التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الصبر أساس النجاح

الصبر أساس النجاح


الونشريس

صبر في القرآن الكريم يرد ذكر الصبر ومشتقاته 103 مرات في القرآن الكريم، إن من إرادة الله أن يذكر الصبر في القرآن الكريم لهداية القارئ المؤمن، ونجد ذكراً للصبر في 45 سورة تمثل بمجموعها 40 بالمئة من مجموع سور القرآن الكريم البالغ عددها 114 سورة، أما السور التي يتكرر فيها ذكر كلمة الصبر عدة مرات فهي : البقرة (9 مرات)، آل عمران (8 مرات)، الكهف (8 مرات) النحل (7 مرات)، وتشكل هذه بمجموعها ثلث المرات التي يرد فها ذكر الصبر، وتحتوي 93 آية على كلمة الصبر، وعشر من هذه الآيات يرد فيها ذكر الصبر مرتين كما ترد كلمة (اصبر) 19 مرة و(اصبروا) خمسة عشر مرة، و(الصابرين) بعدد المرات نفسها.
الآيات القرآنية الكريمة في موضوع الصبر
1- (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) [البقرة/ 45].
2- (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بيغر الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [البقرة/ 61].
3- (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة وإن الله مع الصابرين) [البقرة/ 153].
4- (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) [البقرة/ 155-165].
5- (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار) [البقرة/ 175].
6- (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل السائلي وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والمؤفون بعدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) [البقرة/ 177].
7- (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو الذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) [البقرة/ 249].
8- (ولما برزوا الجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) [البقرة/ 250].
9- (الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار) [آل عمران/ 17].
10- (إن تمسكم حسنة تسوءهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) [آل عمران/ 120].
11- (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) [آل عمران/ 125].
12- (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [آل عمران/ 142].
13- (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) [آل عمران/ 146].
14- (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) [آل عمران/ 186].
15- (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) [آل عمران/ 200].
16- (ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم) [النساء/ 25].
17- (ولقد كذبت رسل من بقلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد وجاءك من نبأ المرسلين) [الأنعام/ 34].
18- (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين) [الأعراف/ 87].
19- (وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين) [الأعراف/ 126].
20- (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) [الأعراف/ 128].
21- (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) [الأعراف/ 137].
22- (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال/ 46].
23- (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين* يا أيها النبي حرض المؤمنين على اقتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون* الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين باذن الله والله مع الصابرين) [الأنفال/ 46-66].
24- (واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين) [يونس/ 109].
25- (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحت ألئك الهم غفرة وأجر كبير) [هود/ 11].
26- (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين) [هود/ 49].
27- (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [هود/ 115].
28- (وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سؤلت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) [يوسف/ 83].
29- (قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [يوسف/ 90].
30- (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأ،فقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار) [الرعد/ 22].
31- (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) [الرعد/ 24].
32- (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أجرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لايات لكل صبار شكور) [إبراهيم/ 5].
33- (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرون على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) [إبراهيم/ 12].
34- (وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا محيص) [إبراهيم/ 21].
35- (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) [النحل/ 42].
36- (ما عندم ينفذ وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل: 96].




رد: الصبر أساس النجاح

بارك الله فيك اختي حياة
و جزاك خير الجزاء




رد: الصبر أساس النجاح

بارك الله فيك اختي حياة
و جزاك خير الجزاء




رد: الصبر أساس النجاح

شكرا لم جميعا




رد: الصبر أساس النجاح

جزاكي الله عنا كل خير




رد: الصبر أساس النجاح

شكرا لك اخي




رد: الصبر أساس النجاح

بوركت اخيتي وجوزيت خير الجزاء على الموضوع القيم




رد: الصبر أساس النجاح

شكرا لك اختي




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

فضل الصبر على المصائب

فضل الصبر على المصائب


الونشريس

أحاديث عن فضل الصبر على المصائب

[ أشد الناس بلاء الأنبياء ،

ثم الأمثل فالأمثل

، يبتلى الرجل على حسب دينه ،

فإن كان في دينه صلبا ، اشتد بلاؤه

، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه

، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ]

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 992

خلاصة حكم المحدث: صحيح

[عجبت لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير

إن أصابه ما يحب حمد الله و كان له خير

وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير

وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن ]

الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث:

الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 147

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

[ إن ناسا من الأنصار ، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفذ ما عنده فقال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله

ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ].

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1469

خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[ ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ولا سقم ولا حزن ، حتى الهم يهمه ، إلا كفر به من سيئاته ]

الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2573

خلاصة حكم المحدث: صحيح

[ إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ]

الراوي: أنس بن مالك وعبدالله بن مغفل وعمار بن ياسر وأبو هريرة المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 385

خلاصة حكم المحدث: صحيح

[ إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكره

حتى يبلغه إياها ]
الراوي: – المحدث: الهيتمي المكي – المصدر: الزواجر – الصفحة أو الرقم: 1/164خلاصة حكم المحدث: صحيح

[ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ].

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3407
خلاصة حكم المحدث: حسن

[ ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ]

الراوي: – المحدث: الهيتمي المكي – المصدر: الزواجر – الصفحة أو الرقم: 1/164

خلاصة حكم المحدث: صحيح




رد: فضل الصبر على المصائب

مشكورة اخي سفيان على الموضوع الرائع

اسال الله لنا و لكم حسن الخاتمة

دائما متميز بمواضيعك




رد: فضل الصبر على المصائب

خلاصة حكم المحدث: صحيح

[ إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكره

حتى يبلغه إياها ]

شكرا على الموضوع




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الصبر .

الصبر…


الونشريس

الصبر ثلاث انواع……….
صبر على الطاعة ومشقتها
صبر عن المعاصي ومغرياتها
صبر على الاحداث القدرية التي تنزل على الانسان بدون اختيار منه

{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ }آل عمران17

وهذه كلها صفات للذين اتقوا الله وأعد الله لهم جنات تجري من تحتها الانهار وهم صابرون وصادقون وقانتون ومنفقون في سبيل الله ومستغفرون بالأسحار

صابرون على ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انهم صابرون على تنفيذ تكاليف الله،لأننا أول ما نسمع التكليف فلنعلم أن فيه مشقة،والتكاليف الشرعية فيها مشقة لانها قيدت حرية العبد

لقد خلقك الحق سبحانه خلقا من خلقه صالحا لأن يفعل كذا أو لا يفعل كذا،وساعة يقول لك :إفعل،فإنه سد عليك باب (لا تفعل)وساعة يقول لك :لا تفعل،فإنه يكون قد سد عليك باب (إفعل)

وهذا يكون تقييد الإرادة ،وتقييد المخلوق على هيئة الإختيار فيه مشقة،فإذا ما جاء أمر الله سبحانه بـ (إفعل)فقد يكون الفعل في ذاته شاقا،فإن صبرت على مشقة الفعل الذي جاء بواسطة(إفعل)فأنت صابر لأنك صبرت على الطاعة

وقد تصبر عن المعصية عندما يلح عليك شئ فترفض أن ترتكب الذنب فتكون قد صبرت في ارتكاب الفعل مثلا بأمر الله سبحانه وتعالى بعدم شرب الخمر،أو النهي عن السرقة مثلا، فأنت قد صبرت عنها

والشئ القدري الذي لا اختيار للإنسان فيه،ماذا يفعل فيه المسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنه يصبر عليه ويرضى به،لأنه آمن بالله ربا والرب هو الذي يتولى تربية المربي لبلوغه حد الكمال المنشود به،فإذا جاء الحق بأمر لا اختيار للإنسان فيه كالمرض أو الزلزال أو حتى وقوع حجر من أعلى أو إصابة برصاصة طائشة،كل ذلك هي أمور لا دخل لـ (إفعل)و (ولا تفعل) فيها

وهنا يكون الصبر على مثل هذه الأمور هو إيمان بحكمة الله سبحانه وتعالى التي أجراها عليك

فصبر الإنسان على هذه الآلام والشدائد يدخله في باب الصابرين

اللهم اجعلنا من الصابرين وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

منقووووووول




رد: الصبر…

الونشريس




رد: الصبر…

أمين يا رب العالمين




رد: الصبر…

ط§ظ„ظˆظ†ط´ط±ظٹط³اللهم اجعلنا من الصابرين




رد: الصبر…

شكرا موضوع رائع




رد: الصبر…

الصبر مفتاح الفرج
الصبر من صفات الانبياء والرسل والمؤمنين
شكرا جزيلا اختي ام كلثوم على الموضوع
جزاك الله خيرا




رد: الصبر…

اللهم امين شكرا ياصامدة على الموضوع




رد: الصبر…

شكرا موضوع رائع




رد: الصبر…

فـعــــــــــلا ، اختي الفاضلة فالصبر صبران صبرا على مانحب وصبر على مانكره
الهم اجلعنا من الصابرين ، اللهم اجعلنا من الصبارين امين يارب العالمين
بوركت اختاه وجعله الله لك ميزان حسناتك




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

هل يجوز التلفظ بكلمة الكفر حفاظاً على النفس ؟ وأيهما أولى الصبر أم التلفظ بها؟

هل يجوز التلفظ بكلمة الكفر حفاظاً على النفس ؟ وأيهما أولى الصبر أم التلفظ بها؟


الونشريس

السؤال: قال لي أحد الأصدقاء إن الكذب من أجل حفظ النفس فرض ، وأن ذلك ذُكر في القرآن ، ولعله استدل بقصة عمّار بن ياسر وقوله تعالى ( إلا من اُكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) بينما الذي أعرفه أنا أنه لا يجوز للشخص أن يقول إنه غير مسلم مهما كان الأمر ، بل يجب أن يعتز بإسلامه تحت أي ظرف كان . السؤال هو : لو أن شخصاً وقع في ظرف يجبره على أن يقول إنه غير مسلم وإلا مات ، فما العمل ؟ هل يقول إنه غير مسلم وينجو من الموت أم العكس ؟ .

الجواب :
الحمد لله
أولاً:
ما قاله لك صديقك من جواز التلفظ بالكفر حماية لنفس المتكلم بها من الضرر أو الأذى الذي لا يُحتمل : صحيح ، وقد ثبت ذلك في القرآن ، وروي في السنَّة ما يؤيده ، ولم يختلف العلماء فيه .
أما القرآن :
فقد قال تعالى ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النحل/ 106 .
قال الطبري – رحمه الله – :
عن ابن عباس قال : فأخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه : فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم ، فأما من أكره فتكلم به لسانه وخالفه قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوّه : فلا حرج عليه ؛ لأن الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم .
" تفسير الطبري " ( 17 / 305 ) .
وأما السنَّة :
أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ، ثُمَّ تَرَكُوهُ . فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَا وَرَاءَكَ؟ ». قَالَ : شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ؟! قَالَ : « كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ ؟ » . قَالَ : مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ . قَالَ : « إِنْ عَادُوا فَعُدْ » . ٍ
رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 389 ) والبيهقي في" السنن الكبرى " ( 8 / 208 ). وإسناده ضعيف ، وروي من طرق كثيرة متعددة ، يدل على أن للقصة أصلاً .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
وهذه المراسيل تقوى بعضها ببعض .
" فتح الباري " ( 12 / 312 ) .
وأما الإجماع :
أ. فقد قال ابن حزم رحمه الله :
" اتَّفقُوا على أَن الْمُكْره على الْكفْر وَقَلبه مطمئن بالايمان انه لَا يلْزمه شَيْء من الْكفْر عِنْد الله تَعَالَى .. " انتهى .
"مراتب الإجماع" (61) . وينظر : "الإقناع في مسائل الأجماع" لابن القطان (2/272) .
ب. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ولهذا لم يكن عندنا نزاع في أن الأقوال لا يثبت حكمها في حق المكره بغير حق .. " انتهى.
"الاستقامة" (2/210) .
ج. وفي " الموسوعة الفقهية " ( 22 / 182 ) :
واتفق الفقهاء على أن من أكره على الكفر فأتى بكلمة الكفر : لم يصر كافراً .
انتهى
ثانياً:
الإكراه الذي يعذر صاحبه هو الإكراه الملجئ لصاحبه على قول تلك الكلمة .
جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 22 / 182 ) :
والإكراه نوعان : نوع يوجب الإلجاء والاضطرار طبعاً ، كالإكراه بالقتل أو القطع أو الضرب الذي يخاف فيه تلف النفس أو العضو ، قلَّ الضرب أو كثر .
وهذا النوع يسمَّى " إكراهاً تامّاً " .
ونوع لا يوجب الإلجاء والاضطرار ، وهو الحبس أو القيد أو الضرب الذي لا يخاف منه التلف ، وهذا النوع من الإكراه يسمَّى " إكراها ناقصاً " .
انتهى .
وقد ذكر العلماء شروطاً للإكراه التام الملجئ لقول كلمة الكفر ، وهي :
أ. أن يكون التهديد بما يسبب إتلافاً كالقتل والقطع ، أو أذى لا يحتمله المسلم كالحبس ، والضرب .
ب. أن يكون المكرِه قادراً على تحقيق ما هدَّد به .
ج. أن يكون المكرَه عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ، ولو بالهرب أو بالاستغاثة بغيره .
د. أن يغلب على ظن المكرَه وقوع ما هدَّد به المكرِه .
وانظر جواب السؤال رقم ( 70558 ) ففيه نقل مهم عن ابن قدامة المقدسي في ذلك .
ثالثاً:
هل يجوز للمكرَه أن يصبر ويحتمل الضرر والأذى ولو قُتل في سبيل ذلك ؟
نعم يجوز له ذلك ، وقد فعله بلال بن رباح رضي الله عنه وغيره .
قال ابن كثير – رحمه الله – :
ويجوز له أن يستقتل ، كما كان بلال رضي الله عنه يأبى عليهم ذلك ، وهم يفعلون به الأفاعيل ، حتى إنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدَّة الحر ، ويأمرونه أن يشرك بالله فيأبى عليهم وهو يقول : " أحَد ، أحَد " ، ويقول : والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلته ، رضي الله عنه وأرضاه .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 606 ) .
رابعاً:
وأيهما أفضل : الصبر والتحمل ولو أدى إلى الموت ، أم الترخص برخصة الشرع وإظهار الكفر باللسان ؟ .
الأقرب أن يُقال : الأفضل هو الصبر والتحمل ، وخاصة لمن كان من أهل العلم أو الفضل أو القدوة للناس ، وهو قول الجمهور .
قال ابن كثير – رحمه الله – :
والأفضل والأولى : أن يثبت المسلم على دينه ، ولو أفضى إلى قتله .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 606 ) .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 35 / 18 ) :
ويتفق الحنفية والمالكية والحنابلة وهو الأصح عند الشافعية : على أن الصبر والثبات على الإيمان مع الإكراه ولو كان بالقتل : أفضل من الإقدام على الكفر ، حتى لو قتل كان مأجوراً ؛ لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ من دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ) – رواه البخاري – .
ومقابل الأصح عند الشافعية أوجه :
أحدها : الأفضل الإتيان بكلمة الكفر صيانة لنفسه .
والثاني : إن كان من العلماء المقتدى بهم : فالأفضل الثبوت .
والثالث : إن كان يتوقع منه الإنكاء – أي : في العدو – والقيام بأحكام الشرع : فالأفضل أن ينطق بها لمصلحة بقائه ، وإلا فالأفضل الثبوت .
انتهى
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية الحديث السابق في شأن من كان صبر على القتلة الشنيعة المذكورة ، ممن سبق قبلنا ، ثم قال :
" ومعلوم أن هذا إنما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في معرض الثناء على أولئك ، لصبرهم وثباتهم ، وليكون ذلك عزة للمؤمنين من هذه الأمة " انتهى من "الاستقامة" (2/332) .
خامساً:
قال الأخ السائل " الذي أعرفه أنا أنه لا يجوز للشخص أن يقول إنه غير مسلم مهما كان الأمر ، بل يجب أن يعتز بإسلامه تحت أي ظرف كان " .
قد يظن ظان أن هذا الكلام يؤيده ما ورد في السنة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَنْ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ وَلَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ) .
رواه ابن ماجه ( 4034 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
لكن الواقع أن هذا الحديث ليس فيه المنع من الأخذ بالرخصة ، بل فيه بيان الأفضل عند الإكراه ، وقد سبق أن قول الجمهور أن الأفضل : الصبر والتحمل ، وأما الرخصة فثابتة في كتاب الله تعالى .
قال أبو الحسن المباركفوري – رحمه الله – :
وهذا يدل على أنه ينبغي اختيار الموت والقتل دون إظهار الشرك ، وهو وصية بالأفضل والعزيمة ، فإنه يجوز التلفظ بكلمة الكفر والشرك عند الإكراه ؛ لقوله تعالى: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) النحل/ 106 .
" مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " ( 2 / 283 ) .
وهذا الجواب في الواقع على سبيل التنزل .
وإلا ، فالواقع أن ما يقوله المكره ، وإن كان في نفسه شركا ؛ فإنه ليس شركا في حقه ، ولا يسمى بمجرد ذلك : مشركا ، بل هو ما زال مؤمنا ، لم يثلم إيمانه شيء ، ولم يقع هو في الشرك ، ولا عبرة بهذا القول الذي أكره عليه ، ما دام قلبه مطمئنا بالإيمان ؛ وحينئذ فهو لم يخالف هذا الحديث ، ولم يشرك بالله .
لكن المشكلة حقا ، هي أن يخاف بعضهم من القتل ، أو الأذى ، أو نحو ذلك من حصول ضرر ، أو فوات نفع ، فيقع في الشرك ، وينشرح صدره بذلك ، فيكون مشركا مرتدا .
والله أعلم




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الصبر . الشيخ / شهاب الدين ياسين

الصبر … الشيخ / شهاب الدين ياسين


الونشريس

الله عزوجل يُحب <الصـابـريــن>
وأنعِم وأكرِم بمحبة رب العالمين
قال تعالى
(وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)

"سورة آل عمران آية"146"

أيضاً إخوتي الكرام شرف الله عز وجل <أهل الصــبرِ>
في اليوم الآخـــــر
حيثُ أن الملائكة تتدخُل عليهم وهم في الجنة يُنعمـون
وتُحيِّهـم بالسّـــلام والجنــة دارُ السّــلام
كما قال عز وجل وهو أصدق القائلين
(وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ"23"سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ "24")
"سورة الرعد"

= = = = = = = = = = = = = = = = = =





التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الصبر على طاعة الله

الصبر على طاعة الله


الونشريس

الصبرعلى طاعةالله

يقول الله تعالى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَالَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَوَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَاوَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (28) .
يقول السعدي في تفسيره : أمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته في الأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ }أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاصفيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهموإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى
.
{
وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ }أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك. { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }فإن هذا ضار غير نافع … فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل،فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرطأمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا }غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره. { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ }أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} الآية. { وَكَانَ أَمْرُهُ } أي: مصالح دينه ودنياه { فُرُطًا } أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عنطاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به … والصبر المذكور في هذه الآية هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلىأنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاءوالعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دلذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه أ.هـ.
عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : [/color](( إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِالمِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إمَّا أنْيُحْذِيَكَ ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ،وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :(( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ، فَليَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )) رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح ، وَقالَ الترمذي : (( حديث حسن )) .

قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ :
عَنْ الْمَرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَـارَنِ يَقْتَـــدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلا تَصْحَبْ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي




رد: الصبر على طاعة الله

شكراااجزيلا
بارك الله فيك




رد: الصبر على طاعة الله

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك




رد: الصبر على طاعة الله

موضوع مميز بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك




رد: الصبر على طاعة الله

شكرا لكم على المرور وجزاكم الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

من منازل الصالحين الصبر

من منازل الصالحين الصبر


الونشريس

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، أما بعد،،
فمن المنازل التي حققها الصالحون من عباد الله، منزلة الصبر؛ التي امتدحها الله تعالى في كتابه، وأمر بها، وحث عليها رسول الله الونشريس. قال الله تعالى: الونشريس يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا.. الونشريس الآية [آل عمران:200] وقال: الونشريس إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب الونشريس [الزمر:10] وقال: الونشريس ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور الونشريس [الشورى:43] وقال تعالى عن عبده ونبيه أيوب عليه السلام: الونشريس إنا وجدناه صابرً نعم العبد إنه أواب الونشريس [ص:44].
وقال رسول الله الونشريس: { الصبر ضياء } [رواه مسلم] وقال: { من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر } [متفق عليه] وقال: { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له } [رواه مسلم].
قال أهل العلم: الصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر.
والصبر ثلاثة أنواع:

1- صبر على طاعة الله:
وبخاصة العبادات التي تصعب على النفوس بسبب الكسل كالصلاة، أو بسبب البخل كالزكاة، أو بسببهما جميعاً كالحج والجهاد. ولتحقيق هذا النوع العظيم من الصبر، ينبغي على العبد بعض الوظائف المعينة والميسرة له، وهي: * الاستعانة بالله: واعتقاد أنه تعالى هو المُصبّر للعبد. وإخلاص النية له تعالى، بأن يكون الباعث للعبد على الصبر هو محبة الله، وإرادة وجهه، والتقرب إليه.
* التخلص من دواعي الفتور وأسبابه، بألا يغفل عن الله ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن فهي بمثابة المروضات للنفس، والممهدات لها لأداء الفرائض والواجبات، وبخاصة مع تعليق الفكر دائماً بأجر الصابرين الذي ادخره الله لهم.
* مراعاة أن الصبر في هذا المجال يصبح مع الوقت سهلاً تتعود النفس عليه، لأنه مع الإخلاص يتحقق بإذن الله عون الله للعبد، وتصبيره على ما كان يستثقله، كما قال تعالى: الونشريس والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين الونشريس [العنكبوت:69].
فهذه الوظائف إذ قام بها العبد، فإنها كفيلة بإذن الله أن تساعده على التحلي بالصبر على طاعة الله، ولزومها والثبات عليها.

2- صبر عن معصية الله:
وهو أشد ما يكون العبد حاجة إليه، وبخاصة إذا تيسرت أسباب المعصية، وغاب الرقيب من البشر. وكلما كان الفعل الممنوع مما يتيسر فعله، كمعاصي اللسان من الغيبة والكذب ونحوهما، كان الصبر عليه أثقل. مثاله: أن ترى الإنسان إذا لبس الحرير أو الذهب استنكرت ذلك. ويغتاب أكثر نهاره، فلا تستنكر ذلك. لكن العبد لم يُترك سدى فقد حباه ربه الحليم بكل ما يصلحه، فما ترك داء يصيب عبده إلا أنزل له شفاءً، لذلك كان لهذا النوع من قلة الصبر عن المعاصي ما يعالجه، ويعين الإنسان على تحقيقه. وقبل وصف علاج هذا الداء، نذكر وصفاً لحال بعض عباد الله الصالحين في صبرهم عن المعاصي، وقد توفرت لهم كل أسباب مواقعتها، لكنهم بتوفيق الله ثم بإخلاصهم لله نجوا من الوقوع فيها.
فأفضل عباد الله أنبياؤه، ففيهم القدوة كما قال تعالى: الونشريس أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده الونشريس [الأنعام:90] لذلك نحاول أن نرى صورة عملية لهذا النوع من الصبر الثقيل على النفس والصعب عليها، ومن خلال موقف نبي الله يوسف عليه السلام، وقد عُرضت له الفتنة وتيسرت كل أسبابها.
يقول ابن القيم رحمه الله عن موقف يوسف وعظيم صبره عليه السلام: ( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية، فصبر اختياره، ورضى ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة، فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعزباً ليس له ما يعوضه ويرد شهوته، وغريباً، والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضاً ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص. ومع ذلك توعدته إن لم يفعل، بالسجن والصَغَار، ومع هذه الدواعي كلها، صبر اختياراً وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه ) [مدارج السالكين:2/156].
وعودة إلى الحديث عن علاج قلة الصبر عن المعاصي، فنذكر مثالاً لما يصلح علاجهاً لمن لم يستطع الصبر عن شهوة اتيان النساء، التي غلبته بحيث لا يملك فرجه، ولا عينه ولا قلبه وعلاجه كالتالي:
1- مواظبة الصوم، وتقليل الطعام قدر الإمكان فإن ذلك كاسر لهيجان الشهوة، مما يساعد من صبره قليل.
2- قطع الأسباب المهيجة لتلك الشهوة، فإنما تهيج بالنظر وتتحرك، فدواء ذلك كف البصر عن الوقوع على الصور المشتهاة، وما أكثر انتشارها في هذا الزمان، فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس. ومن أسبابه الاختلاط بالنساء، والتساهل في الحديث معهن، ومصافحتهن أو الخلوة بهن، وقطع هذا السبب بمقاطعة أماكن وجود النساء، كالأسواق، وعدم الاسترسال في الحديث معهن، واجتناب لمسهن نهائياً بمصافحة أو غيرها.
3- تسلية النفس بالمباح مما تشتهيه النفس، وهذه الشهوة لا يكسرها مثل النكاح، والقاعدة التي يجب أن يستحضرها الإنسان دائماً، هي أن كل ما يشتهيه الطبع من الحرام، ففي المباحات ما يغني عنه بحمد الله تعالى، مما يريح النفس من عناء الآثار التي تتركها المعصية في نفس العاصي أو أحواله عموماً بل الأكثر من ذلك أن العبد يؤجر على فعل المباح إذا قصد به التعفف، والابتعاد عن الحرام، وهذا من عظيم فضل الله على عباده، ييسر النعمة ويأجر عليها، ففي حديث النبي الونشريس: { وفي بضع أحدكم صدقة }. قالوا: يا رسول الله، يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: { أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر } [رواه مسلم].

3- صبر على ابتلاء الله وامتحانه:
بأنواع المصائب من أمراض، ونقص في الأموال والأنفس، وهذا كله مما لا كسب للإنسان، بل فعل الله بالعبد امتحاناً وتمحيصاً وتطهيراً. والصبر على هذا النوع من المقدورات من أعلى المقامات، لأن سنده اليقين في ثواب الله، وحسن عوضه، وأنه أرحم الراحمين لا يفعل ذلك بعبده إلا لحكمة يعلمها، وإلا لمصلحة ذلك العبد إما عاجلاً أو آجلاً. وما دامت هذه الابتلاءات ليست من كسب العبد، ولا حيلة له فيها أو معها، فالأفضل له الصبر عليها، واحتساب مشقتها على الله تعالى. والنصوص في فضل هذا النوع من الصبر كثيرة، ومواقف الصالحين من عباد الله في هذا الخصوص عديدة دالة على عظم يقينهم في وعد الله، وانتظارهم ثوابه جل وعلا. فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله الونشريس قال: { ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله عز وجل بها عنه، حتى الشوكة يشاكها } [متفق عليه]. ومن حديث سعد بن أبي وقاص الونشريس قال: قلت: يارسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: { الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خُفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض، وليس عليه خطيئة } [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
ومن المواقف التي تؤنس العبد، ما يروى من سيرة بعض العلماء والصالحين، فقد روى ثابت البناني قال: ( مات عبدالله بن مطرف، فخرج مطرف على قومه في ثياب حسنة، وقد أدهن فغضبوا وقالوا: يموت عبدالله، ثم تخرج في ثياب من هذه مدهناً؟ قال: أفأستكين لها، وقد وعدني ربي تبارك وتعالى ثلاث خصال، كل خصلة منها أحب إليّ من الدنيا وما فيها، ثم تلا قوله تعالى: الونشريس الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون الونشريس [البقرة،157:156]. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( من إجلال ومعرفة حقه، ألا تشكو وجعك، ولا تذكر مصيبتك ). وقال رجل للإمام أحمد رحمه الله: كيف تجدك يا أبا عبدالله؟ قال: بخير في عافية، فقال له: حممت (أي أصبت بالحمى) البارحة؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، ولاتخرجني إلى ما أكره. وعن هشام بن عروة قال: سقط أخي محمد وأمه بنت الحكيم بن العاص من أعلى سطح في اصطبل الوليد، فضربته الدواب بقوائمها فقتلته، فأتى عروة رجل يعزيه، فقال: إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها، قال: بل أعزيك بمحمد ابنك قال: وما له؟ فأخبره: فقال: اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء، وأخذت ابناً وتركت أبناء. فلما قدم المدينة أتاه ابن المنكدر، فقال: كيف كنت؟ قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ) [السير:4/434].
فلتحصيل هذه المنزلة العظيمة، منزلة الصبر بجميع أنواعه، فليشمر المشمرون، للدخول في زمرة عباد الله المخلصين.. الأنبياء، والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. طرق تحقيق منزلة الصبر لما لهذه المنزلة من المكانة في الدين، ولما غلب على سلف هذه الأمة، علمائها وصالحيها، من التحلي بها والتواصي بها، يجدر أن نتعرف على الأسباب المعينة على التحلي بالصبر، لأنه دواء لكثير من العلل والأمراض النفسية بل والعضوية كذلك. ولكنه دواءاً احتاج إلى قوة في النفس والإرادة لتحمله، لأنه محتف بمرارة الدواء، وكذلك يشق على كثير من الناس، إلا من وفقه الله تعالى. فالصبر من الأدوية التي أنزلها الله تعالى لكثير الأدواء، وقدر به الشفاء، وهو وإن كان شاقاً كما سبق فإن تحصيله يمكن إذا تحقق أمران هما العلم والعمل.
فكل مرض يحتاج إلى علم وعمل يليق به خاص به، ومن الأمثلة العملية على ذلك. إذا افتقر المرء إلى الصبر عن شهوة الجماع، وهذا أكثر شيوعاً في الناس، وقد غلبت عليه بحيث لا يملك فرجه ولا عينه ولا قلبه، فعلاج ذلك بثلاثة أشياء: أحدها: مواظبة الصوم والتقليل من الطعام وهذا من أعظم ما يحمل النفس على الصبر لأن فيه حبساً لها على المباح، فتكون بعد ذلك أحبس عن المحرم والممنوع. الثاني: تسلية النفس بالمباح من جنس المشتهى، وذلك بالنكاح. وها هنا قاعدة، وهي: أن كل ما يشتهيه الطبع من الحرام، ففي المباحات غنية عنه. وهذا هو العلاج الأنفع لأكثر الناس. الثالث: قطع الأسباب المهيجة لتلك الشهوة، وأهمها النظر، والنظر يقع بالعين وبالقلب، والقلب محرك للشهوة، فدواء هذا الاحتراز عن مظان وقوع البصر على الصور المشتهاة لأن النظر سهم من سهام ابليس.
فهذه الأشياء الثلاثة تجمع العلم والعمل، العلم بالوسائل المشروعة، والطرق الشرعية بتهذيب النفس، والعمل على تحقيق تلك الوسائل، وبذلك يستعان – بعد الله تعالى – على تحمل الصبر، وفيه تحقيق حسنيين هما: 1- طاعة الله بالصبر على المكاره والتكاليف وبالصبر عن المعاصي. 2- ثواب الله الذي ذكره في كتابه بقوله: الونشريس إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب الونشريس [الزمر:10] وقوله: الونشريس ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون الونشريس [النحل:96]. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




التصنيفات
شهادة التعليم المتوسط 2015

أجمل ما قيل عن الصبر

أجمل ما قيل عن الصبر


الونشريس

أجمل ما قيل عن الصبر

أجمل ما قيل فى الصبر قول الله تعالى {استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين}

وقول النبي صلى الله علية وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )مسلم

ألا بالصبر تبلغ ما تريد ** وبالتقوى يلين لك الحديد

أجمل ما قيل في الصبر والتصبر

الإمام الشافعي:

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفسا" إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـة الليالـي
فمـا لحـوادث الدنيـا بقـاء
وكن رجلا" على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحـة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرّك أن يكون لها غطـاء
تستـر بالسـخـاء فـكـل
عيب يغطيه كما قيل السخـاء
ولاتـر للأعـادي قــط ذل
فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
ولاترج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
ولاحـزن يـدوم ولاسـرور
ولا بؤس عليـك ولارخـاء
إذا ما كنـت ذا قلـب قنـوع
فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا
فـلا أرض تقيـه ولاسمـاء
وأرض الله واسعة ولكـن إذا
نزل القضاء ضاق الفضـاء

قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

اصبر على مضض الادلاج في السحر
وفي الرواح الى الطاعات في البكـر
إنـي رأيـت وفـي الأيـام تجربـة
للصبـر عاقبـة محمـودة الأثــر
وقـل مـن جـد فـي أمـر يؤلمـه
واتصحب الصبـرإلا فـاز بالظفـر

وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي :

هون عليك فكل الأمر ينقطع
وخل عنك ضباب الهم يندفع
فكل هم له من بعـده فـرج
وكل كرب إذا ضاق يتسـع
إن البلاء وإن طال الزمان به
الموت يقطعه أو سوف ينقطع

قال محمد بن بشر :

إن الأمور إذا استدت مسالكهـا
فالصبر يفتح منها كـل مرتجـا
لا تيأسن وإن طالـت مطالبـة
اذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

وقال زهير بن أبي سلمة :
ثلاث يعز الصبر عند حلولهـا *ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد يحبها * وفرقة إخـوان وفقد حبيب
وقال آخر :

عليك بإظهار التجلـد للعـدا

ولا تظهرن منك الذبول فتحقرا

أما تنظر الريحان يشمم ناظرا

ويطرح في البيدا إذا ما تغيرا

قال آخر

الدهر أدبني والصبر ربانـي
والقوت أقنعني واليأس أغناني
وحنكتني من الأيـام تجربـة
حتى نهيت الذي قد كان ينهاني

قال آخر :

إذا ما أتاك الدهـر يومـا بنكبـة
فافرغ لها صبرا ووسع لها صدرا
فإن تصاريـف الزمـان عجيبـة
فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا

قال آخر :

ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله
عند الإله وانجـاه مـن الجـزع
من شد بالصبر كفا عند مؤلمـة
ألوت يداه بحبـل غيـر منقطـع

ومسك الختام قول الشاعر من أروع ما قيل:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبـه
لا تيأسـن فـإن الكافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة
لا تجزعن فـإن القاسـم الله
إذا بليت فثق بالله وارضَ به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحـد
فحسبك الله في كـلٍ لـك الله

****
ويقول آخر :
كن حليماً إذا بليت بغيظ
وصبوراً إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى
مثقلات يلدن كل عجيبة
****
وهنا ثالث يقول :
وإذا مسك الزمـــــــــان بضر
عظمت دونها الخطوب وجلت
وأتت بعده نوائب أخــــــــرى
سئمت نفسك الحيــــــاة وملت
فاصبر وانتظر بلوغ الأمـاني
فالرزايــــــــا إذا توالت تولت
****
وهنـــــــــــا :
ومالي لا ألقى زمـــــــاني بمغدق
من الفال ما استقبلت منه ومامرا
فما العيش لــولا الفال إلا منغص
بجيش همـــــــوم كل آونة تترى
والأبيات كثيرة لكنني أكتفي بهذا القدر …
أرجوا الله عز وجل أن يلهمنا الصبر في الدنيا

اللهم اجعلنا من الصابرين آمين منقول
الونشريس




رد: أجمل ما قيل عن الصبر

شكرا على المجهودات***9786;




رد: أجمل ما قيل عن الصبر

العفووووووووووووووووووووووووو




رد: أجمل ما قيل عن الصبر

شكرااا لك على الموضوع ان شاء الله يكون الصبر مفتاح فرجنا يارب .




رد: أجمل ما قيل عن الصبر

ان شاء الله




التصنيفات
فقه السنة النبوية

تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام


الونشريس

كما نعلم إن أحزان النبي صلى الله عليه و سلم وهمومه زادت وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبى طالب في عام واحد، فـخديجة كانت خير ناصر ومعين له – بعد الله تعالى -، وعمه كان يحوطه ويحميه، ويحبه أشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه و سلم أنه مات كافراً.
وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي صلى الله عليه و سلم وتضيَّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه و سلم ، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه و سلم في موسم الحج، وفى الأسواق يرميه بالحجارة ويقول: إنه صابئ كذاب، ويحذر الناس من إتباعه، فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه و سلم واشتد به الحال، فخرج إلى الطائف راجياً ومؤملاً أن تكون أحسن حالاً من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة، فماذا لقي ؟
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي عن ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) متفق عليه.
والقصة تقول إنه حينما ذهب الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الطائف بدأ بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم في الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به، ويرمونه بالحجارة فأصيب عليه الصلاة السلام فى قدميه حتى سالت منها الدماء، واضطروه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف، فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة والأمن، وصرف أصحاب البستان الأوباش والسفهاء عنه، ثم أمرا غلاماً لهما نصرانياً يدعى عداساً وقالا له: خذ قطفاً من العنب واذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم مد يده إليه وقال بسم الله ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : من أي البلاد أنت ؟ قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال عداس: وما يدريك ما يونس ؟ قال عليه الصلاة والسلام ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي، فأكب عداس على يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقدميه يقبلهما، فقال ابنا ربيعة، أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك! فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا: قال لهما ما فى الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا تهوين أمر النبي عليه الصلاة والسلام، كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه و سلم من الطائف بأي كسب.
ورجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى فى عرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاها لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعض رجالاتها يلاحقونه عليه الصلاة والسلام في الأسواق والمواسم يرمونه بالكذب، ويحذرون العرب من إتباعه.
وفى الختام فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستسلم لهذا الواقع الأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة متوكلاً على الله، فكان عاقبة صبره نصر من الله، وفتح عظيم تتفيأ الأمة ظلاله، وتنعم بنور الرسالة الخاتمة، فجزاه الله خير ما جزى به نبياً عن أمته والحمد لله رب العالمين




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

بارك الله فيك موضوع في القمة
شكرا جزيلا لك أخي أليـــــــــــــــــــــــــــــــــــاس




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم

فان بعد كل صبر فرج الله اعنا بقوتك و صبرك




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

نعم قولك صحيح جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

وين كنت خويا إلياس حتى دوكا عادا وين شفت الرد




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

والله كنت نشاهد في مباراةة




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

قصدك مبارة بارصا وميلان
حتى انا كنت نتفرج
و عين في المنتدى كيما قالت ختي رانيا




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

بس انا التلفاز في بيت و الكمبيوتر في بست آخر غير متجاورين




رد: تعلم الصبر من سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام

الله غالب المهم انت معانا الآن




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

الصبر ومنزلته

الصبر ومنزلته


الونشريس

الصبر ومنزلته

للصبر منزلة عالية في الدين، فقد أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم وأمر به عباده، فقال تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم..) وقال تعالى: (ولربك فاصبر)، وقال تعالى: ( يا أيها اللذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
قال الامام ابن القيم رحمه الله : " الصبر باعتبار متعلَّقة ثلاثة أقسام : صبر الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها ".
وعن أبى سعيد الخدرى – رضي الله عنه – أن ناساً سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال: " ما يكن عندى من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يُصبره الله ، وما أُعطى أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر " رواه البخاري.
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الصبر في القرآن في تسعين موضعاً .
فالصبر خلق فاضل من أخلاق النفس ، يمنع من فعل ما لا يحسن ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها ، وقوام أمرها .
وقال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه . وقد يجزع الإنسان وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصبر على المصائب واجب باتفاق أئمة الدين . وإنما اختلفوا في وجوب الرضا . انتهى . وقد قال عليه الصلاة والسلام : ‘ إنما الصبر عند الصدمة الأولى ‘ رواه الشيخان . وفي لفظ : ‘ إنما الصبر عند أول صدمة ‘ .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ‘ الصبر ضياء ‘ رواه مسلم وأبو داود .




رد: الصبر ومنزلته

بارك الله فيك
نسال الله ان يكتبنا مع عباده الصابرين المحتسبين الممتثلين لاوامره




رد: الصبر ومنزلته

الونشريس