
دموع النبي صلىالله عليه وسلم
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم – شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه – " رواه النسائي .
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .
كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه – ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه – صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.
ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.
ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي – صلى الله عليه وسلم – لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب – وعيناه تذرفان – حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى
ابتسامات النبي صلى الله عليه وسلم
وباستقراء كتب السنة نجد أن أكثر أحوال النبي – صلى الله عليه وسلم – هي الابتسامة ، وفي بعض الأحيان كان يزيد على ذلك فيضحك باعتدال دون إكثارٍ منه أو علوّ في الصوت ، وهذه هي سنة الأنبياء كما قال الإمام الزجّاج : " التبسّم أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام " .
ومما يؤكد ما سبق قول عائشة رضي الله عنها : " ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضاحكا حتى أرى منه لهواته – وهي اللحمة الموجودة في أعلى الحنجرة – إنما كان يتبسم " متفق عليه ، وقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصفه: " وكان جُلّ – أي معظم – ضحكه التبسّم ، يفترّ عن مِثل حبّ الغمام – يعني بذلك بياض أسنانه – " ، وعلى ضوئه يمكن فهم قول جابر بن سمرة رضي الله عنه : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – طويل الصمت قليل الضحك " .
يقول الإمام ابن حجر تعليقاً على ذلك : " والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه – صلى الله عليه وسلم – كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسّم ، وربما زاد على ذلك فضحك ؛ والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار من الضحك أو الإفراط ؛ لأنه يُذهب الوقار " .
وكتب السير مليئة بالمواقف التي ذُكرت فيها طلاقة وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فتراه يخاطب من حوله فيبتسم ، أو يُفتي الناس فيضحك ، أو تمرّ به الأحداث المختلفة فيُقابلها بإشراقة نفسٍ وبشاشة روح .
فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري و مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب يوم جمعة ، فقام الناس فصاحوا وقالوا : يا رسول الله قحط المطر ، واحمرّت الشجر ، وهلكت البهائم ، فادع الله أن يسقينا ، فقال : ( اللهم اسقنا ) مرتين ، فنشأت سحابة وأمطرت ، ونزل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن المنبر فصلى ، فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها ، فلما قام النبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب صاحوا إليه : تهدمت البيوت ، وانقطعت السبل ، فادع الله يحبسها عنا ، فتبسّم النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم قال : ( اللهم حوالينا ولا علينا ) ، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت ، فجعلت تمطر حول المدينة ولا تمطر بالمدينة معجزةً لنبيه – صلى الله عليه وسلم – وإجابةً لدعوته .
وكذلك ما رواه الإمام أحمد أن صهيب بن سنان رضي الله عنه قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – وبين يديه تمر وخبز ، فقال له : ( ادن فكل ) ، فأخذ يأكل من التمر ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إن بعينك رمدا ) ، فقال : يا رسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : " وقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد ، فبينما أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا " رواه الترمذي .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " خرجت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدُن ، فقال للناس : ( تقدموا ) ، فتقدموا ، ثم قال لي : ( تعالي حتى أسابقك ) ، فسابقته فسبقته ، فسكت عني ، حتى إذا حملت اللحم وبدنتُ ونسيتُ خرجت معه في بعض أسفاره ، فقال للناس : ( تقدموا ) ، فتقدموا ، ثم قال : ( تعالي حتى أسابقك) ، فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : ( هذه بتلك ) رواه أحمد .
وعن أبي هريرة قال : " جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ، رأيت في المنام كأن رأسي قُطع ، فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : ( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ) " ، رواه مسلم .
وتُشير بعض الأحاديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – تبسّم عندما جاءت إليه امرأة رفاعة القرظي وقالت : " إني كنت عند رفاعة فطلّقني فبتّ طلاقي ، فتزوجتُ عبد الرحمن بن الزبير " ، فقال لها : ( أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ ، لا ، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ) متفق عليه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " أصبحت أنا وحفصة صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه ، ودخل علينا النبي – صلى الله عليه وسلم – فابتدرتني حفصة فقالت : " يا رسول الله ، أصبحنا صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه " ، فتبسّم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : ( صوما يوما مكانه ) رواه البيهقي .
ومن هذا الباب أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " بينما نحن جلوس عند النبي – صلى الله عليه وسلم – إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ، فقال له : ( ما لك ؟) ، قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( هل تجد رقبة تعتقها ؟) ، قال : لا ، قال : ( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟) ، قال : لا ، فقال : ( فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟) ، قال : لا ، فمكث النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى أُتي بتمر فقال : ( أين السائل ؟) ، فقال : أنا ، قال : ( خذ هذا فتصدق به ) ، فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها – أي المدينة – أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى بدت أنيابه ، ثم قال : ( أطعمه أهلك ) متفق عليه .
وأحيانا كان النبي – صلى الله عليه وسلم يروي أخبارا فيبتسم عند ذكرها أو يضحك عند روايتها ، كضحكه – صلى الله عليه وسلم – عند ذكره بشارة الله عزوجل له بركوب أناس من أمته للبحر غازين في سبيل الله ، وعند ذكر حال آخِر من يدخل الجنة من أهل الدنيا ، و عند سماعه لقول أحد الأحبار في وصف عظمة الله عزوجل ، وفي قصّة الرجل الذي استأذن ربّه أن يزرع في الجنّة ، إلى غير تلك الروايات .
وأخيرا : فالابتسامة هي أسرع وسيلة للوصول إلى قلوب الخلق وتوصيل الحق ، وحسبنا وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأمته : ( تبسّمك في وجه أخيك صدقة ) رواه ابن حبّان .
للأمانه الموضوع منقول
ما اجمل اخلاق نبينا صلوات ربي و سلامه عليه
فقد ادبه الله فاحسن تاديبه
شكرااا اختي مليكة على الموضوع
السلام عليكم
شكرا لك اختي malikaعلى الموضوع
اتمنى لك المزيد من التألق
وبارك الله فيك

سنن النوم
1- النوم على وضوء: قـال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه : (( إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن… الحديث )) [ متفق عليه:6311-6882] .
2- قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين قبل النوم: عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما: (( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات. [ رواه البخاري: 5017]
3- التكبير والتسبيح عند المنام : عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم )) [متفق عليه: 6318 – 6915]
4- الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم : عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته )) [ رواه البخاري: 1154].
5- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : (( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور )) [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .
سنن الوضوء والصلاة
6- المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة: عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تمضمض ، واستنشق من كف واحدة )) [ رواه مسلم: 555 ] .
7-الوضوء قبل الغُسل : عن عائشة رضي الله عنها ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان إذا اغتسل من الجنابة ، بدأ فغسل يديه ، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يُدخل أصابعه في الماء ، فيخلل بها أصول الشعر ، ثم يَصُب على رأسه ثلاث غُرف بيديه ، ثم يُفيض الماء على جلده كله )) [ رواه البخاري :248 ].
8-التشهد بعد الوضوء: عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء )) [ رواه مسلم: 553 ] .
9-الاقتصاد في الماء: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ، ويتوضأ بالـمُد )) [ متفق عليه: 201- 737 ].
10- صلاة ركعتين بعد الوضوء: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه ، غُفر له ما تقدم من ذنبه )) [ متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما:159- 539 ] .
11-الترديد مع المؤذن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، أنه سمـع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقــول: (( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة ، صلى الله عليه بها عشرًا … الحديث)) [ رواه مسلم: 849 ].
ثم يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته ) رواه البخاري. من قال ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
12- الإكثار من السواك: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( لولا أنْ أشق على أمتي ، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) [ متفق عليه:887 – 589 ] .
** كما أن من السنة، السواك عند الاستيقاظ من النوم ، وعند الوضوء ، وعند تغير رائحة الفم ، وعند قراءة القرآن ، وعند دخول المنزل.
13- التبكير إلى المسجد : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( … ولو يعلمون ما في التهجير ( التبكير ) لاستبقوا إليه … الحديث )) [ متفق عليه: 615-981 ] .
14-الذهاب إلى المسجد ماشيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات )) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط )) [ رواه مسلم: 587 ].
15- إتيان الصلاة بسكينة ووقار: عن أبي هـريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ، وأتوها تمشون ، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا )) [ متفق عليه: 908 – 1359 ] .
16- الدعاء عند دخول المسجد ، و الخروج منه : عن أبي حُميد الساعدي ، أو عن أبي أُسيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك )) [ رواه مسلم: 1652 ].
17- الصلاة إلى سترة : عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليُصَلِّ ، ولا يبال مَنْ مر وراء ذلك)) [ رواه مسلم: 1111 ].
* السترة هي: ما يجعله المصلي أمامه حين الصلاة ، مثل: الجدار ، أو العمود ، أو غيره.
ومؤخرة الرحل: ارتفاع ثُلثي ذراع تقريبا.
18- الإقعاء بين السجدتين: عن أبي الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في الإقعاء على القدمين ، فقال : (( هي السنة ))، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل ، فقال ابن عباس: (( بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم )) [ رواه مسلم: 1198 ] .
* الإقعاء هو: نصب القدمين والجلوس على العقبين ، ويكون ذلك حين الجلوس بين السجدتين.
19- التورك في التشهد الثاني: عن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جلس في الركعة الآخرة ، قدم رجله اليسرى ، ونصب الأخرى ، وقعد على مقعدته )) [ رواه البخاري: 828 ] .
20- الإكثار من الدعاء قبل التسليم: عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كنا إذا كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،إلى أن قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو ))
[ رواه البخاري: 835 ] .
21- أداء السنن الرواتب : عن أم حبيبة رضي الله عنها ، أنها سمعـت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول( ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة )) [ رواه مسلم: 1696 ].
* السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة : أربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل الفجر.
22- صلاة الضحى : عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (( يصبح على كل سلامى ( أي: مفصل) من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )) [ رواه مسلم: 1671 ] .
* وأفضل وقتها حين ارتفاع النهار، واشتداد حرارة الشمس ، ويخرج وقتها بقيام قائم الظهيرة، وأقلها ركعتان ، ولا حدَّ لأكثرها.
23- قيام الليل : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال: (( أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل )) [ رواه مسلم: 2756 ] .
24- صلاة الوتر: عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا )) [متفق عليه:998 – 1755].
25- الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما: سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه : أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: (( نعم )) [ رواه البخاري: 386 ] .
26- الصـلاة في مسجد قباء: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي قباء راكبًا وماشيًا )) زاد ابن نمير: حدثنا عبيدالله،عن نافع: (( فيصلي فيه ركعتين )) [متفق عليه: 1194 – 3390 ]
27- أداء صلاة النافلة في البيت : عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا )) [ رواه مسلم: 1822 ] .
28- صلاة الاستخارة: عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن )) [ رواه البخاري: 1162 ].
* وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين ، ثم يقول :
(( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ، ومعاشي ، وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ، و معاشي ، وعاقبة أمري ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) .
29- الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا ) [ رواه مسلم: 1526] .
30- الاغتسال يوم الجمعة : عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل )) [ متفق عليه: 877 -1951 ] .
31- التبكير إلى صلاة الجمعة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المُهَجِّر ( أي:المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشاً ، ثم دجاجة، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر )) [ متفق عليه: 929 – 1964 ] .
32- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال: (( فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم ، وهو قائم يصلي ، يسأل الله تعالى شيئًا ، إلا أعطاه إياه )) وأشار بيده يقللها. [ متفق عليه: 935 – 1969 ].
33- الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والعودة من طريق آخر: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان يوم عيد خالف الطريق )) [ رواه البخاري: 986 ].
34- الصلاة على الجنازة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان )) قيل: وما القيراطان؟ قال: (( مثل الجبلين العظيمين )) [ رواه مسلم: 2189 ] .
35- زيارة المقابر: عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها …الحديث)) [ رواه مسلم: 2260 ].
* ملحوظة: النساء محرم عليهن زيارة المقابر كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وجمع من العلماء.
سنن الصيام
36- السحور: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تسحروا ؛ فإن في السحور بركة )) [ متفق عليه: 1923 – 2549 ].
37- تعجيل الفطر ، وذلك إذا تحقق غروب الشمس : عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )) [ متفق عليه: 1957 – 2554 ].
38- قيام رمضان : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه )) [ متفق عليه: 37-1779 ]
39- الاعتكاف في رمضان ، وخاصة في العشر الأواخر منه: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الآواخر من رمضان )) [ رواه البخاري: 2025 ] .
40- صوم ستة أيام من شوال: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من صام رمضان ، ثم أتبعه ستًا من شوال ،كان كصيام الدهر )) [ رواه مسلم: 2758 ]
41- صوم ثلاثة أيام من كل شهر: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( أوصاني خليلي بثلاث ، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، ونوم على وتر )) [ متفق عليه: 1178-1672 ].
42- صوم يوم عرفة: عن أبي قتادة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلة، والسنة التي بعده )) [ رواه مسلم: 3746 ] .
43- صوم يوم عاشوراء: عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صيام يوم عاشوراء ، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )) [ رواه مسلم: 3746 ] .
سنن السفر
44- اختيار أمير في السفر: عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم )) [ رواه أبو داود: 2608 ] .
45- التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كنا إذا صعدنا كبرنا ، وإذا نزلنا سبحنا )) [ رواه البخاري: 2994 ] .
* يكون التكبير عند صعود المرتفعات ، والتسبيح عند النزول وانحدار الطريق.
46- الدعاء حين نزول منزل : عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء ، حتى يرتحل من منزله ذلك )) [ رواه مسلم: 6878 ] .
47- البدء بالمسجد إذا قدم من السفر: عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه )) [ متفق عليه: 443-1659 ] .
سنن اللباس و الطعام
48- الدعاء عند لبس ثوب جديد: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه : إما قميصا ، أو عمامة، ثم يقول: (( اللهم لك الحمد ، أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له )) [ رواه أبو داود: 4020 ].
49- لبس النعل باليمين : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى ، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا )) [ متفق عليه:5855 – 5495 ].
50- التسمية عند الأكل: عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي: (( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك )) [ متفق عليه: 5376 – 5269 ] .
51- حمد الله بعد الأكل والشرب: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )) [ رواه مسلم: 6932 ] .
52- الجلوس عند الشرب : عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنه نهى أن يشرب الرجل قائمًا )) [ رواه مسلم: 5275 ] .
53- المضمضة من اللبن: عن ابن عباس رضي الله عنه ،أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرب لبنًا فمضمض، وقال: (( إن له دسمًا )) [ متفق عليه:798- 5609 ].
54- عدم عيب الطعام: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (( ما عاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامًا قط ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه )) [ متفق عليه:5409 – 5380 ]
55- الأكل بثلاثة أصابع: عن كعب بن مال ـ رضي الله عنه ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل بثلاث أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها )) [ رواه مسلم: 5297 ]
56- الشرب والاستشفاء من ماء زمزم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ماء زمزم: (( إنها مباركة ، إنها طعام طُعم )) [ رواه مسلم: 6359 ] زاد الطيالسي: (( وشفاء سُقم ))
57- الأكل يوم عيد الفطر قبل الذهاب للمصلى: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات )) وفي رواية: (( ويأكلهن وترًا )) [ رواه البخاري: 953 ]
الذكر والدعاء
58- الإكثار من قراءة القرآن : عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( اقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه )) [ رواه مسلم: 1874 ].
59- تحسين الصوت بقراءة القرآن: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسن الصوت ، يتغنى بالقرآن يجهر به )) [ متفق عليه:5024 – 1847 ].
60- ذكر الله على كل حال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر الله على كل أحيانه )) [ رواه مسلم: 826 ] .
61- التسبيح : عن جويرية رضي الله عنها ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من عندها بُكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أنْ أضحى ، وهي جالسة ، فقال: (( ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها ؟ )) قالت: نعم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قُلتُ بعدك أربَعَ كلماتٍ ، ثلاث مراتٍ ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذ اليوم لَوَزَنتهُن: سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه، ورضا نفسهِ ، وزِنةَ عرشهِ ، ومِدادَ كلماته )) [رواه مسلم: 2726]
62- تشميت العاطس: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا عطس أحدُكُم فليقل: الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله ، فليقل: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالكم )) [ رواه البخاري: 6224 ]
63- الدعاء للمريض: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على رجل يعوده ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( لا بأس طهور ، إن شاء الله )) [ رواه البخاري: 5662]
64- وضع اليد على موضع الألم ، مع الدعاء: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه ، أنه شكا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعًا، يجده في جسده مُنذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله ، ثلاثًا ، وقل سبع مرات: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شَر ما أجد وأُحَاذر )) [ رواه مسلم: 5737 ]
65- الدعاء عند سماع صياح الديك ، والتعوذ عند سماع نهيق الحمار: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانًا )) [ متفق عليه:3303 – 6920 ] .
66-الدعـاء عند نزول المطر: عن عـائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى المطر قال: (( اللهم صيبًا نافعًا )) [ رواه البخاري: 1032 ] .
67- ذكر الله عند دخول المنزل : عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله ـ عز وجل ـ عند دخوله ، وعند طعامه، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء)) [ رواه مسلم: 5262 ] .
68- ذكر الله في المجلس: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ، ولم يُصَلوا على نبيهم،إلا كان عليهم تِرَة (أي: حسرة) فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم )) [ رواه الترمذي: 3380 ] .
69- الدعاء عند دخول الخلاء: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل (أي: أراد دخول) الخلاء قال: (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) [متفق عليه: 6322-831]
70- الدعاء عندما تعصف الريح: عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت: كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا عصفت الريح قال: (( اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أُرسلت به )) [ رواه مسلم: 2085 ]
71- الدعاء للمسلمين بظهر الغيب: عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال المَلَكُ المُوَكَّلُ به: آمين ، ولك بمثل)) [ رواه مسلم: 6928 ].
72- الدعاء عند المصيبة: عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت ، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أُجُرني في مُصيبتي وأَخلِف لي خيرًا منها ـ إلا أخلف الله له خيرًا منها )) [ رواه مسلم: 2126]
73- إفشاء السلام: عن البَراءِ بن عازِب ـ رضي الله عنه ـ قال: (( أمَرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع ، ونهانا عن سَبع: أمرنا بعِيادة المريض، … وإفشَاء السلام ،… الحديث )) [ متفق عليه: 5175 – 5388 ] .
سنن متنوعة
74- طلب العلم: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة )) [ رواه مسلم: 6853 ] .
75- الاستئذان قبل الدخول ثلاثاً: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( الاستئذان ثلاثٌ، فإن أُذن لك، و إلا فارجع )) [ متفق عليه:6245- 5633 ] .
76- تحنيك المولود : عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: (( وُلد لي غلام ، فأتيت به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسماه إبراهيم ، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة … الحديث )) [متفق عليه: 5467 – 5615]
* التحنيك: هو مضغ طعام حلو ، وتحريكه في فم المولود ، والأفضل أن يكون التحنيك بالتمر.
77- العقيقة عن المولود: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : (( أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نعق عن الجارية شاة ، وعن الغلام شاتين )) [ رواه أحمد: 25764 ] .
78- كشف بعض البدن ليصيبه المطر: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: أصابنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطر . قال: فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: (( لأنه حديث عهد بربه)) [ رواه مسلم: 2083 ] .
* حسر عن ثوبه أي: كشف بعض بدنه.
79- عيادة المريض: عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من عاد مريضا ، لم يزل في خُرفَة الجنة )) قيل : يا رسول الله! وما خُرفة الجنة؟ قال: (( جناها )) [ رواه مسلم: 6554 ] .
80- التبسم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ))
[ رواه مسلم: 6690 ] .
81- التزاور في الله : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا ( أي: أقعده على الطريق يرقبه ) فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال: فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) [ رواه مسلم: 6549 ].
82- إعلام الرجل أخيه أنه يحبه : عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا أحب أحدكم أخاه ، فليُعْلِمه أنه يحبه )) [ رواه أحمد: 16303 ] .
83- رد التثاؤب: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال: ها ، ضحك الشيطان )) [ متفق عليه:3289 – 7490 ].
84- إحسان الظن بالناس: عن أبي هــريرة رضي الله عنه ، أنَّ رســول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إياكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث )) [ متفق عليه: 6067-6536 ] .
85- معاونة الأهل في أعمال المنزل: عن الأسود قال: سَألتُ عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصنع في بيته؟ قالت: (( كان يكون في مهنة أهله (أي: خدمتهم) ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة )) [ رواه البخاري: 676 ] .
86- سُنن الفطرة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان ، والاستحداد (حلق شعر العانة)، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب )) [ متفق عليه: 5889 – 597 ] .
87- كفالة اليتيم: عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا )) . و قال بإصبعيه السبابة والوسطى.[ رواه البخاري: 6005 ] .
88- تجنب الغضب: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال: (( لا تغضب )) . فردد مرارًا ، قال: (( لا تغضب )) [ رواه البخاري: 6116 ] .
89- البكاء من خشية الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( سبعة يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله … وذكر منهم : ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه )) [ متفق عليه: 660-1031 ].
90- الصدقة الجارية: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) [رواه مسلم: 4223]
91- بناء المساجد: عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم أكثرتم وإني سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (( من بنى مسجدًا ـ قال بُكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله ـ بنى الله له مثله في الجنة )) [ متفق عليه: 450- 533]
92- السماحة في البيع والشراء: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع ، و إذا اشترى ، وإذا اقتضى )) [رواه البخاري: 2076]
93- إزالة الأذى عن الطريق: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غُصن شوك على الطريق ، فأخره ، فشكر الله له ، فغفر له )) [ رواه مسلم: 4940]
94- الصدقة : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلُوة حتى تكون مثل الجبل )) [متفق عليه: 1410-1014]
95- الإكثار من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة: عن بن عباس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: (( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه ( يعني أيام العشر) )) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: (( ولا الجهاد ، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )) [رواه البخاري: 969]
96- قتل الوزغ : عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مئة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك )) [ رواه مسلم 8547 ]
97- النهي عن أن يُحَدِّث المرء بكل ما سمع: عن حفص بن عاصم ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كفى بالمرء إثمًأ أن يُحَدِّث بكل ما سمع )) [رواه مسلم: 7 ]
98- احتساب النفقة على الأهل: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة ، وهو يحتسبُها، كانت له صدقة )) [ رواه مسلم: 2322]
99- الرَّمَل في الطواف: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا طاف الطواف الأول، خبَّ (أي:رَمَلَ) ثلاثًا ومشى أربعًا … الحديث )) [ متفق عليه :1644- 3048 ]
الرَّمَل: هو الإسراع بالمشي مع مقاربة الخطى. ويكون في الأشواط الثلاثة من الطواف الذي يأتي به المسلم أول ما يقدم إلى مكة ، سواء كان حاجًا أو معتمرًا.
100-المداومة على العمل الصالح وإن قل: عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (( أدوَمها وإن قلَّ ))
[ متفق عليه:6465- 1828 ]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين.
منقـــــــول
شكرا جزيلا كنزة على مرورك العطر
العفـــــــــــو يا الغاليــــــــــــة.
دمت وفية للمنتدى بردودك العطرة و مشاركاتك القيمة

من يحب رسول الله محمد يصلي عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يأتي
زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس … يحبون الدنيا وينسون الآخرة يحبون
المال وينسون الحساب يحبون المخلوق وينسون الخالق يحبون القصور وينسون
القبور يحبون المعصية وينسون التوبة فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله
بالغلاء والوباء والموت الفجأة وجور الحكام. أستحلفك بالله أن تنشرها .إلى
كل من يحب رسول الله محمد ص الله عليه وسلم تسليما كثيرا
رسالـة إلى من يحب محمد ––
رساله الى كل قلب مسلم ينبض
رسالة إلى كل عين تدمع
رساله الى كل انسان تجري فى جسده دماء تغار
رساله الى كل من رضى بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد –– نبيًا ورسولاً
نعم يحبك رسول الله –

قال بل أنتم أصحابى لكن إخوانى قوم جاءوا بعدكم آمنوا بى ولم يرونى
نعم يحبك رسول الله

يقول رسول الله –

فهل ترى أحد يحب أحد هكذا ؟
إنه حبيبى وقرة عينى محمد –

نعم يحبك رسول الله –– وقد أحتفظ بدعوته التى لا ترد
هل تعلم أحتفظ بها لمن ؟
أحتفظ بها لك أنت لأنه يحبك و يريد لك الجنه يقول
" إن الله تعالى أيقظنى فقال يا محمد إنى لم أبعث نبياً ولا رسولاً إلا وقد سألنىمسأله أعطيتها أياه فاسأل يا محمد تعط فقلت مسألتى شفاعه لأمتى يومالقيامه "
فقال أبو بكر يا رسول الله وما الشفاعه ؟
قال : اقول يارب شفاعتى التى أختبأت عندك
فيقول الرب سبحانه وتعالى :نعم فيخرج بقية أمتى من النار فينبذهم فى الجنه–حديث حسن مسند أحمد–
نعم أحبه !!! نقولها ملىء الفم ونقولها ليل نهار ولا نشك فبها ولا نتردد
لكن ما حقيقة حبك أيها الأخوه الحب ليس مجرد كلمه تقال بل أفعال فكيف تحبه وأنت لا تصلى
فكيف تحبه وأنت تعصاه
نعم تعصاه يقول رسول الله "كل أمتى يدخلون الجنه ألا من أبى
قالوا : ومن يأبى يا رسول الله
قال :من أطاعنى دخل الجنه ومن عصانى فقد أبى"
تراه يأمر بالصدق وتكذب
يأمر بالأمانه وتغش
يأمر بصلة الرحم وتقطع
يأمر بعدم سماع الأغانى وتسمع
يامر بعدم التشبه بالكافرين وتحلق رأسك مثلهم وتلبس مثلهم
يأمرك أختى بالحجاب ولا تفعلى
يأمر ويأمر ونحن نعصى كل دقيقه
بل أن الأدهى نراه يسب ويشتم ويهان ولا نحرك ساكناً
فهل بعد هذا نحبه ؟؟؟؟؟
واجبنا نحوه
قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنه أذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهالخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالآ مبيناً"
الأحزاب 36
قال تعالى "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً"
الأحزاب 21
فمن هو قدوتك؟؟؟؟؟
ممثل أم لاعب أم مطرب ؟
إنك لو كنت تحبه فلا بد أن يكون هو قدوتك فى كل شىء فى أخلاقه وعباداته وسلوكه وشكله وحبه للقرآن وفى كل شىء
إن كنت حقاً تحبه فيجب عليك
قراءة سيرته وحياته وأحاديثه ومعرفة كيف تعب فى تبليغ الدعوه
كثرة الصلاة عليه فإذا كنا نحن بحق نحبه فيجب أن نكثر من الصلاة عليه فى كل حين ونجعل لهذا الذكر قدراً من يومنا أتباعاً لسنته
”
الدفاع عنه فهاهو رسولنا يتعرض ليل نهار الى السب والأستهزاء من قبل أراذل أهل الأرض ومن الكافرين والحاقدين
فهيا بنا الى حب حقيقى لرسول الله
هيا بنا ألى إتباع سنته والأقتداء به
هيا الى قراءة سيرته وحياته والأستفاده منها والعيش على نهجه الكريم
هيا إلى الدفاع عنه
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
نعم أحبه !!! أقولها ملىء الفم و أقولها ليل نهار ولا أشك فيها ولا أتردد
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
بارك الله فى كاتب الموضوع وجزاه الله خيرا

معنى كلمة محمّـــد ؟؟
الســــر في إســــم ‘ محمّـــد ‘
حين ولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقام جده عبد المطلب مأدبة دعى إليها كل أفراد قبيلة قريش الذين أكلوا من عقيقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسألوا عبد المطلب : ماذا سميته؟ فقال سميته محمّدا، فنظر الناس إلى بعضهم بدهشة لأن الاسم غريب على آذانهم لم تعرفه العرب قبل ذلك، وكأن الله تبارك وتعالى ادّخر هذا الاسم وألهم عبد المطلب به ليقع أمراً مكتوباً في اللوح المحفوظ منذ خلق آدم عليه السلام أن نبي آخر الزمان اسمه محمّد، وعبد المطلب لم يوح اليه ، وسألته قريش: لم رغبت عن أسماء آبائك ؟ فقال أردت أن يحمده الله في السماء ويحمده أهل الأرض في الأرض. هناك ملايين المسلمين اسمهم محمّد لكن أحدا منهم لم يفكر في معنى اسمه ولم يحس بمعناه. النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلّق على اسمه في حديثٍ بالبخاري يقول:’ أنا محمّد وأنا أحمد وأنا الماحي وأنا الحاشر وأنا العاقب.’ رواه البخاري ومسلم..
فمــا معنــى كلمـة محمّـــد ؟؟
محمّد من صفة الحمد وهو الذي يحمد ثم يحمد ثم يحمد، فلا يحمد مرة واحدة فقط من عظمة أفعاله، إنما يحمد كثيرا فصار محمّداً. وماذا يعني أحمد؟ هو أحمد الحامدين على الإطلاق فلا أحد يحمد الله مثله. وبهذا فإن محمّداً تحمده الناس كثيرا على أفعاله وأحمد هو أعظم من حمد الله سبحانه وتعالى.
اللهم صلي على سـيدنا محمّـــد وعلى آل سـيدنا محمّـــد و سلم تسليما كثيرا
عليه الصلاة و السلام
عليه الصلاة و السلام شكرا
عليه افضل صلاة وافضل تسليم مشكور اخي جزيل الشكر على هذه المعلومة وجزاك الله الف خير
صلى الله عليه وسلم
الحقنا الله به في الجنان العلى ..اميـــــــــــــن
شكرا على الموضوع
امين يا يسرى
شكرا اخي هاديدو على الموضوع الرائع
عليه الصلاة والسلام
عليه الصلاة و السلام
الصلاة والسلام على رسول الله







سؤال:
كلنا سمع بما قام به الغربيون من الاستهزاء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسخرية منه ، فما هو موقفنا من ذلك ؟ وكيف ندافع عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
لقد ساءنا وساء كلّ مسلم غيور على دينه ما قام به هؤلاء السفهاء المجرمون
من الاستهزاء بنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أفضل من وطئت قدماه الثرى ،
وهو سيد الأولين والآخرين صلوات ربي وسلامه عليه .
وهذه الوقاحة ليست غريبة عنهم ، فهم أحق بها وأهلها .
ثم هذه الجريمة النكراء – مع أنها تمزق قلوبنا ، وتملؤها غيظاً وغضباً ،
ونود أن نفدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنفسنا –
إلا أنها مع ذلك مما نستبشر به بهلاك هؤلاء ،
وقرب زوال دولتهم ، قال الله تعالى : ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) الحجر/95 ،
فالله تعالى يكفي نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستهزئين المجرمين ،
وقال تعالى : ( إِنَّ شَانِئَكَ – أي : مبغضك – هُوَ الأَبْتَرُ ) الكوثر/3 ، أي : الحقير الذليل المقطوع من كل خير .
وقد كان المسلمون إذا حاصروا أهل حصن واستعصى عليهم ،
ثم سمعوهم يقعون في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسبونه ،
يستبشرون بقرب الفتح ، ثم ما هو إلا وقت يسير ،
ويأتي الله تعالى بالفتح من عنده انتقاماً لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
"الصارم المسلول" (ص 116-117) .
وشواهد التاريخ كثيرة على هلاك وفضيحة المستهزئين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم ماذا ينقم هؤلاء من سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!
ينقمون منه أنه دعا إلى توحيد الله تعالى ، وهم لا يؤمنون لله بالوحدانية .
ينقمون منه أنه عَظَّمَ ربه تبارك وتعالى ، ونزهه عما يقوله هؤلاء المفترون ،
وهم ينسبون إليه الصاحبة والولد .
ينقمون منه أنه دعا إلى معالي الأخلاق ، وترك سفاسفها ،
ودعا إلى الفضيلة ، وسد كل باب يؤدي إلى الرذيلة ،
وهم يريدونها فوضى أخلاقية وجنسية عارمة .
يريدون أن يغرقوا في مستنقع الشهوات والرذيلة ، وقد كان لهم ما أرادوا !
ينقمون منه أنه رسول الله !! والله تعالى هو الذي اصطفاه على الناس برسالته ووحيه .
ودلائل نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أن تحصر .
ألم يسمعوا عن حادثة انشقاق القمر ؟ أم لم يسمعوا عن نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم مرات ومرات ؟
أم لم يسمعوا عن آيته الكبرى ، هذا القرآن الكريم ، كلام رب العالمين ،
الذي حفظه الله تعالى فلم تمتد إليه يد العابثين المحرفين ،
أما كتبهم المنزلة على أنبيائهم فتلاعبوا بها أيما تلاعب ،
( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79 .
بل من أعظم الأدلة على صدق نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
بقاء دينه هذه القرون الطويلة ظاهراً منصوراً ،
وقد كان أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته دائماً إلى ظهور وعلو على أعدائه ،
وحكمة الله تعالى تأبى أن يُمَكِّن كاذباً عليه وعلى دينه من العلو في الأرض هذه المدة الطويلة ،
بل في كتبهم التي كتمها علماؤهم وحرفوها أن الكذاب (مدعي النبوة)
لا يمكن أن يبقى إلا ثلاثين سنة أو نحوها ثم يضمحل أمره .
كما ذكر عن أحد ملوكهم أنه أتى برجل من أهل دينه ( نصراني )
كان يسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويرميه بالكذب ،
فجمع الملك علماء ملته ، وسألهم : كم يبقى الكذاب ؟
فقالوا : كذا وكذا ، ثلاثين سنة ، أو نحوها ، فقال الملك ،
وهذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة ، أو ستمائة سنة
[ يعني : في أيام هذا الملك ] ، وهو ظاهر مقبول متبوع ، فكيف يكون هذا كذابا ؟؟ ثم ضرب عنق ذلك الرجل !!
"شرح العقيدة الأصفهانية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
ألم يعلموا أن كثيراً من عقلائهم وملوكهم وعلمائهم لما وصلت إليهم
دعوة الإسلام بيضاء نقية لم يملكوا إلا الإقرار بصحة هذا الدين ،
وعَظَّموا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكثير منهم أعلن الدخول في الإسلام .
فقد أقر ملك الحبشة النجاشي بذلك ، ودخل في الإسلام .
ولما أرسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاباً إلى هرقل ملك الروم يدعوه فيه إلى الإسلام
أقرّ هرقل بصحة نبوته ،
وهمّ أن يُعلن إسلامه وتمنى أن يذهب إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ويكون خادماً عنده ، إلا أنه خاف على نفسه من أهل ملته ، وبقي على الكفر ومات عليه .
ولم يزل الكثير من معاصريهم يعلن ذلك .
1- يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13،
وقد جعل على رأس المئة نبينا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يقول :
"لقد اخترت محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أول هذه القائمة …
لأن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي " .
2- برناردشو الإنكليزي , له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطات البريطانية ، يقول :
" إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين
في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب ، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً ،
لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل،
فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية ،
بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم،
لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها ".
3- ويقول آن بيزيت :
" من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم
ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل،
أحد رسل الله العظماء ".
4- شبرك النمساوي :
" إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون ، إذا توصلنا إلى قمّته " .
5- الدكتور زويمر (مستشرق كندي ) :
" إن محمداً كان مصلحاً قديراً ، وبليغاً فصيحاً ، وجريئاً مغواراً،
ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات ،
وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء " .
6- الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه " الأبطال " :
" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ ، صادق العزم ، كريماً بَرًّا ، رؤوفاً ، تقياً ، فاضلاً ، حراً ، رجلاً ، شديد الجد ، مخلصاً ، وهو مع ذلك سهل الجانب ، ليِّن العريكة ، جم البشر والطلاقة ، حميد العشرة ، حلو الإيناس ، بل ربما مازح وداعب.
كان عادلاً ، صادق النية ، ذكي اللب ، شهم الفؤاد ،
ذكياًّ ، سريع الخاطر ، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ، ممتلئاً نوراً ،
رجلاً عظيماً بفطرته ، لم تثقفه مدرسة ، ولا هذبه معلم ، وهو غني عن ذلك" .
7- ويقول جوته الأديب الألماني : " "إننا أهل أوروبه بجميع مفاهيمنا ،
لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ،
وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ،
فوجدته في النبي محمد ، وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد" .
فإن كان ذلك كذلك فإن من واجب العالم كله – ولا محيص لهم عن ذلك –
أن يجعل عظمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخلق جميعًا فوق كل عظمة،
وفضله فوق كل فضل، وتقديره أكبر من كل تقدير ،
ويجب على العالم أجمع أن يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه خاتم أنبياء الله الكرام .
ونحن نغتنم هذه الفرصة وندعو هؤلاء إلى الإسلام ، فإن ما اقترفته أيديهم الآثمة لا يمحوه إلا الإسلام ، فإن عاندوا وكابروا وأصروا على ما هم عليه فليبشروا بعذاب النار خالدين فيها أبداً ، قال الله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) المائدة/72 ،
وقال تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85 .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) رواه مسلم (153) .
ثانياً :
والله تعالى حكيم لا يقّدر شيئاً وهو شر محض ،
بل لا بد أن يكون فيه الخير لعباده المؤمنين ، مهما ظهر للناس أنه شر ،
وصدق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل :
( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
وفي حادثة الإفك – وهي معروفة – قال الله تعالى :
( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/11.
وهذه جملة من المصالح المترتبة على هذه الجريمة الآثمة :
1. ظهور ما تنطوي عليه قلوب هؤلاء المجرمين من الحقد والكره للمسلمين ،
حتى وإن تظاهروا في كثير من الأحيان أنهم مسالمون ،
( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) آل عمران/118.
2. انكشاف تزوير الغرب في معاييره ، فهنا يحتجون بحرية الرأي ،
وكل عاقل يعلم أن حرية الرأي المزعومة تقف عند المساس بحرمة الآخرين والاعتداء عليهم ،
وهم كاذبون في دعواهم حرية الرأي ،
فكلنا يذكر ما حدث من سنوات قريبة لما أقدمت إحدى الحكومات على تكسير أوثان وأصنام عندها ،
أقاموا الدنيا وما أقعدوها !! فأين كانت حرية الرأي المزعومة ؟! فلماذا لم يعتبروا هذا أيضاً من حرية الرأي ؟!
3. بيان بطلان ما يدعو إليه بعض المتغربين من أبناء جلدتنا :
( لا تقولوا على غير المسلمين كفار ، بل قولوا " الآخر " حتى لا تشعلوا نار الفتنة بيننا وبينهم ) .
ألا فليعلم الجميع من هو الذي يكره الآخر ، ولا يراعي حرمته ويعلن الحرب عليه كلما سنحت له الفرصة .
4. كذب دعاويهم التي ملأوا بها الدنيا من ( حوار الحضارات ) القائم على احترام الآخر ،
وعدم الاعتداء عليه !! فأي حوار يريدون ؟ وأي احترام يزعمون ؟
إنهم يريدون أن نحترمهم ونوقرهم ونعظمهم ، بل ونركع لهم ونسجد ، أما هم فلا يزدادون منا إلا استهزاءاً وسخرية وظلماً !!!
5. إحياء جذوة الإيمان في قلوب المسلمين ،
فقد رأينا ردة فعل المسلمين دالة على رسوخ الإيمان في قلوبهم ،
ومدى حبهم للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
حتى من عنده تفريط في بعض واجبات الدين ، ثار دفاعاً عن رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
6. توحيد صفوف المسلمين ، فرأينا – ولله الحمد –
تكاتف المسلمين وتبنّيهم لنفس المواقف ، وإن اختلفت البلدان ، واللغات .
7. ظهور اتحاد الغرب على الإسلام ، فما أن استنجدت تلك الدولة باتحادهم حتى وقفوا جميعاً بجانبها ،
وتواصى المجرمون على نشر هذه الصور في صحافتهم ،
حتى يعلموا المسلمين أنهم جميعاً في خندق واحد ، وأننا لا نستطيع مواجهتهم جميعاً .
8. حرص بعض المسلمين على دعوة هؤلاء إلى الإسلام ،
وبيان الصورة المشرقة الحقيقية لهذا الدين ،
فقد رأينا تسابق المسلمين إلى طباعة الكتب بلغة هؤلاء حتى نزيل الغشاوة من على أعينهم ،
لعلهم يبصرون .
9. ظهور جدوى تلك المقاطعة التي قام بها المسلمون لمنتجات المعتدين
على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلم تتحرك دولتهم لمطالب رسمية أو سياسية ،
ولو كانت على أعلى المستويات ،
ولكن لم تمض على المقاطعة إلا أيام قليلة
حتى هبت الصحيفة الآثمة ورئيس تحريرها للاعتذار ، وتغير أسلوب كلامهم ، فلان شيئاً ما مع المسلمين .
وبهذا يظهر سلاح جديد للمسلمين يمكن أن يستخدموه للتأثير على أعدائهم ، وإلحاق الضرر بهم .
10. إرسال رسالة واضحة للغرب ، أننا – نحن المسلمين – لا نرضى أبداً أن يمس ديننا أو ينال منه ، أو يعتدى على رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فكلّنا فداء له بأبي هو وأمي .
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
ثالثاً :
وأما دورنا في هذا .
1. فالواجب علينا الإنكار بشدة ، كلٌّ حسب ما يستطيع ، بإرسال رسالة أو مقالة ،
أو اتصال هاتفي ، بحكومتهم وخارجيتهم وصحافتهم .
2. مطالبة هؤلاء بالاعتذار الجاد الواضح ، لا الخداع وتبرير الجريمة الذي يسمونه اعتذاراً ،
فلا نريد اعتذاراً لإهانة المسلمين ، وإنما نريد إقراراً بالخطأ واعتذاراً عن ذلك الخطأ .
3. مطالبتهم بمعاقبة المجرمين على جرمهم .
4. ومطالبتهم أيضاً بأن تكف حكوماتهم عن العداء للإسلام والمسلمين .
5. ترجمة الكتب التي تدعو إلى الإسلام بلغة هؤلاء ،
والكتب الذي تعرّف بالإسلام ونبيّ الإسلام ، وبيان سيرته الحسنة العطرة .
6. استئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتذب عن جنابه ، ويستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ ،
والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع ، وهم بحمد الله كثر .
7. كتابة المقالات القوية الرصينة لتنشر في المجلات والصحف ومواقع الإنترنت باللغات المتنوعة .
8. وأما مقاطعة منتجاتهم ، فإذا كانت المقاطعة لها تأثير عليهم – وهذا هو الواقع –
فلماذا لا نقاطعهم ونبحث عن شركات بديلة يمتلكها مسلمون ؟
9. التصدي لهذه الحملة الشرسة التي تنال من الإسلام ونبيّه ،
ببيان حسن الإسلام وموافقته للعقول الصريحة ، والرد على شبهات المجرمين .
10. التمسك بالسنة والتزام هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل شيء والصبر على ذلك
( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) آل عمران/120 .
11. الحرص على دعوة هؤلاء ، فإننا وإن كنا ننظر إليهم بعين الغضب والسخط والغيظ ،
إلا أننا أيضاً ننظر إليهم بعين الشفقة عليهم ، فهم عما قريب سيموتون ويكونون
من أهل النار إن ماتوا على ذلك فندعوهم إلى الإسلام والنجاة رحمة بهم وشفقة عليهم .
ونسأل الله تعالى أن يعلي دينه ، وينصر أولياءه ، ويذل أعداءه ،
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
والله أعلم .

روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها .
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة .
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها .
حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ، ويُسحَبُ على وجهه ، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟! ))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون ، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ ، و المجوس ، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة .
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ ))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا . فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: (( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، و اشتدّ حزني ، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار ؟؟؟ ))
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل .
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث ، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل ؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي.
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال: يا ابنة رسول الله ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول .
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت : يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: (( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟ افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك ؟!
فقال: (( يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم ، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ، فذلك الذي أبكاني و أحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لا تَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ، و لا يُخْتَم على أفواههم ، و لا يقرّنون مع الشياطين ، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه ، و كم من شاب قد قُبض على لحيته ، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه ، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء ؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة .
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه ، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن،ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك : أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ، فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم .
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، فترجع النار عنهم ، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول : كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان . فيبقون ما شاء الله فيها ، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم . فيقول انطلق فانظر ما حالهم
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل : ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم . قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون : من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟ فيقول مالك : هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم .
فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم فيقول الله تعالى : انطلق فأخبره .
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ، فيقول: يا محمد . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع تُشفّع .
فيقول: (( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))
فيقول الله تعالى : قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله . فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول : (( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله عليه وسلم : (( افتح الباب و ارفع الطبق )) ، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر ، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى :
} رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ { [ الحجر:]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : } وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ { [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
.
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
آمين . آمين . آمين.
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
اللهم أَجِرْنَا من النار . اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
آمين . آمين . آمين.
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار .
اللهم أجر مرسلها من النار . اللهم أجرنا والمسلمين من النار .
آمين . آمين . آمين.
ااااااااااااامين يارب العلمينhttp://filaty.com/i/805/8ed54b0.%D8%…8%A6%D8%B9.gif
الا يبكيكم ما ابك رسول الله
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii$
لا إله إلا الله محمد لرسول الله
يارب عظمت ذنوبنا ولا منجا لنا غيرك يا رب ذنوبنا كثير ولا غافر لنا إلا انت اللهم ارحمنا يارب العالمين
اللهم اجرنا من النار
اللهم ارزقنا توبة نصوحة قبل المماة يارب العالمين
اللهم نسالك حسن الخاتمة

يا سيد السادات جئتك قاصدا *** أرجو رضاك و أحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إن لي …*** قلبا مشوقا لا يروم سواك
و بحق جاهك إنني بك مغرم *** و الله يعلم أنني أهواك
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ *** كلا و لا خلق الورى لولاك
أنت الذي من نور البدر اكتسى *** و الشمس مشرقة بنور بهاك

في هذه السلسلة سنتحدث بصورة مبسطة و موجزة عن سيرة أولاد رسول الله، خاتم انبياء و المسلين محمد صلى الله عليه و سلم حتى تزداد معرفتنا ببيت النبوة،
فالمعرفة مفتاح الحب و طريق الرشد.
نتحدث عن سبعة أولاد … بنين و بنات… أربع إناث و ثلاثة ذكور، كلهم ولدوا في مكة المكرمة.. إلا واحدا منهم ولد بالمدينة المنورة.
كلهم فارقوا الحياة قبل أن يفارقهم والدهم.. إلا واحدة، عاشت بعد رحيله ستة أشهر فقط.
نتحدث عن أولاد محمد بن عبد الله، رسول الله و مصطفاه، زينب ، رقية، أم كلثوم، فاطمة، القاسم، عبد الله و إبراهيم.
زينب.. أول مولود يولد لرسول الله صلى الله عليه و سلم.. أول ثمرة لزواج والديها السعيد.. زواج محمد بن عبد الله بخديجة بنت خويلد، سيدة نساء قريش.
ولدت في مكة، قبل أن يبعث محمد رسولا بعشر سنوات، و كانت سنه يومها ثلاثين سنة. و كعادة أشراف قريش في إحضار مرضعات لأولادهم فقد كانت لها مرضعات غير أمها.
حين أنهت فترة الرضاعة عادت إلى بيت أبيها، لتلقى كل رعاية و عناية و حب، حتى نمى عودها و ترعرع، فتعهدتها أمها بالتدريب على أعمال البيت و مساعدتها بعد ذلك في رعاية أخواتها الصغار.. و لذلك لم تعرف لهو الطفولة و مرحها.
كانت عيون القرشيين تتجه نحوها، ترقب نموها، كل منهم يأمل في أن يفوز بها زوجة لأحد أبنائه، و هي لم تتجاوز عامها العاشر بعد.
و تزوجها أبو العاص بن الربيع.. ابن خالتها.. شاب مجتهد، مكافح و طموح، رجل أكسبته التجارة خبرة و نضجا.. رجل يثق بنفسه، يعتز بكرامته و يحفظ للبيوت حرمتها و قداستها.
عاشت مع زوجها كأسعد زوجين، و وجدت في أبي العاص كل خلق جميل و طبع حميد و عشرة كريمة… و أثمر زواجهما طفلا و طفلة .. عليا و أمامة.
كان زوجها كثير السفر في تجارته، و كانت في فترة غيابه تمكث في بيت أبيها حتى عودته.
و ذات يوم لا تنساه.. استقبلتها أمها بخبر وحي الله الذي نزل على والدها في غار حراء.. يومها.. رغم السعادة التي غمرتها، و الفرحة بنبوة والدها إلا أنها كانت تخشى عداء قريش له و لدينه الجديد. هكذا فهمت من كلام ورقة بن نوفل الذي قاله لوالدتها.
و ما كاد زوجها يعود من سفره، حتى استقبلته بالخبر السعيد.. و كلها أمل و ثقة في أنه سيسعد به، و يصدق قولها.. لكنه صمت و لم يتكلم.
و مرت الأيام.. زوجها على دينه و هي على الإسلام، لم يفترقا لأن الإسلام لم يكن بعد قد أمر بالتفريق بين المسلمة و غير المسلم.
لكن القلق و الخوف بدأ يخيم على نفس زينب و بيتها، و بدأت قريش حربها لوالدها و لدعوته و أتباعه، و رمت بكل ثقلها في اضطهاد المسلمين و تعذيبهم.
و تحمل محمد –رسول الله- و أصحابه كل هذا الظلم و الجبروت من كفار مكة، و كان إيمانهم بالله و يقينهم من نصره، خير معين. إلى أن جاء عام الحزن.. مات عم الرسول و سنده، و ماتت خديجة خير رفيق ونصير.. و خلفا في قلب محمد حزنا عميقا على فراقهما.
و بعد رحيلهما بثلاث سنوات، هاجر الرسول إلى المدينة المنورة، و من بعده أخواتها، و اصبحت زينب وحيدة مع زوجها و اولادها في مكة، تعيش على ذكريات عزيزة حبيبة، كلما مرت ببيت الأسرة الغائبة، و أذنها على أخبار المدينة المنورة، و عينها على زوجها و أولادها.
و بدأت الحروب بين المسلمين و الكفار، و وقع زوجها أسيرا عند المسلمين، و لما علمت أن كفار قريش أرسلوا غلى المدينة يفتدون أسراهم، أسرعت إلى أعز شيئ عندها.. قلادة كانت أمها خديجة قد أهدتها لها يوم زفافها.
و وصلت القلادة إلى الرسول.. فنظر إليها ثم نظر إلى الصحابة، و قد عرفوا قصة هذه القلادة، وقال لهم: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها، فافعلوا…."
و إكبارا من الصحابة لرسولهم، و وفاء لذكرى أم المؤمنين خديجة، وافقوا على ما قال رسول الله.. و ردت القلادة و أطلق سراح الأسير.
لكن… قبل أن يغادر الأسير أبو العاص عائدا إلى مكة، أسر إليه الرسول أمرا، فهز رأسه بالموافقة.
أتعلمون ماذا أسر إليه؟ لقد طلب منه حين يعود إلى مكة أن يرسل إليه زينب، فالإسلام قد فرق بينهما، و لم يعد جائزا لمسلمة أن تبقى زوجة لغير مسلم.
عاد إلى مكة و وجهه يعلوه الحزن و الكآبة، و اقترب من زينب قائلا: إنه الوداع يا زينب.. لقد طلب مني والدك أن أردك إليه لأن الإسلام فرق بيني و بينك. و قد أعطيته وعدا بالوفاء بما طلب.
و كان الفراق… خرجت من مكة متجهة إلى المدينة.. خرجت في وضح النهار تركب بعيرها الذي يقوده أخو زوجها، فجب جنون قريش، و اعتبروا ذلك تحديا لكبريائهم فلحقوا بها و أرادوا منعها و تسبب ذلك في فقدانها لجنينها، و كان لهم ما أرادوه فعادت إلى مكة حتى تسترد عافيتها. و ما هي إلا أيام حتى شدت الرحال، و في هذه المرة لم يعترض طريقها أحد، و خلفت في مكة زوجها و ذكرياتها.
عاشت زينب في المدينة و كلها أمل في أن يهدي الله زوجها إلى الإسلام، حتى يعودا كما كانا..نعم الزوجان..
و جاءها أبو العاص مستجيرا بعد أن حاول المسلمون أن يستردوا بعضا مما نهبت قريش من أموالهم و متاعهم، و كان هو يقود القافلة العائدة من الشام.. أجارته زينب و سألته الدخول في الإسلام.. فأخبرها أنه كره أن يبدأ الإسلام بخيانة الأمانة، فكفار مكة ائتمنوه على أموالهم…
سافر أو العاص بن الربيع إلى مكة و رد إلى قريش أموالها، ثم وقف في الناس مناديا: يا أيها الناس، إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
و عاد أبو العاص إلى المدينة و أرجع زوجته إليه، و عادت الحياة بينهما من جديد – في ظل الإسلام- أجمل و أسعد مما كانت.
أتعلمون متى كانت هذه العودة؟ كانت مع ظهور هلال شهر المحرم من السنة السابعة للهجرة.
و مضى عام واحد على عودة زوجها المسلم إلى بيت الزوجية.. و كان بعده الفراق… الفراق الذي قدر على كل عزيزين، و تلك سنة الله في خلقه.
لقد أسلمت زينب روحها لخالقها في السنة الثامنة للهجرة و خلفت وراءها زوجها أبا العاص و ولديها عليا و أمامة.
و مات علي.. ثم مات زوجها بعدها بحوالي أربع سنوات. و بقيت ابنتها التي تزوجت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد وفاة خالتها فاطمة، ثم من بعد وفاته تزوجت المغيرة بن نوفل و لم تنجب أولادا.
اشكرك على هذه السلسلة جعلها الله في ميزان حسناتك
شكرا لمرورك الكريم
بارك الله فيك وجزاك خيرا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
شكرا لكم
أثابنا الله و إياكم و تقبل منا ومنكم صالح الأعمال
عاشت في رعاية والديها الكريمين، الذين لم يضيقا ببنت ثانية في بيئة تحب الذكور، و تئد البنات، خوفا من العار أو ربما رحمة بهن من قسوة الحياة التي تنتظرهن.. و في ذات الوقت، كان بعضهم يكن بأحد بناته و يكرم بمدحهن، أو ينسب إلى أمه. تناقض غريب كانت تعيشه عرب الجاهلية، شأن كثير من أمور حياتهم الخاصة و العامة.
عاشت رقية و أختها أم كلثوم التي جاءت بعدها طفولة مرحة سعيدة، في أحضان أب حنون و أم ترعاهما خير رعاية، حتى تفتح صباهما و اكتمل نموهما سريعا.
كانت هي و أم كلثوم متلازمتين في الفراش و في الطباع و اللعب، بينما أختهما زينب تتحمل مع أمها أمور البيت و تشاركهما في فراغها عبث الطفولة.
و مرت الأيام، و ذات يوم جاء عم الرسول أبو طالب في جماعة من قومه يخطب رقية و أم كلثوم لابني عم الرسول عبد العزى (أبو لهب). واستجاب رسول الله لرغبة عمه وطلب مهلة لعرض الأمر على أهله و بناته. و الحقيقة أن خبر هذا الزواج لم يكن خبرا سعيدا لا على رقية و لا على أم كلثوم… حتى أمهما خديجة، لم تبد عليها الفرحة و السعادة كما كان حاله يوم خطبت زينب.
رقية لم تكن تعرف الزوج المقترح. فقط تعرف أنه شاب من شباب بني هاشم و والده عم أبيها و من أثرياء قريش، و أمه أم جميل معروفة بطبعها القاسي و شراستها و حدة لسانها. لكن شيئا واحدا كان يخفف على رقية حيرتها و قلقها و هو أن أختها أم كلثوم ستكون رفيقتها في بيت الزوجية.
و كان عتبة بن أبي لهب من نصيب رقية، و كان عتيبة أخوه من نصيب أم كلثوم.
و ذات يوم مشرق في سماء مكة… بل في سماء الدنيا كلها بعث محمد بن عبد الله رسولا إلى الناس كافة.. و تحرك الكفر و العناد في قريش و تصدت لدعوة الإسلام… و من بين الأسلحة التي استخدموها ضد محمد و دعوته، سلاح ظنوه باترا.. لكن سرعان ما ارتد على نحورهم.
لقد عقدوا أن يشغلوا محمدا بهموم بيته و بناته.. و قال أبو لهب لابنيه عتبة و عتيبة: (رأسي من رأسيكما حرام، إن لم تطلقا بنتي محمد)، و قالت أمهما و أقسمت ألا يجمعها و بنتي محمد بيت واحد.
و استجاب الولدان، و كان خلاص رقية و أم كلثوم من ابني حمالة الحطب. و تفرغتا لمشاركة والدهما و أمهما و توفير الجو الأسري الذي يساعدهما على أداء الرسالة.
لم يطل برقية المقام في بيت أبيها، حتى تقدم عثمان بن عفان يطلب الزواج منها. فبارك رسول الله زواجهما. و هكذا أبدلها الله خيرا.. فعثمان من السابقين إلى الإسلام، رجل ثري، بهي الطلعة، ذو خلق كريم و نسب عريق.
و عاشت رقية مع عثمان في أمن وسعادة. لكن قريشا زادت في محاربتها للرسول و دعوتها، و اضطهاد المسلمين و تعذيبهم. فأذن رسول الله بالهجرة إلى الحبشة.
و شدت رقية الرحال مع زوجها مهاجرين إلى الحبشة، مبتعدة عن أخواتها و مرتع صباها و ذكرياتها.
عاش المهاجرون في الحبشة يتلمسون أخبار الأحبة في مكة، و يجترون الذكريات، و يمنون النفس بعودة قريبة إلى وطنهم.
و مرت الأيام.. و كان لرقية في حب زوجها و رعايته خير سلوى و عزاء، إلى أن وصلت أخبار بأن قريشا هادنت محمدا، و دخل في الإسلام بعض ساداتها و كبرائها، فأسرعت رقية و عثمان بالعودة إلى مكة مع من عادوا.
و ما إن وصلت حتى أسرعت إلى بيت أبيها، و هناك ارتمت في أحضان أختيها أم كلثوم و فاطمة… لكن فجأة نظرت في عيون أختيها دمعة فانقبض قلبها و سألت في لهفة: أين أبي؟ أين أمي؟ فقالتا: أبوك بخير، لقد خرج للقاء العائدين من الحبشة، لكنهما لم يذكرا أمها… فقالت رقية: أين أمي؟… أمي رحلت؟.. ماتت دون أن أراها، أو أكون بجوارها… و أخيرا كفكفت رقية دمعها، و احتسبتها عند ربها ***64831; كل نفس ذائقة الموت…***64830;
و مرة أخرى ودعت مكة، و خرجت مع زوجها مهاجرين إلى المدينة المنورة… و لذلك سميت ذات الهجرتين… و هناك استقر بها المقام و شغلت بطفلها الوحيد الذي سمته عبد الله.
ذات يوم كان طفلها مريضا فنقر عينه ديك و تسمم جرحه، و سرعان ما لقي ربه. و هكذا تكالبت على رقية الأحزان و أضعفت من صحتها، و رقدت في فراشها رهينة المرض.
كان زوجها يسهر على راحتها و تمريضها، حتى أنه تخلف بأمر من رسول الله عن الخروج معهم إلى غزوة بدر.
و أخيرا… اختلط صوت بشير النصر القادم من بدر بصوت النعي الذي يحمل خبر وفاة رقية… بنت محمد و زوجة عثمان.. أول بنت تموت من بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أتعلمون متى كانت وفاتها؟ كانت في السنة الثانية للهجرة و لم تخلف وراءها ولدا و لا بنتا.
بارك الله فيك وجزاك خيراً ..
اشاء الله عليك تحفة بمواضيعك المميزة
شكرا لمروركم