التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

خسوف القمر

خسوف القمر


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

قال النبي صالى الله عليه وسلم " ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياة احد ولكن الله يخوف بها عباده "

الونشريس

حال السلف الصالح مع صلاة الكسوف والخسوف :

كسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع وفزع معه المسلمون فزعاً شديداً ، وخرج عليه الصلاة والسلام مسرعاً إلى المصلى حتى أن رداءه سقط من عليه ولم يشعر به من شدة فزعه وخوفه وهول تلك الآية العظيمة ، وعندما وصل المصلى نادى مناد بالناس ( الصلاة جامعة ) ، فاجتمع الناس رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، فصلى بهم صلاة غريبة لغرابة واقعتها ، والناس يصرخون ويبكون خوفاً من الله تعالى ، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الصلاة الجنة والنار ورأى أموراً جساماً ، فرأى النار ، فقال : ما رأيت منظراً أفظع منها ـ اللهم أجرنا من النار ـ ثم بعد الصلاة خطب الناس خطبة بليغة وعظهم وذكرهم بربهم سبحانه .

أما حالنا اليوم مع الكسوف والخسوف فحال غريبة قد لا يمت للإسلام بصلة والعياذ بالله ، فكم وقع الكسوف والخسوف ، وكم صلينا تلك الصلاة ، ومع ذلك فالناس بل أكثرهم ما بين لهو ولعب ، ومشاهدة للحرام عبر القنوات والشاشات والمجلات ، وبين جلوس على الشوارع والأرصفة لسماع دندنة خبيثة محرمة ، وما بين نائمون لا هون غافلون وغارقون في بحر الذنوب والمعاصي ، فإذا رأوا تلك الآيات لم يحرك ذلك فيهم ساكناً ، فهل بعد هذه الغفلة من غفلة ، فهم سكارى وما هم بسكارى ، ألهتهم المغريات والملهيات ، فلا إله إلا الله .

وسبب ذلك ما أوقعه أعداء الدين في قلوب المسلمين ، من تهوين وتسهيل لأمر الكسوف والخسوف ، وأن ذلك أمر طبيعي يحدث كل عام ، وأن سببه ظاهر طبيعية لا خوف ولا قلق منها البتة ، حتى قست قلوب كثير من المسلمين فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، والصحيح غير ذلك إطلاقاً ، فالكسوف والخسوف كما أسلفنا آيتان من آيات الله تعالى يظهرهما لحكمة بالغة ، ليراجع الناس دينهم ويصحوا من غفلتهم ، فتم للأعداء ما أرادوا فتساهل الناس بأمر الكسوف والخسوف ، حتى لم يقبل على المساجد إلا كبار السن ومن كتب الله لهم الهداية والتوفيق ، أما الآخرون فهم غارقون في سباتهم وغفلتهم ولهوهم ولعبهم ، لا خوف ولا حياء من الله تعالى ، وهذه مخططات صهيونية نصرانية لابعاد المسلمين عن دينهم حتى يقعوا فريسة في حبائل الشيطان وأعوانه من الإنس ـ أعاذ الله المسلمين من ذلك وردهم إليه رداً جميلاً .

فأقول : أين هؤلاء الخلف عن أولئك السلف ؟ أين نحن عن خير القرون قرن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم عندما رأوا تلك الآية العظيمة هرعوا جميعاً إلى الصلاة وهم يبكون ويجأرون إلى الله بالصلاة والدعاء ، أين تلك الحال من حالنا بعض المسلمين اليوم الذين إذا رأوا تلك الآيات العظام هرعوا إلى الطرب والرقص واستعدوا مبكراً لرؤية الكسوف والخسوف ـ نعوذ بالله من الغفلة .

الونشريس

صفة صلاة الكسوف والخسوف :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون الأول ، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : [ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا ، ثم قال : يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ] ( البخاري ) .

الونشريس

ومن الحديث السابق نستفيد عدة أمور :

1- أن الكسوف آية من آيات الله تعالى يخوف الله بها عباده .

2- الكسوف يرتبط بالشمس ، بينما الخسوف يكون مرتبطاً بالقمر ، وذلك إذا اجتمعا ، فيقال : كسوف الشمس ، وخسوف القمر . أما إذا انفردا فيطلق على كل منهما كسوف وخسوف ، فيقال : كسوف الشمس وخسوف الشمس ، وكسوف القمر وخسوف القمر .

3- إذا حصل الكسوف والخسوف ، فيفزع الناس إلى الصلاة والدعاء والصدقة والتكبير والتهليل وذكر الله تعالى على كل حال .

4- اختلف العلماء في حكم صلاة الكسوف والخسوف ، فمنهم من قال : أنها سنة ، ومنهم من قال : أنها واجبة ، وهو اختيار العلامة بن القيم الجوزية رحمه الله تعالى ، ولا شك أن هذا القول أبرأ للذمة وأقرب للصواب وهو اختيار وجيه ، ولو لم تكن واجبة لما فزع النبي صلى الله عليه وسلم ، ونادى لها الصلاة جامعة ، فاجتمع الصحابة وصفهم صفوفاً ، ولو لم تكن واجبة لما حصل التخويف بها .

5- صفة صلاتي الكسوف والخسوف كما يلي :
ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .

6- يسن لصلاة الكسوف خطبة واحدة ، وهو قول الشافعي وإسحاق وكثير من أهل الحديث ، بينما ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه ليس لها خطبة ، والصحيح في ذلك أنه يسن لها خطبة وهو اختيار الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( انظر الشرح الممتع 5/249 ) ، ( انظر تيسير العلام 1/338 ) .

7- تعجيل التوبة والإنابة إلى الله تعالى ، قبل أن هادم اللذات ومفرق الجماعات الموت الموت ، فحينئذ لا ينفع الندم ، فما أنزل الله بلاءً إلا بذنب ، ولا رفعه إلا بتوبة .

8- أن يكون ابتداء وقت الصلاة من حين بداية الكسوف ، ونهايتها إلى أن ينجلي .

9- التحذير من الذنوب والمعاصي ، وأنها سبب هلاك الأمم والأفراد .

10- أن الكسوف والخسوف لا يكون لموت زعيم ولا لحياته ، ولا لموت عالم ولا لموت رفيع ولا وضيع ، ولو كان ذلك حاصلاً ، لحصل لموت أشرف بشر وأفضل من وطئت قدماه هذه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه وجه أمته إلى أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وإنما يخوف الله بها عباده ، فخرج بذلك من يقول أن الشمس أو القمر انكسفت لموت فلان أو علان من الناس ، فلا ينكسفان لموت عالم ولا حاكم ولا قريب ولا بعيد .

11- اطلاع الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على بعض أمور الغيب التي لا يستطيعها أحد من الناس .

الونشريس

مسائل تتعلق بصلاة الكسوف والخسوف :

1- يجوز أداؤها في أوقات النهي ، فتؤدى بعد صلاة العصر ، وبعد صلاة الفجر ، لأنها من ذوات الأسباب التي إذا وقع سببها أوديت .

2- يجوز أداؤها ركعتين في كل ركعة ركوعان أو ثلاث أو أربع أو خمس ، لأن ذلك ثابت عن الصحابة رضوان الله عليهم ، ولكن الأفضل الاقتصار عن الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .

3- الاعتبار فيها بالركوع الأول دون الثاني ، لأن الأول هو الركن ، فمن فاته الركوع الأول من الركعة الأولى أو الثانية فعليه الإتيان بتلك الركعة كاملة بعد سلام الإمام .

4- من المعلوم أن الركوع فيها طويل جداً ، فماذا يقول المصلي في هذا الركوع ؟ لقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله : [ فأما الركوع فعظموا فيه الرب ] ، فيقال : سبحان ربي العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .

أما السجود فيكثر فيه من الدعاء ، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، فيكثر من الدعاء لأنه حري بالإجابة في هذا الموضع الذي يخضع فيه العبد لربه سبحانه وتعالى ، فيرغم أنفه وجبهته لخالقه سبحانه .

وفي ختام هذا الموضوع ، أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، الغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، اللهم طهر قلوبنا وألسنتنا وبلادنا من كل فاحشة ورذيلة ، اللهم اهد شباب المسلمين إلى ما فيه خير البلاد والعباد ، واهدهم سبل السلام وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولكل من له حق علينا برحمتك يا أرحم الراحمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ياأكرم الأكرمين .

الونشريس

بعض الامور المستحب فعلها عند حدوث الخسوف او الكسوف

الصلاة لأمر النَّبيِّ صلى الله علي وسلم بها – كما سيأتي
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا" رواه البخاري (1402) ومسلم (914).

الصدقة عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاس فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ قَالَ : "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا" رواه البخاري (1044) ومسلم (901) .
ذكر الله والاستغفار عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وَقَالَ هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ" رواه البخاري (1059) ومسلم (912).

اسأل الله ان يجعلنا من الذين يتعظون باياته انه سميع مجيب

الونشريس

المصدر موقع صيد الفوائد التوعوي الديني

لليحيى بن موسى الزهراني

الونشريس

للعلم انه منقووووووووووووول




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

حوار بين زوج وزوجته

حوار بين زوج وزوجته


الونشريس

حوار بين زوج وزوجته

***9829;
***9829;
***9829;
…سَأَلَته
ما هي أسعد لحظة في حياتك
نظر إليها و قال
لم تأتي بعد
استاءت قليلا ثم سألت
و ما هي؟
قال
يوم تفتحين لي الباب و تقولين
مرحبا بزوجي الصالح في قصره في الجنة




رد: حوار بين زوج وزوجته

بوركت على الموضوع .وانت محق




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

توكل على الله حتى لا تحزن

توكل على الله حتى لا تحزن


الونشريس

توكل على الله حتى لا تحزن…
من أراد سعادة الدنيا و الآخرة فليتوكل على الله…
و …التوكل: هو الثقة بالله عز وجل.
التوكل: هو التسليم لأمر الرب و قضائه.
التوكل: هو التعلق بالله في كل حال.
التوكل: هو الرضا عن الله تعالى.
التوكل: هو طمأنينة القلب بموعود الله.
التوكل: هو اليأس من الخلق و الاعتماد على الله وحده فالتوكل محض الإيمان، لأنه فريضة على العباد، و لا يكون الإيمان إلا بتوكل، و التوكل يزيد و ينقص،
كما إن الإيمان يزيد وينقص، و الناس يتفاضلون في التوكل و الإيمان على قدر اليقين.
التوكل: هو السبيل إلى حياة هادئة مطمئنة سعيدة.
التوكل: هو الباب المؤدي إلى ذهاب الخوف و انقطاع الأحزان.
المتوكل الصادق في توكله: لا يخضع قلبه لمخلوق ، لان قلبه مملوء بالثقة بالله.
المتوكل الصادق في توكله: لا يخشى مخلوقا، لان المخلوقين عنده لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا، فكيف يملكونه لغيرهم ؟!
المتوكل الصادق في توكله: لا يحرص على الدنيا، قانع بما قسم له، لأنه يعلم أن الحرص لا يعطي و لا يمنع.
المتوكل الصادق في توكله : استغنى بالمعطى المانع عمن ليس بمعط و لا مانع.
المتوكل الصادق في توكله: مطمئن النفس، سليم الصدر، ثابت القلب، لأنه ليس لمخلوق في قلبه خطر.
المتوكل الصادق في توكله : يؤثر الصدق حيث يضره ، على الكذب حيث ينفعه




رد: توكل على الله حتى لا تحزن

التوكل: هو السبيل إلى حياةهادئةمطمئنةسعيدة
جزاك الله كل خير..

وبميزان حسناتك ان شاء الله..




رد: توكل على الله حتى لا تحزن

نورت اختي الفاضلة صفحتي
لك اجمل التحيات الخالصة
بوركت ان شاء الله ايمان




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

أقبل ولا تخف فربك ينتظرك


الونشريس

كان في بلد من البلدان في زمن بني اسرائيل رجل يُدعى " الكفل " وكان يفعل ما يريد ، ولا يبالي بحلال أو حرام ،

وكان أهل بلدته يعرفون عنه هذا ، وإذا ما جاء اسمه على لسان بعضهم لا تجد أحد منهم يذكره بخير.

وفي ليلة من الليالي وبعد أن دخل كل واحد بيته ،وأغلق بابه ، إذا بالكفل يسمع طرقاً على بابه فقام ليفتح ،

فإذا به يفاجأ بامرأة يقطر منها الحياء ، ويذوب وجهها خجلاً ، فسألها عن سر مجيئها فأخبرته بأنها تمر

بضائقة مالية شديدة ، ولم تجد أمامها أحداً سواه لتقترض منه

وجد الكفل الفرصة سانحة أمامه … امرأة جاءته إلى داره بمحض إرادتها ، وفي سكون الليل ،

ولا يراهما أحد من الناس ، فتلطف معها وأدخلها داره ، وأخبرها بأنه لا مانع لديه من إقراضها المال

ولكن لديه شرط … أن
تمكنه من نفسها.

ألحت المرأة عليه ألا يفعل ، فلم يلتفت إلى إلحاحها وتوسلاتها ، فوافقت مرغمة ، وهي تتقطع من داخلها ،

وعندما اقترب منها وجد فرائصها ترتعد ، فسألها عن السبب ، فأخبرته بأنها لم تفعل هذا الفعل من قبل ،

وأنها تخاف الله عز وجل وتخشى عقوبته وغضبه.

هنا توقف الكفل ، وابتعد عنها ، فقد وقعت تلك الكلمات موقعها في نفسه ، ولبث هنيهة ،

ثم قال لها : أنت تقولين هذا القول مع أنك
مضطرة لذلك ، فماذا علىَّ إذن أن أقول ؟!

ألست أنا أحق بالخوف من الله منك ؟ ثم تركها تنصرف بعد أن أعطاها ما طلبته من مال.


الونشريس







تركها لتذهب وهو يعيش في لحظات من الذهول … الألم يعتصره ، والندم على ما فعله في حياته يسيطر عليه ،

لقد كانت كلمات المرأة عن الله
كالزلزال الذي هز كيانه ، واستخرج من ذاكرته شريط أحداث ماضيه ،


ذكرى أفعال سابقة ،
نسى فيها الله ، وكلما تذكر موقفاً من مواقفه المخزية ازداد ندمه ، واشتد ألمه ،وعلا بكائه.




الونشريس





في هذه الأثناء ، وبينما هو في هذه الحالة ، حدث أمر لم يكن في الحسبان … لقد جاء للكفل ضيف آخر ..

لم يكن ذاك الضيف من بني البشر لقد جاءه ملك الموت ليقبض روحه وهو في أشد لحظات الندم والتوبة .

جاءه ملك الموت ومعه الملائكة يزفون إليه بشرى مغفرة الله له ورضاه عنه.

لقد قبل الله ندمه وعفا عنه ، وفوق هذا الجود لم يتركه ليعيش بعد ذلك فقد يعود إلى سابق عهده من الظلم والطغيان ،

فقبض روحه في هذا
الوقت لتكون النهاية السعيدة.





الونشريس



نعم – أخي – حدث هذا ، فربك رؤوف رحيم ، يريد أن يعفو عنا جميعاً "والله يريد أن يتوب عليكم"[النساء:27] …

يريد أن يُدخل الجميع الجنة "والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه"[البقرة:221]




لا تتعجب أخي مما حدث مع الكفل فكل واحد من البشر يحمل بين جنبيه نفخة من روح الله القدسية ،

ولا يوجد مخلوق فيه هذه النفخة سوى البشر ، فلا تستغرب ما حدث للكفل ،

فالله عز وجل ينتظر من جميع عباده أي
التفاتة صادقة إليه ليقبل عليهم ويعفو عنهم ويدخلهم الجنة.

ولكن ، هل انتهت قصة الكفل عند ذلك ؟!

لا ، فقد حدث أمر عجيب لم يكن في الحسبان ، فقداستيقظ الناس في الصباح وخرجوا

من بيوتهم كعادتهم يلتمسون معايشهم ،

وأرزاقهم
، فمر بعضهم بجوار بيت الكفل ، فلفت نظره كلام مكتوب بخط واضح على بابه ، فاقترب منه ليقرأه ،

ففغر فاه ، ووقف مشدوهاً لا يكاد يصدق ما يراه ، فقد وجد عبارة تقول " إن الله قد غفر للكفل "

تجمع الناس وقرؤوا العبارة وهم غير مصدقينطرقوا الباب فلم يفتح لهم أحد ،

ففتحوه عنوة ليجدوا الكفل قد مات ، فازداد عجبهم
وحيرتهم ، فهرعوا إلى نبيهم ليسألوه عن أمر الكفل ،

فأوحى الله إليه بما حدث
..

فاشتد بكاء الناس ونحيبهم ، وازداد حبهم لربهم ،وتعلقاً برحمته ، بل ومسارعة إلى التوبة إليه .

كان من الممكن أن تمر هذه الحادثة ولا يعلم بها أحد، فالناس يموتون ولا يدري أحد بماذا ختم لهم ،

ولكن الرب الودود الذي يريد أن يطمئن الجميع ويدفعهم للفرار إليه أنزل هذه الآية لينتفع بها الناس ،

ويتفكروا في مغزاها
، وما تدل عليه من سعة رحمة الله ومدى حبه لعباده ،

وأنه سبحانه ينتظر منهم أي بادرة صادقة للتوبة إليه فيقبل عليهم ويقبلهم ويمحو كل سيء فعلوه .

فماذا تريد أكثر من ذلك …أقبل ولا تخف فربك ينتظرك



الونشريس




م
ن
ق
و
ل




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

نعم باب التوبة مفتوح ختى تطلع الشمش من مغربها

قال الله تعالى :


{
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
} سورة الزمر.




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

جزاك الله خيرا على قراءتك الموضوع




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

و توجد توبة و لو بلغت دنوبك السماء

فالله غفور رحيم

بارك الله فيك اخي فاروق




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايـة
و توجد توبة و لو بلغت دنوبك السماء

فالله غفور رحيم

بارك الله فيك اخي فاروق

بارك الله فيك خولة!! اللهم اغفر ذنوبنا ما ظهر منها وما بطن آمين!




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

اللهم اجعل خير عمرى آخره و خير عملى خواتمه و خير أيامي يوم أن القاك

جزاك الله خيرا
و احسن الله اليك
و اثابك الله الجنة
بوركت على الجهود المبذولة




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

الونشريس

ومبارك عليك الشهر الفضيل




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

شكرا
الموضوع رائع




رد: أقبل ولا تخف فربك ينتظرك

العفو أختنا الكريمة سعدت بأن تكون أول مشاركة لك بصفحتي أشكر لك مرورك العطر تمنياتي لك بالنجاح




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

قصة قصيـــرة جداً ولكنها مؤثــرة

قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة


الونشريس

{ ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضو من حولك }

دخل لص بيت مالك بن دينار " رحمه الله "
فبحث عن شئ يسرقه فلم يجد
ثم نظر فإذا بمالك يصلي
فعندها سلم مالك ونظر إلى اللص فقال :
" جئت تسأل عن متاع الدنيا فلم تجد … فهل لك في الآخرة من متاع ؟!
فإستجاب اللص وجلس وهو يتعجب من الرجل !!
فبدأ مالك يعظ فيه حتى بكى
وذهبا معاً إلى الصلاة .. وفي المسجد تعجب الناس من أمرهما :
أكبر عالم مع أكبر لص .. أيعقل هذا ؟؟!

فسألوا مالكاً فقال لهم :
" جـــــاء ليسرقنـــــــا .. فسرقنـــــا قلبـــــــه"




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

راااااااااااااااااااااااااااااااااائعة شكرا لكي




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

بارك الله فيك ورمضان مبارك وصيام متقبل .




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

شكرا بارك الله فيك




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

بارك الله فيك




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

مشاااء الله جميلة القصة شكرااا لك




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

قصة رائعة وفيها عبرة لمن يعتبر شكرا على الموضوع القيم




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

قصة رائعة مشكورة




رد: قصة قصيـــرة جداً .. ولكنها مؤثــرة

قصة رائعة بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

هذا دارنا فماذا اعددنا له؟

هذا دارنا فماذا اعددنا له؟


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين خاتم الانبياء والرسل
محمد صلى اله عليه وسلم تسليما.

القبر دارنا
فماذا اعددنا له؟
الونشريس

الونشريس

الونشريس

الونشريسالونشريس

فماذا ننتظر؟




رد: هذا دارنا فماذا اعددنا له؟

اللهم اسالك حسن الختام وحسن العقبة
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم احمنا من عذاب القبر
اللهم آميـــــــــن
شكرا لك اختي مروة على الموضوع القيم والمفيد




رد: هذا دارنا فماذا اعددنا له؟

اللهم ارزقنا توبتك وشفاعتك يا اكرم الاكرمين .اللهم هون علينا عذابك يوم تبعث عبادك .جزاك الله خيرا اختي على هذه المواضيع الرائعة.




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الرحيق المختوم

الرحيق المختوم


الونشريس

الكتاب: الرحيق المختوم
المؤلف: صفي الرحمن المباركفوري (المتوفى: 1443هـ)
الناشر: دار الهلال – بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
الطبعة: الأولى
عدد الأجزاء: 1
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
نرجوا من الاخوة الكرام التشجيع والدعم المعنيو للمزيد


الملفات المرفقة
اسم الملف نوع الملف حجم الملف التحميل مرات التحميل
9820.rar‏  297.9 كيلوبايت المشاهدات 12


التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

الخمر ومفاسدها

الخمر ومفاسدها


الونشريس

في الخمر ومفاسدها
عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه
أن أبا بكر وعمر وناسا جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم
فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأكثروا ذلك ووثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره
فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه فاختار الخمر
وإنه لما شرب الخمر لم يمتنع من شيء أرادوه منه
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا حينئذ :

ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفي مثانته منه شيء إلا حرمت بها عليه الجنة
فإن مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية
رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟


الونشريس

ألم تتعب كثرة الديون كاهلك , وتخير من قواك ؟؟؟


ألم تستحي من أصحاب الديون ؟؟؟؟


ألم تحاول أن تعتذر إليهم , وتحاول تسديد دينك ؟؟؟؟؟؟؟؟


الفاتورة بها الكثير من المبالغ الضخمة فمتى تسددها ؟؟؟؟


هناك سؤال يحيرني لماذا لم تحاول تسديد هذه الديون أولا بأول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل لأنك رأيتها بسيطة , فتركتها تتراكم ؟؟


أم لأنك لم تحسب حسابا لها ؟؟؟؟؟؟؟


إبدأ بحساب ديونك واعلم , مالك وما عليك , مع العلم فإنه لن يكون لك شيء ؟؟؟؟


هل أساعدك بإحصاء الديون التي عليك ؟؟؟؟؟؟


حقوق ربك ؟؟!!!


أين حق سيدك ومولاك ,أين حق من خلقك , من شق سمعك وبصرك ,


من أطعمك , من آواك ونصرك ؟؟؟


من جعل ملايين الكائنات ترتاد وأنت لا تشعرفمك ولو اختلت لأختلت وظائف فمك ,,,



من هداااااك , إنه الله جل جلاله…


حقوق قلبك ؟؟!!!


هل جعلته عامرا بالإيمان ..مطمئن بذكر الرحمن ..



أم خاوي كالبنيان الذي تصدع من مرارة الأجواء ..؟؟


هل حمدت ربك مع كل نبضة من نبضاته أم تناسيت هذا ؟؟


حقوق بدنك ؟؟!!


هل حفظته عن المحرمات .. وصنته عن الشهوات ..؟؟


أم تركته يرتع مع الوسواس في حدائق الشيطان ..


هل استخدمته في مساعدة الغير ؟؟ هل شكرت ربك مع كل حركة تقوم بها مفاصلك ,



أم رأيتها نعمة باقية لا تزول رغم الأيام الغابرة ..


جوارحك ؟؟؟!!!


هل استخدمتها في طاعة ربك ومرضاه , ؟؟



أم اقترفت بها كل المخازي والمحارم ..


هل صنت لسانك عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور؟؟؟


هل شكرت ربك وحمدته على النطق والفصاحة ؟؟ أم قدمت له النكران والجحود ..


أهلك و جيرانك ؟؟؟


إخوانك وأخواتك في مشارق الأرض ومغاربها ..من تربطك بهم صلة قرابة


ومن لا يربطك بعهم سوى الجوار والدين ؟؟؟


دينك ووطنك ؟؟؟


مجتمعك ومن حولك ؟؟؟؟؟؟


إذن هل رأيت كم هي ثقيلة فاتورتك ؟؟؟!!!!


بادر بتسديدها سريعا , فما تدري متى ترد الأمانة لخالقها ؟؟؟؟



م ن ق و ل




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

كم هي ثقيلة فاتورتي
وانا لا اعلم متى ترد الامانة لخالقها
أستغفر الله واتوب اليه
ربنا اغفري ولوالدي والمؤمنين يوم يقو الحساب
شكرا لك أخي فاروق
جعله الله في ميزان حسناتك




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

ربنا اغفري ولوالدي والمؤمنين يوم يقوم الحساب

آمين يا رب العالمين

سررت بردك العطر الذي اشرقت به صفحتي




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

اللهم تبتنا على دينك وأعنا على طاعتك وحسن عبادتك ووفقنا اللهم لمرضاتك
اللهم اجعل قلوبنا عامرة بخشيتك وألسنتنا رطبة بذكرك

بارك الله فيك اخي على الموضوع القيم




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

حقا فاتورتنا ثقلت بكل المعاصي لكننا للاسف لم نسددها بما يرضي الله لكن مع هذا ارى ان رحمة ربي وسعت كل شيء

اللهم انا نسألك مغفرتك و رحمتك يا ارحم الراحمين

بوركتـــــــ.. اخي فاروق على الموضوع القيم




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

بارك الله فيك اخي




رد: ثقلت فاتورتك فمتى تسددها ؟؟؟؟

وفيكن بارك الله وسدد خطاكن وغفر ما تقدم وتاخر من الذنوب آمين يا رب العالمين

شكرا على الردود الهادفة والدعوات الخالصة




التصنيفات
العقيدة الإسلامية و الإيمان

تطهير القلوب

تطهير القلوب


الونشريس

تطهير القلب هو التزكية والتطهير والنماء. قال الله سبحانه وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لهم وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} التوبة .103
لقد اهتمَّ السّلفُ الصالحُ بتزكية النفوس، واعتنوا بالأخلاق عِلمًا وفقهًا، كما حقَّقوهُ عملاً وهديًا، فأفردوا كتبًا مستقلةً في الزهد والرقائق.
والمتأمّل في علاقات الكثـير من المسلمين حاليًا مع بعضهم البعض، يرى فجوة كبيرة بينهم في علاقاتهم، فقد طغت الشحناء وغلب التهاجر، وزادت البغضاء، حتّى وصل الأمر إلى الأرحام والأقارب والجيران، حيث لو فتّشنا في أسباب هذا الخلاف وذاك التهاجر، لوجدناه سببًا تافهًا، فهذا يهجر أخاه لأنه لم يدعه لوليمة، وثـانٍ لأنه لا يرد على اتّصالاته، وثـالث لأنه قام بنهر أحد أبنائه و… فتنشب الخلافات وتزداد هوتها ويعرض كلّ واحد عن أخيه، وتناسوا أن يفرح بمثـل هذه الأفعال، وهو الّذي أقسم بعزة الله أن يغوي بني آدم وأن يُزيّن لكم الباطل. قال الله تعالى: {وَقُل لعبادي يقولوا الّتي هي أحسن إنّ الشّيطان ينزَغ بينهم إنّ الشّيطان كان للإنسان عدُوًّا مُبينًا} الإسراء .53
ولو تفحصنا كثـيرًا في سوء العلاقة بين المسلمين فيما بينهم، لوجدناها لا تخرج عن إطار الجهل والبعد عن الهدي النّبويّ الشّريف.
يقول ابن الجوزي في كتاب المواعظ: (يا هذا، طهِّر قلبك من الشوائب؛ فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخيرُ الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثـم يثـيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يُؤذي نحّاه، ثـم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى؟ وكذلك الحق عزّ وجلّ إذا أراد عبدًا لوداده حصد من قلبه شوك الشرك، وطهّره من أوساخ الرياء والشك، ثـم يسقيه ماء التوبة والإنابة، وينيره بمسحة الخوف والإخلاص، فيستوي ظاهره وباطنه في التقى، ثـم يلقي فيه بذر الهدى، فيثـمر حَب المحبة؛ فحينئذ تحصد المعرفة وطنًا ظاهرًا، وقوتًا طاهرًا.. فيسكن لُب القلب، ويثـبت به سلطانها في رُستاق البذر، فيسري من بركاتها إلى العين ما يفُضها عن سوى المحبوب، وإلى الكف ما يكُفها عن المطلوب، وإلى اللسان ما يحبسه عن فضول الكلام، وإلى القدم ما يمنعه من سرعة الإقدام.. فما زالت تلك النفس الطاهرة رائضُها العلم، ونديمها الحلم، وسجنها الخوف، وميدانها الرجاء، وبُستانها الخلوة، وكنزها القناعة، وبضاعتها اليقين، ومركبها الزهد، وطعامها الفكر، وحُلواها الأنس، وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها، وعينُ أملها ناظرة إلى سبيلها.. فإن صعد حافظاها، فالصحيفة نقية، وإن جاء البلاء، فالنفس صابرة تقية، وإن أقبل الموت وجدها من الغش خلية؛ فيا طوبى لها إذا نُوديت يوم القيامة: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} الفجر 27 ـ 28).
فاحذر أخي المسلم من مهلكات القلوب: الحقد، الحسد، الرياء، الغضب، حبّ المال، سوء الظن بالنّاس، الهوى… فإنّها إذا تمكنت منك أهلكتك. وأكثـر من الاستغفار، لأنه يمحو الذنوب، ويطهّر القلوب، وينزل الرّحمة. قال المولى سبحانه وتعالى: {استغفروا ربّكم ثـمّ توبوا إليه}. وقال الله تعالى: {استغفروا ربّكم لعلّكم ترحمون}. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”طوبى لمَن وجد في صحيفته استغفارًا كثـيرًا” رواه ابن ماجه.
قال يونس بن عبيد: إنكم تستكثـرون من الذنوب فاستكثـروا من الاستغفار، وإنَّ الرجل إذا أذنب ذنبًا ثـم رأى إلى جنبه استغفارًا، سرَّه مكانه. وعن مالك بن مغول قال: سمعت أبا يحيى يقول: شكوتُ إلى مجاهد الذنوب، قال: أين أنت من الممحاة؟ يعني الاستغفار. وادع الله بدعاء سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”يا مُقلِّب القلوب والأبصار ثـبِّت قلوبَنا على دينك”




رد: تطهير القلوب

شكراااااااااااااا جزيلا




رد: تطهير القلوب

العفو شكرا على المرور




رد: تطهير القلوب

الونشريس




رد: تطهير القلوب

شكرا جزيلا على الرد يا متميزة