذاب الخائن والله إني

لأعلم إنه لصادق ، قال: فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به ؟ قال: لا أحب أن

تقول عني بنات قريش إنّي اتَّبَعْتُ يتيم أبي طالب من أجل كسرة ، واللات

والعزى لا أتبعه أبدًا ؛ فنزلت " أَفَرَأَيْتَ مَن اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ

عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ " .
سورة الأحقاف 46/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الأحقاف ‏‏" ‏لأنها ‏مساكن ‏عاد ‏الذين ‏أهلكهم ‏الله ‏بطغيانهم

‏وجبروتهم ‏وكانت ‏مساكنهم ‏بالأحقاف ‏من أرض ‏اليمن ‏‏" ‏واذكر ‏أخا ‏عاد

‏إذ ‏انذر ‏قومه ‏بالأحقاف ‏‏.. ‏‏" ‏الآية ‏‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .إلا الآيات 10،15،35 فمدنية.

2) من المثاني .

3) آياتها 35 .

4) ترتيبها السادسة والأربعون .

5) نزلت بعد الجاثية ، بدأت بحروف مقطعة ، السورة من الحواميم ،

الآية الثانية ذكر فيها لفظ الجلالة وانتهت باسم الله العزيز الحكيم .

7) الجزء " 26 " ، الحزب " 51 " ، الربع " 1،2" .

محور مواضيع السورة :

يدور محور السورة حول العقيدة في أصوله الكبرى " الوحدانية ،

الرسالة ، البعث والجزاء " والرسالة والرسول لإثبات صحة رسالة

محمد وصدق القرآن .

سبب نزول السورة :

1) قال الثعلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : لمَّا اشتد البلاء بأصحاب

رسول الله رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء

فَقَصَّها على أصحابه فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرجا مما هم فيه من

أذى المشركين ثم أنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا يا رسول الله :

متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت فسكت رسول الله فأنزل الله تعالى

( وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولاَ بِكُمْ ) يعني لا أدري أخرج إلى الموضع

الذي رأيته في منامي أو لا ثم قال : إنَّما هو شئ رأيته في منامي

ما أتبع إلا ما يوحى إليَّ .

2) أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال :نزلت فيَّ آيات من كتاب

الله " وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِن بَني اسْرَائِيل عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُم إنَّ

اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِين " وَنَزَلَ فِيَّ " قُلْ كََفى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيني

وَبَيْنَكُم وَمَن عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ " .

3) عن عون بن أبي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله

يقال لها زنيرة فكان عمر يضربها على إسلامها وكان كفار قريش يقولون :

لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة ؛فأنزل الله في شأنها " وَقَالَ الَّذِينَ

كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَو كَانَ خَيرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيهِ " .

فضل السورة :

1) عن ابن مسعود قال : أقرأني رسول الله سورة ال ( حم ) وهى

الأحقاف قال :وكانت السورة إذا كانت اكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين .

2) عن ابن مسعود قال :أقرأني رسول الله سورة الأحقاف وأقرأها

آخر فخالف قراءته فقلت من أقراكما قال رسول الله فقلت والله لقد

اقرأني رسول الله غير ذا فآتينا رسول الله فقلت : يا رسول الله ألم

تقرئني كذا وكذا؟ قال :بلى فقال الآخر :ألم تقرئني كذا وكذا ؟قال:

بلى فتمعر وجه النبي فقال : ليقر كل واحد منكما ما سمع فإنما هلك

من كان قبلكم بالاختلاف .

سورة محمد 47/114

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة .

2) من المثاني .

3) آياتها 38 .

4) ترتيبها السابعة والأربعون .

5) نزلت بعد الحديد .

6) بدأت السورة باسم موصول ذكر اسم الرسول محمد في الآية الثانية .

7) الجزء " 26 " الحزب " 51 " الربع " 2،3،4، " .

محور مواضيع السورة :

تتناول السورة أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين

ولكن المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع " الجهاد في سبيل الله " .

سبب نزول السورة :

عن ابن جريج في قوله تعالى " وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ

يُضِلَّ أعْمَالَهُم " قَالَ : نَزَلَتْ فِيمَنْ قُتِلَ مِن أصحاب النبي يوم أُحُدْ .

سورة الفتح 48/114

سبب التسمية :

سميت" ‏سورة ‏الفتح "‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏بشّر ‏المؤمنين ‏بالفتح ‏المبين

‏‏" ‏إنا ‏فتحنا ‏لك ‏فتحا ‏مبينا ‏‏..‏‏. ‏‏" ‏الآيات‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 29 . .

4) ترتيبها الثامنة والأربعون .

5) نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية ،بعد سورة " الجمعة " .

6) بدأت السورة باسلوب توكيد " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " .

7) الجزء "26" الحزب "51،52" الربع "4،5" .

محور مواضيع السورة :

تعني السورة بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية التي تعالج

الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه .

سبب نزول السورة :

1) عن أنس قال : لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا

فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل : (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا )

فقال رسول الله : ( لقد أُنْزِلَتْ عَليَّ آية هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها كلها )

وقال : عطاء عن ابن عباس:أن اليهود شمتوا بالنبي والمسلمين لما نزل قوله

( وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولاَ بِكُمْ ) وقالوا : كيف نتبع رجلا لا يدري ما يُفْعَلُ به ؟

فاشتد ذلك على النبي ؛ فأنزل الله تعالى (إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ

اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ ) .

2) عن أنس قال : لما نزلت (إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ

مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ ) :هنيئا لك يا رسول الله ما أعطاك الله فما لنا ؟

فأنزل الله تعالى ( لِيُدْخِلَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ) .

3) عن أنس أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول اللهمن جبل

التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي وأصحابه فأخذهم اسرى فاستحياهم

فانزل الله تعالى ( وَهُوَ الَّذي كَفَّ أيْديهُمْ عَنْكُم وَأَيديكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّة

بَعْدَ أن أظْفَرَكُمْ عَلَيهِمْ ) وقال عبد الله بن مغفل الهوني: كنا مع رسول الله

بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله في القران فبينا نحن كذلك

إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم

النبي فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول

الله : هل جئتم في عهد أحد ؟ وهل جعل لكم أحد أمانا ؟ قالوا :اللهم لا ،

فَخَلَّى سبيلهم فأنزل الله تعالى وهو الذي كفَّ أيديهم عنكم " الآية " .

فضل السورة :

1) عن عبد الله بن مغفل قال : قرأ رسول اللهعام الفتح في مسيرة سورة

الفتح على راحلته فرجع فيها .

2) عن أبي بردة أن النبي قرأ في الصبح " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " .

الحجرات 49/114

سبب التسمية :

سميت ‏سورة ‏الحجرات ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏بيوت ‏النبي ‏‏وهي ‏الحجرات

‏التي ‏كان ‏يسكنها ‏أمهات ‏المؤمنين ‏الطاهرات ‏رضوان ‏الله ‏عليهن‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المثاني .

3) آياتها 18 .

4) ترتيبها التاسعة والأربعون .

5) نزلت بعد المجادلة .

6) بدأت السورة باسلوب النداء " يا أيها الذين آمنوا " نهت السورة

المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي .

7) الجزء "26" الحزب "52" الربع "6،7" .

محور مواضيع السورة :

تتضمن السورة حقائق التربية الخالدة وأسس المدنية الفاضلة حتى

سماها بعض المفسرين " سورة الأخلاق " .

سبب نزول السورة :

1) قال ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب

من بني تميم على رسول الله فقال أبو بكر :أمر القعقاع بن معبد،

وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ،

وقال عمر : ما أردت خلافك ؛ فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل

في ذلك قوله تعالى : ( يَا أيُّها الذينَ آمنوا لا تُقَدِّموا بينَ يدي اللهِ

ورسولهِ ـ إلى قوله ـ وَلو أنَّهم صَبَروا حتَّى تخرجَ إليهم ) (رواه البخاري) .

2) نزلت في ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر وكان جهوري

الصوت وكان إذا كلم إنسانا جهر بصوته فربما كان يكلم رسول الله

فيتأذّى بصوته فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) عن أنس : لما نزلت هذه الآية لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي

قال ثابت بن قيس :أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي وأنا

من أهل النار فَذُكِرَ ذلك لرسول الله فقال : هو من أهل الجنة( رواه مسلم ) .

4) عن أبي بكر قال لما نزلت على النبي ( أن الذين يغضون أصواتهم

عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) قال أبو بكر :

فآليت على نفسي أن لا أكلم رسول الله إلا كاخي السرار .

سورة ق 50/114

‎‏ التعريف بالسورة :

1) سورة مكية إلا الآية 38 فمدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 45 .

4) ترتيبها الخمسون .

5) نزلت بعد المرسلات .

6) أول سورة حزب المفصل . بدأت السورة باسلوب قسم " ق والقرآن المجيد ".

7) الجزء "26" الحزب "52" الربع "7،8" .

محور مواضيع السورة :

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية " الوحدانية ، الرسالة ، البعث

" ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع " البعث والنشور " حتى

ليكاد يكون هو الطابع الخاص للسورة الكريمة وقد عالجه القرآن بالبرهان

الناصع والحجة الدامغة وهذه السورة رهيبة شديدة الوقع على الحس تهز

القلب هزًا وترج النفس رجًا وتثير فيها روعة الإعجاب ورعشة الخوف

بما فيها من الترغيب والترهيب .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي فسألت عن خلق السموات والارض

فقال: خلق الله الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء

وخلق السموات يوم الاربعاء والخميس وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس

والقمر ، قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد قال : ثم استوى على العرش قالوا :

قد أصبت لو تممت ثم استراح ،فغضب رسول الله غضبا شديدا فنزلت

(وَلَقَد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسَّنا من

لغوب فاصبر على ما يقولون ).

فضل السورة :

1) عن جابر بن سمرة أن النبي كان يقرأ في الفجر " ق والقرآن المجيد " .

سورة الذاريات 51/114

‎‎‏ التعريف بالسورة :

1) سورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 60 .

4) ترتيبها الحادية والخمسون .

5) نزلت بعد الأحقاف.

6) بدأت السورة باسلوب قسم " والذاريات " ويقصد بها الرياح اسم

السورة ( الذاريات ) .

7) الجزء ( 27 ) ، الحزب ( 53) ، الربع (1) .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة من السور المكية التي تقوم على تشييد دعائم الإيمان ،

وتوجيه الأبصار إلى قدرة الله الواحد القهار، وبناء العقيدة الراسخة على

أسس التقوى والإيمان .

سبب نزول السورة :

عن قتادة في قوله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ ِبمَلُومٍ ) قال : ذُكِرَ لنا أنها لما

نزلت اشتد على أصحاب رسول الله و رأوا أن الوحى قد انقطع ، وأن العذاب

قد حضر فأنزل الله بعد ذلك ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المؤْمِنِينَ ) .

فضل السورة :

عن ابن عمر أنه قرأ في الظهر بقاف والذاريات

الطور 52/114

سبب التسمية :

سُميت ‏‏ ‏سورة ‏الطور ‏‏ ‏لأن ‏الله ‏ـ ‏تعالى ‏ـ ‏بدأ ‏السورة ‏الكريمة ‏بالقسم

‏بجبل ‏الطور ‏الذي ‏كلم ‏الله ‏ـ ‏تعالى ‏ـ ‏عليه ‏موسى ‏ـ ‏عليه ‏السلام ‏ـ

‏ونال ‏ذلك ‏الجبل ‏من ‏الأنوار ‏والتجليات ‏والفيوضات ‏الإلهية ‏ما ‏جعله ‏مكانا

‏وبقعة ‏مشرفة ‏على ‏سائر ‏الجبال ‏في ‏بقاع ‏الأرض‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 49 . .

4) ترتيبها الثانية والخمسون .

5) نزلت بعد السجدة .

6) بدأت السورة باسلوب قسم والطور ، الطور هو الجبل الذي

كلم الله سيدنا موسى عليه .

7) الجزء ( 27) ، الحزب ( 53) ، الربع ( 1، 2 )

سورة النجم 53/114‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 62 .

4) ترتيبها الثالثة والخمسون .

5) نزلت بعد الإخلاص .

6) بدأت باسلوب قسم " والنجم " ،السورة بها سجدة في الآية

الاخيرة من السورة .

7) الجزء ( 27 ) ، الحزب ( 53 ) ، الربع ( 2، 3 )

محور مواضيع السورة :

سورة النجم مكية وهى تبحث عن موضوع الرسالة في إطارها العام ،

وعن موضوع الإيمان بالبعث والنشور شأن سائر السور المكية .

سبب نزول السورة :

(1 عن ثابت بن الحرث الأنصاري قال : كانت اليهود تقول إذا هلك لهم

صبي صغير " هو صدّيق " . فبلغ ذلك النبي فقال : " كذبت يهود ما من

نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا أنه شقى أو سعيد " فأنزل الله تعالى

عند ذلك هذه الآية ( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في

بُطُونِ أُمَّهَاتِك إلى آخرها) .

2) قال ابن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك نزلت في عثمان بن

عفان كان يتصدق وينفق في الخير ، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله

بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شيئا . فقال عثمان :

" إن لي ذنوبا وخطايا وإني أطلب بما أصنع رضا الله ـ سبحانه وتعالى ـ

وأرجو عفوه " فقال له عبد الله : أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك

ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة

فأنزل الله تبارك وتعالى ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلىَّ وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ) فعاد

عثمان إلى أحسن ذلك وأجمله . وقال مجاهد وابن زيد : نزلت في الوليد بن

المغيرة ، وكان قد اتبع رسول الله على دينه فَعَيَّرَهُ بعض المشركين ، وقال :

لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار ؟ قال : إني خشيت عذاب

الله فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب

الله سبحانه وتعالى ، فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه ،
فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) حدثتنا الصهباء عن عائشة قالت : مر رسول الله بقوم يضحكون فقال :

" لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا " . فنزل عليه جبريل بقوله

( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أبْكَى ) فرجع إليهم فقال ما خطوت أربعين خطوة حتى

أتانى جبريلفقال : ائت هؤلاء وقل لهم إن الله ـ عز وجل ـ يقول وإنه هو

أضحك وأبكى

سورة القمر 54/114‏

التعريف بالسورة :

1) السورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 55 .

4) ترتيبها الرابعة والخمسون .

5) نزلت بعد الطارق .

6) بدأت السورة بفعل ماضي ،لم يذكر لفظ الجلالة " الله " في السورة .

7) الجزء ( 27 ) ، الحزب ( 53 ) ، الربع ( 3،4 ) .

محور مواضيع السورة :

سورة القمر من السور المكية ، وقد عالجت أصول العقيدة الإسلامية ،

وهى من بدئها إلى نهايتها حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات

القرآن ، وطابع السورة الخاص هو طابع التهديد والوعيد والإعذار

والإنذار مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار .

سبب نزول السورة :

1) عن مسروق عن عبد الله قال انشق القمر على عهد رسول الله فقالت

قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة .. سحركم فاسألوا السُحَّار فسألوهم

فقالوا : نعم قد رأينا . فأنزل الله ـ عز وجل ـ اقتربت الساعة وانشق

القمر ، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر .

2) عن إبن عباس قال جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران

فتكلما بين يدي النبي ـ بكلام شديد في القدر ، والنبي ساكت ما يجيبهما

بشيء حتى انصرفا فأنزل الله ( أَكُفَّارُكُمْ خَيرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) . الذين كفروا

وكذبوا بالله قبلكم . ( أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ في الزُّبُرِ ) الكتاب الأول .. إلى قوله

تعالى : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ ) .

3) عن ابن عباس في قوله ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُر ) قال كان ذلك

يوم بدر قالوا ( نَحْنُ جمِيعٌ مُنْتَصِرْ ) فنزلت هذه الآية .

فضل السورة :

عن عائشة مرفوعا من قرأ ( ألم تنزيل ) و ( يس ) و ( اقتربت الساعة )

( تبارك الذي بيده الملك ) كُنَّ له نورًا وحرزًا من الشيطان والشرك ،

ورُفِعَ له في الدرجات يوم القيامة .

2) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة رفعه من قرأ ( اقتربت الساعة

وانشق القمر ) في كل ليلتين بَعَثَهُ الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر .

سورة الرحمن 55/114‎‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 78 .

4) ترتيبها الخامسة والخمسون .

5) نزلت بعد الرعد .

6) بدأت السورة باسم من اسماء الله الحسنى " الرحمن " ، لم يذكر

لفظ الجلالة في السورة ، اسم السورة ( الرحمن ) .

7) الجزء ( 27 ) ، الحزب ( 54 ) ، الربع ( 5) .

محور مواضيع السورة :

سورة الرحمن من السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية ،

وهي كالعروس بين سائر السور الكريمة ، ولهذا ورد في الحديث الشريف :

( لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن ) .

سبب نزول السورة :

عن عطاء أن أبا بكر الصديق ذكر ذات يوم وفكر في القيامة والموازين

والجنة والنار وصفوف الملائكة وطىِّ السماوات ونسف الجبال وتكوير

الشمس وانتشار الكواكب فقال : وددت أنى كنت خضراء من هذا الخضر

تأتى عَلَىَّ بهيمةٌ فتأكلني ، وأنى لم أُخْلَق ، فنزلت هذه الآية

( وَلمِنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) .

فضل السورة :

1) عن علي سمعت رسول يقول : " لكل شيء عَروسٌ وعَرُوسُ القرآن الرحمن " .

2) عن أنس قال كان رسول الله يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر

بسبع فصلى ركعتين ، وهو جالس فقرأ فيهما الرحمن والواقعة .

3) عن ابن زيد قال : كان أول مفصل ابن مسعود الرحمن .

سورة الواقعة 56/114‎‏

التعريف بالسورة :

1) السورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 96 .

4) ترتيبها السادسة والخمسون .

5) نزلت بعد طه .

6) بدأت السورة باسلوب شرط " اذا وقعت الواقعة " ، لم يذكر في السورة

لفظ الجلالة و الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة .

7) الجزء ( 27 ) ، الحزب (54 ) ، الربع (6 ، 7) .

محور مواضيع السورة :

تشتمل هذه السورة الكريمة على أحوال يوم القيامة ، وما يكون بين يدي

الساعة من أهوال وانقسام الناس إلى ثلاث طوائف ( أصحاب اليمين ،

أصحاب الشمال ، السابقون ) .

سبب نزول السورة :

1) الونشريس الرحمن الرحيم قوله تعالى ( في سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال أبو العالية

والضحاك : نظر المسلمون إلى فوج ـ وهو الوادي مخصب بالطائف ـ فأعجبهم

سدره فقالوا : يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية .

2) قال عروة بن رويم لما أنزل الله تعالى ( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين )

بكى عمر وقال : يا رسول الله آمنا بك وصدقناك ، ومع هذا كله من ينجو منا

قليل فأنزل الله تعالى (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ، فدعا رسول الله عمر

فقال : يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت فجعل ثلة من الأولين وثلة من

الآخرين ، فقال عمر : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله :

من آدم إلينا ثلة ، ومنى إلى يوم القيامة ثلة ، ولا يستتمها إلا سودان من

رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله.

3) عن ابن عباس قال : مُطِر الناس على عهد رسول الله فقال رسول الله :

أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر . قالوا : هذه رحمة وضعها الله تعالى .

وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا . فنزلت هذه الآيات ( فَلا أُقْسِمُ بمَوَاقِعِ

النُّجُومِ حَتَّى بَلَغَ وَتجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) رواه ( مسلم ) .

4) وروى أن النبي خرج في سفر فنزلوا وأصابهم العطش ، وليس معهم

ماء فذكروا ذلك للنبي فقال أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون

" سقينا هذا المطر بنوء كذا " فقالوا : يا رسول ما هذا بحين الأنواء . قال :

فصلى ركعتين ودعا الله ـ تبارك وتعالى ـ فهاجت ريح ثم هاجت سحابة

فَمُطِرُوا حتى سالت الأودية وملؤا الأسقية ، ثم مر رسول الله برجل يغترف

بقح له ويقول : سقينا بنوء كذا ، ولم يقل هذا من ر** الله ـ سبحانه ـ فأنزل

الله سبحانه ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .

5) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ألم تروا إلى ما قال ربكم

" قال ما نعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين يقول

الكوكب وبالكوكب " . رواه مسلم عن حرملة وعمرو بن سواد .

فضل السورة :

1) عن ابن مسعود سمعت رسول اللهيقول : " من قرأ سورة الواقعة كل

ليلة لم تصبه فاقة أبدا " ابن عساكر .

2) عن أنس قال رسول الله: ( علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى ) .

3) عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور
سورة الحديد 57/114

سبب التسمية :

سميت ‏السورة ‏‏ ‏سورة ‏الحديد ‏‏ ‏لذكر ‏الحديد ‏فيها ‏‏، ‏وهو ‏قوة ‏الإنسان

‏في ‏السلم ‏والحرب ‏وعدته ‏في ‏البنيان ‏والعمران‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 29 .

4) ترتيبها السابعة والخمسون .

5) نزلت بعد الزلزلة .

6) من المسبحات بدأت السورة بفعل ماضي " سبح "

وهو أحد أساليب الثناء ، ذُكِرَ لفظ الجلالة في الآية

الأولى الله العزيز الحكيم .

7) الجزء (27 ) ، الحزب ( 54 ) ، الربع ( 7 ، 8 ) .

محور مواضيع السورة :

هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بالتشريع

والتربية والتوجيه وتبني المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة

الصافية والخلق الكريم والتشريع الحكيم .

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عمر قال بينما النبي جالس وعنده أبو بكر الصديق

وعليه عباءة قد خلها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل

أقرأه من الله السلام وقال : يا محمد مالي أرى أبا بكر عليه

عباءة قد خلها على صدره بخلال فقال : يا جبريل أنفق ماله

قبل الفتح عليَّ . قال فأقرئه من الله ـ سبحانه وتعالى ـ السلام ،

وقل له يقول لك ربك : أراضٍ أَنت عَنِّي في فقرك هذا أم ساخط ؟.

2) عن ابن عمر قال بينما النبي جالس وعنده أبو بكر الصديق فالتفت

النبي إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله ـ سبحانه ـ

السلامَ ويقول لك ربك :أراض أنت عنى في فقرك هذا أم ساخط ؟

فبكى أبو بكر : على ربي أغضب ؟ أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض .

3) عن عائشةقالت : خرج رسول الله على نفر من أصحابه في المسجد

وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه ، فقال : أتضحكون ولم يأتكم

أمان من ربكم بأنه غفر لكم ، ولقد أنزل عَلَىَّ في ضحككم آية

( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) قالوا : يا رسول الله

فما كفارة ذلك ؟ قال : تبكون بقدر ما ضحكتم حكتم .

4) قال : الكلبي ومقاتل نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، وذلك أنهم

سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا : حدثنا عما في التوراة فإن فيها

العجائب ، فنزلت هذه الآية ، وقال غيرهما نزلت في المؤمنين .

4) عن مصعب بن سعد عن سعد قال أنزل القرآن زمانا على رسول الله

فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى نحن

نقص عليك أحسن القصص فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا

فأنزل الله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ ) قال : كل ذلك يؤمرون بالقرآن .

قال خلاد وزاد فيه آخر . قالوا : يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى

( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ).

5) لما قدم المؤمنون المدنية أصابوا من لين العيش ورفاهية ففتروا عن

بعض ما كانوا عليه فعوتبوا ونزلت هذه الآية ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ

تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) قال ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا وبين

أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنوات . عن مقاتل بن حيان قال

لما نزلت ( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَينِ بمَا صَبَرُوا ) فخر مؤمنوا أهل

الكتاب على أصحاب النبي فقالوا لنا أجران لكم أجر فاشتد ذلك

على الصحابة فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا

بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ ) فجعل لهم أجرين مثل أجور

مؤمني أهل الكتاب وسوى بينهم في الأجر .

فضل السورة :

1) كان رسول الله لا ينام حتى يقرأ المسبحات وقال : إن فيهن

آية أفضل من ألف آية . أخرجه( ابو داود) وغيره .

المجادلة 58/114

سبب التسمية :

سُميت ‏المجادلة ‏لبيان قصة ‏المرأة ‏التي جادلت ‏النبي ‏ ‏وهى ‏‏ ‏خولة

‏بنت ‏ثعلبة ‏‏ ‏‏. ‏وتسمى ‏أيضا ‏‏" ‏ قد ‏سمع ‏‏" ‏‏، ‏‏" ‏الظهار‎"‎‏ ‏‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 22 .

4) ترتيبها الثامنة والخمسون .

5) نزلت بعد " المنافقون " .

6) بدأت باسلوب توكيد " قد سمع " ،ذُكِرَ لفظ الجلالة في كل

آية من السورة ، اسم السورة " المجادلة " .

7) الجزء ( 28 ) ، الحزب ( 55 ) ، الربع ( 1،2 ) .

محور مواضيع السورة :

تناولت السورة أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار والكفارة

التي تجب على المُظَاهِر وحكم التناجي وآداب المجالس وتقديم الصدقة

عند مناجاة الرسول الونشريس وعدم مودة أعداء الله الى

غير ذلك كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .

سبب نزول السورة :

عن عروة قال : قالت عائشة تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إنى

لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى على بعضه ، وهي تشتكي زوجها

إلى رسول الله وهى تقول : يا رسول الله أبلى شبابي ، ونثرت له بطنى،

حتى إذا كبر سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر منى ، اللهم إني أشكو إليك .

قال: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات ( قد سمع الله قول التي تجادلك

في زوجها وتشتكي إلى الله ) ( رواه أبو عبد الله في صحيح )

2) عن عروة عن عائشة قالت : الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها ،

لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله وأنا في جانب البيت لا أدري ما يقول

فأنزل الله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ).

3) عن أنس بن مالك قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة ،

فشكت ذلك إلى النبي فقالت : ظاهر مني حين كبر سنى ورق عظمى، فأنزل

الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول الله لأوس أعتق رقبة . فقال : مالي بذلك يدان .

قال : فصم شهرين متتابعين . قال : أما إنى إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم ،

كَلَّ بَصري . قال : فأطعم ستين مسكينا . قال: لا أجد إلا أن تعيننى منك بعون

وصلة . قال : فأعانه رسول الله بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له ، والله رحيم ،

وكانوا يرون أن عنده مثلها ، وذلك ستون مسكينا .

4) أخبرنا بن عبد الله بن سلام قال حدثتنى خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن

الصامت أخى عبادة بن الصامت قالت دخل على ذات يوم ، وكلمني بشيء وهو

فيه كالضجر فراددته ، فغضب ، فقال : أنت على كظهر أمي . ثم خرج في نادي

قومه ، ثم رجع إلى فراودته عن نفسي ، فامتنعت منه ، فشادني فشاددته فغلبته

بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف ، فقلت : كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل

إلىَّ حتى يحكم الله تعالى فيًّ وفيك بحكمه ، ثم أتيت النبي أشكو ما لقيت ؟

فقال زوجك : وابن عمك اتقى الله ، وأحسنى صحبته ، فما برحت حتى نزل

القرآن ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) إلى ( إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير )

حتى انتهى إلى الكفارة قال : مريه فيعتق رقبة قلت : يا نبي الله والله ما عنده

رقبة يعتقها قال : مريه فيصم شهرين متتابعين . قلت : يا نبي الله شيخ كبير

ما به من صيام . قال : فيطعم ستين مسكينا . قلت : يا نبي الله والله ما عنده

ما يطعم

[COLOR=#008000]

الحشر 59/114

سبب التسمية :

‎ ‎‏ ‏سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏الذي ‏حشر ‏اليهود ‏وجمعهم ‏خارج ‏المدينة

‏هو ‏الذي ‏يحشر ‏الناس ‏ويجمعهم ‏يوم ‏القيامة ‏للحساب ‏‏، ‏وتسمى ‏أيضا

‏‏" ‏بني ‏النضير‎"‎‏ ‏‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 24 .

4) ترتيبها التاسعة والخمسون .

5) نزلت بعد البينة .

6) من المسبحات " بدأت بفعل ماضي " سَبَّحَ " وهو أحد أساليب

الثناء والتسبيح ذُكِرَ لفظ الجلالة في الآية الأولى واسم الله العزيز

الحكيم ،اسم السورة احد اسماء يوم القيامة .

7) الجزء ( 28 ) ، الحزب ( 55 ) ، الربع ( 2،3 ) .

محور مواضيع السورة :

تعني السورة بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية والمحور

الرئيسي الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن " غزوة

بني النضير " وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى الله

عليه وسلم فأجلاهم عن المدينة المنورة ولهذا كان ابن عباس يسمى

هذه السورة " سورة بني النضير " وهي هذه السورة الحديث عن

المنافقين الذين تحالفوا مع اليهود وبإيجاز هى سورة " الغزوات

والجهاد والفئ والغنائم .

سبب نزول السورة :

1) قال المفسرون نزلت هذه الآية في بني النضير ، وذلك أن النبي

لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ، و لا يقاتلوا معه ،

وقبل ذلك منهم فلما غزا رسول الله بدرا وظهر على المشركين قالت :

بنو النضير ، والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية ،

فلما غزا أحدا ، وهزم المسلمون نقضوا العهد ، وأظهروا العداوة لرسول

الله والمؤمنين ، فحاصرهم رسول الله ثم صالحهم على الجلاء من المدينة .

2) عن ابن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي أن كفار قريش كتبوا

بعد وقعة بدر إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون ، وأنكم لتقاتلن

صاحبنا أو لنفعلن كذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم وبين الخلاخل شيء ،

فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير الغدر ، وأرسلوا إلى النبي أن

أخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك ، وليخرج معنا ثلاثون حبرا ،

حتى نلتقى بمكان نصف بيننا وبينك ؛ ليسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا

بك آمنا بك كلنا ، فخرج النبي في ثلاثين من أصحابه ، وخرج إليه ثلاثون

حبرا من اليهود ، حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض

كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله ؟

فأرسلوا كيف نتفق ونحن ستون رجلا اخرج في ثلاثة من أصحابك وتخرج

إليك ثلاثة من علمائنا أن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك ، فخرج النبي

في ثلاثة من أصحابه ، وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر ،

وأرادوا الفتك برسول الله فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها

ـ وهو مسلم من الأنصار ـ فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر برسول

الله وأقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي فساره بخبرهم فرجع النبي

فلما كان من الغد عدا عليهم بالكتائب ، فحاصرهم ، فقاتلهم حتى نزلوا

على الجلاء ، على أن لهم ما أقلت إبل إلا الحلقة وهى السلاح ، وكانوا

يخربون بيوتهم فيأخذون ما وافقهم من خشبها فأنزل الله تعالى

( لله ما في السموات وما في الأرض حتى بلغ والله على كل شيء قدير ) .

3) وذلك أن رسول الله لما نزل ببني النضير وتحصنوا في حصونهم أمر

بقطع نخيلهم وإحراقها ، فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا زعمت يا محمد

أنك تريد الصلاح أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر ، وقطع النخيل ، وهل

وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض ؟ فشق ذلك على

النبي فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم وخشوا أن يكون ذلك

فسادا واختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا .

وقال بعضهم : بل اقطعوا فأنزل الله تبارك وتعالى ( ما قطعتم من لينة ) الآية

تصديقا لمن نهى عن قطعه ، وتحليلا لمن قطعه ، وأخبر أن قطعه وتركه

بإذن الله تعالى .

4) عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله حرق نخل النضير ، وقطع وهى البويرة ،

فأنزل الله تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله

وليخزي الفاسقين رواه البخاري ومسلم عن قتيبة .

5) عن نافع ابن عمر أن رسول الله قطع نخل بني النضير ، وحرق وهى البويرة ،

ولها يقول حسان وهان على سراة بني لؤى حريق بالبويرة مستطير .

وفيها نزلت الآية ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها . رواه مسلم .

6) عن ابن عباس قال : جاء يهودي إلى النبي قال : أنا أقوم فأصلي .

قال : قدر الله لك ذلك أن تصلى . قال : أنا أقعد . قال : قدر الله لك أن تقعد .

قال أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها .

قال قدر الله لك أن تقطعها . قال : فجاء جبريل فقال يا محمد لقنت حجتك

كما لقنها إبراهيم على قومه ، وأنزل الله تعالى ( ما قطعتم من لينة أو

تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) يعنى اليهود .

7) أمر الله رسوله بالسير إلى قريظة والنضير ، وليس للمؤمنين يومئذ كثير

خيل ولا ركاب ، فجعل رسول الله يحكم فيه ما أراد ، ولم يكن يومئذ خيل

ولا ركاب يوجف بها ، قال : والإيجاف أن يوضعوا السير ، وهى لرسول

الله فكان من ذلك خيبر وفدك وقرى عربية ، وأمر الله رسوله أن يعد لينبع

فأتاها رسول الله فاحتواها كلها فقال أناس : هلا قسمها . فأنزل الله هذه الآية .

سورة الممتحنة 60/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لما ‏ورد ‏فيها ‏من ‏وجوب ‏امتحان ‏المؤمنات ‏عند ‏الهجرة

‏وعدم ‏ردُّهُنَّ ‏إلى ‏الكفار ‏إذا ‏ثبت ‏إيمانهن ‏‏. ‏وتسمى ‏أيضا ‏‏" الامتحان ‏‏" ‏و ‏‏" ‏المودة‎ " .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 13 .

4) ترتيبها الستون .

5) نزلت بعد الأحزاب .

6) بدأت باسلوب النداء " يا أيها الذين آمنوا " ، ذُكِرَ لفظ الجلالة في الآية الأولى

7) الجزء ( 28 ) الحزب ( 55 ) الربع ( 3،4 ) .

محور مواضيع السورة :

تهتم السورة بجانب التشريع ومحور السورة يدور حول فكرة الحب والبغض

في الله الذي هو أوثق عرى الإيمان وقد نزل صدر السورة عتابا لحاطب

بن أبي بلتعة حين كتب كتابا لأهل مكة يخبرهم أن الرسول الونشريس

قد تجهز لغزوهم كما ذكر تعالى حكم موالاة أعداء الله وضرب الأمثال في إبراهيم

والمؤمنين في تبرؤهم من المشركين وبين حكم الذين لم يقاتلوا المسلمين وحكم

المؤمنات المهاجرات وضرورة امتحانهن وغير ذلك من الأحكام التشريعية .

سبب نزول السورة :

1) قال جماعة المفسرون نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، وذلك أن سارة

مولاة أبي عمر بن صهيب بن هشام بن عبد مناف أتت رسول الله من مكة

إلى المدينة ، ورسول الله بني عبد المطلب وبني المطلب فكسوها وحملوها

وأعطوها ، فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها

عشرة دنانير على أن توصل إلى أهل مكة ، وكتب في الكتاب " من حاطب

إلى أهل مكة أن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم " فخرجت سارة ، ونزل جبريل ،

وكانوا كلهم فرسانا ، وقال لهم : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة

معها كتاب ـ من حاطب إلى المشركين ـ فخذوه منها ، وخلوا سبيلها ، فإن لم

تدفعه إليكم فاضربوا عنقها ، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان ،

فقالوا لها أين الكتاب ؟ فحلفت بالله ما معها كتاب . ففتشوا متاعها فلم يجدوا

معها كتابا ، فهموا بالرجوع ، فقال على : والله ما كَذَبْنَا ولاَ كُذِبْنَا وسَلَّ سيفه ،

وقال : أخرجي الكتاب وإلا والله لأجزرنك ولأضربن عنقك .

فلما رأت الجد أخرجته من ذؤابتها قد خبأته في شعرها ، فخلوا سبيلها ، ورجعوا

بالكتاب إلى رسول الله فأرسل رسول الله إلى حاطب فأتاه فقال له : هل تعرف

الكتاب ؟ قال : نعم . قال فما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله والله

ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ، ولا أحببتهم منذ فارقتهم ،

ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلا وله بمكة من يمنع عشيرته ، وكنت غريبا

فيهم ، وكان أهلي بين ظهرانيهم ، فخشيت على أهلي ، فأردت أن أتخذ

عندهم يدا ، وقد علمت أن الله ينزل لهم بأسه ، وكتابي لا يغنى عنهم شيئا ،

فصدقه رسول الله وعذره ، فنزلت هذه السورة ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا

عدوي وعدوكم أولياء ) فقام عمر بن الخطابرسول الله أضرب عنق هذا المنافق.

فقال رسول الله وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم

( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قدمت

قتيله بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكروسمن وأقِط فلم تقبل

هداياهم ، ولم تدخلها منزلها ، فسألت لها عائشةعن ذلك فقال ( لا ينهاكم الله

عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ) الآية( فأدخلتها منزلها ، وقبلت منها هداياها ) .

( رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه . )

عن ابن شهاب أبا سفيان بن حرب فلما قبض رسول الله أقبل فلقى ذا الخمار مرتدا

فقاتله ، فكان أذل من قاتل من الردة ، وجاهد عن الدين قال ابن شهابالله فيه هذه الآية .

سورة الصف 61/114
سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏للوصف ‏الذي ‏يجب ‏أن ‏يكون ‏عليه ‏المسلمون ‏في ‏القتال ‏‏،

‏وهو ‏كونهم ‏على ‏صف ‏واحد ‏كالبنيان ‏المرصوص ‏‏، ‏وتسمى ‏أيضا ‏‏"

‏ الحواريين ‏‏" ‏و ‏‏" ‏عيسى ‏‎". ‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 14 .

4) ترتيبها الحادية والستون .

5) نزلت بعد التغابن .

6) بدأت بفعل ماضي " سَبَّحَ " وهو أحد أساليب الثناء والتسبيح ،

ذكر لفظ الجلالة في الآية الأولى واسم الله العزيز الحكيم .

7) الجزء ( 28 ) ، الحزب ( 55 ) الربع ( 4 ) .

محور مواضيع السورة :

تعني السورة بالأحكام التشريعية وهذه السورة تتحدث عن موضع

القتال وجهاد أعداء الله والتضحية في سبيل الله لإعزاز دينه وإعلاء

كلمته وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة

ولكن المحور الذي تدور عليه السورة هو القتال ولهذا سميت سورة الصف .

سبب نزول السورة :

عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا نفر من أصحاب النبي وقلنا لو نعلم

أي الأعمال أحب إلى الله تبارك وتعالى عملناه ، فأنزل الله تعالى

( سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) إلى

قوله ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ) إلى آخر السورة ..

فقرأها علينا رسول الله .

2) قال المفسرون : كان المسلمون يقولون : " لو نعلم أحب الأعمال

إلى الله تعالى لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا " فدلهم الله على أحب

الأعمال إليه ، فقال : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ) الآية ،

فابتلوا يوما بذلك فولوا مدبرين ، فأنزل الله تعالى ( لم تقولون ما لا تفعلون ) .

سورة الجمعة 62/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏تناولت ‏أحكام ‏‏" ‏ صلاة ‏الجمعة ‏‏" ‏فدعت ‏المؤمنين ‏إلى

‏المسارعة ‏لأداء ‏الصلاة ‏‏، ‏وحرمت ‏عليهم ‏البيع ‏وقت ‏الأذان ‏‏، ‏ووقت ‏النداء ‏لها

‏وختمت ‏بالتحذير ‏من ‏الانشغال ‏عن ‏الصلاة ‏بالتجارة ‏وغيرها‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 11 .

4) ترتيبها الثانية والستون .

5) نزلت بعد الصف .

6) بدأت بفعل مضارع " يسبح " وهو أحد أساليب الثناء .

7) الجزء ( 28 ) الحزب ( 56 ) الربع ( 5 ) .

محور مواضيع السورة :

تتناول السورة جانب التشريع والمحور الذي تدور عليه السورة بيان

أحكام " صلاة الجمعة " التي فرضها الله على المؤمنين .

سبب نزول السورة :

عن جابر بن عبد الرحمن قال كان رسول الله يخطب يوم الجمعة إذا

اقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه لا اثنا عشر رجلا

فأنزل الله تبارك وتعالى( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك

[COLOR=#008000][CENTER]سورة المنافقون 63/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏المحور ‏الذي ‏تدور ‏عليه ‏السورة ‏هو ‏أخلاق

‏المنافقين ‏وأحوالهم ‏في ‏النفاق‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفضل .

3) آياتها 11 .

4) ترتيبها الثالثة والستون .

5) نزلت بعد الحج .

6) بدأت باسلوب الشرط " إذا جاءك المنافقون " ،اسم السورة

" المنافقون " .

7) الجزء ( 28 ) ، الحزب ( 56 ) الربع ( 5 ، 6 ) .

محور مواضيع السورة :

تعالج السورة " التشريعات والأحكام " وتتحدث عن الإسلام

من زاويته العملية وهى القضايا التشريعية .

سبب نزول السورة :

عن زيد بن أرقم قال : لما قال ابن أبي ما قال أتيت النبي فأخبرته

فجاء فحلف ما قال ، فجعل ناس يقولون جاء رسول الله بالكذب

حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا هذا الذي يكذب حتى

أنزل الله قوله ( هم الذين يقولون ) .

2) حينما قيل لعبد الله بن أبي بن سلول المنافق " تب " فجعل يلوي

رأسه فأنزل الله هذه الآية.

سورة التغابن 64/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لاشتمال ‏السورة ‏على ‏التغابن ‏من ‏جانب ‏كلا ‏من

‏المؤمنين ‏بعدم ‏زيادة ‏الطاعة ‏والكافر ‏لتركه ‏الإيمان‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 18 .

4) ترتيبها الرابعة والستون .

5) نزلت بعد التحريم .

6) بدأت بفعل مضارع " يسبح " وهو أحد أساليب الثناء

والتسبيح والتغابن اسم من أسماء يوم القيامة .

7) الجزء ( 28 ) الحزب ، ( 56 ) الربع ( 6 ) .

محور مواضيع السورة :

تعني بالتشريع ولكن جوها جو السور المكية التي تعالج

أصول العقيدة الإسلامية .

سبب نزول السورة :

قال ابن عباس : كان الرجل يسلم فإذا أراد أن يهاجر منعه أهله

وولده ، وقالوا ننشدك الله أن تذهب فتدع أهلك وعشيرتك وتصبر

إلى المدينة ، بلا أهل ولا مال فمنهم من يرق لهم ويقيم ولا يهاجر ،

فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) عن إسماعيل بن أبي خالد قال : كان الرجل يسلم فيلومه

أهله وبنوه ، فنزلت هذه الآية (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا

لكم فاحذروهم ) . قال عكرمة عن ابن عباس : وهؤلاء الذي منعهم

أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا في : وهؤلاء

الذي منعهم أهلهم عن الهجرة لما هاجروا ورأوا الناس قد فقهوا

في الدين هموا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم ، فأنزل الله تعالى

( وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) .

سورة الطلاق 65/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏حيث ‏تضمنت ‏السورة ‏ ‏أحكام ‏الطلاق ‏‏ ‏الطلاق ‏السني ‏‏،

‏والطلاق ‏البدعي ‏‏ ‏‏. ‏وتسمى ‏النساء ‏القُصرى‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 12 .

4) ترتيبها الخامسة والستون .

5) نزلت بعد الإنسان .

6) بدأت باسلوب النداء " يا أيها النبي " .

7) الجزء ( [ 28 ] ) الحزب ( [56 ] ) الربع ( 7 ) .

محور مواضيع السورة :

تناولت السورة بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين

كبيان أحكام الطلاق السني وكيفيته وما يترتب على الطلاق من

العدة والنفقة والسكنى وأجر المرضع إلى غير ما هنالك من أحكام .

سبب نزول السورة :

روى قتادة عن أنس قال طلق رسول الله حفصة فأنزل الله تعالى

هذه الآية ، وقيل له : " راجعها فإنها صوامة قوامة " وهى من

إحدى أزواجك ونسائك في الجنة وقال السدي : نزلت في عبد الله

بن عمر وذلك أنه طلق امرأته حائضا ، فأمره رسول الله أن يراجعها

ويمسكها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى فإذا طهرت طلقها ـ إن شاء ـ

قبل أن يجامعها فإنها العدة التي أمر الله بها .

2) نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي وذلك أن المشركين أسروا

ابنا له فأتى رسول الله وشكا إليه الفاقة ، وقال : إن العدو أسر ابني

وجزعت الأم فما تأمرني فقال النبي اتق الله واصبر وآمرك وإياها أن

تستكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فعاد إلى بيته ، وقال لامرأته :

إن رسول الله أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله .

فقالت : نِعْمَ ما أمرنا به . فجعلا يقولان فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم

وجاء بها إلى أبيه ، وهى أربعة آلاف شاة فنزلت هذه الآية .

2) عن جابر بن عبد الله قال نزلت هذه الآية ( ومن يتق الله يجعل له

مخرجا وير**ه من حيث لا يحتسب ) في رجل من أشجع كان فقيرا

خفيف ذات اليد ، كثير العيال فأتى رسول الله فسأله فقال : اتق الله

واصبر فرجع إلى أصحابه فقالوا : ما أعطاك رسول الله فقال ما أعطاني شيئا .

قال : اتق الله واصبر . فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم ، وكان العدو أصابوه ،

فأتى رسول الله فسأله عنها وأخبره خبرها . فقال رسول الله إياكها .

3) قال مقاتل لما نزلت ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ) الآية قال خلاد بن

النعمان بن قيس الأنصاري : يا رسول الله فما عدة التي لا تحيض ، وعدة التي

لم تحض وعدة الحبلى ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .

2) عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال لما نزلت عدة النساء في سورة البقرة

في المطلقة والمتوفي عنها زوجها قال أبي ابن كعب يا رسول الله إن نساء

من أهل المدينة يقلن قد بقى من النساء من لم يذكر فيها شيء ! قال : وما هو .

قال : الصغار والكبار وذوات الحمل . فنزلت هذه الآية ( واللائي يئسن ) إلى آخرها .

أن النبي قرأ في الجمعة بسورة الجمعة و ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ).

سورة التحريم 66/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لبيان ‏شأن ‏التحريم ‏الذي ‏حرمه ‏النبي ‏ ‏على ‏نفسه ‏من

‏غير ‏أن ‏يحرمه ‏الله‎

التعريف بالسورة :

1) مدنية .

2) من المفصل .

3) آياتها 12 .

4) ترتيبها السادسة والستون .

5) نزلت بعد الحجرات .

6) بدأت باسلوب النداء " يا أيها النبي " اسم السورة " التحريم " .

7) الجزء 28 ) الحزب ( 56 ) الربع ( 8 ) .

محور مواضيع السورة :

تتناول السورة الشئون التشريعية وهي هنا تعالج قضايا وأحكاما

تتعلق " ببيت النبوة " وبأمهات المؤمنين أزواج رسول الله الطاهرات

وذلك في إطار تهيئة البيت المسلم والنموذج الأكمل للأسرة السعيدة .

سبب نزول السورة :

عن ابن عباس عن عمر قال دخل رسول الله بأم ولده ـ مارية ـ في بيت حفصة ،

فوجدته حفصة معها ، فقالت : لم تدخلها بيتي ؟ ما صنعت بي هذا من بين

نسائك إلا من هواني عليك .

فقال لها : لا تذكري هذا لعائشة هي على حرام إن قربتها .

قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهى جاريتك ؟ فحلف لها لا يقربها .

وقال لها: لا تذكريه لأحد . فذكرته لعائشة ، فأبى أن لا يدخل على

نسائه شهرا واعتزلهن تسعا وعشرين ليلة ، فأنزل الله تبارك

وتعالى ( لم تحرم ما أحل الله لك ) الآية .

سورة الملك 67/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لاحتوائها ‏على ‏أحوال ‏الملك ‏‏، ‏سواء ‏كان ‏الكون

‏أم ‏الإنسان ‏‏، ‏وأن ‏ذلك ‏ملك ‏الله ‏تعالى ‏‏، ‏وسماها ‏النبي ‏سورة

‏‏" ‏تبارك ‏الذي ‏بيده ‏الملك ‏‏" ‏‏، ‏وسُميت ‏أيضا ‏تبارك ‏الملك ‏‏،

‏وسُميت ‏سورة ‏الملك ‏‏، ‏وأخرج ‏الطبرانى ‏عن ‏ابن ‏مسعود ‏قال ‏‏: ‏

كنا ‏نسميها ‏على ‏عهد ‏رسول ‏الله ‏ ‏المانعة ‏وروى ‏أن ‏اسمها ‏‏" ‏المنجية ‏‏" ‏‏،

‏وتسمى ‏أيضا ‏‏" ‏الواقية ‏‏" ‏وذكر ‏الرازى ‏أن ‏ابن ‏عباس ‏كان ‏يسميها ‏المجادلة،

‏لأنها ‏تجادل ‏عن ‏قارئها ‏عند ‏سؤال ‏الملكين‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 30 .

4) ترتيبها السابعة والستون .

5) نزلت بعد الطور.

6) بدأت باحد أساليب الثناء " تبارك " أول سورة في الجزء التاسع والعشرون .

7) الجزء (29 ) ، الحزب (57 ) ، الربع (1) .

محور مواضيع السورة :

تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى ، وقد تناولت هذه السورة

أهدافا رئيسية ثلاثة وهى :

إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة.

وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين.

ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور.

سبب نزول السورة :

قال تعالى " وأسروا قولكم أو اجهروا به " الآية . قال ابن عباس

نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله فخبره جبريل بما

قالوا فيه ونالوا منه فيقول بعضهم لبعض أسروا قولكم لئلا يسمع اله محمد.

فضل السورة :

1) عن مالك بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن

" قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ، وأن تبارك الذي بيده الملك تجادل

عن صاحبها .

2) عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي خباءه على قبر ، وهو لا

يحسب أنه قبر ، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى

ختمها فأتى النبي فقال : يا رسول الله إنى ضربت خبائي على قبر ،

وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيها إنسان يقرأ سورة تبارك ( الملك )

حتى ختمها فقال رسول الله هى المانعة هى المنجية تنجيه من عذاب القبر .
سورة القلم 68/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏سبحانه ‏وتعالى ‏أقسم ‏فيها ‏بأداة ‏الكتابة

‏وهى ‏‏" ‏القلم ‏‏" ‏ففضلت ‏السورة ‏بهذا ‏الاسم ‏تعظيما ‏للقلم ‏‏، ‏وسُميت ‏أيضا

‏‏" نون ‏والقلم ‏‏" ‏وسورة ‏‏" ‏القلم ‏‏" ‏‏، ‏وفي ‏تفسير ‏القرطبي ‏أن ‏معظم

‏السورة ‏نزلت ‏في ‏الوليد ‏بن ‏المغيرة ‏وأبي ‏جهل‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 52 .

4) ترتيبها الثامنة والستون .

5 ) نزلت بعد العلق .

6) بدأت باسلوب القسم " ن والقلم وما يسطرون " ،لم يذكر لفظ

الجلالة في السورة ،اسم السورة " القلم " .

7) الجزء ( 29) ، الحزب (75 ) الربع (2 ) .

محور مواضيع السورة :

تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية هى :

أ ـ موضوع الرسالة ، والشبه التي أثارها كفار مكة حول

دعوة محمد بن عبد الله .

ب ـ قصة أصحاب الجنة " البستان " لبيان نتيجة الكفر بنعم

الله تعالى .

ج ـ الآخرة وأهوالها وشدائدها ، وما أعد الله للفريقين المسلمين

والمجرمين ، ولكن المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو

موضوع إثبات نبوة محمد .

سبب نزول السورة :

1) قال تعالى " وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " عن عائشة قالت : ما كان

أحد أحسن خلقا من رسول الله ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل

بيته إلا قال لبيك ولذلك أنزل الله ( وإنك لعلى خلق عظيم ).

2) قال تعالى " وان يكاد الذين كفروا " الآية . نزلت حين أراد الكفار

أن يعينوا رسول الله فيصبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش فقالوا

ما رأينا مثله ولا مثل حججه وكانت العين في بني أسد حتى إن كانت

الناقة السمنة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها ثم يقول يا جارية

خذي المكتل والدرهم فاتينا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتى تقع

بالموت فتنحر وقال الكلبي كان رجل يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة

ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول ما رعى اليوم إبل ولا غنم

أحسن من هذه فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة وعدة

فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله بالعين ويفعل به مثل

ذلك فعصم الله تعالى نبيه وأنزل هذه الآية .

2) عن عائشة قالت : كان رسول الله يحب الحلواء والعسل ، وكان إذا

انصرف من العصر دخل على نسائه ، فدخل على حفصة بنت عمرواحتبس

عندها أكثر مما كان يحتبس ، فعرفت ، فسألت عن ذلك، فقيل لى : أهدت

امرأة من قومها عكة عسل فسقت منه النبي شربة . قلت : أما والله لنحتال له .

فقلت لسودة بنت زمعة : إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولى له يا رسول الله

أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك : سقتنى حفصة شربة عسل . فقولى

" جرست نحلة العرفط " وسأقول ذلك ، وقولى أنت يا صفية ذلك .

قالت : تقول سودة : " فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن

أبادئه بما أمرتني به ، فلما دنا منها قالت له سودة : يا رسول الله

أكلت مغافير ؟ قال : لا . قالت : فما هذه الريح التي أجد منك ؟ قال:

سقتني حفصة شربة عسل . قالت : جرست نحلة العرفط . قالت : فلما دخل

على قلت له مثل ذلك ، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك ، فلما دار إلى

حفصة قالت : يا رسول الله أسقيك منه ؟ قال : لا حاجة لي فيه .

تقول سودة ، لقد حرمناه . قالت لها : اسكتي .( رواه البخاري

عن فرقد ورواه مسلم عن سويد ابن سعيد كلاهما عن على بن مسهر ).

2) لما حلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح أنزل الله هذه الآية .

3) عن ابن عباس قال وجدت حفصة رسول الله مع أم إبراهيم في يوم

عائشة ، فقالت :لأخبرنها . فقال رسول الله هى على حرام إن قربتها .

فأخبرت عائشة بذلك ، فأعلم الله رسولَه ذلك ، فعرف حفصة بعض ما قالت،

فقالت له : من أخبرك ؟ قال : نبأني العليم الخبير . فآلى رسول الله من

نسائه شهرا ، فأنزل الله تبارك وتعالى( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما الآية ).

2) عن ابن عباس وابن عمر في قوله تعالى ( وصالح المؤمنين ) قالا : نزلت في

أبي بكر وعمر .

سورة الحاقة 69/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لتضمن ‏السورة ‏أحوال ‏يوم ‏القيامة ‏من ‏سعادة ‏وشقاء

‏لبني ‏الإنسان ‏‏. ‏اسم ‏الحاقة ‏في ‏كل ‏المصاحف ‏قيل ‏في ‏كتاب ‏بصائر ‏التيسير

‏أنها ‏تسمى ‏السلسلة ‏وسماها ‏الجعبري ‏في ‏منظومته ‏‏" ‏ الواعية‎ " .

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 52 .

4) ترتيبها التاسعة والستون .

5) نزلت بعد الملك .

6) بدأت السورة باسم من أسماء يوم القيامة وهو الحاقة .

7) الجزء (29 ) ، الحزب (57 ) ، الربع ( 3) .

محور مواضيع السورة :

تناولت السورة أمور عديدة : كالحديث عن القيامة وأهوالها ، والساعة

وشدائدها، والحديث عن المكذبين وما جرى لهم ، مثل عاد وثمود وقوم

لوط وفرعون وقوم نوح ، وغيرهم من الطغاة المفسدين في الأرض ،

كما تناولت ذكر السعداء والأشقياء ، ولكن المحور الذي تدور عليه السورة

هو إثبات صدق القرآن ، وأنه كلام الحكيم العليم ، وبراءة الرسول مما اتهمه

به أهل الضلال .

سبب نزول السورة :

قال تعالى " وتعيها أذن واعية " قال رسول الله: لعلي أن الله أمرني أن

أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي فنزلت ( وتعيها أذن واعية ) .

سورة المعارج 70/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏تَضَمُّن ‏على ‏وصف ‏حالة ‏الملائكة ‏في ‏عروجها ‏إلى ‏السماء ‏‏،

‏ فسُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏‏، ‏وتسمى ‏أيضا ‏سورة ( ‏‏سَأَلَ ‏سَائِلٌ‎ ) ‏‎.‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 44 .

4) ترتيبها السبعون .

5) نزلت بعد الحاقة .

6) بدأت السورة بفعل ماضي " سأل سائل بعذاب واقع " .

7) في الجزء 29 الحزب 57 .

محور مواضيع السورة :

تعالج السورة أصول العقيدة الاسلامية، وقد تناولت الحديث عن القيامة

وأهوالها والآخرة وما فيها من سعادة وشقاوة ، ورآية ونصب وعن

أحوال المؤمنين والمجرمين في دار الجزاء والخلود ، والمحور الذي

تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن كفار مكة وإنكارهم للبعث

والنشور ، واستهزاؤهم بدعوة الرسول .

سبب نزول السورة :

نزلت في النضر بن الحرث حين قال :اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك …

فدعا على نفسه وسأل العذاب فنزل به ما سأل يوم بدر فقتل صبرا ونزل

فيه سأل سائل بعذاب واقع .

سورة نوح 71/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏خُصَّتْ ‏بذكر ‏قصة ‏نوح ‏ ‏ منذ بداية ‏الدعوة ‏حتى ‏الطوفان

‏وهلاك ‏المكذبين ‏‏. ‏وسُميت ‏أيضا ‏‏" إنا ‏أرسلنا ‏نوح‎ " .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 28 .

4) ترتيبها الحادية والسبعون .

5) نزلت بعد النحل .

6) بدأت باسلوب توكيد " إِنَّا أَرْسَلْنَا " .

7) في الجزء 29 الحزب 57 الربع ( 4) .

محور مواضيع السورة :

تعنى السورة بأصول العقيدة ، وتثبيت قواعد الإيمان ، وقد تناولت

السورة تفصيلا قصة شيخ الأنبياء نوح ، من بدء دعوته حتى نهاية

حادثة الطوفان التي أغرق الله بها المكذبين من قومه ، ولهذا سميت

" سورة نوح " ، وفي السورة بيان لسنة الله تعالى في الأمم التي

انحرفت عن دعوة الله ، وبيان لعاقبة المرسلين ، وعاقبة المجرمين

في شتى العصور والأزمان .

سورة الجن 72/114

سبب التسمية :

سميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏ذُكر ‏فيها ‏أوصاف ‏الجن ‏وأحوالهم ‏وطوائفهم

‏وأيضا ‏سورة ‏‏( ‏قُلْ ‏أُوْحِيَ ‏إَلَىَّ‎ ) .

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 28 .

4) ترتيبها الثانية والسبعون .

5) نزلت بعد الأعراف .

6) بدأت بفعل أمر " قُلْ أُوحِيَ إٍلَيَّ " في الجزء 29 .

7) الحزب ( 58) ، الربع ( 5) .

محور مواضيع السورة :

تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية "الوحدانية ، الرسالة ،

البعث ، والجزاء " ومحور السورة يدور حول الجن وما يتعلق بهم

من أمور خاصة، بدءا من استماعهم للقرآن إلى دخلوهم في الإيمان،

وقد تناولت السورة بعض الأنباء العجيبة الخاصة بهم : كاستراقهم

للسمع ، ورميهم بالشهب المحرقة ، وإطلاعهم على بعض الأسرار

الغيبية ، إلى غير ذلك من الأخبار المثيرة .

سبب نزول السورة :

عن عبد الله بن عباس قال : انطلق النبي في طائفة من أصحابه

إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأُرسلت

عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : مال لكم ؟

فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأُرسلت علينا الشهب قالوا :

ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شئ حدث فاضربوا مشارق

الارض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء

فانصرف اولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي وهو بنخلة

عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما

سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين

خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا :" يا قومنا إنا

سمعنا قرأنا عجبا يهدى إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا

أحدا " فأنزل الله على نبيه" قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من

الجن " ( البخاري ).

سورة المزمل 73/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏محورها ‏دار ‏حول ‏الرسول ‏ ‏وما ‏كان ‏عليه ‏من ‏حالة ‏‏،

‏فوصفه ‏الله ‏وناداه ‏بحالته ‏التي ‏كان ‏عليها‎ .‎‏ ‏‎"‎‏ ‏المزمل ‏‏" ‏ ‏المغشي ‏بثوبه .‎

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 20 .

4) ترتيبها الثالثة والسبعون .

5) نزلت بعد القلم .

6) بدأت باسلوب النداء " يا أيها المزمل " ، أمرت السورة الرسول

بقيام الليل " قُمْ الليلَ إلا قَلِيلا " .

7) الحزب (58 ) ، الربع (5، 6) .

محور مواضيع السورة :

تتناول لسورة جانبا من حياة الرسول الأعظم في تبتله وطاعته

وقيام الليل وتلاوته لكتاب الله ، ومحور السورة يدور حول الرسول

ولهذا سميت سورة المزمل .

سورة المدثر 74/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏المرتكز ‏الأساسى ‏دار ‏حول ‏الرسول ‏ ‏فناداه

‏الله ‏بحالته ‏وهى ‏التدثر ‏بالثوب ‏فوصف ‏بحالته‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 56 .

4) ترتيبها الرابعة والسبعون .

5) نزلت بعد المزمل .

6) بدأت باسلوب النداء " يا أيها المدثر " في الجزء 29 .

7) الحزب (58 ) ، الربع (6 ) .

محور مواضيع السورة :

تتحدث السورة عن بعض جوانب من شخصية الرسول الأعظم

ولهذا سميت سورة المدثر .

سبب نزول السورة :

عن جابر قال : حدثنا رسول الله فقال جاورت بحراء شهرا فلما

قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادى فنوديت فنظرت أمامى

وخلفى وعن يمينى وعن شمالى فلم أر أحدا ثم نوديت فرفعت رأسي

فإذا هو على العرض في العراء يعنى جبريل عليه السلام فقلت

دثروني دثروني فصبّوا علىّ ماء باردا فأنزل الله عز وجل

" ياأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر " ( البخاري).
[COLOR=#008000][CENTER][SIZE=5][FONT=comic sans ms]سورة القيامة 75/114

سبب التسمية :

سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأنها ‏ذكرت ‏بوجه ‏خاص ‏القيامة ‏وأهوالها ‏‏،

‏والساعة ‏وشدائدها ‏‏، ‏وعن ‏حالة ‏الإنسان ‏عند ‏الاحتضار ‏وما ‏يلقاه

‏الكافر ‏في ‏الآخرة ‏من ‏المصاعب ‏والمتاعب ‏‏. ‏ وسُميت ‏أيضا ‏‏" ‏ لا ‏أ%u




رد: سور القرآن الكريم ( سبب التسميه ، سبب النزول ، فضل سور القرآن )

ارجو ردودكم




التصنيفات
فقه العبادات

القلوب في القرآن الكريم–اين قلبك؟

القلوب في القرآن الكريم–اين قلبك؟


الونشريس

ذكر الله تعالى في القرآن الكريمـ

أنواعاً كثيرة من القلوب منهـا ***9829; :

ـ القلب السليمـ : و هو الذي يخلص لله وخال من الانحرافات.

ـ القلب المنيب : و هو دائم الرجوع والتوبة إلى الله.

ـ القلب الوجل : و هو الذي يخاف من الله عز وجل.

ـ القلب التقي : و هو الذي يعظّم شــــعائـر الله.

ـ القلب الحـي : و هو الذي يؤمن بالله ويشكره ولا يكفره.

ـ القلب المريض : و هو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق.

ـ القلب الأعمى : و هو الذي لا يبصر الحق.

ـ القلب الآثمـ : و هو الذي يكتم شهادة الحـــــق.

ـ القلب المتكبر : و هو الذي يتكبر على الناس ويجادل في الحق ويحاربه.

ـ القلب الغليظ : و هو الذي نُزِعت منه الرأفة والرحمـة.

ـ القلب القاسي : و هو الذي لا يعرف الله ولا يذكره.

ـ القلب الغافل : و هو الذي يغفل عن أداء دوره ووظيفته في الحياة.

فمن أي القلوب أنت ؟! ..

و من أي القلوب تحب ان تكون ؟! ..

آللهٌـمّـ يَـآ مُثَبِّـتَ الْقُلُـوبِ ، ثَبِّـتْ قَلْبِـي عَلَـى دِينِـك




رد: القلوب في القرآن الكريم–اين قلبك؟

مشكوور اخي على الموضوع

انا قلبي
ـ القلب المنيب : و هو دائم الرجوع والتوبة إلى الله.

اللهم لا تزغ قلوبنا وثبتنا على دينك
امين




رد: القلوب في القرآن الكريم–اين قلبك؟

شكرا على الموضوع




رد: القلوب في القرآن الكريم–اين قلبك؟

آللهٌـمّـ يَـآ مُثَبِّـتَ الْقُلُـوبِ ، ثَبِّـتْ قَلْبِـي عَلَـى دِينِـك
بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

50 سؤال و جواب من القرآن الكريم

50 سؤال و جواب من القرآن الكريم


الونشريس

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

اسئلة واجوبة عن القرآن الكريم

س1: ماهو القرآن الكريم ؟
ج : القرآن الكريم هو : كتاب الله المنزل على النبى (صلى الله عليه وسلم)
المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سوره منه ، المنقول إلينا تواتراً ،
المحفوظ من التغيير بقول الله تعالى –
:}إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ (الحجر:9).

س2 : ماعدد سور القرآن الكريم ؟
ج : عدد سور القرآن الكريم : مائة وأربع عشرة سورة (114) .

س3 : ماعدد السور المكيه ؟
ج : عدد السور المكية ست وثمانون سورة (86) .

س4: ماعدد السور المدنية ؟
ج : عدد السور المدنية ثمان وعشرون سورة (28) .

س5 : ماهى السور المكية ؟
ج : القول الراجح : أن السور المكية هى التى نزلت قبل الهجرة ولو فى غير مكة .

س6: ما السور المدنية ؟
ج : السور المدنية هى التى نزلت بعد الهجرة ولو فى غير المدنية .

س7 : ماالفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟
ج : السور المكية نزلت بالوعد والوعيد ، والتبشير والتحذير ،
والسور المدنية نزلت بالأحكام التشريعية غالباً .

س8 : ماعدد آيات القرآن الكريم ؟
ج:عددآيات القرآن الكريم:ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون كلمة(6236)
علىالأرجح

س9 : ماعدد كلمات القرآن الكريم ؟
ج:عدد كلمات القرآن الكريم :
سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة (77439) .

س10 : ما أطول كلمة فى القرآن الكريم ؟
ج : أطول كلمة فى القرآن الكريم }فأسقيناكموه {وهى كالكلمة ،
وذكرت فى الآية (22) من سورة الحجر .

س11 : ماعدد حروف القرآن الكريم ؟
ج : عدد حروف القرآن الكريم :
ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألف وستمائة وسبعون حرف (323670) .

س12 : ماعدد أحزاب القرآن الكريم ؟
ج : عدد أحزاب القرآن الكريم ستون حزباً (60) .

س13 : ماعدد أرباع القرآن الكريم ؟
ج : عدد أرباع القرآن الكريم مائتان وأربعون ربعا
30جزءاً × 8 أرباع (240) .

س14 : ماأول آيات نزلت ؟
ج : الآيات الأولى من سورة العلق:
{اقرأ باسم ربك الذى خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم *
الذى علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم} .

س15 : ماعدد السجدات فى القرآن الكريم ؟
ج : عدد السجدات فى القرآن الكريم
: أربع عشرة سجدة (14) .

س16 : ما السور التى ذكرت فيها آيات سجدة ؟
ج : السور التى ذكرت فيها آيات سجدة هى :
الأعراف – الرعد – النحل – الإسراء – مريم – الحج – الفرقان –
النمل – السجدة – ص – فصلت – النجم – الانشقاق – العلق .

س17 : ما الوقت الذى استغرقه نزول القرآن الكريم ؟
ج : نزل القرآن الكريم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فى حوالى ثلاث وعشرين سنة (23) .

س18 : ماأول سورة كاملة نزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟
ج : أول سورة كاملة نزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) من القرآن الكريم هى :
سورة الفرقان فى قول ابن عباس ،
وسورة المدثر فى قول عبدالله بن جابر – رضى الله عنهم .

س19 : ما آخر آية نزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟
ج : آخر آية نزلت عليه (صلى الله عليه وسلم) هى :
آية الربا فى سورة البقرة ، وقيل : إذا جاء نصر الله والفتح وقيل غير ذلك .

س20 : ما أطول سورة فى القرآن الكريم ؟
ج : أطول سورة فى القرآن الكريم هى : سورة البقرة 286 آية .

س21 : ما أقصر سورة فى القرآن الكريم ؟
ج : أقصر سورة فى القرآن الكريم هى : سورة الكوثر 3 آيات .

س22 : ما السورة التى لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ؟
ج : السورة التى لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم هى : سورة براءة (التوبة).

س23 : ما السور التى سميت بأسماء الأنبياء ؟
ج : السور التى سميت بأسماء الأنبياء هى :
يونس – هود يوسف – إبراهيم – طه – يس(على قول)– محمد – نوح –
عليهم الصلاة والسلام .

س24 : ما السورة التى اختتمت باسم نبيين ؟
ج : السورة التى اختتمت باسم نبيين هى :
سورة الأعلى{صحف إبراهيم وموسى} عليهما السلام .

س25 : ما السورة التى سميت باسم من اركان الإسلام ؟
ج : السورة التى سميت باسم من أسماء أركان الإسلام هى : سورة الحج .

س26 : ما السورة التى بدأت بلفظ (سورة) ؟
ج : السورة التى بدأت بلفظ سورة هى : سورة النور .

س27 : ما السورة التى سميت باسم من أسماء القرآن ؟
ج : السورة التى سميت باسم من أسماء القرآن هى : سورة الفرقان .

س28 : ما أسم السورة التى سميت باسم إمرأة ؟
ج : السورة التى سميت باسم إمرأة هى : سورة مريم .

س29 : ما أسم السورة التى سميت باسم جميع بنات حواء ؟
ج : السورة التى سميت باسم جميع بنات حواء هى : سورة النساء .

س30 : ما السورة التى تسمى بسورة النساء الصغرى ؟ج : السورة التى تسمى بسورة النساء الصغرى هى : سورة الطلاق .

س31 : ما السور التى ذكرت فيها البسملة مرتين ؟
ج : السورة التى ذكرت فيها البسملة مرتين هى: سورة النمل
{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}

س32 : ما السور التى سميت بأسم من أسماء الله الحسنى ؟
ج السور التى سميت بأسم من أسماء الله الحسنى هى : سورة الرحمن – الأعلى – النور .

س33 : ما السور التى سميت باسم من أيام الأسبوع ؟
ج : السورة التى سميت بأسم من أيام الأسبوع هى : سورة الجمعة .

س34 : ما السور التى سميت باسم وقت من أوقات الصلاة ؟
ج : سميت سورتان باسم وقت من أوقات الصلاة هما : سورتا الفجر والعصر .

س35 : ما السور التى سميت باسم الفاكهة ؟
ج : السورة التى سميت باسم الفاكهة هى : سورة التين .

س36 : ما السور التى سميت بأسماء الحيوانات ؟
ج : السور التى سميت بأسماء الحيوانات هى :
البقرة – النحل – النمل – العنكبوت – الفيل .

س37 : ما السور التى ختمت باسم وقت من أوقات الصلاة ؟
ج : السور التى ختمت باسم وقت من أوقات الصلاة هى :
سورة القدر {سلام هى حتى مطلع الفجر } .

ج : السورة التى سميت باسم نهر هى :
سورة الكوثر{إنا أعطيناك الكوثر} .

س39 : ما السور التى سميت باسم كوكب ؟
ج : السورة التى سميت باسم كوكب هى : سورة القمر .

س40 : ما السور التى سميت باسم نجم ؟
ج : السور التى سميت باسم نجم هى : سورة الشمس ، وسورة النجم .

س41 : ما السورة التى سميت باسم إحدى الغزوات ؟
ج : السورة التى سميت باسم إحدى الغزوات هى : سورة الأحزاب .

س42 : ما السورة التى تبدأ بالتسبيح وتنتهى بالتسبيح ؟
ج : السورة التى تبدأ بالتسبيح وتنتهى بالتسبيح هى : سورة الحشر .
{سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم}
{هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى
يسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} .

س43 : ما السورة التى تنتهى كل آياتها بحرف الراء ؟
ج : السورة التى تنتهى كل آياتها بحرف الراء هى : سورة الكوثر .
{إنا اعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} .

س44 : ما السورة التى تنتهى كل آياتها بحرف الدال ؟
ج : السورة التى تنتهى كل آياتها بحرف الدال هى : سورة الإخلاص .
{قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد} .

س45 : ما أعظم آية فى القرآن الكريم ؟
ج : أعظم آية فى القرآن الكريم هى آية الكرسى ، وهى خمسون كلمة .

س46 : ما السورة التى بها عشر واوات وهى ثلاث آيات فقط ؟
ج : هى سورة العصر .
{والعصر * إن الإنسان لفى خسر *
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .

س47 : ما اسم السورة التى تخلو من حرف الراء ؟
ج : هى سورة الإخلاص .

س48 : ما اسم السورة التى تخلو من حرف الميم ؟
ج : هى سورة الكوثر .

س49 : ما السورة التى ذكر فى كل آياتها لفظ الجلالة ( الله ) ؟
ج : هى سورة المجادلة .

س50 : ما السورة التى لم يذكر فيها لفظ الجنة ؟
ج : هى سورة يوسف (عليه السلام) .




رد: 50 سؤال و جواب من القرآن الكريم

بارك الله فيك




رد: 50 سؤال و جواب من القرآن الكريم

جزاك الله خيرا ونفعك به