التصنيفات
التربية الإسلامية للسنة الثانية متوسط

تحضير درس الصوم وأحكامه 2 متوسط

تحضير درس الصوم وأحكامه 2 متوسط


الونشريس

يستمع التلميذ إلى قراءة الأستاذ للنص المعتمد .
يقرأ بعض التلاميذ النص مع مراعاة حسن الأداء .

الفهــــم العـــــام :
أ ـ شرح المفردات :
الكلمة معناها الكلمة معناها
عليك بالصوم صم شهد حضر
الأسئلة:
علام يحث رسول الله (ص) ؟
من يصوم ؟

تعميـــق الفهـــــم :
أ ـ استقبال شهر رمضان:
كيف يستقبل المسلمون شهر رمضان ؟
نستعد لاستقبال رمضان استعدادا روحيا: الفرح, التوبة النصوح, دعاء الله أن يبلغنا رمضان, الاستعداد لاستغلاله في الصلاة وفعل الخيرات وترك المنكرات.
ب ـ فضل شهر رمضان: بم يتميز شهر رمضان عن غيره ؟
ـ هو شهر الصيام أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
ـ فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ـ هو شهر تلاوة القرآن ومواساة الفقراء .
ـ فيه يستجاب الدعاء وتضاعف الحسنات, وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران .
ج ـ تعريف الصوم : ما معنى الصوم لغة ؟ وشرعا ؟
الصوم لغة هو الامتناع عن شيء معين: الصوم, الكلام…., وشرعا هو الإمساك(الامتناع) عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله , وهو نوعان: صوم فرض وصوم تطوع .
د ـ ثبوت شهر رمضان : بم يثبت دخول شهر رمضان ؟
يثبت دخول شهر رمضان :
1 ـ برؤية مسلمين عدلين للهلال وإخبارهما السلطات المختصة .
2 ـ أو إكمال شعبان ثلاثين يوما في حالة تعذر الرؤية قال رسول الله(ص):"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما."
د ـ حكم صوم رمضان ودليله:
ما حكم صيام رمضان ؟ هاتوا الدليل على فرضيته ؟
1 ـ صيام شهر رمضان فرض ثابت بالكتاب والسنة على كل من توفرت فيه شروطه, وتمت فرضيته في شعبان سنة 2 هـ.
2 ـ قال تعالى:" فمن شهد منكم الشهر فليصمه." البقرة:185 , وقال رسول الله:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا."
ه ـ أهمية الصوم في الإسلام: أين تظهر أهمية الصوم؟
الصوم هو جنة للصائم من الوقوع في المعاصي.
و ـ شروط الصوم: من يجب عليه الصوم ؟
1 ـ الإسلام, 2 ـ البلوغ, 3 ـ العقل, 4 ـ القدرة على الصوم, 5 ـ طهارة المرآة من دم الحيض والنفاس
6 ـ الإقامة,7 ـ دخول الشهر .
تنبيه: ـ الصبي والمسافر لا يجب عليهما الصوم وإذا صاما يصح صومهما .
ـ المجنون والحائض والنفساء لا يجب عليهم الصوم ولا يصح منهم .
ز ـ أركان الصوم: ما هي أركان الصوم؟
1 ـ النية, 2 ـ الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ح ـ سنن الصوم: ما هي سنن الصوم ؟
1 ـ تأخير السحور,2 ـ تعجيل الإفطار ويكون بالتمر
أو الماء أو شيء حلو ,3 ـ الدعاء عند الإفطار .
ط ـ مستحبات الصوم: ماذا يستحب في الصيام؟
1 ـ الإكثار من الصدقات, 2 ـ الاجتهاد في العبادة (تلاوة القرآن, الصلاة, الدعاء) وخاصة في العشر الأواخر….
ي ـ ما يباح للصائم: ما الذي لا يفسد الصوم؟
1 ـ الحقنة,2 ـ المضمضة,3 ـ البخاخة للمريض,
4 ـ التعطر, 5 ـ الاكتحال ما لم يصل إلى الحلق.
ك ـ مبيحات الفطر: من يباح لهم الإفطار في نهار رمضان؟
1 ـ السفر, 2 ـ الحمل, 3 ـ شدة الجوع, 4 ـ الإرضاع,
5 ـ الهرم,6 ـ المرض الشديد,7 ـ شدة الجوع والعطش.
ل ـ الآثار التربوية للصوم:ماذا يغرس فينا الصوم؟
الصوم يربينا على التسلح بالصبر ويغرس فينا أخلاقا حميدة:1 ـ الرحمة, الميل إلى فعل الخير,
2 ـ ويفيد الصحة,
3 ـ ويذكرنا بنعم الله علينا.
قراءات متعددة للنص المعتمد ونصوص أخرى في الكتاب.




التصنيفات
فقه العبادات

الصوم وعبادة السر

الصوم وعبادة السر


الونشريس

الصوم وعبادة السر

د. بدر عبد الحميد هميسه

بسم الله الرحمن الرحيم

عبادة السر هي العبادة التي تكون خالصة لله تعالى وحده , بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة , وهذا ما يعلمنا إياه الصوم , فهو يربي النفوس على التقوى والإخلاص , وحسن المراقبة والخشية من الله تعالى وحده ,قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
لذا فقد جعل الله تعالى أجر الصوم منه وحده فلا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا حاسب غير الله فيحسبه , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ , وَأَبِى سَعِيدٍ , قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنَّ الصَّوْمَ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِىَ اللَّهَ فَرِحَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.أخرجه أحمد 2/232(7174) و"مسلم" 3/158.
قال المناوي: "أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه". "فيض القدير" (4/250).

وفي طيب ريح خلوف الصائم عند الله عز وجل معنيان:
أحدهما: أن الصيام لماّ كان سراً بين العبد وبين ربه في الدنيا أظهره الله في الآخرة علانية للخلق ليشتهر بذلك أهل الصيام ويُعرفون بصيامهم بين الناس جزاءً لإخفائهم صيامهم في الدنيا.
قال مكحول: يُروّح على أهل الجنة برائحة فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحاً منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح فيقال: هذه رائحة أفواه الصوام.
فالعبادات كلها تستطيع إثباتها والتدليل عليها خلا الصوم , فلو أقسمت على أن فلانا قد صلى , فقلنا لك : ما الدليل على ذلك؟. قلت : كان بجواري في الصف , ساعتها نقول لك : صدقت , ولو أقسمت على أن فلاناً قد دفع الزكاة من ماله للفقراء والمحتاجين , فقلنا لك : وكيف عرفت ؟. فقلت: رأيته بعيني , لقلنا لك : صدقت , ولو قلت : إن فلاناً قد حج إلى بيت الله الحرام وأدى المناسك , فطالبناك بالدليل , فقلت : كان معي , لقلنا لك : صدقت .. وهكذا في سائر العبادات .
أما إذا أقسمت على أن فلاناً قد صام فقلنا لك : ما دليلك ؟ . صعب عليك إثبات ذلك , فمن أدراك أنه صائم ؟ .
لذا كان الصوم لله وحده لا يعرف أمره ولا سره إلا من أطلع على أسرار النفوس وخبايا الصدور .
عَنْ صَفْوَانَ ، عَن أَبي سَعِيد ، عَنِ النبِى صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَامَ يَومًا فِي سَبِيلِ الله ، عَز وَجَل ،
بَاعَدَ الله وَجْهَهُ مِنْ جَهَنمَ سَبْعِينَ عَامًا. أخرجه أحمد 3/45(11426. والنسائي 4/173 وفي "الكبرى" 2567.
فعلى الرغم أن الله تعالى قال في محكم تنزيله : " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) سورة الأنعام .
إلا أن الصوم له خصوصية عبادة السر التي لا يطلع عليها إلا رب العزة تبارك وتعالى .
فالله تعالى يريد من عباده أن يجعلوا عبادتهم ونسكهم خالصة له تعالى وحده حتى تقبل , في الحديث المرسل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110]. البيهقي : شعب الإيمان 5/341.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِىَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِى قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِالَّذِى قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِى مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِى سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ . فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَرِىءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُكْبَتِى فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَة. أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (42) و"الترمذي" 2382 و"النَّسائي" في "الكبرى" 11824 و"ابن خزيمة" 2482 .
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى ِللهِ وَلِيًّا ، فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ. أخرجه ابن ماجة (3989) ، والحاكم ( 4/328 ) ، والبيهقي أيضا في " شعب الإيمان " ( 2316/1 ) الألباني انظر حديث رقم : 2029 في ضعيف الجامع
وفي الصحيح من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يومَ القيامةِ يأتون بحسناتٍ كأمثالِ الجبال بِيضًا، يجعلُها اللهُ هباءً منثورا". قال ثوبان: صفهم لنا أنْ لا نكون منهم يا رسول الله! قال: "أما إنهم إخوانُكم، ومن جِلدَتِكم، ويأخذون مِن الليلِ كما تأخذون، لكنهم إذا خَلَوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها".أخرجه ابن ماجه ( 4245 ) ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .
يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم ، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة ، فوقف مسلمة ينادي في الجند : من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال إنا يا أمير الجند ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين .. وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي عن صاحب النقد حتى يكرمه على ما فعل ، وكان يردد من الذي فتح لنا الباب فما يجيبه احد ! فقال أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار . فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ أنت صاحب النقب فقال الطارق هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه . قال مسلمة وما هي . قال : ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز ، قال مسلمة افعل له ذلك . فقال الطارق أنا صاحب النقب وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبا إلى سد الثغور في أماكن أخرى" ( ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 7/273 ) .

لذا فإن الصوم يربينا ويعلمنا على أفضل العبادات : عبادة السر , يقول ابن القيم – معلقاً على عبارة أمير المؤمنين : " ومن تزين بما ليس فيه شانه الله " : " لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ، فإنه يظهر للناس أمراً وهو في الباطن بخلافه ، عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعاً وقدراً ، ولما كان المخلص يُعجَّل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس ، عجَّل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته ، أن شانه الله بين الناس ، ؛ لأنه شان باطنه عند الله ، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا " ( إعلام الموقعين : 3/180).
ورضي الله عن عمر الفاروق القائل : " فمن خلصت نيته في الحق ، ولو على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزّين بما ليس فيه شانه الله " .
قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق, قال ابن الجوزي :فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.التذكرة الحمدونية 1/51.

فكما أن هؤلاء قد أخلصوا لله تعالى في صومهم فإنهم أيضا يجب أن يخلصوا له في سائر عبادتهم , فيخلصون له في صلاتهم ويجعلونها له سبحانه وحده , لذا كانت صلاة الليل من أفضل الصلوات لأنها تكون سراً بين العبد وربه , وقال تعالى في وصف المؤمنين المتقين : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) سورة الذاريات .
عن سهل بن سعد أإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أحبب من شئت ، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل عزه استغناؤه عن الناس " .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 – 325 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505.
عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، وَثَلاَثَةٌ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ ، وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، فَمَنَعُوهُ ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا ، لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ اللَّهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي ، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا ، وَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ ، أَوْ يُفْتَحَ لَهُ . وَالثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ : الشَّيْخُ الزَّانِي ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ. أخرجه "أحمد" 5/153 (21682) و"التِّرمِذي" 2568 و"النَّسائي" 3/207 و5/84 ، و"ابن خزيمة" 2456 و2564 و"ابن حِبان" 3349.
أخرج الإمام أحمد في الزهد (ص 148) وعنه أبو نعيم الأصفهاني في الحلية (1/165) والبيهقي في الشعب (5/416-417): إن أبا ذر كان يقول : (يأيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق ، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وصوموا الدنيا لحر يوم النشور ، وتصدقوا مخافة يوم عسير ، يأيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق) .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا مِنْ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ". أخرجه أبو داود (2/70 ، رقم 1451 ، والنسائى فى الكبرى (1/413 ، رقم 1310) ، وابن ماجه (1/423 ، رقم 1335) ، وابن حبان (6/308 ، رقم 2569) ، والحاكم (1/461 ، رقم 1189 ، وقال : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والبيهقى (2/501 ، رقم 4420) ، وصححه الألباني في المشكاة ( 1238 ) ، والتعليق الرغيب 217 ، وصحيح أبي داود ( 1182 ) وصحيح الجامع 333.
قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى تَفْسِير الْآيَة الْكَرِيمَة إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) سورة الأحزاب .
عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ وَقِيلَ قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلاَثًا فَجِئْتُ فِى النَّاسِ لأَنْظُرَ فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ فَكَانَ أَوَّلَ شَىْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ. أخرجه أحمد 5/451(24192) و"ابن ماجة" 1334 والتِّرْمِذِيّ" 2485 الألباني : الصحيحة 2/113.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ.)". أخرجه أحمد 2/250(7404) و((أبو داود)) 1308 و((ابن ماجة)) 1336.
قال الشاعر :
يا رَجالَ الليِلِ جدُّوا * * * رُبَّ صْوتٍ لا يُرَّدُّ
ما يقوم الليل إلا * * * من له عزم وجِدُّ
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَيِيدٍ ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ ؟ قَالَ : يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي ، فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ ، جَاهِدًا ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ. أخرجه ابن خزيمة 37 , صحيح الترغيب والترهيب 1/8.
كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: "لأن أصلي في جوف الليل ركعة أحبُّ إليَّ من أن أصلي بالنهار عشر ركعات".
قال الشاعر :
لله قوم أخلصوا في حبه *** فأختصهم ورضا بهم خداماَ
قوم إذا هجم الظلام عليهم *** قاموا فكانوا سجدا و قياما
يتلذذون بذكره في ليلهم *** و نهارهم لا يفترون صياما
فسيفرحون بورد حوض محمد *** و سيسكنون من الجنان خياما
و سيغنمون عراسا بعراسِ *** و يبوءون من الجنان مكانا
و تقر أعينهم بما أخفى لهم *** و سيسمعون من الجليل سلاما
كان هناك رجلا اشترى غلاما,فقال الغلام: يا مولاي إن لي معك ثلاثة شروط:- احدها:أن لا تمنعني عن الصلاة المكتوبة إذا جاء وقتها. ثانيها: أن تأمرنى بالنهار ما شئت ولا تأمرنى بالليل. ثالثها:أن تجعل لي منزلا في بيتك لا يدخله غيري. فقال له الرجل:لك هذه الشروط انظر في البيوت فاختار الغلام بيتا خرابا. فسأله الرجل عن السبب. فأجاب الغلام:-يا مولاي أما علمت أن الخراب مع الله بستان. فكان يخدم مولاه بالنهار ويتفرغ للعبادة بالليل وفى يوم طاف مولاه في الدار فبلغ حجرته فإذا هي منورة والغلام ساجد وعلى رأسه قنديل من نور
معلق بين السماء والأرض والغلام يناجى ربه ويتضرع ويقول:الهي أوجبت على حق مولاي خدمته بالنهار ولولا ذلك ما اشتغلت ليلى ولا نهاري إلا بخدمتك فاعذرني يا رب. ومولاه ينظر إليه حتى انفجر الصبح ورد القنديل
فاخبر امرأته فلما كانت الليلة الثانية اخذ بيد امرأته واراها ما يحدث وظلا يبكيان حتى الصباح فدعا الغلام
وقال له:أنت عتيق لوجه الله تعالى حتى تتفرغ لعبادة من كنت تعتذر إليه فرفع الغلام يده إلى السماء وقال:

يا صاحب السر إن السر قد ظهرا * * * ولا أريد حياتي بعدما اشتهرا ثم خر الغلام ميتا.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَمْ مِنْ أَشْعَثَ ، أَغْبَرَ ، ذِي طِمْرَيْنِ ، لاَ يُؤْبَهُ لَهُ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ. أخرجه التِّرْمِذِي (3854)الألباني:رقم : 4573 في صحيح الجامع .
كان بشر الحافي يقول : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ الذُّلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ العِزِّ، وَأَنَّ الفَقْرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الغِنَى، وَأَنَّ المَوْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ البَقَاءِ. وَعَنْهُ، قَالَ: قَدْ يَكُوْن الرَّجُلُ مُرَائِياً بَعْدَ مَوْتِه، يُحِبُّ أَنْ يَكْثُرَ الخَلْقُ فِي جِنَازَتِهِ. لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً. السير 19/466.

وكما أخلصوا في صلاتهم وجعلوها سراً بينهم وبين ربهم فإنهم – كذلك – يخلصون في صدقاتهم ويجعلونها خالصة له تعالى وحده , قال تعالى : " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) سورة البقرة .
وقال تعالى: " وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) سورة الرعد.
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) سورة فاطر.
عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيْدُ فِي الْعُمرِ ، وَفِعلُ الْمَعْرُوف يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ . شعب الإيمان ( 3442 ) صحيح الجامع ( 3760 ) .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِى خَلاَءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا فِى الْمَسْجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا في اللَّهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ : إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَمْ تَعْلَمْ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ. أخرجه : البخاري 2/138 ( 1443 ) ، ومسلم 3/93 ( 1031 ) ( 91 ) .
وهذا علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ،ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين وعن ابن عائشة قال : سمعت أهل المدينة يقولون :ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.!! الحلية 3/136 , صفة الصفوة 2/96.

ولا يكون الإخلاص في الصوم والصلاة والصدقة بل في سائر أعمالهم , عن قيس بن أبي حازم قال سمعت الزبير بن العوام يقول أيكم استطاع أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل . الزهد لابن المبارك 393.
قال الخُريبي : كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عملٍ صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها . " تهذيب الكمال ": 678.
كان أبوبكر رضي الله عنه إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء ، فاحتبس فيها شيئا يسيرا ، ثم عاد إلى المدينة . فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه فتبعه يوما خفية بعدما صلى الفجر فإذا أبوبكر يخرج من المدينة ، ويأتي على خيمة قديمة في الصحراء فاختبأ له عمر خلف صخرة ، فلبث أبوبكر في الخيمة شيئا يسيرا ثم خرج فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء وعندها صبية صغار ، فسألها عمر : من هذا الذي يأتيكم ، فقالت : لا أعرفه ، هذا رجل من المسلمين يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا ، قال : فماذا يفعل ؟ قالت : يكنس بيتنا ، ويعجن عجيننا ويحلب داجننا ثم يخرج . فخرج عمر وهو يقول : لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ، لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر . تاريخ دمشق لابن عساكر 30/322.
روي أن يوم المحشر سأل عبد ربه : يا رب أين فلان وفلان لم أرهم؟ قال جل وعلا هؤلاء عبدوني سرا فأدخلتهم جنتي سرا.

ولقد ضرب السلف الصالح رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في حسن الإخلاص في العبادة لله رب العالمين , من ذلك ما روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كان يصلي في بيته فإذا شَعَرَ بأحدٍ قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول: هذا لا يفتر من النوم؟! غالب وقته على فراشه نائم؟! وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم .
قال الأعمش: كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف وقال: لا يراني هذا أنِّي أقرأ فيه كل ساعة.
وللإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات في التفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته, ولما دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموت ووقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت مني وأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ، فأظهرت كتبه بعد ذلك.
ودخل عبد الله بن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً، فقال رجل قد عَرَفَه لصاحب المحل: هذا ابن محيريز فأحسِن بيعه، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا، لسنا نشتري بديننا ".
وروى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين, فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً, فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح, فلما أصبح الصباح ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلى السجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..!.
ورأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع فقال له: ما هذا؟ قال: إني لم أصل البارحة، فقال ابن عمر: أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان.
ووقف رجل يصلي في المسجد، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديداً، فجاء إليه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال: " أنت .. أنت .. لو كان هذا في بيتك ".
كان الإمام أحمد يقول: " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف، قد بُليتُ بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً ".
قال الشافعي: " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء ".
روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر. انظر : خمسون قصة من إخلاص السلف : أرشيف ملتقى المحدثين ( الموسوعة الشاملة 2/403 ).
فتعلم من الصوم حسن الإخلاص لله تعالى , وحسن المراقبة له وحده , وتعلم منه أن تدفن حسناتك كما تدفن سيئاتك .
اللهم اجعلنا ممن يقولون فيعملون , ويعملون فيخلصون , ويخلصون فيقبلون , ويقبلون فيفوزون




رد: الصوم وعبادة السر

شكـــــــــــــ بارك الله فيك ـــــــــرا




رد: الصوم وعبادة السر

شكرا جزيلا




رد: الصوم وعبادة السر

الونشريس




التصنيفات
فقه العبادات

الصوم في الاسلام

الصوم في الاسلام


الونشريس

الصوم في الاسلا م

بسم الله الرحمان الرحيم

جزء من سلسلة
الإسلام

الونشريس

العقائد والعباداتالتوحيد · الشهادتان · الصلاة · الصوم
الزكاة · الحج

تاريخ الإسلامصدر الإسلام · العصر الأموي
العصر العباسي · العصر العثماني

الشخصيات الإسلاميةمحمد · أنبياء الإسلام
الصحابة · أهل البيت
المسلمون
نصوص وتشريعاتالقرآن · الحديث النبوي
الشريعة الإسلامية . الفقه الإسلامي
فرق إسلاميةالسنة · الشيعة · الإباضية · الأحمدية
حضارة الإسلامالفن · العمارة
التقويم الإسلامي
العلوم · الفلسفة

تيارات فكريةالتصوف · الإسلام السياسي
حركات إصلاحية
الليبرالية الإسلامية

مساجدالمسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى
مدن إسلاميةمكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس
انظر أيضامصطلحات إسلامية
قائمة مقالات الإسلام
الإسلام حسب البلد
الخلاف السني الشيعي
ع · ن · ت
الصوم في مطلق الإمساك عن الشيء، فإذا أمسك شخص عن الكلام، أو الطعام فلم يتكلم، ولم يأكل، فإنه يقال له في اللغة: صائم، ومن ذلك قول القرآن: {إني نذرت للرحمن صوماً} أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام، وأما معناه في اصطلاح الشرع فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس، بالشروط التي وضعها الفقهاء وهذا التعريف متفق عليه بين الحنفية؛ والحنابلة، أما المالكية والشافعية فإنهم يزيدون في آخره كلمة "بنيّة" فالنية محل خلاف. فرض صوم رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة.
"قال رسول الله" : من صام رمضان ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. (رواه أبو هريرة)
كل عمل ابن اّدم يضاعف: الحسنة بعشر امثالها الي سبعمائة ضعف، قال الله تعالي: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل : إني امرؤ صائم. روى عن أبو هريرة ان رسول الله -صلى اله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فقد قال رسول الله- -"أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر" من الآراء التي ذكرت في حكمة الصيام
1-الإنسان تحكمه عاداته، ويصل به الأمر إالى أن يصبح مجموعة من العادات، فتتحكم فيه إلى درجة فيعدو معها، كأنه آلة من الآلات فيبتعد عن المرونة التي تفرق بينه وبين الآلات. والإنسان الذي تحكمه عاداته : يصبح عبدا لها وفرض الله الصيام لتحرير الإنسان من هذه العبودية، فإن الصيام يعلم الإنسان نوعا من المرونة، حتى لا يتصرف تصرف الآلة.
2-يشير المرحوم فريد وجدى إلى فائدة الصيام من الناحية الطبية ففى عهد أبقراط علم الناس بأنه ينقى الجسم من سموم الأغذية، فإن المواد الحيوانيه تحتوى على مواد دهنية الإكثار منها يؤدى إلى إصابه اإنسان بآفات مرضية ومن ثم فالصيام ذو تأثير بالغ في تخفيف الأعراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة.
3-فرض الله الصيام ليحس الغنى بألم الجوع، فيحسن على الفقير، وبذلك يتم العطف والمودة، وينشأ عنهما تماسك المجتمع.
4—فرض الله الصيام لتقوية العزيمة وتهذيب للنفس وتدريب المسلم على الصبر.
عن سهل بن سعد، عن النبى " إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم. يقال أين الصائمون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، اغلق فلا يدخل منه أحد
عن أبى هريرة قال : قال رسول الله " ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة : : الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع". أنواع الصوم
عند المالكية، والشافعية، والحنابلة الصيام ينقسم إلى أربعة أقسام:

  • صيام مفروض: وهو صيام شهر رمضان أداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، والصيام المنذور.
  • الصيام المسنون
  • الصيام المحرم
  • الصيام المكروه

أما الحنفية فقالوا ففيها رأيان. الرأي الأول يرى أن النذر واجب لا فرض ولذا تنقسم الصيامات عندهم إلى ثمانية أقسام:

  • الصيامة المفروض فرضاً معيناً، كصوم رمضان أداءً في وقته.
  • الصيام المفروض فرضاً غير معين، كصوم رمضان قضاءً في غير وقته؛ فمن فاته صيام شهر رمضان أو بعضه، فإنه لا يلزمه أن يقضيه في وقت خاص، ومثله صوم الكفارات، فإنه فرض غير معين.
  • صيام واجب معين، كالنذر المعين.
  • صيام واجب غير معين، كالنذر المطلق.
  • صيام النفل.
  • الصيام المسنون.
  • الصيام المستحب.
  • الصيام المكروه تنزيهاً أو تحريماً.

الرأي الثاني يرى أن النذر فرض ولذا تنقسم إلى سبعة أقسام:

  • فرض معين، وهو ماله وقت خاص كصوم رمضان أداء، والنذر المعين.
  • فرض غير معين، وهو ما ليس له وقت خاص؛ كصوم رمضان قضاءً، والنذر غير المعين.
  • الواجب وهو صوم التطوع بعد الشروع فيه، فمن أراد أن يتطوع بصوم يوم الخميس مثلاً. ثم شرع فيه فإنه يجب عليه أن يتمه، بحيث لو أفطر يأثم إثماً صغيراً، وكذلك يجب عليه قضاؤه إذا أفطره. ومثله صوم الاعتكاف غير المنذور، فإنه واجب كذلك.
  • الصيام المحرم:كصيام ايام العيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى وكذالك صيام يوم عرفه للحاج وصيام الحائض أو النفساء
  • الصيام المسنون:كصيام يوم الاثنين والخميس ويوم عرفه وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة لغير الحاج وصوم عاشوراء وهو العاشر من محرم وصوم ستة أيام من شوال
  • صيام النفل.
  • الصيام المكروه

أركان الصوم

أركان الصيام عند الحنفية، والحنابلة ركن واحد وهو الإمساك عن المفطرات، المالكية: اختلفوا، فقال بعضهم: إن للصيام ركنين: أحدهما: الإمساك، ثانيهما: النية، ورجح بعضهم أن النية شرط.
شروط الصوم

الشافعية قالوا: تنقسم شروط الصيام إلى قسمين: شروط وجوب، وشروط صحة، أما شروط وجوبه فأربعة:

  1. البلوغ
  2. الإسلام
  3. العقل
  4. الإطاقة حسا وشرعا

أما شروط صحته فأربعة :

  1. الإسلام حال الصيام.
  2. التمييز.
  3. خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً.
  4. أن يكون الوقت قابلاً للصوم.

الحنفية قالوا: شروط الصيام ثلاثة أنواع: شروط وجوب، وشرط وجوب الأداء، وشروط صحة الأداء. فأما شروط الوجوب، فهي ثلاثة:

  1. الإسلام.
  2. العقل.
  3. البلوغ.

وأما شروط وجوب الأداء فاثنان:

  1. الصحة.
  2. الإقامة.

وأما شروط صحة الأداء. فاثنان:

  1. الطهارة من الحيض والنفاس.
  2. النية؛ فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية تمييزاً للعبادات عن العادات.

المالكية قالوا: للصوم شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، أما شروط الوجوب فهي اثنان:

  1. البلوغ.
  2. القدرة على الصوم.

وأما شروط صحته فثلاثة:

  1. الإسلام.
  2. الزمان القابل للصوم.
  3. النية على الراجح من الآراء.

وشروط وجوبه وصحته معاً ثلاثة:

  1. العقل
  2. النقاء من دم الحيض والنفاس.
  3. دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت الشهر.

الحنابلة قالوا: شروط الصوم ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، فأما شروط الوجوب فقط، فهي ثلاثة:

  1. الإسلام.
  2. البلوغ.
  3. القدرة على الصوم.

وأما شروط الصحة فقط فهي ثلاثة:

  1. النية.
  2. انقطاع دم الحيض.
  3. انقطاع دم النفاس.

وأما شروط الوجوب والصحة معاً، فهي ثلاثة:

  1. الإسلام.
  2. العقل
  3. التمييز

الإمساك عن إيصال شيء إلى الجوف عمدا، مع ذكر الصوم، فيفسد بالأكل والشرب عمدا. هذه هي شروط الصوم الصحيحة من الناحية المادية ووللصالحين شروط أخرى :
1- غض البصر عما حرم الله.
2- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب.
3- كف السمع عن المحرم حتى لا يدخل فيمن قال الله فيهم "سماعون للكذب"
رمضان وقول الزور
عن أبي هريرة أن رسول الله قال : "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[3]
الأعذار المبيحة للفطر

هناك بعض الأعذار تبيح الفطر في رمضان على أن يقوم المفطر بالقضاء، أي أن يصوم بدلاً من الأيام التي فطرها، ويجب عليه انهاؤها قبل حلول رمضان الثاني. ولا يشترط أن يصومها متصلة بل يجوز له أن يفرقها.فإذا حل عليه رمضان الثاني قبل اتمامها فيكون عليه الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره والفدية مقدارها وجبتين كاملتين من أوسط ما يأكله ويجوز إعطائه للمسكين قيمتها. ونذكر فيما يلي الأعذار المبيحة للفطر:

  1. المرض: إذا لحق بالصائم مرض شديد أو خاف من زيادة مرضه إذا صام سواء بتفاقم المرض أو زيادة مدته؛ فيكون له أن يفطر، ويحدد هذا الأمر الطبيب.
  2. السفر: لمسافة لا تقل عن 84 كم، فإذا تضرر المسافر من الصيام فله أن يفطر.
  3. الحيض والنفاس.
  4. الرضاعة والحمل: إذا كان الصوم يضر بالحامل أو المرضع أو الطفل فلها أن تفطر أيضاً على أن تقضي أو تخرج الفدية كما أسلفنا البيان.
  5. كبر السن: إذا لم يطق العجوز الصيام أو لحق به مشقة فله أن يفطر ويخرج الفدية.
  6. العمل الشاق: للصائم الذي لا يجد سبيلاً آخر للرزق مثل الفعلة أو عمال المناجم له أن يفطر ولكن عليه الفدية.

مبطلات الصيام

يبطل الصيام إذا قام المسلم أو المسلمة بأي من: 1- الاكل 2- الشرب 3- الجماع 4- مايقوم مقام الاكل والشرب مثل الابر المغذية 5- انزال المني بشهوة بفعل الإنسان 6- القيئ العمد 7- الحجامة 8- خروج دم الحيض أو النفاس
صوم رمضان

صيام رمضان فرض وقيامه سنة
في رواية للنسائى، أن رسول الله قال : "إن الله فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" اللهم اجزينا في شهر رمضان خيرا باارحم الراحمين واغفر للمسلميت والمسلمات الأحياء منهم والاموات امين
صيام التطوع

1- صيام ستة أيام من شوال:
عن أبى أيوب الأنصاري: أن النبي قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر"،
2- صيام تسع ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج:
عن أبى قتادة قال: قال رسول الله –: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية" رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.
3- صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوم قبلها ويوم بعدها:
عن ابن عباس قال: قدم النبي—المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال –: "أنا أحق بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه. متفق عليه. – عن ابن عباس قال: لما صام رسول الله—يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظِّمه اليهود والنصارى… فقال: إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله –. رواه مسلم وأبو داود. وفي لفظ قال رسول الله : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع: (يعني مع يوم عاشوراء) رواه أحمد ومسلم.
4- صيام أكثر شعبان:
كان رسول الله يصوم أكثر شعبان. قالت عائشة: "ما رأيت رسول الله — استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان".
5- صيام الأشهر الحرم:
الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وسميت بذلك لأنها يحرم فيها القتال. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "أفضل صيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
6- صيام يومي الاثنين والخميس:
عن أبي هريرة أن النبي كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له؟ فقال: "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المتهاجرين فيقولون: أخرهما" رواه أحمد.
7- صيام ثلاثة أيام من كل شهر
قال أبو ذر الغفاري أمرنا رسول الله أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض؛ ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال: "هي كصوم الدهر".
8- صيام يوم وفطر يوم:
قال رسول الله "أحب الصيام إلى الله صوم داودوكان يصوم يومًا ويفطر يومًا".




رد: الصوم في الاسلام

بارك الله فيك اختي
لقد طلبة منا الاستادة البحث عن الصوم
وشكراااااااااااااا لك لقد اعطتتني كل ماهو عن الصوم




رد: الصوم في الاسلام

العفو يا اختي هذا واجبي