التصنيفات
شخصيات إسلامية

مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم


الونشريس

مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

لقد جاء الكثير من الأنبياء من عند الله ليبشروا المؤمنين و لينذروا العصاة الكافرين .. و منهم من أيده الله بمعجزات عظيمة تصديقا لنبوته كنبي الله موسى عليه السلام فأعطاه الله آية العصا التي تحولت ثعبانا فهزم بها سحرة فرعون و حولت البحر يبسا فنجى الله بها بني اسرائيل بل و أحيا الله لموسى السبعين رجلا الذين قالوا أرنا الله جهرا فأخذتهم الرجفة .. و منهم نبي الله الياس (ايليا) عليه السلام الذي كان يمشي على الماء بعد أن يضرب بردائه الماء و احياءه موتى و رفعه الله إلى السماء لينقذه من مؤامرة القتل بعد أن قتل أنبياء البعل .. و كذلك النبي اليسع (اليشع) الذي أحيا موتى و بارك الطعام و شفى مرضى .. و نبي الله حزقيال الذي أحيا الله له ثلاثين ألفا من الموتى لتكون آية عظيمة أمام بني اسرائيل .. وكذلك أعطى الله المسيح بن مريم عليه السلام معجزات أحيا بها ثلاثة من الموتى و شفى مرضى و أخرج شياطين .. و كذلك النبي المصطفى سيد المرسلين و خاتم النبيين أيده الله بالمعجزات البينات الواضحات الصريحات .. و على الوجه الآخر نجد من هؤلاء الأنبياء من لم تذكر الكتب أنه أتى بمعجزة واحدة كيحيى بن زكريا عليه السلام ومع ذلك فهو نبي كريم من الأنبياء المقربين .. إلا أنه في وقتنا هذا اجتمعت كل قوى الشرك على الإسلام و نبي الإسلام ليطفئوا نور الله بأفواههم .. فأصبحنا نرى الكثير من دجالي الأديان .. يفترون الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم سيد المرسلين و خاتم المرسلين ليشككوا في نبوته .. ومن هذه الأباطيل التي أصبحت تطفو على سطح تلكم الحرب الدنيئة .. القول بأن النبي لم تكن له معجزات كباقي الأنبياء .. و تناسى هؤلاء أنه لو لم يأتي النبي الأمي إلا بالقرآن الكريم وحده لكفاه .. و إلى منتفعي الدين هؤلاء أقول "أنى للذباب أن يناطح السحاب" .. فها هي أمامكم بعض معجزات النبي المصطفى تتحداكم و تثبت بهتانكم و تكشف عوار كذبكم .. و لتثبت قلوب المؤمنين.

ترك عمير بن وهب ابنه بعد بدر أسيراً لدى المسلمين فجلس مع صفوان بن أمية عند الكعبة وقال: لولا ديون علي وعيال أخشى عليهم الضياع لمضيت إلى محمد وقتلته فقال صفوان أنا اكفيك دينك وأضم عيالك إلى عيالي فحشا سيفه سماً وذهب إلى المدينة وأراد مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم فلما رأه عمر بن الخطاب أخذ بتلابيبه وطوق عنقه بحمالة سيفه وأدخله على الرسول صلى الله عليه و سلم فقال "أستأخر عنه يا عمر" فتأخر عنه فقال له رسول الله: "ما الذي جاء بك يا عمير؟"
قال : جئت أرجو فكاك هذا الأسير "يقصد ابنه".. قال رسول الله "فما بال السيف الذي في عنقك؟" .. قال: قبحها الله من سيوف .. وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر؟ .. قال رسول الله: "اصدقني ما الذي جاء بك يا عمير؟" قال: ما جئت إلا لذاك. قال رسول الله: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا .. فتحمّل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بيني وبين ذلك. فذهل عمير لحظة ثم قال: أشهد أنك رسول الله.




رد: مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

جازاك الله كل خير




رد: مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

بارك الله فيك أخي على المضووع الهادف.




رد: مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

جدير بالذكر اخي كريم على ان موضوعاتك رائعة
تعجبني
بوركت اخي كريم
سلام الله عليكم
اللهم صل على محمد سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم




رد: مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

شكرا جزيلا لكم على المرور دمت متالقين للمنتدى




التصنيفات
شخصيات إسلامية

بعض علماء الرياضيات المسلمون

بعض علماء الرياضيات المسلمون


الونشريس

1)ثابت بن قرة : – ولد في بران " بين دجلة والفرات" سنة 221هـ وتوفي في بغداد سنة 288هـ .
– نبغ في الطب والرياضات والفلك والفلسفة ومهد إلى إيجاد أهم فروع الرياضيات " التكامل والتفاضل "
– أهم مؤلفاته " كتاب العمل بالكرة " وكتاب في قطع الأسطوانة وكتاب في المخروط المكافئ و" كتاب في المسائل الهندسية " و " كتاب في المربع وقطرة " وكتاب في المثلث القائم وكتب أخرى.
2) موسى بن شاكر :
– أحد علماء المسلمين في الرياضيات الذين بلغ نجمهم في عصر المأمون ولا سيما في الهندسة .
اشتهر أولاده الثلاثة "محمد" و"أحمد" و"حسن" بالعمل في الحيل : ( الميكانيكا ) خاصة الأول والثاني منهم. في حين انفرد حسن بالعمل في الهندسة . وحل مسائل العويصة تقسمه الزاوية إلي ثلاثة أقسام متساوية .
3) جابر بن الأفلح :
– ولد في إ شبيليه بالأندلس في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي ألف في المثلثات الكروية واستنبط معادلة سميت " بنظرية جابر "
تستعمل في حل المثلثات الكروية القائمة الزاوية وتوفي في قرطبة منتصف القرن الثاني عشر الميلادي .
4) غياث الدين الكاشي :
هو غياث الدين بن مسعود بن محمود الكاشي ولد في مدينة كاشان وعاش في سمر قند كان فلكياً ورياضياً وله بعض الكتب باللغتين العربية والفارسية منها : ( رسالة المحيطية ) التي تبحث في كيفية تعيين نسبة محيط الدائرة إلى قطرها وهي النسبة التي يطلق عليها علماء الرياضيات في عصرنا الحلي الرمز (***960; ) وقيمتها كما حسبها الكاشي هي : 1415926525898732 ر3 وللكاش كتاب مفتاح الحساب الذي تضمن الكسور العشرية .
5) الخوارزمي:
هو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي .
ولد عام 780 م وتوفي عام 850 م
نبغ عام 205 هـ في عصر الخليفة المأمون العباسي .
عالم عربي مبتدع علم الجبر ومبتكر حساب المثلثات نبغ في علوم الحساب والفلك وتميز بالذكاء .
أهم أعماله مبتكر علم الجبر فاستخدم التعبيرات الجبرية مثل :
س2 + 5 س = 24
2 س + 5 = س2
-أول من حل معادلات الدرجة الثانية الجبرية .




رد: بعض علماء الرياضيات المسلمون

الونشريس




رد: بعض علماء الرياضيات المسلمون

بارك الله فيك اختي الغالية على الموضوع القيم




التصنيفات
شخصيات إسلامية

زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

زينب بنت رسول الله رضي الله عنها


الونشريس

طفولة زينب {رضي الله عنها} ونشأتها:

هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم خاتم النبيين.
وزينب {رضي الله عنها}هي كبرى بنات الرسول عليه الصلاة و السلام والأولى من بين أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وهي ثمرة الزواج السعيد الذي جمع بين خديجة بنت خويلد {رضي الله عنها} ورسول الله
عليه الصلاة و السلام .

ولدت زينب {رضي الله عنها} في السنة الثلاثين من مولد محمد عليه الصلاة و السلام، أي أنه كان يبلغ من العمر ثلاثين عاما عندما أصبح أباً لزينب التي أحبها كثيراً وكانت فرحته لا توصف برؤيتها. أما السيدة خديجة {رضي الله عنها} فقد كانت السعادة والفرحة تغمرانها عندما ترى البِشر على وجه زوجها وهو يداعب ابنته الأولى.

واعتاد أهل مكة العرب عامة والأشراف منهم خاصة على إرسال صغارهم الرضع بيد مرضعات من البادية يعتنين بهم وبعدما يقارب من السنتين يعيدوهم إلى ذويهم. بعد أن عادت زينب {رضي الله عنها} إلى حضن أمها خديجة عهدت بها إلى مربية تساعدها على رعايتها والسهر على راحة ابنتها. وترعرعت زينب في كنف والدها حتى شبّت على مكارم الأخلاق ِوالآداب والخصال فكانت تلك الفتاة البالغة الطاهرة.

زواج زينب {رضي الله عنها} :

كانت هالة بنت خويلد أخت خديجة {رضي الله عنها} زوج رسول الله عليه الصلاة و السلام تقبل على أختها بين الحين والآخر، فقد كانتا قريبتان من بعضهما، وكانت هالة تعتبر السيدة خديجة أماً وأختاً لها وكم حلمت بأن تكون زينب بنت أختها {رضي الله عنها} زوجة لابنها أبي العاص.

من ذلك نجد أن هالة أحسنت الاختيار فهي زينب بنت محمد عليه الصلاة و السلام أحد أشراف قريش ومكانته كانت عظيمة بينهم وأمها ذات المنزلة الرفيعة والأخلاق الكريمة أيضاً.
أما زينب فلم تكن بحاجة إلى تعريف, فأخلاقها كانت من أهم ما جذب خالتها لها.

كان أبو العاص قد تعرف إلى زينب من خلال الزيارات التي كان يقوم بها لخالته {رضي الله عنها}، ومن هناك عرف عن طباع ابنة خالته زينب وأخلاقها فزاد من ترداده على بيت خالته.
وفي إحدى الأيام فاتحت هالة أختها بنوايا ابنها الذي أختار زينب بنت محمد
عليه الصلاة و السلام ذو المكانة العظيمة في قريش لتكون شريكة حياته وزوجة له.

سرت بهذا الخبر السيدة خديجة {رضي الله عنها} وهي ترى ابنتها وقد كبرت وأصبحت في سن الزواج ، فأي أم لا تحلم بزواج ابنتها وخاصة إذا كانت هي بكرها.

أخبرت خديجة {رضي الله عنها} الرسول عليه الصلاة و السلام بنوايا ابن أختها أبي العاص ورغبته في التقدم لخطبة ابنته زينب {رضي الله عنها}، فما كان من رسول الله عليه الصلاة و السلام إلا أن يرحب به ليكون زوجاً لابنته بعد موافقتها طبعاً؛ وكان ذلك لأن أبا العاص يلتقي نسبه من جهة الأب مع رسول الله عليه الصلاة و السلام عند الجد الثالث عبد المناف فهو أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى، وكذلك فإن نسبه يلتقي من جهة الأم مع زينب بنت محمد عليه الصلاة و السلام عند جده خويلد بن أسد بن عبد العزى.

بالإضافة إلى ذلك فإن أبا العاص على الرغم من صغر سنه فقد عرف بالخصال الكريمة والأفعال النبيلة. وعندما ذهب أبو العاص إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام ليخطب ابنته، قال عنه الرسول عليه الصلاة و السلام : إنه نعم الصهر الكفء، هذا يعني أن محمدا ً عليه الصلاة و السلام لم يجد به عيبا،ً وطلب من الخاطب الانتظار، حتى يرى رأي ابنته في ذلك ولم يشأ الموافقة على أبي العاص قبل موافقة ابنته زينب عليه.

وهذا موقف من المواقف التي دلت على حرص الرسول عليه الصلاة و السلام على المشاورة ورغبته في معرفة رأي ابنته في هذا الموقف.

وما كان من زينب {رضي الله عنها} إلا أن تسكت إعلاناً منها قبول ابن خالتها أبا العاص؛ ليكون زوجاً لها تسهر على رعايته وراحته، وتشاركه فرحه وحزنه وتوفر له أسباب السعادة.

ذاع خبر خطبة أبي العاص لزينب {رضي الله عنها} في أرجاء مكة كلها، ففرح الناس بذلك، وأخذوا يهنئون زينب بالزوج الذي اختارته، فهو من الرجال المعدودين مالاً وتجارة في مكة، وفي الوقت نفسه يهنأ أبو العاص بالفتاة التي اختارها لتكون زوجة له، وأماً لأطفاله في المستقبل.

انتظر الجميع يوم زفاف هذين الزوجين وعندما حان الموعد المنتظر نحرت الذبائح وأقيمت الولائم، وكانت فرحة كليهما لا توصف.

عاشت زينب حياة سعيدة في كنف زوجها وكانت خير الزوجة الصالحة الكريمة لأبي العاص ، وكان هو خير الزوج الفاضل الذي أحاطها بالحب والأمان. وشاء الله تعالى أن يكون ثمرة هذا الزواج السعيد طفلين أنجبتهما زينب {رضي الله عنها}.

الأول علي بن أبي العاص الذي توفي صبيا وكان رسول الله عليه الصلاة و السلام قد أردفه وراءه يوم الفتح، والثانية أمامة بنت أبي العاص التي تزوجها علي بن أبي طالب { كرم الله وجهه} بعد وفاة فاطمة الزهراء {رضي الله عنها}.
كان أبو العاص يعمل بالتجارة فيضطر في بعض الأحيان للسفر إلى بلاد الشام تاركاً زوجته عند أمه هالة بنت خويلد .

نزول الوحي على محمد عليه الصلاة و السلام وإسلام زينب {رضي الله عنها}:

عندما نقول أنه ليس من الغريب أن يكون محمد عليه الصلاة و السلام نبي الأمة فأننا نعني ذلك لعدة أسباب، فالرسول عليه الصلاة و السلام كان يتمتع بأنبل الصفات وأحسن الأخلاق؛ فقد عٌرف بصدقه وأمانته؛ ومساعدته للضعيف والفقير؛ وبتلك المحاسن التي أشتهر بها كان هو الرجل الأعظم والأكمل بين سادات قريش في مكة.
تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ الرسول
عليه الصلاة و السلام ينشغل في التأمل في خلق الله وهو في غار حراء.

وكان يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره ، وفي الجانب الآخر كانت زوجته السيدة خديجة {رضي الله عنها} تسأل عنه دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها، وكانت هي أكثر من يهيئ له الراحة والسعادة.

وبعد نزول الوحي على رسول الله عليه الصلاة و السلام ، أسرعت خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تروي له كل ما حصل مع زوجها في غار حراء، فبشرها بأنه سيكون نبي الأمة المنتظر ولكن وفي الوقت نفسه فإنه سيتعرض للتعذيب والاضطهاد من قريش.

سرت خديجة ببشارة النبي وحزنت بعد معرفتها بأن قريش لن تتبع زوجها بالدين الذي سيدعو له وعلى الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة {رضي الله عنها} أول من آمن بما جاء به الرسول عليه الصلاة و السلام وأول من اتبعه.

وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل.

سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة {رضي الله عنها} ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم عليه الصلاة و السلام وبالرسالة التي يحملها للناس كافة.

لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد عليه الصلاة و السلام فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلم دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته، وهذا أقل ما يمكن فعله.

أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام {رضي الله عنهم }وهم من الذين أيدوه وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم. وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد عليه الصلاة و السلامدخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول عليه الصلاة و السلام ودينه،

في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها}موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد عليه الصلاة و السلام ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب بذهولها لموقفه غير المتوقع.

وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد عليه الصلاة و السلام دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد.

بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد عليه الصلاة و السلام حباً شديدا،ً ولم يشك في صدقه لحظة واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها} في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام :والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته

من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول r هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه.

ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها عليه الصلاة و السلام أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام ِ وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي، لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخال

السيدة زينب وموقفها من هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام:

بعد عام الحزن الذي شهد فيه الرسول عليه الصلاة و السلام ومعه بناته {رضي الله عنهن} وفاة كل من السيدة خديجة {رضي الله عنها}، وعم الرسول عليه الصلاة و السلام أبي طالب، زاد بطش وتعذيب كفار قريش للرسول عليه الصلاة و السلام .

كان محمد عليه الصلاة و السلام يجد في السيدة خديجة ملجأً لبث همومه، وكان يشكو إليها من تعذيب رجال قريش ، ويرى في عمه أبو طالب رجلاً معيناً وناصراً على قومه على الرغم من عدم إسلامه.

لذلك كان وفاة هذين الشخصين العزيزين مأساة للرسول عليه الصلاة و السلام ، فحزن لذلك حزناً كبيراً وحزنت معه زينب ومعها أخواتها الثلاث {رضي الله عنهن} وقد وجهن كل حنانهن وحبهن أباهم عليه الصلاة و السلام للتخفيف عنه.

كانت السيدة زينب {رضي الله عنها} تسمع في كل يوم عن مطاردة قريش للرسول عليه الصلاة و السلام وتعذيبه، ومعه أصحابه بشتى أنواع العذاب، وهي ترى صبر والدها، وما كان منها إلا أن تدعو له بالنصر على أعداؤه ونشر دعوة الإسلام في كل مكان.

حتى كان اليوم الذي وصل فيه خبر هجرة محمد r ومعه الصديق أبو بكر {رضي الله عنه}إلى يثرب ، ومطاردة رجال قريش لهما؛ لقتلهما والقضاء على خاتم الرسل والإسلام.

وكانت زينب تمضي الليالي مضطربة النفس خائفة القلب على الرسول عليه الصلاة و السلام ، ولم ترتح إلا بعد أن وصل خبر وصوله وصاحبه إلى يثرب آمنين سالمين.
وبعد هجرة رسول الله
عليه الصلاة و السلام إلى المدينة المنورة أمر بإحضار ابنتيه فاطمة وأم كلثوم {رضي الله عنهن} إلى دار الهجرة يثرب، أما رقية {رضي الله عنها} فقد هاجرت مع زوجها من قبل ولم يبق سوى زينب التي كانت في مأمن من بطش المشركين وتعذيبهم وهي في بيت زوجها الذي آمنها على دينها.

موقعة بدر وأثرها في نفس زينب {رضي الله عنها}:

بعد أن استولى المسلمون على قافلة كانت قادمة من بلاد الشام حاملةً بضائع لأهل مكة وقتل عمرو بن الحضرمي وأخذ رجال القافلة كأسرى، اشتد غضب رجال قريش، وخاصة بعد أن وصلهم أن رسول الله عليه الصلاة و السلام ينوي التعرض لقافلة أبي سفيان .

وحشد رجال قريش وأشرافها الجيوش وجروا العتاد والأسلحة؛ لمواجهة محمد عليه الصلاة و السلام ومعه أصحابه للقضاء عليهم في يثرب.

في تلك الأثناء وصلت قافلة أبي سفيان سالمة إلى مكة. ومن أشد الأمور غرابة، أن أبا العاص زوج السيدة زينب {رضي الله عنها}كان قد تحالف مع المشركين وقرر الوقوف ضد رسول الله ووالد زوجته عليه الصلاة و السلام والمسلمين في موقعة بدر تاركاً زوجته وطفليه في مكة، غير آبه بزوجته وطلبها البقاء في مكة، وعدم المشاركة مع المشركين.

كانت زينب {رضي الله عنها} تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِوأن يحفظ زوجها من كل سوء على الرغم من عصيانه لله.

وبدأ القتال وواجه المشركون بعددهم الكبير رسول الله عليه الصلاة و السلام ومعه القلة المؤمنة، ولكن الله تعالى نصر رسوله والمؤمنون نصراً كبيراً وهزم أعداء الإسلام على الرغم من عدم التوافق العددي بين الجيشين.

وصل خبر انتصار المسلمين إلى مكة وكانت فرحة زينب بهذا الانتصار لا توصف، ولكن خوفها على زوجها لم يكمل تلك السعادة التي غمرتها، حتى علمت بأن زوجها لم يقتل وأنه وقع أسيراً في أيدي المسلمين . وكان رسول الله عليه الصلاة و السلام قد رأى أبا العاص زوج ابنته ضمن الأسرى، واستبقاه عنده بعد أن أمر الصحابة أن يستوصوا بالأسرى خيراً.

( روي عن عائشة، بإسناد واه:
أن أبا العاص شهد بدراً مشركاً، فأسره عبد الله بن جبير الأنصاري ، فلما بلغت أهل مكة في فداء أسراهم، جاء في فداء أبي العاص أخوه عمرو، وبعثت معه زينب بقلادة لها من جز ع ظفار-أدخلتها بها خديجة- في فداء زوجها، فلما رأى رسول الله
عليه الصلاة و السلام القلادة عرفها، ورق لها وقال:" إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فعلتم"؟ قالوا: نعم . فأخذ عليه العهد أن يخلي سبيلها إليه ، ففعل )

هجرة السيدة زينب إلى يثرب:

بعد أن افتدت السيدة زينب {رضي الله عنها} زوجها الأسير عند رسول الله عليه الصلاة و السلام طلب الرسول من أبي العاص أن يخلي سبيل زوجته إليه ويجعلها تلحق بأبيها إلى دار الهجرة المدينة، فرضي أبو العاص على ذلك.

وكانت السيدة زينب {رضي الله عنها} ومعها طفليها تتجهز للحاق بأبيها في دار الإسلام بعد أن أرسل الرسول عليه الصلاة و السلام زيد بن حارثة {رضي الله عنه} ومعه صحابي آخر إلى بطن يأجج على بعد ثمانية أميال من مكة ، ليصطحبا السيدة زينب معهما إلى يثرب.

وعندما عاد أبو العاص إلى مكة أمر زوجته باللحاق بأبيها في المدينة وأمر أخاه كنانة بن الربيع بمرافقة زوجته .
قدم كنانة للسيدة زينب {رضي الله عنها} بعيراً تركب عليه حتى تصل إلى بطن يأجج ويكمل زيد بن حارثة الطريق إلى والدها محمد
عليه الصلاة و السلام .

خرجت السيدة زينب من مكة وهي تودعها آمالة أن يخرج زوجها أبو العاص معها عائداً إلى يثرب مسلماً مؤمناً بالله مصدقاً لرسوله، على الرغم من كل ما رأته من وقوف زوجها ضد الرسول عليه الصلاة و السلام بدلاً من الوقوف إلى جانبه، ومساندته فقد تمنت له الخير دائما،ً وهذه هي صفات السيدة زينب بنت نبي الأمة محمد عليه الصلاة و السلام متسامحة محبة وداعية للخير دائماً.

عندما علم رجال قريش بخبر خروج السيدة زينب إلى أبيها لحق بها هبار بن الأسود ومعه رجل آخر من قريش فعندما لقيها روعها برمحه فإذا هي تسقط من فوق بعيرها على صخرة جعلتها تسقط جنينها، فولى الرجال من بعد ذلك هاربين.

رجع كنانة بي الربيع إلى مكة ومعه زينب حتى ترتاح من الألم والمرض الذي ألم بها وبعد عدة أيام اصطحبها مرة أخرى إلى يثرب حيث استقبلها أباها استقبالاً حاراً سعيداً برؤيتها مجدداً مع طفليها علي وأمامة.

أخبرت السيدة زينب {رضي الله عنها}رسول الله عليه الصلاة و السلام بما فعله هبار وصاحبه، فاشتد غضب الرسول عليه الصلاة و السلام " ثم أرسل رسول الله عليه الصلاة و السلام بسرية لمعاقبة هبار وصاحبه .. وأمرهم بإحراقهم إن ظفروا بهما، ثم أرسل إليهم في اليوم التالي .. أن اقتلوهما فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله تعالى".
وأقامت السيدة زينب {رضي الله عنها}مع طفليها في كنف والدها
عليه الصلاة و السلام حتى العام السابع من الهجرة.

إسلام أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب {رضي الله عنها}:

قبل فتح مكة وبينما كان أبو العاص عائداً في قافلة من رحلة تجارة من بلاد الشام إلى مكة حاملاُ معه أموال قريش التي أؤتمن عليها، تعرض لقافلته سرية بقيادة زيد بن حارثة {رضي الله عنه} ومعه مائة وسبعين رجلا ً .

تمكنت هذه السرية المبعوثة من رسول الله عليه الصلاة و السلام من الحصول على كل ما تحمله تلك السرية من مال وهرب عددٌ من رجال القافلة وكان أبو العاص واحداً منهم.

وخشي أبو العاص على أموال قريش التي كان قد أؤتمن عليها، فلم يجد إلا أن يتوجه إلى مكة ليلا ً ليستجير بالسيدة زينب {رضي الله عنها} أن يعيد رسول الله عليه الصلاة و السلام مال قريش التي استولوا عليها من القافلة فأجارته في طلب ذلك المال.

" لما خرج رسول الله عليه الصلاة و السلام إلى الصبح فكبّر وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفّة النساء : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.

فلما سلم رسول الله عليه الصلاة و السلام من الصلاة أقبل على الناس فقال: " أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم أنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله عليه الصلاة و السلام فدخل على ابنته فقال: أي بنية أكرمي مثواه، ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً" .

اجتمع رسول الله عليه الصلاة و السلام مع أصحابه بأبي العاص، فاستشار صحابته أن يردوا على أبي العاص أمواله التي أخذوها من القافلة وقال لهم: " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فأنا أحب ذلك، وإن أبيتم فهو فئ الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به".

اتفق الصحابة جميعاً على إعادة المال لأبي العاص كاملا ً دون نقصان.

رجع أبو العاص بالمال إلى مكة وأعطى كل واحد من قريش نصيبه من المال ثم قال:" أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم فرغت منهم وأسلمت".جمع أبو العاص أغراضه وعاد إلى يثرب قاصداً مسجد الرسول عليه الصلاة و السلام فإذا بالرسول عليه الصلاة و السلام وأصحابه يفرحون بعودته، ليكمل فرحتهم تلك بالإسلام. وبعد إسلام أبي العاص أعاد الرسول عليه الصلاة و السلام زينب إليه بنكاحه الأول وقيل أنه أعيد إليها بنكاح جديد وعاشا من جديد معا ً والإسلام يجمعهما.

وفاة السيدة زينب {رضي الله عنها}:

بعد عام من التمام شمل الزوجين أبي العاص والسيدة زينب {رضي الله عنها}، وبعد أن عاشا حياة كريمة سعيدة في دار الإسلام مع ولديها أمامة وعلي، بدأ المرض يزداد على السيدة زينب {رضي الله عنها}.

وظلت زينب لازمة الفراش فترة طويلة من أثر ما تعرضت له من قبل هبار بن الأسود، وهي في طريقها إلى يثرب للهجرة. ولم تستطع الأدوية أن تخفف من مرض زينب فسلمت أمرها لله سبحانه وتعالى.

في العام الثامن للهجرة توفيت السيدة زينب {رضي الله عنها}، وحزن رسول الله عليه الصلاة و السلام حزناً عظيما،ً وحزن معه زوجها أبو العاص الذي وافته المنية بعد 4 سنوات من وفاة زينب.
و" لما ماتت زينب بنت الرسول
عليه الصلاة و السلام قال: اغسلنها وتراً، ثلاثاً أو خمساً، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئا من كافور، فإذا غسلتنها،فأعلمنني. فلما غسلناها أعطانا حقوه، فقال: أشعرنها إياه"
" بعد وفاة زينب {رضي الله عنها} مول رسول الله
عليه الصلاة و السلام في قبرها، وهو مهموم ومحزون، فلما خرج سري عنه وقال: كنت ذكرى زينب وضعفها، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه، ففعل وهون عليها"

وبذلك تنتهي حياة هذه الشخصية العظيمة عليه الصلاة و السلام التي وقفت دائماً مع الإسلام ووالدها نبي الأمة محمد عليه الصلاة و السلام تسانده وتواسيه وهو يتعرض لتعذيب قريش.

ضحت زينب لأجل زوجها على الرغم من شركه ووقوفه في وجه الإسلام حتى كانت هي سبباً من أسباب إسلامه.




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

شكرا جزيلا ودمت في خدمة الاسلام




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

لا شكر على واجب اختي عيشة
و ان شاء الله
بارك الله فيك




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

بارك الله فيك أختي بسمة الربيع على الموضوع القيم دمت ذخرا لنا . * عيدكم مبارك *




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

بارك الله فيك أختي




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

و فيكم البركة حبيباتي رايكي و كولار سعدت بمروركم
شكرا جزيلا

الونشريس




رد: زينب بنت رسول الله رضي الله عنها

بارك الله فيك على الموضوع الجيد و جزيت خيرا انشاء الله




التصنيفات
شخصيات إسلامية

العالم محمد عبد السلام

العالم محمد عبد السلام


الونشريس

الونشريس

هو العالم الفيزيائي الباكستاني الجنسية محمد عبدالسلام.

محمد عبد السلام " اسم تردد بين جنبات الأبنية الفخمة الشاهقة لمؤسسة نوبل، حينما أذيع أسماء العلماء الفائزين بجائزة "نوبل" للفيزياء عام 1979.

ولد عبد السلام في قرية "جهانج" بمقاطعة "لاهور" بالبنجاب عام 1956 والتي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الهند، ظهر نبوغه المبكر في الرياضيات محطماً كل الأرقام القياسية في امتحانات القبول، وحاصدا لجوائز التفوق في جميع مراحل التعليم، تخرج في الجامعة عام 1944، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة "لاهور" بالبنجاب بعد سنتين في عام 1946 وفي صيف هذا العام بالتحديد، تم منح عبد السلام منحة إلى جامعة "كامبريدج " بإنجلترا، فلقد اختير قبله طالب هندي آخر يدرس مادة الأدب الإنجليزي، ولكنه اعتذر قبل سفره بفترة قليلة؛ فرشحت" الهيئة الهندية العليا " الطالب/ عبد السلام؛ ليسافر بدلا منه.

في الطريق إلى نوبل:

في "كامبريدج" وبالتحديد في كلية "سانت جون" لفت عبد السلام الأنظار إليه حينما حصل في سنتين على دبلومين في الرياضة المتقدمة والفيزياء، وكان في مركزه الأول المعهود.

ثم بدأ أبحاثه في عام 1946 في معامل كافيندش Cavendish وتعلم على يد واحد من الأوائل في مجال الفيزياء النظرية وخاصة في الجسيمات الأولية ألا وهو د/ كيمر Dr. Nicholas Kemmer أستاذ الفيزياء الرياضية بجامعة كامبريدج، كان كيمر أول مشرف رسمي على عبد السلام وهو الذي عرفه على العالم الكبير د/ ماثيو Paul Matthews الذي قدمه إلى النظرية الكميةQuantum theory وأدخله في محاولات لإيجاد الإجابات المفقودة في هذه النظرية.

سافر عبد السلام إلى معهد الدراسات المتقدمة في برنستون Princeton في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في صحبه ماثيو، وهناك في 2 مايو 1951م عمل على انتخابه زميلاً للأبحاث العلمية في كلية سانت جون. ومن هنا بدأ يلمع نجمه دولياً، وأخذت أبحاثه تحتل مكاناً بين أبحاث العلماء المتميزين.

التأثير الأكبر على عبد السلام في بداية حياته كان من المعلم المخلص د / بول ديراك Paul Diarc والذي عاش البطل الأكبر في حياة عبد السلام الذي رآه أعظم علماء القرن في الفيزياء، وأن أبحاثه هي التي أعطت الشهرة الكبيرة لأبحاث أينشتين في الرياضيات.

كان عبد السلام يخطط دائماً للعودة إلى وطنه "باكستان" والتي استقلت عن الهند في عام 1948 لينقل ما حمل من علم ويضعه في خدمة شعبه وحكومته. فقرر عام 1952 العودة بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وعين هناك رئيساً لقسم الرياضيات بجامعة البنجاب بلاهور.

مرت السنوات عصيبة على عكس ما كان يتوقع، واكتشف صعوبة الاستمرار في أبحاثه لقلة الإمكانات الموجودة، فسرعان ما قبل دعوة أخرى من جامعة كامبريدج عام 1954 وعاد كأستاذ جامعي في الرياضيات وزميلا لكلية سانت جون.

بقى د / عبد السلام في جامعة كامبردج حتى عام 1957، ثم انتقل إلى الكلية الملكية بلندن كأستاذ في الفيزياء.. وقد حصل في العام نفسه على الدكتوراه الفخرية من جامعة البنجاب، ثم انتخب مبعوثاً للكلية الملكية عندما بلغ من العمر 33 سنة عام 1959.

تنقل د. عبد السلام بين مراكز عديدة، ومنح أوسمة عالية… نذكر منها:

– أرفع وسام لدولة باكستان من رئيس الجمهورية وعين مستشاراً علمياً للرئيس.. كما منح وسام الجمعية الفيزيائية البريطانية عام 1960 وعين عضواً في لجنة العلوم والتكنولوجيا.

– وتقديراً لجهوده كرئيس للجنة الفرعية التي أنشأتها الأمم المتحدة لدراسة إمكانية تقديم العون من الدول الصناعية للبلدان النامية .. حصل د / عبد السلام على جائزة "هيوج" من الجمعية الملكية للعلوم عام 1964.

– هذا فضلاً عن جائزة وميدالية بنهايمر (1971) ، وميدالية أيشتين من اليونسكو (1979) وميدالية السلام (1981) وجائزة الفروسية تقديراً لجهوده في العلوم البريطانية (1989) ونيشان الامتياز الباكستاني (1979).

– كما يحمل د / عبد السلام المراكز الفخرية في أكثر من أربعين جامعة على مستوى العالم، وتم اختياره عضواً في معهد الدراسات العليا في "برنستيو"ن، والذي لا يحظى بعضويته إلا كبار العلماء.

عام 1979، حصل د / عبد السلام على جائزة نوبل في الفيزياء مشاركة مع العالمين ستيف واينبرج Weinberg وجلاشو Glashow حينما قام بتقديم نظريته التي تقضي بتوحد قوتين من القوى الرئيسية في الكون إلى قوة واحدة.

فمن المعروف فيزيائيا أن القوى الأساسية في الكون أربعة: ألا وهي: قوى الجاذبية المادية التي تتسبب في سقوط الأجسام نحو سطح الأرض أو في استقرار حركة الكواكب.. ثم القوى الكهرومغناطيسية، التي ينتج عنها تجاذب أو تنافر الشحنات الكهربائية، فالقوى النووية الضعيفة التي تظهر في انحلال الأنوية عن طريق إشعاع جسيمات مثل الإلكترونات وغيرها وأخيراً القوى النووية القوية وهي المسئولة عن تماسك النواة، وفي حالة انشطارها تتولد طاقة كبيرة يمكن استغلالها سلمياً أو تدميرياً. وقام عبد السلام بتطوير نظرية لتوحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، بل وجزم بإمكانية توحيد القوى النووية القوية مع القوى الثلاث الأخرى.

واهتم أيضا بالنظرية الكمية، التي تصف سلوك المادة بجسيماتها الأولية والطاقة في الكون. وقام بدراسات عديدة على الجسيمات الأولية مثل الإلكترون (ذو الشحنة السالبة) والبروتون (ذو الشحنة الموجبة) والنيوترون (المتعادل) والتي تتواجد في الذرة. واهتم بجزيء "نيوترنيو" الذي لم يسجل له العلماء شحنه أو كتله (أو ربما تكون ضعيفة جداً) وثبت تأثره بالقوى النووية الضعيفة التى تستطيع التغيير من شكله.. فكان عبد السلام أول من وصل الى أن هذا الجزيء يدور في اتجاه عكس عقارب الساعة، مما أوضح نقاطاً كانت غائبة في فهم نظرية القوى النووية الضعيفة وتأثيراتها.

وكان يرى أن ديراك كما ذكرنا من قبل أعظم علماء القرن؛ حيث قام بتطوير علم ميكانيكا الكم النسبية ليصف به حركة الجسيمات الدقيقة ذات السرعات العالية.. وتوصل إلى معادلة سميت باسمه، وعند تطبيقها على جسيم الإلكترون تنبأ بوجود جسيم آخر له نفس كتلة الإلكترون، ولكن ذو شحنة موجبة وهو البوزتيرون الذي اكتشفه كارل أندرسون بعد ذلك في عام 1932.

عاش عبد السلام حياته مشغولاً بالعوائق التى تقف أمام تقدم العالم الثالث في العلم والتعليم .. وكان يرى أن الفجوة الكبيرة بين الدول الصناعية الكبرى والنامية لن تضيق إلا إذا استطاعت الدول النامية أن تحكم نفسها في مستقبلها العلمي والتكنولوجي، وأن ذلك لن يتحقق من خلال استيراد التكنولوجيا من الخارج، بل من خلال تدريب نخبة من العلماء المتميزين والزج بهم في مجالات العلم المختلفة

، وقد سجل رؤيته عن الحاجة الملحة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في كتابة "المثاليات والحقائق ". ولم يتأخر في مد يد العون لشباب العلماء من العالم الثالث، وصرف جزءا من أمواله لمساعدتهم.

وقد كان إنشاؤه للمركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا Trieste بإيطاليا في عام 1964 انعاكساً لفكره ومبدئه؛ حيث كان هدف المركز الأول هو إيجاد مكان للفيزيائيين الشبان من العالم الثالث؛ لاستكمال أبحاثهم، وقد استمر مديره حتى عام 1994 حيث كان منارة للعمل الدءوب والطموح العالي.
وقد دعا د.عبد السلام إلى توظيف علوم الفيزياء لخدمة السلام والتعاون الدولي، ووضعه هدفًا من أهدافه، حتى إن البعض كان يعتقد باستحقاقه لجائزة نوبل للسلام فضلا عن جائز نوبل للفيزياء.

كان عبد السلام رجلاً متواضعاً، مرحاً يحب الاستمتاع بالحياة كما يراه تلامذته، ولا يأنف أن يستمع إلى كل الأفكار الجديدة حتى ولو لم تكن جديرة بالثقة، ورغم خوضه الشديد في مجال الفيزياء فإنه كان يرفض تعقيد المادة، ويرد على من يحاول ذلك بقوله: "أنا إنسان متواضع".

وقد صنف شباب العلماء هؤلاء العلماء الكبار الى صنفين: صنف واضح تستطيع أن تفهمه، يفتح لك مجال الاختيار، وصنف ثانٍ وهم "الساحرون" المبهمون ذوو الشخصية المحيرة، وكان " محمد عبد السلام " واحدا من هؤلاء، تردد عن عبد السلام اعتناقه للمذهب القادياني وكان يحتفظ دائما بالنزعة الشرقية فى شخصيته، وقد ظهر هذا جلياً حينما حرص على حضور حفل توزيع جوائز نوبل بالزي الرسمي الباكستاني، بل كان متزوجا باثنتين، وحرص على حضورهما معا فى الحفل، حتى كاد الأمر يتحول إلى كارثة دبلوماسية.

ويسدل الستار على هذه الشخصية في 21 نوفمبر 1996 حينما توفي عبد السلام بعد صراع طويل مع المرض.. ودفن في قريته التى ولد فيها وهي قرية "جهانج" مسقط رأسه بمقاطعة لاهور.




رد: العالم محمد عبد السلام

شكرا لك على طرح المميز

فعلا موضوع رائع وهداف

بارك الله فيك




رد: العالم محمد عبد السلام

جزاك الله خيرا على المعلومة القيمة




رد: العالم محمد عبد السلام

بارك الله فيك




التصنيفات
شخصيات إسلامية

الشيخ محمد ايوب

الشيخ محمد ايوب


الونشريس

الونشريس

الونشريس

الشيخ محمد أيوب

الونشريس

هو الشيخ محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر.

ولد في مكة المكرمة عام 1372هـ. وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولي،

حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ/ خليل بن عبد الرحمن القارئ

في مسجد بن لادن التابع لجماعة تحفيظ القرآن عام 1385هـ، وحصل على الشهادة

الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1386هـ،

ثم انتقل إلى المدينة المنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوي

ة في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه عام 1392هـ.

التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396هـ، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن،

فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة))سعيد بن جبير ومروياته

في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة ((.

وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408هـ،

وكان موضوع الرسالة: ((مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن. ((

الونشريس

عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيداً بكلية القرآن

من1397ـ 1398هـ، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات،

وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه.

وإضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع

الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

كما تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة

وإضافة إلى دراسته في المدارس الحكومية والجامعة فقد تتلمذ

على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألواناً

من العلوم الشرعية، ومنها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة،

الحديث وعلومه ومصطلحه،التفسير وأصول الفقه، وغير ذلك.

الونشريس

حصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها:

إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر،

ومن الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبد الرحمن القارئ.

الونشريس




التصنيفات
شخصيات إسلامية

أدهى دهاة العرب

أدهى دهاة العرب


الونشريس

عُرف عن العرب المتقدمين, -والذين عاصروا فترة الجاهلية والبعثة المحمدية- أن دهاة العرب هم الأربعة بداية بالثلاث الأكثر شهرة : معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة, أمّا رابعهم فهو زياد بن سمية أو زياد ابن ابيه المتأخر قليلاً عنهم, والذي رجّح الأغلب أنّه ابن ابي سفيان بن حرب وقد قيل أنّه – أي ابا سفيان – كان يتردد على جارية في الجاهلية وهي سمية أم زياد .. والواقع أن الدهاة كثر فأبو سفيان بن حرب نفسه كان أحد الدهاة وإن كان أقل من هؤلاء الأربعة مرتبةً, وقد يكون ما ينسب زياد لأبي سفيان هو أنه – أي أبا سفيان – داهية وابنه معاوية من الدهاة إذن فالمنطق يقول أن زياد الداهية الآخر هو الأقرب لعائلة الدهاة هذه .

الواقع أن هذا الحديث لا يعني شيئًا إذا ما علمنا أن الداهية الأكبر والأعظم في التاريخ الإسلامي والجاهلي ليس من هؤلاء الأربع, وليس خامسهم الأقل مرتبة في الدهاء – أبو سفيان – , بل هو أشدّهم ورعًا وأكثرهم تقوى وأصدقهم إيمانًا وأعظمهم هيبةً و أبسطهم منطقًا .. عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي .. الرجل الثاني في الإسلام بعد الرسول عليه الصلاة والسلام .. نعم إنه عمر .. أكثر العرب دهاءً من هؤلاء و أصدقهم دهاءً .. والحقيقة أن لفظ " دهاء " قد لا يتناسب مع شخصية إسلامية إذا ما أُخِذَ على أنّه " مكر وخديعة " , ولذلك يقول الصحابي الجليل قيس بن سعد " لولا الإسلام لمكرت مكرًا " بمعنى أن الإسلام ينهى عن ذلك .. لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلخّص الموضوع ببساطة وبلاغة فيقول : " لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعُني " .. فهو يبيّن هنا بمعرض حديثه عن نفسه : أنني لست بالماكر المخادع, ومع ذلك لا يستطيع أي ماكر أن .ينال مني بدهائه

ولو رأينا مواقف عمر مع هؤلاء الدهاة لاستنتجنا أن دهاءه فاق دهاءهم , وعلمه تعدى علمهم, وفراسته تجلّت في حين خانتهم فراستهم
ولنبدأ بأبي الدهاة أبو سفيان, فقد قيل أنه رجع من دمشق من عند ابنه معاوية, وشكّ عمر أن معاوية أعطى لوالده شيئًا من أموال الشام فلما سأله عما إذا نال شيئًا من ابنه, أنكر هذا .. فأخذ عمر خاتم أبي سفيان وأرسله مع خادمه إلى هند بنت عتبة زوجته وقال لها : "يطلب منك أبا سفيان أن تأتيه بخرجين". وما لبث عمر أن أوتي بخرجين فيهما عشرة آلاف درهم !!

أمّا عن زياد ابن ابيه فلقد وُلد في السنة الأولى من الهجرة ولذا فلم يكن ليعي منزلة عمر بعد أن كَبُر, أو أن يكون هناك ثمّة لقاء بين الإثنين إلا أنه ثبت في الكتب وفي مقالات العرب أن زيادًا كان في مجلسٍ فيه عمر فتحدّث بكلام منمّق وفصل فيه بقدرته على الكلام فأعجب به عمر وقال : لله هذا الغلام ! .. لو كان قرشيًا لَساق العرب بعصاه! ومما يُروى أن أبا سفيان كان جالسًا حينما قال عمر هذا الكلام, فهمس لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه : أنّه والد هذا الغلام – على زياد – فسأله علي : أن لماذا لم تعترف به وتستلحقه .. فقال أبو سفيان : أخاف هذا الجالس .. أن يخرق عَلَيَّ إهابي .. ويقصد بـ : هذا الجالس عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وجاء معاوية من بعد والده ووعد زيادًا أن يعترفَ به أخٌ من والده أبو سفيان .. وكان ذلك فجاءَه الرد مسرعًا من ابن المفرغ الحِمْيَري الذي كان أحد خصوم معاوية بثلاثة أبيات زلزلت هذه الشهادة والإعتراف من معاوية بزياد -الأخ الجديد- فقال :

ألا أبلغ مُعاويةَ بن حربٍ … مُغلغلةٌ عَن الرجُل اليماني
أتَغضبُ أن يُقال : أبوكَ عفٌّ … وترضى أن يُقال : أبوك زاني!؟
فاشهد أن رَحْمَكَ من زيادٍ … كَرَحمِ الفيلِ من ولَد الأتاني


وفي الواقع أن معاوية يُعد في المنازل الأولى من الدهاء والمراتب المتقدّمة في الفراسة, وقد قال مرّة يوازن بين الخلفاء : " أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده .. وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها , وأمّا نحن فتمرّغنا فيها ظهرًا لبطن " .. وقيل أن عمر قدم على معاوية مرة فاستقبله معاوية بموكب فجاوزه عمر وأعرض عنه فأقبل إليه معاوية فأعرض عنه ومشى فقال عبد الرحمن بن عوف لعمر : أتعبت الرجل! , فسأل عمر معاوية قائلا ً : يا معاوية أنت صاحبُ الموكب آنفاً مع ما بلغني من وقُوف ذوي الحاجات ببابك قال : نعم يا أمير المؤمنين . قال : ولم ذلك قال : لأنّا في بلاد لا يُمتنع فيها من جواسيس العدوِّ فلا بُدّ لهم مما يُرهبهم من هيبة السلطان فإن أمرتَني بذلك أقمتُ عليه وإن نهيتني عنه انتهيت . قال : لئن كان الذي قلتَ حقا فإنه رأيُ أريب ولئن كان باطلًا فإنها خُدعة ولا آمرك به ولا أنهاك عنه .

وقيل أنه لما فتحت القدس أشار معاوية لعمر بأن يرتدي أبهى الثياب ويركب أفخم المراكب فيدخلها ويتسلّم مفاتيحها؛ فقالوا أن عمر أخذ بوصية معاوية لكنه تراجع فورًا وأنّبه على ذلك بأقسى العبارات ودخل بيت المقدس بأسماله البالية وحماره فلما رآه الراهب قال أن : هيئتك هذه وردت في كتابنا ووالله لو لم تأتِ بهذه الهيئة لما اعطيناك مفتاحها ! وقال البعض أنه نهر معاوية منذ البداية ولم يمتثل لوصيته , وسواءً أخذ بوصيته وتراجع فيما بعد, أم نهَرَ معاوية فورًا ووبّخه فكلاهما فعلٌ حقٌ يبرهن على دهائه .

هذا دأب عمر مع عائلة أبي سفيان بن حرب .. زياد – المنسوب لأبي سفيان -ومعاوية, ووالدهم

أمّا مع عمرو ابن العاص – الداهية الأمويّ الرابع الذي يجتمع نسبه مع الثلاثة السالفة ذكرهم في أميّة , فأشهر رواية تبين جَلْدَ عمر وقوّته وهي القصّة التي درسناها منذ الإبتدائية المختومة بالقول المأثور عن الداهية عمر بن الخطاب : يابن العاص متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا !؟ وبالرغم من تسيير عُمَر لِعَمْرو بالقوة والجبر إلا أن عمرو بن العاص كان يقول عنه :" لله در ابن حنتمة أي امرئٍ كان !" وحنتمة هي والدة عمر بن الخطاب

كان عمرو بن العاص يهاب عمر ويعلم صنيعه إذا ما أخطأ وداهن, وابن العاص رضي الله عنه يقدّر لعمر هذا الأمر ويُكبِرُه في نفسه ؛ فكان إن أشكلت عليه الأمور – وهو داهية – أرسل إلى عمر يستفتيه, ومنها أن نيل مصر انحبس عن الناس ولم يفض وكانت لأهل مصر سنّة أنهم يرمون فيه جارية بكر فناههم عمرو عن ذلك وارسل إلى الفاروق بأمرهم فأرسل إليه عمر رسولاً يقول له : إذا بلغك كتاب أمير المؤمنين فارمهِ في النهر – نهر النيل- .. ففتح عمرو رسالة عمر إلى نهر النيل فإذا فيها :" من عبد الله : عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد : فإن كنت تجري من قِبَلك, فلا تجرِ ! وإن كنت تجري بأمر الله الواحد القهّار فنسأل الله تعالى ان يُجريك " فرمى بها إلى النيل ففاض !

وإذا سردنا أمر المغيرة بن شعبة فهو من دهاة الجاهلية ودهاة الإسلام والذي قيل فيه : لو أن مدينة لها ثمانية أبواب, لا يُخرجُ من بابٍ منها إلا بمكر! لخرج من أبوابها كلها. فيروى ان عمر بن الخطاب سأل:"ما تقولون في تولية ضعيف مسلم، أو قوي فاجر ؟" فقال له المغيرة :" المسلم الضعيف إسلامه لك، وضعفه عليك وعلى رعيته، وأمّا القوي الفاجر ففجوره عليه، وقوته لك ولرعيتك " فرد عليه عمر بكل التجرّد قائلاً له :"فأنت هو، وأنا باعثُكَ يا مغيرة إلى الكوفة " ولعل المغيرة كان كأمر معاوية يحاول أن يفلت من قبضة عمر بأيسر الطرق التي يرتضيها عمر .. وكان يعرف من هو عمر ويعرف أن دهاءهُ و قوة استطلاعه لن تأتي بالمطلوب مع هذا الرجل فهو القائل : لست بالخب ولا الخب يخدعني .. فآمن بذلك كل الدهاة الأربعة وأَمِنَ بهِ كلّ مسلمٍ لا دهاءَ في شأنه.

وقد قال المغيرة مرة لعمرو بن العاص معترفًا بقوة الفاروق وبدهائه: "أأنت تفعل أو توهم عمر شيئًا فيلقنه عنك !؟ ( أي يأخذ به فورًا بغير تفكير ) واللهِ ما رأيتُ عمرَ مستخليًا بأحدٍ إلا رحمته كائنًا من كان ذلك الرجل . كان عمر والله أعقلُ من أن يُخدع وأفضلُ من أن يَخدع " داهيتان يتحادثان فيما بينهما فيُقرّان بأن دهاؤهما لا يُشكّل خطرًا على من هو أقوى وأذكى وأحوط منهم بما قد يقترفان .. وعلى ذكر الحيطة فقد تحدث الداهية المغيرة إلى الداهية الآخر معاوية في إحدى السنوات عندما استشاره معاوية قائلاً له : أأولّي عمرو بن العاص أمر الكوفة !؟ .. فقال له المغيرة : يا أمير المؤمنين, تؤمِّرُ عمرًوا على الكوفة وابنه على مصر وتكون كالقاعد بين فكي الأسد!؟ ، قال: ما ترى ؟ قال : أنا أكفيك الكوفة. فولي الكوفة لمعاوية إلى وفاته.

غير أن الأعجب من ذلك أنه في عام 21 للهجرة , تولّى المغيرة أمر البحرين, وفي عام 21 نفسه تولّى معاوية أمر الشام, وفي ذات العام 21 إستقرّت مصر في يد عمرو بن العاص بعد سقوط الإسكندرية, فكان عمر بن الخطاب محاطًا بثلاثةٍ من أدهى دهاة العرب الأربع؛ فالأول عن شرقهِ والثاني عن غربهِ و ثالثهما الآخِرُ من الشمال .. وكانوا كثلاثةِ أثافي حول عمر بن الخطاب ولم يجرؤ أحدًا منهم على فِعلِ ما يكرهُ الفاروق .. بل كانوا على أتمّ الحذر وأشدّ الستر, ولا نقول ذلك إستصغارًا لشأنهم فهم جمعٌ من صحابة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام, ومن خيرِ رجال الأمّة وكانوا على علم وتقوى وذكرٍ حسن فرضي الله عنهم أجمعين.. لكن دهاءهم لم يأتِ ثمارَه عند مَن " لا يخدعهُ الخِبّ"




التصنيفات
شخصيات إسلامية

عثمان بن عفان رضي الله عنه

عثمان بن عفان رضي الله عنه


الونشريس

بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته

ذو النورين عثمان بن عفان
إنه الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي ( بالجنة، ووعده بالشهادة، ومات وهو راض عنه، وجهز جيش العسرة، وتزوج من ابنتي رسول الله (، وكان ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم.
وقد ولد عثمان بعد ميلاد النبي ( بست سنوات في بيت شريف، فأبوه
عفان بن العاص صاحب المجد والكرم في قومه. وكان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، فحين دعاه أبو بكر إلى الإيمان بالله وحده، لبى النداء، ونطق بشهادة الحق.
ورغم ما كان يتمتع به عثمان -رضي الله عنه- من مكانة في قومه لا أنه تعرض للإيذاء من أجل إسلامه، وتحمل كثيرًا من الشدائد في سبيل دعوته، فقد أخذه عمه الحكم بن أبي العاص، وأوثقه برباط، وأقسم ألا يحله حتى يترك دينه، فقال له عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أُفارقه. فلما رأى الحكم صلابته وتمسكه بدينه؛ تركه وشأنه.
وكان عثمان من الذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله (، ثم هاجر إلى المدينة، وواصل مساندته للنبي ( بكل ما يملك من نفس ومال.
ولما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه- أن يكون معهم، ولكن زوجته رقية بنت رسول الله ( مرضت، فأمره الرسول ( أن يبقى معها ليمرضها، وبعد أن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله ( في توزيع الغنائم، فجعل لعثمان نصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله عنها- لم تعش طويلاً، فماتت في نفس السنة التي انتصر فيها المسلمون في غزوة بدر.
وبعد وفاة رقية زوَّج الرسول ( عثمان بن عفان من ابنته الأخرى أم كلثوم، ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول (، فلقب بذي النورين.
ثم شهد عثمان-رضي الله عنه-مع النبي ( كثيرًا من المشاهد، وأرسله النبي ( إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا إلى مكة لأداء العمرة، وليس من أجل القتال، ولكن المشركين احتجزوا عثمان بعض الوقت، وترددت إشاعة أنهم قتلوه، فجمع النبي ( أصحابه، ودعاهم إلى بيعته على قتال المشركين، فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعة ببيعة الرضوان، وعاد عثمان -رضي الله عنه-، وكان صلح الحديبية.
وفي المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة، فقال النبي (: "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة" [الترمذي].
فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين.
وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي ( المسلمين على الإنفاق لتجهيز الجيش الذي سمي بجيش العسرة لقلة المال والمؤن وبعد المسافة، وقال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" [الترمذي].
فبعث عثمان إلى النبي ( عشرة آلاف دينار، فجعل النبي ( يقبلها ويدعو عثمان ويقول: "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، وما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا"
[ابن عساكر والدارقطني].
وتوفي النبي ( وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي].
وكان عثمان نعم العون لأبي بكر الصديق في خلافته، ومات وهو عنه راض، وكان كذلك مع عمر بن الخطاب حتى لقى عمر ربه، وقد اختاره عمر ضمن الذين رشحهم لتولي الخلافة من بعده، وبعد مشاورات بينهم تم اختياره ليكون الخليفة الثالث للمسلمين بعد عمر.
وظل عثمان خليفة للمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه، رحيما بالناس، يحب رعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً بأول.
وعرف عثمان -رضي الله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم، ومال وفير، يقول عبد الملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعة على المنبر وعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم.
وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في المسجد وهو يومئذ خليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين! هذا أمير المؤمنين!
وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت.
وكان رضي الله عنه يحث المسلمين على الجهاد، ويرغب فيه، قال يومًا وهو على المنبر: أيها الناس إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله ( كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله ( يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يومًا فيما سواه من المنازل" [النسائي].
وواصل عثمان نشر الإسلام، ففتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والبلدان، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام، وامتدت في أنحاء كثيرة.
ومن فضائله -رضي الله عنه- وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على مصحف واحد، بعد أن شاور صحابة الرسول ( في ذلك، فأتى بالمصحف الذي أمر أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بجمعه، وكان عند السيدة حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ثم أمر بكتابة عدة نسخ ، فبعث واحدًا لأهل الشام وآخر لأهل مصر، وأرسل نسخة إلى كل من البصرة واليمن.
فكان لعمله هذا فائدة عظيمة حتى يومنا هذا، وسميت تلك النسخ التي كتبها بالمصاحف الأئمة، ثم قام بحرق ما يخالفها من المصاحف، وأعجب الصحابة بما فعل عثمان، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه- : أصبت ووفقت، وقال
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : لو لم يصنعه هو لصنعته.
وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يداوم على قيام، وقد أخبر النبي ( أن عثمان سوف يقتل مظلومًا وأنه من الشهداء، فذات يوم، صعد النبي ( وأبو بكر وعمر وعثمان جبل أحد، فاهتز الجبل بهم، فقال له النبي: "اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري].
وتحقق قول النبي الكريم ( وقتل عثمان -رضي الله عنه- ظلمًا، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة (18) ذي الحجة سنة (35هـ).
وصلى عليه الزبير بن العوام ودفن ليلة السبت، وكان عمره يومئذ (82) سنة، وقيل غير ذلك، فرضي الله عنه.

و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته




رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه

اشكرك اختي على الطرح المميز
جزاك الله خيرا




التصنيفات
شخصيات إسلامية

نساء يضرب بهن المثل

نساء يضرب بهن المثل * ليلى بنت أبي حثمة *


الونشريس

ليلى بنت أبي حثمة

(أول ظعينة إلى المدينة) كانت زوج عامر بن ربيعة أسلما قديماً. ولما ذاع في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد غضب أشراف قريش.

ونزلوا بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أشد العذاب فأقبل عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة وعبد الله بن عبد الأسد وزوجته هند بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وفي عيونهم الدمع فقالوا: يا رسول الله أنزل قومنا بنا أشد العذاب. فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد منعه الله بعمه أبي طالب. ثم قال صلى الله عليه وسلم: من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة، وكان رفيق نبيه. فقال عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة أين نذهب يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم. فقالت ليلى بنت أبي حثمة: إلى أين نذهب يا نبي الله؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: أخرجوا إلى جهة الحبشة فإن بها ملكا (النجاشي) لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق. وعندما علم عمر بن الخطاب أن بعض المسلمين يتأهبون للخروج والفرار بدينهم خوفاً من الفتنة إلى الحبشة، وكان أشد الناس على عامر بن ربيعة وامرأته.. فانطلق إلى دار عامر بن ربيعة فإذا امرأته ليلى قد تهيأت للخروج إلى أرض الحبشة وهي على بعيرها فقال عمر بن الخطاب: إلى أين أم عبد الله؟ قالت ليلى قد آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله فقال عمر بن الخطاب: صحبكم الله. فعجبت ليلى، وطمعت في إسلام ابن الخطاب فلما رجع عامر بن ربيعة أخبرته فتبسم ساخراً، وقال: والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب فاستأذن عامر وامرأته ليلى بنت أبي حتمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى الحبشة الثانية.. فأذن لأصحابه فهاجر ثلاثة وثمانون رجلاً غير نسائهم وأبنائهم.. وعندما بايع الأوس والخزرج على أن يمنعون فيما يمنعون منه نساءهم انطلق عامر وامرأته ليلى إلى مكة وكثير من المهاجرين.. وعند إيذاء قريش للصحابة.. هاجر كثير من أصحاب الرسول ومنهم عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حتمة في هجعة الليل مهاجرين إلى يثرب.. وكانت ليلى أول ظعينة قدمت إلى يثرب رضي الله عنها وأرضاها .

[table id="table1" style="font-size: 11px; font-family: Tahoma; text-align: Right; text-decoration: None;" border="0" width="100%"][tr][td dir="rtl" style="font-family: Tahoma; font-size: 11px; color: Rgb(98, 16, 158); text-decoration: None;" width="100%"]
[/td][/tr][/table]




رد: نساء يضرب بهن المثل * ليلى بنت أبي حثمة *

جزاك اللّه خيرا على الموضوع القيّم وشكرا لك على المجهودات المبذولة.




التصنيفات
شخصيات إسلامية

عائشة أم المؤمنين قصة و عبرة

عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كان كتاب قصص النساء في القران – لعبد المنعم الهاشمي- من أجمل الكتب التي قرأت ، وقد احترت في أي قصة أسردها عليكم لجمال هذه القصص ، فالبرغم من أن هذه القصص قد تكون معروفة للكثيرين ، إلا أن أسلوب الكاتب كان مميزا للغاية يجعل القارئ لا يستريح حتى يكمل صفحات هذه الكتاب

وقد أردت أن تكون القصة التي أسردها عليكم قصة عائشة أم المؤمنين لنحاول معا بعدها استخلاص العبر من هذه القصة

عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

عائشة أم المؤمنين هي أصغر زوجات الرسول (ص) و أحبهم إلى قلبه ، زٌفت إليه في المدينة المنورة.فكانت نعمة الزوجة التي ملأت بيت رسول الله (ص) سعادة لما لها من ذكاء وتقوى ورثتها عن بيت أبي بكر

ظلت الأيام تمر وعائشة من هنا إلى هنا ، لكن لا تسير الأيام على وتيرة واحدة ، وكان لابد للصعاب أن تظهر حتى جاءت حادثة الأفك

في غزوة بني المصطلق خرج الرسول (ص) وصحب معه عائشة وكان من بين من خرج من رجال المسلمين عدد من الذين عٌرفوا بالنفاق كعبد الله بن أبي سلول وغيرهم لر غبتهم في أن يستفيدو من الغنائم لقرب المكان من المدبنة

وبعد أن رفض بنو المصطلق دعوة المسلمين انقض عليهم المسلمون بضربة رجل واحد فانهزموا شر هزيمة ، أمر بعدها الرسول (ص) بالرحيل ، فقامت عائشة حين أٌمر بالرحيل ومشت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضت شأنها أقبلت إلى الرحيل ، فإذا بها تلمس صدرها فلم تجد عقدها ، فرجعت تبحث عن عقدها ، لكن القوم ضنوها عادت فحملوا هودجها ورحلوا

عادت عائشة فلم تجد أحد ، مكثت مكانها حتى يمر عليها راجع إلى المدينة ، وبينما هي على هذه الحال إذا بصفوان بن المعطل السلمي يلمح سوادا فقترب وإذا بها عائشة أصابته الدهشة و الذهول ، فكان منه إلا أن قدم لها راحلته فركبتهاو أخذ بزمامهاوانطلق يحاول اللحاق بركب رسول الله (ص) حتى أدركه

وعندما وصلت أم المؤمنين سألها (ص): فيما تخلفك ياعئشة ؟. ، فأخبرته بما حدث معها وبما ان الرسول (ص) لم يعتد غير الصدق من عائشة فصدقها ، لكن المنافقين ما إن رأوها مع صفوان حتى أخذوا يرمونها بالكذب و يتهمونها في صفوان وفي شرفها

بلغ الحديث كل المدينة ، إلا عائشة وظلت عائشة لا تدري ، إلا أنها أنكرت مالاحظته على رسول الله من جفاء لم تعهده منه قبل ذلك، لكنها ظنت أنها مشاغل الدعوة و الوحي هي سر جفوة رسول الله (ص)فطلب الاذن منه لتذهب لبيت والديها ، فأذن لها رسول الله (ص)

وفي غفلة عائشة عما حدث وقبل أن يصلها الخبر خرج رسول الله (ص) يحدث الناس فيحمد الله ويثني عليه ويشكر نعمته ثم يخاطب الناس بالقول :" أيها الناس مابال الناس يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق ؟ و الله ما علمت فيهم إلا خيرا، ويقولون ذلك لرجل ، و الله ماعلمت منه إلا خيرا ، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي." ا

احتبست الدموع في أعين المسلمين واختلط عليهم الأمر وكادت تقع بينهم فتنة. فقرر رسول الله (ص) أن يدعوا أبي طالب و أسامة بن زيد و يستشيرهما ، فأشار عليه بن أبي طالب أن يسأل جاريتها ، فسأل الرسول (ص) الجارية ، فما كان منها إلا أن تقول كل الخير في أم المؤمنين

وفي ليلة من الليالي خرجت أم المؤمنين مع أم مسطح وهي أبنة خالة أبي بكر وفي طريقهما أخبرت أم مسطح عائشة بما كان يٌشاع عنها في المدينة. أجهشت عائشة بالبكاء وعادت لوالدتها تشكوا لها همها …ومرت الأيام و إذا بالرسول الله (ص) يدخل على عائشة وعندها أبوايها و إمراءة من الانصار ، فجلس (ص) ثم قال لها :" ياعائشة إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فتوبي إلى الله ، إن كنت قد قترفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده" ا

عند ذلك جف دمع عائشة و كأنها لا تشعر بما حولها وتوقف كل شيء إلا النظرات التي راحت تمطر أبواها تنتظر كلمة تخفف عنها عبء هذه المواجهة ، فلم تجد منها كلمة واحدة من شدة ما أصابهما من ألسنة الشياطين الذين رموا ابنتهما … صرخت فيهما متسائلة : أبي أمي ألا تجيبان عني ؟

قال أبو بكر : يابنية ، و الله ماندري بما نجيب ثم توجهت إلى الحبيب الزوج المجروح وقالت في صوت واثق يختلط فيه الاصرار و الألم الشديد:" و الله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا ، و الله إني لئن أقررت بما يقول الناس ، و الله يعلم أني بريئة، لأقولن مالم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما يقولون ، لا تصدقونني."

ثم استطردت تقول :" ولكنني أقول كما قال أبو يوسف: فصبرا جميل و الله المستعان على ما تصفون" ثم سكتت ولم تتكلم.

مكث الرسول بعدها (ص) في بيت أبي بكر برهة من الزمن حتى تغشاه الوحي فجلس الرسول (ص) يمسح العرق ويقول أبشري ياعائشة فقد أنزل الله براءتك وتلاقوله تعالى من سورة النور : ***64831; إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) ***64830;.ولم يكتفي القران بتبرئة عائشة بل أنزل عقوبة رمي المحصنات {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (4) سورة النــور.وقد طبقت هذه العقوبة علي من رددوا حديث الإفك وهم مسطح بن أثافة، وحسان بن ثابت، وحمنه بنت جحش. فقد ضرب كل منهم ثمانون جلدة. ومع الأيام عفا الرسول عن شاعره حسان كما طلب من الصديق معاملة مسطح كما كان يعامله قبل حديث الإفك

عادت بعد هذه الحادثة عائشة إلى بيت رسول اله (ص) كما كانت ،ومضت حياتها حافلة بالحب و الود لرسول الله (ص) محظوظة بحب الحبيب المصطفى رسول الله (ص) حتى أنها قالت " قال لي رسول الله (ص) :" إني لأعلم متى كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى" فقالت عائشة : ومن أين تعرف ذلك. قال عليه السلام : " أما إذا كنت راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم " قالت عائشة : صدقت يارسول الله و الله يارسول الله ، ما أهجر إلا اسمك".وقد كانت عائشة تباهي ضرائرها بأن تردد على مسامعهن قول رسول الله (ص) : "حبك ياعائشة في قلبي كالعروة الوثقى" . ا

وهاهو عمر بن العاص يقول : قلت لرسول الله (ص) " يارسول الله ، من أحب الناس إليك ؟ قال عائشة ، قلت من الرجال ؟ ، قال " أبوها " ، قلت ثم من ؟ قال عليه السلام : " ثم عمر بن الخطاب " فعد رجالا." ا

عاشت عائشة باخلاصها وحبها حتى توفي رسول الله (ص) في حجرها، فكانت بعد وفاته (ص)مرجعا أساسيا للمسلمين في الحديث و السنة، وفقيهة المسلمين.خاضت معارك كثيرة في الفقه و التاريخ الاسلامي ، حتى جاءتها المنية وهي في السادسة و الستين من عمرها

رحم الله عائشة أم المؤمنين ، فقد ضربت مثلا في الشجاعة و الثقة لكل نساء المسلمين وخلفت وراءها علما لا ينصب ، ينهل منه رجال المسلمين قبل نسائهم ، سلام على عائشة في منازل الصديقين و الأبرار الأطهار. ا




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

رحم الله عائشة أم المؤمنين ، فقد ضربت مثلا في الشجاعة و الثقة لكل نساء المسلمين وخلفت وراءها علما لا ينصب ، ينهل منه رجال المسلمين قبل نسائهم ، سلام على عائشة في منازل الصديقين و الأبرار الأطهار.
شكرا جزيلا لك اخي على الموضوع القيم




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

شكرا على مرورك الطيب




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

شكرا جزيلا على الطرح القيم




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

موضوع جدير بالقرآءة والتمعن وخاصة وفد تطرق إلى أمنا عائشة /ض/




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

لقد ضربت عائشة أم المومنين مثلا في الأخلاق والعلم
الونشريس




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

رحم الله عائشة أم المؤمنين ، فقد ضربت مثلا في الشجاعة و الثقة لكل نساء المسلمين وخلفت وراءها علما لا ينصب ، ينهل منه رجال المسلمين قبل نسائهم ، سلام على عائشة في منازل الصديقين و الأبرار الأطهار.




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

شكرا جزيلا لك اخي على الموضوع القيم




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

شكرا على الموضوع




رد: عائشة أم المؤمنين….قصة و عبرة

شكرا جزيلا لكم كلكلم على المرور جزاكم الله خيرا




التصنيفات
شخصيات إسلامية

أبو ذر الغفاري الرجل المجاهر بالحق

أبو ذر الغفاري الرجل المجاهر بالحق


الونشريس

المجاهر بالحق

كان أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه) من الرجال الذين أحبهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة ، وهما الصدق والوحدة والتفرد ، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش ، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده).

من هو أبو ذر؟!

هو أبو ذر جندب بن جنادة كان طوالا آدم وكان يتعبد قبل مبعث رسول الله وكان شجاعا ينفرد وحده فيقطع الطريق ويغير على الناس كأنه السبع.

إسلامه

أسلم بمكة قديما وقال كنت في الإسلام رابعا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم المدينة.
ويروي أبو ذر قصة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس(رضي الله عنه)قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا بلى. قال:
قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه واتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال: قلت: نعم. قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.
قال فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد.
قال: قلت لا.
قال: انطلق معي
قال: فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة
قال: قلت له إن كتمت علي أخبرتك
قال: فإني أفعل، قال: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه.
فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله.

مناقبه

وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذر ومناقبه ومنها:

عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد

وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر "عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" (مسلم)

وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)
وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"(مسلم)
وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

أمين العلم : منقول




رد: أبو ذر الغفاري الرجل المجاهر بالحق

شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــرا أخي وبارك الله فيك………وجزاك الف خيـــــــــر




رد: أبو ذر الغفاري الرجل المجاهر بالحق

العفو… شكرا على المرور الكريم .