الوسم: الثانويات

قررت اللجنة الوطنية لمديري الثانويات والنظار في اجتماعها المنعقد أمس تعليق الإضراب الذي شنه مديرو الثانويات والنظار منذ عدة أيام واستئناف العمل الإداري. جاء ذلك استنادا إلى نتائج لقاء مكتب اللجنة مع الوزارة بداية الأسبوع، الذي أثمر عن افتكاك اللجنة الوطنية لقرار وزاري متضمن إيجاد صيغة من الصيغ لإعادة الاعتبار للمدير والناظر وتمييزه عن باقى الموظفين، لا سيما الأساتذة المكونين بالمؤسسة.

بلغ عدد التلاميذ المطرودين من المتوسطات والثانويات، الذين بلغوا 16 سنة مع نهاية السنة الدراسية 2022/ 2022”، أزيد من 400 ألف تلميذ مطرود من الدراسة بسبب رسوبهم وإعادتهم لأكثر من مرة في هذين الطورين. ومن المنتظر أن ينخفض هذا العدد بداية من سبتمبر المقبل بعد القيام بالطعون وإعادة إدماج البعض منهم.
حسبما كشفت عنه مصادر مسؤولة بقطاع التربية الوطنية، فإن السنة الدراسية المنصرمة 2022/ 2022 عرفت طرد أزيد من 400 ألف تلميذ في المستويين المتوسط
والثانوي، وهذا بسبب إعادتهم لأكثر من مرة، ما يستوجب على مدراء المؤسسات التربوية طردهم من المدارس. وأضافت مصادرنا أن العدد مرتفع أكثر لدى تلاميذ الثانوي، أي أزيد من 275 ألف تلميذ مطرود في السنة الثالثة ثانوي فقط. أما بالنسبة لعدد التلاميذ المطرودين في الطور المتوسط فقد فاق 150 ألف تلميذ، وأن هؤلاء المطرودين لديهم الحق في الإدماج مثلما تنص عليه قوانين وزارة التربية الوطنية.
وأشارت مصادرنا إلى أن أغلبية المطرودين قد أعادوا السنة أكثر من مرة ولم يعد لهم الحق في الإعادة، لكن في نفس السياق كشفت ذات المصادر أن هذا العدد من الممكن أن ينخفض مع بداية الدخول المدرسي المقبل، وهذا بعد استقبال إدارات المؤسسات التربوية للطعون من طرف التلاميذ أنفسهم أوأوليائهم، وبعد تنظيم مجالس الأساتذة بداية السنة، لإنقاذ ما يمكن انقاذه وإعادة من يكون له الحق في ذلك إلى الدراسة.
والجدير بالذكر أنه في كل سنة دراسية يواجه التلاميذ المطرودين وأولياؤهم عدة صعوبات في إعادة إدماجهم، خاصة أن العديد من مدراء المؤسسات التربوية يرفضون إعادة المطرودين، وهذا من أجل تخفيف الضغط عن الأقسام بسبب الاكتظاظ، وتحديد عدد التلاميذ في القسم الواحد بين 25 و30 تلميذا.

• تلميذ يحاول الإنتحار حرقا.. سيدة تضرب 4 أساتذة ومدير يتعرض للاعتداء

العنف المدرسي والانتحارات الاستعراضية تطال الثانويات
قام تلميذ بمحاولة انتحار استعراضية، داخل ثانوية في غليزان، بعد ما حمل قارورة بنزين مهددا بحرق جسده، كما اعتدت سيدة على 4 أساتذة في متوسطة ابنتها في أم البواقي مسببة لهم جروحا. وبالنعامة اعتدى ولي تلميذ على مدير مدرسة ابتدائية، وهي حوادث تؤشر لتطور العنف المدرسي، وبلوغه مستويات مقلقة، لاسيما مع انخراط الأولياء في الظاهرة.
شهدت أول أمس مدينة وادي ارهيو بغليزان، حادثة مدوية كان متقن "هواري بومدين" مسرحا لها، عقب إقدام تلميذ ثانوي على محاولة إنتحار فاشلة داخل المؤسسة التربوية، حيث هدد بإضرام النار في نفسه بواسطة مادة البنزين بسبب مناوشات لفظية بينه وبين أحد الأساتذة، ولحسن الحظ تدخلت مصالح الأمن لإقناع التلميذ بالعدول عن فعلته.
وحسب ما تسرب لـ"الشروق" من معلومات فإن الحادثة، أحدثت حالة من الهلع والفوضى العارمة وسط التلاميذ الذين شاهدوا فصولها على المباشر وهم تحت الصدمة لما بدر من زميلهم الذي كان في حالة هيستيرية عارمة .
وإستنادا لمصادرنا، فإن مصالح الأمن مرفوقة بعناصر الحماية المدنية حضرت إلى المؤسسة التربية عقب تلقيها بلاغا بالحادثة التي أربكت الطاقم الإداري والتربوي، خصوصا وأن التلميذ لم يستجب في بداية الأمر لنداء أساتذته لرمي قارورة البنزين وعدم إيذاء نفسه إلى أن تم حضور رجال الأمن الذين عرفوا كيف يقنعوه بالعدول عن محاولته بالإنتحار، حيث تمت مرافقته إلى مصلحة الإستعجالات، أين أخضع للكشف الصحي للتخلص من آثار الصدمة والقلق النفسي الذي كان يعيشه التلميذ، بينما فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادثة بعد الإستماع لأقوال التلميذ بحضور ولي أمره.
وقد رفضت إدارة المؤسسة الإدلاء بأي تصريح حول الحادثة التي هزت القطاع التربوي بغليزان، وتعد الأولى من نوعها التي لم يسبق وان شهدها القطاع، حيث لاتزال تتضارب المعلومات حول سبب إقدام التلميذ على محاولته هذه خصوصا داخل المؤسسة التربوية، وقالت مصادر ان سببها هو عدم إستجابة إدارة المتقن لاحتجاج التلميذ عن ما وقع له مع أحد الأساتذة. وما يدعو للقلق هو تمكن التلميذ من إدخال قارورة البنزين إلى المؤسسة التربوية.
كما قامت ولية تلميذة، تدرس بالمتوسطة الجديدة ببلدية قصر الصبيحي بولاية أم البواقي، صباح أمس بمهاجمة مجموعة من الأساتذة حاملة هراوة خشبية، وأصابت أربعة منهم بجروح مختلفة، فيما تمكنت مجموعة من الأستاذات السيدات من الإفلات وبأعجوبة من قبضة الولية التي ثارت ثائرتها وتحولت إلى الهيجان بسبب محاولاتها العديدة والمتكررة لإعادة ابنتها التلميذة إلى الدراسة في السنة الرابعة متوسط التي فصلت بشكل نهائي عن مواصلة الدراسة بحجة ضعف المعدل السنوي وتجاوز السن القانوني، الأمر الذي لم تتقبله ولية التلميذة التي لم تتوان ونتيجة حالة الغضب الذي كان يتملكها باقتحام القاعة الخاصة بمجلس الأساتذة والإعتداء على كل من صادف طريقها من الأساتذة.
وفي مدينة المشرية بولاية النعامة، تعرض أول أمس، مدير مدرسة ابتدائية للضرب من طرف والد تلميذ وتكسير نظاراته الطبية، المعتدي ثار بعد أن منعه المدير من الوصول إلى حجرة التدريس، خاصة وأن الوقت لم يكن مناسبا لزيارة الأستاذ، كون الساعة كانت تشير إلى 8 والنصف حسب مصادرنا، حينها حاول الولي الدخول بالقوة لتقع الواقعة، في حين تقدم مدير المدرسة بشكوى للمصالح المختصة.

يشل غدا الأساتذة ثانويات الجمهورية، احتجاجا على عدم التزام وزارة التربية بتعهداتها تجاه مطالب مستخدمي القطاع، حيث قرر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع العودة إلى الاحتجاج مع تنظيم اعتصام أمام مقر الوزارة الأربعاء المقبل.
وقال نوار العربي، منسق المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس أن الكناباست متمسكة بالإضراب الوطني المتجدد آليا كل اثنين، للضغط على الوصاية التي رفضت معالجة مطالب الأساتذة المطروحة، مؤكدا أن نقابته أمضت مع وزارة التربية محضرين خلال عهد الوزير السابق أبوبكر بن بوزيد، الأول كان بتاريخ الـ25 ديسمبر 2022 والثاني بتاريخ 15 أفريل 2022، كما أمضت مع الوزير الحالي بابا احمد عبد اللطيف على محضر ثالث بتاريخ الـ06 ديسمبر 2022، ورغم ذلك، المطالب لاتزال تراوح مكانها .
وأضاف المتحدث أن وزير التربية، طلب من النقابات منحه 100 يوم لتسوية مشاكلهم المطروحة ومعالجة ملفاتهم العالقة، غير أنهم انتظروا أكثر من 360 يوم من دون جديد.
وأعلن منشط الندوة، أن 27 أستاذا قد أحيلوا على العدالة، بولايات الشلف، قسنطينة، البويرة، بتهمة ممارسة نشاط نقابي، مؤكدا بأن هذه الممارسات عادت من جديد، وهذا ما يعني تراجع الحريات النقابية.
واغتنم نوار العربي الندوة الصحفية، ليوجه رسالة لأولياء التلاميذ، الذين اتهموا النقابات بالتلاعب بمستقبل أبنائهم، دعاهم فيها إلى مطالبة الوزارة بالالتزام بتعهداتها وتبني حوار جاد ومسؤول مع الشركاء الاجتماعيين، وكذا مطالبتها بضرورة العمل على تأمين المؤسسات التربوية، خاصة بعد ما أصبح كل من الأستاذ والتلميذ في خطر.