السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إليكم مجموعة مواضيع و حلول لمادة الفلسفة من الثلاثي الأول للشعب الثلاث : آداب و فلسفة+لغات أجنبية+علوم تجريبية
طظˆظ„ظٹط§طھ ط§ظ„ط¨ظƒط§ظ„ظˆط±ظٹط§ ظپظٹ ط§ظ„ظپظ„ط³ظپط©.pdf
بالتوفيق
1 ـ مدخل (من الدلالات إلى الإشكالية)
إن مفهوم الشخصية، مفهوم متداول في الاصطلاح اليومي، حيث يقال عادة إن لفلان شخصية ، ويقصد بذلك ما يتميز به الفرد عن غيره من خصوصيات جسمانية أو مكانة اجتماعية مميزة ، مرتبطة بثروته أو نفوذه السياسي أو الاجتماعي … وعلى عكس ذلك ، نسمع بضعف الشخصية أو انعدامها ، ويراد بذلك الإشارة إلى صفات الانهزامية ، والاستسلام ، والخنوع ، التي يمكن أن تغلب على الفرد . وهذا ما يؤكد أن مفهوم الشخصية ، مرتبط في التمثل الشائع ، بالمظاهر الخارجية القابلة للإدراك المباشر ؛ مما يبين أن هناك خلط بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية . وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول حقيقة هذا التلازم ، ومدى ارتباط مفهوم الشخصية بالمظاهر الخارجية المميزة
نجد مفهوم الشخصية في اللسان العربي لا يبتعد كثيرا عن الاصطلاح العادي . أما في الحقل المعجمي الفرنسي ، فإنه يلاحظ أن المعنى الإيتيمولوجي للكلمة يرتبط بكلمة persona اللاتينية ، التي تعني القناع الذي يضعه الممثل على وجهه حتى يتقمص الدور المسند له . ويتوسع هذا المفهوم ليجعلنا نتساءل عن طبيعة العلاقة الممكنة بين الشخصية والدور باعتبار الفرد يؤدي في حياته اليومية أدوارا اجتماعية مميزة. وهذا ما يستدعي وقوفا أوليا عند مفهوم الشخصية في التمثلين الفلسفي والعلمي.
إن معنى الشخصية يرتبط في الاصطلاح الفلسفي بوضعية الإنسان في فلسفة معينة . فنجد كانط مثلا يميز بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية . فالشخص – عنده – هو الفرد المباشر الذي تنسب له مسؤولية أفعاله والشخصية هي الكينونة العاقلة التي يجب أن تدرك نفسها في حريتها وحدود الواجب الأخلاقي . وترتبط الشخصية في الطرح الهيجلي بالوعي بالذات في إطار الصيرورة العامة والمطلقة لحركة الوجود.
أما في العلوم الإنسانية ، فإن مفهوم الشخصية يتحدد في ثلاث منظومات أساسية:
منظومة الشخص:ويقصد بها السمات المميزة للإنسان كعضوية بيولوجية وككينونة مسؤولة أخلاقيا، وقانونيا، واجتماعيا.
المنظومة السيكولوجية : ويقصد بها النظر إلى الإنسان كحياة نفسية تنمو وتتغير بناء على معطيات ذاتية وموضوعية، وما يترتب عن مراكمة تجارب وخبرات تنعكس على سلوكيات الإنسان وحياته الفردية.
المنظومة السوسيوثقافية : ويقصد بها النظر إلى الفرد في تفاعله مع محيطه الاجتماعي (المؤسسات ، والآليات ، والأنظمة الاجتماعية…).
إن هذا التنوع والاختلاف في تحديد المعنى الدلالي لمفهوم الشخصية يؤكد الطبيعة الإشكالية لحقيقة الشخصية … وهذا بالضبط ما ترجمته من خلال تساؤلات نعتبر الإجابة عنها هي الهاجس الذي سيقود هذا الدرس :
هل الشخصية نظام خارجي أم إنها مفهوم مجرد؟
هل الشخصية بناء سيكولوجي محض ؟ أم أنها حتمية سوسيوثقافية؟
هل الشخصية نتاج حتمي ؟ أم أنها بناء واع ومسؤول ينشئه الفرد بمحض إرادته؟
2 ـ الشخصية وأنظمة بنائها
إن تحديد الشخصية كبناء أو كنظام يحتم معالجة المسألة من خلال الطروحات التي حاولت تمثل الشخصية في منظومة فكرية معينة ، وعليه نجد أنفسنا أمام خطابات تحاول كل منها حصر الشخصية في تمثلاتها الخاصة . وحتى تكون مقاربتنا إجرائية نقوم بحصر هذه الخطابات في الخطاب الفلسفي ، والخطاب العلمي : السيكولوجي منه والسوسيوثقافي .
ففي الخطاب الفلسفي نجد أن معظم الفلاسفة الذين تناولوا الشخصية ، تناولوها كنظام مجرد مرتبط بالوعي . فهذاديكارت ، يستبعد أن تكون الخصائص الجسمية هي التي تميز الشخص عن الشخصية ؛ لأن كينونة الشخصية لابد أن ترتبط بصفة لا تقبل الشك ، ولا تحل في مكان . وحينما نفكر مليا ، نجد عند ديكارت صفة التفكير هي الصفة الأساسية والوحيدة التي تميز الشخصية . ومن ثمة يرتبط مفهوم الشخصية عند ديكارت بالأنا المفكرة أو الذات الواعية (أو الجوهر المفكر): فحينما تنقطع الذات عن التفكير تنقطع عن الوجود. لذا يقول ديكارت : "إذا انقطعت عن التفكير، انقطعت عن اوجود" … وكان هذا ، تقريبا ، هو التصور الذي تبناه ابن سينا حينما ربط بين الأنا والوعي ، واعتقد أن الأنا يمكن أن تنقطع عن كل شيء إلا عن إنيتها . ومن ثمة يستبعد أن تكون الشخصية مرتبطة بالمظاهر الجسمانية والحسية.
أما كانط فيعتبر الشخصية موضوعا لعقل أخلاقي عملي ، باعتبار أن الشخصية عنده ذات أخلاقية ، لأن ما يميز الإنسان عن الكائنات الأخرى ، كونه يمتاز بالعقل . وحينما يستعمل هذه الأداة سيكتشف بأنه يعمل بمقتضى الواجب الأخلاقي الذي يحتم عليه أن يحترم ذاته ويحترم الآخرين ، لأنه يكتشف ذاته باعتباره موجودا يملك كرامة . وعلى هذا الأساس ترتبط الشخصية بوعي الإنسان بقيمته، وبالتالي وعي الذات لنفسها باعتبارها وجودا أخلاقيا …
لكن سارتر يرى أن الوعي بالذات لا يكون تلقائيا ، بل هو وعي يكون بحضور الآخر . فقد أقوم بشيء ما ، ولكن حين أرفع رأسي، أكتشف نظرة الآخر إلي فأشعر بالخجل ، فأعرف بأني ذات خجولة لأني أنظر إلى نفسي نظرة الآخر إلي، وبتعبير أدق فالآخر يجعلني أموضع ذاتي … وعليه ، فإن الغير يلعب دورا أساسيا في التعرف عن شخصيتنا، لكن هذا الوعي يظل محدودا فهو شعور نسبي، لأنه يتم في الحدود التي جعلنا الآخر نتمثلها…
نخلص من هذا إلى أن الخطاب الفلسفي ، غالبا ما يعتبر الشخصية نظاما مجردا خاصا بالشخص ، ويرتبط هذا النظام بالوعي ، باعتبار أن الشخصية كينونة واعية بذاتها، إما كذات مفكرة، أو كذات أخلاقية، أو كموضوع … الخ . فهل هذا هو التمثل العلمي للشخصية ؟
إن مفهوم الشخصية، موضوع حظي كثيرا باهتمامات العلوم الإنسانية ، إلى الحد الذي يمكننا من القول بأن هدف العلوم الإنسانية في نهاية المطاف هو دراسة الشخصية .
فالخطاب السيكولوجي أميل إلى دراسة الشخصية ككينونة فردية وكبناء سيكولوجي، وما يميز هذا الخطاب هو التنوع والاختلاف. فالسلوكية التي يتزعمها واطسون تعتبر الشخصية نتيجة التعود والتربية والتعلم . يقول واطسون :" أعطوني عشرة من أطفال أصحاء أسوياء التكوين ، فسأختار أحدهم جزافا ، ثم أدربه ، فأصنع منه ما أريد : طبيبا ، أو فنانا ، أو عالما ، أو تاجرا ، أو لصا أو متسولا ، وذلك بغض النظر عن ميوله ومواهبه ، أو سلالة أسلافه . " إن هذا ما يؤكد أن هذه المدرسة تأثرت كثيرا بتجارب بافلوف . فكانت نظرتها إلى الإنسان نظرة آلية ميكانيكية . بمعنى أن الإنسان لا تحركه دوافع موجهة نحو غايات ، بل مثيرات تصدر عنها استجابات عضلية وغدية مختلفة . ومن ثمة، تكون الشخصية هي مجموع السلوكات التي يمكن أن تلاحظ موضوعيا دون الرجوع إلى ما يحس به الفرد من مشاعر أو حالات شعورية . يقول واطسن : " الشخصية هي محصلة أنواع النشاط عند الفرد بأسلوب موضوعي لمدة كافية من الزمن في مواقف مختلفة تتيح التعرف عنه عن كثب. كما أنها تمثل مجموع عاداته التي تميزه عن غيره من الأفراد . "
أما المدرسة الشعورية – التي استلهمت أطروحتها من نظريات برغسون وويليام جيمس – فإن لها تصورا مخالفا عن المنظور السلوكي ، على اعتبار أنها ترى أن الظاهرة السيكولوجية ظاهرة شعورية باطنية ، ومن ثمة ، تكون الشخصية نظاما سيكولوجيا باطنيا لا يتمثله بوضوح إلا الفرد نفسه . فقد يكون صديق ما حزينا ، مثلا ، وقد أحزن لحزنه، لكن ، لا يمكنني أن أطابق حزني مع حزنه. ومن ثمة، يكون السبيل الوحيد لمعرفة الشخصية هو منهج الاستبطان ( أو منهج التأمل الذاتي) ، الذي يجعل الفرد ينغمس في ذاته لكي يخبرنا عن خبراته الشعورية. أما الاعتماد على الملاحظة الخارجية – كما تعتقد السلوكية – فهو بمثابة محاولة دراسة شعور فنان ، مثلا ، من خلال حجم اللوحة التي رسمها ونوعية الصباغة التي استعملها … الخ .
أما مدرسة التحليل النفسي فتختلف عن المدرستين الأوليين لاعتقادها أن اللاشعور هو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن الشخصية في تصور فرويد بمثابة " جبل الجليد " :أي أن ما هو خفي أضخم بكثير مما يظهر . فكيف يتشكل اللاشعور ؟
يعتقد فرويد أن بناء شخصيتنا يتكون من ثلاثة مكونات ، العلاقة فيما بينها هي الكفيلة بتفسير حياتنا النفسية . وهذه المكونات هي:
الهو : وهو نسق سيكولوجي يتألف من المكونات الغريزية والدوافع والانفعالات الموروثة . ويتمركز الهو حول مبدأ اللذة أو ما يصطلح فرويد على تسميته بنزعة الليبيدو. لأن همه الأساسي هو الحصول على اللذة ودفع الألم ، حيث لا يعرف معنى التأجيل. ومن خصائص الهو أنه بعيد عن المنطق والعقل لكونه يتصف بالتهور والاندفاع، ولا يتمثل السيرورات المنطقية والأخلاقية … إلخ.
الأنا: وهو الجزء من الهو الذي تلاءم مع الواقع . و هو النظام السيكولوجي الذي يتصف – على عكس الهو – بالتعقل والرزانة والحكمة . ومن ثمة ، فإنه يتمركز حول مبدأ الواقع ، وهمه الأساسي هو تلبية رغبات الهو بشكل يتلاءم مع الواقع ولا يثير غضب الأنا الأعلى .
الأنا الأعلى : وهو النظام النفسي الذي يمثل جميع القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية.ويتشكل الأنا الأعلى بفعل الأوامر والنواهي ( التربية ) ؛ ومنه نستوحي ما ينبغي وما لا ينبغي القيام به . وهو ما يماثل في حياتنا النفسية مفهوم المثالية الأخلاقية، وما يقابل في الاصطلاح الأخلاقي العادي مفهوم الضمير .
إن الأنا إذن يوجد في بؤرة الصراع بين ضغط الهو، ورغبات الواقع، ومتطلبات الأنا الأعلى . ومن هذا المنطلق نفهم لماذا تقرن الفرويدية الشخصية السوية بقوة الأنا.. فالرغبات التي لن يستطيع الأنا تلبيتها فإنه يعمل على كبحها ثم كبتها في اللاشعور. هكذا يتشكل اللاشعور ويتضخم. ولكي يتشكل الأنا بصورة جيدة لابد من إحاطة الطفل بتربية واعية وتفهم واضح لمراحل النمو الجنسي لديه ( المرحلة الفمية ، المرحلة الشرجية، المرحلة القضيبية، مرحلة الكمون، المرحلة التناسلية )، والعمل على كبت العقدة الأوديبية بطريقة سليمة. هكذا نستطيع القول بأن الأنا يوجد كذلك تحت ضغط مكبوتات اللاشعور لأنها تظل يقظة، وتتحين الفرص التي تضعف فيها رقابة الأنا لتخرج إلى السطح. والمرض النفسي (اضطرابات الشخصية) عبارة عن تدفق مكبوتات اللاشعور، وتصريف مفضوح لرغبات الهو… وحتى لاتصل الشخصية إلى هذه المرحلة الحرجة، فإنها تلجأ (للتخفيف من حدة التوتر النفسي) إلى ميكانيزمات دفاعية (مثل الكبت، والتبرير، والتقمص، والإسقاط، والنكوص، والإعلاء…الخ) . كما أن التحليل النفسي يعتبر في حد ذاته منهجا علاجيا، وإعادة تربية. ويعتمد التحليل النفسي، من أجل سبر أغوار اللاشعور، على عدة طرق، أهمها : التنويم المغناطيسي، والتداعي الحر، وتحليل وتأويل تجليات اللاشعور (الأحلام، فلتات اللسان، زلات الأقلام، النسيان …الخ)
إنه، لا تخفى على أحد أهمية التحليل النفسي، لكن ذلك، لا يعني سلامته من العيوب، ونفس النقد يمكن توجيهه إلى المدرستين السلوكية، والشعورية. وعليه، فإن الرؤية الموضوعية تستدعي منا القول بأن الدراسة السيكولوجية للشخصية تعني دراستها بأكثر من منهج.
إذا كان الخطاب السيكولوجي ينظر إلى الشخصية كنظام نفسي، فإن الخطاب السوسيوثقافييعتبر الشخصية بناء سوسيوثقافيا، ومنتوجا اجتماعيا محضا. ذلك لأن الظواهر السوسيولوجية في اعتقاد دوركايم Durkheim تتسم بالسلطة والقهر، ومن ثمة، لا يستطيع الفرد أن يحيد عنها دون أن يتعرض لضغط آليات الضبط الاجتماعية . وحتى يندمج الفرد بشكل مناسب، فإن المجتمع – كما يرى جي روشي Guy Rocher – يقوم ببناء الشخصية عن طريق التنشئة الاجتماعية، وذلك بواسطة مؤسسات اجتماعية تقوم بتكييف الفرد مع النظم الاجتماعية والقيم الأخلاقية المقبولة … هكذا تتأسس أنماط الشخصية بالصور التي يرتضيها المجتمع. وكما يرى رالف لينتون R. Linton ، فإن الشخصية تنقسم -داخل أي مجتمع- إلى شخصية أساسية، و شخصيات وظيفية. والشخصية الأساسية تعبر عن سلوك واحد مشترك نجده عند جميع أفراد المجتمع الواحد، حيث يتصرفون إزاء مواقف معينة بطريقة نمطية قطيعية، بغض النظر عن الفروق الاجتماعية. أما الشخصيةالوظيفية فهي الشخصية التي تتوقف على عوامل اجتماعية ( كالطبقية، والسن، والجنس، والمستوى التعليمي …الخ ). وتجعل الأفراد يتقمصون إزاءها مواقف معينة، وسلوكات تميزهم عن بعضهم البعض. ومن ثمة نفهم أن إنسانية الإنسان تتوقف ـ في منظور الخطاب السوسيوثقافي ـ على وجوده داخل محيط اجتماعي، لكونه لا يتوفر على غريزة خاصة بالنوع الإنساني . فإذا عزلنا الإنسان عن بني جنسه يصبح كائنا غريبا ( لوسيان مالصونL. Malson"أطروحة الأطفال المتوحشون" ). فلا يمكن تفسير أنظمة القرابة -مثلا – بالغريزة الجنسية لأنها تخضع إلى قانون ثقافي ألا وهو قانون تحريم الزواج من المحارم. وعلى هذا الأساس فإن الأسبقية تعطى للثقافي على حساب الطبيعي. فالثقافي هو الذي يوجه الطبيعي ويؤطره (ليفي ستروس Lévi-Strauss).
كما أكدت مارغريت ميد M. Meadأن لا علاقة لشخصية كل من الرجل والمرأة بالطبيعة (الفطرة)، لأنها وقف على التنشئة الاجتماعية. حيث وجدت هذه الباحثة الأنثروبولوجية ثلاث قبائل في "غينيا الجديدة" تتميز فيها شخصيتا الرجل والمرأة عن الخصوصيات التي نعرفها في مجتمعاتنا. ففي قبيلة "أرابش"، وجدت أن شخصية الرجل شخصية سلبية ووديعة وطيعة وكذلك حال المرأة. وفي قبيلة "موندوجومر"، وجدت أن شخصيتا الرجل والمرأة تتسمان بالغلظة والطبع الخشن… أما في قبيلة "تشامبولي" وجدت أن شخصية الرجل ذات طبع لين ومسالم. فالرجل هو الذي يهتم بتربية الأطفال والرقص ويرعى البيت؛ أما شخصية المرأة فإنها تتسم بالخشونة والتسلط. فالمرأة هي التي تهتم بالصيد وتسير المجتمع رغم أن النظام الاجتماعي أبيسي.
وانطلاقا من هذا يتأكد أن الخطاب السوسيوثقافي يبين أن شخصية الفرد تتوقف على نوعية المجتمع الذي يترعرع داخله.
3 ـ الفرد ودوره في بناء شخصية
منذ بداية القرن 19ظهرت فلسفات مهدت إلى بروز العلوم الإنسانية وتؤكد حتمية الوجود الإنساني، وسلبية الفرد في اختيار مصيره. فهذا ماركس ـ مثلا ـ يقول :"ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم؛ بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم". وقد تطور هذا التصور في فلسفات مختلفة كالبنيوية التي اعتبرها روجيه غارودي "فلسفة موت الإنسان" لأننا نجد – مثلا – ليفي ستروس يقول بوجود بنيات اقتصادية واجتماعية تعمل بمعزل عن الأفراد وخارجا عن إرادتهم، ونجد كذلك ألتوسير Althusser يقول بضرورة التعامل مع الناس داخل وحدات الإنتاج كرموز لا كأشخاص.. وكان هذا انعكاسا لبروز العلوم الإنسانية التي اتخذت الإنسان كموضوع لها وحاولت بعض المدارس التعامل مع الإنسان بمناهج العلوم الطبيعية، حتى تضمن لنفسها التعامل الموضوعي مع الظواهر الإنسانية.
هكذا حاولت العلوم الإنسانية أن تعتبر الشخصية – بشكل أو بآخر – نوعا من المنتوج الحتمي الذي نستطيع التعامل معه بموضوعية، لذا نسجل التقاء الخطابين (السيكولوجي والسوسيوثقافي) في كثير من الجوانب. فهذه السلوكية – مثلا – تعتبر الشخصية نتيجة لعوامل موضوعية وفرناها لها عن طريق التربية والتعود… وهذا فرويد يعتبر بعض مكونات الشخصية (الأنا والأنا الأعلى) نتيجة للتفاعل مع المحيط الاجتماعي، وذلك ما يفسر التأثير المتبادل وبالتالي بروز مفاهيم جديدة تؤكد التكامل بين الخطابين : العقل /أو الضمير/ الجمعي (دوركايم) اللاشعور الجماعي (يونج)، اللاشعور البنيوي (ليفي ستروس) …الخ.
إن اعتبار الشخصية منتوجا حتميا يعني إلغاء كل فردانية وحرية في سلوك الشخصية. وهذا فعلا ما يدفع بنا إلى التساؤل التالي : ألا يملك الفرد دورا في بناء شخصيته؟
لقد اطلعنا على أطروحات تؤكد ارتباط الشخصية بالوعي، لكن هناك أطروحات أخرى لا تعتبر الشخصية إدراكا واعيا وسلبيا فقط؛ وإنما تعتبر الشخصية وعيا إيجابيا وبناء يؤسسه الفرد نفسه. فليست الشخصية مجرد إنتاج يتصرف ضمن علاقات مستقلة عن إرادته كما يقول بول هودار،وإنما هي تفاعل دينامي واع يبنيه الفرد ويوجهه. وفي نفس التوجه يرى برغسون أن الشخصية ديمومة مطلقة تعتبر فيها كل مرحلة حاضرة تجربة جديدة محكوم عليها بالتجاوز. ومن ثمة تكون الشخصية بناء مستمرا يختاره الفرد بوعي منه. فالشخصية ليست إنتاجا هندسيا، لأن النتيجة الهندسية نتيجة مستوحاة من فرضيات لا يختارها الفرد وتفرض نفسها على الجميع. أما الحياة فإنها إمكانات متعددة ومختلفة، لو افترضنا أنها تكررت لا يعني ذلك بالضرورة أننا سنجد استجابات متكررة ومتماثلة.
أما سارتر فيعتبر الحياة اختيارا قلقا لأن الشخصية مشروع مستقبلي يستدعي من الفرد تجاوز وجوده الحاضر. كما أن الإنسان، حينما يبني شخصيته، فإنه يبني الإنسانية جمعاء. وهكذا يكون الإنسان باستمرار أمام سلسلة لا متناهية من الإمكانات، يوجه شخصيته نحوها، فيختار بعضها دون البعض الآخر. وما الاختيار إلا ممارسة واعية يقوم بها الفرد بكامل الإرادة والحرية. وعلى هذا الأساس يتضح أن البعض ينسى أن الشخصية ظاهرة واعية، لا يمكن أن تخضع لأي قوانين حتمية، لأنها تتسم بالاستمرارية، التغير، والتجدد.
كاستنتاج عام نقول : إن الشخصية تفاعل دينامي بين الإرث والتراث، بين الطبيعي والثقافي، بين النفسي والاجتماعي… وما تعدد التعاريف واختلاف الدلالات إلا دليل على صعوبة دراسة الشخصية. وهذا لا يعني أن الشخصية ظاهرة متعالية عن كل بحث موضوعي، لأن ذلك تشكيك في علمية العلوم الإنسانية.إلا أنه لا يجب أن ننسى أن الظاهرة الإنسانية تختلف عن الظاهرة الطبيعية، ومن ثمة نفهم بأن الشخصية ليست ظاهرة محنطة. فالدراسة العلمية للشخصية تساهم في بلورتها نحو الأفضل، وتجنبها السقوط في كثير من الأمراض السيكولوجية والاجتماعية، وتعينها على التمرد والتجدد وبناء مستقبلها بكامل الوعي والحرية والإرادة والمسؤولية.
ملـحق
الكبح : إيقاف الرغبة ومنعها من التحقق.
الميكانيزمات الدفاعية : تسمى كذلك "حيل التوافق" أو "الحيل الدفاعية" وهي مجموع الميكانيزمات التي تلجأ إليها الأنا للتخفيف من حدة التوتر والصراع النفسيين. ومن أهمها نذكر :
التبرير : وهو حيلة بموجبها يقوم الأنا بطريقة لاشعورية بتبرير الأخطاء والهفوات حتى لا يحس بعقدة الذنب وبالتالي عقاب الأنا الأعلى فيبرر بالظروف أو سوء الحظ ..
الإسقاط : وهو حيلة بموجبها يقوم الأفراد بإسقاط عيوبهم وهفواتهم على الآخرين. فالمرتشي ير ى أن جميع الناس مرتشون. وقس على ذلك …
النكوص : هو حيلة بموجبها يتراجع البناء النفسي للشخصية بطريقة لاشعورية إلى مرحلة سابقة من نموها. مثلا المراهقة المتأخرة، أو تصابي الشيخ …إلخ.
الإعلاء : ويسمى كذلك "التصعيد" أو "التسامي". وهو حيلة لاشعورية بموجبها يقوم الفرد بتفريغ مكبوته في أعمال سامية ونبيلة تحظى بإعجاب المجتمع : كالرياضة، والفن، والنجاح الدراسي والمهني .. إلخ.
التحليل النفسي : هو منهج المدرسة اللاشعورية لذا تسمى كذلك بمدرسة التحليل النفسي. وتهدف من خلاله سبر أغوار اللاشعور ؛ كما تعتبره طريقة علاجية وإعادة تربية لأنه يمكن من إعادة دمج الفرد داخل المجتمع. ويتألف هذا المنهج من عدة طرق نذكر أهمها فيما يلي :
التنويم المغناطيسي : هو تنويم إيحائي، عن طريقه يتم إيهام الفرد بأنه نائم حتى يتمكن المحلل النفسي من سؤاله.
التداعي الحر : هو طريقة يتم بموجبها جعل الفرد يتكلم بطلاقة وبحرية بحيث يترك أفكاره تتداعى دون أن يفكر في أهميتها أو يخضعا لترتيب زمني أو منطقي …
تحليل وتأويل تجليات اللاشعور : تعتقد مدرسة التحليل النفسي أن الرغبات المكبوتة في اللاشعور ليست ميتة، لأنها في غليان مستمر وحركة دائبة تنظر ضعف رقابة الأنا لتفصح عن نفسها. ونظرا لأهمية معرفة المكبوت في علاج الشخصية والتعرف عليها فإن المحلل النفسي يولي أهمية كبرى إلى الطرق الملتوية والرمزية التي تستعملها المكبوتات للتعبير عن محتوى اللاشعور ، وتسمى هذه الطرق تجليات اللاشعور.. [كالأحلام، والنسيان، وفلتات اللسان، والكتابة (أو الرسم) على الجدران أو الطاولات …إلخ، وإضاعة الأشياء أو تحطيمها .. إلى غير ذلك من التجليات].
مششششششششششكورعلى الموضوع
شكرا الموضوع
شكراا لكما على المرور
مقالات في مادة الفلسفة
الطريقة:جدلية الدرس: الطبيعة والثقافة.
الإشكالية: هل الثقافة ما يضيفه الإنسان إلى الطبيعة أم هي ما يقابلها به؟.
نشأ الفرد في أحضان الطبيعة وخضع لمؤثراتها وقوانين التطور الطبيعي وتكيف مع شتى المؤثرات الطبيعية مثل بقية الكائنات الحية ولأن الوجود الإنساني قائم في أساسه على الجدلية بين الثقافة والطبيعة, والإنسان بحكم طبيعته مطالب بتحقيق وجوده من خلال تأثيره على محيطه وهكذا عندما يقذف بالفرد في الجماعة فانه يأخذ في اكتساب ألوان من التصرفات المختلفة بحيث أنه يتصل بالثقافة وتراثها ومن هنا يتبادر إلى أذهاننا الإشكال التالي:هل هذا الاتصال هو عبارة عن أشياء يضيفها الإنسان إلى الطبيعة أم يقابلها به ؟
يرى أنصار الاتجاه الذي ينادي بالإضافة أن الطبيعة ليست الحياة البيولوجية ولا الفيزيولوجية التي يولد عليها الفرد فحسب بل أيضا البيئة الفيزيائية التي يستقر فيها المجتمع، إن الثقافة متعددة المفهوم, فهي في اللغة الفرنسية تعني العناية بالأرض أي بفلاحتها وزراعتها ويفهم من هذا أن الأرض من غير ما يضاف إليها من نشاط إنساني لا تنتج شيئا يستجيب لمطالب الإنسان، فالثقافة إذا هي ما يضاف إلى الطبيعة الجغرافية من نباتات أو أنها تتمثل في منتجات الأرض, وإذا نظرنا نظرة الانثروبلوجيين قلنا بان الثقافة ما تنطوي عليه من لغة وتقنية ومؤسسات اجتماعية كثيرة تبقى مدة طويلة بعد موت الأفراد الذين أنتجوها وفي هذا السياق يقول جوزيف فغتر أن الأفراد يذهبون ويجيئون ولكن الثقافة تبقى مستقرة) وكأن الثقافة كل مستقل بذاته له كيانه وقيمته باعتبار أنها (صفة الكائنات الإنسانية مهما كان المكان الذي يحيون فيه أو أسلوبهم في الحياة ) على حد تعبير هوسكو فيتز، فالفرد زاد على البقعة الجغرافية أشياء يسميها بعضهم بالبيـــئة الاصطناعية وهي التي عملت على تخليده انه خالد في الطبيعة بانتاجاته الفنية ومؤلفاته الأدبية والعلمية ومعتقداته الدينية، إلا أن الثقافة تفقد معناها بانعدام الجنس البشري ونجد مارغريت مد إحدى الأنثروبيولوجيات في أمريكا ترى أن الثقافة عبارة عن (استجابة الإنسان لإشباع حاجاته الأساسية فهي عبارة عن الوسائل التي يلجأ إليها الإنسان ليعيش معيشة مريحة في العالم) إذا فالثقافة تسمح للمكتسب بالتلاؤم مع الوسط الطبيعي وتبقى جزءا أساسيا من الحياة الإنسانية.
إن هذا الرأي رغم كل الحجج والأدلة لم يصمد للنقد لأن الواقع يشهد أن الإنسان لم يترك زمام مصيره للطبيعة بل أراد أن تكون له اليد الطولى في تقرير مصيره واستطاع بذلك الخروج من دور التاريخ الطبيعي إلى دور التاريخ الحضاري.
وعلى عكس الرأي السابق نجد أنصار الاتجاه المنادي بالتضاد بحيث يرون أن الإنسان ما كان ليوجد ذلك الصرح الثقافي إلا من اجل التكيف مع البقعة الجغرافية ومن مظاهر
التكيف الدفاع ضد العوامل الفيزيائية القاسية من برودة وحرارة وجبال وبحار, وكذلك خرق ستار الألغاز الطبيعية وتجاوزها.
إن تطور العلوم وظهور الأديان أعطت السيطرة للإنسان فتطور الفرد ثقافيا واجتماعيا جعله ينفصل شيئا فشيئا من آثار البيئة فهو يحاول دائما ابتداع الكثير من الوسائل التي تمكنه من مغالبة سيطرتها ضمانا لبقائه واستقرارا لحياته وقد استطاعت المجتمعات أن تقهر الطبيعة وتذلل صعوباتها فشقت الأنفاق وجففت البحيرات وعمرت الصحاري وغيرت مجاري الأنهار, وكذلك نجد أن الثقافة تغير الكثير من ميولنا الفطرية وتعدل اتجاهاتنا حتى تتمشى في وفاق مع المجتمع ذلك لان معظم الصفات الطبيعية توجد عند الطفل في شكل قدرات كامنة والبيئة الثقافية هي التي تنميها وتغذيها وقد أمكن لحد كبير التدخل في عامل الوراثة وإخضاعه للرقابة الاجتماعية بفضل ما توفره الثقافة من شروط وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الثقافة تقف في وجه الخصائص البيولوجية الفيزيولوجية كمراقب صارم كأنها تنافس الطبيعة ويجدر بنا إذا أن نقابل الثقافة بالطبيعة وذلك من خلال المنجزات الايجابية التي حققها الإنسان فقد كان اقل من الطبيعة فأصبح أعظم منها, لا يعنيه غضبها ولا رضاها لقد أنقذه الدين من الخوف والعجز العقلي كما أن الفن ساعده على الانفلات من الواقع بفضل الخيال من اجل الترويج على النفس وتسليتها.
هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد لأنه لا يمكن نفي الرأي الأول بالإضافة إلى ذلك نجد آن العلاقة تارة في صورة إضافة, وتارة أخرى في صورة مقاومة.
انه من العسير علينا الوقوف على الحد الفاصل بين الثقافة والطبيعة فالتباين الذي يخيل لنا انه موجود بينهما ليس بالتباين المطلق لأن القوانين التي تسيطر على نمو الحياة الطبيعية هي نفسها التي تسيطر على تكوين الحياة الثقافية.
وخلاصة القول يمكننا أن نقول أن الثقافة تبدو علاقتها بالطبيعة تارة في صورة إضافة وتارة أخرى في صورة تضاد وصراع غير انه لا يجب علينا أن نقابل الثقافة بالطبيعة مقابلة مطلقة لأنهما كل متكامل ومتشابك يستعصي التمييز فيه بين الفطري من جهة والمكتسب من جهة أخرى.
قال البروفيسور شاربل عميد كلية الحقوق في جامعة فيينا:<<إن البشرية لتفخر بانتساب محمد إليها ذلك الأمي الذي استطاع أن يأتي بشريعة سنكون نحن الأوربيون اسعد ما نكون, لو وصلنا إلى قمتها بعد ألفي عام >>
يقول مالك بن نبي في كتابه (مشكلة الثقافة):<< الثقافة هي ذلك الدم في جسم المجتمع يغذي حضارته و يحمل أفكاره (الصفوة)كما يحمل أفكار(العامة)و كل من هذه الأفكار منسجم في سائل واحد من الاستعدادات المتشابهة والاتجاهات الموحدة والأذواق المتناسبة>>
شكراااااااااا على مرورك الكريم
تحياتي
بارك الله فيك
شكرا بارك الله فيك
الموضوع الثاني: قال كارل ياسبرس: "يدفعني الاندهاش الى المعرفة فيشعرني بجهلي ".
ــ قارن هذه الاطروحة باخرى قابلة للمقارنة؟
بارك الله فيك و جازاك خيرا على الموضوع القيم
نقابات التربية تُطالب بفتح تحقيق في " فضيحة الفلسفة"
طالبت نقابات التربية، الوزارة الوصية بفتح تحقيق فيما أسمته بفضيحة بكالوريا الفلسفة، مؤكدة أنه من غير المقبول أن يمر ما حدث في امتحان الفلسفة مرور الكرام، فمن غير المعقول التصفيق على مظاهر الغش الجماعي التي تداولتها مقاطع فيديو انتشرت بصورة مذهلة في مواقع التواصل الاجتماعي، واصفة إيّاها بالضربة الموجعة لمصداقية بكالوريا الجزائر.
وقالت نقابات التربية أن العقاب يجب أن يسلّط على الجميع سواء تلاميذ أو أساتذة مشاركين في فضيحة الغش الجماعي، فبعض الأساتذة الحراس ورؤساء مراكز الإجراء لم يجدوا طريقة لإدخال التلاميذ إلى قاعات الامتحان غير السماح للتلاميذ بالغش الجماعي، بل إن البعض من الأساتذة تحول من أستاذ حارس إلى أستاذ يملي الأجوبة للتلاميذ .
في الموضوع كشف عمراوي، الناطق الرسمي باسم نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في تصريح لـ"الشروق" قائلا: "يجب أن لا يسلّط عقاب جماعي، وعلى الوزارة فتح تحقيق في عمليات الغش المفضوحة التي أصبحت حديث العام والخاص، فمن غير المعقول السكوت عن فضيحة مدوّية لعمليات غش جماعي تداولتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرت ضربة موجعة لامتحان شهادة البكالوريا، فأين الوزارة من مظاهر غش جماعي اشترك فيه تلاميذ في اجتماعات لحل أسئلة الفلسفة، فيما اكتفى فيها الأساتذة الحراس بالتفرج".
وطالبت نقابات التربية بمراجعة جذرية لإصلاح وانقاذ البكالوريا وما تبقى من مصداقيتها، حيث استغربت النقابات من جدوى وضع ملاحظين في مراكز إجراء البكالوريا وهم المكلفون برفع طعون فورية للوزارة للحفاظ على مصداقية البكالوريا، حيث اختفى دورهم تماما.
ولم تسجل هذه اللجان أي طعون على مستواها، وأكدت النقابات أنه كان من المفروض أن ترفع طعون إذا ما كانت أسئلة الفلسفة خارج المقرر الدراسي، لا أن يسمح للتلاميذ بالخروج من قاعات الامتحان تحت مراقبة أعين الملاحظين، ثم السماح لهم بالعودة مجددا إلى القسم.. فأي امتحانات هذه؟
كما قال رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن امتحان مادة الفلسفة كان في غير متناول التلاميذ المترشحين للبكالوريا، مرجعا سبب الفوضى التي ميزت مراكز الإجراء في امتحان المادة، للأساتذة بسبب قيامهم بالإضراب ـ حسب قوله ـ وهو ما أدى إلى تراجع المستوى، حيث كان الأساتذة يملون عليهم الدروس عوض شرحها، وغابت كليا عمليات تعويد التلاميذ على حل المسائل الفلسفية الصعبة، فكل التمارين والمسائل التي كانت تمنح لهم في اختبارات الفصول تمارين عادية، ولو أنهم كانوا متعودين على أسئلة صعبة لتكيّفوا مع امتحان الفلسفة.
سبحان الله و بحمده.
ما هي خصائصه ؟ (الشغل ميزة إنسانية يختلف عن سلوك الحيوان ، فرغم أن النحلة مثلا تصنع الخلايا الشمعية بدقة مذهلة و تنتج العسل ..الخ الا أن نشاطها هذا غريزة و ليس شغلا .– الشغل نشاط مكتسب بالتعلم و العادة و ليس سلوك فطري – إنه نشاط متطور بتطور التصورات و غير ثابت فمن الحجارة الى الخشب و الحديد إلى الأجهزة الاليكترونية المتطورة ، فالإنسان يصنع الشيء و يتخل الأداة قبل أن يجسده في الميدان و هذا هو سر التفوق
*البعد الاقتصادي / يهدف الشغل إل سد الحاجات الاقتصادية ،. فما نستهلكه اليوم هو نتاج العمل الإنساني سواء تعلق الأمر بالتغذية أو الملبس و المأوى ، و هي مطالب بيولوجية ضرورية لاستمرار الحياة . يستطيع العامل أن يوفرها بالاجرة التي يقتنيها . فنحن نعمل من أجل تحويل الحبوب الى ثمار ، و الخشب الى كراسي و طاولات ، ، والحديد إلى سيارات وطائرات…إلخ. فالنشاط الاقتصادي هو كل نشاط يهدف إلى تحويل الطبيعة إلى مواد قابلة للاستهلاك من طرف الإنسان. هكذا يظهر أن الإنسان مضطر للعمل من أجل ترويض الطبيعة واستغلال خيراتها بشكل يناسبه. ، وتترتب الإنتاج و الاستهلاك نشاطات تجارية كثيرة مثل الاستيراد و التصدير والعمليات المصرفيـة و عمليات البنوك و السمسرة و المقاولات والقروض و به تتحدد العلاقة بين العمال و أرباب العمل ، و بين المنتجيــن و التجار و بين البائع و المستهلك ….كما يهدف الشغل الى التخلص من التبعية الأجنبية و تحقيق الاكتفاء الذاتي و تحسين الدخل الفردي و القومـي و تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة .
*البعد النفسي/ يؤثر الشغل إيجابا على الجانب النفسي ، حيث يقضي على الملل و القلق وظواهر الشذوذ ، و يرفع من معنويات صاحبه فيكون متفائلا و منبسطا و منفتحا على العالم الخارجي و مندمجا في المجتمع ، يشعر بالاستقلاليـــــــة و الفاعلية و الانتظام في الحياة ، و يحرره من التبعية والانطواء و العوائق الذاتية ، كما يساهم الشغل في تنمية الملكات العقلية كالذكاء و الذاكرة و التخيل ، وقد اعتبره علماء النفس قاعدة أساسية في بناء الشخصية السوية ، و وقاية من الأمراض النفسية و العقد السيكولوجية ففي العمل ينسى المرء همومه و آلامه و يتطلع إلى آفاق جديدة ، و لا يكون له الوقت للتفكير في مشاكله التي تأزم وضعيته أكثر ، ويلجأ الأطباء في مستشفيات الأمراض العقلية الى تكليف مرضاهم ببعض النشاطات كالرسم و النحت و التمثيل ليعبروا عن رغباتهم المكبوتة و معاناتهم النفسية بشكل تلقائي الأمر الذي يسهل علاجهــم.
*البعد الأخلاقي / الشغل فضيلة كبرى ،و واجب خلقي يمليه الضمير ، فمن يعمل يشعر بالحرية و بالاطمئنان ومن لا يعمل يشعر بالعبودية و تأنيب الضمير . و الشغل يبعد عنا الرذائل بكل أنواعها كالسرقة والاحتيال و التسول والقمار، و يحفظ كرامتنا ، فالعامل يكون دائما محل تقدير و احترام من طرف الغير يعيش معززا مكرما ، لا يُحتقر و لا يكون عالة على الآخرين ، و إذا كانت النظرية المسيحية تعتبر العمل نقمة على البشر نتيجة خطيئة آدم الأولى فان الإسلام قدسه و جعله عبادة يكفر به المرء عن سيئاته و خطاياه و يكسب بذلك رضا الله سبحانه و تعالى قال تعــــــــالى في سورة النحل ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيّينه حياة طيبة و لنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الآية 97 ،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ان الله تعالى يبغض العبد الصحيح الفــــــــارغ " و قال أيضا " من اكتسب قوته و لم يسأل الناس لن يعذبه الله يوم القيامـة"
*البعد الاجتماعي / يهدف الشغل إلى تحقيق التكامل الاجتماعي و ذلك من خلال التعاون بين جميع أفراده ، قال أرسطو " الانسان اجتماعي بالطبيعة ، فالذي يستطيع العيش لوحده لأنه يكفي نفسه بنفسه فهو إما بهيمة أو إله "و قد اعتبر عبد الرحمان ابن خلدون الشغل ظاهرة ملازمة للاجتماع البشري لأن الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يغطي كل حاجياته إلا بالتعاون الجماعي ،فيجد الفلاح العلاج من عمل الطبيب و الطبيب من جهته يجد الغذاء من عمل الفلاح و هكذا بالنسبة لكل أفراد المجتمع ، يشبههم اميل دوركايم بأعضاء الجسم فرغم أن لكل عضو وظيفة خاصة إلا أن الغاية واحدة هي المحافظة على حياة الكائن . و يساعد الشغل على انتظام الحياة الاجتماعية و تقوية الروابط بين أفرادها ، ويشكل أساسا متينا لتحقيق العدالة ، به تتحدد الواجبات و تمنح الحقوق ، و الشغل يقضي على الآفات الاجتماعية كالفقر و البطالة وغيرها..، و يمكن صاحبه من دفع دينه للمجتمع الذي هيأ له شروط الحياة فكما استفدنا من عمل السلف علينا أن نعمل ليستفيد الخلف ، فليس الشغل عمل فردي بل الذي ينجز لصالح الجماعــــــة.
مقال 1 / إذا افترضنا أن الأطروحة التالية ( الشغل مجرد نشاط اقتصادي ) صحيحة و تقرر لديك إبطالها ، فما عساك أن تفعل ؟
2/ هل يهدف الشغل الى إرضاء الحاجات المادية فقط ؟ الأستاذ ج-ف
منطق
ملاحظة:هذا البرنامج يسهل على الطالب فهم الدرس لكن هذا لا يغني عن دراسة الدرس من الكتاب ، هذه طريقة جديدة لفهم هذا الدرس تبدأ من المرحلة الأولى :
حفظ ما يسمى بمربع أرسطو بالتسميات التي توجد عليه .
كلية موجبة
تضاد
كلية سالبة
تداخل
تداخل
جزيئة موجبة
دخول تحت التضاد
جزيئة سالبة
المرحلة الثانية نحفظ المربع مع رموزه.
ك . م
تضاد
ك . س
تداخل
تداخل
ج . م
دخول تحت التضاد
ج . س
المرحلة الثالثة : لفهم الفكرة نبدأ بقوانين التداخل مع مثال :
لدينا القضية : كل الطلاب أذكياء ك . م تقابل بالتداخل
بعض الطلاب أذكياء ج . م
إذا كانت ك . م صادقة => ج . م صادقة بالضرورة
لأن الحكم إذا انطبق على الكل فهو سينطبق على الجزء .
و إذا كانت ك . م كاذبة فإن ج . م غير معروفة إما صادقة أو كاذبة .
أما إذا كانت ج.م صادقة فإن ك.م غير معروفة
لأن الحكم إذا انطبق على الجزء فليس من الضروري أن ينطبق على الكل
و إذا كانت ج.م كاذبة فإن ك.م كاذبة بالضرورة .
تطبيق: ( أ )
لدينا القضية كل العلماء مثقفون حدد القضية التي تقابلها بالتداخل مع ذكر حكمها .
الحل: يجب على الطالب أن يرسم مباشرة مربع أرسطو على المسودة
كل العلماء مثقفون ك.م تقابل بالتداخل
بعض العلماء مثقفون ج.م
ك.م صادقة => ج.م صادقة
ك.م كاذبة => ج.م غير معروفة
تطبيق : ( ب )
لديك القضية بعض الناس سعداء حدد القضية التي تقابلها بالتداخل مع ذكر حكمها .
الحل :
بعض الناس سعداء ج.م تقابل بالتداخل
كل الناس سعداء ك.م
ج.م صادقة => ك.م غير معروفة
ج.م كاذبة => ك.م كاذبة بالضرورة
ملاحظة : ما طبقناه على الطرف الأول من تداخل ينطبق على الطرف الثاني أي أن :
ك.س صادقة => ك.س صادقة
ك.س كاذبة => ك.س غير معروفة
ج.س صادقة => ك.س غير معروفة
ج.س كاذبة => ك.س كاذبة
ملاحظة: إذا لم يحدد السؤال أن القضية التي لدينا صادقة أو كاذبة يجب وضع الاحتمالين معاً.
تطبيق: (1)
لديك القضية الصادقة و لا واحد من الحاضرين غبي اذكر القضية التي تقابلها مع ذكر حكمها
الحل: و لا واحد من الحاضرين غبي ك.س تقابل بالتداخل .
ليس بعض الحاضرين أغبياء ج.س
ك.س صادقة => ج.س صادقة
ك.س كاذبة => ج.س غير معروفة
– هكذا نكون أنهينا قوانين التداخل و يجب على الطالب أن يفهمها من خلال مثال ثم يحفظها فإذا فرضنا أنه في الامتحان نسي قانون من القوانين فإن بإمكانه أن يستنتجها و لكن من الطرف الأول .
– ننتقل الآن إلى قوانين التضاد :
لا تصدقان معاً لكن قد تكذبان معاً
فإذا كان لدينا القضية كل الناس سعداء ك.م فإن القضية التي تقابلها بحسب التضاد و لا واحد من الناس سعيد ك. س .
نطبق القانون : لا تصدقان معاً و لكن قد تكذبان معاً
ك.م صادقة => ك.س كاذبة
ك.م كاذبة => ك.م غير معروفة
و إذا كان لدينا القضية و لا واحد من الأغبياء حاضر فإن القضية التي تقابلها بحسب التضاد كل الأغبياء حاضرون .
أيضاً نطبق القانون لا تصدقان معاً و لكن قد تكذبان معاً
ك.س صادقة => ك.م كاذبة
ك.س كاذبة => ك.م غير معروفة
ملاحظة: لا تنتقل من مرحلة إلى أخرى حتى تتقن المرحلة الراهنة و تحفظها .
ننتقل الآن إلى قوانين الدخول تحت التضاد
لا تكذبان معاً و لكن قد تصدقان معاً .
فإذا كان لدينا القضية بعض الحيوانات مفترسة فإن القضية التي تقابلها بالدخول تحت التضاد ليس بعض الحيوانات مفترسة .
ج.م صادقة => ج.س غير معروفة
ج.م كاذبة => ج.س صادقة
و إذا كان لدينا ليس بعض الناس حكماء فإن القضية التي تقابلها بالدخول تحت التضاد بعض الناس حكماء .
ج.س صادقة => ج.م غير معروفة
ج.س كاذبة => ج.م صادقة
ننتقل الآن إلى آخر القوانين قوانين التناقض
لا تصدقان معاً و لا تكذبان معاً
فإذا كان لدينا القضية كل الحكماء سعداء فإن القضية التي تقابلها بالتناقض
ليس بعض الحكماء سعداء
ك.م صادقة => ج. س كاذبة
ك.م كاذبة => ج.س صادقة
تطبيق ( 1 ) شامل
لدينا القضية الصادقة بعض الناس أذكياء اذكر القضايا التي تقابلها مع حكمها .
بعض الناس أذكياء ج.م تقابلها بالتداخل كل الناس أذكياء ك.م
ج.م صادقة => ك.م غير معروفة
ملاحظة " لا نفرض أن ج.م كاذبة لأن هذه الحالة غير مطلوبة بنص السؤال ، عد إلى نص السؤال مرة أخرى للتأكد "
بعض الناس أذكياء ج.م تقابل بالدخول تحت التضاد ليس بعض الناس أذكياء ج.س.
ج.م صادقة => ج.س غير معروفة
ملاحظة " يجب ذكر القانون : لا تكذبان معاً و لكن قد تصدقان معاً "
بعض الناس أذكياء ج.م تقابل بالتناقض ك.س و لا واحد من الناس أذكياء
ج.م صادقة => ك.س كاذبة
تطبيق (2) شامل و هام على نمط أسئلة الوحدة و متوقع :
لديك القضية الصادقة كل الجبناء أغبياء حدد القضية الصادقة التي تقابلها
من خلال خطوات الحل على المسودة سيجد الطالب أنه لا يوجد قضية صادقة تقابلها إلا حالة واحدة و هي :
كل الجبناء أغبياء صادقة تقابل بالتداخل ج.م بعض الجبناء أغبياء صادقة لأنه إذا صدق الحكم على الكل صدق على البعض .
</B></I>
merciiiiiiiiiiiiii
-قارن بين المشكلة و الاشكالية
طرح المشكلة:إنه ومما لا شك فيه أن معرفة حقيقة هذا الوجود لن يتأتى دون مد عقل يفكر، إنه السؤال الذي يدفع نفسه من الانسان المريد الراغب في البحث عن حقائق هذا العالم المبهم في كثير من جوانبه، وبدون السؤال لن تتولد الحقائق أبدا عن ذلك العالم. ومادام السؤال وجد مع وجود عقل الانسان.وبما أن مجالات الحياة متعددة فإن الاسئلة ستكون متعددة، هذا مايجعل السؤال يتفرع الى قسمين رئيسيين هما، السؤال الفلسفي والسؤال العلمي،و لهذا كله نتساءل: مالفرق بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي؟أو ماعلاقة السؤال الفلسفي بالسؤال العلمي؟.
محاولة حل المشكلة:1-أوجه الاختلاف:-إن السؤال العلمي يهتم بعالم ملموس(عالم الطبيعة)، أما السؤال الفلسفي فإنه يهتم بعالم الماورائيات(عالم ما وراء الطبيعة) .-إن دراسة السؤال العلمي تستوجب التخصصات الجزئية أما السؤال الفلسفي فدراسته متعددة المجالات في البحث.-إن السؤال العلمي يستعمل الفروض وحسابات رياضية أما السؤال الفلسفي فإنه يستخدم لغة الألفاظ.- إن السؤال العلمي يستعمل المنهج التجريبي الاستقرائي الذي يقوم على المشاهدة والتجربة،أما السؤال الفلسفي فإنه يستعمل المنهج الاستنباطي الذي يتم بالعمل لابالخرافة ولا الأسطورة.2- أوجه الاتفاق:-كلاهما سبيلان للمعرفة.-كلاهما يثيران الفضول ويدفعان بالمتعلم إلى البحث.-كلا منهما يطرح على شكل إستفهام.-كلاهما لديهما موضوع ومنهج وهدف مرجو من عملية البحث.- كلاهما يستعملان مهارات مكتسبة.
3.طبيعة العلاقة بينهما:إن العلاقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي هي علاقة تداخل متلاحم ومتماسك،بحيث أن السؤال الفلسفي يخدم السؤال العلمي وهذا الأخير يخدم الاول.
حل المشكلة:إن السؤال العلمي والسؤال الفلسفي لهما علاقة وظيفية فعالة وخدمة متبادلة دوما بلا انقطاع،بل هناك تواصل لا نهائي بينهما
قارن بين المشكلة والإشكالية:
طرح المشكلة:إن الإنسان يواجه تجاه وجوده غموض وجهل نهائي أمام صعوبات وعوائق جمة، ليس الإنسان بمعناه العام، بل الإنسان بمعناه الخاص لدى الفلاسفة والعلماء والمفكرين الذين يعانون بعقولهم وبكل كيانهم هذا الوجود،فهناك من الأمور تعتبر مشكلات وهناك أمور تعتبر إشكاليات و السؤال الذي يطرح نفسه: مالعلاقة بين المشكلة والاشكالية؟ أو بعبارة أخرى، ما الفرق الموجود بين المشكلة والاشكالية؟
محاولة حل المشكلة:1- بيان أوجه الاختلاف:-إن المشكلة عبارة عن تساؤل مؤقت يستدرك جوابا مقنعا،أما الاشكالية فإنها عبارة عن طرح تساؤل دائم يعاني القضايا الصعبة في هذا الوجود والإجابة تكون غير مقنعة.-إن المشكلة قضية جزئية في هذا الوجود، أما الاشكالية فهي قضية كلية عامة.-إن المشكلة تمثل غيض الوجود من الاشكالية التي تعتبر فيض الوجود.-إن المشكلة هي عبارة عن فرع من أصل الأم وهي الاشكالية.-إن المشكلة اضطراب لدى الانسان من زاوية الاحراج.-إن المشكلة مجالها ضيق مغلق، أما الاشكالية فهي واسعة مفتوحة على هذا الوجود.2-أوجهالاتفاق:-كلاهما يبحثان عن الحقيقة.-كلاهما نابعان من القلق والاثارة تجاه ظاهرة م.-كلاهما يطرح بطريقة استفهامية.-كلاهما ناتجان من الارادة والحافز تجاه عوائق ما.- كلاهما آليتان غامضتان ومبهمتان.
3.طبيعة العلاقةبينهما: إن المشكلة هي جزء من الاشكالية التي تعتبر الكل، وكما مثل بعض المفكرين الاشكالية بأنها عبارة عن مظلة تتسع لكل المشكلات كمشكلة الأخلاق والمنطق والميتافيزيقيا والطبيعة، إذن هنالك تداخل وطيد الصلة بينهما.
حلالمشكلة:إن العلاقة بين المشكلة والاشكالية كعلاقة الانسان بالحياة، فهما تعمق الانسان في فهم هذا الوجود، فإنه يجد نفسه في لامتناهي من الغموض تجاه الظواهر المطروحة في هذا الوجود.
شكراااااااااااااااا
التحقيق متواصل بخصوص تجاوزات ”الغش الجماعي”
”باك” 2022 ينتهي اليوم.. وسهولة مواضيع التاريخ لم تمح فاجعة الفلسفة والرياضيات
تنفس أمس أزيد من نصف مليون مترشح للبكالوريا الصعداء، بعد الامتحان في مواضيع التاريخ والجغرافيا التي كانت في متناول الجميع، وذلك خلال اليوم الرابع من الامتحانات، والتي تميزت بنوع من الهدوء، مقارنة مع ما أحدثته مواضيع الفلسفة والرياضيات، وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه التحقيق على مستوى الديوان الوطني للمسابقات في قضية المناوشات التي حصلت على مستوى بعض المراكز، على أن يسدل اليوم الستار على الامتحان ليبدأ العد التنازلي لانطلاق شهادة التعليم المتوسط بداية من الأحد المقبل.
رغم المواضيع التي كانت في متناول الجميع في مادة التاريخ والجغرافيا، إلا أن المترشحين خرجوا مستائين، والدموع تملأ عيونهم، باعتبار أنهم فشلوا في تقديم إجابات كافية كما أرادوها، خاصة بعد نكبة الرياضيات والفلسفة، وحتى تلاميذ التسيير والاقتصاد حسبما عبروا عنه المترشحين الذين اجتازوا على مستوى مركز ابن الناس بحي أول مادة في شعب التسيير والرياضيات تقنية، مستنكرين صرامة الوزير الجديد الذي اتهموه بأنه ”يريد أن يثبت نفسه على حسابهم”، وقالت إحدى المترشحات ”من الظلم أن تقدم البكالوريا على طبق من ذهب لمترشحي العام الماضي في حين سيحرم منها مرشحو هذا العام لحسابات شخصية”. وميز اليوم الرابع من البكالوريا هدوء بأغلبية مراكز الامتحان، بعد التجاوزات التي عرفتها أول أمس على مستوى غرب العاصمة وفي ولايات عدة، وهنا أوضح الأمين العام للديوان الوطني للمسابقات ميرازي عيسى في تصريح لـ”الفجر” أن المتابعة متواصلة بخصوص الملف، وأنهم ينتظرون وصول تقارير مفصلة عما حدث، وذلك بعد أن تم الحديث عن تكسير وتخريب مس أحد المراكز بسطاوالي بالعاصمة، وحتى الاعتداء على الحراس مع الغش الجماعي. وأنهى أمس تلاميذ الشعب الأدبية امتحانات البكالوريا بعد امتحانات التاريخ والجغرافيا صباحا والأمازيغية مساء، وينتظر أن ينهي اليوم العلميون والتقنيون اختباراتهم، ليبدأ العد التنازلي لانطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط والتي ينتظر أن تنطلق الأحد المقبل. وأخذ الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات على عاتقه ضمان السير الحسن لـ”البيام”، حيث أن التحضيرات تسير في إطار منظم، فقد تم تحضير المراكز والمؤطرين، وتم تسخير 110 آلاف حارس في شهادة التعليم المتوسط و35 ألف مصحح، إضافة إلى 5 آلاف ملاحظ. وقرر الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بخصوص الإجراءات الواجب اتخاذها لإنجاح امتحانات المتوسط وضع 3 حراس في كل قاعة امتحان بالنسبة للمترشحين النظاميين، و4 حراس بالنسبة للمترشحين الأحرار، بالإضافة إلى تجنيد 5 حراس احتياطيين بدل 10 حراس كما كان معمول به في السابق، فيما تم تقليص عدد الملاحظين من 3 بكل مركز إجراء إلى ملاحظ واحد فقط بكل مركز امتحان، مع تجنيد 3 ملاحظين بمراكز إعادة التربية.
المصدر صحيفة الفجر.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته………….بارك الله فيك على التواجد الدائم مع الاحداث ونقلها المتواصل
اظن اننا سنكون مبالغين جدا باعتبار ان هناك غش جماعي أو فضيحة للغش.. قد تحدث هناك تجاوزات وهذه الحالة في كل موسم تتكرر ولكن ان نحكم على الكل بالغش الجماعي فهو ظلم لمن لم يقوموا بهذا خصوصا واذا علمنا ان اغلب المراكز لم تسجل اي حالات بهذا الحجم ..وليس يعني ان الملاحظين ورؤساء المراكز تغاضوا عن الامر فلو كان كذلك لشاع بين العام والخاص….ويبدو ان هناك ضجة سببها مواقع التواصل الاجتماعي لا غير وهي تحتمل الصدق والكذب وقد اشارت الجريدة الى ذلك….فهذه المواقع ليست بالمصادر الموثوقة
الله يوفق الجميع
شكرا أختي الفاضلة على المرور والتعليق.