التصنيفات
انشغالات الأساتذة و المعلمين

مفهوم بيداغوجيا الخطأ

مفهوم بيداغوجيا الخطأ


الونشريس


* تحديد المفهوم :


يحدد أصحاب معاجم علوم التربية بيداغوجيا الخطأ: باعتبارها تصور ومنهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء.
وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.

* كيف يمكن دمج الخطأ في سيرورة التعليم والتعلم قصد الرفع من المردودية؟

عندما نتعمق في دراسة ظاهرة الخطأ، نكتشف مجموعة من الدراسات والبحوث التي اهتمت بهذا المجال، والتي حاولت في أغلبها توضيح أن الأخطاء التي يرتكبها المتعلم ليست ناتجة فحسب عن ما هو بيداغوجي أو ديداكتيكي أو تعاقدي.
بل إن هناك سبب جد هام وهو ما يتصل بتمثلات المتعلم تلك التي قد تكون خاطئة وبالتالي فهي تشكل عوائق أمام اكتساب معرفة عملية جديدة.
مع التأكيد على أن الأخطاء التي نرتكبها في تعلمنا تشكل جزءا من تاريخنا الشخصي مع كل ما يشتمل عليه تاريخنا الخاص من معرفة وتجربة وتخيلات.
وهكذا يمكننا تشبيه أخطائنا الخاصة بتلك الأخطاء التي عرفها تاريخ العلم خلال مراحل تطوره.
* النظريات التربوية التي اتخذت مشكل التمثلات وعلاقتها باكتساب المعرفة العلمية مجالا للبحث والدراسة.
* النظرية الجشتالطية
* النظرية البنائية
* النظرية الدافعية
* النظرية السلوكية

* العوائق الابيستيمولوجية (باشلار)

يعتبر "باشلار" أن التمثلات التي تترسخ في ذهن المتعلم على شكل أفكار مسبقة والتي تم اكتسابها من خلال التجارب المباشرة المرتبطة بالمجال الثقافي والاجتماعي تكون حمولة معرفية على شكل مجموعة من العوائق الايستيمولوجية التي تضمر وتقاوم اكتساب المعرفة العملية الجديدة، وفي هذا الإطار قسم باشلار العوائق الايستولوجية إلى خمسة عوائق أساسية والتي تتسبب في ارتكاب الأخطاء أو إعادة ارتكابها من جديد مرة أخرى هذه العوائق هي:
· العوائق المرتبطة بالمعرفة العامة.
· العائق الجوهري.
· العائق الحسي.
· العائق اللغوي.
· العائق الاحيائي.
تمثل هذه العوائق موضوعا أساسيا بالنسبة للمدرس وغالبا ما تكون هي السبب في ما يرتكبه المتعلم من أخطاء خلال مساره التعليمي التعلمي، كما أن هذه العوائق قد تبقى كامنة رغم انتهاء مراحل الدراسة.

* كيف يتم رصد الأخطاء ودمجها في الفعل التربوي ؟

أن فعل التقويم أمر ضروري في مستوى التحصيل عند المتعلمين وهو المعيار الأساسي لضبط المستويات الدراسية خاصة ما ارتبط منها بالتحصيل وبناء المفهوم، ويبقى الهدف الأساسي هو أن يعمل المدرس جاهدا على هدم التمثلات الخاطئة وتعويضها بمعرفة مواتية حسب مختلف مراحل النمو العقلي ووتيرة التعلم وذلك من خلال تهيئ وضعيات تربوية ملائمة لتحقيق هذا الهدف تشكل بيداغوجيا الخطأ الأسلوب البيداغوجي الذي يمكن اعتباره قصد تنفيذ هذا الإجراء على أرض الواقع.
من المعروف أن التقويم التشخيصي ضروري في بداية كل حصة دراسية وكل دورة وفي بداية السنة الدراسية قصد الحصول على مجموعة من البيانات التي توضح مدى تحكم المتعلم في مكتسباته السابقة، وكذلك معرفة تصوراته وتمثلاته حول مفهوم ما تعنه الظواهر المطروحة على مجموعة من التلاميذ نأخذ الأمثلة التالية في مادة العلوم الطبيعية.

المثال الأول:

طلب من مجموعة من التلاميذ الذين لم يسبق لهم أن تعرفوا على ظاهرة الزلازل والبراكين تقديم مجموعة من الشروحات حول الظاهرتين فجاءت أجوبتهم على الشكل التالي:
– أن الجن هو الذي يحدث البراكين، وأن الأرض تختنق فتريد أن تتنفس.
المثال الثاني :
طلب من مجموعة من التلاميذ لم يسبق لهم معرفة كيفية تكاثر المتعضيات المجهرية إلى تقديم شروحاتهم حول الوظيفة البيولوجية، وبعد تجميع تصوراتهم تم التوصل إلى ما يلي:
– إن المكروب الأنثى يبيض وكل بيضة تعطي مكروبا جديدا.
– إن المكروب الأنثى يلتقي (التزاوج) بالمكروب الذكر فتصبح الأنثى حاملا بعد ذلك تضع جنينا الذي ينمو ويكبر ليصبح مكروبا بالغا.
§ إذا تمعنا في هذه الأجوبة، نستنتج أن الأجوبة ليست وليدة فراغ بل أنها تتأسس على المكتسبات السابقة خاصة تلك المتعلقة بالتوالد. والتي سبق دراستها في مستويات سابقة، والتي تشكل في حد ذاتها عوائق ابستمولوجية. كما أن هناك عوائق إيستمولوجية لها علاقة بالمعرفة العامة.
§ إذن المطلوب من المدرس في هذه الحالة هو الأخذ بعين الاعتبار هذه الأخطاء وأن ينطلق منها ساعيا إلى هدمها وتعويضها بالمعرفة العلمية الجديدة، مما يؤدي حتما إلى حدوث قطيعة والتي ليست القطيعة النهائية بل ستليها قطيعات أخرى خلال المسار الدراسي.
* إذا كان الانطلاق من الخطأ مسألة أساسية لإنجاز التصحيح والتصويب فكيف يتم ذلك ؟
يمكن القول إن هذه العملية تمر عبر المستويات التالية:
· رصد التمثلات الكامنة عند المتعلم المرتبطة بالظاهرة المدروسة.
· اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم.
· إن الخطأ ليس معطى ينبغي إقصاؤه بل يشكل نقطة انطلاق المعرفة العلمية.
· الاعتراف بحق التلميذ في ارتكاب الخطأ لأن هذا الأخير يعتبر شيئا طبيعيا ومقبولا.
* وكما جاء على لسان مجموعة من الباحثين نذكر ما يلي :
– يقول باشلار: "الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه".
– يقول موران: "الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ".
– يقول طاغور: "إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة ستبقى خارجه".




رد: مفهوم بيداغوجيا الخطأ

تسلم يداك
بارك الله فيك




رد: مفهوم بيداغوجيا الخطأ

مشكور على الموضوع




التصنيفات
مستشاري التربية و التوجيه

الخلط بين الحادث المدرسي والخطأ الشخصي

الخلط بين الحادث المدرسي والخطأ الشخصي


الونشريس

إن خلط البعض في تحديد ((مفهوم الحادث المدرسي وشروطه)) جعلني اطرح هذا التساؤل قصد إثرائه من زملاء المنتدى وتوضيح أن ضرب تلميذ وإلحاق ضرر ما به هو : (( خطأ شخصي)) بحت . يتحمل الفاعل كامل مسؤوليته فيه.وان تدخل الإدارة وتعاملها مع (( الحادث)) بقواعدإجرائية شبيهة بقواعد (( الحادث المدرسي))هو خلط بين هذا وذاك.
فالقرار :171 / 2الصادر بتاريخ : 01 جوان 1992 المتضمن منع العقاب البدني والعنف تجاه التلاميذ في المؤسسات التعليمية تنص المادة : ( 06 )منه على مايلي :
(( علاوة على كون العقاب البدني اسلوب غير تربوي في تهذيب سلوكات التلاميذ فإنه يعتبر ( خطأ مهنيا)يعرض الموظف الفاعل الى الإجراءات التأديبية المنصوص عليها في القوانين الأساسية السارية المفعول بها )) .
المادة (07) : (( تعتبر الأضرار الناجمة عن العقاب البدني ( خطأ شخصي )يتحمل الموظف المتسبب فيها كامل المسؤولية من الناحية المدنية والجزائية ولا يمكن لإدارة التربية أن تحل محل الموظف المعني في تحمل تبعاتها )).
والمادة 124 من القانون المدني ( قانون رقم 05 – 10 مؤرخ في 20 يونيو 2022 ) تنص على مايلي :
(( كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه , ويسبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض )).
وقد يتساءل البعض : هل يمكن أن تنوب الدولة عن المعلم ,الأستاذ إ ذا الحق ضررا ولو عن غير قصد ؟؟
-(( تنوب الدولة عن المعلم إذا تعلق الأمر بالمسؤولية المدنية .أما المسؤولية الجزائية ( الضرب والجرح العمدي , أو المفضي الى الوفاة ولو دون قصد . القتل الخطأ أو الجرح الخطأ ) فإن المسؤولية الجزائية تبقى دائما على عاتق المخالف ذاته. ))
وحتى لايكون هناك خلط بين ((حادث مدرسي )) وبين فعل ضرب من طرف معلم لتلميذ مامثلا فقدحددالبند الثاني من القانون الأساسي لتعاضدية المساعدة المدرسية (مجال التخصص) فيما يلي:
(( التكفل بصفة تكميلية بالحوادث التي يتعرض لها التلاميذ المسجلون بانتظام في المؤسسات التعليمية وفي حدود مايسمح به القانون الداخلي للتعاضدية , أي : بتعويض المصاريف التكميليةالطبية أو الجراحية أو الصيدلانية أو جراحة الأسنان ( ماعدا الجهاز) أو الإستشفاء أو نقل المصاب وذلك في حالة تعرض التلاميذ للحوادث الواقعة داخل المؤسسات وبمناسبة قيامهم بنشاطات تربوية محروسة فعلا من طرف المعلمين أو الموظفين المكلفين بهذه المهمة طبقا للقانون المعمول به )).
وفي باب التنيهات ايضا يرد تحت رقم : 01 مايلي:
(( في كل حالة يجب أن يحرر تقرير الحادث في مطبوعة خاصة بالتعاضدية ويضاف الى الملف الطبي )).
وهنا يقصد بالمطبوعة الخاصة : المطبوعة المحتوية على ال05 نسخ ذات الألوان المختلفةالموجودة عادة على مستوى المؤسسة التعليمية:
المطبوعة البيضاء : ترسل الى التعاضدية.( المركز الجهوي )
المطبوعة الخضراء : ترسل الى مديرية التربية .
المطبوعة الزرقاء : خاصة بمدير الملحقة إذا كان للمؤسسة ملحقة تابعة لها ووقع الحادث بها.
المطبوعة الصفراء : ترسل الى الممثل الولائي للتعاضدية
المطبوعة الحمراء : تبقى على مستوى أرشيف المؤسسة .
والمتمعن في محتوىالتنبيه رقم 01 – أعلاه – فإن تحرير تقرير ضرب المعلم للتلميذ وتسجيل الضرر الذي لحق بهذا الأخير في مطبوعة خاصة بالتعاضدية ( إ ن حصل ) يعتبر شأنا لايخص هذه الأخيرة.
وقد جاء في المادة :19 من قانونها الأساسي أيضا موضحة المجالات التي لادخل لها فيه ما يلي :
(( لاتتدخل التعاضدية المدرسية في الحالات التالية :
– الإنتحار , والإغتيال أو محاولة الإغتيال ( الضرب والجرح المتعمدين ).
– والبتر المتعمد لأحد الأعضاء.
– وحوادث المرور
– وعواقب الحروب المعترف بها من طرف السلطة المدنية أو العدالة.
– والفتن والحوادث الجماعية. )).
ولأننا نأمل جميعا بأن يتم عمل كل الأطراف في أمن وسلام وبعيدا عن كل شر …. نحرص على أن نضع نصب أعيننا مبدأ:
(( الوقاية خير من العلاج ))فقد لايضرب هذا التلميذ ولكن قد يبتلى من حيث لاندري في ساحة غير مهيأة كما يحدث أثناء الحركة أو في الساحة المخصصة للنشاطات الرياضية أو في سلالم مهترئة وهنا يكمن حرصنا على ضرورة إتخاذكل مايمكن من تدابير (( وقائية ))لتفادي مايمكن أن يحدث …واضعين نصب أعيننا ماقاله ذات يوم عمر الفاروق :
(( لوعثرت بغلة بأرض العراق لخشيت أن أسأل عنهايوم القيامة: لم لم تسو لها الطريق ياعمر ؟؟؟؟)) ……فما بالنا بأبنائنا ……وبالبشر …….. ولا أصاب أحد فينا مكروه ..إن شاء الله …




رد: الخلط بين الحادث المدرسي والخطأ الشخصي

موضوع جدا حساس ومهم ربي يلطف بينا
شكرا لك استاذ شوتري




رد: الخلط بين الحادث المدرسي والخطأ الشخصي

الونشريس