محاضرات الإحصاء الرياضي
ارفق لكم كتاب مبادئ التحليل الرياضي عربي
تاليف وولتر رودن
ترجمة د.عبدالسميع الجنابي
بصيغة pdf
تجدونه على الرابط التالي
بارك الله فيك أخي علي الجهد المبذول
و أهلا بك معنا في المنتدي
هذا الكتاب في التحليل الرياضي تضمن فصلا في الهندسة الريمانية وفصلا اخر في المنوعات (manifolds) ، ويندر عموما ان نجد كتبا عربية تتضمن مثل هذه الموضوعات ، الاانه يجب ملاحظة تخص تنسيق الكتاب حيث سيلحظ القارئ بعض الاسطر المائلة وهذا من الكتاب الاصل كما اتى من مصدره
وهذا اسمه ورابطه :
كتاب التحليل الرياضي – الجزء الاول – التوابع ذات متغيرات حقيقية متعددة
تاليف ج.شيلوف
ترجمة ابوبكر سعدالله
بصيغة pdf وتجدونه على الرابط التالي
ارفق لكم الجزء الثاني من كتاب التحليل الرياضي "التوابع ذات متغير واحد" عربي
تاليف ج.شيلوف
ترجمة د.ابو بكر سعدالله
بصيغة pdf وتجدونه على الرابط التالي
جزاكم الله خيرا
تمهيد:
إن تطور الذي عرفته أغلب الرياضات من تاريخ نشأتها إلى يومنا هذا يرجع أساسا حسب المختصين إلى تطور أساليب التدريب التي جعلت الرياضة في أعلى المستويات و خاصة كرة القدم التي خطت بدورها خطوات سريعة نحو التطور الذي لم يأت عبثا و إنما نتيجة اعتماد الأساليب العلمية في التخطيط و التدريب و الإشراف, فعمليات التدريب الرياضي تعتمد في الأساس على مبادئ علمية راسخة استمدت من علم التشريع و وظائف الأعضاء و البيولوجيا و علم الحركة و علم النفس و الإدارة الرياضية و غيرها من العلوم و التي لا يمكن التغاضي عنها في إعداد المدرب الرياضي الذي يعتبر أحد العوامل الأساسية في تطوير لعبة كرة القدم و الإرتقاء بها بل تتكامل معا مكونة جوهر القاعدة العلمية.
1- التدريب الرياضي الحديث:
1-1- مفهوم التدريب الرياضي:
التدريب Training- مصطلح مشتق من كلمة لاتينية» Traher « و تعني يسحب أو يجذب و قديما كانت تعني سحب الجواد من مربطه إلى حلبة السباق.
أما في العصر الحديث فقد عرف علماء الطب الرياضي و الباحثين المختصين في تدريب كالتالي:
البروفيسور: هولمان- «Holman» يعرف التدريب الرياضي على أنه عبارة عن جميع كميات الجمل المعينة المعطاة للرياضي في الفترة الزمنية يهدف إلى دفع الإنجاز الذي يؤديه ’بحيث تتغير وظائف الأجهزة الخارجية و العضوية.)علي نصيف، قاسم حسن حسين،1980: 15)
و يقول الدكتور» Harre «هاري أن التدريب الرياضي يتطرق إلى جميع أوجه حياة الفرد و يصبح في معظم الأحيان عاملا هاما تتأثر به طريقة حياة الفرد و أسلوب معيشته. (حسن علاوي،1679 : 39).
أما الباحث« Matwin» ما تفيف، فيرى أن إصلاح التدريب الرياضي يعني التحضير الجسمي و التكتيكي و التكنيكي و العقلي و النفسي و التربوي للرياضي بمساعدة التمرينات الجسمية عن طريق الجهد. (علي نصيف، قاسم حسن حسين،1980 : 16)
و يقول الدكتور عصام عبد الخالق أن التدريب هو التمرين المنظم للحركات الرياضية المبينة على أسس العلمية في إطار خطة موضوعية مع مراعاة النواحي التربوية،و كذلك الرعاية الصحية بهدف الوصول بالفرد إلى أعلى مستويات النشاط الرياضي و المهارات الحركية و القدرات الخططية و كذلك الدوافع النفسية
مما سبق نستنتج أن التدريب يشمل كل الجوانب الخاصة بالفرد سواء كانت بدنية ،تكتيكية أو إجتماعية و نفسية و حتى صحية. (عبد الخالق،1972 : 11(
عرَّف أحد العلماء التدريب الرياضي حيث قال:«"التدريب الرياضي فيه خاصة منظمة للتربية الشاملة المتزنة تهدف للوصول بالفرد إلى أعلى مستوى ممكن في نوع النشاط الرياضي المختار، كما تساهم بنصيب وافر و إعداد الفرد للنصر و الإنتاج و الدفاع عن الوطن"».(فائز مهنا،1985 :227، 233)
التدريب الرياضي عملية تربوية تخضع في جوهرها إلى قوانين و مبادئ العلوم كعلم التشريع، علم الأعضاء(الفيزيولوجية) و علم الميكانيك … إلخ و العلوم الإنسانية (كعلم النفس و علم التربية…..) و هدفها إعداد الفرد للوصول إلى أعلى مستوى رياضي تسمح به قدراته و إستعداداته و إمكانياته و ذلك في نوع النشاط الرياضي الذي يتخصص
فيه و الذي يمارسه بمحض إرادته. (فائز مهنا،1985 :227، 233).
التدريب الرياضي يفهم منه الأعمال التي تتضمن الصحة الجيدة،التعليم،التنمية البدنية الإيقاعية،تحكم تقني و تكتيكي و مستوى عالي لتطوير القدرات الخاصة،هذه الأعمال كذلك مهمة لجلب مجموعة معارف النظرية و الطريقة الخاصة بالرياضي في المجتمع التطوري العلمي و التقني للبلد، و من الجوانب المباشرة الفعالة في التدريب الرياضي التي تتدخل في نظام المنافسات الرياضية و تلعب دور في شكل الحياة و الشروط التنظيمية للتدريب،و التخطيط،ضمانات الأجهزة،الجوانب التقنية الطبية و العلمية تدخل أيضا في مستوى المعارف و التحكم البيداغوجي للمدرب. (بوداود،1986 : 14)
التدريب معناه في اللسان الجاري هو التحري في التخصصات الأكثر إختلافا و المحددة عادة بواسطة التمرين البدني بالإشارة إلى تحقيق المستوى الأكثر إرتفاعا ممكنا حسب الأهداف المسطرة في هذا الإتجاه.
يرى مارتن (1977)أن التدريب بصفة عامة هو: «"الجانب الذي يكون فيه الإنتاج لتغيير الحالة (البدنية، النفسية و العاطفية)"».
المعنى الأكثر دقة للتدريب الرياضي هو عند ماتفيف (1972) يفهم منه التحضير البدني التقنوتكتيكي المعرفي و النفسي للممارس بمساعدة التمارينات البدنية الأحسن، أيضا للتدريب في المدرسة و الرياضة للصحة و إلى تحسين النظام و تطوير القدرات. (Weinek. J ،1987 : 110).
يختلف التدريب الرياضي عن سائر الوسائل الأخرى للتربية الرياضية التي تستهدف التأثير على الفرد كدروس التربية الرياضية في المدرسة أو نشاط وقت فراغ أو النشاط الترويحي ومن أهم الخصائص التي يتميز بها التدريب الرياضي مايلي:
الهدف الرئيسي من التدريب الرياضي هو محاولة الوصول بالفرد إلى أعلى مستوى رياضي يشكل أساس ما يسمى برياضة المستويات و رياضة المنافسات أي ممارسة النشاط الرياضي بغرض تحقيق أحسن ما يمكن من مستوى رياضي في البطولات أو المنافسات الرياضية المختلفة. (فايز مهنا : ص 14).
من أبرز الخصائص التي يتميز التدريب الرياضي في العصر الحديث إعتماده على المعارف و المعلومات العلمية، فالتدريب الرياضي الحديث يستمد مادته من العديد من العلوم الطبيعية و الإنسانية كالطب الرياضي، الميكانيك الحيوية، علم الحركة،علم النفس الرياضي و علم التربية و على الإجتماع الرياضي و غير ذلك من المعارف و المعلومات التي تربط تطبيقاتها بالمجال الرياضي حيث أن الوصول إلى مستوى رياضي متقدم دون الإرتباط بالتدريب العلمي الحديث أصبح مستبعدا.
التدريب الرياضي ذو صبغة فردية لدرجة إذ أنها تراعي الفروق الفردية من حيث درجة المستوى أو العمر، مثال: يختلف تدريب الناشئ عن تدريب لاعب الدرجة الثانية الذي يختلف عن تدريب اللاعب الدولي.
وعند لاعبي كرة القدم تختلف حسب مركز اللاعب في الفريق، لهذا يتطلب إختيار دقيق لطرق التدريب الرياضي المتعددة لتشكيل حمل التدريب و فترات الراحة كما يتطلب التركيز على النواحي بدنية و تقنية معينة و إستخدام وسائل مختلفة للرعاية و الإشراف و التوجيه.
التدريب الرياضي عملية ترتكز أو تتميز بالإستمرار و ليس الموسمية و يعني هذا أن الوصول إلى أعلى المستويات الرياضية العالية يتطلب الإستمرار في التدريب طوال الشهر أو أشهر السنة كلها.
يؤثر التدريب الرياضي على تشكيل أسلوب حياة الفرد بدرجة كبيرة إذ أن طبيعة النشاط الرياضي يتميز بالمستوى العالي و لهذا نجد أن التدريب يتطرق إلى جميع أوجه حياة الفرد و يصبح في معظم الأحيان عاملا هاما تتأثر به حياة الفرد و أسلوب معيشته. (لحمر عبد الحق، بوداود : 14).
يتميز التدريب الرياضي بالدور القيادي بإرتباطه بدرجة كبيرة من الفعالية من ناحية الفرد إذ يقع على المدرب الرياضي العديد من المهام التعليمية و التربوية التي تساهم في تربية الفرد الرياضي تربية شاملة متزنة و تتيح له فرصة لتحقيق أعلى المستويات الرياضية و يتطلب الأمر إتصاله المباشر بالعديد من المؤسسات التربوية التي ترعى اللاعب كالأسرة و المدرسة و غيرها وضرورة إيجاد العلاقات التعاونية الإيجابية معها و لكي يكلل الدور القيادي للمدرب بالنجاح لابد أن يرتبط بدرجة كبيرة من الفعالية و الإستقلال و تحمل المسؤولية و المشاركة فيها من جانب اللاعب إذ أن عملية التدريب الرياضي عملية تعاونية لدرجة كبيرة تحت قيادة المدرب.
1-3- أهداف التدريب:
*لأهداف الخاصة بالتدريب المنظم هي:
* الأهداف النفسية الحركية
* الأهداف المعرفية
* الأهداف النفسية
1-3-1- الأهداف النفسية الحركية:
يعني بالجوانب المختلفة ذات الكفاءة للتطور: المداومة، القوة، السرعة و إختلافاتها و من جهة أخرى القدرات الإرتباطية الحركية (النفسية) التي تهتم بوسط جوانب التعلم الحركي.
1-3-2- الأهداف المعرفية:
يفهم منها بصفة عامة، معارف النظام التقني و التكتيكي أيضا أنها المعارف العامة للقاعدة الممكنة للتفاؤل لفعالية التدريب.
1-3-3- الأهداف النفسية:
هي الإرادة أو قوة الإرادة، الفوز، أو الإنتصار على النفس، التحكم في النفس و هي مرتبطة بشدة بالجوانب النفسية مع إمكانية تحديدها.
1-4- مبادئ التدريب:
1-4-1-مبدأ التعميم:
لا يكون علمي و لا حديث إذا لم يلم بقدرات الرياضي (الصفات) و التي تخص التحسين المتعاقب أو الآتي، يطلق على هذا المبدأ أيضا مبدأ الشمولية لأن الرياضي كل متكامل و ليس مجموعة المعطيات و إذا اعتمدنا على المبدأ للتدريب فإننا نستعمل الوسائل العامة و المختلفة، أي أن التدريب هو مدركات كلية و عامة.
1-4-2- مبدأ الإستمرارية:
إن إعداد سلسلة من الحصص ضروري لتمثيل أي عمل كان،كما أن العمل على المدى الطويل يعطي تغيير جذري عميق و مستمر و نفس الشيء بالنسبة للحفاظ على المكتسبات بالطريقة نفسها وهذه التغيرات غير ممكنة إلا بعمل مستمر و منتظم،هذه الاستمرارية مقبولة بالنسبة للدورة، المرحلة،الموسم و المشوار وكل العمل خلال سنوات التدريب و يسمح بتطوير مستوى صفات الرياضي. (علي نصيف، قاسم حسن حسين،1980 : 26)
1-4-3- مبدأ التدريجية:
أثبتت الخبرات العديدة أن عمل الشدة المتابعة بالزمن هناك تدرج لا يمكن تحقيقه إلا بالنتائج الثابتة، هذا التطوير لا يمكن تحقيقه إذا لم يحتوي على زيادة في شدة و نوعية العمل، مبدأ التسلسل في الشدة مهم خاصة لوحدات التدريب عندما نكون نبحث عن عمل عديد المحتوى في اللياقة.
بداية الوحدة الحالة النفسية مستريحة تمارين التنسيق و السرعة، الإرتقاء، القوة العضلية مع المتابعة بتمارين الراحة غير التامة (السرعة، المداومة، القوة) و في الأخير تمارين المداومة. (Weinek. J ،1987: 89).
1-4-4- مبدأ التناوب:
كل المناهج الحديثة تعتمد على هذا المبدأ (تناوب المجهودات بوسائل التدريب) لأن تحقيق و مراقبة العضوية يعد عمل يتطلب الإشباع….. و لا يتفاعل مع المثيرات أو حمل التدريب حتى بتمثيل العمل و تفادي سوء التدريب و من الحكمة إستخدام التناوب.
مداومة مخزون طاقوي عضلي.
قـوة أيض ألبومين.
1-4-5- مبدأ التكرار:
العمل بالدورة يسمح بإعداد تمرين ما بطريقة منظمة و منهجية و كذا تحسين الصفات الحركية يستلزم تدخل نسبة مستمرة و منظمة بتكرار الحصص بنفس الطريقة، كما يجب في الأخير الحصول على العناصر التقنية و الآليات الصحيحة و الإعداد و الدقة ببعض التمارين أي إعداد من أجل تثبيت العمل.
1-4-6- مبدأ التجمع و الفريد:
التدريب الجماعي يتطلب الإبتعاد عن الملل و يسمح بالمنافسة و التصحيح بواسطة الملاحظة المستمرة للأخطاء التقنية، أين يكون تحسين العضوي، التكتيكي حيث أننا لا نستطيع تحقيق مستوى جيد إذا كان العمل الشخصي مع الأخذ بعين الإعتبار القدرات و المميزات الخاصة.
1-4-7- مبدأ المرحلية:
هو مبدأ تتعلق به كل الإستراتيجيات الخاصة بالتدريب حتى الوصول إلى الهدف المسطر،إذ هو وجه ضروري لتحقيق تطوير حالة التدريب. (Thill.Zhomas ،1989: 116 ).
1-5- واجبات التدريب:
مما سبق ذكره تتضح أن هناك واجبات لابد أن ينفذها المدرب واللاعب لتحقيق الهدف من التدريب وعملية التدريب-كأي عملية تربوية-ذات شقين هما الشق التربوي والشق التعليمي وهذان الشقان موحدان لا ينفصلان إطلاقا أثناء سير عملية التدريب،وإلا أصبحت عملية قاصرة لا تؤتي ثمارها. (حنفي محمود مختار : 12).
1-5-1- واجبات التربوية:
يقع كثير من المدربين في خطأ جسيم إذ يعتقدون أن العناية بالتوجيه لتنمية الصفات و السمات الخلقية و تطوير الصفات الإرادية للاعب لا قيمة، و لا يدرك المدرب مقدار خطأه إلا مؤخرا بعد تتولى هزائم فريقه، فكثيرا ما يكون الفريق مستعدا من الناحية الفنية تمام الإستعداد، إلا أنه من الناحية التربوية ضعيف تنقص لاعبيه العزيمة و المثابرة و الكفاح و العمل على النصر مما يؤثر بالطبع على إنتاجهم البدني و النفسي و بالتالي يؤثر على نتيجة المباراة.
لذلك فإن أهم واجبات الجانب التربوي التي يسعى المدرب إلى تحقيقها هي:
* العمل على أن اللاعب لعبته أولا.
* زيادة الوعي القوي للاعب.
* أن ينمي المدرب اللاعبين الروح الرياضية.
* تطوير الخصائص و السمات الإرادية التي تؤثر في سير المباريات و نتائجها كالمثابرة و التعميم. (مفتي إبراهيم حماد1988 : 23).
1-5-2- الواجبات التعليمية:
الواجبات التعليمية للتدريب هي الواجبات الظاهرة و المباشرة لعملية التدريب و التي يمكن أن يخطط لها المدرب بوضوح و تشمل ما يلي:
*الإعداد البدني للاعبين و هو الواجب الأول للمدرب.
*الإعداد المهاري للاعبين و ذلك بالعمل على أن يصل اللاعب إلى الإتقان التام
والمتكامل في الأداء الفني للمهارة.
*الإعداد الخططي،فقد أصبح التدريب على المهارات مرتبطا إرتباطا وثيقا بتعلم خطط اللعب.
*الإعداد الذهني، إن التفكير السليم و التصرف الحسن متطلبات هامة جدا لكل لاعب أثناء المباراة خاصة أثناء اللحظات الحرجة، إضافة إلى إكتساب المعارف و المعلومات المرتبطة بالرياضة و الصحة.
2- المدرب الرياضي:
2-1- مفهوم المدرب:
يمثل المدرب الرياضي العامل الأساسي و الهام في عملية التدريب، فتزويد الفرق الرياضية بالمدرب المناسب يمثل أحد المشاكل الرئيسية التي يقابل اللاعبين و المسؤولين و مديري الأندية المختلفة.
فالمدرب من وجهة نظر بعض المختصين ماهو إلا المحرك، و في بعض المواقف الأداء الصعب يصبح المدرب بمثابة المعلم.
كما ما يشير آخرون إلى أن المدرب الرياضي يعتبر كأي قائد متفرغ لهذا التدريب الرياضي فمهماته الأساسية بناء لاعبيه و إعدادهم بدنيا، نفسيا، مهاريا و فنيا للوصول إلى أعلى مستويات البطولة فهو أولا و أخيرا يقع على عاتقه العبئ الأكبر في المنهج التدريبي و النشاط التدريبي و أخيرا يجب علينا توضيح حقيقة هامة و هي أن مهمة التدريب تعتبر من الوظائف الصعبة تحتاج إلى شخصية ذات طابع خاص فهده المهمة تحتاج إلى مجهود داخلي و جسمي كبير. (زكي محمد محمد حسين 1997 : 10).
كما يعرف مفتي "إبراهيم حماد" المدرب الرياضي على أنه الشخصية التي يقع على عاتقها الإنسان، هي التي تسمح بتخطيط و قيادة التنظيم الخطوات التنفيذية لعمليات التدريب و توجيه اللاعبين خلال المنافسة. (مفتي إبراهيم حماد2001 : 31).
إن المعرفة الجيدة للإنسان هي التي تسمح بإستعاب مجموعة العلوم الإنسانية ،" و المدرب هو الذي يتكفل بتدريبات حصان الجري الرياضي". (La Rousse 1972 : 332).
"المدرب لا يحب الرياضي لذاته و لا لمجتمعه بل هو مكلف بتربيته و تكوينه".
(Dictionnair 1971 : 188).
و من هنا لزم أن يعرف المدرب مدى تأثيره في لاعبيه لأن لا يقتصر على توصيل المعلومات و الخبرات للاعبين بل يرتبط بكثير من الإلتزامات الأخرى.
2-2- شخصية المدرب:
تعتبر مهمة التدريب من الوظائف الصعبة التي تحتاج إلى شخصية ذات طابع خاص، فهذه المهمة تحتاج إلى مجهود ذهني و جسماني كبير.
لذلك فإن لشخصية المدرب و سلوكه بالغ الأثر على اللاعب، فهذه الشخصية لا يقتصر عملها على توصيل المعلومات و المعارف بل يمتد إلى أبعد الحدود من ذلك لتسجيل مجموعة من الواجبات المختلفة و المسؤوليات الضخمة التي يجب أن يتحملها.
الأمر الذي دعى إلى ضرورة توافر الشخصية التربوية الفريدة و المتميزة التي تستطيع أن تحقق هذا الإنجاز، إدا ما أوكل إليه هذه الوظيفة ألا و هي شخصية المدرب الرياضي.فالواقع يوضح لنا أن أمام هذه الشخصية التربوية العديد من المهام المطلوبة و المتوافقة منه. (زكي محمد محمد حسين 1997: 03).
كثيرا ما نسمع أم قوة فريق ما تكمن في قوة شخصية مدربه و عمله المستمر و الفعال فوق أرضية الملعب و خارجه، كما أن المدرب يجب أن يكون على دراية تامة بكل الأشياء التي تسبب له ردود أفعال متشددة أو بالأحرى عقدة نفسية تؤثر بالسلب على المعنويات و كذا تماسك الفريق و نتائجه، إذا هو بالرغم بأن يكتسب معارف سيكولوجية دقيقة تساعده على تصفية و تطهير حالته النفسية و كذا الجو النفسي الذي يعيشه الفريق، كما أن شخصية المدرب الناجح ترتكز أساسا على مكونات وخصائص نفسية محددة:" الشجاعة بجميع أشكالها، الإستمرار و المداومة في تطبيق البرنامج السنوي المسطر، المثابرة في العمل لتفادي اليأس، زيادة على إتخاذ القرار المناسب بحيث أن هذه الخصائص النفسية تشكل كلا متكاملا و هو الشخصية القوية للمدرب و التي تسمح له بالسير بالفريق على طريق النجاح و تحقيق الأهداف المرجوة". (باسم فاضل عباس العراقي 1993).
كما أشار بعض الباحثين إلى تعريف شخصية المدرب و من أهمهم:
إنطلاقا من ثلاثة أصناف في السلوك. (البيداغوجي: يربي، يعلم و L’etssiert Mest ) يشرح إنطلاقا من أخلاق جد معروفة و يسمو دائما إلى خلق علاقات( المربي و التلميذ) الحكيم: يفرض وجوده بقوة شخصيته و ثروة خبرته و بحدسه الحاد في الملاحظة. التقني: يستخدم بعض التقنيات الهادفة كالتدخل السريع لمعالجة الوضعية الصعبة و المختلفة. (Brules Gilive Tomas :76).
2-3- الصفات الأخلاقية في المدرب:
يتوجب على المدرب أن يكون طموحا و منضبطا، فإحتكاكه اليومي باللاعبين يؤثر مباشرة في سلوكهم لذا يتوجب عليه أن يحرص كل الحرص على ضبط أفعاله و أقواله و حتى مزاجه، فهو المربي و المهذب، لكي يواجه عليه إرساء علاقات جيدة مع لاعبيه تفاديا للمشاكل التي قد تواجه الفريق.
ومن أهم الصفات الأخلاقية التي يجب توفرها في المدرب نذكر منها:
أ- الإحترام:
"هي الصفة الثابتة في المدرب و التي يجب أن يناضل من أجلها حتى يبدو محترما.
فالإحترام هو ذلك الشيء الذي يجب على المدرب أن يكونه لنفسه، و عليه أن يكسبه، فمثلا طريقته،إذ يجب أن تكون له طريقة معينة و مقنعة فهي من الأساليب التي تكسب إحترام الجميع سواء اللاعبين، و يجب الإشارة هنا إلى بعض المدربين الذين يخلطون بين الإحترام و الشعبية لكن هناك فرق كبير بينهما، و قد يميل بعض المدربين إلى أن تكون له شعبية بصورة أكثر من اللازم إلا أنه يفقد الكثير من الإحترام ". (David William 1976: 76).
ب- الإهتمام بالأفراد:
« كما يحتاج المدرب أيضا بأن يمتلك صفة الحياد و الإهتمام الدائم بالنسبة لكل ما ينمي أي فرد في الفريق، شرط أن هذا الإهتمام لا يجب أن يكون قاصرا على الموسم الماضي.فمثلا من السهل جدا على أحد اللاعبين أن ينسى ما حدث لبعض المدربين بعد إنتهاء الموسم الرياضي و ذلك عندما يكون هؤلاء اللاعبين غير متضامنين مع هذا المدرب و عندما يحدث هذا فإنه يعطي الفرصة لبعض النقاد بأن يصرحوا بأن هذا المدرب يولي إهتمامه باللاعبين خلال الموسم الرياضي فقط ، و لكن بمجرد إنهاء الموسم فإنه لا يجهد نفسه أكثر من ذلك ».(Gevernall Paul 1988: 30).
ج- الأمانة:
" إنها إحدى الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدرب و التي ينبغي أن يصر عليها كل من كانت الرياضة مهنته ". (عبد المقصود السيد 1991: 31[.
د- الإخلاص:
" يعتبر الإخلاص من أحد الصفات الهامة التي يجب أن يتمتع بها المدرب الرياضي، فالإخلاص و أن يبذل المدرب قصارى جهده خلال عمله بقدر المستطاع و عام بعد أخر سوف يكون هذا المدرب من أفضل المدربين".(ألبيك علي الفهمي : 84).
هـ- الرغبة الملحة في الفوز:
يجب على المدرب أن يمتلك و يتمتع بالحماس و الرغبة الملحة في الفوز، وطبيعي أن تنعكس هذه الصفة على الخاصة بالرغبة في الفوز على اللاعبين، فليس هناك خطأ في تعلم اللاعبين بغرض تحقيق الفوز عند اللاعبين بغرض تحقيق الفوز مع إمدادهم بالقواعد و الروح الخاصة باللعب.
(محمد حسن زكي محمد : 119).
2-4 مميزات مدرب كرة القدم:
أن يكون ملما بمعرفة واسعة و دقيقة بما يسمح له فرض طريقة عمله و أفكاره و له القدرة الفائقة في الملاحظة.
* له القدرة على معرفة و فهم أفراد فريقه.
* أن يكون في عمله صبورا و متحكما في نفسه في المواقف الصعبة.
* أن يكون له القدرة على نسج شبكة من العلاقات مع أفراد فريقه.
(Jaques.Crevoisier :1985 139).
2-5- مدرب كرة القدم خصائص و سمات شخصية:
مهنة التدريب الرياضي تفرض على الذي يمتهنها أن تتوفر فيه جملة من الشروط لمواجهة متطلبات المهنة كالقدرة النفسية فالمدرب يجب أن يتحلى ببعض السمات التي تؤهله لممارسة التدريب فالإصرار و القدرة على قيادة الأفراد، القدرة على التخطيط و التنظيم إلى جانب الحزم و النضج لإنفعالي وتعمل المسؤولية، تلكم بعض الخصائص توجب توفرها في كل من يطمح أن يقود جماعة رياضية تنافسية. (Jaques.Crevoisier ،1985 :139).
2-6- المدرب كإداري:
لقد أخبر زيجلر««Zeagler أن عمل المدرب الرياضي يميل أن يكون ذا طبيعة إدارية تنظيمية و أنه من السهولة أن ندلل على ذلك أن أعمال المدرب هي إدارية من حيث الواجبات و المهام و الأدوار، فعلى المدرب أن يخطط و ينظم و يعين بعض الأفراد، و يوجه و يتحكم بل إن أغلب هذه الواجبات تتم و الأنظار مسلطة عليه بشكل يكاد يكون مستمرا من إدارة المؤسسة و هو الأمر الذي يدعونا إلى القول بأن عمل المدرب الرياضي، ‘إنما ينتسب إلى مهنة الإدارية الرياضية و مما يؤكد ذلك أن المدربين جماعات متفرقة لا يربطهم رابط مهني قوي إنما ينتسبون إلى بعضهم البعض من خلال تخصصاتهم الرياضية فقط أو إلى الإتجاهات الرياضية المنوطة بإدارة اللعبة أو النشاط. (أمين أنور الخولي ،1996 :187).
2-7- المدرب كمربي ناجح:
نجاح و فعالية المدرب تمر حتما عبر تطابق أهدافه و منهجية الوصول إليها إجرائيا فالنجاعة يمكن اعتبارها القدرة على تحقيق المهمة ،بلوغ الأهداف المحققة سابقا،إذن المدرب الناجح هو الذي يستطيع أن يصل إلى الأغراض و الأهداف المسطرة، الذي ينجح في مشاريعه المهنية،فالمدرب الناجح هو الذي يستطيع أن يصل بأفراد فريقه إلى مستوى من النمو في إكتساب المهارات الحركية و في تعلم تقنيات الإختصاص،فالنجاعة مرتبطة بتحقيق النتائج لا المناهج،فهنا النتيجة هي الشرط الأساسي، فلو فرضنا فريقان حققا نفس النتائج،نعتبر المدربان في نفس الخانة من النجاعة حتى و لو كان أحدهما سيء العلاقة بأفراد فريقه. (Lammour ،1986 :192).
2-8- دور المدرب إتجاه الجماعة " الفريق":
إن تدريب الرياضيين أو الفريق "الجماعة" غير محدد فقط بإيصال المعلومات الكافية حول تعلم التقنيات و كيفية تحسينها، ولا عن تطوير المهارات الحركية، للموضوع ليصبح مربي حقيقي و فعال.
فعلى المدرب أن يوفر الجو الذي تسوده الثقة و الإحترام المتبادل حيث أن الجو يبنى على أسس عادلة و متساوية و تقسيم المسؤوليات و يعرف الحالات التي يكون فيها اللاعبين و يعيشها أثناء الحصص التدريبية و خلال المنافسة و عليه معرفة المشاكل النفسية للملاعبين و كذا مراقبة سلوكهم و علاقاتهم و مردودهم، فمن الضروري على المدرب أن يفهم اللاعب الذي لا يستطيع التأقلم و التكيف مع جو الجماعة و أن يرجعه و يحاول إدماجه.
فالدور الصعب للمدرب إتجاه الجماعة هو كيفية توحيد اللاعبين و تكوين فريق متماسك بفضل مراقبته للعلاقات داخل الجماعة و نزعه لصفة الغيرة و الأنانية التي تعرقل فريق متماسك، و ذلك عن طريق تدخلاته و قراراته و إقناعهم بمسؤولية الجميع، و يبقى وفيا لقراراته، إذ هو في حد ذاته لا يتغير و عليه أن يحترم مبدأ « كن واقعي و عادل و صحيح» و يجب أن يذكرهم بواجباتهم الأساسية نحو الجماعة، بمعنى أن كل واحد منهم في خدمة الجماعة لأن كرة القدم رياضة جماعية أولا و قبل كل شيء، كما وجب على من أستاذ التربية البدنية و المدرب أن يفهم بالدرجة الأولى بأن كل لاعب كبير أو صغير كان يشكل شخصية منفردة تعامل بمثل ذلك. (Catell ،1966:135).
لكن من الملاحظ أنه لا يوجد لأي برنامج أو تقنية فعالة بغية تغيير تصرفات الرياضي الذي لا ينتبه لشخصية المدرب، أما الجانب السيكولوجي فكل فرد يملك نقائصه الشخصية لذا بعض الأفراد لا يستطيعون بكل بساطة أن يفهموا من طرف الآخرين.
المدربون مثلا بواسطة الملاحظة المحدودة، بعضهم يعمل على تطوير بعض التفضيلات و المهارات لدى بعض أنواع الأفراد إعتمادا على الطبائع و الحواس الشخصية و المثال أكثر سدادة أعطي من طرف المدرب الذي يحفظ من طبائع اللاعب الذي يملك أفكارا سابقة أصلية.
إذ نستطيع أن نؤكد بصفة مطلقة بأن مثل هذه الأفكار السابقة ستختفي لكن بالرغم من النيات الحسنة لهذا المدرب، هذه التصرفات العميقة لن تكف عن التظاهر و خلق مشاكل في الإتصال و هي صورة طبق الأصل و مباشرة لهذه التصرفات اللاإرادية.
و أحسن حماية ضد فعالية المدرب المحدودة لمثل هذه الميكانزمات اللاإرادية هي أن يخضع لعملية بحث داخلية Introspection و يقيم تصرفاته ليس هذا من جراء مثل هذه الحالات فقط أيضا من جراء المميزات الخاصة بتصرفاته التي تخلق له ردود أفعال سلبية.
2-9- المدرب و التدريس:
يعتقد كروتي» Krotee «أن التدريب الرياضي يجب أن ينظر إليه على أنه شكل من أشكال التدريس ،فالواجبات التعليمية تنتشر خلال وحدات التدريب ،فهو يؤثر تأثيرا بالغا على اللاعبين و لأن للشباب دوافع للعب و ممارسة النشاط و الحركة و البحث عن الإشارة و المتعة من خلال المنافسات الرياضية و يؤدي هذا الإتجاه بتوزي و سنكيلر "Pestolesi . Sinclair " فهما يعرفان عمل المدرب كأعلى مستوى لتعليم المهارات الحركية. (أمين أنور الخولي ،1996 :188).
2-10- أنماط المدرب:
إن الرياضيين يرغبون في المدرب نوع من الأب و الصديق في التعامل و أحيانا النوعين معا و ذلك حسب الموقف و الظروف و حتى مستوى الممارسة يؤثر في توقيعاتهم، فالمحنكون يولون أهمية إلى جانب العلاقاتي لمدربهم أم الذين هم أقل خبرة و حنكة فيميلون إلى الكفاءة الفنية ،و منه فدور المدرب يختلف من فريق إلى آخر، فنمط المدرب يكون حسب المهام:
* نوع لوغوتروب«Logo trop»:يهتم بالجانب العلمي و تنظيم العمل.
* نوع بيدو تروب «Piddotrop» يولي إهتماما خاصا بالجانب الإنساني و العلاقاتي.
2-11- تأثير شخصية المدرب في الفريق:
يقول " أرجيلفي " و " توتكو" أنه هناك عدة نقاط تتشابه بين المدرب و فريقه، فالمدرب غالبا ما يلجأ إلى إختيار الأفراد الذين يملكون صفات تتطابق و صفاته كما أن المدرب يحبذ أن يرى في الآخرين سمات شخصيته، فالمدرب العدواني يحبذ أن ينظم إلى فريقه لاعبون يتسمنون بنوع من العدوانية.
وحسب هاندري«Hendry» فإن اللاعبون لهم نفس الأراء حول المدرب النموذجي بمعنى وجوب توفره على نفس السمات الموجودة عند أفراد فريقه. (Flolova Rechter ،1975:21).
2-12- معوقات المدرب في تحقيق أهداف الفريق:
إن عدم وجود وظيفة ثابتة تحت ما يسمى المدرب الرياضي، جعلت أغلب المدربين يعمدون إلى العمل كمدربين غير متفرغين للتدريب أو مدربين لنصف الوقت، في محاولة منهم لتأمين أنفسهم على المستوى المادي الإجتماعي خال تلقيهم فرص العمل كمدربين أو إلغاء تعاقدهم مع الهيئات، وهو أمر مناف تماما في ظل المفهوم الضيق لواجبات المدرب و التي تنحصر في الفوز بأي ثمن في المنافسات.
و الأمر الثاني الذي يشكل مشكلة نفسية إجتماعية للمدرب من تلك الضغوط التي تقع على كاهل المدرب، باعتباره المسؤول الأول عن نتائج الفريق، و هذه الضغوط تطالب المدرب بالفوز و لا شيء غيره، و مصادر هذه الضغوط تتمثل فيما يلي :
* مسؤولي الإدارة في الهيئة(مدير المادي، مدير المؤسسة، و عميد الكلية) و
المشجعين (روابط المشجعين أو لجان الأنصار).
* أولياء الأمور (الوالد، الوالدة، كلاهما، الأخوة).
* مستوى طموح المدرب نفسه و ارتطامه بواقع للفريق
* وسائل الإعلام من الصحافة، الإذاعة و التلفزيون.
وهذه الضغوط تزيد من أعباء المدرب، وفي أغلب الأحوال تسبب له توتر مما يعرضه إلى أخطاء صحية و ربما مهنية، و لقد لوحظ أن بعض المدربين قد تأثروا بمثل هذه الضغوط حتى أنهم قد ينصرفوا بإطار مرجعي تربوي و حتى مهني ،بل إن منهم يكاد ينسى أو يتسنى أن هناك إعتبارات أخلاقية ينبغي أن يتعهد ها ، و تجاهل الإلزام الخلقي للاعبين لا يعفي المدرب من مسؤوليته إتجاه ذلك . (أمين أنور الخولي،1996:193).
3- الكفاءات التدريبية الواجب توفرها في المدرب:
كلنا نود أن ننجح في عملنا و نكون مثل يقتدي به و لكي نكون كذلك فلابد لنا من أن نقتدي بمن إتفق الناس على أنهم مبدعون و ناجحون في مهمتهم ألا و هي مهنة التدريب الرياضي.
" ظهرت حركة التربية القائمة على الكفاءات في إعداد المدرب كرد فعل للإتجاه التقليدي الذي يقوم بإعداد البرنامج للمدرب على إكتساب (اللاعب، المدرب) للمعلومات و المعارف النظرية اللازمة لهم دون التركيز على الكفاءات التي يجب أن يتقنها المدرب و المرتبطة بدوره في الموقف التعليمي و عدم قدرة البرنامج التقليدي على إحداث تغيير كبير لأداء الخريجين و ضعف الربط بين الجانب النظري و التطبيقي". (عبد الله عمرالغرام/ عبد السلام حامد،1993:42).
وقد حدد المتخصصون الكفاءات التدريبية الواجب توفرها في المدرب في سبعة مجالات وهي كالتالي:
3-1- كفاءة الأكاديمية و النمو المهني:
و تشمل إتقان التخصص و إكتساب حصيلة معرفية متنوعة، ومتابعة ما يستجد في مجال التخصص.
3-2- كفاءة التخطيط:
تضم صياغة الأهداف و تصنيفها في عدة مجالات، تحديد خبرات لازمة لتحقيق
الأهداف و تحديد الطرق المناسبة لتحقيق الأهداف.
3-3- كفاءة التنفيذ:
وفيها إثارة إهتمام اللاعبين بهد التدريب و ربط موضوع الحصص بالبيئة و إشراك اللاعبين في عملية التدريب.
3-4-كفاءات ضبط الصف:
و تعني جذب اللاعبين و تنمية الشعور لديهم و التعامل بحكمة مع المشكلات التي تنشأ أثناء الحصة التدريبية.
3-5- كفاءة التقويم:
فيها إعداد الإختبارات مع إستخدام التقويم الدوري ثم التحليل و تفسير النتائج و متابعة التقدم المستمر للاعبين.
3-6- كفاءات إدارية:
و تضم التعاون مع الإدارة و المشاركة في تسيير الإختبارات و تقديم الآراء و المقترحات التي يمكن أن تساهم في تطوير العمل.
3-7- كفاءة التواصل الإنساني:
فيها علاقات حسنة مع اللاعبين، رؤساء و حتى الأباء و تعريف اللاعبين على أسلوب أداب المناقشة و الحديث.
4- المدرب و التدريب:
يرى « أمين الخولي »أن للمدرب الرياضي الناجح مكانة إجتماعية مرموقة و هي مكانة تتناسب طرديا مع مستوى الهيئة في إطار التربية البدنية أو النادي الذي يعمل فيه، و كثيرا ما نرى المدرب الرياضي رجل مجتمع من الطراز الأول فضلا على أن وسائل الإعلام تلاحقه و تلقي عليه المزيد من الأضواء.
(أمين أنور الخولي،1996:184).
مما يجعل التدريب أكثر الوظائف و المهن التي تنال مكانة إجتماعية و هذا قد لا يتوفر في كثير من التخصصات المهنية في إطار التربية البدنية و الرياضية لأنه يرى نتيجة جهوده فور إعلان نتيجة المسابقة أو المباراة، كما أن نظام المرتبات أو المكافئات الخاصة بالمدربين الرياضيين و خاصة أصحاب الكفاءات و الخبرات و السمعة المهنية الطيبة يعد أكثر بكثير من غيرهم من التخصصات المهنية الرياضية الأخرى.
و حسب « قاسم حسن حسين » أنه يرتبط نجاح عمل المدرب إلى حد كبير بمستواه و معلوماته و معارفه و قدراته في نوع الفعالية أو اللعبة الرياضية التي يتخصص فيها. (قاسم حسين،1998 :25).
فكلما تميز المدرب بالتأهيل و التخصص الجيد و إزداد إتقانه للمعارف النظرية و طرق تطبيقها كذلك، " يكون مطلع على المجلات الدورية التخصصية المرتبطة بالتدريب الرياضي و التخصص خاصة، و يعتبر عضو نشط في رابطة المدربين أو إتحاد لعبته". (زكي محمد محمد حسين،1997 : 134) .
ليتمكن المدرب من تطوير المهارات الحركية للاعب و الوصول بالفريق إلى أعلى المستويات بمعرفته لخطط اللعب في مجال تخصصه، فيجب أن يلم المدرب بالجوانب النظرية و التطبيقية المختلفة في علم التدريب و أن يتقن الأداء الحركي و نمط اللعب و أن يكون لديه معلومات ترتبط بقواعد تطوير صفات الحركية و الخصائص البدنية و تنميتها، كما أنه يتطلب من المدرب أحيانا إجراء عرض بعض الفعاليات الحركية و المشاركة في الجانب التطبيقي مع اللاعبين خلال التدريب لذلك لا يجب على المدرب أن يكتفي بما توصل إليه في دربه التأهيلي العلمي بل عليه أن يجهد نفسه في زيادة الإصلاح على جميع المستجدات العلمية و المعرفية الحديثة.
فضلا عن ذلك فإن عملية التدريب الرياضي تتطلب من المدرب المعرفة الكاملة لمختلف الجوانب التنظيمية و القواعد الأخرى التي ترتبط بعمله و أن يلم بكل ما يتعلق بإستخدام الأجهزة و الأدوات الرياضية التي تستخدم في مجال عمله و ؟إتقان فهم القوانين و اللوائح التي ترتبط بتخصصه و قوانين بعض الألعاب و الفعاليات الرياضية الأخرى التي يحتاج إليها في واجباته.( قاسم حسين حسيني، 1998 :25) .
و من واجبات نجاحه، توثيق العلاقات و العمل المنظم مع الرياضي، و أن يكون لديه القدرة على التنظيم و الإدارة الفنية و النجاعة مرتبطة بتحقيق النتائج الإيجابية بغض النظر عن المنهج، فهنا النتيجة هي الأساس " فلو فرضنا فريقان حققا نفس النتائج فالمدربين يوضعا في نفس المرتبة من النجاح ،حتى و لو كان أحدهما سيء العلاقة مع أفراد فريقه ". (H.Lanceur،1986: 192).
5-تأهيل المدرب الرياضي:
ينقسم تأهيل المدرب الرياضي إلى أكاديمي، حيث يحمل الأول مؤهلا في مجال التربية البدنية و الثاني هم ممن لا يحملون شهادات من بعض الهيئات غير الأكاديمية و التي تعتبر الحد الأدنى لأسس لتدريب الرياضي التخصصي، لكنها لا تصلح لأي مجال من الأحوال في مجال تدريس التربية البدنية الرياضية.
حيث يتم إعداد المدربين عمليا في المعاهد المتخصصة و كذلك الأقسام و الكليات المختلفة، أيضا معاهد إعداد القادة الرياضيين و جمعيات المدربين أو في الأكاديميات الرياضية أو من خلال الدورات التي تنظمها الإتحاديات الدولية للعبة، و يتم تدريبه عمليا في مراكز تدريب الأندية و غيرها من المؤسسات الرياضية.
في معظم الدول المتقدمة نجد إجماعا على أن تكون الدرجة العلمية التي يحملها المدرب هي الدكتوراه أو على شهادات في مجال التدريب عالميا معتمدة من الإتحاد الدولي للعبة، و معتمد ضمن مدربي الإتحاد العام المشهورين و إن كان في بعض الأحيان يكتفي بدرجة الماجستير على أن تكون أقل درجة يسمح لها مزاولة عمل التدريب هي درجة البكالوريوس مع دورة أو دورتين تقدم من أحد الإتحاديات الدولية للعبة في مجال تخصصه.
(زكي محمد محمد حسن،1997 :224).
وللأسف لقد أظهرت الأبحاث و الخبرات الميدانية أن الإستناد إلى محتويات المدرب كلاعب سابق وحدها بالرغم من أهميتها لا تكون كافية لنجاحه في مهنة التدريب، و هو يعتمد عليه البعض في إختيار تعيين المدربين فهناك التأهيل التربوي للقيام بقيادة و تعليم اللاعبين من خلال تشخيص مستوى لاعبي الفريق و التخطيط البدني و المهاري و الخططي و النفسي و الذهني من متطلبات العلوم المختلفة التي ظهرت على ساحة علوم الرياضة حديثا.
و يعمل بعض خريجي كليات و أقسام التربية البدنية و الرياضية في مجال التدريب الرياضي، لكنهم أقلية بالنسبة للمدربين الذين تخرجوا من الكليات المتخصصة و اللذين لجؤوا إلى تأهيل أنفسهم من خلال الإشتراك فيما يطلق عليه الدورات التأهيلية و تدوم لفترات تتراوح مدتها ما بين أسبوعين و قد تصل إلى شهرين أو أكثر.
بديهي أن تلك الدورات لا تعتبر إعداد أو تأهيلا مهنيا بالمعنى المتعارف عليه، و كذلك فإن أساليب التقويم غالبا ما تنتهي بإختبارات صورية.
و لهذا فإن من الصعوبة إعتماد هذه الشهادات من قبل المؤسسات بإعتبارها تأهيلا غير أكاديمي.
و ينخرط تحت هذا التأهيل أو نوع التأهيل الرياضيون المعتزلون للرياضة، فهم يرون أنهم أحق الناس بالعمل في المجال الرياضي و بالأخص مجال التدريب و فرضهم الأول هو تاريخهم الرياضي و خبرتهم الطويلة كلاعبين متفوقين و أصحاب حركية رفيعة المستوى.
6- علاقات التفاعل في فريق كرة القدم:
إن فريق كرة القدم يشكل أسرة يتفاعل بداخلها مجموعة من الأشخاص لاعبين و مدربين و مسؤولين، إذ أن روح الجماعة هو الشرط الأساسي لضمان السير الحسن و التسيير الفعال لكل فريق كرة القدم.
6-1- علاقة المدرب بالفريق:
إن علاقة المدرب بالفريق-الجماعة- تكمن كما ذكرنا في كيفية توفير الجو الذي تسوده الثقة و الإحترام المتبادلين داخل هذه الجماعة، حيث أن هذه العلاقة هي عاملا مشتركا بين شخص و آخر، فعلاقته في معرفة شخصية كل لاعب بمفرده لأنه يشكل شخصية منفردة و مستقلة و المدرب مرغم بمعاملته على أساس ذلك، و أيضا مراقبة العلاقات القائمة بين اللاعبين و معرفة أحوالهم و مشاكلهم الصحية و النفسية التي تؤثر على مردود سلوكهم، زيادة على فهم قضايا و مسائل اللاعبين الذين لم يتأقلموا مع الفريق و كيفية إدماجهم و تكيفهم من جديد، بصفة عامة فالعلاقة التي تربط المدرب بالفريق هي علاقة أخوة و صداقة.
(باسل فاضل العراقي،1993:50) .
إذا أردنا على سبيل المثال أن نفهم لماذا اللاعب يتصرف كما يفعله في مباراة كرة القدم، فيجب أخذ شخصيته بعين الإعتبار بناءا على أفكاره و إحساسا ته و طبائعه مقارنة مع الرياضي بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة، هذه الظاهرة تظهر دائما عند الأفراد الذين يتصرفون في الحالات الرياضية بطريقة مختلفة تماما عما يقومون به في الحالات العادية.
فعلى المدرب أن يعلم و يدرب اللاعبين لا أن يستخدمهم فقط و عليه أن يعلم أن أهم شيء بالنسبة لهم داخل حقل الرياضة و خارجه لأن هذا سوف ينعكس على أدائهم تحت قيادته. (زكي محمد حسن،1997: 78) .
6-2-علاقة المدرب بالمدربين الآخرين في النادي:
ببساطة شديدة يعتبر المدرب نظريا في الأعضاء الفنيين كأي عضو و لا يجب أن يعتبر ذو وضع خاص، و المدرب دائما لا يجب أن لا يعطي إنطباعا عن كونه حالة خاصة و التي يمكن أن تخلق خصومات و عداوة بينه و بين باقي أعضاء الفنيين.
كثير من الأشياء يمكن أن تسبب نوع من المشاعر الخاطئة بين جماعة المدربين بعضهم البعض، كما أن الأجر الذي يعرضه النادي على المدرب يعتبر واحد من النقاد الشائعة و المسببة للتوتر.
و أحد الأشياء التي يتبعها المدرب لبناء علاقة عمل جيدة مع باقي المدربين و المدربين المساعدين هي الأخذ و الرد و التشاور بينهم دوريا لمعرفة مستوى الفرق أو مستوى أحد اللاعبين أو ضعف في أحد المراكز و كيفية التغلب عليها.
و في حالة وجود مدرب عام فإنه لا يجب أن يتدخل باستمرار في طريقة مدربي أحد الفرق، لأن هذا يمكن أن يخلق عدة مشاكل و أن يتم تدخله بصورة دقيقة للغاية يسبقها بعض المناقشات و المشاورات مما يجعل باقي المدربين و اللاعبين يعرفون أن المدرب غيور و مستعد لمساعدتهم و ذلك بقدر الضرورة. (زكي محمد حسن،1997:76) .
6-3- علاقة المدرب بالمسؤولين:
على المسؤولين أن يعملوا على نجاح كرة القدم بالدرجة الأولى مثلهم مثل اللاعبين و المدربين، إذ يجب على المسؤول أن يكون واع محب لفريقه، يعيش معه، يتبعه عن قرب، يوفر له كل الوقت و أحيانا أمواله……، و لكن دون تدخله في الشؤون التقنية الخاصة بالمدرب، و بصفة عامة يجب على هذا النوع من العلاقات أن تبنى على أساس الأخوة و الفاهم و لتسامح و التعاون من أجل تحسين سمعة الفريق و رفع مستوى كرة القدم في بلادنا بصفة خاصة. (باسل فاضل العراقي،1993:51)
6-4- العلاقات الإجتماعية الرياضية:
" إن العلاقات الإجتماعية القائمة في فريق كرة القدم تشكل بعض المميزات و التي تختلف تماما عن تلك القائمة في فريق كرة السلة". (Rechard : 84) .
كما أن« توتكو»ورفقائه يؤهلون بكل ثقة في كتابهم"Athlete Motivational Inventory" أن الثقة كما تظهر حسب هؤلاء الاختصاصيين تتميز بقبول الآخرين كما هو و بكل صفاتهم مع غياب عامل الغيرة و الارتقاء إلى غاية التفاهم مع الزملاء، زيادة إلى تجاهل كل النشاطات المخفاة للآخرين في إطار العلاقات الشخصية. (Tutko et ses Collaborator, ،1969 :166).
6-5- علاقة المدرب بالصحافة:
يلعب الكتاب و النقاد الرياضيين دورا هاما في مجال الرياضة إذ أنهم يقدمون خدمة جليلة للرياضة، ذلك حتما بنشر القصص الإيجابية عم المباريات و كذا اللاعبين و المدربين خاصة، تلك التي تتناول المدرب الذي يقوم بتدريب لاعبيه و الفريق بمستواه العلمي و خطط و طرق لعبه بحيث يجب على المدرب أن يأخذ المبادرة لخلق علاقة بين القانون و تبادل المنفعة مؤكدا نوع الشعبية المبنية على الحقيقة و التي تساعد على تقديم و نشر الرياضة، بحيث من الممكن أن نلاحظ أن الناس الذين يعلقون على النتائج في الألعاب الرياضية أن تبذلوا قصارى جهدهم لمساعدة هؤلاء الناس لكي يصبحوا أكثر وعيا و معرفة لهذا النوع من الرياضة، و ذلك بإيجاد بعض الوقت للحديث معهم حول الرياضة، أو بدعوتهم لحضور التدريب، و من هنا يجب أن تبدأ نقطة التحرك بين المدرب و رجال الصحافة لمساعدتهم على فهم نوع الشعبية التي يحتاجها الفريق و ليس ذلك النوع الذي يضر بشعبية اللعبة و بإستقرار المدرب في عمله.
خلاصة:
يعتبر الإلمام الوافي بالمعلومات المرتبة بعلم التدريب الرياضي سواءا كانت فيزيولوجية أو ميكانيكية، أو نفسية من الأمور الأساسية في نجاح أساليب التدريب الرياضي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما هو ماذا يمكن أن نفعل بهذه المعلومات في التدريب الرياضي؟
أهم عامل للإجابة على هذا السؤال هو قدرات و خبرات من يتعاملون مع هذه المعلومات و إستراتيجية التعامل معها و خاصة في رياضة كرياضة كرة القدم و التي كانت موضوع الفصل الموالي من البحث.