التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

فضل العشرا لليالي من ذي الحجة


الونشريس

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين … أما بعد .

فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

من بعض ماكتب عن العشرة الليالي من ذي الحجه …


فإنّ مواسم الخيرات والبركات، وأسواق الآخرة ورفع الدرجات لا تزال تترى وتتوالى على هذه الأمة المرحومة في الحياة وبعد الممات، فإنها لا تخرج عن موسم إلاّ وتستقبل موسماً آخر، ولا تفرُغ من عبادةٍ إلاّ وتنتظرها أخرى، وهكذا ما ودّع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، وما أن ينقضي ذو القعدة إلاّ ويُكرَمون بعشرة ذي الحجة، العشرة التي أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن فضلها قائلاً: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء). [خرّجه البخاري عن ابن عباس]. فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة أحب إلى الله عزّ وجل من العمل في سائر أيام السنة من غير استثناء، وذلك فضْلُ الله يؤتيه من يشاء من الأنبياء والرسل والعلماء والصالحين والأيام الشهور والأمكنة، إذ لا يساويها عملٌ في غيرها، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج مجاهداً بنفسه وماله ولم يعُدْ بشيءٍ من ذلك البتة.
ومما يدل على فضلها تخصيص الله لها بالذكر، حيث قال عزّ وجل: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) [سورة الحج: 28]، والأيام المعلومات هي أيام العشر الأول من ذي الحجة، وأيام هذه العشر أفضل من لياليها، عكس ليالي العشر الأواخر من رمضان فإنها أفضل من أيامها، ولهذا ينبغي أن يُجتهد في نهار تلك الأيام أكثر من الاجتهاد في لياليها.
فعلى المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليتسابق المفلحون، وليتبارَ العاملون، وليجتهد المقصِّرون، وليجدَّ الجادّون، وليُشمِّر المشمِّرون؛ حيث تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتتنزّل الرحمات، ويُتَعرّض فيها إلى النفحات، وتُجاب فيها الدعوات، وتُغْتفر فيها الزلاّت، وتُكفّر فيها السيئات، ويُحصّل فيها من فات وما فات.
فالبدارَ البدارَ أخي الحبيب! فهل تنتظر إلاّ فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً [يضعف العقل والفهم]، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فشرُّ غائب ينتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمرُّ؟ كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم [سنن الترمذي: 2306].
فمن زرع حصد، ومن جدّ وجد، ومن اجتهد نجح، ومن خاف أدلج [سار الليل كله]، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة [سنن الترمذي: 2450].
وهل تدري أخي أن صاحب الصُور إسرافيل قد التقمه ووضعه على فيه منذ أن خُلِق، ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ. [رواه أحمد: 2/72] فإذا نفخ صعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه النفخة الثانية بعد أربعين سنة؟!
بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد ويُكثر من التقرُّب إلى الله بجميع فضائل الأعمال فإنها مضاعفة ومباركة في هذه الأيام، سيما:
[1] الصيام: فقد روى أصحاب السنن والمسانيد عن حفصة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدَعُ صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر .
وكان أكثر السلف يصومون العشر، منهم: عبد الله بن عمر، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، لا سيما يوم عرفة الذي يكفِّر صيامه السنة الماضية والقادمة.
[2] التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه: (ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد].
[3] الإكثار من تلاوة القرآن.
[4] المحافظة على السنن الرواتب.
[5] الاجتهاد في لياليها الصلاة والذكر، وكان سعيد بن جبير راوي الحديث السابق عن ابن عباس إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وكان يقول: "لا تطفئوا سُرُجكم ليالي العشر".
[6] الصدقة وصلة الرحم.
[7] استحب قوم لمن عليه قضاء من رمضان أن يقضيه فيهن لمضاعفة الأجر فيها، وهذا مذهب عمر، وذهب عليٌّ إلى أنّ القضاء فيها يفوِّت فضل صيام التطوُّع.
[8] الجهاد والمرابطة في سبيل الله.
[9] نشر العلم الشرعي.
[10] بيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك.
[11] تعجيل التوبة.
[12] الإكثار من الاستغفار.
[13] ردُّ المظالم إلى أهلها.
[14] حفظ الجوارح، سيما السمع والبصر واللسان.
[15] الدعاء بخيريِ الدنيا والآخرة، لك ولإخوانك المسلمين، الأحياء منهم والميتين.
[16] فمن عجز عن ذلك كله فليكفَّ أذاه عن الآخرين؛ ففي ذلك أجر عظيم.
وبأي عملٍ آخر يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تُحصى كثرةً، والسعيد من وفِّق لذلك، وكلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له، والمحروم من حُرِم هذه الأجور العظيمة، والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة التي نطق بفضلها القرآن، ونادى بصيامها وإعمارها بالطاعات رسول الإسلام، وتسابق فيها السلف الصالح والخلف الفالح، فما لا يُدرك جُلُّه لا يُترك كلُّه، فإنْ فاتك الحج والاعتمار فلا يفُتْكَ الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار.
وإن فاتك بعض هذه الأيام فعليك أن تستدرك ما بقي منها، وأن تعوِّض ما سلف.
وعليك أخي الحبيب أن تحثَّ أهل بيتك وأقاربك ومن يليك على ذلك، وأن تنبِّههم وتذكِّرهم وتشجِّعهم على تعمير هذه الأيام، وإحياء هذه الليالي العظام، بالصيام والقيام، وقراءة القرآن، وبالذكر والصدقة، وبحفظ الجوارح والإمساك عن المعاصي والآثام؛ فالداعي إلى الخير كفاعله، ورُبَّ مبلَّغٍ أوعى من سامع، ولا يكتمل إيمان المرء حتى يحبَّ لإخوانه المسلمين ما يحبُّ لنفسه، فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وتفيد المسلمين، وتذكِّر الغافلين، وتُعين الذاكرين، والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم، والمسلمون يدٌ على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم.

**


ومن الأوقات المباركة أيضاً هذه العشر التي ورد في فضلها آيات أحاديث منها قول الله تعالى : { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [الفجر:2،1].
قال ابن كثير رحمه الله : المراد بها عشر ذي الحجة.
وقال عز وجل: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } [الحج: 28]
قال ابن عباس : "أيام العشر".
وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: " ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" [رواه الطبراني في المعجم الكبير].
وكان سعيد بن جبير- رحمه الله – ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق) : " إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه " [رواه الدارمي بإسناد حسن].
وروي عنه أنه قال : " لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام.
قال ابن حجر- رحمه الله – في الفتح : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره ".
وقال ابن رجب – رحمه الله – في لطائف المعارف: " لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين ".
وسئل ابن تيمية- رحمه الله – عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟
فأجاب: " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".
قال المحققون من أهل العلم : أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
فبادر- أخي المسلم- إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنه ليس لما بقي من عمر! ثمن ، وتب إلى الله من تضييع الأوقات ، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى قال تعالى : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج :32] وقال تعالى :{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } [الحج: 37] .
اللهم وفقنا إلى عمل الطاعات والفوز بالجنات، اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة


اللهم وفقنا إلى عمل الطاعات والفوز بالجنات، اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

شكرا جزيلا كل أخي




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

بارك الله فيك




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

بارك الله فيك و اثابك




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

بارك الله فيك و أثابك




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

شكرا جميعا




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

الونشريس




رد: فضل العشرا لليالي من ذي الحجة

الله ينورك اختي نور شكرا على المرور




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم


الونشريس

السؤال: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم ، لأني أحيانا قبل أن أنام أشعر بأن روحي تخرج من جسدي ، لا أسمع شيئا ، ولا أرى شيئا ، ولا أحس بشيء أبدا لمدة ثوان ، ثم تعود وأستيقظ وأشعر بكل شيء ؟

الجواب :
الحمد لله
جاءت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الروح تقبض عند النوم ، وأن النوم صورة من صور الوفاة ، ومن هذه الأدلة :
1- قول الله عز وجل ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر/42.
2- وقوله سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) الأنعام/60.
3- وعن أبي قتادة رضي الله عنه حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ ) رواه البخاري (7474)
4- وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ : إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ ، فَمَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ ، وَمَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَ ) رواه أبو يعلى في " المسند " (2/192)، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (1/293)
5- وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) رواه البخاري (6312)، وهو عند مسلم في " صحيحه " (2711) من حديث البراء رضي الله عنه .
وقد ذكر هذه الأدلة الحافظ ابن رجب رحمه الله ثم قال :
" فدلت الآية على أن النوم وفاة ، ودل الحديث على أن النوم قبض ، ودلَّا على أن النفس المتوفاة هي الروح المقبوضة " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/325)
ولكن قبض الروح في النوم لا يستلزم انفصالها انفصالا كليا كما يحدث عند الموت ، بل بقاء الحياة في الجسم أثناء النوم دليل على استمرار تعلق الروح بالجسد أثناء النوم ، ولكنه تعلق ناقص عن التعلق أثناء الاستيقاظ ، فليس كل انفصال للروح عن الجسد يستلزم الموت ، بل ما يحدث للجسد يختلف بحسب نوع الانفصال .
قال ابن رجب رحمه الله :
" قبض الأرواح من الأبدان لا يشترط له مفارقتها للبدن بالكلية ، بل قد تقبض ويبقى لها به منه نوع اتصال ، كالنائم " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/326)
وينظر أقوال أخرى في المسألة في " الجامع لأحكام القرآن " ، للقرطبي (15/261) ، " فتح الباري " لابن حجر (11/114) .
على أن الذي يبدو لنا أن ما تذكرينه في سؤالك ليس من هذه المسِألة في شيء ؛ فوفاة الروح في المنام إنما يكون أثناء نومها ، ولا يكون قبل نومها كما تذكرين .
ولعل الذي يصيبك هو مسألة نفسية ، أو انشغال زائد بأمر الوفاة عند الموت ونحو ذلك .
نسأل الله أن يعافيك ، ويصلح شأنك .
والله أعلم .




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

شكرا جزيلا لك أخي جزاك الله خيرا و اسكنك فسيح جناته




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

جزاكـــــــــــــم الله خيرا وشكرا على المرور




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

شكرا على الموضوع .جعله في ميزان حسناتك




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

شكرا جزيلا لك أخي جزاك الله خيرا و اسكنك فسيح جناته




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

جازاك الله خيراااااااااااااااااا




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

بارك الله فيك أخي و جعلها في ميزان حسناتك
مشكور على الافادة




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

بارك الله فيك جعلها في ميزان حسناتك واسكنك فسيح جناتك




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

بمروركم الطيب تتعطر الصفحات وبردودكم العطر تشرق البسمات
لكم مني شكرا يفوق عدد الصفحات بمعانى الاحترام وارقى التحيات




رد: هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم

بارك الله فيــــــــــــــــــــــــــــــــك وجزاك ألــــــــــــــــــــــــــــف خيــر




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات

عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات


الونشريس

عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات

إمام المسلمين أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه

عقيدة الإمام أبو حنيفة – رضي الله عنه – في التوحيد:

) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]

2) قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه وعينين ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والعينين والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]

3) قال البزدوي: العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة – رضي الله عنه – في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8]

4) قال الإمام أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368]

5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]

6) قال الملاَّ علي القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…": اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251]

7) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]

8) قال الألوسي الحنفيُّ: أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني.. [روح المعاني ج6 ص156]

9) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته… [الفقه الأكبر ص301]

10) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا… [الفقه الأكبر ص302]

11) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين. [الفقه الأبسط ص56]

12) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته الذاتية والفعلية: أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [الفقه الأكبر ص301]

13) قال الإمام أبو حنيفة: ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]

14) قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]

15) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [سورة الحديد: الآية 4] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه. [الأسماء والصفات ص429]

16) قال الإمام أبو حنيفة: والقرآن غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]

17) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]

18) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة. [شرح الوصية ص10]

الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه

عقيدة الإمام مالك بن أنس – رضي الله عنه – في التوحيد:

1) سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك: محال أن يُظنَّ بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد. [ذم الكلام ق – 210]

2) عن وليد بن مسلم قال: سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت. [الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149]

3) قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]

4) عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]

5) عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد – جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي – مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص17-18، التمهيد ج7 ص151، الأسماء والصفات للبيهقي ص407، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103]

6) عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]

7) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. [الانتقاء ص35]

8) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]

الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه

عقيدة الإمام ابن إدريس الشافعي – رضي الله عنه – في التوحيد:

1) عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: من حلف باللهِ، أو باسم من أسمائه، فحنث؛ فعليه الكفارة. ومن حلف بشيء غير اللهِ، مثل أن يقول الرجل: والكعبة، وأبي، وكذا وكذا ما كان، فحنث؛ فلا كفارة عليه. ومثل ذلك قوله: لعمري.. لا كفارة عليه. ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة، منهي عنها من قبل قول الرسول – صلى الله عليه وسلم: إن اللهَ عزَّ وجلَّ نهاكم أن تحلِفوا بأبائكم، فمن كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليسكت. [مناقب الشافعي ج1 ص405] وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء اللهِ غير مخلوقة؛ فمن حلف باسم اللهِ، فحنث؛ فعليه الكفارة. [آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص193، الحلية لابي نعيم ج9 ص112، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص28، الأسماء والصفات للبيهقي ص255، 256، شرح السنة للبغوي ج1 ص188، والعلو للذهبي ص121، ومختصره للألباني ص77]

2) عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]

3) عن المزني قال: قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع عِلْمَهُ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول اللهِ تعالى: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ} [سورة البقرة: الآيتان 163، 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك. [سير أعلام النبلاء ج10 ص31]

4) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المُسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة. [الانتقاء ص79، مجموع الفتاوى ج6 ص187]

5) قال الشافعي في كتابه الرسالة: والحمد لله… الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه. [الرسالة ص7، 8]

6) عن الشافعي أنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: الآية 11] [السير للذهبي ج20 ص341]

7) عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته. [الانتقاء ص79]

8) عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد ابن إدريس الشافعي، جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط؛ كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا. قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين اللهَ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص506]

9) عن الجارودي قال: ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي: جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن. ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول. أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب. [الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]

10) عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]

11) عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا، قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم، قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [سورة التوبة: الآية 6] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء: الآية 164] قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]

12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي – من رواية أبي طالب العُشاري – ما نصه قال: وقد سئل عن صفات الله عزَّ وجلَّ، وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وخبَّر بها نبيه – صلى الله عليه وسلم – أمته، لا يسع أحداً من خلق الله عزَّ وجلَّ قامت لديه الحجَّة أن القرآن نزل به، وصحَّ عنده قول النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما روى عنه، العدل خلافه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجَّة عليه، فهو كافر بالله عزَّ وجلَّ. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالدراية والفكر. ونحو ذلك إخبار الله عزَّ وجلَّ أنه سميع وأن له يدين بقوله عزَّ وجلَّ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة: الآية 64] وأن له يميناً بقوله عزَّ وجلَّ: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [سورة الزمر: الآية 67] وأن له وجهاً بقوله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [سورة القصص: الآية 88] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن: الآية 27] وأن له قدماً بقوله – صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب عزَّ وجلَّ فيها قدَمه." يعني جهنم؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم – للذي قُتِل في سبيل الله عزَّ وجلَّ أنه: "لقي الله عزَّ وجلَّ وهو يضحك إليه." وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذلك، وأنه ليس بأعور لقوله النبي – صلى الله عليه وسلم – إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"، وأن المؤمنين يرون ربهم عزَّ وجلَّ يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعاً بقوله – صلى الله عليه وسلم: "ما من قلب إلاَّ هو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ" وإن هذه المعاني التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه، ووصفه بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا تُدرَك حقيقتها تلك بالفكر والدراية، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن كان الوارد بذلك خبراً يقول في الفهم مقام المشاهدة في السَّماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله – صلى الله عليه وسلم، ولكن نثبت هذه الصفات، وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى: الآية 11]… آخر الاعتقاد. [ذم التأويل لابن قدامة ص124، الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، السير للذهبي ج10 ص79]

الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

عقيدة الإمام أحمد بن حنبل – رضي الله عنه – في التوحيد:

1) إن الإمام أحمد سئل عن التوكل، فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. [طبقات الحنابلة ج1 ص416]

2) قال الإمام أحمد: لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ. [كتاب المحنة لحنبل ص68]

3) عن أبي بكر المروذي قال: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها، وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت. [مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182]

4) قال عبد الله بن أحمد: إن أحمد قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص56]

5) عن حنبل أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال: أحاديث صحاح، نؤمن بها، ونقر، وكل ما روي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص507، السنة ص71]

6) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدَّد وفيه: صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفُوا عن الله ما نفاه عن نفسه… [سير أعلام النبلاء ج10 ص591، تهذيب التهذيب ج10 ص107]

8) قال الإمام أحمد: نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء، وكما شاء، بلا حد، ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد؛ فصفات اللهِ منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص30]

9) قال الإمام أحمد: من زعم أن اللهَ لا يُرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن. [طبقات الحنابلة ج1 ص59، 145]

10) عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]

11) عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: … والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]

والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




رد: عقيدة الأئمة الأربعة في توحيد الأسماء والصفات

بارك الله فيك اخي




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الفراغ داء عضال

الفراغ ..داء عضال


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المريلين نبينا محمد عليه صلوات الله و سلامه وعلى اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد:
الوقت؛ هو أثمن ما يملك الإنسان؛ فهو رأس المال الحقيقي، وهو حياة الإنسان من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة، فالواجب على الإنسان العاقل أن يحافظ على أوقاته، فهي خزائن أعماله، ويوظفها فيما يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع. ولكن مع الأسف أن كثيرًا من أبناء المسلمين رجالًا ونساء، شبابًا وفتيات قد ابتلوا بضياع الأوقات، وأوقات فراغ قاتلة، وأحسب أن المجتمع يستطيع الخلاص من مفاسد كثيرة لو أنه تحكم في أوقات فراغه.

رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل لا حرفة له، سقط من عيني"، وقال أيضًا: "إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللًا (أي فارغًا) لا في عمل دنيا، ولا في عمل الآخرة"، وقال حكيم: "من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".

والفراغ داء قاتل للفكر والعقل والطاقات الجسمية، إذ النفس لابد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخُن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب وربما تنامت بداخله إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن هذا الكبت الذي أصابه من الفراغ.

وقد نبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية و الوقت فقال: «نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ» [رواه البخاري وصححه الألباني].

ويقصد بالفراغ: الخلو من المشاغل والمعوقات الدنيوية المانعة للمرء من حيث الاشتغال بالأمور الأخروية.

وكان السلف الصالحون يكرهون من الرجل أن يكون فارغًا، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة" و قيل: "الفراغ للرجل غفلة وللنساء غلمة: أي محرك للغريزة.

ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع مع الشباب الذي يتميز عهده بقوة الغريزة والجدة.

يقول قائل في هذا
لقد هاج الفراغ عليه شغلًا *** وأسباب البلاء من الفراغ

ولقد قطع الله تعالى المعذرة لأهل الفراغ بقوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ***1750; فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ***1754; وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء:12]، فأتاح لهم التكسب من نعم الله وفضله والنظر في مخلوقاته والتفكر فيها واسترجاع طاقات العقل بما ينفع من أمور الدنيا والآخرة.

وبتعدد أنواع الفراغ يمكننا تقسيم الحالات التي يصاب بها الشخص من إهدار للوقت على هامش تبيين المفسدة:

الفراغ العقلي: جعل الله صفة (الفراغ العقلي) للدواب وذلك لأنها غير مهيئة لاستخدام عقلها، فيشابهها الإنسان عندما يعطل دور عقله في تحصيل العلوم النافعة، وهذا هو سر تمييز عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للرجال حين قال: "أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه"، فلابد من إدراك أهمية ملء الذهن بما ينفع، فإذا عاش الإنسان في فراغ عقلي فإنما كتب على حياته الدمار، وأما من ملأ عقله بما ينفعه في دنياه وأخرته فالفوز حليفه في الدنيا والآخرة، لأنه كان يغذي عقله لما خلق له، في تدبر أمر الله جل عُلاه، والحقوق اللازمة له والتفكر في مخلوقات الله كما أمر تبارك وتعالى بذلك حين قال: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ***1750; وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ***1751; إِنَّ فِي ذَ***1648;لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 12].

الفراغ القلبي: أوضح الله تبارك وتعالى أن ملء الفراغ القلبي يكون بالإيمان، وهذا ما أكده ابن مسعود -رضي الله عنه- حين طلب منا أن نتفقد قولبنا في المواطن الإيمانية يقول: "أطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب إنه لا قلب لك".

وما عليك في هذه المرحلة إلا أن تقض على هذا الفراغ بتقوية صلتك بالله، حتى تضع في قلبك إيمانًا قويًا، بدل فراغ قاتل يسمم حياتك.

الفراغ النفسي: والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وذلك هو الفراغ النفسي فمن أطلق لنفسه العنان تهوي به ذات اليمين وذات الشمال، فإن هذه صورة تمثل النفوس الفارغة التي لا تعرف الجد، فتلهو في أخطر المواقف وتهزل في مواطن الجد والنفس التي تفرغ من الجد والاحتفال بالقداسة تنتهي إلى حالة من التفاهة والجدب والانحلال، فلا تصلح للنهوض بعبء ولا للاضطلاع بواجب ولا للقيام بتكليف وتغدو الحياة فيها عاطلة هينة رخيصة.

فهذه هي حالة النفوس الفارغة، فلا قول ولا عمل ولا إيمان ولا دين، همها اللعب واللهو في الدنيا ويتبعه حسرة وندامة، قال ابن مسعود -رضي الله عنه- :"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"، وإذا كان هذا هو حرص سلفنا على الوقت وتقدير قيمته وخطره فإن مما يدمي القلب، ويمزق الكبد أسى وأسفًا: ما نراه اليوم عند المسلمين من إضاعة للأوقات بدرجة فاقت حد التبذير إلى تبديد، حتى يجلسون الساعات الطوال من ليل أو نهار حول مائدة النرد أو رقعة الشطرنج، أو لعب الورق، أو غير ذلك -مما يحِل أو يحرُم- لا يبالون، لاهين عن ذكر الله وعن الصلاة، فإذا سألتهم عن عملهم هذا قالوا بعبارة تفقدك الأمل فيهم :"نقتل الوقت"، وما يدرون أنهم يقتلون أنفسهم في الحقيقة، وسوف يندمون حين يقال لهم: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ***1754; أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ***1750; فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [ فاطر: 37].

إذًا فالفراغ داء قاتل إذا لم يمضه صاحبة فيما ينفع وإذا أراد الله سبحانه بالعبد خيرًا أعانه بالوقت وجعل وقته مساعدًا له، وإذا أراد شرًا جعل وقته عليه، وعانده وقته حتى يفقد وظيفته في هذه الحياة.

إن المسلم يغالي بالوقت مغالاة شديدة لأن الوقت عمره، فإذا سمح بضياعه وترك العوادي تنهبه فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش، والإسلام دين يعرف قيمة الوقت وخطر الفراغ، ويقدر خطورة الزمن وتؤكد ذلك الحكمة الغالية "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".

وما فشت المنكرات وازدادت حدة العصيان وانتشار الجرائم إلا بازدياد نسبة الفراغ، وذلك لأنه يفتح على هؤلاء المجانين أبوابًا عديدة على رأس كل باب؛ شيطان يدعوه إلى الرذيلة، فعند ذلك هل يتحكم الشخص بعقله أمام هذه الأبواب فيربي فراغه على التحصيل والاستفادة أم ينفذ من أحد هذه الأبواب؟!

فالإنسان مأمور باغتنام أوقات فراغه، حتى ولو لم تكن مناسبة للاغتنام لأن الأماني والأحلام لا تصنع حاضرًا ولا تبني مستقبلًا، وهذا ما قصده؛ مد بن فارس الرازي بقوله:
إذا كان يؤذيك حر المصيف *** ويبس الخريف وبرد الشتاء
ويلهيك حسن زمان الربيع *** فأخذك للعلم قل لِي متى؟!

يقول الإمام الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره إلا ويناد: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة"، ولو قلبنا صفحات تاريخنا الإسلامي لوجدناه مليئًا برجال سابقوا الزمان، وملؤه بالعلم والمعرفة، فخلدت ذكراهم وهم بين طبقات الثرى، كانوا دائمًا بين أروقة العلم والعبادة لأن قيمة الزمن عندهم ترتبط بالغاية من الخلق وهي العبادة. ومع ذلك فإننا نحن الآن لا نبني بفراغنا شيئًا ثمرته خير للأمة أوالفرد؛ لأننا لا نبالي بمرور الوقت الذي استغله وتحكم فيه أعداؤنا، فمثلًا لقد أهدرنا وقت قراءة القرآن الذي هو الروح لتحريك الأمة وهو مصنع الرجال الأفذاذ.

ولي دعوة للشباب لأنهم هم عماد المستقبل، وهم القوة الدافعة لحضارات الأمم وتقدمها، وهم أصحاب طاقات جبارة تتفجر في وسط العالم لأنها هي مرحلة الإنتاج، أدعوهم إلى استغلال هذا الوقت العنفواني المزهر في تربية النفس وصقلها بين أجنحة المواهب، وصرف الهمم إلى الإنتاج البشري المثمر، ذلك لأني أرى الكثيرين من شباب اليوم فارغي النفوس والقلوب والرؤوس. فلا علم ولا عمل، ولا دين ولا إيمان… ولا نرى لهم أثر على الساحة العالمية سوى الانتصارات الرياضية والانخراط في سلك التائهين.

والناظر إلى الغرب وواقع الشباب فيه يدرك مدى الانحطاط الخلقي الذي يغوص في وحله الألوف من أصحاب الصراعات والانحرافات التي بدأ، فيروسها ينتقل إلى طاقات الشباب الإسلامي حتى أصبحوا يعيشون في خواء روحي وفراغ عقلي، نسال الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.

ونلخص أضرار الفراغ فيما يلي:

أولًا: أن الفراغ سبب أساسي في الكثير من أمراض العصر النفسية والجسمية، ويؤدي إلى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما اتفق العلماء كذلك على أن الفراغ وراء الاكتئاب والقلق النفسي و الهم.

ثانيًا: الفراغ يجعل الإنسان يشعر بأنه لا فائدة له، وأنه عضو مشلول في المجتمع لا ينتج ولا يفيد.

ثالثًا: الفراغ وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامه لتحرق ما حوله وهذه حقيقة لا مراء لها.

رابعًا: الفراغ سبب للمشاكل الأخلاقية والجريمة، ويشهد بهذا علماء الاجتماع، إذ وجدوا أن نسبة الجرائم والمشاكل الأخلاقية تتناسب طرديًا مع نسبة البطالة في أي زمان ومكان.

خامسًا: الفراغ سبب في كسب الذنوب مثل التفكير في المعاصي والغيبة، وما إلى ذلك.

سادسًا: الفراغ تعطيل للعمل وضياع للفرص، وضياع للطاقات، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وصححه الألباني].

اللهم اهدنا إلى أحسن الأقوال والأعمال.




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

جبال من الحسنات .

جبال من الحسنات………………………


الونشريس

تخيل أنك واقف يوم القيامه وتحاسب ولست بضامن دخول الجنة!! ..
وفجأة ..
تأتيك جبال من الحسنات لا تدري من أين؟!

من الاستمرار بقول:

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم




رد: جبال من الحسنات………………………

سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم …………..شكرا اختي رفيدة




رد: جبال من الحسنات………………………

2r1 ninaaaaaaaaaaaaaaaaa




رد: جبال من الحسنات………………………

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك




رد: جبال من الحسنات………………………

شكراااااااااااااااااااااااااا لك على الرد المتميز الدي اشرق صفحتي




رد: جبال من الحسنات………………………

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم




رد: جبال من الحسنات………………………

شكرااااااااااااااااااا لك غالياتي على الرد




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

أغنياء أم فقراء

أغنياء أم فقراء


الونشريس

تناظر الفقراء والأغنياء،

فقال الفقراء: نحن أفضل منكم فإنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم اختار الفقر على الغنى،

وقال الأغنياء: بل نحن أفضل منكم، فإنَّ الغنى صفة الرب والله الغني وأنتم الفقراء.

قال الفقراء: نحن أفضل فإنَّ حسابنا أقل ومَنْ قلّ شيئه قلّ حسابه ومن كثر شيئه كثر حسابه، ومَنْ طال حسابه طال عذابه، ومَنْ نوقش الحساب عُذّب، على قدر جِرْم الفيل تبنى قوائمه.

وقال الأغنياء بل نحن أفضل لأن صدقاتنا وزكواتنا أكثر فيكون ثوابنا أكثر.

قال الفقراء: يموت أحدنا وحاجته في صدره ولم تقضى، ويموت أحدكم وقد قضى منها وطراً، فكيف يستويان؟ يقال لكم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا.

قال الأغنياء: لا تتهيأ لكم شرائع الإسلام والإيمان، فلا تحجون ولا تزكون ولنا فضول أموال نحج ونزكي ونغزوا والحسنة بعشر أمثالها، وويل لـمن غلبت آحاده عشراته، فنحن أفضل منكم.

فقال الفقراء: إذا لم يجب علينا لا نطالب بقضائها وأدائها، وأما أنتم فتسألون عن كل ذرة وحبة حرفاً حرفاً وتحاسبون ألفاً ألفاً، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : (لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه). فنحن أفضل منكم.

فقال الأغنياء: نحن أفضل منكم، نشتري بالمال الأسرى، ونتصدق على المساكين ونسر المسلمين، والمال سبب لإدخال السرور على الأخ المؤمن،

قال الفقراء: إن كنتم اكتسبتم بها الأجر والثواب وإدخال السرور، فإنا قد استفدنا بالفقر الراحة والقناعة وقلة الهم والغم، فإنَّ الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن.

قال الأغنياء: المال عدة الزمان وعدة الإنسان، والغنى قرة العين، به يتقرب العبد إلى طاعة الله تعالى، والنفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت، وأما الفقير فحيّ كميّت لا عيش له ولا قرار ،

قال الفقراء: عرفتم شيئاً وغابت عنكم أشياء، فإنَّ المال سبب الحرص والحسد والكبر والعجب والفتنة والخصومة، وأهل الدنيا يتقاتلون عليها ويتناحرون، وهذه الآفات بمنزلة العقارب والحيات ، فمن سلم من الحيات لدغته العقارب، وأما الفقراء فلا حرص ولا حسد ولا كبر ولا عجب طرحوا وفرحوا.

قال الأغنياء: أخطأتم شتان بين مَنْ قدر فترك، وبين مَنْ لا يقدر فيعجز، فأنتم أصحاب العجز ونحن أصحاب القدرة، فكيف يتفقان؟ إنا وجدنا الأموال واشترينا بها الجنان والثواب وعجزتم عن ذلك، فانظروا إلى هذا البيان والبرهان.

قال الفقراء: المال روح الدنيا والدنيا يبغضها الله، أما الفقر فهو غنى والغنى يحبه الله، قال الأغنياء تأملوا ما تقولون فخلق المال من حكمة الله، وتخصيص المال من كرامة الله تعالى.

قال الفقراء: إنَّ فرعون كان من الأغنياء المسرفين وكم من مؤمن مقتر عليه. قال الأغنياء: هذا القياس ينتقض ولا يصح إلا بقياس، فإنَّ سليمان كان من المرسلين وقد ملك الدنيا سنين، وهذا داود كان له ثلاثة وثلاثون ألف حارس، وكراسي من ذهب وفضة، وهذا عثمان وعبدالرحمن وغيرهما.

قال الفقراء: القياس صحيح، فإنَّ المال كان لهم ولم يكونوا هم للأموال، فشتان بين مَنْ يكون للمال وبين مَنْ يملك المال.

قال الأغنياء: أهل الجنة أغنياء فرحون وإنهم أطيب عيش وأعدل حال، وأهل النار فقراء مغمومون، فنحن أفضل. قال الفقراء: امسكوا، فإنَّ آلة المعصية ما أطغى وما أبغى، ولم يتبع الهوى إلاّ كل ذي مال، وأما الفقراء فحسبهم الخمول والسكون يطيعون ربهم شاءوا أم أبوا.

قال الأغنياء: غلطتم فإنَّ التقوى مركوزة في طباع المرء افتقر أو استغنى،

قال الفقراء: أتسلّمون لنا أنَّ قلب المرء مع ماله، فالغني قط لا يحب الموت ويكره مفارقة الدنيا، وأما الفقير فلم ير خيراً إلاّ من ربه فيقدم عليه كالغائب، غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، والفقير قلبه إلى ربه ، فشتان بين مَنْ يميل إلى ربه وبين مَنْ يميل إلى الدنيا.

فلما أورد على الأغنياء هذه الحجة كادوا أن يتقطعوا، فقالوا: لا نسلّم، هذا هواجس وترهات دسائس.

وقال الأغنياء: بل الغنى صفة الرب والله الغني، ونحن أفضل. فصاحوا وتهارشوا.

فتحاكموا إلى قاضي العقل، فنظر واعتبر وطول وهول، ثم قال: قد تحيّرت فيما بينكم.

إن قلت: الفقر أفضل: ينادي منادي (كاد الفقر أن يكون كفراً).

وإن قلت: الغنى أفضــل: سمعت الله عــز وجـــل يقول: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ***64831;الأنفال: 28***64830;

هذه مناظرة جرت بين فريق الفقراء وفريق الأغنياء، ولا شك أنَّ لكل فريق مزاياه وخصائصه، مما يصعب معه تمييز أو تمايز فريق دون فريق أو تفضيل هذا على هذا، وفي كلٍ خير.

هذه المناظرة الممتعة مقتبسة من كتاب ( التخلص من الفقر )

اللهم إجعلنا أغنى خلقك بك وأفقر عبادك إليك




رد: أغنياء أم فقراء

شكرا على الموضوع المميز والرائع
واصل إبداعك وتألقك




رد: أغنياء أم فقراء

اللهم إجعلنا أغنى خلقك بك وأفقر عبادك إليك.شكرا




رد: أغنياء أم فقراء

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ilh15
شكرا على الموضوع المميز والرائع
واصل إبداعك وتألقك

شكرا على الرد اختي الكريمة




رد: أغنياء أم فقراء

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة العلى
اللهم إجعلنا أغنى خلقك بك وأفقر عبادك إليك.شكرا

شكرا على الرد اختي الكريمة
امين امين يارب العالمين
.




رد: أغنياء أم فقراء

شكرا على الموضوع المميز والرائع




رد: أغنياء أم فقراء

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roufaida23
شكرا على الموضوع المميز والرائع

شكرا على الرد الرائع اختي الكريمة




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

أسباب حضور القلب

أسباب حضور القلب


الونشريس

لا يفسد باطن الصلاة ولا يلهي عن الحضور فيها إلا الشواغل الواردة التي كانت شاردة، فالدواء هو الجد كل الجد في دفعها دون كلل أو ملل، وحضور هذه الخواطر قد يكون أمرا خارجيا أو أمرا ذاتيا.
* فأما الأمور الخارجية: فهي كل ما يصل سمعنا، أو يظهر أمام أبصارنا فيلهينا ويفرق ما تجمع من فكرنا، ويجمع ما تشتت من همومنا، الراجع لضعفنا وسرعة انجرارنا، وعلاج ذلك يكون بقطع الأسباب إلى ذلك من قبيل غض البصر والاقتراب من حائط و الابتعاد من موضع منقوش أو فرش مزخرف والنظر في موضع السجود، حتى لا تتسع دائرة النظر ويتسع معها الانشغال والاهتمام بكل شاردة عوض الانشغال بما نحن مقبلون عليه.
أخرج ابن المبارك رحمه الله في مؤلفه : "الزهد" حديثا مرسلا بإسناد صحيح يثبت ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم إذ أمر بتجد يد شراك نعله، ثم نظر إليه في صلاته إذ كان جديدا، فأمر أن ينزع منها ويرد الشراك الخلق.

وأخرج الإمام النسائي من حديث لابن عباس بإسناد صحيح، أنه صلى الله عليه وسلم كان له خاتم في يده وكان على المنبر فرماه وقال:"شغلني هذا نظرة إليه ونظرة إليكم"
* وأما الأمور الذاتية الباطنة: فلا يغني معها غض بصر أو لزوم حائط، بل يلزمها استعداد قبل تكبيرة الإحرام بالتفكير بما هو أجل وأعظم ألا وهو الإقبال على الله عز وجل والوقوف بين يديه وحلاوة مناجاته واستمطار رحمته.
فالخواطر والشهوات الجاذبة للفكر والقلب لا تنفع معها المهادنة، بل لا بد من المجاهدة ورد القلب إلى حيث كان، إلى الصلاة حتى نظفر من صلاتنا بشطرها أوكلها ولم لا الظفر بالكينونة مع ربنا، فيكون معنا ويكتبنا مع المفلحين الذين قال عنهم الله عز وجل:***64831; قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون***64830; [2]
فصلاة هؤلاء المؤمنين المفلحين مقرونة بالخشوع. ثم زاد الله عز وجل أن جعل سبيل الفلاح في الحفاظ عليها إذ يقول سبحانه: ***64831; والذين هم على صلواتهم يحافظون***64830; [3]

فالفلاح الأكبر هو وراثة الفردوس والخلود فيها هو ثمرة الحفاظ على الصلاة والخشوع فيها، قال تعالى:***64831; أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون***64830; [4]

، ويؤكد هذا المعنى الأستاذ عبد السلام ياسين إذ يقول :"روح الصلاة الخشوع فيها، وهذا لا يأتي إلا بصحبة الخاشعين، وبالكلمة الطيبة حين تخالط بشاشتها القلوب…. يحمل كل امرئ نفسه على الحضور في كل صلاته ما أمكن، فانه لا يكتب له من صلاته إلا ما حضر فيه بقلبه ونيته مع الله عز وجل، والغفلات من طبيعتنا، فأدنى ما علينا وأقصى ما نستطيع أن نجتهد لنذكر الله كلما نسينا" [5]
ما ينبغي أن يحضر في القلب

لا تجب الغفلة عن التنبيهات في شروط الصلاة وأركانها، فإذا سمعت المؤذن فأحضر في قلبك هول النداء يوم القيامة وشمر بظاهرك و باطنك للإجابة والمسارعة.
* فأما الطهارة فإذا بدأت بمكانك وثيابك وبشرتك، فلا تغفل عن لبك وقلبك فطهره بالتوبة والندم على التفريط.
* وأما ستر العورة فمعناه تغطية مقابح بدنك عن أبصار الخلق، فلا تنس عورات باطنك وفضائح سرائرك التي لا يطلع عليها إلا ربك عز وجل.
* وأما استقبال القبلة فاصرف وجهك جهة البيت وقلبك إلى الله عز وجل.
* وأما الاعتدال قائما فإنما هو مثول بالشخص والقلب بين يدي الله عز وجل.
* وأما النية فاعزم على إجابة الله عز وجل في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها وإخلاص كل ذلك لوجه الله سبحانه رجاء لثوابه وخوفا من عقابه وطلبا للقرب منه.
* وأما التكبير فإذا نطق به لسانك فينبغي ألا يكذبه قلبك، فإن كان في قلبك شيء هو أكبر من الله سبحانه فالله يشهد إنك لكاذب.
* وأما دعاء الاستفتاح فأول كلماته قولك: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض…" وليس المراد بالوجه الوجه الظاهر، فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة، وإنما وجه القلب هو الذي تتوجه به إلى فاطر السماوات والأرض، فانظر إليه، أمتوجه هو إلى أمانيه في السوق والبيت أم مقبل على فاطر السماوات ؟
* وأما القراءة فإذا تلوت الفاتحة فكن من الذين قال فيهم الله عز وجل فيما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد: الحمد لله رب العالمين فيقول الله عز وجل: حمدني عبدي "
* وأما الركوع والسجود فينبغي أن تجدد عندهما ذكر كبرياء الله سبحانه وترفع يديك مستجيرا بعفو الله عز وجل من عقابه، وعندما تهوي إلى السجود وأعلى درجات الاستكانة فتمكن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب فإنك تكون قد وضعت نفسك موضع الذل، فاعلم أنك وضعتها موضعها ورددت الفرع إلى أصله.
* وأما التشهد فإذا جلست له فاجلس متأدبا وصرح بأن جميع ما تدلي به من الصلوات والتحيات لله وأحضر في قلبك النبي صلى الله عليه وسلم وشخصه الكريم وجميع عباده الصالحين.
* وأما السلام فاقصد فيه السلام على الملائكة الحاضرين وانو ختم الصلاة به، واستشعر شكر الله سبحانه على توفيقه لإتمام هذه الطاعة وتوهم أنك مودع لصلاتك وأنك ربما لا تعيش لمثلها.

وفقنا الله جميعا لإقامة الصلاة حق الإقامة وأعاننا على أدائها ظاهرا وباطنا وجعلنا جميعا من المفلحين الذين هم في صلاتهم خاشعون والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

[1] "الكشاف " ج1/ص11 [2] المؤمنون، الآيتان 1-2. [3] المؤمنون، الآية 9. [4] المؤمنون، الآيتان 10-11 [5] "المنهاج النبوي" ص156-157




رد: أسباب حضور القلب

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا علي الموضوع اكثر من رائع




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم


الونشريس

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم إخباره عن الكثير من المغيبات ، سواء ما حدث منها قبل بعثته أم بعدها، أو ما تعلق بأخبار حياة البرزخ ، وأحداث يوم القيامة والجنة والنار، أو الإخبار عن العوالم الأخرى ، كالجن وغيرها

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

فمما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن الأمم السابقة قصة جريج العابد ، التي ثبتت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي ، فجاءته أمه ، فدعته ، فأبى أن يجيبها ، فقال : أجيبها أو أصلي ؟ ثم أتته ، فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات ، وكان جريج في صومعته ، فقالت امرأة : لأفتنن جريجاً ، فتعرضت له ، فكلمته ، فأبى ، فأتت راعياً فأمكنته من نفسها ، فولدت غلاماً ، فقالت : هو من جريج فأتوه ، وكسروا صومعته ، فأنزلوه ، وسبوه ، فتوضأ ، وصلى ، ثم أتى الغلام، فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال : الراعي ، قالوا : نبني صومعتك من ذهب ، قال : لا إلا من طين ) فهذه من الأخبار الماضية التي وقعت في الأمم السابقة وأخبر عنها صلى الله عليه وسلم

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

ومن المغيبات ما بشر به صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بذكر منازلهم في الجنة ، كما فعل صلى الله عليه وسلم مع الخلفاء الراشدين ، وبقية العشرة المبشرين بالجنة ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً مما لا يسع المجال لذكره

وكذلك ما بشر به صلى الله عليه وسلم بعض زوجاته ، فقال : ( بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ) متفق عليه . وبشر مؤذنه بلال رضي الله عنه بقوله : ( فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ) متفق عليه

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم



ومن المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن أناسٍ أنهم من أهل النار ، من ذلك ما ثبت في الصحاح من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون ، فاقتتلوا ، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ، ومال الآخرون إلى عسكرهم ، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ، ولا فاذة ، إلا اتبعها يضربها بسيفه ، فقال : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه من أهل النار ، فقال رجل من القوم : أنا صاحبه ، قال : فخرج معه ، كلما وقف وقف معه ، وإذا أسرع أسرع معه ، فجرح الرجل جرحاً شديداً ، فاستعجل الموت ، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه -أي طرفه – بين ثدييه ، ثم تحامل على سيفه ، فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أنك رسول الله ، قال : وما ذاك ؟ قال : الرجل الذي ذكرت آنفاً ، أنه من أهل النار – وذكرنا قصته – ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) متفق ! عليه ، وهذا لفظ البخاري

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

ومن المغيبات – غير ما تقدم – إخباره صلى الله عليه وسلم عن الفتن وعلامات الساعة وهذا كثير ؛ من ذلك ما رواه أسامة رضي الله عنه قال : ( أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم – أي حصن – من آطام المدينة ، فقال : هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) متفق عليه

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ، ما حدث به نبي قومه ، إنه أعور ، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار ، فالتي يقول إنها الجنة هي النار ، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه ) متفق عليه

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم – خيمة من جلد – ، فقال : اعدد ستاً بين يدي الساعة ، موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص – أي مثل داء يميت الدواب فجأة – الغنم ، ثم استفاضة المال ، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لايبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة ، تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية – راية – ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) رواه البخاري

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تقاتلون اليهود ، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر ، فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله ) متفق عليه

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

ومن المغيبات إخباره صلى الله عليه وسلم عن العوالم الأخرى ؛ كالجن والملائكة وغيرها ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول الله قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه ، فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير ) رواه مسلم

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

تلك المغيبات وغيرها كثير من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، التي خُصَّ بها ، كان لها من الفوائد العظيمة ، والآثار الجليلة ، ما جعل رسالة الإسلام مميزة على غيرها من الشرائع ، محفوظة بحفظ الله لها ومؤيدة بتأييده إياها ، لا يعرفها أحد معرفة صحيحة إلا سلّم القياد لها وأذعن لحكمها ، ولا ينصفها شخص إلا دخل في ركابها وسار على هديها

غيبيات أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم

إنها الرسالة الخاتمة ، العامة ، الشاملة ، اللهم اهدِ عبادك لما أكرمت به خاتم رسلك ، والحمد لله رب العالمين

أخــوكم هــديدو




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

وقفة مع النفس .

وقفة مع النفس …


الونشريس

وقفة مع النفس !

العمر يمضي.. , والحياة تدور.. , وتفني الأعمار دون أن يقف المرء مع نفسه وقفة صادقة .. يسألها : أين؟ولماذا؟..يجب ان يحدد اتجاهه في هده الحياة دون أن يربط عمره ب < سوف لعل وعسى >. يقف وقفة صادقة يصدق فيها مع نفسه ليحس بآلام تكاد تفجر رأسه الذي لطالما فكّر في كلّ شيء الاّ هذه الوقفة
وانتم هل وقفتم هذه الوقفة؟




رد: وقفة مع النفس …

وقفة العمر

وقفه !ان تتوقف الدنيا للحظات لتتخذ قراراتك المصيرية

ولكى تنجح هذه الوقف فلابد من فهم أسرارها،فهم حقيقتها ،فهمها بصدق ، فهم صفاتها

فتعال اخى اختى نتوقف وقفة العمر مع النفس

نواجه اهم صفاتها لنطهرها منها:


1)الخداع

قال الله تعالى وَمِنَ ***1649;لنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِ***1649;للَّهِ وَبِ***1649;لْيَوْمِ ***1649;لْءَاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَـ***1648;دِعُونَ ***1649;للَّهَ وَ***1649;لَّذِينَ ءَامَنُوا***1759; وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا***1619; أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ***1773; فَزَادَهُمُ ***1649;للَّهُ مَرَضً***1773;ا ***1750; وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ***1762; بِمَا كَانُوا***1759; يَكْذِبُونَ )

هذه هى النفس خداعه، مخادعه

تقول : احب الله، احب الجنه، ثم تنام عن صلاة الفجر….خداع!

تقول : أخاف الله ،وأخاف النار ثم تتطلق البصر على المتبرجات….خداع!

تقول : أزهد فى الدنيا، وأرغب فى الآخرة ثم تأكل الربا ولاتتحرى الحلال خداع!

تقول : أرجو من الله ان يتوب على وتصر على الصغائر والكبائر….خداع!

هذا هو الخداع بعينه أما لو كانت النفس صادقه لكان حالها وَ***1649;لَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا***1759; فَـ***1648;حِشَةً أَوْ ظَلَمُو***1619;ا***1759; أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا***1759; ***1649;للَّهَ فَ***1649;سْتَغْفَرُوا***1759; لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ***1649;لذُّنُوبَ إِلَّا ***1649;للَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا***1759; عَلَى***1648; مَا فَعَلُوا***1759; وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

إخوتى :

انك تستطيع ان تخدع والديك ،تخدع صاحب العمل ، تخدع امرأتك ،تخدع زملائك ، تخدع الدنيا كلها ،إلا الله !
إن الذى يظن أنه يخدع الله فإنه مسكين لايدرى انه هو المخدوع!
وهذه هى الحقيقه المره أن من الناس من يعلم انه مخدوع ثم يرضى بالخداع ويعيش الحياه على ذلك !

الوصفه العلاجيه

وعلاج النفس المخادعه ، هوالمواجهةالحقيقة ……

(فَمَاذَا بَعْدَ ***1649;لْحَقِّ إِلَّا ***1649;لضَّلَـ***1648;لُ)
(قُلْ جَا***1619;ءَ ***1649;لْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ ***1649;لْبَـ***1648;طِلُ وَمَا يُعِيدُ )

كثير من الناس يرضى ان يعيش مخدوعا ، يحب أن يخدع،يخشى الحقيقة المُره .
أنك ان رضيت بالخداع فأنت بهذاتترك هذه المآسى تنخر فى اساساتك حتى تتفاجأ ببنائك ينهد هداًً.

واجه نفسك بافاتها ومعاصيها،وأعترف بحقيقتك المره،لا ماتخدع به الناس ويخدعونك به،ثم عالج الحقيقةوأصلح النفس المخادعه ،أن تعيش الحقيقة لا الوهم والصدق مع النفس لاالخداع.

2)الجبروت

قال تعالى:( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن***1762; بَعْدِ ***1649;لْغَمِّ أَمَنَةً***1773; نُّعَاسً***1773;ا يَغْشَى***1648; طَا***1619;ئِفَةً***1773; مِّنكُمْ ***1750; وَطَا***1619;ئِفَةٌ***1773; قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِ***1649;للَّهِ غَيْرَ ***1649;لْحَقِّ ظَنَّ ***1649;لْجَـ***1648;هِلِيَّةِ ***1750; يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ***1649;لْأَمْرِ مِن شَىْءٍ***1762; ***1751; قُلْ إِنَّ ***1649;لْأَمْرَ كُلَّهُ***1765; لِلَّهِ ***1751; يُخْفُونَ فِى***1619; أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ***1750; يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ***1649;لْأَمْرِ شَىْءٌ***1773; مَّا قُتِلْنَا هَـ***1648;هُنَا ***1751; قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ***1649;لَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ***1649;لْقَتْلُ إِلَى***1648; مَضَاجِعِهِمْ ***1750; وَلِيَبْتَلِىَ ***1649;للَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ ***1751; وَ***1649;للَّهُ عَلِيمٌ***1762; بِذَاتِ ***1649;لصُّدُورِ )

تأمل هذا الجبروت وهذا الطمع (هَل لَّنَا مِنَ ***1649;لْأَمْرِ مِن شَىْءٍ***1762;)؟!
(
لَّنَا)هذه هى الجبروت ، انها تشبه كلمة فرعون لما قال أليس لى ملك مصر )

والسبب فى هذا الجبروت الاهتمام بالنفس والحرص عليها فلم يكن الهم الاخلاص ولا الصدق ولا القبول ولا الجنه ولا الرضا وانما( أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ ) (هَل لَّنَا)
ماذا لنا ؟!

هذا هو السب استيلاء النفس على الهم .

الوصفة العلاجية

والتخلص من هذا الهم بمنتهى السهولة أن تعلم بأنك ستموت !
قال الله عز وجل مزكيا رسوله صل الله عليه وسلم (إِنَّكَ مَيِّتٌ***1773; وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ )

إنك اذا علمت انك ستموت ،فكم ستحتاج من المال بعد الموت ؟
إن كنت ستموت فما المنصب الذى ينفعك بعد الموت ؟
إن كنت ستموت فما الشهوات التى ستبقى لذتها بعد موتك ؟
هذه هى الحقيقة …..
أن كل ما تهتم بنفسك لن ينفعك اذا نزلت القبر (فَ***1649;عْبُدُوا***1759; مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ***1766; ***1751; قُلْ إِنَّ ***1649;لْخَـ***1648;سِرِينَ ***1649;لَّذِينَ خَسِرُو***1619;ا***1759; أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ***1649;لْقِيَـ***1648;مَةِ ***1751; أَلَا ذَ‌***1648;لِكَ هُوَ ***1649;لْخُسْرَانُ ***1649;لْمُبِينُ ***64831;***1633;***1637;***64830; لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ***1773; مِّنَ ***1649;لنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ***1773; ***1754; ذَ‌***1648;لِكَ يُخَوِّفُ ***1649;للَّهُ بِهِ***1766; عِبَادَهُ***1765; ***1754; يَـ***1648;عِبَادِ فَ***1649;تَّقُونِ ***64831;***1633;***1638;***64830; وَ***1649;لَّذِينَ ***1649;جْتَنَبُوا***1759; ***1649;لطَّـ***1648;غُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُو***1619;ا***1759; إِلَى ***1649;للَّهِ لَهُمُ ***1649;لْبُشْرَى***1648; ***1754; فَبَشِّرْ عِبَادِ ***64831;***1633;***1639;***64830; ***1649;لَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ***1649;لْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ***1765;***1619; ***1754; أُو***1759;لَـ***1648;***1619;ئِكَ ***1649;لَّذِينَ هَدَى***1648;هُمُ ***1649;للَّهُ ***1750; وَأُو***1759;لَـ***1648;***1619;ئِكَ هُمْ أُو***1759;لُوا***1759; ***1649;لْأَلْبَـ***1648;بِ )

3)الغرور

قال تعالى وَقَالَ ***1649;لَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَا***1619;ءَنَا لَوْلَا***1619; أُنزِلَ عَلَيْنَا ***1649;لْمَلَـ***1648;***1619;ئِكَةُ أَوْ نَرَى***1648; رَبَّنَا ***1751; لَقَدِ ***1649;سْتَكْبَرُوا***1759; فِى***1619; أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّ***1773;ا كَبِيرً***1773;ا )
النفوس مغرورة تجد أحدهم يقول :
أنا لا أعصي الله ! لا اشرب ، لاازنى ، لااسرق ، ولا اوذى احدا
وهذا لعمر الله هوعين الغرور وهو اخطر من الزنا والسرقه (نعوذ بالله من كل ذلك ) تامل خطوره معاصى القلوب مقارنه بمعاصى الجوارح :
قال رسول الله صل الله عليه وسلم 🙁
من قال لا اله الا الله دخل الجنه وإن زنى أو سرق )
وقال ايضا : ( لا يدخل الجنه من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر )

الوصفة العلاجيه

وهكذا كل داء يصيب الانسان من ظاهره فسهل شفاؤه يسير إزالته أما اذا نبع الذل من داخل القلب وانبثق الخطر من حشاشات النفس …..فهذا هو الداء الدوى والموت الخفى !

فلا تغتر …ولاتبرئ نفسك… بل تواضع واعترف واتهم نفسك….

4)الشح

قال تعالى :( وَأُحْضِرَتِ ***1649;لْأَنفُسُ ***1649;لشُّحَّ )

تأمل تأمل، سبحان الله العظيم !كأن الانفس اسقيت شحا والشح هو شدة البخل.

نفسك شحيحة لابد ان تعلم هذه الصفه،انك تستخلص منها العمل العمل الصالح باخلاص ومتابعه بعد مفاصله ومجادله ولوم،بعد عناء وتعب !

تجدك تشح بساعه تجلسها فى المسجد بين الفجر وطلوع الشمس رغم إعطاء العمل ثمانى ساعات كامله بخلاف المواصلات !

تجدك تشح بجنيهات قليلة تملأ بها يد الفقير فى حين بعثرتك المال على نفسك وشهواتك !

الوصفة العلاجية

وتزكية النفس من هذا الشح تكون بإيثار الله وإدمان البذل له سبحانة .

قال ربنا عز وجل خُذْ مِنْ أَمْوَ‌***1648;لِهِمْ صَدَقَةً***1773; تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ***1750; إِنَّ صَلَو***1648;تَكَ سَكَنٌ***1773; لَّهُمْ ***1751; وَ***1649;للَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

ولذلك قال كعب بن مالك رضي الله عنه إن من توبتى ان اخرج من مالى )

ابذل من مالك ووقتك لتؤثر الله على نفسك فتتزكى من شحها….

5) التحسر على الدنيا

قال الله عز وجل : (يَـ***1648;***1619;أَيُّهَا ***1649;لَّذِينَ ءَامَنُوا***1759; لَا تَكُونُوا***1759; كَ***1649;لَّذِينَ كَفَرُوا***1759; وَقَالُوا***1759; لِإِخْوَ‌***1648;نِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا***1759; فِى ***1649;لْأَرْضِ أَوْ كَانُوا***1759; غُزًّ***1773;ى لَّوْ كَانُوا***1759; عِندَنَا مَا مَاتُوا***1759; وَمَا قُتِلُوا***1759; لِيَجْعَلَ ***1649;للَّهُ ذَ‌***1648;لِكَ حَسْرَةً***1773; فِى قُلُوبِهِمْ ***1751; وَ***1649;للَّهُ يُحْىِ***1766; وَيُمِيتُ ***1751; وَ***1649;للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ***1773; )

هل تذكرون الثلاثة الذين آواهم المبيت الى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيهم من هذه الصخره الاإلا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم !

تأملوا قول أولهم الذى افتتح لهم الفرج :

قال:( اللهم كان لى ابوان شيخان كبيران وكنت لااعبق قبلها أهلا ولا مالا فنأى بى فى طلب شئ يوما فلم ارح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين قال : فكرهت ان أوقظهما والصبية يتضاغون من الجوع عند رجلى وكرهت ان أغبق قبلهما اهلا او مالا فلبث والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى بزق الفجر فاستيقظا وشربا غبوقهما اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا مانحن فيه من هذه الصخرة …..

هذا هو عدم التحسر الدنيا إنه سمع صراخهم بأذن رأسة بينما صمت أذن قلبة أن تسمع الا( يَـ***1648;***1619;أَيُّهَا ***1649;لَّذِينَ ءَامَنُو***1619;ا***1759; إِنَّ مِنْ أَزْوَ‌***1648;جِكُمْ وَأَوْلَـ***1648;دِكُمْ عَدُوًّ***1773;ا لَّكُمْ فَ***1649;حْذَرُوهُمْ ***1754; وَإِن تَعْفُوا***1759; وَتَصْفَحُوا***1759; وَتَغْفِرُوا***1759; فَإِنَّ ***1649;للَّهَ غَفُورٌ***1773; رَّحِيمٌ )

لم تتذحذح قدماه رغم تخيط العيال وهزهم لساقية لأنه أصابه مخدر :(وَبِ***1649;لْوَ‌***1648;لِدَيْنِ إِحْسَانً***1773;ا)
اننا لانريد منك ان تضيع اولادك ولكن اذا تعارضت مع حق الله فلا تقدمها

الوصفة العلاجية

ودواء هذه الصفة الخبيثة ألا تسمع لنفسك ولا تسمع للناس

يقول الله عز وجل:( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ***1750; قَالُوا***1759; بَلَى***1648; وَلَـ***1648;كِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَ***1649;رْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ ***1649;لْأَمَانِىُّ حَتَّى***1648; جَا***1619;ءَ أَمْرُ ***1649;للَّهِ وَغَرَّكُم بِ***1649;للَّهِ ***1649;لْغَرُورُ )

لاتسمع لنفسك.. لاتفتنك،لاتسمع للناس لايفتنوك…

وهكذا فقد علمت الداء وخبرت الدواء فلا يفوتك العمل به ولا تستعجل النتيجة ولا تتكاسل انما جد واجتهد ان تضع بصمة مع نفسك الامارة بالسوء طهرها نقها




رد: وقفة مع النفس …

وانتم هل وقفتم هذه الوقفة؟
أكيد الواحد لازم يعلم أنه لكل شئ وقت
أو بمنعى آخر يعلم أنه في حساب
و أنا أكيد نغلط ونتعلم من غلطتي و نحاسب نفسي عليها

الموضوع جميل شكرا لك




رد: وقفة مع النفس …

كرا على الردود المتميزة




رد: وقفة مع النفس …

شكرا على الردود المتميزة




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

فلنحفظ ألسنتنا ونكفها عن فضح الناس!

فلنحفظ ألسنتنا ونكفها عن فضح الناس!


الونشريس

فلنحفظ ألسنتنا ونكفها عن فضح الناس!

أخرج البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)). فهذا الحديث الشريف يجمل معاني عظام، وأخلاق الكرام، والتي من شأنها تقوية المجتمع المسلم وتعزيز أركانه، يقودنا هذا الحديث إلى استهداف معالجة أمر ذميم في المجتمع المسلم، بل إن من شأنه إذكاء روح الفرقة والشتات بين أفراد المسلمين، ألا وهو فضح ونشر سيئات الآخرين!

أيها المسلمون؛ إن من الناس من إذا رأى أخاه على أمر غير قويم؛ نشر ذلك بين الآخرين، وأذاع ذلك بين الناس، مسولًا له شيطانه بأن هذا تحذير، بل لم يعلم أن ذاك الذي يعمله من نشر سيئات الآخرين، وفضحهم على مرأى العالمين، إنما هو جبن وخور وذل وانهزام أمام النفس الضعيفة، التي لم تعدوا قدرها، ولم تتغلب على شهوتها، لتكتم عيبا رأته، أو سيئة سمعت بها! إنما القول بالانهزام والجبن، إلا لأن أولئك الأشخاص لم يتمكنوا من مواجهة أصحاب الأخطاء، ومرتكبي السيئات، لنصحهم، وتوجيههم، إنهم لم يقدروا على المواجهة لقول التي هي أحسن؛ لذا لجأوا إلى أساليب الفضح وكشف عيوب الآخرين. فليتق الله أصحاب هذا الهوى، وليتب إلى الله أهل هذا المسلك، وليسلكوا سبل الستر وموارة عيوب الآخرين، فإذا رأى الإنسان أخاه على أمر غير مستقيم، أو خلق غير قويم، فليبادره بالإصلاح بالتي هي أحسن، فإن لم يقدر على ذاك فليكتم أمره وليدع له بظهر الغيب عل الله تعالى أن يهديه إلى طريق الحق والاستقامة وسواء السبيل، ولاينقل خبره إلا إذا كان هدفه التوجيه والإصلاح، لا التشفي وشهوة الكلام! فليحص كل إنسان مايتكلمه ومايقوله، وليتحقق من الهدف الذي يسعى من ورائه لنشر أخبار الآخرين فـ ((البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)) رواه الهيثمي. فإن كثيرا من الأهداف تعود إلى التسلية بالحديث والضحك والاستهزاء والشماتة، وإن جملة منها تنشأ من الحقد والكراهية وحب الانتقاص! فليتق الله أصحاب الأهواء، وليتب إلى الله أهل الطرق العوجاء. أولم يعلم أولئك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أخذ بلسانه وقال ((كف عليك هذا))، فقال معاذ رضي الله عنه: يانبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يامعاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)) رواه الترمذي.

والحمد لله رب العالمين
رائد بن عبدالله الغامدي
1443.02.01 هـ