من بين المجالات العلمية اللتي بزغت إبان العصر العباسي علمى الطب والصيدلة، ويرجع ذلك إلى
الترجمة التى بلغت في العصر العباسى شأنًا عظميًا منذ خلافة أبى جعفر
المنصور الذى كلف "جورجيس بن بختيشوع النسطورى" بتعريب كتب كثيرة في الطب
عن الفارسية، وتوارثت أسرته بعد ذلك الترجمة والتأليف والتدريس. ويعتبر عهد
الخليفة المأمون العصر الذهبى لازدهار حركة الترجمة والإنفاق عليها بسخاء،
وقد برز في مجال الترجمة والتأليف "أبو يعقوب يوحنا بن ماسويه" الطبيب
المسيحي الدمشقى، الذى عهد إليه الرشيد بترجمة الكثير من كتب الأطباء
والحكماء مثل: "أبقراط"، و"جالينوس"، وغيرهما وخلف "يوحنا" تلميذه حنين بن
إسحاق العبادي الملقب بشيخ تراجمة العصر العباسى. ولم يقتصر تأثير حركة
الترجمة العلمية على إثراء المكتبات والمدارس بجل تراث القدماء، ولكن
التأثير ظهر في صورة أهم من ذلك، وهى استيعاب القديم، والانطلاق بخطى سريعة
إلى عهد جديد في التأليف الطبى. وبلغ التأليف بعد ذلك قمته كمًا وكيفًا
بفضل عدد كبير من المبرزين في علوم الطب تميزوا بغزارة إنتاجهم، وعظمة
ابتكاراتهم، وسلامة منهجهم وتفكيرهم.
وسنكتفى بضرب المثل من بين أعمال أشهر أربعة من الأطباء المسلمين هم:
جالينوس العرب أبو بكر الرازى ، وعميد الجراحة العربية أبو القاسم الزهراوى
، والشيخ الرئيس ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس , ونابغة عصره في الطب ابن
النفيس و ابن الجزار القيرواني. لقد قدم هؤلاء الرواد مع غيرهم خدمات
جليلة للحضارة الإنسانية تتمثل في مؤلفاتهم القيمة التى نهلت منها أوروبا
في القرون الوسطى وظل معظهما يدرس في الجامعات الأوربية حتى عهد قريب.
زهراوي
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي هو فخر الجراحة العربية، ويعتبر كتابه
"التصريف لمن عجز عن التأليف" أكبر مؤلفاته وأشهرها؛ فهو موسوعة طبية تقع
في ثلاثين جزءًا ومزودة بأكثر من مائتى شكل للأدوات والآلات الجراحية التى
كان يستخدمها الزهراوى ومعظهما من ابتكاره، ولقد حظى هذا الكتاب باهتمام
كبير لدى أطباء أوروبا وترجم إلى اللاتينية.
ابن سينا
أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا وهو الملقب بالشيخ الرئيس، والعالم
الثالث للإنسانية بعد أرسطو والفارابى. ومؤلفاته تمتاز بالدقة والتعمق
والسلاسة وحسن الترتيب، وهى كثيرة أشهرها كتاب القانون في الطب الذى فضله
العرب على ما سبقه من مؤلفاته لأنه يجمع بين خلاصة الفكر اليونانى، ويمثل
غاية ما وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية في مجال الطب. ويقع الكتاب في
خمسة أجزاء تتناول علوم التشريح، ووظائف الأعضاء، وطبائع الأمراض، والصحة،
والعلاج. وكتب ابن سينا في الطب ظلت المرجع العالمى لعدة قرون، واعتمدتها
جامعات فرنسا وإيطاليا وبلجيكا أساسًا للتعليم حتى أواخر القرن الثامن عشر
ابن النفيس
هو علاء الدين أبو الحسن على بن أبى الحزم القرشى المصرى، وكتب ابن النفيس
في الطب عديدة ومتنوعة منها: كتاب في الرمد: وثان في الغذاء، وثالث في شرح
فصول أبقراط، ورابع في مسائل "حنين بن إسحاق"، وخامس في تفاسير العلل
والأسباب والأمراض، ومن أشهر أعمال ابن النفيس "موجز القانون"، وهو اختصار
"القانون" لابن سينا وفى كتاب "شرح تشريح القانون" اهتم ابن النفيس بالقسم
المتعلق بتشريح القلب والحنجرة والرئتين وتوصل إلى كشف الدورة الدموية
الرئوية. وبالإضافة إلى هؤلاء الأقطاب يوجد عدد هائل من الأطباء المسلمين
الذين نبغوا في مختلف مجالات الطب وتركوا بصماتهم المميزة في العديد من
الابتكارات الأصيلة والمؤلفات الصافية التى اعتمد عليها الغرب. منهم: "زاد
المسافر" لابن الجزار القيرواني، و"تقويم الصحة" لابن بطلان، و"تقويم
الأبدان" لابن جزلة و "تذكرة الكحال" و"المنتخب في علاج أمراض العين" لعمار
بن على الموصلى وغيرهم كثير.
منهج التأليف والبحث في علوم الطب والصيدلة
اتخذ الأطباء والصيادلة منهاجًا قائمًا على أساس علمى سليم يقوم على بيان
أثر التغذية في الإسقام والإبراء، ومنهم من كان يعتمد في وصف العلاج على
تنظيم الغذاء بدلاً من الاعتماد الكلى على الأدوية المفردة أو المركبة.
فقال الرازى: "مهما قدرت أن تعالج بالأغذية فلا تعالج بالأدوية، ومهما قدرت
أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب"، بالإضافة إلى ذلك اتبع
العلماء من صيادلة وأطباء منهجًا علميًا يقوم على التجربة والمشاهدة، وقد
انعكست كل هذه الفلسفات في كل ما كتب عن علم العقاقير والعلاج بالأدوية
سواءً ضمن التآليف الطبية أو في مصنفات مستقلة، الأمر الذى جعل هذه
المصنفات تحظى باهتمام علماء الشرق والغرب.
وقد مر علم الصيدلة شأنه شأن العلوم الأخرى بمرحلة الترجمة ثم مرحلة
التلخيص والشرح، وأخيرًا وصل إلى مرحلة الكشف والابتكار في العصر الذهبى
للحضارة الإسلامية ابتداء من القرن العاشر الميلادى وحتى أواخر القرن
الثالث عشر. فبالنسبة لمرحلة الترجمة فقد نقل حنين بن إسحاق كتاب
"ذياسقوريذوس" عن "الأدوية المفردة" ونقل مرة أخرى أيام عبد الرحمن الثالث.
وكذلك اهتم "حنين بن اسحاق" بترجمة مؤلفات "جالينوس" في الطب والصيدلة.
ثم جاءت بعد ذلك مرحلة التلخيص والشرح، وقد تميز بها القرن الثانى الهجرى،
إذ وضع حنين بن اسحاق كتابًا في تدبير الناقهين وفى الأدوية المسهلة
والأغذية ووضع يوحنا بن ماسويه كتاب "الأغذية" وصنف على بن الطبرى كتاب
"منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير" وكان علي أستاذًا لأبى بكر الرازى
والكندى الذى ألف كتابًا في "الغذاء والدواء" وكتاب "الأبخرة المصلحة للجو
من الأوباء"، وكتاب "الأدوية المشفية من الروائح المؤذية"، وكتاب "كيفية
إسهال الأدوية"، وكتاب "أشفية السموم" وكتاب في "الأقربازين" وكلها جاء
ذكرها في كتاب "أخبار العلماء بأخبار الحكماء" للقفطى. ووصل التقدم إلى
مرحلة النضوج الفكرى والعلمى والمقدرة على الابتكار واستخلاص النظريات
السليمة بعد بحث ونقد وتجربة. فقد ظهر العديد من نوابغ الطب والصيدلة
وأثروا المكتبة العربية والإسلامية بإنتاتجهم الغزير ودراساتهم الأصيلة،
ومن ذلك على سبيل المثال:
1-كتاب "منافع الأغذية" لأبى بكر الرازى، ويتكون من (19) بابًا، يتحدث فيه
عن منافع العديد من الأطعمة ويبين مضار هذه الأغذية والأحوال التى ينبغى
فيها تناولها. وللرازي مؤلفات أخرى مثل: "سر الأسرار"، و"المرشد"، و"صيدلة
الطب"، و"الحاوى"، وفيها يعرض لصفات الأدوية وألوانها وطعومها وروائحها
ومعادنها.
2-كتاب "الملكى" أو "كامل الصناعة الطبية" لعلي بن العباس المجوسي، خصص الجزء الثانى منه للمداواة وطرق العلاج.
3-وهناك مؤلفات أخرى عديدة لا يتسع المجال لحصرها مثل: كتاب "التصريف"
للزهراوي، وفيه تحدث عن الأدوية بأنواعها المختلفة وطبائعها ومثل: "نزهة
النفوس والأفكار من معرفة النبات والأحجار والأشجار" لعبد الرحمن الداوودي
الأندلسي، و"تذكرة أولى الألباب"، و"الجامع للعجب العجاب" لداوود الأنطاكي،
و"الإفادة والاعتبار" للبغدادى، و"الجامع لصفات أشتات النبات" للإدريسي،
و"الجامع في الأشربة والمعجونات" لابن زهر، و"الأدوية المفردة" لابن وافد،
و"العقاقير" لماسويه المارديتي و مؤلفات ابن البيطار.
ويتضح من المؤلفات الطبية العديدة التى وصلتنا من تراث الحضارة العربية
الإسلامية أن المنهج التجريبى في أدق تفاصيله المعروفة لنا حاليًا كان هو
أسلوب المسلمين في ممارسة الطب وتدريسه. وينقسم الأطباء من هذه الزاوية إلى
مجموعتين في رأى "سارتون".
الأول مجموعة الممارسين الذين اهتموا في المقام الأول بالمريض والتشخيص
والعلاج معتمدين على المشاهدات والملاحظات، والفلسفة عندهم وسيلة لبلوغ هذه
الغاية ويمثل ذلك أبوبكرالرازى.
والفريق الثانى فريق المدرسين الذين درسوا الطب على أنه جزء من المعرفة
لاغنى عنه، وسعيهم إلى استكمال المعرفة فمارسوه بأسلوب منطقى، لهذا أطلق
عليهم "الفلاسفة الأطباء" ويمثلهم ابن سينا. وجلى أن كلا الفريقين يتبع
المنهج التجربيى.
ويؤكد ابن سينا على أهمية اتباع المنهج التجربيى والتريث قبل استخلاص
النتائج فيقول: "علينا ألا نثق بنتائج تحليل البول إلا بشروط: أن يكون
البول أول بول المريض، وألا يكون المريض قد شرب ماء بكثرة، ويحب على المريض
ألا يقوم بحركات خاصة أو يتبع نظام على غير عادته، وكذلك البراز".
وأسلوب الرازى لا يختلف هو الآخر عن أسلوب الطب الحديث الذى يتبعه الأطباء
المعاصرون، فهو يرى أن الطبيب يحتاج في استدلال علل الأعضاء الباطنة إلى
العلم بجواهرها أولاً، بأن تكون شوهدت بالتشريح، وإلى العلم بمواضعها من
البدن، وإلى العلم بأفعالها، وإلى العلم بأعظامها، وإلى العلم بما تحتوى
عليه المورفولوجيا، وإلى العلم بفضولها لأنه من لا يعرف ذلك لم يكن علاجه
على صواب.
ومن ناحية أخرى أدرك أطباء العرب والمسلمين أن الطب السريرى، والتعرف على
تاريخ المرض، وتسجيل الملاحظات الإكلينيكية، ونتائج الفحوص، والمعاينة،
ومراقبة تغيراتها هى أمور لا يمكن الاستغناء عنها. وكان الرازى بارعًا في
ذلك. كما كان الرازى هو أول من جرب تأثير العقاقير الجديدة على الحيوان
وخصوصًا على القردة، وذلك لاستخلاص النتائج التى يستصوبها قبل أن يصف
العلاج للإنسان. وإدراكًا من العرب والمسلمين في عصر النهضة لأهمية الطريقة
العملية إلى جانب الدراسة النظرية في تعليم الطب؛ فإنهم أدخلوا نظام
الامتحانات وإعطاء الإجازات بعد اكتشاف الخبرة من مخالطة المرضى في
المستشفيات ومقارنة ما تلقوه نظريًا بما يشاهدونه عمليًا. وفى الحالات
المرضية المستعصية أو العمليات الجراحية الكبيرة كان يستدعى عدد من الأطباء
المتخصصين للتشاور على قرار "الكونسلتو".
[عدل]
مآثر الحضارة الإسلامية في الطب والصيدلة
كان العلماء المسلمون في مجال الطب القدح المعلى، سواءً في فن الترجمة
والتأليف، أو في اتباع المنهج العلمى السليم، أو في السبق إلى العديد من
الاكتشافات والاختراعات التى لا يزال العالم ينعم بثمارها وفوائدها حتى
الآن.
أهم الآثار والمآثر على سبيل المثال لا الحصر التى أثرت بصورة مباشرة فيما
يسمى بعصر النهضة الأوربية وأصبحت الأساس العلمى الذى قام عليه الطب:
1- اتباع المنهج العلمى التجريبى سواءً في التأليف، أو في البحث والتطبيق
حيث كانت تجرى الاختبارات على الأدوية قبل استعمالها لمعرفة طبائعها، ومدى
صلاحيتها، وقوة تأثيرها، وآثارها الجانبية، وقوتها الشفائية. بجانب تغليف
الأدوية المرة بغلاف من السكر أو عصير الفاكهة لكى يستسيغها المرضى كما فعل
الرازى، أو تغليفها بالذهب والفضة المفيدين للقلب كما فعل ابن سينا.
2- الأخذ بنظام التخصص في الطب وعدم السماح بممارسته إلا بعد اجتياز امتحان
في كتب التخصص المعروفة للتأكد من سعة ثقافة الطلاب النظرية والعملية في
مجال تخصصهم. وكذلك اهتموا بالصيدلة كعلم مستقل له قواعده وفروعه ومنهاجه
العلمى السليم القائم على المشاهدة والتجربة ووضعوا علم "الأقرباذين"، مع
تنظيم مهنة الصيدلة وإخضاعها لنظام الحسبة لتفادى غش الأدوية والإتجار فيها
واختيار نقيب للصيادلة.
3- الاهتمام بعلم التشريح والتشريح المقارن وجعل دراسته أساسًا لكل فروع الطب وممارسته ضرورية لفهم وظائف الأعضاء.
4-تقدم علم الجراحة ورفع شأنه بين فروع الطب بفضل العديد من الأطباء العرب
والمسلمين الذين برعوا في إجراء العمليات الجراحية بآلات وأدوات مناسبة
واستخدموا الأوتار الجلدية وأمعاء القطط والحيوانات الأخرى في تحنيط
الجروح.
5- اكتشاف الدورة الدموية الصغرى على يد ابن النفيس الذى سجله في كتابه
الشهير "شرح تشريح القانون". وتوصلوا في الصيدلة إلىعمل الترياق المؤلف من
عشرات الأدوية، مثل ذلك "شراب الأصول" الذى ألفه موسى بن العازر في عهد
المعز العلوي، ويذكر جمال القفطى أن الرشيد عندما أصيب بصداع ذات يوم شديد
الحر وكاد الصداع يذهب بصره فأحضر له جميع الأطباء ولكنهم اختلفوا حوله
فقام "أبو قريش عيسى الصيدلاني" ودعا بدهن بنفسج وماء ورد وخل خمر وجعلها
في مضربة وضربها على راحته حتى اختلط الجميع ووضعها على رأسه حتى سكن
الصداع وشفى. واكتشفوا العديد من العقاقير التى لا تزال تحتفظ بأسمائها
العربية في اللغات الأجنبية مثل: الحناء، والحنظل، والكافور، والكركم،
والكمون.
6- اكتشاف طفيلية "الإنكلستوما" على يد الشيخ الرئيس ابن سينا الذى وصفها
بالتفصيل لأول مرة فىكتابه "القانون في الطب" وسماها الدودة المستديرة،
وتحدث عن أعراض المرض إلى تسببه.
7- اكتشاف مرض الجدرى ووصف الأعرض التى تميز بينه وبين مريض الحصبة لتشابه
الأطوار الأولى للمرضين، وقد سجل الرازى هذا الاكتشاف في رسالة هى الأولى
من نوعها عن الجدرى والحصبة، وأشار إلى انتقالهما بالعدوى، وإلى التشوهات
التى تحدث من جرائهما.
8- الاهتداء إلى الكثير من الأمراض الباطنية والجلدية والأمراض المعدية أو
السارية كما سموها؛ فاكتشف ابن زهر سرطان المعدة، واكتشف ابن سينا داء
الفيلاريا والجمرة الخبيثة المسببة للحمى الفارسية. واكتشف الطبرى الحشرات
المسببة لداء الجرب، وعالجه "ابن زهر"، وأدرك الطبيب الأندلسي "ابن الخطيب"
خطر العدوى بالطاعون الذى انتشر عام (1345م). ويرجع الفضل للأطباء
المسلمين في أنهم حققوا نجاحات كبيرة في مجال التشخيص المقارن للأمراض
المتشابهة في أعراضها مثل الجدرى والحصبة والتهاب الكبد والالتهاب الرئوى
والبللوراوى، وحالات الروماتيزم’ ومرض النقرس. واهتم علماء المسلمين بتحضير
أدوية جديدة من أصول نباتية ومعدنية وحيوانية وابتكار المعالجة المعتمدة
على الكيمياء الطبية ويعتبر الرازى أول من جعل الكيمياء في خدمة الطب
فاستحضر الكثير من المركبات.
9- الاهتمام بطب الأمراض العصبية وأثر الوهم والعوامل النفسية في إحداث
الأمراض العضوية. ويعتبر أبو بكر الرازي أول من وضع أصول هذا العلم وألف
فيه كتابًا أسماه "الطب الروحانى". كذلك دراسة ابن سينا للنبض وحالاته
دراسة وافية وبين أثر العوامل النفسية في اضطرابه، وتوسع في دراسة الأمراض
العصبية والنفسية.
10- تحقيق اكتشافات عظيمة وتجديدات هامة في طب النساء والتوليد وطب
الأطفال. فقد درس ابن سينا أحوال العقم وعرف أن حالة منها تنشأ من فقدان
الوفاق النفسى والطبيعى بين الزوجين. وأبو القاسم الزهراوي أمير الجراحة
أدخل آلات حديثة وعلاجات جديدة وطور طرق التوليد، وأوصى بولادة الحوض
ولكنها نسبت لغيرة وعرفت بطريقة "فالشر". كما اهتم الأطباء المسلمون بطب
الأطفال.
11- إقامة المستشفيات كدور لعلاج المرضى ومعاهد لتعليم الطب وألحقوا بها
الصيدليات . ومن بين المستشفيات ما كان ثابتًا في المكان الذى أقيم عليه أو
متنقلاً من مكان لآخر، وأول مستوصف في الإسلام هو الذى أمر الرسول عليه
السلام بإنشائه أثناء معركة الخندق (5هـ) على هيئة خيمة، وتطورت المستشفيات
في عهد العباسيين تطورًا كبيرًا وتزايد عددها في حواضر العالم الإسلامى.=
الرازي ==
اشتهر في الطب والكيمياء وجمع بينهما وبلغت مؤلفاته الطبية (56) كتابًا
أشهرها: كتاب "الحاوى" ويقع في عشرة أجزاء يختص كل منها بطب عضو أو أكثر.
وكتاب "المنصورى" وهو عشر مقالات في تشريح أعضاء الجسم كلها أهداها الرازى
إلى المنصور بن إسحاق حوالى عام(293هـ). ورسالة "الجدرى والحصبة"، أول بحث
في تاريخ الأمراض الوبائية. وكتاب "الحصى في الكلى والمثانة".
وباقى كتب الرازى لا تقل أهمية عن كتبه المذكورة، فمثلا كتاب "برء ساعة"
وفى كتب "إلى من لا يحضره الطبيب"، و"الطب الملوكى" و"في قصص وحياة المرضى"
اشتملت على موضوعات جديدة تشهد بعبقرية الرازى وإجادته وأمانته وأصالة
منهجه العلمى في التأليف والبحث وظلت مكانته في القمة ووضعه المستشرقون
والمشتغلون بتاريخ الطب أعظم طبيب أنجبته النهضة العلمية الإسلامية.
استمرت الخلافة
العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي
للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.
و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم،
أسواق العلوم فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها
معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور
محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.
كان تطور الفكر العربي في العصر العباسي نتيجة لما مر عليه من أحداث سياسية
و اجتماعية, و من مظاهر تطور الفكر في العصر العباسي ما يلي :
– أصبحت الترجمة عملا رسميا بعدما كان في العصر الأموي عملا فرديا يقوم به
بعض الراغبين فيه, و هذا ما أدى إلى اكتساب كثيرا من العلوم و الآداب من
البلاد المترجم عنها بفضل الرحلات و البعثات العلمية و أول من عني بالترجمة
من الخلفاء العباسيين أبو جعفر المنصور ثم نشطت الترجمة في عهد هارون
الرشيد و خاصة في عهد المأمون
العصر العباسي الثاني
شهدت الحياة الفكرية في العصر العباسي ازدهارا كبيرا في شتى الميادين، يعود
سببه إلى ظهور الكثير من العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وانتشار حركة
الترجمة واهتمام الخلفاء بها ، إضافة إلى التوسع في التعليم العام وبناء
المدارس والمؤسسات الثقافية مثل دور العلم والربط فضلا عن المساجد. ومن
العلماء البارزين في اللغة والأدب والشعر الخليل بن احمد الفراهيدي في علم
النحو والعروض (نظم الشعر) وعمرو بن الجاحظ في الأدب والبلاغة والأصمعي في
الأدب واللغة, كما تميز الإمام بن ثابت الكوفي المعروف بابي حنيفة والقاضي
ابي يوسف في علم الفقه. أما شعراء هذا العصر فمن أبرزهم أبو العتاهية
والعباس بن الاحنف وابو تمام الطائي و البحتري والمتنبي والشريف الرضي وأبو
العلاء المعري وأبو نواس ومن المؤرخين البارزين محمد بن جريرالطبري و
اليعقوبي وبرز في الجغرافية المسعودي أما في الرياضيات والفيزياء فقد برز
أبو الحسن بن الهيثم وفي علم الجبر محمد بن موسى الخوارزمي وفي الكيمياء
جابر بن حيان وغيرهم كثيرون ممن ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأوربية
واستفيد منها في النهضة الأوربية الحديثة. وقد اهتم الخلفاء بالعلم
والعلماء فقربوهم وشجعوهم فكان لذلك أثره الكبير على الرقي الفكري في هذا
العصر، وأبرزهم الخليفة هارون الرشيد الذي اشتهر بتقريبه العلماء والفقهاء
والأدباء والشعراء والكتاب وتشجيعهم على البحث والتأليف وتوفير كل ما
يحتاجون إليه في بحوثهم ودراساتهم.
كانت الحياة العلمية زاخرة على الرغم من الضعف السياسي في العصر العباسي
الثاني فقد امتزج الفكر العربي مع الفكر الأجنبي و شكلا حركة علمية و أدبية
متكاملة و أصبحت دار الحكمة و دكاكين الوراقين و حلقات المساجد مصدرا
عظيما في هذا العصر على الرغم من ضعف الخطابة إلا أن المواعظ تطورت و نشطت
الرسائل الديوانية .
لم يكتف المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم
يترجمونه. كما لعب المسلمون بهذا دورا كبيرا في خدمة الثقافة العالمية، فقد
أنقذوا هذه العلوم من فناء محقق، إذ تسلموا هذه الكتب في عصور الظلام،
فبعثوا فيها الحياة، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و أبحاثهم وصلت هذه
الدراسات إلى أوروبا، فترجمت مجموعات كبيرة من اللغة العربية إلى
اللاتينية، و قد كان ذلك أساسا لثقافة أوروبا الحديثة، و من أهم الأسباب
التي أدت إلى النهضة الأوروبية .
وأنشئ في هذا العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة
جامعة و هيئة للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في
عهد المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف
على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من
اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين
يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر
المراصد الفلكية في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا
من خلاله من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض،
وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258
للميلاد.
* الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل
جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن
الرومي
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل
والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي .
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة .
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة .
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء .
أسباب تطور الحركة العلمية
: على الرغم من الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية في العصر
العباسي الثاني إلا أن الأدب شعرا ونثرا ظل مزدهرا وذلك لوجود عدة عوامل
منها
حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية .
تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين .
ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وعلوم الحديث .
ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام
بالنقد الأدبي – ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث
نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع
سمات الأدب في هذا العصر
النضج العقلي والعلمي
اهتمام الحكام بالعلم والثقافة والفن والأدب
تعدد الحواضر الأدبية من مثل القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة – التنافس الشديد
بين الدويلات ومنافستها بعضها البعض فى جذب الشعراء والعلماء والأدباء
والفنانين
التنافس الشديد بين الشعراء وذلك ليحظوا بالمكانة المرموقة
ظهور فلتات في الشعر والأدب كالمتنبي وأبى العلاء المعرى
الأدب في العصر العباسي الثاني
اتسم الشعر في العصر العباسي الثاني من حيث أغراضه بالتجديد في الموضوعات القديمة و إبداع موضوعات جديدة
حيث تتمثل في الموضوعات القديمة التي تطورت : الرثاء و العتاب و الزهد
الموضوعات الجديدة التي ابتكرت وصف أنواع الطعام و اللهو ووصف الحيوانات المتوحشة و الشعر التعليمي .
1- الشعر التعليمي :
حيث يحاول بعضهم كتابة التاريخ شعرا و من أمثلة ذلك قول أحدهم في بعثة النبي (صلى الله عليه و سلم )
ثـــم أزال الظـلـمة الضيــاء و عـاودت جــدتها الأشياء
أتـــاهـم المنتـــــخب الأواه مــحمـــــد صلى عليــه الله
2- وصف الحيوانات المفترسة :
كقول البحتري في وصف معركة بين أسد و بين الفتح بن خاقان
فلم أر ضرغامين أصدق منكما عراكا إذا الهيابة النكس كذبا
3- وصف أنواع من الطعام
حيث عرف العرب في هذا العصر أنواعا من الطعام والشراب لم يكن يعرفوها من
قبل حيث كانت حياتهم تتسم بالبداوة والطعام الذي يفتقر إلى الأنواع الأخرى
ومثال ذلك بن الرومي حيث يقول ومرفقات كلهن مزخرف بالبيض منها ملبس ومدثر
4- وصف أنواع من اللهو واللعب :
حيث عرف العرب أنواع من اللعب لم يعرفوها من قبل نتيجة تأثرهم بحياة الفرس حيث عرفوا الصولجان وعرفوا الشطرنج
ومن مثل ذلك قول ابن الرومي :
تقتل الشاة حيث شئت من الرقـــــــــــــعة طبا بالقتلة النكراء
5- شكوى الدهر :
وذلك نتيجة الفتن والثورات وسوء الأحوال الاقتصادية وسيطرة الفرس مرة
والترك مرة وضعف الحياة والانقسام الذي ساد في جسد الدولة ظهرت شكوى الزمان
ومن أمثلة ذلك : قول المتنبي
صحب الناس قبلنا ذا الزمــــــــان وعناهم من أمرنا ما عنانا
وتــولوا بغصة كلهم منـــــــــــــه وأن ســر بعضهم أحيــــانا
ما حدث من تطور للأدب في العصر العباسي الثاني ليس كما حدث في العصر
العباسي الأول، وما حدث في العصر الثاني كان أقل من ما حدث في العصر الأول
ولهذا ما كتب هنا مختصر جداً .
أولا ًالشعر :
_ ازدهر شعر المديح في هذه الحقبة وشاع وكان له أسباب ومن هذه الأسباب ظهور
الدول المستقلة ،وهذه الدول ظهرت بسبب ارتخاء قبضة السلطة المركزية في
بغداد وسامراء .
_ وظهر بسبب التعقيد السياسي والاجتماعي ألوان من الشعر معا هما شعر اللهو والمجون وشعر الزهد والتصوف .
_ ومن أبرز ملامح تطور الشعر التي ظهرت في هذا العصر التجديد في المعنى،
والميل إلى الأوزان العروضية المجزوءة وذات الاقاع السريع لكي يسهل
غنائها،وظهور مجالات شعرية طريفة مثل التأمل الفلسفي العميق ،والهجاء
الساخر وطرائف الرثاء كرثاء المفقود من أعضاء الإنسان أو شي من المتاع
وأشهر من أبدع في هذا الفن ابن الرومي .
ثانيا:النثر – أما النثر في هذا العصر لم يتطور، غير أنه ظهر فيه الجاحظ
الذي أبدع في الأدب العربي وكان من أشهر كتبه البيان والتبيين وكتاب
البخلاء وكتاب الحيوان، وألف كذلك الرسائل الأدبية ومنها كتاب القيان
وتفضيل النطق على الصمت .
رابعا : العتاب
هو ترك السخرية اللاذعة إلى الدعابة و اتسع و احتوى على خطرات نفسية و تأملات فكرية و من أمثلة ذلك قول أبى فراس يعاتب صديقا له :
لم أؤاخذك بالجــــــفاء لأني واثق منك بالوداد الصــــريح
فجميل العدو غيــــــر جميل وقبيح الصديق غيــــــر قبيح
الجوانب الفكرية و الأدبية التي تأثرت بالحركة العلمية :
* الجانب الأدبي :
– الشعر الفلسفي و الحكمي و التهكمي و الهزلي و التعليمي
– وصف القصور و كسر المقدمة الطللية
– جودة في الألفاظ و سهولة العبارة (تأثرهم باللغة الفارسي )
– الإكثار من النظم بالأوزان الخفيفة .
* الجانب الفكري:
– ربط الكل ( الأسباب بالمسببات )
– إتباع الأساليب التصنيفية
– النأنق و التفخيم و التفصيل و الإطناب و إطالة المقدمات
– تنويع البدء والختام
أهم الحواضر :
البصرة ، الكوفة ، بغداد ( اتساع نطاق التأليف ووضع المصنفات )
الحركة العلميةوالفكرية في العصر العباسي
كان عصر المعتضد يموج بالحركة العلمية، والنشاط الثقافي، والذي لم يتأثر
بالانقلابات السياسية التي كانت تحدث في حركة الدولة، وكان الازدهار العلمي
يمشى قُدما إلى الإمام، يموج بالحركة والنشاط، وشهدت فترة المعتضد، وهي
امتداد لفترة عمه وأبيه، تألق عدد كبير من النابهين في اللغة والأدب
والتاريخ والجغرافيا والحديث، يأتي في مقدمتهم "الحافظ بن أبي الدنيا"
المتوفّى (281هـ = 894م) صاحب "حلية الأولياء"، و"المبرد" اللغوي المشهور
المتوفى (285هـ = 894م) إمام النحاة في عصره، وصاحب كتاب "الأمل"، و"ابن
واضح اليعقوبي"، المتوفَّى (292هـ = 905م)، وكان من أكابر مؤرخي عصره، ونبغ
"ثابت بن قرة" الرياضي المشهور، وابن الفقيه الهمداني الجغرافي، وكلاهما
قد تُوفي في سنة (287هـ = 900م).
ولمع في مجال الشعر كوكبة من أعظم شعراء العربية، مثل: "ابن الرومي"،
المتوفّى سنة ( 283هـ = 896م)، الذي اشتهر بقدرته على توليد المعاني
وابتكار الأخيلة الجديدة، و"البحتري" المتوفى سنة (284 هـ = 897م) صاحب
الديباجة الشعرية الرائعة، والموسيقى العذبة الجميلة.
المكتبات في العصر العباسي
مع امتداد الفتوحات الإسلامية اطلع العرب والسلمون على حضارات الأمم
السابقة وترجموا ما استطاعوا إليه سبيلا" فألفوا وأبدعوا حتى أنتجوا للعالم
اجمع حضارة لا يزال العلم الحديث يرتكز على قواعدها والمبادئ التي سارت
عليها .
وكان نتيجة ذلك ازدهار حركة التأليف والترجمة وإنشاء المكتبات في مختلف
أرجاء العالم الإسلامي لأغراض مختلفة ، وأصبحت المكتبات تحوي عشرات الآلاف
من المجلدات والمخطوطات ، وفي هذا الصدد تقول ( زيغريد هو نكه ) في عام
891م بلغ عدد دور الكتب في بغداد وحدها اكثر من مائه دار
لقد عرف العصر العباسي تطورا كبيرا
و في جميع المجالات
( العلمية – الطبية – الفلكية – الرياضيات و الفيزياء )
كما تميز بمجالات سلبية كالزندقة الترف اللهو
و المجون الخمر مغيرها من الآفات كما سهر
رواده وعلمائه على ترجمة الكتب و اللغات
الهندية و الفارسية إلى العربية وها نحن
نضع بين أيديكم هذا العرض الوجيز الذي
يتضمن الحياة العلمي في العصر الذهبي
ونأمل أن يكون واضحا و مقروءا .
– تقدمت الحركة العلمية في العصر العباسي حتى بلغت فروع المعارف العلمية أكثر من ثلاثمائة فرع , فوضعت أصول الطبيعات و ارتقت الفلسفة , وكثرت كتب التاريخ و تقويم البلدان , وكذلك معاجم اللغة و تخلفت الحياة العلمية في بغداد بعد أن سقطت على يد السلاجقة , ولكنها استمرت في مصر على يد الأيوبيين حيث ألفت الكتب العلمية , و دوائر المعارف , و معاجم اللغة.
– و من الناحية الأدبية و مع وجود الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية , وظهور القوميات فان الحركة الأدبية ظلت قائمة , ففي النصف الأول من الفترة الثانية للعصر العباسي سجلت النهضة الأدبية تقدما رائعا , ولكنها ما لبثت أن تلاشت في النصف الثاني من هذه الفترة وكان من أسباب ذلك التقدم ما يلي :
– تنافس الدويلات , ورغبة حكامها و أمرائها في إظهار استقلالهم عن بغداد عن طريق الإهتمام بالعلم و الأدب و تشجيعهما .
– كانوا الكثيرون من أمراء هذه الدويلات و ساستها على صلة قومية ب بالعلوم و الآداب كالحمدانيين بحلب الذين أشتهر أميرهم***64831; سيف الدولة***64830; , وذاع صيته على لسان المتنبي و غيره , و كالبويهين بالفارس و بالعراق الذين كان منهم شعراء , وكانوا لا يقلدون المناصب الرفيعة إلا أهل الآداب و العلم منهم شعراء , و أما الفاطميون في مصر فقد نافسوا غيرهم بتشييد المعاهد العلمية كالأزهر ودار الحكمة وغيرهما .
– قوي التنافس بين حكام هذه الولايات , وتسابقوا في اجتذاب العلماء والأدباء مما دفع بالنهضة العلمية والأدبية إلى التقدم , وقد تعددت أمام الأدباء مراكز الثقافة ليغترفوا منها بحلب و القاهرة وقرطبة . ولكن تلك النهضة مالبثت أن ضعفت في النصف الثاني من هذه الفترة . كما تميزت الحركة العلمية بتطور في المجالات التالية : الآداب , الفلسفة ,الطب و الرياضيات
فمثلا في مجال الأدب :
تطور القصيدة العربية تمثل في :
أ- فيها مقدمة طلالية كما قال مجنون ليلى :
– أمـــر عـلى الـديـار , ديــار لــيــلى
أقـــبل ذا الـجـــدار وذا الجـــبــار
– و صـــاحب الـديـار شـغـفـن قــلـبي
ولــكـن حـبّ مــن ســكـن الــديـار
ثم يستطرد الشاعر إلى الوصف و الترحال أو ذكر مغامرته في الصيد مثلا , و لنا أنضع دليل على ذلك شعر المعاقات و أخص قصيدة في هذا المجال هي معلقة امرئ لبقيس التي مطلعها .
– قـفـا نـبـك من ذكـرى حبيب و مـنـزل
يــسقـط اللــوى بين الدخـول و خـوامـل
ففي هذه المعلقة تتعدد موضوعات الشاعر من غزل ووصف لفرسه ثم يستطرد بذكر مغامرته في الصيد وغلى هذا الأساس تكون القصيدة على تعداد الموضوعات أي أنها أبعد ما تكون عن الوحدة العضوية أو الموضعية .
1/- تطور الغزل في العصر العباسي :
لقد أخذ مجرى الغزل العفيق يضيق ولم يعد يبلغ من التأثير في النفس و القلب مابلغه في العهد الأموي و كأنما أفسدت الحضارة هذا الفن فإذا يغلب عليه التكلف و لا يكاد يؤثر في النفس وقد مال الشعراء إلى انتقاء العبارات البينة و اختيار الألفاظ الرقيقة و اعتماد الأوزان المجزوءة الصالحة للغناء و في أواخره بدأ الغزل في السقوط محتوى و شكلا و أضحى تعبيرا عن الغرائز و تصويرا للمغامرات في لغة ثابتة
2/- الرخاء في العصر العباسي :
وفيه نشط الشعراء في الرخاء إذ لم يمت خليفة و لا وزير إلا أبنوه وتميز قصائد رثاء الخلفاء و الأبطال بإكتضاضها بالحاسة و القوة و التمجيد التي تصوم الحمية في نفوس الشباب فتتوجه للدفاع عن الحمى حتى الموت .
3/- رثاء المدن حين تنزل بها كوارث النهب و الحرق:
فقد بكى شعراء بغداد لمّا تعرضت لقصف بالمنجنيق قبل مقتل الأمين (ابن هارون الرشيد) كما بكو أهل البصرة لما تعرضت للتدبير إثر ثروة الرنوج فيها عام 257هـ
في المجال العلمي :
***1645;امتزاج الثقافات في العصر العباسي :
– التقت الثقافات المتعددة من فارسية و هندية , و يونانية و عربية , ومن يهودية و نصرانية و إسلام التقاء واسعا في العراق في العصر العباسي الأول , ولكن كل ثقافة في أول أمرها كانت تشق لنفسها جدولا خاصا بها يمتاز بلونه و طعمه , ثم لم تلبث إلا قليلا حتى تلاقت و كونت نهرا عظيما تصب فيه جداول مختلفة الألوان و العناصر .
و العلماء – على اختلاف أنواعهم – لم يكونوا كلهم يستسيغون ماء النهر العظيم, ويتذوقون طعمه, فكان منهم من يخرج إلى بادية العراق يرد الجدول العربي صافي قبل أن تكدره الحضارة,يستقي ما شاء منه أن يستقي , و يعود إلى الحضر و قد تزود مما استساغه من ماء يعيش عليه ولا يشرب إلا منه, ***64831; و إذا استقى فلا يستقي إلا منه ***64830;
أولئك أمثال الأصمعي الذي حفظ – كما يقول – ***64831; اثني عشر أرجوزة من أراجيز العرب ***64830;
و حفظ الكثير من قصائدهم و نوادرهم و لغتهم , و تخصص لذلك يؤلف فيه و يعلّم في المسجد و يحاضر الخلفاء و الولاة و أمثالهم , وكأبي زيد الأنصاري الذي أجاد نوادر اللغة و غريبها , و كحماد الراوية و خلف الأحمر و المفصل الضبي و أبي عمرو الشيباني و محمد بن سلام الجمحي , فهؤلاء كانوا لا يعجبهم إلا الجدول العربي , يرحلون إليه و يأخذون منه , و يتنقلون في قبائله , و يروون شعره و لغته و أدبه , و يقصون نوادره مهما تفهت , و يحبةن كل شيء له , ثم يذهبون إلى العراق يعلنون عن مائة , و يبشرون بعذوبته و صفائه , فإن عرض لهم من جدول آخر عافوه و استكرهوه و محبته نفوسهم .
ومنهم من كان لا يحب إلا الجدول اليوناني, ويتعلم كتبه ولغته, و يستلم مؤلفاته, ولا يرى العقل إلا فيه, ولا الحكمة إلا صادرة عنه و مقتبسه منه, كأطباء السريان في ذلك العصر, وهك
من رواد الحركة العلمية في العصر العباسي نذكر :
أبو العتاهية
هو إسماعيل بن القاسم بن السويد بن كيسان يكنى آبا العتاهية ولد في الكوفة سنة 130هـ من أسرة فقيرة وكان أجداده نصارى وبعد الفتح الإسلامي على يد خالد بن الوليد دخلوا الإسلام وقد نشأ يقول الشعر وتأصلت لديه هذه الموهبة الشعرية حتى كان يقول عن نفسه قولا :
***64831; لو شئت أن أجعل كلامي كله شعرا لفعلت ***64830; ثم سعى إلى بغداد بعد شهرته وبنوغه فاتصل بأربعة خلفاء تباعا وهم "المهدي و الهادي و الرشيد و المأمون" نال لديهم حضوة , توفي ببغداد على الأرجح سنة 210هـ أو 211هـ أو 213هـ
أثاره :
لقد أثرى أبو العتاهية التراث الشعري العربي بديوان يغلب عليه شعر الزهد , ولقد تصرف فيه جامعوه ولا سيما عبر العصور لأسباب قد تكون شخصية ولكن الدكتور شكري فيصل قد إبتوى يجمع هذا الديوان و يؤصله تأصيلا علميا ,فعد أحسن ديوان أبي العتاهية أمام أترابه و يتناول أبو العتاهية في شعره الزهدي قضايا أخلاقية وتربوية و دينية و نفسية .
الحلاج
هو الحسين بن منصور الحلاج : لم يختلف النقاد و المؤرخون و الصوفية أنفسهم حول الصوفي قدر اختلافهم حول شخصية هذا الرجل , فقد اختلفوا أول ما اختلفوا
حول تاريخ وفاة ميلاده , فكثر التقديم و التأخير , ومهما يكن الأمر فلا يخرج هذا الرجل مولدا وفاة من حيز العصر العباسي .
– وقد كثرة الاختلافات حوله في عقيدته و سلوكه فحامت حوله الشبهات فهو عند أقوام المنصوف العارف بالله النقي , الورع , وهو ند أقوام آخرين نقيض ذلك تماما فهو الملحد , الزنديق و ما كان مرادفا لها بتن الصفتين , ولسبب هذا الاختلافات راجع إلى البيئة السياسية و الثقافية التي كانت سائدة وقت ذاك عبر المسيرة التاريخية لتراثنا الفكري و الأدبي تداخلت عوامل و تقاطعت أسباب جعلت هذه النصوص تتداخل مع بعض النصوص الأخرى المنحلة المدسوسة و إلا كيف تفسر هذا التناقض الصارخ في تفسير مواقف الأدباء و الشعر و غيرهم .
بشار بن برد
ملامح حياته:
بشار بن برد هو أحد ممهدي السبيل الأدبي و الشعري إلى العصر العباسي فهو توطئته لأنه مخصوم العصرين : الأموي و العباسي وقد تباينت حقائق المؤرخين حول مولده فمن قائل أنه ولد سنة 70 هـ ومنه من يقول 91 هـ أو 92 هـ ومن يقول في 106 هـ و لكن يكاد يجمع
المؤرخون على أن مولده في تاريخ الخامس و التسعين (95) للهجرة وكانت وفاته سنة 167 هـ و منهم من يقول 166 هـ أو 168هـ
يؤثر بشار بن برد قال 1300 قصيدة كل قصيدة ب 7 أبيات فأكثر , فهو شاعر مكثر .
– فمن ملامح شخصيته أن شاعر هجاء بل نشأ على الهجاء يقول في هذا المعنى (العمي) :
– عميت جنبنا و الذكاء من العمى ** فـجـئـت الـظـن بالـعـلـم مـوئــــــلا
– وغاض ضياء العين للقلب رائدا ** بخفض إذا ما ضيع الناس حصـلا
– وشعر كزهور الروض لا أمن بيه ** نـقـي إذا ما أحـزن الشـعـر أسـهـل
أبو العلاء المعري
مولده:
هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد المعري (نسبة إلى المعرة سوريا حاليا) ولد يوم الجمعة في النصف الأول من ربيع الأول سنة 449 هـ الموافق ل أضار 1759 م
أبو الطيب المتنبي
نسبته:
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي بن سعد العشيرة من اليمن (عرب الجنوب ) ولد سنة 303 هـ (915م-916م) في حي بني كندة في الكوفة … اصطحبه سيف الدولة إلى حلب سنة 337هـ بعد إعجابه بأدبه و شعره و لكن المتنبي إشترط على سيف الدولة : 1/- أن لا يشثده إلا جالسا
2/- أن لا يقبل الأرض بين يديه
3/- أن يضمن له ثالثة آلاف دينار في العام على ثلاث قصائد
ومن الموافق الكبرى في حياته ذهابه إلى كافور الإخديشي ولكنه مالبث أن ضربت عليه مراقبة صارمة بعد أن أخلف عهد كافور وعده في إعطاء الإمارة للمتنبي وفي ليلة عيد الأضحى من سنة 350هـ ولى هاربا إلى حلب .
قتل يوم 28 رمضان سنة 354 هـ قتله فاتك الأسدي أحد رؤساء الأعراب انتقاما منه و طمعا في ماله .
الجاحظ
هو أبو عثمان بن بحر الجاحظ وهذا القبة وهذه كنيتيه كانتا أحب التسميات إلى نفسه لكن الغالب على الجاحظ ما وسم به في جانبه الجسمي أي جحوظ عينيه (بروزهما) وهذا الغالب و الأشهر في هذه الشخصية الفذة تراثا العربي الأدبي و اللغوي , تضاربت الآراء في تاريخ ميلاده حتى تعددت ولكنه الأرجح في هذه الأقوال هو ما ثبت بين 155 هـ و 159 هـ وتوفي على الأرجح و الصواب سنة 255 هـ
تحضير لدرس العصر العباسي
العصر العباسـي الأول العصـر العباسـي الثاني
( 132 – 334هـ ) ( 334 – 656 هـ )
ملامح الحياة في العصر العباسي
س : ما أسباب قيام الدولة العباسية ؟
* أسباب قيام الدولة العباسية :
(1) مفاسد حكم الأمويين وظلمهم .
(2) تعصبهم للعرب دون غيرهم من سائر رعايا الدولة من الفرس .
س : كيف قامت الدولة العباسية ؟
اتخذ الدعاة إلى الثورة على بنى أمية وقيام الخلافة العباسية من خراسان مركزاً لنشاطهم وكانوا يدعون في البداية لـ " الرضا من آل بيت الرسول " ***61554; .
س : ما موقف كل من الشيعة العلويين , والفرس من هذه الثورة . موضحا السبب ؟
* موقف الشيعة العلويين : استجابوا لها … ظناً منهم أن الدعوة لهم .
* موقف الفرس : انضم إليها الموالى من الفرس…طمعاً في بسط نفوذهم من
خلال الخلافة الجديدة .
س : بعد إعلان قيام الدولة العباسية سنة 132هـ حدث تغير في شتي ألوان
الحياة ( السياسية – الاجتماعية – العلمية ) … وضح ذلك .
بعد إعلان قيام الدولة العباسية حدث تغير في شتى ألوان الحياة :
1- الحياة السياسية :
س : قاد أبو مسلم الخرساني الثورة علي الأمويين وأعلن قيام الخلافة العباسية
عام 132هـ … فما موقف العلويين والشيعة من ذلك ؟
(1) أخذ العلويون يشيعون أن بنى عمومتهم من بنى العباس قد اغتصبوا
الخلافة منهم وشرعوا في إشعال الثورات على الخلافة العباسية .
(2) تعددت فرق الشيعة للمطالبة بحقها في الحكم وكان منها الزيدية ومقرها البصرة و الأمامية الاثنا عشرية ومقرها الكوفة و الإسماعيلية ومقرها شمال إفريقيا .
* وقد سار إليهم أبو مسلم الخرساني قائد جيوش الدولة العباسية , وقضي
عليهم جميعاً وبذلك استقرت الدولة العباسية .
2- الحياة الاجتماعية :
لقد تغيرت الحياة في ظل الدولة العباسية تغيراً واسعاً وذلك بسبب :
(1) انتقال الخلافة من دمشق إلى بغداد .
(2) انتقال الأمة من بقايا حياة البداوة إلى الحضارة .
(3) تأثر العرب بالحياة الساسانية (الفارسية) بما كان يميزها من مظاهر الترف
والبذخ … وكان من مظاهر ذلك :
( أ ) انتشرت ألوان التأنق في أنواع الطعام والشراب والملبس والأثاث في قصور
الخلفاء
(ب) التف حول الخلفاء وكبار رجال الدولة جماعات من التجار الأثرياء والمتأدبين
والظرفاء والعلماء والأدباء والمغنين والأطباء .
(ج) استكثرت الطبقات المترفة في قصورها من الجواري والقيان مما أدي إلي
انتشار اللهو والفجور والمجون .
( د) تسربت إلى المجتمع الجديد نزعات الشعوبية وانتشرت حركات الزندقة .
س : ماذا تعرف عن ( الشعوبية ) ؟ وما سبب ظهورها ؟
الشعوبية : هى تفضيل الجنس الأجنبي ( الفارسي ) على الجنس العربي .
وسبب ظهورها : هو التأثر بالحياة الساسانية الفارسية .
س : ماذا تعرف عن ( الزندقة ) ؟ وما سبب ظهورها ؟
الزندقة : هى الاستخفاف بأمور الدين الإسلامي وهذا يُظْهر بغضهم للإسلام
وكراهيتهم لمن حملوا رسالته من العرب .
وسبب ظهورها : هو التأثر بالحياة الفارسية والنزوع إلي الديانات القديمة مثل
(الزرادشتية – المانوية – المزدكية ) .
س : ماذا تعرف عن هذه الديانات ؟
(1) الزرادشتية : نسبة إلي ( زرادشت ) وكان يدين بوجود إلهين للخير وللشر
وبعبادة النار .
(2) المانوية : نسبة إلي ( ماني ) وكانت ديانته تدين بتناسخ الأرواح .
(3) المزدكية : نسبة إلي ( مزدك ) وكان يدين أيضاً بإلهين ويبيح النساء والأموال
للناس جميعا .
س : " بم علل " ظهور ظاهرة الزهد والتنسك ؟
كان هذا رد فعل لحياة اللهو والفجور والمجون التي انتشرت في العصر العباسي ومن مظاهر ذلك انتشار المساجد وانتشار الوعظ والقصص الديني .
س: هل كان انتشار الفجور والمجون وحركات الزندقة والإلحاد عند
المجتمع العباسي دليلاً علي انحلال هذا المجتمع ؟..دلل علي ما تقول .
هذا ليس صحيحاً لأن هذه الظاهرة انتشرت في طبقات وطوائف معينة ممن كانوا ينتمون إلى أصول فارسية أو ممن تأثروا بهؤلاء من المسلمين .
** وقد برز في مقابل ذلك :
(1) انتشرت ظاهرة الزهد والتنسك .
(2) انتشر الوعظ والقصص الديني .
(3) كانت المساجد في بغداد وغيرها عامرة بالعباد والنساك والوعاظ .
(4) بدأت جماعات الصوفية في الظهور وقد كانوا يحبون حياة الزهد والدعوة
للتقشف والانقطاع للعبادة .
3- الحياة العلمية :
( وتشمل التقدم العلمي والحياة الدينية واللغوية والأدبية )
ازدهرت الحياة العلمية في العصر العباسي الأول وكان من أسباب ذلك :
(1) دور المسجد فقد كان مكاناً لتلقي الدين والعلم معاً والمناظرة والتثقيف
(2) امتزاج الثقافة العربية بثقافات الأمم السابقة من فرس وإغريق وهنود .
(3) تشجيع الأمراء والخلفاء وتعدد الأحزاب . (4) انتشار حركة الترجمة .
– وأدي ذلك إلي ازدهار شتي ألوان المعارف وكان من مظاهر التقدم :
أ – في التقدم العلمى :
(1) ظهر فيه الاهتمام بعلوم الفلسفة والرياضيات وعلوم الطبيعة والطب والفلك.
(2) ظهور علم الكلام للرد على الملاحدة والزنادقة نتيجة اشتداد الجدال بين
المسلمين وأصحاب الملل .
(3) اتساع آفاق البحث في ذات الله وصفاته وحرية الإرادة وما وراء الطبيعة .
* وكان من نتيجة ذلك : ظهور فلسفة إسلامية أصيلة .
ب – في الحياة الدينية :
(1) الاهتمام بتفسير القرآن الكريم وشرح مفرداته وإعراب ألفاظه وبيان أوجه
إعجازه
(2) ظهور أول المذاهب الفقهية الكبرى كمذهب الإمام أبى حنيفة .
(3) الاهتمام بجمع الأحاديث النبوية وتمييز صحيحها من زائفها وظهور كتاب
( صحيح مسلم ) .
جـ- في الحياة اللغوية :
(1) نشأ في الكوفة والبصرة مذهبان في النحو لتأصيل الدراسات النحوية .
(2) أقبل علماء اللغة العربية علي جمع مفردات اللغة ورواية النوادر والأخبار . (3) تأليف البلاغة والنقد الأدبي .
د – في الحياة الأدبية :
(1) ظهور مذهب جديد وهو ( مذهب المحدثين ) وقد خالف هذا المذهب منهج
القصيدة العربية القديمة في المقدمات الطللية والنسيبية والبدء بالغرض
مباشرة أو المدح أو الوصف .
(2) ظهور أغراض جديدة اقتضتها ظروف الحياة وتطور الأغراض القديمة .
(3) تجددت أساليب النثر وتنوعت فنونه فاصطبغت بالثقافة الواسعة .
سمات الأدب في العصر العباسي الاول
س: ما عوامل ازدهار الأدب ( شعراً ونثراً ) في العصر العباسي الأول ؟
لقد اشتركت عوامل مختلفة في صنع هذه النهضة ليتحول الإنسان العربي من حياة بدوية ساذجة إلي حياة حضارية وليغتني العقل العربي بكثير من الثقافات الأجنبية كالفارسية والهندية واليونانية والسريانية وكان منها :
(1) امتزاج الدماء العربية بدماء الدول الأخرى .
(2) انتقال الخلافة من دمشق إلى بغداد . (3) تشجيع الأمراء والخلفاء .
(4) اتساع حركة الترجمة . (5) تعدد الأحزاب .
(6) نشأة جيل جديد له صفات عصرية وحضارية جديدة .
س: ما أثر النهضة الحديثة على الشعر في العصر العباسي ؟ مع الاستشهاد.
* لقد أثرت النهضة الحديثة على الشعر في العصر العباسي الأول فانعكس ذلك على:
(1) الخيال : كان قديماً يتميز بالبساطة فظهر في هذا العصر في صورة معقدة
وخضع الشعر والنثر لما قدمته الحياة الجديدة وقد برز الاهتمام بالجوانب الجمالية من تشبيه وكناية واستعاره واستخدام المجازات والمحسنات البديعية .
(2) اللغة : مال الشعر إلى استخدام اللغة السهلة القريبة من لغة الحياة .
(3) الفكر : مال الشعراء إلى التفنن الفكري في الصور والمعاني مما رجح جانب الصنعة على العاطفة . كما اهتموا بالفكرة وتوليد الأفكار منها في شئ من الجهد العقلي الذي بدا واضحا في بعض أشعار هذا العصر .
(4) الأسلوب : كان التوسط في اللغة أهم سمات هذا التطور فابتعدوا عن البداوة في اختيار الألفاظ وهجروا الغريب والتمسوا ألفاظاً أقرب إلى حياتهم الحضارية يحسن وقعها في الأسماع ونرى ذلك من خلال المقارنة بين أبيات في غرض الاعتذار للنابغة الجاهلي الذي يقول :
فـلا تتركنـي بالوعيد كأنني ** إلى الناس مطلى به القار أجرب
وقول أبي نواس في نفس الغرض معتذراً لهارون الرشيد :
بـك أسـتـجـيــر من الــــردى ** وأعـوذ من سـطـــوات بأســــك
وحـيــاة رأســــك لا أعـــود ** لمثـــلــهــــا وحـيــاة رأســــــك
فـإذا قــتــلـــت أبـــانـــــوا ** ســـك من يكـون أبـا نواســـك
* ففي بيت النابغة يشبه نفسه بعد غضب النعمان بأنه جمل أجرب يهرب الجميع
منه خوفاً من القار ( الزفت ) الذي دهن به وهو ملائم للبيئة الجاهلية .
* أما قول أبي نواس نجد أنه يتميز بسهولة الألفاظ وجمال التركيب الملائم
لتطور العصر بلغة شعبية يفهمها أوساط الناس ( وفي عذوبة موسيقية ) .
س: ما الأسلوب الجديد الذي شاع في العصر العباسي الأول ؟ وما أسبابه ؟
استلزمت طبيعة العصر أسلوباً جديداً سواء في الشعر والنثر قام على التزاوج بين الأفكار والمعاني والغوص وراء الأفكار الطريفة .
وسبب ذلك : طبيعة العصر المادية والفكرية التي نعم بها أفراد المجتمع من عرب وموال وشيوع .
س: ما أثر ترف الحياة على الأدب ؟
أ – رقت اللغة وازدادت عذوبة .
ب- تنوعت الموضوعات التي تصف هذا الترف مثل :
( وصف الدور والقصور والحدائق – مجالس الشرب – الرقص – الغناء ) .
جـ- تطورت الموضوعات التقليدية كالغزل والفخر والهجاء .
س: تطورت موضوعات الشعر القديم … وضح ذلك مع الاستشهاد .
لقد تطورت الموضوعات في اتجاهين :
أ – تطور الأغراض القديمة وذلك مثل : ( المدح – الهجاء – الرثاء ) .
ب- إبداع موضوعات جديدة مثل :
( الوصف – الزهد – نظم حقائق العلوم – القصص والحكايات ) .
أ – الموضوعات التي تطورت :
( 1 ) المـــدح :
وهو الموضوع الأكبر ، فقد كان يبدأ قديماً بوصف طول الرحلة والغزل والوقوف
على الأطلال أما قصيدة المديح في العصر العباسي فقد بدأت بنفس البداية أحياناً وأحياناً أخرى بدأت بوصف :
أ – وصف الرياض والبساتين والخمر مثل :
أديري علىّ الرَّاح ساقية الخمر ** ولا تسأليني واسألي الكأس عن أمري
ب – مقدمة وصفية للمديح مثل :
رقت حواشي الــدهــــر فهي تمْرمَــرُ ** وغــدا الثـــرى في حلـيــه يـتكـــسر
جـ- البدء بالقيم الإسلامية مثل
بُــورك هـــــــارون من إمـــــــــام ** بطــــاعـــــة الله ذي اعــتـصـــــــام
( 2 ) غرض الهجـاء :
كان الهجاء قديما يدور حول الذم بالصفات الآتية :
( الجبن – ضعف النسب – البخل ) فتطور إلى السب المقذع فلم يعد أساس الحياة قبلياً كما كان وحلت القيم الاجتماعية محل القيم القبلية من حيث حق الرعاية والحفاظ وكان الهجاء نفياً لهذه القيم فى المهجو مثل :
وأعـــمــــــي يــشــبــــــه الــقــــرد ** إذا مـــــــا عــمــــــــي الــقـــــــرد
دنـــي لـــــم يـــــرح يـــومـــــــــاً ** إلــــي مـجــــــد ولــــــــم يـغــــد
( 3 ) غرض الرثـاء :
فقد كان قديماً يتناول وصف الميت و يمدحه بصفات عظيمة ولكنه تطور في هذا العصر وأصبح يعبر عن عاطفة ملتهبة مثل رثاء ابن الرومي لابنه محمد .
بكـاؤكمــا يشـفــى وان كان لا يجــدي ** فجـودا فقد أودى نظيركمــا عـنـدي
ب – الموضوعات التي ابتكرت:
( 1 ) الوصــف :
أ – وصف القصور مثل :
صـحـــــــون تــســـــــافــر فيها العيـــون ** وتحســــر ن بعـــد أقطار هاج
ب – وصف الطبيعة مثل :
يـــا صــاحبـــىَّ تقصيا نظريكمــــا ** تريــا وجوه الأرض كيــف تــصـــور
جـ- امتزاج الوصف بالغَزل مثل :
حـــــــوراء إن نـظـــرت إلـــيــــــــك ** ســـقــتـــك بالعـينـيـــن خــمــــــرا
( 2 ) الزهـد والحكمـة :
وقد ظهر رد فعل لللهو والفجور مثل :
يـــا نفــــس قــــد أزف الــرحـيـــل ** وأظـلــك الـخــطــــب الجــلــيـــــل
فـتــــأهـــبــــــي يــــــا نـفـــــس لا ** يلــعــــب بـــك الأمـــل الـطـويـــل
( 3 ) شعر القصص والحكايات :
والتي استخدمت وسيلة للتربية والتهذيب مثل:
هـــذا الـكـتــــاب أدب ومـحــنــــة ** وهــو الـذي يـــدعى "كليلة ودمنه"
( 4 ) حقائق العلوم :
لتيسير العلوم وإن كان هذا النظم لا ينبغي أن يوصف بشعر لخلوه من العاطفة والوجدان مثل:
هــــذا كـتـــاب الصــــوم وهــو جامـع ** لـكــــل مـــا جـاءت بــه الشرائع
** تطور النثر في العصر العباسي الأول **
س : كان النثر أكثر تطوراً في العصر العباسي الأول عن الشعر …. وضح ذلك
حيث كان النثر في العصر العباسي الأول بمثابة المجال الذي ظهر فيه بقوة أثر الحياة الجديدة لهذا العصر علي فن أدبي , فقد كان للشعر تقاليده الفنية منذ العصر الجاهلي ومن هنا كان التطور فيه نموا طبيعيا , بينما كان الحال في النثر مختلفاً.
س: لم كان النثر أقدر على استيعاب معظم الثقافات ؟
كان النثر أقدر على استيعاب معظم الثقافات التي عرفها العصر لأنه :
(1) استوعب المؤلفات الأجنبية عن طريق الترجمة .
(2) أظهرت فيه الأمم الأخرى التي تعربت ما ورثوه من فنون المعرفة المختلفة.
(3) أوجدت الظروف السياسية والفكرية فيه أنواعاً فنية جديدة … مثل :
أ- النثر العلمي ب- النثر الفلسفي جـ- النثر التاريخي
د- النثر الفني الذي تشعب إلى خطب ومواعظ وقصص ورسائل ديوانيه
وإخوانية وأدبية.
س: ما السمة الأساسية لأسلوب النثر عامة ؟
هي تيسير القوالب اللغوية العربية وإخضاعها للمعاني العلمية والفلسفية الدقيقة
وكان من نتيجة ذلك ظهور الأسلوب المولد .
س: كيف نشأ الأسلوب النثري العربي المولد فى العصر العباسي الأول ؟
وما سماته الأساسية ؟
نشأ الأسلوب المولد حين بدأت القوالب والأساليب اللغوية تخضع للمعاني العلمية والموضوعات الفلسفية الدقيقة .. أما عن سماته الأساسية فهي :
( أ ) احتفظ الأسلوب المولد الجديد لللغة العربية بكل سماتها الأصلية غير أنه
ابتعد عن الألفاظ والمعاني الغامضة.
(ب) حرص الأسلوب المولد علي أداء سليم لا ينحط إلي درجة العامية ولا يصل
إلي درجة التعقيد في التركيب والمعني .
س: علام حرص كتاب العصر العباسي الأول في نثرهم ؟
حرصوا على اختيار أساليب كتابية تتناسب مع روح العصر فاعتنوا بانتقاء ألفاظاً سهله المخارج واضحة المعنى والموسيقي والجرس و اهتمـوا بالمزاوجة بين الجمل وتخريج الأفكار وتوليدهـا .
س : عرف التوقيعات ؟ ولم انتشرت ؟
هى عبارات موجزة اللفظ موفورة المعنى تحمل من الحكمة فى معناها ما يؤكد الرسالة التى وقعت بها , وقد كان الخلفاء أو الوزراء أو أولو الأمر بكتبونها تعليقا على ما يُعرض عليهم من أمور تتناول شئون وحاجات الناس .
ومنها " كفى بالله المظلوم ناصرا " و " من صبر فى الشدة شارك فى النعمة " و " أسرفت فى مديحك فقصرنا فى حبائك " و " ليس بين الحق والباطل قرابة
** وقد انتشرت التوقيعات بسبب اتساع رقعة الدولة العباسية فكثرت الشكاوى .
س: ما السمات الفنية للنثر ؟
السمات الفنية للنثر :
1 – الألفاظ : سهولة الألفاظ ، وعمقها ، ووضوحها .
2 – الفكرة : أصبحت أدق وأعمق ومالت إلى التسلسل والترتيب وظهر فيها
التأثر بالثقافات الأجنبية.
3 – الأسلوب : تميز بالسهولة والدقة واكتسبت اللغة ألفاظاً كثيرة مُولدة .
4 – الصور : بدت الصور قليلة ولكنها غير متكلفة .
5 – المحسنات : كثرت ولكنها كانت غير متكلفة .
ملامح الحياة في العصر العباسي الثاني
س : امتلأ العصر العباسي الثاني بالأحداث السياسية الخطيرة…. فما هى
وما النتائج التى ترتبت عليها ؟
(1) الصراع حول السلطة بين الأمين وأخيه المأمون من أبناء هارون الرشيد
انتهى بمقتل الأمين وانتصار المأمون الذى يناصره الفرس .
(2) لما تولى المعتصم الخلافة استعان بعنصر الفرس ومكنهم من قيادة الجند
ولم يلبثوا أن صاروا قوة متحكمة فى شئون الدولة واستولوا على مقاليد
الخلافة بعد مصرع المتوكل .
(3) انحسر نفوذ الفرس وأخذ الترك يولون من أرادوا ويعزلون من شاءوا بل
ربما قتلوا الخليفة المعزول أحياناً كثيرة .
**والنتائج التى ترتبت علي ذلك :
(1) قامت عدة ثورات كادت تعصف بالخلافة منها :
( أ ) ثورة الزنج التى استمرت أربع عشرة سنة .
(ب) ثورة القرامطة التى أحدثت اضطرابات فى الكوفة والبصرة ودمشق وانتقلت
إلى الإحساء والبحريـن وأغار القرامطة علـى الكعبة وقتلوا حجاجها .
(2) وقامت الغزوات الخارجية من قبل الروم ( الحروب الصليبية ) فأغاروا على
دمياط في مصر وسميساط في الشام يقتلون وينهبون ثم يفرون إلى البحر .
(3) بعد أن استولى بنو العباس على الخلافـة فى بغداد قـامت عـدة حركـات انفصالية
واستقل كل أمير بإمارته مثل الدولة الفاطمية فى مصـر والشـام , فتفتت الدولة إلى
ولايات وإمارات بعضها يعترف بالخلافة فى بغداد والبعض الأخر ينكرها جملة .
(4) وكان من أثر هذه التطورات السياسية ظهور القوميـات الأجنبيـة من جهـة
والفرس والأتراك لإحياء ماضيهم وأمجادهم من جهة أخرى .
س : ظل الأدب قويا رائعا فى العصر العباسى الثانى على الرغم من الأحداث
السياسية الخطيرة …. علل لذلك .
أسباب بقاء الأدب على قوته :
(1) زوال الفارق بين الفكر العربي الخالص والفكر الأجنبي فقد امتزج الاثنان
معا لتشكيل حركة علمية وأدبية إضافة إلى حلقات المساجد في فروع المعرفة
(2) تزود الشعراء والكتـاب من هذه الثقافـات واتخذوا منها غـذاءهم الفنـى
وإبداعهم الأدبي .
(3) استمرار اللغويين يقدمون للشعراء من الدراسات ما يمكنهم من الوقـوف
على جمال اللغة وأسرارها .
(4) إسهام العلـوم الفلسفية في تكوين عقول الشعراء وتربية خيالهم وذوقهـم
وأزدهر النثر ازدهارا عظيما .
(5) ظلت الدواوين تجذب كبار الأدباء ونشطت الرسائل الديوانية نشاطا كبيـرا
وكذلك الرسائل الإخوانية والأدبية التي لم تترك موضوعاً للشعر دون أن
تشارك فيه .
س : ضعفت الخطابة وازدهرت المواعظ … علل لذلك .
ضعفت الخطابة في هذا العصر بسبب تراجع دواعيها , وازدهرت المواعظ وازدادت تطوراً بسبب اهتمام الزهاد والمتصوفين بها .
س: تميز هذا العصر بظاهرتين سياسيتين… وضحهما .
(1) أنه عصر الدويلات كالدولة الإخشيدية والدولة الحمدانية .
(2) قيام الحروب الصليبية التى بدأت سنة 491هـ .
س: صف الحياة الأدبية فى العصر العباسي الثاني ؟
في أوائل هذا العصر ظهر الأدب قوياً فقد ازدهرت الرسائل بأنواعها وكذلك
المواعظ وضعفت الخطابة وقد ازدهرت معظم فروع العلوم والأدب .
س: ما أسباب ازدهار الحياة العلمية ؟
(1) امتزاج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية .
(2) الصراع والتنافس بين الدويلات الناشئة .
(3) تشجيع الحكام والأفراد للشعر والشعراء .
(4) حلقات المساجد ودورها في تقديم المعرفة .
(5) استمر اللغويون يقدمون للشعراء أسرار اللغة .
(6) انتشار دكاكين الوراقين. وإنشاء دار الحكمة ودورها فى نشر المعرفة .
(7) كان العصر العباسى الثانى امتداداً للعصر العباسى الأول .
س: ما مظاهر ازدهار الحياة العلمية ؟
(1) تأليف المعاجم اللغوية. (2) وضع قواعد وأسس الطبيعة .
(3) ارتقاء الفلسفة. (4) ظهور المقامات والقصص .
(5) كثرة كتب التاريخ وتقويم البلدان .
ملحوظة هامة : نجد هذا التقدم في النصف الأول من العصر العباسي الثاني أما في النصف الثاني فقد توقفت الحركة العلمية بل تراجعت في بغداد بينما استمر التقدم العلمي في القاهرة بفضل الأيوبيين والفاطميين .
س : فى أواخر العصر العباسي الثاني أصاب الشعر ضعف فى موضوعاته
وتعبيراته وأخيلته .. وضح ذلك .
كانت أفكار الشعر ومعانيه : فى أول العصر قوية ودقيقة وفيها التجديد والابتكار أما فى هذا العصر فقد ضعفت .
فظهرت الأغراض والموضوعات التافهة التى لا قيمة لها مثل وصف المروحة والسكينة كما ظهر الغزل الصريح المتكلف .
* أما ألفاظ الشعر : فقد كانت مرتبطة بالموضوع ومعبرة عن إحساس الشاعر فى صياغة جميلة ولكنها فى أواخر العصر أصبحت ضعيفة ركيكة وكثرت فيها المحسنات البديعية المتكلفة .
* كذلك هبطت الصور الخيالية : أصبحت فاقدة التأثير والإمتاع بعد أن كانت ذات
جمال رائع وتأثير عميق في نفس السامع .
س: ما السمة الأولى للعصر العباسي الثاني في الحياة العلمية ؟
زوال الفارق بين الفكر العربي الخالص والأجنبي.
سمات الادب في العصر العباسي الثاني
أولاً : الشعر
س: ما أسباب ازدهار الشعر في العصر العباسي الثاني؟
ازدهر الشعر وخاصة في أوائل هذا العصر بفضل :
(1) امتزاج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية
(2)تشجيع الحكام والأمراء للشعراء .
(3) التطور الحضاري والثقافي . (4) تعدد الأحزاب والتنافس بين الدويلات .
س: ما الموضوعات الشعرية التي تطورت في العصر العباسي الثاني مع
الاستشهاد لها ؟
من الأغراض القديمة التي تطورت :
( 1 ) الرثاء :
اتسعت مجالاته فلم تقتصر على رثاء الأفراد أو الأمم بل أمدة حتى شمل الحيوان
الأليف يقول ابن العلاف فى رثاء قط له :
وكـنــت مـنـــا بمنـزل الـولــــد
يــاهـــــر فـارقتنـا، ولـم تعـــــد
( 2 ) العتاب :
كان قبل ذلك مليئا بالسخرية لكنه فى هذا العصر تناول التأملات الفكرية والخطرات النفسية وتميز بروح المرح والفكاهة .
مثال : قول سعيد ابن حميد :
والــدهـر يعــدل تـارة ويميـل
أقـلــل عـتـابــك فــالبقــاء قـليـــل
فعــلام يكثـر عتبنـا ويطــــول ولـعـــل أيــــام الحـيــــاة قـلـيـــلـة
(3) الزهد :
وقد ازدهر بسبب انتشار تيار المجون والخلاعة نتيجة اختلاط العرب بغيرهم .
مثال : قول ابن الجهم :
وأفضــل أخــلاق الرجال التفضــل
وعاقبــة الصبر الجميل جميلـة
وغنم إذا قدمته متعجل
وما المال إلا حسرة إن تركـتـه
س. ما الموضوعات التي ابتكرت فى العصر العباسي الثاني ؟
من الأغراض التى ابتكرت :
( 1 ) الوصــف :
( أ ) وصف أنواع من الطعام :
يقول ابن الرومي :
بالبيض منهـا ملبـس ومدثـر
ومرققات كلهن مزخرف
(ب ) وصف أنواع اللعب :
مثل قول ابن الرومى :
بالشطرنـج لكن بأنفس اللعبـاء
غلـط النــاس لست تلعـب
(جـ) وصف الحيوانات المتوحشة :
عراكاً إذا الهيابــة النكس كـذبـا
فلـم أر ضرغامين أصدق منكما
وأقدم لما لم يجتــد عنك مهريـا
فأحجــم لما لم يجد فيك مطمعـا
( 2 ) الشعر التعليمي :
وقد تعرض لقضايا العلم والفلسفة والرياضيات والنصائح والإرشادات .فقد حاول الشعراء كتابة التاريخ شعرا وكان رائدهم " على بن الجهم " ويقول فى بعثة الرسول عليه السلام :
وعاودت جـدتها الأشـيـاء
ثــم أزال الـظــلـمـــة الـضـيــــــــاء
مـحـــمــــد صلــــى عليـه اللـه أتـاهـم المنتجـب الأواه
( 3 ) شكوى الدهر والزمان :
ومن أسباب ظهور هذا الغرض :
( أ ) كثرة الثورات . (ب ) انتشار الفتن . (جـ) تدهور الحالة الاقتصادية .
فى هذا الغرض يقول المتنبي :
وعـناهـــم من أمـره مـا عـنـــانـــا
صحب النـاس قـبـلنــا ذا الزمـان
ـه وإن سـر بعضهـم أحيانـا
وتولــوا بغــصـه كلهـــــم منـــــ
س: بم يتميز الشعر في العصر العباسي الثاني من حيث المعاني والأفكار
والألفاظ ؟
من حيث المعاني والأفكار :
كانت أفكار الشعر ومعانية قوية دقيقة فى أوائل هذا العصر ، فيها تجديد وابتكار
كما في شعر المتنبي وأبى العلاء .ثم ضعفت في أواخر العصر ، فظهرت الأغراض التافهة التي لا قيمة لها .
من حيث الألفاظ :
كانت قوية جزلة واضحة . مرتبطة بالموضوع ومعبرة عن إحساس الشاعر في
أوائل العصر ، أما فى أواخر هذا العصر فقد أصبحت ركيكة وسطحية وأهتم الشعراء بالزينة اللفظية ففقدت الصور الخيالية أثرها الجميل .
ثانياً :النــــثر
س : وجهت الدولة العباسية عنايتها لفن النثر فعظم أمره وقوى سلطانه
1- وضح أسباب نهضته ؟ 2- اذكر مظاهر قوته ؟
1- أهم أسباب هذه النهضة ما يلى : ــ
( أ ) صلة العرب بغيرهم وامتزاج الدماء العربية بغيرها مما هيأ للعقل العربى
النضح واتساع الثقافة .
(ب) استقرار الحياة فى أوائل العصر العباسى ساعد الحضارة العربية على الإسراف
فى الاقتباس من الحضارات الأخرى التى ورثتها
(ج) الحرية التى عاشتها الأمم غير العربية والمناصب السياسية والعسكرية التى
تقلدها غير العرب كل هذا شجعهم على ترجمة علومهم إلى العربية ،مما زاد
اللغة العربية ثروة وغناء .
مظاهر قوته ما يلى : ـ
( أ ) اتسعت موضوعاته وتعددت ألوانه فظهر النثر القصصى وفن المقامات .
( ب) ظهرت مذاهب فنية ومدارس مختلفة ويمتاز بعضها عن بعض كمدرسة
الجاحظ ومدرسة ابن العميد .
(جـ) أصبحت الكتابة سلما لارتقاء الوزراة وبلوغ ارفع المناصب .
( د ) نافس النثر فن الشعر فى معظم مجالاته .
س : أصاب الخطابة فتور وضعف إبان العصر العباسي الثانى .. فما أسباب
ذلك؟
ضعفت الخطابة فى العصر العباسي الثانى لما يأتى :
(1) استقرار الأمر للعباسيين جعلهم لا يحتاجون إلى الخطباء الذين كانوا يستعينون
بهم لإقرار النظام وتثبيت الملك .
(2) هدأت الحروب ؛ فلم تعد هناك حاجة لإثارة الجند .
(3) قويت شوكة الموالى فى هذه الفترة وهم لا يجيدون اللغة العربية .
س : تطور النثر الفني فى العصر العباسي الثاني …. وضح مظاهر هذا التطور
فى: الأفكار ـ التعبيرات ــ الخيال ؟
* من مظاهر التطور فى أفكار النثر ما يلى : ــ
( أ ) أصبحت أدق وأعمق مما كانت عليه فى العصر الأول .
(ب) ظهر فيها الترتيب المنطقي والترابط بين أجزائها .
(ج) ظهرت فيها أثار الثقافة الأدبية كما نرى فى كتابة ابن العميد .
( د) اتسعت أفكار النثر للحقائق العلمية .
* ومن مظاهر التطور في الأساليب والتعبيرات ما يلى : ــ
( أ ) تنوعت الأساليب بين ( الإيجاز ) كما فى التوقعات و( المساواة ) و( الإطناب )
كما فى بعض الرسائل .
(ب) ظهرت فى الأساليب السهولة والرقة .
(ج) دخلتها بعض الألفاظ المعربة من اللغات الأجنبية .
( د) أكثر الكتاب من الاستشهاد بآيات القرآن الكريم والحديث النبوى وبعض
أبيات الشعر وأقوال الحكماء .
* ومن مظاهر التطور في الصور والأخيلة ما يلي : ــ
( أ ) بدت صور هذا العصر قليلة ولكنها جميلة نابعة من عاطفة صادقة.
(ب) أكثر بعض الكتاب من الصور حتى أصبحت هواية لبعضهم كابن العميد .
(ج) ظهر فيها التكلف حتى أصبحت مصنوعة تبدو فيها المغالاة فلم يعد لها
تأثير فى السامع أو القارئ .
***********************
ملاح الحياة فى العصر الأندلسى
* الحياة الأدبية :
ويلاحظ على الأدب الأندلسى ملحوظتين :
1- الملحوظه الأولي :
س : أول ما يلاحظ على الأدب الأندلسى أنه سار فى الطريق الذى سار فيه
الأدب العربى في المشرق يحاكونه فى مجال الشعر والنثر …. فما
السبب في ذلك ؟ وما أمثلته ؟
أن الأندلسيين كانوا ينظرون الى المشرق باعتباره الأستاذ الأول لهم فيلتزمون
بما التزم به المشارقة فى هذين الفنين ويرجع سبب ذلك إلى :
(1) أنهم كانوا يشعرون أنهم جزء من العالم العربى .
(2) وبأنهم حملة التراث العربى كالمشارقة
(3) ويرون أن المشرق هو مهد اللغة العربية وموضع ظهور الدين الإسلامي
ومكان الخلافة الإسلامية الأولى .
ومن امثلة ذلك :
مثال : نظام القصيدة حين ينتقل الشاعر من موضوع إلى موضوع .
مثال : نظام القصيدة العربية بأوزانه وقوافيه وأغراضه .
س : كان الأندلسيون ينظرون إلى المشرق باعتباره الأستاذ الأول لهم
فحرصوا على الاتصال به فما وسائلهم فى هذا الاتصال ؟
(1) القيام برحلات كثيرة الى المشرق لأداء فريضة الحج ولقاء العلماء .
(2) استقدام بعض العلماء إلى الأندلس ليقوموا بالتدريس فى مساجد الأندلس
الكبرى ومن هؤلاء " أبو على القالى " الذى ألف كتاب"الأمالية" فى
مسجد الزهراء فى عهد " عبد الرحمن الناصر " .
(3) وفد عدد من رجال الفنون منهم الموسيقار المشهور " زرياب " الذى
أحدث تجديداً كبيراً فى الموسيقا ونقل إليها كثيراً من ألحان الشرق .
2- الملحوظة الثانية :
س : يرى مؤرخو الأدب العربى أن المدارس الأدبية فى الأندلس لم تكن
من الوضوح والتميز ..كما هو الحال فى المشرق .. فلماذا ؟ وما مدارس
المشرق ؟
* السبب فى ذلك : ـ
(1) أن الشعر الأندلسى والحياة الأدبية فى الأندلس قد ظهرت متأخرة زمنيا
وذلك لأن الفتح العربى للأندلس قد تم فى أواخر القرن الأول ولم تستقر
الأحوال إلا فى القرن الثانى ولذلك لا نستطيع أن نقسم الشعر الأندلسى
لمدارس كما كان فى المشرق .
(2) وأن المعارك الأدبية فى المشرق وبخاصة معركة المحدثين والمحافظين
وصلت الى الأندلس بعد أن خفت حدتها .
* أما مدارس المشرق فهى : ـ
(1) مدرسة المحدثين التى يمثلها بشار وأبو نواس وتركز على الجانب الوصفى
والخلاف بينها وبين المحافظين .
(2) مدرسة أبى تمام التى تمثل الصنعة الشعرية .
(3) مدرسة البحتري التى تمثل الطبع وتقابل مدرسة أبى تمام .
(4) مدرسة المتنبي وأبى العلاء وتمثل الاتجاه الفلسفى .
الحضارة العربية في المغرب
س : من الطبيعى ألا نعثر على شعر لأهل المغرب فى مرحلة الفتوح الإسلامية
علل لذلك .
ذلك أن أهل المغرب لم يكونوا حينئذ قد اتخذوا اللغة العربية لسانا بعد وما نجده من أشعار فى مرحلة الفتوح إنما هى أشعار قليلة جاشت بها عواطف المجاهدين
س : متى بدأ المغاربة ينظمون الشعر فى أغراض مختلفة ؟
بدأ المغاربة ينظمون الشعر وذلك :
(1) بمرور الزمن وأختلاط الأجناس (2) أنصهار المغاربة فى بوتقة الإسلام
(3) انتشار اللغة العربية بين أهل المغرب
س : كانت الحرب من دواعى الشعر. علل لذك .
(1) فقد ارتبط الشعر بأحداث عصره ارتباطاً ظاهراً سواء كانت أحداثاً داخلية
خلال مراحل الفتن والثورات أو كانت خارجية .
(2) فقد شارك الشعراء فى استنفار القبائل للمشاركة فى الجهاد والدفاع عن
حدود الدولة الإسلامية .
(3) الضرب على وترين فى آن واحد : العصبية والدين .
(4) كان هناك إلى جانب ذلك وتر ثالث له خطره وهو العامل الاقتصادى إذ
أغرى الشعراء والخلفاء وسائر القبائل بالطبيعة الأندلسية وما فيها من
خضرة يانعة ومياه جارية .
س : لم يكن الشعر المغربى بمعزل عن الشعر العربى بشكل عام وإنما
كان فرعا من فروعه أو رافدا من روافده….وضح ذلك .
لم يكن الشعر المغربي بمعزل عن الشعر العربي بشكل عام ، وإنما كان فرعاً من فروعه أو رافداً من روافده بحكم الانتماء الى لغة واحدة وتراث واحد وهو الشعر العربي والفكر العربي ،بحكم تأثير العواصم الأدبية فى سائر الأمصار وهو أمر لمحه النقاد حيث :
(1) شبه النقاد أبا العباس الجراوى بأبى تمام فى طريقة أدائه الشعري وفى
شعر الحماسة .
(2) شبة النقاد ميمون الخطابي بالمتنبى من حيث متانة أسلوبه وبلاغته وعنايته
بالحكم والأمثال .
(3) ولع أبو سعيد المرينى بالمتنبي وبلغ إعجابه وتقليده له أن بدأ بعض قصائده
بمثل ما بدأت به قصائد المتنبي .
س : علل : الشعراء المغاربة كان شأنهم شأن زملائهم فى الأندلس .
وذلك لأن الشعراء المغاربة والأندلسيين كانوا يستلهمون مذاهب الشعر العربى بشكل عام ويتتلمذون على ما أبدعه الشعراء فى العراق والشام ويشعر من يقرأ الشعر المغربى أن الشعراء قد انطلقوا من احساس بالإنتماء إلى الشعر العربى شأنهم شأن سائر البلاد الإسلامية .
س : علل : يفتقد الباحث فى الشعر المغربى أثار العروق الثقافية قبل
الفتح الإسلامى .
وذلك لأن من يقرأ الشعر المغربى يجد أن الشعراء قد انطلقوا من إحساس بالانتماء إلى الشعر العربى فأصبحت الموضوعات والأساليب والصور تراثاً مشتركاً لا يختص بها قطر دون قطر ولذا يفتقد الباحث فى الشعر المغربى آثار العروق الثقافية أو الحضارة القديمة قبل الفتح الإسلامى .
سمت الادب الأندلسي
(1) عصر الولاة ( 92 – 138 هـ )
س : ما سمات الشعر فى عصر الولاة ولما كان النثر نصيبه أوفر من الشعر
في هذا العصر ؟
لم يصل إلينا في هذه المرحلة شعراً أندلسياً إنما هو شعر عربي قيل في لأندلس يحمل كل سمات البيئة العربية مثل قول ( أبي الأجرب بن الصمة ) :
ولقد أراني من هواى بمنزل عال ورأسى ذو غدائر أفرع
أما عن سمات الشعر في هذه المرحلة فكان :
(1) ليس له من الأندلسية إلا أنه قيل في الأندلس .
(2) معانيه ليس فيها كثير من عمق الفكرة .
(3) صورة ليس لها نصيب من تحليق الخيال .
(4) أميل إلى البداوة وأقرب إلى الخشونة .
(5) مناسب لطبيعة الناس وظروفهم .
* حالة النثر في هذه المرحلة :
كان نصيب النثر أوفر بكثير لكثرة الدواعي إليه مثل الخطابة والرسائل وغيرها من الموضوعات لذا فقد كان :
(1) يتناول مسائل الدين وشئون السياسة وأمور القبائل .
(2) يعالج العهود والرسائل .
سمات النثر :
(1) يميل إلى الإيجاز . (2) يهتم بقوة العبارة أكثر من عنايته بتجميلها .
(3) لا يعرف المقدمات الطويلة والرسوم المرعية والألقاب العديدة .
(2) عصر الإمارة ( 138 – 206 هـ )
وهو من أكبر العصور الأدبية وهو العصر الذي استقل فيه(عبد الرحمن الداخل) بالأندلس وجعلها إمارة أموية حتى إعلان الخلافة في عهد عبد الرحمن الناصر وقد كانت الحياة الأدبية مزدهرة إلا أنها كانت مرتبطة بالمشرق .
س : ما أسباب تأثر الشعر الأندلسي بالمشرق ؟
(1) تردد الشعر الشرقي على مسامع الأندلسيين الراحلين إلى الشرق .
(2) تناول الشعر الأندلسى فى هذه الفترة كل الموضوعات المعروفة للشعر العربى.
(3) تقليد الشعراء الأندلسيين للشعراء المشارقة مثل : ( البحتري – أبى العتاهية – ابن الرومي – أبى نواس – أبى تمام ) .
(4) وأعان على ذلك وفود بعض الشعراء والأدباء المشارقة إلى الأندلس .
س : ما مظاهر التجديد في هذه الفترة ؟
(1) ظهور أول جيل من الأدباء الأندلسيين .
(2) وجود بعض الأدبيات الأندلسية .
(3) عدم اقتصار الاشتغال بالأدب على الشعب بل شارك فيه الحكام أيضاً .
(4) وضوح أولى السمات الأدبية الأندلسية .
س : ظهر في عصر الإمارة اتجاهان لشعر .. وضحهما مع الاستشهاد .
أ – الاتجاه المحافظ : وأهم سماته :
(1) يهتم بالموضوعات التقليدية . (2) يستمد صورة من البادية .
(3) يسير على منهج القدماء في بناء القصيدة .
(4) يستوحي الأسلوب من التراث .
* مثل قول ( أبو المخشي ) يمدح عبد الرحمن الداخل :
قاصداً خير مناف كلها ومناف خير من فوق الثرى
ب – الاتجاه المجدد : ويكون في اتجاهين :
1- التجديد في الموضوع : عن طريق التجديد في بعض الموضوعات مثل :
قول ( أبو المخشي ) يصف الأعمى :
ورأت أعمى ضريـراً إنمـا مشيه في الأرض لمس بالعصا
2- التجويد الفنى عن طريق :
أ – استعمال التعبيرات الفنية البارعة .
ب – وضوح العاطفة وظهور أثرها .
س . صف حالة النثر في عصر الإمارة ؟
كان مقصوراً على الفروع القديمة مثل الخطابة والوصايا ويرجع سبب ذلك إلى أنها
أ – تلائم حياة الأندلسيين وتناسب ظروفهم .
ب –مألوفة في المشرق .
( 3 ) فترة صراع الإمارة ( 206 – 300 هـ )
نهض الأدب في تلك الفترة نهضة شاملة وذلك للأسباب الآتية :-
(1) التقدم الثقافي والاجتماعي .
(2) الوضع السياسي المضطرب في البلاد آنذاك ويتمثل ذلك فى :
أ – الصراع بين الحركات العنصرية والانفصالية .
ب – الاحتكاك الشديد بين عناصر الأندلس من عرب ومولدين ومستعربين .
س : ما مظاهر نهضة الشعر ؟
(1) أصبح الشعر غير مقصور على الاتجاه المحافظ بل ظهر فيه اتجاهات حديثة.
(2) اتسعت ميادين الشعر المحافظ فأصبح يعالج موضوعات جديدة .
(3) ظهور فن الموشحات على يد ( مقدم بن معافر ) في القرن الثالث لتلائم
طبيعة الأندلسيين .
س : صف حالة النثر في عهد صراع الإمارة ؟
(1) ظل النثر تقليدياً كما كان .
(2) تطور الأسلوب عن طريق تأثره بأسلوب عبد الرحمن الكاتب والجاحظ .
( 4 ) عصر الخلافة ( 300 – 322 هـ )
في هذا العصر وثبت الخلافة وثبه شاملة وصاحبها ازدهار الحياة الأدبية .
س : فى عصر الخلافة وثبت الثقافة وثبه شاملة .. فما أسباب ذلك وما
مظاهره ؟
* أسباب ذلك :
(1) تشجيع خلفائها للثقافة والعلم . (2) حرصهم على الاستقرار والرخاء .
(3) تأصل الثقافة العربية . (4) الاهتمام بالعلم وإنشاء المكتبات الجامعة
* مظاهر ازدهار الأدب فى عصر الخلافة :
(1) ظهور بعض الاتجاهات الجديدة فى الشعر .
(2) ظهور بعض الأنواع الجديدة فى النثر .
(3) تطور الاتجاهات المعروفة وازدهارها .
(4) وفرة الإنتاج الأدبي وشيوعه بين الأندلسيين .
(5) تسرب بعض الأفكار العلمية للشعر.
(6) الازدواج اللغوي عن طريق تسرب بعض الألفاظ العامية إلى لغة الشعر الفصيح بحيث يأتى مزدوجا من الناحية اللغوية .
(7) أهتم الشعر بتصوير ( العهد الذهبي ) الذى نعمت الأندلس خلاله سياسيا واجتماعيا وثقافيا مصورا هذه الحياة الأندلسية : رسمية وغير رسمية , بجوانبها الجادة واللاهية
س : ظهر فى عصر الخلافة بالأندلس إلى جانب النثر التقليدي التاريخ
الأدبي . فما مظاهره ؟
ظهر إلى جانب النثر التقليدي الخاص التاريخ الأدبي الذى اشتمل على مزيج من التراجم والأخبار والمختارات والحديث عن الشعر والشعراء مثل كتاب ( طبقات الشعراء بالأندلس ) لمؤلفه محمد هشام المزوانى والتأليف الأدبي ككتاب ( العقد الفريد ) لابن عبد ربه .
( 5 ) عصر ملوك الطوائف
س : أخذت الحياة الأدبية والثقافية فى عصر ملوك الطوائف تتوزع على
سائر الأقاليم وأصبحت قصورهم المترفة تحفل بضم العلماء والفقهاء
والشعراء .. وتتنافس فيما بينها . فما أثر ذلك على الشعر ؟
أخذت الحياة الأدبية والثقافية التي كانت مركزة في عصر الخلافة في العاصمة قرطبة تتوزع بشكل يكاد يكون متسعاً على سائر الأقاليم ونتيجة ذلك : –
(1) أصبحت قصور ملوك الطوائف تمتلئ بألوان العلماء والفقهاء والشعراء .
(2) سار التنافس على الظفر بكل شخصية لامعة لا يقل عن التنافس السياسي
(3) ساعدت حياة الترف والرفاهية على تطور أغراض الشعر وتنوعها مثل :
أ- تطور بعض أغراض الشعر كأزدهار شعر الغزل على يد ابن زيدون .
ب- تطور الخمريات والوصف ولا سيما وصف الطبيعة .
ج- سجلت الموشحات نهضة هائلة واستقرار تقاليد نظمها وتنوعت أساليبها
( 6 ) عصر المرابطين والموحدين
س : فى عصر المرابطين والموحدين تعرض المسلمون بالأندلس لهجمات
الأعداء فظهر غرضان جديدان من أغراض الشعر .. فما هما ؟
(1) ظهرت مراثي المدن والممالك الأندلسية وكانت من أشهرها مرثية ابن الآبار لبلده بلنسية ومرثية صالح بن شريف لقرطبة ومرثية ابن سهل لبلده إشبيلية
(2) ازدهار الشعر الصوفي وكان من أعلامه محيى الدين بن عربى .
( 7 ) عصر بني الأحمر بغرناطة
س : أما عصر بنى الأحمر فى غر ناطة فقد ساء حاله ويأتى القرن التاسع
الهجرى فتتدهور أحوال مملكة غر ناطة السياسية .. فما أثر ذلك
على الأدب ؟
(1) أخذ الشعراء يعيدون صياغة ما ورثوه من معان تناولها أسلافهم .
(2) تدهور حياة الأدب والشعر كما كان يعانى فى المشرق العربى .
(3) سار الشعر مجرد ترتيت لذكريات الماضى .
ملحوظة :
ورغم ذلك إننا لا نعدم وسط هذا الظلام وجود ومضات من نور شعرى أطلقها بعض الشعراء من امثال ( أبو الحسن الجياب ) و ( لسان الدين بن الخطيب ) وتلميذه ( ابن زمرك ) .
النــهــــايـــة
عندما أتى القرن التاسع تدهورت أحوال مملكة غرناطة السياسية والعسكرية فتدهور الأدب وهو نفس مصير الأدب في المشرق كله في عهد المماليك . وقيام عبد الله الأحمر بتسليم غرناطة للأسبان وهو يبكي .
وقالت له أمه : أبك مثل النساء ملكاً عظيماً لم تحافظ عليه مثل الرجـال
وسارت الأندلس : ( الفردوس المفقودة ) .
** أسئلة هامة وإجابتها **
س : علل : ازدهار غرض وصف الطبيعة في العصر الأندلسي ؟
لأنها تلائم حياتهم الجديدة ومناظر الطبيعة الجميلة .
س : لم يكثر شعراء الأندلس فى الأغراض الشعرية التى لا تتلاءم مع حياتهم .
وضح ذلك .
هذه الأغراض مثل : غرضى الزهد والشعر الفلسفي وذلك لأن هذاين الغرضين لا يلائم حياتهم من حيث ميلهم إلى اللهو والفجور والمجون .
س : ما الأغراض الشعرية التي أعتني بها شعراء الأندلس ؟
(1) تطور شعر الخمريات والوصف الذي جعل له قصائد مستقلة .
(2) رثاء الممالك الزائلة .
(3) الاستنجاد بالرسول ***61554; والاستغاثة بحكام المسلمين نتيجة لكثرة الحروب
(4) ازدهار الشعر الصوفى . (5) أشتهر شعر الغزل على يد ابن زيدون .
(6) سجلت الموشحات نهضة هائلة .
س : ما هي خصائص النثر الأندلسي ؟
(1) انتزاع الأخيلة من الطبيعة . (2) الألفاظ قريبة الدلالة .
(3) الميل إلى التحليل والاسقصاء . (4) التأثر الأندلسي بكتاب المشرق
س : تباينت فنون النثر الأندلسى . اذكر هذه الفنون ؟
(1) النثر الأدبي . (2) العلمي . (3) الخطب .
(4) النثر القصصي . (5) الفلسفي . (6) الوصف .
مراحل الادب العربي في مصر
مر الأدب العربي في مصر بأربعة مراحل وهى :
( 1 ) مرحلة التمهيد (ميلاد الأدب ) : ( 20 – 357 هـ ) :
س : كيف عرفت مصر الأدب العربي في مرحلة التمهيد ؟
( أ ) في هذه المرحلة عرفت مصر الأدب العربي على لسان زوارها من كبار الشعراء الذين مدحوا بعض حكامها ، وسجلوا شطراً من أحداثها من أمثال أبى نواس في قوله
فتدفـقـا فكـلاكـمــا . بحر
أنت الخصيب وهذه مصر
(ب ) وعلى أيدي جيل من الشعراء الذين ولدوا ونشأوا بمصر من أبناء العرب الوافدين سجل الشعر العربي احداث مصر السياسية ووصف بيئتها الطبيعية ومنشآتها العمرانية .
جميل المحيا لا يبيت على وتـر
وكان أبو العباس أحمد ماجــداً
س : هل عكس شعر هذه المرحلة ملامح الشخصية المصرية ؟ ولماذا ؟
ولم يعكس شعر هذه المرحلة ملامح الشخصية المصرية ولكنه أتخذ موضوعات من واقع بيئتها السياسية أو الاجتماعية ، وهو في جملته يختلف عن طبيعة الشعر العربى في العصرين الجاهلى والأموى
س : وضح ملامح ازدهار النثر في مرحلة التمهيد ؟
(1) شهدت هذه المرحلة ظهور الكتابة الفنية على يد كاتب ابن طولون وهو " ابن عبد كان" الذي كان يضارع كبار كتاب الدولة العباسية في عصره والذي يقول عنه القلقشندى إنه " أقام منار ديوان الإنشاء ، ورفع مقداره "
(2) كما شهدت ظهور قصص دينى تخللته بعض أهداف سياسية ثم تبلور الفن القصصى في ظهور فن السير ، وكتب ( ابن الداية ) محاولاته القصصية في
كتاب ( المكافأة ) ،كما كتب ( سيرة أحمد ابن طولون ) ، وكتب ابن زولاق (سيرة كافور الإخشيدي )، ( وسيبويه المصري ) وغيرهمها .
س : ما أسبق فنون الأدب ظهورا فى هذه المرحلة ؟
كان أسبق فنون الأدب ظهورا هو فن النثر ( الكتابة الفنية ) على يد " ابن عبد كان " .
( 2 ) مرحلة النضج والازدهار ( 357 – 656 هـ ) :
س4 : تحددت ملامح الأدب في مرحلة النضج والازدهار . وضح أغراض الشعر
التي ازدهرت في هذه المرحلة .
( أ ) وصف الطبيعة : بما فيها من بيئة جغرافية ، وآثار قديمة ومنشآت مستحدثة . مثل :
(1) وصف النيل والبرك والبساتين مثل قول ابن قلاقس :
لجيـن توشح بالعسجد
وللـنيـل تحـت ثـيـاب الأصيــــل
(2) وصف الأهرمات وعمود السوارى والآثار مثل قول الشاعر :
تــأمـــل هـيئـــة الهرمين وانــظر وبينهما أبو الهــول العجـيـب
(ب ) تصوير الحياة السياسية : وذلك من خلال :
(1) الاحتكاك المذهبى بين الشيعة والسنة .
(2) الصراع بين الوزراء :
وقد بلغ الصراع حول الوزراء قمته على أيدى الوزيرين شاور وضرغام في أواخر العصر الفاطمي وانتهى أمر ضرغام بقتله ، يقول في ذلك عمارة اليمنى
يجــد بحــده صــيـد الرقــــاب
أرى صك الوزارة صار سيفــاً
(3) العدوان الصليبي :
كما صور الأدب المصرى بدقة أحداث الحروب الصليبية ، فالفضل بن بدر الجمالي خرج من مصر بجنده لمقابلة الصليبين بالشام ، ورجع منهزماً ، فشد الشعراء من أزره ، فالمعارك جولات، والعود أحمد .
عقبى النجاح ووعد الله ينتــظر
العــود أحمـــد والأيـام ضامنة
(ج) مشاهد البيئة الاجتماعية من مظاهر الحياة العامة :
ومن ابرز الأعياد كما يبدو في رثاء عمارة دولة الفواطم بقوله :
واليوم أوحش من رسم ومن طلل
دار الضيافة كانت أنس وأفدكم
س : تميز شعر هذه المرحلة باتجاهين . وضحهما .
ويتميز الشعر في تلك المرحلة بوضوح اتجاهين فنيين :
(1) اتجاه يميل إلى الصنعة :
الفاظ ذات جرس موسيقى فخم " وعلى رأس هذه المدرسة القاضى الفاضل وهو القائل :
تــراه يرجــع عنكــم خائب الخبب
هذا المحب المخــب السير نحوكم
(2) اتجاه يميل إلى الرقة : ويتميز هذا الاتجاه بـ
( أ ) اختيار الألفاظ السهلة . (ب) الميل إلى المقطوعات القصيرة.
(ج) الاهتمام بالتعبير عن العواطف بطريقة أقرب إلى ذوق العامة لا الخاصة
( د ) صبغت أدبها بألوان البديع .
(هـ) غلبت التورية على فن القول في هذه المرحلة.
ويمثله اب
اريد ملخص لسنة الثانية
اهلا بك …يمكنك الاستفادة من اقسام المنتدى
الله يوفقك
بحث حول الشخصيات العلمية البارزة في العصر العباسي و التي أسهمت في إثراء الفكر الانساني بابداعاتها
في مجال الرياضيات: محمد بن موسى الخوارزمي
في مجال الفيزياء: الحسن بن الهيثم
في مجال الفلك: أبو الريحان البيروني
أبو عبد الله محمد بن موسى (أبو جعفر) (حوالي 781- حوالي 845 )، كان من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره.
نشأته
انتقلت عائلته من مدينة خوارزم في خراسان إلى بغداد في العراق، أنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بينعامي 813 و 833 في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون. و نشر أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي المجوسي القطربلّي ، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد. اللقب مجوسي يتناقض مع بدء الخوارزمي لكتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة. وتجمع الموسوعات العلمية -كالموسوعة البريطانية وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا وموسوعة جامعة كولومبيا وغيرها- على أنه عربي، في حين تشير مراجع أخرى إلى كونه فارسي الأصل.
الخوارزمي كعالم الرياضيات
ابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات و علم الحاسوب، (مما أعطاه لقب أبي علم الحاسوب عند البعض)، حتى أن كلمة خوارزمية في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانكليزية ) اشتقت من اسمه، بالإضافة لذلك، قام الخوارزمي بأعمال هامة في حقول الجبر و المثلثات والفلك و الجغرافية و رسم الخرائط. أدت أعماله المنهجية و المنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية إلى نشوء علم الجبر، حتى ان العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر و المقابلة، الذي نشره عام 830، و انتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات ( Algebra في الانكليزية).
أعمال الخوارزمي
أعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات كانت نتيجة لأبحاثه الخاصة، إلا انه قد أنجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الإغريق و في الهند، فأعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق. بفضل الخوارزمي، يستخدم العالم الأعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الأعداد، كما انه قد ادخل مفهوم العدد صفر، الذي بدأت فكرته في الهند.
صحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي بطليموس Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة. كما انه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز أول خريطة للعالم المعروف آنذاك.و من أشهر كتبه في الجغرافيا كتاب (صورة الأرض). عندما أصبحت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها الى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر اوروبة بهذا العلم و اصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي ايضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.
تعتبر انجازات الخوارزمي في الرياضيات عظيمة، و لعبت دورا كبيرا في تقدم الرياضيات و العلوم التي تعتمد عليه
أبو على محمد بن الهيثم
أشهر علماء القرن الحادي عشر للميلاد ، وأعظم علماء الطبيعة والبصريات والرياضيات لقب بالمهندس البصري ، ولد سنة 965 بالبصرة وتوفى سنة 1039 في القاهرة وهو من أصل عربي وجده الأعلى " الهيثم " أي " فرخ النسر " أخذ عنه الناس واستفادوا منه كثيراً ويعتبر من علماء البصريات القلائل في العالم كله ، وقد اعتمد أغلب الكتاب الغربيين في القرون الوسطى في كتاباتهم عن البصريات على كتاب ابن الهيثم " البصريات " هذا وقد توصل إلى الاكتشاف النظري للعدسة المكبرة والتي لم تتم إلا بعد ذلك بثلاثة قرون في إيطاليا ، وللحسن بن الهيثم مؤلفات في الفلك يزيد عددها على أربعة وعشرين مؤلفا، كما برع ابن الهيثم في الفيزياء وله مؤلفات ومراجع كثيرة .
يقول العلامة ( سارطون ) إن ابن الهيثم هو أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى هذا إضافة إلى ضلوعه في الطب حيث ألف كتابين وفى الفلسفة له أكثر من أربعين كتاباً وله في الرياضيات أحد عشر كتاباً وله في الهندسة أكثر من ثمانية وخمسين مؤلفاً .
إسهاماته في الرياضيات
كان ابن الهيثم رياضياً بارعاً، فقد طبق الهندسة والمعادلات والأرقام في حل المسائل الفلكية. كما حل معادلات تكعيبية وأعطى قوانين صحيحة لمساحات الكرة، والهرم، والأسطوانة المائلة، والقطاع الدائر، والقطعة الدائرية.
مؤلفاته
ترك ابن الهيثم تراثاً علميا غنياً في مختلف العلوم، ومن أهم ما ألفه : "كتاب المناظر" : يشتمل الكتاب على بحوث في الضوء، وتشريح العين، والرؤية. وقد أحدث الكتاب انقلاباً في علم البصريات، وكان له أثر كبير في معارف الغربيين (روجر بيكون و كيبلر)، وظلوا يعتمدون عليه لعدة قرون، إذ تمت ترجمته إلى اللاتينية مرات عديدة في القرون الوسطى. ويشتمل الكتاب على سبع مقالات، حقق منها عبد الحميد صبرة المقالة الأولى والثالثة ونشرهما في كتاب سنة 1983 بالكويت. كما أن الدكتور رشدي راشد حقق المقالة السابعة في كتابه "علم الهندسة والمناظر في القرن الرابع الهجري"، المطبوع في بيروت سنة 1996. وتوجد مخطوطات كاملة من الكتاب أو لبعض مقالاته، في العديد من المكتبات، خاصة باستانبول بتركيا.
ـ "حل شكوك أقليدس"
ـ "مقالة الشكوك على بطليموس"
ـ "كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد"
ـ "كتاب الجامع في أصول الحساب"
ـ "كتاب في تحليل المسائل الهندسية".
ويذكر أن ابن الهيثم صنَّف ثمانين كتاباً ورسالة في الفلك شرح فيها سير الكواكب، والقمر، والأجرام السماوية، وأبعادها.
وقد كان لترجمة بعض كتب ابن الهيثم إلى اللاتينية، تأثير كبير على علماء الغرب من أمثال كبلر، وفرنسيس بيكون. ويؤكد مصطفى نظيف أن ابن الهيثم سبق"فرنسيس بيكون" في وضع المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقراء. كما يقول عباس محمود العقاد في كتابه "أثر العرب في الحضارة الأوربية" إن ترجمة كتب ابن الهيثم كان عليها معول الأوربيين اللاحقين جميعاً في البصريات.
أبو الريحان البيروني
البيروني كما يظهر على طابع قديم من الاتحاد السوفيتي أبو الريحان محمد بن أحمد بيروني ولد في ضاحية كاث عاصمة خوارزم (بلاد فارس) في شهر سبتمبر حوالي سنة (326هـ،973م رحل إلى جرجان في سن ال25 حوالي 388هـ 962 م حيث التحق ببلاط السلطان أبو الحسن قابوس بن وشمجير شمس المعالي و نشر هناك اولى كتبه و هو الاثار الباقية عن القرون الخالية و حين عاد إلى موطنه الحق بحاشية الامير ابي العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه الذي عهد اليه ببعض المهام السياسية نظرا لطلاقة لسانه و عند سقوط الامارة بيد محمود بن سبكتكين حاكم عزنةعام407هـ الحقه مع طائفة من العلماء إلى بلاطه و نشر ثاني مؤلفته الكبرى تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة كما كتب مؤلفين اخرين كبيرين هما القانون المسعودي التفهيم لاوائل صناعة التنجيم توفي سنة 440هـ،1048م) و اطلق عليه المستشرقون تسمية بطليموس العرب
علوم البيروني
كان عالم رياضيات و فيزياء وكان له إهتمامات في مجال الصيدلة والكتابة الموسوعية و الفلك والتاريخ. سميت فوهة بركانية على سطح القمر بإسمه إلى جانب 300 إسما لامعا تم إختياره لتسمية الفوهات البركانية على القمر ومنهم الخوارزمي و أرسطو وابن سينا [1]. ولد في خوارزم التابعة حاليا لأوزبكستان والتي كانت في عهده تابعة لسلالة السامانيين في بلاد فارس درس الرياضيات على يد العالم منصور بن عراق (970 – 1036) وعاصر ابن سينا (980 – 1037) و ابن مسكوويه (932 – 1030) الفيلسوفين من مدينة الري الواقعة في محافظة طهران . تعلم اللغة اليونانية و السنسكريتية خلال رحلاته و كتب باللغة العربية و الفارسية. البيروني بلغة خوارزم تعني الغريب أو الآتي من خارج البلدة، كتب البيروني العديد من المؤلفات في مسائل علمية وتاريخية وفلكية وله مساهمات في حساب المثلثات والدائرة و خطوط الطول والعرض، ودوران الأرض و الفرق بين سرعة الضوء وسرعة الصوت،هذا بالإضافة إلى ما كتبه في تاريخ الهند [2] .إشتهر ايضا بكتاباته عن الصيدلة و الأدوية كتب في أواخر حياته كتاباً أسماه "الصيدلة في الطب" وكان الكتاب عن ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها.
أهم كتبه
تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة تحقيق دكتور ادوارد سخاو من جامعة برلين .
الاستيعاب في تسطيح الكرة
التعليل باجالة الوهم في معاني النظم
التفهيم لاوائل صناعة التنجيم على طيق المدخل وهو علم يبحث عن التدرج من أعم الموضوعات إلى اخصها ليحصل بذلك موضوع العلوم المندرجة تحت ذلك الأعم ولما كان أعم العلوم موضوعا العلم الإلهي جعل تقسيم العلوم من فروعه ويمكن التدرج فيه من الاخص إلى الأعم على عكس ما ذكر لكن الأول أسهل وايسر وموضوع هذا العلم وغايته ظاهر
تجريد الشعاعات والانوار
الجماهر في معرفة الجواهر
التنبيه في صناعة التمويه
الآثار الباقية عن القرون الخالية في النجوم والتاريخ مجلد وهو كتاب مفيد الفه لشمس المعالي قابوس وبين فيه التواريخ التي يستعملها الأمم والاختلاف في الأصول التي هي مباديها وبيرون بالباء والنون بلد بالسند كما في عيون الانباء وقال السيوطي هو بالفارسية البراني سمي به لكونه قليل المقام بخوارزم واهلها يسمون الغريب بهذا الاسم وهذا الكتاب تحقيق سخاو ايضا .
الإرشاد في احكام النجوم
الاستشهاد باختلاف الارصاد وقال ان أهل الرصد عجزوا عن ضبط أجزاء الدائرة العظمى بأجزاء الدائرة الصغرى فوضع ها التأليف لاثبات هذا المدعي
الشموس الشافية
العجائب الطبيعية والغرائب الصناعية تكلم فيه على العزائم والنيرنجيات والطلسمات بمايغرس به اليقين في قلوب العارفين ويزيل الشبه عن المرتابين
القانون المسعودي في الهيئة والنجوم الفه لمسعود بن محمود بن سبكتكين (محمود الغزنوي) في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة حذا فيه بطلميوس في المجسطى وهو من الكتب المبسوطة في هذا الفن
كتاب الأحجار لأرسطو صنفه واستخرج بنظره والارشاد الالهى خواصها ومنافعها وذكر فيه خاصيةستمائة ونيف حجر ولأبي الريحان محمد بن احمد البيرونى المتوفى سنة
مختار الاشعار والآثار
كتاب استخراج الاوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها تحقيق دكتور احمد سعيد الدمرداش .
مصادر
كتاب الصيدنة في الطب لأبي الريحان البيروني 3
لشراء مؤلفات البيروني 4
كتاب البيروني للدكتور احمد سعيد الدمرداش . طباعة دار المعارف (ج.م.ع) ، رقم الايداع 4848/1980
القانون المسعودي للبيروني د امام ابرهين أحمد مهرجان القراءة للجميع 1995
http://www.ouarsenis.com/up/download85533.html
شكرا جزيل الشكر هذا الموضوع قيم جزاك الله خيرا
شكرااااااااااااااااااااا لك ممتاز جداا
اقدم لكم بحث جاهز وهذا من صنعي لقد قمت به انا واتمنى ان ينال اعجابكم
التطور في العصر العباسي في جميع المجالات
التطور في العصر العباسي في جميع المجالات
مقدمة
الحضارة الإسلامية هي جزء من دين ملؤه الرقي و السمو و طبعا يكون بالأخلاق الفاضلة و العادات والتقاليد المحترمة و العلوم المزدهر ة , وهذا المفهوم عرفته الشعوب الإسلامية الأولى و طبقة دعوى الإسلام فحققت الازدهار و التطور في مختلف مجالات الحياة فأمنت للعالم الإسلامي عظمة و هيبة جعلته الرائد بلا منازع , و فتحت المجال أمام الأسماء الإسلامية بأن تبرز و تخرج لتعرف بالعقل المسلم ولترفع عنه الاتهامات , فحقق عباقرتها انجازات خدمت البشرية مدى الدهر ، و جعلت الاعترافات تقربها , فاكتشف العلماء و اخترعوا و ألفوا وبلغت أوجها في العهد العباسي , و لكن كأية حضارة في الوجود لابد لها من الزوال عساها تفتح المجال أمام حضارة أخرى , و طبعا بعد انتشار الغرور , و الضياع اللهو و الفساد , و الابتعاد عن المبادئ المرسومة و التي يعرفها الكل , و لكن قبل أن نغوص في خرابها و دمارها و كشف أخطائها , لما لا نتكلم عن فضائلها و محاسنها و لنفخر كثيرا بأصلنا . كان للحضارة الإسلامية و النهضة العلمية في العصر العباسي وقع على الحياة سواء العلمية أم الاجتماعية أو السياسية , و طبعا لكل حضارة عواصمها , أما الإسلامية فقد كان ترابها كطله علوما لكن لابد أن تبرز إحداها عن الأخرى , فالرائدة فيلا هذا العهد كانت بغداد,عند حكم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور أسس مدينة بغداد، وهي كلمة فارسية الأصل ومعناها "عطية الله" وقد بدئ العمل بإنشائها سنة 541هـ ، وانتقل إليها المنصور في العام التالي وأسماها دار السلام ، ولكنها ظلت تعرف باسمها الفارسي الشعر في العصر العباسي اثر الحركة العلمية في الشعر: امتاز الشعر العباسي بدقة العبارة وحسن الجرس والايقاع، وذلك بتأثير الحضارة ورفاه العيش كما امتاز بخروجه على المنهجية القديمة في بناء القصيدة وترتيب أجزائها. وكثيراً ما ثار الشعراء على الأساليب القديمة، وفي ذلك ذلك يقول المتنبي: إذا كان شعر فالنسيب المقدم … أكل بليغ قال شعراً متيم وتمتاز القصيدة العباسية بوحدة البناء، وفيها صناعة وهندسة، مع استخدام الصور البيانية، فضلاً عن التجديد في الألفاظ المستعملة والموحية. النثر العباسي : خطا النثر العباسي خطوات كبيرة، فواكب نهضة العصر وأصبح قادراً على استيعاب المظاهر العلمية والفلسفية والفنية كما أن الموضوعات النثرية تنوعت فشملت مختلف مناحي الحياة .. فالكتابة الفنية توزعت على ديوان الرسائل والتوقيعات وغيرها .. وكان المسؤولون يختارون خيرة الكتاب لغة وبلاغة وعلماً لتسلم الدواوين، ولاسيما ديوان الرسائل الذي كان يقتضي أكثر من غيره اتقان البلاغة والتفنن ، و مستوى رفيع من الثقافة فضلاً عن ذلك النثر الفني القصص و المقامات و النقد الأدبي ، و النوادر ، و الأمثال و الحكم ، و التدوين ، و الرحلات ، و التاريخ ، و العلوم. وظهرت الرسائل الأدبية التي تضمنت الحكم و جوامع الكلم و الأمثال و الفكاهات و كانت موضوعات الرسائل تتراوح بين الأخبار و الأخوانيات ، والاعتذار وغير ذلك وراجت الرسائل الطويلة في العصر العباسي فتناولت السياسة والأخلاق والإجتماع، كرسالة الصاحبة لابن المقفع، ورسالة القيان ورسالة التربيع والدوير للجاحظ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري. وعظم شأن القصص في العصر العباسي، فاتسع نطاقه وأصبح مادة أدبية غزيرة، وتنوعت المؤلفات القصصية فأقبل الناس على مطالعتها وتناقلها ومنها ما اهتم بالحقل الديني ككتاب قصص الأنبياء المسنى بالعرائس للثعلبي، وقصص الأنبياء للكسائي، وقصة يوسف الصديق، وقصة أهل الكهف، وقصة الإسراء والمعراج ومنها القصص الاجتماعية والغرامية والبطولية ككتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وقصص العذريين، وسيرة عنتر، وحمزة البلوان، وسواها ومنها القصص التاريخية التي تناولت سير الخلفاء والملوك والأمراء كما عرف العصر العباسي القصص الدخيلة المنقولة، نذكر منها كليلة ودمنة، وكتاب مزدك، وكتاب لسندباد، وبعضاً من ألف ليلة وليلة، وأكثره خيالي خرافي يدور بعضه على ألسنة الحيوان. وإلى جانب القصة ازدهر أدب الأقصوصة، وكتاب البخلاء للجاحظ خير مثال على هذا النوع من الأدب وقد امتاز الأدب القصصي العباسي بدقة الوصف والتصوير وبراعة الحوار، والقدرة على استنباط الحقائق وتصوير مرافق الحياة، وتسقط العجائب والغرائب، والكشف عن العقليات والعادات والتقاليد. وفي العصر العباسي ظهر فن المقامة، وضعه بديع الزمان الهمذاني، ولقي كثيراً من الرواج في العصر العباسي وما بعده .. وهو سرد قصصي يتناول الأخلاق والعادات والأدب واللغة، ويمتاز ألأسلوبه السجع وأغراقه في الصناعة وكثرة الزخارف والمحسنات المتنوعة .. وفضلاً عما ذكرنا اهتم النثر العباسي بتدوين العلوم على أنواعها وهذه العلوم كانت إما عربية إسلامية كعلوم الشريعة والفقه والتفسير والحديث والقراءات والكلام والنحو والصرف والبيان وغير ذلك، وإما أجنبية التأثير كالمنطق والفلسفة والرياضيات والطب والكيمياء والفلك وعلم النبات والحيوان وغير ذلك. بهذا حاولنا أن نلقي نظرة على الأدب العباسي، شعره ونثره، وأن توضح أهم ما تناوله من موضوعات وما امتاز به من خصائص عامة.
|
رد: التطور في العصر العباسي في جميع المجالات
شكرااااااااااااااا
| الامتحان الأول في مقياس الأدب العباسي للسنة الثانية أدب عري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إليكم و حصرياً طلبة المستوى الثاني فرع أدب عربي نموذج امتحان السداسي الأول في مقياس الأدب العباسي التحميل من الملفات المرفقة
|