التصنيفات
قصص القرآن الكريم

اسماء الانبياء و معانيها ارجو

اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*


الونشريس

باللغة العربية
باللغة الانجليزية
معنى الاسم
نزوله / أرسل إلى
لمحات تاريخية
1
آدم
Adam
الأرض
إلتقى بزوجته حواء في عرفات
  • هو أبو البشر خلقه الله من قبضة قبضها من جميع الأرض ثم خلق زوجته حواء من ضلعه وأسكنهما في جنة (ليست جنة الآخرة)
  • من الانبياء السريانيين
2
شيث
Seth
هبة الله
في الجزيرة العربية
  • هو شيث بن آدم
  • الابن الثالث لآدم وقد ولد بعد أن قتل قابيل أخيه هابيل
  • من الانبياء السريانيين
  • أنزلت عليه 50 صحيفة (نص حديث الرسول)
3
إدريس
Enoch
المكرًس
بابل ثم مصر
  • هو اخنوخ (ادريس) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم
  • من الانبياء السريانيين
  • الارجح انه ولد ببابل بالعراق
  • كان أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب
  • رفعه الله مكاناً علياً (السماء الرابعة)
4
نوح
Noah
الهادئ
ناحية البقاع
منطقة الكرك
  • نوح بن لامك بن متوشلخ بن اخنوخ (ادريس) بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم
  • من الانبياء أولي العزم
  • من الانبياء السريانيين
  • أولاده: سام (العرب) حام (الحبش) يافث (الروم) ويام (كنعان) الذي كفر وطغى ونزل من السفينة
  • السفينة: الطول: (300 ذراع = 157 متر) والعرض (50 ذراع = 26 متر) والارتفاع (30 ذراع = 15 متر) وعدد ثلاثة أدوار (للدواب وللناس وللطير) واستغرقت الرحلة 150 يوم واستقرت على جبل الجودي قرب الموصل بالعراق
5
هود
Heber
الرفيق
قبيلة عاد
بمنطقة الاحقاف باليمن (قرب حضرموت) وهم من العرب
  • هو هود بن شالخ بن أرفخشد بن ارم بن سام بن نوح وعند أهل الكتاب اسمه (عابر)، وتذكر مصادر تاريخية اخرى أنه هود بن عبدالله بن رباح بن الخلود بن عاد
  • من الانبياء العرب
  • قوم عاد سكنوا الخيام ذات الاعمدة العالية (إرم) – لم تكن المدينة من ذهب !!
  • أصنامهم: صمد، صمود، وهر
  • اهلكهم الله بريح صرصرة لمدة ثمانية ايام (سبع ليال)
  • قوم عاد هم من أصل: عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح
6
صالح
Salih
الصلاح
قبيلة ثمود بمنطقة الحجر بين الحجاز وتبوك وهم من العرب
  • هو صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
  • من الانبياء العرب
  • قوم ثمود من أصل: ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح
  • أهلكهم الله بصيحة من السماء ورجفة من أسفلهم بعد ثلاثة أيام اصفرت واحمرت واسودت وجوهم من الانتظار لعذابهم وذلك لقتلهم الناقة
7
إبراهيم
Abraham
أب رحيم
بابل
القرن 19 ق.م
  • هو ابراهيم بن آزر (تارخ) بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • من الانبياء أولي العزم
  • يعتبر أبو الانبياء
  • أخواه: ناحور وهاران (والد لوط)
  • أمه: أميلة (بونا) بنت كربتا بن كرني بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • ولد ابراهيم ببابل في زمن الملك النمرود بن كنعان ثم هاجر إلى حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا) ثم أرض الشام ثم بلاد أيليا ومصر ثم مات بقرية قدوم ودفن بالخليل
  • أول أولاده – اسماعيل من زوجته هاجر ثم اسحاق من زوجته سارة
  • بعد موت سارة، تزوج قنطور وانجب منها: زمران، يقشان، مادان، مدين، وشياق، شوح
  • وتزوج حجون بنت أمين وانجب منها: كيسان، سورج، أميم، لوطان، نافس
8
لوط
Lot
المتستر
سدوم قرب
قرى غور زغر (البحر الميت)
القرن 18 ق.م
  • هو لوط بن هاران بن آزر (تارخ) بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
  • هو ابن أخ النبي ابراهيم الخليل عليه السلام
  • قوم سدوم كانوا يأتون بأقبح الفواحش (الشذوذ الجنسي)
  • أهلكهم الله بأن جعل قريتهم عاليها سافلها وأمطرهم بحجارة من سجيل
  • ورد اسم قرى لوط بالقرآن- المؤتفكات أي المنقلبات
9
إسحاق
Isaac
ضاحك
بابل
القرن 18 ق.م
  • هو اسحاق بن ابراهيم الخليل

عند أهل الكتاب – بالعبرية اسمه (شاحاك)

  • تزوج من رفقة بنت بتونيل بن ناحور بن آزر
  • ابناؤه:

ü عيصو (تسميه العرب العيص وهو والد الروم)
ü يعقوب (اسرائيل)

10
إسماعيل
Ishmael
يسمع الله
قبائل جرهم والعماليق واهل اليمن وما والاها
  • هو اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام
  • ولد ببيت المقدس ثم رحل ابراهيم وزوجته هاجر إلى مكة واسماعيل رضيعاً
  • نزلوا جبال فاران (قرب مكة)
  • ترعرع اسماعيل في ارض مكة بقبيلة جرهم العربية
  • أول من تكلم العربية الفصيحة
  • ساعد أبيه ابراهيم ببناء الكعبة
  • أول من ركب الخيل
  • تزوج من عمارة بنت سعد بن اسامة العماليقي (فارقها بأمر أبيه)
  • تزوج من السيدة بنت مضاض الجرهمي وانجب منها: نابت، قيذر، إزبل، ميشي، ماش، مسع، دوصا، أرر، يطور، نبش، طيما، قيذما
  • دفن بالحجر (بين الحجاز وتبوك)
11
إسرائيل
يعقوب
Israel
Jacob
مجاهد الله
يعقب أو يخلف
فلسطين
  • هو يعقوب (اسرائيل) بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • هرب الى خاله لابان في قرية حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا) خوفا من اخيه العوص
  • في طريق هربه نزل بموضع ونام وحلم بالملائكة والله يبارك له ففرح ونذر بأن يبني مسجداً (هذا الموضع هو بيت إيل أي بيت الله وهو بيت المقدس الذي بناه لاحقاً بطريق العودة)
  • أولاده (الاسباط الاثنى عشر):

ü من ليا بنت خاله لابان: روبين، شمعون، لاوي، يهوذا، ايساخر، زابلون
ü من جاريتها (زلفى): جاد، أشير
ü من راحيل بنت خاله لابان: يوسف، بنيامين
ü من جاريتها (بلهى): دان، نفتالي

12
يوسف
Joseph
الله يزيد
مصر
  • هو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام
  • امه راحيل بنت لابان
  • ولد بفلسطين
  • قصته:

ü أخبر والده بحلمه بأن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين فقال له والده بأن لا يخبر أحد بهذا الحلم
ü تواطؤ أخوته (بسبب الغيرة) وقرروا قتله أو ابعاده عن والدهم
ü رموه ببئر
ü إلتقطه من البئر أحد المسافرين من الشام إلى مصر واسمه مالك بن زهر بن نويت بن مديان وباعه للوزير (العزيز) بعشرين درهم واسم هذا العزيز هو قطفير بن روحيب وزجته راعيل بنت رماييل ولقبها زليخا وكانت بنت أخت الملك آنذاك الريان بن الوليد (من العماليق)
ü سجن مظلوما بسبب نزاهته وصونه عن عمل الفحشاء التي ارغمته اياها زليخا امرأة العزيز
ü سجن معه ساقي الملك وكان اسمه نبوا، والخباز الخاص بقصر الحكم وكان اسمه مجلث
ü مكث في السجن سبع سنين (هذا هو الارجح)
ü فسر حلم الملك المزعج الذي لم يتمكن أحد من الكهنة تأويله
ü جعله الملك من خاصته وأكابر رجالات دولته وولاه الخزينة (الاهراء) وهو البيت الكبير الذي يجمع به الطعام للملك
ü تزوج من زليخا بعد موت زوجها (العزيز) قطفير
ü انجب منها: أفرايم ومنسا
ü في أعوام الجفاف والقحط، جاؤوا أخوته من فلسطين إلى مصر طالبين الغذاء – فعرفهم ولم يتعرفوا عليه
ü طلب منهم احضار اخيهم من ابيهم (بنيامين) في العام المقبل اذا ما ارادوا الحصول على الغذاء
ü رفض أبيهم ارسال بنيامين الى مصر، إلا أن يعاهدوه وأن يوثقوا ذلك بميثاق بأن يحافظوا عليه
ü إلتقى بأخيه بنيامين سراً ثم احتال على اخوته كي يبقي بنيامين عنده في مصر
ü عندما رجعوا الاخوة إلى فلسطين من غير بنيامين حزن والدهم حزناً شديدأ وابيضت عيناه من البكاء الشديد المستمر
ü فعادوا الاخوة في العام الثالث ليحاولوا استرداد أخيهم بنيامين، فأخبرهم يوسف بحقيقته واعطاهم قميصه ليرموه بوجه أبيهم حتى يعود إليه نظره (بمشيئة الله)، وطلب منهم احضار جميع أهليهم وذلك للاستقرار والسكن بمصر
ü وعند قدوم أبيهم وأهلهم إلى مصر والالتقاء بيوسف، سجدوا له (قتحققت رؤيا يوسف عندما كان صغيرا)
ü وأوصى يوسف اولاده بأن يدفنوه بفلسطين (الخليل)، فنقل جثمانه نبي الله موسى فيما بعد

13
أيوب
Job
مستقيم
حران (قرب مصب نهر الفرات بين سورية وتركيا)
  • هو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • زوجته: ليا بنت منسا بن يعقوب
  • كان أيوب رجلاً غنياً كثير المال (الانعام، العبيد، المواشي، الاراضي، الخ)
  • سلب منه ماله وابتلاه الله في جسده عدا قلبه ولسانه
  • ظل صابراً مدة ثمانية عشر عام
  • ثم أنعم الله عليه بالخير
14
شعيب
Jethro
متفوق
أهل مدين
(قرب البدع شمال غرب المملكة العربية السعودية حالياً)
وهم من العرب
القرن 18 ق.م
  • الأرجح أنه شعيب بن ميكيل بن يشجن بن مدين بن ابراهيم الخليل (أو شعيب بن صفيون بن عنقا بن نابت بن مدين بن ابراهيم الخليل)
  • من الانبياء العرب
  • قوم مدين هم من بني مدين بن مادان بن ابراهيم الخليل
  • كان أهل مدين كفاراً وقطاع طرق ويعبدون الأيكة (نوع من الشجر) وأسوأ الناس معاملة ويبخسون المكيال والميزان
  • أمه بنت نبي الله لوط
  • لقبه خطيب الانبياء (جاء في حديث للرسول)
  • لما كذبوه قومه برسالته ذكرًهم بالعذاب الذي حل بالأقوام التي سلفت كقوم نوح وهود وصالح ثم أهلكهم الله بصيحة من السماء
15
يونس
Jonah
حمامة
نينوى بالموصل في العراق
  • هو يونس بن متًى (ذو النون)
  • عند أهل الكتاب اسمه (يونان بن أمتاي)
  • غضب من قومه لأنهم كذبوه وتمردوا عليه وظلوا يعبدون صنمهم عشتار فوعدهم بعذاب من الله
  • رحل عنهم قبل أن يأمره الله فتحقق لقومه العذاب، فقذف الله التوبة في قلوبهم
  • ركب السفينة ليرحل فاضطربت بسبب الاعاصير
  • فاقترع كل من بالسفينة، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتخففوا منه
  • وقعت القرعة على يونس ثلاثة مرات، فألقوه في البحر
  • فابتلعه الحوت ومكث في بطنه (ثلاثة أو سبعة أيام) ثم لفظه بالعراء
16
موسى
Moses
منقذ
مصر
  • هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليه السلام
  • من الانبياء أولي العزم
  • يعتبر أول انبياء بني اسرائيل
  • اولاً: نشأته

ü كان فرعون متسلطاُ على بني اسرائيل ومتكبراً (يقال أنه رمسيس الثاني – القرن 13 ق.م) (وهذا فيه شك كبير!!)
ü رأى فرعون بمنامه أن ناراُ قادمة من بيت المقدس تحرق مصر كلها إلا منازل بني اسرائيل، ففسره الكهنة بأن ولد من بني اسرائيل قد يعظم شأنه ويتغلب على فرعون
ü أمر فرعون بأن يقتل جميع المواليد الذكور
ü ولد موسى وهو الاصغر بين أخوته فخافت أمه عليه فوضعته في صندوق خشبي ورمته في النيل
ü التقطت الصندوق زوجة فرعون – وهي آسيا بنت مزاحم بنت عبيد بنت الوليد بن الريان
ü فقررت أن تتبناه، وبقدرة الله رد موسى إلى أمه لكي ترضعه لانه لم تستطع أي إمرأة في قصر فرعون ان ترضعه
ü امه هي أيارخا واخوته هم هارون و مريم
ü ولما كبر موسى اكتسب شخصية قوية وأصبح له شأن كونه ترعرع في بيت فرعون وكذلك بني اسرائيل لأن موسى منهم
ü وفي يوم وجد رجلان يختصمان، احدهما اسرائيلي والآخر مصري، فساند موسى الاسرائيلي وقتل المصري
ü خاف موسى من فرعون ورجاله

  • ثانياً: خروجه من مصر

ü هرب موسى من مصر خوفاً من فرعون تجاه مدينة مدين
ü التقى بنبي الله شعيب وقص عليه قصته
ü تزوج بنت شعيب صفورا وانجب منها ولدين (جرشون و عازر)
ü قرر العودة إلى مصر

  • ثالثاً: النبوة وعودته إلى مصر ولقائه بفرعون

ü كلم الله في وادي طوى المقدس حيث نزلت عليه النبوة
ü امره الله بأن يذهب إلى فرعون ويهديه إلى إعلاء كلمة الله (فأصبح موسى رسولاً)
ü سأل الله تعالى بأن يمده بأخيه هارون ليعاونه على تأدية الرسالة
ü التقى بأخيه هارون قرب جبل حوري في البرية
ü عند لقاء فرعون طلب موسى منه أولاً أن يرفع الاضطهاد عن بني اسرائيل
ü وثانيأ بأن يوحد الله الواحد الأحد
ü فكذبه فرعون وتواعدا يوم الزينة (شم النسيم)
ü انتصر موسى على سحرة فرعون فآمنوا بالله، فعاقبهم فرعون بأن قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (اليد اليمنى والرجل اليسرى)
ü ظل موسى يدعو الناس إلى التوحيد بالله، وكانوا يستهزؤون به وبقدرة الله
ü عاقبهم الله بالجراد فقالوا لموسى ادعو ربك بأن يزيل هذه العاقبة ونوحد الله
ü وبعدها عادوا إلى استهزائهم بموسى
ü فعاقبهم الله بالقمل ثم الضفادع ثم الدم
ü ثم امر الله موسى بالخروج مع بني اسرائيل من مصر متوجهين إلى بيت المقدس
ü لحقهم فرعون وجنوده فأغرقهم الله بالبحر

  • رابعاً: حياته بعد موت فرعون

ü بعد نجاة بني اسرائيل من فرعون، بدءوا بالتذمر والطغيان
ü ذهب موسى للقاء الله ليعلمه أصول الدين (فأنزل الله التوراة على موسى – الألواح)
ü أضلهم هارون السامري بعبادة عجل صنعه من الذهب
ü غضب منهم موسى فأرسل الله لهم الضباب فتم قتل جميع من آمن بالعجل
ü أمر الله موسى بأن يذهب ليحرر بيت المقدس من الكنعانيين والعماليق، فخاف الكثير من بني اسرائيل وارتدوا مرة أخرى
ü فحرم الله بيت المقدس على بني اسرائيل 40 سنة فتاهوا في صحراء سيناء (التيه)
ü حدثت أمور وقصص كثيرة أثناء سنوات التيه منها:
ü قصة أصحاب السبت (كان الصيد محرم يوم السبت فطغت طائفة من بني اسرائيل فصادت جميع الحيتان في ذلك اليوم فعاقبهم الله بأن مسخهم إلى قردة وخنازير) الاعراف 163
ü قصة البقرة (وهي باختصار قصة الشاب الفقير الذي خطب ابنة عمه الغني فرفض العم فقتله الشاب فاتهم الكثير من الناس، فأمرهم الله بأن يذبحوا البقرة ويضربوا بجسمها جسد العم الميت فقام وأشار إلى قاتله) البقرة 67
üقصة قارون (وهو ابن عم موسى واسمه قارون بن يصهر بن قاهث، وكان غني، فبطر وطغى كفرعون فأغرقه الله وقصوره وحلاله على مرأى من بني اسرائيل) – القصص 77
ü قصة بلعاء بن باعوراء (وهو من بني اسرائيل أتاه الله العلم والحكمة فاتبع الشيطان ليضل بني اسرائيل) الاعراف 176
ü قصة موسى والخضر – سورة الكهف 60

  • موته

ü توفي عليه السلام في التيه في سيناء بعد موت اخيه هارون عليه السلام بسنة

17
هارون
Aaron
موطن القوة
مصر
  • هو هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • كان مساعد ووزير النبي موسى (أخيه الأكبر) والمتحدث عنه
  • زوجته البشيب وأبناؤه: بشر، بشير، مبشر، العازر
  • دفن بجبل هارون بالبتراء بالاردن
18
يوشع
Joshua
الخلاص
بلاد الشام
منتصف القرن 12 قبل الميلاد
  • هو يوشع بن نون بن أفرايم بن يوسف الصديق عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • نقيب السبط الخامس (أسباط بني اسرائيل الاثني عشر) وهو سبط الصديق يوسف عليه السلام (جاء ذكره بالقرآن) – المائدة 12
  • فتى النبي موسى عليه السلام الذي رافقه بأسفاره (لقاء موسى بالخضر)
  • أول أنبياء بني اسرائيل بعد موسى وهارون
  • خرج من التيه قاصداً وفاتحاً لبيت المقدس مع خليفته "كالب بن يوقنا" (زوج مريم أخت النبي موسى)
  • حدثت له احدى المعجزات الإلهية عندما تأخر وقت غروب الشمس يوم الجمعة قبل فتح بيت المقدس
  • دفن بأحد ضواحي منطقة السلط (غرب الأردن)
19
ذو الكفل
Ezekiel
قوة الله
أهل دمشق
  • الارجح انه (حزقيل بن بوذي)
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • سمي بذي الكفل لأنه تكفل لقومه بأن يقضي بينهم بالحق
  • وردت قصته بسورة البقرة 243 عندما دعا الله بأن يحيي الناس التي هربت من ديارها خوفاً من الطاعون ثم أماتهم الله
20
إلياس
Elijah
الرب الإلهي
قرب بعلبك
بلبنان
  • هو إلياس بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • كان وزيراً مقرباً للملك إحاب وزوجته أزبل
  • كان سائر الناس يعبدون صنمهم بعل
  • فافتتن الملك بهذا الصنم
  • هرب إلياس من بني اسرائيل وأقام عند إمرأة لها ولد اسمه اليسع
  • آمن اليسع بالله وآتاه الله النبوة بعد إلياس
21
اليسع
Elisha
الرب مخًلصي
بانياس
بسورية
  • هو أسباط بن عدي من نسليوسف الصديق عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • تتلمذ على يد النبي إلياس
22
شمويل
Samuel
سمع الله (بكسر الميم)
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو شمويل بن بالي بن علقمة (ألقانة) بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • عند أهل الكتاب اسمه (صموئيل)
  • كان قاضياً عادلاً
  • عيًن طالوت (شاؤول) ملكاً على بني اسرائيل
  • مات ودفن في فارس
23
داود
David
المحبوب
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليه السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • وهبه الله الصوت العذب ما لم يعطه لأحد
  • كان حداداً (عمل الدروع وإلانة الحديد وإعادة تصنيعه)
  • انتدبه الملك طالوت لمقاتلة جالوت فقتله
  • زوجًه الملك طالوت بنته ميكال
  • أتاه الله الملك والنبوة
  • مات ودفن ببيت لحم (فلسطين)
24
سليمان
Solomon
رجل السلام
بلاد الشام
القرن 10 ق.م
  • هو سليمان بن داود عليهما السلام
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • آتاه الله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير وسخر له الرياح والجن
  • من أشهر قصصه: زواجه من بلقيس ملكة سبأ (وهي بنت السيرج من بني يعرب بن قحطان)
  • إعاد بناء المسجد الأقصى الذي بناه النبي يعقوب من قبل. وبنى بجانبه هيكلا عظيما (هيكل سليمان) مقدسا عند اليهود (ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم)
  • مات متكئاً على عصاه (سقط بعد عام بعد أن اكلت الارضة عصاه)
25

شعيا
Isaiah
خلاص
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو شعيا بن أمصيا
  • عند أهل الكتاب اسمه "أشعياء بن آموص"
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش بزمن الملك حزقيا في بيت المقدس
  • قرر ملك بابل "سنحاريب" الاستيلاء على بيت المقدس، فقدم على رأس جيش من 600 ألف مقاتل
  • دعا الملك حزقيا ربه فانتصر على سنحاريب ومات الكثير من البابليين (لم يبقى منهم إلا سنحاريب وخمسة من مساعديه، منهم نبوخذنصر)
  • اسرهم حزقيا وربطهم بالحبال وجعلهم يلفون بيت المقدس مدة سبعين يوماً ثم أطلق سراحهم وارسلهم الى بابل
  • بعد موت حزقيا، قام بنو اسرائيل بقتل النبي شعيا عليه السلام
  • النبي شعيا هو من بشًر بالنبي عيسى بن مريم والنبي محمد عليه الصلاة والسلام
  • يعد سفره (سفر اشعياء) في العهد القديم من أهم ركائز الأدب العبري
26
ارميا
Jeremiah
الرب يرفعني
فلسطين
منتصف القرن السابع ق.م
  • هو ارميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • ذكره بعض السلف أنه الخضر !!
  • تنبأ بسقوط أورشليم بيد نبوخذنصر (السبي البابلي)
  • بعد سقوط بيت المقدس وسبي الآلاف وخراب البلاد، خيًره نبوخذنصر بالذهاب إلى بابل او البقاء بفلسطين، ففضل البقاء
  • تتلمذ على يده زرادشت ثم فارقه واخترع الديانة الزرادشتية أو المجوسية
  • توفي في مصر عام 570 ق.م
27
دانيال
Daniel
حكم الله
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو دانيال بن يوحنا من ذرية النبي داود
  • من أنبياء بني اسرائيل
  • تم اسره اثناء السبي البابلي لبيت المقدس
  • رماه نبوخذنصر في بئر مع أسدين فلم يأكلانه، فعرف أنه رجل مقدس
  • دعا النبي دانيال ربه بأن يتم دفنه على يد أحد رجال أمة محمد عليه الصلاة والسلام
  • وجد جثمانه الشريف رجل يدعى حرقوص أثناء فتح تستر بفارس على يد أبو موسى الاشعري (حديث الرسول: "من دل على دانيال فبشروه بالجنة")
28
يوئيل
Joel
يهوه هو الله
بلاد الشام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش في مملكة اسرائيل الجنوبية (مملكة يهوذا)
29
هوشياع
Hosea
الخلاص
فلسطين
  • عند أهل الكتاب اسمه (هوشع)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش في مملكة اسرائيل الشمالية
30
صفاني
Zephaniah
الله يستر
فلسطين
القرن السابع ق.م
  • هو صفاني بن كوشي بن جدليا بن امريا بن حزقيا
  • عند أهل الكتاب اسمه (صفنيا)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • عاش بفترة الملك يوشيا – ملك مملكة يهوذا
31
ناحميا
Nehemiah
المعزي
بابل
القرن السادس ق.م
  • هو ناحميا بن حاكليا
  • عند أهل الكتاب اسمه (نحميا)
  • من انبياء بني اسرائيل
  • قائد الفوج الثالث للعودة إلى بيت المقدس
32
حيقوق
Habakkuk
يعانق
فلسطين
القرن السادس ق.م
  • عند أهل الكتاب اسمه حبقوق
  • من انبياء بني اسرائيل
  • كان‌ حارساً لمعبد سليمان‌ في‌ القدس‌
  • وقع‌ في‌ أسر الملك‌ البابلي‌ "نبوخذنصر"، وأمضى‌ سنوات‌ طويلة‌ في‌ سجن‌ بابل
  • قدم النبي‌ حيقوق‌ إلى‌ إيران عندما فتح‌ " كوروش"‌ بابل‌
  • استقر حيقوق في‌ همدان‌ حتى‌ توفي،‌ فدفن‌ في‌ (تويسركان)
  • بشّر ببعثة‌ خاتم‌ الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام
33
عزير
Ezra
مساعد
فلسطين
القرن السادس ق.م
  • هو عزير بن شريه من بني فنحاس بن العزار بن نبي اللههارون بن عمران
  • من انبياء بني اسرائيل
  • ولد ببابل بعد السبي البابلي
  • أماته الله مائة عام ثم أحياه ليجدد الدين لليهود
  • حفظ التوراة ونقله إلى اليهود بعد دمار بني إسرائيل من قبل نبوخذنصر
  • يقال أن قبره إما بدمشق بسورية أو العمارة بالعراق
34
زكريا
Zachariah
ذكر الله
فلسطين
أواخر القرن الثاني ق.م
  • هو زكريا بن برخيا من نسل داود عليه السلام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • كان من كبار الربانيين في خدمة الهيكل، تحت أمر رئيسهم والكاهن الأكبر عمران (والد مريم)
  • تزوج من إيشاع (ويسميها أهل الكتاب اليصابات)، وكانت أختها حنة وهي أم مريم العذراء عليها السلام
  • تكفل زكريا بتربيةمريم العذراء بعد موت أبيها عمران
  • دعا زكريا ربه لينجب ولدً فوهبه الله يحيى
  • مات بعد مقتل ابنه نبي الله يحيى
35
يحيى
John
حنون
فلسطين
الشهر الثالث ق.م
  • هو يحيى بن زكريا عليهما السلام
  • من انبياء بني اسرائيل
  • يسميه أهل الكتاب يوحنا المعمدان
  • ترعرع ببيئة دينية ورعة وكان من خدام الهيكل
  • آتاه الله الحكمة والعلم عندما كان صغيراً، وأقبل على معرفة الشريعة وأصولها وأحكامها حتى صار عالماً متبحراً، ومرجعاً يرجع إليه في الفتاوى الدينية
  • أنزل الله عليه النبوة قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين سنة

·مقتله عليه السلام
كان حاكم فلسطين في ذلك الوقت (هيرودس) وكان رجلاً شريراً فاسقاً، وكانت له ابنة أخ يقال لها: (هيروديا) بارعة الجمال، فأراد هيرودس أن يتزوج منها، وكانت البنت وأمها تريدان هذا الزواج، فلما علم يحيى عليه السلام بذلك أعلن معارضته لهذا الزواج، وبينَّ تحريم زواج العم بابنة أخيه في الشريعة. فحقدت أم الفتاة على يحيى، فزينت ابنتها (هيروديا) بأحسن زينتها، وأدخلتها على عمها، فرقصت أمامه حتى ملكت مشاعره، فطلبت منه رأس يحيى على طبق فاستجاب لطلبها وأمر بقتل يحيى

36
عيسى
Jesus
المخلص
فلسطين
القرن الاول ميلادي
  • هو عيسى بن مريم عليهما السلام
  • من الانبياء أولي العزم
  • آخر أنبياء بني اسرائيل
  • اسمه بالآرامية (ياشوا) واسموه النصارى اليونانيين (ايسوس)
  • امه العذراء مريم بنت عمران عليها السلام أحدى سيدات الكون
  • اصطفاها الله بين نساء العالم بأن ينفخ روحه فيها لتنجب النبي عيسى عليه السلام
  • بعد ظهور بوادر الحمل عليها، رآها ابن خالها يوسف بن يعقوب النجار (كان يتعبد دائما معها)، والارجح ان الكثير من الناس اتهموهما بالحمل منه
  • ولادة النبي عيسى عليه السلام كانت من احدى أكبر المعجزات الإلهية
  • عندمت وضعت مريم مولودها النبي عيسى ورجعت به إلى قومها ، كلمهم في المهد عليه السلام "قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا …. " سورة مريم 30
  • نشأ عيسى عليه السلام في بيت لحم
  • ظهر عليه العلم وهو صغير وآتاه الله النبوة وهو في الثلاثين
  • بدأ بنو اسرائيل يشكون منه ويتحرشون به
  • انتقل هو وأمه من بيت لحم الى بيت المقدس
  • أيده الله سبحانه بالكثير من المعجزات منها:

ü كان يصنع من الطين كهيئة طير فينفخ فيه فيصبح طيرا باذن الله
ü كان يمسح يده على الأعمى فيشفيه باذن الله
ü كان يشفى الأبرص بإذن الله
ü كان يحيي الموتى باذن الله

  • سانده 12 من انصاره (الحواريين)
  • سأله الحواريون بأن ينزل الله مائدة من السماء وذلك لتقوية يقينهم بوجود الله وأن لا يدعوا مجالاً للشك في قلوبهم، فدعا عليه السلام ربه فأنزل الله المائدة
  • رفع المسيح إلى السماء

ü خاف اليهود على سلطانهم الدنيوي و الديني, فتآمر أحبار اليهود و ذهبوا الى الحاكم الروماني في الشام, وأخذوا يحذرونه من عيسى عليه السلام
ü فخاف الحاكم على ملكه, فأمر بالبحث على عيسى ليقتلوه و يصلبوه
ü فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام بقتله, و ذلك بعد ثلاثة أعوام على رسالته
ü يؤمن المسلمون بأن الله رفع المسيح إليه في السماء وأنه لم يقتل ولم يصلب، وأنه سيعود إلى الأرض في آخر الزمان ليقتل المسيح الدجال
ü ويعتقد المسلمون أن اليهود صلبوا شبيها للمسيح (تلميذه الخائن يهوذا الاسخريوطي)

  • الانجيل

ü هو كتاب النصارى وتعني لدى المسيحيين بالمفهوم الروحي البشارة بمجيء المسيح وتقديم نفسه ذبيحة فداء على الصليب نيابة عن الجنس البشري ثم دفنه في القبر وقيامه في اليوم الثالث كما جاء في كتب النبوات في العهد القديم
ü الذين كتبوا الانجيل هم:
ü انجيل القديس متى (متى العشار) وهو أحد تلاميذ نبي الله عيسى (الحواريين)
ü انجيل مرقس البشير أو ماركوس وهو كاتب السفر الثاني وهو ابن أخت برنارا (النصارى لا يعترفون بإنجيل برنابا)
ü انجيل القديس لوقا وهو أحد تلاميذ المسيح السبعين وكاتب سفرين من العهد الجديد (انجيل لوقا وانجيل أعمال الرسل) وكان طبيباً ورساماً ومن الارجح انه هو من رسم ايقونة العذراء والطفل يسوع
ü انجيل يوحنا وهو يوحنا بن الزبدي ويسمى يوحنا الرائي ويوحنا الحبيب وهو أحد تلاميذ نبي الله يحيى (يوحنا المعمدان) ومن ثم أحد تلاميذ نبي الله عيسى الاثنى عشر (الحواريين) وهو كاتب الرسائل الثلاثة وسفر الرؤيا

37
محمد
كثير الحمد
مكة المكرمة
القرن السادس ميلادي
  • خاتم الانبياء والمرسلين
  • من الانبياء أولي العزم
  • من الانبياء العرب
  • هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي من ذرية معد بن عدنان، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام
  • أمه آمنة بنت وهب (ماتت وهو في سن السادسة)
  • قبل البعثة

ü ولد بمكة عام 570 ميلادي (53 قبل الهجرة)(عام الفيل)، يتيم الاب ثم ماتت امه وهو صغير فتكفل بتربيته جده عبدالمطلب ثم ترعرع في بيت عمه أبو طالب
ü أرضعته ثويبة ثم حليمة السعدية
ü كانت حاضنته أم أيمن
ü اشتغل بالرعي ثم بالتجارة
ü تزوج في سن الخامسة والعشرين من السيدة خديجة بنت خويلد وأنجب منها ابنيه القاسم وعبدالله وبناته زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. فأما القاسم وعبد الله فماتوا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
ü كان حنيفيا يعبد الله على ملة إبراهيم الخليل ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية
ü لقب بالصادق الأمين
ü نزل عليه الوحي وكُلّف بالرسالة وهو في سن الأربعين

  • نزول الاسلام والرسالة ثم الهجرة

ü ظل الرسول يدعو الناس سراً لمدة ثلاث سنوات
ü نزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها حيث قضى بعدها عشر سنوات في مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يأتي إليها من التجار والحجيج وغيرهم
ü توفي كل من: زوجته خديجة وعمه أبو طالب وهما أكبر مؤيديه ومسانديه في عام 619 ميلادي فسمي بعام الحزن
ü خرج إلى الطائف ليدعوا أهلها إلى الاسلام وليساندوه لكنهم رفضوا الدعوة وآذوه ورموه بالحجارة
ü حدثت معجزة الاسراء والمعراج في عام 620 ميلادي حيث أسرى الله بالرسول إلى المسجد الأقصى ثم أعرج به إلى السماء
ü هاجر إلى المدينة المنورة (يثرب) عام 622 ميلادي وهو في الثالثة والخمسين من عمره، بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارض دعوته وسعوا إلى قتله

  • حياة الرسول بعد الهجرة

ü عاش الرسول بالمدينة عشر سنين داعياً الناس إلى الإسلام، حيث أسس نواة الحضارة الإسلامية
ü امر ببناء المسجد النبوي
ü ساهم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار (أهل المدينة)
ü أسس دستور المدينة (52 بند)

  • أهم الغزوات:

ü غزوة بدر 17 رمضان 2 هجري (624 م) ضد كفار قريش وانتصر المسلمين
ü غزوة أحد 15 شوال 3 هجري (625 م) ضد كفار قريش وخسر المسلمين (انتصار الكفار جاء بذكاء قائد فرسانهم خالد بن الوليد)
ü غزوة بني قينقاع 3 هجري (625 م) ضد اليهود وانتصر المسلمين وأجلوهم إلى خيبر
ü عقد الرسول صلح الحديبية مع كفار قريش بمكة 6 هجري (628 م)
ü غزوة خيبر (الاحزاب) 7 هجري (629 م) ضد اليهود وبعض القبائل العربية الوثنية
ü انقض الكفار بنود عقد صلح الحديبية حيث تآمروا مع قبيلة بني بكر الموالية لهم من خلال إعطاؤهم السلاح لمقاتلة قبيلة خزاعة الموالية للمسلمين (8 هجري – 630 م)
ü فتح مكة (8 هجري – 630 م) انتصر المسلمين ودخلوا مكة فاتحين لها بدون عناء
ü غزوة حنين (8 هجري – 630 م) ضد قبائل هوازن وثقيف وبني هلال وانتصر المسلمين
ü غزوة تبوك (9 هجري – 631 م) ضد الروم انسحب المسلمين بطعم الانتصار حيث كان عدد جيش الروم يفوق المسلمين بأربعة أضعاف (120 ألف مقابل 30 ألف من المسلمين)

  • عام الوفود: بدأ الإسلام بالانتشار فبدأت وفود القبائل تأتي معلنة الدخول في الإسلام. وكذلك قام الرسول بإرسال رسله إلى جميع أنحاء المعمورة يدعوهم إلى الاسلام
  • حجة الوداع (10 هجري – 632 م)
  • وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام في شهر صفر 11 هجري الموافق 633 م
  • معجزته الخالدة هي القرآن الكريم
  • لمحات أخرى عن حياته

ü زوجاته:
§ خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية – ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها وذلك قبل الهجرة
§ سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية
§ عائشة بنت أبي بكر الصديق القرشية التيمية
§ حفصة بنت عمر بن الخطاب القرشية العدوية
§ زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية
§ أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية
§ زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية
§ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية
§ صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية الهارونية النضيرية
§ أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب القرشية الأموية
§ ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية
§ مارية بنت شمعون القبطية (انجب منها ولده ابراهيم)
ü أسمائه الأخرى:
محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب (الذي ليس بعده نبي) والنبي ورسول الله والمزمل والمدثر والبشير والنذير والمذكر والسراج المنير وخاتم النبيين و طه

ü آراء ونظرات عن النبي محمد
§ آمن بعض اليهود والمسيحيين بما أتى به رسول الإسلام، فأسلموا وأقروا لمحمد بالنبوة وأمنوا بحمله لآخر الرسالات، بينما لم يؤمن به البعض الآخر إما عن قناعة أو جهل بما يدعو إليه أو نتيجة لتضليل
§ للرافضين من الديانتين السابقتين إدعاءات كثيرة، منها كذب محمد واختلاقه للقرآن وتلقيه مساعدة من بعض الأشخاص
§ وينتقده البعض مثل القس مارتن لوثر الذي وصفه بالشيطان وأول أبناء إبليس
§ ينظر إليه البعض الآخر نظرة إيجابية لنبذه الفكر الوثني ودعوته للتوحيد واحترام الملائكة والأنبياء مثل الحاخام اليهودي موسى بن ميمون
§ وتعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين مثله مثل كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وغيرهم
§ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمد مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن
§ أما عن البابية والبهائية فيعتبرون محمد أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس خاتمهم بل هناك من بعده آخرون ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهما.
§ ويعتبره ناناك مؤسس الديانة السيخية أنه أحد رسل البراهما





رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

…………………………………….الف شكر الله يرحم والديك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

جزاك الرحمن الفردوس الاعلى وبارك فيك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركي اختي




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

والدينا او والديك و شكرا




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركم




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على الموضوع المفيد , بارك الله فيك




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

موضوع مفيد لكن الأنيبياء الذين لم يذكرهم القرآن الكريم هم فقط موضع الخلاف بين المؤرخين المسلمين وغيرهم حبذا لو أشرت إلى المصدر لأن الموضوع حساس . مرة بارك الله فيك أخي أيوب .




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

شكرا على مروركم اخواتي الاعزاء




رد: اسماء الانبياء و معانيها ارجو *التثبيث*

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم


الونشريس

سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

1. ما هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم؟
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة . وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل . ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من دين أهل مكة . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه تقدمة للنبي الذي أخرجته قريش من مكة . وتعظيما للبلد الحرام.

2. أمه وجداته من قبل أمه
قال ابن هشام فولد عبد الله بن عبد المطلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله . وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأمها : برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . وأم أم حبيب برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر . قال ابن هشام : فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم .

3. ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل.

4. نبوته صلى الله عليه وسلم
فلما كمل له أربعون أشرق عليه نور النبوة وأكرمه الله تعالى برسالته وبعثه إلى خلقه واختصه بكرامته وجعله أمينه بينه وبين عباده . ولا خلاف أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين واختلف في شهر المبعث . فقيل لثمان مضين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل هذا قول الأكثرين وقيل بل كان ذلك في رمضان واحتج هؤلاء بقوله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن البقرة 185 ] قالوا : أول ما أكرمه الله 76 تعالى بنبوته أنزل عليه القرآن وإلى هذا ذهب جماعة منهم يحيى الصرصري حيث يقول في نونيته وأتت عليه أربعون فأشرقت شمس النبوة منه في رمضان والأولون قالوا : إنما كان إنزال القرآن في رمضان جملة واحدة في ليلة القدر إلى بيت العزة ثم أنزل منجما بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة . وقالت طائفة أنزل فيه القرآن أي في شأنه وتعظيمه وفرض صومه . وقيل كان ابتداء المبعث في شهر رجب .

5. متى بعث رسول الله ؟
ذكر ابن إسحاق أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث على رأس أربعين من مولده عليه السلام وهذا مروي عن ابن عباس ، وجبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد بن المسيب ، وأنس بن مالك وهو صحيح عند أهل السير والعلم بالأثر وقد روي أنه نبئ لأربعين وشهرين من مولده وقيل لقباث بن أشيم من أكبر أنت أم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ فقال رسول الله أكبر مني ، وأنا أسن منه وولد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفيل ووقفت بي أمي على روث الفيل ويروى : خزق الطير فرأيته أخضر محيلا ، أي قد أتى عليه حول وفي غير رواية البكائي من هذا الكتاب أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال لا يفتك صيام يوم الاثنين فإني قد ولدت فيه وبعثت فيه وأموت فيه.

6. كيف كان مبعثه صلى الله عليه وسلم؟
وأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر النبوة الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. قيل وكان ذلك ستة أشهر ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والله أعلم . ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة فجاءه الملك وهو بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه. ما أول ما نزل عليه من القرآن الكريم؟ فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور . وقال جابر : أول ما أنزل عليه يا أيها المدثر والصحيح قول ع ائشة ل وجوه أحدها : أن قوله ما أنا بقارئ صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئا . الثاني : الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار فإنه إذا قرأ في نفسه أنذر بما قرأه فأمره بالقراءة أولا ثم بالإنذار بما قرأه ثانيا . الثالث أن حديث جابر وقوله أول ما أنزل من القرآن يا أيها المدثر قول جابر وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك . الرابع أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملك عليه أولا قبل نزول يا أيها المدثر فإنه قال فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت إلى أهلي فقلت : زملوني دثروني فأنزل الله يا أيها المدثر وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق فدل حديث جابر على تأخر نزول يا أيها المدثر والحجة في روايته لا في رأيه والله أعلم .

7. ما أول ما نزل عليه من القرآن؟
كان صلى الله عليه وسلم بغار حراء وكان يحب الخلوة فيه فأول ما أنزل عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق [ العلق 1 ] هذا قول عائشة والجمهور .

8. ما هو ترتيب الدعوة في حياته صلى الله عليه وسلم؟
المرتبة الأولى : النبوة.
الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.
الثالثة: إنذار قومه.
الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.
الخامسة: إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر الدهر.

9. كيف كانت دعوته صلى الله عليه وسلم للناس؟
أقام صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين يدعو إلى الله سبحانه مستخفيا ثم نزل عليه فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين [ الحجر : 94 ] . فأعلن صلى الله عليه وسلم بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن الله لهم بالهجرتين .

10. من هو أول من آمن بنبوته صلى الله عليه وسلم؟
لما دعا إلى الله استجاب له عباد من كل قبيلة . فكان حائز السبق صديق الأمة أبا بكر رضي الله عنه . فوازره في دين الله . ودعا معه إلى الله . فاستجاب لأبي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم .
وبادر إلى استجابته أيضا صديقة النساء خديجة رضي الله عنها . وبادر إلى الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وكان ابن ثمان سنين وقيل أكثر إذ كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه من عمه .

11. ما صفته صلى الله عليه وسلم في الإنجيل؟
قال ابن إسحاق : وقد كان – فيما بلغني عما كان وضع عيسى ابن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل – من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أثبت يحنس الحواري لهم حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلام في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إليهم أنه قال ( من أبغضني فقد أبغض الرب ، ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ، ما كانت لهم خطيئة ولكن من الآن بطروا وظنوا أنهم يعزونني ، وأيضا للرب ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس أنهم أبغضوني مجانا ، أي باطلا . فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب وروح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد علي وأنتم أيضا ; لأنكم قديما كنتم معي في هذا ، قلت لكم لكيما لا تشكوا ). والمنحمنا بالسريانية : محمد وهو بالرومية البرقليطس صلى الله عليه وآله وسلم .

12. ما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال ومن أشهرها محمد،وأحمد،والمتوكل،والماحي، والحاشر والعاقب والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة والفاتح والأمين . ويلحق بهذه الأسماء الشاهد والمبشر والبشير والنذير والقاسم والضحوك والقتال وعبد الله والسراج المنير وسيد ولد آدم وصاحب لواء الحمد وصاحب المقام المحمود وغير ذلك من الأسماء لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه .

13. كيف وصفه علي بن أبي طالب رضى الله عنه؟
كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد . وكان ربعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان أبيض مشربا ، أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع ، كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو ( صلى الله عليه وسلم ) خاتم النبيين أجود الناس كفا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم .

14. كيف كانت ملابسه صلى الله عليه وسلم؟
كانت له عمامة تسمى : السحاب كساها عليا وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة . وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة . وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه ) وكان يلبس في كل موطن ما يناسبه،ولبس القميص وكان أحب الثياب إليه وكان كمه إلى الرسغ ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء والفرجية ولبس القباء أيضا ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ولبس الإزار والرداء،كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر .

15. ما غالب لبسه صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
كان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان.

16. كيف كان هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس؟
كان هديه في اللباس أن يلبس ما تيسر من اللباس من الصوف تارة والقطن تارة والكتان تارة .

17. ما هديه صلى الله عليه وسلم في لبس البرود؟
لبس البرود اليمانية والبرد الأخضر ولبس الجبة والقباء والقميص والسراويل والإزار والرداء والخف والنعل وأرخى الذؤابة من خلفه تارة وتركها تارة . وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك .
موقع السيرة النبوية

18. ما صفة طيبه وعطره؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال والنساء، وهو حديث صحيح.
صفحة الشمائل المحمدية

19. ما أحب الألوان إليه صلى الله عليه وسلم؟
كان أحب الثياب إليه البيضاء . وكان صلى الله عليه وسلم لا يبدو منه إلا طيب، كان آية ذلك في بدنه الشريف أنه لا يتَّسِخ له ثوب لا يصيبها الوسخ من العرق أو ما سوى ذلك وكان الذباب لا يقع على ثيابه.
صفحة الشمائل المحمدية

20. ما صفة نعله وخفه صلى الله عليه وسلم؟
كان لنعل رسول الله صلى الله عليه و سلم قِبالان مُثَنَّى شراكهما أي لكلٍ منهما قِبالان ، والقِبال هو زِمام يوضع بين الإصبع الوسطى و التي تليها ويُسمَّى شِسعاً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يضع أحد القِبالين بين الإبهام و التي تليها والآخر بين الوسطى و التي تليها و الشِّراك للسير (أي النعل). وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رُؤيَ بنعلين مخصوفتين أي مخروزتين مُخاطتين ضُمَّ فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شِبر وإصبعان و عرضها مِمَّا يلي الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها مُحَدَّد. وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصياً الناس: " إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين و إذا نزع فليبدأ بالشمال ".

21. ما صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم؟
لقد كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره) كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))، و ذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى.
صفحة الشمائل المحمدية

22. ما صفة سيفه صلى الله عليه وسلم؟
كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ". والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا يزلق.
صفحة الشمائل المحمدية

23. هل كان لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم درع؟
عن الزبير بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد درعان وفي روايات أخرى أنه كان للنبي عليه الصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.
صفحة الشمائل المحمدية

24. ما صفة كحله صلى الله عليه وسلم؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: " اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في هذه. قوله (اكتحلوا بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة فقد يضُرَّها الإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه بالمشرق وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و يدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل من المسك. وأمّا قوله (يُنبت الشعر) أي يقوّي طبقات شعر العينين التي هي الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.
صفحة الشمائل المحمدية

25. ما صفة عيشه صلى الله عليه وسلم؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قَدِموا المدينة ثلاثة أيام تِباعاً من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله أي مات صلى الله عليه وسلم".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " (أي ما يسدُّ الجوع) متفق عليه.
صفحة الشمائل المحمدية

26. ما صفة شرابه صلى الله عليه وسلم؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " دَخَلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن شماله فقال لي: الشَّربة لك فإن شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً فليقُل: "اللهم بارِك لنا فيه وأطعِمنا خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً فليقُل: اللهم بارك لنا فيه وزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن ".
صفحة الشمائل المحمدية

27. كيف كان صلى الله عليه وسلم يشرب؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم .
و عن أنَس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و آله سلم كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ) المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه الصلاة والسلام غالباً ما يشرب وهو قاعد.
صفحة الشمائل المحمدية

28. ما صفة تكأته صلى الله عليه وسلم؟
عن جابر بن سَمُرَة قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مُتَّكئاً على وسادة على يساره ".
وعن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله و عقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مُتَّكِئاً، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا لَيته سكت ".
صفحة الشمائل المحمدية

29. ما صفة فراشه صلى الله عليه وسلم؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد اثَّر في جنبك!. فقال: لا تبكِ يا عبد الله فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة ".
صفحة الشمائل المحمدية

30. ماهديه صلى الله عليه وسلم في النوم؟
كان عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى إلى فِراشه قال: (باسمك اللهم أموت و أحيا) ، و إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).
وكان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان وصححه الحافظ في الفتح.

31. ما صفة عطاس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم.

32. ما صفة مشيته رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى تَكَفَّأ ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا ).
صفحة الشمائل المحمدية

33. ما صفة كلامه صلى الله عليه وسلم؟
كان كلامه صلى الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه.وكان يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه،و يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه ،
وكان يُعرِض عن كل كلام قبيح و يُكَنِّي عن الأمور المُستَقبَحَة في العُرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها، وكان صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى بين الخطوتين.
صفحة الشمائل المحمدية

34. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضحك؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسما.

35. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في البكاء؟
لم يكن بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهيق و رفع صوت ولكن تدمع عيناه حتى تنهملان ويُسمَع لصدره أزيز، ويبكي رحمة لِمَيِّت وخوفاً على أمَّته وشفقة من خشية الله تعالى وعند سماع القرآن وفي صلاة الليل.
صفحة الشمائل المحمدية

36. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوب؟
ركب الخيل والإبل والبغال والحمير وركب الفرس مسرجة تارة وعريا أخرى وكان يجريها في بعض الأحيان وكان يركب وحده وهو الأكثر وربما أردف خلفه على البعير وربما أردف خلفه وأركب أمامه وكانوا ثلاثة على بعير وأردف الرجال وأردف بعض نسائه وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل.

37. ما هديه صلى الله عليه وسلم في المعاملة؟
كان أحسن الناس معاملة . وكان إذا استسلف سلفا قضى خيرا منه . وكان إذا استسلف من رجل سلفا قضاه إياه ودعا له فقال : بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الحمد والأداء.

38. ما هديه صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة؟
كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث الرجس النجس الشيطان الرجيم . وكان إذا خرج يقول : غفرانك وكان يستنجي بالماء تارة ويستجمر بالأحجار تارة ويجمع بينهما تارة . وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حتى يتوارى عن أصحابه وربما كان يبعد نحو الميلين . وكان يستتر للحاجة بالهدف تارة وبحائش النخل تارة وبشجر الوادي تارة . وكان إذا أراد أن يبول في عزاز من الأرض – وهو الموضع الصلب – أخذ عودا من الأرض فنكت به حتى يثرى ثم يبول.
موقع السيرة النبوية

39. ما هديه صلى الله عليه وسلم في البدء بالأعمال؟
كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وأخذه وعطائه وكانت يمينه لطعامه وشرابه وطهوره ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى.

40. ما هديه صلى الله عليه وسلم في حلق رأسه؟
كان هديه في حلق الرأس تركه كله أو أخذه كله ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه ولم يحفظ عنه حلقه إلا في نسك.
41. ما هديه صلى الله عليه وسلم في السواك؟
كان يحب السواك وكان يستاك مفطرا وصائما ويستاك عند الانتباه من النوم وعند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وكان يستاك بعود الأراك.

42. ما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب؟
قال صلى الله عليه وسلم قصوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس.

43. ما هديه صلى الله عليه وسلم في تقليم الأظفار؟
وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في تقليم الأظفار ألا تترك أكثر من أربعين يوما وليلة.

44. ما هديه صلى الله عليه وسلم في الخطبة؟
خطب صلى الله عليه وسلم على الأرض وعلى المنبر وعلى البعير وعلى الناقة . وكان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

45. ما صفة منبره صلى الله عليه وسلم؟
كان منبره ثلاث درجات فإذا استوى عليه واستقبل الناس أخذ المؤذن في الأذان فقط ولم يقل شيئا قبله ولا بعده فإذا أخذ في الخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البتة لا مؤذن ولا غيره .

46. كيف كانت محتوى خطبه صلى الله عليه وسلم؟
كان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم.

47. من هم الصحابة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق؟
عثمان بن عفان،والزبير بن العوام ،وعبد الرحمن بن عوف،وسعد بن أبي وقاص،وطلحة بن عبيد الله.

48. متى أظهر له صلى الله عليه وسلم قومه العداوة ومن الذي دافع عنه؟
قال ابن إسحاق : فلما بادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه – فيما بلغني – حتى ذكر آلهتهم وعابها ; فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون ودافع عنه عمه أبوطالب ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله مظهرا لأمره لا يرده عنه شيء .

49. ما أساليب قريش لصد الناس عن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم بعمه أبي طالب وقد قام أبو طالب حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه . وقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون .

50. ماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لرؤساء قريش عندما قالوا يا محمد لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة .. فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا ، فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا ، وأنزل علي كتابا ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالات ربي ، ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.

51. كيف كانت قريش تعذب من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كانوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوا منهم يفتنونهم عن دينهم فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم .

52. كيف كان أمية بن خلف يعذب بلال بن أبي رباح عندما أسلم وآمن بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
كان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له ( لا والله ) لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد .

53. من أول شهيدة في الإسلام؟
سمية أم عمار بن ياسر.

54. كيف كانت بنو مخزوم تعذب آل ياسر بسبب إسلامهم؟
كانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه – وكانوا أهل بيت إسلام – إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة ، فيمر بهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقول : صبرا آل ياسر موعدكم الجنة.

55. كيف كان موقف أبي جهل تجاه من أسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم وما أساليبه في ذلك؟
كان أبو جهل إذا سمع بالرجل قد أسلم ، له شرف ومنعة أنبه وأخزاه وقال تركت دين أبيك وهو خير منك : لنسفهن حلمك ولنفيلن رأيك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجرا ، قال والله لنكسدن تجارتك ، ولنهلكن مالك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به .

56. كيف كان موقف الصديق من العبيد الذين أسلموا وكان كفار قريش يعذبهم؟
كان الصديق إذا مر بأحد من العبيد يعذب اشتراه وأعتقه.

57. من هم عتقاء الصديق رضي الله عنه؟
بلال،وعامر بن فهيرة،وأم شميس وزنيرة،النهدية وبنتها.

58. من أول من آمن من الصبيان برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

59. ما أول دم أهريق في الإسلام؟
في السنة الرابعة من البعثة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى مع بعض أصحابه في شعبة من الشعاب فرآهم رجل من الكفار ومعه جماعة من قريش . فسبوهم . وضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم فسال دمه . فكان أول دم أهريق في الإسلام .

60. ما أسلوب كفار قريش في الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه – مثل عمار بن ياسر ، وخباب بن الأرت ، وصهيب الرومي وبلال وأشباههم – فإذا مرت بهم قريش استهزءوا بهم وقالوا : أهؤلاء – جلساؤه – قد من الله عليهم من بيننا ؟
61. في أي سنة هاجر بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة وكم كان عددهم؟
في السنة الخامسة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى . وقال إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده وكانوا اثني عشر رجلا وأربع نسوة . وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

62. ما ذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ملك الحبشة النجاشي؟
إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده.

63. كم كان عدد المهاجرين في الهجرة الثانية إلى الحبشة؟
من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ومن النساء ثمان عشرة امرأة .

64. ما اسم الصحابي الجليل الذي رافق النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لدعوة أهل الطائف؟
زيد بن حارثة رضي الله عنه؟

65. ما اسم النصراني الذي أسلم وآمن عندما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رجوعه من الطائف؟
اسمه عداس.

66. بماذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه عند عوته من الطائف؟
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي..

67. هل أسري به صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده أم بروحه فقط؟
أسري به صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده.

68. من هو من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم الذي نصب له العداء مع امرأته؟
أبو لهب بن عبد المطلب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب.

69. كيف كانت تؤذي أم جميل زوجة أبي لهب النبي صلى الله عليه وسلم؟
كانت تحمل الشوك وتطرحه في طريق رسول الله.

70. ما جزاء أم جميل امرأة أبي لهب في الآخرة؟
يربط في عنقها حبل من مسد وتساق إلى شفير جهنم ثم يرمى بها إلى قعرها هكذا أبدا.

71. من الذي كان إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزه ولمزه؟
أمية بن خلف بن وهب بن جذافة بن جمح.

72. ماذا قررت كفار قريش لما رأت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد يوما بعد يوم في مكة وأن الإسلام يفشو في القبائل؟
ئتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم.

73. ماذا قررت كفار قريش لما رأت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد يوما بعد يوم في مكة؟
ئتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم.

74. من الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل المدينة إلى الإسلام بعد بيعة العقبة؟
الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه.

75. أين أقام مصب بن عمير رضي الله عنه بعد وصوله إلى المدينة يقرء الناس القرآن ويعلمهم الإسلام؟
في منزل أبي أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه.

76. من هو الذي لم يسجد لله سجدة واستشهد ودخل الجنة؟
الصحابي الجليل الأصيرم رضي الله عنه أسلم يوم أحد فقاتل وقتل ولم يسجد لله سجدة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم عمل قليلا وأجر كثيرا.

77. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للذين جاؤوا لمايعته في بيعة العقبة الثانية؟
أبايعكم على أن تمنعوني – إذا قدمت عليكم – مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . ولكم الجنة.

78. من هو أول من بايعه صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية؟
الصحابي الجليل البراء بن معرور رضي الله عنه.

79. كم كان عدد أهل بيعة العقبة الثانية؟
كان جميع أهل العقبة : سبعين رجلا وامرأتين.

80. من هو أول من خرج إلى المدينة بعد أن أذن الله بالهجرة؟
الصحابي الجليل أبو سلمة بن عبد الأسد.
81. ماذا اقترح أبو جهل في دار الندوة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟
ال أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاما جلدا . ثم نعطيه سيفا صارما ، ثم يضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل . فلا تدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق ديته .

82. كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشا تآمر في دار الندوة على قتله ؟
أخبر ه بذلك جبريل عليه السلام وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة.

83. من الذي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة من الصحابة؟
أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

84. ما اسم المكان الذي توقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق أثناء خروجهما من مكة؟
غار ثور.

85. من كان دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة إلى المدينة؟
عبد الله بن أريقط الليثي وكان هاديا ماهرا – وكان على دين قومه أي غير مسلم – واستأجراه وأمناه على ذلك وسلما إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث .

86. ماذا قال أبوبكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حينما وصل كفار قريش إلى باب غار ثور، وماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له؟
قال أبو بكر يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا . فقال صلى الله عليه وسلم " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ لا تحزن إن الله معنا.

87. كم مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر في غار ثور؟
مكثا في الغار ثلاثا.

88. متى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ؟
كان قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة من ربيع الأول.

89. من الذي أدى ودائع الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد هجرته إلى المدينة ؟
أقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة ثلاث ليال وأيامها ، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.

90. ما هي منازله صلى الله عليه وسلم بقباء؟
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف ، ثم نزل على سعد بن خيثمة . و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة.

91. أين نزل أبوبكر الصديق رضي الله عنه بعد وصوله المدينة؟
نزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف ، أحد بني الحارث الخزرج بالسنح كما كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج .

92. متى بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء مسجد قباء؟
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده.

93. ما أول عمل بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة؟
بناء مسجد.

94. ماذا قال صلى الله عليه وسلم لأهل القبائل الذين كانوا يرغبون في نزوله صلى الله عليه وسلم عندهم ويعترضون سبيل ناقته؟
خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة.

95. أين كان مبرك ناقته صلى الله عليه وسلم ؟
دار بني مالك بن النجار.

96. أين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من قباء ؟
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب الأنصاري حتى بنى مسجده ومساكنه فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين في العمل فيه فعمل فيه المهاجرون والأنصار ، ودأبوا فيه.

97. ما ذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار بعد نزوله المدينة وبنائه لمسجده؟
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر فلما أنزل الله عز وجل وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله [ الأحزاب 6 ] رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة.
موسوعة السيرة النبوية

98. ما أسماء قبائل اليهود التي كانت في المدينة في زمن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة.

99. كيف عامل النبي صلى الله عليهم يهود المدينة في بداية الأمر؟
وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتابا وبادر حبرهم وعالمهم عبد الله بن سلام فدخل في الإسلام وأبى عامتهم إلا الكفر.

100. ما ذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة بعد ما غدروا ونقضوا العهد؟
من على بني قينقاع وأجلى بني النضير وقتل بني قريظة وسبى ذريتهم ونزلت ( سورة الحشر ) في بني النضير و ( سورة الأحزاب ) في بني قريظة.
101. متى حولة القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة؟
كان صلى الله عليه وسلم يصلي إلى قبلة بيت المقدس ويحب أن يصرف إلى الكعبة وقال لجبريل وددت أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود فقال إنما أنا عبد فادع ربك واسأله فجعل يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) [ البقرة 144 ] وذلك بعد ستة عشر شهرا من مقدمه المدينة قبل وقعة بدر بشهرين.

102. متى أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمين بالجهاد المسلح؟
لما رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة وصاحوا بهم من كل جانب والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت المؤمنين واشتد الجناح أذن الله تعالى لهم حينئذ في القتال ولم يفرضه عليهم فقال تعالى : (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )(الحج 39). وذلك بعد مقدمه المدينة.
موسوعة السيرة النبوية

103. ما الدليل على أن الإذن بالجهاد نزل بعد الهجرة وإخراج المؤمنين من ديارهم؟
قوله تعالى (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) [ الحج 40 ] وهؤلاء هم المهاجرون.

104. ماهي أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟
خديجة بنت خويلد،سودة بنت زمعة،عائشة بنت أبى بكر،حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت خزيمة، أم سلمة ( هند بنت أمية )، زينب بنت عمته، جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار،صفية بنت حُيى بن أخطب، أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان ، مارية بنت شمعون القبطية، ميمونة بنت الحارث الهلالية، أسماء بنت النعمان، قتيلة بنت قيس رضى الله عنهن.




رد: سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

مشكووورة حبيبتي على قصة سيد الخلة محمد صلى الله علية و سلم دمت متالقة




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة سيدنا ادم عليه السلام

قصة سيدنا ادم عليه السلام


الونشريس

الونشريس
خلق الله النبياء للدعوة و الارشاد و كان لكل نبي مهمته و قصته و اليوم جايب قصة ابونا ادم عليه السلام
الونشريس

نبذة:
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

الونشريس

سيرته:
خلق آدم عليه السلام:
أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض – وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم – بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق – يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له,

<A dir=rtl target="_newLIGN=’RIGHT’"> </SPAN>ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !
هذه الحيرة </SPAN>و الدهشة </SPAN>التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. </SPAN>أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، </SPAN>ولا يعلمون الغيب . </SPAN>لقد خفيت عليهم حكمة </SPAN>الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور:</SPAN> (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).


وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله</SPAN> ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .</SPAN>
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر – ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة – ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان</SPAN> يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .</SPAN>
أما كيف</SPAN> كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل </SPAN>ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً</SPAN>..
فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح:</SPAN> ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ</SPAN>) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه ( مِنْهَا</SPAN>) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .</SPAN>
</SPAN>قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ</SPAN></SPAN> </SPAN>(8</SPAN>4 )</SPAN> لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN> (85) (ص)</SPAN>

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس:</SPAN> (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد</SPAN>. ف كشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: </SPAN>( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN>) ويستدرك فيقول: ( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ</SPAN>) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن – سبحانه – إرادته . وحدد المنهج والطريق: </SPAN>( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ</SPAN></SPAN>) .
ف هي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

</SPAN>

تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي </SPAN>العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة</SPAN>: (</SPAN> وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا</SPAN> ) . </SPAN>سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها – وهي ألفاظ منطوقة – رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . </SPAN>
أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . .</SPAN> ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء .</SPAN> ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: </SPAN>(</SPAN> قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ</SPAN></SPAN> ) .</SPAN>

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه ع َـ</SPAN>ل ِـ</SPAN>م َ</SPAN> ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.</STRONG>
سكن آدم وحواء في الجنة</SPAN> :</SPAN>
اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء</STRONG>. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. </SPAN>لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد </SPAN>سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.
كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة.</SPAN> غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: (</SPAN>هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) . </SPAN>وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.
ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح</SPAN> عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) </SPAN>وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:</SPAN>
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه.</SPAN> ف</SPAN> أدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها .</SPAN>.. وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا ال</SPAN>تصور غير منطقي</SPAN> لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما </SPAN>تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا</SPAN> من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:</SPAN>
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.</SPAN>
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. و</SPAN>يقال أن قابيل كان </SPAN>يريد زوجة هابيل</SPAN> لنفسه.. ف</SPAN>أمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل</SPAN> ولم يتقبل من قابيل</SPAN>. قال تعالى في سورة (المائدة):
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. </SPAN>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض</SPAN>. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى</SPAN> القاتل غرابا حيا بجانب</SPAN> جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل </SPAN>على أخيه هابيل </SPAN>كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.
قال آدم حين عرف القصة: (</SPAN>هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) </SPAN>وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:</SPAN>
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته"

الونشريس




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

جزاك الله خير ان شاء الله




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

بارك الله فيك اخي
ننتظر جديدك




رد: قصة سيدنا ادم عليه السلام

الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصص في رحاب القرآن الكريم . قصة : سيدنا يوسف متجدد

قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد


الونشريس

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
أيُّها الصِّدِّيق!
القصة الثالثة -3- : « قصة سيّدنا يوسف عليه السّلام »

عاشَ آلُ إبراهيمَ في أرضِ فلسطينَ.. تلكَ الأرض الطيّبة المَليئة بالمُروجِ الخَضراءِ والمَراعي وأشجارِ الزَّيتون.
كان سيّدُنا يعقوبُ كأبيه إسحاقَ وجدِّه إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ كريماً يُساعِدُ الفُقراءَ ويُكرِمُ الضُّيوفَ والغُرَباء..
لهذا كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَذبَحُ في كلّ يومٍ كَبْشاً، فيُطعِمُ مِن لَحمهِ الفقراءَ ويأكلُ هو وعِيالُه منه.
وكانَ هناك رجلٌ صالحٌ اسمُه دميال؛ دميال كان رجُلاً فقيراً، وكان ذلكَ اليومَ صائماً.. لم يكن عنده طَعامٌ لإفطارِه، كان يَنتظرُ أن يَبعَثَ يعقوبُ إليه بالطعام..
سيّدُنا يعقوبُ كعادتهِ ذَبحَ كبشاً، ووَزّعَ لحمَهُ على الفقراءِ، وتعشّى هو وعيالُه منه، وباتُوا ليلتَهم تلك شِباعاً.
أمّا الرجلُ الفقيرُ دميال فقد نامَ جائعاً ونوى الصومَ في الغد.
كانَ دميال ذلك اليومَ صائماً، وضاعَفَ ألمَ الجُوعِ أنّه لم يَجِد شيئاً يُفطِرُ به في العشاء.. نام جائعاً.. تَحمَّل آلامَ الجُوع ونام..

الرؤيا
وفي تلك الليلةِ.. بدأت حوادثُ القصّةِ المُثيرة التي وقَعَت قبل آلافِ السنين.
كان يوسفُ قد بَلَغ من العمرِ تِسعَ سِنين.. فتىً جميلٌ يَشُعّ النورُ من عينَيه، قلبُه مُفعَمٌ بالطُّهر..
كان جَمالُه يَتلألأ في وجههِ.. في عَينَيهِ التي تَشعّانِ صَفاءً.
من أجلِ هذا أحبَّه أبوه كما لمَ يُحِبَّ أحداً غيرَه.
سيّدُنا يعقوبُ كانَ يتَوسَّمُ فيه النبوّةَ.. ربّما يَختارهُ الله نبيّاً من بعده..
كان يوسفُ جميلاً ليس في وجههِ فقط، بل في رُوحهِ وأخلاقهِ وصِفاتِه.
عندما يراه المرءُ يَشعرُ أنه أمامَ مَلاكٍ هبَطَ من السماءِ، لهذا كانَ محبوباً من الجميع…
وكانَ أعظمَهُم حُبّاً له أبوه يعقوب.. كانَ يوسفُ طاهراً طُهْرَ قَطَرات النَّدى، وكانت عَيناهُ صافيتين صفاءَ السماء، وكان وجهُه يَتألّقُ كالنجوم.
من أجلِ هذا حَسَدَهُ إخوَتُه العشَرة… في البدايةِ حَسَدوه ثمّ حَقَدوا عليه.. وبعدها كانوا يَتمنَّون له الموت؛ وربّما خَطّطوا للتخلّصِ منه!
في تلك الليلة أغَمض يوسفُ عَينَيه وهو غافلٌ عمّا يَحُوكُ إخوتُه مِن دَسائسَ ومُؤامرات.
ورأى يوسفُ حُلماً عجيباً.. رأى أحَدَ عَشَرَ كوكباً، ورأى الشمسَ والقمرَ… رأى الجميعَ يَسجُدون له..
كانَ مَشهداً رائعاً يَبهَرُ الناظر.. شَعرَ يوسفُ أنّ تل الكواكبَ وأن الشمسَ والقمرَ لها شعورٌ وادراكٌ، وأنها جاءت بإرادتها لِتسَجُد له وتَخضَعَ عند قدَمَيه!!
أمرٌ عجيب.. تَعَجّبَ يوسف.. وأحَسَّ أن تلكَ الأجرامَ السماويّةَ المُنيرةَ تَبتسمُ له وتُمجّده.
أضاءت الرؤيا قلبَه.. وهَزَّت وُجدانَهُ.. واستيقَظَ يوسفُ.. وما تزال الرؤيا تُهيمنُ على مشاعرِهِ وأحاسيسِه..
كانت الرؤيا تملأ قلبَه وصدرَه وكيانَه.. وكانت صُورُ الكواكبِ والشمسِ القمرِ تَتراءى له، لَكأنّها ما تزالُ ماثلةً أمامه.
هَزَّت الرؤيا وجدانَهُ، لأنّه لا يعرفُ تفسيرَها. حارَ في تعبيرِها لهذا جاء إلى أبيه وقال:
الونشريس
يا أبتِ إنّي رَأيتُ أحَدَ عَشَرَ كَوكباً والشَّمسَ والقَمَرَ رَأيتُهُم لي ساجِدين الونشريس.
يا أبي رأيتُهم اجتَمَعوا جميعاً ثم سَجَدوا.. شَعَرتُ أنّ تلك الكواكبَ كانت تُدرِكُ ما تَفعَل.. شَعَرتُ أنّها تَبتسمُ لي، ثمّ سَجَدتْ أمامي بخضوع.
أصغى سيّدُنا يعقوب باهتمامٍ إلى رؤيا يوسف.. أدركَ أنّ ليوسفَ شأناً في المستقبل.. شأناً عظيماً..
قال لابنهِ بإشفاق:
ـ الونشريس يا بُنَيّ لا تَقْصُصْ رُؤياكَ على إخوَتِكَ فيَكيدوا لكَ كَيداً.. إنّ الشيطانَ للإنسانِ عدوٌّ مُبين الونشريس.
يا بُنيّ، لا تُخبِر إخوتَكَ بهذه الرؤيا العجيبة.. لأنّهم سوف يَحسُدونَكَ وقد يُوَسوِسُ الشيطانُ في أنفسِهم..
إنّ الله سبحانه يا يوسفُ سوف يَختارُك لإبلاغِ رسالتهِ.. وسوف يُعلّمكَ تعبيرَ الرُّؤى والأحاديث.. سيُبارِكُكَ الله يا ولدي كما بارَكَ آباءك من قبلُ.. إبراهيمَ وإسحاقَ، وكما بارك آلَ يعقوب.

المؤامرة
تضاعَفَ الحَسَدُ في نفوسِ الإخوة العَشْرةِ.. وازدادَ حِقدُهم على يوسف.. ربّما سَمِعوا بالرؤيا! أو لعلّهم رأوا حُبَّ أبيهِم يَزدادُ أكثرَ فأكثر..
كانوا يذهبونَ كلَّ يومٍ إلى البَوادي لرَعْيِ الماشيةِ، وكانوا يُفكّرونَ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: كيف يَتَخلّصونَ مِن يوسف!
الشيطانُ وَسْوَسَ في نفوسِهم، فَكّروا في قتلِه.. ولكن كيف ؟!
الشيطانُ وَسوَسَ في صدوِرهم، قالوا: نأخُذُه مَعَنا إلى المَراتِع، ثمّ نَتَخلّصُ منه!
وهكذا كانت المُؤامرة.
مرّتْ أيامٌ وهُم يَتظاهرونَ بحُبِّ يوسُف.. يَبْتَسِمونَ له ويُحَبّبونَ له الذَّهابَ معهم إلى الفَلاة؛ يَلعَبُ في تلك المُروجِ الجميلة.
كان يوسفُ بَريئاً طيّباً.. وكان طاهراً طُهْرَ قميصهِ الأبيضِ الجميل.
لهذا صَدَّقَهم.. صَدَّق حُبَّهمُ الكاذبَ، وأحبَّ الذَّهابَ معهم إلى الباديةِ تلك الأرض الواسعةِ والآفاقِ الجميلةِ والمُروجِ الخضراء.
ولكنّ سيّدَنا يعقوب كانَ يخافُ على ولدِه الغَدْرَ، كان لا يَسمَحُ له بالذَّهاب.
ذاتَ مساءٍ جاء الإخوةُ العشرةُ من الفَلاة.. ابتَسَموا ليوسفَ، قالوا له:
ما أجملَ تلكَ المَراتِعَ والمُروج! ما أجمَلَ تلك الفَلَوات.. لقد استَمْتَعنا كثيراً ولَعِبنا كثيراً، لماذا لا تأتي معنا يا يوسف ؟
يوسفُ كان يُحبّ الذهابَ؛ ولكنّه أيضاً كان يُطيعُ أباه، وهو لا يَفعلُ شيئاً دونَ إذنهِ.
إخوةُ يوسفَ العشرةُ قالوا:
سوف نَتحدّثُ مع والدِنا ليسمَحَ لك بالذَّهابِ معنا..
وَفرِح يوسف.
جلسَ الجميعُ حول مأدبةِ العشاء، وتناوَلوا طعامَهم بصَمت، وكان الإخوةُ العَشرةُ وحدَهُم يَتبادلونَ نَظَراتٍ ذاتَ معنى.
كانوا قد نَسَجوا مؤامرةً دنيئة كما تَنسِج العَنكبوتُ بَيتَها المُخيف.
في البدايةِ ابتَسَموا وتظاهَروا بحبِّ يوسف، وقالوا لأبيهم:
ـ يا أبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا على يوسفَ وإنّا لَه لَناصحون.
نحنُ نُحبُّ يوسف يا أبانا.. نُحبُّه كثيراً.
الونشريس
يا أبانا أرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ ويَلْعَبْ وإنّا لَه لَحافِظون الونشريس.
يا أبانا دَعْهُ يَنطلق معنا في الغدِ إلى المَراتع ليَلعبَ ويَلهو… سنُحافِظُ عليه ونَردُّه سالماً.
كان يعقوبُ لا يرغبُ بذهابِ يوسف مع أخوتهِ. إنّهم يَحسُدونَه وقد يَخدَعهُم الشيطانُ فيَغدرون به.
لهذا قال لهم بحزن:
ـ الونشريس إنّي لَيَحزُنني أن تَذْهَبوا بهِ، وأخافُ أن يَأُكُلَه الذِّئبُ وأنتم عَنهُ غافِلون الونشريس.
يا أولادي أنا أُحِبُّ يوسف.. إنّه ما يزالُ صغيراً وقد تَغفلون عنه، والذئابُ كثيرةٌ فيَفترسه ذئب.
قال أَبناؤه العشرة:
ـ نحنُ عَشرةُ فِتيان فكيف يأكُلُه الذئب ؟! سنُحافِظُ عليه كالرِّجال الأقوياء؛ و الونشريس لَئِنْ أكَلَهُ الذِّئْبُ ونَحْنُ عُصْبَةٌ إنّا إذاً لَخاسِرون الونشريس.
وأقسَمَ الإخوةُ العشرةُ على أن يُحافظوا على يوسفَ حتى يَرُدّوه سالماً.
سَكَت يعقوبُ عليه السّلام ولم يَقُل شيئاً، وأدرك الجميعُ أنّه قد رَضِي بقضاء الله.

الذئابُ البشرية
طَلَع الفجرُ.. واستَعدّ الإخوةُ العشرةُ للانطلاقِ إلى البَوادي البعيدةِ حيثُ المُروجُ الخضراءُ والفَلَواتُ والنَّسائمُ الطيّبة.
وجاء يوسفُ مُبتَهِجاً بِذَهابهِ معهم.
كانوا يَبتسِمونَ له فتَضاعَفَ حُبُّه لهم. كان يوسفُ مِثلَ مَلاكٍ ليس في قلبهِ الطاهرِ سوى المحبّةِ والرحمة والطِّيبة.
وهكذا انطلَقَ الجميعُ يَسُوقونَ الماشية.
وعندما أمعَنوا في الفلاةِ وغابَتْ عن العُيونِ مَضاربُ الخِيامِ.. غابت تلكَ الابتساماتُ الكاذبة.. ذابت كما يَذوبُ المِلحُ في المياه.
جاءَ يهوذا وصَفَع يوسفَ بشدّةٍ وصاحَ به:
ـ أسرِعْ يا بنَ راحِيل!
تَعجّبَ يوسفُ لهذا العمل.. نَظَر إلى أخيهِ بِدَهشَة.. تَصوَّر أنّه يَمْزَحُ معه… ولكنْ لا! إنّ عَينَيهِ تَبرقانِ بالشَّرّ؛ وقد ظَهرَت أسنانُه مثلَ أنيابِ ذئبٍ مُتوحِّش..
شَعَر يوسفُ بالخوف.. وأسرَعَ في مَشيه.. فُوجئ بِرَكْلَةٍ من أخٍ آخَر!! سقَطَ على وجههِ، ونَظَر إلى مَن رَكَلَه، كانَ شَمْعُون.
قال يوسف بألم!!
ـ لماذا يا شَمعون ؟ أنا أخوك.. أنا ابنُ يعقوب.
صاح راوبين:
ـ اسكُتْ لا تَتفوَّه أبداً، أنتَ ابنُ راحِيل..
بكى يوسفُ، خَنَقته العَبْرةُ، قال لهم:
أنا أخوكُم.. أنا يوسف.
تَحَلّقوا حولَهُ جمَيعاً وصاحوا:
ـ بَلْ أنت عَدوُّنا.. عَدوّنا الذي استحْوَذَ على قلب يعقوب.
بَرقَت العيونُ بالشرِّ، واستَلَّ أحدُهُم خنجرَهُ لِيقتُلَه. ركضَ يوسفُ.. لا يدري أينَ يَذهب..
ركضَوا وراءه وأمَسكوا به.. انهالُوا علَيه بالضَّرب.. نَزَف من أنفِه الدمُ..
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات..
قالَ أحدُهم:
ـ ماذا تَنتظرون ؟! هذه فُرصَتُنا للتخلّصِ منه.
قال آخَرُ بصوتٍ يُشبِهُ فَحيحَ الأفاعي:
ـ لنَأخُذْه إلى مكانٍ بعيدٍ ونَرميه.. وهناكَ تَفترسُه الذئابُ وتُريحُنا منه.
اعترضَ بعضُهم قائلاً:
ـ وربّما استطاعَ العَودةَ فيفَضَحنا أمامَ أبينا.
قال شمعون:
ـ أُصْغُوا إليَّ.. نَذهبُ به إلى طريق القَوافل.. هناك بئرٌ عميقةُ الغَور… نُلقيهِ في البئر.. فإمّا أن يموتَ فيها أو تَنَتِشلَهُ القوافلُ وتأخُذَه بعيداً، وسوف يُباع ويُشترى مِثلَ كلِّ العبيد.
أصغى الجميعُ باهتمامٍ إلى خطّةِ شمعون، وبَرقَت العيونُ بتلك المؤامرةِ الدنيئة.
تَحوّلَ الإخوة إلى ذئابٍ لا تَعرفُ غيرَ الغَدر؛ وظلّ يوسفُ يَنظرُ إلى إخوتهِ بدهشة.. تصَوَّر نفسَه في حُلُمٍ مُخيف.. ولكنْ.. لا لا.. إنّها الحقيقة.. إنّ إخوتَه يتآمرونَ عليه منذ وقتٍ طويل.
وأخيراً تَمكّنوا من تحقيقِ هَدَفهِم.. جاءوا به إلى هذهِ الصحراءِ حتى لا يُشاهِدَهُم أحد… وحتى لا يعَرِفَ أحدٌ ماذا فعلوا بيوسف!!
نظَرَ يوسفُ إلى السماء.. تساءَلَ في نفسِه.. ألا يَدري إخوتُه أنّ الله يُراقِبهُم جميعاً ويَعرِفُ حتَّى أسرارَهُم ؟!
سَمِعَهُم يقولون:
ـ سوف نَتُوبُ من فِعلتِنا ونُصبِحُ قوماً صالحين!

في أعماق البئر
يوسفُ حتّى تلك اللحظةِ لَم يُصدِّقْ ما يَفعلُه إخوتُه به..
ولكنْ عندما وجَدَ نفسَهُ على حافّةِ البئر أدركَ أنّ الشيطانَ قد تَمكّنَ من إخوتهِ، وقد تَحوّلوا إلى ذئابٍ بشريّة لا رحمةَ في قُلوبِها.
جَرَّدُوهِ مِن قميصهِ الذي أهداه أبوه إليه.. قميصِه الأبيضِ الجميل..
كانَ يوسفُ يَهتِفُ بهم:
أنا أخوكُم.. أُريدُ أن أعودَ إلى أبي وأُمّي وخَيمَتي.. أنا أُحبُّكم يا أخوتي، لماذا تَفعلونَ بِي هكذا.. أحَقّاً تُلْقُوني في هذه البئرِ المظلمة.. شمعون.. راوبين.. يهوذا ؟!
راحَ يوسفُ يُنادِيهم باسمائِهم.. ولكنْ لا أحدَ في قلبهِ رحمةٌ لأخيهِ..
اندَفَع بعضُهم، وراح يَركُلُه بقوّةٍ. وأخيراً ضَعُفَت مُقاوَمتُه ولَم يستَطِعْ أن يَتَشبّثَ بحافةِ البئرِ، فهوَى إلى الأعماقِ المُظلِمة..
الهواءُ داخلَ البئرِ كانَ رَطْباً، والفضاءُ كانَ مُظلِماً، وكان يوسفُ يَنظُرُ إلى فُوهةِ البئر.. كانَ ينظرُ إلى السماءِ الزرقاءِ الصافية.
شَعرَ يوسفُ أن قلبَهُ يَمتلئُ بالنورِ، وأن مَلاكاً يُحدِّثُه بهدوءٍ، يقولُ له: اصبِرْ يا يوسف.. لَسَوفَ تَخرُجُ مِن هذه البئر، وسوف تُخبِرُ إخوتَكَ هؤلاءِ بما فَعَلوا بك…
غادَرَ الخَوفُ قلبَ يوسف.. لقد كانَ مُؤمناً بالله، وكانَ واثِقاً بأنّ ما حَصَلَ هو امتِحانٌ له.. لهذا صَبرَ يوسفُ، وكانَ يَنتظرُ ما يَجري بهدوء.
الصمتُ يَغمُرُ المكانَ.. يوسفُ هو الآن في البئرِ جالسٌ فوقَ الصخرةِ التي يَنبَعُ مِن تَحتِها الماء…
كان ينظرُ إلى السماء.. وشيئاً فشيئاً تلاشَت الزُّرقَة.. أدرَك أن الشمسَ قد غابَت وأن إخوَتَهُ سيَعودون.. فبكى من أجلِ أبيه… ونامَ يوسف…

الحُزن الطويل
غابَتِ الشمسُ.. وما يزالُ الإخوةُ العَشرةُ يُفكِّرونَ بِعُذرٍ مَقبولٍ يُقدّمونَهُ إلى أبيهم…
قالَ أحدُ هم: إنّ الأرضَ مَليئةٌ بالذِّئاب.. فنقول لأبينا: ذَهَبْنا نَتَسابقُ وتَرَكنا أمتِعَتَنا عند يوسفَ، فجاء الذئبُ وافتَرَسَه… ثُمّ نُعطيه قميصَ يوسفَ بعد أن نُلطِّخَهُ بالدم.
في ذلك اليومِ أنجَبَت نَعجَةٌ حَمْلاً صغيراً… وحتّى لا يَشُكَّ بهم أبوهم ذَبَحوا الحملَ الصغيرَ أمامَ أُمّه دون رحمة… ولَطَّخوا قميصَ يوسفَ بدمهِ…
وهكذا عادُوا إلى أبيهم…
كان الظلامُ قد غَمَر الأرض… اختارُوا العَودةَ في الظلامِ حتى لا يرى يعقوبُ علاماتِ الكذبِ في وجوههم.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ واقفاً ينتظرُ عَودةَ أبنائِه. من بَعيدٍ.. سَمِعَ أصواتَ الماشيةِ، وسَمع صوتَ بُكاء…
وشيئاً فشيئاً لاحَ له أبناؤه.. ولكن يوسف لم يَكُن معهم.. جاءوا جميعُهم إلاّ يوسف..
رآهمُ يَبكونَ بصوتٍ عالٍ… يَبكون بلا دموعٍ…
سألَ يعقوب:
ـ أينَ أخوكُم يوسف.
ازدادَ بُكاؤهم.. وقَدَّم شَمعونُ قميصَ يوسفَ المُلَطَّخَ بدماءِ المؤامرةِ الدنيئة، قالَ لأبيه:
ـ ذَهَبْنا نَتَسابَقُ وتَرَكْنا أمتِعَتَنا لدى يوسف.. فجاءَ ذئبٌ وافتَرَسَ يوسف.. وَجَدْنا قَميصَهُ الدامي.. يا أبانا لقد أكَلَ الذئبُ يوسف في غفلةٍ منا.
فنظرَ يعقوبُ إلى القميصِ كانَ سالماً ليس فيه شَقٌّ واحدٌ، أدركَ يعقوبُ أنهم يَكذبونَ عليه..
قالَ وهو يبكي:
ـ ما أرأفَ ذلكَ الذئب… أكلَ حبيبي يوسفَ ولم يَشُقَّ له قميصاَ!!
تبادلَ الإخوةُ العشرةُ النَّظرات.. قالوا في أنفُسِهم: ما أغبانا! كيف غَفَلنا عن هذا الأمر ؟ لو أننا مَزَّقنا القميصَ لصَدَّقَنا أبونا.
ولكنّهم وبدَلَ أن يَعترِفوا بجريمتِهم قالوا:
ـ أنت لا تُصَدِّقُنا يا أبانا… مع أننا لا نَكذِب أبداً. لقد أكَلَ الذئبُ يوسف، وهذا قميصُه الدامي!
بكى يعقوبُ.. هَمَلت عَيناهُ بالدموعِ، وقال:
الونشريس
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أنفُسُكُم أمْراً فَصَبرٌ جَميلٌ واللهُ المُستَعانُ على ما تَصِفون الونشريس.
قالَ يعقوبُ: سأصِبرُ، سأتَحَّمل، وأنا أعرِفُ أنَّ نفوسَكُم قد وَسْوَسَت لكم.
في تلك الليلةِ لَم يَنَمْ سيّدُنا يعقوب. كان يُفكّرُ في شيءٍ واحدٍ فقط هو: أين يوسفُ ابنُه الطاهر… ولدُه الطيِّبُ البارّ ؟ ومنذ تلكَ الليلة بدأ حزنُ يعقوبَ الطويل.

لؤلؤة في البئر
اللهُ سبحانه لم يَترُكْ يوسفَ وحيداً.. هو مع كلِّ الناسِ الطيّبين.. كان يوسفُ حزيناً، ولكنْ كانَ صابراً يَعرِفُ أنّ ماحَدَثَ هو امتحانٌ له.. لهذا كانَ ينظرُ إلى السماءِ ويُتَمِتمُ بكلماتِ الحمد.
رأى يوسفُ في عالَم الرؤيا أحَدَ عَشَرَ كوكباً ورأى الشمسَ والقمرَ، رآهُم يَهبِطونَ إلى داخلِ البئر، فامتلأ نوراً.. رآهم يَبتَسِمونَ له ويَسجُدونَ احتراماً وإجلالاً..
واستَيقظَ يوسفُ من غَفْوَتِه.. وتَطَلَّع إلى السماءِ الزرقاء.. رأى سِرْباً من الطيورِ البيضاءِ المُهاجرة.. فدَمِعَت عيناهُ من أجلِ أبيه.
مَرَّت ثلاثةُ أيّامٍ ويوسفُ في داخلِ البئر.. مِثل لؤلؤة في أعماقِ البحر… مثلِ لؤلؤةٍ في أعماقِ الظُّلمة. لا أحدَ يَعرِفُ أنّ في هذه البئر لؤلؤةً ما خَلَقَ اللهُ أجملَ منها… إنها روحُ يوسفَ ذلك الفَتى الطاهر الجميل.. لا أحدَ يعرفُ ذلك إلاّ الله سبحانه.
ثلاثةَ أيامٍ ويوسفُ لا يأكلُ شيئاً.. كان يَكتَفي بشربِ الماء… يوسفُ تَعوّدَ الصومَ كان يَصومُ مع أبيه.. فتَحمّلَ آلامَ الجُوعِ بصبر.
من أجل هذا كانت رُوحُه شفّافةً طاهرة… مِثلَ أجنحةِ الطيورِ البيضاءِ المُهاجِرة.

القافلة
مَرَّت ثلاثةُ أيامٍ على يوسفَ وهو في البئرِ، لم يَسمَعْ خلالَها سوى عُواءِ الذئابِ وهي تَجُوبُ الفَلاة.
وفجأة سَمِعَ أصواتاً غريبة! أرهَفَ سَمْعَهُ جيّداً. نعم إنّها قافلةٌ تجاريّة… عرَفَ ذلك من وَقْعِ خُطى الجِمالِ وأصواتِ الرِّجال.
تَوقَّفت القافلةُ قريباً من البئر… وأرسَلَ التجّارُ « الوارِدَ » لِيَستَقي من البئر..
ألقى الرجلُ دَلْوَهُ إلى أعماقِ البئر. كان يوسفُ يَنتظرُ هذه اللحظة.. كان الحبلُ هو حبل نجاتهِ وخَلاصهِ من البئر، تَدفَّق نَبعٌ من الفَرَح في قلبه! إنّ الله لا ينسى عبادَه، فأنقذَهَ مَن هذه البئرِ المُظلمة.
مِثلَ لؤلوةٍ تَخرُجُ مِن صَدَفةٍ.. خَرَجَ يوسفُ من البئر مِثلَ قمرٍ يَشُقُّ طريقَهُ وسطَ الظلامِ.. سَطَعَ وجهُ يوسفَ وأضاءَ المكان..
حتّى « الوارِد » لم يَخَفْ مِن المُفاجأة.. صاح:
ـ يا بُشرى! هذا غُلام.. يا لَلْفَرحة…
تجّارُ القافلةِ ظنّوا أن يوسفَ عبدٌ من العبيدِ الآبِقين، فَرَّ فسَقَطَ في هذه البئر..
لهذا لم يَسألوه عن قبيلتهِ وأصلهِ وقصّتهِ.. جَعَلوه ضمنَ البضائعِ التي سيَبيعونَها في مصر.

مصر
استأنَفَت القافلةُ طريقَها إلى مصر… وبعدَ اثنَي عَشَرَ يوماً وَصَلت إلى مصر، وهناكَ بدَأ فصلٌ جديدٌ من قصّةِ يوسف.
يوسفُ هوالآن في مصر، حيث يَختَرِقُ نهرُ النيلِ تلكَ الأرضَ ويَهَبُها الخِصْب.
يوسفُ ما يزالُ حتّى الآن صغيراً، ألقَتْ به المَقاديرُ في تلك الأرض… أصبَحَ بِضاعةً يُريدُ التجّارُ بَيْعَها في مصر.
يوسفُ تعلّم الصَّمت… ولكنّ قلبَهُ مليء بالحُبّ… بحُبِّ الله سبحانه الذي أحسَنَ إليه.
التجّارُ خافوا مِن سُكوتِه.. خافوا إذا ما تَكلّم وقال إنّه ليس عبداً لهم، لهذا أرادوا بَيعَهُ ولو بمبلغٍ زَهيد.
رأى يوسفُ نفسَه في أرضٍ جديدة؛ أرضٍ لم يَرَها من قَبلُ، رأى نهرَ النيلِ القادمِ من الجنوب… ورأى فيه الزوارقَ تَنسابُ فوق مِياهه النَّيليّة.. ورأى الفلاّحينَ يَنقلونَ المياهَ بالدِّلاءِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم.
عَرَضَت القافلةُ بضائعَها من خَشَبٍ وفِضة؛ وعَرَضت أيضاً يوسفَ. كان هَمّ التجّار بَيعه حتّى لو بثمنٍ زهيد..
في ذلك اليومِ.. جاءَ « العزيزُ » وهو المسؤول الأعلى عن أمنِ مصر، وتَفقّد بنفسِه القافلة..
رجالُ الحَرَسِ يَحفّونَ العزيزَ وهو يَستعرضُ البضائعَ والتجّارَ، ووَقَعت عيناهُ على يوسف.. تساءل عن ذلك الفتى البَهيِّ الوَجه..
قالوا له: إنه غُلامٌ للبيع..
تساءلَ عن ثمنهِ، فقالوا: نَبيعُه بعشرينِ درهماً فقط.
نَقدَهُم « العزيزُ » الثَّمنَ، وكانوا فَرِحين.. فباعُوه وكانوا فيه من الزاهدين.
وهكذا انتقَلَ يوسفُ إلى قصرٍ كبيرٍ تَحُوطُه الحدائقُ، فهو قَصرُ عزيزِ مصرَ الرجلِ الثاني في الدولة.
دَخَلَ يوسفُ القصرَ، ووَقَعَت عيناه على سيّدةٍ حَسْناءَ عَرَفَ أنها زوجةُ العزيزِ وصاحبةُ القصرِ المُنيف.
قالَ العزيزُ لزوجتهِ: « أكْرِمي مَثْواه » إنّه فتى أتوسّمُ فيه الخيرَ، ربّما يَنفَعُنا « أو نَتَّخِذهُ وَلَداً » نحن محرومونَ من الوَلَد، فلنتّخِذْ من يوسفَ ولداً لنا.
نَظَرت « زَليخا » إلى يوسف.. كان فتىً بهيَّ الطَّلعة مُشرِقَ الوجهِ يَشُعُّ من عَينَيهِ الصفاء.. لَكأنه مَلاكٌ هَبَطَ من السماء.
في ذلك اليوم اغتَسلَ يوسفُ في الحمّام وارتَدى حُلّةً جديدةً، حلّةً مصنوعةً من خيوطِ الكَتّانِ كانت أرَقَّ من الحرير.
كان المِصريّون في ذلك الزمنِ يَزرعونَ الكَتّانَ ويَنسِجونَ من خُيوطهِ أنواعَ الثيابِ والحُلَل.
كان يوسفُ يعيشُ سيّداً في القصر، ومع ذلك فقانونُ البلادِ يَعتبرُه عَبداً للعزيزِ وزوجتهِ لأنّه مِلْكٌ لهما.
وهكذا عاشَ يوسفُ في واحدٍ من أجمَلِ وأكبَرِ القُصورِ المصريّة.
ولكن هل كان يوسفُ سعيداً بحياتهِ الجديدة ؟ كلاّ.
كان يَحِنُّ إلى أبيه وإلى تلك البَوادي.. هناك يعيشُ ناعِمَ البالِ يَعبُد الله وحدَهُ ولا يُشركُ به شيئاً.
أمّا هنا.. فالناسُ يَعبُدونَ الأوثان، ويعبدونَ المَلِكَ أيضاً.
ومع ذلك عاشَ يوسفُ صابراً مؤمناً باللهِ وبأنبيائه إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
عاشَ يوسفُ وكانَ قلبُه يمتلئ كلَّ يومٍ بالإيمان، وكانَ الصفاءُ يَشُعُّ من عينيهِ أكثرَ فأكثر.
كلُّ الناسِ أحَبُّوه… أحَبُّوا فيه صفاءه وشَهامَته وأخلاقَه، وهو أيضاً كان يُحبُّ الناسَ يُريدُ لهم الخير.. يُساعدُ الفقيرَ والبائس، فإذا رأى فلاّحاً مُتْعَباً ساعَدَه، أو رأى عامِلاً عَجُوزاً هَبَّ إلى إعانته.
هكذا عاشَ يوسف.. كانَ يَكبرُ كلَّ عام، وكانت رُوحُه تَكبُرُ كلَّ يومٍ، وقلبُه يَكبرُ ويَكبُر، ويَتدَفّقُ رحمةً وطِيبة.
وتَمُرّ الأعوام.. حتّى إذا بَلغَ أشُدَّهُ وبَلَغَ من العمرِ ثماني عشرة سنةً أضاءت في قلبهِ الحقيقة.. أصبَحَ يَشعُرُ بها أكثر فأكثر، تُضيء مِثل الشمسِ والنجوم.
كان يوسفُ مؤمناً بالله.. لا يُحبّ أحداً مثل حُبّه لله.. لا يخافُ من أحدٍ خَوفَهُ من الله.. ولا يَهابُ أحداً غيرَ الله.

الامتحان الصعب
هو الآن في عُنْفُوانِ الشباب.. يعيشُ في قصرٍ كبيرٍ مُنيف، ولكنّ ذلك لم يُلَوِّثْ روحَهُ الطاهرة.. ظَلَّت نفسُه بيضاءَ مِثلَ أجنحةِ الحَمامِ الأبيض.
في القصرِ الكبيرِ بَدَأت مِحنَةُ يوسف. كلُّ الذينَ يَعرفون يوسفَ كانوا يُحبّونه… ولكنّ بعضَ الذينَ أحَبُّوه لم يكن حُبُّهم إلاّ محنةً ليوسف…
عاشَ يوسفُ في ذلك القصرِ المُنيفِ، وكانت سيّدةُ القصرِ إمرأةً حَسْناءَ يَهابُها الجَميع.
كان اسمُها « زَليخا ».
« زليخا » أحَبّتْ يوسف؛ عَشِقَتْهُ.. ولكنّها لم تَعْشَقْ روحَهُ الطاهرة، عَشِقَت جمالَهُ وحُسنَه.
لهذا أرادت من يوسفَ أن يكونَ لها.
أصبحَ يوسفُ أُمنيَتَها في الحياة.. لا تُفكِّرُ ألاّ فيه حتّى « شَغَفَها حُبّاً ».
تَنظُرُ إليه بحبِّ وعِشقٍ، وتتحدّثُ معه بلهجةِ الأسير الذليل.. تَتَقرّبُ إليه..
أمّا يوسفُ فكانَ يَهربُ.. إنّه لا يُريدُ لروحهِ أن تَسقُطَ في وَحَلِ الرذيلة.. يُريدُ أن يَبقى طاهراً مِثلَ قَطرةِ النَّدى، وأن تَبقى روحُه شفّافةً بيضاءَ مثلَ أجنحَةِ الحَمام.
وهكذا بَدَأت مِحنةُ يوسف.. زليخا تُريدُ منه أن يَخُون.. يَخُون العهدَ مع ربِّه، ويَخُون نفسَهُ البيضاءَ.. وهو يُريدُ منها الوَفاءَ والطُّهَر والعَفاف.
لهذا كانَ يَفِرُّ منها.. كان يَهرُبُ من الخَطيئة.. أمّا هي فكانت تَزدادُ به تَعلُّقاً.. وكانت تُفكّر بوسيلةٍ تُخضِعُه بها.
وذاتَ يومٍ خلا القصرُ إلاّ من زليخا ويوسف، كانت زليخا تَنتظرُ مِثلَ هذه الفُرصةِ..وكانَ يوسفُ يقومُ ببعضِ أعمالهِ، فإذا به يَرى زليخا تُغلِقُ أبوابَ القصرِ بإحكام.. ثمّ تَهمِسُ به قائلة:
ـ الونشريس هَيْتَ لَك الونشريس.
وأدرك يوسفُ ما تريد، فهتَفَ مُستنكِراً:
ـ الونشريس مَعاذَ الله.. إنّه رَبِّي أحْسَنَ مَثْواي الونشريس.
ولكن زليخا وقد تأجَّجَ في نفسِها الغَرام، حاوَلَت إرغامَه. أمّا هو فكان يزدادُ تَمَنُّعاً.. كان يَفِرُّ منها هنا وهناك في أروِقَةِ القصر…
وشيئاً فشيئاً هدأ يوسف لا يَدري كيف يَتَخلّصُ من هذه المِحنة ؟ أمّا هي فتَصَوّرت أن يوسف قد رضَخ لإرادتها.. حانَت منها التِفاتةٌ إلى صَنَمٍ في القصر.. فشَعَرت بالخجلِ من نفسِها..
لهذا ألقَتْ مَلاءةً على وجهِ الصنم… ورآها يوسف، قال لها:
ـ ماذا تَفعلين ؟!
قالت:
ـ إنني أخجَلُ من إلهي أن يَراني بهذهِ الحال!
وهنا انتَفَضَ يوسفُ، هتَفَ بشدّة:
ـ أتَستَحينَ من حَجَرٍ لا يَفْقَهُ شيئاً ولا أستَحي من ربّي وإلهي وسيّدي الذي خَلَقَني وأكرَمَني؟!
قالَ يوسفُ ذلك وفَرَّ باتّجاهِ الباب، ولكن زليخا أسرَعَت خَلْفَهُ، وتَشبَّثَت بقميصِه، فانشَقَّ القميص. وأمسَكَ يوسفُ بمقبضِ البابِ وفَتَحه.. وفي هذه اللحظةِ وَجَدا السيِّدَ في البابِ يُريد الدُّخول.
كانت زليخا في قمّةِ الهياجِ، وكانت تريدُ الانتقامَ من يوسف الذي عانَدها ورفضها، وتُبرّئ نفسها فقالت:
ـ الونشريس ما جَزاءُ مَن أرادَ بأهلِكَ سُوءً إلاّ أنْ يُسجَنَ أو عَذابٌ أليم الونشريس.
ولم يكن أمام يوسف إلاّ أن يُدافعَ عن نفسهِ فقال:
ـ الونشريس هِيَ راوَدَتْني عَن نَفْسِي الونشريس.
وحارَ العزيزُ ماذا يفعل ؟! وتساءل في نفسهِ عن صاحبِ الحق…
وكانَ مع العزيزِ رجلٌ آخَرُ هو ابنُ عمّ زليخا فقال:
أُنظرْ إلى قميصِ يوسف، فإن كان مَشْقوقاً من الصَّدرِ فإنّ زليخا مع الحقّ.. وإن كان القميصُ مَشقوقاً من الظَّهر فقد صَدَقَ يوسف.
ونَظَر العزيزُ إلى قميصِ يوسف.. فرآهُ مَشقوقاً من الظَّهر، فأدركَ الحقيقة.. التَفَت إلى زوجتهِ.. وقال:
ـ الونشريس إنّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إنّ كَيْدَكُنَّ عَظيم الونشريس.
وقال ليوسف:
ـ الونشريس أعرِضْ عن هذا الونشريس لا تُحدِّث به أحداً.
وطلب العزيزُ مِن زوجته أن تستغفر قائلاً: ـ الونشريس واستَغْفِري لذَنْبِكِ الونشريس.
وانتهى كلُّ شيء.. عادت الحياةُ إلى مَجاريها مرّةً أخرى.. ولكن زليخا لم تَكُفَّ عن مُضايَقَةِ يوسف.. راحَت تُهدّدُه بالسِّجنِ والعذابِ إذا لم يَستَجِبْ لها.. أصبَحَ يوسفُ كلَّ حياتها.. حتّى أنّها تَرفُضُ اللقاءَ بأيِّ إنسانٍ حتى صَديقاتِها في المدينة. لَم يَعُدْن يَرَينَها بعد ذلك.
وشاعَت القصّةُ بين النساء… وتَعجَّبت بعضُ النِّسوةِ من زليخا، كيف تُحبُّ فتاها وعبدَها وتُراوده عن نفسهِ وهي سيّدةُ البِلاد ؟!

المَلاك
سَمِعَت زليخا بما يجري في المدينة، أنّ نساءها يَسْخَرنَ منها.. وفكّرت أن تفعلَ شيئاً يُسكِتُهنّ.
أرسَلَت زليخا وراء صديقاتِها وكُنَّ من عِلْيَةِ القَوم..
وما أسرَعَ أن لَبَّت النِّسوةُ دعوةَ زليخا، فجِئْنَ إلى قصرِها المُنيف.
كانت زليخا قد أعَدَّت لهنَّ وسائدَ وَثيرةً.. وجَلَسَت النِّسوةُ في حضرةِ زليخا ساكِتات.. وجاءَ الخَدَمُ يَحمِلونَ أطباقَ الفاكهة…
وبَدأت الأحاديثُ، ودَعَت زليخا صديقاتِها إلى تَناولِ الفاكهة..
كلُّ واحدةٍ أخَذَت سِكّيناً لتقشّرَ الفاكهة.. وكُنّ مُستَغرقاتٍ في أحاديثهنّ حتّى نَسِينَ لماذا جِئْنَ.
وفي تلك اللحظاتِ.. أشارتَ زليخا إلى أحدِ الخَدَمِ وأمَرَته باستدعاءِ يوسف حالاً.
وجاءَ يوسف… وحَدَث شيءٌ رهيب.. وقَفَ يوسفُ أمام زليخا امتثالاً لسيّدةِ القصر.. كان يَرتَدي حُلّةً جميلةً.. وأضاءَ المكانَ وجهُه الجميلُ الذي يَشُعُّ صفاءً وإيماناً.
بدا يوسفُ في تلك اللحظاتِ مَلاكاً يشّعُ بالنور، ودُهِشت النِّسوةُ لمنظرِه.. لم تَكُن النِّسوة ليَتصَوّرنّ جَمالاً بهذا السُّموّ…
إنّ جمالَ يوسف من النِّوع الآسِر.. وحَدَث شيء في نُفوسهنّ… ذُهِلْنَ عن أنفُسِهنّ ورُحنَ يُقطّعنَ أيديهنّ بالسَّكاكين دون وعي..
لقد هَيمَنَ يوسفُ على القلوب. كان جَمالهُ مَلائكياً شفّافاً يتَدفّقُ صفاءً ونوراً، وهَتَفَت النِّسوة:
ـ الونشريس حاش للهِ ما هذا بَشَراً إنْ هذا إلاّ مَلَكٌ كريم الونشريس!!
تضاعَفَت مِحنةُ يوسف… وهو يرى ما حَلّ بالنسوةِ، وأصغى لما تقوله زليخا لَهُنّ:
ـ الونشريس فَذلِكُنَّ الّذِي لُمْتُنَّني فيهِ ولَئنْ لَم يَفْعَلْ ما آمُرُه لَيُسجَنَّنَ ولَيكونَّنْ مِن الصّاغِرين الونشريس.
ولم يَبقَ أمامَ يوسفَ غيرُ طريقَين: أن يَستَجيبَ لِنداءِ الشيطان.. أو السِّجن…
ونظر يوسف إلى السماء، وقال بخشوع:
ـ الونشريس ربِّ السِّجنُ أحَبُّ إلَيّ مِمّا يَدْعُونَني إلَيه € الونشريس.
إنّ يوسفَ يُفضّلُ السِّجنَ والعذابَ على تلك الحياةِ المُلَوّثةِ الفاسدة.
مِن أجلِ هذا استَغاثَ باللهِ في أن يُنقِذَهُ من شُرورِ الشيطان:
ـ الونشريس وإلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنَّ أصْبُ إلَيْهِنَّ وأكُنْ مِن الجاهِلِين الونشريس.
يوسفُ الذي أضاءت قلبَه أنوارُ السماء لا يُمكنُ أن يُصغي إلى وَسْوَسَةِ الشيطان… حتّى لو تَعذَّب في سبيلِ ذلك، حتّى لو أُلقي في السجن.
اللهُ سبحانه استَجابَ دعوةَ يوسف.. لقد رأى العزيزُ أن يَضَعَ حَدّاً للشائعاتِ الكثيرة، وأن يُلْقيَ يوسفَ في السجنِ مدّةً من الزمنِ رَيْثَما تَهدأُ الأُمور.
وهكذا سِيقَ يوسفُ بلا جَريرةٍ ولا ذنبٍ إلى السجن، ورأى السجّانُ يوسفَ فتأثرّ بأخلاقهِ وصفاتهِ، وقالَ له:
أنا أحِبُّكَ يا يوسف، إنّك إنسانَ طيِّب ومن الظپُلم أن يَسجنوك.
وتأثّرَ يوسفُ إنّه لا يُريدُ حُبّاً غيرَ حُبّ الله، فكَم تَجَرَّع الغَصَصَ من هذا الحبّ، لهذا قال يوسفُ للسجّان:
ـ لا تُحِبَّني؛ فإنّ عَمّتي أحَبَّتني فنَسَبَت إلَيّ السّرقة، وأبي أحَبَّني فحَسَدَني إخوتَي وألقَوْني في الجُبّ، وامرأةُ العزيزِ احبَّتني فألْقَوني في السِّجن.

السِّجن
يوسفُ هو الآنَ في السجن… الأيامُ تَمُرّ، والشهورُ تَمضي، ويوسفُ في السجنِ يتَحمّل كُلّ ذلك العذابِ من أجل أن يَبقى طاهراً.
وتشاءُ الأقدارُ أن يَدخُلَ السجنَ رَجُلان.. كانا من عَبيدِ المَلِك، غَضِبَ علَيهما فألقاهما في السجن… وهناك يَتَعرّفان على يوسفَ ويتأثّران بشخصيّته.
وسألَ كلٌّ صاحِبَه عن عملهِ، قال أحَدُهما:
ـ أنا ساقي المَلِك، أُقدّم له الشَّراب.
وقال الآخر:
ـ وأنا طَبّاخُ المَلِك.
وسألا يوسفَ عن صَنعتهِ، فقال: إنني أُعَبِّرُ الأحلام وأفسِّرُ الرُّؤيا..
وهكذا تَمرُّ الأيام.. وكان في السجنِ أُناسٌ كثيرون… وكانَ يوسفُ يَتفَقّدهُم جميعاً ويَرفقُ بهم؛ ويَتفقّدُ طعامَهُم ومَنامَهُم؛ فعُرِفَ بين السُّجَناءِ بالإحسان والمَحبّة للناس.
وذاتَ ليلةٍ وكانَ السُّجَناء نائمين جميعاً.. رأى ساقي المَلِكِ حُلماً.. رأى نفسَه يَعصِرُ عِنَباً، ورأى طبّاخُ الملك هو الآخر حُلماً عجيباً، رأى نفسَهُ يَحمِلُ خُبزاً فوق رأسهِ وجاءت الطيورُ فحَطَّت وراحَت تأكُلُ من ذلك الخبز!
في الصباحِ وعندما استَيقَظا حَدَّث كلٌّ منهما الآخرَ بما رأى من حلم.
ولم يَعرِفا تفسيرَ حُلمَيهِما ففَكّرا أن يسألا يوسفَ، فقال أحدُهما:
ـ الونشريس إنّي أراني أعْصِرُ خَمْراً الونشريس!
وقال الآخر:
ـ الونشريس إنّي أراني أحْمِلُ فَوْقَ رأسِي خُبْزاً تأكُلُ الطَّيرُ مِنْهُ الونشريس!
نَبِّأنا بتأويلهِ إنّا نَراكَ مِن المُحِسنين.
اللهُ سبحانه وَهَبَ يوسفَ قدرةً عجيبةً على تفسيرِ الأحلامِ. إنه يَعرِفُ تلكَ الإشاراتِ ويَفُكُّ رُموزَها، لَكأنّه ينظرُ إلى حقائقَ لا أحلام!

الدعوة إلى الله
اغتَنَم يوسفُ هذه الفُرصةَ لِيَدعوهُما إلى عبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.. أرادَ أولاً أن تَزداد ثِقَتُهما به فقال:
ـ إنّني أعرفُ حتّى نوعَ الطعامِ الذي سيأتي به السجّانُ إليكما، لقد آتاني اللهُ العِلم.. لأنّي تَرَكتُ عبادةَ الوثنَين وعبَدَتُ الله وحدَه لا شريكَ له..
إنّني أتْبَعُ دينَ آبائي إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوب.
انها نعمةٌ أنعمَ بها الله علينا أهلَ البيت وعلى الناس، ولكنّ أكثرَ الناس لا يَشكُرون.
كانَ الرجُلانِ يُصغيانِ إلى كلماتِ يوسف التي تَنفُذُ في القلب.
قال يوسف:
ـ يا صاحِبَيَّ.. أيُّهما أفضَلُ: أن نَعبُدَ آلهةً شتّى لا علاقةَ لأحدٍ بالآخرِ ولا حولَ لها ولا قوّة، أم نَعبُدُ اللهَ الواحدَ القهّار ؟!
اللهُ وحدَه هو الإله، وباقي الأشياء التي تَعبُدونَها مُجرَّدُ أسماءٍ وتماثيلَ لا قيمةَ لها ولا سُلطان.. القوّةُ وحدَها لله سبحانه. إن دِيني هو دينُ التوحيد الخالص..
سكتَ يوسفُ لحظاتٍ، ثمّ قال:
ـ يا صاحِبيّ! إنّ أحدَكُما يعودُ إلى عَمَلهِ فيَعصِرُ العِنَبَ للمَلِكِ ويَسقيه.. وأمّا الآخَرُ فإنّه سيُصلَب.. وسيُترَكُ على الصَّليب حتّى تأكُلَ الطيرُ من رأسهِ.
شَعَر الرجلُ الذي رأى الطيورَ تأكلُ الخبزَ فوقَ رأسهِ بالخوف وقال:
ـ إنني لَم أرَ شيئاً، لقد كَذَبتُ علَيك.
أجاب يوسف:
الونشريس
قُضِيَ الأمرَ الّذِي فِيهِ تَسْتَفتيانِ الونشريس.
والتفَتَ يوسفُ إلى ساقي المَلكِ وقال له:
ـ الونشريس أُذكُرْني عِندَ ربِّكَ الونشريس.
وفي اليوم التالي.. جاء السجّان، وأخرجَ الرجلَين من السجن… ذهبَ الساقي إلى الملك وعادَ إلى عمل.. أمّا الطبّاخُ فقد نُفِّذَ فيه حكمُ الإعدام صَلباً وتُرِكَ على الصَّليب.
كان ساقي الملك قد وعَدَ يوسفَ بأنّه سيذكره عندَ الملكِ، سيقول أنّه مظلوم.. وأنّه سُجِن دونَ ذنب..
ولكنّ الساقي نَسِيَ وعدَهْ.. لهذا ظَلَّ يوسفُ في السجنِ عدّةَ سنواتٍ تحَمّلها يوسف بصبرٍ وإيمانٍ بأنّ الله لن يَنساه أبداً.

رؤيا المَلِك
ذاتَ ليلةٍ وعندما أوى الملكُ إلى فِراشهِ رأى في عالَمِ المَنامِ رؤيا عجيبة.
رأى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ جميلة المنظِر يَمْرَحْنَ في العُشبِ الأخضرِ على شاطئ النهر… فجأةً ظَهَرت سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلاتٍ قبيحاتِ المنظر.. تَقدّمْنَ نحو البقراتِ السِّمانِ وافتَرسْنَها جميعاً.
هَبَّ من نومهِ مَذعوراً، وجَفَّف عَرَقَهُ ثمّ نام فرأى حُلُماً آخر…
رأى سَبْعَ سنابلَ خَضراءِ اللونِ زاهيةٍ ممتلئة بالحَبّ، ورأى إلى جانبها سبعَ سنابلَ يابسةٍ فارغة.. السنابلُ اليابسةُ ابتَلَعت السنابلَ الخضراءَ الجميلة..
مرّةً أخرى هَبّ الملكُ من نومهِ، وأقلقته الرؤيا.. فأرسَلَ وراءَ رجالِ دولته وعَقَدَ معهم اجتماعاً.
تَحدَّث الملكُ عن رؤياه العجيبة.. حَدَّثهم عن البَقَراتِ العِجاف التي طَلَعت من الشاطئ وابتَلَعت البقراتِ السِّمان.. وحَدَّثَهم عن السَّنابلِ الخضراءِ التي ابتَلَعتْها السنابلُ العِجاف…
وفكّرَ رجالُ الدولة في رؤيا الملك.. ولكنْ دونَ جَدوى.
الساقي كان يَملأ أقداحَ الخمر..
كلُّ رجالِ الدولة قالوا: إنّها أضغاثُ أحلام.. إنّها مُجرَّدُ أحلامٍ لا معنى لها…
وعندما رأوا الملكَ مهموماً قالوا:
ـ ما نحنُ بتفسيرِ الأحلامِ بعالِمين..
فجأة وفي تلك اللحظاتِ.. وبينما كان الملكُ يَبحثُ عن تفسيرٍ لرؤياه هَتَف الساقي:
ـ الونشريس أنا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأويِلهِ فأرْسِلُونِ الونشريس!
الملكُ تعَجَّب من الساقي، ولكنّ الساقي أخبرَ الملكَ بما حَدثَ له قبل سنواتٍ يومَ كانَ في السجنِ، ورأى مع صاحبهِ الخبّازِ تلك الرؤيا… يوسفُ هو الذي فَسَّر لهما الرؤيا… فجاء تفسيرُه صادقاً يُنبئ بالحقيقة.
الملكُ أرسلَ الساقي إلى يوسف..

الأزمة الاقتصادية
جاء الساقي إلى السجنِ، ودخَلَ على يوسف، وقال له:
ـ يوسف أيُّها الصِّدِّيقُ! أفْتِنا في رؤيا المَلكِ.. إنّه يَرى سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يأكُلهنّ سبعٌ عِجاف؛ وسبعَ سُنبلاتٍ خُضرٍ وأُخَرَ يابسات.. ما هو يا تُرى تفسيرُها، أخبِرْني يا يوسف لكي أعودَ فأخبِرَ الملك ورجال الدولة.. وسيعلمون منزلتَك وصِدقَك.
ورأى يوسفُ الحقائقَ واضحةً، لقد آتاهُ اللهَ تأويلَ الرؤى والأحلام الصادقة.. لهذا قالَ يوسف وهو يُحذّرُهم من الأزمةِ الاقتصادية القادمة!
ـ الونشريس تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنينَ دَأَباً؛ فمَا حَصَدْتُم فَذَرُوهُ في سُنبلِهِ إلاّ قَليلاً مِمّا تأكُلُونَ. ثُمّ يَأتِي مِنْ بَعْدِ ذلكَ سَبْعٌ شِدادٌ يأكُلْن ما قَدّمتُم لَهُنّ إلاّ قليلاً مِمّا تُحْصِنونَ. ثُمّ يأتي مِن بَعْدِ ذلكَ عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وفيهِ يَعصِرون الونشريس.
وانطلَق الساقي يحملُ إلى الملك ورجالِ دولته كلماتِ يوسفَ الصِّدّيق.
وقَفَ الساقي أمامَ الملكِ وأخبرَه بكلّ التفاصيل.
فوجئ الملك، قال في نفسه:
ـ معنى هذا أن النِّيلَ سيَفيض بالمياه سبعَ سنواتٍ قادمة، ثم تكفُّ السماءُ عن المطر سبعَ سنواتٍ أخرى، فينتشرُ القَحطُ والجَفافُ والمَجاعةُ وينخفضُ مَنسوبُ المياهِ في النِّيل.
ولكنّ يوسف لم يُفسِّر الرؤيا فقط بل وضَعَ خطّةً لتجاوزِ الأزمةِ الاقتصادية، قال له: إزرَعوا خلالَ السنواتِ السَّبعِ الأولى باستمرار، واجتَهِدوا في عَمَلِكُم.. واجمَعوا الحَصادَ في مَخازِنَ خاصّة، واقتَصِدوا في الطعام.
حتّى إذا جاءت سَنواتُ الجفافِ تكونُ المَخازنُ مُمتلئةً بسنابِلِ القمح.. وسيَكفي المخزونُ في إطعام أهلِ مصر.
وعندما تَنتهي سنواتُ القحطِ يأتي عامٌ جديدٌ مَواسِمُه مَليئةٌ بالخير والمطر.
أدركَ الملكُ أنّه يَملكُ كنزاً كبيراً اسمُه يوسف.. يوسفُ الذي يُعاني السجنَ منذ سنينَ طويلة.
لهذا أصدرَ أمراً بالإفراجِ عنه وقال:
ـ إئْتُوني بهِ.
وجاء ساقي الملك إلى السجن للإفراج عن يوسف..
هل فَرِح يوسفُ بالحريّة ؟ كلاّ لقد رَفَض الخروجَ من السجن، وقال:
ـ ارجِعْ إلى الملكِ واسأَلْهُ عن النِّسوةِ اللاّتي قَطَّعنَ أيديهنَّ.. إن رَبّي بِكَيدِهنَّ عَليم.
عاد الساقي إلى الملك، وأخبرَه بموقفِ يوسف، قال له:
ـ إنّ يوسفَ لا يَخرُجُ من السجنِ حتّى تَثبُتَ براءتُه.. يقول: ليسألِ الملكُ النساءَ لماذا قَطّعنَ أيديهنّ ؟! وأنّ العزيز يعرف أنّني بريء.
استَدعى الملكُ النسوةَ، وكانت معهن إمرأةُ العزيز نفسُها..
وسألهنّ الملكُ قائلاً:
ـ ما خَطْبُكُنَّ إذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفسِه ؟!
أجابَت النسوة جميعاً وهُنَّ يَعتَرفْنَ ببراءةِ يوسف من جميعِ التُّهمِ الباطلة:
ـ حاشَ للهِ ما عَلِمْنا عليَهِ مِن سُوءٍ.. إنّه بريء من كلِّ ما نُسِبَ إليه.. إنّه طاهر.. مِثلَ قَطَرات النَّدى.
وظَهَرت براءةُ يوسف، واعتَرَفَت امرأةُ العزيز قائلة:
ـ لقط ظَهَرت الحقيقة.. أنا التي راوَدتُه عن نفسِه. إنّه صادقٌ في كلِّ ما يقول..
الملكُ أُعجِب بنزاهةِ يوسف.. بأمانتهِ بعلمهِ وحلمهِ وصبرِه وبكلِّ صفاته.. لهذا قال:
ـ ائتُوني بهِ أسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي.
ظهَرَت براءةُ يوسف.. مِثلما تظهرُ الشمس.. وأُفرِجَ عنه ليخرجَ من السجن.. كما تَخرُجُ اللؤلؤةُ من أعماق بحار مظلمة.
دخلَ يوسفَ على الملك… تَحدَّثا معاً.. ازدادَ إعجابُ الملكِ به.. إنّه يقفُ أمامَ إنسانٍ عالِم… في قلبهِ روحٌ كبيرة.. وفي صدره علومٌ كثيرة.
الملكُ قالَ ليوسف:
ـ إنّك اليَوْمَ لَدَيْنا مَكينٌ أمين.
لقد أصبحَ يوسفُ شخصيّةً كبيرةً في البلاد.. ولكنّ يوسفَ لم يُفكّر إلاّ في شيءٍ واحد، هو أن يُنقِذَ مصرَ من الكارثةِ الاقتصاديةِ القادمة، لهذا قال:
ـ إجْعَلْني على خَزائنِ الأرضِ إنّي حَفيظٌ عَليم.
كان يُريدُ أن يُنظّم شؤونَ الزراعةِ والريِّ وخَزنِ المحاصيلِ استعداداً لسنواتِ الجَفافِ والقَحط.
ووافَقَ الملكُ على الفَور.. فأصبحَ يوسفُ سيّدَ مِصرَ كلّها؛ لقد صَبرَ يوسف… صَبَر على كلِّ شيء.. كان مؤمناً باللهِ فظلّ قلبُه طاهراً يملأه الإيمان.. اللهُ سبحانه شَمِلَهُ برحمتهِ فأنقذَه من البئر ومن الانحرافِ ومن السجن، ثمّ جَعَله سيّداً لبلادٍ كبيرةٍ هي مصر.

الزراعة
مِصرُ هي هِبَةُ النِّيل.. الناسُ في قديمِ الزمان، وقبلَ آلافِ السنين يَرتادونَ نهرَ النِّيلِ لريِّ حُقولِهم ومَزارعِهم بطريقةٍ بِدائيّة.. جاء يوسفُ الصدِّيقُ عليه السّلام إلى الحكمِ فنَشَطت حَركةُ الزراعةِ، وأدخَلَ تحسيناتٍ على طريقة الريّ..
كانوا يَعتَمدونَ الدِّلاءَ في ريِّ الحقول.. فجاءَ يوسفُ عليه السّلام واستخدم طريقةَ الأحواض. على الشاطئ عندما يَفيضُ النيلُ تمتلئ الأحواضُ دون جُهدٍ من الفلاّحين.. وتبقى مليئةً بالمياه.. ومن الأحواض تتفرّعُ القَنَواتُ لتسقيَ الحقولَ والمَزارع. فازدَهَرت الزراعةُ وازدادَ الإنتاج.
وأمرَ سيّدُنا يوسفُ عليه السّلام ببناءِ مَخازِنَ للحُبوبِ.. فكان يَدَّخِرُ المحاصيلَ إلاّ ما يكفي حاجةَ الناسِ في غذائهم اليوميّ.
سبعةَ أعوامٍ وهم يزرعونَ ويَحصدون ويَخزنونَ الحبوب. لقد كانت تلك السنواتُ مليئةً بالخيرِ والبركةِ والنَّماء.

السَّنواتُ العِجاف
بدأت سنواتُ الجَفاف.. انقَطَعَ المطرُ ذلك العام.. النيلُ لم يَفِضْ كعادته كلَّ عام.. ذَبَلَت الزروع.. وأقْفَرَت الحقول.. وجاء العامُ التالي.. انحَسَرَت مياهُ النيل أكثرَ وقَلّ منسوبُ الماء في النهر.. وسادَ القَحطُ في مصرَ والبلدانِ المجاورة.
أهلُ مصرَ أحبُّوا يوسفَ أكثر؛ لأنه أَنقذَهُم من سنواتِ الجُوعِ والقَحطِ والجفاف… المخازنُ مليئةٌ بالحبوب، ويوسفُ الإنسانُ الطيّبُ المُحِسنُ كان يُطعمَ الجياعَ ويُوزّعُ الحبوبَ بالعدل.
مصرُ نَجَت من الكارثةِ الاقتصادية بفضلِ يوسف.. ويوسفُ لا يُنكِرُ أن ذلك كانَ من فضلِ الله.
الجَفافُ لم يَضرِب بلادَ مصرَ وحدَها… بل مناطقَ واسعةً من الأرض…
لهذا كانت القوافلُ تأتي من كلِّ مكان للتزوّدِ بالقمح؛ وكان يوسفُ عزيزَ مصر لا يَرُدّ من يأتي إلى مصرَ خائباً.
كلُّ القوافلِ كانت تُغادرُ مصرَ وهي تَحمِلُ معها القمحَ والغذاءَ، وقد امتلأت نفوسُ الناس إعجاباً بعزيزِ مصرَ الذي كان يُعاملُهم كإخوةٍ له، وكان يملأ أوعيتَهُم فيعودون إلى أهليهم وديارِهم وافِرين.
أصبَحت مصرُ في ظلِّ يوسفَ عزيزِ مصرَ الجديدِ بَلَداً مليئاً بالخير، وكانت القوافلُ تأتي من أصقاعٍ بعيدة… وكان يوسفُ يستقبلُ الوافدينَ بطيبةٍ ومَحبّة… لم يَستغلَّ منصَبه ولم يَستغلَّ قُدرتَه؛ كان مُتواضعاً… يَستقبلُ الناس.. يَتبسّمُ في وجوهِهم ويوفِّرُ سَكناً مناسباً للوافدينَ من الدِّيارِ البعيدة.

قافلة من فلسطين
وذاتَ يومٍ.. وصَلَت قافلةٌ من أرضِ فلسطين، كان فيها عَشرةُ إخوة… هم أيضاً جاءوا ليَشتَروا القمحَ، لم يكونوا يَملكونَ شيئاً سوى دراهمَ من فضّة..
جاءَ الإخوة العشرةُ ودَخَلوا على عزيزِ مصر…
وقَفَ الإخوةُ العشرة… أمامَ العزيزِ وانحَنَوا له بإجلال…
نهضَ يوسفُ وراح ينظرُ إليهم، وردّ على تحيّتهم بأحسنَ منها.
وعَرَفهم يوسف.. عَرَفهم جميعاً. إنّهم إخوتُه العَشرة… إخوتُه الذين حَسَدوه… وأرادوا أن يَقتُلوه.. إخوتُه الذينَ دَفَعوا به إلى أعماقِ البئر في تلك البَوادي المُقفِرة حيثُ طُرقُ القوافل.
نعم إنهم إخوتُه: شمعون، راوبين، لاوي… عرفهم بعد عِشرينَ سنة..
تُرى.. ماذا فعَلَ يوسفُ في تلك اللحظات ؟! إنّهم لَم يَعرفوه.. بعد تلك السنين تَغيَّر يوسفُ، هو الآنَ في الثلاثينَ من عمرهِ.. لقد أخَذوا قميصَهُ ودَفَعوه في أعماقِ الجُبّ… ولكنّ الله لا يَنسى عبادَه المُخلصين.. هو الآن عزيزُ مصر.. يَرتدي حُلّةَ الملكِ وحولَهُ الحَرَسُ والجنود، وفي يدَيه مفاتيحُ مخازنَ مليئةٍ بالقمح..
تُرى ماذا يفعلُ يوسف؟! هل يَطرُدُهم ؟! هل يَنتقمُ منهم ؟ كلاّ! لماذا لم يفعل ذلك وقد أرادوا قَتلَه ؟! لأنّ قلبَ يوسف مُفعَم بالإيمان، ليس فيه سِوى الحبِّ وليس فيه سوى الخير…
وكان يوسف نبيّاً مُعلّماً للناسِ وهادياً إلى الله…
يوسف رحَّبَ بهم، أنزلهم في دارِ الاستراحة… وهم أحَبّوا هذا العزيزَ الطيّبَ الذي لم يَرفضْ بِضاعَتَهم مُقابلَ القمح.
ملأ جميعَ أوعِيَتِهم.. تَحدَّثَ معهم بودٍّ، سألَهم عن بلادِهم.. وكم عَدَدُهم.. قالوا له كلَّ شيء، قالوا له: إنّ يعقوبَ من ذرّيةٍِ إبراهيم.. قالوا له: إننا اثنا عَشَر أخاً.. ماتَ أحدُنا وهو يوسف.. أكَلَه الذئب! وسألهم: وأين أخوكم الآخر ؟
قالوا:
ـ لَم يُرسِلْه أبونا معنا.
ـ لماذا ؟
ـ لأنه أرسَلَ معنا شقيقَه يوسفَ فأكَلَه الذئب.. لهذا لم يُرسِلْ معنا بنيامين. هو يخافُ عليه ما خافَهُ على يوسفَ من قبل.
يوسفُ رحّبَ بإخوتهِ، ولكنْ لم يكشِفْ لهم عن هوّيتهِ، لم يَقُل لهم شيئاً عن نفسِه…
كانَ يسألهم عن أرضِهم وبلادِهم، وهم أيضاً أخبَروه بحُزنِ أبيهم يعقوب… حَدَّثوه عن بكائهِ وحُزنهِ وكيف فَقَد بَصرَه، وابيَضَّت عَيناه… حَدَّثوه عن حُبّه ليوسفَ الذي أكَلَه الذئبُ قبل عِشرينَ سنة!
أمرَ يوسفُ العُمَّالَ بأن يَملأوا أوعيتَهُم بالقمح؛ أمّا هو فذَهَب إلى مكانٍ بين الأشجار وراحَ يبكي.. يبكي على والدَيه، وعلى بنيامين، لقد هَزَّه الشوقُ إليهم..

العَودَة
ذهبَ يوسفُ لِيُشرفَ على تَجهيزِ القافلة، وأمَرَ الموظّفَ الذي يَقبِضُ أثمانَ القمحِ بوضعِ الفضّةِ التي أخذَها من إخوتهِ في رِحالهم دون أن يَشعُروا بذلك.
يوسفُ أدركَ أن حالتَهم المعيشيّةَ ليست طيّبة، لهذا أعادَ أموالَهُم ولم يُخبِرْهُم بذلك.
جاء إليهم ليودّعَهم، قالَ لهم:
ـ هل أنتم راضُون عن الكَيل ؟..
ـ أجل، لقد أحسَنتَ الينا أيّها العزيز.
ـ في المرّةِ القادمةِ وإذا ما جئتم إلى مصرَ فائتوني بأخيكم. سنُضيفُ إليكم سَهماً آخرَ في الكَيل.. وإذا لم تَفعلوا فلا تأتوا إلى هنا أبداً.
قال أحدهم:
ـ سَنُراوِدُ عنه أباه.. سنقولُ له ذلك… سنُلحُّ عليه حتّى يوافقَ على إرساله.
وهكذا عادت القافلةُ إلى أرضِ الخليل… الإخوة حَدّثوا أباهم بما جَرى لهم… قالوا لقد مُنِعَ عنّا الكَيلُ إذا لم نأخُذْ أخانا بنيامين معنا.. هكذا قالَ عزيزُ مصر.
قال يعقوب عليه السّلام:
ـ هل آمَنُكُم عَلَيه إلاّ كما أمِنتُكُم على أخيهِ من قَبلُ، فاللهُ خَيرٌ حافظاً وهو أرحَمُ الراحمين ؟!
بكى يعقوب.. تذكّر يوسفَ الذي اختَفى منذ عشرينَ سنة. وعندما ذَهبوا ليفتَحوا مَتاعَهُم وَجَدوا فضّتهم التي اشتَرَوا بها القمحَ قد أُعيدَت إليهم.. فَرحوا جدّاً وعادوا إلى أبيهم يُبشِّرونه:
ـ يا أبانا هل نطلبُ أكثرَ من هذا ؟! لقد أُعيدت إلينا أموالُنا مع القمح… فارسِلْ معنا أخانا من أجلِ أن نَميرَ أهلَنا ونَحفَظَ أخانا ونَزدادَ كَيْلَ بعير.
قال يعقوب:
ـ لن أرسِلَهُ معكم حتّى تُعطوني مِيثاقاً على إعادته.. إلاّ إذا أُحيطَ بكم.
أعطى الإخوةُ مِيثاقَهُم في المحافظِة على بنيامينَ من كلّ مكروه.

هواجس يعقوب
عندما تَجَهّزت القافلة وجاءَ ابناءُ يعقوبَ لتوديعِ أبيهم، قالَ لهم الأب:
ـ يا أبنائي، لا تَدخُلوا مِصرَ من بابٍ واحدٍ وادخُلوها من أبوابٍ متفرقة… أخشى عليكم من الحَسَد… ولكنّ هذا لا يُغْني شيئاً عنكم أمامَ مشيئةِ اللهِ سبحانه..
كان يعقوبُ عليه السّلام يخافُ على ابنائه الحَسَد… كان يَشعرُ أن حادثاً ما سيَقَع لهم وسيُفرَّقُ جَمعُهم… لهذا أراد أن يَدفعَ عنهم شَرّ الحسد… ولكن مشيئةَ الله هي الحاكمة، لهذا قالَ يعقوب عليه السّلام:
ـ الونشريس إنِ الحُكْمُ إلاّ للهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وعَلَيهِ فَلْيَتَوكَّلِ المُتَوكّلون الونشريس.
وهكذا انطَلَقت القافلةُ تَطوي الصحراءَ إلى مصر.. وتَمرُّ الأيامُ.. وبعد اثنَي عشرَ يوماً وَصَلت القافلةُ قريباً من أرضِ مصر..
وهناك افترَقَ الإخوة، كلّ اثنين دخلوا مصرَ على حِدَة؛ كانوا أحدَ عَشَر أخاً.. مَن الذي ظلّ وحيداً ؟ بنيامين ظلّ وحيداً دخلَ مصرَ لوحده.. لهذا كان حزيناً جدّاً…
وعندما دَخَلوا على عزيزِ مصرَ لشراءِ القمحِ دخلوا أيضاً اثنَينِ اثنين؛ وأخيراً دخلَ بنيامين على العزيز. كانت لحظاتٍ مثيرة.. فبعدَ عشرينَ سنةً وقَعَت عَيْنا يوسفَ على شقيقهِ بنيامين… كانَ قد تَرَكَهُ طفلاً وها هو الآنَ قد أصبَحَ شابّاً… ولكنْ ما بالُه حزيناً.. تَساءلَ يوسفُ في نفسِه… قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ ما هذا الحُزنُ الذي أراهُ على وجهِك ؟! هل وَقَع لكَ مكروه؟
قال بنيامين:
ـ كلاّ أيُّها العزيز، ولكنْ تَذكَّرتُ أخي يوسف.. لو كانَ حيّاً لَجاءَ معي ولم أبقَ وحيداً…
سأل يوسف:
ـ وماذا حَصَلَ ليوسف ؟
ـ ذَهَبَ مع إخوتي إلى الصحراء ولم يَرجِع.. كانَ ذلك قبل عشرينَ سنة.. قالوا: إنّ الذئبَ أكلَ يوسف… ومنذ ذلك اليومِ لم أرَ سوى قميصهِ المُدمّى…
أبي لم يُصدّقْهم.. ما يزالُ حتى اليوم يبكي على يوسف. آه يا يوسف… ما أطيبَه وأطهَرَه!
قالَ يوسف:
ـ لا تَحْزَنْ يا بنيامين، أنا أخوكَ.. تعالَ لنتناولَ الغداء…
جَلَس يوسفُ على سريرِ المُلك، وأجلَسَ بنيامينَ إلى جانبِه وراحَ يتَحدّثُ معه ليطيّبَ خاطِرَه.

الحقيقة
أحَبَّ بنيامينُ عزيزَ مصر.. ولكن لا يدري سبباً لهذا الحبّ.. رآه يَتَدفّق طيبةً ورحمةً وإحساناً..
قالَ يوسفُ لبنيامين:
ـ لو رأيتَ أخاكَ اليومَ فهل ستَعرفه.
ـ ربّما.. إنّ ملامحَهُ لا تَغيبُ عن بالي.
أرادَ يوسفُ أن يُدخِلَ في قلبِ أخيه الفرح، فقال:
ـ اسمَع يا بنيامين جيّداً. إن إخوتَك هؤلاء حَسَدوا أخاك فأخَذَوه إلى الصحراء وألقَوهُ في البئر.. إنّ يوسف ما يزالُ حيّاً… صَبَر وتحمّلَ واللهُ لا يُضِيعُ أجرَ الصابرين.. إنّي أنا أخوك حقّاً.. لقد مَنَّ الله عليَّ وجَعَلني عزيزاً في مصر..
لم يتَحمَّلْ بنيامين فَرَكَ عَينَيه، كان مثلَ النائمِ فانتَبَه وألقى نفسَه على صدرِ أخيه يَشمُّه ويبكي.. وبكى يوسف..
قال لأخيه:
ـ لا تُخبِرْ إخوتَك.. سوف أعملُ على بقائك في مصر.. سأصنَعُ شيئاً، فلا تَحزنْ بسببِ ذلك.

الخطة
جاء الإخوةُ يسألون عن بنيامين.. قالوا للعزيز: إنّ أبانا أوصانا بالحفاظِ عليه وأخَذَ علينا المِيثاق.
أمرَ يوسفُ فِتيانَهُ أن يُجهِّزوا القافلةَ ويملأوا أوعيتَها بالقمح..
وجاء يوسفُ ليشرفَ على سَيرِ العمل.. كان العمّالُ مشغولينَ وكان الإخوة يَتفقّدونَ جِمالَهُم…
اقتَرَب يوسفُ من بعيرِ أخيه بنيامين ووضَعَ كأساً فِضيّاً ثمنياً في رَحْلِه… وأهالَ عليه القمح..
كانَ ما صنَعَه يوسف خطّةً من أجلِ أن يَحتفظَ بأخيهِ بنيامين في مصر..
تَحَرّكت القافلةُ لِتُغادرَ مصرَ عائدةً إلى أرض فلسطين..
من بعيدٍ سَمِعَ الإخوةُ نِداءً يَهتِفُ بهم:
ـ تَوقَّفوا إنّكم سارِقون!
فوجئ الإخوةُ جميعاً، باستثناءِ بنيامينَ الذي كانَ يَعرِفُ ما يَجري؛ جاء الإخوة إلى الحارسِ المِصريّ، قالوا له:
ـ ماذا تَفْقِدون ؟
قالَ الحارس:
ـ نفقد صُواع المَلِكِ الذي يَشرَبُ به.. ولِمَن جاءَ بهِ حِمْلُ بَعير.
أقسمَ الإخوة أنّهم لم يَسْرِقوا شيئاً، وقالوا:
ـ تاللهِ لَقَد عَلِمْتُم ما جِئْنا لِنُفْسِدَ في الأرضِ، لقد جِئنا نَشتري القمحَ لأهلِنا.
ـ قالَ الحارس:
ـ سَنُفتّشُ أمتِعَتَكُم، وإذا ظهرَ كذبُكم فما هي عُقوبةُ السارقِ عندكم ؟
قال الإخوة:
ـ عقوبتُه أن يُصبِحَ عبداً لِمَن سَرقَ منه..
ـ حَسَناً، سنفتّشُ أوعيتَكُم جميعاً.
جاء يوسفُ، وراح يفتّشُ بنفسِه أوعيةَ القافلة.. بَدَأ بأوعِيتِهم ثمّ جاء إلى وِعاء بنيامين.. ووضَعَ يده في وعاء القمحِ واستخرجَ الصُّواعَ منه.
دُهِش الإخوةُ جميعاً. أمّا بنيامينُ فقد وقَفَ يَنظرُ بحزنٍ وصَمت.
قالَ يوسف:
ـ والآن ما هو رأيُكُم ؟!
قال الإخوة وهم يَنظرون بغيطٍ إلى بنيامين:
ـ إنْ سَرَقَ فقد سَرَقَ أخٌ لَهُ مِن قَبلُ!
شَعرَ يوسفُ بالحزن: إنّ إخوَتَهُ ما يزالونَ يَحسدونَهُ ويَحسدونَ أخاه ويَكرهونَهُما، ولكنّه خاطَبَهم قائلاً:
ـ أنتُم شَرٌّ مكاناً، واللهُ أعلَمُ بما تَصِفُون.
جاء الأخُ الأكبرُ وتوسّلَ إلى العزيز قائلاً:
ـ إنّ له أباً وهو شيخٌ كبير، وقد أخَذَ علينا المِيثاقَ أن نُعيدَه إليه سالماً… فخُذْ أحدَنا مكانَهُ ليكونَ عبداً.
قال يوسف:
ـ معاذَ اللهِ أنْ نأخُذَ إلاّ مَن وَجَدْنا مَتاعَنا عِندَه.. إنّا اذاً لَظالِمون.
عندما شَعَروا باليأسِ اجتَمَع الإخوةُ فيما بينهم وراحوا يَتَشاورون… ماذا يفعلون ؟ وكيف يَعودونَ إلى أبيهم ؟
ـ ماذا نفعلُ الآن ؟
ـ إن أبانا قد أخَذَ علينا الميثاق.
ـ وماذا نَفعل ؟ نقولُ له الحقيقة..
ـ نَعَم، نقولُ له إن بنيامين قد سَرَق، وقد استَعبَدوه عُقوبةً له على سرقتهَ صُواعَ المَلك.
قال الأخُ الاكبر:
ـ كيف نَعودُ إلى أبينا دونَ بنيامين ؟ والميثاقُ الذي أخَذَهُ علينا أن نُعيدَه سالماً.. هل نَسِيتُم ما فَعَلتُم بيوسفَ من قَبل. لم نَرحَمْ شَيخوخَةَ أبينا.. لا.. لا لن أعودَ إلى أبي؛ سأبقى في مصرَ حتى يأذَنَ لي أبي.. أمّا أنتُم فعودوا.. قولوا لأبيكم: يا أبانا إنّ ابنَكَ سَرَق.. إننا لا نَعَلمُ الغَيب.. لا نعلمُ أن بنيامينَ سيَسرِق!
سكتَ الإخوة.. كانوا أحَدَ عَشَر أخاً.. بنيامينُ أخَذَهُ العزيز.. والأخُ الأكبرُ ظلَّ في مصر.. لا يريدُ أن يُقابِلَ أباه مرّةً أخرى وقد أخَلَّ بالميثاق..
الإخوةُ التسعةُ عادوا إلى فلسطين.. عادوا ليُخبروا أباهم بما حَصَل.. كان سيّدُنا يعقوبُ يخافُ عليهم من الحَسَد. لهذا أمرَهُم أن يَدخُلوا مصرَ من أبوابٍ متفرّقة.. كان يُريد لهم أن يدخلوا مُتفرّقينَ ليعودوا بأجمعِهم.. لقد عادَ تسعةٌ منهم ومعهم نبأ آخرُ حزين.
جاء الإخوةُ التسعةُ إلى سيّدِنا يعقوبَ وقالوا له:
ـ يا أبانا إنّ ابنَك سَرَقَ.. وما شَهِدْنا إلاّ بما عَلِمْنا.
سكتَ سيّدُنا يعقوب… شَعَر الإخوة أن أباهم لم يُصدِّقْهُم، فقالوا:
ـ إذا لم تُصدِّقْنا فاسأل القوافلَ والناسَ الذين كانوا معنا في مصر.. وإنّنا لَصادقون.
أمسَكَ سيدُنا يعقوبُ بعصاهُ ونهضَ قائلاً:
ـ بل سَوَّلت لَكُم أنفسُكُم أمراً فصَبرٌ جميلٌ… سأصبِرُ مرّةً أخرى، ربّما يُعيدُهم الله إليّ جميعاً…
لكن سيّدنا يعقوب تألّمَ بسببِ ما حَصَل… تذكّرَ يوسفَ الذي اختفى منذ عشرينَ سنة.
لقد أدركَ بأنّ ما حَدَث مُرتبطٌ بما حَصَل ليوسف، لهذا قال:
ـ يا أسَفى على يوسف.
قال الإخوةُ التسعة:
ـ إنّكَ لا تَتركُ ذِكرَ يوسف.. لَسَوف تَموتُ من كَثرةِ حُزنِك وبكائك على يوسف!
قال سيّدُنا يعقوب:
ـ إنّني أشكو حُزني إلى الله.. وأعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلمون.
سكتَ قليلاً وقالَ لأبنائه:
ـ أذهَبوا يا أولادي.. أذهَبوا وأبحَثوا عن يوسفَ وأخيه، لا تَشعُروا باليأس.. لأنّ الكفارَ هم وحدَهُم الذينَ يَشعُرونَ باليأسِ والقُنوط.

أنا يوسف
نَفَدَ القَمحُ، وشاعَ الحزنُ في بيتِ سيّدنا يعقوب، لقد فَقَد أولادَه الثلاثةَ: يوسفَ وبنيامينَ وأخاهُم الأكبر.
مِن أجل هذا أمَرَ سيّدُنا يعقوبُ أولادَه أن يَذهَبوا لِيَمتاروا الطعامَ ويَبحثوا عن يوسفَ وأخيه.
وشَدَّ الإخوةُ الرِّحالَ إلى مصرَ للمرّةِ الثالثة… لم يَكن مَعَِهم من الفضّةِ إلاّ القليل، ولكنّهم ذَهَبوا ليجيئوا بأخيهم بنيامين.
عندما وصلوا مصرَ لم يُكرِمْهُم أحدٌ بسببِ ما حَدَث في الرِّحلةِ السابقة.. لهذا ذَهبوا إلى عزيزِ مصرَ الذي أخذَ بنيامين… ذهبوا إليه ليتَحدّثوا معه بِرِقّة فلَعلّه يَبيعُ لهم بهذه الفضةِ قَمحاً، ولعلّ هذا العزيزَ الطيّبَ يُطلِقَ سَراحَ بنيامين؛
دخلَ الإخوةُ على عزيزِ مصر، وقالوا له:
ـ يا أيُّها العزيزُ مَسَّنا وأهْلَنا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأوْفِ لَنا الكَيْلَ وتَصَدَّقْ عَلَينا إنّ اللهَ يَجْزي المُتَصَدّقين.
شيءٌ عجيبٌ لَفَت نظرَ الإخوة! إنّ بنيامينَ يَجلِسُ مع العزيزِ ويَرتدي حُلّةً من الكَتّانِ فاخِرة…
وفي تلك اللحظاتِ المُثيرة.. قالَ يوسفُ وهو يَفيضُ رحمةً لهم:
ـ هَل عَلِمْتُم ما فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وأخيهِ إذ أنتمُ جاهِلون ؟!
لقد نَسِيَ يوسفُ كلَّ الآلام التي سَبّبها إخوتُه له ولأبيه.. نَسِيَ كلَّ تلكَ المعاناةِ الطويلة. أراد أن يقول لهم فقط إن جَهلكم قد أوصَلَني إلى هذه المكانةِ؛ لأن الله قد اختارَني ومَنَّ علَيّ وكافأني على صبري وإيماني.
وفي تلك اللحظة.. استيقَظَ الإخوةُ على حقيقةٍ كبرى.. إنّ هذا العزيزَ الذي يَلتَفّ حولَه الحُرّاسُ والجنودُ وصاحبُ الكلمةِ الأولى في مصر هو يوسف!! يوسفُ أخوهُم الذي تآمَروا عليه.. يوسفُ الطيّبُ الطاهرُ الذي كافأهم على الإساءةِ إحساناً ومَلأ لهم أوعيَتَهُم قمحاً وأعادَ إليهم فِضّتهم وأموالَهُم..
هَتَف الإخوة بدهشة:
ـ إنكَ لأنتَ يوسف ؟!
أجابَ يوسفُ وعيناه تَفيضانِ بالدمعِ خشوعاً لله ربِّ العالمين:
ـ نعم، الونشريس أنا يُوسُفُ وهذا أخِي قَد مَنَّ اللهُ علَينا… إنّه مَن يَتَّقِ ويَصْبِرْ فإنّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحِسنين الونشريس.
واكتَشَف الإخوةُ الحقيقةَ بعد عشرينَ سنةً من التّيهِ والضَّلال، فقالوا لأخيهم يوسف:
ـ تاللهِ لقد آثَرَكَ اللهُ عَلَينا وإنْ كُنّا لَخاطِئين.
وابتَسَم لهم يوسف.. إنّهمُ إخوتُه أضَلّهم الشيطانُ في لحظةِ حسدٍ، وعادوا إلى الطريق!
ـ الونشريس لا تَثْرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ.. يَغْفِرُ اللهُ لَكُم وَهُوَ أرحَمُ الراحِمين الونشريس.
أرادَ يوسفُ ذلك الفتى الشَّهمُ الذي غَضَّ نَظَرهُ عن كلِّ الإساءاتِ.. أرادَ أن يَضَعَ حدّاً لآلام أبيه…
قبلَ عشرينَ سنةً أخذَ إخوتُه قميصَهُ ولَطّخوه بدمٍ كَذِب..
وأخَذوه إلى أبيهم وقالوا له: يا أبانا إن الذئبَ قد أكَلَ يوسف! أراد يوسفُ أن يَمسَحَ هذهِ الكِذبةَ من ذاكرتِهم، لهذا خَلَعَ قميصَهُ الكَتّانيّ وقال لهم:
ـ إذهبوا بِقَميصي هذا فألْقُوهُ على وَجهِ أبي يَأْتِ بَصيراً وائتُوني بأهلِكُم أجمعين.
كُلُّ الأخوةِ راحُوا يَشمّون قميصَ يوسف ويَبْكون… يَبكون فَرَحاً ونَدَماً.. فَرَحاً بأخيهم الذي أصبَحَ الرجلَ الأولَ في مصر، ونَدَماً على ما فَعلوه قبلَ عشرينَ سنة…
من أجل هذا انحنَوا إجلالاً لعزيزِ مصر، لهذا الإنسانِ الطاهر، وغادروا القصرَ على عَجَل..
كانوا يُريدونَ العودةَ إلى أبيهم بأقصى سُرعةٍ ليُدخِلوا الفَرحةَ على قلبهِ الحزين.. وهكذا انطَلَقت القافلةُ تطوي الصحاري… لم تكن هذه القافلةُ تَحمِلُ قمحاً؛ إنّها تَحملُ قَميصَ يوسفَ والفرحةَ الكبرى.

نهاية الألم
كانَ سيّدُنا يعقوب.. يَخرُجُ إلى طريقِ القوافلِ كلَّ يومٍ وينتظرُ عَودةَ ابنائه..
وفي أصيلِ أحدِ الأيّام وفيما كانت الشمسُ تَهبِطُ للمغيبِ في الصحراء.. شَمَّ سيّدُنا يعقوبُ نسائمَ طيّبة.. فيها رائحةُ يوسف… قالَ لبعضِ أولادهِ الذين لم يَذهبوا في تلك الرِّحلة إلى مصر:
ـ إني لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لولا أنْ تُفَنِّدونِ!
قال ابناؤه:
ـ تاللهِ إنّك لَفي ضَلالِكَ القَديم..
قالوا لأبيهم أنتَ ما تزال على ضلالكِ القديمِ في حُبّك ليوسفَ وأخيه أكثرَ منّا!!
وفي تلك اللحظاتِ.. شاهَدَ الجميعُ جَمَلاً يَتّجهُ نحوهم بسرعة، وكان رجلٌ يُلِّوح بقميصٍ من بعيد.. ماهي إلاّ لحظات وإذا بأحدِ ابنائه قد سَبقَ القافلةَ وجاء لِيَزِفَّ بُشرى العُثورِ على يوسف..
إنّ يوسفَ لم يأكُلْه الذئبُ، ولم يَمُت طوالَ العشرينَ سنةً الماضية.
وألقى البَشيرُ قميصَ يوسفَ على وجهِ يعقوب.. فحَدَث شيءٌ عجيب! لقد عادَ النورُ إلى عَينَي يعقوبَ فرأى الدنيا مُضيئةً جميلةً بعد أن كانت سوداءَ حزينة.
من أجلِ هذا دَمِعَت عيناهُ فَرَحاً، وقالَ لإبنائه:
ـ ألَم أقُلْ لَكُم إنّي أعلَمُ مِن اللهِ ما لا تَعلَمونَ ؟!
أولاده أطرَقوا برؤوسِهم خَجَلاً وحُزناً وقالوا:
ـ يا أبانا استَغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا إنّا كُنّا خاطِئين.
قال الأبُ الذي عادَ إليه بَصَرهُ برحمةٍ من الله:
ـ سَوفَ أستَغفِرُ لَكُم رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ..
قالَ يعقوبُ ذلك لأنه يُريدُ أن يؤجِّلَ دعاءه إلى وقتِ السَّحَرِ، من أجل أن يَستجيبَ اللهُ ويَغفِرَ لأبنائهِ ما فَعَلوه من قبل.
شَعَر سيّدُنا يعقوبُ أنّه يَستعيدُ شَبابَهُ من جديد؛ كانت الفرَحةُ تُضيء قلبَه وعينيه.
أخبرَ زوجتَه أمَّ يوسف بالبُشرى وعَمَّت الفرحة.
أمَرَ سيّدُنا يعقوب عليه السّلام أنْ يتَجهَّزَ الجميعُ للرَّحيلِ إلى مصر، ليعيشوا في بلادِ مصرَ وفي ظلالِ حاكمِها العادِل والطيّبِ والصدّيقِ يوسف عليه السّلام.

وتحقّقت رؤيا يوسف
قبلَ عشرينَ سنةً كانَ يوسفُ قد رأى حُلُماً عَجيباً. رأى الشمسَ والقمرَ وأحدَ عَشَرَ كوكباً رآهم جَميعاً يَسجُدونَ له إجلالاً.. وتَعَجّبَ يوسف وقتَها.. ثَمّ وقَعَت الحوادثُ بعد ذلك.. ليجدَ نفسَه بعيداً عن أهلهِ وإخوتهِ في أرضٍ بعيدة…
لقد مَرَّت عشرون سنةً وها هو الآن يَحكُمُ مصرَ ويَنتظرُ قُدومَ أبوَيه من الباديةِ إلى هذه البلادِ الجميلةِ المليئةِ بالخير.
أمَرَ يوسفُ بِضَربِ خَيمةٍ كبيرةٍ جدّاً في الصحراءِ لأجلِ أن يَستقبلَ إبويَهِ وأخوتَه…
وكانَ الجنودُ يُراقبونَ طريقَ القوافلِ مُنتظرينَ قُدومَ قافلةٍ من أرض فلسطينَ فيها أُسرةُ عزيزِ مصر؛ التي تعيش في البادية!
وذاتَ صباحٍ رأى الجنودُ القافلة… إنها قافلةُ يعقوب عليه السّلام وزوجتهِ وأبنائه.
وانطَلَق فارسٌ إلى مصرَ يُبشّرُ يوسفَ بقدومِ أبوَيه وإخوته.

الشمس والقمر والكواكب
استُقبِلَ سيّدُنا يعقوبُ باحترامٍ عميقٍ، وأُدخِلَ ومَن معه الخيمةَ الكبيرة ريثما يَصلُ عزيزُ مصر.
كانَ سيّدُنا يعقوبُ يَنتظرُ بشوقٍ لقاءَ ابنهِ يوسفَ بعد عشرينَ سنةً من الفراقِ والعذابِ والبكاء!
وجاءَ يوسفُ في مركبةٍ تَجرُّها خُيولٌ سريعة… كانت الخُيولُ تَطوي الأرضَ بسرعةٍ فائقة.. كأنها كانت تُدرِكُ شوقَ يوسفَ إلى لقاءِ أبوَيه..
ووصلَ يوسف.. لِيدَخُلَ الخَيمة.. كان يَرتدي حُلّةَ العِزّة وقد سَطَع النورُ من وجههِ المُضيء… ونَهَض الجيمعُ احتراماً لعزيزِ مصر… ثمّ لينحَنوا اجلالاً لعزيزِ مصر. وفي تلك اللحظة تَوهَّجَت رؤيا يوسفَ التي رآها قبلَ عشرينَ سنة… عندما رأى الشمسَ والقمرَ وأحَدَ عَشَرَ كوكباً يَسجُدونَ له…
ها هو الآن يَرى أباه وأمّه وإخوته الأحَدَ عَشرَ يَنحنَون له بإجلال.
وعانَقَ يوسفُ والدَيه، وأخَذ بأيديهما لِيَرفَعها إلى سريرِ المُلك والعزّة..
وقال يوسف لأبيه:
ـ الونشريس يا أبتي هذا تأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبّي حَقّاً، وقَد أحسَنَ بي إذ أخْرَجَني مِن السِّجنِ وجاءَ بِكُم مِن البَدْوِ مِن بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشيطانُ بيني وبينَ إخوَتي إن رَبّي لَطيفٌ لما يَشاءُ إنّه هُوَ العَليمُ الحكيم الونشريس.
ورفَعَ يوسفُ يَدَيه إلى السماء شاكراًالله على نعمه:
ـ الونشريس رَبّي قَد آتَيتَني مِن المُلْكِ وعَلّمْتَني مِن تأويلِ الأحاديثِ فاطِرَ السماواتِ والأرضِ.. أنتَ وَليّي في الدُّنيا والآخِرةِ تَوَفَّني مُسلِماً وألحِقْني بالصّالحين الونشريس.
ما أطيَبَك يا يوسف! ما أطهَرك أيّها الفتى المؤمن!
لقد تَناسى يوسفُ كلَّ الآلام والمعاناةِ وعلى مدى عشرينَ سنة واستقبلَ إخوته بحبّ، وقال: إن الشيطانَ هو الذي نَزَغ بينه وبينهم!
وهنا تَكمنُ عَظَمةُ يوسف…. في تلك النفسِ الطاهرةِ وفي ذلك القلبِ الطيب.
وهكذا عاشَ سيّدُنا يعقوبُ وأبناؤه في مصرَ بلدِ الخيرات وفي ظِلالِ حاكمٍ عادل.. أنعَشَ البلادَ وأنقَذها من أكبرِ أزمةٍ اقتصاديّةٍ آنذاك.

*************************

أستودعكم الله *لاتنسوني بدعوة في ظهر الغيب *

اختكم في الله :طالبة العلى




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايكي
بارك الله فيك أختي نور و جعلها الله لك في ميزان حسناتك{ آآآآآآآآمين يا رب العالمين } .
شكراااااااااااااا لك أختاه على كل المجهودات المبذولة نحوك اتجاهنا في سبيل افادتنا و تسليتنا بارك الله فيك أيتها الغالية وجزاك الله كل خير ماذا عساني القول الكلمات تعجز عن الخروج لكن الله بكل شيئ عليم و جزاك الله خير ما قدمت وكتبت لنا بوركت غاليتي ……..صديقتك المخلصة والتي أحبتك في الله ……….صحى سحورك حبيبتي وغدا باذن الله سأكمل باقي القصة فقد أصبحت أشعر بالنعاس الآن ………. صحى سحورك


شكرا وألف شكر اختي على وفائك لزيارة مواضيعي وعلى تحفيزك الدائم . شكرا جزيلا حبيبتي عفاف على المرور العطر سرني كثيرا تواجدك . اتمنى لك كل الخير . صح سحورك و دمت بود




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

ربي يجازيك اختي نور ويفرحك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fethicompta
ربي يجازيك اختي نور ويفرحك

اللهم آمين يارب . شكرا جزيلا لك اخي فتحي على المرور الجميل . سرني كثيرا تواجدك . وربي يفرحك انت كذلك ويوفقك . شكرا




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة
شكرا اخيتي

رغم ان القصة بالنسبة لي معروفة

لكنني وجدت بين ثنايا السطور الكثير من المعلومات التي كنت اجهلها

تحياتي مجددا على مجهوداتك الرائعة التي تقومين بها

احيي فيك هاته الروح العالية المفعمة بنية صادقة في جوهر انسان راق

لك مني الف قبلة وتحية وسلام

غفوا على الرد المتاخر لظروف

سلام

وكم أسعد بتواجدك اختي الغالية أسماء . أزف لك تحياتي العطرة وأرسل لك باقة انت عنوانها . بارك الله فيك على المرور الجميل وعلى الرد الاجمل . سرني كثيرا تواجدك .وتأخرك في الرد لا يهم المهم انك بخير ولكل ظروفه يكفيني تشجيعكم المستمر الذي يجعلني اواصل مواضيعي. ألف شكر اختي الغالية أسماء . تحياتي وصح سحورك




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ker
بارك الله فيك اختي طالبة العلى جزاك الله خيرا دائما اجد مواضيعك مميزة لك مني الف تحية وسلام

ربي يخليك اختي جزاك الله الفردوس
صح صحورك صديقتي

الله يخليك يالغالية ربي يحفظك وانت زادا .وانا لطالما وجدتك منورة مواضيعي بردودك العطرة وتواجدك الجميل . تقبلي تحياتي اختي الغالية وشكرا جزيلا على الكلمات النيرة . صح سحورك اختي .




رد: قصص في رحاب القرآن الكريم … قصة : سيدنا يوسف (3) متجدد

جزاك الله خيرا




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

أصحاب السبت

أصحاب السبت


الونشريس

أبطال هذه الحادثة ، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية ، وكان اليهود لا يعملون يوم
السبت ، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله . لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت
للساحل ، وتتراءى لأهل القرية ، بحيث يسهل صيدها . ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع . فانهارت عزائم
فرقة من القوم، واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود –وبدأوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك
مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ، ثم اصطادوها يوم
الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد ، وهو محرّم عليهم . فانقسم أهل القرية لثلاث فرق : فرقة
عاصية ، تصطاد بالحيلة – وفرقة لا تعصي الله وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى
عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب الله ، وفرقة ثالثة سلبية لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن
المنكر . جاء أمر الله وحل بالعصاة العذاب، لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين
عن المنكر . أما الفرقة الثالثة ،التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المنكر ، فقد سكت النصّ القرآني
عنها . لقد كان العذاب شديدا . لقد مسخهم الله ، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.




رد: أصحاب السبت

الله يعلم ما يعلمون موضوع جميل جدااااااااااااااااااااااااا شكرا
الونشريس




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة وعبرة 01

قصة وعبرة ..01


الونشريس

أحلامـ الشجرات الثلاث ..

على تله في الغابة كان هناك ثلاث شجرات يناقشن آمالهن وأحلامهن ..
قالت الشجرة الأولى : " يوما ما سأكون صندوق كنـز ، مليئ بالذهب والفضة
والأحجار الكريمة ، سأكون صندوقا ملفتا بجماله وتألقه " .
قالت الشجرة الثانية : " يوما ما سأكون أعظمـ سفينة ، سأبحر بالملوك عبر أرجاء العالمـ ،
سيشعر الجميع بالأمان بي بسبب قوتي وصلابتي " .
قالت الثالثة : " أريد أن أبقى عالية على التلة حتى يراني الناس ، أريد أن أكون طويلة قريبة من السماء ،
عندها سأكون رمزا لأطول شجرة وموضع رمز لدى الناس " .
بعد بضع سنوات من الدعوات لأن تتحق أحلامهن .. مر بهن مجموعة من الحطــابين ..
اقترب أحدهمـ الى الشجرة الأولى وقال : " يبدو أنها شجرة قوية .. سأكتسب من بيعها على نجار "
فبدأ بقطع الشجرة .. بينما كانت هي سعيدة لأنها تعتقد بأن النجار سيجعل منها صنوقا للكنز ..
وقال حطاب آخر عن الشجرة الثانية : " تبدو قوية .. سأبيعها على بنّاء السفن "
ففرحت الشجرة وعلمت بأنها في طريقها لأن تصبح سفينة الملوك .
ولما اقترب حطابٌ من الشجرة الثالثة ، شعرت بالخوف لأنها أدركت بأن حلمها لن يتححق
طالما قطعت …
عندما أفاقت الشجرة الأولى وجدت أجزائها في مربع تأكل من مافيه الحيوانات ..
فابتأست لأن ذلك لمـ يكن هو حلمها الذي طالما تمنته ..
أما الثانية جُعلت قطع صغيرة داخل قارب صيد صغيـــر .. فحزنت على ضياع حلمها
بأن تكون سفينة الملوك والعُظماء …
الشجرة الثالثة قُطعت الى أجزاء كبيرة وتركت وحيدة على مدى سنوات ..
حتى نســــيت الشجرات الثلاث أحلامهن السابقة …

في يومـ ما رٌزق صاحب الحضيرة مولودا .. فأخذ صندوق الأعلاف ونضفه جيدا
وزينه ليكون سرير لأهمـ ضيف أقبل عليهمـ .. عندها شعرت الشجرة الأولى بأهميتها..
وفازت بحمل من هو أهمـ وأغلى من كنـــــوز الدنيا لدى صاحبها …..
ويومـ آخر ركب الصياد كعادته في القارب المصنوع من الشجرة الثانية .. فطالت رحلة صيده
حتى حلّ المساء على غير ماعهدته طوال سنوات .. فأحيا ذلك الصياد لياليه في ذكر ودعـــاء
وصلاة بخشوع .. بلا كلل ولا ملل ..
فأدركت أنها تحمل من هو أعظمـ من الملوك وأقواها على نفسه ..
وأخيرا .. جاء رجل الى أجزاء الشجرة الثالثة فنصبها على تلة وجعل على كلٌ منها فانوسا
لينير الطرقات عند المساء .. فسرها ماتقومـ به وحاجة الناس إليها وعلوها وقربها من السماء ..
فهذا أفضل مماكانت تتمناه ..
_____ انتهت _____
خلاصة : قد يتغير مسار خطة رسمتها لنفسك .. فلا تيأس .. لأن الله قد رسمـ لك
خطـــة أو مسارا أفضل .. فتوكل على الله وثق به وارضى بقدره ..




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة عيسى عليه السلام

قصة عيسى عليه السلام


الونشريس

قصة عيسى عليه السلام نشأة مريم لا خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم "أشياع" في قول الجمهور وقيل زوج خالتها "أشياع" فالله أعلم. و قد كانت أن أم مريم لا تحبل فرأت يوماً طائراً يزق فرخاً له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً أي حبيساً في بيت المقدس. قالوا: فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} أي في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً من أولادهم {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وقد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شتئم {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم، فتنازعوا في أيهم يكفلها، وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها – أو خالتها على القولين. فطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك أن الخالة بمنزلة الأم. قال الله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} وذلك أن كلاًّ منهم ألقى قلمه معروفاً به، ثم حملوها ووضعوها في موضع وأمروا غلاماً لم يبلغ الحنث فأخرج واحداً منها وظهر قلم زكريا عليه السلام. فطلبوا أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون ذلك بأن ألقوا أقلامهم في النهر فأيهم جرى قلمه على خلاف جرية الماء فهو الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي جرى على خلاف جرية الماء، وسارت أقلامهم مع الماء ثم طلبوا منه أن يقترعوا ثالثة فأيهم جرى قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام قد انعكس سيرها صعداً فهو الغالب ففعلوا فكان زكريا هو الغالب لهم فكفلها إذ كان أحق بها شرعاً وقدراً . قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال المفسرون: اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم مما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها، حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه. فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها {أَنَّى لَكِ هَذَا} فتقول {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} أي رزق رزقنيه الله {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. فعند ذلك وهنالك طمع زكريا في وجود ولد له من صلبه وإن كان قد أسن وكبر {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} قال بعضهم: قال: يا من يرزق مريم الثمر في غير أوانه هب لي ولداً وإن كان في غير أوانه. فكان من خبره وقضيته ما قدمنا ذكره في قصته.‏ بشارة الملائكة لمريم { قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ{ يذكر تعالى أن الملائكة بشرت مريم باصطفاء الله لها من بين سائر نساء عالمي زمانها، بأن اختارها لإيجاد ولد منها من غير أب وبُشرت بأن يكون نبياً شريفاً {يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدل على أنه يبلغ الكهولة ويدعو إلى الله فيها، وأُمرت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة ولتقوم بشكر هذه النعمة، فيقال إنها كانت تقوم في الصلاة حتى تفطرت قدماها رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها. عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك من نساء العالمين بأربع، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد". قصة حمل مريم بعيسى عليه السلام لما خاطبتها الملائكة بالبشارة لها باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مكرماً مؤيداً بالمعجزات، فتعجبت من وجود ولد من غير والد، لأنها لا زوج لها، ولا هي ممن تتزوج فاخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون، فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها، فإن الناس يتكلمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون إلى ظاهر الحال من غير تدبر ولا تعقل. وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن حيضها أو لحاجة ضرورة لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء، فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها و{انتَبَذَتْ} أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} فلما رأته {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً} و التقي هو ذو نهية. {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} أي خاطبها الملك قائلاً لست ببشر ولكني ملك بعثني الله إليك لأهب لك ولداً زكيا. {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيّاً} أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة { قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد منها قائلاً أنه وعد الله أنه سيخلق منك غلاماً ولست بذات بعل ولا تكونين ممن تبغين {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي وهذا أسهل عليه ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير. وقوله {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على أنواع الخلق، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى. قال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}. ذكر غير واحد من السلف أن جبريل نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند جماع بعلها. ولما نفخ فيها الروح لم يواجه الملك الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة إلى فرجها فانسلكت فيه، كما قال تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً} وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت أن كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقها، فذكر غير واحد من السلف أنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُباد بني إسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج، فعرَّض لها ذات يوم في الكلام فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول. ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى. قال لها: فأخبريني خبرك. فقالت: إن الله بشرني {اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ}. ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام أنه سألها فأجابته بمثل هذا. والله أعلم. وروى عن مجاهد قال: قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني وكلمني وإذا كنت بين الناس سبح في بطني. قال محمد بن إسحاق: شاع واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل، فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا. قال: واتهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً.‏ ولادة عيسى {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} أي فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع النخلة، ببيت لحم فتمنت الموت وذلك لأنها علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها بل يكذبونها حين تأتيهم بغلام على يدها، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد المنقطعات إليه المعتكفات فيه، ومن بيت النبوة والديانة فحملت بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت ماتت قبل هذا الحال أو لم تخلق بالكلية. {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} و فى تفسير ذلك قولان: أحدهما أنه جبريل وفي رواية: هو إبنها عيسى { أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً}. قيل النهر {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر الطعام والشراب ولهذا قال {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}. قيل: كان جذع النخلة يابساً وقيل كانت نخلة مثمرة فالله أعلم. ويحتمل أنها كانت نخلة، لكنها لم تكن مثمرة إذ ذاك، لأن ميلاده كان في زمن الشتاء وليس ذاك وقت ثمر، وقد يفهم ذلك من قوله تعالى على سبيل الأمتنان {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} ليس شيء أجود للنفساء من التمر والرطب {فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً}. فإن رأيت أحداً من الناس فقولى له بلسان الحال والإشارة إنى نذرت للرحمن صوماً أي صمتاً، وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} والمقصود أنهم لما رأوها تحمل معها ولدها قالوا {يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة ثم قالوا لها {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وقد ورد الحديث الصحيح الدال على أنه قد كان لها أخ اسمه هارون وليس في ذكر قصة ولادتها وتحرير أمها لها ما يدل على أنها ليس لها أخ سواها. والله أعلم. عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا: أرأيت ما تقرأون: {يَا أُخْتَ هَارُونَ} وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ قال فرحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم". عيسى يتكلم فى المهد فلما ضاق الحال بمريم {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} أي خاطبوه وكلموه فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه فعند ذلك قالوا : {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} أي كيف تحيلين في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب، وهو رضيع في مهده ولا يميز ، وما هذا منك إلا على سبيل التهكم بنا والاستهزاء والتنقص لنا والازدراء . فعندها {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ?وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً، وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً، وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً}. هذا أول كلام تفوه به عيسى بن مريم، فكان أول ما تكلم به أن {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} اعترف لربه تعالى بالعبودية وأن الله ربه فنزه جناب الله عن قول الظالمين في زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده ورسوله وابن أمته . ثم برأ أمه مما نسبها إليه الجاهلون وقذفوها به ورموها بسببه بقوله: {آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما زعموا لعنهم الله ، كما قال تعالى {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} وذلك أن طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا إنها حملت به من زنى في زمن الحيض، لعنهم الله فبرأها الله من ذلك وأخبر عنها أنها صديقة واتخذ ولدها نبياً مرسلاً أحد أولي العزم الخمسة الكبار ثم قال: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} أي وجعلني براً بوالدتي وذلك أنه تأكد حقها عليه إذ لا والد له سواها، فسبحان من خلق الخليقة وبراها وأعطى كل نفس هداها حقيقة عيسى عليه السلام قال تعالى : {ذَلِكَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} كما قال تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }. فبين أنه تعالى لا ينبغي له الولد لأنه خالق كل شيء ومالكه، وكل شيء فقير إليه، خاضع ذليل لديه وجميع سكان السماوات والأرض عبيده، هو ربهم لا إله إلا هو ولا رب سواه وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى: "شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، يزعم أن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد". ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام قد ذكرنا أنه ولد ببيت لحم قريباً من بيت المقدس. وذكر وهب بن منبه أنه لما خرت الأصنام يومئذ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر أمه والملائكة محدقة به، وأنه ظهر نجم عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق من ظهوره فسأل الكهنة عن ذلك فقالوا: هذا لمولد عظيم في الأرض. فبعث رسله ومعهم ذهب ومر ولبان هدية إلى عيسى فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم فذكروا له ذلك، فسأل عن ذلك الوقت فإذا قد ولد فيه عيسى بن مريم ببيت المقدس واشتهر أمره بسبب كلامه في المهد فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه له ليتوصل إلى قتله إذا انصرفوا عنه، فلما وصلوا إلى مريم بالهدايا ورجعوا قيل لها إن رسل ملك الشام إنما جاءوا ليقتلوا ولدك. فاحتملته فذهبت به إلى مصر، فأقامت به حتى بلغ عمره اثنتي عشرة سنة، وظهرت عليه كرامات ومعجزات في حال صغره عن ابن عباس قال: وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إلى أمه أن تنطلق به إلى أرض مصر، قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه، قال: إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمره الله أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت إيليا قال فقدم عليه يوسف ابن خال أمه فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم وتحدث الناس بقدومه وفزعوا لما كان يأتي من العجائب، فجعلوا يعجبون منه فدعاهم إلى الله ففشا فيهم أمره. من نعم الله على عيسى وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إسرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ، وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}. فكان أول ما أحيا من الموتى أنه مرّ ذات يوم على امرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فقال لها: مالك، أيتها المرأة؟ فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت أو يحييها الله لي فأنظر إليها. فقال لها عيسى: أرأيت إن نظرت إليها أراجعة أنت؟ قالت: نعم. قالوا فصلى ركعتين، ثم جاء فجلس عند القبر فنادى: يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي. قال: فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع القبر بإذن الله؛ ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب، فقال لها عيسى: ما أبطأ بك عني؟ فقالت: لما جاءتني الصيحة الأولى بعث الله لي ملكاً فركب خلقي، ثم جاءتني الصيحة الثانية فرجع إليَّ روحي، ثم جاءتني الصيحة الثالثة فخفت أنها صيحة القيامة فشاب رأسي وحاجباي وأشفار عيني من مخافة القيامة، ثم أقبلت على أمها فقالت: يا أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا، يا روح الله وكلمته، سل ربي أن يردني إلى الآخرة وأن يهون علي كرب الموت. فدعا ربه فقبضها إليه واستوت عليها الأرض. فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً. وقدمنا في عقب قصة نوح أن بني إسرائيل سألوه أن يحيي لهم سام بن نوح فدعا الله عز وجل وصلى الله فأحياه الله لهم فحدثهم عن السفينة وأمرها ثم دعا فعاد تراباً. وقد روى السدي عن أبي صالح وأبي مالك، عن ابن عباس في خبر ذكره وفيه أن ملكاً من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره فجاء عيسى عليه السلام فدعا الله عز وجل فأحياه الله عز وجل، فرأى الناس أمراً هائلاً ومنظراً عجيباً.‏ بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يَا بَنِي إسرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ، فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل وقد قام فيهم خطيباً فبشره بخاتم الأنبياء الآتي بعده ونوه باسمه وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتابعوه إذا شاهدوه. إقامة للحجة عليهم وإحساناً من الله إليهم كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}. عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: "دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام". ذكر خبر المائدة قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ الشَّاهِدِينَ، قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابا لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ}. ومضمون ذلك: أن عيسى عليه السلام أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوماً، فلما أتموها سألوا من عيسى إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله قد تقبل صيامهم وأجابهم إلى طلبتهم، وتكون لهم عيداً يفطرون عليها يوم فطرهم وتكون كافية لأولهم وآخرهم لغنيهم وفقيرهم. فوعظهم عيسى عليه السلام في ذلك وخاف عليهم أن لا يقوموا بشكرها ولا يؤدوا حق شروطها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك من ربه عز وجل. فلما لم يقلعوا عن ذلك قام إلى مصلاه ولبس مسحاً من شعر وصف بين قدميه وأطرق رأسه وأسبل عينيه بالبكاء وتضرع إلى الله في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا. فأنزل الله تعالى المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين، وجعلت تدنوا قليلاً قليلاً، وكلما دنت سأل عيسى ربه عز وجل أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها بركة وسلامة فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل فقام عيسى يكشف عنها وهو يقول "بسم الله خير الرازقين" فإذا عليها سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة ويقال: وخل. ويقال: ورمان وثمار، ولها رائحة عظيمة جداً، قال الله لها كوني فكانت. ثم أمرهم بالأكل منها، فقالوا: لا نأكل حتى تأكل فقال: إنكم الذين ابتدأتم السؤال لها. فأبوا أن يأكلوا منها ابتداءً، فأمر الفقراء والمحاويج والمرضى والزمنى وكانوا قريباً من ألف وثلاثمائة فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفه أو مرض مزمن، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح حال أولئك. ثم قيل إنها كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها، يأكل آخرهم كما يأكل أولهم حتى قيل أنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف. ثم كانت تنزل يوماً بعد يوم، كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوماً بعد يوم. ثم أمر الله عيسى أن يقصرها على الفقراء أو المحاويج دون الأغنياء، فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك، فرفعت بالكلية ومسخ الذين تكلموا في ذلك خنازير. عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت المائدة من السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير. فإن العلماء اختلفوا في المائدة: هل نزلت أم لا؟ فالجمهور أنها نزلت كما دلت عليه هذه الأثار كما هو المفهوم من ظاهر سياق القرآن ولا سيما قوله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} كما قرره ابن جرير والله أعلم. رفع عيسى إلى السماء {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. وقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}. فأخبر تعالى أنه رفعه إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع به، وخلصه ممن كان أراد أذيته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان. قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق: كان اسمه داوود بن نورا فأمر بقتله وصلبه، فحصروه في دار ببيت المقدس، وذلك عشية الجمعة ليلة السبت، فلما حان وقت دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده ورفع عيسى من روزنة من ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون، ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقي عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه عيسى فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه إهانة له، وسلم لليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب وضلوا بسبب ذلك ضلالاً مبيناً كثيراً فاحشاً بعيداً. و أخبر تعالى بقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي بعد نزوله إلى الأرض في آخر الزمان قبل قيام الساعة، فإنه ينزل ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، ، عن ابن عباس، قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلاً منهم من الحواريين، يعني فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال: إن منكم من يكفر بي اثني عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني فيكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سناً فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا، فقال: أنت هو ذاك. فأُلقي عليه شبه عيسى، ورُفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء. قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث فرق، فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه. وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامساً حتى بُعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكـــــــــــــــــــــــرا جزيل الشكر على المضوع




رد: قصة عيسى عليه السلام

قصة اخرى لها تاثير ايجابي خصوصا لنا و لاولادنا




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكراااااااااااااااااااااااااااااااا




رد: قصة عيسى عليه السلام

الونشريس




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكرا على الموضوع




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكرا على الموضوع




رد: قصة عيسى عليه السلام

رفعت امرأة عمران وجهها إلى السماء وهي حامل وقالت :"يا رب ، لقد نذرت لك ما في بطني، سأجعله في خدمة البيت المقدس ليعبدك ليلاً ونهاراً." ومرت الشهور، ووضعت مريم بنتاً، فرفعت امرأة عمران رأسها إلى السماء، وقالت : "رب إني وضعتها أنثى ، والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى، وإني سميتها مريم." ثم ضمت أبنتها إلى صدرها ، وقالت :"رب احفظها وأبناءها من الشيطان."، وعندما استطاعت امرأة عمران أن تنهض بعد الولادة خرجت بمريم إلى البيت المقدس لتسلمها إلى العباد المقيمين فيه، ولتجعلها خادمة من خدام المسجد.

كانت أم مريم ابنة إمام المتعبدين ببيت المقدس، وكان نبي الله زكريا زوج أختها، لذلك أراد زكريا أن يأخذ مريم عندما ذهبت بها أمها إلى المعبد . وبالفعل أخذ زكريا مريم وكفلها وتعهد بتربيتها.

كبرت مريم في رعاية زوج خالتها زكريا، وكان قد خصص لها مكان في محراب المعبد لا يدخله سواها فكانت مريم تعبد الله فيه ليلاً و نهاراً، واشتهرت بالصلاح والتقوى كما كانت أعبد أهل زمانها فكان الملائكة يزرونها في مكان عبادتها ويعطوها فاكهة لم ير مثلها.

وذات يوم قالت الملائكة لمريم :"إن الله اختارك من بين النساء لتأتي بولد عظيم ، وسيكون هذا الولد نبياً شريفاً، يكلم الناس وهو في مهده ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده، فأكثري من عبادة الله لتستحقي هذه النعمة" فقالت مريم :"كيف يكون لي ولد وليس لي زوج؟!" فقالت الملائكة إن الله قادر، فإذا قضى أمراً، فإنما يقول له كن فيكون."

وفي يوم خرجت مريم لقضاء ضرورة ، وانفردت وحدها شرقي بيت المقدس ، وبينما هي وحيدة وجدت رجلاً أمامها ، فقالت له :"من أنت؟"
فقال الرجل: "إني ملك، وقد بعثني الله إليك لأهب لك غلاماً زكياً."
فقالت مريم: "كيف يكون لي ولد وانا شريفة طاهرة؟"
فقال الملك :"لقد وعد ربك بأن يعطيك غلاماً من غير زوج، وسيجعله الله علامة ودليلاً على كمال قدرته فإنه قد خلق آدم من غير أبوين وسيخلق ابنك من غير أب."

عندما شعرت مريم بآلام الوضع ذهبت إلى جذع نخلة وأسندت ظهرها إليه، واخذت تتخيل ما سيقوله الناس عنها عنما تعود إليهم وعلى يدها طفل، وتقول: " يا ليتني مت قبل هذا، وكنت نسياً منسياً". عندئذ سمعت مريم صوت الطفل يناديها ويتحدث إليها : "لا تحزني، فهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ، فكلي وأشربي وقرى عينا ، فإما ترين من البشر أحداً فقولي : إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيا".

فقامت مريم وحملت إبنها ، وعندما رآها الناس وهي تحمل عيسى قالوا لها: "لقد فعلت أمراً عظيماً منكراً، وما كنا نظن أن تفعلي ذلك".
فأشارت مريم إلى رضيعها ولم تفتح فمها بكلمة، فقالوا لها: "كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟"
نظر الناس إلى بعضهم وأخذوا يتغامزون ، فإذا بالطفل يفاجئهم بالكلام، ويقول "إني عبد الله، آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً، والسلام على يوم ولدت ويوم أموت، ويوم أبعث حياً.

كبر عيسى وصار يلعب مع الأولاد، وكان عيسى يخبر الأولاد بما خبأت لهم أمهاتهم، والأولاد يجدون ما يخبرهم به عيسى صحيحاً، فأحبه الأولاد، وتعجبت الأمهات من مقدرته على معرفة الغيب.
ثم أمر الله عيسى أن يدعو الناس إلى عبادته ، فخرج عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، وقال لهم:" إني رسول الله الكريم، أدعوكم إلى طاعته، وقد جئت لكم بمعجزة."
فقالوا له:" وما هذه المعجزة؟" ، قال لهم عيسى: " أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم."
فقال بنو إسرائيل:" إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك."
فقال عيسى:"وإن فعلته تؤمنوا بي وتصدقوني؟"
فقال الناس:"نعم نصدقك."

فأخذ عيسى قطعة من الطين وجعلها على شكل طير ثم نفخ فيه ، فدبت الروح فيه وطار، وتقدم رجل أعمى إلى عيسى ، فمرر يده على عينه ، ففتح الرجل عنه ، ورأى النور والناس الذين حوله ، وذهب عيسى إلى قبر وأمر الميت أن يقوم بإذن الله ، فقام الميت وخرج من القبر. وانتظر عيسى أن يصدقه بني إسرائيل ، ولكنهم قالوا له:" إنك سحرتنا ولن نصدقك أبداً!!"

لم ييأس عيسى عليه السلام من بني إسرائيل، وأخذ يدعوهم إلى عبادة الله، وقال لهم:"يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقاً لما بين يدي من التوراة ، ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد." فكان الناس يقولون له أنه ساحر وإنهم لن يصدقوه.
فقال عيسى:" من أنصاري إلى الله ؟" ، فقال الحواريون:"نحن أنصار الله، آمنا بالله، واشهد بأنا مسلمون."

ذات يوم خرج عيسى والحواريون حوله، فلما رآه اليهود قالوا:" جاء الساحر ابن الساحرة"، فقال لهم عيسى:"يا قوم إني رسول الله إليكم."، فشتموه وقذفوه بالحجارة ، فقال لهم:"يا معشر اليهود، إن الله يكرهكم." فارتفعت أصوات الناس:"اقتلوه، اقتلوه."
فأخذه الحواريون ودخلوا به بيتاً من بيوتهم ، ولكن بنو إسرائيل هجموا على البيت وكسروا بابه ، وأمسكوا بأحد أصحابه وهم يظنون أنه عيسى، وأخذوا يصيحون أصلبوه ثم أخذوه، وجاءوا بخشبة وصلبوه عليها، وأخذوا يقذفونه بالحجارة حتى مات المصلوب وهو يتعذب.

انصرف بنو إسرائيل وهم يعتقدون أنهم صلبوا عيسى بن مريم، وترك عيسى بني إسرائيل وسار يفكر فيما فعلوه ، وفيما هو سائر يفكر إذ قال الله له:" يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ، ومطهرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ".

(المصدر: القصص الديني لعبد الحميد جودة السحار – بتصرف)




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكرا على الموضوع الحلو




رد: قصة عيسى عليه السلام

شكرا على الموضوع القيم




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

قصة يونس عليه السلام

قصة يونس عليه السلام


الونشريس

قصة يونس عليه السلام قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وقال تعالى في سورة الصافات: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} قال أهل التفسير: بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله عز وجل فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث. فلما خرج من بين ظهرانيهم، وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات والأمهاب، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، فرغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب، الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم. ولهذا قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} أي: هلاّ وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها، فدل على أنه لم يقع ذلك بل كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} وقوله: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} أي: آمنوا بكمالهم. وقد اختلف المفسرون هل ينفعهم هذا الإيمان في الدار الآخرة، فينقذهم من العذاب الأخروي، كما أنقذهم من العذاب الدنيوي؟ على قولين؛ الأظهر من السياق: نعم والله أعلم. كما قال تعالى: {لَمَّا آمَنُوا} وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} وهذا المتاع إلى حين لا ينفي أن يكون معه غيره من رفع العذاب الأخروي، والله أعلم. وقد كانوا مائة ألف لا محالة، واختلفوا في فلما ذهب يونس عليه السلام مغاضباً بسبب قومه، ركب سفينة في البحر، فلجت بهم واضطربت وماجت بهم، وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون، على ما ذكره المفسرون. قالوا: فاشتوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليتحفظوا منه. فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس، فلم يسمحوا به فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فشمر ليخلع ثيابه ويلقى بنفسه فأبوا عليه ذلك. ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً، لما يريده الله به من الأمر العظيم. قال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ}. وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر الأخضر فالتقمه، وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحماً، ولا يهشم له عظماً، فليس لك برزق. فأخذه فطاف به البحار كلها، وقيل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه. قالوا: ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات، فحرك جوارحه فتحركت فإذا هو حي، فخر لله ساجداً وقال: يا رب اتخذت لك مسجداً لم يعبدك أحد في مثله. وقد اختلفوا في مقدار لبثه في بطنه. فقال مجالد، عن الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية. وقال قتادة: مكث فيه ثلاثاً. وقال جعفر الصادق: سبعة أيام وقال سعيد بن أبي الحسن، وأبو مالك: مكث في جوفه أربعين يوماً، والله أعلم كم مقدار ما لبث فيه. والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به في قرار البحار اللجية، ويقتحم به لجج الموج فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى، ورب السموات السبع والأرضين السبع، وما بينها وما تحت الثرى. فعند ذلك وهنالك قال ما قال: كما أخبر عنه ذو العزة والجلال الذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر والبلوى، سامع الأصوات وإن ضعفت، وعالم الخفيات وإن دقت، ومجيب الدعوات وإن عظمت، حيث قال في كتابه المبين المنزل على رسوله الأمين، وهو أصدق القائلين ورب العالمين وإله المرسلين: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أن نضيق. وقيل معناه: نقدر من التقدير وهي لغة مشهورة قدَر وقدّر كما قال الشاعر: فلا عائدٌ ذاك الزمانُ الذي مضى * تباركتَ ما يقدَرْ يكن فلك الأمر. {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} قيل : ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل. وقيل: ابتلع الحوت حوت آخر، فصار ظلمة الحوتين مع ظلمة البحر. وقوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قيل معناه: لولا أنه سبح الله هنالك، وقال ما قال من التهليل والتسبيح والاعتراف لله بالخضوع والتوبة إليه، والرجوع إليه للبث هنالك إلى يوم القيامة. ولبعث من جوف ذلك الحوت. هذا معنى ما روي عن سعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه. وقيل معناه: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ} من قبل أخذ الحوت له {مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} أي: المطيعين المصلين الذاكرين الله كثيراً. كما روى عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: ((يا غلام إني معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)). عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قالت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحماً ولا تكسر عظماً، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حساً فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت إن هذا تسبيح دواب البحر. قال فسبح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه. فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتاً ضعيفاً بأرض غريبة. قال: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح! قال: نعم. قال: فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت فقذفه في الساحل)). حدثني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه، سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنساً يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن يونس النبي عليه السلام حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات وهو في بطن الحوت قال: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فأقبلت الدعوة تحن بالعرش، فقالت الملائكة: يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة. فقال: أما تعرفون ذاك؟ قالوا: يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عملاً متقبلاً، ودعوة مجابة. قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه في العراء)). ورواه ابن جرير، عن يونس، عن ابن وهب به. و روى عن أبى هريرة يقول: طرح بالعراء وانبت الله عليه اليقطينة. قلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: شجرة الدباء. قال أبو هريرة: وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض، أو قال: هشاش الأرض. قال فتنفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة، حتى نبت. وقد قال الله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ} أي: ألقيناه {بِالْعَرَاءِ} وهو المكان القفر الذي ليس فيه شيء من الأشجار بل هو عار منها. {وَهُوَ سَقِيْمٌ} أي: ضعيف البدن. قال ابن مسعود: كهيئة الفرخ ليس عليه ريش. وقال ابن عباس، والسدي، وابن زيد: كهيئة الضبي حين يولد، وهو المنفرش ليس عليه شيء. {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} قال ابن مسعود، وابن عباس، وعكرمة، ومجاهد وغير واحد: هو القرع. قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حكم جمة؛ منها: أن ورقه في غاية النعومة، وكثير وظليل، ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره، نياً ومطبوخاً وبقشره وببزره أيضاً. وفيه نفع كثير، وتقوية للدماغ، وغير ذلك. وقد ذكرنا كلام أبي هريرة في تسخير الله تعالى له تلك الأروية التي كانت ترضعه لبنها، وترعى في البرية وتأتيه بكرة وعشية، وهذا من رحمة الله به ونعمته عليه وإحسانه إليه ولهذا قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} أي: الكرب والضيق الذي كان فيه. {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} أي: وهذا صنيعنا بكل من دعانا واستجار بنا. سمعت سعد بن مالك – وهو ابن أبي وقاص – يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اسم الله الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى: دعوة يونس بن متى)). قال: فقلت يا رسول الله: هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال: ((هي ليونس خاصة وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها. ألم تسمع قول الله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} فهو شرط من الله لمن دعاه به)). عن ابن أبي وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يردد عليّ السلام، فأتيت عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين هل حدث في السلام شيء؟ قال: لا، وما ذاك؟ قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفاً في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يردد علي السلام. قال فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال: ما فعلت. قال سعد: قلت: بلى حتى حلف وحلفت. قال ثم إن عثمان ذكر فقال: بلى، وأستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفاً وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة. قال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((من هذا أبو إسحاق؟)) قال: قلت: نعم يا رسول الله. قال: ((فمه؟)) قلت: لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك. قال: ((نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له)).‏ فضل يونس قال الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} وذكره تعالى في جملة الأنبياء الكرام في سورتي النساء والأنعام، عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى)). ورواه البخاري من حديث سفيان الثوري به. عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا عند الله خير من يونس بن متى)). القرآن الكريم باللغة العربية باللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية تاريخ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية أهداف القرآن الكريم المكتبة الإسلامية قائمة المكتبة أ-ي إقترح كتابا قصص الأنبياء شخصيات إسلامية الإمام البخاري العثيمين الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة الإمام مالك بن أنس الإمام الشافعي الإمام أحمد




رد: قصة يونس عليه السلام

شـــــــــــــــــــــــــكرا




رد: قصة يونس عليه السلام

باركالله فيـــــــك




رد: قصة يونس عليه السلام

موضوع في القمة




رد: قصة يونس عليه السلام

جعله الله في ميزان حــــــــــــــــــــــــــــــسناتـــــك




رد: قصة يونس عليه السلام

شكـــــــــــــــــــــــرا جزيل الشكر على المضوع




رد: قصة يونس عليه السلام

اعتبرها هدية منكم حبذا لو تكون مواضيع اخرى مماثلة للرسل المذكورين في القران الكريم عليهم السلام




رد: قصة يونس عليه السلام

بارك الله فــــــــــيك أخي zamorano




رد: قصة يونس عليه السلام

بارك الله فيك بني……




رد: قصة يونس عليه السلام

شكرررررررا الك




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

سيرة الرسول محمد ـ ص ـ

سيرة الرسول محمد ـ ص ـ


الونشريس

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي يصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام..
جده هاشم وحكاية الثريد:الونشريس
كان عمرو بن عبد مناف الجد الأكبر للرسول صلى الله عليه وسلم رجلا كريمًا فقد حدث في عصره أن نزل القحط بالناس، فلم يجدوا ما يأكلون، وكادوا يموتون جوعًا، وبدأ كل إنسان يفكر في نجاة نفسه فقط، فالذي عنده طعام يحرص عليه ويحجبه عن الناس، فذهب عمرو إلى بيته وأخرج ما عنده من الطعام، وأخذ يهشم الثريد (أي: يكسر الخبز في المرق) لقومه ويطعمهم، فسموه (هاشمًا)؛ لأنه كريم يهشم ثريده للناس جميعًا.
وعندما ضاق الرزق في مكة أراد هاشم أن يخفف عن أهلها، فسافر إلى الشام صيفًا، وإلى اليمن شتاء؛ من أجل التجارة، فكان أول من علَّم الناس هاتين الرحلتين، وفي إحدى الرحلات، وبينما هاشم في طريقه للشام مر بيثرب، فتزوج سلمى بنت عمرو إحدى نساء بني النجار، وتركها وهي حامل بابنه عبد المطلب لتلد بين أهلها الذين اشترطوا عليه ذلك عند زواجه منها.
جده عبدالمطلب وحكاية الكنز:
كان عبد المطلب بن هاشم جد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسقي الحجيج الذين يأتون للطواف حول الكعبة، ويقوم على رعاية بيت الله الحرام فالتف الناس حوله، فكان زعيمهم وأشرفهم، وكان عبدالمطلب يتمنى لو عرف مكان بئر زمزم ليحفرها؛ لأنها كانت قد ردمت بمرور السنين، ولم يَعُد أحد يعرف مكانها، فرأى في منامه ذات ليلة مكان بئر زمزم، فأخبر قومه بذلك ولكنهم لم يصدقوه، فبدأ عبدالمطلب في حفر البئر هو وابنه الحارث، والناس يسخرون منهما، وبينما هما يحفران، تفجر الماء من تحت أقدامهما، والتف الناس حول البئر مسرورين، وظن عبدالمطلب أنهم سيشكرونه، لكنه فوجئ بهم ينازعونه امتلاك البئر، فشعر بالظلم والضعف لأنه ليس له أبناء إلا الحارث، وهو لا يستطيع نصرته، فإذا به يرفع يديه إلى السماء، ويدعو الله أن يرزقه عشرة أبناء من الذكور، ونذر أن يذبح أحدهم تقربًا لله.
حكاية الأبناء العشرة :
استجاب الله دعوة عبد المطلب، فرزقه عشرة أولاد، وشعر عبدالمطلب بالفرحة فقد تحقق رجاؤه، ورزق بأولاد سيكونون له سندًا وعونًا، لكن فرحته لم تستمر طويلا؛ فقد تذكر النذر الذي قطعه على نفسه، فعليه أن يذبح واحدًا من
أولاده، فكر عبدالمطلب طويلا، ثم ترك الاختيار لله تعالى، فأجرى قرعة بين أولاده، فخرجت القرعة على عبدالله أصغر أولاده وأحبهم إلى قلبه، فأصبح
عبد المطلب في حيرة؛ أيذبح ولده الحبيب أم يعصى الله ولا يفي بنذره؟
فاستشار قومه، فأشاروا عليه بأن يعيد القرعة، فأعادها مرارًا، لكن القدر كان يختار عبدالله في كل مرة، فازداد قلق عبدالمطلب، فأشارت عليه كاهنة بأن يفتدي ولده بالإبل، فيجري القرعة بين عبدالله وعشرة من الإبل، ويظل يضاعف عددها، حتى تستقر القرعة على الإبل بدلا من ولده، فعمل عبدالمطلب بنصيحة الكاهنة، واستمر في مضاعفة عدد الإبل حتى بلغت مائة بعير، وعندئذ وقعت القرعة عليها، فذبحها فداء لعبد الله، وفرحت مكة كلها بنجاة عبد الله، وذبح له والده مائة ناقة فداءً له، وازداد عبد المطلب حبًّا لولده، وغمره بعطفه ورعايته.
أبوه عبدالله وزواجه المبارك من السيدة آمنة:
كان عبد الله أكرم شباب قريش أخلاقًا، وأجملهم منظرًا، وأراد والده
عبد المطلب أن يزوجه، فاختار له زوجة صالحة، هي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أطهر نساء بني زهرة، وسيدة نسائهم، والسيدة آمنة تلتقي في نسبها مع عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، وتمر الأيام، ويخرج عبدالله في تجارة إلى الشام، بعد أن ترك زوجته آمنة حاملا ولحكمة يعلمها الله، مات عبد الله قبل أن يرى وليده.
حكاية الفيل:
وذات يوم، استيقظ أهل مكة على خبر أصابهم بالفزع والرعب، فقد جاء ملك اليمن أبرهة الأشرم الحبشي بجيش كبير، يتقدمه فيل ضخم، يريد هدم الكعبة حتى يتحول الحجيج إلى كنيسته التي بناها في اليمن، وأنفق عليها
أموالا كثيرة، واقترب الجيش من بيت الله الحرام، وظهر الخوف والهلع على وجوه أهل مكة، والتف الناس حول عبدالمطلب الذي قال لأبرهة بلسان الواثق من نصر الله تعالى: (للبيت رب يحميه).
فازداد أبرهة عنادًا، وأصرَّ على هدم الكعبة، فوجه الفيل الضخم نحوها، فلما اقترب منها أدار الفيل ظهره ولم يتحرك،، وأرسل الله طيورًا من السماء تحمل حجارة صغيرة، لكنها شديدة صلبة، ألقت بها فوق رءوس جنود أبرهة فقتلتهم وأهلكتهم. قال تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . وأرسل عليهم طيرًا أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول} [الفيل] وفي هذا العام ولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول الذي يوافق عام (175م) ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة عبد الله بن عبد المطلب غلامًا جميلا، مشرق الوجه، وخرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبي لهب -عم النبي صلى الله عليه وسلم- تهرول إلى سيدها أبي لهب، ووجهها ينطق بالسعادة، وما كادت تصل إليه حتى همست له بالبشرى، فتهلل وجهه، وقال لها من فرط سروره:
اذهبي فأنت حرة! وأسرع عبد المطلب إلى بيت ابنه عبد الله ثم خرج حاملا الوليد الجديد، ودخل به الكعبة مسرورًا كأنه يحمل على يديه كلَّ نعيم
الدنيا، وأخذ يضمه إلى صدره ويقبله في حنان بالغ، ويشكر الله ويدعوه، وألهمه الله أن يطلق على حفيده اسم محمد.
حكاية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
جاءت المرضعات من قبيلة بني سعد إلى مكة؛ ليأخذن الأطفال الرُّضَّع إلى البادية حتى ينشئوا هناك أقوياء فصحاء، قادرين على مواجهة أعباء الحياة، وكانت كل مرضعة تبحث عن رضيع من أسرة غنية ووالده حي؛ ليعطيها مالاً كثيرًا، لذلك رفضت كل المرضعات أن يأخذن محمدًا صلى الله عليه وسلم لأنه يتيم، وأخذته السيدة حليمة السعدية لأنها لم تجد رضيعًا غيره، وعاش محمد صلى الله عليه وسلم في قبيلة بني سعد، فكان خيرًا وبركة على حليمة وأهلها، حيث اخضرَّت أرضهم بعد الجدب والجفاف، وجرى اللبن في ضروع الإبل.
حكاية شق الصدر:
وفي بادية بني سعد وقعت حادثة غريبة، فقد خرج محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم ليلعب مع أخيه من الرضاعة ابن حليمة السعدية، وفي أثناء لعبهما ظهر رجلان فجأة، واتجها نحو محمد صلى الله عليه وسلم فأمسكاه، وأضجعاه على الأرض ثم شقَّا صدره، وكان أخوه من الرضاعة يشاهد عن قرب ما يحدث
له، فأسرع نحو أمه وهو يصرخ، ويحكى لها ما حدث.
فأسرعت حليمة السعدية وهي مذعورة إلى حيث يوجد الغلام القرشي فهو أمانة عندها، وتخشى عليه أن يصاب بسوء، لكنها على عكس ما تصورت، وجدته واقفًا وحده، قد تأثر بما حدث، فاصفر لونه، فضمته في حنان إلى
صدرها، وعادت به إلى البيت، فسألته حليمة: ماذا حدث لك يا محمد؟ فأخذ يقص عليها ما حدث، لقد كان هذان الرجلان ملكين من السماء أرسلهما الله تعالى؛ ليطهرا قلبه ويغسلاه، حتى يتهيأ للرسالة العظيمة التي سيكلفه الله بها.
خافت حليمة على محمد، فحملته إلى أمه في مكة، وأخبرتها بما حدث
لابنها، فقالت لها السيدة آمنة في ثقة: أتخوفتِ عليه الشيطان؟ فأجابتها حليمة: نعم، فقالت السيدة آمنة: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لابني
لشأنًا؛ لقد رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور، أضاء لي به قصور
الشام، وكان حَمْلُه يسيرًا، فرجعت به حليمة إلى قومها بعد أن زال الخوف من قلبها، وظل عندها حتى بلغ عمره خمس سنوات، ثم عاد إلى أمه في مكة.
رحلة محمد صلى الله عليه وسلم مع أمه إلى يثرب:
وذات يوم، خرجت السيدة آمنة ومعها طفلها محمد وخادمتها أم أيمن من مكة متوجهة إلى يثرب؛ لزيارة قبر زوجها عبد الله، وفاء له، وليعرف ولدها قبر
أبيه، ويزور أخوال جده من بني النجار، وكان الجو شديد الحر، وتحملت أعباء هذه الرحلة الطويلة الشاقة، وظلت السيدة آمنة شهرًا في المدينة، وأثناء عودتها مرضت وماتت وهي في الطريق، في مكان يسمى الأبواء، فدفنت فيه، وعادت
أم أيمن إلى مكة بالطفل محمد يتيمًا وحيدًا، فعاش مع جده عبدالمطلب، وكان عمر محمد آنذاك ست سنوات.

محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة جده عبد المطلب:
بعد وفاة السيدة آمنة عاش محمد صلى الله عليه وسلم في ظل كفالة جده عبدالمطلب الذي امتلأ قلبه بحب محمد، فكان يؤثر أن يصحبه في مجالسه
العامة، ويجلسه على فراشه بجوار الكعبة، ولكن عبدالمطلب فارق الحياة ومحمد في الثامنة من عمره.
محمد صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب:
وتكفَّل به بعد وفاة جده عمه أبو طالب، فقام بتربيته ورعايته هو وزوجته فاطمة بنت أسد، وأخذه مع أبنائه، رغم أنه لم يكن أكثر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم مالا، لكنه كان أكثرهم نبلا وشرفًا، فزاد عطفه على محمد صلى الله عليه وسلم حتى إنه كان لا يجلس في مجلس إلا وهو معه، ويناديه بابنه من شدة حبه له.
رحلة إلى الشام:
خرج محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب في رحلة إلى الشام مع القوافل التجارية وعمره اثنا عشر عامًا، وتحركت القافلة، ومضت في
طريقها؛ حتى وصلت إلى بلدة اسمها (بصرى) وأثناء سيرها مرت بكوخ يسكنه راهب اسمه (بُحَيْرَى) فلما رأى القافلة خرج إليها، ودقق النظر في وجه محمد صلى الله عليه وسلم طويلا، ثم قال لأبي طالب: ما قرابة هذا الغلام منك؟ فقال أبوطالب: هو ابني -وكان يدعوه بابنه حبًّا له- قال بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي أن يكون هذا الغلام أبوه حيًّا، قال أبو طالب: هو ابن أخي، فسأله بحيرى: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: مات وأمه حبلى به؟ فقال له بحيرى: صدقت! فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًّا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع أبو طالب بالعودة إلى مكة وفي صحبته ابن أخيه محمد.

كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله -سبحانه- يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.
وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمد صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيه إلى
السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلك عريانًا.
التاجر الأمين:
وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره أُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدة خديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة، ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام.
تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات
الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من
أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة.
وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًا وتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشة والتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهم يريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له
من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا في الطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.
زواج محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة:
استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانة محمد
صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا
الزواج، وساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا
آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاس حرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ
عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبو القاسم.
بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:
اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أن يُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكل واحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله شر القتال.

كان محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب إلى غار حراء، فيجلس وحده فيه أيامًا بلياليها؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدًا عن الناس وما يفعلونه
من آثام، ولقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي، ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار، وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
آخر، فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن) [مسلم].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس ذات يوم في الغار، وإذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه في صورة رجل ويقول له: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فخاف وارتعد، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في السنة الأربعين من عمره.
رجع محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا، ثم رقد وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ (الضعيف) وتُكسب المعدوم، وتُقري (تكرم) الضيف، وتعين على نوائب الحق، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.

حكاية ورقة بن نوفل:
وكان للسيدة خديجة ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) على علم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها؛ ليسألاه عما حدث، فقالت خديجة لورقة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون معه عندما يحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب وسأل ورقة قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله عليه بعد هذه المرة.
عودة الوحي:
وبعد فترة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا، فرفع وجهه إلى السماء، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر، وأسرع إلى المنزل، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس.
الدعوة إلى الإسلام سرَّا:
كان الناس في مكة يعبدون الأصنام منذ زمن بعيد، وقد ورثوا عبادتها عن آبائهم وأجدادهم؛ فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرَّا، وبدأ بأقرب الناس إليه، فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد، وآمن به أيضًا ابن عمه علي بن أبي طالب، وكان غلامًا في العاشرة من عمره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يقوم بتربيته، وكان صديقه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجال، وكان ذا مكانة عظيمة بين قومه، يأتي الناس إليه ويجلسون
معه، فاستغل أبو بكر مكانته هذه وأخذ يدعو من يأتي إليه ويثق فيه
إلى الإسلام، فأسلم على يديه عبدالرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، والزبير ابن العوام، وطلحة بن عبيد الله .. وغيرهم.
ولم تكن الصلاة قد فرضت في ذلك الوقت بالكيفية التي نعرفها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه الذين أسلموا سرًّا ركعتين قبل طلوع الشمس وركعتين قبل الغروب، وذلك في مكان بعيد عن أعين الكفار.
وذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في شِعبٍ من شِعَابِ مكة، إذ أقبل عليهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم والذي لم يؤمن برسالته، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصلون، سأله عن هذا الدين الجديد، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم به لأنه يثق في عمه ويأمل أن يدخل الإسلام، ولكن أبا طالب رفض أن يترك دين آبائه وأجداده وطمأن النبي صلى الله عليه وسلم وتعهد بحمايته من أعدائه، وأوصى ابنه عليًّا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو قومه سرَّا، وعدد المسلمين يزداد يومًا بعد يوم، ويقوى الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم، وظلوا هكذا ثلاث سنوات.




رد: سيرة الرسول محمد ـ ص ـ

بارك الله فيك ………………..ولكن لما لا تكتب صلى الله عليه وسلم بدل ص فتربح بذالك الأجر و الثواب ويصلك أجر من يقولها بحول الله




رد: سيرة الرسول محمد ـ ص ـ

اختياركم لهذا الموضوع موفق
بارك الله لك
ونطمع بالمزيد




التصنيفات
قصص القرآن الكريم

ذو القرنين

ذو القرنين


الونشريس

كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنه ملك صالح ، آمن بالله وبالبعث وبالحساب ، فمكّن الله له في
الأرض ، وقوّى ملكه ، ويسر له فتوحاته. بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض ، داعيا إلى الله.
فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه . وربما يكون هذا المكان
هو شاطئ المحيط الأطلسي ، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أوأوحى إليه – أنه
مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ، فما كان من الملك الصالح ، إلا أن وضّح منهجه في الحكم
فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن ،
فسيكرمه ويحسن إليه. بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق . فوصل لأول منطقة
تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم
ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب ، ثم انطلق
كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنه ملك صالح ، آمن بالله وبالبعث وبالحساب ، فمكّن الله له في
الأرض ، وقوّى ملكه ، ويسر له فتوحاته. بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض ، داعيا إلى الله.
فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه . وربما يكون هذا المكان
هو شاطئ المحيط الأطلسي ، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أوأوحى إليه – أنه
مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ، فما كان من الملك الصالح ، إلا أن وضّح منهجه في الحكم
فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة، أما من آمن ،
فسيكرمه ويحسن إليه. بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق . فوصل لأول منطقة
تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم
ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب ، ثم انطلق




رد: ذو القرنين

شكرا على الموضوووووووووووووووع القيمالونشريس