” التوكل على الله والاستعانة به خلق جليل يضطر إليه العبد في أموره كلِّها دينيِّها ودنيويها، لأنَّه وإن كان الله تعالى قد أعطى العبد قدرة وإرادة تقع بها أفعاله الاختيارية، ولم يجبره على شيء منها، فإنَّه لا حول له ولا قوة إلا بالله، فإذا اعتمد بقلبه اعتماداً كلياً قوياً على ربه في تحصيل وتكميل ما يريد فعله من أمور دينه ودنياه، ووثق به أعانه وقوّى إرادته وقدرته، ويسّر له الأمر الذي قصده، وصرف عنه الموانع أو خففها، وتضاعفت قوة العبد وازدادت قدرته، لأنَّه استمد واستماح [1] من قوة الله التي لا تنفد ولا تبيد.
والتوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل، ويوجب له النشاط التام على الأمر الذي توكل على الله به، ولا يتصاعب شاقاً، ولا يستثقل أي عمل، ولا ييأس من النجاح وحصول مطلوبه، عكس ما يظنه بعض المنحرفين الذين لم يفهموا معنى التوكل، أو فهموه لكن إنكار القدر والقضاء صرفهم عن الحق، فحسبوا أنَّ التوكل يضعف الهمة والإرادة، وأساؤوا غاية الإساءة حيث ظنوا بربهم الظن السوء، فإنَّ الله أمر بالتوكل في آيات كثيرة.
وأخبر أنَّه من لوازم الإيمان ووعد المتوكلين: الكفاية وحصول المطلوب، وأخبر أنَّه يحبهم، وأنَّه لا يتم الدين إلا به، ولا تتم الأمور إلا به، فالدين والدنيا مفتقرات إلى التوكل.
قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23] ، {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود: 123] ، {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } [التوبة: 129] ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا } [الأعراف: 89] ، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق: 3] ، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) }.
وللتوكل فوائد عظيمة:
منها: أنَّه لا يتم الإيمان والدين إلا به، وكذلك لا تتم الأقوال والأفعال والإرادات إلا به.
ومنها: أنَّ من توكل على الله كفاه، فإذا وعد الله عبده بالكفاية إذا توكل عليه، عُلِمَ أنَّ ما يحصل من الأمور الدينية والدنيوية، وأحوال الرزق وغيرها بالتوكل أعظم بكثير مما يحصل إن حصل إذا انقطع قلب العبد من التوكل.
ومنها: أنَّ التوكل على الله أكبر سبب لتيسير الأمر الذي تُوكِّل عليه [2] وتكميلِه وتتميمِه، ودفع الموانع الحائلة بينه وبين تكميله.
ومنها: أنَّ المتوكل على الله قد علم أنَّه اعتمد في توكله، واستند إلى من جميعُ الأمور كلِّها في ملكه، وتحت تصريفه وتدبيره، ومن جملتها: فعل العبد، فكلما فترت همته وضعف نشاطه أَمَدَّه هذا التوكل بقوة إلى قوته، وقد وثق بكفاية ربه، والوثوق والطمع في حصول المطلوب لا شك أنَّه من أعظم الأسباب الباعثة على الأعمال المرغبة فيها، وهذا أمر مشاهد معلوم.
ومنها: أنَّ المتوكل على الله حقيقة قد أبدى الافتقار التام إلى ربه، وتبرأ من حوله وقوته، ولم يعجب بشيء من عمله، ولم يتكل على نفسه لعلمه أنَّها ضعيفة مهينة، سريعة الانحلال، بل لجأ في ذلك إلى ربه، مستعيناً به في حصول مطلوبه.
وهذا هو الغنى الحقيقي، لأنَّه استغنى بربه وكفايته، وهو مع ذلك قد أبدى غاية المجهود، فتبين أنَّ التوكل لا ينافي القيام بالأسباب الدينية والدنيوية، بل تمامه بفعلها بقوة صادقة وهمة عالية، معتمدة على قوة القوي العزيز ” انتهى
المصدر : كتاب الشيخ المسمى ” فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد و التوحيد و الأخلاق و الأحكام المستنبطة من القرآن ” [117 – 119 ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] : في القاموس المحيط (310): «استمحته: سألته العطاء».
[2] : لعل العبارة: «الذي تُوكِّل عليه فيه».
ان التوكل على الله أساس النجاح في الدنيا و الآخرة ، وعند تصفحي لموقع الأستاذ الكبير عمرو خالد وجدت هذا الموضوع فرأيت أن أنقله لكم عسى الله أن ينفعكم به كما نفعني به
الإستقصاء : 18 سؤالا يمكنك من تقييم نفسك و إدراك مدى وجود قيمة التوكل في حياتك
1- حينما يواجهنى خصم أنا على يقين من تفوق قدراته على قدراتى أتوقف عن فعل أى شئ وأفوض الأمر لله ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
2- لا أثق كثيراً فى أن أى شئ يتم لى دون أن يكون من صنعى أنا دون سواى ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
3- لا أسعى فى فعل شئ ناحية أمر يفوق قدراتى فالمسائل محسومة إذا ما حُسبت بالأرقام ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
4- إذا ما تعرضت لظلم أكبر من قدراتى أسعى بما أستطيع وبعدها أفوض أمرى لله؟
( نعم ) ……………… ( لا )
5- ليس من المنطقى أن أسعى لمجابهة أمر أعلى من قدراتى فقد قدر الله الحياة بحسابات دقيقة ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
6- أرى أننا ضعفاء فى الأرض وبالتالى ليس علينا سوى انتظار معجزة إلهية ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
7- أعتقد أن الدعاء لرفع البلاء وحده كافى لتصحيح ما يضايقنا من أوضاع؟
( نعم ) ……………… ( لا )
8- الإيمان الحقيقى أن تفوض أمرى لله بعد عمل ما أستطيع ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
9- لم نعد فى عصر معجزات إلهية وبالتالى علينا الإعتماد على أنفسنا ووضع قواعد دقيقة لكل شئ ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
10- كم من مرة إجتهدت بقدراتى البسيطة وَمكَنِ ليَ الله من حيث لا أدرى ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
11- إذا ما تعرضت لمصيبة أو مشكلة أفوض أمرى لله وانتظر أن يحلها لى بقدرته؟
( نعم ) ……………… ( لا )
12- يستفزنى هؤلاء الذين يجتهدون فيما هو أعلى من قدراتهم بأن يسعوا وينتظروا نتيجة لصالحهم ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
13- أؤمن بأن نعمة الله بمساندة عباده هى رهناً بمدى رغبتهم هم فى مساعدة أنفسهم والعمل على ذلك ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
14- انهض فوراً حين تعرضى لمشكلة فاعلاً ما أستطيع ودائما انتظر التأييد من الله؟
( نعم ) ……………… ( لا )
15- بمراجعة حياتى وجدت أن المشكلات التى نجحت فى حلها قامت على السعي ثم تفويض الأمر لله ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
16- الإيمان بقدرة الله يعنى ترك الأمر كله له دون محاولة منى فهو غنى عن سعينا؟
( نعم ) ……………… ( لا )
17- (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) أفهم معنى الآية الكريمة بأنها تحثنا على السعى ثم التوكل على الله ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
18 – أعتبر التدخل فى حل مشكلة أكبر منى والسعى فيها عدم إيمان بأن الله قادر على حلها دون عمل منا ؟
( نعم ) ……………… ( لا )
حساب الدرجة : تحصل كل عبارة على درجة واحدة .. مع الأخذ فى الإعتبار أن بعض الفقرات تأخذ درجة إذا كانت الإجابة بـ ( لا ) ، وذلك على النحو التالى :
العبارات التى تحصل فيها على الدرجة إذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) هى أرقام :
4، 8 ، 10 ، 13 ، 14 ، 15 ، 17
العبارات التى تحصل فيها على الدرجة إذا كانت الإجابة بـ ( لا ) هى أرقام :
1 ، 2، 3 ، 5 ، 6 ، 7 ، 9 ، 11 ، 12 ، 16 ، 18
مستويات الدرجة : إذا حصلت على درجة كلية تساوى من 1- 6 فإن التوكل على الله لديك قيمة منخفضة
إذا حصلت على درجة كلية تساوى من 7 – 12 فإن التوكل على الله لديك قيمة متوسطة
إذا حصلت على درجة كلية تساوى من 13 – 18 فإن التوكل على الله لديك قيمة مرتفعة
وضع هذا الاستقصاء من طرف الخبيرة النفـسيـة دالـيـا الشيـمـي – المنـتـدب لـلتـدريــس بـقسـم علـم الـنفــس و مدير مركز عـين عـلى بـكـرة للمـسانـدة النفسية و التنمية الأسرية.
بارك الله فيك
بوركــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــت اخي هديدو
المنجي : التوكل عبادة عظيمة لا يجوز صرفها لغير الله
محيط – رشا محمد
الشيخ فرحات سعيد المنجيالتوكل هو الثقة مما في يد الله سبحانه وتعالى، واليأس مما في يد الناس ولا تطلب منهم أي شيء لان الله هو الذي يصرف الأمور، وبالتالي فالتوكل هو الاستعانة بالله عز وجل وتفويضه في قضاء الأمور.
استهل الشيخ فرحات المنجي أحد كبار علماء الأزهر الشريف بهذه الكلمات حلقته من برنامج "الدين والحياة" على قناة "الحياة الفضائية"، والذي تناول فيها موضوع التوكل على الله وأهميته في حياتنا.
وأوضح الشيخ المنجي أهمية الأخذ بالأسباب في التوكل، خاصة أن التوكل على الله لا يتنافي مع الأخذ بالأسباب، بل إن الأخذ بها من صدق التوكل على الله عزل وجل.
ورأي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نموذجا للمؤمن المتوكل على ربه حق توكله.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول اله صلى الله عليه وسلم له :"يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قال معاذ : الله ورسوله اعلم، قال : إذا أنت توكلت على الله وأخذت بالأسباب فهذا هو التوكل المطلوب وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشرك به شيئا وحق الله للعباد أن من قال لا إله إلا الله خالص من قلبه دخل الجنة ولا تمسه النار ، قال معاذ يا رسول الله أبشر الناس، قال :لا تبشرهم فيتوكلوا " .
ومن قوله سبحانه وتعالى "َتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً".
وأوضح الشيخ المنجي أن التوكل عبادة عظيمة؛ لا يجوز صرفها لغير الله الواحد القهار، فالمؤمن الصادق الموقن يتوكل على الله وحده في كل ما يأتي ويذر، فيتوكل عليه سبحانه في طلب الرزق والنصرة ، وفي طلب الشفاء والعافية، وفي دفع السوء والضر، ويعتقد جازماً أنه لا رازق إلا الله.
توكل الأنبياء
وأشار إلى أن التفويض أقوى من التوكل لان الشخص فوض أمره كله إلى الله ولم ترد كلمة "التفويض" في القرآن الكريم إلا مرة واحدة في حكاية مؤمن آل فرعون في قوله "وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد". أما الثقة فقد ذكرت عدة مرات عندما أمرت أم موسى بإلقاء وليدها الرضيع في النهر فكانت عندها ثقة بالله وتوكلت عليه ورمته في النهر، وذلك في قوله تعالى :" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ".
وأوضح الشيخ المنجي أن الأنبياء مثل في التوكل على الله، وأعطي مثلا بذلك بـ"حمراء الأسد" ، حينما عزم المشركون على قتال النبي وأصحابه، فخرج وأصحابه بكل شجاعة و اقتدار، وبكل عزيمة و اصرار لمواجهة الجموع المتربصة ، متوكلين على الله وحده ، طالبين المدد منه سبحانه .
وجاء ذلك في قوله تعالي : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".
الصلاة تزيد هرمون السعادةالقاهرة: أكد الشيخ أحمد تركى أمام وخطيب مسجد النور بالعباسية أن الدراسات العلمية أثبتت أن الصلاة تزيد مادة الدوبامين الموجودة بالمخ والمسئولة عن الإحساس بالرضاء والراحة النفسية .
وقال تركى فى لقاء مع برنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى إن مادة الدوبامين هى المسئولة عن نقل الرسائل العصبية وتعرف بأنها "هرمون السعادة".
وأضاف أن الدراسات العلمية التى اجريت على المصلين اكدت أن الصلاة تحفز هذه المادة وتجعل الانسان يشعر بالرضاء والراحة النفسية والسعادة.
وتابع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد هذه الحقيقة ، فقد كان يقول لبلال ارحنا بالصلاة وكان يلجأ دائماً للصلاة عندما كان يشعر بالضيق .
وأشار الى أن الصلاة ايضاً تحرر الانسان من قيود الدنيا وتقربه من ربه ، وقد قال الله سبحانه وتعالى فى سورة العلق "أسجد واقترب".
وعن التبارك بالأولياء ، قال – أن اتباع نهج الأولياء فى العبادة والإقتداء بهم جائز ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أصحابي كالنجوم، بأيّهم اقتديتم اهتديتم".
لكنه في المقابل انتقد اللجوء للأولياء وتعظيمهم والتوسل اليهم لقضاء الحاجات ودعائهم لإزاحة الكرب دون اللجوء لله عز وجل واصفاً هذا بالشرك الناتج عن الجهل بأمور الدين .
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد:
فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ، وتقضى الحاجات ، و كلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود أتم تحقيق ، و هذا هو حال جميع الأنبياء و المرسلين ، ففي قصة نبي الله إبراهيم – عليه السلام – لما قذف في النار روى أنه أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال : "أما لك فلا و أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً و سلاماً عليه ، و من المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و دفع الضر .
و نفس الكلمة رددها الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ ) " سورة آل عمران : 173 – 174 " .
و لما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) " سورة القصص : 23 – 24 " أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب ، و تذكر كتب التفسير أنه كان ضاوياً ، خاوي البطن ، لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال ، و حاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب ، فلما أظهر فقره لله ، و لجأ إليه سبحانه بالدعاء ، و علق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة ، يقول تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ ) " سورة القصص : 25 " وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب ، و نفس الأمر يتكرر من نبي الله موسى ، فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم السلام – لما سار نبي الله موسى و من آمن معه حذو البحر ، أتبعهم فرعون و جنوده بغياً و عدواً ، فكان البحر أمامهم و فرعون خلفهم ، أي إنها هلكة محققة ، و لذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون ، قال نبى الله موسى : (كلا إن معي ربى سيهدين) قال العلماء : ما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى و من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده ، و لذلك قيل : فوض الأمر إلينا نحن أولى بك منك ، إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله ، الذي يعلم كفاية الله لخلقه: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) " سورة الزمر : 36 "
التوكل والتواكل:
قد تنخرق الأسباب للمتوكلين على الله ، فالنار صارت برداً و سلاماً على إبراهيم ، و البحر الذي هو مكمن الخوف صار سبب نجاة موسى و من آمن معه ، ولكن لا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل كما لا ينبغي التعويل على الحول و الطول أو الركون إلى الأسباب ، فخالق الأسباب قادر على تعطليها، و شبيه بما حدث من نبى الله موسى ما كان من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الهجرة ، عندما قال أبو بكر – رضي الله عنه – : لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآنا ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :" ما بالك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا "، و هذا الذي عناه سبحانه بقوله: ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا ) " سورة التوبة : 40 ".
والأخذ بالأسباب هو هدى سيد المتوكلين على الله – صلوات الله و سلامه عليه – في يوم الهجرة و غيره ، إذ عدم الأخذ بالأسباب قدح في التشريع، و الاعتقاد في الأسباب قدح في التوحيد ، و قد فسر العلماء التوكل فقالوا : ليكن عملك هنا و نظرك في السماء ، و في الحديث عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – قال : قال رجل : يا رسول الله أعقلها و أتوكل ، أو أطلقها و أتوكل ؟ قال : "اعقلها و توكل " رواه الترمذي و حسنه الألباني ، وأما عدم السعي فليس من التوكل في شيء، و إنما هو اتكال أو تواكل حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و التوكل على الله يحرص عليه الكبار و الصغار و الرجال و النساء ، يحكى أن رجلاً دخل مسجد النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة فرأى غلاماً يطيل الصلاة ، فلما فرغ قال له : ابن من أنت؟ فقال الغلام : أنا يتيم الأبوين ، قال له الرجل : أما تتخذني أباً لك ، قال الغلام : و هل إن جعت تطعمني ؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن عريت تكسوني؟ قال له : نعم ، قال : و هل إن مرضت تشفيني؟ قال: هذا ليس إلي ، قال : و هل إن مت تحييني ، قال : هذا ليس إلى أحد من الخلق ، قال : فخلني للذي خلقني فهو يهدين و الذي هو يطعمني و يسقين، و إذا مرضت فهو يشفين ،و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، قال الرجل : آمنت بالله، من توكل على الله كفاه
. و في قصة الرجل الذي كان يعبد صنماً في البحر ، و التي نقلها ابن الجوزي عن عبد الواحد بن زيد دلالة على أن التوكل نعمة من الله يمتن بها على من يشاء من خلقه حتى و إن كان حديث العهد بالتدين ، فهذا الرجل لما جمعوا له مالاً و دفعوه إليه ، قال : سبحان الله دللتموني على طريق لم تسلكوه ، إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته ، و كأنه لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته ، فغنيهم فقير ، و كلهم ضعيف و كيف يتوكل ميت على ميت : (وتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده). " الفرقان: 58 ".
و في الحديث :" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي و قال: حسن صحيح . و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم :" اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ". رواه البخاري و مسلم و كان يقول : "اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون ". رواه مسلم ، و كان لا يتطير من شئ صلوات الله و سلامه عليه ، و أخذ بيد رجل مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال : "كُلْ ثقةً بالله و توكلا عليه " رواه أبو داود و ابن ماجة .
التوكل على الله نصف الدين:
ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية ، فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و قال أيضاً : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ، و قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الإيمان ، و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون و يقولون : نحن المتوكلون ، فإن قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل الله تعالى: ) وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ( " سورة البقرة : 197 " وروي أن نبي الله موسى – عليه السلام – كان يقول : اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان ، و بك المستغاث و عليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك . عباد الله إن الله هو الوكيل ، الذي يتوكل عليه ، و تفوض الأمور إليه ليأتي بالخير و يدفع الشر .
من أسماء الرسول :المتوكل
و من أسماء رسول الله صلى الله عليه و سلم " المتوكل " كما في الحديث: " و سميتك المتوكل " .و إنما قيل له ذلك لقناعته باليسير و الصبر على ما كان يكره ، و صدق اعتماد قلبه على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار من أمور الدنيا و الأخرة و كلة الأمور كلها إليه، و تحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ، و لكم في نبيكم أسوة حسنة و قدوة طيبة ، فلابد من الثقة بما عند الله و اليأس عما في أيدي الناس ، و أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و إلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم يعطه ، و دعاه فلم يجبه و توكل عليه فلم يكفه ، أووثق به فلم ينجه؟ إن العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه ، و بسبب سوء ظنه ، و في الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء " و الجزاء من جنس العمل ، فأحسنوا الظن بربكم و توكلوا عليه تفلحوا ، فإن الله يحب المتوكلين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اللهم اجعل هذا في ميزان حسناتك
شكرا لك أختي بارك الله فيك جزاك الله خيرا نورتي الصفحة بمرورك
التوكل على الله
التوكل على الله، عبادة قلبية محضة، لا تمارس إلا بالقلب ، لا صلة له بالجوارح أو الحواس.. فالجوارح هي اليدان واللسان والعينان والأذنان ، كل الجوارح تعمل كأنه لا يوجد توكل. لكن القلب يتوكل على الله، كأنه لا توجد جوارح. القلب منقطع عن الأسباب، متصل بالله وحده، والجوارح تأخذ بالأسباب ليل نهار.
اصل كلمة التوكل :التوكل مأخوذ من إسم الله " الوكيل "، والذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك وهو أحد أسماء الله الحسنى ." الوكيل ". هو الذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك ويصلحك. ولذلك تسمع دعاء النبي وهو يقول لله: " لبيك وعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك ".
التوكل الذي نتحدث عنه، نحن في أشد الحاجة إليه من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذين ابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم من يرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقل بالأعباء، غارق في التعاسة.
هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسد على إنسان طريق، بحكمته يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمام عينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك.
الجنين في بطن أمه مثلاً.. يأتيه الغذاء من بطن الأم. غذاء واحد هو الدم. فإذا خرج إلى الحياة بكى. لماذا؟.. فقد الطريق الذي تعود عليه، وهو لا يدري أن الله برحمته أرسل إليه طريقين للغذاء: ثديي أمه. وبدلا مما كان الغذاء دما، أصبح لبنا شهيا. فإذا جاء الفطام بكى بحرقة، لأنه فقد الطريق الجديد الذي تعود عليه، فيفتح الله له أربعة طرق للرزق: طعامين وشرابين.
الطعامان هما: النبات ولحم الحيوان.
والشرابان: الماء واللبن.
فإذا جاءته الوفاة بكى!. لماذا؟ . لأنه سيفقد الطرق التي تعود عليها للرزق.
فإذا كان صالحاً، فتح الله له أبواب الجنة الثمانية. ذلك هو الوكيل. لا يسلمه إلى الشر أبدا. والإنسان بجهله يقول له: ليه يا ربي عملت فيا كذه؟
بينما الوكيل يجهز له ما هو أنفع.
فما منعك ألا ليعطيك. ولا ابتلاك إلا ليعافيك. ولا امتحنك إلا ليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله.
بم يوحي إلينا إسم " الوكيل " وما الصفات التي يحملها هذا الاسم؟
انظر إلى ملكه، لكي تعرف تتوكل عليه أم لا؟
انظر إلى سيطرة الله عز وجل على مقاليد الأمور في الكون كله. يقول الله تبارك وتعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ".
هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟
هل يتعلق الغريق بالغريق؟
هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟
أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟
أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟
انظر قول الله:
" قل من يكلاكم بالليل والنهار من الرحمن "
من يحفظكم بالليل والنهار من الله.
أنت ترتكب المعصية طول النهار، ثم تدخل إلى فراشك، فيحفظك إلى صباح اليوم التالي. من يحفظك في فراشك؟.. أبوك أم أمك أم مفتاح الغرفة ؟!
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ".
من بيده رزقك ونفعك ؟..
يقول النبي: صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكد رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ". نتوكل على الله إذن أم لا؟..
يقول الله تعال:
" قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
من هو الوكيل؟
خائف من الضياع؟.. تلجأ لمن؟.. تقول لمن جعلني أهتدي: " خائف أرجع للضلال مره ثانيه . خائفة أخلع الحجاب مره ثانية، خائف اترك الصلاه في المسجد. خائف اضل في المعاصي ".
تلجأ للوكيل.. " قل لمن ما في السماوات والأرض. قل لله " من الذي له السماء والأرض غير الله؟ الله وحده.. الوكيل.
يقول الله:
قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ".. الوكيل وحده.
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ". من يستطيع أن يكشف عنكم هذه المصائب؟. يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤفكون ".
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر "
تلجأ لمن.قلبك يتعلق بمن. علاقة قلبية ليس لها علاقة بالجوارح. جوارحك تأخذ بالأسباب. تستذكر ليل نهار. تبحث عن عمل ليل نهار. ليس فلانا هو الذي يدبر لك عملك . هو الذى سيزوجك . وهو الذي يشفيك . هو الوكيل .
لا نزال نريد تعريفاً لكلمة " توكل " ؟
معنى كلمة توكل هو انطراح القلب بين يدى الله كانطراح الميت بين يدي مغسلة . قلبك يكون مع الله . يفعل بهما يشاء ، وراض بما تأمر به . ومتوكل عليك. وقال عالم آخر إن التوكل هو " الاسترسال مع الله حيث يشاء " . التوكل .. أن تأخذ بالأسباب .. بالجوارح ، ثم تقطع الأسباب عن القلب .
ومن المتوكل ؟
الناس حين تنقطع الأسباب يبكون ، والمؤمن حين تنقطع الأسباب يقول : الحمد لله رميت حملي على الوكيل .. التوكل أن ترضى بالله وكيلا .
التوكيل في الشهر العقاري يعنى أن من أعطيته التوكيل له حق التصرف في أموالك كيف يشاء ، ثم توقع على ذلك وأنت مطمئن تماما لمن وكلته .
هل توقع إذن على عقد الوكالة مع الله ؟! الوكيل لا يضيع من وكله .
العلماء يقولون :من أكل فلس من حرام فليس بمتوكل على الله . لماذا ؟ .. لأنه غير واثق من أن الله سيرزقه فذهب ليسرق . من بكى على أولاده وهو يموت لمن يتركهم ؟ فليس بمتوكل . إذا بكى على الفراق فهذا من حقه . لكن أن يبكى لأنه يتصور ضياع أولاده بعد موته .. هذا ليس بمتوكل . ولذلك فإن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما أتته الوفاة زاره عثمان بن عفان ، فقال له يا بن مسعود نأمر لك بمال . قال ولم ؟
قال له عندك ثلاث بنات ، قال أتخشى على بناتي الفقر يا عثمان . قال : نعم يا بن مسعود.
قال : لا والله لقد علمت بناتي كلمات . سورة من القرآن تقرأها كل بنت كل ليلة فإذا قرأنها لا يصبهن الفقر أبداً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من قرأ الواقعة كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبداً " . أي أن من يقرأ سورة الواقعة لا يمكن أن يصيبه الفقر .. من عنده ثقة بن مسعود هذه في الله ؟ من عنده هذا التوكل على الله ؟
لا إيمان بدون توكل
انظر الناس على أبواب الأطباء ماذا يفعلون ؟
هناك من يقف على باب الأطفال ومعه ابنه الرضيع 24 ساعة . لماذا ؟ لأنه واثق في الطبيب . هذا صحيح بالجوارح . لكنه غير صحيح من القلب . فالذي سيشفى الابن الرضيع هو الله . لكنك لا بد أن تذهب به إلى هذا الطبيب ثقة في الطبيب . فإن الواقفون على باب الله ثقة في الله ؟
سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل . الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك .
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".. لكن انظر قوله أيضا :
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه" .
سبحانه هو المسئول عنك مسئولية كاملة . لأنك توكلت عليه .
لذلك لا ينفع الإيمان بدون توكل .
" وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا :
" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال لها الصحابة:
" صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
ليس في الإسلام تشاؤم . والصحابة في حديث آخر ، قاولوا إن الـ 70 ألف عدد قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم مع كل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول الله أدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم .
فقال واحد آخر من الصحابة قاله : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".
أنظر ماذا يقول القرآن الكريم عن التوكل ؟ .. لا يمكن أن تأتى سورة أو آية عن التوكل إلا وقبلها صفات الله عز وجل ،فهو الملك الجبار المهيمن العظيم مالك الملك .
يقول الله سبحانه وتعالى : " والتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ". يا مسكين.. هل تتوكل على الأموات ، ولا تتوكل على الحي الذي لا يموت ؟
والنبي إذا كان اشتد به أمر ، يكثر من هذا الدعاء : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . يقول الله تبارك وتعالى ..
" فإن تولوا قل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ".
ويقول الله تعالى :
" رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ".
ويقول الله تبارك وتعالى :
" قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" لأن الرحمن يرحم عباده ويأخذنا دائما للخير .
يقول الله تبارك وتعالى :
" وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " .
علي من تتوكل اليوم…..؟؟؟؟
توكل أيها المسلم على مولاك، فهو خالقك ورازقك ولا تتوكل على أحد سواه لأنه لا فائدة من سؤال الخلق،
قال أحد الصالحين “أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسي ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي”.
يميل القلب إلى المخلوق ويركن إليه لضعف اليقين بالله، والأمل لا يكون إلا بالله، والرجاء لا يكون إلا فيه. جاء في بعض الكتب السماوية
“وعزتي وجلالي لأقطعن أمل من يؤمل غيري ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس، ولأحجبنه عن قربي، ولأبعدنه عن وصلي، ولأجعلنا متفكراً حيران، يؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني”.
وقال الله في القرآن الكريم: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”.
من توكل على الله كفاه لأنه بيده مفاتيح الغيب وهو مالك الملك والملكوت، ومن توكل على غيره ضاع وتشتت لأن ما سوى الله يموت والعاقل لا ينبغي له أن يتوكل على من يموت ويفنى.
من اعتمد على علمه ضل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الناس مل ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل.
ومن أخص خصائص المؤمنين الموحدين انهم على ربهم يتوكلون، فالتوكل على الله لا ينحصر في حالة من الحالات فالمسلم متوكل على ربه في كل موطن، فإذا طلبت الرزق فتوكل على الله.
قال صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا”.
والمسلم يجب أن يعلم أن أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، لا تكون له حركة ولا تدبر، أي التسليم المطلق لله عز وجل وعلامة التوكل ثلاث: لا يسأل، ولا يرد ولا يحبس”.
والتوكل هو الثقة بما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس وكان وأخبرنا المصطفى أن قوماً من أبناء أمته عددهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وأن من أوصافهم أنهم على ربهم يتوكلون
رائع جزاك الله خيرا
بارك الله فيك على هذا الموضوع الطيب
جزاك الله كل الخير باذنه
شكرا لكم على الردود
جــــــــــزاك الله خيـــــــــــــرا
التوكل على الله
تعريف التوكل في اللغة والاصطلاح:
التوكل من مادة (وكل) يقال: وكل بالله وتوكل عليه واتكل : استسلم له. و (وكل إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: سلمه وتركه. وورجل وُكلة إذا كان يكل أمره إلى الناس. ورجل وَكل ووَكُلَة و تُكَلَة أي : عاجز يكل أمره إلى غيره ويتكل عليه. والوكيل الذي يقوم بأمر موكله. وفسر بعضهم الوكيل بالكفيل كالراغب الاصفهاني. والتوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك ، والاسم التكلان. قال أبو السعادات:يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به ، ووكلت أمري إلى فلان إذا اعتمدت عليه ، ووكّل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته ، أو عجزاً عن القيام بأمر نفسه. أ.هـ.
وفي الاصطلاح (أي الشرع) اختلفت عبارات السلف في تعريف التوكل على الله تبعاً لتفسيره تارة بأسبابه و دواعيه وتارة بدرجاته وتارة بلازمه وتارة بثمارته وغير ذلك من متعلقاته. وسبب هذا الاختلاف أن التوكل من أحوال القلوب وأعمالها وهي صعبة أن تحد بحد أو تحصر بلفظ.
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك. قال الحسن: إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته–الإمام أحمد: هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق ، وقال: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به — عبدالله بن داود الخريبي: أرى التوكل حسن الظن بالله — شقيق بن إبراهيم: التوكل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل — الحسن: الرضا عن الله عز وجل — علي بن أحمد البوشنجي: التبرئة من حولك وقوتك وحول مثلك وقوة مثلك — ابن الجوزي عن بعضهم: هو تفويض الأمر إلى الله ثقةً بحسن تدبيره — ابن رجب الحنبلي: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها — ابن حجر: وقيل: هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب– عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: هو إسناد العبد أمره إلى الله وحده لاشريك له في جميع أموره الدينية والدنيوية. -وقيل: هو حالٌ للقلب ينشأ عن معرفته بالله والإيمان بتفرده بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ؛ فيوجب له اعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينةً به وثقةً به ويقيناً بكفايته لما توكل عليه فيه. –عبد القادر الجيلاني: التوكل هو الخروج من الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب. — عبد القادر الجيلاني: تفويض الأمور إلى الله عز وجل والتنقي من ظلمات الأختيار والتدبير إلى ساحات شهود الأحكام والتقدير فيقطع العبد ألاّ تبديل للقسمة فما قُسم له لا يفوته وما لم يُقدّر له لا يناله فيسكن قلبه إلى ذلك ويطمئن إلى وعد مولاه — الأمام أحمد: التوكل عمل القلب، ومعنى ذلك أنه عمل قلبي ليس بقول اللسان و لاعمل الجوارح و لا هو من باب العلوم والإدراكات.– وقيل:علم القلب بكفاية الرب للعبد — وقيل: التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب وهو ترك الاختيار والاسترسال مع مجاري الأقدار — سهل: التوكل الاسترسال مع الله مع ما يريد — وقيل: هو الرضا بالمقدور — التوكل هجر العلائق ومواصلة الحقائق — وقيل: التوكل نفي الشكوك والتفويض إلى مالك الملوك — ذو النون: خلع الأرباب وقطع الأسباب ( يريد قطعها من تعلق القلب بها وليس منع مباشرة الجوارح للأسباب) — أبو سعيد الخراز: التوكل اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب — أبو تراب النخشبي: هو طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إلى الكفاية فإن أُعطي شكر وإن مُنع صبر — أبو يعقوب النهرجوري: التوكل على الله بكمال الحقيقة ما وقع لإبراهيم الخليل عليه السلام في الوقت الذي قال لجبريل عليه السلام: أما إليك فلا — سهل: التوكل قلب عاش مع الله بلا علاقة — وقيل: التوكل أن يستوي عندك الإكثار والإقلال — وقيل: هو ترك كل سبب يوصلك إلى مسبَّب حتى يكون الحق هو المتولي لذلك< فيه غلط> — وقيل: إلقاء النفس في العبودية وإخراجها من الربوبية — وقيل: التوكل هو التسليم لأمر الرب وقضائه — وقيل: هو التفويض إليه في كل حال– أبن عطاء: التوكل ألاّ تظهر في انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها ، ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها — وقيل: التوكل هو الأخذ بالأسباب والكفر بها — ابن جزي: التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع أو حفظها بعد حصولها ، وفي دفع المضار ورفعها بعد وقوعها — التوكل تمام اليقين بالله — وقيل: هو سكون القلب إلى كفاية الله تعالى ، وتفويض الأمور إلى الله تعالى لكفايته ، والاعتماد عليه تعالى لعلمه وقدرته — وقيل: التوكل يجمع بين العمل والأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس ، واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. — أبو حيان: والتوكل هو تفويض الأمر إلى من يملك الأمر ويقدر عليه — ابن عاشور: التوكل إسناد المرء مهمه وشأنه إلى من يتولى عمله — أبن عاشور:انفعال قلبي عقلي يتوجه به الفاعل إلى الله راجياً الإعانة ومستعيذاً من الخيبة والعوائق — الفخر الرازي: التوكل هو أن يراعي الأنسان الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها بل يعول على عصمة الحق — صديق حسن خان: التوكل هو اعتماد العبد على الله في كل الأمور والأسباب وسائط أمر بها من غير اعتماد عليها — الصاوي: التوكل هو وثوق القلب بالله تعالى في جميع الأمور من غير اعتماد على الأسباب وإن تعاطاها — وقيل: هو اعتماد القلب على الله في كل الأمور مع إتيان الأسباب المشروعة للبلوغ إلى المطلوب مما هو خير ومعروف وأمر إدراك المطلوب على الله تعالى مع الرضا بما يتم من ربح أو خلافه ونجاح وغيره — القرطبي: تفويض الأمور بالكلية إلى الله تعالى والاعتماد في كل الأحوال على الله تعالى — وقيل: عبارة عن الاعتصام بالله في جميع الأمور ومحله القلب والحركة بالظاهر لا تنافي توكل القلب بعد ما تحقق للعبد أن التقدير من قبل الله فإن تعسر شىء فبتقديره — صديق حسن خان: هو تفويض الأمور إلى الله — ذو النون المصري: التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة — أبو عبدالله القرشي: التعلق بالله في كل حال — الغزالي:الاكتفاء بالأسباب الخفية عن الأسباب الظاهرة مع سكون النفس إلى مسبب السبب لا إلى السبب– أبو طالب المكي: التوكل نظام التوحيد وجماع الأمر — وقيل: التوكل ترك الإيواء إلاّ إلى الله — ابن مسروق: التوكل الاستسلام لجريان القضاء في الأحكام–أبو سليمان الداراني: إذا بلغ (يعني العبد) غاية من الزهد أخرجه ذلك إلى التوكل. — وهب بن منبه : الغاية القصوى التوكل
ما هو التوكل على الله وكيف يكون؟
التوكل على الله،عبادة قلبية محضة، لاتمارس إلا بالقلب ، لا صلة له بالجوارح أو الحواس.. فالجوارح هي اليدانواللسان والعينان والأذنان ، كل الجوارح تعمل كأنه لا يوجد توكل. لكنالقلب يتوكل على الله، كأنه لا توجد جوارح. القلب منقطع عن الأسباب، متصلبالله وحده، والجوارح تأخذ بالأسباب ليل نهار.
اصل كلمة التوكل :التوكل مأخوذ من إسم الله " الوكيل "، والذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك وهو أحد أسماء الله الحسنى ." الوكيل ". هو الذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك ويصلحك. ولذلك تسمع دعاء النبيوهو يقول لله: " لبيك وعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك ".
التوكل الذي نتحدث عنه،نحن في أشد الحاجةإليه من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذينابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم منيرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقلبالأعباء، غارق في التعاسة.
هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسدعلى إنسان طريق، بحكمته يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمامعينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك.
الجنين في بطن أمهمثلاً.. يأتيه الغذاء منبطن الأم. غذاء واحد هو الدم. فإذا خرج إلى الحياة بكى. لماذا؟.. فقدالطريق الذي تعود عليه، وهو لا يدري أن الله برحمته أرسل إليه طريقينللغذاء: ثديي أمه. وبدلا مما كان الغذاء دما، أصبح لبنا شهيا. فإذا جاءالفطام بكى بحرقة، لأنه فقد الطريق الجديد الذي تعود عليه، فيفتح الله لهأربعة طرق للرزق: طعامين وشرابين.
الطعامان هما: النبات ولحم الحيوان.
والشرابان: الماء واللبن.
فإذا جاءته الوفاة بكى!. لماذا؟ . لأنه سيفقد الطرق التي تعود عليها للرزق.
فإذا كان صالحاً، فتح الله له أبواب الجنة الثمانية. ذلك هو الوكيل. لايسلمه إلى الشر أبدا. والإنسان بجهله يقول له: ليه يا ربي عملت فيا كذه؟
بينما الوكيل يجهز له ما هو أنفع.
فما منعك ألاليعطيك. ولا ابتلاك إلاليعافيك. ولا امتحنك إلاليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلاليجتبيكفي الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله.
بم يوحي إلينا إسم " الوكيل" وما الصفات التي يحملها هذا الاسم؟
انظر إلى ملكه، لكي تعرف تتوكل عليه أم لا؟
انظر إلى سيطرة الله عز وجل على مقاليد الأمور في الكون كله. يقول الله تبارك وتعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير".
هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟
هل يتعلق الغريق بالغريق؟
هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟
أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟
أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟
انظر قول الله:
" قل من يكلاكم بالليل والنهار من الرحمن"
من يحفظكم بالليل والنهار من الله.
أنت ترتكب المعصية طول النهار، ثم تدخل إلى فراشك، فيحفظك إلى صباح اليومالتالي. من يحفظك في فراشك؟.. أبوك أم أمك أم مفتاح الغرفة ؟!
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه".
من بيده رزقك ونفعك ؟..
يقول النبي: صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعينيوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليهالملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكد رزقه وأجله وعمله وشقى أوسعيد ". نتوكل على الله إذن أم لا؟..
يقول الله تعال:
"قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
من هو الوكيل؟
خائف من الضياع؟.. تلجأ لمن؟.. تقول لمن جعلني أهتدي: " خائف أرجع للضلالمره ثانيه . خائفة أخلع الحجاب مره ثانية، خائف اترك الصلاه في المسجد. خائف اضل في المعاصي ".
تلجأ للوكيل.. " قل لمن ما في السماوات والأرض. قل لله " من الذي له السماء والأرض غير الله؟ الله وحده.. الوكيل.
يقول الله:
قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به".. الوكيل وحده.
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم". من يستطيع أن يكشف عنكم هذه المصائب؟. يقول الله تبارك وتعالى:
" قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤفكون".
يقول الله تبارك وتعالى:
" قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر "
تلجأ لمن.قلبك يتعلق بمن. علاقة قلبية ليس لها علاقة بالجوارح. جوارحكتأخذ بالأسباب. تستذكر ليل نهار. تبحث عن عمل ليل نهار. ليس فلانا هو الذييدبر لك عملك . هو الذى سيزوجك . وهو الذي يشفيك . هو الوكيل .
لا نزال نريد تعريفاً لكلمة " توكل" ؟
معنى كلمة توكل هو انطراح القلب بين يدى الله كانطراح الميت بين يدي مغسلة . قلبك يكون مع الله . يفعل بهما يشاء ، وراض بما تأمر به . ومتوكل عليك. وقال عالم آخر إن التوكل هو " الاسترسال مع الله حيث يشاء " . التوكل .. أن تأخذ بالأسباب .. بالجوارح ، ثم تقطع الأسباب عن القلب .
ومن المتوكل ؟
الناس حين تنقطع الأسباب يبكون ، والمؤمن حين تنقطع الأسباب يقول : الحمد لله رميت حملي على الوكيل .. التوكل أن ترضى بالله وكيلا .
التوكيل في الشهر العقارييعنى أن من أعطيته التوكيل له حق التصرف في أموالك كيف يشاء ، ثم توقع على ذلك وأنت مطمئن تماما لمن وكلته .
هل توقع إذن على عقد الوكالة مع الله ؟! الوكيل لا يضيع من وكله .
العلماء يقولون:من أكل فلس من حرام فليسبمتوكل على الله . لماذا ؟ .. لأنه غير واثق من أن الله سيرزقه فذهب ليسرق . من بكى على أولاده وهو يموت لمن يتركهم ؟ فليس بمتوكل . إذا بكى علىالفراق فهذا من حقه . لكن أن يبكى لأنه يتصور ضياع أولاده بعد موته .. هذاليس بمتوكل . ولذلك فإنالصحابي الجليل عبد الله بن مسعودعندما أتته الوفاة زاره عثمان بن عفان ، فقال له يا بن مسعود نأمر لك بمال . قال ولم ؟
قال له عندك ثلاث بنات ، قال أتخشى على بناتي الفقر يا عثمان . قال : نعم يا بن مسعود.
قال : لا والله لقد علمت بناتي كلمات . سورة من القرآن تقرأها كل بنت كلليلة فإذا قرأنها لا يصبهن الفقر أبداً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول :" من قرأ الواقعة كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبداً " . أي أن من يقرأسورة الواقعة لا يمكن أن يصيبه الفقر .. من عنده ثقة بن مسعود هذه في الله؟ من عنده هذا التوكل على الله ؟
لا إيمان بدون توكل
انظر الناس على أبواب الأطباء ماذا يفعلون ؟
هناك من يقف على باب الأطفال ومعه ابنه الرضيع 24 ساعة . لماذا ؟ لأنهواثق في الطبيب . هذا صحيح بالجوارح . لكنه غير صحيح من القلب . فالذيسيشفى الابن الرضيع هو الله . لكنك لا بد أن تذهب به إلى هذا الطبيب ثقةفي الطبيب . فإن الواقفون على باب الله ثقة في الله ؟
سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل. الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك .
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا".. لكن انظر قوله أيضا :
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه" .
سبحانه هو المسئول عنك مسئولية كاملة . لأنك توكلت عليه .
لذلك لا ينفع الإيمان بدون توكل .
" وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا" .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا :
" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال لها الصحابة:
" صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون".
ليس في الإسلام تشاؤم . والصحابة في حديث آخر ، قاولوا إن الـ 70 ألف عددقليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم معكل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول اللهأدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم .
فقال واحد آخر من الصحابة قاله : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً".
أنظر ماذا يقول القرآن الكريم عن التوكل ؟ .. لا يمكن أن تأتى سورة أو آيةعن التوكل إلا وقبلها صفات الله عز وجل ،فهو الملك الجبار المهيمن العظيممالك الملك .
يقول الله سبحانه وتعالى : "والتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده". يا مسكين.. هل تتوكل على الأموات ، ولا تتوكل على الحي الذي لا يموت ؟
والنبي إذا كان اشتد به أمر ، يكثر من هذا الدعاء : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . يقول الله تبارك وتعالى ..
" فإن تولوا قل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".
ويقول الله تعالى :
" رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ".
ويقول الله تبارك وتعالى :
" قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" لأن الرحمن يرحم عباده ويأخذنا دائما للخير.
يقول الله تبارك وتعالى :
" وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " .
علي من تتوكل اليوم…..؟؟؟؟
توكل أيها المسلم على مولاك، فهو خالقك ورازقك ولا تتوكل على أحد سواه لأنه لا فائدة من سؤال الخلق،
قال أحد الصالحين “أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسي ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي”.
يميل القلب إلى المخلوق ويركن إليه لضعف اليقين بالله، والأمل لا يكون إلابالله، والرجاء لا يكون إلا فيه. جاء في بعض الكتب السماوية
“وعزتيوجلالي لأقطعن أمل من يؤمل غيري ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس، ولأحجبنهعن قربي، ولأبعدنه عن وصلي، ولأجعلنا متفكراً حيران، يؤمل غيري في الشدائدوالشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيحالأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني”.
وقال الله في القرآن الكريم: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”.
من توكل على الله كفاه لأنه بيده مفاتيح الغيب وهو مالك الملك والملكوت،ومن توكل على غيره ضاع وتشتت لأن ما سوى الله يموت والعاقل لا ينبغي له أنيتوكل على من يموت ويفنى.
من اعتمد على علمه ضل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على جاهه ذل ومناعتمد على الناس مل ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل.
ومن أخص خصائص المؤمنين الموحدين انهم على ربهم يتوكلون، فالتوكل على اللهلا ينحصر في حالة من الحالات فالمسلم متوكل على ربه في كل موطن، فإذا طلبتالرزق فتوكل على الله.
قال صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا”.
والمسلم يجب أن يعلم أن أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله عزوجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، لا تكون له حركة ولا تدبر، أيالتسليم المطلق لله عز وجل وعلامة التوكل ثلاث: لا يسأل، ولا يرد ولايحبس”.
والتوكل هو الثقة بما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس وكانوأخبرنا المصطفى أن قوماً من أبناء أمته عددهم سبعون ألفاً يدخلون الجنةبغير حساب، وأن من أوصافهم أنهم على ربهم يتوكلون
التوكل على الله
ما هو التوكل على الله وكيف يكون؟ التوكل على الله، عبادة قلبية محضة، لا تمارس إلا بالقلب ، لا صلة له بالجوارح أو الحواس.. فالجوارح هي اليدان واللسان والعينان والأذنان ، كل الجوارح تعمل كأنه لا يوجد توكل. لكن القلب يتوكل على الله، كأنه لا توجد جوارح. القلب منقطع عن الأسباب، متصل بالله وحده، والجوارح تأخذ بالأسباب ليل نهار. اصل كلمة التوكل :التوكل مأخوذ من إسم الله " الوكيل "، والذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك وهو أحد أسماء الله الحسنى ." الوكيل ". هو الذي يأخذ بيدك لكل ما ينفعك ويصلحك. ولذلك تسمع دعاء النبي وهو يقول لله: " لبيك وعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك ". التوكل الذي نتحدث عنه، نحن في أشد الحاجة إليه من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذين ابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم من يرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقل بالأعباء، غارق في التعاسة. هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسد على إنسان طريق، بحكمته يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمام عينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك. الجنين في بطن أمه مثلاً.. يأتيه الغذاء من بطن الأم. غذاء واحد هو الدم. فإذا خرج إلى الحياة بكى. لماذا؟.. فقد الطريق الذي تعود عليه، وهو لا يدري أن الله برحمته أرسل إليه طريقين للغذاء: ثديي أمه. وبدلا مما كان الغذاء دما، أصبح لبنا شهيا. فإذا جاء الفطام بكى بحرقة، لأنه فقد الطريق الجديد الذي تعود عليه، فيفتح الله له أربعة طرق للرزق: طعامين وشرابين. الطعامان هما: النبات ولحم الحيوان. والشرابان: الماء واللبن. فإذا جاءته الوفاة بكى!. لماذا؟ . لأنه سيفقد الطرق التي تعود عليها للرزق. فإذا كان صالحاً، فتح الله له أبواب الجنة الثمانية. ذلك هو الوكيل. لا يسلمه إلى الشر أبدا. والإنسان بجهله يقول له: ليه يا ربي عملت فيا كذه؟ بينما الوكيل يجهز له ما هو أنفع. فما منعك ألا ليعطيك. ولا ابتلاك إلا ليعافيك. ولا امتحنك إلا ليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله. بم يوحي إلينا إسم " الوكيل " وما الصفات التي يحملها هذا الاسم؟ انظر إلى ملكه، لكي تعرف تتوكل عليه أم لا؟ انظر إلى سيطرة الله عز وجل على مقاليد الأمور في الكون كله. يقول الله تبارك وتعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ". هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟ هل يتعلق الغريق بالغريق؟ هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟ أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟ أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟ انظر قول الله: " قل من يكلاكم بالليل والنهار من الرحمن " من يحفظكم بالليل والنهار من الله. أنت ترتكب المعصية طول النهار، ثم تدخل إلى فراشك، فيحفظك إلى صباح اليوم التالي. من يحفظك في فراشك؟.. أبوك أم أمك أم مفتاح الغرفة ؟! يقول الله تبارك وتعالى: " قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ". من بيده رزقك ونفعك ؟.. يقول النبي: صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكد رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ". نتوكل على الله إذن أم لا؟.. يقول الله تعال: " قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ". من هو الوكيل؟ خائف من الضياع؟.. تلجأ لمن؟.. تقول لمن جعلني أهتدي: " خائف أرجع للضلال مره ثانيه . خائفة أخلع الحجاب مره ثانية، خائف اترك الصلاه في المسجد. خائف اضل في المعاصي ". تلجأ للوكيل.. " قل لمن ما في السماوات والأرض. قل لله " من الذي له السماء والأرض غير الله؟ الله وحده.. الوكيل. يقول الله: قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ".. الوكيل وحده. يقول الله تبارك وتعالى: " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ". من يستطيع أن يكشف عنكم هذه المصائب؟. يقول الله تبارك وتعالى: " قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأني تؤفكون ". يقول الله تبارك وتعالى: " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر " تلجأ لمن.قلبك يتعلق بمن. علاقة قلبية ليس لها علاقة بالجوارح. جوارحك تأخذ بالأسباب. تستذكر ليل نهار. تبحث عن عمل ليل نهار. ليس فلانا هو الذي يدبر لك عملك . هو الذى سيزوجك . وهو الذي يشفيك . هو الوكيل . لا نزال نريد تعريفاً لكلمة " توكل " ؟ معنى كلمة توكل هو انطراح القلب بين يدى الله كانطراح الميت بين يدي مغسلة . قلبك يكون مع الله . يفعل بهما يشاء ، وراض بما تأمر به . ومتوكل عليك. وقال عالم آخر إن التوكل هو " الاسترسال مع الله حيث يشاء " . التوكل .. أن تأخذ بالأسباب .. بالجوارح ، ثم تقطع الأسباب عن القلب . ومن المتوكل ؟ الناس حين تنقطع الأسباب يبكون ، والمؤمن حين تنقطع الأسباب يقول : الحمد لله رميت حملي على الوكيل .. التوكل أن ترضى بالله وكيلا . التوكيل في الشهر العقاري يعنى أن من أعطيته التوكيل له حق التصرف في أموالك كيف يشاء ، ثم توقع على ذلك وأنت مطمئن تماما لمن وكلته . هل توقع إذن على عقد الوكالة مع الله ؟! الوكيل لا يضيع من وكله . العلماء يقولون :من أكل فلس من حرام فليس بمتوكل على الله . لماذا ؟ .. لأنه غير واثق من أن الله سيرزقه فذهب ليسرق . من بكى على أولاده وهو يموت لمن يتركهم ؟ فليس بمتوكل . إذا بكى على الفراق فهذا من حقه . لكن أن يبكى لأنه يتصور ضياع أولاده بعد موته .. هذا ليس بمتوكل . ولذلك فإن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عندما أتته الوفاة زاره عثمان بن عفان ، فقال له يا بن مسعود نأمر لك بمال . قال ولم ؟ قال له عندك ثلاث بنات ، قال أتخشى على بناتي الفقر يا عثمان . قال : نعم يا بن مسعود. قال : لا والله لقد علمت بناتي كلمات . سورة من القرآن تقرأها كل بنت كل ليلة فإذا قرأنها لا يصبهن الفقر أبداً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من قرأ الواقعة كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبداً " . أي أن من يقرأ سورة الواقعة لا يمكن أن يصيبه الفقر .. من عنده ثقة بن مسعود هذه في الله ؟ من عنده هذا التوكل على الله ؟ لا إيمان بدون توكل انظر الناس على أبواب الأطباء ماذا يفعلون ؟ هناك من يقف على باب الأطفال ومعه ابنه الرضيع 24 ساعة . لماذا ؟ لأنه واثق في الطبيب . هذا صحيح بالجوارح . لكنه غير صحيح من القلب . فالذي سيشفى الابن الرضيع هو الله . لكنك لا بد أن تذهب به إلى هذا الطبيب ثقة في الطبيب . فإن الواقفون على باب الله ثقة في الله ؟ سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل . الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك . قال تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".. لكن انظر قوله أيضا : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه" . سبحانه هو المسئول عنك مسئولية كاملة . لأنك توكلت عليه . لذلك لا ينفع الإيمان بدون توكل . " وقال موسى : يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال لها الصحابة: " صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون". ليس في الإسلام تشاؤم . والصحابة في حديث آخر ، قاولوا إن الـ 70 ألف عدد قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم مع كل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول الله أدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم . فقال واحد آخر من الصحابة قاله : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً". أنظر ماذا يقول القرآن الكريم عن التوكل ؟ .. لا يمكن أن تأتى سورة أو آية عن التوكل إلا وقبلها صفات الله عز وجل ،فهو الملك الجبار المهيمن العظيم مالك الملك . يقول الله سبحانه وتعالى : " والتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده ". يا مسكين.. هل تتوكل على الأموات ، ولا تتوكل على الحي الذي لا يموت ؟ والنبي إذا كان اشتد به أمر ، يكثر من هذا الدعاء : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث . يقول الله تبارك وتعالى .. " فإن تولوا قل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". ويقول الله تعالى : " رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ". ويقول الله تبارك وتعالى : " قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" لأن الرحمن يرحم عباده ويأخذنا دائما للخير . يقول الله تبارك وتعالى : " وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " . علي من تتوكل اليوم…..؟؟؟؟ توكل أيها المسلم على مولاك، فهو خالقك ورازقك ولا تتوكل على أحد سواه لأنه لا فائدة من سؤال الخلق، قال أحد الصالحين “أيست من نفع نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من نفع غيري لنفسي ورجوت الله لغيري فكيف لا أرجوه لنفسي”. يميل القلب إلى المخلوق ويركن إليه لضعف اليقين بالله، والأمل لا يكون إلا بالله، والرجاء لا يكون إلا فيه. جاء في بعض الكتب السماوية “وعزتي وجلالي لأقطعن أمل من يؤمل غيري ولألبسنه ثوب المذلة عند الناس، ولأحجبنه عن قربي، ولأبعدنه عن وصلي، ولأجعلنا متفكراً حيران، يؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني”. وقال الله في القرآن الكريم: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”. من توكل على الله كفاه لأنه بيده مفاتيح الغيب وهو مالك الملك والملكوت، ومن توكل على غيره ضاع وتشتت لأن ما سوى الله يموت والعاقل لا ينبغي له أن يتوكل على من يموت ويفنى. من اعتمد على علمه ضل ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على جاهه ذل ومن اعتمد على الناس مل ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا ذل ولا مل ولا اختل. ومن أخص خصائص المؤمنين الموحدين انهم على ربهم يتوكلون، فالتوكل على الله لا ينحصر في حالة من الحالات فالمسلم متوكل على ربه في كل موطن، فإذا طلبت الرزق فتوكل على الله. قال صلى الله عليه وسلم “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا”. والمسلم يجب أن يعلم أن أول مقام في التوكل أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، لا تكون له حركة ولا تدبر، أي التسليم المطلق لله عز وجل وعلامة التوكل ثلاث: لا يسأل، ولا يرد ولا يحبس”. والتوكل هو الثقة بما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس وكان وأخبرنا المصطفى أن قوماً من أبناء أمته عددهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وأن من أوصافهم أنهم على ربهم يتوكلون
بارك الله فيك ,رمضان مبارك وصيام متقبل .
شكرا بارك الله فيك
شـــــــــــــــــــــــــــــكراا