اندهش الإنسان أول الأمر من الوجود.. من الطبيعة و ألغازها.. فكان التحدي الأول الذي واجهه هو محاولة فهم و تفسير الظواهر الطبيعية التي تحيط به .. و على امتداد الرحلة المعرفية استطاع كشف العديد من أسرارها لدرجة السيطرة على معظمها .. لكن بقدر ما اهتم الإنسان بالطبيعة بقدر ما نسي نفسه . أو بالأحرى لم يلتفت لذاته إلا متأخرا.. أي إلا بعدما بدأ يشعر أنه تمكن أخيرا من فهم و تفسير الطبيعة و بدأت تراوده فكرة نقل هذا النموذج الناجح لتطبيقه على الإنسان…
لقد أغرت النجاحات التي عرفها مجال العلوم الطبيعية بمحاولة الاستفادة منها لتحقيق انجازات مماثلة في العلوم الإنسانية. فتوالت الدعوات لتطبيق المناهج العلمية التجريبية و التصورات الصارمة -التي أثبتت نجاعتها في المجال الطبيعي – على المجال الإنساني.
هكذا سيتحول الإنسان الذي كان على امتداد التاريخ ذاتا عارفة ,إلى موضوع للمعرفة .. ! سيتحول من دارس إلى مدروس.. من كائن فوق طبيعي.. إلى كائن كباقي الكائنات.. كجزء من الطبيعة.. يخضع لقوانينها و نظمها و حتميتها … و أصبح الإنسان يؤمن بإمكانية الوصول إلى معرفة موضوعية بذاته وإلى فهمها و تفسيرها كما هو الأمر مع أي ظاهرة طبيعية أخرى.
لكن هل من السهل تحقيق ذلك ؟ هل بالإمكان تقديم معرفة علمية دقيقة بصدد هذا الكائن الغامض المتغير الراغب , المتخيل, المعقد , المتقلب, المتداخل الأبعاد …. و الذي يسمى الإنسان.؟
كيف يمكن إذن موضعة ظاهرة تتميز بالوعي و الإرادة ؟ و كيف يمكن تفسير كائن تشكل الحرية أهم خصائصه الجوهرية ما يجعله عصيا عن أي تأطير سببي ؟ أو منفلتا عن أي تنبؤ علمي ..؟ و هل تصلح المناهج العلمية الوضعية للتطبيق حرفيا على الظاهرة الإنسانية أم يجب تعديلها و تكييفها مع خصوصياتها؟ أم ينبغي تغييرها بأخرى أصيلة خاصة بالإنسان؟
لا يمكن الحديث عن "علم" دون توفر شرط أساسي و هو " الموضوعية" فهل يمكن أن يكون الإنسان موضوعا للمعرفة في نفس الوقت الذي يشكل هو نفسه الذات العارفة؟
لقد شكل هذا السؤال العقبة الأولى أمام كل المهتمين بالعلوم الإنسانية الأمر الذي جعل البعض يتحفظ على استعمال كلمة " علم " ما دام أمر الموضوعية لم يحسم بعد.
صعوبة موضعة الظاهرة الإنسانية تعود بالدرجة الأولى إلى خصوصيتها إذ يرى فوكوFoucault M- مثلا أن تعقدها و تعدد أبعادها يجعلها بالضرورة نقطة تقاطع عدة علوم و ليست موضوعا لعلم واحد .. وهو ما يجعل الدراسة أمرا في غاية الصعوبة و ربما كان ذلك هو السبب وراء صيغة الجمع التي تأخذها عادة " العلوم الإنسانية"..صعوبة الموضعة تعود كذلك لعدم قابلية الظاهرة الإنسانية للتحديد الدقيق و التكميم و الخضوع للقوانين الحتمية أو للتجريب و القياس و الترييض. يضاف إلى ذلك إشكال التداخل بين الذات و الموضوع إذ تكون الذات هي الملاحظة لذاتها و المجربة عليها .. و هو ما يثير عدة تعقيدات.
فالباحث الاجتماعي مثلا لا يستطيع الانفصال بشكل كلي عن مجتمعه الذي هو موضوع الدراسة..إذ يصعب عليه فهمه دون النفاذ إليه و دون المشاركة و الانخراط فيه. و هذا ما يراه أيضا لوسيان غولدمان l- Goldman حين يؤكد أن الباحث في العلوم الإنسانية لا يستطيع أن يضع ذاته بين قوسين أو أن يتخلص كليا من الأحكام القبلية و المواقف المضمرة الجاهزة سواء تلك الواعية أو اللاواعية .باختصار تبقى المعرفة التي يكونها الإنسان عن نفسه جد متأثرة بالذاتية و بعيدة عن الحياد و عن الموضوعية.
لكن هناك في المقابل من يقلل من أهمية هذه الصعوبات و يرى أن الإنسان يبقى – رغم كل مميزاته- موضوعا طبيعيا كباقي الموضوعات الطبيعية.. قابلا للدراسة العلمية المادية بعيدا عن كل تناول ميتافيزيقي أو لاهوتي كما يذهب إلى ذلك رائد الوضعية اوغست كونت A- conte و بالتالي يجب معاملة الوقائع الاجتماعية مثلا كأشياء كما يدعو إلى ذلك اميل دوركايم Durkheim E- أحد مؤسسي علم الاجتماع مع إمكانية تحقيق مبدأ الحياد على حد زعم ماكس فيبر Max weber .
و هي كلها مواقف لا تجد حرجا في النظر للإنسان كأي شيء أو موضوع خارجي.. يخضع لقوانين وقابل للدراسة العلمية شريطة حرص العالم على أخذ المسافة الموضوعية الفاصلة عن موضوع دراسته بشكل يجعله لا يعي بأنه يخضع للدراسة …. لأن الوعي – كما يؤكد ذلك كلود ليفي ستراوس C-l- Strauss هو العدو الخفي لعلوم الإنسان.
تكمن قوة العلوم الطبيعية في قدرتها على تفسير مجموعة من الظواهر وهو ما مكننا من التنبؤ بها قبل حدوثها كلما لاحظنا الأسباب التي تؤدي –حتما– إليها. و بالتالي فالمعيار الحقيقي لعلمية – العلوم الإنسانية- هو مدى قدرتها على تفسير الظواهر الإنسانية و هو التحدي الذي واجهه مجموعة من العلماء.
و إذا كان الوضعيون –Durkheim وConte – لا يشككون في إمكانية التفسير بل و التنبؤ أيضا بحكم تعاملهم "الموضوعي " مع الظاهرة الإنسانية و اعتبارها شيئا كباقي المواضيع.. فان C-l Strauss يتردد في حسم هذا الأمر.. إذ يعتبر أن العلوم الإنسانية لم تحسم بعد بين التفسير و الفهم و أنها لازالت تقف في منتصف الطريق .. و لا زالت توازن بين الطريقتين بنوع من الحكمة التي تجمع بين المعرفة والمنفعة . فتفسيرها يبقى محدودا و تنبؤها غير أكيد.
بينما يذهب آخرون ك دلتي ومونرو " – Monrot Dilthiy" إلى ضرورة التركيز على الفهم أكثر بدل التفسير. إذ يرى" دلتي" أن الظواهر الإنسانية ليست ظواهر خارجية و معزولة حتى نكشف أسبابها الكامنة.. و إنما هي ظواهر حية غير متجانسة .. و لا تتكرر.. و تعطي لنا طريق تجربتنا الداخلية. و بالتالي فإذا كانت الظواهر الطبيعية تفسر فان الظواهر الإنسانية تفهم .
لأن ما يميز الفهم عن التفسير حسب "مونرو" هو وضوحه و بداهته لأنه إدراك لحالة معيشة تقدم لنا كتجربة بديهية فيها نوع من المشاركة الذاتية.. فنحن مثلا نستطيع فهم أو تفهم وضعية أو موقف إنساني ما دون أن نكون قادرين على تفسيره.. لجهلنا بأسبابه الكثيرة ..المعقدة.. و المتداخلة ..و التي تبقى مع ذلك مجرد تبرير لحدوث الظاهرة.
إن حديثنا السابق عن رغبة العلوم الإنسانية في تحقيق الموضوعية و القدرة على التفسير و التنبؤ تكشف رغبة صريحة في الاقتداء بالعلوم التجريبية ..و بمناهجها الصارمة التي تفوقت على المستوى الطبيعي.لكن هل بالإمكان تحقيق ذلك؟ أو من الأفضل أن تبحث لنفسها عن مناهج خاصة تلائم طبيعتها.
للإجابة على هذا الإشكال يرى لادرييرJ-Ladriere أن الباحث في العلوم الإنسانية يجد نفسه حائرا أمام مسألة المنهج.. لأنه إذا قرر اعتماد المنهج التجريبي فانه سيكون مضطرا للتخلي عن كل الدلالات والمقاصد و الغايات التي قد تساعده في فهم الظاهرة الإنسانية .. إذ سيكون في هذه الحالة مطالبا بدراستها كشيء. بعيدا عن أي تأويل ذاتي . أما إذا اختار اعتماد منهج جديد يتلاءم مع طبيعة الموضوع المدروس فانه سيكون أبعد عن النموذج العلمي بصرامته و دقته المعهودة في المجال الطبيعي.
هذه الحيرة تعكس في الواقع صعوبة الاختيار بين نموذجين يسميهما" ادغار موران"E-Morin : النموذج العلمي – نسبة إلى العلوم التجريبية – و النموذج الإنشائي كمنهج أصيل نابع من خصوصية العلوم الإنسانية ..
و إذا كان النموذج الأول يحاول أن يتماهى مع العلوم الحقة بالتأكيد على ضرورة وضع الذات بين قوسين و التخلي عن التفسيرات التأملية الميتافيزيقية , و محاولة إخضاع الموضوع المدروس للملاحظة الموضوعية و التجربة الدقيقة للخروج بالقوانين الحتمية . فان النموذج الثاني يظل قريبا من الفلسفة أوالأدب أو التأمل الأخلاقي.. و لم يتحرر من خطاباتها بعد .
و يتابع "موران" تمييزه بين النموذجين حين يؤكد أن الأول يتميز بكونه آلي حتمي.. يؤمن بوجود قوانين و قواعد تحكم الظواهر.. و تؤثر فيها وفق علاقات سببية خطية و منتظمة.. بعيدا عن أي تأثير للذوات أو للقوى الفاعلة.. كما لو أنها ظواهر معزولة. بينما يتميز الثاني بالحضور القوي لذات الباحث الذي لا يتردد أحيانا في استعمال ضمير المتكلم خلال أبحاثه.. دون إخفاء.. نظرا لأهمية الذات في موضعة و فهم الظاهرة.
و كحل لهذا الإشكال المتمثل في صعوبة الحسم في أي النموذجين يجب اعتماده. هناك من يرى إمكانية الاستفادة منهما معا دون تناقض على اعتبار أن القطيعة مع العلوم الطبيعية أمر غير وارد بحكم أسبقيتها الابستمولوجية , و بالتالي ضرورة الاستفادة من نجاحاتها ..لكن مع الحرص فقط على استيفاء شروط إضافية للتحكم في علاقة الباحث مع موضوعه .. من أجل ضمان أقصى درجة من الحياد الممكن ..دون أن يشكل ذلك عائقا أمام إبداع طرق جديدة ملائمة.
غير أن ميرلوبونتي Merleau-ponty لا يتردد في إعلان موقفه الجذري من هذه المسألة.. إذ يعتبر أن تحقيق معرفة موضوعية للإنسان من خلال المنهج التجريبي أمر غير ممكن ..لأنه يستحيل النفاذ إلى عمق الوجود الإنساني. كما يرفض رفضا قاطعا أية محاولة لتجزيء الإنسان أو تجاهل تجربته المعيشة . إن الإنسان- حسب هذا الموقف– كل لا يتجزأ.. و أهم ما يميزه.. انه يوجد كتجارب معيشة.. يحياها الإنسان أولا.. قبل أن يعبر عنها العلم ثانيا. و بالتالي فالمعرفة تقتضي الرجوع إلى العالم المعيش للإنسان قبل أن يتحول إلى موضوع معرفة. و هنا تكمن استحالة تطبيق النموذج العلمي عليه.
ختاما.. نقول إن معرفة الإنسان لذاته لازالت في بدايتها ..و بين اعتماد نموذج جاهز أو إبداع نماذج أصيلة لازالت المحاولات و الاجتهادات مستمرة.. مع ما يتولد عليها من نقاشات و سجالات فكرية مهمة تعتبر السبيل الأمثل لتطور سيرورة العلوم الإنسانية .
و مع ذلك لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي لعبته هذه الأخيرة في إنارة جوانب كانت إلى وقت قريب مظلمة من العالم الإنساني , كما لا يمكن إنكار الدور السلبي الذي لعبته في تعرية الإنسان و تشييئه وإفقاده تميزه كذات خالقة للمعنى و متسمة بالوعي و الحرية و الإرادة .
و بين هاذين الصورتين تبقى العلوم الإنسانية الآن ضرورة تفرض نفسها كمعرفة تزداد يوما بعد يوم تدقيقا و تخصصا ..و ربما قد يأتي يوم لا نشعر فيه بأي حرج في إدراجها ضمن العلوم الحقة ؟ أو ربما سيجيء اليوم الذي يعترف فيه روادها باستحالة فك لغز هذا الكائن المسمى الإنسان !!.
*الخبرة و الذاكرة/ اننا ندرك الأشياء في ضوء ما خبرنا وما مر بنا من تجارب . ويترتب على ذلك أنه كلما كانت الأشياء التي ندركها في الوقت الراهن تقع فيإطار خبرتنا السابقة يسهل علينا ادراكها منتلك التي لم تقع في نطاق خبرتنا السابقة ، أي التي لم نمر بها من قبل فهم يقولون " إننا ندرك بذاكرتنا " مثلا عندما ندخل قسما و نرى معادلات في السبورة ندرك أنه درس رياضيات لمعرفتنا السابقة بهذه المادة أما الجاهل بهذه المادة يرى ما نرى لكنه لا يدرك ما ندرك يقول الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت R.Descarte (أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني.
*الشعور والحالة النفسية/أن إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا ، بل متغيرا حسب حالتنا الانفعالية ففي الحزن نرى العالم كئيبا اسودا ، و في الفرح نراه جميلا ملونا ، و في الخوف نراه مرعبا و هكذا..، و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك يقول ميربونتي (العالم ما أعيشه وأحياه)
*العاطفة/ أثر العاطفة يتضح في أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن ، أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ ،فنظرة الأم الى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه
*الإرادة والتركيز/ كثير من الأمور لا تدرك بسهولة ،وتحتاج حينئذ للإرادة ، وتركيز الوعي نحو الموضوع ، من اجل معرفة تفاصيله ، كالطبيب الذي يفحص المريض من اجل تشخيص المرض ،او الميكانيكي الذي يريد معرفة العطب الموجود في السيارة …
*العـــادة/") الإدراكراجع إلى دور العادة فنحن ندرك الأشياء حسب ما تعودنا عليه . ويرى بيرلو " من خلال تجاربه على أطفال عرب أن إدراك الأشياء يكون من اليمين إلىاليسار، وغير العرب يكون من اليسار إلى اليمين
النقد/التركيز على العوامل الذاتية لا يكفي لتفسير عملية الإدراك ، فالعاطفة غالبا ما تحجب عنا الحقيقة ، كذلك الأمر بالنسبة للانفعالات فهي كذلك تصور لنا العالم في غير ما هو عليه ، أما خبراتنا الماضية لا يمكن الاعتماد عليها دائما في التعامل مع الأشياء خاصة الجديدة منها .
(قوانين الجشطلت)* قانون الانتظام / إن العناصر الجزئية لما تنتظم تكون صور كلية فيكون إدراكنا للكل دائما أسبق ، و أن الجزء لا يكتسب معناه إلا في إطار الكل . مثال كلمتي باب،أب ندركهم كمعني وليس كحروف منفصلة. فنحن ندرك صورة الشجرة قبل الأغصان و الأوراق ، و صورة الوجه قبل العين و الأنف ، و صورة القسم قبل الطاولة و مكان التلميذ ، و كلما تغير انتظام الأجزاء تغير معه الإدراك مثل تغير ملامح الوجه أثناء الفرح و الحزن والغضب ، وأمثلة أخرى تؤكد ذلك فعندما يرتدي شخص ما قميص به خطوط الطول يظهر أكثر طولا من ارتدائه لقميص به خطوط العرض و في تصفيف الشعر مثلا نرى الوجه يكبر تارة و يصغر تارة أخرى حسب طريقة التصفيف. فإدراكنا للعام الخارجي يتوقف على الموضوع المدرك لا على الذات المدركة
*.قانون البروز/ إن الصور التي تكون بارزة أولى بالإدراك من غيرها ، و كل ذلك يتوقف على طبيعة الأرضية أو المجال الخلفي . فنحن لا ندرك قطعة من القطن فوق الثلج ، لتشابه اللونين ، وإن الجندي المختفي في الغابة الذي يرتدي اللونالخضر ندركه كجزء من الغابة , ونلاحظ أن بعض الحيوانات تستعمل هذا القانون بطريقة غريزية مثل الحرباء التي تغير لونها حسب محيطها فتختفي عن أنظار أعدائها * قانون التقارب/ إن الأشياء المتجاورة أو المتقاربة في الزمان و المكان ندركها كصيغ مستقلة ، بخلاف الأشياء المتباعدة . فنحن ندرك النقاط التالية مثى مثنى .. .. .. ..* قانون التشابه/ إن الأشياء المتشابهة في الحجم و الشكل و اللون نميل الى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها مثل إدراك الإشارات التالية 000+++000+++ ،فالإنسان يدرك أرقام الهاتف بسهولة إذا كانت متشابه * قانون الانغلاق:تميل المساحات المغلقة إلى تكوين وحدات معرفية بشكل أيسرمن المساحات المفتوحة ونحن نسعى إلى غلق الأشكال غير المتكاملة للوصول إلى حالةالاستقرار الإدراكي .
ومن العوامل الموضوعية الأخرى نجد عامل *الحركة لأنها تولد الانتباه . فنحن ندرك الجسم المتحرك قبل الساكن كأن تتجه أنظارنا نحو الشهاب بدل النجوم الثابتة ،كذلك عامل *الإضاءة التي تجعل الصور أكثر وضوحا وبروزا و قابلة للإدراك ،أما في الظلام تنعدم الرؤية ويكون الإدراك مستحيلا
*البيــئة/ إن إدراك الإنسان يتشكل حسب المعايير التي حددتها البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها ،فالبدو لا يدركون الأشياء كما يدركها الحضر ،فكل بيئة لها خصائص تنعكس على أذهان أبنائها ،و لهذا كانت التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته و مجتمعه عاملا أساسيا في تحديد مجال إدراكه
-النقد/ لو كان الإدراك يتوقف على العوامل الموضوعية لكان واحدا عند الجميع ، لكن الواقع يثبت لنا عكس ذلك ، فإدراك الفلاح للطبيعة ليس كإدراك الفنان لها أو المهندس المعماري ، كل واحد يراها من زاوية إختصاصه أو اهتمامه وهذا يدل على أن العوامل الذاتية لها أثر في الإدراك الأمر الذي تجاهله أصحاب النظرية الغشطالتية الأستاذ ج-ف
شكرا ااااا كثيرا
أهلا و سهلا بكل أعضاء و زوار
بوابة الونشريس
ملتقى الإبداع و التواصل
اليوم جايبلكم موضوع و هم مهم جدا و خاصة في منتدانا العزيز
و هي آفة إنتشرت بكثرة خلال هذه الايام
|| مقدمة النقاش ||
و الله لشئ خطير ال اليه حاضر و مستقبل المنتديات لما نشاهذه بصورة خطيرة في اعقاب مشاركاتنا و مواضيعنا على مستوى المنتديات يبدو كم الامر غريب لكن و الله لقد بلغ السيل الزبى من ما يسمى شكرا و او مرسي و اخواتها اضن ان المعنى بدا يتضح و ذلك ان في العديد من المرات تتفاجا برد عشوائي من احد الاعضاء يقول لك شكرا او thanks و انت بعد ما استوفى العمل منك الجهد الجهيد و العزم الكبير لتطهو لاعضائنا ما الذ و ما طاب من مواضيع و برامج توصف بالمميزة لتجد من يفهم تعبك و يكافئك برد يثلج الجبين و يهز المشاعر و يعطي لك دافعا كبير لتستمر في العطاء لكن بين هذا و ذاك لا تنتضر حتى تجد احد الاعضاء يرد على موضعك بكل عشوائية و عفوبة و بقول شكرا تسلم ………… فاين نحن من بين هذا اما ان للذين يرون في المنتدى منبرا للمعرفة و تبادل الخبرات ان يفهمو ان الزيادة في المشاركات ليست بمقياس للتميز و لا للتطور فهي ارقام لا تسمن و لا تغني من جوع من هنا ارتاينا ضرورة فتح هذا المنبر لنسمع لارائكم بكل شفافية ولكن بدون عشوائية و لكن اخاف ان ارى حتى في هذلا الموضوع ردود جانبية ركيكة لا ترقى الى مستوى التميز
|| هذه بعض اشكال الردود الركيكة و العشوائية||
أين الردود المشجعة
merciiiiiiiiiiiiii
thaaaaaaaaaax
شكراااااااااا
|| أسئلة النقاش ||
أولا و قبل كل شيء ما رأيك في العضو الذي يقرأ المواضيع و لا يترك حتى بصمة وجوده؟؟
ما رايك في العضو اللذي لا يعطي انطباعاحسننا لقراءة الموضوع و يحط رد فيه تسلم او مشكور او ….؟
في رايك هل يلجا الاعضاء لمثل هذه الممارسات لزيادة المشاركات ام لغياب روح المسؤولية لتقييم المواضيع؟
بصراحة هل حطيت يوما ما رد عشوائي لزيادة مشاركاتك؟
هل انت مع فرض او سن قوانين لردع مثل هذه الردود؟
الى اي حد ترتبط شخصية العضو برده في المواضيع؟
هل تتطلب الردود في المواضيع جهدا في رايك ؟
هل بالفعل تؤثر هذه الردود في مردودية المواضيع و اصحابها ؟
ما رايك في ان بعض المواقيع تشترط ردا لراية الروابط هل من الاحسن اتباع الطريقة بمنتدانا؟
كلمة لاي واحد تحثه فيها على التزام الموضوعية في الردود و اكتساب احترافية ؟
و هل ترى ضرورة فتح تكوين في طريقة تقييم المواضيع و الرد عليها ؟
نتمنى أن جميع الاعضاء يتفاعلو مع النقاش
تحياتي لكم
اسمح لي دوما و أبدا أن أبدي إعجابي بك و تميز قلمك الذي يضع النقاط على الحروف في مواضيع لفتها أسئلة نقاشية هادفة و لها مغزى واصل أخي أمين رعاك الله و بارك بك و بوالديك
أولا و قبل كل شيء ما رأيك في العضو الذي يقرأ المواضيع و لا يترك حتى بصمة وجوده؟؟** للأسف غالبا أو دائما تجد المشاهدات اكثر من الردود و في بعض الاحيان لا تجد ردا اصلا و هذا يبدو مخيبا للآمال جدا لأنك بعد جهد مضن تجد موضوعك ليس فيه و لو رد واحد و تجد 20 مشاهدة مثلا أو اكثر لا أدري ماهذا الكسل و أن من عادتي أن أترك بصمتي و في بعض الأحيان إضافت لتزيد من جمالية الموضوع و بلورته لكن في المقابل هناك من لا يحترم جهده أكيد لأنه لم يتعب عليه و لكن إن هو وضع موضوع و لم يرد عليه أحد تجده غاضبا يعني حلال علينا حرام عليكم هذا في رأيي يعتبر انانية و إنعدام للمسؤولية للاسف
ما رايك في العضو اللذي لا يعطي انطباعاحسننا لقراءة الموضوع و يحط رد فيه تسلم او مشكور او ….؟ يعني بصراحة و في هذه الأيام بسبب الجفاف الذي نعانيه في مشكة الردود أظن أن كلمة شكر لا تثلج الصدر لكن عفا الله عما سلف من ناحية أما إن تصفحت الفكرة من ناحية أخرى فأقول أن بعد كل الجهد لوضع الموضوع و تنسيقه و تجميعة و تعديله و تجد كلمة شكرا فقط أو تسلم كما ذكرت شيء مزعج لكن في ظل الأزمة الحالية و المشكلة العويصة لشح لردود أظنها تفي بالغرض لكن إلى أجل مسمى
في رايك هل يلجا الاعضاء لمثل هذه الممارسات لزيادة المشاركات ام لغياب روح المسؤولية لتقييم المواضيع؟ يعني يمكن القول و ليس الجزم بأن كل هذا لزيادة المشاركات و بنسبة قليلة لغياب روح المشؤولية في تقييم الموضوع
بصراحة هل حطيت يوما ما رد عشوائي لزيادة مشاركاتك؟ بكل صراحة نعم في الأول لكن أدركت خطئي و أنه مهما حصل يجب أن يكون لي رأيي و بصمتي في الموضوع
هل انت مع فرض او سن قوانين لردع مثل هذه الردود؟ أوكي كما قلت حنا عدنا أزمة لكنها شدة و تزول و أنا لا أؤييد و لا عارض لأني كنت من المخطئين لكن الحمد لله أدركت أن علي مسؤولية لذا ظن أنه علينا إعطاء فرصة للجميع لإدراك أخطائهم مع توجيههم
الى اي حد ترتبط شخصية العضو برده في المواضيع؟ ارتباطا وثيقا فهي تبرز شخصيته بشكل كبير
هل تتطلب الردود في المواضيع جهدا في رايك ؟ لا لا اظن أنها تتطلب جهدا خصوصا بالنظر إلى الجهد الذي بذله صاحبها في وضعها
هل بالفعل تؤثر هذه الردود في مردودية المواضيع و اصحابها ؟نعم بكل تأكيد لأنه موضوع متحوف بالردود أفضل من موضوع كئيب بلا ردود
ما رايك في ان بعض المواقيع تشترط ردا لراية الروابط هل من الاحسن اتباع الطريقة بمنتدانا؟ لا أحبذ هذه الطريقة ربما هي فعلا مجدية في غزارة الردود لكن من ناحية تبدو مزعجة
كلمة لاي واحد تحثه فيها على التزام الموضوعية في الردود و اكتساب احترافية ؟ بصراحة الرد على المواضيع خصوصا النقاشية يكسبك موضوعية و احترافي خصوصا و من المحبذ استخدام العربية فتطبق القواعد و تسعى للمطالعة أكثر و تزيد معلوماتك و تزود بها غيرك و لو في رد و في رد تصحح معلومة إن كانت خاطئة و تساهم في جعلك انسانا ذا شخصية و ليس مقيدا مكبوتا عن الافصاح عن رأيه كما تساعد أيضا ربما في اكتشاف موهبة لديك فتنميها ولا تتركها حبيسة الأدراج لذا يجب أن تأخذ الموضوع من ناحية مجدية
و هل ترى ضرورة فتح تكوين في طريقة تقييم المواضيع و الرد عليها ؟اذا كان من الممكن في الوقت الراهن ذلك مستلزم جدا
و أخيرا و مرة ثانية بورك فيك على هاته المواضيع الرائعة و الاشراقات اللامتناهية
دائما منورة مواضيعي بمرورك
شكرا لك على إعطاء وجهة نظرك الصريحة
و أتمنى أن الجميع يعمل بهذا
شكرا مجددا
تحياتي
الكفاءة القاعدية : ـ تمكن التلميذ من كتابة نصوص وفق قواعد منهجية
مؤشر الكفاءة : ـ تعرف التلميذ على كيفية كتابة نصوص وفق قواعد الدقة الموضوعية.
أولا- وضعية الانطلاق:
5- تقويم مبدئي: مراقبة العمل المنجز وتقييمه
6- تقديم الدرس: كيف نوضح فكرة للمخاطب،7- نختصرها أم نفصل ؟ نفرض أراءنا أم نتركه يقيّم عملنا ؟
8- الهدف الوسيطي: يدرك التلميذ أهمية الدقة الموضوعية
ثانيا- بناء التعلم:
1 ـ تقديم التقنية:
التحليل والمناقشة: مناقشة نص النمو الديمغرافي
-9 ما هي القواعد الواجب التقيد بها أثناء كتابة نصوص ؟
-10 ما الطريقة الناجعة لكتابة نصوص ؟
الدقّة الموضوعية في الكتابة: يقصد بالدقة الموضوعية معالجة الحقائق بطريقة غير متحيزة وغير شخصية وعليه أن يفسر الحقائق والبيانات على الأساس المنطقي الذي تشير إليه البيانات والحقائق. وتفرض التخلي عن المشاعر و النزاعات الشخصية و التأثر السياسي و تعتمد الصدق و الثبات في الوصف و التأويل و التفسير
ويرى البعض أن الموضوعية تعني عرض البيانات والحقائق دون تعليق أو تفسير أي تترك الحقائق تتحدث عن نفسها. فطلب الحقيقة المطلقة شيء صعب لأنها تفرض محاربة النفس التي تميل إلى كل شيء ترغبه. ليس شرطا أن يكون الكاتب موضوعيا إذا قام بمعاداة كل ما ينتسب إليه دينيا أو مذهبيا أو فكريا،بل الشرط الأول أن يحارب أو يكشف كل خطأ مهما كان،حتى لو كان الكشف نسبيا وليس مطلقا،وهي إحدى أهم الوسائل لتغيير السلوك الخاطئ
على الكاتب أن يأخذ بنظر الاعتبار والأهمية النقاط التالية:
1. اختيار الألفاظ:
نقل المعنى من ذهن الكاتب إلى ذهن القارئ، وان الألفاظ المستخدمة تعلب دورا هاما في وضوح المعنى المقصود يجب ان يستخدم الكاتب الألفاظ الشائعة السهلة المألوفة عند القارئ والبعد عن استخدام المصطلحات التي يستعملها العلماء والمهنيون والفنيون حيث ان هؤلاء تستخدم تعبيرات ومصطلحات خاصة شائعة في مجال عملها وتخصصها،
2. التماسك والترابط: عن طريق ترتيب الألفاظ ترتيبا سليما عند بناء الجملة فيؤتي بالفعل أولاً ثم الفاعل ثم المكملات (مفعول به ـ مفعول لأجله ـ زمان ـ مكان ـ جار ومجرور).
3 . وحدة الفكرة أساس الإيجاز:
4 . الإقناع: يقصد بالإقناع عرض البيانات التي تساعد على تصديق القارئ لها ووثوقه بها، ومن المبادئ الأساسية للإقناع كتابة الحقيقة فقط
5. الأمانة وعدم التحيز: يجب أن يسرد الكاتب الحقائق دون تحيز فيفسر البيانات بطريقة محايدة في جميع نواحي الموضوع ويبين الجانب السار والجانب غير السار للموضوع على قدم المساواة
4- تقويم بنائي: ـ الوقوف على الدقة الموضوعية في نص مشكلات التزايد السكاني
5- الهدف الوسيطي: اعتمادا على معارفه السابقة ينجز التطبيقات.
ثالثا- المرحلة الختامية :
1- تقويم ختامي : يكلف التلاميذ بكتابة نصوص وفق قواعد الدقة الموضوعية..
2- الهدف الوسيطي: يثبت التلميذ مكتسباته ويدعمها .
3- المطلوب: يوظف التحضير لحصة التعبير الكتابي الموالية .
الموضوع الثاني:هل يتوقف الإدراك على فاعلية الذات أو فاعلية الموضوع؟
مقدمة:
يعتبر الإدراك أحدى أهم العمليات النفسية التي يستعين الإنسان بها لمعرفة العالم الخارجي والتكيف معه باعتباره عملية مكملة لدور للإحساس ومتجاوزة له ألان نفسه، لما يقوم به من تنظيم لإحساساتنا الواردة من العالم الخارجي وتفسير لها مضمنا أيها معاني مناسبة فهو كما يعرفه للاند " الفعل الذي ينظم به الفرد إحساساته الحاضر، ويفسرها ويكملها بصور وذكريات، مبعدا عنها بقدر الإمكان طابعها الانفعالي أو الحركي "، والإدراك مثله مثل معظم العمليات النفسية الأخرى يحتكم إلى مجموعة من العوامل والشروط، هذه الأخيرة ونظرا لأهميتها البالغة على مستوى العملية الإدراكية فقد احتدم النقاش حولها بين من يردها إلى طبيعة الذات المدركة ومن يرى خلاف ذلك بردها إلى طبيعة وبنية الموضوع الخارجي وحيال هذه المفارقة يجدر بنا التساؤل:
هل الإدراك محصلة للعوامل الذاتية أم هو مجرد تصور للبنية الخارجية للأشياء؟
أو بصيغة أخرى : هل الإدراك يعود إلى عوامل ذاتية بحتة أم إلى مجمل العوامل الموضوعية؟
العرض:
الموقف الأول:
يرى علم النفس التقليدي أن عملية الإدراك تتوقف في مجملها على مجموعة العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية والجسمية للإنسان، وهي عوامل يمكن من خلالها تفسير التباين الحاصل على مستوى ادركات الأشخاص للموقف الواحد، ولتبرير موقفهم هذا عملوا إلى تحديد هذه العوامل مبرزين أثر كل واحد منها في عملية الإدراك لدى الإنسان نذكر منها
عامل الخبرة والألفة: فالإنسان يدرك الأشياء التي سبق أن خبرها وتعرف عليها، وهذا أسهل من الأشياء التي لم يسبق أن مرت بخبرته، يقول براكلي :" إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة"، فأنت ترى على مائدتك هذا الشيء المستدير وتعرف أنه برتقالة لها لون وطعم وملمس معين دون أن تلمسها أو تذوقها، وذلك لسابق خبرتك بها، كذلك فأنت تقرأ الأبيات الشعرية التي سبق أن حفظتها بطريقة أسهل من الأبيات الجديدة عليك.،كما أننا ندرك الأشياء بطريقة أسهل إذا كنا نتوقع حدوث الشيء أو نهتم بما يكون عليه، لأن الإدراك يتأثر بالتهيؤ أو الاستعداد العقلي للذات المدركة وهذا ما يعرف بعامل التوقع، هذا بالإضافة إلى عامل الانتباه حيث يساعد هذا الأخير على تركيز العقل على واحد من بين عديد من الموضوعات الممكنة، أو تركيزه على فكرة معينة من بين العديد من الأفكار، قصد إدراكها والتعرف عليها، وتمييزها وفهمها بطريقة أسهل. فكلما كان الانتباه أكثر كلما زاد الاهتمام بالشيء المدرك، ومن ثم يسهل إدراكها فالتلميذ الذي يدخل الامتحان مضطربا يكون إدراكه أقل فاعلية، من الذي تكون حالته النفسية مستقرة، كما أن للحالة الحالة الجسمية والنفسية للذات المدركة أثر كبير في توجيه وتحديد إدركاتنا: حيث يتأثر إدراكنا للأشياء بحالتنا النفسية والجسمية وقت الإدراك، فقد أجرى "مورفي" تجربة على مجموعة من الأطفال حرمهم من الطعام مدة معينة، ثم عرض عليهم عدة صور من خلال زجاج ضبابي، وطلب منهم تفسير هذه الأشياء، فقالوا أنها مأكولات، وكانت نسبة إدراكهم للمأكولات تزداد كلما زادت حدة الجوع.وإذا جلس شخص في حديقة عامة، وكان في حالة نفسية طيبة ورأى بجانبه مجموعة من الأطفال يلعبون، ويصيحون، رأى في لعبهم هذا نشاطا ترويحيا محببا، أما إذا كان في حالة نفسية سيئة فسر نشاطهم بأنه عبث وإزعاج للغير. والذي تكون أعضاءه الحسية سليمة يكون إدراكه أحسن من الذي يكون هناك خللا على مستوى الأعضاء الحسية.كما أن الفرد يدرك بسهولة الأشياء التي تتفق مع ميوله ورغباته، فالطفل العربي يميل دوما إلى رؤية الأشياء من اليمين إلى اليسار لأن الكتابة العربية تسير في هذا الاتجاه وفي نقيض ذلك فالاروبي اعتاد رؤية الأشياء من اليسار إلى اليمين، لأن كتابتهم اللاتينية تبدأ من اليسار إلى اليمين.
النقد
صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية الإدراك، لكن هذه العوامل وحدها لا تكفي، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية، كما بعض الأشياء تحتوي على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أسهل من غيرها.
الموقف الثاني:
ما أدى إلى ظهور نظرية أخرى تناقضها ترى أن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع فطبيعة الشيء هي التي تحدد طبيعة إدراكنا ممثلة في المدرسة الجشطالتية بزعامة كل من: فيرتهيمر ت- 1943- كوفكا – 1941 وكوهلر -1967 حيث ترى هذه الأخيرة أن نشاط الذهن شكلي فهو لا يعود إلى عوامل حسية بحتة، ولا إلى عوامل عقلية بقدر ما يعود إلى الموقف والبنية بأكملها وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك، يقول بول غيوم :" إن الوقائع النفسية صور، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني وألزماني للإدراك أو التصور، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك، لمجموعة من العوامل الموضوعية" وعلة ذلك مجموعة من القوانين التي يعتبرونها عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل: الشكل والأرضية: يرى أنصار مدرسة الجاشطلت – أي الصيغ الإجمالية- أن العامل الأساسي في تجزئة المجال الإدراكي إلى موضوعات مختلفة هو (الشكل والأرضية)، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية، فالوردة المرسومة على القماش شكل أوضح . من الأرضية التي هي القماش، والبقعة السوداء المرسومة على ورقة بيضاء تعتبر شكل أوضح من الورقة كأرضية ، بالإضافة إلى عامل التقارب: حيث أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل إدراكها كصيغة متكاملة، فنحن ندرك أسنان المشط ككل واحد، وليس سنة سنة، وندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها، بعكس لو كان كل كرسي منها في حجرة ، عامل التشابه: فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون، كصيغ مستقلة تدرك كوحدة منظمة ، عامل الاتصال: فالأشياء المتصلة يبعضها التي تربط بينها خطوط أو علاقات تدرك كصيغ متكاملة.
عامل الإغلاق: فنحن في ادراكاتنا نميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها، فندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها، ندركها كاملة، كما ندرك وجه الإنسان في صورة ما كما لو كان كاملا وإن كان ينقص الأنف أو الأذن
النقد
لقد وفقت المدرسة الجاشطلتية إلى ما ذهبت إليه، فهي نبهتنا إلى أهمية العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك، إلا أنها قللت بالمقابل ، من دور وإسهام العوامل الذاتية إلى حدها الأدنى، مع أن تأثير البنيات المنتظمة والصور الكلية في الذهن لا يعني دائما أن الذات العارفة لا تؤثر العارفة لا تؤثر في الأشياء التي تدركها، والذهن لا يكون ، في العادة، مجرد إطار سلبي يستقبل شتى المدركات، كما أن للإنسان ميول ورغبات كثيرا ما تؤثر في عملياته النفسية كالإدراك.
التركيب
ومنه يتبين على ضوء ما سبق أن عملية الإدراك تتم بتضافر الكثير من العوامل الذاتية منها والموضوعية، ، الأولى تتعلق بالذات المدركة ممثلة في الحالة النفسية والعقلية والجسمية والثانية يتعلق بالموضوع المدرك، من حيث بنيته وعلاقته بالوجود الخارجي، دون أن نغفل دور العوامل الاجتماعية والثقافية،
وأنا بدوري أرى أن الإدراك ما هو إلا محصلة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية فلكل مهما نصيب تحديد ادركاتنا فالفرد باعتباره ذات فأنه يتأثر بحالته النفسية من فرح وسور وملكاته وخصائصه العقلية من نباهة واهتمام وتوقع ونفس الشيء ينطبق على العوامل الموضوعية في تسهل للذات إدراك الموقف الخارجي .
الخاتمة
في الأخير نخلص إلى أنا عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك، ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك. ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية.
بارك الله فيك
اكره استاذة في ثانوية دخلي المختار هي استاذة الفرنسية بيرلو