التصنيفات
القضايا الإسلامية

هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره


الونشريس

خبر عاجل وهام جدا:
لقد أنزلوا الفيلم الإباحي عن النبي(ص) لعنهم الله
—————————————————————————————
إنا لله وإنا إليه راجعون " نزل الفيلم الهولندي " فتنة"
الذى يسخر من الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه
وآله وسلم حان الوقت
لنقاطع المنتجات الهولندية بصدق وجدية 1.6 بليون مسلم يستطيعون ضرب
الاقتصاد الهولندي ارسل الرسالة الى اكبر عدد من المسلمين فاذا
سألك الله ماذا فعلت لنصرة نبيك ؟ تستطيع ا لاجابة اللهم فاشهد انى
اجتهدت وبلغت
قول (لاحول ولاقوه الا بالله
( وأرسلها لأصدقائك أمانه في
ذمتك ليوم القيام —— (حسبنا الله ونعم الوكيل
(
——————————————-
ستبدأ هولندا ببث فيلم گرتوني إباحي
عن زوجات سيدنا محمد – صلى الله عليه
وآله
وسلم – يحتوي على مشاهد فاضحة ومشينة
، وبما أن التجار في هولندا هددوا النائب
البرلماني الذي سمح ببثها أن يقاضوه في
حال قاطع المسلمون منتجاتهم وتـــحمــيـــله
نتائجها ، لنصرة سيــد الـــبشـــر – عليــه
الصلاة والسلام – سيقاطع المـسلمـون فـي
گـل أنـحاء العالم گل أنواع الانتاج الهولندي
لذا نرجو نشر هذه الموضوع
الله الله بالمقاطعة .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

حتى تكون قد بلّغت..
استحلفك بأعظم محبوب لديك وهو الله
الرحمن الرحيم أن ترسل
هذه الرسالة لكل من عندك
اللهم يا عزيز

وأن تساهم في نشرها فالمنتديات والفايس بوك والتويتر واليوتيوب بقدر مااستطعت
اللهم لاتحرمني وأخواني وأخواتي من لقاء حبيبك وحبيبنا محمد رسول الله




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

اشكرك اختي على تنبيهنا شكرا لك




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

الله المستعان




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

جزاك الله خيرا يا اختي




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

لعنـهمـ الله ، وجـزاكـ ألف خـيرا




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

الله يلعنهم
ويحرقهم
يا رب




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

مشكوووورة جزاك الله الجنة




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

مشكوووووووووووور . وفقنا الله لما يحب ويرضى.




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

جزاك الله خيرا يا اختي




رد: هل تحب رسول الله حقا؟ هاقد جاءت حان وقتك لتنصره

شكرااااااااااااااااااا جزيلاااااااااا




التصنيفات
القضايا الإسلامية

طاعون ألم بالأمة

طاعون ألم بالأمة


الونشريس

هناك أمراض فشت في الأمة ، وانتشر وباؤها واتخذت سبيلها الى كل جانب من جوانبها ، فحطت من قدر الأمة ،وأعاقت سيرها نحو الرقي والأمن و الرخاء ، وتزعزع الشعور بالثقة بين أفرادها، وتزحزحت مبادئ الشرف و الوفاء والصدق عن مكانتها… أبعدتها إبعادا تاما عن عن مجال الحياة فانهار كيانها الاجتماعي ، وتمزقت أواصر وحدتها ، وسيطرت روح الوحشية من فتك واعتداء، وخيانة ودنس…لا كرامة ولا عزة ولا شرف ولا وحدة و لا ، أمن ولا رخاء ولا مساواة ، ولاحتى
الرحمة و و لا أخوة … و من هذه الأمراض الرشوة ، المحسوبية والمحاباة…فالرشوة كأن تدفع مالا لتصل به الى ما تستحقه أو لتمنع به حقا لغيرك وأما المحابات كأن تمنح منصب لمن لا يستحقه أو تقدمه في التوظيف على من هو أولى منه و المحسوبية صورة من صور المحاباة و لكنها أخص منها محسوب عليك لأنه من أهلك…
وهذه الثلاثة ظلما وأمراضا خطيرة في الأمن لأن الأخلاقيات قفد سحقت تحت أقدام الراشي والمرتشي والمجامل على حساب الغير .
وقد حرم الاسلام ذلك كله ، واعتبره من الظلم البين الذي الذي يجب أن يحارب و يدافع ، وكان موقف الرسول وخلفاؤه من بعده ضد هذه الأنواع من المظالم موقفا وحزما حاسما حتى صارت المبادىء وحدها هي التي تهيمن على أمة الاسلام…
من كتاب : السلوك الاجتماعي في الاسلام
ـ منقول بتصرف ـ




رد: طاعون ألم بالأمة

بارك الله
فيك اختي الفاضلة صراحة
نسال الله تعالى ان يجنبنا
و ان يجنبنا هذه الامراض والفتن ما
ظهر منها و ما بطن
جعله في ميزان حسناتك……….تحياتي




رد: طاعون ألم بالأمة

الونشريس




التصنيفات
القضايا الإسلامية

مؤسسة البيان | سلسلة أعلام الهدى فى زمان الفتن الشيخ التيدى | كتبه:محمد كرم

مؤسسة البيان | سلسلة أعلام الهدى فى زمان الفتن -الحلقة الأولى-الشيخ التيدى | كتبه:محمد كرم


الونشريس

بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم

مُؤَسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة

الطّلِيعَـةُ السّلفيّةُ المُجَاهِــدَة

أَنْصَــارُ الشّرِيعَــة

تقدم

الونشريس


سلسلة

أَعلاَمُ الهُدَى فِي زَمانِ الفِتَن

– عُلمَاء فِي مُواجَهةِ الجَاهِليّة –

(وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) . ( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ )

(( الحلقة الأولى ))

الشيخ الدكتور : سَيّد عَبدَ الله عَلي حُسَين التِّيدِي

رحمه الله

الونشريس




كتبه
مُحَمَّد كَرَم عَلِيّ

الونشريس



بسم الله الرحمن الرحيم


~ مؤسسة البيان الإعلامية ~

الحمد لله وكفى , وسلام على عباده الذين اصطفى , وبعد ..
يسعد مؤسسة البيان الإعلامية أن تقدم مجموعة من شباب كُتّاب الحركة الإسلامية , تشجيعاً لهم , وعرضاً لقدراتهم التي تحتاجها المعركة الفكرية القائمة .
وإننا إذ نقدم هذه السلاسل الطيبة المباركة من المقالات في مختلف الموضوعات لهؤلاء الأخوة الأفاضل , فإنما نؤكد على أصالة العمل الإسلامي الذي أراد له البعض أن يلوث بنجاسات العلمانية المقيتة , فإذا بشباب صغرت سنه وزاد إيمانه , وعلت همته يثور مدافعاً عن الإسلام عقيدة وشريعة , لا تأخذه في الله لومة لائم , ولا يقيم وزناً لميزان الشهوات الذي يسميه البعض "مصالح ومفاسد" .
فإذا بهذا الشباب ينفض غبار العلمانية , ويُعرّي نظرياتها , ويكشف عوراتها , ويهدم رموزها بالحق وبالحقائق التي غيبها الإستعمار والإعلام العميل والدعاية العلمانية السوداء .
وإذا به يقوم مجتهدا في هدم العلمانية والعلمانيين , مركزا على :

1- كشف النظريات العلمانية من الناحية السياسية والإجتماعية , وبيان عوارها وفساد مقدماتها , ليتبين لكل مسلم أن العلمانية كفر وضلال .
2- فضح رموز العلمانية المصرية , وبيان حقيقة إلحادهم في دينهم , وخيانتهم لأمتهم , وكيف أنهم غدوا طلائع للإستعمار في بلادنا.

3- فضح أرباب القوانين الوضعية وسدنة الدساتير العلمانية التي حكمت البلاد والعباد , وكشف عمالتهم للإستعمار , وكيف رباهم الاستعمار على عينه .
4- نشر سِيَر العلماء الربانيين , الصادعين بالحق , الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر, الذين قاموا في وجه العلمانية , وكشفوا زيفها ,وبينوا كفرها , ونهوا المسلمين عن العمل بها , فنصحوا للأمة , قياماً بالأمانة التي أوجبها الله على العلماء .
5- فضح علماء السلاطين الذين قاموا على تمرير القوانين الوضعية والدساتير الشركية , تلبيةً لرغبة الحكام المردة , واستجابةً لداعية الشهوات , وإيثاراً للدنيا على الآخرة , وهم كُثرٌ لا كثرهم الله , غصّت بهم الأمة في فترة من أعصب الفترات , وهي فترة تكالب الأعداء .
وهذا جهد مشكور , يُشكر عليه أصحابه , فنسأل الله أن يجزل لهم العطاء.
كما يسعدنا في مؤسسة البيان الإعلامية , أن نتلقى أي جهد فكري يُعنى بهدم العلمانية ونشر فضائحها وبيان ضلالها , وذلك ليعم النفع ولتتبين الحقائق لكل ذي عينين .
كما تهيب المؤسسة بشباب المسلمين وجموعهم أن يقوموا على نشر هذه السلاسل وما فيها من الحقائق والمعلومات لتصل إلى كل مسلم ومسلمة على أرض مصر والعالم الإسلامي .
والله نسأل أن يوفقنا وإخواننا إلى ما فيه نصرة هذا الدين ورفعته .
ونبدأ بحمد الله هذه السلسة المباركة للأخ "محمد كرم علي" , والتي تتكلم عن العلماء الربانيين الصادعين بالحق , في فترة تغوُّل الاستعمار البريطاني النصراني العتيد , وعملائه من حكام هذا الزمان , والذين قاموا على إدخال القوانين الوضعية والدساتير الشركية , كالخديوي إسماعيل والخديوي توفيق , ونوبار النصراني, إنتهاءاً إلى "حسني مبارك".
فمن هؤلاء العلماء الربانيين الشيخ "عليش المالكي" , والشيخ "العباسي" , وغيرهما الكثير ممن ستعرض له هذه السلسلة إن شاء الله .

والله نسأل أن يجزي أخانا خير الجزاء وأن ينفع به وأن يجري الحق على لسانه وقلمه .. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


~ مؤسسة البيان الإعلامية ~

~ مقدمة ~


الحمد لله القائل في كتابه الكريم: ***64831; الَّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً***64830; , والقائل : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ***64830;,
والذي أخذ الميثاق على أهل العلم وأمرهم بالبيان وحذرهم من الكتمان : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) ,
والصلاة والسلام على النبي الأمين , سيد ولد آدم , الذي بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة , القائل في موعظته : ( قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي ) ..فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد ,
فإن التدافع بين الحق والباطل سنّةٌ ثابتةٌ على مرّ الزمان , والعداء بينهما قائم , والمعركة بينهما لا تنتهي : (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا) [البقرة: 217]

وإنه لتأتي على الأمة الإسلامية أوقات , ينتفش فيها الباطل ويعظم , حتى ليظن الناس أن الحق قد اندثر , وأن الباطل قد تمكّن :
(حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ) [البقرة: 214],


ولكن الله لا يترك دينه وعباده المؤمنين الثابتين على الحق أبداً , بل يظل يمدهم بمدده وعونه ونصره :
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) [غافر : 51],

, ولا تزال البشريات بالنصر والتمكين من الله في كتابه الكريم تتوالى على عباد الله المؤمنين القائمين بأمره: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) [ النور : 55], وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : (ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ) , (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ)..
ومن مبشرات النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال : (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ) [رواه مسلم],
وإنها لبشرى عظيمة تبعث في نفوس المؤمنين الطمأنينة والثقة بنصر هذا الدين , وتنزع من قلوبهم اليأس والضعف والخور , والأهم من ذلك أنها تعصمهم – بإذن الله – من الإنهزام والوهن في مواجهة قوى الطغيان والباطل , فلا يهابونها , ولا يخضعون لها , بل يقومون بما أمرهم الله من الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله , ولا يخافون في الله لومة لائم ..

ودائما ما نرى في كل مرحلة من مراحل الضعف التي تمر بها الأمة الإسلامية , أن الله تعالى يقيض رجالا أفذاذا يقومون بنصرة هذا الدين , ويعملون على إعلاء كلمة الله , ويجهرون بكلمة الحق في وجوه أهل الباطل , ويمتثلون لأمر النبي صلى الله عليه وسلم : (أَلا، لا يَمْنَعَنَّ رَجُلاً هَيْبةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحقٍّ إِذَا عَلِمَه) ,
ومن بين هذه المراحل ..حقبة من أشد حقب تاريخ الأمة الإسلامية ظلاماً , ألا وهي فترة سقوط الخلافة وما تبع ذلك من تنحية الشريعة واستبدال القوانين الوضعية الأوروبية بها..
هذه الفترة التي ظهرت فيها العلمانية في أقبح صورها , وانتشر ازدراء الدين واحتقاره , وسطرت الأقلام كل نقيصة ومسبة , وقامت بإلصاقها بشريعة رب العالمين , من وصفٍ لها بالتخلف والرجعية والوحشية والظلامية , إضافة إلى انتشار ثقافة تمجيد الكفر وقوانين الكفر وبلاد الكفر , وظهر ذلك على أيدي أناس ممن أُشرِبت قلوبهم بحب الغرب وكره الشرع ..
ومن بين هذه الظلمات , أظهر الله الحق على ألسنة وأقلام علماء أجلاء , وأعلام أفذاذ , قاموا بكشف هذا الباطل , وجندوا أقلامهم وأرواحهم لإعلاء كلمة الله , والدعوة إليه , فكانوا نبراساً يضيء الطريق لكل طالبٍ للحق , مبتغٍ للهداية ,ساعٍ لرضا الله عزّ وجل , طامع فيما عند الله .
ونحن في هذه السلسلة , نحاول بأمر الله أن نستعرض سيرة هؤلاء العلماء الأجلاء , وجهودهم في بيان الحق وإزهاق الباطل , سعيا لإستخراج النور من هذه الحقبة العلمانية المظلمة , بعد أن حاول العلمانيون إخماد ذكر هؤلاء ومحو سيرتهم .
والآن نقف مع واحد من أكابر هؤلاء العلماء الأعلام ..
ألا وهو : الشيخ الدكتور "سَيّد عَبدَ الله عَلي حُسَين التِّيدِيْ" – رحمه الله – هذا الذي كرّس حياته للقضية التي تعتبر نقطة التحول الفعلي في حياة الأمة الإسلامية بعد سقوط الخلافة , ألا وهي قضية تنحية الشريعة الإسلامية والحكم بالقانون الوضعي ..

هذه القضية التي كانت تمثل قمة التبعية للغرب الصليبي , والتي بدأت عصراً من عصور الإنحطاط والذلة والمهانة في تاريخ الأمة الإسلامية , عصر الإباحية والإلحاد واستحلال المحرمات ..
لقد قام الشيخ –رحمه الله- بما أوجبه الله عليه من الصدع بالحق , وفضح الباطل , وتعريته وكشفه , حيث قام ببيان حقيقة القانون الوضعي , وعمل على هدمه وبيان كفره ومناقضته للشريعة الإسلامية , بالإضافة إلى سعيه الحثيث في إيصال هذه الحقائق إلى علماء وحكام زمانه , و القائمين على وضع القانون الوضعي أنفسهم ونواب المجلس التشريعي , إظهاراً للحق وإقامةً للحجة ..
وقد تمثل مجهوده العظيم – نسأل الله له القبول – في كتابه الجامع : ( الـمُقَارنَات التَّشْريعيِّة بَينَ القَوانِينِ الوضعِيَّة المدنيَّة والتَّشريعِ الإِسلاَميّ) – وهو يقع في أربعة مجلدات , قام فيه بالمقارنة بين القانون الفرنسي الوضعي والتشريع الإسلامي , بأن مرّ على القانون المدني الفرنسي بنداً بنداً مقارناً كل بند بنظيره في الفقه المالكي!
وقد استغرق منه هذا العمل ثمان سنوات كاملة، فأخرج لنا هذه الموسوعة الفذة، والتي أثبت فيها علوّ أحكام الشريعة الإسلامية وتفوقها على القوانين الوضعية , بل وبيّن أن تلك القوانين قد استمدت من الفقه الإسلامي في مواضع كثيرة :

يقول الشيخ "التيدي" :
( وسيعرف المطّلع على هذه المقارنات صحة ما ندّعيه من أن التشريع الوضعي مأخوذ من التشريع السماوي أصالة , ولكن كراهة الإسلام في ذاته ومطاردته أينما كان هي التي أوحت بإلغاء تشريعه )([1])

وقام بمحاكمة القانون المدني الوضعي لأحكام الشريعة الإسلامية , حيث نادى بــ ( وجوب مراجعة أحكام مشروع القانون المدني الجديد على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية، بحيث يُقبل من أحكام هذا المشروع ما لا يعارض الأحكام الشرعية ويرد منه ما يتعارض)([2])

وما فعله الشيخ التيدي من محاكمة القانون الوضعي للشريعة الإسلامية – بأن رد ما يخالف الشريعة منها – كان عكس ما فعله بعض علماء السوء , كالشيخ "مخلوف المنياوي" ([3]) صنيعةً الخديوي إسماعيل , قاضي قضاة الصعيد, والذي قام بتأليف كتاب يحمل نفس عنوان كتاب الشيخ التيدي "المقارنات التشريعية " , والذي قارن فيه بين القانون الفرنسي والمذهب المالكي , لا ليثبت علوّ أحكام الشريعة وأحقيتها بالتطبيق , ولكن ليثبت أن القانون الفرنسي لا يخالف الشريعة , بأن قرر استمداد القانون الفرنسي المدني والجنائي من المذهب المالكي في تسعة أعشاره , ومن ثمّ يجوز العمل به والأخذ بأحكامه .

(ويتميز منهج الشيخ سيد عبد الله علي حسين في مقارناته عن منهج الشيخ "مخلوف المنياوي" في مقارناته بإثبات الأول نقاط الإتفاق وعناصر الإختلاف معا بما يوضح جوانب الصورة بوجهيها , على حين يكتفي الشيخ مخلوف بإثبات عناصر الإتفاق وحدها )([4]).
فشتان بين من كان هدفه إعلاء الشريعة وإبطال القوانين الوضعية , وبين من كان هدفه مساواة الشريعة بالقوانين الوضعية وإجازة الحكم بها .
وما كان من الإعلام العلماني على مدى العقود الفائتة , إلا أن حاول إخماد ذكر الشيخ "التيدي" – رحمه الله – ولم نسمع منذ عقود عنه ولا عن كتابه القيم :
( ومع ذلك فإن التجاهل الذي صادفه هذا الكتاب بعد ظهوره بفترة يسيرة أمر عسير على الفهم . لقد طبع طبعة وحيدة منذ أكثر من خمسين عاماً , ولا تظفر بإشارات الباحثين في الفقه الإسلامي إليه , كما لا تشير إليه الدراسات القانونية إلا قليلا , فهل يكون المرء على حق إذا انتهى إلى الإحساس بسوء حظ الكتاب ومؤلفه , أو إلى استشعار خيوط نسج المؤامرة تجاههما , أو اتجاه ما يمثلانه من علم تشريعي أو منهج تقليدي لم يُرضِ أيّاً من التقليديين أو المجددين ؟)([5])
وقد توقع الشيخ التيدي – رحمه الله – ذلك الغضب والرفض من العلمانيين أرباب القوانين الوضعية , حيث قال في مقدمة كتابه :

( فهذه مقارنات وضعتها بين فقه القانون المدني الفرنسي وبين فقه مذهب الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة النبوية , أقدمت عليها بعد جدال عنيف مع نفسي لعجزي عن مثل هذا العمل العظيم , ولعلمي أنه قد يؤخذ بغير عين الرضا ممن تشبعوا بدراسة القوانين الوضعية , واستسلمت أنفسهم لقيادتها , ولم يعرفوا عن التشريع الإسلامي إلا أنه كان تشريعا قديما , وأصبح غير معمول به ) أ.هـ ([6])
ذلك بأن هذا الكتاب يحوي ما يهدم باطلهم من الأساس , ويكشف عوار قانونهم الوضعي , حيث احتوى على كل ما من شأنه أن يضع أمر هذه القوانين في نصابها الشرعي , بأن بيّن حُكمها , وحُكْم من قام عليها وحَكَم بها , إضافةً إلى ما فعله من إقامة الحجة البيّنة على كل من له علاقة بهذه القوانين , من المشرعين والنواب والحكام والقضاة والعلماء , وما حواه هذا الكتاب من الرسائل التي أرسلها الشيخ التيدي إلى الملك , وإلى شيخ الأزهر , وإلى رؤساء المعاهد الدينية في كل مصر , يقيم فيها عليهم الحجة , ويحذرهم وينذرهم بعاقبة تنحية الشريعة وتحكيم القوانين الوضعية .
بالإضافة إلى رده القوي على عبد الرزاق السنهوري ([7]), الذي بدّل شريعة رب العالمين بالقانون الوضعي اللعين , وقدمه عليه في الحكم والتشريع .

(ولكنه يتوقف – أي الشيخ التيدي- طويلا أمام جبهة ثالثة كانت أقدر على عرض رأيها من الناحية الفنية , وأمهر في مخاطبة الرأي العام , وهي الجبهة التي عبّر عنها الدكتور عبد الرزاق السنهوري , ولذا يهاجمه المؤلف , دون أن يسميه , هجوما لا هوادة فيه , قصداً إلى إبطال موقفه والقضاء على جاذبيته المنطقية )([8])
هذا السنهوري الذي قال في كتابه "الوسيط": ( فإن الواجب يقتضينا أن نذكر ذكر المعترف بالفضل والجميل ما نحن مدينون به للفقه الأجنبي , وبخاصة للفقه الفرنسي . فقد كان هذا الفقه التكئة التي عليها نرتكز , والنور الذي به نهتدي , ولازلنا مغمورين بفيضه حتى اليوم ) ([9])
(ومن أهم ما نقمه على المشروع – أي مشروع القانون الذي وضعه السنهوري – وواضعيه تأخيرهم للشريعة الإسلامية في المصادر التي يلجأ إليها القاضي عند عدم وجود نص قانوني إلى ما بعد العرف , ويبلغ هذا في نظر الشيخ سيد عبد الله أن يكون دعوة إلى هجر التشريع الإسلامي ؛ ولهذا يقول بأنه كان "الواجب أن يقول الأستاذ بلغة العرب الفصيحة : إنني أدعو العرب لهجر التشريع الإسلامي في بلاد الإسلام حتى تعود إليه الحياة ويعود فقهاً خصباً قوياً .لأن الرجل يُلزم القاضي بقانونه أن يحكم العادة قبل أن يُحكِّم التشريع الإسلامي ؛ لأنه يجهله أو يعاديه" )([10])
فلا عجب إذن أن يقوم الإعلام العلماني بمحاولة محو ذكر هذا الشيخ الجليل , فنحن لم نر من هذا الإعلام إلا تقديم الفجار والملحدين والعلمانيين على أنهم روّاد الجيل ومثقفوه وصانعو الحضارة ! , ويقوم بترويج ما تفتقت عنه قريحتهم الفاسدة من زبالات الأفكار التي استوردوها من الغرب الصليبي على أنها هي مصدر العلم والنور والأدب والثقافة ليفسدوا على المسلمين دينهم ودنياهم.

وما نفعله الآن من تسليط للضوء على سيرة هذا العالم الجليل , وما قدمه لنا من تراث علمي وفكري وفقهي , لتعريف شباب المسلمين بهذه النماذج الفذة التي صدعت بالحق , وقامت له , مدافعة عن الدين ومنافحة عن الشريعة , أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر , كي يتخذوهم قدوة ومثلا يُحتذى به ,
وليعلم هذا الشباب أنه ما من زمن اشتدت فيه غربة الدين وأحس المسلمون بضياعه إلا وقيـّض الله له رجالاً أفذاذاً يقومون بواجب الدعوة إلى الله ونصرة هذا الدين , ولكي لا ييأس الشباب إذا رأوا علوّ الباطل وانتفاشه , ولا يتسرب إلى قلوبهم الضعف والخور , فيقومون بواجبهم كما أمرهم الله به .

يقول الشيخ التيدي –رحمه الله- في خاتمة كتابه :
( وإني أتوب إلى الله وأستغفره وأسأله جل شأنه أن يجعل هذا المؤلَّف خالصاً لوجهه جل شأنه , يحييه إذا أماتني , ويجعله حجة لي بين يديه , أني بلّغت المسلمين وحكامهم أن يرجعوا إلى دينهم القويم , ويحكموا به ويتحاكموا إليه : {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. اللهم إني بلغت فاشهد , وأنت خير الشاهدين , وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم )([11]) .



للتحميل
كلمة السر للملفات المضغوطة

99jhgfDERTY&^%%41`+_0?>,hh


Rar Doc

Hash
MD5

B5B1BF5B40E0AC3372C206403C62F083
SHA-256
6D00EF59463A637AE965B3250D47B1585F22C1C2DF2AB8BC0F BF6F129361680A


http://www.sendspace.com/file/7s1u4p

http://depositfiles.com/files/gx0dxm1zq



Rar PDF
Hash
MD5
6E9533DFC708E2F8EB2EBAC30A5F5E70

SHA-256
94CC228C4BF0BAA2EA23578299E927F84B7C952150AFC3F728 4B0D30B3CD7051



http://www.sendspace.com/file/3l31mu

http://depositfiles.com/files/k0oqy6ppd


بدون ضغطت



Doc
Hash
MD5
A8CDEBA0BFE02E36D1F876AE015DDEBC

SHA-256
CEB6B11AAEF6C2979AE4321A73FBCF9269860EE0D4EACEDC67 AAF7DD749820A2



http://www.sendspace.com/file/2hw0m8
http://depositfiles.com/files/vuqhch9bs



PDF
Hash
MD5
66785EDDCB90AF3D11A4A1B4393F78F3

SHA-256

379010569856ABBCFB7039725C38F260628F4A0A943676FE7B F7A625EB1FB4D4



http://www.sendspace.com/file/hpkp0n
http://depositfiles.com/files/45yyg6hll




لا تنسونا من صالح دعائكم

إخوانكم فى مؤسسة البيان الإعلامية

الونشريس

المصدر
منتديات كتاب وسيف




التصنيفات
القضايا الإسلامية

علامة قبول العمل

علامة قبول العمل


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل سائلاً يسأل: إذا كان الله سماواته مملوءة بملائكته المقربين منهم المسبحون ومنهم المهللون ومنهم المكبرون ومنهم الداعون ومنهم الراكعون ومنهم الساجدون ولا يخلو موضع أربع أصابع من السماوات إلا وفيه ملك يعبد الله عبادة مستقرة إلى يوم الدين ناهيك عن أن الله يذكره ويسبحه جميع الكائنات حتى الحيوانات حتى الجمادات كل الكائنات يقول فيها رب العزة {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ}الإسراء44

وهو غني عن ذلك كله إذاً لماذا فرض علينا العبادات؟ فرض الله علينا الصلاة وزاد ففرض علينا الصيام وزاد ففرض علينا الحج إلى بيت الله وزاد ففرض علينا فريضة الزكاة إن الله فرض علينا هذه الفرائض لحِكَمٍ لا تُعد وأسرار لا يُحيط بها أحد نكتفي بسر منها جميعاً جعله الله هو السبب في صلاح أحوالنا وإصلاح مجتمعاتنا

وما علاقة الصلاة والصيام والزكاة والحج بإصلاح المجتمعات؟ لأن الله جعل شرط قبول هذه الأعمال عنده أن تتحقق النتائج الطيبة والآثار الملموسة بعد أداء هذه العبادات في المجتمعات بين خلق الله الذين أتعايش بينهم فإذا صليت لله ما علامة قبول الصلاة؟ يقول لنا فيها الله {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} العنكبوت45

إذا انتهى المصلي قبل وبعد الصلاة عن جميع الفحشاء وعن فعل المنكرات وعن الإساءة للمسلمين والمسلمات كان هذا دليل على أن الله تقبل عمله وسيُثيبه بهذا العمل أجراً عاجلاً في دنياه وأجراً كبيراً آجلاً في أخراه يقول فيهما الله في كتابه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} النحل97

هذا هو الأجر العاجل في الدنيا أما الأجر الآجل في الآخرة {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } النحل97

إذاً علامة قبول الصلاة حُسن تعامل المؤمن مع إخوانه المؤمنين إن كان في المسجد أو في الشارع أو في العمل أو في السوق أو في أي موضع وجعلها الله في جماعة توطيداً للعلاقات بين المسلمين وزيادة في الروابط بين المؤمنين حتى نتعارف فيما بيننا ونُساعد بعضنا في حل مشكلاتنا فإذا افتقدنا أحدنا في المسجد في يوم بحثنا عنه وذهبنا إليه وسألناه فإن كان له مشكلة واستطعنا حلها قمنا بحلها له وإن لم نستطيع عاوناه لأن المؤمنين يقول فيهم رب العالمين {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} المائدة2

[color="o****"]لا بد من التعاون بين المسلمين ولا يتم التعاون إلا إذا اجتمعنا وتعارفنا وتآلفنا وتكاتفنا وتساندنا ولذلك يقول لكم الرسول صلي الله عليه وسلم {الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا}[1] [/color]

والصيام: سُئل نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام: لِمَ تصوم وأنت على خزائن الأرض؟ قال (حتى لا أنسى الجائع) أمرنا الله أن نصوم لنجوع فنحس بإخواننا الجائعين ونستشعر إخواننا الفقراء والمساكين نسوق إليهم شيئاً من الخير الذي وكلنا بإنفاقه رب العالمين والمال مال الله والعبيد عبيد الله والذي يُنفق يعمل بقول الله {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الحديد7

فتتم المشاركة بين المؤمنين حتى أن النبي جعل من لا يشعر بأخيه الجائع إيمانه غير تام فقال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ وَجَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ جَائِعٌ}[2]

وجعل فريضة الزكاة فيها فرض فرضه الله للفقراء والمساكين لم يجعله صدقة تطوعية متروكة للأريحية لأن الإنسان طبيعته البخل في الإنفاق لكنه جعله فريضة وحق يحاسبه عليه مولاه أن يُعطي نصيباً مما أفاء عليه مولاه للفقراء والمساكين ويعلم علم اليقين أن هذا حقهم فلا يمن عليهم بالإعطاء ولا يُجرح وجوههم بالمعايرة بأنه قدم لهم شيئاً لأن هذا حقهم قد أخذوه والذي فرض الحق هو رب العالمين

وجعل الحج مؤتمراً عاماً لتعارف المؤمنين في كل القارات والأقطار وجعل أساس هذا الاجتماع العام صفاء النية وإخلاص الطوية وخلاص القلب من جميع الأمراض والأحقاد والأحساد الدنيوية حتى يكون المؤمنون على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وألسنتهم كأنهم رجل واحد ولذا حذر المسافرين مما يثير النكد في القلوب ويؤجج الأحقاد في النفوس ويؤلب الأُخُوة ويجعلها عداوة ولا يليق ذلك في رحاب بيت الملك القدوس فقال للحُجاج المسافرين {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} البقرة197

منعهم عن الحديث عن النساء أو مع النساء بالكلية وعن جميع المعاصي الظاهرة والباطنة حتى أنه لا يحاسب على الهم بالمعصية إلا في البيت الحرام إذا همَّ الإنسان هناك بمعصية حوسب عليها { وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الحج25

مجرد الإرادة والهم يحاسبه عليه مولاه ونهى عن الجدال لأنه يثير الشحناء ويؤجج البغضاء ويجعل الأخوة متنافرين بعد أن كانوا متآلفين وجعل الله هذه العبادات كلها شرط أدائها الطهارة الظاهرة والباطنة لله فقال النبي صلي الله عليه وسلم {مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ}[3]

[color="o****"]الطهارة الظاهرة بالماء والطهارة القلبية من جميع الأمراض التي حذر منها الله ونهى عنها رسول الله وهي الأمراض التي تُسبب فساد المجتمعات مثل الحقد والحسد والغل والكره والبغض والشح والأنانية وكل هذه الأمراض الشخصية هي التي تؤدي إلى سوء العلاقات الاجتماعية وإلى تشرذم الأفراد وإلى انتشار ما نراه فيما بيننا الآن من مساوئ لا عد لها ولا حد لها ولذلك قال الله في جماعة المؤمنين {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر47[/color]

لا يليق بالعبد أن يقف بين يدي مولاه وهو يعلم علم اليقين أن موضع نظر الله منه هو قلبه ويكون في هذا القلب حقد أو حسد أو غل لأحد من المسلمين وهي الأمراض التي تعصف بالمجتمع كما نرى الآن الكل في الإسلام يسعى لمصلحة الكل ليس كل رجل يسعى لمصلحة نفسه وينسى من حوله لأن النبي قال لنا {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ بِاللَّهِ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[4]

والصيام جعله النبي صلي الله عليه وسلم وقاية من كل الذنوب والآثام التي تُقطع العلاقات بين الأنام {إِذَا كَانَ يَوْمُ صِيَامِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ }[5]

أما الزكاة فقد قال فيها الله {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}التوبة103

فهي طهرة للقلب وطهرة للنفس فالعبادات تُطهر باطن الإنسان فيتعلق بالقيم القرآنية والأخلاق المحمدية فيحرص على ود إخوانه ويحرص على صلة أرحامه ويحرص على بر أبويه ويحرص على مصلحة جميع المؤمنين لأنه يريد رضاء رب العالمين

[1] الصحيحان البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد [2] المستدرك وسنن البيهقي [3] سنن الترمذي وأبي داود ومسند الإمام أحمد [4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي [5] البخاري والنسائي ومسند الإمام أحمد

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]




رد: علامة قبول العمل

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اللهم تقبل اعمالنا يارب العالمين

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

ان لله عباد فطنا ========تركوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروافيها فلما علموا===== ==انها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا====== صالح الاعمال فيها سفنا

سبحانك اللهم بحمدك استغفرك واتوب اليك