إسم الكتاب : الثقافة الإسلامية والعولمة
إسم المؤلف : د. كامل الصادق عمران
عدد الصفحات : 1497
الناشر : رابطة العالم الإسلامي
الرابط :
الرابط لايعمل
السلام عليكم
اخي الرابط يعمل جرب مرة ثانية
الكتاب مهم جدا لكن يوجد مشكل في الرابط لايمكنني التحميل
يبدو أن صلاحية الرابط قد انتهت
سنحاول البحث عن الكتاب من جديد و إحضاره إن شاء الله
العولمة التي يجري الحديث عنها الآن: نظام أو نسق ذو أبعاد تتجاوز دائرة الاقتصاد. العولمة الآن نظام عالمي أو يراد لها***253;أن تكون كذلك. يشمل مجال المال والتسويق والمبادلات والاتصال… الخ، كما يشمل أيضاً مجال السياسة والفكر والايديولوجيا.
أما العولمة الثقافية او في المجال الثقافي فسيف ذو حدين، هناك اختراق ثقافي موجود من الغرب. وأمريكا تستعمل وسائل الاعلام، تلفزيون إنترنت وغيرها، لتوصيل رسالتها ومن أجل أن تكرس ثقافتها. لكن وفي عصر العولمة هذه الوسائل نفسها إذا استطعنا أن نوظفها في ثقافتنا من أجل تنميتها واسماع صوتها للخارج فهذا يسهل علينا كثيراً اليوم.
مثلاً كتب الحديث النبوي التسعة المشهورة، اليوم بامكاننا في قرص الكتروني أن نطلب أي كلمة لنحصل على جميع الأحاديث التي فيها هذه الكلمة، هذا لم يكن متوفراً من قبل، ويمكن***253;أن يصدق على جميع العلوم القديمة والحديثة.
وماذا سيحدث لو استعملنا نحن كذلك وسائل العولمة التي هي وسائل تكنولوجية عامة. بالامكان أن نستعمل كل شيء لنتقدم بطبيعة الحال، أما إذا بقينا وحرصنا على أن نبقى على وسائلنا التي اصبحت الآن متخلفة، ففي هذه الحالة سيكون وضعنا غير مواكب للتطور وغير مواكب للعالم.
بالنسبة لوضع الثقافة، كلنا نعرف أن الثقافة العربية تعاني منذ ما يقرب من قرنين. وضعاً متوتراً نتيجة احتكاكها مع الثقافة الغربية، بتقنياتها وعلومها وقيمها الحضارية التي هي نتيجة تطور خاص قوامه التحديث والحداثة، تطور لم تعشه الثقافة العربية، بل بقيت بمعزل عنه تجتر وضعاً قديماً توقف عن النمو منذ قرون. ولكن***253;أنا شخصياً لاأرى الثقافة العربية والاسلامية الآن في وضع سيء كما يقال لأن الأمور كلها نسبية فلو قارنّا وضعنا الثقافي اليوم بوضعنا قبل عشرين سنة، وأخذت مثلاً طالباً جامعياً اليوم، وأخذت طالباً جامعياً مماثلاً له في نفس الكلية وفي نفس السنة منذ عشرين سنة، لربما ستلاحظ، أن الطالب اليوم أكثر مواكبة وأكثر تقدماً.
لكن هذا لايعني أننا في وضع يبعث على الرضا فجميع الشعوب من أمريكا إلى فرنسا إلى ألمانيا واليابان، هناك شكوى من الثقافة ووضعها ومشاكلها أو هذا شيء طبيعي فنحن نعيش مشاكل عصرنا، لكن ليس معنى هذا أن وضعنا الثقافي سيء للغاية، هو أقل مما نطمح وأقل مما يجب***253;أن يكون ولكنه في وضعه الراهن ليس عدماً.
أما بخصوص مستقبل الثقافة الاسلامية واحتياجاتها الأساسية، فمستقبل الثقافة في كل بلد مرتبط بما يفعله أهلها، الثقافة لا تصنع مصيرها بنفسها بل أهلها هم الذين يضعون هذا المصير، وهم الذين ينشرونها ويعمقونها ويعممونها، فالأمر متوقف على المسلمين وعلى العرب دولاً وأفراداً ومثقفين. بطبيعة الحال هناك مشاكل على صعيد التعليم، هناك آفاق مغلقة أمام الشباب ومع ذلك فليس هذا هو نهاية العالم، وأنا شخصياً عندما اتصل في جميع انحاء العالم مع الشباب مع الطلاب أرى أن نخبة تتكون أوسع وأعمق من النخب الماضية وهذا بيشر بالخير.
أما الاحتياجات الأساسية لكي تأخذ هذه الثقافة مكانها ضمن العولمة الثقافية، فالثقافة دائماً في حاجة إلى عقل منفتح غير متعصب، ونقدي يقبل الاختلاف وينتج الاختلاف، ويسعى للاتفاق على اسس مقبولة عقلية وعقلانية، فنحن إذاً محتاجون إلى تفتح فكري، محتاجون إلى روح نقدية، ومحتاجون إلى فكر يحارب الاحباط الذي في أنفسنا أو الذي في نفوس بعضنا. الحاجات الأداتية أساس لأن الفكر كله أداة، أما موضوعات التحليل فهي كثيرة. نحن في حاجة إلى التحديث أي الانخراط في عصر العلم والثقافة كفاعلين مساهمين، ولكننا في حاجة كذلك إلى مقاومة الاختراق وحماية هويتنا القومية وخصوصيتنا الثقافية من الانحلال والتلاشي تحت تأثير موجات الغزو الذي يمارس علينا وعلى العالم أجمع بوسائل العلم والثقافة. والوسيلة في كل ذلك واحدة، اعتماد الامكانات اللامحدودة التي توفرها العولمة نفسها، أعني الجوانب الايجابية منها وفي مقدمتها العلم والثقافة.
الدكتور محمد عابد الجابري
أستاذ الفلسفة، جامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيس تحرير مجلة فكر ونقد ـ المغرب.
بارك الله فيك
التعرف على صاحب النص
هو الدكتور محمد البخاري مواليد دمشق 1948م عربي سوري من أصل أوزبكي، يقيم في جمهورية أوزبكستان منذ 1978 وهو أستاذ مادة التبادل الإعلامي الدولي بقسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون، كلية العلاقات الدولية والاقتصاد بمعهد طشقند العالي الحكومي للدراسات الشرقية.له دكتوراه في العلوم السياسية من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لرئيس جمهورية أوزبكستان
للكاتب آثار تتلخص في العشرات من الكتب والمقررات تعليمية والمئات من البحوث والمقالات كما ترجم عديد الكتب من الروسية إلى العربية..
اكتشاف معطيات النص
**القضية هي العولمة و ظهور المجتمع المعلوماتي // هو المجتمع الذي يرتكز على إنتاج المعلومة و الحصول عليها و استغلالها في خدمة التنمية و التطور.
**الأفكار الأساسية:
-ميلاد المجتمع المعلوماتي
– التعريف بهذا المجتمع
– المعلوماتية تعوض وسائل الاتصال التقليدية
– تداعيات العولمة
**تداعيات العولمة تأثيراتها في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية…
** موقف الكاتب ايجابي و موضوعي
مناقشة معطيات النص
**النمط تفسيري لأنه قدم معلومات مدعمة بشروح و تفصيلات و من خصائص هذا النمط
-الاعتماد على الشرح و ضرب الأمثلة
-معالجة الموضوع بتدرج منطقي
-ضمير الغائب
-مصطلحات خالصة بالمادة المعرفية
-الموضوعية
**تتباين المواقف من العولمة:
المؤيدون: يرون أنها تغيير اجتماعي نحو الأفضل و سبيل لخلاص الإنسانية من مخلفات الماضي من خلال نشر العلم و انفتاح العالم على بعضه البعض و تحقيق التوازن بين المجتمعات
المتخوفون:يرون أنها غزو ثقافي و استعمار جديد هدفه نهب ثروات العالم وطمس هوية الشعوب في ملامح شخصية جديدة من خلال تغييب الحضارات الإنسانية
** الروابط: حروف العطف /أسماء الإشارة/ حروف الجر
**خصائص المقال:-وحدة الموضوع-البعد عن الصور و المحسنات-التزام منهجية محددة :مقدمة عرض خاتمة
-بساطة اللغة ووضوح المعاني-الدقة والتركيز
تحديد بناء النص
يعتبر انهيار سور برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي انتصاراً للنظام الرأسمالي الليبرالي والتي أظهرت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد هو مرحلة متطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم .هذا ما أوجد "العولمة" وهي مصطلح يشير المعنى الحرفي له إلى تلك العملية التي يتم فيها تحويل الظواهر المحلية أو الإقليمية إلى ظواهر عالمية. ويمكن وصف العولمة أيضًا بأنها عملية يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالم في إطار مجتمع واحد لكي تتضافر جهودهم معًا نحو الأفضل. وغالبًا ما يستخدم مصطلح "العولمة" للإشارة إلى العولمة الاقتصادية؛ أي تكامل الاقتصاديات القومية وتحويله إلى اقتصاد عالمي من خلال مجالات مثل التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة وتدفق رءوس الأموال وهجرة الأفراد وانتشار استخدام الوسائل التكنولوجية فالعالم اليوم بات قرية صغيرة بفضل هذا التطور الرهيب لوسائل الاتصال .وخلف هذا التعريف نجد نوعا من سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافته مستخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه. فهو من مورثات الصليبية فروح الاستيلاء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة نموذجيه يرضى بها المستعمَر ويهلل لها ؛ بل ويتخذ هذه الصليبية الغربية المتلفعة بلباس العولمة مطلب للتقدم . يقول "بات روبرتسون":" لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ، لقد أصبح وكأنه إنجيل." الهيمنة إذن أهم شيء أسست لأجله العولمة .وفي الطرف الآخر يقف مؤيدون للعولمة ويرون أنها تعمل على تحسين مفهوم الحريات المدنية ويرى الاقتصاديون أن العولمة تشجع التنافس الاقتصادي وان هذا التنافس يؤدي ليس فقط إلى تحسين كفاءة المتفوقين في الإنتاج وتطوير من هم بمستوى أدنى، بل انه يصب أيضا في مصلحة المواطن، بان يقدم له السلعة بأفضل نوعية وبأقل ثمن، وأنها ستؤدي إلى تطوير الإنتاج الصناعي والزراعي والصحي والخدماتي في مجالات الحياة كافة، تفضي بالنتيجة إلى أن تجعل الإنسان يعيش حياة مريحة أو مرفهة وصحة جيدة وعمرا أطول.كما أنها تخفف العداء بين المجتمعات، وتهدئة النزاعات نحو الحروب بين الدول، وتجعل من الأرض مدينة إنسانية تسمى المجتمع المدني العالمي. وتمنح كل إنسان الخيار الذي يناسبه في استثمار قدراته وقابلياته في الميدان الذي يرغب فيه، وتقضي بذلك على هدر الطاقات البشرية التي تموت مع أصحابها من دون أن ينتفعوا بها.
السلآآم عليكم و ررحمة الله و بركاته
اريد منكم مساعدتي في هذا الموضوع
" جمع مختلف الآرآء حول العولمة و التكنولوجيا الاعلامية "
م فضلكم احتاجها ليوم الاحد ان شاء الله
وينكم 97 مشاهدة و مكان حتى مساعدة ??
لم افهم قصدك,وضح
موضوع حول الاراء المختلفة عن العولمة يا اختي
موجود في الكتاب في المطالعة الموجهة للعولمة في اخر الدرس
ادب عربي لشعبة اداب و فلسفة
تفضلي ان شاء الله اكون قد افدتك
تباينت المواقف تجاه العولمة، ويمكن تلخيص المواقف تجاه العولمة في أربعة اتجاهات:
الاتجاه الأول: الموقف المؤيد للعولمة، القابل لها، المندمج فيها:
الموقف القابل للعولمة المؤيد لها، موقف تابع، جلب ـ ولا يزال يجلب ـ سلبيات الحضارة الغربية لأنه موقف قائم على الخلط بين مقومات الحضارة الإنسانية والتي هي بناء فكري، ينبثق منه منهج للتعامل مع الخالق، والحياة، والإنسان، والكون، وبين الألآت، وتكنولوجيا التي هي منجزات علمية مشتركة بين الناس.
فالأولى هي الحضارة وهي لا تستورد ولا تشترى ولا يمكن نقلها من أمة إلى أمة إلا بإحداث تغيير جذري استئصالي، بخلاف الثانية التي تستورد وتشترى ويمكن تناقلها بين الأمم.
وهذا الاتجاه القابل المؤيد للعولمة، معجب بالغرب متغنٍ بحضارته، متباهٍ بانحلاله، يعتبر أن العولمة ظاهرة إنسانية ايجابية، تهدف إلى التقارب بين الشعوب والثقافات المختلفة والعمل على تطويرها في اتجاه العالمية والانفتاحية وهي بذلك من وجهة نظرهم ليست ظاهرة توسعية وتسلطية كما يراها البعض.
ويرى هذا الاتجاه أن العولمة تعمل على الاندماج الاقتصادي، والتبادل المعرفي من أجل العمل على تغيير ظروف المجتمعات، والدول الفقيرة، وخلق ظروف مناسبة أكثر لعمل جديد، وحياة أفضل، عن طريق تعزيز الانتاج، وإحداث تسارع في معدلاته، والاستخدام الأكبر للآلة والتقنيات الحديثة؛ مما يعني تسهيل ظروف العمل.
ويرى أيضاً أن العولمة تساعد الشركات على توسيع أعمالها، وتعبئة أكبر، لإنتاج أخصب، وتؤدي سيولة رؤؤس الأموال إلى الاتجاه إلى الاستثمارات الأكثر مردوداً؛ عوضاً عن التجمد في مشروعات محلية قليلة الفائدة.
ويذهب هذا الاتجاه إلى أبعد من هذا، فيرى أن العولمة يترتب عليها تحرير الدولة من العديد من الأعباء، وخاصة الاقتصادية والاجتماعية منها؛ بحيث إن وظائفها تتقلص إلى الوظائف التقليدية، كالدفاع والعدالة والتعليم، وتترك المهام الاقتصادية والتنموية للقطاع الخاص، والشركات المتعددة الجنسيات.
ويترتب على هذا، إعادة النظر في القوانين الوطنية، والمواثيق الدولية، خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وهذه نظرة مثالية تنبني على عدة أمور هي:
1. إقامة سوق عالمية مفتوحة: تستوعب المؤسسات، والشركات، والأفراد جميعاً في مختلف أرجاء العالم، حيث يصبح العالم كله كتلة واحدة متفاعلة. وفي هذه السوق الواحدة تتم المبادلات التجارية والاتصالات بين البشر من جميع الأجناس ذوي الحضارات والثقافات والأفكار المتعددة والمتباينة. ويؤدي الاحتكاك بينهم إلى التقارب وإذابة الاختلاف تدريجياً وصولاً إلى الائتلاف والانسجام والتوافق.
2. الوصول إلى رابطة إنسانية شاملة: تعتمد قيم الحرية والعدل والمساواة، من خلال تقليل الفوارق في مستويات المعيشة وفي ممارسة الديمقراطية، وفي احترام حقوق الإنسان، مع إثارة الحافز على الارتقاء بنوعية الحياة، حتى تتحقق الألفة والمودة بين الشعوب.
3. تحقيق وحدة العالم: من خلال الاندماج والتكتل وزيادة عمليات المزج والاختلاط بين عناصر الجنس البشري وتنمية الإحساس بوحدة البشر ووحدة حقوقهم، ووحدة مصالحهم ومنافعهم، وبأهمية الأمن الجماعي، والتصدي لأي خطر يهدد استقرار وأمن العالم، من خلال بذل الجهود المشتركة، ومن خلال التعاون الوثيق والفعال بين دول العالم.
4. تذويب وإزالة كل أشكال التعصب والتناقضات بين المجتمعات، وإذكاء الشعور بجوهر وقيمة الإنسانية البشرية ووحدتها، ونبذ فوارق الأجناس والقوميات من خلال التركيز على الهوية العالمية.
5. توحيد المصطلحات في لغة اصطلاحية واحدة، يستخدمها العالم أجمع في التخاطب بين الناس، أو بين الحاسبات الإلكترونية، أو بين مراكز تبادل البيانات وصناعة المعلومات.
وفي المجال السياسي: يتوقع أن تؤدي العولمة إلى تحقيق مجموعة من الأمور، أبرزها:
1. سقوط الشمولية، والنظم السلطوية والتسلطية، وخاصة في القارة الأوروبية؛ نتيجة لتوفر العديد من العوامل المساعدة على ذلك؛ كوجود معارضة حقيقية.
2. الانفتاح على مختلف الأفكار، والتخلص من الولاء الأعمى والضيق، كالتخلص من الثقافة القبلية أو ثقافة الدولة الهشة.
3. النزوع إلى الديمقراطية ( نظام الشورى)، والتعددية السياسية الحقيقية، وليس الشكلية، والتي تضمن المشاركة الواسعة في إدارة شئون الدولة، وبالتالي تجسيد مفهوم التداول الحقيقي للسلطة في ظل احترام اختيارات الشعوب وسيادتها.
4. عقلانية العلم وحياد الثقافة، وهذا يبدو أنه ضرب من الخيال؛ نظراً لاستحالة تحقيق ذلك.
5. احترام حقوق الإنسان وتعزيزها، ولكن: كيف سيتم ذلك؟ وماهي الشروط الضرورية لتحقيق ذلك؟.
إن هذه العقبات التي تعترض تحقيق الأهداف المثالية للعولمة، تشكل تحدياً جباراً يواجه العالم. وتخطي هذه العقبات يحتاج إلى نظرة موضوعية من الدول الكبرى لمشكلات دول العالم الثالث مع النظر بعين الاعتبار إلى مصالح هذه الدول، ومساعدتها في حل مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية، والأخذ بيدها على طريق الديمقراطية، ورفع الوصاية عنها، والاعتراف بحقها في الحرية، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وفي نفس الوقت يجب على الشعوب أن تسعى بدأب إلى تحسين ظروف حياتها، وأن تكافح في سبيل الحصول على حريتها، وفي سبيل حياة أفضل ترفرف عليها أجنحة العدالة الاجتماعية، وتنعم فيها بحقوقها الإنسانية.
الاتجاه الثاني: الموقف المعارض:
وينطلق هذا الاتجاه من منطلق أن العولمة هي فكرة وتصور، أكثر مما هي واقع، اللهم إلا في بعض جوانبها، مثل الجانب الاقتصادي. وما دام الأمر كذلك، فإنه يتحتم علينا القيام بعملية الموازنة والمقارنة بين السلبيات والايجابيات، وبين المنافع والمضار، في إطار البحث الشامل والعميق.
إن هذا الاتجاه لا ينكر ما أورده المؤيدون للعولمة، ولكن مقابل ذلك، يسجل مجموعة من الملاحظات الهامة والمخيفة، مثل:
1. إن العولمة التي نتحدث عنها اليوم، ليست وليدة الساعة، ولا هي ناتجة عن انهيار الثنائية القطبية ولكن نتاج تراكمي لمجموعة تغيرات في البنى الاقتصادية والسياسة والثقافية والاجتماعية، والتي صاحبت الرأسمالية في مسارها التاريخي، وخاصة من القرن السابع عشر، والذي تزامن مع ظهور الدولة، والتنافس الرأسمالي، وبداية انتشار الثورة الصناعية.
2. كما إن العولمة ظاهرة استلابية، وقاتلة للثقافات التي تصنع الحضارات، كما أنها تدعو إلى إلغاء الدولة الوطنية، والشخصية الوطنية، والمجتمعات القومية، وبالتالي تدعو إلى بناء مجتمع دولي، بل مجتمع عالمي خال من الحدود والقيود؛ مما يعني الوصول إلى مرحلة الفوضى في أسوأ تقدير، وهيمنة ثقافة معينة، ونظام، ودولة معينة، في أحسن تقدير.
والموقف الرافض للعولمة موقف خاسر، غير واقعي؛ لأنه سيؤدي إلى الانكفاء والانعزال، مما سيؤدي به إلى العجز، فالموت الحضاري.
الاتجاه الثالث: الموقف المتفاعل مع العولمة، على أساس الانتقائية المشوبة بالحذر
وهذا الاتجاه يقوم على الفحص والتدقيق وتقليب الشعارات والتنقيب عن المسميات، فيكشف ما تحت بريق العولمة من الظلمات، كالإباحية، والمادية، والنفعية، والميكافيلية الشريرة، والاستغلال الرأسمالي للإنسان باسم التحرير، وفلسفة اللذة والمتعة، وعبادة الدنيا.ثم يأخذ مافي العولمة من الصواب والخير، بعد التمييز، والتفتيش، والنقد الموضوعي المنبثق من الثقة بالذات، والاعتزاز بالهوية والدين.
فهو اتجاه يعتمد على العقلانية والواقعية السياسية في التعامل مع ظاهرة العولمة، دون الانبهار بها كلية، ودون رفضها دفعة واحدة، ويرى أن العولمة ليست قضية أو مسألة واقع فرض نفسه.
ومن ثم، يرى هذا الاتجاه أن على الدول، وخاصة دول العالم الثالث، التعامل مع هذه الظاهرة بحذر وانتقاء، قدر الإمكان. هذا الحذر والانتقاء نابعان من واقع، هو أن الضعف الاقتصادي والتقني والسياسي للدول المختلفة، لا يسمح لها بالحياة كما تريد، في أسواق مفتوحة تتنافس فيها سلع عديدة ومتنوعة، صنع معظمها بتقنيات إنتاجية عالية، وبأسعار تنافسية.
وهذا الاتجاه ـ الذي يوصف أحياناً بالإصلاحي ـ متهم بأنه مبالغ في الحذر والتروي والانتظار، دون أن يحدد مدة الانتظار: كم يستغرق ؟ مما يجعل قطار العولمة يفوت دون استفادة منه، وحينها يمكن أن ينطبق عليه مقولة الاقتصادي(ليستر ثوري): "إن عدم المشاركة في اختراع ليس أمر مزعجاً، ولكن المزعج هو التأخر ـ ولو للحظات ـ عن استخدام العجلة بعد اختراعها".
الاتجاه الرابع: الموقف الملفق:
وهذا الاتجاه يحاول التلفيق بين ما تحمله العولمة والإسلام، وهو الموقف الذي يتزعمه بعض من يسمون أنفسهم الليبراليين في عالمنا العربي، ويعتبرون أنفسهم معتدلين؛ لأن المتطرفين منهم هم أصحاب الموقف المؤيد تأييداً مطلقاً للعولمة. ويدندن حول هذا الموقف من يسمون أنفسهم اليسار الإسلامي أيضاً.
وهاتان الفئتان تضيعان وقت الأمة بممارستهما عملية(قص ولزق) وبتر لبعض قيم الأمة وعزلها من سياقها المتكامل؛ لإخضاعها للفلسفات المعاصرة، وما هذا الصنيع إلا تكريس لإلغاء الذات، وفقدان الهوية، وتضييع للدين والحضارة والقيم والتاريخ.
وخلاصة القول: إننا مع العولمة إذا كانت نافعة، تجر علينا النفع، وترتقي بها أمتنا، ومجتمعاتنا، ونأمن في ظلها على قيمنا وتراثنا وديننا وحضارتنا، فالحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها.
ونحن ضد العولمة إذا كانت أداة للهيمنة، والإقصاء، والتمييز، وتدمير القيم، والدين، والحضارة، والتراث.
هناك أمور ترسم ملامح الحياة الاقتصادية والاجتماعية في غالبية دول العالم ـ وربما تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ـ ويتمثل ذلك في زيادة البطالة، انخفاض الأجور وتدهور مستويات المعيشة، بالإضافة إلى تقلص الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة؛ كل هذا بسبب عولمة الأسواق الاقتصادية وبالتالي دخول الشركات المتعددة الجنسية والتي لا تعير الجوانب الاجتماعية أي اهتمام بل تركز همها على تحقيق الأرباح، وعودة المجتمعات إلى مجتمعات ما قبل الثورة الصناعية لا يعنيها.
والملاحظ لانفتاح الأسواق العالمية على بعضها يجد أن التجارة بدأت تنحسر بأيدي قلة من الناس، ويشير مارتن في كتابه(فخ العولمة) إلى أن المجتمع سوف يتحول إلى طبقتين 20%أغنياء و80% فقراء. وهذا ما تبشر به العولمة الاقتصادية. حقيقة الأمر لا يمكن أن ننكر أن للعولمة في جميع أبعادها(الثقافية، السياسية…) شيء من الايجابية، ولكنها ايجابية مؤقتة سوف تجر بعدها الويلات.
وفي المجال السياسي يبرز مصطلح"أممية رأس المال"فأصحاب رؤوس الأموال يهددون بهروب رؤوس أموالهم مالم تستجيب الحكومات لمطالبهم؛ كمنحهم تنازلات ضريبية، تقديم مشروعات البنية التحتية مجاناً… الأمر الذي يؤذن بقرب اضمحلال دور السلطة الوطنية، بالإضافة إلى عدم مقدرتها بالقيام بمتطلبات الشعب الاجتماعية .
ذكر ذلك التميمي، محمد بن سعد: ( 1443هـ)، العولمة وقضية الهوية الثقافية في ظل الثقافة العربية المعاصرة.
مصطلح (عولمة) ترجمة عن المصطلح الفرنسيMondialisation) ) التي هي بدورها ترجمة عن المصطلح الإنجليزي Globalisation ولهذا يفضل بعض الباحثين العرب استخدام كلمة (كوننة) بدلاً من كلمة( عولمة). وبالرغم من عدم استقرار مفهوم كلمة العولمة حتى اليوم فإنه من الممكن مبدئياً اقتراح التعريف التالي لها:
العولمة هينظرية اقتصادية في المنطلق, سياسية واجتماعية و ثقافية في النتــائج, تستهدف فتحالأسواق الاقتصادية وتطبيق سياسة السوق في جميع بلدان العالم, وذلك بإلغاء الحمايةوالرسوم الجمركية, وإقرار حرية تنقل رأس المال والبضائع والخدمات ودون أي قيود, وفتح الحدود الوطنية في المجال السياسي, والترويج لثقافة نمطية عالمية واحدة).
*ا-أنصار العولمة / في الماضي كانالكبير يأكل الصغير,الآن فالسريع يأكل البطيء. و منالباحثين من يرى أن العولمة قدر لا مرد له, وأنها ستصيب الأمم والدول جميعها, ولا سبيلأمام تلك الدول إلا الخضوع والاستسلام. ويعبر عن هذا الموقف بكل صراحة الكاتبالأميركي توم فريدمان الذي يقولالعولمة أمر واقع, وعلى اللاعبين العالميين إماالانسجام معه واستيعابه أو الإصرار على العيش في الماضي, وبالتالي خسارة كل شيء, وذلك لأن الخيارات باتت اليوم أضيق منها في الزمن الماضي, وأصبح مما لابد منهالقبول بالأمر الواقع)و على الدول اللحاق بركب النمو قبل أن يفوتها, أو كما قال العالمالأميركي (ليسترثرو)إن عدم المشاركة في اختراع العجلة ليس أمراً مزعجاً, ولكنالمزعج هو التأخر ولو لحظات عن استخدام العجلة بعد اختراعها)
و من ايجابيات العولمة احداث ثورة كبيرة في عالم التيكنولوجيا و المعلوماتية و الاتصال ، فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة ، و اتساع دائرة التكتلات الاقليمية و الدولية . تحرير التجارة والغاء الحدود و تفعيل الشركات المتعددة الجنسيات … تحرير التجارة و و تطوير وسائل الانتاج .و وفرته كما و نوعا ، و تفعيل المنافسة و تشجيع الابداع ، اندماج الأمم و الحضارات بعضها البعض و تبادل الخبرات ، لذلك اقترنت العولمة بالليبرالية . ، فالامة التي ارتدت ثوب عالمي جديد و دخلت معركة التيكنولوجيا اصبحت امة قوية و سائدة فرضت نفسها على الساحة العالمية ، اما الأمة التي قيدت نفسها بماضيها و رفضت الانفتاح ضعفت وتلاشت ، فالتنافس الحضاري يقتضي الانفتاح و الابداع اذ لا يقاس تقدم الامم بتقاليدها الموروثة ، و انما يقاس بعلومها و تقنياتها وقوة اقتصادها .
النقد/ صحيح أن الاحتكاك بالغير من شروط التقدم و أن الامة التي لا تبدع لا ترقى ، لكن الاستسلام لتيار العولمة يكون له تثير سلبي ، حيث يوقع الامة في التبعية و التقليد الأعمى ، و يقضي على سيادتها و مقوماتها الوطنية و التاريخية و يمحو ثقافتها الأصيلة ، كما أن التنوع الثقافي الذي هو سنة الحياة و رحمة على الإنسان طوال تاريخه سيزول بالتدريج مع هيمنة الثقافة الأحادية
* ب- خصومالعولمة /يرى هؤلاء أن العولمة هينوع من الهيمنةالوحيدة الاتجاه( الاتجاه الليبيرالي L Ibérisme ), وأن الاستكانة لها يعني قبول الدولةالوطنية التنازل عن سيادتها وعن ثرواتها الوطنية وعن حقوقها السياسيةلفائدة (الجماعات الضاغطة) و(مراكز القوى العالمية) التي تتحكم في عالمنا الجديد.و للعولمة سلبيات حيث تؤدي الى الانسلاخ عن القيم ، و توسيع النشاط الاقتصادي غير الشرعي و استغلال العلم لأغراض تجارية لا حضارية أو انسانية ، كما أدت عولمة الانتاج الى عجز الشركات الوطنية ، أمام الشركات المتعددة الجنسيات العابرة للقارات و التي تعمل على نهب خيرات الشعوب و القضاء على اقتصادها ومبادراتها المحلية ، كما جعلت العولمة الدول الكبرى تتدخل في شؤون الدول النامية ، فأصبحت تملي عليها سياسة اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و تربوية معينة تكرس الهيمنة و الاحتكار و تغذى مصالح القوى العظمى .فهم يرون فيها نظرية اقتصادية متطرفة صاغتها الدول الكبرى للتحكم فياقتصاديات ومصائر الدول الصغرى, وهذه الأخيرة ليست مضطرة للقبول بها,والدليل علىذلك أن هناك عدداً من الدول التي رفضتها صراحة في العقدين الأخيرين ولم تتعرض- معذلك- لأية نكبة اقتصادية أو اجتماعية.
النقد/ الهروب من الواقع و الانغلاق على الذات يؤدي حتما الى التقوقع و التخلف الرهيب والحل ليس في محاربة العولمة ولا في مقاطعتها, لأن المقاطعة قد تجر نتائج أخطر بكثيرمن تحمل آثار العولمة نفسها! وبالمقابل لابدلنا من الانتباه الى المخاطر التي تجرها العولمة tفهي تشبه السيل الجارفالذي لا بد له من أن يغمر جميع دول العالم في لجته, وليس من مصلحة أية دولة السباحةضد التيار فيه حيث يمكن لها الغرق أو النماء في المجهولولا بد لنا هنامن الاعتراف بأن للعولمة بعض الفوائد, وإن الحصول على مثل هذه الفوائد مرهونبامتلاكنا للعلم, وخاصة فروع العلم الحديث في مجال المعلوماتية والتقانة واللغاتالأجنبية, لأن المستقبل رهن لمن يملك العلم, ومن يسبق- ولو بيوم واحد- الى الاختراعالمفيد والمناسب.
التركيب / العولمة ليست خيراً مطلقاً ولا شراً مطلقاً, لأنها تحوي في طياتها عدداً من المحاسنوالمساوئ معاً. ولهذا فإن أفضل موقف منها هو قبول ما يناسبنا منها, ورفض ما يتنافى مع مصالحنا وسيادتنا وعقائدنا وثقافتنا القومية.بهذه الطريقة نحافظ على التنوع الثقافي بوصفه تراثا مشتركا للإنسانية* ( التنوع في اللغة و الديانة و المعتقدات و العادات و التقاليد…) ومصدرا للتبادل والتجديد والإبداع، ، وينبغي الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
نتيجة/ أدركنا أن العولمة سلاح ذو حدين ، لها ايجابيات كما لها سلبيات و الأمة التي تعرف كيف تستفيد منها دون أن تمس بقيمها الأصيلة تكون أكثر قوة من غيرها . اذن استمرار الامة يتطلب الانفتاح على العلوم و التيكنولوجيا العالمية و توسيع مجال الابداع وتبادل الخبرات مع الغير ، مع تمجيد الاخلاق و الثقافة الذاتية و احياء التراث الذي يميز شخصية الامة و يحفظ هويتها .
شكرا لك
موضوع مميز
شكرا جزيلا
شكرا جزيلا