التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

طلب خطي للالتحاق بمدرسة الدكتوراه

طلب خطي للالتحاق بمدرسة الدكتوراه


الونشريس

طلب خطي للالتحاق بمدرسة الماجيستيير أو الدكتوراه الجزائر

http://www.ouarsenis.com/up//view.php?file=124566c441




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

مساعدة شباب .:؟

مساعدة شباب …:؟


الونشريس

اريد مذكرة تخرج للسنة الثالثة جامعي تخصص اداب تحت عنوان " التفكير البلاغي لابي الهلال العسكري "

او اريد خطة بحث لهذه المذكرة وشكرا




رد: مساعدة شباب …:؟

أحمد مطلوب ودراساته المصطلحية

م.م نبراس جلال عباس كلية التربية الأساسية / جامعة ديالى

المقدمة
الحَمْد’ للّهِ ، والصلاة والسلام على رسول اللّه ، وعلى آله وصحبه ومَن و ا***65269;ه ، وبَعد’ يظل التراث الأصيل خالدا ، لأنه ينبع من أعماق الأمة ويصور حياتها الفكرية ، وقد كانت آثار الدكتور أحمد مطلوب من ذلك التراث الأصيل الذي عبّر عن وجدان الأمة العربية ، فقد شغل الدارسين وانتشرت كتبه ورسائله في الآفاق ، ولا يزال يتدفق عطاءً ويوحي بكثير من البحوث والدراسات ، ولأن الدكتور أحمد يعد من إعلام البلاغة لذا وجدت الضرورة العلمية تدعوني إلى تناول هذه الشخصية .
ومن أولى الخطوات أن يبدأ البحث بإلقاء الضوء على سِيَر النوابغ الذين شادوا صرحا حضاريا عظيما ، وأن يقف على منهج البحث عندهـم لتكتمـل الصـورة ، ولن يقلل من جهد الأوائل اختلاف مصطلحاتهم وتباين نظراتهم ، فلكل زمان أعلامه ، ويظل أمثال الدكتور مطلوب يرفدون الثقافة العربية بالعلم الغزير ، والمنهج الدقيق ، والرأي السديد ، وما يحتاج إليه أبناء الأمة في بناء الحاضر واستشراف المستقبل .
وقد وجدت في تراثها الأصيل ما يجعل حاضرها مشرقا ومستقبلها مونقا تحث الخطى ، وتؤم مطلع النور لتقيم صرح الحضارة من جديد كما كانت في عهودها الزاهرة ، وانه لمن الخير أن يتسابق أبناؤها إلى العمل والبناء وفي قلوبهم إيمان صادق ، وفي نفوسهم أمل عظيم ، وفي عقولهم فكر منير ، فلقد كان للدكتور أحمد تاريخ طويل معها ، فهي الشاغل الأول له اختصاصا واهتماما ، وهي موضوعه الأول في حياته طالبا وأستاذا ، وهي أيضا مغروسة وقائمة في اهتماماته الثقافية الأولى ، ومتواصلة في مختلف موضوعاته الدراسية في مؤلفاته اللغوية والأدبية والنقدية .
وقد حظي الدكتور أحمد بإشادة الأساتذة الأفاضل ، الدكتورة سهير القلماوي ، إذ قالت فيه : – (( ….. أحمد مطلوب مثال نادر للدائبين المجتهدين في البحث العلمي )) ،
ووصفه ذات مرة أستاذنا الدكتور قصي سالم علوان فقال : – (( ….. هو رائد البحث البلاغي في العراق في العصر الحديث )) .
وهذه الآراء في أستاذنا زادتني شوقا للبحث عن كل ما ميزه عن الآخرين من علماء الأمة ، أملي إن يكون خطوة أولى لمن يرغب من الباحثين في أن يوسع دائرته ، لتعلن إن في وطننا العزيز علماء أمضوا سنين حياتهم – وما زالوا – في خدمة علوم اللغة العربية عامة وعلم البلاغة خاصة ، فلابّد من إن ننظر إليهم بعين التقدير والإعجاب …
وقد وضحت أبـرز النقـاط التـي أتـخـذهـا الدكـتـور أحمـد بتعاملـه مـع المصطلحـات والأسالــيب ( الدخيلـة ) التي لا يمكن إهمالها أو تجاوزها ،لأننا وجدناها حالات تكررت حتى شكلت ظواهر تستحق الوقوف عندها .
وقد بينا جهود الدكتور في تبويب المصطلحات البلاغية التي دارت في كتبه ، حيث شملت مجمل ما طرح من مصطلحات عند سابقيه فالمصطلحات أساس الدراسات العلمية ، لأنها ترسم معالمها وتوضح مبادئها .
وفي الختام أدعو الباري عز وجل انّ يعصمنا من الخطأ والزلل ويهدينا سواء السبيل انه نعم المولى ونعم النصير ، وأخر دعوانا إن الحمد’ للهِ ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين خير الأولين والآخرين …وآخـر ما أختـم به هذه المقدمة قوله تعالى : – (( ربّنا لا تزِِغ ْ قلوبنـَا بعد إذ هَدَيْتنا ، وَهَبْ لنا من لَدنـْك رحمة ً إنك أنت الوهاب )) .

{ وما التوفيق إلا من عند الله }

دراساته المصطلحية
1- مصطلحات بلاغية * : –
يقترن ظهور العلوم والمعارف المختلفة بالقواعد والأصول ووضع المصطلحات التي تدل على تلك العلوم والمعارف بوصفها أدوات التفكير ووسيلة من وسائل التقدم العلمي والأدبي ، إذ تضمن التفاهم والتواصل بين المختصين في علم من العلوم ، وهذا أدى إلى الاهتمام بالمصطلحات وتوالدها وتلاقحها بين الحضارات المختلفة وجعلها تشغل حيزا واسعا عند الباحثين والدارسين قديما وحديثا ودفعهم الى وضع المعجمات والمؤلفات والبحوث والدراسات المختلفة الخاصة بالمصطلحات تنظيرا وتطبيقا .
وكان أحمد مطلوب أحد الباحثين في هذا المجال الرحب وضمن تخصصه الجامعي وذلك بعدما اختط لنفسه البحث في البلاغة والنقد ميدانا له ، وأعطى أهمية كبيرة للمصطلحات لأنها تشكل عنده (( أساس الدراسات العلمية ، لأنها ترسم معالمها وتوضح مبادئها ، والبلاغة العربية من الفنون التي استقرت وتحددت قواعدها وأخذت مصطلحاتها معانيها بعد إن عبرت أجيالا كثيرة وشهدت جهودا عظيمة )) .
ففي هذا الكتاب قام بتتبع التطور التاريخي لمعاني المصطلحات البلاغية الكبرى : الفصاحة ، البلاغة ، المعاني ، البيان ، البديع ، وذلك من خلال الوقوف عليها في معاجم اللغة ولاسيما لسان العرب لأبن منظور ، ثم معناها في القرآن الكريم وكتب الحديث الشريف، وكتب البلاغيين (1) .
وكان للقدماء اهتمامات واسعة بالمصطلحات تنظيرا وتطبيقا ، بعد بدء الاحتكاك بثقافات الأمم والحضارات المجاورة ، وتنوع العلوم والفنون المختلفة وتزايد الاحتياج إلى اصطلاحاتها الخاصة والمناسبة لكل علم من العلوم والبلاغة والنقد أحد تلك العلوم .
ومن أوســـع تلك الاهتمامات نجدها متمثلة في أطروحات الجاحظ (255هـ) يقول : ((إن لكل صناعة ألفاظا قد حصلت لأهلها بعد امتحان سواها فلم تلزق بصناعتهم إلا بعد أن كانت مشاكله بينها وبين تلك الصناعة)) (2) ، وهذه الألفاظ كثيرة منها الفصاحة ، والبيان ، والبديع ، والاستعارة ، والتشبيه والمثل ، والكناية ، والسجع ، والإطناب (3) .
وقـد أشـاد الأقـدمـون بعـمـل الجاحـظ وبكتابـه –البيـان والتبيين– خاصـة (4) .
__________________________________________________ _
* ساعد المجمع العلمي العراقي على نشره – بغداد 1972م .
(1) الدكتور أحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 5 ، ينظر أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية : 15 .
(2) أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ – الحيوان : ج 3 / 368 ، ياسر محمود حمادي ألعبيدي – ينظر أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية : 15 .
(3) الدكتور أحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 5 .
(4) ابن الزملكاني وجهوده البلاغية : 21 ، العسكري – ينظر كتاب الصناعتين:10– 11 .
لقد تعرض ابن قتيبة للبلاغة في كتابة تأويل مشكل القرآن وذكر بعض مصطلحاتها كالمجاز، والاستعارة ، والكناية ، والحذف ، والمقلوب (1) ، وذكر المبرد (285هـ) في الكامل ، وثعلب في قواعد الشعر كثيرا منها . وتبعهم ابن المعتز (296هـ) في البديع (2)
إذ تعامل مع المصطلحات البلاغية على نحو ٍ يشير إلى فهمه قضية المصطلح التي أثيرت في زمانه ، فحاول أن يرد كثيرا من مفاهيم المصطلحات إلى العصر الجاهلي ، وأنّ جلَّ ما قام به أدباء عصره هو كثرة استخدامهم إياها وثبت ببعض الرموز دلالات واصطللاحات ليس إلا ، وقد لقيت المصطلحات البلاغية عنده اهتمامات تطبيقية ، وذلك من خلال جمعه خمسة منها في كتابه البديع ، وهي عنده قابلة للزيادة والتغيير تبعا لما يستجد(3) .
كما إننا نجد عددا من المصطلحات البلاغية عند قدامه بن جعفر (337هـ) في نقد الشعر ، إذ عمل قدامه على وضع الأسماء والألقاب والمصطلحات وتحليل مدلولاتها ، وأبو هلال العسكري (395هـ) في كتاب الصناعتين (4) ، وابن سنان ، وابن الأثير، وابن مالك ، وأضافوا فنونا لم يعرفها المتقدمون (5) .
كما نجد المصطلحات البلاغية والنقدية المبثوثة في كتابات عبد القاهر (471هـ أو 474هـ) ويحدد قضايا وجوانب مهمة في تلك المصطلحات وإن لم يثوب بشكل دقيق – كبحثه مصطلح الفصاحة ، وإثباته بأن الألفاظ تحسن لا من أجل صفة تحملها ، بل إن الأمر يعود إلى طريقة نظمها (6) ، وغيرها من مصطلحات كالتشبيه ، والاستعارة ، والكشف عن مواضع جمالها وكيفية تحديده لهذه المصطلحات من خلال تحليله لنماذج شعرية رائعة (7) .
وعلى الرغم من هذه الجوانب الإيجابية إلا انه لا يمكن إغفال جوانب سلبية في هذا العمل ألا وهو إن هذه المصطلحات لم تكن مبوبة ومنتظمة أبواب وفصول خاصة يبحث فيها المصطلح من جميع جوانبه بل كانت بشكل قضايا هنا وهناك (8) .
فقد نشأت مصطلحات البلاغة نشأة عربية وأخذت دلالتها من الأدب العربي الذي زخر بألوان كثيرة من فنون التعبير وكان بعضهم يضع للنوع الواحد أسمين اعتقادا منه ان ذلك النوع قنان مختلفان ، وهذا يدل دلالة واضحة على إن فنون البلاغة ومصطلحاتها اختلفت على مدى الأجيال حتى (9) جاء عصر المتأخرين فوجدت انعطافة كان يمكن ان تكون حاسمة في تاريخية المصطلحات البلاغية والنقدية فاستقرت في كتابين : –

__________________________________________________ ____________
(1) مصطلحات بلاغية : 5 ، الدكتور ماهر مهدي هلال – ينظر فخر الدين الرازي بلاغيا ، الجمهورية العراقية ، وزارة الثقافة والإعلام ، دار الحرية للطباعة(1379– 1977م): 19 – 20 ، ابن الزملكاني وجهوده البلاغية : 22 .
(2) مصطلحات بلاغية : 5 ، ينظر أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية : 58 .
(3) ينظر أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية : 17 .
(4) الدكتورأحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 5 ، الدكتور شوقي ضيف – ينظر البلاغة تطور وتأريخ : 74 ، الدكتور بدوي طبانة – وقدامه بن جعفر والنقد الأدبي ، ط 2 ، القاهرة ( 1378هـ – 1985م ) : 332 ، 386 ، 387 ، الصناعتين : 7 .
(5) الدكتورأحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 5 .
(6) عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني – ينظر دلائل الإعجاز : 306 – 308 .
(7) عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني – أسرار البلاغة : 32 ، 74 ومواضع أخرى .
(8) ( أبو يعقوب يوسف بن محمد بن أبي بكر محمد بن علي ) السكاكي – ينظر مفتاح العلوم،القاهرة ( 1356هـ – 1937م ) : 339 وما بعدها … ، ياسر محمود حمادي العبيدي،ينظر أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية : 17 .
(9) الدكتورأحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 6 – 7 .

الأول : ( مفتاح العلوم ) للسكاكي (626هـ) ، إذ عمل على تقعيدعلوم البلاغةالمختلفة(1) ، وصاغ مصطلحاتها ، وحدد تعريفاتها ، ووضعها الوضع الأخير واصطنع منهجا واحدا أصبح سائدا إلى عصرنا وهو منهج جديد لولا إن البلاغيين والنقاد اتخذوه شرعة لهم ، وبدأ عمل من جاء بعده يتمثل بجهد شراح وملخصين ليس غير ، ونجد في أحيان كثيرة أنهم يزيدون المسائل تعقيدا يضاف إلى ذلك أننا نجد المصطلحات الفلسفية والمنطقية وكثرة التقسيمات
ونجد في أحيان كثيرة أنهم يزيدون المسائل تعقيدا يضاف إلى ذلك أننا نجد المصطلحات الفلسفية والمنطقية وكثرة التقسيمات والتعريفات التي بدأت تقتحم عالم البلاغة وتهيمن عليه – بدءا منذ عهد السكاكي (2) .
والثاني : كتاب ( التلخيص والإيضاح ) للخطيب القز ويني (739هـ) إذ أخذت حينئذ دلالتها العلمية ومعناها الدقيق وتوالت البحوث البلاغية حتى وصلت إلى المعاصرين من أمثال الشيخ أمين الخولي .
لذا نجد ان المنهج الخاص للدكتور أحمد مطلوب في هذا الكتاب يقوم على رصد كل مصطلح في مظاته واستقاء الرأي فيه من منابعه ، والربط بين الآراء ربطا يظهر تطورها التاريخي ، ويحدد معنى المصطلح الذي أستقر وتعارف عليه البلاغيون المتأخرون ، وفضل الابتعاد عن التعليق أو النقد على معاني هذه المصطلحات عند القدماء .
يقول : (( ولم نرد أن ننقد التعريفات أو ننقد رأي هذا أو ذاك لأنه يخرجنا عن هدفنا ، ولأنه يفتح سبيل القول ويدعو الى الخوض في أغراض شتى )) (3) ، لذا حاول تخليص البلاغة ومصطلحاتها من كل غريب علق بها يجعل القارئ يسأم من هذا الدرس ، وحاول إضفاء الرونق وإعادة الرواء للبلاغة ومصطلحاتها كما كانت أيام الجاحظ وعبد القاهر ومن تقيلهم مع شيء من التعقيد والضبط المنهجي ، وعلى سبيل المثال نراه عندما يبحث مصطلح : البيان يقول : جاء في لسان العرب : البيان : ما بين الشيء في الدلالة وغيرها ، وبان الشيء : أتضح ، فهو بين ، واستبيان الشيء : ظهر ، والبيان : الفصاحة واللسن ، وكلام’ بيِّن : فصيح ، والبيان : الإفصاح مع ذكاء ، وهنا أشارة إلى اللفظ المعنوي لكلمة البيان وهـو الظهـور وفي القرآن الكريم أشارات كثيرة إلى البيان منها قوله تعالى : – (( هذا بيان للناس هدى وموعظة للمتقين )) (4) .
والبيان : هنا الإيضاح وأستدل بقول الزمخشري : (( هذا بيان للناس : إيضاح لسوء عاقبة مما هم عليه من التكذيب يعني : حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم ، والاعتبار بما يعانون من آثار هلاكهم )) (5) . وقوله تعالى : – (( الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان )) (6) . والبيان هنا المنطق الفصيح المعرب عنه في الضمير ، ثم أنتقل بعد ذلك إلى معنى البيان في الحديث الشريف ، (( إن من البيان لسحرا ، وان من الشعر لحكمة)) ، والبيان في هذا الحديث أظهار المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وذكاء القلب (7) .
__________________________________________________ ________________
(1) أبو يعقوب يوسف بن محمد السكاكي – ينظر مفتاح العلوم : 339 وما بعدها …
(2) المواضع التي أشرت إليها كثيرة نجدها في كتاباته المختلفة ، أبرزها : للدكتورأحمد مطلوب – دراسات بلاغية: 34 وما بعدها … ، مناهج بلاغية : 402 وما بعدها … ، حامد عبد الهادي حسين – ينظر ابن الزملكاني : 29، ياسر محمود حمادي ألعبيدي -ينظر أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية : 17 .
(3) الدكتورأحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 6 – 7 .
(4) آل عمران : 138 .
(5) الزمخشري – الكشاف : ج 1 / 321 .
(6) الرحمن : 1 – 4 .
(7) ( أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ) – النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، ومحمود محمد الطناحي ، القاهرة (1383هـ – 1963م ) ، ط 1 ، ج 1 / 174 .
وخلاصة القول : – نجد كثيرا من الباحثين قديما وحديثا قد أولوا عناية فائقة واهتماما كبيرا بالمصطلحات البلاغية وسبل وضعها وألفت في ذلك الدراسات والبحوث المختلفة التي بتعددها تعددت مناهج هؤلاء الباحثين ، وذلك لأن الباحث يحتاج في بحثه إلى أن يخطو خطوات إجرائية ترتبط بالدقة العلمية والمعرفية التي بدورها ارتبطت برؤية كل قوم من الأقوام ، فضلا عن الثقافة التي يتمتعون بها .
وقد كان أسلوب أحمد مطلوب وطريقته في التعامل مع المصطلحات البلاغية وترتيبها بشكل منظم ودقيق على وفق منهجه الثابت المتميز بالخصوصية والاستقلالية عن باقي المناهج الأخرى .
2 – معجم المصطلحات البلاغية وتطورها (1) : –
كان كتاب ( مصطلحات بلاغية ) منطلق الشروع في وضع معجم لمصطلحات البلاغة، وقد بدأ الدكتور أحمد مطلوب بجمع المادة منذ سنوات طويلة حتى أذا أكمل الجمع وضع المعجم بأجزائه الثلاثة التي أصدرها المجمع العلمي العراقي بين سنة 1983وسنة 1987م.
لقد رصد واضع المعجم المصطلحات البلاغية وصنفها بحسب حروف الهجاء العربية، إذ أتخذ الترتيب الهجائي القاعدة الأساسية التي يبني عليها من دون أن يلتفت الى أصل كل مادة من مواد المصطلح أو ارتباطها بالمعجم القديم ، لأن في ذلك شيئا من العسر لا يخدم الهدف ولا يحقق المراجعة السريعة (2) ، يقول بهذا الصدد :
((وهو معجم يقوم على ترتيب الأنواع ترتيبا هجائيا لتسهل مراجعة النوع وجمع أجزائه في مادة واحدة والإشارة إليها إذا جاءت منفردة وجمع الآراء المختلفة في الفن الواحد))(3)، لـذا فهـو يبـدأ بمصطلـح – الائتلاف – وينتهـي بمصطلـح – وقوع الحافر على الحافر – من دون تقديم مصطلح لشرف أهمية أو شمولية كمصطلـح البلاغــة فكـان فـي آخـر الجـزء الأول ، لـذلك وضـع ( الاستفهام ) قبـل( الاسجال ) و(الارتقاء) قبل (الإرداف) و (الأغراض) قبل(الإيجاز)فالأساس هو ترتيب الحروف في المصطلح(4) . وبعد ذلك رجع المؤلف إلى معاجم اللغة العربية ليقف على معاني المصطلح اللغوية ، ثم يذكر أسماء كل مصطلح إن وجدت له عدة أسماء في كتب القدماء من البلاغيين والنقاد (5) .
ولعل الالتزام بهذه القاعدة المفيدة دفعه إلى ذكر المصطلح الواحد في أكثر من موطن بسبب اختلاف تسمية المصطلح بين العلماء (6) ، فعلى سبيل المثال نقل معنى البلاغة – لغة عند ابن منظور في معجم لسان العرب ، ثم ذكر معاني هذا المصطلح عند القدماء من أمثال الجاحظ في البيان والتبيين ، وأبي هلال العسكري في كتاب الصناعتين ، وأبن سنان الخفاجي في سر الفصاحة ، وعبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز والرازي في نهاية الإيجاز ، وابن الأثير في المثل السائر ، والسكاكي في مفتاح العلوم ، والقز ويني في الإيضاح حتى يصل إلى المعنى الذي أستقر (7) عليه مصطلح البلاغة عند المتأخرين .
_________________________________________________
(1) يقع في ثلاثة أجزاء ، منشورات المجمع العلمي العراقي ، بغداد (1983م– 1987م) وأعادت طبعه مكتبة لبنان – بيروت – في مجلد واحد سنة 1996م .
(2) الدكتورأحمد مطلوب – معجم المصطلحات البلاغية وتطورها : ج 1 / 6 .
(3) ينظر المصدر السابق: ج 1 / 8 .
(4) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 6 .
(5) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 402 – 406 .
(6) ينظر المصدر السابق : ج 2 / 51 وما بعدها …
(7) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 402 – 406 .
وعندما يكون لبعض المصطلحات أو الفنون البلاغية أسمان أو أكثر فأن المؤلف يشير إلى كل هذه التسميات ، فعلى سبيل المثال مصطلح – التورية – يسمى إيهاما وتوجيها وتخيلا (1) ، ومصطلح – التجنيس – ذكره عند حرف التاء وذكره مرة أخرى عند مجموعة حرف الجيم عند تسمية الجناس (2) إلا أنه ينبه على مـثل هـذه المسائـل بعبارات ( إن النـوع السابـق ) أو ( الأنـواع المتقدمة ) أو ( المصطلح الفلاني وقد تقدم الكلام عنه ) ، مع الإشارة إلى المصادر التي ذكرت بالاسم الجديد (3) ، ومع هذا فإننا كنا ننتظر منه خطوات إجرائية وفعالة أكثر في معالجة مثل هذه الإشكالات ، لأنه هو الداعي إلى تخليص المصطلحات من الفوضى في التسميات والتكرار الذي يقع فيها ، ولاسيما بعدما سنحت له الفرصة في مباشرة مثل هذا الجهـد الضخـم ، كمـا إننا نجـده يقحـم بـعض المصطلحـات المهملـة كمصطلـح ( البراعة ) (4) الذي أشار اليه في موضع أخر ومبكر إن مثل هذه المصطلحات قد أصبحت من المصطلحات المهملة في الأوساط الأدبية منذ القدم(5).
ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك علاقات واضحة بين كتابه الأول (مصطلحات بلاغية) وبين الثاني (6) ( معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ) فلقد أراد للأول أن يكون النواة الأولى لمعجم يضم مصطلحات البلاغة العربية الأساسية ليكون مرجعا للباحثين ، ولقد زعم أحد الباحثين بالتأثر الواضح بين معجمه ومعجم الدكتور بدوي طبانة ( معجم البلاغة العربية) (7) ، وليس الأمر كذلك (8) ، إذ الفرق بين المعجمين كبير إذ صنف الدكتور أحمد معجمه على وفق الهجاء العربية ، وذكر الفنون البلاغية المختلفة ، ونقل تعريفات القدماء لكل مصطلح ، مراعيا المنهج التاريخي لكل مصطلح حتى يصل بعد ذلك إلى العصور المتأخرة ، إذ أستقر التعريف مع ذكر التسميات المختلفة للمصطلح البلاغي الواحد ، أخبرني الدكتور أحمد مطلوب إنه لم ير معجم طبانة إلا بعد طبع معجمه وليس غريبا أن يكون بعض الاتفاق في موضوعين متشابهين ، فالملاحظ إن أغلب عناصر هذا المنهج متوافرة في كتاب ( مصطلحات بلاغية ) الذي صدر عام ( 1972م ) أي قبل سنتين من صدور ( معجم البلاغة العربية ) للدكتور بدوي طبانة وطريقة تحديده للمصطلحات وتعامله معها ، إلا أننا نقول أنّ المؤلف قد أختط لنفسه في وقت مبكر منهجا علميا في طريقة تعاطيه المصطلحات، كما إن عناصر هذه المنهجية ليست بجديدة على مؤلفات السلف في هذا الميدان ، ومنها (التعريفات) للسيد الشريف الجرجاني ، إذ يبدأ المؤلف بذكر المعنى اللغوي للمصطلح ثم الاصطلاحي ، ومن ثم ينسب المصطلح إلى أصحابه الاختصاصين (9) .

(1) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 402 – 406 .
(2) الدكتور أحمد مطلوب – معجم المصطلحات البلاغية وتطورها : ج 1 / 371 – 376.
(3) ينظر المصدر السابق : ج 2 / 51 وما بعدها … ، 414 .
(4) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 8 ، وتنظر النماذج : ج 1 / 371 ، ج 2 / 383 وهو ما يتعلق بمصطلح الإيهام والتورية ( بالتفصيل ) .
(5) ينظر المصدر السابق : ج 1 / 387 – 402 .
(6) الدكتور أحمد مطلوب – مناهج بلاغية : 295 .
(7) عبد الحسن علي مهلهل السهلاني – ينظر الدرس البلاغي في العراق في العصر الحديث (1951م – 1985م ) ، أطروحة دكتوراه ، جامعة البصرة ، بأشراف الدكتور: قصي سالم علوان ( 1421هـ – 2000م ) : 167 وما بعدها …
(8) الدكتور أحمد مطلوب – مصطلحات بلاغية : 5 وما بعدها …
(9) الشريف الجرجاني – ينظر التعريفات : 5 – 10 .
ويعد المؤلف هذا (( أهم مزية لهذا الكتاب )) (1) ، وقد شهد الباحثون (( وهو جهد قيم للأستاذ الدكتور أحمد مطلوب بدأه قبل أن يكون عضوا في المجمع العلمي العراقي ، وقد ضم عددا من المصطلحات البلاغية والنقدية القديمة ، ويمكن إن نعده رافدا مهما وأساسا لبناء معجم عربي بلاغي نقدي شامل )) (2) .
وخلاصة القول : – لقد أستعرض المؤلف التطور التأريخي لكل مصطلح بلاغي تبين من خلال ذلك مدى تأثر اللاحقين بالسابقين من البلاغيين والنقاد في تعريف كل مصطلح ، والذي دفعه إلى هذا هو ما أراده من معجمات في أن تكون مرجعية شاملة وواضحة للباحثين في البلاغة والنقد ، وأن تكون مصدرا من مصادرها ، ونال ( معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ) عناية من الباحثين والمهتمين بالبلاغة والمعجمية ، وسارعت مكتبة لبنان إلى أعادة طبعه بمجلد واحد سنة 1996 م ، كما أعادت طبع ( معجم النقد العربي القديم ) بمجلد واحد سنة 2001 م ، وكتبت عنه بحوث مستفيضة منها بحث ( مصطلحات البلاغة العربية في معجمين ) للدكتور وليد محمود خالص (( جامعة الإمارات العربية المتحدة )) (3) ، وقد قارن بينه وبين ( معجم البلاغة العربية ) للدكتور بدوي طبانة الصادر سنة 1975م ، وانتهى الدكتور وليد إلى أن المعجمين يختلفان كل الاختلاف في أربعة أمور: الأول : الهدف : إذ وجه الدكتور طبانة معجمه إلى القارئ في حين أن الدكتور أحمد معجمه إلى ( مؤرخ البلاغة ومن تعنيه المقارنة بين الفنون عند العرب وغيرهم من الأقـوام ) ، ثم هو يوضح ارتباط المصطلحات وتأثر اللاحقين بالسابقين، ويقدم للمحققين مادة علمية ، أي أنه وجه عمله إلى ثلاث فئات هي :- مؤرخو البلاغة ، ومن تعنيه المقارنة والمحققون ، وهي فئات متخصصة ستعنى بهذا العمل وتستفيد منه .
الثاني : المداخل : إذ اصطنع الدكتور طبانة الترتيب الهجائي في تصنيف المواد بعد تجريدها من أحرف الزيادة ، وفي هذا صعوبة في حين رتبها الدكتور أحمد بحسب حروف المصطلح كلها ليسهل إلى الرجوع إليه ، وهذا المنهج هو ما ارتضته كثير من المعاجم المختصة في الترتيب لأنها ( وجدته محققا للغاية التي تسعى إليها ، فضلا عن إدراكها إنها تتعامل مع المصطلح كوحدة لغوية متكاملة ذات دلالة خاصة، ولذلك يكون وضعها كما هي في السياق المعجمي أفضل بكثير من تجريدها من حروف الزيادة ووضعها في مادتها الأصلية ) .
الثالث : الشروح : إذ كانت لكل من المؤلفين طريقته الخاصة في التعريف وإيراد الشواهد فالدكتور طبانة يرمي إلى تقريب مدلول واحد للمصطلح من خلال نظرته التاريخية له .
وقد نتج من ( هاتين الطريقتين ثلاث أمور هي : قصر التعريف عند الدكتور طبانة وطوله عند الدكتور مطلوب ، والاكتفاء بشواهد قليلة عند الأول والإفاضة في إيراد الشواهد عند الثاني ما دام المعنى المتغير للمصطلح بحاجة اليها ….
أما الأمر الثالث فهو اكتفاء الدكتور طبانة بنقل مضمون النصوص من المصادر ، أو اقتطاع جزء منها ، بينما يعمد الدكتور مطلوب إلى إيراد النصوص المتعلقة بالمصطلح مثلما وردت في المصادر بشواهدها ) .
__________________________________________________ ______
(1) الدكتور أحمد مطلوب – وضع المصطلح في البلاغة والنقد والعروض – بحوث مصطلحية : 149 .
(2) علي كاظم حسين – جهود المجمع العلمي العراقي في خدمة اللغة العربية ( 1979 – 1995م ) ، رسالة ماجستير : 204 .
(3) ينظر في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( السنة الحادية وعشرون ) العدد (52) (جمادي الأولى – شوال 1417هـ – كانون الثاني – حزيران 1997م ) .
الرابع : المصادر والتوثيق// إذ اتخذ الدكتور أحمد منهجا واحدا في هذا الأمر ، فهو يعمد الى توثيق نصوصه جميعا مع استخدام الأقواس ليشير بوضوح إلى النص المقتبس ، وقد أنتظم التوثيق والإحالة المعجم كله ، ثم صنع في أخر الجزء الثالث فهرسا شاملا لمصادره التي أعتمد عليها يوحي معلومات تفصيلية عن المصدر ، في حين أن الدكتور طبانة أستعمل أشكالا متفاوته في توثيق النصوص إذ تنوع التوثيق عنده ، فهو تارة يأخذ به وأخرى يدعه ، وثالثة يشير إلى صاحب النص ويغفل ذكر المصدر .
لقد أوضح الدكتور وليد اختلاف المؤلفين في معجميهما ، وظهر من بحثه الجاد أن معجم الدكتور أحمد كان دقة في المنهج والتعريف والاستشهاد والتوثيق ، وأيسر في استعماله لأنه رتب على حروف المصطلح كلها ، وهو ما تسعى إليه المعاجم المختصة الحديثة . وكتب الدكتور عبد الكريم محمد حسين ( جامعة دمشق ) بحثا مفصلا عن المعجم بعنوان ( الدكتور أحمد مطلوب – عظم الله أجركم ) (1) ، وتتبع سرقات الدكتورة إنعام فوال عكاوي منه في كتابها ( المعجم المفصل في علوم البلاغة – البديع والبيان والمعاني ) ، وكانت السرقات من المقدمة ومواد المعجم من دون أن تشير إلى ذلك ، ولتأكيد ذلك يكتفى بالإشارة إلى ما جاء في المقدمتين .قال الدكتور أحمد (( أن المعجم في المصطلحات البلاغية وتطورها الذي ضم ألف مصطلح ومائة محاولة أريد بها وضع معجم تأريخي لهذا الفن الذي لم ينضج ولم يحترق ، وهو معجم يقوم على ترتيب الأنواع ترتيبا هجائيا لتسهل مراجعة النوع وجمع أجزائه في مادة واحدة ، والإشارة إليها إذا جاءت منفردة ، وجمع الآراء المختلفة في الفن الواحد لتسهل معرفة أول من بحث فيه وينتفع مؤرخ البلاغة ومن تعنيه المقارنة بين الفنون عند العرب وغيرهم من الأقوام كالفرس واليونان والهنود الذين قيل إن لهم أثرا كبيرا في نشأة البلاغة العربية وتطورها ، وما هو بالأثر الكبير حينما يرجع الباحث إلى هذا المعجم ويرى نشأة الفن وتطوره خلال القرون وارتباط مصطلحات البلاغة بالمتقدمين منـذ عهـد الصحابـة ( رضوان الله عليهم ) . واللغويين والنحاة الأوائل ، كالخليل بن أحمد ، وسيبويه ، والأصمعي ، وأبي عبيدة ، والفراء وغيرهم ممن لم يدرسوا بلاغة أرسطو ، أو يقرءوا صحف الفرس والهنود )) (2) .وقالت الدكتورة إنعام : (( إن المعجم المفصل هذا الذي حوى ثمانمائة واثنين وأربعين مادة معجم ينهض على ترتيب الفنون البلاغية ترتيبا هجائيا لتسهل مراجعته للفن المطلوب وشَمْل’ أجزائه في مادة واحدة ، وجمع الآراء المختلفة في الفن الواحد تفيد مؤلف البلاغة ومن يهتم بالمقارنة بين الفنون عند العرب وغيرهم كالفرس واليونان والهنود الذين قيل إن لهم أثرا كبيرا في نشأة البلاغة العربية ، وماهو كذلك وخاصة حينما يرجع المدقق الى هذا المعجم ويرى نشأة الفن وتطوره خلال القرون وارتباط المصطلحات بالمتقدمين منذ عهد الصحابة ، والأوائل كالخليل بن أحمد وسيبويه والأصمعي وأبي عبيدة والفراء وغيرهم ممن لم يدرِ ِسوا بلاغة أرسطو أو يطلعوا على صحف الفرس والهنود )) (3) ، ومثل هذا كثير في المقدمة ومواد المعجم ، مما دفع الدكتور عبد الكريم محمد حسن إلى إجراء المقابلة على الرغم من أنه لا يعرف المؤلف والمؤلفة كما ذكر في مطلع بحثه . وقد قال حين اطلع على معجم الدكتورة إنعام : (( فجعت بما وجدت من سرقة مكشوفة ومفصوحة حيث وقع الحافر على الحافر من غير جادة العلم ولا أمانته العلمية في البحث ولا أدري إِلامَ سنظل
__________________________________________________ _________
(1) منه نسخة لدى الدكتور أحمد مطلوب .
(2) الدكتور أحمد مطلوب – معجم المصطلحات البلاغية وتطورها : ج 1 / 3
(3) الدكتورة إنعام فوَّال- المعجم المفصل في علوم البلاغة – البديع والبيان والمعاني: 5 .
نتحدث عن السرقات )) لقد أنصف الدكتور وليد محمود خالص ، والدكتور عبد الكريم محمد حسين الدكتور أحمد مطلوب حينما حللا معجمه وقارناه بما صدر من معاجم البلاغة العربية وكان قد أثنى على عمل أحمد الشيخ محمد بهجة الأثري الذي قال عن المعجم : (( الكتاب دراسة للفنون البلاغية جيدة ، وقد بذل فيها الباحث – إلى توفره على تقصي التعريفات في المصادر البلاغية الكثيرة – مجهودا بينا في ربط الآراء بعضها ببعض والإبانة عن تأثر اللاحقين بالسابقين )) (1) .

3- معجم شواهد البلاغة الشعرية : –
كان الشاهد الشعري أحد شواهد اللغة العربية ، وكان اللغويون والنحويون يستشهدون بالشعر القديم في تأصيل الألفاظ العربية وصحة القواعد النحوية ، وكان هؤلاء لا يتجاوزون القرن الثاني في استشهادهم بالشعر ، أي أنهم يقفون عندما سمي بعصر الاستشهاد ، وكان البلاغيون بخلافهم إذ حفلت كتبهم بشعر مختلف القرون ، لأن المعنى وتذوق الجمال وبراعة الأسلوب أساس الاستشهاد .
ازدادت العناية بالشواهد في العصر الحديث ، ووضع عبد السلام محمد هارون ( معجم شواهد العربية ) وكان اهتمامه بشواهد اللغة والنحو ، ولذلك لم يكن نصيب شواهد البلاغة جليا ، لأن معظم مصادره كانت لغوية ونحوية ، ولم يذكر من كتب البلاغة سوى أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ، ولأنه يرى أن شواهد البلاغة لا تعد شواهد بالمعنى الدقيق فكثير منها يعد أمثلة للقواعد التي وضعها البلاغيون (2) ، وظلت شواهد البلاغة بعيدة عن معجم يضم أجودها ، وأكثرها دورانا في كتب البلاغة ، وكان عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي (963هـ) قد وضع ( معاهد التنصيص شرح شواهد التلخيص ) وهو كتاب أقتصر على شواهد ( التلخيص ) للخطيب القز ويني (739هـ) .
وقد رأى أحمد مطلوب أن يتوج ( معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ) بمعجم شواهد البلاغة الشعرية فكان له ما أراد هادفا إلى : –

v المتعة لما في هذه الشواهد من جمال وروعة وتصوير تنقل القارئ من عصر إلى عصر ، ومن بيئة إلى بيئة ، ومن فن رائع إلى فن بديع .
v الانتفاع بما في الشواهد من ألفاظ وتراكيب وصور ومعانِ ٍِِ اختارها علماء البلاغة من الشعر قديمه ومولده .
v الاستعانة بها في التأليف والتدريس .

وجال في كتب البلاغة التي ألفت منذ القرن الثالث الهجري حتى القرن الثالث عشر وأضيف إليها بعض كتب الجاحظ ، وابن قتيبة ، والمبرد ، وثعلب لما فيها من بذور نشأة البلاغة ، وبذلك أصبح عدد المصادر التي أخذت منها الشواهد الشعرية اثنين وسبعين كتابا أساسيا ، وهي شواهد تتردد في معظم كتب البلاغة ، وكان عددها (1470) شاهدا ، فضلا عما أتصل بها من أبيات .
__________________________________________________
(1) الدكتور أحمد مطلوب – معجم المصطلحات البلاغية وتطورها : ج 1 / 8 .
(2) الدكتورة إنعام فوَّال عكاوي – المعجم المفصل في علوم البلاغة – البديع والبيان والمعاني ، بيروت ( 1413هـ – 1992م ) : 5 .
ولم تؤخذ كل الشواهد التي ذكرتها الكتب إما :
1. لأنها لا تليق ذوقا وأدبا .
2. أو لأنها لناظمين .
3. أو لأنها كثيرة لا يستوعبها معجم واحد .

وتتمثل الخطة التي وضعها المؤلف لهذا المعجم في :
1. ترتيب الشواهد بحسب القوافي .
2. ذكر قائل الشاهد إذا عرف .
3. ذكر البحر الشعري .
4. ذكر الشاهد كما جاء في أقدم مصدر ، وما فيه من فن بلاغي .
5. الإشارة إلى تعدد الاستشهاد إن وجد .
6. الإشارة إلى اختلاف البلاغيين في تسمية الفن وما فيه من وجوه مختلفة .
7. ذكر أهم المصادر التي ذكر فيها الشاهد .
وختم المعجم بسرد للفنون البلاغية التي وردت فيه لمعرفة وجودها ، وبالمصادر ليرجع إليها من يريد التوسع في المعرفة ، والغوص في كتب الأقدمين ، ولعل هذا المعجم يكون أساسا لدراسة شواهد البلاغة عامة ، للوقوف على منابعها من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر قديمه وحديثه .
وبعد :
فهذه دراسات أحمد مطلوب البلاغية في اتجاهاتها الثلاثة ، وهي جهد كان له أثر في الدرس البلاغي في الجامعات ، وقد عدّ من الأعلام في العصر الحديث إلى جانب الذين عنوا بالبلاغة والنقد والأدب كالشيخ علي مبارك ، والشيخ محمد عبده ، والأستاذ علي عبد الرزاق ، والأستاذ أحمد مصطفى المراغي ، والدكتور طه حسين ، والشيخ أمين الخولي .
قال الدكتور هادي حسن جمودي ( جامعة وهران ) : (( نستطيع أن نعد هؤلاء الأعلام ممثلين تاريخيين لمرحلة الدرس البلاغي الحديث الذي أرسى دعائمه بحق العلامة(1) الدكتور أحمد مطلوب فيما وضعه من مؤلفات بلاغية )) ، ثم أشار إلى أنه عمل في ثلاثة مجالات بلاغية :
v الأول : الانتهاء من القديم بدرسه درسا كاملا مستوعبا بعقلية علمية جبارة قادرة على استجلاء صورة الجزئية والكلية ، والكشف عما فيها من مواطن القوة والضعف.
v الثاني : تطوير الفن البلاغي بذاته ليصبح قادرا على أداء المهمة العصرية المطلوبة من النقد الأدبي .
v الثالث : الإفادة من المعطيات الإيجابية للبلاغة العربية القديمة ومن تطوراتها الحالية في عملية تطوير الدرس العلمي العربي وتعريب العلوم (2) .

وقال الدكتور جليل العطية ( باريس ) : (( الدكتور مطلوب واحد من قلة من الأساتذة العرب المتخصصين في علم البلاغة بشكل خاص والتراث العربي بشكل عام )) (3) .

(1) قال الدكتور أحمد إنها مبالغة من الكاتب .
(2) جريدة الجمهورية – وهران – الجزائر –الخميس 14 جمادي الأولى 1399هـ – 12 نيسان 1979م .
(3) مجلة الوطن العربي – باريس ( السنة الرابعة ) – ع 178 ، تموز 1980 : 52 .
الخاتمة

وبعد …
توصل البحث إلى عدة نتائج منها ما يميز الدكتور أحمد مطلوب أن تعامله لم يكن مع العلماء القدماء فقط ، وإنما تعامل بالمنهج نفسِهِ مع العلماء المحدثين ، أو بين عالم محدَث وآخر قديم ، ويرِّجح القديم في أحيان مثلما يرِّجح الحديث في أحيان أخرى ، ولم يتعصب لرأي القدماء على حساب رأي المحدثين ،
واستخلصنا أنّ البلاغة عند الجاحظ كانت البذور الأولى للبحث البلاغي ، وقد أورقت وأزهرت ثم أثمرت ولكنها أصيبت بما ينتاب الكائن الحي من ضعف وانهيار ، ولولا كتاب الله الخالد ، ولولا اعتزاز العرب بلغتهم ، لوصلت إلى أسوأ مما وصلت إليه ، ولظلت فنونا تحفظ ، وشروحا تقرأ ، ولما هيئ لها في هذا العصر من أعاد أليها الحياة وجعلها تدرج في سلم التطور .
أما بالنسبة لمصطلحي ( الفصاحة ) و ( البلاغة ) فيرى الدكتور آن الدلالات اللغوية والاصطلاحية لهما تتطور وتتوسع عبر حُقب من الزمن إلى ان اكتسبت الدلالة الواضحة على يد أبي هلال ، وابن سنان ، وعبد القاهر وصولا إلى الدلالة المحددة للمصطلح .

وقد تبين أنّ هناك مَن يؤْثِر’ استعمال أحد هذين المصطلحين بمفهوم واحد ، وعدََّها الدكتور إشكالية ذات جذور قديمة تمتد إلى كتابات الجاحظ ، فأنه يرى أنّ القز ويني قد أحسن تحديد هذه القضية وجعل لكل مصطلح دلالة محددة . وأثرنا كذلك موضوع ( فصاحة المتكلم والكلام ) ، وتبين انّ طروحات الجاحظ كانت مرجعيات الدكتور أحمد والأساس في بناء تصوراته ويمكن الإفادة منها ضمن البحوث المعاصرة الخاصة بالأصوات والجرس ومخارج الحروف فضلا عن أمكانية تطويرها في بحوث علم اللغة الحديث ومجالات الترجمة بحسب رأي الدكتـور، وكذلك أثرنا قضية اللفظ والمعنى وتوصلنا إلى أن هناك فهما سلبيا لبعض نصوص الجاحظ ، والدكتور كان ممن حاول التوفيق بين هذه النصوص .

وفيما يخص دراساته المصطلحية فقد عالج مسألة الحرية في وضع المصطلحات التي أدت إلى الفوضى وقد حاول الدكتور تخليصها من كثرة التقسيمات والتنويعات التي لا تخدم الدرس الأدبي ، وقد كشفت رأي الدكتور أحمد في إلغاء التقسيم الثلاثي للبلاغة ، وجعلها كلها فنا واحدا بعد أن أثبت أنه لا أساس ولا صحة لها . وكذلك توصلنا إلى رأيه في مؤلفاته الأخرى الى أن المجاز – مثلا– لا حاجة إلى تقسيمه إلى أنواع كثيرة وإنما نكتفي الى تقسيمه الى لغوي وعقلي ، ونكتفي في الاستعارة بمصطلحات قليلة ولتكن الاستعارة التصريحية والمكنية ورد جميع الأنواع الأخرى إلى هذين الأصلين .

والدكتور كان يرفض المصطلحات الجديدة التي جاءت لتكون بديلا عن مصطلح البلاغة والتمسك بالمصطلح القديم ، ويرى أن لهذا المصطلح القدرة على استيعاب المفاهيم الجديدة ، فلا يرى داعيا لتغييره ، ولأن لكل مصطلح دلالته التي أستعمل فيها …

مصادر ومراجع البحث

** القرآن الكريم

1. الدكتورأحمد مطلوب ، دراسات بلاغية ونقدية ، الجمهورية العراقية ، وزارة الثقافة والأعلام ، دار الرشيد ، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد ( 1400هـ – 1980م ) .
2. الدكتورأحمد مطلوب ، مصطلحات بلاغية ، بغداد ( 1392هـ – 1972م ) .
3. الدكتورأحمد مطلوب ، معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ، بغداد ( 1403هـ- 1983م ) وبعدها .
4. الدكتورأحمد مطلوب ، مناهج بلاغية ، بيروت ( 1393هـ – 1973م ) .
5. الدكتورأحمد مطلوب ، وضع المصطلح في البلاغة والنقد والعروض ، بحث منشور في كتاب الموسم الثقافي الثاني عشر لمجمع اللغة العربية الأردني عمان 1414هـ – 1994 م .
6. الدكتور بدوي طبانة ، أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية والنقدية ، ط2 ، مطبعة الرسالة ، القاهرة (1379 هـ -1960 م).
7. عبـد القاهر عبد الرحمـن الجرجانـي ، أسرار البلاغة ، تحقيق : أحمـد مصطفـى المراغـي ، ط1 ، القاهـرة ( 1367 هـ – 1948م ) .
8. الدكتور شوقي ضيف ، البلاغة تطور وتأريخ ، دار المعارف – القاهرة ( 1965م ).
9. علي بن محمد بن علي الشريف الجرجاني ، التعريفات ، بيروت ، 1985م .
10. أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، الحيوان ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، القاهرة (1356هـ – 1938م) وما بعدها ، ج1 ،ج3 ، ج4 ، ج5 .
11. عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني ، . دلائل الأعجاز ، تحقيق : أحمد مصطفـى المراغـي ، ط2 ، القاهرة.
12. الدكتور ماهر مهدي هلال ، فخر الدين الرازي بلاغيا ، الجمهورية العراقية ، وزارة الثقافة والأعلام ، دار الحرية للطباعة ( 1397هـ – 1977م ) .
13. الدكتور بدوي طبانة ، قدامه بن جعفر والنقد الأدبي ، ط2 ، القاهرة (1378هـ- 1958م) .
14. أبو هلال العسكري الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري ، كتاب الصناعتين ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، ط1 ، القاهرة (1371 هـ – 1952م ).
15. أبو هلال العسكري ، كتاب الصناعتين ، تحقيق : الدكتور مفيد قميحة .
16. جار الله محمود بن عمر ( الزمخشري ) ، الكشاف ، ط2 ، القاهرة ( 1373هـ – 1953م ) .
17. عبد السلام محمد هارون ، معجم شواهد العربية ، القاهرة ( 1392هـ – 1972م ) .
18. الدكتورة علية عزة عباد ، معجم المصطلحات اللغوية والأدبية ، دار المريخ 1984م .
19. الدكتورة إنعام فوََّال عكاوي ، المعجم المفصل في علوم البلاغة – البديع والبيان والمعاني ، بيروت ( 1413هـ – 1922م ) .
20. سراج الدين يوسف بن محمد بن أبي بكـر محمـد بـن علي السكاكـي ، مفتاح العلوم ، القاهـرة (1356هـ- 1937م) .
21. أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير ( 637هـ ) ، النهاية في غريب الحديث والأثر ، تحقـيـق : طاهــر أحـمـد الـزاوي ، ومحمـود محمــد الطـناحـي ، ط1، القاهـرة ( 1383هـ – 1963م) .

الرسائل الجامعية

1. حامد عبد الهادي حسين ، ابن الزملكاني وجهوده البلاغية ، رسالة ماجستير ، جامعة بغداد – كلية الأداب ، بإشراف : الدكتور ماهر مهدي هلال ( صفر 1409هـ – أيلول 1988م ) .
2. ياسر محمود حمادي ألعبيدي ، أحمد مطلوب وجهوده في تحديد المصطلحات البلاغية والنقدية ، رسالة ماجستير ، جامعة الأنبار – كليـة التربيـة ، بإشـراف: أ . م . د . حسين حمزة الجبوري ( 1443هـ – 2022م ) .
3. عبد الحسن مهلهل علي السهلاني ، الدرس البلاغي في العراق في العصر الحديث ( 1958هـ – 1985م ) ، أطروحة دكتوراه ، جامعة البصرة ، بإشراف : الدكتور قصي سالم علوان ( 1421هـ – 2000م ) .

المجلات والجرائد

1. مجلة مجمع اللغة العربية الأردني ( السنة الحادية والعشرون ) ، ع52 .
2. مجلة الوطن العربي الصادرة بباريس ( السنة الرابعة ) – ع178 ، من 12 – 18 تموز 1980م .
3. جريدة الجمهورية – وهران – الجزائر – ( الخميس 14 جمادي الأولى 1399هـ – 12 نيسان 1979م ) .




رد: مساعدة شباب …:؟

شكرا لك اخي




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن


الونشريس

ارجوكم ساعدوني في موذكرة تخرج بخصوص تاهيل الموارد البشرية في ظل العولمة




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

***61649; الملخّص ***61649;

هناك الكثير من السياسات والمتغيرات العالمية التي تؤثر وتنعكس نتائجها على مختلف نواحي الحياة البشرية على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو السياسي، كذلك على المستوى الحضاري، أكثر هذه المتغيرات انتشاراً وشيوعاً هي تلك الظاهرة التي أطلق عليها الكوكبة أو العولمة، أخيراً أطلق عليها الأمركة كون الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الأكبر والأكثر تأثيراً من خلال هذه الظاهرة، وقبل أن نتعرف على بعض الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه الظاهرة لا بد لنا من التوقف عند الأدوات التي ارتكزت ومازالت ترتكز عليها من أجل السير في تحقيق الأهداف المخطط لها من خلال هذه الظاهرة، ومن ثم نتطرق إلى أنواع هذه العولمة وبعد ذلك نتطرق إلى الآثار الناجمة عن العولمة وأخيراً نتطرق إلى العلاقة بين العولمة والموارد البشرية .
تأتي أهمية بحثنا هذا كونه يتعرض لظاهرة خطيرة ومنتشرة بكثرة في العالم بأكمله، هي ظاهرة العولمة هذه الظاهرة التي ينجم عنها الكثير من النتائج السلبية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تنجم عنها في حال عدم التهيئة السليمة والعلمية لمواجهتها، وسنحاول وضع بعض الأسس والسياسات للاستفادة من بعض الايجابيات التي يمكن أن تنتج عن التعامل بشكل واع ومدروس مع ظاهرة العولمة.

أهداف البحث:
يهدف بحثنا إلى تسليط الضوء على ما يلي:
1 – البعد التاريخي لهذه الظاهرة.
2 – الأدوات التي تستخدمها القوى الفاعلة من أجل نشر هذه الظاهرة.
3 – المجالات المختلفة التي تتأثر بهذه الظاهرة.
4 – الآثار السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة.
5 – بعض الآثار الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها في حال التعامل بحذر من ظاهرة العولمة.
6 – المواقف المختلفة من ظاهرة العولمة.
7 – السياسات اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة بما يتفادى الكثير من الآثار السلبية.

تساؤلات البحث:
1 -هل ظاهرة العولمة حديثة النشوء ؟
2 – ماهي الأدوات التي تستخدمها قوى العولمة من أجل نشرها وفرضها ؟
3 – ما هي المجالات التي تعمل قوى العولمة من اجل التأثير عليها ؟
4 – ما هي الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة العولمة ؟
5 – هل هناك نتائج إيجابية يمكن الاستفادة منها من خلال التعامل الصحيح مع ظاهرة العولمة ؟
6 – ما هو الموقف الايجابي من العولمة والذي يخفف من حدة السلبيات ؟
7 – ما هو أثر العولمة على الموارد البشرية، وكيف يمكن تأهيل الموارد البشرية لمواجهة العولمة ؟

لمحة تاريخية عن العولمة:
العولمة في اللغات الأوروبية المختلفة هي سياسة أو سلوك على المستوى العالمي "globalisation" وفي معنى آخر يقصد بها السياسة الكونية ويقال أيضاً الكوكبة والكوننة، وهي متقاربة مع مصطلح التدويل "international"أي كل ما هو أممي، وهذه المصطلحات تصب في المفهوم الفكري الذي يضفي الطابع العالمي أو الدولي أو الكوني على النشاط البشري وقد تختلط الأمور بين( الأنسنة) من الإنسانية وبين العولمة( من العالمية )(1).
إن الممارسات المتعولمة على أساس تعميم سياسة معينة أو عادة أو ثقافة ليست وليدة العقود القليلة الماضية وإنما هي قديمة من خلال محاولة العديد من الدول الإمبريالية والاستعمارية التي انتصرت في الحروب فرض ثقافتها ولغتها وتطوير اقتصادها عن طريق الاستعمار المباشر المرتبط بالاحتلال العسكري أو عن طريق فرض تعليم لغتها على الدول التي تحتلها أو عن طريق احتلال الدول التي تقع على الممرات التجارية والمنافذ البحرية والبرية وعن طريق نهب الثروات والموارد الطبيعية للدول المستعمرة وهذا ما يعطي البعد التاريخي لظاهرة العولمة وفي العقود القليلة الماضية وبعد صراع كبير بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي وهو ما عرف بالحرب الباردة وبعد انتهاء هذه الحرب بانتصار المعسكر الرأسمالي هذا الانتصار الذي تمثل بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي وهذا ما دل على انتصار المعسكر الرأسمالي سارع المعسكر المنتصر إلى إطلاق التصريحات والعمل على فرض السياسات الهادفة إلى فرض تحويل السياسات الاقتصادية للدول التي كانت تحت سيطرة ونفوذ الاتحاد السوفيتي إلى النموذج الرأسمالي ولو اضطرت إلى استعمال قوة السلاح ومن ثم أصبح هدف هذه الدول فرض النموذج الرأسمالي المعتمد على الاقتصاد الليبرالي الحر على كل دول العالم ومن ثم تحول هذا الصراع بين دول المعسكر الرأسمالي من أجل فرض سياساتها المؤدية إلى السيطرة الاقتصادية وتبلور هذا الصراع بين الولايات المتحدة والكتل الاقتصادية الرأسمالية الأخرى بشكل إفرادي وهذا ما أدى إلى صبغ هذا المصطلح بالصبغة" الأمريكية "و هو الذي أدى إلى إطلاق تسمية الأمركة على هذا المصطلح.

أدوات العولمة وأهدافها:
لقد اعتمدت الدول الرأسمالية على خلق وتسخير مجموعة من الأدوات المساعدة على نشر وتجسيد وتكريس السياسات التي تنجم عن ظاهرة العولمة وفرضها وأحيانناً بالقوة ومن أهم هذه الأدوات :
1 – الشركات المتعددة الجنسيات:
تشكل الشركات المتعددة الجنسية أو ما تسمى العابرة للقارات القوة المحركة للعولمة بشكل عام ولعولمة الإنتاج بشكل خاص، فهذه الشركات التي تواجه ركوداً في الطلب وارتفاعا حاداً في كلفة الإنتاج تنقل قواعد إنتاجها إلى الدول النامية حيث تشهد أسواق السلع والخدمات نمواً ملحوظاً (2) بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية والتسهيلات التي تمنحها الدول النامية لهذه الشركات وهذه الشركات المتعددة الجنسية عبارة عن مجموعة من الشركات التي تعمل في مجال معين وفي بلدان وأقاليم مختلفة والتي أتحدت لتشكل شركة كبيرة وضخمة مقرها في دولة معينة ومجال عملها في مختلف دول العالم لتشكل تيارا اقتصاديا كبيرا يحد ويوقف عمل المؤسسات الصغيرة ويتجاوز الحدود الإقليمية وقد وصل عددها في عام (1998) إلى حوالي / 40 / ألف شركة، بلغت إيرادات أكبر (500) شركة منها عام 1996 نحو (11000) مليار دولار، وهذا ما شكل (44%) من الناتج المحلي العالمي الذي وصل إلى نحو (23000) مليار دولار (الوطن العربي/ 576/ مليار دولار)، وتسيطر الشركات المتعددة الجنسيات على ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم، وثلثي التجارة الدولية في مجال السلع والخدمات( 3)، فرقم الأعمال لشركة جنرال موتورز على سبيل المثال، هو أعلى من الناتج القومي الخام لبعض البلدان مثل السعودية، وتركيا وبولونيا فكيف إذا ما قورنت نتائج أعمالها مع الناتج القومي للدول الإفريقية.
2 – منظمة التجارة الدولية
وهي منظمة منبثقة عن اتفاقية الغات وهي تجسيد للاتجاه البارز نحو محاولة تحويل الاقتصاد العالمي إلى سوق واحدة لا تعرف الحواجز أمام حركة السلع (مادية أو خدمية أو تكنولوجية) وحركة رأس المال وهو ما يتضمن تحويل العالم إلى حقل قانوني واحد تتوحد فيه القواعد الموضوعية التي تحكم المعاملات التجارية والمالية الدولية (4).
و تقوم وظيفة منظمة التجارة الدولية على ثلاثة مبادئ أساسية وهي :
أ- تحرير التجارة الدولية من القيود .
ب – عدم التمييز بين البلاد المختلفة في المعاملات التجارية، وهو المبدأ المعروف بأولى الدول بالرعاية، والمساواة بين كل البلدان .
ج – – تحديد قواعد السلوك في المعاملات التجارية، وذلك بتحريم أن تقوم دولة بإغراق سوق دولة أخرى عن طريق بيع سلعة معينة في أسواق التصدير بسعر أقل من السعر الذي تباع به في سوقها الداخلي، كذلك تحريم إعطاء دعم للمنتجين لسلعة معينة بقصد تمكينهم من تصديرها بسعر مخفض (5).
و في الوقت الذي شجعت فيه الدول الصناعية المتقدمة المنافسة والأسواق الحرة، تبنت الدول الصناعية نفسها ومنها الولايات المتحدة مبدأ التجارة المدارة، وتقييد الأسواق( من خلال قوانين حماية المنتجات الوطنية أو فرض الرسوم والضرائب المرتفعة على البضائع الأجنبية المنافسة ودعم المنتجات المحلية) عندما تتعرض مصالحها للخطر (6).
3 – صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير:
يعد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير من أهم أدوات وأركان ترسيخ مصطلح العولمة والنظام الاقتصادي المعاصر من خلال برنامج التثبيت الاقتصادي، وبرنامج التكيف الهيكلي .
فصندوق النقد الدولي يتابع ويشرف على تنفيذ ما يلي :
أ – برنامج التثبيت الاقتصادي الذي تعتمد فكرته على تحليل العلاقة بين مشاكل المديونية المتراكمة، والتعديلات في هيكل الاقتصاد وانعكاس ذلك على ميزان المدفوعات والموازنة العامة للدولة في الآجال القصيرة ويلاحظ أن صندوق النقد الدولي بشكل عام ينصح الدول التي تعاني من بعض الاختلالات الهيكلية أو التي تعاني من المديونية المرتفعة وتطلب الاقتراض منه والتي تريد معالجة هذه الاختلالات الهيكلية بما يلي:
1 – العمل على الحد من الإنفاق العام على الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والدفاع .
2 – التحكم بالسيولة النقدية بالعمل على السيطرة على عرض النقد والائتمان المحلي بما في ذلك زيادة الفائدة على الودائع المحلية.
3 – العمل على تخفيض مستويات الأجور المحلية (7)
ب – برنامج التكيف الهيكلي : يشرف البنك الدولي على متابعة تنفيذ برنامج التكيف الهيكلي من خلال الاعتماد على مفاهيم النظرية الاقتصادية في تخصيص وتوزيع الموارد وأهم الإجراءات التي يلح عليها البنك الدولي والتي تفيد في تطبيق هذا البرنامج تتركز على المطالبة بما يلي :
1 – الحد من الملكية العامة على حساب توسيع القطاع الخاص وتحميل مسؤولي البنك الدولي القطاع العام مسؤولية التشوهات الهيكلية والاختلالات الاقتصادية الداخلية.
2 – يرى البنك الدولي ضرورة العمل على تحرير التجارة وزيادة الصادرات لأنها في رأيه شرط أساسي لزيادة الإنتاجية كما يؤكد ضرورة المنافسة وتخفيض الرسوم الجمركية والعمل على التوسع في تمثيل الوكالات الأجنبية (8) .
4 – ثورة الاتصالات والمعلوماتية :
تعد ثورة الاتصالات والمعلوماتية اليوم من أهم الأدوات التي تعتمد عليها الدول الرأسمالية بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً في فرض ونشر سياساتها المتعولمة من خلال جعل العالم كقرية صغيرة بحيث أضحى الذي يحكم العالم اليوم هو قوة المعرفة والمعلوماتية وتحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة بعد أن كان اقتصاداً معتمداً على الاستخدام الكثيف لرأس المال وكثيف الاستخدام للعمالة وذلك بفضل ثورة المعلومات والتقانة المتعددة الوسائط وتجدر الإشارة إلى أن أوراق اللعبة المعرفية والتقنية التكنولوجية : اليوم إنما هي في يد (12%) من سكان العالم "الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا الموحدة، اليابان" التي تسيطر على أكثر من (90%) من حجم التجارة العالمية (9)، وجاءت شبكات الانترنيت لتضيف وسيلة تسهم في تعزيز فكرة العولمة وسياساتها(10)، وكذلك ساعدت ثورة الاتصالات هذه على عولمة الإعلام من خلال انتشار الفضائيات التي تعمل على نشر القيم والسلوك الاستهلاكي الذي تعمل من أجل نشره قوى العولمة.

أنواع العولمة:
نستطيع القول أن العولمة بمعناها النظري هي إكساب الشيء الطابع العالمي وجعل نطاق تطبيقه عالميا ولكن من خلال التطبيق الواقعي لسياسات العولمة نستطيع أن نقول أنها نوع من الهيمنة الرأسمالية المتوحشة التي تصنع الفرد قبل المجتمع والاستهلاك قبل الإنتاج والمال قبل القيم (11).
والجانب الاقتصادي هو جوهر العولمة قبل كل شيء آخر ومنبع كل صفاتها الأخرى غير الاقتصادية(12)، فهو الأساس الذي تعمل قوى العولمة على فرضه من خلال التجارة الدولية والمؤسسات الدولية والشركات المتعددة والمتعدية الجنسية التي تمثل ذراع العولمة الطويل والتكتلات الاقتصادية التي تمثل أداة الاحتواء المعولم، ومن اجل الوصول إلى الهدف الاقتصادي أو العولمة الاقتصادية فقد عملت الدول الإمبريالية وخصوصا الولايات المتحدة على تهيئة القوانيين والأنظمة والسياسات والسلوك الفردي لأغلب دول العالم عن طريق عولمة الثقافة والسياسة والسلوك العالمي دون إعطاء أي أهمية للحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد أو دولة معينة ودون حاجة إلى إجراءات حكومية .

العولمة الاقتصادية:
تعني العولمة الاقتصادية نظاماً تجارياً عالمياً مفتوحاً تزول فيه العوائق أمام حركة السلع والبضائع والخدمات وعوامل الإنتاج خاصة رأس المال عبر الحدود الدولية وتغدو فيه التجارة الدولية الحرة والمتعددة الأطراف هي القاعدة وهذا يؤدي في النهاية إلى تكامل اقتصادي عالمي متزايد في أسواق السلع والخدمات ورأس المال(13) وتتحول فيه قوى السوق العاتية إلى نظام اقتصادي عالمي تفرض فيه الشركات المتعدية الجنسية والمنظمات العالمية الحاكمة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي انسجاما بل تطابقا ً بين جميع الأقطار ومهما كانت مواقعها وتفصيلاتها (14)، ويذهب الاقتصادي المعروف، بول سويزي إلى أن العولمة هي صيرورة رأسمالية تاريخية يتحول فيها خط الإنتاج الرأسمالي من دائرة عولمة المبادلة والتوزيع والتسويق والتجارة إلى دائرة عولمة الإنتاج الرأسمالية، مع عولمة رأس المال الإنتاجي وقوى وعلاقات الإنتاج الرأسمالية مما يقود إلى إخضاع العالم كله إلى النظام الرأسمالي تحت قيادة وهيمنة وتوجيه القوى الرأسمالية العالمية والمركزية وسيادة نظام التبادل الشامل والمتميز لصالح الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة (15)، ففي عالم معولم، ستنعدم الحدود ويزول التمييز بين الأسواق الوطنية المحلية والأسواق الأجنبية العالمية وستتزايد الاندماجات والاستحواذات والتحالفات بين المشاريع المتنافسة بحجة تقليص التكاليف وزيادة الكفاءة الإنتاجية والتسويقية لكل منها ويعترف دعاة العولمة بأن عولمة الأعمال والتمويل ستؤدي إلى الحد بدرجة كبيرة من قدرة الحكومات الوطنية على رسم سياسات اقتصادية وطنية مستقلة وعلى إضعاف سيطرة الحكومات على اقتصادياتها.

العولمة السياسية:
لا يمكن إنكار أن المقولات الكبرى في عصرنا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان تنطوي كل منهما على جانب عام وجانب خاص بالثقافة والبيئة بكل دولة وبكل شعب، وقد ازدادت صعوبة التفرقة في هذا الشأن بين العالمي والخاص في ظل التشابك مع آليات العولمة ذات الصلة القوية بالتغريب (الأمركة) حيث النزوع القوي نحو استعباد شعوب وفرض ثقافات معينة رغماً من أن أنماط التفكير والسلوك وأنساق القيم لديها تتسم بالانغلاق والشمول وعدم التسامح ورفض الاندماج في تقاليد أسلوب الحياة الأمريكية ومن أفدح مغالطات التصورات الغربية لحقوق الإنسان تركيزها على الحريات المدنية والسياسية وتغاضيها عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الحق في التنمية) وقد عمدت القوى التي تعمد على فرض ونشر العولمة على توظيف المنظمات الدولية من اجل تحقيق أهدافها مثل حروب البلقان والحرب على العراق من خلال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويتم ذلك عن طريق الضغط المالي على هذه المنظمات كعدم دفع المستحقات أو بالمقايضات مع الدول الأعضاء المؤثرة (16).
كما ذكرنا سابقاً العولمة ظاهرة اقتصادية في المقام الأول ولكنها تأخذ في الوقت ذاته أبعاداً وتجليات سياسية وعسكرية وثقافية وإعلامية تعمل من أجل إرساء هيمنة الثالوث الرأسمالي العالمي (الولايات المتحدة – أوروبا – اليابان) على مختلف أنحاء الكرة الأرضية هيمنة شبه تامة والهدف من هذه الهيمنة السياسية تفكيك وشائج السيادة الوطنية للدول المتوسطة والصغيرة.
إن العولمة التي تبغيها الولايات المتحدة تتضمن بالأساس تأمين الحدود الحرة والمفتوحة لانتقال سلعها وأفكارها مستخدمة في ذلك وسائلها الإعلامية الجبارة والتقدم التكنولوجي والمؤسسات المالية الدولية والشركات متعدية الجنسيات والضغوط السياسية والحملات العسكرية إذاً في مقابل مفهوم الدولة والحدود الوطنية الذي استقر كأحد أسس الأمن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية أصبحنا إزاء " نظام عالمي جديد " يعطي الأولوية المطلقة لحرية السوق والمشروع الخاص مع تسخير متطلبات سياسية واجتماعية مثل مصطلحي (الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحرر المرأة) في خدمة ذلك أي كاستخدام هذه المصطلحات بمرونة كبيرة لتبرير التدخل في شؤون الدول القائمة في أطراف النظام الرأسمالي العالمي (17).
فالعولمة إذا نظام يقفز فوق حدود الدولة والوطن والأمة، فهي تقوم على الخصخصة إي نزع ملكية الأمة والوطن والدولة ونقلها إلى القطاع الخاص المرتبط بقوى العولمة والذي يحقق أهدافها ومتطلباتها وهكذا تتحول الدولة إلى جهاز تابع لهذه القوى سواء المحلية ذات الاستثمارات الجديدة أو لقوى العولمة (18).

العولمة الثقافية:
الثقافة بمعناها الواسع : مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وأنها تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والإنتاج الاقتصادي كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
إن سياسات ومآرب العولمة في المجال الثقافي التي تستهدف الهويات القومية ومقوماتها الرئيسة اللغة والدين والسمات التاريخية وأنماط العيش والسلوك والعادات والتقاليد ومعطيات الاختلاف والتمايز بين المجتمعات تضعنا أمام مسؤولياتنا المادية والمعنوية والروحية الجوهرية في الحياة البشرية (19) ،من اجل الحفاظ على مكتسباتنا هذه أمام محاولات العولمة ومجابهة أي تهديد يؤدي إلى التغيير القسري والعمل على الاستفادة من الثقافات الأخرى من خلال الحوار البناء .
إن مخاطر العولمة على الهوية الثقافية إنما هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية والاستقلال الوطني والإرادة الوطنية والثقافة الوطنية ،فالعولمة تعني مزيداً من تبعية الأطراف لقوى المركز (20) .
إن الدول والمنظمات الداعية والعاملة لفرض ظاهرة العولمة تعمل على استثمار منجزات ثورة الاتصالات والتقدم التقني والتكنولوجي في نشر ثقافة جماهيرية واحدة وبقوالب محددة مسبقة الصنع عمودها الفكري الاستهلاك وهذا ما نجده في المحطات الفضائية والذي يستنتج المراقب كأنها مخصصة للإعلان وترويج البضائع الاستهلاكية، فالإعلان أصبح سيد الموقف في كل الفضائيات وشكلت المواد الإعلانية هذه الهاجس والمسيطر والبوصلة التي توجه الأجيال الجديدة في التفكير والتعامل والبيع والعرض والترويج وأسلوب الحياة بكاملها وبذلك فإن هذه العولمة ستؤدي إلى تغيير في القيم الحالية والخصوصية الموجودة في مجتمعاتنا وتؤدي إلى حدوث تغييرات اجتماعية عميقة (21) .
فالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بعد أن أصبحت الحاكم القوى في العالم أنها ستعمل على نشر القيم والسلوك الأمريكي ونمط الحياة الأمريكي في العالم كله وهو ما يفتح باب الغزو للشعوب وعقائدها وثقافتها فالعولمة بالرغم من الصبغة الاقتصادية لها فإنها تعمل من أجل أهدافا أخرى تطال ثقافة الشعوب وهويتها القومية والوطنية ومصالحها وخصوصياتها في الصميم وترمي إلى تعميم نماذج وأنماط من السلوك والعيش وفرض منظومات من القيم وطرائق التفكير والتدبير وتكوين رؤى وأهداف تعمل في خدمتها ومن ثم فهي تحمل ثقافة تغزو بها ثقافات ومجتمعات أخرى وتؤدي إلى تخريب منظمات وقيم وإحلال قيم أخرى محلها ليست بالضرورة أفضل من القيم التي لحق بها التخريب فضلاً عن كونها لا ترتبط بخصوصيات الأمم وثقافاتها ولا يخلو ذلك من توجه استعماري جديد يتركز على احتلال العقل والإرادة وجعلهما يعملان وفق أهداف المستعمر وفي إطار خططه ومصالحه مع تحييد قوة الدولة أو إنهاكها واستلابها وانتزاع مقومات حضورها وتأثيرها الاجتماعيين وفرض نوع من الإدراك الواقعي مع إلحاق شلل بالوعي المنقذ والإرادة والقوة وطاقات الروح وبالإيمان وقدراته الخلاقة عند المؤمنين (22) وهذا ما جعلنا نتذكر قول وزير الثقافة الفرنسي في مؤتمر المكسيك إن هذا الشكل من أشكال الامبريالية المالية والفكرية لا يحتل الأرض، ولكن يصادر الضمائر ومناهج التفكير واختلاف أنماط العيش وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي بعد حرب الخليج الثانية : إن القرن القادم سوف يشهد انتشار القيم وأنماط العيش والسلوك الأمريكي وفي هذا نزوع استعماري لغزو الآخرين ولمهاجمة الهويات الثقافية والقومية وفرض التبعية عليها وإذابتها .(23).
إن الغرب / سياسياً وثقافياً واقتصادياً / يرمي إلى تحقيق أهدافه بكل الوسائل الممكنة، ويضعها على رأس مشاريعه وسياسته ومنها فرض التبعية من خلال الاختراق والغزو الثقافيين وتخريب قيم الآخرين واستقطاب الأجيال الصاعدة بدغدغة غرائزها وتوجيه ميولها والتركيز على ماهو في سطح الاهتمامات البشرية لديها لحصرها في حيز السطح من الاهتمامات والمهام والتطلعات مستفيداً من فاعلية التفوق والقوة والسيطرة والثروة التي لديه في هذا المجال للوصول إلى زعزعة الثقة ثم محو الشخصية ومقومات الآخر ونحن نعرف أن أهم مقومات الشخصية الثقافية لأمة من الأمم : اللغة والدين وبقية السمات والعادات والتقاليد والأعراف ومكونات الذاكرة التاريخية للأمة (23).
و قد تجاوز مخطط التفتيت للمجتمع العربي الأبعاد السياسية والجغرافية إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية والروحية وتأتي العولمة لتحقيق هذه الأهداف إن النظام الأمريكي يعمل على تدمير البنى الثقافية للبلدان النامية من خلال تدمير بناها المجتمعية وعزل الثقافة عن الواقع وتهميش المثقف والحد من فاعليته في حياة مجتمعه لذا فإن العولمة أصبحت تحمل في طياتها نوعا آخر من الغزو الثقافي أي قهر الثقافة الأخرى لثقافة أضعف منها لأن العولمة لا تعني مجرد صراع الحضارات أو ترابط الثقافات بل أنها توصي أيضا باحتمال نشر الثقافة الاستهلاكية والشبابية عالميا والخطورة في هذه الثقافة وبهذا تختلف العولمة عن العالمية والتي تعني إغناء للهوية الثقافية بينما العولمة تعني اختراقا فالاختراق العولمي يعني إلغاء الحوار والتبادل الحضاري والحلول محله ويستهدف العقل والنفس والذين هما الأداتان التي بهما يتم التفسير والتأويل والتسريع وقبول ما هو مفيد ومحاربة ومواجهة ما لا يتناسب مع خصائصنا بحيث انتقل من السيطرة عن طريق الايدولوجيا إلى السيطرة عن طريق الصورة السمعية والبصرية التي تسعى إلى تسطيح الوعي (24).

الآثار الناجمة عن العولمة:
إن المراكز الرأسمالية القائدة لظاهرة العولمة تعمل على استثمار الجوانب الايجابية للعولمة لصالحها بشكل تام وتعرقل ما تراه في غير مصلحتها كما في حالة انتقال الأيدي العاملة من بلدان أخرى واعتبارها أيدي عاملة غير مرغوب بها ويفترض إقامة الحواجز القانونية ضد حركتها نحو الداخل .( 25)
إن الانخراط في العولمة لا يضمن على الإطلاق استيعاب وتمثل الجوانب التقنية الأساسية فيها إن قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية التي يفرضها الانخراط في منظمة التجارة العالمية مثلا يهدف فيما يهدف إلى منع انتقال التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث (26).
ينتج عن العولمة الكثير من الآثار السلبية ولكن هذا لا يعني أنها لا تحمل بعض النتائج الايجابية، وتعود سلبية أو إيجابية الآثار الناجمة عن العولمة إلى مدى عمق فهم الدولة لهذه الظاهرة ودراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلد والآثار التي تحمله لهذا البلد ومدى إعداد الدراسات والقوانين وتهيئة الكوادر المدربة والمؤهلة لنقل المجتمع بالشكل الذي يقلل الخسائر ويحقق الأرباح للمجتمع، وهنا نتوقف عند الآثار التي نجمت عن انتشار سياسات العولمة والعمل بها.
1 – البطالة:
تشير المعلومات إلى أن عدد القادرين على العمل في العالم الذين تتراوح أعمارهم بين (15 – 65) سنة بلغ في عام 1996 حوالي (3.5)مليار نسمة كان حوالي (2.3) مليار منهم يعملون بشكل ما، أما العدد الباقي منهم والبالغ (1.2) مليار إنسان فكانوا ضمن العاطلين عن العمل أي أن نسبة البطالة قدرها (34.3%) من مجموع القادرين على العمل في العالم، (27) ففي الاتحاد الأوروبي كان هناك (18) مليون عاطل عن العمل (28) وقد ترافق النمو الاقتصادي في الدول الرأسمالية المتقدمة خلال العقدين الأخيرين بقلة فرص العمل الجديدة وقد بلغ عدد العاطلين عن العمل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 1996 ما يزيد على (36) مليون شخص بعد أن كان لا يتجاوز (10) مليون شخص عام 1970 وهو نفس عدد العاطلين عن العمل في تلك البلدان عام 1950، وهذا ما يؤكد اتساع نطاق وشمول التناقض بين العمل ورأس المال، ويتبين من خلال عمليات الاندماج بين الشركات ترابط التمركز في رأس المال مع زيادة البطالة وإلغاء الوظائف، كما تبين أن الحرية التي يتمتع بها رأس المال في التنقل والحركة تمنحه قدرة تفاوضية أكثر في الضغط على مستويات الأجور وشروط العمل(29)، فهذه العولمة أدت في الكثير من الدول إلى تخفيف شدة أداء النقابات العمالية في الدفاع عن مصالح العمال وأدت إلى تغييب دور هذه النقابات في الكثير من الدول (30) فقد أدت العولمة إلى خسارة أكثر من (750) ألف عامل لعملهم في المكسيك أول شهرين من عام 1995 خلال أزمة المكسيك المالية، تلا ذلك تسريح عدد كبير من العمال الأجراء في الأشهر اللاحقة وهبطت الأجور بنسبة (30%) وكذلك خسر المعدل الوسطي للأجور (54%) من قوته الشرائية مابين كانون الأول 1994 وتموز 1995 حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية (31)، كذلك أدت الأزمة المالية التي تسببت بها المضاربات المالية في تايلاند إلى جعل أكثر من مليون عامل ينضمون إلى قائمة العاطلين عن العمل .و هكذا نرى بأنه رغماً من أن دعاة العولمة قد عظموها ووصفوها بالعلاج الشافي لمعظم المشكلات التي يعاني منها المجتمع الدولي بشكل عام والدول النامية خصوصاً إلا أن هذا العلاج الشافي قد أدى إلى نتائج عكسية ووقد جعل مختلف شعوب العالم تنظر إلى هذه الظاهر بكره وسخط كبيرين فحتى الدول الراعية لهذه الظاهرة لم تستطع أن تتخلص من ظاهرة البطالة بل ازدادت حدة هذه الظاهرة في بلدانها، فبلغ عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة الأمريكية عام/ 2022/ (8.388.700) عاطل عن العمل بما يشكل (5.8%) من قوة العمل الأمريكية، وبلغ عدد العاطلين عن العمل في اليابان في نفس الفترة (3.586.600) بما يشكل (5.4%) من قوة العمل فيها، أما عدد العاطلين عن العمل في فرنسا فقد بلغ عام /2002 / (2.442.800) وهو ما شكل (9%) من قوة العمل وكذلك فإن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا قد وصل إلى (3.396000) بما يشكل (9.7%) من قوة العمل فيها (32) ، وكذلك يتوقع استمرار ازدياد حدة البطالة في هذه البلدان ففي ألمانيا هناك ما يزيد على أربعة ملايين فرصة عمل مهددة بالضياع على نحو شديد مما يعني ارتفاع معدل البطالة من (9.7%) إلى (21%) وفي النمسا من (7.3%) إلى (18%) وستهدد البطالة خمسة عشر مليون عامل في الاتحاد الأوروبي (33) وأما بالنسبة للبلدان العربية فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل (25) مليون من أصل (115) مليونا هم حجم القوى العاملة(34) وإذا كانت هذه الدول المتقدمة التي لها وزن على المستوى السياسي العالمي قد عانت من نتائج العولمة وأصبحت مهددة بشبح البطالة بالرغم من صناديق الحماية فما هو موقف الدول النامية ومنها بلدنا وخاصة ما تحمله البطالة من آثار سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
2 – الفقر:
تجاوز سكان العالم الستة مليارات عام 2001 خمسة مليارات منهم يعيشون في بلدان فقيرة وتسيطر البلدان الغنية على (80%) من إجمالي الدخل العالمي ويعيش فيها (15%) من السكان في العالم (35) وقدرت إحصاءات البنك الدولي أن (18%) من سكان العالم الثالث هم من شديدي الفقر و(33%) هم من الفقراء على أساس أن الحد الأعلى للفقر هو دولار في اليوم أي ما لا يزيد عن (370) دولار في السنة (36).
وقد كان لبرامج الإصلاح المدعومة من موارد صندوق النقد الدولي والذي ألتزمت به اندونيسيا آثار كبيرة وسلبية على الجهود التنموية التي بذلتها اندونيسيا على مدى عقود من الزمن وعلى وحدة ترابها فتراجع الناتج المحلي بمقدار (15%) بالتمام وانتشر الفقر فأمسى (20) مليون اندونيسي يعانون الفاقة والحرمان فالقروض التي قدمها الصندوق النقد الدولي والبالغة (23) مليار دولار خصصت لإنقاذ أموال المستثمرين الأجانب الذين هم مواطنون أمريكيون بالدرجة الأولى. (37)
فمن خلال التطور التقني والتكنولوجي نما الإنتاج على مستوى الكرة الأرضية للسلع الاستهلاكية الغذائية الأساسية بنسبة أكثر من (110%) من الحاجات العالمية ورغماً من ذلك هناك " 30" مليون شخص يستمرون بالموت جوعا كل عام وإلى جانب أكثر من " 800" مليون شخص ممن يعانون من سوء التغذية .
وفي عام 1960 كان هناك الـ( 20%) الأغنى من سكان العالم يملكون أكثر بـ "30" مرة ارتفاعاً من أولئك الـ(20%) الأفقر، وكان ذلك الأمر يعتبر شائناً. لكن بدلاً من تحسن الأوضاع، تفاقمت بشكل أشد. حيث لم يعد اليوم دخل الأغنياء بالنسبة للفقراء أكثر من "30"مرة بل وصل إلى "82" مرة أكثر فمن الـ (6) مليار نسمة من سكان الأرض هناك "500" مليون شخص بالكاد ممن يعيشون بيسر في حين يظل هناك"5.5" مليار من هؤلاء بحاجة إلى الغذاء ويعانون الفاقة والحرمان (38)
وهكذا نرى أن العولمة أدت إلى ازدياد حدة الفقر على المستوى العالمي وكأن هدفها عولمة الفقر وإلى ازدياد الآثار السلبية للفقر من قلة تغذية وأمراض وعدم القدرة على تطوير القدرات البشرية وتدني قدرات الموارد البشرية وصعوبة تأهيلها وتدريبها .
3 – الفساد المنظم والجريمة وتجارة المخدرات والأسلحة:
ظهرت أخطار جديدة في ظل سياسات العولمة بالإضافة إلى تكريس وازدياد أمور كانت موجودة سابقا، فالإرهاب قد انتشر بشكل كبير في مختلف دول العالم، وعم التعصب الديني أو العرقي وتكاثرت الأسلحة النووية وازداد إرهاب الدول ممتطين أحيانناً صهوة المنظمات العالمية لقوننته، وتناثرت شبكات المافيا واستشرى الفساد في كل أنحاء العالم وانتشرت أوبئة جديدة لم تكن معروفة من قبل (39)، فالرشوة إلى جانب المضاربة والإفقار والتكبيل بالديون تؤلف جزأ لا يتجزأ من معدلات الزيادة في النمو والأرباح في نظام العولمة، والمافيا صنيعة هذا النظام وقد تجلت جرائمها في تسريب المواد الغذائية الفاسدة إلى كل أنحاء العالم بل وإفساد صناعة المواد الغذائية ولعل فضائح البقرة المجنونة وفرض لحومها الفاسدة على شعوب أوروبا وتصدير الدم الفاسد بالإيدز إلى أفريقيا وتصدير النفايات الخطيرة إلى أفريقيا أبسط الأمثلة على تسرب المافيا وجرائمها عبر الأموال التي تشتري بها صغار النفوس من المتعاملين معها على المستويات كافة والذين ماتت ضمائرهم وتجلدت أحاسيسهم بحيث لم يعودوا يقيمون أي وزن لعائلة أو أمة أو وطن ولا هم لديهم إلا أن يضخموا من حجم أرصدتهم في الخارج الفاعلون غير الشرعيين المافيا ..
في البداية كان للمافيا قاعدة وطنية أو محلية حيث لها الجذور التاريخية والثقافية ومن هنا جاءت البيئة الجغرافية ويشير مانويل كاستل بأن المافيا لم تختف مع العولمة بل على العكس تماماً وطبقا لرأيه " فإن تكامل المافيا مع الشبكات العالمية، يساعد في اجتياز المصاعب عندما تنقلب الدولة ضدها، فالمافيا الأمريكية وعلى الرغم من الضربات التي حلت بها لم يستطع المكتب الفيدرالي في الثمانينات أن ينهيها ويقضي عليها كذلك بقي عاجز عن الوقوف ضد نموها وكبرها وازدياد مجالات عملها في التسعينات بفضل إسهامها وتعاونها مع المافيا الإيطالية وتحالفها مع الثالوث الصيني والمافيات الروسية والمافيات الأخرى، وتنازع المافيا الدولة على المستوى المحلي والمستوى الدولي في آن واحد فإن منظمتها متعددة الجنسيات تسمح لها بأن تحتاط ضد التعاون الدولي الموجه للمكافحة ضدها وتشمل تجارتها على " المخدرات، الكائنات البشرية، ابتزاز الأموال باستخدام التهديد، منتجات مزورة، نقود مزورة(40)و تمثل تجارة المخدرات على المستوى العالمي رقم أعمال يفوق ذلك الرقم المستخدم في مجال النفط لكن على النطاق الوطني، تلعب المافيا في بعض الحالات دوراً هاما ويعتقد
أن الاقتصاد المخالف للقوانين السري يمثل (40%) من الاقتصاد الروسي، ولنصف البنوك في هذا البلد روابط مع الجريمة المنظمة وتصل الأرقام إلى مابين (300- 500) مليار دولار فوائد ضريبية ناتجة من تجارة المخدرات وتقدر الأموال الناتجة من التزوير إلى (100)مليار دولار وترتفع عمليات الاحتيال لوحدها في ميزانية الاتحاد الأوروبي إلى (15) مليار دولار وإذا أضيف إليها تجارة الحيوانات والنساء يصل الناتج إلى (100) مليار دولار (41).
4 – المضاربات المالية وانهيار الاقتصاديات الناشئة:
لقد أصبح بإمكاننا أن ندخل مع نظام العولمة في مرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ألا وهي التمويل الدولي لاقتصاد المضاربات لقد بلغت الوسائل المالية التي طرحت في كافة الأسواق المالية للمضاربات على ما يزيد على / 40000 / مليار دولار أي ما يعادل عشرة أضعاف الدخل القومي لأمريكا لم يستخدم القائمون على نظام العولمة إلا (3%) من الجنس البشري في الوقت الذي يمثلون فيه ما يزيد على (95%) من التجارة العالمية، لقد تشعبت وتداخلت ساحات الصراع ومجالاته وأهدافه وأدواته ووسائله في عصرنا على نحو بات التميز معه فائق الصعوبة، فالجوانب الاقتصادية والتجارية والمالية والعلمية والتكنولوجية والاستخباراتية والإعلامية والثقافية في الحروب والصراعات المعاصرة يتولاها مدنيون غالباً وتتفوق آثارها ونتائجها على ما ينجم عن المعارك العسكرية وتؤدي أضعاف ما تلحقه الأسلحة التقليدية من خسائر نأخذ مثلاً موجات التدمير الاقتصادي التي تم شنها ضد دول شرق آسيا وجنوب شرق آسيا في صيف 1997، والتي تسببت في انهيار اقتصادي لاندونيسيا وأزمات كبيرة لماليزيا وتايلاند وكوريا الجنوبية والفلبين فقد كان صافي حجم الأموال التي تدخل الفلبين قبل حلول الأزمة حوالي (93) مليار وتحول صافي الفيض إلى هروب (12) مليار دولار (42) وقد انعكست هذه الأزمات على الاقتصاد الياباني والروسي والعديد من الدول الأخرى، فقد اتهم مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا علناً في خطابه أمام مجلسي محافظي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أيلول 1997 في هونج كونج الملياردير اليهودي الأمريكي جورج سو روس ومعهد موري وشركات تسليف بالتواطؤ المبرمج المعتمد لتدمير اقتصاديات جنوب شرق آسيا (43).
5 – تهميش الهوية والثقافة الوطنية:
تعمل العولمة على تهميش الهوية وتدمير وتحطيم الثقافة الوطنية وذلك بسبب محاولتها تحطيم وتدمير كل القوى الممكن أن تقف في وجهها، وفي ظل سقوط التجربة الأممية والاشتراكية التي كانت تقف كجدار في طريق انتشارها كان لابد من اختراع عدو جديد من أجل تسخير القوى الامبريالية لمحاربته وإفساح الطريق أمام مشروعها فكان لا بدمن تحويل الصراع نحو الثقافات الوطنية والإيديولوجيات الدينية التي كانت السبب الرئيس لتطور المجتمعات ماضياً ومن أهمها الثقافة العربية والإيديولوجية الإسلامية، فبالرغم من أن العولمة الاقتصادية هي الأساس والهدف فإن الانعكاسات والامتدادات الاجتماعية والثقافية أصبحت واضحة ولا يمكن التغاضي عنها أو إغفالها مع التطورات السياسية العالمية من ناحية، وانتشار ثورة المعلومات والاتصالات من ناحية أخرى وكانت هذه الامتدادات كجسر يصل قوى العولمة للهدف الاقتصادي المنشود الذي لا يتحقق بإيديولوجيات وهويات قوية تستطيع التأسيس لقوى ذات أخلاقيات رافضة لظاهرة العولمة .
وبحكم انتمائنا الإسلامي العربي فنرى أن ثقافتنا الإسلامية العربية تتعرض منذ زمن لقوى التقييد والتحديد من جهة وقوى التجديد والتحديث من جهة ثانية، وقوى الترويض والتهميش من جهة ثالثة ففي علاقة الثقافة العربية بالماضي نراها في الغالب تغالي في عرضه وتفسيره وتمجيده حينا وتقع أسيرة لقيوده ومحدداته وإخفاقاته حيناً ثانياً وتنهل منه دون تجديد أو إبداع أو تطوير حينا ثالثاً، أما فيما يتعلق بعلاقتها بالحاضر والمستقبل وما يرافقها من قوى العولمة وتأثيراتها فهي تتعامل معهما بالغالب بإبداعات وانطلاقات يانعة الفروع ضعيفة الجذور أحياننا وبتمرد لا عقلاني غير مبرر أحيانناً أخرى وبمحاولات للتجديد والتحديث دون شمولية أو قاعدة فلسفية أو مصداقية اجتماعية حينا وكل هذا بالطبع لا يقلل من أهمية الكثير من الأعمال والنتاجات الثقافية المبدعة التي لم تنجح حتى الآن في بناء الزخم المناسب وإيجاد الكتلة الحرجة اللازمة لتشكيل الفضاء الثقافي المتكامل المترابط والتي لم تؤد حتى الآن الانطلاقة اللازمة لإحداث التأثير المنشود والتغيير المستهدف، وهو التغيير الذي يرتبط بالانفتاح الواعي والتفاعل الايجابي والانطلاقة الواثقة دون الانقطاع عن الجذور والتنازل عن الهوية والخصوصية وبشكل عام تواجه الثقافة العربية في الوقت الحاضر مجموعة من الثنائيات التي لم تفلح في صقلها أو التغلب عليها والجدول الآتي يبين مجموعة الثنائيات التي تتعرض لها الثقافة العربية والتي هي عبارة عن ثقافتنا العربية الموروثة المتأصلة والمتجذرة ومجموعة أخرى من القيم والأخلاقيات التي تعمل القوى التي تحاول عولمة العالم بشكل عام والبلدان العربية من ضمن هذه البلدان.
و من خلال الجدول (1) نجد أننا أمام مجموعتين من الخصائص الثقافية :
1 – المجموعة التي تتصف بها الثقافة العربية ونرى بعض هذه الخصائص التي كانت ذات نتائج إيجابية على الحضارة الإسلامية والعربية وأدت إلى تكوين بناء قوي ولكنها في فترات معينة لم تجد القوى التي تستطيع السير بها عن طريق التجديد والإبداع بما يتناسب التطور الزماني والمكاني علما أن الكثير من الشخصيات الإسلامية والعربية التي كان لها دور كبير في التطور الحضاري العالمي كانت تشجع وتخطط وتوجه على اختلاف الأمور التي يجب أن تتطور تبعاُ للزمان والمكان كما قال أحدهم "لا تجبروا أولادكم على ما أنتم به فقد خلقوا لزمان غير زمانكم".
2 – مجموعة القيم والأخلاقيات في العمود الثاني التي تتضمن الكثير من القيم التي تؤدي إلى التطور والحداثة ولكن لم تستطع الدول الغربية من التمتع بها وأن تجعلها جزء من ثقافتها إلا بعد أن ناضلت كثيراً في ظل ظروف ومعطيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تختلف عن تلك التي يتصف بها مجتمعنا ويمكن الاستفادة من بعضها ولكن قوى العولمة تحاول إقحامها ليس من اجل تطوير وتحديث المجتمع العربي الإسلامي بل لتستطيع الوصول إلى النموذج الاستهلاكي الذي يؤدي إلى تحطيم جدار القيم والأخلاق والقوة والاندفاع الذي تتحصن به الشعوب الإسلامية والعربية عن طريق الموروث الحضاري والنضالي وتستخدم قوى العولمة من أجل هذا إقحام بعض الخصائص الجديدة التي تؤدي إلى انهيار في القيم والموروثات الحالية للثقافة العربية القوى الإعلامية الجارفة من فضائيات وانترنيت وغيره عن طريق ضخ وتلهية الشعوب بالصورة الخلاعية الحاقدة وتقديم وترويج الأفلام والدعاية والأغاني الهابطة التي ستؤدي بنظرهم مستقبلاً إلى إسقاط الهوية العربية الإسلامية لتحول الشعوب العربية إلى شعوب بلا قيم ولا مبادئ قوى مستسلمة لمصير مجهول ولكن هنا يجب القول أن التصلب اتجاه مفردات الجدول الثاني كذلك لن تكون نتائجه مضمونة وإنما يجب الدفاع عن طريق التفاعل المبرمج وحوار الأنداد فالموروث الحضاري العربي يملك القوة لمواجهة إي فرض، فبالرغم من الامتدادات العدوانية والعنصرية للعولمة فإن الثقافة لدى الدول الضعيفة اقتصاديا وسياسيا أكثر قدرة على الصمود أمام تجاوزات العولمة من الاقتصاد والسياسة وقدرة الثقافة على مثل هذا الصمود نابعة من أنها لا تتقيد بالنظام السياسي القائم وإنما بالنظام الشعبي السائد فهي أكثر ارتباطاً بقاعدة الهرم وأساساته وجذوره بينما يرتبط الاقتصاد كما السياسة بقمة الهرم والأجزاء العليا من جدرانه .ومن الأهداف الكبرى التي تعمل عليها قوى العولمة عن طريق هذه الحرب الثقافية هو إضعاف دور الأسرة العربية كنواة للمجتمع العربي الإسلامي والحامل الأساسي للثقافة والمعتقدات العربية الإسلامية واللبنة الأساسية في مجتمعنا لتحل مكانها العلاقات المادية وهذا ما يؤدي تدريجيا ً لإنقاص دور الأسرة في المجتمع من خلال تنشئة الإنسان والمساهمة بتنمية قدراته وإبداعاته مع مؤسسات المجتمع الأخرى مؤسسات التعليم والثقافة والدين.




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

***61649; الملخّص ***61649;

هناك الكثير من السياسات والمتغيرات العالمية التي تؤثر وتنعكس نتائجها على مختلف نواحي الحياة البشرية على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو السياسي، كذلك على المستوى الحضاري، أكثر هذه المتغيرات انتشاراً وشيوعاً هي تلك الظاهرة التي أطلق عليها الكوكبة أو العولمة، أخيراً أطلق عليها الأمركة كون الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الأكبر والأكثر تأثيراً من خلال هذه الظاهرة، وقبل أن نتعرف على بعض الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه الظاهرة لا بد لنا من التوقف عند الأدوات التي ارتكزت ومازالت ترتكز عليها من أجل السير في تحقيق الأهداف المخطط لها من خلال هذه الظاهرة، ومن ثم نتطرق إلى أنواع هذه العولمة وبعد ذلك نتطرق إلى الآثار الناجمة عن العولمة وأخيراً نتطرق إلى العلاقة بين العولمة والموارد البشرية .
تأتي أهمية بحثنا هذا كونه يتعرض لظاهرة خطيرة ومنتشرة بكثرة في العالم بأكمله، هي ظاهرة العولمة هذه الظاهرة التي ينجم عنها الكثير من النتائج السلبية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تنجم عنها في حال عدم التهيئة السليمة والعلمية لمواجهتها، وسنحاول وضع بعض الأسس والسياسات للاستفادة من بعض الايجابيات التي يمكن أن تنتج عن التعامل بشكل واع ومدروس مع ظاهرة العولمة.

أهداف البحث:
يهدف بحثنا إلى تسليط الضوء على ما يلي:
1 – البعد التاريخي لهذه الظاهرة.
2 – الأدوات التي تستخدمها القوى الفاعلة من أجل نشر هذه الظاهرة.
3 – المجالات المختلفة التي تتأثر بهذه الظاهرة.
4 – الآثار السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة.
5 – بعض الآثار الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها في حال التعامل بحذر من ظاهرة العولمة.
6 – المواقف المختلفة من ظاهرة العولمة.
7 – السياسات اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة بما يتفادى الكثير من الآثار السلبية.

تساؤلات البحث:
1 -هل ظاهرة العولمة حديثة النشوء ؟
2 – ماهي الأدوات التي تستخدمها قوى العولمة من أجل نشرها وفرضها ؟
3 – ما هي المجالات التي تعمل قوى العولمة من اجل التأثير عليها ؟
4 – ما هي الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة العولمة ؟
5 – هل هناك نتائج إيجابية يمكن الاستفادة منها من خلال التعامل الصحيح مع ظاهرة العولمة ؟
6 – ما هو الموقف الايجابي من العولمة والذي يخفف من حدة السلبيات ؟
7 – ما هو أثر العولمة على الموارد البشرية، وكيف يمكن تأهيل الموارد البشرية لمواجهة العولمة ؟

لمحة تاريخية عن العولمة:
العولمة في اللغات الأوروبية المختلفة هي سياسة أو سلوك على المستوى العالمي "globalisation" وفي معنى آخر يقصد بها السياسة الكونية ويقال أيضاً الكوكبة والكوننة، وهي متقاربة مع مصطلح التدويل "international"أي كل ما هو أممي، وهذه المصطلحات تصب في المفهوم الفكري الذي يضفي الطابع العالمي أو الدولي أو الكوني على النشاط البشري وقد تختلط الأمور بين( الأنسنة) من الإنسانية وبين العولمة( من العالمية )(1).
إن الممارسات المتعولمة على أساس تعميم سياسة معينة أو عادة أو ثقافة ليست وليدة العقود القليلة الماضية وإنما هي قديمة من خلال محاولة العديد من الدول الإمبريالية والاستعمارية التي انتصرت في الحروب فرض ثقافتها ولغتها وتطوير اقتصادها عن طريق الاستعمار المباشر المرتبط بالاحتلال العسكري أو عن طريق فرض تعليم لغتها على الدول التي تحتلها أو عن طريق احتلال الدول التي تقع على الممرات التجارية والمنافذ البحرية والبرية وعن طريق نهب الثروات والموارد الطبيعية للدول المستعمرة وهذا ما يعطي البعد التاريخي لظاهرة العولمة وفي العقود القليلة الماضية وبعد صراع كبير بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي وهو ما عرف بالحرب الباردة وبعد انتهاء هذه الحرب بانتصار المعسكر الرأسمالي هذا الانتصار الذي تمثل بسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي وهذا ما دل على انتصار المعسكر الرأسمالي سارع المعسكر المنتصر إلى إطلاق التصريحات والعمل على فرض السياسات الهادفة إلى فرض تحويل السياسات الاقتصادية للدول التي كانت تحت سيطرة ونفوذ الاتحاد السوفيتي إلى النموذج الرأسمالي ولو اضطرت إلى استعمال قوة السلاح ومن ثم أصبح هدف هذه الدول فرض النموذج الرأسمالي المعتمد على الاقتصاد الليبرالي الحر على كل دول العالم ومن ثم تحول هذا الصراع بين دول المعسكر الرأسمالي من أجل فرض سياساتها المؤدية إلى السيطرة الاقتصادية وتبلور هذا الصراع بين الولايات المتحدة والكتل الاقتصادية الرأسمالية الأخرى بشكل إفرادي وهذا ما أدى إلى صبغ هذا المصطلح بالصبغة" الأمريكية "و هو الذي أدى إلى إطلاق تسمية الأمركة على هذا المصطلح.

أدوات العولمة وأهدافها:
لقد اعتمدت الدول الرأسمالية على خلق وتسخير مجموعة من الأدوات المساعدة على نشر وتجسيد وتكريس السياسات التي تنجم عن ظاهرة العولمة وفرضها وأحيانناً بالقوة ومن أهم هذه الأدوات :
1 – الشركات المتعددة الجنسيات:
تشكل الشركات المتعددة الجنسية أو ما تسمى العابرة للقارات القوة المحركة للعولمة بشكل عام ولعولمة الإنتاج بشكل خاص، فهذه الشركات التي تواجه ركوداً في الطلب وارتفاعا حاداً في كلفة الإنتاج تنقل قواعد إنتاجها إلى الدول النامية حيث تشهد أسواق السلع والخدمات نمواً ملحوظاً (2) بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية والتسهيلات التي تمنحها الدول النامية لهذه الشركات وهذه الشركات المتعددة الجنسية عبارة عن مجموعة من الشركات التي تعمل في مجال معين وفي بلدان وأقاليم مختلفة والتي أتحدت لتشكل شركة كبيرة وضخمة مقرها في دولة معينة ومجال عملها في مختلف دول العالم لتشكل تيارا اقتصاديا كبيرا يحد ويوقف عمل المؤسسات الصغيرة ويتجاوز الحدود الإقليمية وقد وصل عددها في عام (1998) إلى حوالي / 40 / ألف شركة، بلغت إيرادات أكبر (500) شركة منها عام 1996 نحو (11000) مليار دولار، وهذا ما شكل (44%) من الناتج المحلي العالمي الذي وصل إلى نحو (23000) مليار دولار (الوطن العربي/ 576/ مليار دولار)، وتسيطر الشركات المتعددة الجنسيات على ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم، وثلثي التجارة الدولية في مجال السلع والخدمات( 3)، فرقم الأعمال لشركة جنرال موتورز على سبيل المثال، هو أعلى من الناتج القومي الخام لبعض البلدان مثل السعودية، وتركيا وبولونيا فكيف إذا ما قورنت نتائج أعمالها مع الناتج القومي للدول الإفريقية.
2 – منظمة التجارة الدولية
وهي منظمة منبثقة عن اتفاقية الغات وهي تجسيد للاتجاه البارز نحو محاولة تحويل الاقتصاد العالمي إلى سوق واحدة لا تعرف الحواجز أمام حركة السلع (مادية أو خدمية أو تكنولوجية) وحركة رأس المال وهو ما يتضمن تحويل العالم إلى حقل قانوني واحد تتوحد فيه القواعد الموضوعية التي تحكم المعاملات التجارية والمالية الدولية (4).
و تقوم وظيفة منظمة التجارة الدولية على ثلاثة مبادئ أساسية وهي :
أ- تحرير التجارة الدولية من القيود .
ب – عدم التمييز بين البلاد المختلفة في المعاملات التجارية، وهو المبدأ المعروف بأولى الدول بالرعاية، والمساواة بين كل البلدان .
ج – – تحديد قواعد السلوك في المعاملات التجارية، وذلك بتحريم أن تقوم دولة بإغراق سوق دولة أخرى عن طريق بيع سلعة معينة في أسواق التصدير بسعر أقل من السعر الذي تباع به في سوقها الداخلي، كذلك تحريم إعطاء دعم للمنتجين لسلعة معينة بقصد تمكينهم من تصديرها بسعر مخفض (5).
و في الوقت الذي شجعت فيه الدول الصناعية المتقدمة المنافسة والأسواق الحرة، تبنت الدول الصناعية نفسها ومنها الولايات المتحدة مبدأ التجارة المدارة، وتقييد الأسواق( من خلال قوانين حماية المنتجات الوطنية أو فرض الرسوم والضرائب المرتفعة على البضائع الأجنبية المنافسة ودعم المنتجات المحلية) عندما تتعرض مصالحها للخطر (6).
3 – صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير:
يعد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير من أهم أدوات وأركان ترسيخ مصطلح العولمة والنظام الاقتصادي المعاصر من خلال برنامج التثبيت الاقتصادي، وبرنامج التكيف الهيكلي .
فصندوق النقد الدولي يتابع ويشرف على تنفيذ ما يلي :
أ – برنامج التثبيت الاقتصادي الذي تعتمد فكرته على تحليل العلاقة بين مشاكل المديونية المتراكمة، والتعديلات في هيكل الاقتصاد وانعكاس ذلك على ميزان المدفوعات والموازنة العامة للدولة في الآجال القصيرة ويلاحظ أن صندوق النقد الدولي بشكل عام ينصح الدول التي تعاني من بعض الاختلالات الهيكلية أو التي تعاني من المديونية المرتفعة وتطلب الاقتراض منه والتي تريد معالجة هذه الاختلالات الهيكلية بما يلي:
1 – العمل على الحد من الإنفاق العام على الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والدفاع .
2 – التحكم بالسيولة النقدية بالعمل على السيطرة على عرض النقد والائتمان المحلي بما في ذلك زيادة الفائدة على الودائع المحلية.
3 – العمل على تخفيض مستويات الأجور المحلية (7)
ب – برنامج التكيف الهيكلي : يشرف البنك الدولي على متابعة تنفيذ برنامج التكيف الهيكلي من خلال الاعتماد على مفاهيم النظرية الاقتصادية في تخصيص وتوزيع الموارد وأهم الإجراءات التي يلح عليها البنك الدولي والتي تفيد في تطبيق هذا البرنامج تتركز على المطالبة بما يلي :
1 – الحد من الملكية العامة على حساب توسيع القطاع الخاص وتحميل مسؤولي البنك الدولي القطاع العام مسؤولية التشوهات الهيكلية والاختلالات الاقتصادية الداخلية.
2 – يرى البنك الدولي ضرورة العمل على تحرير التجارة وزيادة الصادرات لأنها في رأيه شرط أساسي لزيادة الإنتاجية كما يؤكد ضرورة المنافسة وتخفيض الرسوم الجمركية والعمل على التوسع في تمثيل الوكالات الأجنبية (8) .
4 – ثورة الاتصالات والمعلوماتية :
تعد ثورة الاتصالات والمعلوماتية اليوم من أهم الأدوات التي تعتمد عليها الدول الرأسمالية بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً في فرض ونشر سياساتها المتعولمة من خلال جعل العالم كقرية صغيرة بحيث أضحى الذي يحكم العالم اليوم هو قوة المعرفة والمعلوماتية وتحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة بعد أن كان اقتصاداً معتمداً على الاستخدام الكثيف لرأس المال وكثيف الاستخدام للعمالة وذلك بفضل ثورة المعلومات والتقانة المتعددة الوسائط وتجدر الإشارة إلى أن أوراق اللعبة المعرفية والتقنية التكنولوجية : اليوم إنما هي في يد (12%) من سكان العالم "الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا الموحدة، اليابان" التي تسيطر على أكثر من (90%) من حجم التجارة العالمية (9)، وجاءت شبكات الانترنيت لتضيف وسيلة تسهم في تعزيز فكرة العولمة وسياساتها(10)، وكذلك ساعدت ثورة الاتصالات هذه على عولمة الإعلام من خلال انتشار الفضائيات التي تعمل على نشر القيم والسلوك الاستهلاكي الذي تعمل من أجل نشره قوى العولمة.

أنواع العولمة:
نستطيع القول أن العولمة بمعناها النظري هي إكساب الشيء الطابع العالمي وجعل نطاق تطبيقه عالميا ولكن من خلال التطبيق الواقعي لسياسات العولمة نستطيع أن نقول أنها نوع من الهيمنة الرأسمالية المتوحشة التي تصنع الفرد قبل المجتمع والاستهلاك قبل الإنتاج والمال قبل القيم (11).
والجانب الاقتصادي هو جوهر العولمة قبل كل شيء آخر ومنبع كل صفاتها الأخرى غير الاقتصادية(12)، فهو الأساس الذي تعمل قوى العولمة على فرضه من خلال التجارة الدولية والمؤسسات الدولية والشركات المتعددة والمتعدية الجنسية التي تمثل ذراع العولمة الطويل والتكتلات الاقتصادية التي تمثل أداة الاحتواء المعولم، ومن اجل الوصول إلى الهدف الاقتصادي أو العولمة الاقتصادية فقد عملت الدول الإمبريالية وخصوصا الولايات المتحدة على تهيئة القوانيين والأنظمة والسياسات والسلوك الفردي لأغلب دول العالم عن طريق عولمة الثقافة والسياسة والسلوك العالمي دون إعطاء أي أهمية للحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد أو دولة معينة ودون حاجة إلى إجراءات حكومية .

العولمة الاقتصادية:
تعني العولمة الاقتصادية نظاماً تجارياً عالمياً مفتوحاً تزول فيه العوائق أمام حركة السلع والبضائع والخدمات وعوامل الإنتاج خاصة رأس المال عبر الحدود الدولية وتغدو فيه التجارة الدولية الحرة والمتعددة الأطراف هي القاعدة وهذا يؤدي في النهاية إلى تكامل اقتصادي عالمي متزايد في أسواق السلع والخدمات ورأس المال(13) وتتحول فيه قوى السوق العاتية إلى نظام اقتصادي عالمي تفرض فيه الشركات المتعدية الجنسية والمنظمات العالمية الحاكمة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي انسجاما بل تطابقا ً بين جميع الأقطار ومهما كانت مواقعها وتفصيلاتها (14)، ويذهب الاقتصادي المعروف، بول سويزي إلى أن العولمة هي صيرورة رأسمالية تاريخية يتحول فيها خط الإنتاج الرأسمالي من دائرة عولمة المبادلة والتوزيع والتسويق والتجارة إلى دائرة عولمة الإنتاج الرأسمالية، مع عولمة رأس المال الإنتاجي وقوى وعلاقات الإنتاج الرأسمالية مما يقود إلى إخضاع العالم كله إلى النظام الرأسمالي تحت قيادة وهيمنة وتوجيه القوى الرأسمالية العالمية والمركزية وسيادة نظام التبادل الشامل والمتميز لصالح الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة (15)، ففي عالم معولم، ستنعدم الحدود ويزول التمييز بين الأسواق الوطنية المحلية والأسواق الأجنبية العالمية وستتزايد الاندماجات والاستحواذات والتحالفات بين المشاريع المتنافسة بحجة تقليص التكاليف وزيادة الكفاءة الإنتاجية والتسويقية لكل منها ويعترف دعاة العولمة بأن عولمة الأعمال والتمويل ستؤدي إلى الحد بدرجة كبيرة من قدرة الحكومات الوطنية على رسم سياسات اقتصادية وطنية مستقلة وعلى إضعاف سيطرة الحكومات على اقتصادياتها.

العولمة السياسية:
لا يمكن إنكار أن المقولات الكبرى في عصرنا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان تنطوي كل منهما على جانب عام وجانب خاص بالثقافة والبيئة بكل دولة وبكل شعب، وقد ازدادت صعوبة التفرقة في هذا الشأن بين العالمي والخاص في ظل التشابك مع آليات العولمة ذات الصلة القوية بالتغريب (الأمركة) حيث النزوع القوي نحو استعباد شعوب وفرض ثقافات معينة رغماً من أن أنماط التفكير والسلوك وأنساق القيم لديها تتسم بالانغلاق والشمول وعدم التسامح ورفض الاندماج في تقاليد أسلوب الحياة الأمريكية ومن أفدح مغالطات التصورات الغربية لحقوق الإنسان تركيزها على الحريات المدنية والسياسية وتغاضيها عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الحق في التنمية) وقد عمدت القوى التي تعمد على فرض ونشر العولمة على توظيف المنظمات الدولية من اجل تحقيق أهدافها مثل حروب البلقان والحرب على العراق من خلال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويتم ذلك عن طريق الضغط المالي على هذه المنظمات كعدم دفع المستحقات أو بالمقايضات مع الدول الأعضاء المؤثرة (16).
كما ذكرنا سابقاً العولمة ظاهرة اقتصادية في المقام الأول ولكنها تأخذ في الوقت ذاته أبعاداً وتجليات سياسية وعسكرية وثقافية وإعلامية تعمل من أجل إرساء هيمنة الثالوث الرأسمالي العالمي (الولايات المتحدة – أوروبا – اليابان) على مختلف أنحاء الكرة الأرضية هيمنة شبه تامة والهدف من هذه الهيمنة السياسية تفكيك وشائج السيادة الوطنية للدول المتوسطة والصغيرة.
إن العولمة التي تبغيها الولايات المتحدة تتضمن بالأساس تأمين الحدود الحرة والمفتوحة لانتقال سلعها وأفكارها مستخدمة في ذلك وسائلها الإعلامية الجبارة والتقدم التكنولوجي والمؤسسات المالية الدولية والشركات متعدية الجنسيات والضغوط السياسية والحملات العسكرية إذاً في مقابل مفهوم الدولة والحدود الوطنية الذي استقر كأحد أسس الأمن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية أصبحنا إزاء " نظام عالمي جديد " يعطي الأولوية المطلقة لحرية السوق والمشروع الخاص مع تسخير متطلبات سياسية واجتماعية مثل مصطلحي (الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحرر المرأة) في خدمة ذلك أي كاستخدام هذه المصطلحات بمرونة كبيرة لتبرير التدخل في شؤون الدول القائمة في أطراف النظام الرأسمالي العالمي (17).
فالعولمة إذا نظام يقفز فوق حدود الدولة والوطن والأمة، فهي تقوم على الخصخصة إي نزع ملكية الأمة والوطن والدولة ونقلها إلى القطاع الخاص المرتبط بقوى العولمة والذي يحقق أهدافها ومتطلباتها وهكذا تتحول الدولة إلى جهاز تابع لهذه القوى سواء المحلية ذات الاستثمارات الجديدة أو لقوى العولمة (18).

العولمة الثقافية:
الثقافة بمعناها الواسع : مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وأنها تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والإنتاج الاقتصادي كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
إن سياسات ومآرب العولمة في المجال الثقافي التي تستهدف الهويات القومية ومقوماتها الرئيسة اللغة والدين والسمات التاريخية وأنماط العيش والسلوك والعادات والتقاليد ومعطيات الاختلاف والتمايز بين المجتمعات تضعنا أمام مسؤولياتنا المادية والمعنوية والروحية الجوهرية في الحياة البشرية (19) ،من اجل الحفاظ على مكتسباتنا هذه أمام محاولات العولمة ومجابهة أي تهديد يؤدي إلى التغيير القسري والعمل على الاستفادة من الثقافات الأخرى من خلال الحوار البناء .
إن مخاطر العولمة على الهوية الثقافية إنما هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية والاستقلال الوطني والإرادة الوطنية والثقافة الوطنية ،فالعولمة تعني مزيداً من تبعية الأطراف لقوى المركز (20) .
إن الدول والمنظمات الداعية والعاملة لفرض ظاهرة العولمة تعمل على استثمار منجزات ثورة الاتصالات والتقدم التقني والتكنولوجي في نشر ثقافة جماهيرية واحدة وبقوالب محددة مسبقة الصنع عمودها الفكري الاستهلاك وهذا ما نجده في المحطات الفضائية والذي يستنتج المراقب كأنها مخصصة للإعلان وترويج البضائع الاستهلاكية، فالإعلان أصبح سيد الموقف في كل الفضائيات وشكلت المواد الإعلانية هذه الهاجس والمسيطر والبوصلة التي توجه الأجيال الجديدة في التفكير والتعامل والبيع والعرض والترويج وأسلوب الحياة بكاملها وبذلك فإن هذه العولمة ستؤدي إلى تغيير في القيم الحالية والخصوصية الموجودة في مجتمعاتنا وتؤدي إلى حدوث تغييرات اجتماعية عميقة (21) .
فالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بعد أن أصبحت الحاكم القوى في العالم أنها ستعمل على نشر القيم والسلوك الأمريكي ونمط الحياة الأمريكي في العالم كله وهو ما يفتح باب الغزو للشعوب وعقائدها وثقافتها فالعولمة بالرغم من الصبغة الاقتصادية لها فإنها تعمل من أجل أهدافا أخرى تطال ثقافة الشعوب وهويتها القومية والوطنية ومصالحها وخصوصياتها في الصميم وترمي إلى تعميم نماذج وأنماط من السلوك والعيش وفرض منظومات من القيم وطرائق التفكير والتدبير وتكوين رؤى وأهداف تعمل في خدمتها ومن ثم فهي تحمل ثقافة تغزو بها ثقافات ومجتمعات أخرى وتؤدي إلى تخريب منظمات وقيم وإحلال قيم أخرى محلها ليست بالضرورة أفضل من القيم التي لحق بها التخريب فضلاً عن كونها لا ترتبط بخصوصيات الأمم وثقافاتها ولا يخلو ذلك من توجه استعماري جديد يتركز على احتلال العقل والإرادة وجعلهما يعملان وفق أهداف المستعمر وفي إطار خططه ومصالحه مع تحييد قوة الدولة أو إنهاكها واستلابها وانتزاع مقومات حضورها وتأثيرها الاجتماعيين وفرض نوع من الإدراك الواقعي مع إلحاق شلل بالوعي المنقذ والإرادة والقوة وطاقات الروح وبالإيمان وقدراته الخلاقة عند المؤمنين (22) وهذا ما جعلنا نتذكر قول وزير الثقافة الفرنسي في مؤتمر المكسيك إن هذا الشكل من أشكال الامبريالية المالية والفكرية لا يحتل الأرض، ولكن يصادر الضمائر ومناهج التفكير واختلاف أنماط العيش وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي بعد حرب الخليج الثانية : إن القرن القادم سوف يشهد انتشار القيم وأنماط العيش والسلوك الأمريكي وفي هذا نزوع استعماري لغزو الآخرين ولمهاجمة الهويات الثقافية والقومية وفرض التبعية عليها وإذابتها .(23).
إن الغرب / سياسياً وثقافياً واقتصادياً / يرمي إلى تحقيق أهدافه بكل الوسائل الممكنة، ويضعها على رأس مشاريعه وسياسته ومنها فرض التبعية من خلال الاختراق والغزو الثقافيين وتخريب قيم الآخرين واستقطاب الأجيال الصاعدة بدغدغة غرائزها وتوجيه ميولها والتركيز على ماهو في سطح الاهتمامات البشرية لديها لحصرها في حيز السطح من الاهتمامات والمهام والتطلعات مستفيداً من فاعلية التفوق والقوة والسيطرة والثروة التي لديه في هذا المجال للوصول إلى زعزعة الثقة ثم محو الشخصية ومقومات الآخر ونحن نعرف أن أهم مقومات الشخصية الثقافية لأمة من الأمم : اللغة والدين وبقية السمات والعادات والتقاليد والأعراف ومكونات الذاكرة التاريخية للأمة (23).
و قد تجاوز مخطط التفتيت للمجتمع العربي الأبعاد السياسية والجغرافية إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفكرية والروحية وتأتي العولمة لتحقيق هذه الأهداف إن النظام الأمريكي يعمل على تدمير البنى الثقافية للبلدان النامية من خلال تدمير بناها المجتمعية وعزل الثقافة عن الواقع وتهميش المثقف والحد من فاعليته في حياة مجتمعه لذا فإن العولمة أصبحت تحمل في طياتها نوعا آخر من الغزو الثقافي أي قهر الثقافة الأخرى لثقافة أضعف منها لأن العولمة لا تعني مجرد صراع الحضارات أو ترابط الثقافات بل أنها توصي أيضا باحتمال نشر الثقافة الاستهلاكية والشبابية عالميا والخطورة في هذه الثقافة وبهذا تختلف العولمة عن العالمية والتي تعني إغناء للهوية الثقافية بينما العولمة تعني اختراقا فالاختراق العولمي يعني إلغاء الحوار والتبادل الحضاري والحلول محله ويستهدف العقل والنفس والذين هما الأداتان التي بهما يتم التفسير والتأويل والتسريع وقبول ما هو مفيد ومحاربة ومواجهة ما لا يتناسب مع خصائصنا بحيث انتقل من السيطرة عن طريق الايدولوجيا إلى السيطرة عن طريق الصورة السمعية والبصرية التي تسعى إلى تسطيح الوعي (24).

الآثار الناجمة عن العولمة:
إن المراكز الرأسمالية القائدة لظاهرة العولمة تعمل على استثمار الجوانب الايجابية للعولمة لصالحها بشكل تام وتعرقل ما تراه في غير مصلحتها كما في حالة انتقال الأيدي العاملة من بلدان أخرى واعتبارها أيدي عاملة غير مرغوب بها ويفترض إقامة الحواجز القانونية ضد حركتها نحو الداخل .( 25)
إن الانخراط في العولمة لا يضمن على الإطلاق استيعاب وتمثل الجوانب التقنية الأساسية فيها إن قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية التي يفرضها الانخراط في منظمة التجارة العالمية مثلا يهدف فيما يهدف إلى منع انتقال التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث (26).
ينتج عن العولمة الكثير من الآثار السلبية ولكن هذا لا يعني أنها لا تحمل بعض النتائج الايجابية، وتعود سلبية أو إيجابية الآثار الناجمة عن العولمة إلى مدى عمق فهم الدولة لهذه الظاهرة ودراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي للبلد والآثار التي تحمله لهذا البلد ومدى إعداد الدراسات والقوانين وتهيئة الكوادر المدربة والمؤهلة لنقل المجتمع بالشكل الذي يقلل الخسائر ويحقق الأرباح للمجتمع، وهنا نتوقف عند الآثار التي نجمت عن انتشار سياسات العولمة والعمل بها.
1 – البطالة:
تشير المعلومات إلى أن عدد القادرين على العمل في العالم الذين تتراوح أعمارهم بين (15 – 65) سنة بلغ في عام 1996 حوالي (3.5)مليار نسمة كان حوالي (2.3) مليار منهم يعملون بشكل ما، أما العدد الباقي منهم والبالغ (1.2) مليار إنسان فكانوا ضمن العاطلين عن العمل أي أن نسبة البطالة قدرها (34.3%) من مجموع القادرين على العمل في العالم، (27) ففي الاتحاد الأوروبي كان هناك (18) مليون عاطل عن العمل (28) وقد ترافق النمو الاقتصادي في الدول الرأسمالية المتقدمة خلال العقدين الأخيرين بقلة فرص العمل الجديدة وقد بلغ عدد العاطلين عن العمل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 1996 ما يزيد على (36) مليون شخص بعد أن كان لا يتجاوز (10) مليون شخص عام 1970 وهو نفس عدد العاطلين عن العمل في تلك البلدان عام 1950، وهذا ما يؤكد اتساع نطاق وشمول التناقض بين العمل ورأس المال، ويتبين من خلال عمليات الاندماج بين الشركات ترابط التمركز في رأس المال مع زيادة البطالة وإلغاء الوظائف، كما تبين أن الحرية التي يتمتع بها رأس المال في التنقل والحركة تمنحه قدرة تفاوضية أكثر في الضغط على مستويات الأجور وشروط العمل(29)، فهذه العولمة أدت في الكثير من الدول إلى تخفيف شدة أداء النقابات العمالية في الدفاع عن مصالح العمال وأدت إلى تغييب دور هذه النقابات في الكثير من الدول (30) فقد أدت العولمة إلى خسارة أكثر من (750) ألف عامل لعملهم في المكسيك أول شهرين من عام 1995 خلال أزمة المكسيك المالية، تلا ذلك تسريح عدد كبير من العمال الأجراء في الأشهر اللاحقة وهبطت الأجور بنسبة (30%) وكذلك خسر المعدل الوسطي للأجور (54%) من قوته الشرائية مابين كانون الأول 1994 وتموز 1995 حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية (31)، كذلك أدت الأزمة المالية التي تسببت بها المضاربات المالية في تايلاند إلى جعل أكثر من مليون عامل ينضمون إلى قائمة العاطلين عن العمل .و هكذا نرى بأنه رغماً من أن دعاة العولمة قد عظموها ووصفوها بالعلاج الشافي لمعظم المشكلات التي يعاني منها المجتمع الدولي بشكل عام والدول النامية خصوصاً إلا أن هذا العلاج الشافي قد أدى إلى نتائج عكسية ووقد جعل مختلف شعوب العالم تنظر إلى هذه الظاهر بكره وسخط كبيرين فحتى الدول الراعية لهذه الظاهرة لم تستطع أن تتخلص من ظاهرة البطالة بل ازدادت حدة هذه الظاهرة في بلدانها، فبلغ عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة الأمريكية عام/ 2022/ (8.388.700) عاطل عن العمل بما يشكل (5.8%) من قوة العمل الأمريكية، وبلغ عدد العاطلين عن العمل في اليابان في نفس الفترة (3.586.600) بما يشكل (5.4%) من قوة العمل فيها، أما عدد العاطلين عن العمل في فرنسا فقد بلغ عام /2002 / (2.442.800) وهو ما شكل (9%) من قوة العمل وكذلك فإن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا قد وصل إلى (3.396000) بما يشكل (9.7%) من قوة العمل فيها (32) ، وكذلك يتوقع استمرار ازدياد حدة البطالة في هذه البلدان ففي ألمانيا هناك ما يزيد على أربعة ملايين فرصة عمل مهددة بالضياع على نحو شديد مما يعني ارتفاع معدل البطالة من (9.7%) إلى (21%) وفي النمسا من (7.3%) إلى (18%) وستهدد البطالة خمسة عشر مليون عامل في الاتحاد الأوروبي (33) وأما بالنسبة للبلدان العربية فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل (25) مليون من أصل (115) مليونا هم حجم القوى العاملة(34) وإذا كانت هذه الدول المتقدمة التي لها وزن على المستوى السياسي العالمي قد عانت من نتائج العولمة وأصبحت مهددة بشبح البطالة بالرغم من صناديق الحماية فما هو موقف الدول النامية ومنها بلدنا وخاصة ما تحمله البطالة من آثار سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
2 – الفقر:
تجاوز سكان العالم الستة مليارات عام 2001 خمسة مليارات منهم يعيشون في بلدان فقيرة وتسيطر البلدان الغنية على (80%) من إجمالي الدخل العالمي ويعيش فيها (15%) من السكان في العالم (35) وقدرت إحصاءات البنك الدولي أن (18%) من سكان العالم الثالث هم من شديدي الفقر و(33%) هم من الفقراء على أساس أن الحد الأعلى للفقر هو دولار في اليوم أي ما لا يزيد عن (370) دولار في السنة (36).
وقد كان لبرامج الإصلاح المدعومة من موارد صندوق النقد الدولي والذي ألتزمت به اندونيسيا آثار كبيرة وسلبية على الجهود التنموية التي بذلتها اندونيسيا على مدى عقود من الزمن وعلى وحدة ترابها فتراجع الناتج المحلي بمقدار (15%) بالتمام وانتشر الفقر فأمسى (20) مليون اندونيسي يعانون الفاقة والحرمان فالقروض التي قدمها الصندوق النقد الدولي والبالغة (23) مليار دولار خصصت لإنقاذ أموال المستثمرين الأجانب الذين هم مواطنون أمريكيون بالدرجة الأولى. (37)
فمن خلال التطور التقني والتكنولوجي نما الإنتاج على مستوى الكرة الأرضية للسلع الاستهلاكية الغذائية الأساسية بنسبة أكثر من (110%) من الحاجات العالمية ورغماً من ذلك هناك " 30" مليون شخص يستمرون بالموت جوعا كل عام وإلى جانب أكثر من " 800" مليون شخص ممن يعانون من سوء التغذية .
وفي عام 1960 كان هناك الـ( 20%) الأغنى من سكان العالم يملكون أكثر بـ "30" مرة ارتفاعاً من أولئك الـ(20%) الأفقر، وكان ذلك الأمر يعتبر شائناً. لكن بدلاً من تحسن الأوضاع، تفاقمت بشكل أشد. حيث لم يعد اليوم دخل الأغنياء بالنسبة للفقراء أكثر من "30"مرة بل وصل إلى "82" مرة أكثر فمن الـ (6) مليار نسمة من سكان الأرض هناك "500" مليون شخص بالكاد ممن يعيشون بيسر في حين يظل هناك"5.5" مليار من هؤلاء بحاجة إلى الغذاء ويعانون الفاقة والحرمان (38)
وهكذا نرى أن العولمة أدت إلى ازدياد حدة الفقر على المستوى العالمي وكأن هدفها عولمة الفقر وإلى ازدياد الآثار السلبية للفقر من قلة تغذية وأمراض وعدم القدرة على تطوير القدرات البشرية وتدني قدرات الموارد البشرية وصعوبة تأهيلها وتدريبها .
3 – الفساد المنظم والجريمة وتجارة المخدرات والأسلحة:
ظهرت أخطار جديدة في ظل سياسات العولمة بالإضافة إلى تكريس وازدياد أمور كانت موجودة سابقا، فالإرهاب قد انتشر بشكل كبير في مختلف دول العالم، وعم التعصب الديني أو العرقي وتكاثرت الأسلحة النووية وازداد إرهاب الدول ممتطين أحيانناً صهوة المنظمات العالمية لقوننته، وتناثرت شبكات المافيا واستشرى الفساد في كل أنحاء العالم وانتشرت أوبئة جديدة لم تكن معروفة من قبل (39)، فالرشوة إلى جانب المضاربة والإفقار والتكبيل بالديون تؤلف جزأ لا يتجزأ من معدلات الزيادة في النمو والأرباح في نظام العولمة، والمافيا صنيعة هذا النظام وقد تجلت جرائمها في تسريب المواد الغذائية الفاسدة إلى كل أنحاء العالم بل وإفساد صناعة المواد الغذائية ولعل فضائح البقرة المجنونة وفرض لحومها الفاسدة على شعوب أوروبا وتصدير الدم الفاسد بالإيدز إلى أفريقيا وتصدير النفايات الخطيرة إلى أفريقيا أبسط الأمثلة على تسرب المافيا وجرائمها عبر الأموال التي تشتري بها صغار النفوس من المتعاملين معها على المستويات كافة والذين ماتت ضمائرهم وتجلدت أحاسيسهم بحيث لم يعودوا يقيمون أي وزن لعائلة أو أمة أو وطن ولا هم لديهم إلا أن يضخموا من حجم أرصدتهم في الخارج الفاعلون غير الشرعيين المافيا ..
في البداية كان للمافيا قاعدة وطنية أو محلية حيث لها الجذور التاريخية والثقافية ومن هنا جاءت البيئة الجغرافية ويشير مانويل كاستل بأن المافيا لم تختف مع العولمة بل على العكس تماماً وطبقا لرأيه " فإن تكامل المافيا مع الشبكات العالمية، يساعد في اجتياز المصاعب عندما تنقلب الدولة ضدها، فالمافيا الأمريكية وعلى الرغم من الضربات التي حلت بها لم يستطع المكتب الفيدرالي في الثمانينات أن ينهيها ويقضي عليها كذلك بقي عاجز عن الوقوف ضد نموها وكبرها وازدياد مجالات عملها في التسعينات بفضل إسهامها وتعاونها مع المافيا الإيطالية وتحالفها مع الثالوث الصيني والمافيات الروسية والمافيات الأخرى، وتنازع المافيا الدولة على المستوى المحلي والمستوى الدولي في آن واحد فإن منظمتها متعددة الجنسيات تسمح لها بأن تحتاط ضد التعاون الدولي الموجه للمكافحة ضدها وتشمل تجارتها على " المخدرات، الكائنات البشرية، ابتزاز الأموال باستخدام التهديد، منتجات مزورة، نقود مزورة(40)و تمثل تجارة المخدرات على المستوى العالمي رقم أعمال يفوق ذلك الرقم المستخدم في مجال النفط لكن على النطاق الوطني، تلعب المافيا في بعض الحالات دوراً هاما ويعتقد
أن الاقتصاد المخالف للقوانين السري يمثل (40%) من الاقتصاد الروسي، ولنصف البنوك في هذا البلد روابط مع الجريمة المنظمة وتصل الأرقام إلى مابين (300- 500) مليار دولار فوائد ضريبية ناتجة من تجارة المخدرات وتقدر الأموال الناتجة من التزوير إلى (100)مليار دولار وترتفع عمليات الاحتيال لوحدها في ميزانية الاتحاد الأوروبي إلى (15) مليار دولار وإذا أضيف إليها تجارة الحيوانات والنساء يصل الناتج إلى (100) مليار دولار (41).
4 – المضاربات المالية وانهيار الاقتصاديات الناشئة:
لقد أصبح بإمكاننا أن ندخل مع نظام العولمة في مرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ ألا وهي التمويل الدولي لاقتصاد المضاربات لقد بلغت الوسائل المالية التي طرحت في كافة الأسواق المالية للمضاربات على ما يزيد على / 40000 / مليار دولار أي ما يعادل عشرة أضعاف الدخل القومي لأمريكا لم يستخدم القائمون على نظام العولمة إلا (3%) من الجنس البشري في الوقت الذي يمثلون فيه ما يزيد على (95%) من التجارة العالمية، لقد تشعبت وتداخلت ساحات الصراع ومجالاته وأهدافه وأدواته ووسائله في عصرنا على نحو بات التميز معه فائق الصعوبة، فالجوانب الاقتصادية والتجارية والمالية والعلمية والتكنولوجية والاستخباراتية والإعلامية والثقافية في الحروب والصراعات المعاصرة يتولاها مدنيون غالباً وتتفوق آثارها ونتائجها على ما ينجم عن المعارك العسكرية وتؤدي أضعاف ما تلحقه الأسلحة التقليدية من خسائر نأخذ مثلاً موجات التدمير الاقتصادي التي تم شنها ضد دول شرق آسيا وجنوب شرق آسيا في صيف 1997، والتي تسببت في انهيار اقتصادي لاندونيسيا وأزمات كبيرة لماليزيا وتايلاند وكوريا الجنوبية والفلبين فقد كان صافي حجم الأموال التي تدخل الفلبين قبل حلول الأزمة حوالي (93) مليار وتحول صافي الفيض إلى هروب (12) مليار دولار (42) وقد انعكست هذه الأزمات على الاقتصاد الياباني والروسي والعديد من الدول الأخرى، فقد اتهم مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا علناً في خطابه أمام مجلسي محافظي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أيلول 1997 في هونج كونج الملياردير اليهودي الأمريكي جورج سو روس ومعهد موري وشركات تسليف بالتواطؤ المبرمج المعتمد لتدمير اقتصاديات جنوب شرق آسيا (43).
5 – تهميش الهوية والثقافة الوطنية:
تعمل العولمة على تهميش الهوية وتدمير وتحطيم الثقافة الوطنية وذلك بسبب محاولتها تحطيم وتدمير كل القوى الممكن أن تقف في وجهها، وفي ظل سقوط التجربة الأممية والاشتراكية التي كانت تقف كجدار في طريق انتشارها كان لابد من اختراع عدو جديد من أجل تسخير القوى الامبريالية لمحاربته وإفساح الطريق أمام مشروعها فكان لا بدمن تحويل الصراع نحو الثقافات الوطنية والإيديولوجيات الدينية التي كانت السبب الرئيس لتطور المجتمعات ماضياً ومن أهمها الثقافة العربية والإيديولوجية الإسلامية، فبالرغم من أن العولمة الاقتصادية هي الأساس والهدف فإن الانعكاسات والامتدادات الاجتماعية والثقافية أصبحت واضحة ولا يمكن التغاضي عنها أو إغفالها مع التطورات السياسية العالمية من ناحية، وانتشار ثورة المعلومات والاتصالات من ناحية أخرى وكانت هذه الامتدادات كجسر يصل قوى العولمة للهدف الاقتصادي المنشود الذي لا يتحقق بإيديولوجيات وهويات قوية تستطيع التأسيس لقوى ذات أخلاقيات رافضة لظاهرة العولمة .
وبحكم انتمائنا الإسلامي العربي فنرى أن ثقافتنا الإسلامية العربية تتعرض منذ زمن لقوى التقييد والتحديد من جهة وقوى التجديد والتحديث من جهة ثانية، وقوى الترويض والتهميش من جهة ثالثة ففي علاقة الثقافة العربية بالماضي نراها في الغالب تغالي في عرضه وتفسيره وتمجيده حينا وتقع أسيرة لقيوده ومحدداته وإخفاقاته حيناً ثانياً وتنهل منه دون تجديد أو إبداع أو تطوير حينا ثالثاً، أما فيما يتعلق بعلاقتها بالحاضر والمستقبل وما يرافقها من قوى العولمة وتأثيراتها فهي تتعامل معهما بالغالب بإبداعات وانطلاقات يانعة الفروع ضعيفة الجذور أحياننا وبتمرد لا عقلاني غير مبرر أحيانناً أخرى وبمحاولات للتجديد والتحديث دون شمولية أو قاعدة فلسفية أو مصداقية اجتماعية حينا وكل هذا بالطبع لا يقلل من أهمية الكثير من الأعمال والنتاجات الثقافية المبدعة التي لم تنجح حتى الآن في بناء الزخم المناسب وإيجاد الكتلة الحرجة اللازمة لتشكيل الفضاء الثقافي المتكامل المترابط والتي لم تؤد حتى الآن الانطلاقة اللازمة لإحداث التأثير المنشود والتغيير المستهدف، وهو التغيير الذي يرتبط بالانفتاح الواعي والتفاعل الايجابي والانطلاقة الواثقة دون الانقطاع عن الجذور والتنازل عن الهوية والخصوصية وبشكل عام تواجه الثقافة العربية في الوقت الحاضر مجموعة من الثنائيات التي لم تفلح في صقلها أو التغلب عليها والجدول الآتي يبين مجموعة الثنائيات التي تتعرض لها الثقافة العربية والتي هي عبارة عن ثقافتنا العربية الموروثة المتأصلة والمتجذرة ومجموعة أخرى من القيم والأخلاقيات التي تعمل القوى التي تحاول عولمة العالم بشكل عام والبلدان العربية من ضمن هذه البلدان.
و من خلال الجدول (1) نجد أننا أمام مجموعتين من الخصائص الثقافية :
1 – المجموعة التي تتصف بها الثقافة العربية ونرى بعض هذه الخصائص التي كانت ذات نتائج إيجابية على الحضارة الإسلامية والعربية وأدت إلى تكوين بناء قوي ولكنها في فترات معينة لم تجد القوى التي تستطيع السير بها عن طريق التجديد والإبداع بما يتناسب التطور الزماني والمكاني علما أن الكثير من الشخصيات الإسلامية والعربية التي كان لها دور كبير في التطور الحضاري العالمي كانت تشجع وتخطط وتوجه على اختلاف الأمور التي يجب أن تتطور تبعاُ للزمان والمكان كما قال أحدهم "لا تجبروا أولادكم على ما أنتم به فقد خلقوا لزمان غير زمانكم".
2 – مجموعة القيم والأخلاقيات في العمود الثاني التي تتضمن الكثير من القيم التي تؤدي إلى التطور والحداثة ولكن لم تستطع الدول الغربية من التمتع بها وأن تجعلها جزء من ثقافتها إلا بعد أن ناضلت كثيراً في ظل ظروف ومعطيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تختلف عن تلك التي يتصف بها مجتمعنا ويمكن الاستفادة من بعضها ولكن قوى العولمة تحاول إقحامها ليس من اجل تطوير وتحديث المجتمع العربي الإسلامي بل لتستطيع الوصول إلى النموذج الاستهلاكي الذي يؤدي إلى تحطيم جدار القيم والأخلاق والقوة والاندفاع الذي تتحصن به الشعوب الإسلامية والعربية عن طريق الموروث الحضاري والنضالي وتستخدم قوى العولمة من أجل هذا إقحام بعض الخصائص الجديدة التي تؤدي إلى انهيار في القيم والموروثات الحالية للثقافة العربية القوى الإعلامية الجارفة من فضائيات وانترنيت وغيره عن طريق ضخ وتلهية الشعوب بالصورة الخلاعية الحاقدة وتقديم وترويج الأفلام والدعاية والأغاني الهابطة التي ستؤدي بنظرهم مستقبلاً إلى إسقاط الهوية العربية الإسلامية لتحول الشعوب العربية إلى شعوب بلا قيم ولا مبادئ قوى مستسلمة لمصير مجهول ولكن هنا يجب القول أن التصلب اتجاه مفردات الجدول الثاني كذلك لن تكون نتائجه مضمونة وإنما يجب الدفاع عن طريق التفاعل المبرمج وحوار الأنداد فالموروث الحضاري العربي يملك القوة لمواجهة إي فرض، فبالرغم من الامتدادات العدوانية والعنصرية للعولمة فإن الثقافة لدى الدول الضعيفة اقتصاديا وسياسيا أكثر قدرة على الصمود أمام تجاوزات العولمة من الاقتصاد والسياسة وقدرة الثقافة على مثل هذا الصمود نابعة من أنها لا تتقيد بالنظام السياسي القائم وإنما بالنظام الشعبي السائد فهي أكثر ارتباطاً بقاعدة الهرم وأساساته وجذوره بينما يرتبط الاقتصاد كما السياسة بقمة الهرم والأجزاء العليا من جدرانه .ومن الأهداف الكبرى التي تعمل عليها قوى العولمة عن طريق هذه الحرب الثقافية هو إضعاف دور الأسرة العربية كنواة للمجتمع العربي الإسلامي والحامل الأساسي للثقافة والمعتقدات العربية الإسلامية واللبنة الأساسية في مجتمعنا لتحل مكانها العلاقات المادية وهذا ما يؤدي تدريجيا ً لإنقاص دور الأسرة في المجتمع من خلال تنشئة الإنسان والمساهمة بتنمية قدراته وإبداعاته مع مؤسسات المجتمع الأخرى مؤسسات التعليم والثقافة والدين.




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

تابع
جدول رقم (1) يبن مجموعة من الثنائيات التي تنتصف بها الثقافة العربية من جهة ومجموعة الخصائص التي تحاول القوى الغربية التي تتبنى سياسة العولمة فرضها على المجتمعات ومن ضمنها المجتمع العربي
مجموعة الخصائص التي تتصف بها الثقافة العربية مجموعة الخصائص الغربية والتي تحاول القوى الغربية فرضها ونشرها على دول العالم
الأصالة والخصوصية الحداثة والمعاصرة
قوى التقييد بالماضي قوى الترويض بالعولمة
قوى التحديد قوى التجديد
التعريب التغريب
الفكرو النظرية العمل والتطبيق
المحلية العالمية
المادة والواقعية الروح والغيبية
الأنا الآخر
النزوع للتقليد وردة الفعل الانطلاق والإبداع والفعل والحزبية
التجمعات القبلية التجمعات الفكرية والحزبية
امتلاك الحقيقة المطلقة امتلاك الحقيقة القابلة للتطويرو التعديل
طاعة أولي الأمر " من رأى منكم منكرأ فليغيره
المصدر : د. منذر واصف المصري " العولمة وتنمية الموارد البشرية الإمارات2004ص120

6 – الموارد البشرية:
بالإضافة إلى ما سبق فإن العولمة تؤدي إلى ضعف تنمية وتهيئة الموارد البشرية في بلدان العالم بشكل عام والبلدان النامية بشكل خاص وذلك من خلال :
1 – تعمل العولمة على جعل الدولة تتخلى عن الخدمات الاجتماعية ومن أهمها الخدمات التعليمية والصحية والتي تعد من أهم الأسس لتنمية وتنشئة الموارد البشرية والتي تعاني بالأساس من الكثير من الاختلالات، وتخلي الدولة عن هذه الخدمات سوف تمنع الكثير من الموارد البشرية من الاستفادة من هذه الخدمات وبالتالي سوف يؤدي إلى ضعف في تهيئة وتنمية هذه الموارد .
2 – تعتبر التطورات التقنية وتقنيات المعلومات والاتصالات من الظواهر الرئيسة المرافقة للعولمة والقوى المحركة لها وبعض نواتجها في الوقت نفسه، ومثل هذه الظواهر تستدعي عمالة عالية المهارة تمتلك القدرات العلمية والمهارات التطبيقية والاتجاهات المهنية السليمة للتعامل مع هذه التطورات والتقنيات مما يضع عبئاً على كاهل نظم تنمية الموارد البشرية لتلبية هذه المتطلبات (44).
3 – وكذلك فإن المعرفة هي الأساس في عصر العولمة وبالتالي فإن كل عنصر لا يتأقلم مع العولمة من حيث معرفة الكومبيوتر واستخدام الانترنيت سيكون بمثابة الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة في وقتنا الحالي
4 – كذلك تؤدي العولمة إلى ضعف واردات الدول من الضرائب والرسوم من خلال اتجاهين:
أ- من خلال فرض سياسات العولمة تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على البضائع وهذا يؤدي إلى ضعف في موارد الدولة المالية .
ب- من خلال عدم استطاعة الكثير من الصناعات الوطنية منافسة البضائع الأجنبية وانهيار هذه الصناعات وانهيار العوائد التي كانت تجنيها أو التي كانت تدفعها للدولة
6 – تعمل العولمة على إعطاء الأهمية الكبرى للفردية والأنانية على حساب الأسرة والتي هي اللبنة الأساسية في تنشئة الموارد البشرية بالإضافة إلى مؤسسات التعليم وبعض المؤسسات الإعلامية، وبذلك تحاول أن تفقد الأسرة دورها الرئيس وهو ما ينعكس على أخلاقيات الإنسان وتنشئته وبنائه من دون المرور بمراحل زمنية موضوعية لهذا التطور مما يؤدي إلى هشاشة في التكوين والذي بدوره ينعكس على أدائه في المستقبل، ويخفف من الحواجز الأخلاقية التي كانت سائدة مما يجعله عرضة للفساد والرشوة والنهب والتي تؤدي إلى ضعف في سوية الأداء الوظيفي .
7–وجدنا أن العولمة تؤدي إلى انتشار البطالة التي هي نوع من هدر الإمكانات البشير والمادية .
8 – انخفاض الأجور بسبب قلة فرص العمل وضعف عمل النقابات التي دورها الدفاع عن حقوق العمال بالإضافة إلى الفقر يؤدي إلى ضعف القدرات .
و هكذا نرى أن العولمة تعمل على إنتاج موارد بشرية مفرغة من القيم وأخلاقيات العمل لا تشعر بالانتماء سوى إلى المال الذي يكون هو الهدف ولا يوجد أي حواجز من اجل الحصول عليه.
و السؤال الذي نستطيع طرحه هو ماذا يجب أن نعمل أمام هذه الظاهرة الواقعية، المحددة الأهداف، الجارفة لكل ما تراه عائقا أمام انسيابها ؟
تعددت الآراء وكثرت الكتابات حول المواقف المطروحة من ظاهرة العولمة وقد انحصرت هذه المواقف في إطار مجموعة :
1 – من يرى أن العولمة شر بشر وكل نتائجها سلبية لأنها صممت من قبل الدول الرأسمالية لتحيق أهدافها وحصد المكاسب وبذلك فهي تحاول منع الدول والبلدان من تحقيق أي مكسب وترتأي هذه المجموعة ضرورة الاستنفار الكامل من أجل شن حرب كبيرة وقوية وكاملة لمواجهة هذه العولمة ومن يقف معها .
2 – هناك مجموعة ثانية قالت إن ظاهرة العولمة ظاهرة كونية ولا يمكن لنا مجابهتها لذلك يجب عدم الاكتراث لها أو مواجهتها بانتظار أن نرى النتائج الواقعية لها ،و هذا الموقف ينادي بالاندماج الكامل مع مقتضيات السوق العالمية على حساب الخصوصية والهوية الشخصية الوطنية والقومية وبذلك تتحقق التبعية المالية والإعلامية والسياسية والاجتماعية التامة لقطب العولمة.
3 – هناك مجموعة ارتأت أن هذه العولمة بقدر ما لها نتائج سلبية تحمل في إطارها بعض النتائج الايجابية في حال التعامل معها بطريقة محددة تنم عن فهم هذه الظاهرة ومعرفة آثارها وطرق مواجهتها بحيث نستفيد من الكثير من الأدوات التي تستخدمها في تطوير البلد عن طريق الاستفادة منها في بناء الإنسان وتحسين نوعية الخدمات الاقتصادية والاجتماعية (45).
فإن هناك بعض النتائج الايجابية التي يمكن أن تحصل عليها الدول في حال قراءة العولمة وأدواتها بشكل جيد وهيأت الظروف المتاحة للاستفادة منها رغماً من محاولة الدول الإمبريالية وخاصة الولايات المتحدة منعها من هذه الاستفادة ومن هذه الفوائد :
1 – يمكن الاستفادة من المعلوماتية والانترنيت في مجال الإطلاع المستمر على أحدث المنجزات العلمية في المجالات الطبية والهندسية والاجتماعية في حال وجود كوادر تمتلك القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وبذلك نستطيع التعرف على المنجزات الحديثة التي تساعد في حال استثمارها على تحسين نوعية التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخاصة قطاعي التعليم والصحة وهما من الأسس الرئيسة لبناء وتنمية الإنسان أهم عناصر بناء الأوطان ومواجهة المشاكل التي تواجه البلدان من خلال إيجاد الحلول المناسبة، وكذلك تطور العولمة وتسرع عملية البحث العلمي
2 – يمكن الاستفادة في مجال التسويق والإعلان عن الكثير من السلع ومواصفاتها وعن الكثير من الأماكن السياحية والتراثية والدينية من أجل الترويج السياحي وتطوير صناعة السياحة .
3 – الاستفادة من منجزاتها في تسهيل العملية الإدارية من خلال الاعتماد على شبكة المعلوماتية بديلا عن الورقيات وتوفير الوقت والمال والتخفيف من الهدر، وكذلك تسرع في عملية اتخاذ القرار الإداري.
4 – يمكن للموارد البشرية وخاصة النساء من التغلب على الكثير من العوائق والصعوبات كبعض التقاليد في العمل والتأهيل والتدريب ذلك .بسبب الأفق الجديدة من التعليم الذي طرحته العولمة كالتعليم عن بعد والجامعات الافتراضية وزيادة إمكانية التدريب الذاتي .
بعض الخطوات الواجب اتخاذها لتخفيف الآثار السلبية للعولمة والاستفادة منها قدر المستطاع:
بالرغم من بعض الايجابيات لظاهرة العولمة فلا بد لنا أن نعلم من أن الخطر الذي يتهدد الثقافات الوطنية في عالم اليوم الآخذ في التعولم خطر لا فكاك منه إلى حد كبير. والحل الوحيد غير المتاح هو إيقاف العولمة التجارية والاقتصادية، حيث إن قوى التبادل الاقتصادي وتقسيم العمل من الصعب مقاومتها في عالم متنافس يؤججه تطور تقني شامل يهيئ التقانة الحديثة حدا تنافسياً هذه مشكلة، ولكنها ليست مشكلة فقط، حيث إن التجارة والاقتصاد العالميين يمكن أن يقترنا – برخاء اقتصادي أكبر لكل أمة من الأمم. ولكن يمكن أن يكون هناك خاسرون وفائزون حتى إن كان صافي إجمالي الأرقام صاعداً غير نازل. والملاحظ في نطاق المتفاوتات الاقتصادية أن الاستجابة الصحيحة لا بد أن تتضمن جهودا متضافرة لجعل شكل العولمة أقل تدميرا للعمالة وللحياة التقليدية وتحقيق انتقال تدريجي. وحتى تكون عملية الانتقال سلسة يتعين أن تتوافر فرص لإعادة التدريب واكتساب مهارات جديدة (أولئك الذين سيفقدون أعمالهم من دون ذلك) هذا علاوة على توفير شبكات الأمن الاجتماعي (في شكل ضمان اجتماعي وغير ذلك من تنظيمات داعمة) التي أضيرت مصالحهم – على المدى القصير على الأقل – بسبب التغيرات الناجمة عن العولمة. والجدير ذكره أن هذه الفئة من الاستجابات سيكون لها إلى حد ما أثر ايجابي على الجانب الاقتصادي أيضاً.
إن المهارة في استخدام الكمبيوتر والإفادة من ثمار الانترنيت وغير ذلك من تسهيلات مماثلة لن تفضي فقط إلى تحول الامكانات الاقتصادية بل أيضا حياة الناس الواقعين تحت تأثير مثل هذا التغير التقاني وتظل هناك، بعد هذا مشكلتان، أحداهما مشتركة مع عالم الاقتصاد والأخرى مختلفة تماماً.
أولاً إن عالم الاتصالات والتبادلات الحديث يستلزم توافر تعليم أساسي وتدريب ونحن نجد بعض البلدان الفقيرة حققت تقدما رائعا في هذا المجال (مثل بلدان جنوب آسيا وأفريقيا) ولكن بلدانا أخرى (مثل بلدان جنوب آسيا وأفريقيا) آخذة في التخلف بفارق كبيرو طبيعي أن المساواة في الفرص الاقتصادية وفي الفرص الثقافية مهمة للغاية في عالم متعولم. وهذا تحد مشترك أمام العالمين الاقتصادي والثقافي (46)و لذلك لا بد من:
1 – حتمية الإصلاح الاقتصادي والتعليمي والسياسي والإداري فأهمية إصلاح الأجهزة الإدارية والحكومية تكمن في كونها تمثل العصب الأساسي للدولة وذلك وفقاً لرؤى جديدة تجعل أجهزة الدولة ومؤسساتها أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة .
كذلك فإن إصلاح نظم سياسات التعليم والتدريب والتأهيل يمثل عنصراً جوهرياً في هذا الاطار حيث سيخلق قوة عمل مدربة ومؤهلة وقادرة على استيعاب التطورات المرتبطة بظاهرة العولمة فالتعليم، بأنواعه المختلفة ومراحله وأنماطه المختلفة، النظامية منها وغير النظامية يشكل العمود الفقري لجهود تنمية الموارد البشرية وهذا يستدعي إيلاء نظم التعليم والتدريب أهمية خاصة لتكون في مقدمة الأوليات التنموية والجهود الرامية إلى التطوير والتحديث، ومواكبة المستجدات، ومواجهة التحديات الناجمة عن حركة العولمة وامتداداتها ويتقاطع التعليم مع حركة العولمة في أكثر من موقع، فتقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة بدأت بإحداث ثورة في أساليب التعليم وآلياته، والوسائل المستخدمة فيه للحصول على المعرفة ويمكننا القول أن ثلاثة مفاتيح رئيسية لتطوير النظم التعليمية في ضوء التطورات العالمية وحركة العولمة : أولها، إيلاء العناية اللازمة لجودة التعليم واقتصادياته ومواءمته ومردوده على الفرد والمؤسسة والمجتمع والثاني توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في شؤون التعليم، لتشمل مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى جانب مؤسسات القطاع العام وبالتالي زيادة أدوار الجهات والمؤسسات غير الحكومية في التخطيط والتمويل والتنفيذ لنظم وبرامج تنمية الموارد البشرية وتطوير أداء الجهات الحكومية في الوقت نفسه في التنظيم والرقابة والتقييم والمساءلة والثالث استثمار تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة في مراحل التعليم وأنماطه المختلفة بمالا يخدم التوجه نحو اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة وهكذا ا فالعولمة تقتضي تغيير في المناهج الدراسية بحيث تصبح من المرونة المناسبة وكذلك بإدخال أنواع جديدة من التعليم وإعادة تأهيل الكوادر التعليمية لتتناسب مع معطيات العولمة.
كذلك تتطلب العولمة عمليات تدريب وتأهيل مستمرة وخصوصاً في الفترة الحالية من أجل إيجاد كادر خبير قادر على دراسة السياسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي تعمل من خلالها قوى العولمة ورصد هذه السياسات والعمل على إيجاد خطط وبرامج مناسبة لدرء الأخطار الناجمة عن العولمة قدر المستطاع وإمكانية الاستفادة من المنجزات العلمية والتقنية المواكبة لظاهرة العولمة، وكذلك التدريب والتأهيل للموظفين القائمين على رأس عملهم والجدد من أجل معرفة استخدام التكنولوجيا الجديدة .
للإعلام دور هام جداً في مواجهة العولمة وهذا يتطلب تأهيل وإعداد الموارد الإعلامية المتخصصة في معرفة الثورة الإعلامية التي تقودها قوى العولمة ومعرفة الأساليب والطرق التي تستخدمها هذه القوى من أجل فرض الهوية الخاصة بها والتي تعتمد على الاستهلاك وتدمير وتفتيت وتهميش الإيديولوجيات القائمة والعدو الأوحد والأكبر لها وبذلك فإن الكوادر الإعلامية يجب أن تكون مدربة ومؤهلة ومتخصصة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية بحيث تعمل على وضع البرامج والخطط القادرة على مجابهة برامج العولمة الدعائية والإعلامية والتي تكون قادرة على حماية قيمننا وتراثنا من الحرب الكبيرة التي تعمل من أجل القضاء عليها والاستفادة من الحضارات الأخرى عن طريق الحوار العقلاني والتفاعل المتبادل.
كما أن تطوير سياسات نقل التكنولوجيا وتوظيفها والعمل على تنمية قاعدة تكنولوجية محلية يعد من المتطلبات الأساسية لتهيئة الدول لعصر العولمة .

نتائج ومقترحات:
مما سبق نستطيع التوصل إلى مايلي :
1 – إن ظاهرة العولمة قد حدثت في فترات سابقة، ولكنها في الوقت الحالي فإنها تتميز بقوة انتشارها ومجال تأثيرها.
2 – إن تفرد الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى العالمي وتسخيرها القوة من أجل فرض سياساتها المختلفة جعل البعض يطلقون على ظاهرة العولمة اسم الأمركة .
3 – للعولمة أدوات عديدة أسهمت وتسهم في انتشارها كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية والشركات المتعددة الجنسية كذلك ساعدت ثورة الاتصالات والمعلوماتية على انتشار هذه الظاهرة في الوقت الحالي .
4 – للعولمة مجالات مختلفة تعمل قوى العولمة من أجل التأثير عليها ويبقى أهم هذه المجالات المجال الاقتصادي بالإضافة إلى المجال المالي والسياسي والثقافي .
5 – إن ظاهرة العولمة أدت إلى تزايد حجم ظاهرة الفقر على المستوى العالمي ككل وحتى الدول التي ترعى هذه الظاهرة قد ازدادت بها هذه الظاهرة .
6 – أدت العولمة إلى ازدياد حجم البطالة في كل دول العالم بما فيها البلدان الراعية لهذه الظاهرة، وذلك باعتمادها على تقليص تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية عن طريق عملية الخصخصة .
7 – ساهمت العولمة وساعدت على انتشار الفساد المنظم والجريمة وتجارة المخدرات والأسلحة .
8 – أدت العولمة إلى انهيار الكثير من الاقتصاديات في دول العالم عن طريق المضاربات المالية
9 – تعمل العولمة على تهميش الهوية الوطنية والثقافية كتمهيد من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية .
10- للعولمة تأثيرات كبيرة على الموارد البشرية عن طريق التأثير على تنشئة وتنمية هذه الموارد من خلال تقليص الإنفاق على الخدمات العامة كالصحة والتعليم، وكذلك من خلال تخفيض الأجور، بالإضافة إلى إضعاف النقابات العمالية المدافعة عن حقوق هذه الموارد، كذلك تؤدي العولمة إلى ضرورة الاهتمام بتأهيل الموارد البشرية بما يتناسب مع ثورة المعرفة والاتصالات بحيث تصبح أغلب المهارات والمعارف التي تمتلكها الموارد البشرية لا تتناسب مع متطلبات العولمة .
11 – بالرغم من السلبيات الكثيرة لظاهرة العولمة فإنها تحمل بعض الايجابيات التي يمكن الاستفادة منها.

المقترحات:
من خلال توصلنا إلى الآثار السلبية الكبيرة المرافقة لظاهرة العولمة وإمكانية الاستفادة من بعض الايجابيات فإننا نجد أن على البلدان العربية ومنها بلدنا أن تحاول قدر الامكان الاستفادة من الإيجابيات التي يمكن الاستفادة منها والمرافقة لهذه الظاهرة الواقعية والتخفيف من السلبيات عن طريق تهيئة وتنمية الموارد البشرية القادرة على أن تكون فاعلة في ظل هذه الظاهرة وفي المجالات كافة بحيث تكون هناك كوادر بشرية تقوم بدراسة أبعاد هذه الظاهرة وأهدافها على بلدنا وتقوم هذه الكوادر بوضع الخطط والبرامج على المستوى الكلي وفي المجالات كافة الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية بحيث تستطيع هذه الكوادر التأسيس لمجتمع قوي مدرك لأبعاد هذه الظاهرة على المستوى الوطني قادرة على مجابهة المخاطر التي تحملها على المستوى الثقافي والسياسي والاقتصادي، ومسخرة الإيجابيات الناجمة عنها في مسيرة التنمية بأشكالها المختلفة بشكل عام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل خاص.

المراجع:
1 – د. تركي صقر،" الإعلام العربي وتحديات العولمة " ،وزارة الثقافة، دمشق، 1998ص 178
2 – ت. رياض حسن، تأليف : سنغ كفالجيت، " عولمة المال " دار الفارابي، لبنان، 2001 ص 20
3- د. مصطفى محمد العبد الله الكفري " عولمة الاقتصاد والاقتصاديات " مجلة الفكر السياسي، العدد الرابع والخامس ،1998 – 1999، دمشق ،ص316
4 -د. محمد دو يدار " المنظمة العالمية للتجارة (الفلسفة القانونية والأبعاد القانونية "، دراسات استراتيجية السنة الثانية، العدد الثاني ،2001 ص48
5- د. نايف بلوز" حول العولمة "، مجلة النهج، العدد (18) ربيع 1999، ص222
6- د. نبيل مرزوق،" الطريق العدد الأول السنة الثامنة والخمسون ص 27- 28
7 – د .حازم الببلاوي ،" النظام الاقتصادي الدولي المعاصر " عالم المعرفة،الكويت، العدد (257)،
ص 198-199
8– د. طاهر كنعان، الآثار الاجتماعية للتصحيح الاقتصادي في البلدان العربية، صندوق النقد العربي ،أبو ظبي، 1996ص 138
9 -د. محمو د السيد " الهيمنة المعلوماتية والإعلامية وآثارها " دراسات استراتيجية، السنة الثانية – العدد الثالث 2001 ،ص48
10- د. محمد أحمد السامرائي" العولمة السياسية ومخاطرها على الوطن العربي"، الفكر السياسي، العدد الرابع عشر، ص110
11 – د. مصطفى العبد الله الكفري " العولمة الهاجس الطاغي في المجتمعات العربية "الفكر السياسي، العددان الثامن عشر والتاسع عشر، ،2003 ص245
12 – عبد المنعم السيد علي" العرب في مواجهة العولمة الاقتصادية بين التبعية ولاحتواء والتكامل الاقتصادي العربي" ،المستقبل العربي، العدد ،290 ،2003، ص42
13 -11 – International Monetary Fund no 26 (Special Issue on the Fund) September 1994 )، p.1
14 – 12 – William K. Tabb " Globalization is an Issue، the Power of Capital is the Issue Monthly Review، vole. 49 no .2 (June 1997} p .20.
15 – عبد المنعم السيد علي العرب في مواجهة العولمة الاقتصادية بين التبعية ولاحتواء والتكامل الاقتصادي العربي المستقبل العربي العدد 290 ص 45
16 – مصطفى مجدي الجمال " تأملات في إيديولوجيا التدخل الإنساني الدولي "دراسات استراتيجية، العدد الثاني، 2001، مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية / جامعة دمشق ص 95.
17- د . حازم الببلاوي، "النظام الاقتصادي الدولي المعاصر"، عالم المعرفة ص198-199 العدد 257
– المرجع السابق ص 92
18 – د. محمد أحمد السامرائي، " العولمة السياسية ومخاطرها على الوطن العربي "، الفكر السياسي، العدد (14) ص116
19 – د .علي عقلة عرسان،" العولمة والثقافة "، الفكر السياسي، العددان (4 – 5) ص225
20 – د. حسن حنفي، " الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية"، الفكر السياسي العددان (4 – 5) ص 248
21 – د. تركي صقر ،" الإعلام العربي وتحديات العولمة "، وزارة الثقافة، دمشق، 1998 ص 204
22 – د .سعيد يعقوب" الصهيونية والعولمة"، الفكر السياسي، العدد السادس عشر، 2022 ،ص 264
23 – د. علي عقلة عرسان " العولمة والثقافة الفكر السياسي العدد( 4-5)1999 ص 224
24–د. محمد أحمد السامرائي، " العولمة السياسية ومخاطرها على الوطن العربي "، الفكر السياسي العدد 14 ص 118
25- كاظم حبيب " العولمة الجديدة " الطريق، العدد الثالث، السنة السابعة والخمسون ،1998ص 69
26 – إبراهيم ناجي علو ش " نقد برنامج التكيف مع العولمة " الطريق العدد السادس السنة (60) 2001 ص63
27 – كاظم حبيب، العولمة الجديدة "، الطريق، العدد الثالث، 1998 ص 67
28 – موسى الزعبي " الوجه الجديد للعالم"، الفكر السياسي، العدد السابع عشر 2022، ص76
29 – د. نبيل مرزوق ، الطريق العدد الأول السنة الثامنة والخمسون 1999، ص 27 – 28
30 – د. منذر خدام، " العولمة وطبيعة العصر "، المعرفة العدد (76) أيار 2022 ص 145
31 – عولمة رأس المال مرجع سبق ذكره ص 94 .
32 – تقرير التنمية البشرية 2022 الأمم المتحدة نيويورك ص 106
33 – د. عدنان عباس علي" فخ العولمة " مجلة عالم المعرفة العدد 238 عام 1998. ص 198 – 199
34- إبراهيم قو يدر، رئيس منظمة العمل العربية مؤتمر " انتقال الأيدي العاملة والتشغيل " الجزائر
/12/شباط 2022
35 – Michel Chossudousky (1997) "Globalization Of Poverty .Impacts Of I. M. F and World Bank Reform Penning، Malaysia، The Third World P6
36 – World Bank (1995) WORLD Development، Report، Poverty، Washington DC1995
37 – فخ العولمة " الاعتداء على الديمقراطية "، مرجع سبق ذكره، ص 23
38 – موسى الزعبي " الوجه الجديد للعالم " الفكر السياسي العدد السابع عشر 2022 ص 78
39 – د. نعيمة شومان " العولمة في التكنولوجية الحديثة "، الفكر السياسي، العدد الأول، 1997 ص73
40 – موسى الزعبي " تنوع الفاعلين الجدد"، الفكر السياسي، العدد السادس عشر، ص206
41 -د. نعيمة شومان، الفكر السياسي، العدد الأول، مرجع سبق، ذكره ،ص 72
42 – عولمة رأس المال، مرجع سبق ذكره، ص 37

43 – د خير الدين عبد الرحمن، " التداخل مابين عسكري ومدني في حروب اليوم"، الفكر السياسي ،العدد التاسع عشر،، 2022، ص236.
44 – تأليف أمارتيا صن، ترجمة شوقي جلال، "التنمية حرية "، عالم المعرفة، العدد( 303) ص 285- 286
45 – د. تركي صقر ،" الإعلام العربي وتحديات العولمة "، وزارة الثقافة، دمشق، 1998 ص 210
46 – د. منذر واصف المصري " العولمة وتنمية الموارد البشرية "، الإمارات، 2022 ص34




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

بارك الله فيك على المجهودات المبذولة وجزاك الله كل الخير على مساعدتك لي
طيب ممكن ولو شرح صغير عن كيفية القيام بمذكرة تخرج بخصوص هذا الموضع اي خطة البحث و الاشكالية




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

كيفية اعداد مذكرة تخرج
فيمايلي نقدم لكم تخطيطا نموذجيا لبنية المذكرة الجامعية:
العناصر تبدأ بصفحة جديدة.
1- الغلاف.
2 – صفحة العنوان.
3- ورقة بيضاء.
4- الاهداء.
5- كلمة الشكر.
6- الفهارس وترقم با الأحرف العربية أو الأرقام الهندية.
7- مقدمة المذكرة.
8- الفصول أو الجزء الأساسي للمذكرة.
الفصل الأول: البناء المنهجي: ويحتوي:
* الدراسة الاستطلاعية (تحديد المجال الزماني والمكاني والبشري).
* الاشكالية.
* الفرضيات.
* أهداف البحث.
* أهمية البحث.
* أسباب اختيار الموضوع (ذاتية وموضوعية).
* صعوبات البحث.
* المنهجيةالمتبعة في الدراسة (المنهج المتبع والتقنية المستعملة).
* الدراسات السابقة.
الفصل الثاني: الجانب النظري: ويحتوي:
* تحديد المفاهيم.
* التطرق الى الدراسة من الناحيةالنظرية من خلال ما تم جمعه من معلومات من الكتب او غيرها من المراجع والمصادر.
الفصل الثالث: الجانب التطبيقي: ويحتوي:
* التعريف بميدان البحث.
* تحديد عينة البحث وكيفيةاختيارها.
* عملية تفريغ البيانات مصحوبة باستنتاجات جزئية.
الفصل الرابع: الاستنتاج العام والتوصيات: ويحتوي:
* الاستنتاج العام.
* التوصيات.
* الاقتراحات.
* الخاتمة.
* المراجع.
* الملاحق
هذا هو بشكل عام الشكل النوذجي لمذكرة التخرج فقط بعض الملاحظات البسطة:
1- على الطالب أن ينتبه الى العامل الزمني فلا يترك عمل اليوم الى الغد، كي لا يجد نفسه في آخر السنة عوض ان يعمل بارتياح كي يقدم عمل جيدا، نجده يصارع الزمن من اجل اتمام المذكرة في حينهاوبالتالي يخرج العمل مملوء بالنقائص.
2- الاصغاء والانتباه الجيد لملاحظات المشرف على العمل كي لا تتكرر ملاحظاته في كل مرة وبالتالي يضيع الوقت في اشياء كان من الممكن تصحيحها منذ البداية.
3- بامكان الطالب ان يتطرق الى موضوع سبق التطرق اليه في نفس الجامعة او في جامعات اخرى لكن لا ننصح بنسخها كما هي ولكن التطرق الى الموضوع من زاوية اخرى او من جانب آخر من أجل سد الثغرات التي لحظها المناقشون من قبل ومن اجل اثرائه وتطويره.
و نظرا لكون اغلب الباحثين المبتدئين خاصة الطلاب المقبلين على شهادة ليسانس، يجدون صعوبة في ضبط الاشكالية والفرضية في مذكرة التخرج، اضع بين ايديكم هذا الموضوع
الإشكالية.
1- اعتبارات اختيار المشكلة:
هناك عدة اعتبارات يجب مراعاتها عند اختيار مشكلةا لبحث واهمها:
– حداثة المشكلة، أي أنه لم يتم تناولها من قبل حتى لا تتكررالجهود.
– أهمية المشكلة وقيمتها العلمية.
– اهتمام الباحث بالمشكلة وقدرته على دراستها وحلها.
– توفر الخبرة والقدرة على دراسة المشكلة.
– توفرالبيانات والمعلومات الكافية من مصادرها المختلفة.
– توفر الوقت الكافي لدراسةالمشكلة.
– توفر الإمكانيات المادية والإدارية المطلوبة.
– عدم وجود جوانب أخلاقية تمنع إجراء المشكلة.
– ان تكون قابلة للبحث في ضوء الإمكانيات المتوفرة لدى الباحث
ولتحديد المشكلة يمكن الاسترشاد بالأسئلة التالية:
• ما هي حدة المشكلة أو الظاهرة موضوع الدراسة؟
• ما هو تاريخ بروز هذه المشكلة أوالظاهرة؟
• هل هناك مؤشرات كافية حولها نستطيع تحديدها بوضوح؟
• هل ستكون إيرادات تنفيذ اقتراحات الدراسة أعلى بكثير من تكاليف إجرائها؟
• هل يمكن القيام بهذه الدراسة وهل تتوفر الخبرات العلمية لذلك؟
• هل هناك دراسات سابقة حول المشكلة يمكن الحصول عليها بتكلفة معقولة وخلال فترة زمنية معقولة؟
1- معايير صياغة المشكلة:
• وضوح الصياغةودقتها.
• أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات للدراسة.
• وضوح الصياغة بحيث يمكن التوصل إلى حل للمشكلة ( قابلة للاختبار).
وعند صياغة مشكلة يجب اخذ الأمورالتالية بعين الاعتبار:
• ما العلاقة بين المتغيرات الداخلة في الدراسة؟ وهل هذه المتغيرات محددة وقابلة للقياس ؟
• يجب أن تصاغ المشكلة بشكل سؤال أو عدة أسئلةواضحة لا إيهام فيها.
• يجب أن يكون بالإمكان جمع البيانات عن المشكلةلاختبارها.
• يجب أن لا تتعرض المشكلة لموضوعات حساسة من الناحية الأخلاقية أوالدينية.
• يجب أن تكون المشكلة قابلة للحل من قبل الباحث ضمن الوقت والإمكانات المتاحة له.
ويمكن تقويم البحث من خلال الإجابة على التساؤلات التالية:
• هل تعالج المشكلة موضوعا جديدا أم موضوعا تقليديا مكررا؟
• هل سيسهم موضوع الدراسةفي إضافة عملية جديدة معينة؟
• هل تمت صياغة المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى هل يمكن تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها؟
• هل ستقدم النتائج فائدة علمية إلى المجتمع.
في الأخير إتباع بعض النصائح والمعايير المعمول بها في ميدان البحث:
• تجنب التحمس الزائد لموضوع تصعب دراسته في الميدان. فالمواضيع التي قد يثيرها المحيط الاجتماعي و الاقتصادي جديرة بالدراسة والاهتمام. غير أن الوصول إلى أفراد المجتمع المراد دراسته كثيرا ما تكلف الباحث جهدا كبيراووقتا طويلا بكثير، مما قد يسبب له انقطاعات متكررة تؤثر سلبا على سياق البحث،وتؤخر الباحث عن الآجال التي حددت له لتقديم العمل.
• احترام مواعيد انجاز العمل بوضع دفتر الشروط.
• تجنب المواضيع العامة … أو الدقيقة جدا، فعلى الباحث أن يترك لنفسه مجالا للخطأ، فالمواضيع العامة تعني أن الباحث لم يحدد موضوعه على الإطلاق، أما المواضيع الخاصة جدا فهي محدودة في المجال وتكون نتائجها كذلك.
• اختيار الموضوع على أساس قدرات الباحث ودوافعه وإمكانية دراسةالموضوع.
• اختيار موضوع البحث يكون من طرف الباحث نفسه متى أتيحت له الفرصة لذلك.
• عرض الإشكالية على مختصين في الميدان وحتى على غير المختصين.
• تجنب المبالغة واللغو والتقيد بما قل ودل.
الفرضيات.
الفرضية توقع:
لهذا فهي تكتب دائما في صيغة تقريرية …، ولا تكتب الفرضية بالصيغة الاستفهامية.
تمدد الفرضية الإطار النظري للبحث:
… يجب أن يكون هناك ربط منطقي بين المفاهيم النظرية المقدمة في الإطار النظري وصياغة الفرضية، و استخدام نفس المفردات للإشارة إلى المفاهيم والمتغيرات.
التطابق بين المتغيرات المستخدمة في صياغة الفرضية و تصميم البحث الميداني:
على الباحث أن يعرف ويحدد بوضوح طبيعة كل متغير، والعمل على قياس المتغيرات المعلن عنها في الفرضية.
لا تكون الفرضية عامة جدا، ولا دقيقة جدا:
تدل الفرضية الواسعة عن جهل الباحث بجوانب كثيرة حول الموضوع، في حين أن الفرضية الدقيقة جدا تشكل خطرا على البحث الذي تترك فرضياته إذالم تحقق الدقة المطلوبة هذا من جهة، وتوحي أن الباحث على علم بكل خصائص المشكل منجهة ثانية؛ فتساءل لماذا البحث إذا؟
اتمنى ان يوفق الله كل مقبل على التخرج و يخفف ضغطه ويساعده على النجاح




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

بارك الله فيك على المساعدة لكن انا اريد المساعدة بخصوص خطة مذكرة تخرج بعنوان تاهيل الموارد البشرية في ظل العولمة




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن




رد: أرجوكم ساعدوني ——————-ممكن

بارك الله فيك على كل ما قدمته لي




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

البحث عن كتابات جاكوب موريينو بالعربية

البحث عن كتابات جاكوب موريينو بالعربية


الونشريس

السلام عليكم أريد مساعدتكم من فضلكم أبحث عن بحث سيكولوجية القيادةمصفوقة العلاقات الأجتماعية لجاكوب موريينوأحتاجه ضروري .جزاكم الله كل خير.أمال الفجر




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

طلب مساعدة عاجلة

طلب مساعدة عاجلة


الونشريس

السلام عليكم أنا طالبة ماجستير أدب عربي تخصص نقد أدبي أبحث عن كتاب قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص لرشيد بن مالك و أي كتب تتعلق بالسيميائيات، أرجو المساعدة و جزاكم الله ألف خير.




رد: طلب مساعدة عاجلة

يشرفني ان اساعدك اختي ولكن عليا ان اقول لكي ابثي عنه في مكتبات العامة تجده ان شاء الله




رد: طلب مساعدة عاجلة

يشرفني ان اساعدك وللاسف لا استطيع ولكن عليا ان انصحك بمكتبات العمومية وستجده ان شاء الله ووفق الله




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

عاجل

عاجل


الونشريس

ارجو مساعدتي حول موضوع التمكين الاداري و الاداء التنظيمي المتميز




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

طريقة التسجيل للدكتواره .ارجو المساعدة

طريقة التسجيل للدكتواره…ارجو المساعدة


الونشريس

السلام عليكم ……..انا محمد من سوريا وادرس حاليا بمصر الماجستير واريد الاستفسار عن طريقة التسجيل للدكتوارة في الاقتصاد وما هي الاوراق المطلوبة للاجانب وهل هناك رسوم مادية للدراسة والدراسة باللغة العربية ام الفرنسية وهل يتم قبولي بشكل مباشر ام ان هناك شروط علما اني حاصل على البكالوريس في ادارة الاعمال من الجامعة السورية 4 سنوات +حاصل على دبلوم في الاقتصاد من معهد البحوث والدراسات العربية في مصر سنتين ….وشكرا ..من يستطيع المراسلة على




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

استفسار عن ماستر تاريخ للنظام الكلاسيكي

استفسار عن ماستر تاريخ للنظام الكلاسيكي


الونشريس

الرجاء لكل من لديه معلومات عن أي جامعة فتحت التسجيل في الماسترهذا العام تخصص تاريخ لطلبة النظام القديم(الكلاسيكي) ان يعلمنا وجزاه الله خيرا




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

التأكد من مسابقة ماجستير

التأكد من مسابقة ماجستير


الونشريس

السلام عليكم
سمعت بوجود مسابقة الماجستير في جامعة أم البواقي في العلوم الاقتصادية و التجارية و علوم التسيير
أريد التأكد من صحة هذا الخبر
فمن لديه أية معلومة أرجو أن يفيدني بها
شكرا مسبقا




التصنيفات
البحث العلمي و ما بعد التدرج

استفسار عن ماستر لغة انجليزية )الشلف(

استفسار عن ماستر لغة انجليزية )الشلف(


الونشريس

أود معرفة ان كان هنالك ماستر لغة انجليزية في جامعة الشلف
من لديه معلومات فليجبني رجاءااا
أنا في انتظاركم
صح فطوركم
سلاااام