يشتكي كثير منا في شهر رمضان المبارك ببعض الجفاف الروحي ، والفتور النفسي ، وقلة الروحانيات ؛ برغم محاولة الاجتهاد في التقرب إلى الله ، وجعل رمضان محطة إيمانية عالية للتزود ؛ لأن رمضان قد وردت فيه الكثير من النصوص المشجعة على ذلك ، بل النصوص المغرية بالإقبال على التقرب أكثر ؛ فالجنة مفتحة الأبواب ، والنار موصدة ، والشياطين مصفدة ، والأجور تضاعف ، وباغي الخير يزيد وينشط مع إشراقة فجر كل يوم في الشهر الفضيل .
والناس في حالة الجفاف الروحي هذه التي تصيب البعض منا ـ إخوة وأخوات ـ على مذهبين ، مذهب عدم الاكتراث بالحالة والتعود عليها خلال العام كله ، فما الجديد فيها ؟ ، ومذهب الخوف من الحالة والشعور بعدم التوفيق في اغتنام كنوز هذا الشهر الرباني المميز .
وكل المذهبين نخاطب في هذه المقالة ..
تعبٌ .. وتربية
فلو أننا نظرنا في تأثير الصوم على الجسم وما يتركه فيه من تعب وشعور ببعض كسل ربما ، لفهمنا أن الحال طبيعي ، وأن الصوم هو خروج عن مألوف دام أحد عشر شهرا كاملة ، وإن هو إلا تغيير للتعود الذي أعتاده الجسم والروح معا ، والكثير من الناس يصابون في أول رمضان بنوع من الربكة في المأكل والمشرب والنوم والعمل ونحو ذلك ، ومن هنا نرى الحكمة في صيام النبي عليه الصلاة والسلام في شهر شعبان الأيام الكثيرة ، كي يكون ذلك الصوم مقدمة وتمهيدا لصوم الشهر المبارك .
ومن يرى بأن حالة الجفاف الروحي التي تحدث في رمضان إن هي إلا حالة عادية مثل بقية السنة ، فهذا خلل في فهم فلسفة الصوم ، وفهم بركات هذا الشهر وما خصه الله تعالى به من مزايا ، ويجب تصحيح هذه النظرة أولا ، ليكون العلاج ثم .
ومن يخاف من حاله هذا ـ الجفاف الروحي في رمضان ـ فإن هذا الخوف يجب أن يبنى على علم ، وأن يتولد منه عملا ، لا أن يقبل المرء منا بالمرض ولا يبادر لعلاجه ، وتخليص نفسه من آثار المرض وتوابعه !
ولو تأملنا فيما يصيب الجسم من الصيام ـ كما ذكرت ـ لكنا قد فهمنا الأرضية التي يبنى عليها الصوم ، لنأخذ مثلا الصوم والرغبة في الزواج ، والذي يمثل نوعا من تحقيق شهوة مشروعة ، لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام قد وجه الشباب بأن يتزوج فإن لم يجد ؟ فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ، أي معينا على ما يجده في نفسه ! فالصوم هنا يكبح الشهوة لمن لا يجد مصرفا شرعيا لها : " "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" . رواه البخاري .
شكرا على الموضوع
علامات ليلة القدر
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }
سبب تسميتها بليلة القدر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
علامات ليلة القدر
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة
العلامات المقارنة
1.
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
2.
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
3.
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
4.
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
5.
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة
1.
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم
فضائل ليلة القدر
1.
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
2.
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
3.
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
4.
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
5.
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
6.
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
7.
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الشيخ / يحيى الزهراني
بارك الله فيك اختي أمال على الموضوع الرائع
اللهم بلغنا ليلة القدر
آمين يارب العالمين
شكرا على مرورك بالموضوع كريمة
شكرا على المرور بالموضوع أخي هديدو
مشكورة على المعلومات الدهبية امولة
أخطاء المصلين
أرجو الرد بالصلاة على النبي
1- من الأخطاء زيادة لفظة : (والشكر ) بعد قول: (ربنا ولك الحمد)، هذه زيادة من عند الناس وليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، والسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ)) أو ((رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ))، أما زيادة (وَالشُّكْرُ) فلم تثبت عنه .
2 – من أخطاء المصلِّين رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لِيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصَارَهُمْ عِنْدَ الدُّعَاءِ فِي الصَّلاَةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ)) رواه مسلم.
3-أما الأخطاء التي يقع المصلون فيها في السجود فكثيرة: منها عدم تمكين الأعضاء السبعة من السجود. هناك سبعة أعضاء يجب على المصلي أن يمكنها من الأرض ويسجد عليها وهي: الجبهة والأنف واليدان والركبتان والقدمان، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ: الْجَبْهَةِ وَالأَنْفِ وَالْيَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ)) فهذا الحديث يدل على أن أعضاء السجود سبعة، وأنه ينبغي للساجد أن يسجد عليها كلها . وقد سُئل الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله عن المصلي إذا رفع بعض َ أعضاء السجود عن لمس الأرض فهل تبطل صلاته؟ فأجاب رحمه الله: ‘ إن كانت رجلُه مرفوعة ٌ من ابتداء السجدة إلى آخرها لم تصح صلاته ، لأنه ترك وضع بعض الأعضاء وليس له عذر، وإن كان قد وضعها بالأرض في نفس السجدة ثم رفعها وهو في السجدة فقد أدّى الركن، لكن لا ينبغي له ذلك’.
4 – من الأخطاء قيام المسبوق لإتمام ما فاته قبل تسليم الإمام، فهذا من الأخطاء الشائعة بين المصلين أن يقوم المسبوق لإتمام ما فاته من ركعات قبل تسليم الإمام، أو عند ابتداء الإمام في التسليم، وذلك أن المصلي أحيانًا تفوته ركعة أو أكثر، فأول ما يشرع الإمام في التسليمة الأولى يقوم المسبوق ليأتي بما فاته، وهذا خطأ واضح، والسنة أن لا يستعجل، بل ينتظر حتى ينتهي الإمام من التسليمة الثانية . وسئل الشيخ عبد الرحمن السعدي عن ذلك فقال: ‘لا يحل له ذلك وعليه أن يمكث حتى ينتهي الإمام من التسليمة الثانية، فان قام قبل انتهاء سلامه ولم يرجع انقلبت صلاته نفلاً ، وعليه إعادتها، لأن المأموم فرض عليه أن يبقى مع إمامه حتى تتم صلاة الإمام ‘
5 – ومن الأخطاء الشائعة في الصلاة أيضا عدم تحريك المصلي لسانه وشفتيه في التكبير وقراءة القرآن وسائر الأذكار ، والاكتفاءُ بتمريرها على القلب وهذا خطأٌ، فتراه واقفا في صلاته بدون أن يحرك لسانه أو شفتيه، وكأن الصلاة أفعال فقط، وليس فيها أقوال ولا أذكار، علما بأن النصوص الشرعية في الكتاب والسنة جاءت مؤكّدة ٌ على النطق، قال تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ [المزمل:20]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: ((ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ))، وأقلـُها فاتحة الكتاب، ومن مقتضيات القراءة في اللغة والشرع تحريك اللسان والشفتين كما هو معلوم، ومنه قوله تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ [القيامة:16]، أما قراءة الرجل في نفسه بدون أن يحرك لسانه فليس بقراءة على الصحيح، لأن القراءة إنما هي النُّطق باللسان، وعليها تقع المجازاة، قال تعالى: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة:286]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ)) متفق عليه من حديث أبي هريرة. قال النووي في المجموع: ‘وأما غير الإمام فالسنة الإسرار بالتكبير، سواء المأموم ُ والمنفرد، وأدنى الإِسرار ِ أن يُسمع نفسه… وهذا عام في القراءة والتكبير والتسبيح في الركوع وغيره والتشهد والسلام والدعاء، سواء واجبـُها ونفلها، لا يُحسب شيء منها حتى يُسمع نفسه، إذا كان صحيح السمع ولا عارض… هكذا نصَّ عليه الشافعي، واتفق عليه الأصحاب، بل اشترط الجمهور أن يُسمع القارئ نفسه حيث لا مانع’.انتهى كلام الإمام النووي رحمه الله وشرط الإسماع أن لايشوش على من جواره في الصف وقد قال بقول الإمام الشافعي ِ والإمام النووي جمعٌ من الأئمة رحمهم الله جميعا ً منهم ابن قدامة في المغني وابن تيمية في الفتاوى ونقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن الإمام البيهقي والإمام الشوكاني في نيل الأوطار والإمام ابن باز في الفتاوى والإمام ابن عثيمين في الشرح الممتع ولقاء ِ الباب المفتوح حيث سئل رحمه الله :- هل يلزم تحريك الشفتين في الصلاة في الاذكار والقراءة ؟ ام يكفي ان يقرأها بدون تحريك الشفتين ؟ الجواب : لابد من تحريك الشفتين في قراءة القرآن في الصلاة وكذلك في قراءة الاذكار الواجبة كالتكبير والتسبيح والتحميد والتشهد ، لأنه لا يسمى قولا الا ما كان منطوقا به ، ولا نطق الا بتحريك الشفتين واللسان ، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعلمون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته أي بتحركها ، ولكن اختلف العلماء هل يجب أن يسمع نفسه أو يكفي أن ينطق بالحروف ؟ فمنهم من قال : لابد ان يسمع نفسه ، أي لابد أن يكون له صوت يسمعه هو بنفسه ، ومنهم من قال : يكفي إذا أظهر الحروف وهذا هو الصحيح . انتهى كلامه رحمه الله.فياأخي المصلي حرك لسانك وشفتيك في جميع اذكار الصلوات كتكبيرة الإحرام ودعاء الإستفتاح والتعوذ والبسملة والفاتحة واذكار الركوع والسجود والتشهد ولكن احذر ان تشوش على المصلين ، ونبه اهلك واولادك لهذه المسألة فإنك مسؤول عنهم امام الله يوم القيامة
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
باركك الله على الموضوع القيم فهاته أخطاء قد تبدة هيّنة لكنّها من الأساسيات في الصلاه
تقبلي مروري
شكرا…………………
اللهم صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وسلم تسليما كثيرا
شكرا…………………
حرم الدين الإسلامي زواج الإخوة من الرضاعة و ذلك التحريم جاء مراعاة لمصلحة المسلم كما هو الحال في كل التشريعات التي نص عليها الدين الإسلامي و هو ما اكتشفه العلم الحديث فقد و جد العلماء أن حليب الأم المرضعة يحتوي على جسيمات مناعية بعد إرضاع الطفل من 3 إلى 5 جرعات ، و بذلك فإن الطفل يكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة الناتجة عن الحليب و بالتالي يكون مشابها لأخته أو أخيه من الرضاع في بعض الصفات الوراثية التي قد تنتقل في النسل الجديد و تندمج مع جيناته التي تتقبل كل ما هو جديد . هذا يعني أنه الزواج بين الإخوة بالرضاعة يشمل مخاطر تشبه المخاطر الناتجة عن زواج الأقارب بالدم
شكرا اخي صيام على المعلومات
شكرا لك اخى على المعلومة القيمةوجــزاك الـلــه خـــــيــــر
أتى رمضان
سعيد بن مسفر أحمد الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بلغنا رمضان ، الذي أنزل فيه القرآن ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .
أما بعــــــــــــــد
اعلموا رحمكم الله أن شهر رمضان مضمار السابقين ، وغنيمةُ الصادقين ، فيه تُضاعفُ الأعمالُ وتحطُ الأوزارُ الثقال ، وفيه يُجابُ السؤال ، ويُغفَرُ للمستغفرِ ويُقالُ ، فهو غُرَّةُ الدُهُور ، ومصباح الشهور ، وربيعٌ للمؤمنِ يقتطفُ فيه الأُجُور ، وتُزينُ فيه الجنانُ والقصورُ ، فَجُدْ فيه بالطاعاتُ واهجُرِ الفتور .
شهرٌ اشتهرت بفضله الأخبار ، وتواترت فيه الآثار ، ففي الصحيحين : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا جاءَ رمضانُ فُتِّحَت أبواب الجنةِ وغُلِّقَت أبوابُ النار وصُفِّدت الشياطين ))
وإنما تُفَتَّحُ أبواب الجنة في هذا الشهرِ لكثرة الأعمال الصالحة وترغيباً للعاملين ، وتُغلَّقُ أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتُصفدُ الشياطين فَتُغَلُّ فلا يَخلُصونُ إلى ما يَخلُصون إليه في غيره .
رَوَى الإمامُ أحمد : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أُعطيت أُمتي خمسَ خِصال في رمضانَ لم تُعطهُنَّ أمةٌ من قبلها : خُلُوف فمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفرُ لهم الملائكة حتى يُفطروا ، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جنته ويقول : يُوشِك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصروا إليك ، وتُصفد الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيرهِ ، ويغفرُ لهم في آخر ليلة )) قيل يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القدر قال : لاَ ولكنَّ العاملَ إنما يُوفى أجره ، إذا قضى عَمَلَه ))
أيها الصائمون ..
اعلموا أن لشهر رمضان فضائل لا تحصى ، وكرامات لا تُستقصى ويكفي فيه شرفاً وفضلاً آياتٌ في محكم التنزيل ، تُقرَأُ وتتلى ، وأحاديث تروى .
فيا مُضيعَ الزمانِ فيما ينقص الإيَمانَ ما أراك في رمضان إلا كما في غيره من الزمان !
أما يسوقك إلى الخير ما يسوق ؟
أما يعُوقك عن الشرِّ ما يعوق ؟
متى تصيرُ سابقاً يا مسبوق ؟
إلى متى تُبادرُ سُوق الفسوق ؟
أولُ الهوى سهلٌ ثمَّ تنخرقُ الخروقُ فبادر ثم بادر ، فإن لذاتِ الدنيا كخطفِ البُرُوق .
وبلوغ رمضان نعمةٌ كبيرةٌ على من بَلَغْهُ وقام بحقه بالرجوع إلى ربه ، من معصيته إلى طاعته ، ومن الغفلةِ عنه إلى ذكره ، ومن البُعدِ عنهُ إلى الإنابة إليه .
يا ذا الذي ما كفاهُ الذنبُ في رَجبٍ … حتى عَصَى ربَّهُ في شـهر شعبانِ
لقـد أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَـا … فلا تُصَيَّرْهُ أيْضـاً شَهْرَ عِصْيانِ
وَاتْلُ الْقُرآنَ وَسَبِّـحْ فيه مجتَهِـداً … فَـإنه شِـهرُ تسبيـحٍ وقُـرْآنِ
كَمْ كنتَ تعرِف مِمِّنْ صَام في سَلَفٍ … مِنْ بين أهلٍ وجِيرانٍ وإخْـوَانِ
أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتَبْقَاكَ بَعْدهمـو … حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي
* كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبشرُ أصحابه بقُدومِ رمضان ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبشرُ أصحابه يقُولُ : (( قَدْ جَاءكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مبارك ، كَتَبَ الله عليكم صِيَامَهُ ، فيه تُفْتَحُ أَبْوَابُ الجِنَانِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الجحيم ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهِا فَقَدْ حُرِمَ )) . رَوَاهُ الإمامُ أحمد وَالنَّسَائىُّ .
قالَ بَعْضُهُمْ : هَذَا الحدِيثُ أصْلٌ في تَهْنِئَةِ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ المؤْمِنُ بِفَتْحِ أَبْوَابِ الجِنَانِ ؟ كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ المُذْنِبُ بِغَلْقِ أَبْوَابِ النِّيرَانِ ؟ كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ العَاقِلُ بِوَقْتٍ يُغَلُّ فِيهِ الشَّيْطَانُ ؟ مِنْ أَيْنَ يُشبِهُ هَذَا الزَّمَانَ زَمَانٌ ؟ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : ( أَتاكُمْ رَمَضَانُ سَيِّدُ الشُّهُورِ فَمَرْحَباً بِهِ وَأَهْلاً . جَاءَ شَهْرُ الصِّيَامِ بِالبَرَكَاتِ ، فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ زَائِرٍ هُوَ آتٍ ) .
أَتَى رَمَضَانُ مَزْرَعَةُ العِبَادِ … لِتَطْهِيرِ القُلُوبِ مِنْ الفَسَادِ
فَأَدِّ حُقُوقَهُ قـَوْلاً وفـِعْلاً … وَزَادَكَ فاتَّخِذْهُ لِلمَعادِ
فَمَنْ زَرَعَ الحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا … تَأَوَّهَ نادِماً يَوْمَ الحَصَادِ
يا مَنْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنَّا قَدْ قَرُبَتْ أَيَّامُ المُصَالَحَةِ ، يا مَنْ دَامَتْ خَسَارَتُهُ قَدْ أَقْبَلَتْ أَيامُ التِّجَارَةِ الرَّابِحةِ ، مَنْ لَمْ يَرْبَحْ في هَذَا الشَّهْرِ ، فَفِي أَيِّ وَقْتٍ يَرْبَحُ ، مَنْ لَمْ يَقْرُبْ فيهِ مِنْ مَولاَهُ ، فَهُوَ عَلَى بُعْدِهِ لاَ يَبْرَحُ ، مَنْ رُحِمَ في رَمَضَانَ فَهُوَ المَرْحُومُ ، وَمَنْ حُرِمَ خَيْرَهُ فَهُوَ المَحْرُومُ .
إِذَا رَمَضَانُ أَتَى مُقْبِلاً … فَأَقْبِلْ فَبِالْخَيْرِ يُسْتَقْبَلُ
لَعَلَّكَ تُخْطِئُهُ قابِلاً … وَتَأْتِي بِعُذْرٍ فَلاَ يُقْبَلُ
كَمْ يُنادى: حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ وَأَنْتَ خَاسِرٌ ؟ كَمْ تُدْعَى إِلَى الصَّلاحِ وَأَنْتَ عَلَى الفسادِ مُثَابِرٌ ؟ كَمْ يُدْعَى أَهْلُ الاْجْتِهَادِ فَيُجِيبُونَ وَأَنْتَ عَنِ الإِجَابَةِ نافِرٌ ؟ كَمْ وَصَلَ الأَحْبَابُ إِلَى مَوْلاَهُمْ وَأَنْتَ بِقَدَمِ البِطَالَةِ عَاثِرٌ ؟ فَجِدَّ أَخِي ، هَذِهِ مَوَاسِمُ الخَيْرَاتِ فاغْتَنِمْهَا وَبَادِرْ ، وَهَذَا إِبَّانُ الزَّرْعِ فَهَلْ لِلخَيْرِ باذِرْ ؟
إِخْوَانِي:
أَيْنَ مَنْ كَانَ مَعَكُمْ العَامَ فِي هَذِهِ اللَّيَالِ ، مِنَ النِّسَاءِ والرِّجَالِ ، يُنافِسُونَكُمْ فِي صَالِحِ الأَعمَالِ ، وَيُخَالِطُونَكُمْ في سَائِرِ الأَحْوَالِ ؟ أَمَا طَحَنَتْهُمْ رَحَى المَنُونِ وَلَمْ تَنْفَعِ الآمَالُ ، وَقُطِعَتْ مِنْهُمُ الأَعْمَارُ وَالآجَالُ ، وَخَلُّوا في ضَرَائِحِهِمْ بِمَا قَدَّمُوا مِنَ الأَعْمَالِ ، وَأَخَذَهُمُ المَوتُ وَمَا دَفَعَ عَنْهُمُ المَالُ وَالعِيالُ ، وَقَدِمُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا مِنْ جَمِيعِ الأَفْعالِ ؟ وَها أَنْتُمْ لِطَرِيقِهِمْ سَالِكُونَ ، وَلِمَدَاخِلِهمْ دَاخِلُونَ ، وَعَلَى سَبِيِلِهِمْ مُتَّبِعُونَ ، فَبادِرُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَوْقاتَكُمْ قَبْلَ الاْرْتِحَالِ ، فَيَا سَعَادَةَ مَنْ قُبِلَتْ مِنْهُ فِي شَهْرِهِ الأَعْمَالُ ، وَيَا شَقَاوَةَ مَنْ فَرَّطَ في صِيَامِهِ بِالإِهْمَالِ .
أخي الصائم :
هَاهِيَ مَوَاسمُ الخيرِ قَدْ دنَتْ ، وهَا أنْتَ مِنَ الذنوبِ اقترفتْ ، وَمِنَ المعاصي ارتكبتْ ، فَسَارعْ في فكاكِ نَفْسِكَ بالنَّدَم ، وَعُدْ إلى ربِكَ بالتَّوْبَةِ وَالحُزْنِ ، مُدَّ إِلَيْهِ يَدَ الاْعْتِذَارِ وَقُمْ عَلَى بابِهِ بِالذُّلِّ وَالاْنْكِسَارِ . وَارْفَعْ قِصَّةَ نَدَمِكَ مَرْمُوقَةً عَلَى صَحِيفَةِ خَدِّكَ بِمِدَادِ الدُّمُوعِ الغِزَارِ ، وَقُلْ : (( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ )) .
قِفْ عَلَى البَابِ بَاكِياً ، وَنَكِّسِ الرَّأْسَ بِالنَّدَمِ شَاكِياً ، وَأَلِحَّ عَلَى الْمَوْلَى العَظِيمِ دَاعِياً ، وَقُلْ بِلِسَانِ الاْعْتِذَارِ ، بِالنَّدَمِ عَلَى الذَُنُوبِ وَالأَوْزَارِ :
يَا رَبِّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً … فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إنْ كانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَ مُحْسِنٌ … فَمَنِ الَّذِي يَدْعُو وَيَرْجُو المُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعاً… فَـإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ ؟
ما لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الدُّعَاء … وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ، ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ
اللَّهُمَّ يَا مَنْ لاَ تَنْفَعُهُ الطَّاعَةُ ، وَلاَ يَضُرُّهُ العِصيَانُ . يَا مَنْ غَمَرَ البَرِيَّةَ بِالْجُودِ وَالإِحْسَانِ وَالْفَضْلِ وَالاْْمْتِنَانِ . نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنَا مِنْ عَبِيدِكَ المُفْلِحِينَ ، وَأَوْلِيائِكَ المُتَّقِينَ ، الَّذِينَ أَهَّلْتَهُمْ لِخِدْمَتِكَ ، وَنَعَّمْتَهُمْ بِأُنْسِكَ وَحَضْرَتِكَ . وَسَقَيْتَهُمْ لَذِيذَ شَرَابِكَ ، وَخَلَعْتَ عَلَيْهِمْ خِلَعَ أَحْبَابِكَ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ المَقْبُولِينَ في هَذَا الشَّهْرِ الفَضِيلِ . وَخُصَّنَا فِيهِ بِالأَجْرِ الوَافِرِ وَالعَطَاءِ الجَزِيلِ . واغْفِرْ لَنَا فِيهِ كُلَّ ذَنْبٍ عَظِيمٍ . وَخَفِّفْ ظُهُورَنَا مِنْ كُلِّ وِزْرٍ ثَقِيلٍ ، وَتَقَبَّلْ فِيهِ يَسِيرَ أَعْمَالِنَا فَإِنَّكَ تَقْبَلُ العَمَلَ القَلِيلَ .
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا يَسِيرَ الأَعْمَالِ ، وَهَبْ لَنَا إِسَاءَتَنَا في الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ . وَسَمِحْنَا عَنِ الغَفْلَةِ وَالإِهْمَالِ ، وَاغْفِرْ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ ، الأَحْيَاءِ وَالمَيِّتِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ، ووفقنا للتزودِ من التقوى قبل النُقلة ، وارزقنا اغتنام الأوقات في ذي المهلة ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين . وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولا تنسوا أخوكم من دعوة صادقة .
أبو ماجــــد
الأربعاء / 3. رمضان . 1443هـ
شكرا اخي بارك الله فيك
فضل عشر من ذي الحجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فضل أيام عشر ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح.. ومن أعظم هذه المواسم وأجلَّها.. أيام عشر ذي الحجة.
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1- قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1–2]، قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.
2- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:28]، قال ابن عباس: أيام العشر.
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { "ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" } [رواه البخاري].
4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه الطبراني في المعجم الكبير].
5- كان سعيد بن جبير رحمه الله ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [رواه الدارمي بإسناد حسن].
6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره.
7- قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
مايستحب فعله في هذه الأيام
1- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. عن ثوبان قال سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.
2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: { كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.
3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.
فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنه قال عن صوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم].
5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه : { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر } ( يوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب: القول الأول: لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.. وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.
بماذا تستقبل مواسم الخير؟
حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله – عز وجل – فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعلى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].
أحكام عيد الأضحى المبارك
أخي المسلم:
احمد الله عز وجل أن جعلك ممن أدرك هذا اليوم العظيم، ومدّ في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها من الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى الله زلفى.
والعيد من خصائص هذه الأمة ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام فعليك بالعناية بها وتعظيمها. ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].
وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام العيد:
1- التكبير: يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة قال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ [البقرة:203]K وصفته أن تقول: ( الله أكبر، الله أكبر، لاإله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ) ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلانا بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
2- ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله : { من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح } [رواه البخاري ومسلم]. ووقت الذبح أربعة أيام العيد، ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي أنه قال: { كل أيام التشريق ذبح } [انظر السلسلة الصحيحة برقم 2467].
3- الإغتسال والتطيب للرجال: ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام – أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.
4- الأكل من الأضحية: كان رسول الله لا يطعم حتى يرجع من المصلى قيأكل من أضحيته.
5- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر: والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد لفعل الرسول .
6- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة: والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]. ولا تسقط إلا بعذر شرعي والنساء يشهدن العيد مع المسلمين، حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى.
7- مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي .
8- التهنئة بالعيد: لا بأس مثل قول: تقبل الله منا ومنكم.
واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها:
1- التكبير الجماعي: بصوت واحد أو الترديد خلف شخص يقول التكبير.
2- اللهو أيام العيد بالمحرمات: كسماع الغناء، ومشاهدة الأفلام، واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات.
3- أخذ شيء من الشعر، أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي لنهي النبي عن ذلك.
4- الإسراف والتبذير: بما لا طائل تحته ولا مصلحة فية ولا فائدة منه لقول الله تعالى: وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141].
بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها
شرع الله الأضحية بقوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2] وقوله تعالى: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ [الحج:36]، وهي سنة مؤكدة، ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر.
مم تكون الأضحية؟
الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والغنم لقول الله تعالى: لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ [الحج:34]. ومن شروط الأضحية السلامة من العيوب. قال رسول الله : { أربعة لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي } [رواه الترمذي].
وقت الذبح
بداية وقت الذبح بعد صلاة العيد لقول الرسول : { من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة } [متفق عليه].
ويسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أو من أوصاه ) فإن رسول الله ذبح كبشاً وقال: { بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي } [رواه أبو داود والترمذي]، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
توزيع الأضحية
يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28] وقال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36] وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً هدية للأغنياء، وثلثاً صدقة للفقراء. ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر.
فيما يجتنبه من أراد الأضحية
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته، لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال: { إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره }[رواه أحمد ومسلم]، وفي لفظ: { فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي } وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته، ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية.
ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم.
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أ ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله – تعالى – ولا يعود ولا كفارة عليه، ولا يمنعه ذلك عن الأضحية، وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وأن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل: أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصة، أو ينزل الشعر في عينيه فيزيله، أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه.
وختاماً: لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
زاك الله خيرا ع المعلومات القيمة
بارك الله فيك أختي
بارك الله فيك
موضووع جميل جداا يستحق التثبيت لانه حقا جديد وغير مكرر
ما ينجي من أهوال يوم القيامة
الأفراط يثقلون الميزان: ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءته أفراطه(جمع فرَط وهو المتقدم في طلب الماء ليقوم بتهيئة السقيا لقومه ويقال للطفل الميت: اللهم اجعله لنا فرطاً) فثقلوا ميزانه الوجل من الله ينقذ من التردي في جهنم: *****ورأيت رجلاً من أمتي*****قائماً على شفير جهنم فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ومضى البكاء من خشية الله ينقذ من النار ويخرج صاحبها منها: *****ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار فجائته دموعه التي بكى من خشية الله في الدنيا فاستخرجته من النار حسن الظن بالله ينجي من الرعدة على الصراط: *****ورأيت رجلاً من أمتي- قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة – فجاءه حسن ظنه بالله فسكَّن رعده ومضى
مشكورة يا أختي
سؤالان : في استقبال شهر رمضان
هناك سؤالان مهمان على المسلم أن يسألهما لنفسه وهو يستعد لاستقبال شهر رمضان , شهر البر والإيمان , شهر الخير والإحسان , شهر الصفح والغفران.
فالسؤال الأول هو : كيف أستعد استعدادا حقيقيا لاستقبال شهر رمضان ؟ .
لكي يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان فإن عليه أن يعلم أن شهر رمضان يحتاج منه إلى استقبال خاص , فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا ببلوغه رمضان. فإذا دخل شهر رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
وقال معلى بن الفضل : كانوا (السلف) يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان, ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.
وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سَلِمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتَسَلمه مني متقبلاً.
وهذا الاستقبال الخاص يتضمن من المسلم عدة أمور منها :
1- التوبة والإنابة من جميع الذنوب:
فالتوبة تتجدد في رمضان حتى يتعرض المؤمن لنفحات الله ورحماته , قال تعالى : " فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) سورة هود , وقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) سورة التحريم .
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النهارِ، وًيبْسُطُ يَدَهُ بِالنهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" .أخرجه أحمد 4/395 ومسلم 8/99 .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ , فَإِنِّى أَتُوبُ إِلَيْهِ في الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (447).
قال الشاعر :
فَتُب لله حقاً ثُمَّ أقبِل * * * بُعيد التّوب والدّمع المسالِ
ستلقى الله توّاباً رحيماً * * * مجيباً للدعاءِ وللسؤالِ
فيا ربّي أنَبْتُ إليك طَوعاً * * * تقبّل تَوبتي وألطف بحالي
2- التحلل من جميع المظالم :
على المسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يستقبله ويستعد له بالتحلل من جميع الظالم سواء كانت في حق الله أم في حق العباد , فالمظالم التي في حق الله تحتاج إلى أن يرد تلك المظالم إلى أصحابها وأن يطلب منهم المسامحة والصفح , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنْ كَانََتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لاَ يَكُونُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعَلَتْ عَلَيْهِ.
– وفي رواية : رَحِمَ اللهُ عَبْدًا كَانَتْ لأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوا عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ. أخرجه أحمد 2/435(9613) .
قال الشاعر :
إلهي لا تعذبني فإني * * * مقر بالذي قد كان منى
فكم من زلة لي في البرايا * * * وأنت علي ذو فضل ومنِّ
يظن الناس بي خيراً وإني * * * لشر الناس إن لم تعفو عني
3- تصفية القلب من علائق الدنيا:
وفي استقبال رمضان يصفي المسلم قلبه من علائق الدنيا ويقبل على عبادة الله تعالى بحب وإخبات حتى يشرح الله صدره للإسلام والإيمان , قال تعالى : : أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر .
ومن تصفية القلب الصدق مع النفس ومع النفس ومع الناس وحب الخير للجميع , والبعد عن أمراض القلوب من غل وحقد وحسد وكبر وغيبة ونميمة وغش وغيرها , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ ، نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ رواه ابن ماجه (4307) .
قال الشاعر :
أنا إن بكيت فلن ألام على البكا * * * فلطالما استغرقت في العصيان ِ
يا رب إن لم ترضى إلا ذا تُقى * * * من للمسيء المذنب الحيرانِ
4- الحرص على مجاهدة النفس في العبادة:
وكذا في استقبال رمضان يستعد المسلم لمجاهدة نفسه من الشيطان والهوى والشهوات والشبهات , ويقبل بجد واجتهاد وإخلاص وإتقان على الصوم والصلاة وقيام الليل والصدقة ,وليعلم أن عزه وشرفه في تلك المجاهدة, فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت ، فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس " .أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 ) الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 505.
قال الشاعر :
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح
والسؤال الثاني هو : ما هو برنامجي الإيماني في شهر رمضان ؟ .
رمضان فرصة من أعظم الفرص للإقبال على العبادة والتعرض لنفحات الرحمات والخيرات من الله تعالى ,فعَن أَنَسٍ ، قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : اطلُبُوا الخَيرَ وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ الله ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحاتٌ مِن رَحمَتِهِ يُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ ، واسأَلُوا الله أَن يَستُرَ عَوَراتِكُم وأَن يُؤَمِّنَ رَوعاتِكُم. رواه الطبراني في " الكبير " (720 )الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 511 .
ولن ينال المؤمن تقوى الله إلا بالإقبال على تلك العبادات , فهو شهر يتربى فيه على التقوى , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
قال المناوي: "أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه". "فيض القدير" (4/250).
قال الشاعر :
شهر يفوق على الشهور بليلة *** من ألف شهر فضلت تفضـيلاً
طوبى لعبد صح فيه صيامه *** ودعا المهيمن بكرة وأصيــلا
وبليلة قــد قام يختم ورده *** متبتـــلاً لإلهــه تبتــيلا
وعلى المسلم الحقيقي أن يكون من أهل التميز في رمضان فيضع لنفسه برنامجا من بداية الشهر يتميز فيه على غيره وهذا البرنامج يتضمن :
1- الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبراً وحفظاً , فلا يدع الشهر يمر دون أن يختم القرآن الكريم على الأقل ختمتين .
2- المحافظة على جميع الصلوات في جماعة وصلاة التراويح في المسجد ويفضل المسجد الذي يختم القرآن .
3-حضور مجالس العلم في المساجد وغيرها والحرص على الاستفادة منها وسؤال العلماء .
4- قيام الثلث الأخير من الليل .
5- الإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة عن الإفطار وفي الصلوات.
6- الإكثار من التصدق وإفطار الصائم وزكاة الفطر.
7- صلة الرحم والتواصل مع الناس الصالحين .
8- عمل ايجابي نافع كل يوم يستغل فيه كل دقيقة من أوقات الشهر , ولا يضيع وقته أمام الفضائيات وفي متابعة الأفلام والمسلسلات .
9- يجعل بيته بيتاً ربانياً يشعر فيه أهل بيته بقيمة الشهر فيجمعهم على القرآن فيختمونه معاً ويعمل لوحات بفضائل الشهر يعلقها داخل المنزل ويعقد الدروس العلمية لأهل بيته ويصطحبهم إلى المسجد للصلاة ودروس العلم.
10 – لو تيسر له عمل عمرة في رمضان فليسارع بها فإنها تعدل حجة .
قال الشاعر :
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه * * * ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأب في قول وفي عمل * * * صوم النهار وبالليل التراويح
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال .
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
اللهم بلغنا رمضان ..و اعنا على صيامه و قيامه امين يارب العالمين
شكرااااا ملاك
اللهم بلغنا رمضان ، موضوع رائع أختي بارك الله فيك
إن شاء الله سنجتازه كما العادة إيمان وطاعة وعبادة…
أسعد الله جميع أوقاتكم باليمن والمسرات
أحبتي كلنا نعلم أنه شهر رمضان شهر فضيل شهر العبادات والطاعات وقراءة القران والبحث عن الخيرات لكسب الاجر والثواب والبعد عن المعاصي
والصوم عن كل المحرمات ليس فقط الصوم عن الاكل والنوم طوال النهار وترك الصلاة وقراءة القران الي متى هذه الغفله ؟
كنا نتحرى رمضان فرحين بقدومه ونتبادل فيه التهاني هل نفرح برمضان من أجل الاكل وترك العبادات !!
شباب في ريعان الشباب المؤذن يؤذن في هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور فتجدهم لايبألون بهذا النداء وبدل من الذهاب للمسجد تجدهم يبسطون بالشوارع ويرفعون صوت الاغاني فوق صوت الاذان ويفحطون بالشوارع ويزعجون المصلين !!
لاأعلم أي أعمال سيقابلون رب العباد بها؟
في بداية شهر رمضان نشاهد الاجتهاد بالعبادة
والمساجد مملوءه بالمصلين وما أن ينتصف الشهر فتجد الكسل والخمول والمساجد يقل بها المصلين وملحوظ بشكل كبير جدآ!!
الي متى هذه الغفله الي متى التفريط بليالي هذا الشهر الفضيل ؟
العشر الاولى رحلت والعشر الاخرى قاربت على الرحيل فلماذا لانجتهد بالعشر الاواخر بالتقرب الي الله بالعبادات والاجتهاد بااداء الصلوات فان الله تواب وغفور رحيم حتى بااخر يوم يقبل التوبه
علينا ياعباد الله أن نجتهد بالعشر الاواخر بها ليله خير من الف شهر وهي ليلة القدر كلها أيام ويرحل رمضان فااوصيكم بنفسي واياكم بالاجتهاد بهذه العشر الاواخر قدر الامكان حتى ننال رضى الرحمن
ونكسب الاجر وتكتب في ميزان أعمالنا وقد لاندرك رمضان القادم .
بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه المنيه وقد لاندرك العشر الاواخر.
والانسان يوم القيامه ويوم الحساب يسأل عن أعماله وهي الشاهده عليه فلا نعلم هل تدخله اعماله الجنه أم النار
فاكسبوا هذه العشره الخيره .
تزودُوا فيها بالطاعات
أعملوا الخير واسعوا له
تحيات فأختكم في الله – طالبة العلى –
نعم لا يعلم أحد متى تأخذه المنية فعلى كل أحد منا انتهاز الفرصة ما دام في الدنيا شكراااااااا لك أختي نور على موضوعك الرائع انّ موضوعك في محله غاليتي و أرجو من كل انسان يقرأ هذا الموضوع أن يستفيد شكرااااااا لك مجددا على التوعية بارك الله فيك أختاه وجعله في ميزان حسناتك آآآآآآآآآمين يارب العالمين و دمت لنا بارعة و متألقة صحـــــى حورك حنونتي
نعم لا يعلم أحد متى تأخذه المنية فعلى كل أحد منا انتهاز الفرصة ما دام في الدنيا شكراااااااا لك أختي نور على موضوعك الرائع انّ موضوعك في محله غاليتي و أرجو من كل انسان يقرأ هذا الموضوع أن يستفيد شكرااااااا لك مجددا على التوعية بارك الله فيك أختاه وجعله في ميزان حسناتك آآآآآآآآآمين يارب العالمين و دمت لنا بارعة و متألقة صحـــــى حورك حنونتي
|
وانت الاروع اختي الغالية في ردودك وكلماتك النيرة التي لا تترك للكلام مجالا. فالف شكر غاليتي على المرور العطر ..سرني كثيرا تواجدك . أسأل الله ان يوفقك لما يحب ويرضى . بارك الله فيك . وصح سحورك حبيبتي عفاف.
عفــــــــــــــــــــــــــــوااااااااااااااااا
الله يسلمك حنونتي و أنتي زادا
شكراا وفقك الله غاليتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتكم باليمن والمسرات
أحبتي كلنا نعلم أنه شهر رمضان شهر فضيل شهر العبادات والطاعات وقراءة القران والبحث عن الخيرات لكسب الاجر والثواب والبعد عن المعاصي والصوم عن كل المحرمات ليس فقط الصوم عن الاكل والنوم طوال النهار وترك الصلاة وقراءة القران الي متى هذه الغفله ؟ كنا نتحرى رمضان فرحين بقدومه ونتبادل فيه التهاني هل نفرح برمضان من أجل الاكل وترك العبادات !! شباب في ريعان الشباب المؤذن يؤذن في هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور فتجدهم لايبألون بهذا النداء وبدل من الذهاب للمسجد تجدهم يبسطون بالشوارع ويرفعون صوت الاغاني فوق صوت الاذان ويفحطون بالشوارع ويزعجون المصلين !! لاأعلم أي أعمال سيقابلون رب العباد بها؟ في بداية شهر رمضان نشاهد الاجتهاد بالعبادة والمساجد مملوءه بالمصلين وما أن ينتصف الشهر فتجد الكسل والخمول والمساجد يقل بها المصلين وملحوظ بشكل كبير جدآ!! الي متى هذه الغفله الي متى التفريط بليالي هذا الشهر الفضيل ؟ العشر الاولى رحلت والعشر الاخرى قاربت على الرحيل فلماذا لانجتهد بالعشر الاواخر بالتقرب الي الله بالعبادات والاجتهاد بااداء الصلوات فان الله تواب وغفور رحيم حتى بااخر يوم يقبل التوبه علينا ياعباد الله أن نجتهد بالعشر الاواخر بها ليله خير من الف شهر وهي ليلة القدر كلها أيام ويرحل رمضان فااوصيكم بنفسي واياكم بالاجتهاد بهذه العشر الاواخر قدر الامكان حتى ننال رضى الرحمن ونكسب الاجر وتكتب في ميزان أعمالنا وقد لاندرك رمضان القادم . بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه المنيه وقد لاندرك العشر الاواخر. والانسان يوم القيامه ويوم الحساب يسأل عن أعماله وهي الشاهده عليه فلا نعلم هل تدخله اعماله الجنه أم النار فاكسبوا هذه العشره الخيره . تزودُوا فيها بالطاعات أعملوا الخير واسعوا له تحيات فأختكم في الله – طالبة العلى – |
بارك الله فيك اختي وفي مواضعك المميزة
كلمات رائعه وجميلة وفعلا حسيت انها قرعت وجداني
بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه
اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين
اللهم قونا على عبادتك في هذا الشهر
اسال الله ان يوفقك ويبارك فيك
والشكر لك اختي ندى على المرور الجميل . سرني تواجدك . شكراا
أنبهك فقط ان توقيعك مخالف فارجو التغيير .
كلمات رائعه وجميلة وفعلا حسيت انها قرعت وجداني بالامس كانوا معنا واليوم لانراهم ولايعلم الانسان متى توفيه اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين اللهم قونا على عبادتك في هذا الشهر اسال الله ان يوفقك ويبارك فيك |
اللهم آمين . والشكر لك اخي الكريم على لطف مرورك وعلى الاضافة المميزة . تقبل تحياتي العطرة
منهج المسلم فى العشر من ذى الحجة
منهج المسلم والمسلمة
فى العشر الأوائل من ذى الحجة
الصيام …… الإكثار من العمل الصالح
الإستئذان من الزوج فى صيام النوافل
ثواب صيام العشر من ذى الحجة
الأضحية
كيف تقسم الأضحية ؟
كيف يضحى من لا يملك ثمن الأضحية ؟
جزاك الله خيرا