كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة ..
رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت:
فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته
.. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"،
قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟
قال"من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "
اللهم صلي وسلم على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
ان شاء الله ان كون من اصحاب الفردوس الاعلى يارب
وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين
اللهم لا تحرمنا رؤية الحبيب المصطفى
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك على هذا الموضوع
لي كلمة فقط لإخواني هنا ، ليس كل ما ترونه قال النبي صلى الله عليه و سلم و رواه أحد الأئمة صحيح ، بل كثير منهم مكذوب و ضعيف مثل بعض الأحاديث التي تمت المشاركة بها هنا بنية صالحة على أغلبها و من دون علم
فيرجى التأكد من المراجع أولاً و لأن هذا المنتدى إسلامي
و بارك الله فيكم
اللهم صلي وسلم على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
شكرا على الموضوع الرائع
بارك الله فيك
أحسنتم إختيار هذا الموضوع المفيد
بارك الله لكم
اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكروا أن سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطىء بحر
فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر
فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء
فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء
ففتحت فاها فدخلت النملة وغاصت الضفدعة فى البحر ساعات طويلة
وسليمان يتفكرفى ذلك متعجباً !!!
ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة
فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها
وأين كانت ؟
فقالت : يا نبىّ الله ، إن فى قعر البحر الذى تراه صخرةمجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء
وقد خلقها الله تعالى هنالك ، فلاتقدر أن تخرج منها لطلب معاشها
وقد وكلنى الله برزقها . فأناأحمل رزقها
وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملنى فلا يضرنىالماء فى فيها
وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ،
ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيه الضفدعه فتخرجنى من البحر
فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيحة ؟
قالت :نعم
تقول:
يا من لا ينسانى فى جوف هذه اللجة برزقك لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك
***1587;***1576;***1581;***1575;***1606; ***1575;***1604;***1604;***1607; ***1575;***1604;***1582;***1575;***1604;***1602; ***1575;***1604;***1585;***1586;***1617;***1575;***1602;
سبحان الله وبحمده ………….. كل شيء صخر له شيء لإطعامه حتى تستمر الحياة .
سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم
شكرا لك اخي
بوركت أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ماشاء الله ، سبحان الله وبحمده
سبحان الله و بحمده شكرا اخي موضوع رائع
هايلة ……..يعطيك الصحة
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا اللله والله أكبر
سؤال نطرحه في هذه المقالة:
لماذا كان النبي الكريم يكثر من الإفطار على التمر في شهر رمضان؟ وبما أن جميع الأعمال التي قام بها هذا النبي الرحيم فيها حكمة عظيمة، إذن لا بد أن يكون هنالك علاقة بين الصوم وبين التمر من جهة، ومن جهة ثانية هنالك علاقة بين التمر وبين الشفاء من بعض الأمراض، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يأكل التمر في جميع أوقات السنة.
ولذلك سوف نرى الفوائد العظيمة لتناول حبات من التمر كل يوم، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، الذي نسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعاً صيامه، ويعتقنا من النار. وإليكم بعض الأمراض التي يعالجها التمر.
التمر علاج للتسمّم
إن أكل كمية قليلة من التمر كل يوم سوف تساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة في خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص مثلاً، وهذه السموم قد كثُرت في عصرنا هذا بسبب التلوث الكبير للماء والهواء والغذاء الذي نتناوله. وقد يكون هنالك فائدة كبيرة من التمر في علاج التسمم بالرصاص، حيث أن الهواء الذي نستنشقه اليوم ملوث بالرصاص، بسبب انطلاق كميات من أكاسيد الرصاص من عوادم السيارات ومداخن المصانع.
التمر يعالج الاضطرابات المعوية
يعالج التمر الاضطرابات المعوية ويساعد الأمعاء على أداء مهامها بفعالية عالية، كما يساعدها على تأسيس مستعمرة البكتريا النافعة للأمعاء. ولذلك يساعد التمر على علاج الإمساك بشكل جيد ويقلص عضلات الأمعاء وينشطها بما فيه من ألياف. ويمكن الاستفادة القصوى من شراب التمر لعلاج الإمساك بنقع حبات من التمر خلال الليل وتناولها في صباح اليوم التالي كشراب مسهل.
التمر يعالج الاضطرابات الجنسية
يمكن استعمال شراب التمر لعلاج القلب الضعيف، كما يمكن استعماله للضعف الجنسي. وإذا مزج التمر مع الحليب والعسل فسوف يشكل شراباً فعالاً لعلاج الاضطرابات الجنسية لدى الجنسين.
التمر يرفع مستوى الطاقة
إن مشروب التمر المنقوع بالماء يقوّي الجسم بشكل عام ويرفع مستوى الطاقة فيه. ويمكن أن يتناوله المسنون أيضاً لتحسين قوتهم وتخليصهم من السموم المتراكمة في خلاياهم طوال سنوات عمرهم.
التمر يعالج الاضطرابات النفسية
إن احتواء التمر على الأنواع الغزيرة للمعادن والأملاح والفيتامينات سوف يؤثر على عمل الدماغ ويسدّ ما ينقصه الجسم من عناصر غذائية، وهذا يقود إلى الاستقرار النفسي لدى الإنسان. وهذا يعني أن تناول كمية من التمر كل يوم وبانتظام سوف يؤثر على الحالة النفسية فيجعلها أكثر استقراراً.
التمر يعالج الوزن الزائد
إن احتواء التمر على تشكيلة واسعة من العناصر الغذائية يجعله غذاء مقاوماً للجوع! وإذا علمنا بأن السبب الرئيسي للسمنة هو الإحساس بشكل دائم بالجوع والشهية للطعام وبالتالي استهلاك كميات أكبر من الشحوم والسكريات أثناء الأكل، فإن العلاج بتناول بضع حبات تمر عند الإحساس بالجوع سيساعد على الإحساس بالامتلاء والشبع، هذه الحبات سوف تمدّ الجسم بالسكر الضروري، وتقوم بتنظيم حركة الأمعاء وبالتالي التخفيف بنسبة كبيرة من الإحساس بالجوع. وبالنتيجة التخفيف من استهلاك الطعام. وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) [رواه مسلم]. وهنا نستنبط علاجاً للسمنة الزائدة بواسطة التمر!
التمر يعالج اضطرابات الكبد
يعالج التمر الكبد ويخلصه من السموم، وإذا ترافق الصوم مع الإفطار على التمر، كان بحق من أروع الأدوية الطبيعية لصيانة وتنظيف الكبد من السموم المتراكمة فيه.
التمر يعالج الاضطرابات التنفسية
كما أن شراب التمر يمكنه أن يعالج التهابات الحنجرة والعديد من أنواع الحمّى، والرشح والزكام. ويؤكد الباحثون اليوم بأن التمر إذا تم أخذه بانتظام فإنه يعالج التهابات الرئة المزمن.
التمر يعالج تسوس الأسنان
يحتوي التمر أيضاً على فيتامينات آ وب1 وب2 ويحتوي التمر أيضاً على الفلور وهو مقاوم لتسوس الأسنان. كما يحتوي التمر على عدد من المعادن أهمها البورون والكالسيوم والكوبالت والنحاس والفلور والحديد والمغنزيوم والمنغنيز والبوتاسيوم والفوسفور والصوديوم والزنك.
التمر قد يعالج السرطان
ويحتوي التمر كذلك على عنصر السيلينيوم المقاوم للسرطان. ولذلك قد يكون تناول التمر بانتظام، وكل يوم سبع حبات أو أكثر، فإن ذلك قد يفيد في الوقاية من أنواع السرطانات المختلفة. ويكون هذا الغذاء أكثر فعالية إذا ترافق بالدعاء: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
التمر يسهّل الولادة
إن عضلة الرحم في مرحلة المخاض والولادة تكون بأمس الحاجة للسكر الطبيعي كغذاء لهذه العضلة الضخمة نسبياً. وبما أن التمر مادة ملينة ومسهلة فهي ضرورية للحامل قبل الولادة لتنظيف الكولون والأمعاء وتسهيل الولادة. ولذلك يقوم التمر بالتأثير على عضلات الرحم فينشطها وينظم حركتها مما يسهل ولادة الحامل. وهنا يتجلى الإعجاز في قوله تعالى في خطابه لسيدتنا مريم عليها السلام: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) [مريم: 25].
التمر يهدّئ الأطفال
يحتوي التمر على السكر الطبيعي والذي هو سهل وسريع الامتصاص والهضم، لذلك فهو مريح وآمن بالنسبة لمعدة الطفل وأمعائه. ويمكن الاستفادة أيضاً من عصير التمر خصوصاً إذا مُزج مع الحليب ليشكل شراباً مقوياً للأطفال والكبار معاً.
كما يمكن لهذه العجينة أن تكون بمثابة مادة مهدئة للثة الطفل أثناء بزوغ أسنانه حيث تهدئ لثته وتطرّيها وتسهّل خروج الأسنان.
التمر يعالج إسهال الأطفال
ثم إن مزيج التمر والعسل والمصنوع كمادة عجينية يمكن أن يعالج الإسهال عند الأطفال، ويعالج الزحار أيضاً بشرط أن يعطى ثلاث مرات في اليوم.
التمر غذاء للمولود الجديد
وهنا نستذكر هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في تحنيك الطفل بالتمر الممضوغ وإطعامه قليلاً منه بعد ولادته. وقد أثبت العلم ضرورة إعطاء المولود شيئاً من الماء والسكر لإمداده بالغذاء وإكسابه المناعة اللازمة ضد الأمراض.
وإذا علمنا بأن السكر الموجود في التمر من أسهل أنواع السكاكر امتصاصاً وهضماً فإنه يكون مناسباً للمولود الجديد منذ ولادته على أن يتم مضغه أو نقعه بالماء النقي ليسهل تناوله. وهذا يؤكد أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد سبق الأطباء إلى هذا النوع من التغذية، كيف لا يسبقهم وهو رسولٌ من ربّ هؤلاء الأطباء؟!
وأخيراً
نتذكّر حديثاً شريفاً لنبينا عليه الصلاة والسلام: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طَهور) [رواه أبو داود]. ويؤكد علماء الغرب اليوم أن الصوم الفعال يجب أن يكون على الماء والمواد السكرية الطبيعية، والسكر الموجود في التمر هو من أفضل السكريات في الطبيعة. وهكذا يكون الرسول الكريم علمنا أصول الصوم الفعال بتناول التمر والماء قبل أن يكتشفه الغرب بقرون طويلة!
بــــــــــــــــــــــــارك الله فيك على الموضوع المميز.
حقا الرسول عليه خير الصلاة والسلام قدوة لنا في كل شىء حتى في طعامنا ولكن للأسف نحن تستصغر هذه الأمور.
شكرا لك للمرة الثانية على الموضوع النافع.
merci pour ton passage c vraiment gentil de ta part
قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا قال : " نعم غير أني لا أقول إلا حقاً "[1].
وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له "[2]
ثانياً: البعد عن الإيذاء بالفعل :
قال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والخَذْفَ فإنها تكسر السن وتفقأ العين ولاتنكي العدو "[3] ،
الخذف : هو أن يأخذ العصاة والنواة بين السبابتين ويرمي بها ،
تنكي : تقتل.[4]
ثالثاً: تجنب الضحك فما يصدر عن الإنسان عفوياً
لقول جابر رضي الله عنه : نهى صلى الله عليه وسلم عن الضحك من الظرطة " [5] .
رابعاً: النهي عن التعدي على ممتلكات الغير :
قال صلى الله عليه وسلم : " لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعباً أو جاداً "[6].
خامساً: قال ابن قدامه المقدسي رحمه الله:
فقد اتفق في مزاحه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء :
ألأول : كونه حقاً .
والثاني: كونه مع النساء والصبيان ومن يحتاج إلى تأديبه من ضعفاء الرجال.
والثالث: كونه نادراً فلا ينبغي أن يحتج به من يريد الدوام عليه فإن حكم النادر ليس كحكم الدائم .[7]
قال الشاعر[8] :
أفد طبعك المكدود بالجد راحة *** تجم وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن *** بمقدار ما يعطى الطعام من الملح
سادساً: والمزاح المباح بلسم لحياة الإنسان المسلم وتخفيف عن مصاعب الحياة ولو بطلاقة الوجه أو حسن الكلام ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " [9].
قال سبحانه وتعالى لنبيه : " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " [10]
أي لو كان النبي صلى الله عليه وسلم شديداً جافاً مع أصحابه آمراً لهم ناهياً على الدوام لكان حالهم أنهم تركوه ودعوته ولكنه كان مثالاً يحتذى به في كل أحواله ومعاملاته وسلوكه صلى الله عليه وسلم . [11]
سابعاً: وما القصد بمزاحه صلى الله عليه وسلم إلا أن يقرب أصحابه إليه ويستميل قلوبهم فيحفظوا عنه ما يقول ويفهموا كل ما يريد ولكل مقام عنده مقال وما أحسن الجد في موعظة وما أجمل المزاح الذي لا تقع به إلا الألفة ولا يحصل به إلا الإيناس " [12]
ثامناً : كان صلى الله عليه وسلم :
" طويل الصمت قليل الضحك " [13]
تاسعاً : كان أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين يعرفون مزحه وسروره من طلاقة وجهه وسمو روحه فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : " كان صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر " [14]
عاشراً : كان صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " [15]
الحادي عشر : كان جل ضحكه التبسم :
فعن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه أنه قال :" ما رأيت أحداَ أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [16] ، قال أبو ذر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه " [17].
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :" ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم مند أسلمت ولا رآني إلا ضحك " وفي رواية " إلا تبسم " [18] وكان يقول : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " [19]
الثاني عشر : ليس المقصود أن كل حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرحاً وضحكاً ومزاحاً :
بل كان يبكي كثيراً ويضحك قليلاً ويقول : " والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراًَ "[20]
الثالث عشر : بعضاً من مزاحه صلى الله عليه وسلم :
1- مع أهله :
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال " ما هذا يا عائشة " . قالت بناتي ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع فقال " ما هذا الذي أرى وسطهن " قالت فرس . قال : " وما هذا الذي عليه " قالت: جناحان قال : " فرس له جناحان " قالت : أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة قالت فضحك حتى رأيت نواجذه. [21]
السهوة : تشبه الرف أو الخزانة الصغيرة يوضع فيها الشيء . *
عن عائشة قالت :
رجع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وارأساه .قال " بل أنا وارأساه " قال " وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك " قلت لكني أو لكأني بك والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك . قالت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه.[22]
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في مراقبة مزاح أهله أنه يجمع بينهن
فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
" صنعت خزيراً [23] " – وفي رواية ……… – فقلت لسوده : كلي فقالت لا أحبه فقلت : والله لتأكلين أو لألطخن به وجهك فقالت : والله ما أنا بذائقته فأخذت بيدي من الصحفة شيئاً منه ولطخت به وجهها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها فخفض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه لتستقيد مني فتناولت من الصحفة شيئاً ولطخت به وجهي وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فمر عمر فقال : يا عبد الله يا عبد الله فظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيدخل فقال : قوما فاغسلا وجوهكما ، تقول عائشة : فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم "[24].
2- مع الصحابة :
عن أنس رضي الله عنه أن رجلا استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي سأله أن يحمله على دابة ) فقال : إني حاملك على ولد ناقة فقال : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ " [25].
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن زاهراً باديتنا[26] ونحن حاضروه[27] ، وكان يحبه وكان رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال : من هذا؟ أرسلني فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يشتري هذا العبد ؟ فقال : يا رسول الله إذا والله تجدني كاسداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لست بكاسد أو قال : أنت عند الله غال".[28]
وعن الحسن رضي الله عنه قال :
" أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال : يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز قال : فولت تبكي فقال : أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز إن الله تعالى يقول " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً "[29].
عن سفينة مولى أم سلمة رضي الله عنها قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قال : فكان كلما أعيا رجل ألقى علي ثيابه ترساً أو سيفاً حتى حملت من ذلك شيئاً كثيراً قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت سفينة" [30]
3- مع الأطفال :
عن أنس رضي الله عنه قال :
إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير؟ [31]، "
وفقه هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم يمازح وفيه أنه كنى غلاماً صغيراً فقال له : يا أبا عمير، وفيه أنه لا بأس بأن يعطى الصبي الصير ليلعب به ، وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ لأنه كان له نغير يلعب به فمات فحزن الغلام عليه فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم ." [32]
وعن محمود بن الربيع قال :
إني لأعقل مجة مجَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم " [33]، وفي روايـة للبخـاري " في وجهه "
قال النووي رحمه الله :
" قال العلماء : المج طرح الماء من الفم بالتزريق وهذا في ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك وجواز المرح." [34]
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت:
أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع أبي وعليَّ قميص أصفر ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " سَنَهْ سَنَهْ " . قال عبد الله وهى بالحبشية حسنة . قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة ، فزبرني أبي ( أي زجرني) قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " دعها ". ثم قال رسـول الله " أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلفي ، ثم أبلي وأخلفي " . قـال عبد الله فبقيت حتى ذكر.[35]
قال الحافظ ابن حجر معلقاً :
والممازحة بالقول مع الصغيرة إنما يقصد به التأنيس ، والتقبيل من جملة ذلك.
[1] الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
[2] أبو داود4992.
[3] الطبراني واللفظ له وعند البخاري ومسلم بلفظ : نهى.
[4] انظر الإيضاح ليعقوب الحمد ص 112-113.
[5] مسلم وأحمد في مسنده وفي صحيح الجامع 6896 .
[6] البخاري في الأدب المفرد 180.
[7] الإيضاح ص 113.
[8] مختصر منهاج القاصدين 168.
[9] رواه البزار ، انظر الإيضاح ص 19 .
[10] آل عمران 159 .
[11] الإيضاح 21.
[12] الإيضاح 54.
[13] صحيح الجامع الصغير 4822.
[14] البخاري ومسلم ، الإيضاح 54.
[15] الصحيحة 506.
[16] الترمذي وقال الألباني حسن صحيح .
[17] الترمذي و مسلم ، والنواجذ: جمع ناجذ وهو أقصى الأضراس.
[18] الشيخان وغيرهما والرواية عند أحمد .
[19] الصحيحة 572 .
[20] البخاري ومسلم.
[21] رواه أبو داود برقم 4934 والبخاري في الأدب المفرد برقم 283 .
[22] رواه أحمد برقم 26659 .
[23] الخزير : هو لحم يقطع صغاراً ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذروا عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة .
[24] رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن .
[25] أحمد وأبو داود والترمذي .
[26] أي يستفيد منه ما يستفيد الرجل من باديته.
[27] أي حاضرو المدينة له وهذا من حسن المعاملة .
[28] الترمذي وصحح إسناده الألباني.
[29] الواقعة 35-37 والحديث مرسل وقد حسنه الألباني لشواهده .
[30] الصحيحة 2959.
[31] الشيخان والترمذي .
[32] الأكمل من هدي النبي المرسل لخير الدين وانلي ص 612 .
[33] مسلم واللفظ له والبخاري .
[34] الإيضاح 69.
[35] البخاري 3071 .
وعيدكم مبارك مسبقا
شكرا على الموضوع أخـ الصادق…
جزاك الله خيراً…
وجعله الله لك في ميزان حسناتك…
ننتظر جديدك….
يكفي انه خير خلق الله
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
جزاك الله كل الخير
سؤال:
كلنا سمع بما قام به الغربيون من الاستهزاء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسخرية منه ، فما هو موقفنا من ذلك ؟ وكيف ندافع عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
لقد ساءنا وساء كلّ مسلم غيور على دينه ما قام به هؤلاء السفهاء المجرمون
من الاستهزاء بنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أفضل من وطئت قدماه الثرى ،
وهو سيد الأولين والآخرين صلوات ربي وسلامه عليه .
وهذه الوقاحة ليست غريبة عنهم ، فهم أحق بها وأهلها .
ثم هذه الجريمة النكراء – مع أنها تمزق قلوبنا ، وتملؤها غيظاً وغضباً ،
ونود أن نفدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنفسنا –
إلا أنها مع ذلك مما نستبشر به بهلاك هؤلاء ،
وقرب زوال دولتهم ، قال الله تعالى : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) الحجر/95 ،
فالله تعالى يكفي نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستهزئين المجرمين ،
وقال تعالى : ( إِنَّ شَانِئَكَ – أي : مبغضك – هُوَ الأَبْتَرُ ) الكوثر/3 ، أي : الحقير الذليل المقطوع من كل خير .
وقد كان المسلمون إذا حاصروا أهل حصن واستعصى عليهم ،
ثم سمعوهم يقعون في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسبونه ،
يستبشرون بقرب الفتح ، ثم ما هو إلا وقت يسير ،
ويأتي الله تعالى بالفتح من عنده انتقاماً لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
"الصارم المسلول" (ص 116-117) .
وشواهد التاريخ كثيرة على هلاك وفضيحة المستهزئين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم ماذا ينقم هؤلاء من سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!
ينقمون منه أنه دعا إلى توحيد الله تعالى ، وهم لا يؤمنون لله بالوحدانية .
ينقمون منه أنه عَظَّمَ ربه تبارك وتعالى ، ونزهه عما يقوله هؤلاء المفترون ،
وهم ينسبون إليه الصاحبة والولد .
ينقمون منه أنه دعا إلى معالي الأخلاق ، وترك سفاسفها ،
ودعا إلى الفضيلة ، وسد كل باب يؤدي إلى الرذيلة ،
وهم يريدونها فوضى أخلاقية وجنسية عارمة .
يريدون أن يغرقوا في مستنقع الشهوات والرذيلة ، وقد كان لهم ما أرادوا !
ينقمون منه أنه رسول الله !! والله تعالى هو الذي اصطفاه على الناس برسالته ووحيه .
ودلائل نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أن تحصر .
ألم يسمعوا عن حادثة انشقاق القمر ؟ أم لم يسمعوا عن نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم مرات ومرات ؟
أم لم يسمعوا عن آيته الكبرى ، هذا القرآن الكريم ، كلام رب العالمين ،
الذي حفظه الله تعالى فلم تمتد إليه يد العابثين المحرفين ،
أما كتبهم المنزلة على أنبيائهم فتلاعبوا بها أيما تلاعب ،
( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79 .
بل من أعظم الأدلة على صدق نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
بقاء دينه هذه القرون الطويلة ظاهراً منصوراً ،
وقد كان أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته دائماً إلى ظهور وعلو على أعدائه ،
وحكمة الله تعالى تأبى أن يُمَكِّن كاذباً عليه وعلى دينه من العلو في الأرض هذه المدة الطويلة ،
بل في كتبهم التي كتمها علماؤهم وحرفوها أن الكذاب (مدعي النبوة)
لا يمكن أن يبقى إلا ثلاثين سنة أو نحوها ثم يضمحل أمره .
كما ذكر عن أحد ملوكهم أنه أتى برجل من أهل دينه ( نصراني )
كان يسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويرميه بالكذب ،
فجمع الملك علماء ملته ، وسألهم : كم يبقى الكذاب ؟
فقالوا : كذا وكذا ، ثلاثين سنة ، أو نحوها ، فقال الملك ،
وهذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة ، أو ستمائة سنة
[ يعني : في أيام هذا الملك ] ، وهو ظاهر مقبول متبوع ، فكيف يكون هذا كذابا ؟؟ ثم ضرب عنق ذلك الرجل !!
"شرح العقيدة الأصفهانية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
ألم يعلموا أن كثيراً من عقلائهم وملوكهم وعلمائهم لما وصلت إليهم
دعوة الإسلام بيضاء نقية لم يملكوا إلا الإقرار بصحة هذا الدين ،
وعَظَّموا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكثير منهم أعلن الدخول في الإسلام .
فقد أقر ملك الحبشة النجاشي بذلك ، ودخل في الإسلام .
ولما أرسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاباً إلى هرقل ملك الروم يدعوه فيه إلى الإسلام
أقرّ هرقل بصحة نبوته ،
وهمّ أن يُعلن إسلامه وتمنى أن يذهب إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ويكون خادماً عنده ، إلا أنه خاف على نفسه من أهل ملته ، وبقي على الكفر ومات عليه .
ولم يزل الكثير من معاصريهم يعلن ذلك .
1- يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13،
وقد جعل على رأس المئة نبينا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يقول :
"لقد اخترت محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أول هذه القائمة …
لأن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي " .
2- برناردشو الإنكليزي , له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطات البريطانية ، يقول :
" إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين
في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب ، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً ،
لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل،
فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية ،
بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم،
لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها ".
3- ويقول آن بيزيت :
" من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم
ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل،
أحد رسل الله العظماء ".
4- شبرك النمساوي :
" إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون ، إذا توصلنا إلى قمّته " .
5- الدكتور زويمر (مستشرق كندي ) :
" إن محمداً كان مصلحاً قديراً ، وبليغاً فصيحاً ، وجريئاً مغواراً،
ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات ،
وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء " .
6- الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه " الأبطال " :
" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ ، صادق العزم ، كريماً بَرًّا ، رؤوفاً ، تقياً ، فاضلاً ، حراً ، رجلاً ، شديد الجد ، مخلصاً ، وهو مع ذلك سهل الجانب ، ليِّن العريكة ، جم البشر والطلاقة ، حميد العشرة ، حلو الإيناس ، بل ربما مازح وداعب.
كان عادلاً ، صادق النية ، ذكي اللب ، شهم الفؤاد ،
ذكياًّ ، سريع الخاطر ، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ، ممتلئاً نوراً ،
رجلاً عظيماً بفطرته ، لم تثقفه مدرسة ، ولا هذبه معلم ، وهو غني عن ذلك" .
7- ويقول جوته الأديب الألماني : " "إننا أهل أوروبه بجميع مفاهيمنا ،
لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ،
وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ،
فوجدته في النبي محمد ، وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد" .
فإن كان ذلك كذلك فإن من واجب العالم كله – ولا محيص لهم عن ذلك –
أن يجعل عظمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخلق جميعًا فوق كل عظمة،
وفضله فوق كل فضل، وتقديره أكبر من كل تقدير ،
ويجب على العالم أجمع أن يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه خاتم أنبياء الله الكرام .
ونحن نغتنم هذه الفرصة وندعو هؤلاء إلى الإسلام ، فإن ما اقترفته أيديهم الآثمة لا يمحوه إلا الإسلام ، فإن عاندوا وكابروا وأصروا على ما هم عليه فليبشروا بعذاب النار خالدين فيها أبداً ، قال الله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) المائدة/72 ،
وقال تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85 .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) رواه مسلم (153) .
ثانياً :
والله تعالى حكيم لا يقّدر شيئاً وهو شر محض ،
بل لا بد أن يكون فيه الخير لعباده المؤمنين ، مهما ظهر للناس أنه شر ،
وصدق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل :
( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
وفي حادثة الإفك – وهي معروفة – قال الله تعالى :
( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/11.
وهذه جملة من المصالح المترتبة على هذه الجريمة الآثمة :
1. ظهور ما تنطوي عليه قلوب هؤلاء المجرمين من الحقد والكره للمسلمين ،
حتى وإن تظاهروا في كثير من الأحيان أنهم مسالمون ،
( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) آل عمران/118.
2. انكشاف تزوير الغرب في معاييره ، فهنا يحتجون بحرية الرأي ،
وكل عاقل يعلم أن حرية الرأي المزعومة تقف عند المساس بحرمة الآخرين والاعتداء عليهم ،
وهم كاذبون في دعواهم حرية الرأي ،
فكلنا يذكر ما حدث من سنوات قريبة لما أقدمت إحدى الحكومات على تكسير أوثان وأصنام عندها ،
أقاموا الدنيا وما أقعدوها !! فأين كانت حرية الرأي المزعومة ؟! فلماذا لم يعتبروا هذا أيضاً من حرية الرأي ؟!
3. بيان بطلان ما يدعو إليه بعض المتغربين من أبناء جلدتنا :
( لا تقولوا على غير المسلمين كفار ، بل قولوا " الآخر " حتى لا تشعلوا نار الفتنة بيننا وبينهم ) .
ألا فليعلم الجميع من هو الذي يكره الآخر ، ولا يراعي حرمته ويعلن الحرب عليه كلما سنحت له الفرصة .
4. كذب دعاويهم التي ملأوا بها الدنيا من ( حوار الحضارات ) القائم على احترام الآخر ،
وعدم الاعتداء عليه !! فأي حوار يريدون ؟ وأي احترام يزعمون ؟
إنهم يريدون أن نحترمهم ونوقرهم ونعظمهم ، بل ونركع لهم ونسجد ، أما هم فلا يزدادون منا إلا استهزاءاً وسخرية وظلماً !!!
5. إحياء جذوة الإيمان في قلوب المسلمين ،
فقد رأينا ردة فعل المسلمين دالة على رسوخ الإيمان في قلوبهم ،
ومدى حبهم للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
حتى من عنده تفريط في بعض واجبات الدين ، ثار دفاعاً عن رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
6. توحيد صفوف المسلمين ، فرأينا – ولله الحمد –
تكاتف المسلمين وتبنّيهم لنفس المواقف ، وإن اختلفت البلدان ، واللغات .
7. ظهور اتحاد الغرب على الإسلام ، فما أن استنجدت تلك الدولة باتحادهم حتى وقفوا جميعاً بجانبها ،
وتواصى المجرمون على نشر هذه الصور في صحافتهم ،
حتى يعلموا المسلمين أنهم جميعاً في خندق واحد ، وأننا لا نستطيع مواجهتهم جميعاً .
8. حرص بعض المسلمين على دعوة هؤلاء إلى الإسلام ،
وبيان الصورة المشرقة الحقيقية لهذا الدين ،
فقد رأينا تسابق المسلمين إلى طباعة الكتب بلغة هؤلاء حتى نزيل الغشاوة من على أعينهم ،
لعلهم يبصرون .
9. ظهور جدوى تلك المقاطعة التي قام بها المسلمون لمنتجات المعتدين
على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلم تتحرك دولتهم لمطالب رسمية أو سياسية ،
ولو كانت على أعلى المستويات ،
ولكن لم تمض على المقاطعة إلا أيام قليلة
حتى هبت الصحيفة الآثمة ورئيس تحريرها للاعتذار ، وتغير أسلوب كلامهم ، فلان شيئاً ما مع المسلمين .
وبهذا يظهر سلاح جديد للمسلمين يمكن أن يستخدموه للتأثير على أعدائهم ، وإلحاق الضرر بهم .
10. إرسال رسالة واضحة للغرب ، أننا – نحن المسلمين – لا نرضى أبداً أن يمس ديننا أو ينال منه ، أو يعتدى على رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فكلّنا فداء له بأبي هو وأمي .
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
ثالثاً :
وأما دورنا في هذا .
1. فالواجب علينا الإنكار بشدة ، كلٌّ حسب ما يستطيع ، بإرسال رسالة أو مقالة ،
أو اتصال هاتفي ، بحكومتهم وخارجيتهم وصحافتهم .
2. مطالبة هؤلاء بالاعتذار الجاد الواضح ، لا الخداع وتبرير الجريمة الذي يسمونه اعتذاراً ،
فلا نريد اعتذاراً لإهانة المسلمين ، وإنما نريد إقراراً بالخطأ واعتذاراً عن ذلك الخطأ .
3. مطالبتهم بمعاقبة المجرمين على جرمهم .
4. ومطالبتهم أيضاً بأن تكف حكوماتهم عن العداء للإسلام والمسلمين .
5. ترجمة الكتب التي تدعو إلى الإسلام بلغة هؤلاء ،
والكتب الذي تعرّف بالإسلام ونبيّ الإسلام ، وبيان سيرته الحسنة العطرة .
6. استئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتذب عن جنابه ، ويستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ ،
والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع ، وهم بحمد الله كثر .
7. كتابة المقالات القوية الرصينة لتنشر في المجلات والصحف ومواقع الإنترنت باللغات المتنوعة .
8. وأما مقاطعة منتجاتهم ، فإذا كانت المقاطعة لها تأثير عليهم – وهذا هو الواقع –
فلماذا لا نقاطعهم ونبحث عن شركات بديلة يمتلكها مسلمون ؟
9. التصدي لهذه الحملة الشرسة التي تنال من الإسلام ونبيّه ،
ببيان حسن الإسلام وموافقته للعقول الصريحة ، والرد على شبهات المجرمين .
10. التمسك بالسنة والتزام هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل شيء والصبر على ذلك
( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) آل عمران/120 .
11. الحرص على دعوة هؤلاء ، فإننا وإن كنا ننظر إليهم بعين الغضب والسخط والغيظ ،
إلا أننا أيضاً ننظر إليهم بعين الشفقة عليهم ، فهم عما قريب سيموتون ويكونون
من أهل النار إن ماتوا على ذلك فندعوهم إلى الإسلام والنجاة رحمة بهم وشفقة عليهم .
ونسأل الله تعالى أن يعلي دينه ، وينصر أولياءه ، ويذل أعداءه ،
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
والله أعلم .
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم حرصنا على إخراج هذا الكتيب المتواضع والذي فيه حث على الإكثار من الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
معنى الصلاة والسلام على النبي :
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند الملائكة المقربين – أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به – وهذا أخص منه في الرحمة المطلقة – وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.
والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات – قاله الشيخ محمد بن عثيمين.
حكم الصلاة على النبي :
أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة – عند الحنابلة.
وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها ).
المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها:
1- قبل الدعاء:
قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصلي على النبي فقال النبي : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].
وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي } [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.
فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي ).
2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:
قال : { رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي عليّ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].
4- الصلاة على النبي في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:
قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم – الدولة العباسية – فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).
5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].
كيفية الصلاة والتسليم على النبي :
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.
وعن أبي محمد بن عجرة قال: خرج علينا النبي فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: { قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي .
فضيلة الصلاة على النبي والسلام عليه:
عن عمر قال سمعت رسول الله يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].
قال : { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي } [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].
وقال : { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: { أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله : { أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة } [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].
وقال : { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].
وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي : { من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في صحيحه].
ذم من لم يصل على النبي :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصليّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].
وعن علي بن أبي طالب عنه أنه قال: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصليّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].
عن ابن عباس عن النبي : { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة } [صححه الألباني في صحيح الجامع].
وعن أبي هريرة قال أبو القاسم : { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].
وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي : { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه :
ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي منها:
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4- أن يرفع له عشر درجات.
5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.
6- أنها سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.
7- أنها سبب لغفران الذنوب.
8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.
9- أنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة.
10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11- أنها سبب لرد النبي الصلاة والسلام على المصلي.
12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13- أنها سبب لنفي الفقر.
14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره .
15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده كما تقدم قوله : { إن صلاتكم معروضة عليّ } وقوله : { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله .
18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].
19- أنها سبب لدوام محبة الرسول وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.
20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.
وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.
.
This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 777×723.
~{.……ْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ْ……..}~
~ْ_} بسم الله الرحمن الرحيم {_ْ~
يقول السائل : أرجو أن تشرح لنا بالنقاط كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
الجواب : الحمد لله
أولاً : استقبال الكعبة
1- إذا قمتَ أيها المسلم إلى الصلاة , فاستقبل الكعبة حيث كنت , في الفرض والنفلِ , وهو ركن من أركان الصلاة , التي لا تصح الصلاة إلا بها .
2- ويسقط الاستقبال عن المحارب في صلاة الخوف والقتال الشديد .
– وعن العاجز عنه ؛ كالمريض , أو من كان في السفينة , أو السيارة , أو الطائرة , إذا خشي خروج الوقت .
– وعمن كان يصلي نافلة أو وتراً , وهو يسير راكباً دابة أو غيرها ويستحب له إذا أمكن أن يستقبل بها القبلة عند تكبيرة الإحرام , ثم يتجه بها حيث كانت وجهته .
3- ويجب على كل من كان مشاهدٍ للكعبة أن يستقبل عينها , وأما من كان غير مشاهداً لها فيستقبل جهتها .
حكم الصلاة إلى غير الكعبة خطأً :
4- وإن صلى إلى غير القبلة ؛ لغيم أو غيره بعد الاجتهاد والتحري جازت صلاته , ولا إعادة عليه .
5- وإذا جاء من يثق به – وهو يصلي – فأخبره بجهتها , فعليه أن يبادر إلى استقبالها , وصلاته صحيحةٌ .
ثانياً : القيام
6- ويجب عليه أن يصلي وهو قائماً وهو ركن ٌ , إلا على :
المصلي صلاة الخوف , والقتال الشديد , فيجوز له أن يصلي راكباً , والمريض العاجز عن القيام , فيصلي جالساً إن استطاع , وإلا فعلى جَنبٍ , والمتنفّل , فله أن يصلي راكباً , أو
قاعداً إن شاءَ , ويركع وسجد إيماءً برأسهِ , وكذلك المريضُ , ويجعل سجوده أخفض من ركوعه .
7 – ولا يجوز للمصلي جالساً أن يضع شيئاً على الأرض مرفوعاً يسجد عليه , وإنما يجعل سجوده أخفض من ركوعه – كما ذكرنا – إذا كان لا يستطيع مباشرة أن يباشر الأرض بجبهتِهِ .
الصلاة في السفينة والطائرة :
8- وتجوز صلاة الفريضة في السفينة , وكذا في الطائرة .
9- وله أن يصلي فيهما قاعداً إذا خشي على نفسه السقوط .
10- ويجوز أن يعتمد في قيامه على عمودٍ , أو عصى ؛ لكبر سنه , أو ضعف بدنه .
الجمع بين القيام والقعود :
11- ويجوز أن يصَلي صلاة الليل قائماً أو قاعداً بدون عذر , وأن يجمع بينهما , فيصلَّي ويقرأ جالساً , وقبيل الركوع يقوم , فيقرأ ما بقي عليه من الآيات قائماً ثم يركع ويسجد , ثم يصنع مثل ذلك في الركعة الثانية .
12- وإذا صلى قاعداً جلس متربعاً , أو أي جلسةٍ أخرى يستريح بها .
الصلاة في النعال :
13- ويجوز له أن يقف حافياً , كما يجوز له أن يصلي منتعلاً .
14- والأفضل أن يصلي تارةً هكذا وتارةً هكذا , حسبما تيسر له , فلا يتكلف لبسهما للصلاة ولا خلعها , بل إن كان حافياً صلى حافياً , وإن كان منتعلاً صلى منتعلا , إلا لأمرٍ عارضٍ .
15- وإذا نزعهما فلا يضعهما عن يمينه , وإنما عن يساره , إذا لم يكن عن يساره أحدٌ يصلي , وإلا وضعهما بين رجليه ـ قلت : وفيه إيماءٌ لطيفٌ إلى أنه لا يضعهما أمامه , وهذا أدبٌ أخل به جماهير المصلين , فتراهم يصلون إلى نعالهم ! – بذلك صح الأمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الصلاة على المنبر :
16- وتجوز صلاة الإمام على مكان مرتفع كالمنبر ؛ لتعليم الناس يقوم عليه , فيكبر ويقرأ ويركع وهو عليه , ثم ينزل القهقرى حتى يتمكن من السجود على الأرض في أصل المنبر , ثم يعود إليه فيصنع في الركعة الأخرى كما صنع في الأولى .
وجوب الصلاة إلى سترة والدنو منها :
17 – ويجب أن يصلي إلى سترةٍ , لا فرق في ذلك بين المسجد وغيره , ولا بين كبيره وصغيره , لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصل إلا إلى سترةٍ , ولا تدع أحد يمر بين يديك , فإن أبى فلُتقاتله ؛ فإن معه القرين ) . يعني الشيطان .
18- ويجب أن يدنو منها ؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
19- وكان بين موضع سجوده صلى الله عليه وسلم والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاةٍ , فمن فعل ذلك فقد أتى بالدنوّ الواجب – قلت : ومنه نعلم أن ما يفعله الناس في كل المساجد التي رأيتها في سوريا وغيرها من الصلاة وسط المسجد بعيداً عن الجدار او السارية , ما هو إلا غفلة عن أمرهِ صلى الله عليه وسلم وفعله .
مقدار ارتفاع السترة :
20- ويجب أن تكون السترة مرتفعة عن الأرض نحو شبر , أو شبرين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ,ولا يبالي من مر وراء ذلك ) . – المؤخرة : هي العمود الذي في آخر الرحل , والرحل , هو للجمل بمنزلة السرج للفرس . وفي الحديث إشارة إلى أن الخط على الأرض لا يجزي , والحديث المروي فيه ضعيف – .
21- ويتوجه إلى السترة مباشرةً ؛ لأنه الظاهر من الأمر بالصلاة إلى سترة , وأما التحول عنها يميناً أو يساراً , بحيث أنه لا يصمُدُ إليها صَمْداً , فلم يثبت .
22- وتجوز الصلاة إلى العصا المغروزة في الأرض أو نحوها , وإلى شجرة , أو اسطوانة , وإلى امرأته المضطجعة على السرير , وهي تحت لحافها , وإلى الدابة , ولو كانت جملاً .
تحريم الصلاة إلى القبور :
23- ولا تجوز الصلاة إلى القبور مطلقاً , سواءً كانت قبوراً للأنبياء أو غيرهم .
تحريم المرور بين يدي المصلي ولو في المسجد الحرام :
24- ولا يجوز المرور بين يدي المصلي إذا كان بين يديه سترة , ولا فرق في ذلك بين المسجد الحرام وغيره من المساجد , فكلها سواء في عدم الجواز لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه , لكانَ أن يقف أربعين , خيراً له من أن يمر بين يديه ) . يعني : المرور بينه وبين موضع سجوده .-وأما حديث صلاته صلى الله عليه وسلم في حاشية المطاف دون سترة والناس يمرون بين يديه , فلا يصح , على أنه ليس فيه أن المرور كان بينه وبين سجوده -.
وجوب منع المصلي للمار بين يديه , ولو في المسجد الحرام :
25- ولا يجوز للمصلَّي إلى سترةٍ أن يدع أحداً يمر بين يديه ؛ للحديث السابق : ( ولا تدع أحداً يمر بين يديك … ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلَّى أحدُكم إلى شيءٍ يستره من الناس , فأراد أحدٌ أن يجتازَ بين يديه , فليدفع في نحره , وليدرأ ما استطاعَ ) , وفي رواية : ( فليمنعه – مرتين – فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطانٌ ) .
المشي إلى الأمام ؛ لمنع المرور :
26- ويجوز أن يتقدم خطوةً أو أكثر ؛ ليمنع غيرَ مكلَّفٍ من المرور بين يديه ؛ كدابةٍ أو طفل , حتى يمر من ورائه .
ما يقطع الصلاة :
27- وإن من أهمية السُّترة في الصلاة , أنها تحولُ بين المصلي إليها , وبين إفساد صلاته ؛ بالمرور بين يديه , بخلاف الذي لم يتخذها , فإنه يقطع صلاته إذا مرت بين يديه المرأةُ البالغةُ , وكذلك الحمار , والكلب الأسود .
ثالثاُ : النية
28- ولا بد للمصلي من أن ينوي للصلاة التي قام إليها, وتعيينها بقلبه , كفرض الظهر أو العصر , أو سُّنتهما مثلا , وهو شرط أو ركنٌ , وأما التلفظ بها بلسانه فبدعة مخالفة للسنة , ولم يقل بها أحدٌ من متبوعي المقلدين من الأئمة .
رابعاً : التكبيرُ
29- ثم يستفتح الصلاة بقوله ( الله أكبر ) وهو ركنٌ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مفتاح الصلاة الطهور , وتحريمها التكبير , وتحليلها االتسليم ) : أي : وتحريم ما حرم الله من الأفعال , وكذا تحليلها , أي تحليل ما أحل الله خارجها من الأفعال , والمراد بالتحليل والتحريم المحرَّم والمحلَّل .
30- ولا يرفع صوته بالتكبير في كل الصلوات , إلا إذا كان إماماً .
31- ويجوز تبليغ المؤذن تكبير الإمام إلى الناس , إذا وجد المقتضي لذلك , كمرض الإمام وضعف صوته , أو كثرة المصلين خلفه .
32 – ولا يكبر المأموم إلا عقب انتهاء الإمام من التكبير .
رفع اليدين , وكيفيته :
33- ويرفع يديه مع التكبير , أو قبله , أو بعده , كل ذلك ثابت في السنة .
34- ويرفعهما ممدودتا الأصابع .
35- ويجعل كفيه حذوا منكبيه , وأحياناً يُبالغ في رفعهما , حتى يحاذي بهما أطراف أذنيه . – قلت : وأما مس شحمتي الأذنين بإبهاميه , فلا أصل له في السنة , بل هو عندي من دواعي الوسوسة – .
وضع اليدين وكيفيته :
36- ثم يضع يده اليمنى على اليسرى عقب التكبير , وهو من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه , فلا يجوز إسدالهما .
37- ويضع اليُمنى على ظهر كفّه اليسرى , وعلى الرٌّسغِ والساعد .
38 – وتارةً يقبض باليمنى على اليسرى . : وأما ما استحسنه بعض المتأخرين من الجمع بين الوضع والقبض في آن واحد , فمما لا أصل له .
محل الوضع :
39- ويضعهما على صدره فقط , الرجل والمرأةُ في ذلك سواء . – قلت : ووضعهما على غير الصدر , إما ضعيف وإما لا أصل له – .
40- و لا يجوز أن يضع يده اليمنى على خاصرته .
الخشوع والنظر إلى موضع السجود :
41- وعليه أن يخشع في صلاته , وأن يتجنب كلّ ما قد يٌلهيه عنه . من زخارف ونقوش , فلا يصلي في حضرة طعامٍ يشتهيه , ولا وهو يدافعه البولُ أو الغائط .
42- وينظر في قيامه إلى موضع سجوده .
43- ولا يلتفت يميناً ولا يساراً , فإن الالتفات اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد .
44- ولا يجوز أن يرفع بصره إلى السماء .
دعاء الاستفتاح :
45- ثم يستفتح القراءة ببعض الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عله وسلم , وهي كثيرة أشهرها : ( سٌبحانك الله وبحمدِك , وتبارك اسمٌك وتعالى جدُّك , ولا إله غيرك ) .وقد ثبت الأمر به فينبغي المحافظة عليه ._ ومن شاء الاطلاع على بقية الأدعية , فليراجع ( صفة الصلاة ) ص 91- 95, من طبعة مكتبة المعارف في الرياض .
خامساً : القراءةُ
46- ثم يستعيذ بالله تعالى .
47- والسنة أن يقول تارةً : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ من همزه , ونفخه , ونفثه ) و( النفث ) هنا : الشعر المذموم .
48- وتارة يقول : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان … ) الخ .
49- ثم يقول – سراً – في الجهرية والسرية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
قراءة الفاتحة :
50- ثم يقرأ سورة ( الفاتحة ) بتمامها – والبسملة منها – وهي ركنٌ , لا تصح الصلاة إلا بها , فيجب على الأعاجم حفظُها .
51- فمن لم يستطع أجزأه أن يقول : ( سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .
52- والسنة في قراءتها أن يقطعها آيةً آيةً , ويقف على رأس كل آية , فيقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) , ثم يقف , ثم يقول ( الحمد لله رب العالمين ) , ثم يقف ثم يقول : ( الرحمن الرحيم ) ثم يقف …وهكذا إلى آخرها .
وهكذا كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كلها , يقف على رؤوس الآي , ولا يصلها بما بعدها , و إن كانت متعلقة المعنى بها .
53- ويجوز قراءتُها ( مالكِ ) و ( ومَلِكِ ) .
قراءةُ المقتدي لها :
54- ويجب على المقتدي أن يقرأها وراء الإمام في السرية والجهرية أيضاً , إن لم يسمع قراءة الإمام , أو سكت هذا بعد فراغه منها سكتةً ؛ ليتمكن فيها المقتدي من قراءتها ! وإن كنا نرى أن هذا السكوت لم يثبت في السنة : – قلت : وقد ذكرت مستند من ذهب إليه , وما يرد عليه في سلسلة الأحاديث الضعيفة ) رقم ( 546و547) . ( ج2 / ص24 . 26 ) طبعة دار المعارف .
القراءة بعد الفاتحة :
55- ويسن أن يقرأ – بعد الفاتحة – سورة أخرى , حتى في صلاة الجنازة , أو بعض الآيات في الركعتين الأوليين .
56- ويطيل القراءة بعدها أحياناً , ويُقَصَّرُها أحيانا , لعارض سفرٍِ أو سعال , أو مرض , أو بكاء صبيًّ .
57- وتختلف القراءةُ باختلاف الصلوات , فالقراءةُ في صلاة الفجر أطول منها في سائر الصلوات الخمس , ثم الظهر , ثم العصر والعشاء , ثم المغرب غالباً .
58- والقراءة في صلاة الليل أطول من ذلك كلَّه .
59- والسنة إطالة القراءة في الركعة الأولى أكثر من الثانية .
60- وأن يجعلَ القراءةَ في الأُخريين أقصر من الأُوليين , قدر النصف . – وتفصيل هذا الفصل راجع إن شئت في (صفة الصلاة ) ص 102 .
قراءة الفاتحة في كل ركعة :
61- وتجب قراءة الفاتحة في كلَّ ركعة .
62- ويسن الزيادة عليها في الركعتين الأخيرتين أيضاً أحياناً .
63- ولا تجوز إطالة الإمام للقراءة بأكثر مما جاء في السنة , فإنه يشقّ بذلك على من قد يكون وراءه من رجل كبير في السن أو مريض , أو امرأة لها رضيع , أو ذي حاجة .
الجهر والإسرار بالقراءة :
64- ويجهر بالقراءة في صلاة الصبح والجمعة , والعيدين , والاستسقاء , والكسوف , والأوليين من صلاة المغرب والعشاء .
ويسر بهما في صلاة الظهر , والعصر , وفي الثالثة من صلاة المغرب , والأُخريين من صلاة العشاء .
65- ويجوز للإمام أن يُسمعِهَم الآية أحياناً في الصلاة السرية .
66- وأما الوترُ وصلاةً الليل , فيسرُّ فيها تارةً , ويجهرُ تارةً ويتوسط في رفع الصوت .
ترتيل القرآن :
67- والسنة أن يرتل القرآن ترتيلاً , لا هذّاً .., ولا عجلة , بل قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً , ويزين القرآن بصوته و يتغنى به في حدود الأحكام المعروفة عند أهل العلم بالتجويد , ولا يتغنَّى به على الألحان المبتدعة ولا على القوانين الموسيقية .
الفتح على الإمام :
68- ويشرعُ للمقتدي أن يتقصَّدَ الفتح على الإمام إذا أُرتِجَ عليه في القراءة .
سادساً : الركوع
69- فإذا فرغَ من القراءة , سكت سكتة لطيفةً بمقدار ما يترادّ إليه نَفَسُهُ .
70- ثم يرفع يديه على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام .
71- ويكبر , وهو واجبٌ .
72- ثم يركع بقدر ما تستقر مفاصلُه , ويأخذ كلُّ عضوٍ مأخذَه , وهذا ركنٌ .
كيفية الركوع :
73- ويضع يديه على رُكبتيه , ويمكّنهما من ركبتيه , ويفرّج بين أصابعه , كأنه قابضٌ على ركبتيه , وهذا كله واجبٌ .
74- ويمد ظهرَه ويبسطَه , حتى لو صب عليه الماء لاستقر , وهو واجبٌ .
75- ولا يخفض رأسَه , ولا يرفعه , ولكن يجعله مُساوياً لظهره .
76- ويُباعد مِرفقيه عن جَنبيه .
77- ويقول في رُكوعه : ( سُبحان ربي العظيم ) ثلاث مرات , أو أكثر , : – وهناك أذكار أخرى تقال في هذا الركن , منها الطويل , ومنها المتوسط , ومنها القصير , تراجع في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم , ص 132, طبعة مكتبة المعارف .
تسوية الأركان :
78- ومن السنة أن يسوّي بين الأركان في الطُّول , فيجعل ركوعَه وقيامه بعد الركوع , وسجودَه , وجلسته بين السجدتين قريباً من السواء .
79- ولا يجوزُ أن يقرأ َالقرآن في الركوع , ولا في السجود .
الاعتدال من الركوع :
80- ثم يرفعُ صُلبَه من الركوع , وهذا ركنٌ .
81- ويقولُ في أثناء الاعتدال : ( سمع الله لمن حمده ) , وهذه واجب ٌ .
82- ويرفع ُ يديه عند الاعتدال على الوجوه المتقدمة .
83- ثم يقومُ معتدلاً مطمئناً , حتى يأخذَ كل عظمٍ مأخذه وهذا ركنٌ .
84- ويقول في هذا القيام : ( ربَّنا ولكَ الحمدُ ) ( : وهناك أذكار أخرى تقال هنا , فراجع (صفة الصلاة) ,ص135 ) هذا واجبٌ على كل مصلّ , ولو كان مؤتماً , فإنه ورد القيام , أما التسميع فوِرْد الاعتدالِ ، ولا يشرع وضع اليدين إحداهما على الأخرى في هذا القيام لعدم وروده و وانظر إن شئت البسط في الأصل ( صفة صلاة النبي 1ـ استقبال القبلة ) .
85- ويسوّي بين هذا القيام والركوع في الطول , كما تقدم .
سابعاً : السُّجودُ
86- ثم يقولُ : ( الله أكبر ) وجوباً .
87- ويرفع يديه أحياناً .
الخرورُ على اليدين :
88- ثم يَخِرُّ إلى السجود على يديه , يضعهما قبل ركبتيه , بهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو الثابت عنه من فعله صلى الله عليه وسلم , ونهى عن التشبه ببروك البعير .
وهو إنما يخِرُّ على رُكبتيه اللتين هما في مقدمتيه .
89- فإذا سجد – وهو ركنٌ- اعتمد على كفّيه وبسطهما .
90- ويضمُّ أصابعهما .
91- ويوجهها إلى القبلة .
92- ويجعل كفّيه حذو منكبيه .
93- وتارةً يجعلهما حذو أُذنيه .
94- ويرفع ذراعيه عن الأرض وجوباً , ولا يبسطهما بسط الكلب .
95- ويمكِّن أنفه وجبهته من الأرض ِ , وهذا ركنٌ .
96- ويمكِّن أيضاً ركُبتيه .
97- وكذا أطراف قدميه .
98- وينصبهما وهذا كله واجب ٌ.
99- ويستقبل بأطراف أصابعهما القِبلة .
100- وَيرُصُّ عَقِبيه .
الاعتدال في السجود :
101- ويجب عليه أن يعتدلَ في سجوده ِ , وذلك بأن يعتمد فيه اعتماداً متساوياً على جميع أعضاء سجوده , وهي : الجبهة والأنف معاً , والكفان , والركبتان , وأطراف القدمين .
102- ومَن اعتدل في سجوده هكذا , فقد اطمأن يقيناً , والاطمئنانُ في السجود ركنٌ أيضاً .
103- ويقول فيه : ( سبحان ربي الأعلى ) , ثلاث مرات , أو أكثر . _ وفيه أذكار أخرى تراها في ( صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ) , ص145 .
104- ويُستحب أن يكثر الدعاءَ فيه ؛ لأنه مظنة الإجابة .
105- ويجعل سجوده قريباً من ركوعهِ في الطول كما تقدم .
106- ويجوزُ السجودُ على الأرضِ , أو على حائل بينهما وبين الجبهة ؛ من ثوبٍ أو بساطٍ , أو حصيرٍ , أو نحوه .
107- ولا يجوزُ أن يقرأَ القرآنَ وهو ساجِدٌ .
الافتراش والإقعاء بين السجدتين :
108- ثم يرفع رأسه مكبراً وهذا واجبُ .
109- ويرفع يديه أحياناً .
110- ثم يجلس مطمئناً , حتى يرجع كلُّ عَظْمٍ إلى موضوعه وهو ركنٌ .
111- ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها , وهذا واجبٌ .
112- وينصب رجلَه اليمنى .
113- ويستقبل بأصابعها القبلة .
114- ويجوز الإقعاءُ أحياناً , وهو أن ينتصِبَ على عَقِبيه وصدور قدميه .
115- ويقول في هذه الجلسة : ( اللهم اغفرْ لي , وارحمني واجبرني , وارفعني , وعافني , وارزقني ) .
116- وإن شاءَ قال : ( رب اغفر لي , رب اغفر لي ) .
117- و يُطيل هذه الجلسة حتى تكون قريباً من سجدته .
السجدة الثانية :
118- ثم يكبر وجوباً .
119- ويرفع يديه مع هذا التكبير أحياناً .
120- ويسجد السجدةَ الثانية , وهي ركنٌ أيضاً .
121- ويصنع فيها ما صنعَ في الأولى .
جلسة الاستراحة :
122- فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية , وأراد النهوض إلى الركعة الثانية كبّر وجوباً .
123- ويرفع يديه أحياناً .
124- ويستوي قبل أن ينهضَ قاعداً على رجِله اليسرى , معتدلاً , حتى يرجع كل عظم إلى موضعه .
الركعة الثانية :
125- ثم ينهض معتمداً على الأرض بيديه المقبوضتين , كما يقبضهما العاجِنُ إلى الركعة الثانية , وهي ركنٌ .
126- ويصنعُ فيهما كما صنعَ في الأولى .
127- إلا أنه لا يقرأ فيها دعاء الاستفتاح .
128- ويجعلها أقصر من الركعة الأولى .
الجلوس للتشهد :
129- فإذا فرغ من الركعة الثانية , قَعَدَ للتشهدِ , وهو واجبٌ .
130- ويجلس مفترشاً – كما سبق – بين السجدتين .
131- لكن لا يجوز الإقعاء هنا .
132- ويضع كفَّه اليمنى على فخذهِ وركبته اليمنى , ونهاية مرفقه الأيمن على فخذه , لا يبعده عنه .
133- ويبسط كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى .
134- ولا يجوز أن يجلس معتمداً على يده , وخصوصاً اليُسرى .
تحريك الإصبع , والنظر إليها :
135- ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها , ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارةً .
136- وتارةً يُحلَّق بهما حلقةً.
137- ويشير بإصبعه السبابة إلى القِبلة .
138- ويرمي ببصره إليها .
139- ويحركها يدعو بها من أول التشهد إلى آخره .
140- ولا يشير بإصبع يده اليسرى .
141- ويفعل هذا كلَّه في كل تشهدٍ .
صيغة التشهد والدعاء بعده :
142- والتشهد واجب , إذا نَسِيهَ سجدَ سجدتي السهو .
143- ويقرؤه سراً .
144- وصيغته : ( التحيات لله , والصلوات , والطيبات , السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) وفي كتابي المذكور صيغ أخرى ثابتة وما ذكرته هنا أصح .
السلام على النبي : هذا هو المشروع بعد وفاة النبي صلى الله وعليه وسلم وهو الثابت في تشهد ابن مسعود وعائشة وابن الزبير رضي الله عنهم , ومن شاء التفصيل فعليه بكتابي ( صفة صلاة النبي ) , ص161, طبعة مكتبة المعارف في الرياض .
145- ويصلي بعده على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم , إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد , كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم , إنك حميد مجيد ) .
146- وإن شئت الاختصار , قلت : ( اللهم صل على محمد , وعلى آل محمد , وبارك على محمد وعلى آل محمد , كما صليت وباركت على إبراهيم , وعلى آل إبراهيم , إنك حميد مجيد ) .
147- ثم يتخير في هذا التشهد من الدعاء الوارد أعجبَه إليه ؛ فيدعو الله به .
الركعة الثالثة والرابعة :
148- ثم يكبر وجوباً , والسنة أن يكّبر وهو جالسٌ .
149- ويرفع يديه أحياناً.
150- ثم ينهض إلى الركعة الثالثة , وهي ركنٌ كالتي بعدها .
151- وكذلك يفعل إذا أراد القيامَ إلى الركعة الرابعة .
152- ولكنه قبلَ أن ينهض َ يستوي قاعداً إلى رجِلْهِ اليسرى معتدلاً , حتى يرجع كل عظم إلى موضعه .
153- ثم يقوم معتمداً إلى يديه وكما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية .
154- ثم يقرأ في كلًّ من الثالثة والرابعة سورة ( الفاتحة) وجوباً .
155- ويضيف إليها آية أو أكثر أحياناً .
القنوت للنازلة ومحلُّه :
156- ويُسنُّ له أن يقنتَ ويدعو للمسلمين لنازلةٍ نزلت بهم .
157- ومحله إذا قال بعد الركوع : ( ربنا ولك الحمد ) .
158- وليس له دعاءٌ راتبٌ , وإنما يدعو فيه بما يتناسب مع النازلة .
159- ويرفع يديه في هذا الدعاء .
160- ويجهر به إذا كان إماماًً.
161-ويؤمّن عليه مَن خلفه .
162- فإذا فرغ وكبَّر وسجد .
قنوت الوتر , ومحلُّه , وصيغتُه :
163- وأما القنوت في الوتر فيُشرع أحياناً .
164- ومحلُّه قبل الركوع , خلافاً لقنوت النازلة .
165- ويدعو فيه بما يأتي :
( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت , وتولني فيمن توليت , وبارك لي فيما أعطيت , وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت , ولا منجا منك إلا إليك ) .
166- وهذا الدعاءُ من تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجوز ؛ لثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم .
167- ثم يركع , ويسجد السجدتين , كما تقدم .
التشهد الأخير والتورك :
168- ثم يقعد للتشهد الأخير .
169-ويصنعُ فيه ما صنعَ في التشهد الأول .
170- إلا أنه يجلس فيه متوركاً يفضي بوركِهِ اليسرى تحت ساقه اليمنى .
171- وينصب قدمه اليمنى .
172- ويجوز فرشها أحياناً .
173- ويُلقم كفَّه اليسرى ركبته ويعتمد عليها .
وجوبُ الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ من أربع :
174- ويجب عليه في هذا التشهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا في التشهد الأول بعض صيغها .
175- وأن يستعيذ بالله من أربع , يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم , ومن عذاب القبر , ومن فتنة المحيا والممات , ومن شر فتنة المسيح الدجال ) فتنة (المحيا) : هي ما يعرض للإنسان في حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها . وفتنة ( الممات ) , هي : فتنة القبر وسؤال الملكين ، و( فتنة المسيح الدجال) : ما يظهر على يديه من الخوارق التي يَضِلُ بها كثير من الناس , ويتبعونه على دعواه الألوهية .
الدعاء قبل السلام :
176- ثم يدعو لنفسه بما بدا له , مما ثبت في الكتاب والسنة , وهو كثير طيب فإن لم يكن عنده شيء منه , دعا بما تيسر له , مما ينفعه في دينه , أو دنياه .
التسليمُ وأنواعُه :
177- ثم يسلم عن يمينه , وهو ركنٌ , حتى يُرى بياضُ خدَّه الأيمن .
178- وعن يساره حتى يُرى بياضُ خدَّه الأيسر.
179- ويرفع الإمامُ صوتَه بالسلامِ.
180- وهو على وُجوه ٍ :
الأول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , عن يمينه . السلام عليكم ورحمة الله , عن يساره .
الثاني : مثله , دون قوله : ( وبركاته ) .
الثالث : السلام عليكم ورحمة الله , عن يمينه . السلام عليكم , عن يساره .
الرابع : يسلم تسليمةً واحدةً تلقاء وجهه , يميل به إلى يمينه قليلاً .
أخي المسلم ! هذا ما تيسر لي من تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم , محاولاً بذلك أن أقربها إليك حتى تكون واضحة لديك , ماثلةً في ذهنك , وكأنك تراها بعينك . فإذا صليت نحو ما وصفت لك من صلاته صلى الله عليه وسلم , فإني أرجو من الله تعالى أن يتقبلها منك ؛ لأنك بذلك تكون قد حققت فعلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
ثم عليك بعد ذلك أن لا تنسى الاهتمام باستحضار القلب , والخشوع فيها , فإنه هو الغاية الكبرى من وقوف العبد بين يدي الله تعالى فيها , وبقدر ما تحقق في نفسك من هذا الذي وصفت لك من الخشوع والاحتذاء بصلاته صلى الله عليه وسلم , يكون لك من الثمرة المرجوة التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى , بقوله : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .
وختاماً : أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا , وسائر أعمالنا , ويدخر لنا ثوابها إلى يوم نلقاه : ( يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونٌ إلا من أتى الله بقلب سليم ) . والحمد لله رب العالمين .
منقوووووووول
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
السلام عليكم
بارك الله فيكم
وعليكم السلام
وبارك الله فيك
بعد التحية و السلام :
موضوع جد قيم و هادف في الوقت نفسه.
مزيدا من التألق و النجاح .
دمت في رعاية الله و حفضه.
تقبل تحياتي و مروري .
إلى اللقاء.
العفو اخواني سعدت بمروركم العطر
العفو اخي مهدي هذا واجبي
بارك الله فيك على الشرح القيم الهادف .
دمت متالقة ، مبدعة ، ووفية عزيزتي حياة
تقبلي مروري وتحياتي
كيفية إنقاص الوزن بالأعشاب
– تسحق الحبة السوداء حتى تصير ناعمة كالدقيق ثم يوضع ملعقة في ماء مغلي لمدة خمسة عشر دقيقة ثم يشرب مره صباحا ومره مساء قبل الأكل ولمدة شهرين وستري العجب.
– ينقع ورق التوت ويشرب مرتين قبل الأكل لمدة شهرين.
– عصير الجريب فروت صباحا يساعد على إنقاص الوزن.
– يؤخذ من خل التفاح المركز في كوب ماء ويشرب على الريق وقبل النوم لمدة شهرين.
– يؤخذ ملعقة كبيرة من مطحون الميرمية و تغلى في لتر ماء لمدة عشرين دقيقة ويشرب ثلاث مرات يوميا قبل الأكل.
– إذا شرب عصير الليمون المركز على الريق ساعد على إنقاص الوزن.
– الإكثار من أكل ورق الكرنب يقلل الوزن.
– الإكثار من أكل الموز يقلل الوزن.
– قومي بنقع خمسين جرام من أوراق العنب المجففة في الظل في لتر ماء ثم يوضع على النار حتى يغلي لمدة نصف دقيقة ثم يترك في الماء لمدة خمسة عشر دقيقة ثم يصفى ويحلى ويشرب ثلاث فناجين يوميا قبل الأكل لمدة شهر وستري العجب.
الشعر والبشرة:
[COLOR="rgb(153, 50, 204)"](الإثمد)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالإثمد فإنه يحلو البصر وينبت الشعر).
– يساعد على إنبات شعر الرموش والحواجب.
– يحد البصر وينقيها من الأوساخ.
– يمنع غشاوة العين.
– من اكتحل به كان شفاء لمن يشتكي من كثرة الدمع.
– يعمل على تقوية أعصاب العين.
(الرطب)
شبه النبي صلى الله عليه وسلم النخلة بالمسلم لكثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام.
– يمنع جفاف الجلد.
– يمنع جفاف الشعر.
(البصل)
أمر النبي صلى الله عليه وسلم آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخا.</b>
– مقوي لبصيلات الشعر.
– إذا أخذ عصير البصل وامتزج بالخل وطلي به الوجه أزال النمش شريطة الجلوس بعد طلاء الوجه في الشمس ويكون مرتين في اليوم إلى ان تزول البقع.
– يعمل على فتح مسام الجسم.
(الثوم)
أمر النبي صلى الله عليه وسلم آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخا.</b>
– يستخدم لعلاج قشرة الرأس.
– من حافظ على دهن فروة الرأس كل يوم بزيت الثوم منع من تساقط الشعر.
(الحبة السوداء)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت ومالسام؟ قال الموت).
– إذا عجنت بالعسل ودهن به الوجه مرة واحدة يوميا مع ترك الدهان على الوجه ساعة ثم يغسل بماء فاتر أزال حب الشباب.
– يضرب في الخلاط حبة البركة وقشر رمان مجفف وخل وزيت حبة البركة ثم يوضع بعد ذلك ملعقة خل كبيرة على ما سبق ويسخن هذا الخليط مع صب كوب ماء على الخليط أيضا ثم يدهن به حب الشباب لمدة شهر.
– لتساقط الشعر يؤخذ كمية من حبة البركة بعد طحنها في زيت جرجير نقى غير مغشوش مع ثلاث ملاعق خل عنب طبيعي مخفف مع فنجان زيت زيتون وثلاث ملاعق من زيت حبة البركة وبدلك بها الرأس يوميا مساء ويغسل بالماء الدافئ صباحا مع التكرار لمدة خمسة عشر يوما ستري العجب.
(الحناء)
عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليه الحناء)
(ما شكى إليه أحدا وجعا في رأسه إلا قال :احتجم ولا شكى إليه وجعا في رجليه إلا قال له: اختضب بالحناء)
– تفيد في علاج تشققات القدمين والتسلخات التي تحدث بين أصابع القدمين.
– إذا عجنت بعد تخمرها على فروة الرأس لمدة أربع ساعات يعمل على تنقية فروة الرأس من الفطريات بفعل المواد القابضة فيها وتخلص فروة الرأس من الإفرازات الدهنية الزائدة.
– لعلاج سقوط الشعر تخلط الحنة مع الخل والماء بمقادير متساوية مع قليل من الليمون لعلاج التهابات فروة الرأس.
(الريحان)
قال تعالى: (والحب ذو العصف والريحان)
وقوله تعالى: (فأما إن كان من المقربين*فروح وريحان وجنة نعيم)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عرض عليه الريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة).
– إذا أخذ ورقه المجفف وسحق ووضع تحت الإبط أزال رائحة الإبط.
– إذا دهن بزيته فروة الرأس منع تساقط الشعر ويطيله.
– إذا طبخت أوراقه وغسل بها الرأس سود الشعر وحسنه.
(زيت الزيتون)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
– يفيد في علاج تشقق حلمات الثديين كدهان.
– يمنع الشيب إذا دهن به كل يوم.
– يعالج تشققات البشرة.
– لتطويل الشعر يؤخذ عسل نحل وزيت بمقادير متساوية ويدهن به الشعر وجذوره.
– لتسويد الشعر يؤخذ الزيت ثم يعجن به جوز السرو بعد حرقه ويدهن منه يوميا.
– لتطويل رموش العين وكثافة الحواجب إذا أخذ زيت الخروع وخلط بزيت الزيتون ودهن به الرموش والحواجب فإن ذلك يؤدي إلى طول الرموش ويصحب ذلك تدليك هادئ.
(العسل)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن).
– إذا طلي به فروة الرأس أطال الشعر ونعمه وحسنه.
(السدر)
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أسرى به وإذا نبقها مثل قلا هاجر).
– يمنع من تساقط الشعر إلا أنه يجعده.
*
*
*[/COLOR]
موضوع مميز ومفيد من عضو مميز ومنه نستفيد
يباركك الرحمن
ما عسايا الا شكرك و بارك الله فيك أختي
فردك أكثر تميزا
و فيك بركة أختي
مشكووووووورة
يسلموووووووووووووووو
شكرا على المرور العطر
جزاك الله خيرا يااخت
امين يا رب
مشكووووور
السلام عليكم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل الخلقة، أزهر اللون (أى أبيض مشرباً بحمرة)، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، عظيم الرأس، عظماً مناسباً لبقية أعضائه، شعره بين الجعودة والسبوط ، كأنه مشط فتكسر قليلاً ، لا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا لم يقصره، وكان واسع الجبين ، أزج الحواجب بدون اقتران، في وسط أنفه ارتفاع قليل من غير طول فيه، ليس بضيق الفم ولا واسعه، رقيق الأسنان مفلجه ، أسيل الخدين (أى غير مرتفع الوجنتين )، غزير شعر اللحية ،جميل العنق، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، وموصول ما بين اللبة والسرة بالشعر، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالى الصدر، وليس على ثدييه وبطنه شعر غير ما ذكر. </SPAN>
وكان معتدل الأعضاء في سمن معتدل، ليس بمسترخى اللحم، وكان طويل الزندين، رحب الراحتين، ممتلئ الكفين والقدمين، متجافي الإخمصين (أي أن باطن قدميه لا يصل إلى الأرض عند وضعهما عليها)، ليس في قدميه غضون، أي تكاميش، ولا تشقق، بحيث إذا أصابهما الماء لم يبق له أثر بهما. </SPAN>
وكان متوسط القامة لا هو بالطويل ولا بالقصير، إذا مشى رفع رجليه بنشاط، وأوسع في خطاه، ومال إلى سنن المشي برفق ووقار، وكأنما هو في مشيته ينزل من مكان منحدر. وكان خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، وإذا التفت التفت جميعاً، جل نظره الملاحظة ، يتأخر عن أصحابه في المشي، ويبدأ من لقيه بالسلام.</SPAN>
اللهم ما ارزقنا الجنة واغفر لنا انك على كل شيء قدير
*في امان الله*
</SPAN>
</SPAN>
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله
صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك على المرور الطيب
البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ، فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ،والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم – شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه – " رواه النسائي .
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .
كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه – ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه – صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.
فداك ابي وامي يا رسول الله
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
لا تحزن يا خير خلق الله
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.
ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي – صلى الله عليه وسلم – لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب – وعيناه تذرفان – حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى