القدر
– معنى الإيمان بالقدر:
– فقد شاء الله أن يخلق الخلائق، وقضى أن تكون بأقدار وأوصاف محددة، وهو العالم بما كان ويكون وما سيكون، وكل ما في الوجود من حركات وسكنات إنما هو كائن بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولا يحدث شيء، إلا بقدرة الله ومشيئته، فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70].
وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2].
وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
وقال تعالى: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].
وقال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23-24].
وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان: 30].
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
3- أثر الإيمان بالقدر في نفوس المؤمنين:
إن من يدعي أن الإيمان بالقدر مدعاة للتواكل والكسل والخمول فهذه دعوى فاسدة باطلة وسبها عدم الفهم لمعنى الإيمان بالقدر لأن من آمن أن الله تعالى خلق كل شيء بقدر فهو حريص على معرفة أقدار الخير ليدفع بها أقدار الشرِّ، فهو يدفع قدر الجوع بقدر الطعام، وقدر المرض بقدر الدواء، وقدر الفقر بقدر السعي في طلب الرزق.
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى والأدوية: هل تَرُدُّ من قَدَر الله شيئاً؟
قال: "هي من قدر الله" رواه أحمد.
ومن آمن بقدر الله تعالى لا يصيبه اليأس ولا القنوط بسبب كثرة المصائب، ولا يحزن على ما فاته، ولا يفخر ولا يتكبر مهما أوتي من مال وجاهٍ ومنصب وغير ذلك من حظوظ الدنيا.
قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا(1) عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا(2) بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ(3) فَخُورٍ} [الحديد: 22-23].
ومن آمن بقدر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزهُ، وحاجته إلى خالقه تعالى، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.
والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].
ويوقن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
الإنسان مختار في عمله وكسبه، غير مجبر وهو مفطور على حركة الاختيار، ويمثل هذه الحركة ويطبقها في حياته اليومية، ويقرر بعمله وسلوكه الاختيار وينكر الجبر، فلا يعاقب الجمادَ ولا يغضب على الحجر والخشب والماء والنار والريح مهما لحقه الأذى والعنت من هذه الأشياء، أما إذا تعرض إنسان لإهانتك أو هتك عرضك ثُرتَ عليه ثوراناً عجيباً وعاقبته عقاباً شديداً.
أفلا يدل ذلك على أن الإنسان يميز بين المجبور والمختار، وأن الإنسان صاحب اختيار وإرادة يحاسب ويعاتب ويعاقب ويلام ولا يقبل منه عذر فيما تعمده فهو مخير ليس بمجبور.
– شبهة وردُّها:
الشبهة: قد يتساءل البعض كيف لا يكون ما قد كتب في اللوح المحفوظ مجبراً للإنسان على العمل مع أنه قد كتب قبل وجود الإنسان؟
__________
(1) تحزنوا.
(2) فرح بطر واختيال.
(3) متكبر متباه.
ألا ترى أن الأستاذ الذكي الخبير بأحوال طلابه الذي يضع أسئلة الامتحان، لو أنه كتب في ورقة أسماء من هو متأكد أنهم سيرسبون في الامتحان في أخرى أسماء من هو متأكد من نجاحهم، ثم جاء الامتحان وظهرت النتيجة، ثم جاء الذين رسبوا محتجين بقولهم: إن ما كتبه الأستاذ علينا في الورقة بأننا سنرسب هو السبب في رسوبنا! فهل سيُقبل عذرهم؟ أم أنه سيقال لهم: إن ما كتبه الأستاذ في الورقة أمر متعلق بعلمه وخبرته السابقة بأحوالكم، ورسوبُكم متعلق بإهمالكم، فلا تعتذروا لإهمالكم بعلم الأستاذ وخبرته. (ولله المثل الأعلى) فهو سبحانه وتعالى خالق الخلق وهو العليم بأحوالهم قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ولقد خلقنا الله سبحانه لقضاء فترة الامتحان في هذه الحياة الدنيا وهو جلَّ شأنه يعلم نتيجة الامتحان فكتب الشقاء على الأشقياء وكتب السعادة للسعداء حسب علمه المحيط بما كان وما يكون وما سيكون.
وربما أخطأ الأستاذ في تقديره لنتائج طلابه لكنَّ قدرَ الله لا يخطئ في تقديره لأعمال خلقه.
والكتابة في اللوح المحفوظ أمر متعلق بعلم الله السابق، فترك الصلاة مثلاً أمر متعلق بتمرد وإهمال ومعصيةِ تارك الصلاة، وقد أراد الجاحدون أن يعتذروا ويتحججوا للمعصية والضلال بعلم الله تعالى، وهذا مرفوض لأن علم الله سابق لا سائق، فما أخبر الله مما هو كائن إلى يوم القيامة من أفعال العباد الاختيارية ليس فيه أي إجبار ولا فيها سوق للإنسان دون إرادته.
موضــــــــــــــــــــــــــوع رائع عن القدر خيره وشره
موضوع في القمة جازاك الله أحسن الجزاء أخي .
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
مَن منَّا لا يتمنى أن يدرك ليلة القدر ولو لمرة في عمره؟ ومن منا لا يتمنى أن يرى أنوار تلك الليلة العظيمة التي تعدل ألف شهر بل هي أفضل بكثير من ألف شهر؟
يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [سورة القدر]. لقد تأملت هذه السورة وبخاصة قوله تعالى (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) والفكرة الجديدة التي خطرت ببالي هي أنني تصوَّرت أن الأجر الذي سأناله فيما لو عملتُ أي عمل صالح في هذه الليلة الكريمة يساوي الأجر الذي سأناله على نفس العمل فيما لو بقيتُ أعمله طوال ألف شهر!
ولكي نقرب الفكرة ونتصور معاً ضخامة هذا الأجر لحدود لا يكاد يصدقها عقل، نلجأ إلى لغة الأرقام. ولكن قبل ذلك ينبغي أن أشكر تلك الأخت المؤمنة (نور) التي طرحت علي فكرة هذا الموضوع وكان هذا البحث من ثمراتها.
ولذلك أتمنى من الإخوة والأخوات القراء أن يقدموا لنا أفكارهم أو أي شيء قد يخطر ببالهم، وذلك لأن الفكرة إذا لم تجد من يتابعها تختفي وتذوب ولا يستفيد منها أحد، ولكن إذا وجدت طريقها للوجود فقد يقدم إنسان ما فكرة بسيطة ولكنها قد تكون سبباً في هداية أناس ضلوا عن طريق الله تعالى!! ونحن بدورنا سوف لن نبخل بالمساعدة لأي أخ أو أخت يريد كتابة مقالة بل ونشجعهم على ذلك.
نعود الآن إلى بحثنا في مضاعفة الأجر في ليلة القدر، فالله تعالى وضع لنا معادلة واضحة وهي أن هذه الليلة تساوي ألف شهر بل هي خير من ذلك. لنطرح السؤال على الشكل الآتي: في ألف شهر كم ليلة توجد؟
إنه سؤال سهل ويسير فلو اعتبرنا أن الشهر ثلاثين ليلة فيكون لدينا في ألف شهر هنالك ثلاثين ألف ليلة، أي:
ليلة القدر = 1000 شهر = 1000 شهر × 30 ليلة = 30000 ليلة (بل أكثر)
وبالطبع نستخدم الأعداد التقريبية لأن أي عدد للأجر سنصادفه يجب أن نعلم بأن الأجر الحقيقي أكبر منه، لأن الله تعالى لم يقل (تعدل ألف شهر)، بل قال: (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فأي عدد تتصوره هو أقل من الثواب الفعلي الذي ستجده يوم القيامة.
قراءة حرف من القرآن تعدل القرآن كله!!!!
والآن لنحسب معاً كم من الأجر يناله المؤمن في هذه الليلة إذا قرأ حرفاً واحداً من القرآن الكريم. فحسب المعادلة السابقة كل حسنة تفعلها في هذه الليلة تساوي ثلاثين ألف حسنة في غيرها من الليالي:
حرف واحد = 30000 حرفأً (بل أكثر)
أي أنك إذا قرأت حرفاً من القرآن في هذه الليلة فكأنما قرأت ثلاثين ألف حرف في غيرها من الأيام.
وبما أن الله تعالى يقول: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 161]، فهذا يعني كأنك قد قرأت ثلاث مئة ألف حرف؟
30000 حسنة × 10 أمثال = 300000 حسنة (بل أكثر)
وبما أن الله تعالى يقول (خيرٌ) فهذا يعني أن كل حرف تقرأه في هذه الليلة تنال بسببه أجراً أكبر من ثلاث مئة ألف حرف، وإذا علمنا أن عدد حروف القرآن هو أكثر من ثلاث مئة ألف حرف بقليل، فهذا يعني أنك قد قرأت القرآن كله!
والآن ماذا يحدث إذا قرأت سورة (قل هو الله أحد) في هذه الليلة؟ إن هذه السورة مع البسملة التي في أولها تتألف من 66 حرفاً، فإذا ما قرأتها فكأنك قد قرأت القرآن 66 مرة!وقد لا يصدق بعض القراء أن الله تعالى يعطي مثل هذا الأجر، ولكنني على ثقة بأن الله تعالى قال عن هذه الليلة (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليترك باب الأجر مفتوحاً أمام تصوراتنا، ويمكنني أن أطمئنك أخي القارئ وأختي القارئة، أن أي رقم تتصوره هو قليل أمام ما ستناله فعلاً من الأجر فيما لو أدركت هذه الليلة العظيمة وقدمت فيها شيئاً لله تعالى.
كيف ندرك ليلة القدر؟
من محبّة النبي الكريم لأمته وحرصه عليهم لم يحدد لهم هذه الليلة بدقة تامة، بل ترك باب الاجتهاد مفتوحاً ليجتهدوا في طلبها، ولا يهملوا بقية ليالي رمضان. ولكنها على الأغلب في العشر الأخير من هذا الشهر المبارك.
وأستطيع أن أعطيك طريقة سهلة لكي لا تحرم نفسك من شيء من أجر هذه الليلة العظيمة. فعندما يأتي التاسع عشر من رمضان ابدأ في كل ليلة بقراءة شيء من القرآن، مهما كان قليلاً، ولكن لا تترك أي ليلة تمر دون أن تقرأ القرآن، حسب استطاعتك، وحتى لو قرأت سورة الفاتحة أو الإخلاص ولكن لا تترك ليلة تمر وتنسى هذه الليلة.
كما ينبغي عليك أن تقرأ القرآن في هذه الليالي وأنت تنوي وتأمل وتطلب من الله تعالى أن يعطيك أجر ليلة القدر وسوف تنال الأجر، ولكن بشرط أن تتوجه بقلبك ومشاعرك وعواطفك إلى الله تعالى.
ماذا عن الدعاء؟
إن أي عمل تقوم به يُضاعف أكثر من ثلاثين ألف ضعف، فلو دعوت الله في هذه الليلة أن يرزقك فكأنما دعوت الله ثلاثين ألف مرة!!! ولو أنك عفوتَ عمَّن أساء إليك في هذه الليلة فكأنما عفوتَ ثلاثين ألف مرة (بل أكثر)! وكل ركعة تصليها في هذه الليلة فكأنك صليت أكثر من ثلاثين ألف ركعة! …
وعندما تتصدق بدرهم في هذه الليلة فكأنما تصدقت بثلاثين ألف درهم والحسنة بعشر أمثالها، أي كأنك تصدقت بثلاث مئة ألف درهم دفعة واحدة!! ولو أنك وصلتَ الرحم لدقائق معدودة، فذهبتَ لتطمئن على أمك أو أختك أو خالتك أو من خلال الهاتف اطمأننت على أحد منهم أو على أخ لك في الله.. فكأنما وصلت الرحم ثلاثين ألف مرة فتأمل!
إنها بحق أرقام لا يمكن تصورها، فهل تستجيب لنداء الحق وتبدأ بترقب هذه الليلة في العشر الأخير من رمضان لكل سنة تمر عليك؟
الله يبارك فيك اخي
شكرا على الرد
جــــــــــزاك الله خيـــــــــــــرا
1) خذ قسطا من الراحة عصرا لتنشط ليلا .
2) تناول وجبة الإفطار الخفيفة ولا تثقل فيصيبك الغثيان ،ولا تقوى عندها على الطاعة .
3) كن عازما على التوبة قبل الإحياء وبعده .
4) أكثر من الدعاء والإستغفار للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات .
5) احرص على التوجه القلبي والبكاء فإنه سيد آداب الدعاء.
6) ابتعد عن المشاحنة واغفر لمن ظلمك من المؤمنين .
7) ركز على … الكيف، فليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهِ لاهِ .
9) تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجاب الدعاءقد يشكل حاجزا .
10) الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن ملائكة الله يألفونصوت العبد .
11) ناج الله بقلب حزين واستحضر كل سيئة وعمل قبيحوتفريط وتهاون صدر عنك .
12) أكثر من الإستغفار والصلاة على النبي وآله
وصحبه (صلوات الله عليهم أجمعين).
13) ركز على أهم الأدعية وهي الفكاك من النار والقرب منالله في الجنة .
14) اطلب حاجتك التي فيها نفع الدنيا والآخرة
( كالرزق الحلال والزوجة الصالحة والولد الصالح …[color=o****] وغيرها ) [/color]ممن يعينك على دنياك وآخرتك .
15) استثمر كل ثانية وإياك والتقصير فإن الجوائز مفتوحة في هذه الليلة فلا تقنع بالقليل .
16) أحيي هذه الليلة حتى مطلع الفجر، والملائكة في حال صعود وهبوط .
17) اشكر الله على نعمة إحياء ليلة القدر فإن نفرا من الناس غافلون عنها، وآخرون في السجون يعذبون، وآخرون على سرير المرض ، فلتكن لك سجدة شكر لهذه المواهب وال****ا
18) ولا تنسَ الصدقة التي تضاعف لك وتذكر بها الفقراء والمحتاجين .
بارك الله فيكي اختي على الافادة وجعله في موازين حسناتك
بارك الله فيك و جزاك خيرا على المعلومات و النصائح لقيمة
شكرااااااااا جزيلا على الطرح المميز
دعاء ليلة القدر
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيت إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي في سننه
وتعطيهم مفتاح سرّك
وفجأة ترى بأنهم أضاعوامفتاحك
ودفنوا قلبك في صفحات ماضيهم
حينما تقرر أن تنسحب من أراضيهم
دون أن تترك كلمة وداع او عتاب
وتعلن انسحابك من عالمهم
وتترك جرح غير قابل أن يبرأ
وفجأة يجمعكم القدر وتراهم من حولك
ويجمعكم مكان واحد
عندما ترى غيرك قد رسى على شاطئهم
وأن قلوبهم ما عادت تحمل ذكرى اسمك
وعقولهم ابت أن تفتح الذكرى مجال لذكراك
تحاول أن تغض بصرك عنهم
ودون أن تشعر ترى أنك تسترق النّظر
لعيونهم ولكن يصدمك الواقع فلا ترى نفسك فيها
وتقرر الهروب من الذّكرى والبعد عن مراسيهم
ولكن دون جدوى لأنهم أصبحوا قريبين منك حينما تمنيتهم ان لايكونوا كذلك
وفجأة تدور بهم الايام ليكونوا في محلك
ويشعرون بما كنت تشعر ويعودون لك
باسطين كفّ الندم, ليعودوا لقلبك
ويتربّعون على عرشه فتصدّهم
وتريهم بأن عزّة نفسك لن ترضى
رغم أن قلبك قد عفا عنهم
فتجنب عزيزي[ة] أن تدوس على نفسك من أجل الغير
واحترس عندما تختار من سيتملّك قلبك
وتسلمه مفاتيح سرّك
ليس الصديق من يقول انا صديق بل الصديق من تمثلت صورته
في هذه الابيات
صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني
همسة
لن يشعر الجارح بجرح المجروح الا اذا جرح بنفس الطريقة
مع اطيب التحيات
وتعطيهم مفتاح سرّك
وفجأة ترى بأنهم أضاعوامفتاحك
ودفنوا قلبك في صفحات ماضيهم
حينما تقرر أن تنسحب من أراضيهم
دون أن تترك كلمة وداع او عتاب
وتعلن انسحابك من عالمهم
وتترك جرح غير قابل أن يبرأ
وفجأة يجمعكم القدر وتراهم من حولك
ويجمعكم مكان واحد
عندما ترى غيرك قد رسى على شاطئهم
وأن قلوبهم ما عادت تحمل ذكرى اسمك
وعقولهم ابت أن تفتح الذكرى مجال لذكراك
تحاول أن تغض بصرك عنهم
ودون أن تشعر ترى أنك تسترق النّظر
لعيونهم ولكن يصدمك الواقع فلا ترى نفسك فيها
وتقرر الهروب من الذّكرى والبعد عن مراسيهم
ولكن دون جدوى لأنهم أصبحوا قريبين منك حينما تمنيتهم ان لايكونوا كذلك
وفجأة تدور بهم الايام ليكونوا في محلك
ويشعرون بما كنت تشعر ويعودون لك
باسطين كفّ الندم, ليعودوا لقلبك
ويتربّعون على عرشه فتصدّهم
وتريهم بأن عزّة نفسك لن ترضى
رغم أن قلبك قد عفا عنهم
فتجنب عزيزي أن تدوس على نفسك من أجل الغير
واحترس عندما تختار من سيتملّك قلبك
وتسلمه مفاتيح سرّك
ليس الصديق من يقول انا صديق بل الصديق من تمثلت صورته
في هذه الابيات
صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني
همسة
لن يشعر الجارح بجرح المجروح الا اذا جرح بنفس الطريقة
مع اطيب التحيات
معك كل الحق فحينما يصدمنا القدر بأناس قد ملكناهم قلوبنا من الأفضل تناسي رغبة القلب بالصفح عنهم و جمع ما تبقى لنا من كرامة و المضي في حياتنا.
بارك الله فيك على الموضوع
في انتظار جديد إبداعاتك…
والله لو استطعنا معرفة كنه و حقيقة كل من نتعامل معه أكيد ما كان صار اللي صار
كيف لنا أن نعرف أن هذا الإنسان يستحق أو لا يستحق أن نملكه قلبنا؟
صعب علينا معرفة ذلك
و هذا ما يزيد الطين بلة
لأننا قد يأتي علينا يوم و نكتشف خداعه و غباءنا
و حينها لا جدوى من الندم أو الأحقاد و الضغائن
لكن نكون قد تعلمنا درساً جديداً من دروس الحياة
و هو أن نُبقي قلبنا ملكنا نحن لوحدنا و لا نُمَلِّك غيرنا عليه
لن يشعر الجارح بجرح المجروح الا اذا جرح بنفس الطريقة
صدقتي بقولك هذا بارك الله فيك اختي موضوع رائع وكلمات ثمينة
أشكرك أختي نرجس على هذا الكلام الرائع وتحليلك الأروع لأنه سبقى لي وأن جرحت وفي هذا المنتدى بالذات ومن أناس كنت أكن لهم حبا أخويا سامحهم الله ولكن منهم من وقف معي في محنتي هذه وكان نعم الصديق الذي تمثلت في صورته هذه الأبيات
صديقي من يقاسمني همومي ويرمي بالعداوة من رماني
لن يشعر الجارح بجرح المجروح الا اذا جرح بنفس الطريقة
بارك الله فيك اختي هناك من يضنونانهم هم من جرحوا و لكنهم جرحوا الناس
لن يشعر الجارح بجرح المجروح الا اذا جرح بنفس الطريقة
صحيـــــــــــح ..
لا تُملِك قبلك لايٍ كـان ومهما كانت صفاته ..
انظر اليه بعقلك قبل قلبك ..
اجعله يحبـــك قبل ان تحبه ..
***
*
باعد الله بيننا وبين الغدر والخيانة ..
آميـــن
***
*
شكـرااا لك اختي نرجس كلمـات صادقة ومعبرة ..
بارك الله فيك
في انتظار جديدكِ ..
لقد عطرتم صفحتي
ليلة القدر فضلها وعلاماتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ماورد عن ليلة القدر
سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف …فكما تقول
فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب
فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز
وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي
صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
علامات ليلة القدر
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات
مقارنة وعلامات لاحقة
العلامات المقارنة
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة،
وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في
البر بعيداً عن الأنوار
الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر
من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك
الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها
عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسبا
أنه قد يُِريها الله لعباده في المنام
كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم
أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في
غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع
صافية ليست كعادتها في بقية الأيام
، ويدل لذلك حديث
أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها )
رواه مسلم
فضائل ليلة القدر
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن
قال تعالى
{إنا أنزلناه في ليلة القدر }
أنها ليلة مباركة
قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام
قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ،
قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة
والرحمة والمغفرة
{قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة
وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب
ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي
سلام كلها
{قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك
:الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم
من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم)
من ذنبه ) – متفق عليه
اسأل الله الكريم
ان يكتبنا ممن يقوم ليلته
علامات ليلة القدر
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }
سبب تسميتها بليلة القدر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
علامات ليلة القدر
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة
العلامات المقارنة
1.
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
2.
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
3.
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
4.
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
5.
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة
1.
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم
فضائل ليلة القدر
1.
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
2.
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
3.
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
4.
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
5.
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
6.
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
7.
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الشيخ / يحيى الزهراني
بارك الله فيك اختي أمال على الموضوع الرائع
اللهم بلغنا ليلة القدر
آمين يارب العالمين
شكرا على مرورك بالموضوع كريمة
شكرا على المرور بالموضوع أخي هديدو
مشكورة على المعلومات الدهبية امولة
"" ليلة القدر""
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي حياة الأمم والشعوب، أحداثٌ خالدة، وأيام مجيدة، تحمل في طياتها ما يغرم القلوب، ويبهم النفوس، ولقد شرفت هذه الأمة بأعظم الأحداث، وأكمل الأيام، وأتم الليالي.
ومما أنعم به الخالق على هذه الأمة، ليلة وصفها الله عز وجل بأنها مباركة، لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر.
أُنزل القرآن في تلك الليلة، قال الله جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (القدر:1، 2)، وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)، وهذه الليلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185).
وقد سميت الليلة بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، والجدب والقمط، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث.
هذا وقد نوّه الله بشأنها، وأظهر عظمتها، فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:2، 3)، فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه" خرّجه البخاري ومسلم، يحييها الإنسان تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، وطلباً للأجر، لا لشيء آخر، والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.فلتحرص أيها الأخ الكريم على الصلاة والدعاء في تلك الليلة، فإنها ليلة لا تشبه ليالي الدهر، فخذ أيها الإنسان بنصيبك من خيرها الحَسَن، واهجر لذة النوم وطيب الوَسَن، وجافِ جنبيك عن مضجعك الحَسَن.
وأما وقتها وتحديدها في رمضان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة في رمضان. قال الشافعي رحمه الله: "كأن هذا عندي والله أعلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يُسألأ عنه، يُقال له: أنلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا" ا.هـ.وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل.
والصحيح في هذا أنها أوتار العشر الأواخر في رمضان، ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" خرّجه البخاري ومسلم.
ومتى ضَعُفَ الإنسان أو عجز أو تكاسل، فليتحرها في أوتار السبع البواقي، ليلة خمس وعشرين وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضَعُف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبَّن على السبع البواقي" خرّجه البخاري ومسلم. وبهذا التفصيل تأتلف الأحاديث ولا تختلف، وتتفق ولا تفترق، والأقرب إلى الدليل، أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون ثلاث وعشرين، ومرة تكون خمس وعشرين، ومرة تكون سبع وعشرين، ومرة تكون تسع وعشرين، فهي بهذا مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان.والصواب أنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم أنّ من وُفّق لها لا يحصل له الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع.
وليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة.
قل ابن تيمية: "وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر"ا.هـ.
وقال النووي: "فإنها تُرى وقد حققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض عن المهلب بن أبي صفرة: "لا يمكن رؤيتها حقيقة، فغلط فاحش،، نبّهتُ عليه، لئلا يُغتر به"ا.هـ.
ونقل الحافظ ابن حجر، أن من رأى ليلة القدر، استُحبّ له كتمان ذلك، وألا يخبر بذلك أحداً، والحكمة في ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف.وليلة القدر ليست خاصة بهذه الأمة، بل هي عامة لهذه الأمة، وللأمم السابقة كلها، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفِعت، قال عليه الصلاة والسلام: "بل هي إلى يوم القيامة" خرّجه أحمد وغيره وهو صحيح.
ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" خرجه مسلم.
والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ.وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.
وهناك علامات لا أصل لها، وليست بصحيحة، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان.
إن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".
وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة، قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة"، فالدعاء في ليلة القدر، كان مشهوراً ومعروفاً عند الصحابة، فلتحرص أيها الأخ الكريم، والأخت الكريمة على تخيّر جوامع الدعاء الواردة في الكتاب العزيز، والتي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو أرشد إليها، ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به، بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية" الخبر. وهكذا يحرص كل مسلم أن يدعو بالأدعية الجامعة من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، الواردة عنه في مقامات كثيرة، وأحوال خاصة وعامة.
قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"ا.هـ. وهكذا أيها المسلمون، فلكم إخوان وأخوات مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكم إخوان وأخوات نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الله في الأرض، فلا تبخلوا عليهم بدعوة صادقة.
اللهم يا من خلق الإنسان وبَنَاه، واللسانَ وأجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكلٍّ منا ما رجاه، وبلّغه من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، وانفعنا وجميع المسلمين بما أنزلته من الكتاب يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [سورة القدر]
فالله تعالى وضع لنا معادلة واضحة وهي أن هذه الليلة تساوي ألف شهر بل هي خير من ذلك. لنطرح السؤال على الشكل الآتي: في ألف شهر كم ليلة توجد؟
إنه سؤال سهل ويسير فلو اعتبرنا أن الشهر ثلاثين ليلة فيكون لدينا في ألف شهر هنالك ثلاثين ألف ليلة، أي: ليلة القدر = 1000 شهر = 1000 شهر × 30 ليلة = 30000 ليلة (بل أكثر)
قراءة حرف من القرآن تعدل القرآن كله!!!!
والآن لنحسب معاً كم من الأجر يناله المؤمن في هذه الليلة إذا قرأ حرفاً واحداً من القرآن الكريم. فحسب المعادلة السابقة كل حسنة تفعلها في هذه الليلة تساوي ثلاثين ألف حسنة في غيرها من الليالي:
حرف واحد = 30000 حرفأً (بل أكثر). أي أنك إذا قرأت حرفاً من القرآن في هذه الليلة فكأنما قرأت ثلاثين ألف حرف في غيرها من الأيام. وبما أن الله تعالى يقول: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 161]، فهذا يعني كأنك قد قرأت ثلاث مئة ألف حرف؟
30000 حسنة × 10 أمثال = 300000 حسنة (بل أكثر)
وبما أن الله تعالى يقول (خيرٌ) فهذا يعني أن كل حرف تقرأه في هذه الليلة تنال بسببه أجراً أكبر من ثلاث مئة ألف حرف، وإذا علمنا أن عدد حروف القرآن هو أكثر من ثلاث مئة ألف حرف بقليل، فهذا يعني أنك قد قرأت القرآن كله! والآن ماذا يحدث إذا قرأت سورة (قل هو الله أحد) في هذه الليلة؟ إن هذه السورة مع البسملة التي في أولها تتألف من 66 حرفاً، فإذا ما قرأتها فكأنك قد قرأت القرآن 66 مرة!وقد لا يصدق بعض القراء أن الله تعالى يعطي مثل هذا الأجر، ولكنني على ثقة بأن الله تعالى قال عن هذه الليلة (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ليترك باب الأجر مفتوحاً أمام تصوراتنا، ويمكنني أن أطمئنك أخي القارئ وأختي القارئة، أن أي رقم تتصوره هو قليل أمام ما ستناله فعلاً من الأجر فيما لو أدركت هذه الليلة العظيمة وقدمت فيها شيئاً لله تعالى.
ماذا عن الدعاء؟
إن أي عمل تقوم به يُضاعف أكثر من ثلاثين ألف ضعف، فلو دعوت الله في هذه الليلة أن يرزقك فكأنما دعوت الله ثلاثين ألف مرة!!! ولو أنك عفوتَ عمَّن أساء إليك في هذه الليلة فكأنما عفوتَ ثلاثين ألف مرة (بل أكثر)! وكل ركعة تصليها في هذه الليلة فكأنك صليت أكثر من ثلاثين ألف ركعة! ..وعندما تتصدق بدرهم في هذه الليلة فكأنما تصدقت بثلاثين ألف درهم والحسنة بعشر أمثالها، أي كأنك تصدقت بثلاث مئة ألف درهم دفعة واحدة!! ولو أنك وصلتَ الرحم لدقائق معدودة، فذهبتَ لتطمئن على أمك أو أختك أو خالتك أو من خلال الهاتف اطمأننت على أحد منهم أو على أخ لك في الله.. فكأنما وصلت الرحم ثلاثين ألف مرة فتأمل! إنها بحق أرقام لا يمكن تصورها، فهل تستجيب لنداء الحق وتبدأ بترقب هذه الليلة في العشر الأخير من رمضان لكل سنة تمر عليك؟
من د كحيل