التصنيفات
الطلبة الجامعيين

قائمة التخصصات المفتوحة بجامعة محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا بوهران

قائمة التخصصات المفتوحة بجامعة محمد بوضياف للعلوم والتكنولوجيا بوهران


الونشريس

أعلنت جامعة محمد بوضياف للعلوم والتكنلوجيا بوهران عن التخصصات المفتوحة للتكوين في الماجستير للسنة الجامعية 2022/2011. وضمت قائمة التخصصات: الفيزياء، الكيمياء، الإعلام الآلي، البيوتيكنولوجيا، الهندسة المدنية، الهندسة الميكانيكية، هندسة الري.
ولمزيد من التفاصيل يمكن تحميل ملف الإعلان عبر هذا الرابط:

http://www.univ-usto.dz/concours_PG2010-2011.pdf




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

السنة التانية تاريخ

السنة التانية تاريخ


الونشريس

السلام عليكم اريد محضارات السنة الثانية تاريخ نظام كلاسيك من فضلكم




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

التحكيم الالكتروني في منازعات عقود التجارة الالكترونية

التحكيم الالكتروني في منازعات عقود التجارة الالكترونية


الونشريس

السلام عليكم ازكى تحية تقبلوها مني .ارجو منكم مساعدتي في هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر دمتم في امان الله




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

جامعة الجزائر3

جامعة الجزائر3


الونشريس

من فضلكم اريد معرفة اين تقع جامعة الجزائر 3




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

الماستر؟؟

الماستر؟؟


الونشريس

السلام عليكم حبيت نسقسيكم على تاريخ التسجيل في الماستر وماهي الوثائق اللازمة لدلك
وجزاكم الله خيرا




رد: الماستر؟؟

??????????????????????




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

plz cvp من فضلكم

plz cvp من فضلكم


الونشريس

i need lessons for the second year students lmd in phonetics speacially in stress and intonation ppppllllllllzzzzzzzz




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

ارجوكم ساعدوني في بحث وافي بمجهودكم حول النشر الالكتروني في الجزائر

ارجوكم ساعدوني في بحث وافي بمجهودكم حول النشر الالكتروني في الجزائر


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله تعالى احييكم من منطقة اشمول اخواني والله ربي سيجازي كل من كان لي عونا في طلبي اليكم والله انا حصلت وعجزت في بحثي المتعلق حول الدوريات الالكترونية وواقع حرية التعبير الالكتروني في الجزائر والله لن انسى خير من ساعدني موضوعي يتعلق بواقع النسر الالكتروني في الجزائر نشاته وتطوره اعملو لي بحث ارجوكم وموضوعي بالتدقيق الدوريات الالكترونية وواقع حرية التعبير الالكتروني بالجزائر المهم اعملو لي بحث مطول ولن انسى خيرك على وجه ربي يا خاوتي العزار وربي يرزقكم بجنة الفردوس




رد: ارجوكم ساعدوني في بحث وافي بمجهودكم حول النشر الالكتروني في الجزائر

بيح آمنة: أستاذة وباحثة في مجال علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر

المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة

يعرف عالم اليوم تطورات سريعة في ميدان الاتصال، انعكست بصورة كبيرة على ميدان الإعلام عموما، وعالم الصحافة المكتوبة بصفة خاصة، فالنظام الرقمي جمع بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، وبذلك ظهور سوق حقيقي للوسائط المتعددة، التي تسمح بإدماج الكثير من المعطيات من مصادر مختلفة نصوص- صور وأصوات، هادفة بذلك إلى تطوير الأشكال الجديدة والجذابة لمنتجات الوسائط المتعددة التفاعلية، ودفع المستخدم لاقتناها في وقت كان استعماله يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية وبصفة خاصة التلفزيون والإذاعة والصحافة، في ظل بحث المستخدم على فضاءات أفضل للتعبير والاتصال .

وهذا ينطبق أكثر على فئة الشباب أساسا، وهذا، أيضا، بالفعل، ما خلقته هذه الثورة من أنماط إعلامية جديدة، في مقدمتها الإعلام الإلكتروني على شبكة الانترنت. في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أن تطور تكنولوجيات الاتصال الجديدة يساهم مساهمة فعالة في تكريس حرية الصحافة وحرية التعبير، اللتين مازالتا تشكلان إشكالية بالنسبة للكثير من البلدان سيما في البلدان النامية وهذا رغم صدور الكثير من المواثيق والقرارات الدولية، ولكنها كانت غير كافية لضمان حقوق الإنسان وتطبيقاتها في مجال الإعلام، الذي ارتبطت نشأته بتطورات تكنولوجية لوسائله ورسائله. وهذا بالفعل ما شهدته الألفية الثالثة من نمو متسارع في المعطيات المعرفية والتقنية، وخلق فضاءات جديدة للتعبير الحر. وبالتالي تغيرت أشكال تواصل الإنسان التقليدي، حيث أن هناك علاقة جدلية بين المجتمع ووسائل الاتصال بمعنى أن هذه الأخيرة تؤثر في المجتمع وهذا الأخير يؤثر في وسائل الاتصال.

فقد باتت حرية التعبير واحدة من لوازم الحديث عن حاضر ومستقبل العالم العربي. إذ لا يجهر طرف عربي واحد ذو شأن سياسي أو معنوي بعدائه للتعبيرالحر. فقد يدعي الرؤساء أن بلدانهم تنعم بحقل حر للقول والتعبير، غير أن ادعاءاتهم سرعان ما تتعرض للانهيار خلال نقاش جدي تستخدم خلاله وسائل قياس أولية للتمييز بين التعبير الحر والتعبير المقيد. ومجتمع المعرفة مبني على إنتاج ونشر المعارف والمعلومات وتوزيعها بكل حرية لاستخدامها في جميع ميادين نشاط المجتمع، وقد أصبحت المعرفة الآن الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف العليا والقيم النبيلة للإنسانية، وهي الحرية والعدالة والمساواة وكرامة الإنسان. ، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق هدف المعرفة بدون فتح مجالات الإبداع بكل أشكالها لأفراد مجتمعه. في ظل هاته الظروف اكتسحت التكنولوجيا الحديثة عملية الإنتاج والتحرير، وظهرت بذلك مفاهيم جديدة بميلاد النشر الالكتروني الذي قلب كل المعايير الإعلامية التقنية منها والعملية إذ تعتبر الانترنت أكثر هذه الوسائط إثارة للجدل، حيث واكب ظهور انتشارها مظاهر شديدة التغير عصفت بالمبادئ التقليدية للإعلام.

كل هذه العوامل جعلت الموجة الجديدة من الكتاب والصحفيين تحتضن تقنية المعلومات وتمارس مغامراتها في حرية لم يعهدها المثقف العربي، فكانت البداية بمواقع بسيطة شكلت قوة دافعة للعديد من الكتاب للخروج من القوالب التقليدية للصحافة والإعلام، من خلال توفير خدمات معلوماتية اتصالية أفضل وأسهل استخداما وأقل تكلفة بفضل خدمات شبكة الانترنت، من بريد إلكتروني ونشر إلكتروني ومواقع بحث إلكترونية شكلت ثورة في تاريخ الإعلام، بحكم أن الإعلام كانت أسواره عالية، وكان مخصصا للنخبة والصحافيين ليقولوا ما يريدون قوله للجمهور، بينما هذا الإعلام الجديد المتحرر، والمسمى بالإعلام البديل يفتح أبوابه للجميع ليكتبوا أو يرسلوا ما يريدون في ديمقراطية إعلامية غير عادية.

كما أن الكثير من القراء في يومنا هذا استطاعوا من خلال إدمانهم على الكتابة في مواقع المنتديات أن يحققوا تأثيرا كبيرا يزيد على تأثير الكثير من الصحافيين، وأحدث خدمة تم التوصل إليها هي المدونات الإلكترونية. لقد حاولنا في هذه الورقة تسليط الضوء على ظاهرة المدونات الالكترونية عوما وظاهرة المدونات الالكترونية العربية بصفة خاصة، مما جعلها تسمى بالصحافة الالكترونية أو الإعلام البديل أو الصحافة البديلة لدى الكثير من أصحاب الاختصاص، فيما أقر آخرون بأنها إعلام بديل للإعلام التقليدي وعلى وجه الخصوص للصحافة التقليدية. وهذا بسبب ما تتمتع به هاته الخدمة من حرية مطلقة على مستوى الشبكة العنكبوتية، في ظل فقدان المجتمع العربي الثقة في وسائله الإعلامية خاصة منها الصحافة المكتوبة من جهة. وفي ظل تقييد الحريات الفردية من جهة أخرى.

وانطلاقا مما ذكرناه سلفا، سنحاول معالجة إشكالية حرية التعبير الفردية في المدونات العربية من جهة، حتى أصبحت هي الإعلام البديل لدى الكثير من المستخدمين. فهل يمكن القول أن حرية التعبير في الوطن العربي بدأت بالمدونات، وأن إصلاح الإعلام العربي الرسمي وهو مطلب شعبي يمكن أن تساهم في تفعيله المدونات؟ فهل المدونات الالكترونية العربية تعبير حر أم صحافة بديلة؟

– ماهية المدونات الالكترونية:
لقد تعددت واختلفت تعاريف ومفاهيم ظاهرة المدونات، هناك من عرفها حسب اختصاصه، وآخر حسب مفهومه العام واطلاعاته أو حسب ما سمعه عنها. ولحد الآن لم نتوصل إلى تعريف توافقي لهذه الظاهرة، لأنها في حقيقة الأمر لم تجد بعد مستعمليها بمعنى الكلمة في الوطن العربي.

وسنحاول التعرض فيما يلي إلى مجموعة من التعاريف المتفق عليها بين الباحثين والمهتمين بخدمة المدونات الالكترونية.

إذ تعرف المدونات لغويا في المعجم الوسيط: دوَّن ( الديوان ): أنشأه أو جمعه. و دوَّن الكتب: جمعها ورتبها، وهي كلمة معربة. وهي من كلمة "دوّن" بفتح الدال و شد الواو، و هي في العصور القديمة كانت تٌنسب إلى "الديوان" و هو الدفتر الذي يٌكتب فيه أسماء الجيش و أهل العطاء و تعبر كلمة "دوّن" في سياق جملة ما، عن جمع و ترتيب، كمثال "أيمن دوّن أسماء الأصدقاء في ورقة" و لهذا كانت منها كلمة مدونة أو .Blog و حقيقة كلمة Blog بمعنى مدونة أو bloggers التي تأتي بمعنى مدونين [مدونون]. أما ترجمتها إلى كلمة مدونة كان وصفيا و ليس حرفيا، لأن كلمة blog هي اختصار لكلمة web log فحٌذفت الـ we و ضٌمت الـ b مع الـ Log لتصبح. Blog وانتشرت الكلمة في البلاد العربية بلهجات مختلفة، فمثلا في مصر تٌكتب و تٌنطق [بلوج] و في دول المغرب العربي أيضا على نفس النحو، أما في السعودية فٌتنطق [بلوغ] و هناك دول عربية أخرى تكتبها [بلق].

أما اصطلاحا فكلمة مدونة هي التعريب الأكثر رواجا لكلمة web log بمعنى سجل الشبكة. وتمثل المدونة إحدى التطبيقات الحديثة التي ظهرت على شبكة الانترنت، والتي تتيح الحصول على صورة مبسطة لصفحات الواب، تظهر عليها مقالات تسمى تدوينات يتم ترتيبها ترتيبا زمنيا تصاعديا". لكننا نلاحظ أن هذا التعريف ناقص بالمقارنة مع ما تحمله هاته الخدمة من مواصفات. "وتعني أيضا سجلات الشبكة وهي حالة من التعبير الذاتي والترويج عن النفس ومحاولة للهروب من حصار الحياة اليومية السياسية والاجتماعية و الاقتصادية. فالمدونات محاولة لتجاوز المحرمات بكل تصنيفاتها، ليصبح الممنوع مرغوبا فيه وتصبح الكتابة على واجهة المدونات عبارة عن بديل عن الاستقالة والسلبية والانتحار الذاتي، بحكم حالة الاحتقان الاجتماعي و السياسي الذي يعيشه العالم والمنطقة العربية". هو تعريف يكاد يكون شاملا لولا التزامه بالمنطقة العربية فقط.

وتعرف المدونات دلاليا على أنها "صحافة الوب الجديدة أو صحافة الهواة amateur reporting في شكل تحميل مواد على الوب web logging وحول العالم، يسجل آلاف من الأفراد خبراتهم وآرائهم في المنتديات الالكترونية . Online Forums وهو ما يصل إلى جماهير عريضة". وهي تطبيق من تطبيقات الانترنت، يعمل من خلال نظام المحتوى. وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة واب، تظهر عليها تدوينات مؤرخة و مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة التدوينات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره. والمدونات مذكرات شخصية، أو مساحة للتعبير السياسي أو الديني أو الاجتماعي. كما تستخدم بعض المدونات كتجمعات افتراضية تجمع بين هواة لهواية معينة، أو مهنة أو حتى مشروع أكاديمي أو بحث علمي."

وهي الواجهة الأشمل للتعبير عن النفس سواء للأفضل أو أيضا للأسوأ، وهذا ما يجعلها سلاح ذو حدين كغيرها من وسائل الإعلام التي تروج أما فكرا مستبسرا أو ظلاميا " – "هي صحافة مغايرة تتميز بدرجة أعلى من الحرية والتنوع، وهي صحافة رقمية تميزها القدرة على متابعة الأخبار أول بأول فالحدث يتم تغطيته ونشر أخباره وقت حدوثه. لكن ربما تكون قدرة القراء على المشاركة في نقض و صنع الخبر، بالتعليق عليه و المناقشة العلنية بين القراء أهم ما يميز هذه الصحافة البديلة.

والمدونات عبارة عن مساحة شخصية تتيح لصاحب الصفحة النشر بسلاسة شديدة، يكتب المدونون خواطرهم، و أخبارهم و أرائهم. يغطى كل منهم الأحداث التي شهدها أو شارك فيها، و يناقش و يرد المدونون على ما نشر في مواقع أخرى". – "هي نوع اجتماعي، عبارة عن "مفكرات" إلكترونية على شبكة الإنترنت تروي فيها فتيات وسيدات وشبان ورجال تجاربهم الشخصية الاجتماعية الحقيقية، بحرية ويدوّن فيها الجمهور و زملاء المدونين من أصحاب المدونات الأخرى غالبًا تعليقاتهم، التي تبث بشكل مباشر ولحظة بلحظة على هذه المواقع الخاصة التي يسهل الاطلاع عليها. وبلغة عامية ساخرة جذابة للغاية". – "المدونات هي واحدة من المستحدثات الاتصالية الأخيرة، التي تسرع تقاسم المعلومات وتشكيل مجتمع محلي افتراضي. وينبغي النظر إلى المدونات كمفهوم بني على جذور فلسفية عميقة وخفية. جذور يبدو أنها تساهم لاشعوريا في استحداث المدونات الجارية. والمدونات الأفضل هي تلك التي طورت أساليب الكتابة والاتصال التي تتسم بالنزاهة والحوار والدارجة والتفاعلية التي تؤسس الوفاء والثقة المتبادلة. والمدونات ليست الطريقة الأبسط والأسرع لإدارة الاتصال مع جماعة عريضة وموزعة على نطاق واسع وحسب، وإنما هي بسيطة وسريعة حقا. وهذا يطبق على المدونات التي تستعمل النص والصوت والفيديو. فتقاسم بذلك المعلومات ورجع صدى ".

ومما ذكر نستنتج أن المدونات الالكترونية موقعا إلكترونيا للكتابة، يتألف من رزنامة من الأحداث والسيرة الذاتية والرأي بأشكال مختلفة، باختلاف دوافع المدونين السياسية منها أو الذاتية، هذا الفضاء الحر الذي ظهر في التسعينيات من القرن الماضي، كإعلام بديل يحمل في طياته بوادر منافسة للإعلام التقليدي المهيمن، خاصة في ظل ما تشهده الصحافة المكتوبة من رقابة وضغوطات من جهة، وبحث الكثير من الأفراد عن متنفس لاستعماله كفضاء يشبع رغباتهم المكبوتة من جهة أخرى، علاوة على ذلك فهي خدمة توفر أشكالا جديدة للممارسة الإعلامية. مما جعل الكثير من الصحفيين والسياسيين من أبرز مستخدميها,

وهكذا أصبحت المدونات تشكل إعلاما بديلا لدى الكثير من مستخدميها أو كما يسميها البعض الصحافة الشعبية. فالمدونات شكل جديد من التواصل وآلية من آليات التعبير، التي تمنح لصاحبها حرية يستطيع من خلالها التعبير بكل حرية وبدون تلك القيود المفروضة من جانب أي شكل من أشكال الرقابة، التي تعمل على قمع الحريات وحجب الأصوات المعارضة. هذه الخدمة التي شكلت في السنوات الأخيرة ظاهرة قوية وفاعلة سواء على المستويين الإعلامي أو السياسي وذلك للأثر الذي أحدثه المدونون، لتكون هذه الظاهرة محل جدل حول الأثر الذي يمكن أن يلعبه التدوين، خاصة وأن تأثير وشهرة هذه المدونات قد فاقت التوقعات، وباتت تمثل صداعا في رأس العديد من الحكومات العربية التي تخشى بشدة أن يتملك المواطنين وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير قانونية واللاديمقراطية التي تنتهجها هذه الحكومات لاسيما بعد النشاط البارز للمدونين، الذين كانوا كمن أشار لطريق جديد يمكن أن يسلكه أي فرد من المجتمع حتى ولو دفع هؤلاء المدونين ثمنا لنشاطهم مثل ما حدث ومازال يحدث مع الكثير منهم.

– مراحل نشأة المدونات الإلكترونية:
في قراءة تاريخية مختصرة لنشأة المدونات، يمكن القول أنها ظاهرة تطورت عبر ثلاثة مراحل حسب دراسة قدمها الباحث "جمال الزرن" لمجلة الشؤون العربية على النت و هاته المراحل هي كالأتي:

المرحلة الأولى: حيث انطلقت المدونات في منتصف تسعينيات القرن الروحي، مع المدون الأمريكي "جورج بار غرفي" عام 1994 مع موقع "دراحج ريبورت". وهو من كان وراء نشر فضيحة "مونيكا لفن سكي" السكرتيرة الخاصة للرئيس الأمريكي السابق "بيلكلنتون" سنة 1994م.

المرحلة الثانية: أو الميلاد الحقيقي للمدونات خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، ففي هذه المرحلة دخل الصحفيون إلى معترك التدوين. وبدأت المدونات تكتسب شيئا فشيئا قدرتها بعد هجوم شنه عليه المدونون، إثر تصريحات أطلقها Trent lott على التأثير، كما ظهر أن الغزو على العراق سنة2003 كان سببا أخر في انتشار المدونات، في حين أطلق عليها البعض اسم "مدونات الحرب العنصرية". ومنذ ذلك الحين انتشر التدوين وأصبح وسيلة اتصال شعبية ومؤثرة، فقد ظهرت‏ مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها "آنستا بوندت". أما عام ‏2003‏ فقد أصبحت فيه المدونات وسيلة للعديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب، للتعبير عن مواقفهم السياسية. ومنهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال "هوارد دين"‏.‏ وغطتها مجلات شهيرة كمجلة "فوربس" في مقالات لها‏.‏ كما كان استخدام معهد "آدم سميث" البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة النضج ومؤشراتها بدأت في النصف الثاني من العام 2022م، حين تحول التدوين إلى ظاهرة عالمية عرفت انفجارا كبيرا ابتداء من سنة 2022م. فقد بدأت تظهر مجموعة جديدة مميزة على شبكة الإنترنت، تختلف عن بقية المواقع الكلاسيكية ومواقع الدردشة و البوابات و المواقع الشخصية. بها وصلات مشتركة استطاعت أن تفرض نفسها، لتتكاثر بسرعة ملفتة، ليصل عددها في نوفمبر من سنة 2000م إلى 1.2 مليون مدونة، حسب إحصائيات الموقع الخاص بالمدونات. وقد استنتج هذا المحرك أن نسبة نمو هذه المواقع تفوق بكثير بقية أصناف مواقع الانترنت، وتشير إحصائيات 2022م إلى وجود أكثر من 50 مليون مدونة في العالم. وقد أشارت دراسات السوق -وفقًا لموقع Zdnetالألماني- "أن عدد هذه المدونات الشخصية التي يتم إنشاؤها يتزايد بشكل سريع حول العالم، حيث تشير آخر إحصائية أن هناك الآن ما يقرب من 27 مليون مدونة شخصية حول العالم، أغلبها أشبه باليوميات الشخصية التي تجذب قليلاً من القراء."

– عوامل نشأة المدونات الالكترونية:
أ-عولمة الإعلام: وهذا بتراجع مقولة الاتصال الجماهيري والتي كانت مقدمة للصناعات الإعلامية، غدت مقولة الاتصال الجماهيري –رغم نبلها- مقوله في القهر والتضليل واغتصاب العقول، أما الصناعات الثقافية فهي الاحتكار والتنميط الذي تفرضه الشركات المتعددة الجنسيات التي تستهدف الربح. فنجد بذلك شركة واحدة تملك عدة مؤسسات إعلامية، وهذا ما يحدث مع الانترنت. فقد أصبح المستعمل منا لا يفرق بين البرامج المتشابهة والسبب هو تشابه سياسات التحرير، ففي سنة1999 كانت توجد 50 شركة تتقاسم60%من قطاع الانترنت أما في سنة 2001 فقد أصبحت14 شركة فقط. مثل هذا التمركز وهذه القطبية، تفقد المؤسسة الإعلامية والاتصالية على حد السواء القدرة على توفير مادة إعلامية متنوعة، وذلك بسبب غياب التعددية في الملكية، ويعتقد صاحب مدونة "جحا كوم" أن المدونة اختراع رائع، يستطيع الفرد من خلالها أن يتفاعل من دون وسيط مع الأحداث ومع الآخرين، وبذلك ستكون المدونة أداة التواصل الإنساني الحر الذي سيكنس تدريجيا وسائل الاتصال الجماهيري التقليدية، التي صودر معظمها من قبل القوى السياسية الشمولية وقوات التحالف بكل أنواعها.

ب-تراجع الثقة في الصحافة التقليدية: يعتبر فقدان الثقة في وسائل الإعلام التقليدية نتيجة حتمية لظاهرة عولمة الإعلام وبروز أقطاب إعلامية دولية كبرى تدريها شركات عملاقة، تحكمها رهانات مالية وسياسية يصعب كشف تمثلاتها. في الأصل تعتبر المدونات رد فعل قد يكون في نفس الوقت عفوي وواع عن تقلص حضور المواطن في قضايا الشأن العام، وتأكيد لحالة من التشكيك في مصداقية الصحافة، وهي بذلك تعكس ظرفا حرجا من عدم الثقة بين وسائل الإعلام التقليدية والجيل الجديد من مستخدمي الانترنت والإعلام الالكتروني. واستطاعت المدونات أن تنافس المعلومة الرسمية التقليدية التي تبثها الصحف والإذاعات والمحطات الفضائية، فالكتابة والنشر بالاعتماد على المدونة أسهل على المستوى السيكولوجي من الأشكال الأخرى من التعبير (الصحيفة، الإذاعة….). بحكم أن الكاتب لا يخشى من الأحكام المسبقة، خاصة عندما يكون الهدف هو التواصل مع الأخر. فالمدونات تعتبر الوسيلة الأسهل والأسرع للتواصل، بين نبض الشارع والإعلان والساسة. فمنذ عصور لم تتح للبشرية وسيلة بهذه السهولة تمكن أي شخص من إبداء الرأي ونقل الأحداث كما يراها هو، بدون أي تأثير خارجي وبدون خضوعها لمقص الرقيب. لقد أصبح المواطن لا يثق في الإعلام عامة وفي الصحافة خاصة، فهي تسوق للحملات الانتخابية وتسعى للربح على حساب المصلحة العامة، وأمام حالة الشك والنقد للصحافة التقليدية، تريد صحافة المدونات أن تحرج المسئول وأن تنشر ما لا تنشره الصحافة الكلاسيكية، التي تخضع لرهانات وأجندة البورصة والتكتلات. فصحافة المدونات لا تحتاج لتكلفة مالية، ولا مصلحة ذاتية لها، ولا مناصب تسعى للدفاع عنها ولا رأس مال لها تخشى علية أن ينهار في سوق الأسهم. إنها ببساطة صحافة الفرد الذي يتحدث بوصفه مواطنا لم يجد من يسمع مشاكله، ويعرضها على وسائل الإعلام التقليدية: تلفزيون، إذاعة، صحافة ورقية.

ج- دور الشباب: تنتشر ظاهرة التدوين في أوساط الشباب والتي كانت الفئة الدافعة لشيوع هذا الشكل من التواصل من داخل شبكة الانترنت، بل تكاد تكون ممارسة التدوين حكرا عليه، وقد يكون وراء هذا الانخراط العفوي في فعل التدوين صلة بفقد الشباب الثقة في وسائل الإعلام التقليدية. ويمكن القول أن ظاهرة المدونات ساهمت في تحديد وتشكيل ديمغرافيا الانترنت، وخاصة الإجابة على ذلك السؤال القديم المحير: من هي الشريحة الأكثر حضورا في شبكة الانترنت كفضاء افتراض يصعب تقييمه ومتابعة؟ لقد أظهرت المدونات الالكترونية على شبكة الانترنت فئة الشباب، وهي تكتب ما يدور في حياتها اليومية من مواقف و آراء و قصص تريد أن يشاركها الناس تفاصيلها. و المدونة تعبير جديد عن ديمقراطية الكتابة، التي كانت و لازالت إلى الآن حكرا على كهول و أصحاب الشهادات العليا بوصفها نشاطا نخبويا، كما أنها أصبحت علامة على ديمقراطية الكتابة بعد أن تحققت ديمقراطية القراءة و خاصة في الغرب، فالشعوب الغربية قياسا لشعوب العالم الثالث شعوب تقرأ، و بديهي أن تؤدي سلوكيات القراءة إلى سلوكيات جديدة في الكتابة ما إن وفرت الانترنت الفرصة لذلك، فشباب المدونات و من خلال انخراطهم في هذا الشكل من التعبير عن قضايا الشأن العام و الخاص يريدون إيصال رسالة تقول : عفوا لا نملك بديلا للتعبير عن رأينا إلا المدونات فهي الحل الأول و الأخير المتاح.

د- الخلفية التسويقية : لا يمكن تجاهل الخلفية التسويقية و التجارية التي يقف و رائها موفرو خدمة التدوين في شبكة الانترنت و شركات الاتصال، فالمدونات –رغم مجانية توطينها – تحولت إلى مدخل لترسيخ ثقافة الإبحار على شبكة الانترنت و الاعتماد عليها في البحث على المعلومة و الخبر في مجالات أخرى مختلفة. كما تمكن المدونات موفري خدمة التدوين من خدمات الإعلان الموجه للمدونين، و ذلك بحكم تكاثرهم و تتعدد اهتماماتهم. فاستثمارات القرن الجديد، انصبت في معظمها نحو الاستثمار في تقنية المعلومات، و هو ما يستدعى مزيدا من التنوع و الخلق والإبداع في خدمات شبكة الانترنت حتى تكون مربحة. فالمدونات لا يمكن عزلها عن خلفية تسويقية، فهي أحد مجالات اقتصاد الشبكة الجديد. وبذلك أصبح التدوين على المستوى التسويقي التجاري مدخلا في التعلم و تربية الجيل الجديد على استعمال ما تفرزه هذه الشبكة من أفلام و صور و موسيقي و أخبار و استهلاكها، فكلما زاد المدونين كثر عدد المستغلين للشبكة، و هو ما يعني إقبال المعلنين و المستثمرين على مزيد من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي. ه-النكبات: و من بين العوامل غير المباشرة التي سارعت في تفعيل انتشار ظاهرة المدونات، يمكن ذكر الحرب على العراق التي جذبت اهتمام المدونين و خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما بدأ الجندي الأمريكي"جاسون"في تدوين مذكراته أثناء الحرب، ووضعه لعينة من الصور الرقمية المعبرة عن مآسي الحرب في مذكراته الالكترونية، وكان هذا الجندي قد استطاع أن ينقل معاناتهم و آمالهم، و نجح في تقديم ما لم يلفت إليه الإعلام الأمريكي وهي وجهة نظر المدنيين العراقيين و معاناتهم. فقد تأسست قبيل اندلاع الحرب مدونات، تدعم من سافر إلى جمعيات و المنظمات المعارضة للحرب و المدافعين عن حقوق الإنسان. خاصة منهم أولائك الذين استعملوا في الحرب كدروع بشرية، فكانت يومياتهم وتعليقاتهم الحية حول ما يستجد في العراق تجد طريقها لكل العالم، وأصبحوا يتلقون الردود للتدوين و اتجهوا ينشرون على هذه المواقع أخبار الحرب بشكل مستقل عن وسائل الإعلام التقليدية حول العالم. و خلال الأسبوع الأول للحرب على العراق كانت مواقع المدونات أفضل المواقع التي قدمت تغطية مثيرة للحرب، مقارنة بجهات و مواقع إعلامية أخرى. وقد قدم بعضها تأريخا يوميا للحرب ووقائعها بالاعتماد على معلومات من شهود عيان و يوميات لأشخاص عايشوا الأحداث. كما برز الامتياز للمدونات أيضا خلال كارثة "تسونا مي" في جنوب شرق أسيا، حيث سبق كتاب المدونات أطوار هذه الكارثة، وغطوا بالتفصيل وبالصور الدمار الذي خلفته، حتى أن العديد من القنوات التلفزيونية قامت بنقل تفاصيل الحدث عن هذه المدونات. كما نجحت هذه المدونات في حث وتحفيز الناس على التبرع، حتى أن هذا الحماس والمنافسة دفع الحكومة البريطانية إلى الرفع من قيمة تبرعاتها على ما كانت الدولة تعتزم تقديمه، نفس السبق حققته المدونات خلال إعصار "كاترينا" المدمر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية. هكذا أصبحت المدونات وبشكل ملفت إبداعا وتجسيدا إنسانيا غير مسبوق، عن كيف يمكن توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة كأداة يمكنها أن تساعد الرأي العام وبشكل فعال، و مثير في التعبير عن مشاعره حول الحرب والكوارث وعدة قضايا إنسانية.

بكل تلك الأسباب المباشرة وغير المباشرة أصبحت صفحات المدونة أقرب إلى الجريدة أو الصحيفة الالكترونية، أو إلى ما يمكن أن نطلق عليه بيوميات "أون لاين"، فهي عبارة عن ظاهرة جديدة تساهم في تحديد هوية الانترنت. إنها ظاهرة تشبه شكلا من أشكال النميمة أو الإشاعة الصحيحة، إذ يهيمن كل ما هو سري ومكبوت، ومنفلت وحميمي ومناهض للإجماع العام و مهمش على ما ينشر في المدونات. فللمدونة تأثير أيضا على مستعمليها ويعود ذلك خاصة إلى ما يتميز به الانترنت من سرعة وتحررية في الاستجابة إلى ما ينتظره الجمهور وبشكل مختلف عن وسائل الاتصال التقليدية.

– أنواع المدونات الالكترونية:
المدونات لا تقف عند نوع معين، بل لها أشكال و أنواع و صيغ مختلفة و عديدة. فمن ناحية المضمون نجد فيها الاقتصادية و الإخبارية و الرياضية و الدينية و الترفيهية و السياسية و المحلية و التقنية. و نجد أن أشهر نوعين منهم هما السياسية و الرياضية و تأتي في المرتبة الثالثة التقنية. لهذا عدد ضخم من المدونات العالمية تتناول قضايا سياسية، و أغلبها أراء لكاتبيها و ليست نشرات إخبارية. البعض ينقل من مصادر مثل "الجزيرة نت" أو "العربية" أو حتى "ألبي بي سي" وغيرها، وهناك مدونات أخرى بين البينين ليس لها وجهة معينة، تتحدث عن كل شيء وقد تدخل إحدى المدونات لتجد خبر جديد عن أحداث العراق. لكنك إذا نظرت إلى الإدراج الذي نشره قبل هذا الخبر ستجده يتحدث عن سفره إلى المصيف مرورا بحكايته عن اصطياد السمك في هذه الرحلة، و إدراج أخر نقله من مصدر آخر يتحدث عن البرمجة العصبية، و الأمثلة من هذا النوع لا تنتهي، والرأي في هذا النوع من المدونات يأتي لعدم تخصص صاحب المدونة، و عدم تركيزه على جزء واحد سواء من جوانب الحياة أو الأمور التقنية، لهذا اختار المدون الذي من هذا النوع ملأ و حشو مدونته بما يراه مناسب لنفسه على الأقل.

آما من ناحية الشكل فيوجد عدة أنواع مختلفة من المدونات الالكترونية، ويمكنك زيارة المواقع الالكترونية التالية لتجد المئات من المدونات الالكترونية:

1- المدونات الالكترونية التي تحتوي على الروابط التشعبية Link Blogs تعتبر المدونات الالكترونية التي تحتوي على الموصلات التشعبية (web Link blogs) أول أنواع المدونات الالكترونية التي تم نشرها على شبكة الانترنت، ومن هنا جاء اسم المدونة الالكترونية (web logs)، و يحتوي هذا النوع من المدونات على العديد من على العديد من الروابط لموقع الانترنت، التي يرى صاحب المدونة أنها تستحق الزيارة إضافة إلى وصف مختصر للموقع المشار إليه بالرابط

2- المدونات الالكترونية التي تحتوي على المذكرات اليومية On diary blogs تتناول هذه المدونات الحياة اليومية لمالكها: ماذا فعل و ماذا دار في ذلك اليوم، و لا تحتوي هذه المدونات بالضرورة على الروابط لمواقع الالكترونية الأخرى.

3-المدونات الالكترونية التي تحتوي على مقالات Article blogs يمكن أن تحتوي هذا النوع من المدونات على العرض و التعليقات للأخبار و الأحداث و التقارير. وهي عادة ما تكشف على قدر أقل من الحياة اليومية لكاتبها من المدونات الالكترونية التي تحتوي على مذكرات.

4- المدونات الالكترونية التي تحتوي على الصورPhoto blogs يحتوي هذا النوع من المدونات على الصور ، مثل "صورة اليوم" وغيرها.

5- المدونات الالكترونية التي تحتوي على مقاطع البث الإذاعي Pod casts blogs يمكن اعتبار مقاطع البث الإذاعي ( Pod casts) على أنها برنامج إذاعية قصيرة مسجلة بواسطة صاحب المدونة، وبإمكان المستمع تحميلها عندما يريد الاستماع إليها علما بأن المصطلح ( Pod casts) مأخوذ من أجهزة IPOD، و هي عبارة عن مشغلات الملفات الصوتية بصيغة MP3 ، التي بإمكانها تشغيل الملفات Pod casts

6-المدونات الالكترونية التي تحتوي على مقاطع البث المرئي Vidiocasts Blogs مقاطع البث المرئي (Vidiocasts)، هي أحدث اتجاه في أوساط المدونات الالكترونية و هي مماثلة لـ مقاطع البث الإذاعي (Pod casts)، غير أنها تعد بواسطة الفيديو.

7- المدونات الالكترونية المنوعة: تعتبر المدونات الالكترونية مزيجا من أنواع المدونات المذكورة أعلاه.

8- المدونات الالكترونية الجماعية: يتم بكتابة هذا النوع من المدونات بواسطة مجموعة من الأشخاص.

– خصائص المدونات الالكترونية: بعد أن استعرضنا المميزات التقنية المختلفة، نحاول التعرض إلى المميزات التي تسهل الاتصال فيما بين المستخدمين للمدونات، والتي سميناها مميزات اتصالية تم التوصل إليها من خلال استنتاجاتنا لما تم الاطلاع عليه خلال دراستنا:

– المدونات هي وسيلة هائلة للتواصل بين فريق العمل وأفراد الشركة الواحدة، فهي تسمح لأفراد الفريق بإضافة الروابط و الملفات و التعليقات، وتمكن المدونة من تبادل الأخبار العائلية مع أفراد العائل، كما تساعد المجموعات الصغيرة على التواصل للمتابعة بصفة أبسط وأسهل من البريد الإلكتروني أو حتى من المنتديات.

– تساعد المدونة في بقاء الجميع على اطلاع حول الموضوع، كما تساعد على نشر ثقافة المجموعة و إتاحة الفرصة للجميع لإبداء رأيهم في أمر ما. – أنها سهلة الاستخدام سواء لصاحب المدونة أو للزوار، فصاحب المدونة يستطيع أن يقوم بإنشاء مدونته في دقائق، وبعد ذلك لا تحتاج عملية الكتابة لأي جهد أو عناء، كما لا يحتاج الموقع إلى أي تسيير إداري تقريباً. فكل شيء ينظم من خلال برنامج المدونة، أما الزوار فهم يرون أن معظم المدونات تتشابه من حيث ترتيب المحتويات وتقسيمها، وبالتالي يسهل عليهم تصفح هذه المدونات، كما أن التعليق على المواضيع ليس عملية صعبة، وفي الغالب لا يحتاج الزائر إلى أن يقوم بالتسجيل لكي يعلق على أي موضوع.

– توفر المدونات مساحة شخصية لصاحب المدونة، فيستطيع أن يكتب آراءه وأفكاره بعيداً عن مقص الرقيب. وقد يعترض الزائر على آراء المدونة، وبالتالي يمكنه عدم العودة ثانية إلى المدونة. أيضا، يمكنه أن يتحاور مع صاحب الموقع لكنه لا يستطيع أن يفرض وجهة نظر معينة على صاحب المدونة.

– وجود كل أعمال صاحب المدونة في مكان واحد، فبدلاً من أن يوزع كتاباته وأعماله على مواقع عدة يجمعها في مكان واحد.

أ- إيجابيات التدوين. من خلال مراجعة العديد من المدونات الالكترونية استطعنا الوقوف عند بعض الإيجابيات وكذا السلبيات، ويمكن سردها على النحو التالي:

– التدوين وسيلة عامة للنشر أدت إلى زيادة دور الواب باعتبارها وسيلة للتعبير و التواصل أكثر من أي وقت مضى.

– وسيلة للنشر و الدعاية و الترويج للمشروعات و الحملات المختلفة.

– وسيلة بسيطة و مجانية فيها الكثير من الإبداع و التمييز و التفرد.

– وسيلة مهمة لتجاوز حاجز التقوقع و الرقابة في نشر المعلومة، وبالتالي، فهناك نوع من دمقرطة المعلومات على الصعيد العالمي.

– أداة فعالة في التعبير عن الهموم الشخصية و العامة. ووسيلة تعمل على كشف المسكوت عنه.

– تجسيد حرية الرأي و التعبير بشكل يجعل الكلمات أقرب للجمهور، و الأخبار و الأفكار التي تنشر أدق و أصدق في الكثير من الأحيان من الوكالات الإخبارية و أشهر الجرائد.

– المدونات تعبر عن صوت رجل الشارع أو الشاب العادي بصراحة شديدة، ويمكن من خلالها استنباط نبض فئة الشباب، الذي يتعامل مع شبكة الانترنت و الموصوف بالمتعولم إن جاز التعبير، خاصة في الدول العربية.

– المدونة سريعة الانتشار بين الشباب، و يمكن من خلالها تقديم خدمات جديدة للمجتمع لأنها تتحدث بلغة الشباب التي يعرفها. فإلى جانب أنها مجانية فهي مترابطة حيث تحتوي كل مدونة على وصلات إلى مدونات أخرى.

ب- سلبيات التدوين.

– الحرية الكاملة التي يتذرع بها البعض في التدوين هي في بعض الأحيان على حساب القيم و الأخلاق، إلا أن هذا يبقى مرهونا بعقلية المدون و القارئ مثله مثل كافة تطبيقات شبكة الواب.

– أصبحت المدونات تمثل صداعا بالنسبة للعديد من الحكومات العربية، التي تخشى بشدة أن يمتلك المواطنون وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير قانونية واللاديمقراطية التي تميز سياسات تلك الحكومات.

– يعبر الشباب عن آرائهم دون محاذير أو قيود، لدرجة استخدام بعضهم لتعبيرات هي أقرب للسباب و التجريح ضد بعضهم البعض، أو ضد بعض المسئولين في الحكومات.

– هناك بعض المدونات العنصرية التي تزرع الكراهية و العنف، كما أن الكثير من المدونات العربية مليئة بالآراء و المواضيع التي لا تقدم شيئا سوى الشتائم، على اعتبار أنها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الرأي الوطني، بدون موضوعية وبدون احترام قيم و قواعد الكتابة.

– قلة الكتابة الذاتية مما جعل بعض المدونات مفرغة من هدفها الأساسي.

– المدونات ليست كلها مصدرا للمعلومة، كما أنها يمكن أن تضعف من قوة وسائل الإعلام الحرفية، باعتبار أن المدونة دائما تعطى شعورا بالثقة في معلوماتها لأنها مغلفة بالذاتية، وقارئها يستطيع التعقيب على محتوياتها. المدونة أيضا يمكن أن تتسبب في ضعف أسلوب الكتابة و اندثار أخلاقيات الكلمة، إذا لم يحترم كاتب المدونة مسؤولية ما ينشره. فالمدونة إذا لم تحترم القواعد العالمية للتعبير بالصور أو الكتابة فإنها معرضة في أي وقت للإلغاء.

– دوافع وأاسباب المدونات الالكترونية العربية:

من خلال مراجعة الكثير من المدونات الالكترونية العربية، توصلنا إلى تكوين فكرة عامة عن أهم دوافع وأسباب انتشار هذه الظاهرة. فدوافع التدوين بالمنطقة العربية نفترض أنا تتنوع بتنوع ظروف البلدان العربية والمتغيرات الديمغرافية كالسن والنوع والمرتبة الاجتماعية والمهنة، الخ..، كما لاحظنا أنها تتنوع حسب ما هو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أو فني، على سبيل المثال: هناك مدونات دافعها النقد والتعليق على الأحداث، و دوافع ذاتية كمشاعر الحب، والمذكرات الشخصية.

وعليه، إذا ما حاولنا تصنيف الأسباب الكامنة وراء المدونات الالكترونية العربية وهذا حسب دراسة للباحث "جمال الزرن" تم نشرها في مجلة الشؤون العربية، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

أ- حرية التعبير: يعتبر التضييق المتواصل على حرية التعبير من طرف الحكومات العربية وبعض الجماعات غير الرسمية، سببا أساسيا لانتشار ظاهرة التدوين. إذ يعتبر الفاعلون في فضاء التدوين فئة اجتماعية ذات مستوى تعليمي معتبر، و يظهر ذلك جليا في أن أغلبهم غير راض عن المادة الإخبارية المعروضة. وخاصة تلك التي توفرها مؤسسات الإعلام الحكومية، فهم يطالبون بسقف أعلى من الحرية في التعبير عن آرائهم، ويساهمون في تحذير مبدأ حرية التعبير عن الرأي، و ثقافة النقد السياسي والاجتماعي عبر الاتصال الإلكتروني.

ففي ظل عجز الإعلام التقليدي في تحقيق ما تصبو إليه هذه الفئة في الدول العربية، ومن خلال ما توفره شبكة الانترنت من مرونة، فإن هؤلاء المواطنين (المدونون الإلكترونيون) قادرون على تجاوز عقبة الإجراءات الحكومية الصارمة التي تمارس لتقييد حرية التعبير عموما وحرية الصحافة بصفة خاصة. وعليه، فإن المدونات الالكترونية العربية تميل إلى التعبير عن المسكوت عنه وتنشغل بما يدور في هوامش المجتمعات العربية، وخاصة تلك القضايا التي لا يسمح بالتعبير عنها في الفضاء العمومي ولا تتناقلها وسائل الإعلام التقليدية وبالتالي لا تصل إلى الرأي العام. فهي تحاول إظهار الواقع على حقيقته بلغة يطغى في الغالب عليها الطابع النقدي والجرأة. فالحكومات العربية التي تعتمد خطابا سياسيا مغلفا بشعار الدفاع عن حرية الرأي و التعبير سرعان ما تلجأ إلى فرض القيود على حرية الصحافة والتعبير، بحجة مراعاة التقاليد و الآداب العامة و القيم الدينية و الحفاظ على أمن الدولة.

في هذا السياق، يرى أحد المدونين الالكترونيين العرب من المغرب، صاحب مدونة "بلا فرنسية"، أن المدونة بالنسبة له هي: " أداة لحرية الرأي ودمقرطة الإعلام، فلست بحاجة إلى تصريح ولا تمويل وشهادة جامعية لأقول رأيي في أي موضوع أشاء". وفي نفس الاتجاه يعتقد البعض" أن المدونات الالكترونية العربية هي الطفرة التحررية الإعلامية العربية الثانية بعد طفرة الفضائيات والمنتديات المفتوحة، التي ساهمت بشكل فعال في تحريك سقف الحرية في أداء الإعلام العربي، وإخراجه شيئا فشيئا من جبروت وتقاليد الإعلام الحكومي المعلب."

ب-سهولة النشر الإلكتروني: تعد صعوبة النشر بالطرق الكلاسيكية أحد أهم أسباب التدوين، فالمدونات تعتبر عند المدونين إعلانا عن نهاية صحافة الطباعة والنشر بمفهومها الكلاسيكي الورقي، الذي مازالت تقننها قوانين المطبوعات ذات الروح الرقابية كما هو الحال في جل الدول العربية. ومن هنا تظهر أهمية المدونة كالوسيلة الأسرع والأسهل والأكثر أمنا لنشر المواضيع، خصوصا تلك التي تمنع من النشر في الوسائل التقليدية بسبب العادات والتقاليد، أو بسبب القوانين والأنظمة التي تمنع نشر كل ما لا يعجبها، والتي تمثل كشفا للمستور في الممارسات الخاطئة المتوارثة أو المكتسبة، فمع المدونات لا وجود للرقيب الحكومي و لا حاجة للتصريح والإذن المسبق.

ج- قضايا الشأن العام: تكاد تكون المدونات عبارة عن صورة سوسيولوجية حية، تعكس الواقع الدولي والعربي في كل قطر، فهي فضاء رافض ومناهض يتجه إليه المهمشون سياسيا، وهي ليست بالضرورة فضاءا اتصاليا يقبل ثقافة الإجماع. فهي تأخذ من قضايا الشأن العام مجالا، ومن تفاصيل الحياة اليومية ملاذا لها. ولقد ساعدت المدونات في إظهار مسألة الشأن العام على السطح الافتراضي، لارتباطها بالحركات السياسية الداعمة للديمقراطية في العالم العربي، من أجل توفير سقف أعلى من التفاعل الاجتماعي و السياسي على شبكة الانترنت. وخاصة الدعوة إلى الشفافية و الديمقراطية الشعبية و التداول على السلطة و محاربة الفساد و الإقصاء. وبذلك خلقت المدونات أسلوبا جديدا في التفاعل مع الشأن العام و ممارسة العمل السياسي، وهي طريقة تعتمد على ما توفره شبكة الانترنت عامة، و المدونات خاصة من رقابة و نقد لأداء السلطة التنفيذية و الحكومة. فشعارها لا إدارة للصالح العام بعيدا عن مبدأ الديمقراطية و حرية التعبير.

د- إظهار القيم الفردية: إن طبيعة الكبت و العنف و القهر الاجتماعي و السياسي و الثقافي الذي يعيشه الشباب العربي على وجه الخصوص، والفراغ القيمي الذي يعانون منه مع وجود استثناءات، مكن التدوين من إظهار عدة قيم، كونها تسجيل للسلوك اليومي الفردي و ما يحمله من حقائق مؤلمة و أحزان و خيبات و أفراح و انتصارات ذاتية، وتعتبر المدونات العربية منهل خصب لاتجاهات غير مألوفة في المجتمعات العربية، منها ما هو سياسي و اجتماعي و ثقافي و عرفي و غيرها من المواضيع. بالإضافة إلى كون الإنترنت فضاء للتواصل و الأخبار و التجارة و العلوم و غيرها من المعارف و الخدمات، وهي في نفس الوقت فضاء اتصالي لدعم حرية الفرد و ذاتيته، وبذلك فقد أصبح بإمكان الفرد أن يتحول إلى مؤسسة اتصالية مستقلة عن المؤسسات التقليدية الرسمية المتعارف عليها (صحافة، تلفزيون، إذاعة،………….)

من جهة ثانية، تجدر الإشارة إلى أن أغلب المدونات الالكترونية العربية ظهرت مؤخرا، ومع ذلك فإن تأثيرها وشهرتها فاق كل التوقعات، والملاحظ هو أن المدونات العربية مرت عبر محطات هامة ساهمت في شهرة و توسيع رقعة المدونين ومن بين أهمها:

– سلسلة من المقالات للصحفي جهاد الخزن في جريدة الحياة اللندنية الواسعة الانتشار، عن التدوين والانترنت في العالم عموما مع التركيز على العالم العربي في بداية عام 2022.

– إشارة الكاتب الصحفي "محمد حسنين هيكل" خلال لقائه بقناة "الجزيرة" إلى متابعته واهتمامه بمدونة "بهية" من مصر.

– القبض على المدون المصري كريم عامر واعتقاله بشكل غير قانوني لمدة 12 يوما، من قبل الأمن المصري والحملة التي صاحبت القبض في نهاية أكتوبر 2022.

– حصول مدونة علاء و منال على جائزة أفضل مدونة من منظمة: مراسلون بلا حدود، و قيام قناة الجزيرة بتقديم برنامج عن المدونات ونشرها لخبر فوز المدونة بالجائزة.

– مساهمة العديد من المدونين المصريين في حركة المطالبة بالإصلاح في مصر، سواء عبر نشاطهم الميداني، مثل اعتصامهم بميدان التحرير بالقاهرة لمناصرة القضاة المصريين ضد هيمنة الدولة، وغيرها من التظاهرات.

– القبض على عدد من المدونين المصريين أثناء حركة التضامن مع القضاة المصريين، وتعذيب أحدهم بشكل وحشي وهو المدون محمد الشرقاوي خلال شهر ماي 2022.

– انتشار اللغة العربية العامية واستخدام تعبيرات غير معتادة بين الكتاب والصحفيين، ولكنها منتشرة بين الشباب في حواراتهم الخاصة، مما شجع الكثير من الشباب على إنشاء مدوناتهم، نتيجة لشعورهم بأن المدونات ليست أكثر من تعبيرهم عن أنفسهم و أفكارهم بلغتهم الخاصة المعتادة، بعيدا عن آداب الكتابة التي ترسخت في الواقع عرفيا، دون أن يوضح أحدهم من جعل استخدام العامية و التعبيرات الشائعة في الشارع ضد هذه الآداب.

– تقارير قناة الجزيرة في برنامج كواليس حول عالم المدونات ومستقبل التدوين في الوطن العربي، وفي رأي أحد الكتاب أنه ما دامت الجزيرة قد خصصت لهذا الموضوع تقريراً خاصاً وأبدت اهتمامها به ووصفها لها بالإعلام الجماهيري، فهذا يعني أن المدونات قد صارت بالفعل تؤثر في المحيط العربي بعد أن أثرت في المحيط الغربي. كما كانت هناك نقاشات دارت حول المدونين العرب ساهمت بشكل كبير في طرح الأسئلة عن هذه الأداة الجديدة، والتي سلطت الضوء على هذه الظاهرة، مما جعل الكثير من الجمهور العربي سيما الشباب منهم ليبادروا بإنشاء مدوناتهم الخاصة.

ويشير كتاب آخرون إلى أنها كانت بسبب حروب الولايات المتحدة على أفغانستان و العراق، أو على ما يسمونه الإرهاب. لأن في هذه الأوقات بدأت تظهر مدونات من داخل العراق تحكي المأساة من الداخل بشهود عيان، و ليست أخبارا صحفية لمراسلين ليسوا في مكان الحدث. لهذا اكتسبت تلك المدونات مصداقية قوية أدت إلى جذب عدد كبير من الزوار. علما أنه كان من بينهم صحفيون أيضا لغرض البحث عن الخبر اليقين بعيدا عن تصريحات الجيش الأميركي، و قد اعتبر المراقبون أن المدونات التي يحررها المواطنون العراقيون و يكتبون فيها إدراجاتهم، تقوم بمثابة المراسل أو دور المراسل الحربي كما وصفهم البعض.

وفي عام ‏2004‏ أصبحت المدونة ظاهرة عامة، بانضمام العديد من مستخدمي الإنترنت إلي صفوف المدونين وقرائها، كما تناولتها الدوريات الصحفية‏.‏ وأصبحت المدونة نوعا من أنواع الإبداع الأدبي المتعارف عليه، تنظم له دور النشر والصحف ـ في إصداراتها الرقمية‏-‏ المسابقات لاختيار أفضلها، من حيث الأسلوب والتصميم‏ واختيار الموضوعات،‏ مثل المسابقة التي نظمتها صحيفة "ذي جارديان" البريطانية‏.‏ وتوجد أيضا العديد من المدونات العربية الخالصة التي نالت شهرة واسعة بسبب خوضها في أمور السياسة‏.

ويبقى من بين الأدلة المهمة على تأثير المدونات في المجال السياسي هو لجوء الرئيس الإيراني "محمود أحمد نجاد" إلى إنشاء مدونة لمهاجمة أمريكا وقد استغل أول تدوينة له والمؤرخة ب 08أوت 2022 لوصف البيئة التي نشأ فيها، ووضع استطلاعا يسأل فيه زوار المدونة إن كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان بدء حرب عالمية جديدة، وقد التزم "نجاد" بتخصيص 15 دقيقة مرتين كل أسبوع للتواصل مع زوار مدونته.

تصنيفات المقالات
الإعلام الاتصال الانترنت التعبير الثقافة الحرية الصحافة الإلكترونية العولمة المدونات المدونات الالكترونية بحوث اعلامية تطبيقات الويب 2 تكنولوجيا المعلومات دراسات مقالات


منقول من جريدة صوت الاحرار

هل أصبح النشر الإلكتروني بديلا عن الورقي؟

Saturday, February 28
الموضوع : الثقافـي
وجد العديد من المبدعين ظالتهم في " العالم الافتراضي " الذي أتاح لهم الفرصة لنشر أعمالهم والتواصل فيما بينهم على مساحات واسعة وبجرعات زائدة من حرية التعبير ، حتى أن بعض الكتاب أصبحوا يجدون صعوبة في كتابة نصوصهم بالقلم جراء تعودهم على الكتابة على جهاز الحاسوب، غير أن الأمر لايخلو من السلبيات حيث أن سهولة النشر تجعل معظم المواد المنشورة والنصوص الإبداعية أقل من المستوى المطلوب ، بالإضافة إلى انتشار الجريمة الإلكترونية .
اقتربنا من بعض المبدعين لنعرف رأيهم في الموضوع فكانت الإجابات الآتية :

عقيلة.ر

الكاتب المصري سيد نجم

الكتابة على الشاشة أثرت على ملامح الإبداع.. من خلال خاصتين: التفاعلية والانتقائية. وقد مرت الكتابة الالكترونية بعدد من المراحل (أدبيا).. أولها الكتابة على الشاشة كما على الورق، أو حتى نقل ما كتب سلفا على الورق إلى الشاشة لحفظه وربما نقله. ثم جاءت مرحلة "النصوص السمعية" أي لم يعد هناك ضرورة للكتابة..
ثم "النصوص البصرية" التي تعتمد الصورة فقط.. أو النصوص "السمعية البصرية".. مع الخطية أي توافر الكلمة والصورة والصوت معا، بالإضافة إلى تقنيات أخرى أتاحها الحاسوب مثل "اللون" و"الحركة". وهو ما أفرز "الأدب الافتراضي" الجديد، ومنه التفاعلي يشارك فيه المتلقي/القارئ في كتابة النص. وأرى أننا على الطريق، وقد ولدت التقنية الجديدة، بكل ما لها وما عليها، ولن يستطيع أي أحد من منع مغامرة المبدع لإنتاج أدبه الجديد.
أما عن ايجابيات التقنية الجديدة والمعطيات الأدبية عنها.. فهي متنوعة وعديدة، منها: سهولة التعامل مع الشاشة والحاسوب،توفير إمكانية النقل السريع والانتشار، إمكانية توفير الإخراج الفني الجميل للنص،التفاعلية وهو ما يبدو جليا في مجال "المقال" حيث يتم التفاعل بين الكاتب والمتلقي فور الانتهاء من النص، وأيضا التفاعل الابداعى (لا يوجد تفاعل ابداعى في العالم العربي حتى الآن)، غزارة المادة المنشور والمخزنة على الشبكة، إبداعيا وغير إبداعية، مما يتيح للمتلقي فرصة الانتقاء..
أما عن السلبيات.. فهي أيضا متعددة، ولا يبقى سوى وعى المتلقي وقدرته على الاختيار. فسهولة النشر تجعل من المواد المنشورة والنصوص الإبداعية أقل من المستوى المطلوب (غالبا)..
وعلى المستوى الابداعى، قد يبدو التخيل (الخيال) أقل توظيفا عن الكلمة المكتوبة على ورق، وربما يعوضها مزج كل عناصر (الأنيميشن) والجاذبية إلى النص،سهولة استحضار المواد المخزنة بالحاسوب مع غزارتها تجعل من (سرقتها) إمكانية سهلة وغير ذلك مما يعرف بالجريمة الرقمية.
ومع ذلك فإننا في المراحل التوليدية لهذه التقنية الهامة والخطيرة، ولا يبقى سوى التعامل معها، والبحث عن الحلول الممكنة لأي مستجد من المشاكل.

الشاعر عبدالعالي مزغيش

أتاحت العديد من مواقع الأدب والثقافة والإعلام الفرصة أمام الكثير من المبدعين لنشر كتاباتهم أو أعمالهم بعيدا عن تعقيدات النشر العادي فالعملية لا تكلف كثيرا ولا تتطلب جهدا ولا وقتا مما يخولها لأن تتحول بمرور الوقت إلى ملجأ المبدعين الباحثين عن طرق للنشر تتجاوز معاناة اللهث خلف دور النشر المعهودة التي قد يقف خلفها انتهازيون أو بيروقراطيون،،،كما أن النشر الالكتروني يضمن جرعة زائدة من حرية التعبير لا يمكن مراقبتها على عكس ما تنشـره المطبوعات كالكتب والمجلات وحتى الصحف اليومية والأسبوعية وهو أي النشر الالكتروني إن تم عبر مواقع محترمة سيضمن الرد على الأعمال المنشورة فيها من خلال الردود ومن خلال المنتديات التفاعلية التي تحقق نكهة التلاقي بالآخر من أي جنسية كان دون مواعيد سابقة ، فتمنحه فرصة التعرف عليك والتواصل معك دون تكاليف أو تكلف،،، مثلما سيقضي النشر الالكتروني على مشاكل الطباعة الرديئة التي تطال الكتب وأضف اليها مشكل التوزيع الذي يؤرق أغلب الأدباء ويقض مضاجعهم، إن كثيرا من الأسماء استطاعت أن تصنع لنفسها أفقا عربيا من الجزائر بضغطة زر واحدة ،،،فالفضاء الانترناتي فضاء يحتوي الجميع دون إقصاء ،،، وبالتالي لا فرق بين الجهات الأربع فيه ،،،ورغم ذلك فإن من مساوئ النشر الالكتروني السماح بمرور أعمال لا ترقى إلى المستوى المطلوب فكثير من القصائد مثلا نقرأها في بعض المواقع هي أردأ مما نتوقع ،،، لكنها تنشر وربما أعجب بها أصحاب الذوق الردئ،،كما أن النشر الالكتروني قد يصيب البعض من المبتدئين بالغرور بمجرد تجاوز عتبة النشر الأول ،،،ثم أعتقد شخصيا أن قراءة قصيدة في كتاب بين يدي أكثر حميمية ودفئا من قراءتها على صفحات النت فالعملية تشبه إلى حد بعيد الفرق بين وردة حقيقية عطرة وأخرى من البلاستيك لا عطر فيها ،،،على الرغم من جمال مظهرها،،،وفي الأخير لا أعتقد أن النشر الالكتروني سيكون بديلا للنشر العادي على الرغم من توفر الظروف المؤدية إلى ذلك ،، لا لشيء سوى لأن نكهة المطالعة في كتاب لا تضاهيها أي نكهة أخرى وإن وصلت التكنولوجيا أوجها في عالم النشر.

الكاتبة هاجر قويدري

الحدث هو بروز العالم الافتراضي كمساحة زمانية ومكانية أضحت كما الأرض الجديدة، حيث هرعت إليها رؤوس الأموال والحركة الثقافية والعلمية المعاصرة بل وحتى مظاهر التسلية المختلفة وكذلك الجريمة… هكذا أراد دافييد باترييت تشبيه عالم الانترنت بالأرض الجديدة في مقال له بإحدى الجرائد ، ولعل الانبهار بهذه الأرض في البداية أمر يدفع الإنسان إلى ضرورة اكتشاف أسرارها والانطلاق الحر إلى مختلف مواقعها، إذ يعد الوصول إلى كل ما هو جديد وغير مألوف متعة إنسانية مميزة، غير أنه مع مرور الوقت وانخفاض وطأة الانبهار والرغبة في الاستقرار على هذه الأرض تجعل الإنسان يفكر بشكل مغاير، وتجده يسعى إلى كيفية تنظيمها وخلق قواعد تساعده على التأقلم معها ومع خصوصيتها.
والمبدع مثله مثل باقي العاملين في مختلف الحقول المعرفية، تحسس هذه النقلة النوعية التي جرفت قصائد المعلقات من أسواقها العكاظية إلى بروتوكولات التراسل على الشبكة.. كما رصد في البداية دهشة عالم الافتراض في قدرته على البوح عبر الجهات الأربعة… وإزاء هذه المعطيات والتراكمات في بيئة الانترنت..لاسيما الحركة الثقافية التي انتقلت إلى عالم الافتراض هذا أصبح العمل على ضبط طرق النشر الالكتروني للمادة الإبداعية أمر لا مفر منه لدى كل مبدع يريد لعمله الوصول إلى أكبر عدد من القراء.
ولكن كيف هو استعداد المبدع التقني…؟؟؟ وما مدى توافق حالته الوجدانية الإبداعية مع تعقيد الآلة؟ أيضا.. كيف هو النشر الالكتروني في الجزائر؟ هل يدرك الناشرون أهمية البناء القاعدي لهذه التقنية وترتيب مستقبلها أمام مختلف مشاكل الإصدارات الورقية؟

الأديبة والإعلامية زهرة بوسكين

الأدب الإلكتروني هذا النمط الجديد من الإبداع المواكب للتكنولوجيا والحضارة استطاع أن يكسر العديد من الحواجز ويختصر العالم الأدبي ملغيا الحدود الجغرافية والعديد من الحواجز الزائفة.. ففي زمن مضى وبعيدا عن التكنولوجيا كانت هناك أزمات عديدة في الوسط الأدبي، كأزمة النشر مثلا وأزمة الإتصال والتواصل بين الأدباء التي تتم عن طريق الرسائل العادية وفي إطار ضيق كما أن الإطلاع على الجديد العربي ومواكبته لم يكن متاحا خاصة بعد حضر دخول الجرائد والمجلات العربية المتخصصة وغير المتخصصة والقليل منها مايدخل عن طريق الطراباندو، ولكن مع الثورة الرقمية والإبحار عبر النت استطاع الأدب الجزائري أن يضيف خطوات أخرى في مسيرته وتوسعت شبكة اتصال كل الأدباء، طبعا ماعدا الذين لا يتقنون لغة الحضارة وهذا يعاب عليهم.
فالرقمنة مكنتنا من تبادل الأفكار والنصوص والجديد مع أدباء من الوطن العربي ومن مختلف أنحاء العالم كما مكنتنا من النشر عبر منابر عربية وعالمية والتعامل مع وسائل إعلام من مختلف الدول وهي تجربة مفيدة جدا.
النص الرقمي لايحل محل النص الكلاسيكي بل هو مكمل له لأن النص الكلاسيكي يقرأ على نطاق ضيق وأحيانا لا يقرأ لكن النص الرقمي مجاله أوسع وبمجرد النشر تتلقى ردودا من قراء وكتاب من محتلف أنحاء العالم وهذا جد ايجابي ويجعل المبدع يتحمل مسؤوليته في الكتابة أكثر لكن بالمقابل يجب اختيار المنابر المتميزة والمحترمة والمتخصصة للنشر.
الرقمنة جعلت التبادل الثقافي سهل وسريع وأكثر جدوى من الطرق الكلاسيكية في النشر التي غالبا ما تسيرها أساليب غير ثقافية كالمحاباة والتوجهات الإيديولوجية و…و…و…لكن اليوم لايمكن أن نتحدث عن أزمة نشر أو أزمة قراءة لأن كل النصوص الجيدة يمكن نشرها على أعلى مستوى (وأنا لاأعيب هنا مستوى منابرنا فعندنا صفحات لها حضورها وتميزها كأصوات أدبية واليوم الأدبي)..ولكن بالمقابل أعيب أمية العديد من الأقلام التي لا تزال بعيدة عن الرقمنة وعلى التعامل الإلكتروني مع وسائل إعلام عربية ودولية لأنها تضيع الكثير من الفرص وتبقى في إطارها الضيق جدا والذي سيخلق لها حالات اختناق مع مرور الوقت فخريطة العالم الواسعة يختصرها زر صغير.

وطبعا للنشر الإلكتروني أيضا سلبياته ككل الأمور لكن إذا تعاملنا معه بعقلنة نستطيع الاستفادة من ايجابياته الكثيرة.




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات


الونشريس

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات
الأستاذ : عبد الحميد عليوه
10 شباط (فبراير) 2022بقلم عبد الحميد عليوة

ملخص:

الإنصات للغة قبل الحديث بها، مرحلة من المراحل الأساسية في تعليم اللغات و خاصة اللغات الأجنبية، و الكلام بلغة من اللغات هو مرحلة أخرى مهمة و لكنها تالية للأولى ، هاتان المهارتان بالإضافة إلى القراءة و الكتابة – تمثلان أهم أهداف تعلم اللغات. و الطرائق الحديثة في أسسها العامة تهدف جميعها إلى تعليم هذه المهارات كلها أو بعضها حسب الأهداف الخاصة المرتبطة بالأهداف و الحاجات.

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات

مما لا شك فيه أن تعليمية اللغات كانت منذ بداية النصف الثاني من القرن الماضي، و لا تزال، من العلوم التي حققت نجاحا كبيرا سواء بالمفهوم العام أي تعليمية العلوم، سواء منها التجريبية أو الاجتماعية، أو بالمفهوم الخاص في مجال تعليم اللغة سواء لأبنائها أو لغير أبناءها"1". بالإضافة إلى النجاح الكبير الذي حققته التعليمية و خاصة في مجال تعليم اللغات، فقد كانت عاملا رئيسيا في تطوير النظرة إلى مفاهيم لغوية مهمة، كمفهوم التعليم، و الاكتساب اللغوي، و إثراء مفهوم التواصل اللغوي و استغلاله في العمل التربوي، و كذلك تطوير مناهج تعليم اللغات و طرائقها كما سنوضح ذلك . لذلك سوف نتطرق في هذا المقال إلى موضوع المهارات اللغوية لبيان أهميتها و مكانتها في اكتساب اللغة، كما سنوضح كيفية اهتمام الطرائق الحديثة بهذه المهارات لما لها من أثر و قيمة في كل عملية تربوية كما يؤكد ذلك المهتمون بهذا الميدان.

1- المهارات اللغوية:

هي أربع مهارات ( الاستماع – الكلام – القراءة – الكتابة )، و لما كان لكل علم أهدافه، فإن هذه المهارات الأربع في تعليم اللغات تمثل الأهداف الأساسية ، التي يسعى كل معلم لتحقيقها عند المتعلمين، فتعلم أي لغة من اللغات، سواء كانت اللغة الأم أم لغة أجنبية، إنما هدفه هو أن يكتسب المتعلم القدرة على سماع اللغة و التعرف على إطارها الصوتي الخاص بها، و يهدف كذلك إلى الحديث بها بطريقة سليمة تحقق له القدرة على التعبير عن مقاصده، و التواصل مع الآخرين أبناء تلك اللغة خاصة، و كذلك يسعى إلى أن يكون قادرا على قراءتها و كتابتها. و بهذه الصورة تصبح هذه المهارات هي مركز البحث و الأهداف الحقيقية العلمية التربوية، فما هي هذه المهارات، و ما أهميتها، و كيف يمكن استغلال ما كتبه الباحثون للاستفادة من هذا كله في تطبيق طريقة التعليم ( أيا كانت ) لتحقيق أفضل النتائج. سنركز في هذا المقال على مهارتين أساسيتين هما مهارتي السماع و الكلام، و هما من أهم المهارات التي يلج المتعلم عبرهما ميدان اكتساب أي لغة,و يتوقف على تعليمها بالطريقة الصحيحة ، نجاح العملية التعليمية كلها، و الإخفاق فيهما يعرقل العملية التعليمية و يعقدها،بحيث يكون ذلك عائقا كبيرا أمام تعلم اللغة بصورة متكاملة و صحيحة.

1- مهارة السماع:

لا بأس من العودة إلى علمائنا القدماء لنستلهم من أقوالهم معاني ما دونوه في بعض جوانب هذا الموضوع، فابن خلدون مثلا، يعرف اللغة على أنها "ملكة"، أي قدرة من القدرات "الصناعية" كما يشير إلى أنها تكتسب و لا تورث و لذلك وجب الاهتمام بها و بطرق اكتسابها كما يوضح في مقدمته حين يقول: " اعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة ….. و ليس ذلك بالنظر إلى المفردات و إنما هو بالنظر إلى التراكيب.فإذا حصلت الملكة التامة في تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة و مراعاة التأليف الذي يطبق الكلام على مقتضى الحال بلغ المتكلم حينئذ الغاية من إفادة مقصودة للسامع و هذا هو معنى البلاغة"2". إن كتساب اللغة عند ابن خلدون، كما هو واضح من هذا النص هو اكتساب للتراكيب الحاملة للمعاني و الدالة على المقاصد، و بعد ذلك هو حسن تطبيق هذا التركيب و تأليفه بالطريقة الفنية التي تجعله مطابقا للسياق الذي يقال فيه و ملائما له. و يقول في موضوع آخر: " السماع أبو الملكات "3" في إشارة منه إلى أن اللغة- و هي الملكة الكبرى- تتكون كذلك من ملكات أخرى، أهمها "السماع".

و لا غرو في ذلك إذا عرفنا أن العرب منذ القديم قد أولوا أهمية بالغة لسماع اللغة في صفائه، و تذكر كتب التأريخ للغة العربية في غير موضع بأن العرب كانوا يحرصون على أن يتربى أبناؤهم في البوادي و بعيدا عن الحاضرة، ليتعلموا اللغة العربية بطريقة سليمة من طريق سماعها صافية من متكلميها الذين لم يختلطوا بالأعاجم، و لم يصب ألسنتهم اللحن.

أما اليوم، فقد أولى الباحثون اهتماما كبيرا- خاصة بعدما ازدهرت طرائق تعليم اللغات- بمهارة السماع، و يقصدون به الإنصات المركز الواعي، و هو المهارة الأساسية الأولى التي يجب بذل الجهد في تعليمها لضمان نجاح العملية التعليمية كلها. و قد وضعوا لذلك أهدافا أساسية، لا بد لكل معلم أن يعرفها و يحسن الوصول ضمانا لنجاحه. و هذه الأهداف هي:"4"

1- نقل المتعلم من المحيط الصوتي القديم إلى المحيط الصوتي الجديد.

تؤكد الدراسات التربوية الحديثة على أن أول صعوبة تواجه متعلمي اللغات – و خاصة الأجنبية منها – تتمثل في كيفية انتقال المتعلم من المحيط الصوتي بلغته الأصلية، الناتج من خصائص هذه اللغة الصوتية سواء كان ذلك في صفات أصواتها أو مخارجها، أو في الطابع الخاص بنبرتها و تنغيمها، فتعلم الإنسان لغته تطبع فكره و إحساسه باللغة أولا و قبل كل شيء بهذه الطريقة الصوتية التي يستعمل بها هذه اللغة، و هذا أمر نجده في جميع اللغات، فحديثنا نحن باللغة العربية في طابعها الصوتي، يختلف عن الحدبث باللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية عندما يتحدث بلغته الأم، لذلك كانت مهمة المعلم الأولى و الأساسية هي مرافقة المتعلم عن طريق تقديم اللغة التي يراد تعليمها في إطارها الصوتي، بحيث يجعله يستمع إلى هذه اللغة بصورة مكثفة عن طريق اختيار نصوص و كلمات أو نشاطات بهذه اللغة قائمة اختيار دقيق يحقق للمتعلم حسن الولوج إلى هذه اللغة، ليقوده في الأخير إلى الاستئناس بهذه اللغة و التعود على سماعها و الوعي بأنها تختلف كثيرا أو قليلا عن لغة الأم في هذا المستوى بالذات. و تعتبر هذه المرحلة من المراحل المهمة التي يتوقف عليها نجاح المراحل الأخرى.

2- التعرف على الأصوات و التمييز بينها، و في هذه المرحلة لا يطلب من المتعلم معرفة معاني الكلمات لأن الهدف هو التعرف على أصوات اللغة الجديدة خاصة الأصوات المختلفة عن أصوات لغته الأم – في تعليم اللغات الأجنبية – كما تعتبر هذه المرحلة كذلك امتدادا للمرحلة السابقة التي يسعى فيها المتعلم إلى إكمال انغماس المتعلم في محيط اللغة الصوتي حتى يألفه.

3- إدراك المعنى العام للكلام، و يتم ذلك عن طريق تقديم مجموعة من الكلمات أو العبارات البسيطة يستطيع المتعلم نطقها بسهولة، و تحمل معان عامة شائعة يمكن أن يستوعب مضامينها، و يتدرب على تكرارها.

4- إدراك بعض التغيرات في المعنى الناتجة عن تغير في بنية الكلمة ( كتغير الصوت، أو إضافة حرف…..الخ )، و ذلك للفت الأنظار انتباه التعلم إلى وظيفة الأصوات، و أثرها في المعنى، و التعرف شيئا فشيئا على بنية اللغة.

5- و هي المرحلة الأخيرة من مراحل تعليم السماع، و يتم فيها تقديم بعض الأساليب المستعملة في الحياة اليومية و المتصلة بثقافة اللغة المستعملة في الحياة اليومية و المتصلة بثقافة اللغة المتعلمة، كالسؤال، و للجواب، و الأمر، و الإشارة إلى مدلول، و التحية و الاستجابة لها …….الخ. هذه هي مراحل تعليم مهارة السماع كلها، لكن تشير فقط إلى أن هذا التقسيم لهذه المهارة إلى مراحل، إنما هو من أجل التقريب و التوضيح، فالمهارة هي كل هذه المراحل مجتمعة، و التفريق بينها خاضع لحدس المعلم و انتباهه، فهو الذي يقدر لخطة الانتقال من مرحلة إلى أخرى حتى يتم التأكد من تمام الأولى، و لا بد أن تعالج كل المراحل في النهاية على أساس متكامل هو تحقيق مهارة السماع.

و يمكن للمعلم أن يستعين ببعض القواعد التربوية الخاصة بتعليم هذه المهارة نذكر منها:

أ-توجيه المتعلمين إلى الإنصات للموقف عدة مرات من أجل التعود على محيط اللغة الصوتي الجديد دون التفكير في مكونات الكلام و عناصره. ب- تشجيعهم على استبعاد لغتهم القومية، ليتم التركيز على اللغة المتعلمة فقط.

ج- التدرج في تقديم الأصوات و المادة الأولى من اللغة من المواقف البسيطة إلى المواقف الأكثر تعقيدا، على أن يوافق هذا التدرج مراحل نمو عملية السماع.

د- حث المتعلمين على الاستماع إلى مجموعة من أحاديث، تم استرجاعها على شرائط مسجلة بأصواتهم، تم الاستماع إليها، و هذا يعطيهم فرصة للمقارنة، و يقدم لهم ما يسمى في علم النفس التربوي بالتغذية الرجعية. هذا بالنسبة لمهارة السماع، ونشير في الأخير إلى أن هذه المرحلة هي مخصصة لتحضير المتعلم من الناحية الصوتية، و هي عملية مهمة، لأن من يسمع اللغة جيدا يتكلمها كذلك.

2- مهارة الكلام:

ليس هناك داع للتأكيد على أهمية مهارة الكلام، فكل متعلم لأي لغة، يهدف أولا و قبل كل شيء إلى استعمالها و التحدث بها ليتصل مع الآخرين و يعبر عن أفكاره و مقاصده.

فالكلام -إذن- مهارة إنتاجية، تتطلب من المتعلم القدرة على استعمال أصوات اللغة بصورة صحيحة (وهذا يحقق في مرحلة السماع )، و التمكن من الصيغ الصرفية و نظام تركيب الكلمات، و في الأخير القدرة على حسن صياغة اللغة في إطارها الاجتماعي. إن الغرض من الكلام هو نقل المعنى لتحقيق التواصل، و لن يتم ذلك إلا بحذف قواعد اللغة في سياقها الاجتماعي، فلا تواصل بدون معنى، و لا معنى خارج الإطار الاجتماعي."5" من هنا تظهر أهمية الكلام في تعلم اللغات، و إذا ما أهملت هذه المهارة أو أخرت لفترة زمنية معينة، كان ذلك عقبة كبيرة في تعليم اللغة كلها، لأن المتعلم – كما ذكرنا – يقبل على تعلم اللغة و هو يهدف أساسيا إلى استعمالها شفويا، و عندما تمر الأيام دون أن يتمكن من ذلك، يحدث له نوع من الإحباط، و ينتابه شعور بأن التحدث بهذه اللغة أمر صعب المنال.

لكل هذا، كان تعليم هذه المهارة، هو سعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، يمكن حصرها فيما يلي:

أ- أن ينطق المتعلم أصوات اللغة سليمة صحيحة، و أن يؤدي جميع أنواع النبر و التنغيم بطريقة مقبولة. ب- التعبير عن المعاني باستعمال التراكيب النحوية و الصيغ الصرفية المناسبة.

ج- اكتساب ثروة لفظية موافقة لمستوى نضجه و قدراته.

د- القدرة على استعمال أساليب اللغة المفيدة في التواصل مع الآخرين، في معانيها ووظائفها.

و في ختام الحديث عن مهارتي ( السمع و الكلام )، تجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومات موجهة للمعلم، و جهلها يضع هذا المعلم حين يواجه المتعلمين في حيرة من أمره، متسائلا من أين يبدأ و ما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في كل مرحلة.

إن التركيز على هذه المهارات ناتج في الحقيقة من تطور النظرة إلى اللغة و مواضيعها خاصة منذ بداية القرن العشرين، و ظهور النظريات اللغوية الحديثة ( النظرية البنيوية، و النظرية التوليدية التحويلية ). لقد غيرت أفكار هذه النظريات طبيعة التعامل مع اللغة بما أمرت عليه من حقائق لغوية. و من هذه الحقائق التي أكدت عليها النظرية البنيوية نذكر:"6"

اللغة نظام و بنية
التأكيد على أن اللغة منطوقة قبل أن تكون مكتوبة
اللغة مجموعة منظمة من العادات
تعليم اللغة لذاتها، و ليس ما يدور في فلكها من أفكار فلسفية و جدل في قضاياها النظرية.
اللغة هي ما يستعملها أصحابها، و ليس ما ينبغي أن يكون.
اللغات تختلف فيما بينها في جميع المستويات ( الصوتية و الصرفية- المعجمية، و التركيبية و الدلالية ).

لقد مثلت هذه الأفكار بالنسبة لطرائق تعليم اللغات الأرضية النظرية لاستحداث طرائق جديدة، و استلهمت منها مادتها الأساسية في التركيز على تعليم المهارات، أي ما اتصل بالجانب المنطوق من اللغة، و الوجه الإستعمالي لها، و دراسة بنيتها الشكلية…الخ و هذا ما يفرق في الحقيقة بين الطرائق التقليدية، أو ما عرف بطريقة التواعد و الترجمة المعروفة قبل البنيوية، و التي أهملت هذه المهارات، و ركزت كما يبدو من اسمها على تعليم قواعد اللغات القديمة و الترجمة منها و إليها، و ذلك تأثرا بالجو الفكري السائد في ذلك الوقت ( و هو أمر لا نريد التوسع فيه في هذا المقام) و بين الطرائق الحديثة، و خاصة ما عرف بالطرائق البنيوية، كالطريقة السمعية الشفوية البصرية ، و الطريقة المباشرة,…..الخ). فقد استفادت هذه الطرائق جميعا من النظريات اللغوية، و ركزت على استغلال مفاهيمها، فانعكس ذلك كله على مضمون انشغالاتها، فاهتمت بالمهارات اللغوية خاصة مهارة السماع و الكلام: فالطريقة السمعية الشفوية مثلا، كانت و لا تزال تهدف إلى تعليم اللغة كما ينطقها أصحابها بالاعتماد على السماع في أصواتها و نبرها و تنغيمها، و كما هي مستعملة حقيقة، و كذلك بالاعتماد على استغلال تراكيبها و معانيها في سياقاتها الاجتماعية كما هي متداولة عند أبناءها في فترة زمنية محددة.

إضافة إلى هذه الطرائق، فذكر الطريقةالتواصلية، التي تهدف إلى تعليم اللغة اعتمادا على وظيفتها الأساسية ( التواصل )، و قد استفادت في ذلك من تطور نظرية التواصل اللغوي, و قدمته هذه النظرية على يد مجموعة من العلماء من معلومات هامة حول هذه الوظيفة، وجهت بها أنظار المهتمين بتعليم اللغات و الاستفادة منها.

و في الختام، نقول، إن تعليم اللغات ( الأم، أو اللغات الأجنبية ) قد عرف تطورا كبيرا منذ منتصف القرن الماضي, و ذلك نتيجة عوامل كثيرة, حضارية و ثقافية, و تجارية و سياسية…الخ

و قد عرفت المجتمعات الأوروبية قيمة اللغات الوطنية في بناء المجتمعات و نشر الثقافات و التعريف بالهوية و التأثير في الآخرين فوفرت للغاتها جميع الوسائل لترقيتها و نشرها، و أولى هذه الوسائل هي البحث في كيفية تعليمها لأبنائها أولا، ثم للآخرين ثانيا فظهرت الطرائق المختلفة، عامة و متخصصة، و تنوعت بحسب الأهداف و حسب الحاجات، و البيئات.

و بهذا كانت اللغة في هذه المجتمعات عاملا أساسيا من عوامل التوحيد بين أفراد الثقافة الواحدة، و ركيزة أساسية في الحفاظ على موروث الأمم و المجتمعات الذي يعتبر هو ضميرها و امتدادها الحضاري. فهلا أولينا في مجتمعاتنا العربية اللغة العربية الاهتمام نفسه، و أوكلنا الأمر إلى ذوي الاختصاص من علماء و أبناء هذه الأمة لوضع الطرائق التعليمية الناجعة، لتحقيق مع حققته المجتمعات المتقدمة حتى لا تملى علينا الطرائق إملاء، و لا تصاغ لنا البرامج التعليمية صوغا، لا يخدم مجتمعاتنا. و لا يسعى لترقيتنا و ازدهارنا.

الهوامش:

1- انظر : شارل بوتون – اللسانيات التطبيقية- المنشورات الجامعية الفرنسية – باريس – فرنسا- 1979 ص 5

2- مقدمة ابن خلدون- المكتبة العصرية- بيروت- لبنان- ص 554

3-المصدر نفسه-ص 560

4- انظر : محمود كامل الناقة – تعليم اللغة العربية – جامعة أم القرى- المملكة العربية السعودية- 1985- ص 121

5- انظر المرجع نفسه – ص 151

6- انظر : فردينان دي سوسير – محاضرات في اللسانيات العامة – منشورات بايوتاك – فرنسا 1979




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

الوثائق اللازمة للتسجيلات الجامعية 2022 2022

الوثائق اللازمة للتسجيلات الجامعية 2022 2022


الونشريس

الوثائق اللازمة للتسجيلات الجامعية 2022 2022

dossier d’inscription universitaire 2022 2022

هذه الوثائق تجدها في كل موقع من مواقع الجامعات الجزائرية الخاصة بالتسجيلات الجامعية النهائية


التسجيل النهائي :

بعد أن يحصل الطالب على التوجيه حسب رغبته أو حسب ما يمكن أن يوجه له،
يقدم ملفا كاملا، على مستوى مكتب شؤون الطلبة، ضمن الآجال المحددة فيالمنشور الوزاري :

شهادة البكالوريا الأصلية

نسخة من شهادة البكالوريا مصادق عليها

إستمارة التوجيه

نسخة من بطاقة التعريف الوطنية (أو شهادة الجنسية)

شهادة ميلاد

صور شمسية (06)

حوالة بريدية لحقوق التسجيل 200.00 دج (+ نسخة من الحوالة)

التسجيل البيداغوجي:

بعد القيام بإجراءات التسجيل الإداري، يلتزم الطالب الجديد بالتسجيل البيداغوجي على مستوى مصلحة
البيداغوجية بالكلية قبل 01 أكتوبر من السنة الجامعية، هذا الملف مكون من :

نسخة من شهادة البكالوريا

شهادة ميلاد

صور شمسية (02)

الشهادة الأصلية للتسجيل الإداري بالجامعة


الونشريس1/ ملف الإيواء ( السكن ) dossier de l’hébergement

أ – شروط الاستفادة من الإيواء

* التسجيل في إحدى مؤسسات التعليم العالي

* أن يبعد مقر السكن الشخصي :

– 50 كلم بالنسبة للذكور

– 30 كلم بالنسبة للإناث

* ألا يتعدى سن الطالب 28 سنة

* إحترام القانون الداخلي للإقامات الجامعية.

مع تقديم ملف كامل للإيواء . .

الونشريس ب – الوثائق المطلوبة لتكوين ملف الإيواء الونشريس

1- استمارة المعلومات تسلم من طرف الإدارة.

2- نسخة من كشف نقاط البكالوريا مصادق عليه.

3- شهادة التسجيل أصلية خاصة بملف الغرفة.

4- شهادة ميلاد أو الحالة المدنية للطالب.

5- شهادة الإقامة للطالب+ فاتورة الكهرباء و الغاز.

6- نسخة من بطاقة التعريف الوطنية للطالب.

7- تعهد الأب أو الولي باستخلاص المصالح المالية.

8- شهادة طبية (صدرية + عامة ) للطالب.

9- خمس (05) صور شمسية عليها اسم و لقب الطالب.

10- أربع (04) أظرفة عليها الطابع البريدي و العنوان.

ملاحظة : كل ملف ناقص لايؤخذ بعين الاعتبار.

الونشريس 2 / ملف الاستفادة من المنحة dossier de la bourse

يتكون ملف الاستفادة من المنحة من:

1- شهادة التسجيل أصلية خاصة بملف المنحة

2- نسخة من كشف النقاط لشهادة البكالوريا مصادق عليها.

3- شهادة الميلاد أو الحالة المدنية.

4- صورتان شمسيتان للطاب.

5- ظرفان بريديان عليهما الطابع البريدي و العنوان.

6- شهادة عدم الخضوع للضريبة لكل من الطالب و الأولياء EXTRAIT DES ROLES

7- كشف الدخل الشهري أو السنوي للعاملين بأجر.

8- شهادة البطالة بالنسبة للأولياء البطالين.

9- الاستمارة(02) للأولياء ذوي الأعمال الحرة تملأ عند مصالح الضرائب التابعة للدائرة + مستخرج من جدول الضرائب حديث و مصفى (صافي من الديون)

10- بالنسبة للأولياء-المتوفين: شهادة الوفاة

-المطلقين: الحكم القضائي & شهادة الكفالة للولي المتكفل بالطالب و كشف الدخل الخاص به كما هو مبين في 6-7-8- 9

10- صك بريدي مشطوب إن وجد.




التصنيفات
الطلبة الجامعيين

الدخول الجامعي 2022 2022 بالتفصيل

الدخول الجامعي 2022 2022 بالتفصيل


الونشريس

التاريخ الرسمي للدخول الجامعي للسنة الجامعية 2022/2014 و انطلاق الدروس يكون يوم 15 سبتمبر 2022
انطلاق الأعمال الموجهة TD يوم 22 سبتمبر 2022
الدخول الرسمي للاساتذة و الموظفين يوم 1 سبتمبر 2022
الامتحانات الاستدراكية تنطلق في 3 سبتمبر 2022 حسب كل كلية
فترة اعادة التسجيل للطلبة القدماء يكون من 2 الى 15 سبتمبر 2022
Le démarrage des cours pour l’ensemble des filières et l’ensemble des étudiants (anciens et nouveaux) est prévu pour le 15 septembre 2022.
Le démarrage des travaux dirrigés (TD) est prévu pour le 22 septembre 2022.
Par ailleurs, la rentrée pour l’ensemble du personnel (enseignants et ATS) est prévue pour le 1er septembre 2022.

Les rattrapages débuteront le 3 septembre 2022 selon le calendrier établi par chaque faculté.
La période des réinscriptions des anciens étudiants est fixée :du 2 au 15 septembre 2022.

Afin d’éviter les difficultés de transport des étudiants du nouveau pôle, les réinscriptions auront lieu à l’Auditorium (pôle centre-ville faculté de médecine) pour les facultés suivantes:

– Sciences
– Sciences sociales et humaines
– Sciences de la nature et de la vie
– Lettres et langues étrangères

La réinscription des étudiants de technologie, sciences économiques et de gestion, droit et sciences politiques aura lieu dans leurs facultés.