التصنيفات
فقه السنة النبوية

المنزل الذي كان يعيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم

المنزل الذي كان يعيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم


الونشريس

الونشريس




رد: المنزل الذي كان يعيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم

مشكورة اختي مليكة




رد: المنزل الذي كان يعيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم

نورتي الموضوع يا حبيبتي




رد: المنزل الذي كان يعيش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم

وين ردودكم




التصنيفات
فقه السنة النبوية

غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلهية بدأ الطب الحديث خلال العقدين الأخير

غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلهية بدأ الطب الحديث خلال العقدين الأخير


الونشريس

غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلهية

بدأ الطب الحديث خلال العقدين الأخيرين يعود بقوة إلى الجذور فى العلاج، بعد الاعتماد شبه الكلي على وسائل العلاج الكيميائي الدوائي التي لم تثبت كفاءتها بالقدر المطلوب، فاتجه نظر الجميع الى الطب النبوي والنصائح النبوية، فى أسلوب الغذاء والعلاج من الأمراض، فصدرت كتب عديدة تهتم بالعلاج النبوي والتغذية النبوية مقتدين فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد بدأ الغرب بهذه الاتجاهات قبل العرب والمسلمين فبدأ العلماء الغربيون يهتمون بالطب الوقائي والعلاج بالغذاء.
وكان من الطبيعي أن يتوجه هؤلاء إلى ما ورد في القرآن والسنة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تدل البشرية إلى ما فيه الخير لهم في كل شيء حتى في طعامهم وشرابهم، واكتشف العلماء، من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، من الحقائق العلمية ما جعلهم يدرجونه تحت بند الإعجاز النبوي، فيما يتعلق بالغذاء من خلال نتائج البحث العلمي الحديث ومطابقتها لما ورد في بعض الأحاديث النبوية وكيفية الوقاية من الأمراض عبر نظام غذائي رباني سوي وسليم اختاره لسيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.

طبيعة غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية الوقاية من الأمراض:

كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة، لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بشراب العسل" وهذا إنما يدل على الفوائد العظيمة لشراب العسل أي الماء المذاب فيه العسل، فقد اكتشف الطب الحديث أن شراب العسل حينما يتناوله الإنسان ينبه الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة عن طريق زيادة قدرة عمل الحركة الدورية للأمعاء، وبعدها يعمل العسل كمادة غذائية متكاملة بسبب احتوائه على السكريات الأحادية التي تُمت مباشرة ولا يجري عليها هضم، وتتولد مركبات يسمونها أدونزين ثلاثي الفوسفات وهو ما يطلق عليه (وقود العضلات ) وهذا ما جعل علماء التغذية يأخذون الماء ويكسبوه طاقة وهو ما يطلق عليه الآن في أوروبا اسم (العلاج بالماء ) لأن الماء يكتسب صفات ما يضاف عليه من مواد ولذلك فإن الطب في أوروبا أكثر تقدماً حتى أعمارهم أطول لأنهم يتبعون في أساليب التغذية الخاصة بهم نهج الطب النبوي الذي ثبت أنه أصلح وسيلة لجسم حي وسليم، وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي { وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي صلى الله عليه وسلم في يومه.

إفطار الرسول (صلى عليه وسلم )

بعدما يتناول النبي صلى الله عليه وسلم شراب العسل يتكئ قليلاً وبعد العبادة المهجورة التي كان يؤديها صلوات الله وتسليمه عليه وهي التفكر في طاعة الله وبعد صلاة الضحى، يتناول النبي صلى الله عليه وسلم سبع تمرات مغموسة في كوب لبن كما روي عنه وحدد النبي الجرعة بسبع تمرات في حديثه الذي رواه أبو نعيم وأبو داود أن النبي قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر".

وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي، وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه (التخاطر عن بُعد للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي ) وقد بحث العلماء في جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة القاهرة وتوصلوا لنفس النتائج، من أن العمال الذين يعملون بالمناجم وبالرصاص وبالمواد السامة، أي الأكثر عرضة للسموم، عندما يتناولون سبع تمرات يومياً يتوقف تأثير المواد السامة تماماً، وهذا ما نشره العالم اليهودي اندريا ويل (الذي أعلن إسلامه بعد ذلك ) في بحثه تحت عنوان "سبع تمرات كافية" الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً ، وهذا ما يثبته حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم ) والدليل من القرآن يساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى ) واستشهد فيه بأحاديث النبي عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض.

غداء الرسول صلى الله عليه وسلم:

بعد تناول النبي صلى الله عليه وسلم لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة ) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد .
وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول تعالى: شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون… وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما ) ، استخدم زيت الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل … وصبغ للآكلين فكلمة صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية ، وقد أيد الطب الحديث في اكتشافاته أن زيت الزيتون يحتوي على أحماض دهنية وحيدة التشبع يعني غير مشبعة، ولذلك يقول العالم أندريا ويل: إنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا من قدرة الله، دهن يذيب الدهون، فهو يعالج الدهون مع أنه دهن لأنه يحتوي في تركيبه على (أوميجا 3 ) بعدد كبير وأوميجا 3 تعالج الدهون.
كما ثبت علميا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلب الشرايين والزهايمر وهو مرض الخرف وضعف الذاكرة ويضيع المخ، واستطاع العالم أندريا ويل أن يثبت كيف يقوم زيت الزيتون بالتدخل في الخلية المصابة بالسرطان ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن على أنها الصبغيات (الكرموسومات ) ووصف السرطان بأنه اتساع بين الخلايا الواحدة بعض الشيء، وثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على المسافات بين الخلايا. وهنا تتجلى قدرة الله عز وجل في انتقائه لغذاء نبيه محمد فكان النبي يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل.
وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت ) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين هو الخل فعند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص، وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين ) لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين.
وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي صلى الله عليه وسلم غداءه كان يتناول جزرة حمراء من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات ) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحامض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.

عشاء النبي صلى الله عليه وسلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير، وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء يعمل على إذابة الفضلات المتبقية في المصران الغليظ، ويقوم بتحليلها إلى مركبات بسيطة يسهل الاستفادة منها ومن الفيتامينات الموجودة بها.
وقد جرت بعض الدراسات العلمية، قام بها عدد من خبراء التغذية في الغرب وأيضاً الدراسات التي أجريت في جامعة القاهرة وجامعة الملك عبدالعزيز، بينت فوائد اللبن الروب عند تناوله ليلاً، فهو يجعل الترسبات غير المرغوب فيها تتفتت ويستفيد منها الجسم،وهذا من الإعجاز في تناول النبي لهذه الوجبة ليلاً كوجبة عشاء هامة وضرورية وسريعة الهضم، وتجعل الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، لذلك هناك عدد من الأطباء دائماً يصفون لمرضاهم اللبن الروب ليلاً في وجبة العشاء لأنه مريح للقولون ولا يسبب تقلصات في المعدة، وأكدت هذه المعلومات الطبية الدراسة التي أجراها الدكتور عبدالباسط سيد محمد في كتابه (الاستشفاء بطعام النبي ) الذي أوضح فيه أن معظم طعام النبي له جانبان من الفائدة، جانب القيمة الغذائية التي يمد بها الجسم وأثبتها العلم الحديث، وجانب الوقاية من الأمراض، وهذا إنما يدل على الإعجاز الإلهي في اختيار رب العالمين لطعام نبيه ومصطفاه سيد الخلق أجمعين.

وفي النهاية نقول…

انطلاقاً من قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة… فلو تأملنا جيداً سنجد أن النبي { كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه وملبسه، كان قدوةً ومعلماً للبشرية، فقد أعجز بعلمه العلماء، وفاقت فصاحته البلغاء والأدباء، فكان إذا تحدث صدق وما ينطق عن الهوى… ولو تأملنا جيداً أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما لم يستطع العلم الحديث اكتشافه، وقد قام عدد من العلماء الباحثين في هذا المجال بتأليف كتب عديدة تحمل أسرار الغذاء النبوي والوقاية من الأمراض عن طريق السنة، مثل (الطب النبوي ) و(تأملات في حياة الرسول ).. وغيرهما من الكتب التي قامت بالتحليل والتفصيل لهذا الجانب من حياة سيد الأنام محمد وسيظل العلم الحديث يستكشف في هذه الأسرار النبوية إلى أن تقوم الساعة.




رد: غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلهية بدأ الطب الحديث خلال العقدين الأخ

  • شكرا على المعلومات القيمة والمفيدة جزاك الله خيرا





رد: غذاء الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة إلهية بدأ الطب الحديث خلال العقدين الأخ

بارك الله فيك




التصنيفات
فقه السنة النبوية

الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

الدفتر العائلى لرسولنا الكريم


الونشريس

الدفتر العائلى لسيد المخلوقات محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام وارجوا التثبيت

الونشريس
:

الونشريس


الونشريس
:

الونشريس

:

الونشريس
:

الونشريس

:
الونشريس
:

:
الونشريس
:
الونشريس
:
الونشريس
:
الونشريس

الونشريس
:

:
الونشريس
:

الونشريس

:




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

مشكور على الموضوع المميز والرائع




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

بارك الله فيك على هذا الموضوع فعلا يستحق التثبيت




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

موضوع جد قيم و هادف

بارك الله فيكِ أختاه و جعله في ميزان حسناتك

تحياتي . . .




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

موضوع رائع ومتميز بارك الله فيك
وجعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك

الونشريس




رد: الدفتر العائلى لرسولنا الكريم

بارك الله فيك موضوع مميز
ننتظر جديدك




التصنيفات
فقه السنة النبوية

معلومات تجهلها عن صلة النسب بين رسولنا الكريم وأصحابه‏‏

معلومات تجهلها عن صلة النسب بين رسولنا الكريم وأصحابه‏‏


الونشريس

السؤال : من هم أزواج بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب : فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب ورقية وزوجها عثمان بن عفان وأم كلثوم وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين ..

السؤال: من هو زوج أم كلثوم بنت علي وبنت فاطمة الطاهرة بنت نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟

الجواب : زوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ..

السؤال : من هي زوجة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه؟

الجواب : زوجته أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين .

السؤال : من هو زوج بنت أبي بكر (عائشة) ؟

الجواب : زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطلقها إلى أن مات.رضي الله عنها.

السؤال : من هي زوجة الحسين بن علي رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة ؟

الجواب : زوجته حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكررضي الله عنهم أجمعين.

السؤال : إلى من ينتسب جعفر الصادق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أمه ؟

الجواب : ينتسب جعفر الصادق من جهة أمه إلى أبي بكر الصديق (من جهة أم فروة بنت أسماء بنت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر(.

السؤال : كم ابناً سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بأبي بكر؟

الجواب : سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه باسم)أبوبكر).

السؤال : كم ابنا سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بأسم عثمان ؟

الجواب : سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه اثنين من أبنائه بأسم عثمان عثمان الأكبر وعثمان الأصغر(.

السؤال : كم ابنا سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بأسم عمر؟

الجواب: سمى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إثنين من أبنائه باسم عمر (عمر الأكبر وعمر الأصغر.(

السؤال : لا يختلف الشيعة والسنة في فضل الحسين بن علي رضي الله عنه فكم ابنا سمى الحسين بن علي رضي الله عنه من أبناءه بأسم عمر؟

الجواب : سمى الحسين بن علي رضي الله عنه مرتين (عمر وعمر الأشرف(.

السؤال : هل سمى الحسين بن علي ابنه باسم (أبوبكر) ؟ ولماذا؟

الجواب: نعم سمى الحسين بن علي ابنه بالاسم أبوبكر ونترك الجواب لك(لماذا؟) لتفكيرك أخي الحبيب .

السؤال: ما اسم إبني موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله؟

الجواب : أحدهما أبوبكر والثاني عمر.

السؤال : ما اسم بنت موسى بن جعفر الكاظم رحمه الله ؟

الجواب: عائشة.

السؤال : من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه (محمد) . وكان له ولدان سمى أحدهما عبدالله وماذا سمى الآخر؟

الجواب : سماه عمر .

السؤال : من أبناء علي بن أبي طالب الحسن رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة . فما أسماء أبناء الحسن بن علي رضي الله عنه؟

الجواب: أبوبكر وعمر والحسن ويلقب الأخير بالمثنى .

السؤال : تزوج مروان بن ابان أم القاسم بنت الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين ؟ فمن يكون مروان هذا؟

الجواب : مروان بن ابان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين .

السؤال: تزوج أبان بن عثمان بن عفان أم كلثوم بنت عبدالله بن ………أكمل؟

الجواب : أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر الطيار.

السؤال : من هو زوج أسماء بنت أبي بكر؟

الجواب : زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين .

السؤال : من هي أم رقية بنت عمر بن الخطاب وأم زيد بن عمر بن الخطاب؟

الجواب : أمهم هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

السؤال : تزوج زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان سكينة . فمن يكون أبو سكينة؟

الجواب : سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .

السؤال : من هي أم عبدالله بن عثمان بن عفان؟

الجواب: أمه رقية بنت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ..




رد: معلومات تجهلها عن صلة النسب بين رسولنا الكريم وأصحابه‏‏

مشكوووووورة اختي على المعلومات الرائعة

الونشريس




رد: معلومات تجهلها عن صلة النسب بين رسولنا الكريم وأصحابه‏‏

بارك الله فيك حياة
و فتح عليك أبواب كل خير




رد: معلومات تجهلها عن صلة النسب بين رسولنا الكريم وأصحابه‏‏

شكرا لكن اريج و راحيل على المرور المنور




التصنيفات
فقه السنة النبوية

محمد صلى الله عليه وسلم .

محمد صلى الله عليه وسلم ………(ارجو التثبيت )


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
والصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه و سلم
من
منا يعرف اسم رسولنا محمد علية افضل الصلاة واذكى السلام قليل منا
ها هو اسم
الرسول كامل النسب الى سيدنا آدم
محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن
عبد مناف بن قصي بن كلا ب
بن مرة , بن كعب , بن لؤى , بن غالب , بن فهر , بن
مالك, بن النضر , بن كنانة
بن خزيمة , بن مد ركة , بن الياس , بن مضر , ابن
نزار, بن معد , بن عدنان ,ابن
أد , بن أد د, بن اليسع, بن الهميسع , بن سلامان
, بن نبت , بن حمل, بن قيذار, بن
اسماعيل, بن ابراهيم , بن تارح , بن ناحور , بن
ساروغ , بن أرغو , بن فانغ, بن
عابر , بن شالخ , بن أرفخشذ, بن سام ,ابن نوح, بن
لمك , بن متوشلخ , بن أخنوخ,
بن يارد , بن مهلا ييل, بن قينان , بن أنوش , بن
شيث , ابن آ د م صفى الله 0
هذا هو اسم ونسب خير البريه صلى الله عليه وعلى
اخوانه الا نبياء وعلى من
صار على هديه الى يوم الدين —- المرجع كتاب (الشجره
النبويه في نسب خير البريه)
لمؤلفه الامام جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي
المقدسي (ابن المبرد)
840 -909 هجريه

صلى الله عليه و سلم[/gdwl]
الحقيقة انى قد حزنت حزناً
شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُالْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاًمِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة و تفسيرهذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحنأمة محمد لا نعرف شكلة ولا صفاته و لا نسبة , فقررت ان اضع هذا الموضوع لعل الجميعيستفيد و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً )) فيجب علينا اننعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالىيبشرنا به فى منامنا او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله , نبدأ بأسم النبى ( الإسم بالكامل )) (( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بنقصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيمعليه السلام )) , و لم يكن محمد هو الأسم الوحيد للرسول فقد قال فى حديث يرويةالبخارى (( إن لى أسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحى و انا الحاشر و اناالعاقب )) , محمد : من صفة الحمد أى هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد فيحُمد اكثر واكثر فصار محمداً , أحمد : هى صفة تفضيل أى احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحدكأحمد , الماحى : هو الذى يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبى محا الله له كفرةو سيئاتة , الحاشر : هو الذى يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو اول من يتقدم منالناس و اول من يشفع للناس و اول من يفتح له ابواب الجنه و اول من يدخل الجنه فيكونجميع الناس ورائه , العاقب : أى هو النبى الذى لا نبى بعده . (( تاريخ المولد )) 12ربيع الأول و كان يوم الأثنين و هو بعد سيدنا عيسى ب 570 عام وولد الرسول فى عامالفيل بعد يوم الفيل ب 50 يوم (( شكل النبى صلى الله عليه و سلم )) نبدأ بمنطقةالشعر لا خش و لا ناعم إنما أشبة بشعر المصريين وذلك اللفظ و الوصف من كتب السيرة وهو شعر اسود شديد السواد اما اللحية عريضة تملأ صدرة سوداء خفيفة الجانبين ولا تغطىعلى الأذنين أما الشارب فهو دقيق أى ليس بغليظ الشعر و لا يلتحم شاربة مع لحيتهخفيف شعر الشارب عند أرنبه الأنف اما شعر الصدر فهو غزير شعر الصدر ثم يبدأ ينزل خطشعر خفيف حتى السُرة وهو أملس البطن , أما خاتم النبوة فهو خلف رأس النبى عند أخرفقرة من فقرات العمود الفقرى و هو وحمة سوداء فى حجم الزيتونة يخرج منها ثلاث شعراتسوداء اما الحاجب فهو ليس بكثيف ولا رفيع و بين حاجبية عرق . الحمد لله قد انتهينامن وصف الرسول صلى الله عليه و سلم و ذلك من كتب السيرة النبوية و شريط للاستاذعمرو خالد بإسم وصف الرسول وسوف نكمل ان شاء الله الحديث عن رسول الله صلى اللهعليه و سلم وأخلاقة قريباً


أولاً: من المولد حتى البعثة


تمهيد
يحيط بحياة الرسول صلى الله عليه و سلم في مكة كثير من الغموض خاصة قبل بعثته , لأن الأضواء لم تسلط علية ألا بعدها بوجه خاص , فروايات المؤرخين عن الرسول بعد الهجرة تكاد تكون متفقة في تفاصيلها وأشخاصها وزمانها و مكانها , ذلك لأنة أصبح الشخصية الأولى في المجتمع الإسلامي فضلا عن أنة صاحب الرسالة الإسلامية التي اخرجت المجتمع الجاهلي من الظلمات إلى النور
أما حياته قبل البعثة فكانت ضمن التاريخ الجاهلي ومحمد فيها لم يكن أشهر الشخصيات في مكة , وربما اهتم الناس بحياة عبد المطلب وأبى سفيان والوليد بن المغيرة أكثر من اهتمامهم بحياة محمد , والمتصفح لكتب التاريخ الإسلامي عن حياة محمد صلى الله عليه و سلم قبلا البعثة لا يجدها بها معلومات كافية تتبع تاريخ حياته عاما بعد عام كما فعلت بعد الهجرة , وإنما هي روايات تسلط الضوء على أحداث محدودات طوال أربعين سنة أكثرها مرتبط بتاريخ مكة العام, ولايخص محمد منها الا القليل – وليت هذا الضوء المسلط ضوءا ساطعا بل شابته بعض غيوم الوهم والخيال – إذ حاول المؤرخين المسلمون أن يملأوا هذا الفراغ في تاريخ الرسول الكريم فنسجوا كثيرا من القصص والروايات نسبوها إليه قبل بعثته وحاولوا أن يبرهنوا بها على أحقيته صلى الله عليه و سلم بالرسالة , في حين أن رسالته غنية عن برهان بشري لأنها منحة إلهية , وفات هؤلاء المؤرخين أن أهل مكة الذين عاصروا محمد وعايشوه عن قرب لم يعرفوا له هذه البراهين ولم يستدلوا بها على صحة رسالته، بل وقفوا موقف العداء و وصفوا محمد صلى الله عليه و سلم بالكذب والسحر والجنون , كما فاتهم أن حياة محمد قبل البعثة تختلف عن حياته بعدها , فمحمد قبل البعثة يصدر عن نفس بشرية صافية وإنسانية مثالية جمعت كل صفات الكمال الإنساني , تحوطها العناية الإلهية لتمنعها من الوقوع في الرذائل البشرية ولتصل بها إلى الكمال البشري المطلق , أما حياته بعد البعثة فلا ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى
وعلى أية حال فعلى الرغم من محاولة المؤرخين كتابة تاريخ الرسول صلى الله عليه و سلم قبل البعثة الا أنه مازالت هناك فجوات كبيرة في هذه الفترة لم يذكر أحد عنها شيئا

الرسول قبل البعثة

هو محمد بنعبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤىبن غالب بن فهر وينتهى نسبه إلى إسماعيل عليه السلام , وأبوه عبد الله بن عبدالمطلب أحد الذبيحين المذكورين في الحديث الشريف (أنا ابن الذبيحين) يعنى جدهالبعيد إسماعيل , حين أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم علية السلام بذبحه , والذبيحالثاني هو والدة عبد الله وذلك أن جده عبد المطلب حينما حفر زمزم واستخرج كنوز جرهممنها , نازعته قريش فيها ولم يكن له من أبناء ينصرونه ويؤازرونه , فنذر لله أن رزقهعشرة من الذكور ليتقربن إلى الإلهة بواحد منهم , ورزقه الله عشرة من الذكور فأقرعبينهم فخرجت القرعة على عبد الله فذهب به عبد المطلب ليوفى بندرة فمنعته قريش حتىلا تكون بمثابة سابقة يعتادها العرب بعده , فاحتكموا إلى عرافة فأفتت أن يفتدي عبدالمطلب ابنه بعشرة من الإبل ويقارع بينها وبين عبد الله فإن خرجت على عبد الله زادعشرة من الإبل , ومازال عبد المطلب يفعل ذلك حتى بلغ عدد الإبل مائه فخرجت القرعةعلى الإبل فذبحها عبد المطلب وافتدى عبد الله والد الرسول صلى الله عليه و سلم

ومما تجدر ملاحظة أن عبد الله لم يكن أصغر أولاد عبد المطلب , خلافا لماعليه المؤرخون, فالمعروف أن العباس عم الرسول صلى الله عليه و سلم كان أكبر منهبعامين ولما كان الفداء فى العام السابق لمولد الرسول صلى الله عليه و سلم يكونللعباس حينئذ من العمر عام واحد , أما عمه حمزة فكان في مثل عمرة فكيف يكون عبدالله أصغر من هؤلاء وهو أب لمحمد صلى الله عليه و سلم

تزوج عبد الله بامنةبنت وهب وهى من أشرف بيوت قريش, ولم يمضى على زواجهما إلا فترة بسيطة حتى خرج عبدالله بتجارة إلى الشام , ولكنه لم يعد إلى مكة حيث مرض في طريق عودته فذهبوا به إلىيثرب , فمات عند أخواله من بنى النجار ولم يمض على حمل زوجته أكثر من شهرين , وكأنالله أنجاه من الذبح لأداء مهمة معينة فلما انتهى منها قبضت روحه !! وقيل أن عبدالله توفي بعد مولد ابنة بعام وقيل بثمانية وعشرين شهرا والرأي الأول هو المشهور

وظلت آمنة تعيش في مكة في كفالة عبد المطلب وبما ترك لها زوجها عبد الله منثروة تقدر بخمسة من الإبل وقطيعا والغنم وجارية وهى أمأيمن

مولدة صلى الله عليه و سلم

ولما أتمتآمنة حملها على خير ما ينبغي ولدت محمد صلى الله عليه و سلم وكان حملها وميلادهطبيعيين ليس فيها ما يروى من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد , وخلتالمصادر التاريخية الصحيحة كأبن هاشم والطبري والمسعودى وأبن الأثير من مثل هذهالأقاصيص , لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال (ويزعمون فيما يتحدثالناس والله أعلم) وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده صلى الله عليه و سلم وهلولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفرأو ربيع الأول وهل ولدليلا أو نهارا , وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده

والمشهور أنة ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيلويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563مأو570 أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلىالله عليه و سلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م وعلى هذايمكن التوفيق بين رأي المؤرخين و رأي الباحثين بأن رسول الله صلى الله عليه و سلمولد يوم الاثنين التاسع ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبلهجرته

رضاعة صلى الله عليه و سلم
  • وكانت عادة أشراف مكة أن يعهدوابأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم , لأن البادية أصلح لنمو أجسامالأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم فضلا عن إتقان اللغةالعربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومه أظفارهم. وكان مقدار العناية والرعايةبالطفل يختلف من قبيلة لأخرى لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذهالقبائل عناية , ورعاية وكانت أشهر قبيلة في هذا الأمر هي قبيلة بنى سعد

    ولم تقف شهرة بنى سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط , بل حازتالشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة فضلا عما اشتهرت به من أخلاقكريمة طيبة لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد في بني سعد فلما جاءت حليمةالسعدية لتأخذه وأحست هذا الحرص طمعت في جزل العطاء فتمنعت في أخذه فلما أجزل لهاأخذته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعته في بنى سعد فيقول : أناأعربكم أنا قرشي واسترضعت في بنى سعد بن بكر

    ويذكر المؤرخون أن محمد عرضعلى جميع المرضعات اللاتي وفدن على مكة فأبين يأخذنه ليتمه وفقرة , وأنهن كن يطمعنفي أبناء الأغنياء وأن حليمة ما عادت إليه الا لأنها لم تجد طفلا غيره وهذا غيرصحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو في كفالة جدة عبد المطلب سيد مكة وكبيرها , ومثله منيطمع في عطائه وقد ذكرت المصادر أن جيش أبرهه في حملته على الكعبة قد حاز مائتين منالإبل لعبد المطلب , كما أنة فدى ابنة عبد الله بمائة من الإبل , وذبح مجموعة كبيرةمنها في زواجه لا يصد عنها إنسان ولا حيوان , ويذكر اليعقوبى أن عبد المطلب عندموته لف في حلتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال من الذهب فمن كان ذلك حاله أيعقلأن يكون فقيرا تترك المرضعات ولده ؟ ذلك فضلا عن إرضاع الأطفال في البادية عادةأشرف مكة وأغنيائها , أما الفقير فكانت كل أم ترضع طفلها

    قضى محمد صلى اللهعليه و سلم في حضانة ورعاية (حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية) وزوجها (الحارث بن عبدالعزى) أربع أو خمس سنوات ثم حدث ما جعلها تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة إذا أخبرهاابنها الصغير أن رجلين أخذا محمدا فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقه سوداء ثمغسلا القلب وإعاداه إلى ما كان عليه , وقد اختلف المؤرخين في حقيقة شق الصدر هل هوحسي أم معنوي ؟ ولكن لعله يشير إلى الحصانات التي أضفاها الله على محمد صلى اللهعليه و سلم فحصنته ضد مساوئ الطبيعة الإنسانية ومفاتن الحياةالأرضية

وفاة أمه وجده وكفالة عمة له صلى الله عليه و سلم

وظل محمد في رعاية أمه و كفالة جدهحتى بلغ السادسة , فذهب به أمه لزيارة قبر زوجها في يثرب وقدر لها أن تموت في طريقعودتها وتدفن في الأبواء (على الطريق بين يثرب ومكة ) ويصبح محمد بعدها يتيما , ويكفله جده عبد المطلب فيحبه حبا شديدا عوضه عن حنان أمه وعطف أبيه فكان يوضع لعبدالمطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ألا محمدا فكان يجلسه معهويمسح ظهره بيده , ولكن القدر لم يمهل جده طويلا فمات بعد سنتين, فكفله عمه أبوطالب فأحبه حبا شديدا وأخذا يتعهده بعناية و رعايته , ولم تقتصر حمايته له قبلالبعثة بل امتدت إلى ما بعدها فكان عونا للدعوة الإسلامية وظهرا لصاحبها على الرغممن انه لم يسلم

اشتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم

ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل ويأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم , ويذهبالبعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى الله عليه و سلم رعايةالمسلمين و قيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة فان كثيرا غيره منالرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لم يعرفوا عنحرفة الرعي شيئا , وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان , لكن يمكن القول أنحرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجومالمتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكوناسترعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب

اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة

وزاول محمد مهنةالتجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبىطالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علاماتالنبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه

وعلىالرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة, لأن محمدصلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلك في الغار , وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانها لا شخصصاحبها, وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا, فعودته الصبر وتحمل المشاقة وفتحت عينيةعلى أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة , ومر في الطريق الذهاب والعودةعلى أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عن أخبارهم الكثير

ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكةاو بالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همهواكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيراوتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكونالعجيب

حرب الفجار

وشارك محمد مكة الدفاع عن مدينتهم فيحرب الفجار بين قريش وهوازن والتي استمر أربع سنوات كان عمر محمد في بدايتها خمسةعاما وسببها أن النعمان بن المنذر أراد يعين قائدا لقافلة تجارية من الحيرة إلى سوقعكاظ فعرض كل من البراض الكتاني وعروة الهوازنى نفسه فاختار النعمان عروة فقتلهالبراض, وسمعت قريش وهى من كنانة الخبر وأدركت أن (هوازن) قبيلة عروة لابد أنهاستثأر لرجلها

ووقع القتال بين الفريقين وكان في الأشهر الحرم وتراجعت قريشحتى دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب في العالم القادم وظلت هذه الحرب تجدد طوالأربع سنوات في انعقاد سوق عكاظ , ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على أن تدفع قريشدية من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنهاوقعت في الأشهر الحرم وهو الفجار الرابع في تاريخ مكة

ويروى عن رسول اللهصلى الله عليه و سلم أنة قال في حرب الفجار:كنت أنبل على أعمامي (أي أجمع نبل عدوهماذا رموهم بها)وقال في حديث آخر:قد حضرتها (حرب الفجار)مع عمومتي ورميت فيها بأسهموما أحب أنى لم أكن فعلت

ولذلك اختلف المؤرخين في كيفية مشاركة الرسول صلىالله عليه و سلم , وهل بجمع النبل؟أم بالرمي؟و يبدوا أن الرسول صلى الله عليه و سلممارس العملين, فإن الحرب استمرت أربعة أعوام , كان عمر الرسول في بدايتها خمسة عشرعاما وهى لا تمكنه من الرمي فساهم بجمع النبل , وفي نهايتها كان على أبواب العشرينربيعا فتمكن أن يساهم يرمىالنبل

حلف الفضول


وكما شارك محمد صلى الله عليه و سلم قومه في الحرب شاركهم أيضا في السلم فشهد معهم حلف الفضول ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه بعد بعثته فقال (لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت

وسبب هذا الحلف أن قريشا رأت ما أصبح عليه حالها من ضعف وتفكك أدى إلى تطاول القبائل العربية عليها ومهاجمتها في ديارها في الأشهر الحرم , بعد أن كانت مرهوبة الجانب قوية السلطان ورأت أيضا ما جرته عليها حرب الفجار من قتل لرجالها وإفناء لثروتها, فقام الزبير بن عبد المطلب يدعو إلى حلف يجمع به شأن قريش ويوحد صفوفها فأجابته جميع بطون قريش وتحالفوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته

وسبب تسميته بحلف الفضول أنة كان إحياء لحلف آخر سابق فى الجاهلية دعا إليه ثلاثة اسمهم مشتق من الفضل فسموا الحلف بالفضول

زواجهبخديجة

ويبدو على الرغم من تجارة محمدالمحدودة إلا انه اكتسب فيها شهرة كبيرة لأمانته وشرفة المشهود له بهما في مجتمعةومن ثم كان الكثير من تجار مكة يعرضون عليه العمل لهم في تجارتهم مقابل أجر أكبر منأقرانه

وكانت خديجة بنت خويلد أحد أشرف مكة ومن اكبر تجارها تستأجر الرجالليتاجروا بما لها في أسواق الشام والحبشة مقابل أجر لهم , ولما سمعت عن شهرة محمدتمنت أن يكون أحد رجالها –وكان يومها في الخامسة والعشرين من عمره–فعرضت علية أنيخرج لها في تجارة إلى الشام على أن تدفع له أجر رجلين فقبل محمد وخرج في تجارتهاومعه غلامها ميسرة وابتاع واشترى وعادت تجارته رابحة بأكثر مما كانت تتوقع خديجة, وأثنى خادمها على محمد ثناء مستطابا

وبنظرة متأنية في أمر هذه الرحلة يتضحأنه عليه السلام لم تكن هذه أول رحلة إلى الشام بعد رحلته مع عمه أبى طالب , فخبرتهبالطريق والمسالك المؤدية إلى الشام , وكذلك خبرته بطريقة البيع والشراء التي عليهاأهل الشام , وشراؤه السلع من الشام يروج بيعها في مكة كل ذلك يعطينا الحق في أننقول أن محمدا قد قام بأكثر من رحلة إلى الشام قبل رحلة خديجة اكتسب فيها كل هذهالخبرة والمهارة وللأسف لم تسعفنا المصادر التاريخية بشيء من ذلك

وكانتخديجة في ذلك الوقت أرملا بلا زوج وقد عرض الكثير من أشراف مكة الزواج منها فلمتقبل لأنهم يطمعون في ثرواتها , ولكنها سمعت عن محمد صلى الله عليه و سلم من حلوالشمائل وجميل الصفات وما أغبطها وتأكدت من ذلك بعد ان عمل لها في تجارتها ورأت عنقرب من صفاته أكثر مما سمعت ولم يك إلا رد الطرف حتى انقلبت غبطتها حبا جعلها تفكرفي أن تتخذه زوجا , وسرعان ما ظهرت الفكرة إلى حيز التنفيذ فعرضت عليه الزواجبواسطة إحدى صديقاتها فوافق وتزوج بها وفقا للعادات المتبعة في زواج الشرفاء من أهلمكة حيث تبدأ بخطبة من أهل العريس يوضحون فيها رغبة إبنهم في الزواج من العروسويسمون المهر فيرد أهل العروس بخطبة أخرى يوافقون فيها ويباركون الزواج

وتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة فولدت له أولاده كلهم ما عداإبراهيم فإنه من ماريا القبطية ولدت له من الذكور القاسم وبه كان يكنى وعبد اللهوهو الملقب بالطيب والطاهر وقيل أن الطيب والطاهر أسمان لولدين آخرين ولكن الأول هوالأشهر كما ولدت له من الإناث زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة

والمشهور عندالمؤرخين أن محمدا صلى الله عليه و سلم تزوج خديجة وعمرة خمسة وعشرين عاما وعمرهاأربعين عاما, ولكن ابن عباس يروى أنها تزوجت الرسول وعمرها ثمانية وعشرين فكانتأكبر من الرسول بقليل, وهذا الرواية لهاما يؤيدها من تاريخ أم المؤمنين رضى اللهعنها فالمعروف أنها أنجبت عبد الله بعد البعثة النبوية ولذا لقب بالطاهر الطيب , ولما كانت البعثة النبوية بعد زواجها بخمسة عشر عاما فعلى رواية الأربعين يستلزم أنيكون عمرها عند إنجابه أكثر من خمس وخمسين سنة , وكيف تنجب سيدة في ذلك السن, لذلككانت راوية ابن عباس أقرب إلى الصحة خلافا لما عليه كثير من المؤرخين وإذا صح ماجاء في اليعقوبى من أن الرسول تزوج وعنده ثلاثون سنة وحاولنا عقد مقارنة بينه وبينرواية ابن عباس لا تضح لنا أن الرسول الله صلى الله عليه و سلم كان وقت زواجه أكبرمن خديجة بعامين وعلى أية حال فقد كان زواجها مباركا وموفقا للغاية فقد وجد محمد فيخديجة سكنا وسندا ورفيقا ووجدت خديجة في محمد زوجا بارا كريما فوقفت بجانبه تؤازرهوتناصره مما جعله يثني عليها دائما بالخير ولم يتزوج عليها طوال حياتها

بناءالكعبة

ويروى المؤرخون أن محمدا صلى الله عليه و سلم وهو في الخامسة والثلاثين شارك قومه بناء الكعبة فلقد أرادت قريش أن تهدم الكعبة وتعيد بناءها من جديد وقسمت العمل بين جميع قبائلها فكان شق الباب لبنى مناف وزهرة وظهر الكعبة لبنى جمح وبنى سهم , وشق الحجر لبنى عبد الدار وبنى أسد وبنى عدى , وما بين الركن الأسود واليماني لبنى مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم

وترددت قريش في هدم الكعبة لأنها خشيت أن يصيبهم أذى من الله , فأقدم الوليد ابن المغيرة وهدم بعضا منها , وانتظر القوم حتى الصباح لينظروا ما الله فاعل بالوليد فلما أصبح على خير, قدموا يهدمون الكعبة ثم قامت القبائل بنقل الحجارة من جبال مكة وشارك عليه السلام في حمل هذه الحجارة ثم بدأت كل جماعة في بناء ما أسند إليها فلما ارتفع البناء مقدار قامة رجل وجاء وقت وضع الحجر الأسود في مكانة تنازعت القبائل جمعيها شرف وضعه وأشتد الخلاف بينهم وتحالفت بنى الدار وبنى عدى أن يحولوا بين أي قبيلة وهذا الشرف العظيم وجاءوا بحفنة مملوءة دما و وضعوا أيديهم فيها توكيدا لإيمانهم ومن ثم سموا بلعقه الدم وباتت قريش على أهلية وتوقف البناء خمسة أيام

ويرى المؤرخون أن أبا أمية بن المغيرة وكان من قريش لما رأى ما وصلت إلية حال القبائل خشى أن ينفرط عقدها فأشار عليهم بأن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم فكان محمد عليه السلام فقالوا رضينا بالأمين حكما واخبروه الخبر ففرد ثوبا وأخذ الحجر ووضعه وطلب من رؤساء القبائل أن يأخذ كل منهم بطرف من أطراف الثواب فرفعوه جميعا حتى إذا بلع موضعه وضعة بيده ثم بنى عليه وكأني لا أميل إلى تصديق الرواية فالأمر قد استحر بين القبائل وأصبح شبح الحرب الأهلية قائمة فهل يعقل أن يجعل عقلاء مكة مصيرها في يد أول داخل عليهم وقد يكون هذا الداخل سفيها أو معتوها فيقع مالا تحمد عقباه فضلا عن أن الرواية تظهر محمدا وكأنه لا يعرف شيء عن هذا النزاع وأخبروه الخبر وهو الذي حمل معهم حجارتها وشاركهم بنائها

ولكنى أصدق أن قريشا لما اشتدت الأزمة ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من خلاف كان لابد من البحث عن شخص يعبر بها الأزمة ويجتاز بها الخلاف أحلى ما يميزه العقل والحكمة لا السن والمال فهما لا ينفعان في مثل هذا النوع من الأزمات فلم يجدوا بين أظهرهم أعقل ولا أحكم من محمد صلى الله عليه و سلم فاحتكموا إليه وكان الحكم السابق وعلى أية حال فإن هذا الحل كان مثاليا وعلى الرغم من سهولته ويسره فقد كان فذا عبقريا أرضى جميع الأطراف المتصارعة وجعل القبائل على قدم المساواة في نيل شرف وضع الحجر وأنتهى الصراع إلى السلام والتفاهم وانحلت مشكلة خطيرة كادت أن تؤدى بأهل مكة

ومما تجدر ملاحظته أن احتكام أهل مكة إلى محمد صلى الله عليه و سلم يدل على أنه لم يكن شخصا عاديا في مجتمع مكة وإنما كان إنسان عظيما يستعان برأيه وقت الشدة و إهتدائه إلى هذا الحل يدل على ذكاء نادر وسرعة بديهة كما أنه لفت إليه أنظار العرب قاطبة فهو وان كان الصراع داخليا بين قبائل مكة إلا أن الحدث ارتبط بالكعبة التي إليها جميع العرب

وهكذا نجد أن محمد صلى الله عليه و سلم قد شارك قومه حياتهم العادية وعاش في مكة عيشة الشرفاء المهذبين واجتمعت له كل الصفات الإنسانية النبيلة وبلغ بها مرتبة الكمال وعرفه قومه بالصادق الأمين وكانت عناية الله تكلؤه وترعاه وتحوطه من أفزار الجاهلية وتنأى به بعيدا عن مساوي البشر وإليك بعض الأمثلة

ذهب وهو طفل صغير يرعى الغنم لسماع الغناء في حفل عرس فضرب الله على أذنه فغلب عليه النوم فنام حتى الصباح ولما أراد أن يعاود الكرة عاوده النوم أيضا فلم يعد إلى مثلها أبدا

ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم: لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فأنا لأقبل معهم وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليك إزارك فأخذته وشددته ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري على من بين أصحابي كذلك شملته عناية الله ورعايته ونأت به بعيدا عن كل ما يعيب شخصه

أشترك وهو كبير مع قومه في حمل الأحجار لبناء الكعبة وكان القوم يجعلون أزرهم على عواتقهم لتقيهم الحجارة وكان عليه السلام يحملها وهو لابس إزاره فأشار عليه العباس أن يجعل ازاره على عاتقة ليحميه فلما هم أن يفعل وقع مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانا

وكان عليه السلام يذهب إلى الكعبة ويطوف بها ولكنه لم يسجد أبدا لصنم وكان يعيب على قريش عبادتها لحجارة لا تنفع ولا تضر ويقيمون لها الاحتفالات ويذبحون لها لقرابين

وكان لقريش صنما يسمى "بوانه" له احتفالات كل عام وكان أعمام الرسول وعماته يشتركون في الاحتفال وطلب أبو طالب من محمد أن يشاركهم حفلهم فرفض فغضب منه وغضبت منه عماته وأخذن يزين له ضرورة المشاركة ومازالوا به حتى ذهب معهم وغاب محمد عنهم برهة ثم عاد مفزوعا كأن به مس من الشيطان فسألته عماته عما به فقال أنى كلما دنوت من صنم منها تخيل لي رجل ابيض الثياب يصيح بي ابتعد يا محمد لا تمسنه ولم يعد بعدها لعيد لهم

ولهذا كان محمد عازفا عما فيه قومه من ضلال وأحب منذ صغره حياة التأمل والتفكير والتدبير فكان يخلو لنفسه في داره حينا ويخرج إلى الخلاء أحيانا وكلما زادت به السن ازداد بعدا عن الناس وإمعانا في التفكير لذلك التمس له غار في جبل حراء وأصبح من عادته أن يخرج إليه كل عام معه طعامه وشرابه ليقضي فيه بعض أيام شهر رمضان سابحا في تأمله غارقا في تفكيره وطالت تأملات محمد في الغار وطال تفكيره في خالق الأرض السماء وأضاءت نفسه من طول النظرة وأعمال الفكرة وكانت تزدحم الأفكار في رأسة فيسير في الصحراء ساعات ثم يعود إلى خلوته وقد صفت نفسه وانجلى ذهنه

وفجأة وعندما بلغ الأربعين من عمرة نزل علية الوحي

ثانيا:منالبعثةحتىالهجرة

تمهيد

يختلف المؤرخون في من الرسول صلى الله عليه و سلم حين نزل عليه الوحي هل أربعين أم ثلاث و أربعين واختلفوا في اليوم الذي نزل فيه الوحي: السابع أو الثامن عشر أو الرابع والعشرين واختلفوا أيضا في كيفية تلقي الرسول للوحي ,وهل كان في اليقظة أم في المنام؟ ولكن الصحيح أن الوحي نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين السابع من رمضان للسنة الثالثة عشرة قبل الهجرة أو الحادية والأربعين من مولده فيكون عمره بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر وثمانية أيام وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وثمانية أيام وذلك يوافق السادس من أغسطس سنة 160 ميلادية

نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في غار حراء فقال:اقرأ
فقال:ما أنا بقارئ
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ,:فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني
فقال: أقرأ
فقلت : ما أنا بقارئ
فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فرجع بها الرسول الله صلى الله عليه و سلم يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة رضى الله عنها فقال زملونى, فزملته, حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله ابدا إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتكسب المعدوم, وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق

انطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخا كبير قد عمى, فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي ) الذي نزل على موسى ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدر كني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي

واشتد ذلك على رسول الله فكان يجوب شعاب مكة ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذى جاءه بالغار, ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء, فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه, فرجعت فقلت : زملونى زملونى فأنزل الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ إلى قوله : وَالْرُّجزَ فَاهْجُر فحمي الوحي وتواتر

وحاول محترفوا التشكيك فى الإسلام أن يزيفوا حقيقة الوحى الإلهية ويقولون أنه مرحلة متقدمة من مراحل الصفاء النفسى لمحمد علية السلام بمعنى أن محمدا أمعن فكره وأطال تأمله حتى تكونت عنده عقيدة يراها كفيلة بالقضاء على الوثنية , فدعا الناس إليها وهم بذلك يريدون أن يشككوا المسلمين فى حقيقة دينهم وإن ما أتى به محمد ليس من ربه وإنما من عند نفسه, وهم أن نجحوا فى ذلك إنهدمت العقيدة الإسلامية وهذا كل ما يأملون وفى محاولة للرد على هؤلاء يقول الدكتور البوطى
لقد فوجئ محمد صلى الله عليه و سلم وهو فى غار حراء بجبريل أمامه يراه بعينة, وهو يقول له أقرا, حتى يتبين أن ظاهرة الوحى ليست أمرا ذاتيا داخليا مردة إلى حديث النفس المجرد وإنما هى إستقبال وتلق لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس وداخل الذات.وضم الملك إياه إرسالة ثلاثة مرات قائلا فى كل مرة : أقرا يعتبر تأكيدا لهذا التلقى الخارجي ومبالغة فى ما قد يتصور من أن الامر لا يعد كونه خيالا داخليا فقط

ولقد داخلة الخوف والرعب مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده مما يدل على أن ظاهر الوحى هذه لم تأت منسجمة أو متممة لشيء مما قد يتصوره أو يخطر فى باله, وإنما طرأت طروءا مثيرا على حياته وفوجئ بها دون أي توقع سابق

ثم إن شيئا من حالات الإلهام أو حديث النفس أو الإشراف الروحي أو التأملات العلوية, لا يستدعى الخوف والرعب وامتقاع اللون. وليس ثمة أي انسجام بين التدريج والتأمل من ناحية ومفاجأة الخوف والرعب من ناحية أخرى, وإلا لاقتضى ذلك أن يعيش عامة المفكرين والمتأملين نهبا لدفعات من الرعب والخوف المفاجئة المتلاحقة

وقد كان الله عز وجل قادرا على أن يربط على قلب رسوله ويطمئن نفسه بأن هذا الذي كلمة ليس إلا جبريل: ملك من ملائكة الله جاء ليخبره أنه رسول الله إلى الناس- ولكن الحكمة الإلهية الباهرة تريد إظهار الانفصال التام بين شخصية محمد صلى الله عليه و سلم قبل البعثة وشخصيته بعدها وبيان أن شيئا من أركان العقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لم يطبخ فى ذهن الرسول عليه الصلاة والسلام مسبقا ولم يتصور الدعوة إليه سلفا

لقد قضت الحكمة الإلهية أن يحتجب عنه الملك الذي رآه لأول مرة في غار حراء مدة طويلة وأن يستبد به القلق من ذلك, ثم يتحول القلق لديه إلي خوف في نفسه من أن يكون الله عز وجل قد قلاه بعد أن أراد أن يشرفه بالوحي والرسالة, لسوء قد صدر منه حتى لقد ضاقت الدنيا عليه وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقى منها!! إلى أن رأى ذات يوم الملك الذي رآه في حراء ملأ شكله ما بين السماء والأرض يقول: يا محمد أنت رسول الله إلى الناس فعاد مرة أخرى وقد استبد به الخوف والرعب إلى البيت حيث نزل عليه قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ وإذا فإن حديث بدء الوحي على النحو الذي ورد فى الحديث الثابت الصحيح ينطوي على تهديم كل ما يحاول المشككون تخييله إلى الناس في أمر الوحي والنبوة التي أكرم الله بها محمدا عليه والصلاة والسلام وإذا تبين لك أدركت مدى الحكمة الالهية العظيمة في أن تكون بداءة الوحي على النحو الذي أراده عز وجل وربما عاد بعد ذلك محترفوا التشكيك, يسألون: فلماذا كان ينزل عليه صلى الله عليه و سلم الوحي بعد ذلك وهو بين الكثير من أصحابه فلا يري الملك أحد منهم سواه؟

والجواب أنه ليس من شروط وجود الموجودات أن ترى بالأبصار, إذ أن وسيلة الابصار فينا محدودة بحد معين وإلا لاقتضى ذلك أن يصبح الشيء معدوما إذا ابتعد عن البصر بعدا يمنع من رؤيته. على أن من اليسر على الله جل جلاله- وهو الخالق لهذه العيون المبصرة- أن يزيد فى قوة ما شاء منها فيرى ما لا تراه العيون الأخرى

ثم إن استمرار الوحي بعد ذلك يجعل نفس الدلالة على حقيقة الوحي وأنه ليس كما أراد المشككون, ظاهرة نفسية محضة, ونستطيع أن نجمل هذه الدلالة فيما يلي

أولا: التميز الواضح بين القرآن والحديث إذ كان يأمر بتسجيل الأول فورا على حين يكتفي بأن يستودع الثاني ذاكرة أصحابه لا لأن الحديث كلام من عنده لا علاقة للنبوة به, بل لأن القرآن موحى به إليه بنفس اللفظ والحروف بواسطة جبريل عليه السلام أما الحديث فمعناه وحي من الله عز وجل, ولكن لفظه وتركيبة من عنده عليه السلام, فكان يحازر أن يختلط كلام الله عز وجل الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو

ثانيا: كان النبي صلى الله عليه و سلم يسأل عن بعض الأمور, فلا يجيب عليها, وربما مر على سكوته زمن طويل, حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن ذلك السؤال, طلب السائل وتلا عليه ما أنزل من القرآن في شأن سؤاله, وربما تصرف الرسول في بعض الأمور على وجه معين فتنزل آيات من القرآن تصرفه عن ذلك الوجه وربما انطوت على عتاب ولوم

ثالثا: كان الرسول الله صلى الله عليه و سلم أميا..وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية, كقصة يوسف وأم موسى حينما ألقت وليدها في اليم وقصة فرعون ولقد كان هذا من جملة الحكم في كونه صلى الله عليه و سلم أمياً وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ

رابعا: إن صدق النبى صلى الله عليه و سلم أربعين سنة مع قومه واستشهاده فيهم بذلك يستدعى أن يكون صلى الله عليه و سلم من قبل ذلك صادقا مع نفسه

ويقفز المؤرخين قفزة زمنية واسعة امتدت عشر سنوات من عمر الرسول من الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين, لم يذكروا عنه فيها شيئا وإن كان من المسلم به أنه لم ينقطع عن مخالطة أهل مكة والأخذ معهم بنصيب الحياة العامة وساعدته ثروة زوجته في تأمين حياته ومن ثم وجد وقتا أوسع للتفكير و التأمل والتدبير , وكأني بخديجة وقد عرفت فيه هذا الرغبة فهيأت له ما يساعد

عليها

الدعوة السرية -الفردية

بعد أن نزل قوله تعالى :يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ بدأ رسول الله يدعو سرا كل من وثق فيه إلىعبادة الله وكان أول من أسلم من النساء زوجته خديجة التي وقفت بجانبه تصدقه و تأمنروعه وتهون عليه أمر الناس وكان أول من أسلم من الصبيان على بن أبي طالب, ومنالموالى زيد بن حارثة, ومن الرجال أبو بكر الصديق الذي قال فيه رسول الله صلى اللهعليه و سلم (ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه كبوة إلا أبى بكر) وبدأ أبو بكريدعو من وثق به إلى الإسلام فأسلم على يديه الكثير من الأحرار والعبيد منهم عثمانبن عفان,و الزبير بن العوام, وعبد الرحمن بن عوف, وسعد بن أبى وقاص, وطلحة بن عبيدالله وبدأ المسلمون يدخلون أفرادا في دين الله ويحلو لكثير من المؤرخين القول بأنالإسلام في بدايته لم يجذب إليه إلا العبيد والفقراء ومن لا شأن لهم فى قريش

أما عن أنهم عبيد فقائمة ابن هشام التى جاءت في عشر صفحات والمتضمنة لأسماءالمسلمين في الدعوة السرية لا تجد فيها غير عشرة من الموالى والحلفاء من بين ثلاثةوخمسين شخصا, اما عن أنهم من الفقراء ومن لا شأن لهم في قريش فدونك بعض أسماءالسابقين فى الإسلام, والحكم لك على مقدار ما كان لهم من نفوذ وثروة فخديجة بنتخويلد رضى الله عنها أول من أسلم على الإطلاق كان لها من المال والتجارة ما يجعلهاتنافس أكبر تجارة قريش ويكفى ذكر اسمها ليدل على عظم ثروتها

أما أبو بكرفكان أول الرجال إسلاما وكان صاحب تجارة واسعة ومال كثير وكان من رؤساء قريش فىالجاهلية وأهل مشورتهم وكان إليه أمر الديات والغرم فى الجاهلية وما يقضى به فى ذلكالشأن كانت قريش تعمل به وتنفذه, وبلغ رأس ماله فى الجاهلية أربعين ألف درهم أنفقهاكلها في عتق رقاب العبيد المسلمين

أما عثمان بن عفان فكان أكثر قريش مالاوأوسعهم تجارة وكانت تجارته إلي الشام تحمل فوق ما يزيد عن مائة بعير وكان إليهولاية أيتام أهل بيته وإعانة فقيرهم وبارك الله له في ماله فجهز في الإسلام جيشاكاملا على نفقته الخاصة هو جيش العسرة

أما طلحة بن عبيد الله فكان في تجارةرابحة ومال كثير وكانت تجارته تخرج إلى أسواق الشام والعراق ومن السابقين إلىالإسلام أيضا الزبير بن العوام, وسعد بن أبى وقاص- أبو عبيده بن الجراح أبو سلمةالمخزومى والأرقم بن أبى الأرقم وصيب الرومي وخالد بن سعيد وسليط بن عمر, وعمير أبىوقاص وكثير غيرهم كانوا في ثروة واسعة أو على الأقل كانوا يحيون حياة كريمة فيمجتمعهم, وفات هؤلاء المؤرخين أن يفهموا طبيعة الدعوة الإسلامية التي إذا مست شغافالقلب تعلق بها صاحبه لا فرق بين غنى وفقير أو حر وعبد وكان السابقون يتلقون تعاليمدينهم سرا من نبيهم وِِِإذا أرادوا ممارسة شعائرهم خرجوا إلى شعاب مكة بيعداً عنأعين قريش, ولما زاد عددهم اختار لهم رسول الله دار الأرقم ابن الأرقم ليجتمعوا بها

وظلت الدعوة السرية حوالي ثلاث سنوات أسلم فيها حسب رواية ابن هشام ثلاثةوخمسين شخصا بينهم عشر نساء

ومن حسن طالع المسلمين في هذه الفترة أن أسلمحمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أعز فتى في قريش وأشدهمشكيمة ولقب بأسد قريش رجع يوما من صيده فعلم أن أبا جهل أعترض محمد ابن أخيه وآذاهوشتمه وسب دينه فغضب وذهب إلى أبى جهل فضربه بقوسه ضربة شديدة شجت رآسه وقال: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول, فرد ذلك على إن استطعت, فقام رجال من قريشلينصروا أبا جهل فقال لهم: دعوا أبا عمارة (يعنى حمزة) فأنى والله قد سببت ابن أخيهسبا قبيحا, وأسرع حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: اشهد أنك الصادق, فاظهر يا ابن أخي دينك فو الله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأنى على ديني الأول, وكان إسلام حمزة فاتحة خير لرسول الله صلى الله عليه و سلم إذ عرفت قريش أن محمد قدعز وامتنع بإسلام حمزة فكفوا عن سبه, وكان حمزة ممن أعز الله بهمالإسلام

الدعوةالعلنية

بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلن دعوته بعد أن تنزل عليه قوله تعالى:وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشيرته فدعاهم على طعام وخطبهم قائلا: الحمد لله أحمده واستعينه, وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله, والله الذي لا إله إلا هو إنى رسول الله إليكم خاصة وإلي الناس عامة, والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعملون وأنها الجنة أبدا والنار أبدا فقال أبو طالب ما أحب إلينا معاونتك وأقبلنا لنصيحتك واشد تصديقنا لحديثك و هؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم عير أني أسرعهم إلي ما تحب, فامض لما أمرت به, فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب فقال أبو لهب: هذه والله السوأه, خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم فقال أبو طالب: لنمنعه ما بقينا

ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا فصعد الصفا وهتف: يا صباحاه فقالت قريش من هذا الذي يهتف قالوا: محمدا, فاجتمعوا إليه. فقال: يابني عبد المطلب يابني عبد مناف يابني قصي ثم نادى قريش قبيلة قبيلة حتى أتى على أخرهم فاجتمعوا إليه فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيل بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فأنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: تبا لك ما جمعتنا الا لهذا ثم انصرف فنزل قوله تعالى:تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ الى آخر السورة

ولم يتوان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك فى تبليغ دعوته فدعا إليها ليلا ونهارا سرا وجهرا, يتبع قريش فى أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفى مواسم حجهم وكان يدعوا كل من لقيه حرا أو عبدا ضعيفا أو قويا غنيا أو فقيرا

موقف قريش منالدعوة

كان موقف قريش من الدعوةالإسلامية وصاحبها فى بداية أمرها موقف الاستهزاء والسخرية، فكان إذا مر بهم الرسولصلى الله عليه و سلم أو رأوه يصلى عند الكعبة يتغامزون ويتضاحكون ويسخرون منه،ولكنهم لم يتجاوزوا ذلك إلى الايذاء الفعلى، فقد كان المجتمع المكي ينظر إلى دعوةمحمد كدعوة من سبقه من أمثال " أمية بن أبى الصلت " , " وقص بن ساعده " سرعان ماتنتهى وتندثر وطالما أنه لا يتعرض لآلهتهم فلا خوف منه

ولكن بدأ أصحاب محمدصلى الله عليه و سلم يزدادون يوما بعد يوم ونزلت الآيات التى تطعن فى الأصنام " آلهة قريش ". وتعير قريشا بأنها تعبد آلهة لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر، وسفهعقولهم التى لا تبصر الحق من الضلال والظلمات من النور ".. هنا بدأ الايذاء الفعلىمن قريش لمحمد صلى الله عليه و سلم ومن اتبعه من المسلمين وأوصى بعضهم بعضابالنكاية بهم ليفتنوهم عن دينهم فقام أبو طالب بحماية محمد صلى الله عليه و سلموالزود عنه ضد قريش

وجدت قريش أنها لا تستطيع أن تنال محمد صلى الله عليه وسلم بكبير أذى طالما أنه يتمتع بحماية عمه أبى طالب ومن ثم اجمعوا أمرهم على أنيكلموا أبا طالب فى شأنه فذهب إليه وفد من أشرافهم يطلبون منه- خاصة وهو على مثلدينهم –أن يكف محمد صلى الله عليه و سلم عن سب آلهتهم وعيب دينهم وتسفيه أحلامهموضلال آبائهم، أو يترك محمد صلى الله عليه و سلم لهم يفعلون به ما شاءوا، فردهم أبوطالب رداً جميلا – ولكنهم وجدوا أن هذه المقابلة لم تفدهم شيئا وأن محمد صلى اللهعليه و سلم لم يكف عن الطعن فى آلهتهم، والعيب فى آبائهم وأبو طالب يشمله بحمايتهوالزود عنه، فذهبوا إليه مرة ثانية وأخبروه بأنهم لا يصبرون على شتم آبائهم وطعنآلهتهم وخيروه بين أمرين، إما أن منع ابن أخيه عن دعوته وإما أن يعلنوها حربا عليهوعلى ابن أخيه حتى يهلك أحد الفريقين، فوجم أبو طالب وأصابه هم شديد فهو بين أمرينأحلاهما مر، فهو أما أن يترك قريشا تسوم محمد صلى الله عليه و سلم العذاب، وإما أنيشترك معهم فى حرب غير مأمونه العواقب، لذا استدعى محمد صلى الله عليه و سلم وأخبرهبما قالت قريش، وقال له : "ابق على نفسك وعلي ولا تحملني من الامر ما لا أطيق "فظنالرسول صلى الله عليه و سلم أن عمه قد تخلى عن نصرته فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:"والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذهالامر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته"،وخرج رسول الله باكيا فناده ابو طالبوقال له : اذهب يا ابن اخى فقل ما احببت فوالله لا أسلمك إلى شئ تكرهه ابدا

رأت قريش أن تجرب وسيلة أخرى مع أبى طالب علها تفيد، فاختاروا أقوى شبابقريش وأجملهم وأشعرهم وهو عماره بن الوليد، وذهبوا به إلى أبى طالب ليسلموه لهليتخذه ولدا فى مقابل ان يسلمهم محمداً ليقتلوه فقال لهم أبو طالب : لبئس ماتسوموننى به أتعطونى إبنكم أغذية لكم واعطيكم ابنى لتقتلوه وهذا والله لا يكون أبدا

ولما لم تجد قريش وسيلة للنيل من محمد اتجهت إلى من أسلم بها فسامتهم سوءالعذاب وصبته على رؤسهم صبا، فلما رأى ذلك أبو طالب دعا بنى هاشم وبنى المطلب إلىحماية الرسول صلى الله عليه و سلم ونصرته ومنعه من قريش فأجابوه كلهم مسلمهموكافرهم إلا أبا لهب فإنه أمعن فى غيه وضلاله

رأت قريش أن تجرب اسلوبا آخرعله ينجح، ولكنه فى هذه المرة لن يكون مع أبى طالب ولكنه مع صاحب الدعوة نفسه محمدصلى الله عليه و سلم وهو اسلوب الحيلة والإغراء بالمال والجاه، فأرسلوا إليه عتبهبن ربيعة فقال يفاوضه منه " إن كنت تريد بهذا الامر مالا جمعنا لك من أموالنا حتىتكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإنكنت تريد به ملكا لملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا تراه لا تستطيع ردهعن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه اموالنا حتى نبرئك منه فلما فرغ عتبة طالب منهرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستمع منه فقرأ عليهحم * تَنزِيلٌ مِنَالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّالِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فلما سمع عتبه أخذ ينصت إليه حتى انتهى الرسول إلى آية السجدةفسجدها وقال : أسمعت يا أبا الوليد، قال سمعت، قال : فأنت وذاك

ثم عاد إلىأصحابه فقال بعضهم لبعض : لقد جاء أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به، فسألوه ماوراءك فقال إنه سمع كلاما ما سمع بمثله قط فلا هو بشاعر ولا كاهن ولا ساحر، وطلبمنهم ان يخلوا بينهم وبين محمد وأن يتركوه لشأنه، فإن يقتله العرب فقد كفوهم شره،وان يظهر عليهم فسيكونون أسعد العرب به فملكه ملكهم وعزه عزهم فقالت قريش:لقد سحركمحمد والله يا أبا الوليد فقال عتبه:هذا رأيى فاصنعوا ما بدالكم

وجدت قريشأن الإغراء بالمال والجاه لم يجد فتيلا مع محمد صلى الله عليه و سلم وأن دعوتهمستمرة فى الذيوع والانتشار، لذا نهجوا معه أسلوبا أخر فطالبوه بالمعجزات حتىيصدقوه اجتمعوا يوما عند الكعبة وبعثوا إليه وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يفرج عنهمالجبال التى ضيقت عليهم مكة، وأن يفجر لهم فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وأنيحيى آباءهم ومنهم قصي بن كلاب حتى يسألوه إن كان ما جاء به حقا أم باطلا، فإن فعلذلك صدقوه وعرفوا أنه رسول الله إليهم، فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم : مابهذا بعثت إنما جئتكم من عند الله بما بعثنى به فإن تقبلوه فهو حظكم فى الدنياوالآخرة وإن تردوا علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم، ثم سألوه أن يسألربه أشياء لنفسه، بأن يبعث ملكا يصدقه بما يقول، وأن يجعل به جنانا وقصوراً وكنوزامن ذهب وفضة فإنه يقوم فى الأسواق ويلتمس المعاش كما يفعلون، فقال لهم رسول اللهصلى الله عليه و سلم : ما أنا بفاعل، ما أنا الذى يسأل ربه هذا وما بعثت إليكمبهذا، ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنياوالآخرة وأن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم

وقريش فى طلبهالهذه المعجزات من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانت لتؤمن برسالته إذا تحققت،بل كانت ستتمادى فى غيها وعنادها، كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان رحيماًبهم، فهو يعرف أن سنة من قبله من الرسل إذا سألوا ربهم المعجزة لقومهم فتحققت فكذبالقوم حق عليهم العذاب، ومحمد صلى الله عليه و سلم لم يرد لقريش هذا المصير، فقدسألته ان يجعل لهم الصفا ذهبا حتى يؤمنوا، فقال : وتفعلوا، قالوا : نعم فدعا ربهفأتاه جبريل : فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبافمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهمأبواب الرحمة والتوبة قال : بل التوبة والرحمة، و يقول الله تعالى فى شأن مطالبتهملمحمد صلى الله عليه و سلم بالمعجزات وعدم إيمانهم بها لو تحققتوَلَوْ أَنَّنَانَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَاعَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَن يَشَاءَ اللهُوَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ، وقوله وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَبِالآَيَاتِ إِلا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَمُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا بدأتأخبار الدعوة الإسلامية تتجاوز حدود مكة وتتسرب إلى بعض البلدان القريبة منها فرأتقريش أنه وقد قرب موعد الحج واجتماع الناس من سائر البلاد إلى مكة فلابد لهم منكلمة يقولونها لهم في أمر محمد صلى الله عليه و سلم ودعوته، واتفقوا على أن يقولوالهم إنه ساحر وجاء ليفرق بين الابن وأبيه وبين الزوج وزوجته، هادفين من ذلك إلى صرفالناس عن دعوة محمد صلى الله وعليه وسلم ولكن كان لمقالتهم هذه عكس ما أرادوا إذنبهت العقول في سائر بلدان شبه الجزيرة إلى الدعوة المحمدية، وأخذ الناس في هذهالأقطار يتسمعون أخبارها ويتساءلون عن البني الجديد وعن حقيقة دعوته وبذلك انتشرذكرها في سائر بلاد العرب من حيث أرادت قريش كتمانها

الاضطهادوالتعذيب

وجدت قريش أن مفاوضتهاالسلمية مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم لم تجد فوقفت بالمرصاد للدعوة الإسلاميةوللمسلمين، ورغم حماية بني هاشم لرسول الله صلى الله وعليه وسلم إلا أنه لم يسلم منأذاهم فكان أبو لهب يلقى بالعذرة-فضلات الانيان و الحيوان- والنتن على بابه وعقبةابن أبي معيط يخنقه بثوبه خنقا شديداً وهو قائم يصلي ويرمي على ظهره سلا جزور-وهيمشيمة الناقة التي تحرج مع الوليد عند ولادته-وهو ساجد

أما المسلمون فقدصبت قريش لجام غضبها عليهم ولم يتوقف إيذاؤها للمستضعفين والعبيد منهم، بل اضطهدتوعذبت الأغنياء والأحرار فهذا أبو بكر رضى الله عنه اجتمعت عليه قريش في المسجدفداسوه بأقدامهم وضربوه بنعالهم ضرباً شديداً على وجهه حتى غطى بالدم ثم ضربوه علىبطنه ضرباً شديداً حتى فقد وعيه وأتت قبيلته فلفته في ثوب والجميع يظنون أنه مات منقسوة الضرب

وعثمان بن عفان رضى الله عنه يعلم عمه بإسلامه فيأمره بتركالإسلام أو يعذبه عذاباً حتى الموت فأبى عثمان إلا الإسلام فحبسه في حجرة مظلمةوقيده بسلاسل من حديد وحرم عليه الطعام والشراب

وطلحة بن عبيد رضى الله عنهيعلم بإسلامه نوفل بن خويلد فيشد وثاقه في حبل ويسحبه في طرقات مكة ويذهب به الىدار أبي بكر فيقرنه مع طلحة في حبل ويطوف بهما في طرقات مكة يسخر منهما الصبيان والعبيد ومن يومها سمي أبي بكر و طلحة بالقرينين

و الزبير بن العوام رضيالله عنه يسمع عمه بإسلامه فيقسم أنه إن لم يعد إلى دينه الأول ليحرقنه، ولكنالزبير أبى إلا الإسلام واستسلم لعذاب عمه فحبسه في حجرة مظلمة وشد وثاقه ودخن عليهحتى ملأ الحجرة دخانا وضاقت أنفاس الزبير فظن أنه ميت لا محالة وصبر لقضاء اللهوأبى أن يرتد عن دينه فزاده عمه عذابا

إلا أن إيذاء قريش للمستضعفينوالعبيد كان ولاشك أشد من إيذاء أبنائها فقست عليهم وتجردت من إنسانيتها في تعذيبهموكانت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، فبلال بن رباح رضى الله عنه يحرم الطعاموالشراب ويجرد من ملابسه في أشد ساعات النهار حرارة ويطرح على ظهره فوق الرمالالحارة التي لو وضعت فوقها قطعة اللحم لنضجت، ثم يوضع فوق صدره صخرة عظيمة ويقول لهسيدة أمية بن خلف الجمحي ستظل هكذا أو تكفر بمحمد فلا يفتأ يردد أحد أحد

وآل ياسر (عمار وزوجته وابنهما ياسر) رضى الله عنهم يخرب بيتهم ويحرق وتوضعالأغلال في أيديهم وأرجلهم ويضربون بالسياط وعندما تشتعل رمال الصحراء يخرجون إليهامقيدين، وينخسون بالخناجر لإجبارهم على الجري على هذه الرمال الملتهبة فيتساقطون منالإعياء ويضحك منهم المشركون ساخرين وكان أبو جهل يتفنن في تعذيبهم فكان يحميالحديد في النار ويكوي به جنوبهم وظهورهم ثم يملأ حوضاً من الماء ويغرقهم بعد حرقهمبالنار ويترددون بين الحرق والغرق طيلة النهار ومر بهم رسول الله صلى الله وعليهوسلم وهم على هذه الحالة فقال لهم "صبراً آل ياسر ابشروا فإن موعدكم الجنة، و ماتتسمية بحربة أبي جهل وكانت أول شهيدة في الإسلام، أما ياسر فقد مات تحت التعذيب

وخباب بن الأرت رضى لله عنه كان حدادا فلما علمت سيدته (أم أنمار) بإسلامهكانت تربطه في عمود من البيت وتشعل الكور وتحمى الحديد وتجرد خباب من ثيابه وتكويهبالنار مرة بعد أخرى حتى يغشي عليه من التعذيب فتنتظر حتى يفيق ثم تعاود التعذيب،وما هذه إلا نماذج لما كان يلاقيه كافة المسلمين من تعذيبواضطهاد

الهجرة إلىالحبشة

وأمام التعذيب والاضطهاد وعدممقدرة المسلمين على حماية أنفسهم أشار عليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم بالهجرةإلى الحبشة قائلا لهم"لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهيأرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه "فخرج المسلمون إليها مخافة الفتنةوفراراً إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة في الإسلام

وكانت الهجرة إلىالحبشة على مرتين المرة الأولى في رجب من السنة الخامسة من البعثة وعادت في شوال مننفس السنة وكان عدد من هاجر من المسلمين 11 رجلا و4 نسوة على رواية وعشر رجال وثلاثنسوة على رواية أخرى خرجوا من مكة متسللين منهم الراكب ومنهم الماشي حتى انتهوا إلىميناء صغيرا على شاطئ البحر الأحمر هو ميناء الشيبة وهيأ الله للمسلمين سفينتينللتجار أقلعتا وقت وصولهم فحملوهم معهم إلى أرض الحبشة بنصف دينار وجاءت قريش فيأثرهم حتى جاءوا البحر فلم يدركوا منهم أحداً

ولم تكن الحبشة غريبة عن أهلمكة فكانوا يتاجرون معها وكان لأسواقها بريق في أعين التجار المكيين فجذبتهم إليهاوكسبوا منها الأرباح الطائلة وكان لأهل مكة في نفوس أهل الحبشة تقديس خاص فهم فينظرهم "أهل الله" الذين يتمتعون بالحماية الإلهية، ومازالت في أذهاتهم حادثة الفيلوكيف كان للعناية الإلهية أثرها في هزيمة جيش أبرهة وإنقاذ مكة وبيت الله الحرام منخطر جيش أبرهة فضلا عن أن الأحباش كانون يدينون بالمسيحية وهي ديانة سماوية تقومعلى التوحيد لهذه الأسباب وغيرها كان اختيار الرسول صلى الله وعليه وسلم للحبشةلتكون دار هجرة للمسلمين

ولاقى المسلمون معاملة طيبة من الأحباش ولكنهم لميمكثوا بها أكثر من ثلاثة أشهر عادوا بعدها إلى مكة لما وصل إلى عملهم من امتناعقريش عن تعذيب المسلمين وفتنتهم، ولكنهم وجدوا قريشا قد تمادت في التعذيب والاضطهادفعاد بعضهم إلى الحبشة ومعهم مسلمون آخرون، فكانت الهجرة الثانية إلى الحبشة

لم يخرج المسلمون في المرة الثانية إلى الحبشة دفعة واحدة بل على دفعاتمتلاحقة اشتدت إبان حصار قريش ومقاطعتهم للرسول وبني هاشم في شعب أبي طالب واكتملعدد المسلمين بالحبشة في هذه المرة اثنين وثمانين في معظم الروايات ولكن المدقق فيقائمة ابن هشام يجد أن عدد المسلمين في الحبشة كان 78رجلا و 17امرأة و 8من الأبناءفيكون عدد المهاجرين 103في مقدمتهم جعفر بن أبي طالب

والمتصفح لأسماءالقبائل التي هاجر منها المسلمون يجد أن الإسلام قد انتشر بين كل قبائل مكة فبنيهاشم هاجر منهم رجل وامرأة وبني أميه 3رجال و 3نسوة، وبني أسد بن عبد العزى، رجالوامرأة وبنو هذيل 4 رجال وبنو تميم رجلان وامرأة وبني مخزوم8رجال وامرأة وبنيجمح7رجال و3نسوة و5أولاد وبني سهم 14رجلا وبني علي4رجال وامرأة وولد وبني عامرو8رجال و3نسوة وبني الحارث8رجال

وأقام المسلمون في الحبشة على خير ما ينبغيواشتغلوا بالزراعة والتجارة والصناعة وسلكوا في حياتهم ومعاملتهم سلوكا طيباواحترموا قوانين البلاد وأهلها فأحبهم الأحباش وعاملوهم معاملة كريمة طيبة، كماأكرم النجاشي ملك البلاد مثواهم وأعلن حمايتهم فأعلنوا شعائر دينهم لا يخشون تعذيباأو اضطهادا

أما قريش فلم تترك المسلمون في الحبشة وشأنهم وغاظها ما وجدوابها من أمن واستقرار فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة وحملوامعهما الكثير من الهدايا إلى النجاشي وبطارقته وقالوا للنجاشي : إنه لجأ إلى بلادكمغلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحنولا أنت، وقد بعثنا إليك أشراف قومهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا وأعلم بماعابوا عليه ولكن النجاشي أبي أن يردهم حتى يسمع قولهم فلما سمع منهم عن أمر دينهمونبيهم طلب منهم أن يقرءوا له بعضا من القرآن فقرأ عليه جعفر بن أبي طالب صدرا منسورة مريم فبكى النجاشي وقال:إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة فوالله لا أسلمهم أبدا

واحتال عمر بن العاص على النجاشي عله يظفر بهم فقال له : إنهم يسبون عيسى بن مريم ويقولون فيه قولا عظيما، فأرسل إليهم فسألهم عن قولهمفيه فأجابه جعفر: إنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراءالبتول، فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عوداً، ثم قال : والله ماعدا عيسىابن مريم ما قلت هذا العود اذهبوا فأنتم آمنون في أرضي من سبكم غرم، ردواعليهما(عمرو وعبد الله)هذا ياهما فلا حاجة لي بها، وهكذا رجع وفد مكة خائباً منالحبشة وتمتع المسلمون بالأمن والأمان ومارسوا شعائر دينهم في حرية تامة

إسلام عمر بنالخطاب

كان لعمر بن الخطاب من الصفات ما يجعله أحد رجلين في الجاهلية عناهما صلى الله عليه و سلم بقوله "اللهم أيد الإسلام بأحب العمرين إليك عمرو بن هشام (أبو جهل) أو عمر بن الخطاب، وقد استجاب الله دعوة نبيه فاعتنق عمر بن الخطاب الإسلام

خرج عمر يوما يعترض رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجده يقرأ سورة الحاقة فوقف خلفه وأخذ يتعجب من نظم القرآن وظنه شعرا، فتلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه لقول رسول كريم * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَّا تُؤْمِنُونَ فظنه كاهناً فتلى صلى الله عليه و سلم وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
يقول عمر"فوقع الإسلام في قلبي"وكان هذا أول اتجاه منه إلى الإسلام

كان المهاجرون إلى الحبشة يخرجون من مكة سراً خوفاً من بطش قريش وكانت أم عبد الله بنت أبي حثمة قد أسلمت هي وزوجها عامر وأرادو الخروج إلى الحبشة، تقول أم عبد الله "والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجتنا إذ أقبل عمر وهو على شركه حتى وقف علي وكنا نلقى منه البلاء أذى وشدة، فقال: أتنطلقون يا أم عبد الله ؟ قلت نعم، والله لنخرجن في أرض الله، فقد آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله لنا فرجا فقال:صحبكم الله ورأيت له رقه وحزنا، فلما عاد عامر أخبرته وقلت له لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا، قال:أطمعت في إسلامه ؟ قلت :نعم : فقال لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب، لما كان يرى من غلظته وشدته على المسلمين

والممعن في موقف عمر، من أم عبد الله يجد أنه قارب الوصول إلى الإسلام، فرقته غير المألوفة وحزنه على هجرة المسلمين، و عدم تعرضه لهم ودعاؤه لهم بالخير، ليس ذلك حال من أكل الحقد قلبه، و أعمى الضلال بصره من أعيان الشرك من أهل مكة

أما السبب المباشر لإسلامه، فهناك روايتان إحداهما يرويها عمر عن إسلامه فيقول: كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش، فخرجت ليلة أريد جلسائي، فلم أجد منهم أحداً، فقلت لو أني جئت فلاناً الخمار لعلي أجده عنده خمراً فأشرب منها، فجئته فلم أجده فقلت ؟ لو أني جئت الكعبة فطفت بها، فجئت المسجد لأطوف، فإذا رسول الله صلى الله وعليه وسلم قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبينها فقلت لو أني استمعت إلى ما يقول محمد هذه الليلة ولئن دنوت منه لأروعنه فدخلت تحت ثياب الكعبة ومشيت حتى أصبحت أمام رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وليس بيني وبينه غير ثياب الكعبة، فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت فلم أزل واقفاً في مكاني حتى انتهي رسول الله صلى الله وعليه وسلم من صلاته وانصرف، فتتبعته حتى أدركته فلما سمع رسول الله صلى الله وعليه وسلم حسي عرفني، فظن أني تبعته لأؤذيه، فزجرني وقال: ما جاء بك يا ابن الخطاب في هذه الساعة ؟ قلت لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله، فحمد الله وقال:قواك الله يا عمر ومسح صدري ودعا لي بالثبات

أما الرواية الثانية فتذكر أن عمر خرج يوما متوشحاً سيفه يريد محمدا فقابله في الطريق نعيم بن عبد الله، ولما علم بمقصده، قال له: والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا ومن الأجدر بك أن تقوم أهل بيتك أولا فإن أختك فاطمة وزوجها سعيد ابن زيد قد أسلما، فتوجه عمر من فوره إليهما وكان عندهما خباب بن الأرت يعلمها القرآن، فلما سمعوا صوته أختبأ خباب وخبأت فاطمة الصحيفة التي كانوا يقرأونها فسألها عمر عما سمع عن صبأهما واتباع محمد وبطش بزوج أخته فقامت أخته لتكفه عن زوجها فضربها وشجها حتى سال الدم من رأسها فقالت: نعم أسلمنا وآمنا فاصنع ما بدالك، فلما رأى ما فعله بأخته ندم وطلب منها أن تعطيه الصحيفة التي كانوا يقرأونها لينظر ما الذي جاء محمد وحلف لها بآلهته أنه لا يمسها بسوء فطمعت في إسلامه وقالت له إنك نجس لأنك مشرك و لا يمسها إلا المطهرون فقام فاغتسل فأعطته الصحيفة فلما قرأ منها صدراً، قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه فلما سمع خباب منه ذلك، خرج من مخبئه، وقال :"والله يا عمر إني أرجو أن يكون قد خصك الله بدعوة نبيه، فإني سمعته أمس يقول، اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام،أو بعمر بن الخطاب، فالله الله ياعمر"فسأله عن مكان رسول الله صلى الله وعليه وسلم فأخبره بأنه مع أصحابه عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم، فذهب إليهم وطرق الباب فنظر صحابي جليل مع خلل الباب فوجده عمر بن الخطاب متوشحا سيفه، فقال حمزة :إإذن له يا رسول الله ان كان يريد خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فأخذه الرسول من مجمع ردائه وجذبه جذبة شديدة وقال:ما جاء بك يا بن الخطاب فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة، فقال عمر يا رسول الله جئتك لأومن بالله ورسوله وبما جاء من عند الله فكبر رسول الله وكبر المسلمون معه

وكان إسلام عمر فاتحة خير للإسلام والمسلمين، سأل عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ألسنا على الحق يا رسول الله إن متنا أو حيينا، قال:بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق متم أو حييتم، فقال عمر: ففيم الاختفاء، والذي بعثك بالحق لتخرجن، فخرج رسول الله والمسلمون خلفه في صفين على أحدهما حمزة وعلى الآخر عمر، ولهما كديد-غبار الطريق الذي اثارته اقدامهم عند المشي- كأنه كديد الطحين، فدخلوا المسجد الحرام وقريش تنظر إليهم وتعلوها كآبة، ولا يجرؤ سليط منها ولا حكيم أن يقترب من صفين فيهما هذان وصلى المسلمون حول الكعبة أمام أعين قريش، ومن يومها أصبحوا قوة ظاهرة، وأضحى المجتمع المكي فرقتين، فرقة مسلمة وأخرى مشركة، ولذا لقب الرسول صلى الله عليه و سلم عمر بالفاروق لأن الله فرق به بين عهدين في الرسالة الإسلامية

وكان ظهور المسلمين بمكة وممارسة شعائرهم علانية حول الكعبة غصة في حلق قريش، فقد خشيت على فتيانها أن يستهويهم هذا الدين فينجذبون إليه خاصة وأن شعائره أصبحت تمارس أمامهم، لذا تعمدت قريش إيذاء المسلمين بالكعبة غير مبالية بحرمتها ولم يمنع هذا الإيذاء المسلمين من غشيان المسجد الحرام والصلاة فيه

صحيفة المقاطعة


وجدت
قريش أن المسلمين يزدادون يوما بعد يوم وسياسة التعذيب والاضطهاد لم تثنهم عنعقيدتهم، وأن مهاجري الحبشة يتمتعون بحماية ملكها، وملسمي مكة يجاهرون بصلاتهم منذأسلم عمر، ورسول الله ممتنع ببني هاشم لذا فكرت قريش في مواجهة شاملة تواجه بهامحمداً وأصحابه ومن يناصرهم فاتفقوا على مقاطعة بني هاشم فلا ينكحوا إليهم ولاينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعون منهم حتى يسلموا محمد إليهم فيقتلوه، وكتبواذلك في صحيفة عرفت بـ"صحيفة المقاطعة" وعلقوها في جوف الكعبة ضمانا لتنفيذها وأخذواالعهود والمواثيق فيما بينهم للالتزام بتنفيذ ما جاء بالصحيفة

وأصر بنوهاشم وبنو عبد المطلب مسلمهم وكافرهم عد أبي لهب على نصرة محمد وحمايته وأمام هذهالمقاطعة اضطروا إلى الخروج من مكة والالتجاء إلى شعب أبي طالب في جبل أبي قبيس (أحد الجبال المحيطة بمكة) فحاصرتهم قريش بها وكانوا لا يستطيعون الخروج منها إلافي الأشهر الحرم ونفذت قريش الحصار بكل دقة فرصدت العيون على بني هاشم ولم تتركطعاما ولا بيعاً يصل إليهم إلا سبقوهم إليه فاشتروا وكان أبي جهل ينادي في التجارالوافدين على مكة أن لا يبيعوا بني هاشم شيئا من تجارتهم ويشتريها منهم بأضعافثمنها فكان الواحد من بني هاشم إذا خرج لشراء طعام أو غيره ضاعف التاجر سعر السلعةفلا يقدر على شرائها ويعود إلى أطفاله بلا طعام وهم يتضرعون من الجوع

وطالالحصار على رسول الله وبني هاشم، وأنفقوا جميع ما يملكون ولم يبق لديهم شيء من مالأو طعام أنفقت خديجة كل ما تملك وأنفق أبو طالب ما عنده وأنفق كل بني هاشم ماعندهم، وكادوا يهلكون جوعا فاضطروا إلى أكل أوراق الشجر وكل ما ظنوه يسد رمقهم،يقول سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه وكان أحد المحاصرين، خرجت ليلة لأبول فسمعتقعقعة تحت البول، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها ثم أحرقتها وطحنتهاوسففتها بالماء فقويت بها ثلاثة، وقال أحدهما: وطئت ذات ليلة على شيء رطب فرفعتهإلى فمي فابتلعته فما أدري ما هو إلى الآن

وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه عناء هذه المقاطعة بصبر وجلد وكانت الآيات القرآنية تنزل لتزيدهمثباتاً وتطالبهم بالصبر وتحدي الحصار والقطيعة، ولم يثن ذلك الرسول عن نشر دعوتهفكان يخرج في مواسم الحج والتجارة يدعو كل من وفد مكة إلى الإسلام، ولقد عاب بعضهؤلاء على قريش موقفها من بني هاشم وأعجبوا بثبات محمد وأصحابه فاستحسنوا الإسلامفاعتنقوه وكان هذا على عكس ما أرادت قريش من المقاطعة

وأراد الله للمحنةالرهيبة أن تزول وللغمة أن تنكشف وأن يجتاز المسلمون الابتلاء بنجاح، فاطلع جبريلالنبي صلى الله عليه و سلم على أن صحيفة المقاطعة التي كتبتها قريش قد أكلت الأرضةكل ما فيها من ألفاظ القطيعة والظلم ولم يبق بها إلا أسماء الله فأخبر النبي عمهأبا طالب بذلك فخرج إلى قريش وأخبرهم بما قاله النبي وقال: فإن كان صادقا علمتمأنكم ظالمون لنا، قاطعون لأرحامنا، وإن كان كاذباً دفعته لتقتلوه

ووافق ذلكأن قام خمسة رجال من قريش هم هشام بن عمرو وزهير ابن أميه والمطعم بن عدى وأبوالبختري بن هشام وزمعة بن الأسود عابوا على قومهم ما فعلوه ببني هاشم واتفقوا علىنقض الصحيفة، فطاف زهير بالبيت سبعا ونادي في أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثيابوبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم !! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفةالقاطعة الظالمة، فعارضة أبو جهل فقام أصحاب زهير الأربعة ووافقوه على رأيه وقالوا: أنهم لا يرضون ما كتب في الصحيفة ولا يقرونه، فقال أبو جهل، هذا أمر قضى بليلونشوور فيه بغير هذا المكان، فقام المطعم ليشق الصحيفة فوجدها على الصورة التيأخبرهم الرسول عنها، قد أكلت الأرضة كل ما فيها إلا أسماء الله وبذلك خرج بنو هاشموبنو المطلب من الشعب وعادوا إلى مكة ليمارسوا حياتهم العادية ولكن قريشا استمرت فياضطهادهم وتعذيبهم وكان خروجهم من الحصار في السنة العاشرة من البعثة

وعلىالرغم من قسوة الحصار وشدة وطأته على المسلمين، فقد عاد بالخير عليهم وعلى الإسلامإذ عابت القبائل العربية على قريش سلوكها الشائن مع بني هاشم فلم يحدث أن سلكتقبيلة عربية مع أحد بطونها هذا السلوك الغريب، كما كان لموقف التحدي الرائع الذيوقفه المسلمون أثر كبير في اجتذاب بعض أفراد هذه القبائل للإسلام، أما قريش فقدهانت في أعين المسلمين بعد أن فشلت كل محاولاتها للنيل من الإسلام والمسلمين

عام الحزن وخروجه إلىالطائف


خرج المسلمون من المقاطعة وقد أضر الحصار بأجسادهم، وأصابهم الوهن والضعف خاصة الشيوخ والنساء، فلم يمض على انتهاء المقاطعة إلا شهوراً قليلة وأصيب الرسول بمصيبة عظيمة، فلقد مات عمه أبو طالب ناصره وحاميه ومانعه من مشركي قريش، في شوال من السنة العاشرة من البعثة، وبعده بأيام توفيت زوجته خديجة رضى الله عنها يقول ابن إسحاق ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه و سلم المصائب بهلك خديجة وكانت له وزير صدق على الابتلاء يسكن إليها ويهلك عمه أبي طالب وكان له عضدا وحرزا في أمره، ومنعه وناصرا على قومه

واشتد إيذاء قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موت أبي طالب حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب، ولما يئس من هدايتهم وفكر في أن يترك مكة ويخرج لينشر دعوته في مكان آخر علها تجد صدى في قلوب أهله فيحتمي بهم وينصرونه على قريش فخرج صلى الله عليه و سلم وحده إلى الطائف راجيا أن يقبلوا منه ما جاء به من عند الله

وتقع الطائف على مسافة 120كم من مكة وتسكنها قبيلة ثقيف الوثينة، ولهم بيت يعظمونه ويضعون عنده أصنامهم كما تفعل قريش بالكعبة، وأشهر أصنام ثقيف اللات

وكان بين ثقيف وقريش مودة، وتجارات وزراعات مشتركة وكان لبعض أغنياء قريش بساتين وقصور بالطائف يخرجون إليها لقضاء الصيف بها لاعتدال مناخها عن مكة، فكانت الطائف مصيف قريش، ولاشك أن ثقيفا علمت بدعوة محمد قبل أن يخرج إليها، ولم يعتنق أحد منها الإسلام حتى لا يفسد ما بينها وبين قريش من علاقات وروابط

قطع رسول الله صلى الله عليه و سلم المسافة سائرا على قدميه وأقام بالطائف عشرة أيام يدعو أهلها إلى عبادة الله ولكن دعوته لم تجد إلا قلوبا غلفاً وآذانا صماً وأعيناً عمياً فلم يستمع إليه منهم أحد

قابل رسول الله صلى الله وعليه وسلم في الطائف أبناء عمر بن عوف الثلاثة وهم من سادة ثقيف فعرض عليهم دعوته وطلب منهم نصرته فسخرو منه واستهزؤا به فقال أحدهما: أما وجد الله أحد أن يرسله سواك، وقال الثاني:والله لأمزقن أستار الكعبة إن كان الله قد أرسلك وقال الآخر:والله لا أكلمك أبدا إن كنت رسولا فأنت أعظم من أن أرد عليك، وإن كانت كاذبا فما ينبغي لي أن أكلمك، وأغروا به سفاءهم وعبيدهم فجعلوا يصيحون به ويتعقبونه ويقذفونه بالحجارة، فما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع قدمه ويضعها إلا على حجر فسال الدم منهما ولم يرجعوا عنه إلا بعد أن خرج من الطائف

لجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم– وقد نال التعب والإرهاق – إلى ظل بستان ليستريح، وتذكر ما فعلت به ثقيف فهانت عليه نفسه أترى ربه ساخطا عليه حتى يؤذي كل هذا الإيذاء؟ أم أنه يريد له الهوان على يد هؤلاء اللئام ؟ فأخذ أيناجيه. اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي. وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين،وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي. ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك لك العقبى حتى نرضى ولا حول ولا قوة إلا بك

كان لموقف ثقيف من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحزنه وغمه فانطلق هائما على وجهه لا يدري أين يتجه وأخذ يفكر في قريش فلابد أنها علمت بخروجه إلى الطائف لينتصر بثقيف عليها أما وقد خاب أمله فيها فلابد أنهم سيتمادون في إيذائه والاستهزاء به، وكلما فكر في ذلك اشتد غمه وحزنه، فلم يعد له نصير في مكة بعد وفاة عمه أبو طالب، وبينما هو في هذه الحال، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام ومعه ملك الجبال، فقال ملك الجبال "يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا به عليك وقد بعثني إليك لتأمرني بأمرك إن شئت دمدمت عليهم الجبال وإن شئت خسفت بهم الأرض"فرد رسول صلى الله عليه و سلم قائلاً:لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من بعيد الله لا يشرك به شيئاً

وتحقق ما توقعه الرسول من قريش فلقد قفلت أبواب مكة في وجهه وأبت عليه العودة إليها وكان عليه إذا أراد أن يدخلها أن يستجير بأحد سادتها على عادة العرب – فاستجار بالمطعم بن عدى فأجاره ودخل مكة في حمايته وحماية أبنائه

الإسراءوالمعراج

ووسط هذه الآلام النفسيةالرهيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم واساه ربه فدعاه إلى أعجب رحلة عرفت فيتاريخ البشرية ليعرف قدره عند ربه، ويثبت بها فؤاده ولتكون بمثابة ترويح عما لاقاهفي سبيل دعوته، وهي هجرة الإسراء والمعراج
والإسراء: انتقال الرسول صلى الله
عليه و سلم ليلا من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في القدس
والمعراج
: هو صعوده صلى الله وعليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السموات العلى

اختلفتالمؤرخون في الوقت الذي وقعت فيه هذه المعجزة فاليعقوبي والطبري وابن الأثير يجدونالإسراء والمعراج بعد نزول الوحي مباشرة وابن هشام و ابن كثير يجعلونها قبل وفاةأبى طالب و خديجة رضى الله عنهما و المشهود أنها وقعت بعد عودته صلى الله عليه وسلم من الطائف فى العام الحادى عشر للبعثة النبوية

و كما اختلفوا فى و قتهااختلفوا أيضا فى حقيقتها هل كانت بالروح و الجسد أم أنها بالروح فقط, أم أن الإسراءكان بالروح و الجسد و المعراج كان بالروح فقط, و لكل منهم دلالته, و الدكتور محمدحسين هيكل له رأى موجزه أن عقول الناس عاجزه عن فهم معنى الاسراء و المعراجفأختلفوا فيه, فروح محمد صلى الله عليه و سلم فى ساعة الإسراء و المعراج اجتمعت فىوحدة هذاالوجود و بالغة منتهى كمالها ولم يقف أمام ذهن محمد وروحه فى تلك الساعةحجاب من الزمان أو المكان أوغيرهما من الحجب التى تجعل حكمنا نحن فى الحياة نسبيا ومحدودا بحدود قوانا الحسية والعقلية, لقد تداعت فى هذه الساعة كل الحدود أمام بصيرةمحمد و اجتمع الكون كله فى روحه فوعاه منذ أزله الى أبده و ليس يستطيع هذا السموالا قوة فوق ما تعرفه الطبائع الإنسانية فإذا جاء من بعد ذلك ممن اتبعوا محمدا منالناس من عجز من متابعته فى سمو فكرته و قوة أحاطته بوحدة الكون فلا عجب فى ذلك ولاعيب فيه لقصور عقله و طبيعته الإنسانية عن إدراك مثل هذا الحدث

و يرى الشيخمحمد متولى الشعراوى أن الإسراء والمعراج كانتا بالروح والجسد و أن الله سبحانه وتعالى لما كانت طبيعة الجسم البشرى لا تتفق مع ملكوت السماوات, أدخل فى بشرية محمدما جعلها صالحة للصعود للسماوات

و لن نخوض فى غمار هذه الخلافات لأنهاالعقيدة أقرب منها إلى التاريخ والراجح أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروحوالجسد معا فالممعن فى الآية الأولى من سورة الإسراء والآيات الأولى من سورة النجملا يملك إلا التصديق بذلك, وألفاظ هذه الآيات لا تحتمل غير ذلك ففى قوله تعالىسُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىالْمَسْجِدِ الأَقْصَى فالعبد لا يكون إلا روحا وجسدا, و تصدير الآيةبلفظ"سبحان"يدل على أن الأمر أعظم من أن يكون رؤيا مناميةأما قوله تعالى: فَأَوْحَىإِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وقوله تعالى: مَازَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى فألفاظ (عبده – الفؤاد – رأى – البصر) لا يمكن أن تطلقإلا إذا كان محمد بجسده و روحه

و طالما أن الإسراء و المعراج معجزة منمعجزات محمد صلى الله عليه و سلم, فلابد أن تختلف فيها العقول وتحار فيها الأفهام, و إلا لو وصلت العقول و الإفهام إلى مكنون سر هذه الرحلة الإلهية لانتفى كونهامعجزة و أصبحت شيئا عاديا يستطيع العقل البشرى المحدود أن يحيط بمكنونه و معرفةأسراره, و بمرور الوقت و تعاقب الزمن تنتفى فيها المعجزة و يصبح شأنها شأنالمخترعات الحديثة تبهر العقول عند اختراعها و سرعان ما يألفها الناس بمرور الوقت وتصبح شيئا عاديا, و لكن ستبقى معجزة محمد خالدة باقية… و لتحار فيها الأفهاموتختلف فيها العقول فهذا سر الإعجاز فى هذه الرحلة الإلهية العجيبة

أماموقف قريش من الإسراء و المعراج فعندما أخبرهم النبى صلى الله عليه و سلم في صبيحةليلتها كذبوه و صفقوا و صفروا استهزاءا به و سخرية منه وقالوا"ان رحلة بيت المقدستأخذ منا شهرا ذهابا و شهرا ايابا, أتزعم أنك أتيته فى ليلة",و أسرع جماعة منالمشركين إلى أبي بكر و أخبروه بأن محمدا يقول أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس وعاد به قبل أن يصبح, قال:أو قد قال ذلك, قالوا: نعم, قال:لئن قال إذن صدق, إنيلأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه فى خبر السماء فى غدوه و روحه

وعادت قريشإلى محمد تريد إظهار كذبه فسألته أن يصف لهم بيت المقدس فجلى الله له البيت فوصفهلهم باباً باباً وأبو بكر يقول صدقت يا رسول الله فسمي من يومها بالصديق

ثمعادت قريش تطالبه بأشياء تبرهن بها على صدق قوله فذكر لهم أنه مر ببني فلان وهمنيام ولهم اناء فيه ماء قد غطوه فكشف غطاءه و شرب ما فيه ثم غطاه كما كان و أخبرهمبان القافلة ستصل بعد مغيب شمس هذا اليوم يتقدمها جمل أورق عليه غرارتان أحدهمابيضاء و الأخرى برقاء, و بالفعل وصلت القافلة فى الوقت و على الهيئة التى اخبر عنهارسول الله صلى الله عليه و سلم و سألتها قريش على أمر الاناء فأخبرتهم بما ذكرهالرسول صلى الله عليه و سلم

و مع ذلك لم تصدق قريش الرسول و كذبته, و عادتإلى أشد مما كانت عليه من الجمود و الصد و الاتهام و استمر محمد يدعو كل من لقيهإلى الإسلام

وظل المسلمون بالحبشة حتى السنةالسابعة من الهجرة فأرسل إليهم الرسول من حملهم إليه، فعادوا وقد فتح الله علىالمسلمين خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم"والله ما أدري بأيهما أنا أسر،بفتح خيبر أم بقدوم جعفر"ولكن يبدوا أن المسلمين قد بدأوا في العودة منذ الهجرةواستقرار المسلمين بالمدينة لأن من عاد مع جعفر كان16رجلا فقط

عـرض الرسـول نفسـه علىالقبائـل


استمر رسول الله صلى الله
عليه و سلم يدعو إلى الإسلام فكان يخرج إلى الأسواق القريبة من مكة و ينادى:"ياأيها الناس قولوا لا اله إلا الله تفلحوا.. من يؤويني من ينصرنى, حتى أبلغ رسالةربي وله الجنة"و انتهز موسم الحج و عرض نفسه على القبائل العربية الوافدة على مكةليحموه و ينصروه ويتبعوا ما جاء به عرض نفسه على قبيلة كنده فأبت عليه, و قبيلة كلبفلم يقبلوا منه, و بنو حنيفة فلم يكن أحد من العرب أقبح ردا عليه منهم, أما بنواعامر فقالوا إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالف أيكون لنا الأمر منبعدك, قال: الأمر لله يصنعه حيث يشاء, قالوا : لا حاجة لنا بأمرك, و هكذا امتنعتالقبائل العربية عن السماع لدعوته ومع ذلك لم يتوان فىإبلاغها

بيـعة العقبـةالأولـى

ووسط هذه الغيوم الملبدة, ووسط هذا الظلام الحالك, لاحت بشائر الخير و لمعت خيوط فجر من بعيد اتية من جهةيثرب, و ذلك عندما عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه على نفر من الخزرجفاستجابوا لدعوته

وكانت اليهود أحد الجماعات التى تسكن يثرب و هم أهل كتاب– فأشعلوا فى يثرب أن نبيا فى العرب سيبعث, و حان وقت ظهوره, و أنهم سيتبعونه وينتصرون به على العرب(الأوس و الخزرج)فلما عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسهعليهم و كانوا ستة تذكروا مقالة اليهود لهم, فقالوا:و الله انه للنبى الذى توعدكمبه اليهود فلا يسبقنكم إليه, فأجابوه إلى الإسلام, و واعدوه اللقاء العام القادم, ورجعوا الى قومهم يدعونهم إلى الإسلام فاتبعهم فريق منهم و سرعان ما انتشر الإسلامفى يثرب فلم تبق دار من دور الأنصار الا و فيها خبر عن الدعوة الإسلامية و رسولها

و فى موسم الحج التالى وفد على مكة اثنا عشر رجلا من مسلمى يثرب عشرة منالخزرج و اثنان من الأوس, تقابلوا مع رسول الله عند العقبة و بايعوه بيعة عرفت فىالتاريخ الإسلامي ببيعة العقبة الألى أو الصغرى بايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئاو لا يسرقوا, و لا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يلأتوا ببهتان يفترونه بين أيدهم وأرجلهم و لا يعصوه فى معروف, فقال لهم الرسول:ان وفيتم فلكم الجنة, و ان نقضتم, فأمركم الى الله عز و جل ان شاء عذب و ان شاء غفر, و عرفت هذه البيعة ببيعة النساءلأنها على نفس الشروط التى بايعت النساء عليها رسول الله بعد فتح مكة

بيـعة العقبـةالثانيـة

و فى موسم الحج التالى وفدمع حجاج يثرب ثلاثة و سبعون رجلا, و امرأتان من المسلمين و معهم مصعب ليبايعوا رسولالله صلى الله عليه و سلم و سر الرسول بأنتشار الإسلام بين أهل يثرب ووجد فيهمالمنعة و النصرة و الحماية, و وجد المسلمون فى يثرب الملجأ والملاذ والمأوى فتاقتنفوسهم وهفت اليها أفئدتهم و تمنوا ساعة الخلاص

تواعد الرسول و مسلمو يثرباللقاء فى العقبة فى ليلة الثاني عشر من ذى الحجة على أن يكون سرا حتى لا تعلم قريشأو مشركوا يثرب به فيفسدوه, ولما حان الموعد بدأ المسلمون يتسللون تسلل القطا-وهوطائر معروف بالخفة و الحذر-الى مكان الاجتماع و خرج اليهم الرسول و معه عمه العباسوكان لا يزال مشركا و لكنه أراد أن يتثبت لابن أخيه من أهل يثرب, و كان أول من تكلمفقال : يا معشر الخزرج, ان محمدا منا حيث علمتم, و قد منعناه من قومنا ممن على مثلرأينا فيه, فهو فى عز من قومه و منعه فى بلده, و أنه قد أبى إلا الإنحياز اليكم واللحاق بكم, فأن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه اليه, و ما منعوه ممن خالفه, فأنتم و ما تحملتم من ذلك, و ان ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج اليكم فمنالآن فدعوه فإنه فى عز و منعه من قومه و بلده, فقال الخزرج للعباس, قد سمعنا ما قلتتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك ما أحببت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نسائكم و أبنائكم, فأخذ البراء ابنمعرور يده, و قال:نعم و الذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا- كناية عنأنفسهم ونسائهم-فبايعنا يا رسول الله, فنحن والله أبناء الحروب, و أهل الحلقةورثناها كابرا عن كابر

وأراد الأنصار أن يستوثقوا لأنفسهم أيضا من الرسولفقال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله ان بيننا و بين الرجال حبالا و إناقاطعوها(يريد اليهود)فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع الى قومك وتدعنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال:"الدم الدم والهدم الهدم",يعنىأنا منكم و أنتم منى أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم

وقال العباس بنعبادة الأنصارى, مؤكدا البيعة فى أعناق الأنصار:يا معشر الخزرج هل تدرون علامتبايعون هذا الرجل, قالوا:نعم, قال:انكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود منالناس, فأن كنتم ترون أنكم اذا أنهكت أموالكم مصيبة,وأشرافكم قتلا, أسلمتموه فمنالآن, فهو و الله خزي فى الدنيا و الآخرة ان فعلتم, و ان كنتم ترون أنكم وافون لهبما دعوتموه اليه على نهكه الأموال و قتل الأشراف فخذوه, فهو و الله خير فى الدنياو الآخرة فأجاب الأنصار : نأخذه على مصيبة الأموال و قتل الأشراف, ابسط يدك يا رسولالله لنبايعك فبسط يده فبايعوه

وطلب الرسول أن يختاروا من بينهم اثنى عشرنقيبا فاختاروا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس,و قال الرسول لهم:أنتم كفلاء علىقومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم فاجابوه

وفى الصباح علمت قريش بأمرالبيعة و أن أهل يثرب قد بايعوا محمدا ليخرج اليهم و يمنعوه مما يمنعون منه نساءهمو أولادهم, فوقع فى أيديهم و طاش صوابهم و خرجوا مسرعين الى منازل أهل يثربيسألونهم:انا قد بلغنا أنكم قد جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجوه من بين أظهرنا وتبايعوه على حربنا, وانا و الله ما من حي من العرب أبغض الينا أن تنشب الحرب بينناو بينهم منكم, فسكت المسلمون و قام أهل يثرب يحلفون لهم ما كان من هذا من شئ, و ماعلمناه, وعاد أهل يثرب الى بلدهم, و لكن قريشا تيقنت خبر البيعة فخرجوا عليهميظفرون بأهل يثرب و لكنهم لم يدركوا منهم الا سعد بن عبادة فكتفوه و عادوا به الىمكة يضربونه و يجرونه من شعره و لم يخلصه من بين ايديهم الا مطعم بن عدى الذى أجارهفعاد الى يثرب

هكذا وتمت بيعة العقبة الثانية و أصبحت هجرة الرسول والمسلمين أمرا محققا, و لكنها مسألة وقت فقط

هكذا تمت بيعة العقبة الثانيةو تقرر فيها أن يهاجر الرسول و المسلمون الى يثرب على أن يقوم الأنصار بحمايتهم ونصرتهم و أصبح أمر الهجرة محققا و لكنها مسألة وقتفقط

الهجــرة

وما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين بالهجرة فخرجوا من مكة زرافاتو وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم و ظلت الهجرة حوالى شهرين تقريبا(من آخر ذىالحجة الى أول ربيع الأول)حتى خلت معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها و لم يبقبمكة غير الرسول و أبى بكر و علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين

وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا فحاولوا منع المسلمين بشتى الطرقالإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا, فتآمروا بالرسول صلى الله عليه و سلم فى دار الندوةو استقر رأيهم على الفتك به بطريقة تضمن تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتىالمطالبة به فانتقوا من كل قبيلة شابا قويا, و أوكلوا إليه حصار بيت الرسول و أنيقتلوه بضربة واحدة, و لكن كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم, كما قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ،فأطلع رسوله علىتدبير قريش و أوصى إليه بالهجرة إلى يثرب فنام علي فى فراش الرسول و تغطى ببردتهليغرر بالمحاصرين, و اصطحب الرسول معه أبا بكر و خرجا ليلا إلى جنوب مكة و اختفيافى غار جبل ثور و مكثا فيه ثلاثة أيام و كان عبد الله بن أبى بكر و أخته أسماءيحملان الأخبار و الطعام و الماء إليهما

جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتتتحرس علي وأن الرسول خرج من مكة سليما معافى, فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل مكان ووصل بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبىء فيه الرسول و صاحبه, و لكن جند اللهكانت تحرسه و تسهر عليه و أيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام و العنكبوت و جندالم يشاهدوها و هى التى عناها الحق فى قوله تعالى وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْتَرَوْهَا و بعد أن مكثا فى الغار ثلاثة أيام ركبا صوب يثرب و كان عليهما أن يختاراطريقا غير الطريق المعهود حتى لا تظفر بهما قريش فاتخذا من"عبد الله بن أريقط"دليلالهما فسلك بهما الطريق الغربى المحاذى للبحر الاحمر و هو طريق وعر غير مسلوك لكثرةما فيه من صعوبات و مشاق تحملها الرسول و صاحبه و قطعوا مسافة 510 ميلا تحت الشمسالحارقة تطاردهم مكة بأسرها و قد أدركهم بعض المطاردين فحماهم الله منهم, قطعواالمسافة فى ثمانية أيام و وصلوا الى قباء ضاحية يثرب يوم الأثنين الثانى عشر من شهرربيع الأول

و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أننذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي

استغرقت الدعوة الإسلامية فىدورها المكى(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يومانزل فيها على الرسول صلى الله عليه و سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانونسورة من جملة سور القرآن البالغة مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورةمشتركة بين المكى والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوةالإسلامية, كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكامجزئية و يمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى

اولا:الوحدانية و رفضعبادة الأوثان و أن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد

ثانيا: تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلاتزر وازرة وزر أخرى

ثالثا: وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها منمنبع واحد هو الله سبحانه وتعالى

رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد منربه و التى تبعده عنه

خامسا: اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء العصبيةالقبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و أنثى, و أنالأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِأَتْقَاكُمْ}

سادسا: فرضت الزكاة و الصلاة فى هذاالعصر

و أرسل الرسول صلى الله عليه و سلم معهم مصعب ابن عمير ليقرئهم القرآن و يعلمهم أمور دينهم, فكان أول سفير لرسول الله صلى الله عليه و سلم, و نجح مصعب فى نشر الدعوة الإسلامية و دخل أهل يثرب فى دين الله أفواجا, و لم يمر عام على مصعب بها, و لم يبق دار من دورها الا و فيها رجال مسلمون و نساء مسلمات, بل دخلت قبائل بأكملها رجالها و نسائها, صغارها و كبارها فى الإسلام دفعة واحدة

والتكملة سوف تاتي عن قريب باتذن الله

منقول بتصرف
ارجو التثبيت فالموضوع يستاهل




رد: محمد صلى الله عليه وسلم ………(ارجو التثبيت )

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولا رد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




التصنيفات
فقه السنة النبوية

سنن النبي في المجتمع الإنساني

سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني


الونشريس

سنن النبي (صلى الله عليه وسلم) في المجتمع الإنساني

وكان من أخلاقه صلى الله عليه و آله وسلم أنه :
خ 1 : خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، و يغض بصره بسكينة و أدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس ، و خضوعه لله تعالى .. كأن على رأسه الطير .
خ 2 : يبدر من لقيه بالسلام ، يبادر إلى التحية لأن السلام قبل الكلام ، و هو علامة التواضع .. و للبادئ بالسلام تسعةً و ستون حسنة ، و للراد واحدة .
خ 3 : لا يتكلم في غير حاجة ، إذا وجد مناسبة لكلامه كالنصيحة و الموعظة و التعليم و الأمر و النهي .. و إلا سكت ، و يتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة ..
خ 4 : تعظم عنده النعمة ، وإن دقت ، لا يذم منها شيئاً ، فيشكر النعم و لا يحتقر شيئاً منها ، مهما كان قليلاً ولا يذمها لأنها من الله تعالى .
خ 5 : جل ضحكه التبسم ، فلا يقهقه و لا يرفع صوته كما يفعل أهل الغفلة ..
خ 6 : و يقول : " أبلغوني حاجةَ منْ لا يقدرُ على إبلاغ حاجته " ،حتى لا يكون محجوباً عن حاجات الناس ، و يقضيها إن استطاع..
خ 7 : يتفقد أصحابه ، مطمئناً عنهم ..
خ 8 : و يسألُ الناس عما في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شؤونهم ..
خ 9 : و لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر ، كالاستغفار و التهليل و الدعاء .. فإنها كفارة المجلس ..
خ 10 : و يجلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، فهو أقرب إلى التواضع و أبعد عن هوى النفس .. ، و يصلي الله سبحانه عليه و ملائكته حتى يقوم .
خ 11 : و يكرم كل جلسائه نصيبه ، فلا يكون الإكرام على حساب الآخر .
خ 12 : و من سأله حاجتاً لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول ، فإن قدر عليها قضاها له ، و إلا أرجعه بكلمة طيبة أو دعاء أو نصيحة أو إرشاد .
خ 13 : و لا ترفع الأصوات في مجلسه (صلى الله عليه وسلم) ، أو فوق صوته (صلى الله عليه وسلم) أو جهراً ، بل الأدب غض الصوت ، قال الله سبحانه " واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "
خ 14 : يترك المراء ، و المراء هو الطعن في كلام الآخرين بقصد التحقير و الإهانة و لإظهار التفوق و الكياسة ، و سببه العدواة و الحسد و يسبب النفاق و يمرض القلب .
خ 15 : و يترك ما لا يعنيه ، فلا يتدخل أو يقحم نفسه فيما ليس له .
خ 16 : وكان (صلى الله عليه وسلم) إذا تكلم أنصت الحضور له ، فإذا سكت تكلموا ، دون مزاحمة ، و أنصت بعضهم لبعضهم الآخر .
خ 17 : و كان النبي (صلى الله عليه وسلم) ، لا يقطع على أحد كلامه ، حتى يفرغ منه .
خ 18 : و كان (صلى الله عليه وسلم) ، يساوي في النظر و الاستماع للناس .
خ 19 : و كان (صلى الله عليه وسلم) أفصح الناس منطقاً ، و أحلاهم ويقول " أنا أفصح العرب و إن أهل الجنة يتكلمون بلغة محمد " (صلى الله عليه وسلم) .
خ 20 : و كان (صلى الله عليه وسلم) يتكلم بجوامع الكلم ، بما يلزم فلا فضول مضر ، و لا إيجاز مخل .
خ 21 : و سمع يقول : " بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها " ، و كلما ازدادت أخلاق المرء كلما اقترب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر .
خ 22 : و كان (صلى الله عليه وسلم) أشجع الناس ، و كان ينطلق إلى ما يفزع الناس منه ، قبلهم ، و يحتمي الناس به ، و ما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .
خ 23 : و كان (صلى الله عليه وسلم) كثير الحياء ، أشد من العذراء في سترها .
خ 24 : و جاءه ملك ذات يوم و قال : " يا محمد إن ربك يقرئك السلام و هو يقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ، رضراض ذهب ، الرضراض ما صغر و دق من الحصى فقال (صلى الله عليه وسلم) بعد أن رفع رأسه إلى السماء " يا رب أشبع يوماً فأحمدك ، و أجوع يوماً فأسألك " .
خ 25 : و كان يبكي حتى يبتلى مصلاه ، خشيةً من الله عز وجل من غير جرم .
خ 26 : و كان (صلى الله عليه وسلم) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة ، يقول : " أتوب إلى الله "
خ 27 : و كان (صلى الله عليه وسلم) إذا اشتد وجده (الحزن أو الفرح الشديد) أكثر من لحيته الكريمة .
خ 28 : و كان (صلى الله عليه وسلم) يجالس الفقراء و يؤاكل المساكين ، ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم .
خ 29 : و كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يأكل مع العبد ، و يجلس على الأرض ، و يصافح الغني و الفقير .. و لا يحتقر مسكيناً لفقره .. و لا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها هو ، و يسلم على من استقبله من غني و فقير ، و كبير و صغير .
خ 30 : و كان (صلى الله عليه وسلم) جميل المعاشرة ، بساماً من غير ضحك .
خ 31 : و كان (صلى الله عليه وسلم) ينظر في المرآة ، و يتمشط … و ربما نظر في الماء ليتجمل لأصحابه فضلاً عن تجمله لأهله ، و قال : " إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم و يتجمل " .
خ 32 : و كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يسلم على الصغير و الكبير .
خ 33 : و ما خُير (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين إلا أخذ بأشدهما ، ترويضاً لنفسه على مخالفة الهوى و ركوب المصاعب .
خ 34 : و ما أكل متكئاً قط حتى فارق الدنيا ،تواضعا لربه تعالى .
خ 35 : و كان (صلى الله عليه وسلم) إذا أكل ، أكل مما يليه … و إذا شرب ، شرب ثلاثة أنفاس ، فيشرب أولاً ثم يحمد الله تعالى و يتنفس ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
خ 36 : و كان يمينه لطعامه ، و شماله لبدنه … و كان يحب التيمن في جميع أموره .




رد: سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني

السلام عليكم ورحمة الله وبرماته
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم
وجعله في ميزان حسناتك




رد: سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
باك الله فيكي وجزاكي خيرا وجعله في ميزان حسناتك




رد: سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني

شكرا لردودكم الطيبة عطرتم صفحتي بدعاءكم




رد: سنن النبي (ص) في المجتمع الإنساني

الونشريس




التصنيفات
فقه السنة النبوية

( دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم)

( دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم)


الونشريس

البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 ) ، فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .

ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .

ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ،والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .

فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم – شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه – " رواه النسائي .

وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .

وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .

كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه – ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.

وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .

وفي غزوة بدر دمعت عينه – صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .

وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.

فداك ابي وامي يا رسول الله

ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .

لا تحزن يا خير خلق الله

فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.

ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .

ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .

ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي – صلى الله عليه وسلم – لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب – وعيناه تذرفان – حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .

ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى





التصنيفات
فقه السنة النبوية

تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام


الونشريس

عرف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بمواقف عظيمة ، تبين رحمة قلبه وسماحته وعفوه……..
لكن معظم هذه المواقف الرائعة قد تم نسيانها ولم يبقى منها الاالقليل ……..
لذا اقترح ان نقوم باحياء سنته ومواقفه صلى الله عليه وسلم

وانا سابدا :من المواقف الرائعة لرسول الله مسامحته لابناء قريش الذين ظلموه وكذبوه وحاولوا قتله واشركوا بالله سبحانه وتعالى حيث قال ’اذهبوا فانتم الطلقاء’

انا انتظر ردودكم وشاركاتكم………..




رد: تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

باركـ اللـه فيكـ وجزاكـ اللـه ألف خيرا ، تقبلى مرورى وشكـرا.




رد: تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

بارك لله فيك أختي وجزاك ألف خيرا




رد: تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بيت أصحابه ..
إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنه وهو من علماء اليهود
دخل على الرسول عليه الصلاة والسلام .. واخترق صفوف أصحابه .
حتى أتى النبي عليه السلام وجذبه من مجامع ثوبه وشده شدا عنيفا .
وقال له بغلظة : أوفي ماعليك من الدين يامحمد .. إنكم بني هاشم قوم تماطلون في أداء الديون .
وكان الرسول عليه السلام .. قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم ..
ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد ..
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وهز سيفه وقال ائذن لي بضرب عنقه يارسول الله
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
(مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء )
فقال اليهودي :ـ والذي بعثك بالحق يامحمد ماجئت لأطلب منك دينا إنما جئت لأختبر
أخلاقك ..فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحن بعد ولكني قرأت جميع أوصافك في التوراة فرأيتها
كلها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أجربها معك ..
وهي أنك حليم عند الغضب .. وأن شدة الجهالة لاتزيدك إلا حلما .. ولقد رأيتها اليوم فيك ..
فأشهد أن لاإله إلا الله .. وأنك محمد رسول الله
وأما الدين الذي عندك فقد جعلته صدقة على فقراء المسلمين .
وقد حسن إسلام هذا اليهودي وأستشهد في غزوة تبوك .ما اعظم خلقك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشكورة على الموضوع




رد: تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

شكرا لكم على الردود ………..وشكرا اختي زينة الاحلام على ادراج الموقف استفدنا منه كثيرا




رد: تعرف على الحبيب المصطفي خير الانام

موقفمنصلحالحديبية : لمامنعت قريش المسلمين من أداء العمرة وكادت الحرب تشتعل بين الطرفين مال رسول الله إلى عقد معاهدة الصلح التي نصت على توقيف القتال لمدة 10 سنوات رغم وجود شروط أخرى قاسية
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع





التصنيفات
فقه السنة النبوية

****

*** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***


الونشريس

الونشريس
وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به
لا شك أن دخول أي عاقل في هذا الدِّين يتوقف على شهادته لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ثم اعتقاده لمعنى هذه الشهادة دائماً، واطمئنان قلبه بأَنها تتضمن الإقرار بأَنه صلى الله عليه وسلم قد جاء برسالة ربه إلى المكلفين، التي توجب تعبدهم بكل ما يتقربون به إلى ربهم من أَفعال وأَقوال واعتقادات،
وما يترتب على متابعته أو مخالفته في ما بلَّغه من الثواب أَو العقاب.
ومع أَن هذا المعنى هو المفهوم من هذه الشهادة، والمدلول للفظها،
فقد صَّرح الله تعالى به في القرآن، ونوَّعه بعبارات تؤدِّي هذا المعنى، وتدور عليه،
وإليك بعض هذه العبارات من القرآن، وما يشهد لها من السنة مع وجه دلالتها.
1. الأَمر بالإيمان به :
كما أمر بالإِيمان بالله، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وتهديد من أَبى ذلك، وتوعده بالعذاب،
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا امِنُوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله
والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا)(النساء:136).
وقال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته
ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم)(الحديد:28).
وقال تعالى:
(فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا)(التغابن:8).
وقال تعالى:
(قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض
لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته
واتبعوه لعلكم تهتدون)(الأعراف:158).
وقال تعالى:
(ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً) (الفتح:13).
وهكذا أيضاً صرح النبي صلى الله عليه وسلم في سنته بلزوم ذلك،
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به).
وفسر الإيمان في حديث جبريل المشهور بقوله:
(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) الحديث.
ولا شك أن الإيمان به صلى الله وسلم يستلزم تصديقه فيما جاء به، ذلك أن الإيمان به هو يقين القلب بصحة رسالته، فباجتماع القلب واللسان يتم الإيمان به، ويعتبر، وبتخلف تصديق القلب لا تعتبر الشهادة ولا تنفع، ولهذا كذب الله المنافقين الذين قالوا: نشهد إنك لرسول الله.
قال تعالى:
(إذا جآءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)(أول سورة المنافقون).
2. الأمر بطاعته التي هي من أَثر الإيمان به :
ذلك أَن التصديق الجازم بصحة نبوته يستلزم طاعته فيما بلَّغه عن الله،
فمن خالفه في ذلك أو شيء منه عناداً لم يكن مؤمناً به الإيمان الواجب.
ولقد أمر الله بطاعته في مواضع كثيرة من القرآن
كقوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) (النساء:59).
وقال تعالى:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين)(المائدة:92).
وقال تعالى:
(قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)
(النور:54).
وقال تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) (محمد:33).
وقال تعالى:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين)
(التغابن:12).
وقال تعالى:
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر:7).
بل قد رتب على طاعته الثواب الجزيل
كما في قوله تعالى:
(وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)(النور:56).
وقوله تعالى:
(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما)(الأحزاب:71).
وكذا توعد على معصيته وأخبر بعقوبة من عصاه
كما في قوله تعالى:
(ومن يعص الله ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين) (النساء:14).
قوله:
(يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)
(الأحزاب:66).
وهكذا ورد في الحديث بيان الثواب على طاعته وعقوبة من عصاه،
ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله) وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني دخلَ الجنة ومن عصاني فقد أَبي) رواه البخاري.
ومعلوم أن طاعته هي فعل أمره وتجنب نهيه، والتسليم لما جاء به، والرضى به رسولاً نبياً.
3. الأمر باتباعه والتأسي به :
قال تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) (آل عمران:31-32).
وقال تعالى:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنةُ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً )
(سورة الأحزاب:21).
ولا شك أن محبة العبد لربه واجبة، وقد وقف حصولها وقبولها على اتباع هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وجعل من ثواب اتباعه حصول محبة الله ومغفرته للعبد، وهذا الاتباع له والتأسي به يوجب تقليده، والسير على نهجه، والاقتداء به في تقرباته، وتجنب كل ما نهى عنه، والحذر من مخالفته التي نهايتها الخروج عن التأسي به.
كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال:
(فمن رغب عن سنتي فليس مني).
4. محبــته :
وقد أمر الله بها في قوله تعالى:
(قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله، وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) (التوبة:24).
فوبخهم على تقديم محبة شيء من هذه الأصناف التي تميل إليها النفس طبعاً، وتؤثر الحياة لأجلها، على محبة الله ومحبة رسوله، وتوعدهم بقوله (فتربصوا) ففي هذا أبلغ دليل على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم.
وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث المتفق عليه عن أنس:
(لا يؤمن أحدكم حتى أَكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
ومن ثواب محبته الحشر في زمرته، كما قال عليه الصلاة والسلام:
(المرء مع من أحب)
متفق عليه عن أنس وغيره، وكفى بذلك شرفاً وثواباً لهذه المحبة.
ومعلوم أن المراد المحبة الصادقة التي تستلزم الاقتداء به، والتأدب بآدابه، وتقديم سنته على رضى كل أحد، وتستلزم أيضاً محبة من والاه وبغض من عاداه ولو كان أقرب قريب؛ فمن استكمل ذلك استكمل المحبة، ومن نقص منه شيئاً نقصت محبته له بقدر ذلك.
5. احترامه وتوقيره :
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عِند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) (الحجرات:1-3).
وقال تعالى:
(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) (النور:63).
وما ذاك إلا لما خص به من الفضل والرفعة، ففي تعزيره وتوقيره وتبجيله تعظيم لسنته، ورفع لقدرها في نفوس أتباعه، مما يعرف به لزوم اتباعه، وامتثال ما أمر به وتجنب ما نهى عنه.
6. الأمر بالتحاكم إليه، ولزوم الرضا بحكمه:
قال تعالى:
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) (النساء:59).
وقال تعالى:
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم) (النور:63).
وقال تعالى:
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلموا تسليما) (النساء:65).
أجمع العلماء على أن هذا الرد والتحاكم بعده يكون إلى سنته، ففي هذه الآيات أعظم برهان على تحريم مخالفته، والاستبدال بسنته، فانظر كيف حذر المخالفين له بالفتنة التي هي الشرك، أو الزيغ، وبالعذاب الأليم، وكيف أقسم على نفي الإيمان عنهم إذا لم يحكموه في كل نزاع يحدث بينهم، ويسلموا لقضائه، ولا يبقى في أنفسهم حرج من قضائه، وكفى بذلك وعيداً وتهديداً لمن ترك سنته بعد معرفة حكمها، تهاوناً واستخفافاً، واعتاض عنها العادات والآراء
———–
أحبابى فى الله اذا كنت قد أصبت فى نقل الموضوع صحيحا ودون حذف
عن غير قصد منى فمن الله واذا أخطأت فمن نفسى ومن الشيطان
وأرجو أن ينبهنى أحبابى فى الله
وأدعوالله سبحانه وتعالى بالدعاء الذى علمنا اياه الحبيب صلى الله عليه وسلم
( اللهم انى أعوذ بك من كل عمل قصدت به وجهك الكريم خالفنى فيه ماليس لك )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




رد: *** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

الونشريس




رد: *** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

الونشريس




رد: *** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

شكرا على الرد أختي




رد: *** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

شكرااااااااااااااااااااااااااااااا لكم على الافادة.




رد: *** وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والتحاكم إلى ما جاء به ***

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا




التصنيفات
فقه السنة النبوية

ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/


الونشريس

ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام

للدكتور /خليل إبراهيم ملا خاطر
أستاذ مشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة النبوية
لخصها إبراهيم الحدادي

ما أكرمه الله تعالى به لذاته في الدنيا

1. أخذ الله له العهد على جميع الأنبياء ، صلى الله عليه وسلم .
2. كان عند أهل الكتاب علم تام به صلى الله عليه وسلم .
3. كان نبيا وآدم منجدل في طينته صلى الله عليه وسلم .
4. هو أول المسلمين صلى الله عليه وسلم .
5. هو خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
6. هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
7. هو أولى بالأنبياء من أممهم صلى الله عليه وسلم .
8. هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم صلى الله عليه وسلم .
9. كونه منة يمتن الله بها على عباده .
10. كونه خيرة الخلق ، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
11. طاعته ومبايعته هي عين طاعة الله ومبايعته .
12. الإيمان به مقرون بالإيمان بالله تعالى .
13. هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
14. هو أمنة لأمته صلى الله عليه وسلم .
15. عموم رسالته صلى الله عليه وسلم .
16. تكفل المولى بحفظه وعصمته صلى الله عليه وسلم .
17. التكفل بحفظ دينه صلى الله عليه وسلم .
18. القسم بحياته صلى الله عليه وسلم .
19. القسم ببلده صلى الله عليه وسلم .
20. القسم له صلى الله عليه وسلم .
21. لم يناده باسمه صلى الله عليه وسلم .
22. ذكر في أول من ذكر من الأنبياء .
23. النهي عن مناداته باسمه صلى الله عليه وسلم .
24. لا يرفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم .
25. تقديم الصدقة بين يدي مناجاتهم له ( ثم نسخ ذلك ).
26. جعله الله نورا صلى الله عليه وسلم .
27. فرض بعض شرعه في السماء صلى الله عليه وسلم .
28. تولى الإجابة عنه صلى الله عليه وسلم .
29. استمرار الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
30. الإسراء والمعراج به صلى الله عليه وسلم .
31. معجزاته صلى الله عليه وسلم .
32. غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم .
33. تأخير دعوته المستجابة ليوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
34. أعطي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم .
35. أعطي مفاتيح خزائن الأرض صلى الله عليه وسلم .
36. إسلام قرينه من الجن صلى الله عليه وسلم .
37. نصره بالرعب مسيرة شهر صلى الله عليه وسلم .
38. شهادة الله وملائكته له صلى الله عليه وسلم .
39. إمامته بالأنبياء في بيت المقدس صلى الله عليه وسلم .
40. قرنه خير قرون بني آدم صلى الله عليه وسلم .
41. ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة صلى الله عليه وسلم .
42. أعطي انشقاق القمر صلى الله عليه وسلم .
43. يرى من وراء ظهره صلى الله عليه وسلم .
44. رؤيته في المنام حق صلى الله عليه وسلم .
45. عرض الأنبياء مع أممهم عليه صلى الله عليه وسلم .
46. جعل خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وسلم .
47. اطلاعه على المغيبات صلى الله عليه وسلم .

ما أكرمه الله تعالى به في الآخرة

48- وصفه بالشهادة صلى الله عليه وسلم .
49- ما أعطي من الشفاعات صلى الله عليه وسلم .
50- هو أول من يبعث صلى الله عليه وسلم .
51-هو إمام الأنبياء وخطيبهم صلى الله عليه وسلم .
52- كل الأنبياء تحت لوائه صلى الله عليه وسلم .
53- هو أول من يجوز على الصراط صلى الله عليه وسلم .
54- هو أول من يقرع باب الجنة صلى الله عليه وسلم .
55- هو أول من يدخل الجنة صلى الله عليه وسلم .
56-إعطاؤه الوسيلة والفضيلة صلى الله عليه وسلم .( الوسيلة : اعلى منزلة في الجنة ).
57-إعطاؤه المقام المحمود صلى الله عليه وسلم .( وهي الشفاعة العظمى ).
58- إعطاؤه الكوثر صلى الله عليه وسلم .( وهو نهر في الجنة ).
59- إعطاؤه لواء الحمد صلى الله عليه وسلم .
60-يكون له كرسي عن يمين العرش صلى الله عليه وسلم .
61-هو أكثر الأنبياء تبعا صلى الله عليه وسلم .
62- هو سيد الأولين والآخرين يوم القيامة صلى الله عليه وسلم .
63- هو أول شافع ومشفع صلى الله عليه وسلم .
64- هو مبشر الناس يوم يفزع إليه الأنبياء صلى الله عليه وسلم .
65- ما يوحى إليه في سجوده تحت العرش مما لم يفتح على غيره من قبل ومن بعد صلى الله عليه وسلم .
66- منبره على حوضه صلى الله عليه وسلم .

ما أكرمه الله به في أمته في الدنيا

67- جعلت خير الأمم .
68- سماهم الله تعالى المسلمين ، وخصهم بالإسلام .
69- أكمل الله لها الدين ، وأتم عليها النعمة .
70- ما حطه الله لها عنها من الاصر والاغلال .
71- صلاة المسيح خلف إمام المسلمين .
72- أحلت لها الغنائم .
73- جعلت صفوفها كصفوف الملائكة .
74- التيمم والصلاة على الأرض .
75- خصهم بيوم الجمعة .
76- خصهم بساعة الإجابة يوم الجمعة .
77- خصهم بليلة القدر .
78- هذه الأمة هي شهداء الله في الأرض .
79- مثلها في الكتب السابقة ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ).
80- لن تهلك بجوع ، ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستأصلها .
81- خصت بصلاة العشاء .
82- تؤمن بجميع الأنبياء .
83- حفظها من التنقص في حق ربها عز وجل .
84- لا تزال طائفة منها على الحق منصورة .

ما أكرمه الله تعالى به في أمته في الآخرة

85- هي شاهدة للأنبياء على أممهم .
86- هي أول من يجتاز الصراط .
87- هي أول من يدخل الجنة ،وهي محرمة على الناس حتى تدخلها .
88- انفرادها بدخول الباب الأيمن من الجنة .
89- سيفديها بغير من الأمم .
90- تأتي غرا محجلين من آثار الوضوء .
91- هي أكثر أهل الجنة .
92- سيرضي الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها .
93- زيادة الثواب مع قلة العمل .
94- كلها تدخل الجنة إلا من أبى بمعصيته لله ورسوله للحديث الذي رواه البخاري .
95- كثرة الشفاعات في أمته .
96- تمني الكفار لو كانوا مسلمين .
97- هم الآخرون في الدنيا السابقون يوم القيامة .
98- دخول العدد الكثير منها الجنة بغير حساب .
99- لها علامة تعرف بها ربها عز وجل وهو الساق .
100- فيها سادات أهل الجنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المرجع كتاب /تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
المؤلف /عبد الله بن جار الله
منقول للفائدة




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

بارك الله فيك وجزاك كل خير واسكنك في العليين مع البرار والصالحين




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

لك بالمثل وحفظك الله مع من عنده .




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

الونشريس




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

بارك الله فيك وجزاك كل خير




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

ربي يجازيك خويا امين شكرا




رد: ملخص لمائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم /للتثبيت/

اللهم صلي وسلم على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خيرااااااااا