-مذهب اللذة و المنفعة: القيمة الخلقية لفعل ما تكمن في النتائج التي تترتب عنه. يعد هذا المذهب من أقدم المذاهب الفلسفيةإذ تعود جذوره الأولى إلى الفكر اليوناني إذ يذهب "أرستيب" إلى تأكيد أن اللذة هيمقياس الفعل، بل هي الخير الأعظم، هذا ما يلائم الطبيعة البشرية التي تنجذب بصورةتلقائية وعفوية إزاء ما يحقق لها متعة الحياة وتنفر في المقابل من كل ما يهدد أويقلل من هذه المتعة هذا هو صوت الطبيعة ، فلا خجل ولا حياء ، أن اللذة المقصودةعنده هي لذة الجسد وأقواها إطلاقا لذة البطن ويلزم على ذلك أن كل القوى تتجه نحوتأكيد وتمجيد هذا المقياس .لكن أتباع هذا المذهب عدلوا من هذا الطرح لأنه يتضمنصراحة الإساءة إلى حياة إنسانية يفترض فيها التميّز عن حياة حيوانية هذاما يؤكدهابيقور والابيقوريون. الذين ميزوا بين لذات يعقبها ألم وأخرى نقية لا يعقبها ألمالأولى ليست مقياسا للفعل الأخلاقي هي لذات حسية ، بينما الثانية هي أساسهوانتهى ابيقور 341-270ق م إلى أن اللذات التي تتوافق أكثر مع طبيعة الإنسان هي اللذاتالروحية من قبيل الصداقة وتحصيل الحكمة ، وهي لذات تستلزم الاعتدال في السلوك،بينما رفع الرواقيوناللذة إلى مستوى روحي أعلى ومقياس اللذة عندهم كلما يحقق السعادة، ولا تتحقق السعادة إلا إذا عاش الفرد على وفاق مع الطبيعة .أما الفلاسفة المحدثون الذين يعد فكرهم امتدادا لمذهب اللذة فقد جعلوا منالمنفعة أساسا للفعل الأخلاقي ويظل الاختلاف بين النفعيين في أي المنافع يصلح مقياسا للفعلفقد حرص جريمي بنتام على وضع مقاييس للمنفعة، كالشدة والدوام واليقين والقربوالخصوبة والصفاء أو النقاء والسعة أو الامتداد ، ومع ذلك لم يخرج بنتام عنالأنانية السائدة في تصوره لمذهب المنفعة فهو يشترط في نقاء اللذة أن تنطوي علىتضحية من جانب الشخص للآخرين وهذا ما رفضه جون استورت مل الذي اثر المنفعة العامةعن المنفعة الخاصة . وهو ما سبقه إليه جون لوك 1704-1632 الذي يذهب إلى أنالغاية من الأخلاق اجتماعية.
-النقد : يتميز هذا المذهب بنظرته الواقعية للأخلاق إذ لاأحد يتصرف ضد مصالحه ومنافعه وهذا ليس أمرا سيئا , لكن السيئ في الموقف هو الاكتفاءباللذة و المنفعة موجها للفعل و إلا ترتب على ذلك تضاربا في القيم نتيجة لتضاربالمصالح، إن اعتبار اللذة معيارا للأخلاق هو نزول بها إلى مستوى الغرائز لذلك فاللذة في حاجة لمعيار أسمى منها، و من هنا فالقيمة الخلقية لا تكمن في نتائج الفعل لأن في ذلك حط من قيمة الأخلاق و جعلها نسبيةغير ملزمة…
-المذهب العقلي: يذهب العقلانيون إجمالا إلى اتخاذ العقل مقياسا للفعل الأخلاقي فالقيمة الخلقية للفعل تكمن في مبادئه فقدقرن سقراط الفضيلة بالمعرفة بقوله:" العلم فضيلة و الجهل رذيلة" و أعتبر أفلاطون القيم الخلقية مطلقة و يجسدها الخير المطلق الموجود في عالم المثل, يقول :"الخير فوق الوجود قوة و شرفا". كما اعتبر "كانط" العقل مصدرا للقيم الخلقية، عندما أكد أن الفعل الأخلاقي هو القيام بالواجب من أجل الواجب، فالصدقة و التعاون بهدف المساعدة أو تحقيق منفعة هو فعل لا أخلاقي، لكونه مشروطا و غير منزه، و يتنافى مع ما تقره الإرادة الخيرة كما يتنافى مع شروط و قواعد الواجب الأخلاقي .و بهذا ميز بين نوعين من الأوامر: أوامر شرطية مقيدة بنتائج الفعل و هي لا أخلاقية. و أخرى قطعية مطلقة و هي التي تكون أخلاقية و تتحدد من خلال القواعد التالية: قاعدة الكلية: " اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل منقاعدة فعلك قانونا كليا شبيها بقانون الطبيعة".قاعدة التنزيه: اعمل دائمابحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي أشخاص الآخرين دائما كغاية لا كوسيلة".قاعدة الحرية أو الإرادة: "اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل من إرادتك الإرادة الكليةالمشرعة للقانون الأخلاقي."بهذه القواعد يكون عمل الإرادة الخيرة بدافع الواجب لا طبقا للواجب.لأن هناك أعمال يمكن أن تتم طبقا للواجب لكن بدافع المنفعة لا بدافع الواجب.
النقد: رغم أن أنصار الأخلاق العقلية كان طموحهم هو تأسيس أخلاق ثابتة وعامة بهدف تامين اليقين للقيم الأخلاقية وتجاوز كل تضارب أخلاقي يفقدها طابعها الإنساني وهو مسعى لا نعترض عليه ولكن هذا الطرح يتجاوز الوقائع من جهة ويتجاوز الحياة الإنسانية من جهة ثانية لذلك واجه جملة من الانتقادات ،بالنسبة لربط الأخلاق بالمعرفة يمكن القول إن هناك من يعلم الشر و مع ذلك يقوم به كما يمكن أن نعلم الخير و لا نعمل به. وبالنسبة لكانط فقد سعى إلى تأسيس أخلاق ثابتة و مطلقة و ذلك بجعلهامتعالية منزهة ومع ذلك كانت هذه الأخلاق عرضة لانتقادات شديدة وخاصة من قبل الفيلسوف الألمانيفريدريك نيتشة الذي لم ير في مساواة الناس جميعا في واجب مطلق يختفي وراءه هؤلاءالضعفاء في الوقت الذي يفترض فيه أخلاق القوة (أخلاق السادة) تلك التي تعبر عنإرادة الحياة .كما أن أخلاق كانط مثاليـة و لا يمكن ممارستها على أرض الواقع باعتبار أن الإنسان تتجاذبه أهواء و رغبات. يقول ج/بياجي:" يدا كانط نقيتان و لكنه لا يملك يدين". كما يرى دوركايم أن الواجب عند كانط هو واجب أجوف و ليس هناك ما يلزمني للقيام به.
التركيب: إن التعارض بين النفعيين و العقليين ليس له ما يبرره على مستوى الواقع، إذ أنه ليس هناك تعارضا بين العقل و الطبيعة البشرية التي تتميز بالأنانية و السعي إلى تحقيق المنافع و المصالح. لذلك نجد أن الإسلام في مسألة الأخلاق قد راعى ثنائية الإنسان، العقـل و الطبيعة البشرية . و عليه فالإسلام و إن كان قد رفع الأخلاق فإنه لم يؤسسها على مبدأ واحد اللذة أو العقل أو المجتمع بل حاول التوفيق بين كل هذه الجوانب تماشيا مع طبيعة الإنسان المركبة.
الخاتمة: و كمخرج من الإشكالية يمكن القول مع شبنهاور :" إنه من السهل الدعوة إلى الأخلاق لكن من الصعب التأسيس لها". وعليه فلا يمكن تحديد أساس واحد، ثابت و مطلق للأخلاق. فاللذة و المنفعة لا تكفي كمعيار للأخلاق فهي في حاجة إلى معيار العقل ليوجهـها و يكيّفها حسب مقتضيات الواقع وأوامر الدين و نواهيه و المصلحة العامة، و هذا ما يجسد الأبعاد المكونة لشخصية الفرد.
التغير:
ويعنى أن السلوك الإنساني موضوع متغير في مساراته وتشعباته وأسبابه ودوافعه ومتغيراته ، فهو يتغير بتغير الحضارات ، فعلى سبيل المثال لو أننا أخذنا قطعة حديد من القرون الوسطى وقمنا بتسخينها فإنها سوف تكون خاضعة لطبيعتها التي تتسم بالثبات أي أنها سوف تتمدد وهو نفس ما سيحدث لو أننا أحضرنا قطعة حديد ليس لها نفس الدرجة من القدم، بينما نجد أن الأمر سيختلف كثيراً بالنسبة للعلوم الإنسانية فلو أننا استطلعنا رأي المصريين على سبيل المثال حول المعدل الإنجابي في القرن الماضي ستختلف الاستجابات عن نفس الاستطلاع حول نفس الموضوع منذ منتصف هذا القرن والذي بدوره سيختلف لو أننا استطلعناه الآن ، التغير سمة إنسانية ترتبط بطبيعة الإنسان
– التناول غير المباشر:
إذا قام أحد الباحثين في مجال العلوم الطبيعية بدراسة الجاذبية أو بدراسة الطفو فإنه بذلك يتعامل بصورة مباشرة مادية ملموسة ومحسوسة أي أنه يتعامل مع الظاهرة مباشرة والأمر يختلف بالنسبة للعلوم الإنسانية فالكراهية مثلاً خاصية تميز السلوك الإنساني ولكنها ليس لها وجود مادي مباشر ولذلك لابد عند دراستها من استنتاجها من خلال السلوك .
-التحيز:
ويعنى أن الباحث في مجال العلوم الإنسانية يعد جزءاً من موضوع البحث بحكم كونه إنساناً ، ولما كان هدف أي بحث هو الوصول إلى قوانين عامة ، فإن هدف الباحث في مجال السلوك الإنساني هو الوصول إلى قوانين عامة تفسر سلوكه هو أيضاً ، ومن هنا فإن تحيزاته الذاتية ورغباته وأرائه الشخصية قد تتدخل جميعاً في تفسيره للنتائج التي يصل إليها بل قد يمتد تدخلها لتؤثر في اختياره للوقائع محل الدراسة وللمنهج الذي يختاره لتناولها.
– صعوبة التجريب:
وهي تدخل ضمن الاعتبارات الأخلاقية ، حيث أنه من الصعب بل أنه ليس متاح أن نقوم بإجراء تجارب على الإنسان قد تعرضه لأخطار شديدة ، فعلى سبيل المثال عند دراسة الآثار النفسية المترتبة على حدوث الكوارث الطبيعية أو الإدمان أو الطلاق أو الوفاة فكلها أمور يصعب بل ويستحيل إحداثها لدراستها فضلاً عن خطورة التجريب على الإنسان فيها.
– مبدأ الحتمية:
الحتمية في العلم تعنى وجود علاقة حتمية بين السبب والنتيجة ، فلو قلنا أن المعادن تتمدد بالحرارة ، فإن الحتمية هنا تكون من مبادئ العلم الأساسية وفي نطاق العلوم الإنسانية هل نستطيع أن نجد نفس المعنى للحتمية كما نجده في العلوم الطبيعية؟ الإجابة يقيناً أن هناك حتمية تحكم كل ظواهر الكون فمنظومة الكون الكبرى كلها تخضع لقوانين محتومة بأسباب فكل سلوك بالضرورة له معنى ودلالة
وحتى من يزعم أن لكل قاعدة شواذ ، فمرجع هذا الزعم في جوهره هو العجز عن إدراك جميع العوامل الحتمية في إحداث الظاهرة
– تعقد مادة الدراسة:
إن مادة الدراسة في العلوم الطبيعية أبسط من تلك التي تعالجها العلوم الاجتماعية ، لأنها تتعامل مع مستوى واحد وهو المستوى الفيزيقي وهو مستوى لا يتضمن سوى عدداً محدوداً من المتغيرات فضلاً عن أن هذا المستوى يمكن قياسه والتعامل معه بكل دقة ، أما بالنسبة للعلوم الإنسانية فإنها تتعامل مع حالات ومستويات أكثر تعقيداً
– صعوبة ملاحظة مادة الدراسة:
يواجه الباحث في العلوم الإنسانية صعوبة شديدة عند قيامه بملاحظة الظواهر فلا يستطيع أن يرى أو يسمع أو يلمس أو يتذوق الظواهر التي حدثت في الماضي ، كما أنه لا يستطيع أن يكرر حدوثها لكي يلاحظها ملاحظة مباشرة ، كما لا يستطيع الباحث أن يضع الشخصية في أنبوبة اختبار أو أن يتعامل معها بوصفها فأر تجارب كما لا يستطيع أن يتعرف على الأحداث الدقيقة التي يمر بها كل شخص ولا يستطيع كذلك أن يقتحم العالم الداخلي لأي إنسان لكي يلاحظ ملاحظة مباشرة ما يدور في نفسه.
عدم تكرار مادة الدراسة:
الظواهر في العلوم الإنسانية هي ظواهر تتسم بأنها أقل قابلية للتكرار من الظواهر الطبيعية ، فكثير من الظواهر في العلوم الطبيعية على درجة كبيرة من الوحدة والتواتر لذلك يمكن ويسهل تجريدها وصياغتها في صورة تعميمات وقوانين كمية دقيقة ، أما الظواهر في العلوم الإنسانية فإنها غالباً ما تعالج أحداثاً تاريخية محددة وتتعرض لأشياء متفردة ولأحداث تجري ولكنها لا تعود ثانية بنفس الشكل أبداً.
علاقة الباحث بمادة أو بموضوع الدراسة:
إن الظاهرة في مجال العلوم الطبيعية ، كالعناصر الكيميائية مثلاً ليس لها مشاعر أو انفعالات ومن ثم لا يجد الباحث حاجة لأن يراعى دوافع المادة أو مشاعرها، كما أن هذه المادة لا تتأثر برغبة الإنسان أو إرادته وإنما هي مواد خاضعة لطبيعتها وهو الأمر الذي يجعل الباحث في مجال العلوم الطبيعية حيادياً وموضوعياً.
أما في العلوم الإنسانية فإن الباحث يجد نفسه جزءاً لا يتجزأ من موضوع الدراسة فالاشتراك في النوع والموضوع والتواصل والعلاقات والمشاعر والانفعالات المتبادلة ، كل هذه الأمور تجعل من الباحث يقف وسط الظاهرة وليس محيداً في موقف الملاحظ خارج الظاهرة فضلاً عن أن رغبة الباحث وتفضيلاته وأغراضه وأهوائه وميوله وتوجهاته النظرية والقيمية تقف حجر عثرة أمام حيدته وموضوعيته
المقدمة: يعتبر التفكير من العمليات الأساسية للرقي الحضاري والثقافي للإنسان إلا أن التفكير في جميع الحالات لا ينشأ من فراغ إذ لا بد من حافز يحركه خاصة في ممارسة فعل التفلسف وهذا الحافز يتمظهر لنا في طرح التساؤل الذي نسعى فيه دائما إلى الإجابة عليه ولكن المشكلة المطروحة مالفرق بين السؤال الفلسفي والسؤال العلمي ؟ وما وجه الاختلاف بين المشكلة والإشكالية ؟
التحليل :
1/ أوجه التشابه : يلاحظ بعد التأمل الفلسفي لكلا المصطلحين المشكلة والإشكالية أن هناك نقاط تشابه ؛ وأول نقطة إنها خاصية إنسانية من صنع الإنسان وحده دون غيره من الكائنات كما أن الهدف منهما دائما هو الوصول إلى الحقائق المعرفية ، ننطلق في كل منهما من السؤال للبحث عن الجواب مستخدمين فيهما مبادئ العقل وقواعد المنطق مثل : مبدأ الهوية – مبدأ عدم التناقض – مبدأ الثالث المرفوع – مبدأ السببيةــ بالإضافة أن كلاهما يستند إلى خاصية التدرج في الوصول إلى أحكام أي ننطلق من المقدمات وصولا إلى نتائج . هذا من جهة ومن جهة أخرى كلاهما يحمل مفارقات
2/أوجه الاختلاف : وجود نقاط التشابه يستدعي بالضرورة وجود مواطن الاختلاف إذ أن المشكلة يصل فيها البحث إلى حل سواء استغرق وقتا طويلا أو قصيرا بحسب التقنية والوسائل المستعملة مثال ذلك – تفسير حادثة عدم ارتفاع الماء في المضخات الفارغة إلى أكثر من 10.33 متر المقولة الأرسطية ترى أن الطبيعة تخشى الفراغ بينما الإشكالية فهي المعضلة التي يصعب فيها إزالة اللبس من حولها إذ لا يمكن أن تصل فيها إلى حل نهائي بحيث تكون نسبة الصدق بين النقيضين متساوية وبالتالي يصعب الآخذ بإحداهما مثل الإشكالية التالية : هل الإنسان مخير أم مقيد ؟ بالإضافة أن المشكلة تثير فينا الدهشة والحيرة والتي تدفعنا إلى البحث والتقصي أما الإشكالية تثير فينا الشعور والإحراج و القلق لكونها لا يمكن أن نصل لحل نهائي و بالتالي تضعنا أمام موقف لا مدخل ولا مخرج منه كما أن نطاق السؤال الفلسفي أي مجال المو ضوعات التي تشغل به الفلسفة لا تهمه كثيرا الظواهر الجزئية و الحقائق القريبة لأن هذا من قبيل عالم الحسيات ،وما هو من هذا القبيل يدخل في دائرة اهتمامات العلماء و إنما ما يهم هو طرح القضايا الفكرية التي تتجاوز الحسيات نحو العمليات حيث ينصب البحث علي حقيقة الحقائق وأصل الأصول ومبدأ المبادئ الذي يفسر كل ما يجري في الطبيعة و ما وراء الطبيعة –الميتافيزيقا – و بالتالي فالمشكل الفلسفي ليس مشكلا ذا طابع حسي و عملي ليس فقط لدى العلماء في مختلف التخصصات بل لدى جميع الناس في حياتهم المعيشية و مثال ذالك أصل الوجود من أعلى الألوهية إلى أدني موجود و منه السؤال الفلسفي شامل بينما السؤال العلمي خاص فقط بالعلماء
3/أوجه التداخل : يعد هذا التحليل الفلسفي في بيان أوجه التشابه و الاختلاف يمكن تحديد نسبة و نوع العلاقة بينهما فالمشكلة لا ترادف الإشكالية و إنما العلاقة بينهما هي علاقة المجموعة بعناصرها فالإشكالية هي المعضلة الفلسفية التي تترامى حدودها و تتسع أكثر و تتطاوى تحتها المشكلات الجزئية بحيث هذه الأخيرة مجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم يفصل السؤال الجوهري هذا إلى عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات و مثال ذلك الإشكالية الكبرى هل في الفلسفة يصل البحث إلى نهايته التي تتضمن هاتين المشكلتين الجزئيتين (هل يصح القول بأن لكل سؤال جواب ؟) و (متى يثير فينا السؤال الدهشة و الإحراج ؟)و بالتالي المشكلة تساعد على الاقتراب من الإشكالية
الخاتمة :تعد المشكلة هي ذلك النوع من التساؤل الذي يثير المفارقات المنطقية فيهز عقولنا و يحيرها و يدفعنا إلى البحث عن الحل المناسب أما الاشكالية هي ذلك النمط من التساؤل الذي يتغلغل في أعماق الإنسان فيقحم بلحمه و دمه إلى أن هذا لا يمنع من وجود تداخل منطقي بينهما و منه نستنتج أن الإشكالية تحتوي المشكلات .
ارجو المساعدةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
قارن بين عناصر الاطروحة التالية
بالستدلال الصوري و الاستقرائي يتوصل الى معرفة الحقائق
لم اتمكن من حله ………. فهل من حلول مقترحة
هل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ، و دقيقة في استخلاص نتائجها ؟ و هل يمكن أن يتحقق ذلك في العلوم البيولوجية ؟مثال تحليل تجربة ( ظاهرة السقوط او ظـــــــــــــــــــــــــــــــاهرة قوس قزح)
المنهج التجريبــــي Méthode Expérimentale هو الطريقة التي يتبعها العلماء في تحليل و تفسير الظواهر الطبيعيــــــــة 1 – الملاحظة Observation/ تركيز الحواس والعقل و الشعور صوب الظاهرة و متابعة تغيراتها بهدف تفسيرها (ملاحظة ظاهرة السقوط) 2 – الفرضية Hypothese/ تفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، يحدد الاسباب الممكنة التي تكون وراء حدوث الظاهرة ، فالفرض هو بمثابة مشروع قانون يحتمل الخطأ و الصواب 3— التجربة Experience/ هي اعادة الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يحضرها العالم نفسه ، و الغرض منها هو التحخقق من صحة الفرضيات ، و اكتشاف الاسباب الحقيقية وراء الظاهرة و من ثمة يتم صياغة القانون و م المقصود بالقانون العلمي العلاقة الموضوعية الثابثة بين الظواهر، و التي من خلالها يمكن تفسير ما يحدث امامنا من ظواهر ، و التنبؤ بها مثال ث= ك*ج
ا- العقليين و انصار الحتمية / نتائج العلم دقيقة و يقينية ، والاستقراء Induction مشروع يقول كــــاــــــــنط Kant ( الاستقراء يقوم على مبدأ السببية العام) ، لكل ظاهرة سبب ادى حدوثها ، و انطلاقا من معرفتنا للأسبـــــاب ( الاحكام الجزئية) يمكننا استخلاص القواعد العامة (الاحكام الكلية) دون الرجوع الى التجربة
مثال .الذهب يتمدد بالحرارة +النحاس+ الحديد+ الفضة = كل المعادن تتمدد بالحرارة .قاعدة عامة يفينيـــــة
/ لابلاص . نتائج العلوم التجريبية دقيقة ، لأن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين صارمة ( مبدأ الحتمية Déterminisme نفس الاسباب تؤدي حتما الى نفس النتائج مهما تغير الزمان و المكان)
و التنبؤ بهذا المعنى يكون دقيقا أيضا مثل التنبؤ بظاهرة الكسوف ، و الاحوال الجوية ، أمثلة – الماء يغلي بالضرورة في 100°. و يتجمدب الضرورة في 0° و لا شك في ذلك
– لا وجود للصدفة ( ان الصدفة خرافة اخترعت لتبرير جهلنا)
– لابلاص ( يجب ان ننظر الى الحالة الراهنة للعالم كنتيجة للحالة السابقة ، و كمقدمة للحالة اللاحقة)
النقد/ الحتمية مسلمة عقلية و ليست حقيقة تجريبية ، و ما هو مسلم به يحتمل الخطأ و الصواب ، و لا يمثل الحقيقة دائما ، و كثيرا ما تظهر حقائق تؤثر على مجال الاستقراء .
ب- اللاادرية و أنصار اللاحتمية/ دافيد هيوم D.Hume ، الاستقراء غير مشروع ، أي لا يجوز بناء قواعد عامة من أحكام خاصة -ما يصدق على الجزء قد لا يصدق على الكل ، ، الملاحظة تثبت ما هو كائن ، و ما هو كائن جزئي و متغير و هذا ما ينفي وجود علاقات ثابتة بين الظواهر ، الحالة الراهنة لا تفسر الحالة اللاحقة ، ثم أن الربط بين الظواهر وليد العادة فقط ، مثل تتابع البرق و الرعد , و كأن الاول سبب الثاني ، غير أن الظاهرتين منفصلتين ، و هكذا ينتمي هيوم الى المدرسة اللاادرية التي تشك في نتائج العلم .و انصار اللاحتمية مثل هايزنبرغ Heisenberg الحتمية ليست مبدأ مطلق ، لأن بعض الظواهر الطبيعية لا تخضع لقوانين صارمة ، الامر الذي دفعهم الى التسليم بمدأ جديد هو اللاحتمية Non Déterminisme ( نفس الأسباب لا تعطي نفس النتائج) .ظواهر الميكروفيزياء ( العالم الاصغرMicrocosme) يقول هيزنبرغ( ان الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها ، لا يصح في مستوى الفيزياء الذرية )
قانون السرعة سر= م/ ز لا يمكن تطبيقه لقياس دوران الالكترون حول النواة ، لأن دورانه عشوائي ذو سرعة فائقة حوالي 7 مليار د/ ثا ، و لا يمكن التنبؤ بمساره و كأنه يختار الطريق بنفسه ، الفعل تلقائي يؤثر على دقة التنبؤ
النقد/ ان هيوم بالغائه لمبدأ السببية العام و ، كل القوانيين العلمية يكون قد دمر العلم من أساسه ، و لقد أدت التقنيات الحديثة الى ازالة فكرة العشوائية في ظواهر الميكروفيزياء ، و اصبح الانسان قادرا على تفسيرها بقوانين خاصة
لا يمكن الحديث عن الدقة المطلقة في العلوم التجريبية مادام الاستقراء ناقصا و النتائج نسبية ، لكن يمكن الحديث عن تطور مستمر لهذه العلوم ، فكلما تطورت وسائل الملاحظة و التجربة كانت النتائج اكثر دقة و يقينـــــــــــــــــــــا
أقوال فلاسفة مهمة
في البراغماتية:
يقول بيرس ‘إن تصورنا لموضوع ما هو إلا تصورنا لما ينتج عن هذا الموضوع من آتار عملية لا أكتر”
يقول جيمس ”إني أستخدم البراغماتية بمعنى أوسع أعني أنها نظرية خاصة في الصدق”
يقول ديوي ”كل ما يرشدنا إلى الحق هو حق”
يقول جيمس ”آية الحق النجاح وآية الباطل الفشل ”
يقول بيرس ”إن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج ”
يقول جيمس ” الفكرة السابقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح ”
يرى بيرس أن ”إن كل فكرة أو اعتقاد لا ينتهي إلى سلوك عملي في دنيا الواقع تعتبر فكرة باطلة وأن العبرة في ذلك هي العمل المنتج بدلا من التخمينات الفارغة وفي هذا العمل بالذات تقرأ الصدق أو الحق ”
يقول ويليام جيمس ”إن الفكرة الصادقة هي تلك التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة”
يقول ويليام جيمس ”إن كل ما يؤدي بنا إلى النجاح فهو حقيقي وإن كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا بأي حال من الأحوال فهو حقيقي”
في الوجودية::
يقول سقراط ”اعرف نفسك بنفسك”
يقول سارتر ”أنا أفكر إذن أنا كنت موجود ”
يقول سارتر أيضا ”سأكون عندما لا أكون ”
يقول مونتاني ”لا أحد يعرف هل أنت جبان أو طاغية إلا أنت فالآخرون لا يرونك أبدا ”
يقول ليتش ”إذا أردت أن تعيش دوما سعيدا عش دوما في خطر ”
يقول كيركيغار ”محكوم على الإنسان أن يكون حرا ”
يقول كيريغار ” إن الإختبار يجر إلى الخطيئة وإلى المخاطرة والمخاطرة بطبعها تؤدي إلى القلق واليأس ”
يقول بروتاغوراس"إن الإنسان معيار كل شيء"
يقول كيركيغار”إن النتائج التي تنتهي إليها المحنة هي وحدها الخليقة بالإيمان هي وحدها المقنعة”
يقول سارتر ”لا يوجد غيري فأنا وحدي أقرر الخير وأخترع الشر”
في العقلانية:
يعرف جميل صليبا العقل ”هو قوة فطرية في النفس تحمل مجموع المبادئ القبلية المنظمة للمعرفة”
يقول ديكارت”العقل أحسن الأشياء توزيعا بين الناس”
يقول ديكارت ”كل ما تلقيته حتى الآن هو أن أصدق الأشياء قد تعلمتها عن طريق الحواس إلا أنني لما اختبرتها وجدتها تخدعنا وإنه لمن الحذر أن لا نطمئن إلى من خدعونا ولو مرة واحدة”
يرى افلاطون ”أن العقل هو الضامن الوحيد الضروري لإدراك الفكر”
يقول سقراط ”العقل هو الذي يجعل الوجود وجودا واضحا ومدركا بدون شكوك”
الكندي – فيلسوف عربي – : العقل جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها .
دافيد هيوم : لا شيء من الأفكار يستطيع أن يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق أنطباعات مقابلة له
في المنهج التجريبي والحسي:يقول جون لوك ”ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في الحس أولا”
يقول كلود برنارد ” التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا”
جون ستيوارت مل : يولد العقل كصفحة بيضاء ، تأتى التجربة لتنقش عليها ماتشاء
لك منا جزيل الشكر والامتنان بارك الله فيك
مجهود رائع
تسلم إيدك
مشششششششششششششششششششششششششششششششششكور
شكرا على مجهودك معنا شكككككككككككككرا
شكرا انت من كلامك تحب الفلسفة . ادا امكن نتعرف علي بعص في اقرب وقت
شكرا على المجهود جمال الدين في انتضار الجديد ……………….
جزيل الشكر لك
أقوال فلسفية مهمة فعلا
ومن اقوال الفلاسفة التي أجد لها ابعادا عميقة(إن للقلب منطقا لايفهمه العقل))باسكال.
((ليس هناك شيء أشبه بشيء من الإنسان بالإنسان ،جميعنا لنا عقل وحواس ،وإن اختلفنا في المعرفة ,فنحن متساوون في القدرة على التعلم))شيشرون.
((الإحساس ليس معرفة ،لكن من يفقد افحساس يفقد القدرة على التعلم))أرسطو.
ولا ادري لمن المقولة(إختر ذاتك قبل ان تختار لك))
mercie por votre paroles
شكرا بارك الله فيك
القيمة الخلقية نسبية :/ القيمة الخلقية نسبية و متغيرة لأن أساسها المنفعة و المجتمع و كلاهما متغير و النسبيRelative، هو الأمر الذي يتوقف وجوده على غيره فيكون بذلك متغيرا خاصا وجزئيا .
الأساس النفعي ( مذهباللذة) / مصدر القيمة الخلقية (المنفعة) بمعنى أن الخير هو اللذة و الشر هو الالم و العبرة بالنتائج و ليس بالمبادئ ، و الدليل على ذلك واقعي حيث أن الناس يميلون الى اللذة و ينفرون من الألم بحكم طبيعتهم ..يقول أرستيب القورينائي Aristippe (435-355) مؤسس مذهب اللذة ، (اللذة صوت الطبيعة)،و يجب الحصول عليها بكل الطرق ، و أن إشباع الغرائز ضروري لأنها المحرك الأساسي للأفعال الإنسانية
أبيقــــورEpicure يرى أن الخير في سكينة النفس ، فهي أفضل و أولى لأنها دائمة يمكن إحياؤها في الذاكرة كل مرة و هكذا نكون سعداء رغم ناء أجسامنا ، مثل لذة المعرفة ، و المطالعة ، و المحبة و الصداقة ، و يدعو الى اجتناب اللذات التي تنتهي بألم ، مع قبول الألم الذي يؤدي إلى لذة
بنتــــام Benthame حول اللذة إلى المنفعة العامة ، فوضع بذلك مسلمتين للفعل الأخلاقي ، مسلمة فردية تقول بأن لكل فرد الحق في الحكم على لذته ، و مسلمة جماعية تقول أن اللذة اذا اتحدت شروطها أصبحت واحدة بالنسبة للمجتمع ، فربط بنتام بين خير الفرد و خير الجماعة .و وضع سبعة أبعاد لقياس اللذة و هي الشدة المدة النقاء الخصب القرب اليقين الامتداد أي شمول اللذة لأكبر عدد من الناس
نفس المبدأ يدافع عنه ج س ميل J.S.Mill فالمنفعة هي المبدأ الاخلاقي الذي يفضي الى تحقيق أكبر سعادة ممكنة ، فالخير ما هو نافع لنا و لغيرنا (المنفعة المتبادلة). كما اهتم ميل Mill بنوعية اللذات لا كميتها يقول " من الأفضل أن أكون سقراط شقيا من ان أكون خنزيرا متلذذا" و ما دانت المنفعة متغيرة و مختلفة من شخص لآخر كانت القيمة الخلقية نسبية ومتغيرة ايضا
الأساس الاجتماعي/ إن أساس القيم الخلقية هو (المجتمع) ، فالخير ما يتماش مع العرف الاجتماعي ، و الشر ما يتنافى معه ، هذا ما تراه المدرسة الوضعية مع اميل دوركايم ،E.Durckeime و ما يدعم هذا الموقف هو أن الفرد كائن اجتماعي بالطبيعة ، لا يستطيع العيش خارج الجماعة فهو بمثابة الجزأ من الكل ، انه مدين للمجتمع بكل مقوماته النفسية و العقلية و السلوكية ، يتأثر ببيئته ، و يتصرف حسب الجماعة التي ينتمي اليها فلولا الغير لما كان بحاجة الى أخلاق
.
إنالطفل يكون فكرته عن الخير و الشر بالتدريج اعتمادا على أوامر و نواهي أفراد مجتمعه ، سواء في الاسرة او المدرسة يقول دوركايم " عندما يتكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلم فينا " بمعنى أن الضمير الفردي ما هو الا صدى للضمير الجمعي . و على هذا الأساس لا يمكن للفرد ان يبتكر لنفسه قيما و أخلاقيات بل يأخذها جاهزة من المتجر الاجتماعي كما يأخذ ملابسه من النحل التجاري ،
و يرى ليفي برول L.Bruhl أن الأخلاق ظاهرة اجتماعية ، تنضم العلاقة مع الغير و تمنح قوانينها للفرد بواسطة التربية ، و الخير و الشر يتحددان بمدى اندماج الفرد في الجماعة أو عدم اندماجه فيها . فالاندماج هو مقياس الخير ، وعدم الاندماج هو مقياس الشر . و بما أن لكل مجتمع عادات و تقاليد و نظم خاصة كانت القيمة الخلقية أيضا نسبية و متغيرة
النقـــــــد/ رغم أن الناستدفعهم طبيعتهم النفعية الى وضع المصلحة فوق كل اعتبار غير أن هذا ليس مبررا كافيايجعل المنفعة مقياسا للسلوك الأخلاقي ، كونها خاصية ذاتية تختلف باختلاف الميول والرغبات ، فاذا خضع الناس لها اصطدمت مصالحهم بعضها البعض ، و عمت الفوضى فيالمجتمع فما ينفع البعض قد يضر بالبعض الآخر ، و ليس كل شيئ فيه لذة خيربالضرورة
للمجتمع تأثير في الفرد ، لكن هذا لا يعني أن كل ما يقولهالمجتمع أخلاقي بالضرورة ، و الا كيف نفسر لجوء المصلحين إلى تغيير ما في مجتمعاتهممن عادات بالية و قوانين جائرة ، و كيف نفسر اختلاف أفراد المجتمع الواحد فيأخلاقهـــــــــــم.
القيمة الخلقية مطلقة/ القيمة الخلقية مطلقة و ثابتة لأن أساسها العقل و الشرع ،والمطلق هو الأمر القائم بذاته الذي لا يتوقف وجوده على غيره فيكون بذلك ثابتا عاما وكليا .
*الأساس العقلي / ان أساس القيمة الخلقية هو العقل ، فالخير ما يتطابق مع أحكام العقل ، و الشر ما يخضع لحكم الغرائز و الشهوات العمياء ، و يتعارض مع الواجب . قال أفلاطون " Platon(الفضائل ثلاث: الحكمة فضيلة العقل ، و العفة فضيلة القوة الشهوانية ، و الشجاعة فضيلة القوة الغضبية). و الحكمة رأس الفضائل كلها لأنها تحد من طغيان الشهوة و تلطف الغضبية ، و اذا خضعت القوة الشهوانية للغضبية ، و الغضبية للعقل تحقق في النفس الانتظام و التناسب و يسمي أفلاطون حالة التناسب هذه بالعدالــــة.
و ذهب الفيلسوف الالماني كانط Kant الى تقدير الفعل من خلال مبادئه و نيّة فاعله ، فالخير ما يسير بمقتضى الواجب الذي يمليه الضمير ، و يكون نابعا من الارادة الخيرة و الشر ما يتعارض مع الواجب يقول ( أن القيمة الخلقية للفعل تكمن في مبدأ الارادة الخيرة ، بغض النظر عن ما ينتج عن الفعل من كسب أو خسارة ) : ، لذلك ميز كانط بين نوعين من الأوامر : الأمر الشرطي ، المرتبط بالمنافع ، فيفقد بذالك قيمته الخلقية كأن نقول قل الصدق حتى يثق فيك الناس ،. و الأمر المطلق (القطعي) المنزه من كل مبدأ نفعي ، و المستجيب لصوت الضمير يحمل الخير في ذاته كأن نقول كن صادقا . أو كن أمينا ، هو الواجب من اجل الواجب و لا يتغير مع النتائج ، إذ لا يعقل أن يصبح ذات يوم الصدق شر، و الكذب خير ، أو تصبح الأمانة رذيلة و الخيانة فضيلة ، فالأخلاق مبادئ ثابتة و مطلقة و عليه وضع كانط ثلاثة قواعد للسلوك الأخلاقي :
ا- قاعدة التعميم : إعمل كما لو كان عملك قانونا عاما فالبعض مثلا يرى في الكذب منفعة ، لكنه لن يكون أبدا سلوكا أخلاقيا ، كونه لا يصلح للتعميم ، فاذا كنا نرفض الكذب علينا ، فمعنى ذلك لأنه لا ينبغي علينا أن نكذب حتى و لو كان الكذب في صالحنا . نفس الشيئ بالنسبة لجميع الأفعال
ب- قاعدةالغائية / اعمل و كأنك تعامل الإنسانية في نفسك و غيرك كغاية لا مجرد وسيلة ، فالواجب يأمرنا أن لا نجعل الانسان مهما كانت صفاته مجرد أداة لتحقيق مصلحة ، فالشخص الذي يعطي وعودا كاذبة يتخذ الآخرين مجرد وسائل من أجل تحقيق رغبات و منافع معينة من غير أن يلتفت الى أن لهم حقوقا بصفتهم كائنات عاقلة يقول كانط( لو كانت سعادة البشرية متوقفة على قتل طفل بريئ لكان قتله سلوكا لا أخلاقيا)
ج- قاعدةالتشريع / اعمل بحيث تكون إرادتك الحرة المشرعة للقانون الأخلاقي في جمهورية العقلاء ، و هذا يعني أن الواجب يقتضي منا أن نجعل من أفعالنا مثالا يقتدى به ، و قانونا نؤسسه بإرادتنا لأنفسنا و لغيرنا باعتبارنا كائنات حرة و عاقلة ، اننا ندرك بعقلنا و نور ضميرنا لا بحكم اللذة و المصلحة أن الصدق و الإخلاص و الوفاء واجبات كونها أفعال خيرة في ذاتها و عند الالتزام بها نكون قد جعلناها قانونا أخلاقيا
الأساس الشرعي. ان أساس القيمة الخلقية هو الشرع . قال تعالى في سورة النحل ( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين) فالخير إذن ما يستجيب لأوامر الشرع ، و الشر ما يخالفها يقول الاشاعرة و هم أتباع ابي حسن الأشعري :الحسن ما حث الله عليه و رغب فيه ، و القبح ما نهى الله عنه و رهب منه . إذن الخير و الشر يوجبهما الشرع لا العقل كما ادعت المعتزلة ، فالعقل بحكم قصوره و ضيق معرفته ، لا يستطيع الاهتداء الى الحق لوحده فكان لا بد أن يعتمد على الشرع قال تعالى في سورة الحشر ( و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( تركت فيكم امرين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و سنتي ) و ما دامت ارادة الله مطلقة ، و الرسول الكريم بعث للناس كافة ، و الاسلام دين يصلح لكل زمان و مكان كانت القيمة الخلقية مطلقة و ثابتة و لا اختيار لإرادة الإنسان أمام الإرادة الإلهية
النقد / لا ينكر أحد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير ، و اجتناب الشر ، لكن تجريد الفعل من كل غاية أو منفعة قد يجعله جافا , غير مرغوب فيه ، فأخلاق الواجب مثالية للغاية ، و صورية ، تهتم بالمبادئ المطلقة دون المعالات الخاصة ، لذلك لا يمكن للانسان العادي الذي يتفاعل مع واقعه ، و تحركه الدوافع و الغايات أن يعمل بها ، و يرى الفيلسوف الالماني شوبنهاور و هو أحد تلامذة كانط( ان الواجب الكانطي قانون سلبي ، يصلح لعالم الملائكة لا لعالم البشر)
/ ان الشرع لم يلغ أبدا دور العقل في استنباط الاحكام ، فهناك كثير من المسائل تظهر مع تطور الحياة الاجتماعية و العلمية تحتاج الى اجتهاد الرأي ، ووجود علم الفقه أحسن دليل على ذلك ، و في الاجتهاد اختلاف و صدق نسبي
يرى البعض أن الأخلاق قيم نسبية . أثبت صحة ذلك
اعطتنا نص لامدنية مدنية الانسان ( تجد النص في كتاب النصوص القديم صفحة 124)
لايمانويل كانط
(هل يحتاج الانسان الى مقاومة الاخرين حتى يثبت وجوده ومكانته؟)
1)المقدمة:
يندرج هذا النص في اطار فليفة القيم,حيث يعالج موضوع مهما وهي علاقة الانسان بالاخرين
ويعالج بالخصوص قيمة الانسان وكينونته في المجتمع وصراعه الداخلي مع نفسه وهذا ماجعل الفيلسوف ايمانويل كانط يتسائل في هذا النص كالتالي :
هل علاقة الانسان بالاخرين مبنية على الصراع والتنافر ؟
2التحليل:
*يرى كانط ان علاقة الانسان بالخرين مبنية على التنافر ,فان تطور الحياة في الطبيعة مرهون بهذا التنافر فيما بين الناس
*لان التعاطف بين يولد التسامح وهي من القيم الانسانية العليا, ولكن قد يفهم من التجاذب والانسجام مع الاخرين على انه خضوع وانحناء , وذلك
مايهدد على الدوام بتفكك المجتمع,وهذا مايؤدي الى ذوبان كيان الفرد , وهذا مايؤدي كذلك الى فساد المجتمع.
*صحيح ان التنازل والانحناء امام امور الحياة والمجتمع قد يحط وقيم الفرد غير ان الانسان يتعايش مع الاخرين ويتواصل معهم والتواصل يبنى على الاتفاق و
التفاهم , كما ان الانسان كائن عاجز بنفسه وبحاجة الى الاخرين لتبادل المنافع وتحقيق المصالح.
3)الخاتمة
*في النهاية نستنتج ان الانسان كائن اجتماعي , يتعايش مع الاخرين ويتواصل معهم ضمن علاقة مبنية على التعاطف والتعاون والسلام والمحبة غير انها
تقوم على ظوابط وقوانين تسيرها.
(ارجو ان تقيم مقالتي وتوضح لي اخطائي والثغرات الموجودة في التحليل)
(ولكني لما كنت قد تعلمت منذ ايام المدرسة انه لايمكن ان نتخيل امرا بلغ الشذوذ والبعد عن التصديق الا وقد قال احد الفلاسفة ثم انني عرفت في رحلاتي ان كل اللذين لهم عواطف مخالفة لعواطفنا كل المخالفة ليسوا من اجل هذا برابرة ولا متوحشين ولكن الكثيرين منهم يستخدمون العقل مثلنا او اكثر منا.
ولما تاملت في ان الرجل نفسه بنفس عقله اذا نسا منذ طفولته بين فرنسيين و المانيين . فانه يصبح مختلفا عما كان يكون. لو انه عاش بين صينيين او كانيباليين وكيف ان الشيئ الواحد حتى في ازياء الملابس الذي اعجبنا منذ عشر سنين والذي ربما يعجبنا ايضا. قبل ان تمضي عشر سنين . يبدو لنا الان شاذا ومضحكا بحيث تكون العادة والتقاليد هما اللذان يؤثران في ارادتنا اكثر من اي علم يقيني.
وعلى كل حال . فان موافقة الكثرة ليست دليلا ذا شائن على الحقائق التي يتعسر كشفها فانه اقرب الى الاحتمال. ان يحييها رجلا واحد من ان تحييها امة باسرها
واذن فلم اكن لاستطيع ان اختيار رجلا. كانت تبدوا لي افكاره واجبت التفضيل على اراء الاخرين . ووجدتني كانني مضطر الى ان اتولى بنفسي توجيه نفسي)
رنييه ديكارت
ارجوا ان تقييم تحليل وتوضح لي الفجوات فيه لاقوم بتصحيحها
*يندرج هذا النص في اطار فلسفة القيم حيث يعالج بالخصوص ماهية الانسن وكيفية اثباتها وهي قضية شائكة اثارةت جدلا كبيرا بين الفلاسفة وهنا يحاول صاحب النص رنييه ديكارت الفصل فيها متسائلا كالتالي:
كيف للانسان اثبات ذاته في ظل صراعات الحياة؟
*يرى ديكارت ان الانسان يكون ذاته بنفسه وانه ليس في حاجة الى الاخرين لاثبات وجودها
* ذلك ان الاخرين يسيرونه حسب قوانينهم ومنظوماتهم . وبذا فانه يصبح عبدا مسيرا لايملك القدرة على تقرير مصيره.
*كما يرى ان الانسان مظطر لتوجيه نفسه بنفسه و وذلك بناءا على ان افكارهم اي الاخرين وقوانينهم لا تصب دائما في مصلحته ولا تكون نافعة دائما
*صحيح ماقال به ديكارت غير انه بالغ في ذلك .
فان الانسان كائن عاجز في نفسه ولايستغني عن الاخرين
كما ان له ميل اجتماعيا . وهو في الحقيقة كائن اجتماعي يتعايش مع الاخرين ويتبادل المنافع والمصالح معهم .
كما ان النسان في حاجة الى الاخرين لنقده وتبيين له الصح من الخطاء والسلبيات من الايجابيات .
-ان الانسان يكون نفسه بنفسه ويوجهها
-لكن الانسان كائن عاجز في نفسه
——————————
اذن الانسان يكون نفسه بنفسه الا انه في حاجة الى الاخرين لتوجيه تصرفاته وتبيين اخطائه
*في النهاية نستنتج ان الانسان كائن اجتماعي وليس في امكانه الاستغناء عن الاخرين في توجيه تصؤفاته
هل يستطيع المؤرخ يتجاوز العقبات ودراسة التاريخ دراسة علمية ؟
إذ كنت أمام أطروحتين أحدهما تقول <التاريخ ليس علما > والأخرى ترى عكس ذلك حدد المشكلة وأفصل فيها؟
الملاحظة:
هذه المقالة تتعلق ب: هل يمكن تطبيق المنهج العلمي على الحوادث التاريخية.
مقدمة :
طرح الإشكالية
يتحرك الإنسان في محيطه الحيوي ويصطدم يوميا بالكثير من الظواهر الطبيعية يحاول فهمها وتفسيرها وأيضا يتفاعل مع الظواهر الإنسانية والتي من أصنافها الحوادث التاريخية , فإذا كنا أمام أطروحتين إحداهما ترى أنه من الممكن دراسة الحوادث التاريخية دراسة علمية والأخرى ترى عكس ذلك فالمشكلة المطروحة :
هل الحوادث التاريخية يمكن دراستها دراسة علمية أم أن العقبات التي تقف في وجه المؤرخ تعجل ذلك مستحيلا؟
التحليل : محاولة حل الإشكالية
عرض الأطروحة الأولى
ترى هذه الأطروحة أنه لا يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية وحجتهم في ذلك وجود عقبات <عوائق> مصدرها خصائص الحادثة التاريخية وأول هذه العقبات < غياب الموضوعية > لأن المؤرخ يتحكم في الأكثر إلى عقيدته ويدخل أحكامه المسبقة ويتأثر بعاطفته حتى أن فولتير قال < التاريخ مجموعة من الأباطيل والخدع يديرها الأحياء والأموات حتى تناسب رغباتهم > ومن العقبات أيضا < غياب الملاحظة والتجربة > ومن الأمثلة التي توضح ذلك أن المؤرخ لا يمكنه أن يحدث لنا حرب حتى يبرهن لنا على صحة ما يقول إضافة إلى أن الحادثة التاريخية أنها فريدة من نوعها تحدث مرة واحدة ولا تتكرر وليس هذا فقط بل توجد عقبة ثالثة ألا وهي < غياب الحتمية والتنبؤ >وقد وصف جون كيميني ذلك بقوله< التنبؤ يستحيل مع البشر لأنهم يتمتعون بالإرادة والحرية > والنتيجة التي يمكن استخلاصها أنه لا يمكن دراسة التاريخ دراسة علمية .
النقد:
هذه الأطروحة نسبية شكلا ومضمونا لأن المؤرخ قادر على تجاوز هذه العقبات والبحوث التي قاموا بها المؤرخون في عصرنا تثبت ذلك.
عرض الأطروحة الثانية
ترى هذه الأطروحة أن الحوادث التاريخية تصلح أن تكون أن موضوع لدراسة علمية وحجتهم في ذلك تطبيق المؤرخين لمنهج علمي يعرف <بالمنهج التاريخي الاستقرائي >والذي يتصف بالموضوعية يظهر ذلك في مرحلة جمع الوثائق والمصادر التي بدونها لا يتحدث المؤرخ لذلك قال سنيويوس < تاريخ بدون وثائق وكل عصر ظاعت وثائقه يظل مجهولا إلى الأبد>والمؤرخ لا يستعمل هذه الوثائق إلا -(بعد نقدها وتحليلها) وهذا يستعين بالملاحظة والوسائل العلمية للتأكد من سلامة مادة الوثيقة ويحتكم إلى المنطق العقل والعلم للتأكد من مضمونها وهو بذلك يحقق شرط الموضوعية وهذا ما أكد عليه ابن خلدون في كتابه المقدمة حيث قال << النفس إذا كانت على حال من الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر >> ويصل المؤرخ إلى ترتيب الأحداث التاريخية بمنهجية علمية فيضعها في إطارها الزماني والمكاني وكل ذلك يثبت أنه يمنك دراسة التاريخ دراسة علمية أن المؤرخ قد تمكن من وضع الحلول المناسبة فتمكن من ذلك تجاوز مختلف العقبات
النقد : هذه الأطروحة نسبية شكلا ومضمونا لأن الدراسات التاريخية لم تصل بعد إلى الموضوعية التي وصلت إليها العلوم الرياضية والفيزيائية
التركيب : الفصل في المشكلة
اهتمام الإنسان بالأخبار التاريخية قديم ونستطيع أن نميز بين نوعين من دراسة التاريخ < الدراسة الفلسفية > والتي ترتبط بالجانب الميتافيزيقي والدراسة العلمية كما هو واضح في عصرنا هذا وكحل للإشكالية نقول <يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية لاكن بشرط التقيد بالضوابط الأخلاقية واحترام خصوصيات العصر الذي ندرسه > والدليل على ذلك أن التاريخ هو أحداث يرويها الأحياء عن الأموات وكما قال كانط << يجب أن يحاط الإنسان بالاحترام>>وفي كل الحالات يجب أن نؤكد أن التاريخ قد أصبح علما.
الخاتمة:
وخلاصة القول أن التاريخ له فائدة كبرى إنه يرسم لنا كيف كانت نهاية طريق الرذيلة ويخبرنا عن الذين دافعوا عن مبادئهم وسلكوا طريق الفضيلة وقد تبين لنا أن المشكلة تدور حول < تطبيق المنهج العلم على التاريخ> وبعد عرض المسلمات واستخلاص النتائج ومن خلال البرهنة ونقدها نصل إلى حل هذه الإشكالية
بارك الله فيك يا استاد هيدر
جزاك الله خيرا
أريد بحث حول النظرية اللاشعورية عند فرويد بلييز في أسرع وقت ممكن