ولنضرب أمثلة على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) وسمعنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يسهو في الصلاة فإذا لم يسهو فكيف كنا سنعرف أحكام السهو؟ ولكنه حالة سَهْوِهِ أكان يسهُو مثلنا؟ في البيت أو في الغيط أو في العمل كلاَّ فإن الرجل الصالح قال في ذلك:
يَا سَائلِي عَنْ رَسُولِ اللهِ كَيْفَ سَهَا وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهِ
قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيءٍ سِرُّهُ فَسَهَا عمَّا سِوَي اللهِ فالتَّعْظِيــمُ للهِ
فسهوه لأنه غاب في جمال الله فسها عن كل ما سواه لِيَسُنَّ وليحفظ لنا هذا الحكم الشرعي من حضرته صلى الله عليه وسلم، لكن لا ننسب سهوه لأغراض بشرية فأحد الصالحين احتار في الغين الذي يغان به على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي يستغفر الله عزَّ وجلَّ – والعصمة للأنبياء: أنه لا يخطر الذنب على قلوبهم والحفظ للأولياء يعني: الذنب قد يخطر على قلوبهم لكن الله يحفظهم من الوقوع فيه لكن النَّبِيَّ لا يخطر بباله المعصية قطّ بل لا يخطر بباله غير مولاه في نفس واحد قط لأنه لا يفكر إلا في الله ولا يتذكر القلب إلا بذكر الله عزَّ وجلَّ – فيقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: الحديث الذي تقول فيه (إني ليغان على قلبي فأستغفر الله عزَّ وجلَّ وأتوب إليه في اليوم مائه مرة) قال: فقال لي (غين الأنوار يا مبارك وليس غين الأغيار) فأفهمه شيئاً آخر تماماً غير ما كان يجول بخاطره
فقلبه يتقلب في عالم الأنوار وفي جمالات الواحد القهار وكلما ظهر له من جمال الحقِّ جمالٌ جديد رأي أن ما كان فيه دون الذي يراه فيستغفر الله عزَّ وجلَّ من وقوفه مع هذا الجمال لأن الله قال له {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} أيضا أحد الصالحين جالس قوماً يتحدثون معاً ويقولون: أنه صلى الله عليه وسلم بشرٌ مثلنا – مع أنه قال فينا كلِّنا (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)[1] أي أنه ليس كلنا مثل بعضنا فيوجد نحاس ويوجد حديد ويوجد ذهب وهل هذا مثل ذاك ؟ – ويتعللون بماذا؟ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} أكمل باقي الآية ماذا تقول؟ {يُوحَى إِلَيَّ} وأيضا {مِّثْلُكُمْ} ماذا تعني {مِّثْلُكُمْ} قد فسَّرها صلى الله عليه وسلم حيث قال (وأنا عند السيدة حليمة وعندي أربع سنوات جاءني نفرٌ من الملائكة وأخذوني وأضجعوني وكشف أحدهم صدري ومرَّ أحدهم بيده على بطني فشق من صدري إلى منتهي عانتي وأخرجوا قلبي ووضعوه في طست من ذهب وغسلوه وأخذوا منه حظ الشيطان وألقوه ثم جاءوا بخاتم تُحار فيه الأبصار من شدة نوره وختموا به قلبي وردوه في مكانه ولم أشعر لذلك بألم ولا وجع) وبعد هذا قال: فقال أحدهم (زنوه بعشرة من أمته فوزوني فرجحتهم زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم زنوه بعشرة آلاف من أمته فوزنوني فرجحتهم فقال: دعه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحها)
فَبَشَرٌ مِثْلُنَا تعني: أنه مثلُنا كلُّنا وليس نحن فقط بل أمته وأمته من آدم إلى يوم القيامة لأنه رسول المرسلين وحبيب رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه وقد قال (لو وزن إيمان الأمة بإيمان أبي بكر لرجحت كفة أبي بكـر) فأبو بكر مثلنا كلُّنا لكنه صلى الله عليه وسلم مثل الكُلِّ من بدء البدء إلى نهاية النهايات (فمثلنا) هنا: مثلنا كلنا لكن بشريته صلى الله عليه وسلم عندما يتكلمون فيها .. فذاك الرجل الصالح وكان اسمه محمد أبو المواهب فيقول: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لِمَ أنت مهموم يا محمد؟ قلت: يا رسول الله من الحديث الذي دار. قال: (أعجزت أن تقول لهم: مُحَمَّدٌ بَشَرٌ فِي البَشَرِ كاليًاقُوتِ حَجَرٌ بَيْنَ الحَجَر)
فالياقوت حجر لكن هل هو مثل الحجر الذي يبني به هذا المسجد ؟ والتبر غير الترب فهو بَشَرٌ لكنَّ الله رقَّاه واصطفاه ويكفيه قول الله فيه في كتاب الله{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} من أنفسكم نسباً ومن أنفسكم خلقةً ومن أنفسكم قلباً ومن أنفسكم طبيعةً ومن أنفسكم في كلِّ شيء لأن نفاسته من مولاه عزَّ وجلَّ فإن الله هو الذي اصطفاه ووالاه وحباه وأدناه وأعلن ذلك للملأ كلِّه من بدء الدنيا إلى نهاية هذه الحياة حتي أنه أمر النبيين أن يكونوا له من المتبعين صلوات ربي وسلامه عليه
[color="darko****green"][1] متفق على صحته وهذا لفظ لمسلم[/color]
بوركت على ماقدمت وجزاك الله الجنة واقر عينك بنورنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
قال القاضي عياض: أعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه لا في جسمه بأنواع الأذى ولا على خاطره بالوساوس بل في كل أحواله صلى الله عليه وسلم جاء في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال: وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم) زاد غيره عن منصور (فلا يأمرني إلا بخير)
وعن عائشة رضي الله عنها بمعناه روي (فَأَسْلَمُ) بضم الميم أي: فأسلم أنا منه وصحح بعضهم هذه الرواية ورجحها وروي (فَأَسْلَمَ) بفتح الميم يعني: القرين أنه انتقل من حال كفره إلى الإسلام فصار لا يأمر إلا بخير كالمَلَكِ وهو ظاهر الحديث ورواه بعضهم (فَاستَسْلَمَ) فإذا كان حكم شيطانه وقرينه المسلط على بني آدم فكيف بِمَنْ بعد منه ولم يلزم صحبته ولا قدر على الدنو منه؟ وقد جاءت الآثار بتصدي الشيطان له في غير موطن رغبة في إطفاء نوره وإماتة نفسه وإدخال شُغُلٍ عليه إذ يئسوا من إغوائه فانقلبوا خاسرين كتعرضه له في الصلاة فأخذه النبي وأسره
ففي الصحاح: قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان عرض لي – قال عبد الرازق: في صورة هرٍّ فَشَدَّ عَلَىَّ يقطع الصلاة فأمكنني الله منه فذعتّه ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتي تصبحوا تنظرون فذكرت قول أخي سليمان {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} فردَّه الله خاسئا) وفي حديث أبي الدرداء عنه صلى الله عليه وسلم (إن عدوَّ الله إبليس جاءني بشهاب من نار ليجعله في وجهي – والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة – وذكر تعوّذه بالله منه ولعنه له وقال: ثم أردت أن آخذه) وذكر نحوه قال (لأصبح موثقًا يتلاعب به ولدان أهل المدينة)
وكذلك في حديثه في الإسراء وطلب عفريت له بشعلة نار فعلَّمه جبريل ما يتعوذ به منه – ذكره في الموطأ ولما لم يقدر على آذاه بمباشرته تسبب بالتوسط إلى عداه كقضيته مع قريش في الائتمار بقتل النبي وتصوره في صورة الشيخ النجدي ومرة أخري في غزوة يوم بدر في صورة سراقة بن مالك وهو قوله {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} ومرة ينذر بشأنه عند بيعة العقبة وكل هذا فقد كفاه أمره وعصمه ضُرَّه وشرَّه وقال صلى الله عليه وسلم حين لُدَّ في مرضه وقيل له: خشينا أن يكون بك ذات الجنب فقال (إنها من الشيطان ولم يكن الله ليسلطه عليَّ) فإن قيل: فما معني قوله تعالى{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} ؟ فالجواب: أن المراد بهذا الخطاب أمته صلى الله عليه وسلم وهذا كغيره من الخطابات التي توجَّه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون المراد بها أمته
قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } قد زلَّت في معني هذه الآية أقدام كثير من العلماء وساءت أفهام كثير من القراء إذ فسروا التَّمني هنا بالتِّلاوة وأن {إِذَا تَمَنَّى} معناه: إذا قرأ ويكون معناه حينئذ: أنه إذا قرأ الرسولُ أو النَّبيُّ ما أوحي إليه فإن الشيطان يتسلط على قراءته ويلقي فيها ما يشاء ثم ينسخ الله ذلك الذي ألقاه الشيطان واستدلوا لصحة هذا التأويل بقصة الغرانيق وهي ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم وقال {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} قال (تلك الغرانيق العلي وإن شفاعتها لترتجي)
والغرانيق في الأصل الذكور من طير الماء واحدها غرنوق وغرنيق سُمِّي به لبياضه وقيل: الكركي. والغرنوق أيضاً: الشاب الأبيض الناعم وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرِّبُهم من الله وتشفع لهم فتشبهت بالطيور التي تعلو في السماء وترتفع ويروي (ترتضي) وفي رواية (إن شفاعتها لترتجي وإنها لمع الغرانيق العلي) وفي أخري (والغرانقة العلي تلك الشفاعة وترتجي) فلما ختم السورة سجد وسجد المسلمون والكفار لما سمعوه أثني على آلهتهم وما وقع في بعض الروايات: أن شيطاناً ألقاها على لسانه وأن النبي كان يتمني أن لو نزل عليه شيء يقارب بينه وبين قومه فلما ألقي ذلك الشيطان حزن صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تسلية له {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}
والصحيح في تفسير الآية هو ما قاله أحد العارفين بالله وهو (أن الله سبحانه وتعالي ما أرسل من رسول ولا بعث نبيًّا من الأنبياء إلى أمة من الأمم إلا وذلك الرسول يتمني الإيمان لأمته ويحبِّبه لهم ويرغِّب فيه ويحرص عليه غاية الحرص ويعالجهم عليه أشد المعالجة ومن جملتهم – في ذلك – نبيُّنا صلى الله عليه وسلم الذي قال له الرَّبُّ سبحانه وتعالي {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} وقال تعالى {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} وقال تعالي { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لهذا المعني ثم الأمة تختلف كما قال تعالى {فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ} فأما مَنْ كفر فقد ألقي إليه الشيطان الوساوس القادحة في الرسالة الموجبة لكفره
وكذا المؤمن أيضاً لا يخلو من وساوس لأنها لازمة للإيمان بالغيب في الغالب وإن كانت تختلف في الناس بالقلة والكثرة وبحسب المتعلقات إذا تقرر هذا فمعني {تَمَنَّى} أنه يتمني الإيمان لأمته ويحبُّ لهم الخير والرشد والصلاح والنجاح – فهذه أمنية كلِّ رسول ونبيّ وإلقاء الشيطان فيها يكون بما يلقيه في قلوب أمته من الوساوس الموجبة لكفر بعضهم ويرحم الله المؤمنين فينسخ ذلك من قلوبهم ويحكم فيها الآيات الدالة على الوحدانية والرسالة ويبقي ذلك عزَّ وجلَّ في قلوب المنافقين والكافرين ليفتتنوا به فخرج من هذا أن الوساوس تُلقي أولاً في قلوب الفريقين معاً غير أنها لا تدوم على المؤمنين وتدوم على الكافرين فهذا ما يتعلق بتفسير الآية الكريمة
وأما قصة الغرانيق فإنها قِصَّةٌ باطلةٌ نقلاً وعقلاً أما نقلاً فإن حديثها حديثٌ لم يخرجه أحد من أهل الصحَّة ولا رواه ثقةٌ بسندٍ سليمٍ متصل وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال (لقد بُلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير وتعلَّق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده واختلاف كلماته فقائل يقول: إنه في الصلاة وآخر يقول: قالها وقد أصابته سِنَةٌ وآخر يقول: بل حدَّث نَفْسَهُ فَسَهَا وآخر يقول: إن الشيطان قالها على لسانه وأن النبي لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا أقرأتك وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي قرأها فلما بلغ النَّبِيَّ ذلك قال: والله ما هكذا أُنْزِلَتْ إلى غير ذلك من اختلاف الرواة ومن حُكِيَتْ هذه الحكاية عنه من المفسرين والتابعين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق فيها ضعيفة واهية
وأما "عقلا" فقد قامت الحُجَّة وأجمعت الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرزيلة إمَّا مِنْ تمنِّيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله وهو كُفر أو يتسوَّر عليه الشيطان ويُشَبِّهُ عليه القرآن حتي يجعل فيه ما ليس منه ويعتقد النبيُّ أن من القرآن ما ليس منه حتي ينبهه جبريل وذلك كلُّه ممتنعٌ في حقِّه صلى الله عليه وسلم أو يقول ذلك النبيُّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ عمداً – وذلك كفرٌ – أو سهواً وهو معصوم من هذا كلِّه
[color="darko****green"]وقد تقرر بالبراهين والإجماع عصمته صلى الله عليه وسلم من جريان الكفر على قلبه أو لسانه لا عمداً ولا سهواً أو أن يشتبه عليه ما يُلقيه الملك مما يلقي الشيطان أو يكون للشيطان عليه سبيل أو أن يتقوَّل على الله – لا عمداً ولا سهواً – ما لم ينزل عليه وقد قال الله{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} وقال تعالي {إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} وهذا الكلام لو كان – كما روي – لكان بعيد الالتئام متناقض الأقسام ممتزج المدح بالذم متخاذل التأليف والنظم ولكان النبي ومَنْ بحضرته مِنْ المسلمين وصناديد المشركين ممن يخفي عليه ذلك وهذا لا يخفي على أدني متأمل فكيف بمن رجح حِلْمُهُ واتسع في باب البيان ومعرفة فصيح الكلام علمُه؟[/color]
ثم إنه قد عُلم من عادة المنافقين ومعاندي المشركين وضعفة القلوب والجهلة من المسلمين نفورهم لأول وهلة وتخليط العدوِّ على النَّبِيِّ لأقل فتنة وتعييرهم المسلمين والشماتة بهم الفينة بعد الفينة وارتداد مَنْ في قلبه مرض ممن أظهر الإسلام لأدني شبهة ولم يَحْكِ أحدٌ في هذه القصة شيئاً سوي هذه الرواية الضعيفة الأصل ولو كان ذلك لوجدتْ قريشٌ بها على المسلمين الصولة ولأقامت بها اليهود عليهم الحُجَّة – كما فعلوا مكابرة في قصة الإسراء حتي كانت في ذلك لبعض الضعفاء رِدَّة فما رُوِيَ عن مُعاند فيها كلمة ولا عن مُسْلِمٍ بسببها بنت شفة فَدَلَّ على بطلانها واجتثاث أصلها ولا شك في إدخال بعض شياطين الإنس أو الجن هذا الحديث على بعض مغفلي المحدثين ليلتبس به على ضعفاء المسلمين
تعاضدت الأخبار والآثار عن نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بتنزيهه عن كل نقص منذ ولد ونشأته على التوحيد والإيمان بل على إشراق أنوار المعارف ونفحات ألطاف السعادة ومن هنا كان توحيده وعلمه بالله وصفاته والإيمان به وبما أوحي إليه على غاية المعرفة ووضوح العلم واليقين والانتفاء عن الجهل بشيء من ذلك أو الشك أو الريب فيه والعصمة من كل ما يضاد المعرفة بذلك واليقين وما ورد من النصوص مما قد يفيد ظاهره خلاف هذا فسنبين حقيقته باختصار كما جاء عن الأئمة الأعلام ثم نبين ما نراه في ذلك قال القاضي عياض في قوله تعالي {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ} فاحذر – ثَبَّتَ الله قلبك – أن يخطر ببالك ما ذكره فيه بعض المفسرين – عن ابن عباس أو غيره – من إثبات شَكٍّ للنَّبِيِّ فيما أوحي إليه فمثل هذا لا يجوز عليه جملة بل قال ابن عباس (لم يشك النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يسأل) ونحوه عن ابن جبير والحسن
وحكي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أشك ولا أسأل) وعامة المفسرين على هذا واختلفوا في معني الآية فقيل: المراد (قل يا محمد للشاكِّ: إن كنت في شكٍّ (الآية) وقالوا: وفي السورة نفسها ما دَلَّ على هذا التأويل وهو قوله {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي}وقيل: المراد بالخطاب العرب وغير النبي كما قال {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} الخطاب له والمراد غيره ومثله {فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء} ونظيره كثير ألا تراه يقول {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ} وهو صلى الله عليه وسلم المُكَذَّبُ (بفتح الذال المعجمة المشددة) فيما يدعو إليه فكيف يكون مِمَّنْ كَذَّبَ به؟ فهذا كله يدل على أن المراد بالخطاب غيره ومثل هذه الآية قوله{الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} المأمور هاهنا غير النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليسأل النَّبِيَّ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هو الخبيرُ المسئول لا المُسْتَخْبِرُ السائل
وقيل: إن هذا الشك الذي أُمر به غَيْرُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم – بسؤال الذين يقرؤون الكتاب – إنما هو فيما قصَّه الله من أخبار الأمم لا فيما دعا إليه من التوحيد والشريعة ومثل هذا قوله تعالى {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا} المراد: المشركون والخطاب لوحه للنَّبِيِّ وقيل معناه (سلنا عمن أرسلنا من قبلك) فحذف الخافض وتم الكلام ثم ابتدأ: {أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ} إلى آخر الآية على طريقة الإنكار أي (ما جعلنا) وقيل: أمر النبيّ أن يسأل الأنبياء ليلة الإسراء عن ذلك فكان أشد يقيناً من أن يحتاج إلى السؤال فروي أنه قال (لا أسأل قد اكتُفيت)
وقيل (سَلْ أُمَمَ مَنْ أرسلنا هل جاءوهم بغير التوحيد؟) وهو معني قول مجاهد والسدي والضحاك وقتادة والمراد بهذا والذي قبله: إعلامه صلى الله عليه وسلم بما بُعِثَتْ به الرسل وأنه تعالى لم يأذن في عبادة غيره لأحد ردًّا على مشركي العرب وغيرهم في قولهم{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ومن ذلك قوله تعالي {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي في علمهم بأنك رسول الله وإن لم يقرُّوا بذلك وليس المراد به شكُّه فيما ذكر في أول الآية وقد يكون أيضا على مثل ما تقدم أي: قل يا محمد لمن افتري في ذلك (لا تكونن من الممترين) بدليل قوله أول الآية {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً} وأن النَّبِيَّ يخاطب بذلك غيره وقيل: هو تقرير كقوله{أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ}وقد عُلِمَ أنه لم يقل وقيل: معناه ما كنت في شك فأسأل تزدد طمأنينة وعلماً إلى علمك ويقينك
[color="darko****green"]وقيل: إن كنت تشك فيما شرَّفناك وفضَّلناك به فاسألهم عن صفتك في الكتب ونشر فضائلك وحكي عن أبي عبيدة أن المراد: إن كنت في شك من غيرك فيما أنزلنا. فإن قيل: فما معني قوله{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} على قراءة التخفيف؟ قلنا: المعني في ذلك ما قالته السيدة عائشة (معاذ الله أن تظن ذلك الرُّسُلُ بربِّها وإنما معني ذلك أن الرسل لما استيأسوا ظنوا أن من وَعَدَهُم النصر من أتباعهم كذبوهم) وعلي هذا أكثر المفسرين وقيل إن ضمير {وَظَنُّواْ} عائد على الأتباع والأمم لا على الأنبياء والرسل وهو قول ابن عباس والنخعي وابن جبير وجماعة من العلماء وبهذا المعني قرأ مجاهد (كذبوا) فلا تشغل بالك من شاذ التفسير بسواه مما يليق بمنصب العلماء فكيف بالأنبياء[/color]
ومن ذلك قوله لسيدنا محمد {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} فإن بعضهم فسَّرها بأن معناها: لا تكونن ممن يجهل أن الله لو شاء لجمعهم على الهدي وهذا أمر باطل فإن أقل الناس إيماناً لا يجهل أن الله لو شاء لجمعهم على الهدي فكيف بسيِّدِ أهل الإيمان؟ إذ فيه إثبات الجهل بصفة من صفات الله وذلك لا يجوز على الأنبياء ونقول: أن المقصود هو وعظه صلى الله عليه وسلم أن لا يتشبه في أموره بسمات الجاهلين وقيل: أنه خطاب للأمة المحمدية والمعني: فلا تكونوا من الجاهلين ومن ذلك قوله تعالي {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وقوله تعالي {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} وقوله تعالى {إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} وقوله تعالي {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ } وقوله {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} وقوله{فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ}
وقوله {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} وقوله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}فاعلم – وفقنا الله وإياك أنه صلى الله عليه وسلم لا يصح ولا يجوز عليه أن لا يبلِّغ ولا أن يُخالف أمر ربِّه ولا أن يُشرك به ولا يتقوَّل على الله ما لا يجب أو يَفْتَرِي عليه أو يَضِلَ أو يختم على قلبه أو يطيع الكافرين لكن يسَّر أمره بالمكاشفة والبيان في البلاغ للمخالفين وأن بلاغه إن لم يكن بهذه السبيل فكأنه ما بلَّغ وطيَّب نفسه وقوَّي قلبه بقوله { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وأما قوله {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} وقوله {إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ} فمعناه أن هذا جزاء من فعل هذا وجزاؤك لو كنت ممن يفعله، وهو لا يفعله وكذلك قوله {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} فالمراد غيره كما قال{إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ} وقوله{ فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} وقوله {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} وما أشبهه فالمراد غيره وأن هذه حال من أشرك والنَّبِيُّ لا يجوز عليه هذا وقوله {اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} فليس فيه أنه أطاعهم والله ينهاه عما يشاء ويأمره بما يشاء كما قال{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم} وما كان طردهم صلى الله عليه وسلم ولا كان من الظالمين.
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمة ٍ:: بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
ووَاضِحُ آياتٍ، وَبَاقي مَعَالِمٍ :: وربعٌ لهُ فيهِ مصلى ً ومسجدُ
بها حجراتٌ كانَ ينزلُ وسطها :: مِنَ الله نورٌ يُسْتَضَاءُ، وَيُوقَدُ
معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها :: أتَاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ :: وَقَبْرَاً بِهِ وَارَاهُ في التُّرْبِ مُلْحِدُ
ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ :: عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
تذكرُ آلاءَ الرسولِ، وما أرى :: لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ
مفجعة ٌ قدْ شفها فقدُ أحمدٍ :: فظلتْ لآلاء الرسولِ تعددُ
وَمَا بَلَغَتْ منْ كلّ أمْرٍ عَشِيرَهُ :: وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها :: على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
فَبُورِكتَ، يا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ :: بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
وبوركَ لحدٌ منكَ ضمنَ طيباً :: عليهِ بناءٌ من صفيحٍ، منضدُ
تهيلُ عليهِ التربَ أيدٍ وأعينٌ :: عليهِ، وقدْ غارتْ بذلكَ أسعدُ
لقد غَيّبوا حِلْماً وعِلْماً وَرَحمة ً:: عشية َ علوهُ الثرى ، لا يوسدُ
وَرَاحُوا بحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبيُّهُمْ :: وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ :: ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
وهلْ عدلتْ يوماً رزية ُ هالكٍ :: رزية َ يومٍ ماتَ فيهِ محمدُ
تَقَطَّعَ فيهِ منزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ :: وَقَد كان ذا نورٍ، يَغورُ ويُنْجِدُ
يَدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ :: وَيُنْقِذُ مِنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُرْشِدُ
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً :: معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
عَفُوٌّ عن الزّلاّتِ، يَقبلُ عُذْرَهمْ :: وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لم يقوموا بحمدهِ :: فَمِنْ عِنْدِهِ تَيْسِيرُ مَا يَتَشَدّدُ
فَبَيْنَا هُمُ في نِعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ :: دليلٌ به نَهْجُ الطّريقَة ِ يُقْصَدُ
عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى :: حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثني جناحهُ :: إلى كَنَفٍ يَحْنو عليهم وَيَمْهِدُ
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا :: إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محموداً إلى اللهِ راجعاً :: يبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها :: لِغَيْبَة ِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها :: فَقِيدٌ، يُبَكّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ، فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ :: خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ :: دِيارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْعٌ، وَموْلِدُ
فَبَكّي رَسولَ الله يا عَينُ عَبْرَة ً :: ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يجمدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمة ِ التي :: على الناسِ منها سابغٌ يتغمدُ
فَجُودي عَلَيْهِ بالدّموعِ وأعْوِلي :: لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِيوجدُ
وَمَا فَقَدَ الماضُونَ مِثْلَ مُحَمّدٍ :: ولا مثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
أعفَّ وأوفى ذمة ً بعدَ ذمة ٍ :: وأقْرَبَ مِنْهُ نائِلاً، لا يُنَكَّدُ
وأبذلَ منهُ للطريفِ وتالدٍ :: إذا ضَنّ معطاءٌ بما كانَ يُتْلِدُ
وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى :: وأكرمَ جداً أبطحياً يسودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ في العلى :: دعائمَ عزٍّ شاهقاتٍ تشيدُ
وأثْبَتَ فَرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْبِتاً :: وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
رَبَاهُ وَلِيداً، فَاسْتَتَمَّ تَمامَهُ :: على أكْرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ :: فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفندُ
أقُولُ، ولا يُلْفَى لِقَوْلي عَائِبٌ :: منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعدُ
وَلَيْسَ هَوَائي نازِعاً عَنْ ثَنائِهِ :: لَعَلّي بِهِ في جَنّة ِ الخُلْدِ أخْلُدُ
معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ :: وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ
الله يباركلك … والله للحضة دهب قلبي الى مكان ثم عدت
اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق
عليه افضل الصلاة و السلام
بارك الله فيك اختي على المرور جزاك الله خيرا
كــلمة رمضان من خمسة أحرف وهي :
الراء .. رضوان الله للمـقـربـيـن
والميم .. مغـفـرة الله للعاصـيـن
والضاء .. ضمان الله للطائعـين
والألف .. ألفة الله للمتوكـلين
والنون .. نوال الله للصادقين
وُسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها مأخوذ من الرمضاء
أن تسمية الشهر مأخوذة من شدّة الحر .
قال ابن دريد : لَمَّا نَقَلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سَمّوها بالأزمنة التي هي فيها ، فوافق رمضان أيام رَمْض الْحَرّ وشِدّته ؛ فَسُمِّي به .
وقال ابن منظور : وشهر رمضان مأخوذ مِن رَمض الصائم يَرْمض ، إذا اشتدّ حَرّ جوفه مِن شِدّة العطش .
وذَكَر بعضهم أنه سُمِّي كذلك لأنه يُحرِق الذنوب ، وهذا لا بُدّ فيه من توقيف ودليل .
ولذلك إذا ذَكَر العلماء هذا المعنى صدّروه بِصيغة تمريض وتضعيف .
قال القرطبي في تفسيره : وقيل : إنما سُمِّي رمضان لأنه يَرْمِض الذنوب ، أي : يُحْرِقها بالأعمال الصالحة .
اختلف في اشتقاق كلمة رمضان فقيل: إنه من الرمض وهو شدة الحر فيقال: يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشتدّ عليهم قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به. الفَرّاء: يقال هذا شهر رمضان، وهما شهرا ربيع، ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور الهجرية. يقال: هذا شعبانُ قد أَقبل. وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال الله عز وجل في القرآن الكريم: ((شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن)).
منقوووول
الوحي
ليس هناك وحى بعده صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين
فماهو ( الوحي ) ؟
الوحي هو سِر يُقال بين ( مُلقي ) و ( مُتلقي )
لقول الله تعالى رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ
إذاً فالمُلقي هو ( المُوحي )
والمُتلَقي هو ( الموحى إليه )
بدء الوحي
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء . فكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد . قبل أن ينزع إلى أهله . ويتزود لذلك . ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجأه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . قال فأخذني فغطني ، حتى بلغ مني الجهد . ثم أرسلني . فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني . فقال اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثالثة . تم أرسلني ، فقال لي في الثالثة اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة بنت خويلد . فقال زملوني ، زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع . فقال لخديجة – وأخبرها الخبر – لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى – ابن عم خديجة – وكان قد تنصر في الجاهلية . وكان يكتب الكتاب العبراني . فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة يا ابن أخي ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى . فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ؟ قال أو مخرجي هم ؟ قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم أنشد ورقة
لججت ، وكنت في الذكرى لجوجا
لهم طالما بعث النشيجا ووصف من خديجة بعد وصف فقد طال انتظاري يا خديجا ببطن المكتين على رجائي حديثك أن أرى منه خروجا بما خبرتنا من قول قس من الرهبان أكره أن يعوجا بأن محمدا سيسود قوما ويخصم من يكون له حجيجا
ويظهر في البلاد ضياء نور يقيم به البرية أن تموجا فيلقى من يحاربه خسارا ويلقى من يسالمه فلوجا فيا ليتي إذا ما كان ذا كم شهدت وكنت أولهم ولوجا ولوجا بالذي كرهت قريش ولو عجت بمكتها عجيجا أرجي بالذي كرهوا جميعا
إلى ذي العرش – إن سفلوا – عروجا وهل أمر السفالة غير كفر بمن يختار من سمك البروجا فإن يبقوا وأبق تكن أمور
يضج الكافرون لها ضجيجا وإن أهلك فكل فتى سيلقى من الأقدار متلفة خروجا
فلم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا . حتى كان يذهب إلى رءوس شواهق الجبال يريد أن يلقي بنفسه منها ، كلما أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال " يا محمد إنك رسول الله حقا " فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة تبدى له جبريل فيقول له ذلك . فبينما هو يوما يمشي إذ سمع صوتا من السماء . قال " فرفعت بصري . فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت إلى أهلي ، فقلت : دثروني . دثروني . فأنزل الله ( 73 : 1 ، 2 ) يا أيها المدثر قم فأنذر فحمي الوحي وتتابع "
أنواع الوحي
وكان الوحي الذي يأتيه صلى الله عليه وسلم أنواعا : أحدها : الرؤيا . قال عبيد بن عمر " رؤيا الأنبياء وحي " ثم قرأ ( 37 : 102 ) إني أرى في المنام أني أذبحك
الثاني : ما كان الملك يلقيه في روعه – أي قلبه – من غير أن يراه كما قال صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي : أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله . فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته
الثالث أن الملك يتمثل له رجلا فيخاطبه . وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا .
الرابع أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليه . فيلتبس به الملك . حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد . وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض وجاءه مرة وفخذه على فخذ زيد بن ثابت ، فكادت ترض .
الخامس أن يأتيه الملك في الصورة التي خلق عليها . فيوحي إليه ما شاء الله وهذا وقع مرتين كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة النجم .
السادس ما أوحاه الله له فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها .
قال ابن القيم رحمه الله أول ما أوحى إليه ربه أن يقرأ باسم ربه الذي خلق . وذلك أول نبوته صلى الله عليه وسلم . فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره بالتبليغ . ثم أنزل الله عليه يا أيها المدثر قم فأنذر فنبأه باقرأ وأرسله بـ يا أيها المدثر ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين . ثم أنذر قومه . ثم أنذر من حولهم من العرب . ثم أنذر العرب قاطبة . ثم أنذر العالمين .
فأقام بضع عشرة سنة ينذر بالدعوة من غير قتال ولا جزية . ويأمره الله بالكف والصبر . ثم أذن له في الهجرة وأذن له في القتال . ثم أمره أن يقاتل من قاتله ويكف عمن لم يقاتله . ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله .
القاب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو تراب
هو علي بن أبي طالب فقد دخل علي على فاطمة -رضي الله عنهما- ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أين ابن عمك )قالت في المسجد )فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب )مرتين
أبو المساكين
هو جعفر بن أبي طالب يقول أبو هريرة كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب )
أبو الحُسام
هو حسّان بن ثابت لمناضلته بشعره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولتقطيعه أعراض المشركين
أرق الناس أفئدة
هم وفد الأشعريين فبعد فتح خيبر ،قدم وفد يقرب من بضعة وخمسون من أهل اليمن سماهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالأشعريين وبأنهم أرق الناس أفئدة
أسد الله
هو حمزة بن عبد المطلب
أم المساكين
هي أم المؤمنين زينب بنت خزيمة
أمين هذه الأمة
هو أبو عبيدة بن عامر بن الجراح فقد قالرسول الله -صلى الله عليه وسلم- " لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح )
ابـن أم عبـد
هو عبد الله بن مسعود فقد كان ينسـب الى أمـه أحيانا فيقال ابـن أم عبـد )000وأم عبـد كنية أمه -رضي الله عنهما-000
إمام المهاجرين
هو سالم مولى أبى حذيفة فقد كان إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء
البحر
هو عبد الله بن العبّاس
ترجمان القرآن
هو عبد الله بن العباس
جامع القرآن
هو زيد بن ثابت
حاجب الكعبة المعظّمة
هو شيبة بن عثمان
حب رسول الله
هو زيد بن حارثة
الحب بن الحب
هو أسامة بن زيد
حَبْرُ الأمة
هو عبد الله بن العباس
حواري الرسول
هو الزبير بن العوام ففي يوم الخندق قالرسول الله-صلى الله عليه وسلم- مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟)فقال الزبير أنا )فذهب ، ثم قالها الثانية فقال الزبير أنا )فذهب ، ثم قالها الثالثة فقال الـزبير أنا )فذهب ، فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والـزبير حَوَاريَّ وابن عمتي ) خادم رسول الله
هو أنس بن مالك
خطيب رسول الله
هو ثابت بن قيس
ذات النطاقين
هي أسماء بنت أبي بكر
ذو الجناحين
هو جعفر بن أبي طالب فقد أخذ الراية يوم مؤتة بيمينه فقطعت ، فأخذها بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى قتل ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء
ذو النور
هو الطُّفيل بن عمرو الدّوسي فقد كان في رأس سَوْطه نور كالقنديل المعلّق ، كان يُضيء في الليلة المظلمة له.
ذو النورين
هو عثمان بن عفان فقد تزوج من رقيـة بنت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ولما توفيـت تزوج أختها أم كلثـوم فسمي ( ذي النورين )
ساقي الحرمين
هو العباس بن عبد المطلب ففي عام الرمادة خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء يصلون صلاة الإستسقاء فوقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه ، ورفعها صوب السماء وقال اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك وهو بيننا ، اللهم وإنا اليوم نستسقي بعمِّ نبيك ، فاسقنا )ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى جاءهم الغيث ، وهطل المطر ، وأقبل الأصحاب على العباس يعانقونه و يقبلونه ويقولون هنيئا لك ساقي الحرمين )
سِداد البطحاء
هو صفوان بن أمية فقد كان أحد المطعمين
سيد الشهداء
هو حمزة بن عبد المطلب
سيد الفوارس
هو أبو موسى الأشعري ففد كان موضع ثقة رسول الله وأصحابه وحبهم ، فكان مقاتلا جسورا ، ومناضلا صعبا ، يحمل مسئولياته في استبسال جعلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عنه سيد الفوارس أبوموسى )
سيد المسلمين
هو أبي بن كعب فقد قال عنه عمر بن الخطاب أبي سيد المسلمين )فغدا بين الناس معروفاً بذلك
سيدا شباب الجنة
هما الحسن و الحسين
سيف الله المسلول
هو خالد بن الوليد ففي غزوة مؤتة قالرسول الله-صلى الله عليه وسلم- حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ، حتى فتح الله عليهم )فسمي خالد من ذلك اليوم سيف الله
شاعر الرسول
هو حسّان بن ثابت
الشعار
هم الأنصار ( أهل المدينة المنورة )
صاحب سر الرسول
هو حذيفة بن اليَمان
صاحب سر الرسول ( صاحب السواد )
هو عبد الله بن مسعود
صاحب نعلى رسول الله
هو عبد الله بن مسعود فقد كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم-
صاحب وسادة رسول الله ومطهرته
هو عبد الله بن مسعود
الصديق
هو أبو بكر الصديق فقد صدّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإسراء والمعراج
طلحة الجود
هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- طلحة الجود في حنين
طلحة الخير
هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- طلحة الخير في غزوة أحد
طلحة الفياض
هو طلحة بن عبيد الله فقد أسماهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- طلحة الفياض في غزوة العشيرة
العتيق
هو أبو بكر الصديق فقد قال لهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنت عتيق الله من النار )
الفاروق
هو عمر بن الخطاب فبعد أن أسلم عمر خرج ومعه المسلمون ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماهرسول الله-صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
فتى الكهول
هو عبد الله بن العباس فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يحرص على مشورته ويلقبه ( فتى الكهول )
كاتب رسول الله
هو زيد بن ثابت
الكامل
هو سعد بن عُبادة فقد كان يحسن العَوْمَ والرمي فسمي بالكامل.
لقمان الحكيم
هو سلمان الفارسي فقد كان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم فقال عنه ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف ).
مؤذن الإسلام
هو بلال بن رباح الحبشي
مرضعة الرسول
هي حليمة السعدية
مولاة الرسول وأم إبراهيم
هي مارية القبطية
مولاة الرسول وحاضنته
هي أم أيمن
شكرا لك على المعلومات
لا شكر على واجب شكرا لك على مرورك الطيب
بارك الله فيك على المعلومات المفيدة………….
شكرا samasime اهلا بك بين اخوانك
موضووع قيم و راائع مشكوورين
شكرا لمرورك يا سمية
بوركت على هذا الجمع وجعله الله في ميزان حسناتك
اللهم اجعلهم قرة اعيننا وقدوتنا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :" اصحابي كالنجوم بايكم اقتديتم اهتديتم "
شكرا لمرورك يا ضلال الجنة
مشكوووووووووووورة على الافادة اختي عائشة
السلام عليكم
الأوصاف الجسدية للحبيب المصطفى
صلوات الله وسلامه عليه
حتى نتعرف جميعا على أوصاف الحبيب محمد
جمال النبي
صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء،
فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، قال : فلهو أحسن في عيني من القمر .
رواه الدارمي والترمذي والحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي وأبو يعلى .
ومعنى أضحيان : أي مضيئة مقمرة .
عن أبي إسحاق قال :
سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا، بل
مثل القمر .
رواه البخاري .
عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال :
قلت للرُّبيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : يابُني لو رأيته رأيت الشمس طالعة .
رواه الدارمي ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ .
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين ، إذا تكلم رُئي كالنور
يخرج من بين ثناياه .
رواه الدارمي والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
مارأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الشمس
تجري في وجهه .
رواه الإمام أحمد وابن حبان وابن سعد في الطبقات وأخرجه ابن المبارك في
الزهد .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ،
ليس بالطويل البائن ولا بالقصير .
رواه البخاري ومسلم .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً ، بعيد ما بين المنكبين ، له شعر يبلغ
شحمة أذنيه ، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئاً قط أحسن منه .
رواه البخاري ومسلم .
عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري
قال : فكيف رأيته ؟ قال : كان أبيض مليحاً مقصداً .
رواه مسلم .
عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر
ليلة البدر ، أطول من المربوع وأقصر من المشذب .
رواه الترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبيهقي في دلائل النبوة .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مشرباً بياضه حُمرة … كأن
العرق في وجهه اللؤلؤ ، لم أر قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم .
رواه ابن سعد في الطبقات .
جزاك الله خيرا
تقبلي شكري على هذا الموضوع القيم
اللهم صلي على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين
اللهم صلي على سيدنا محمد و على ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم و على ال سيدنا ابراهيم في الاولين انك حميد مجيد
امييييييييييين
شكرا لمروركما الطيب
ستظل سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدى الأجيال والقرون ، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها نبراساً للمسلمين ، يضيء لهم حياتهم وأعمالهم ، فقد كانت تطبيقاً كريماً لمنهج الله الذي جاء به القرآن الكريم ، ونوراً هادياً لكل أمة تريد أن تصل إلى الحياة الكريمة على هذه الأرض ..
فحيث نظرت في وقائع حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيرته ، وتوجيهاته وتعاليمه ، تجد المثل الأعلى والقدوة الحسنة ، التي تضيء لك الطريق والحياة ، وتأخذ بيدك إلى الطمأنينة والسعادة ، وصدق الله تعالى حيث قال: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) ..
قال ابن كثير: " هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، في أقواله وأفعاله وأحواله " .
لقد كانت حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حافلة بالبذل والعطاء، والدروس والعبر، ووصلت إلينا كاملة بأدق تفاصيلها ، كأنما نرى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونسمعه في مختلف وقائع حياته ، قائمًا ونائماً ، وعابدًا وقائداً ، وأباً وزوجا ، ومربياً ومعلما .فقد جمع الله له بين الدعوة والدولة ، والرسالة والقيادة ، والتبليغ والحكم ، وهو ما لم يتحقق لنبي من قبل ..
وقد أُعْطِىَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما لم يعط رسول سبقه ، فجاء الأنبياء برسالتهم إلى قومهم ، وبُعِث ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الناس كافة ، وختمت به رسالات السماء فلا نبي بعده ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وُضِعت هذه اللبنة ؟، قال : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين )(البخاري) ..
وقد أُعْطِىَ الأنبياء معجزات حسية تتناسب مع عصرهم وبيئتهم ، أما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أعطى ـ بجانب المعجزات الحسية الكثيرة ـ القرآن الكريم، المعجزة الباقية الخالدة إلى يوم القيامة ..
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليَّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )(البخاري) ..
وتكفل الله بحفظ هذا القرآن ولم يكل حفظه إلى أحد من خلقه كما قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }(الحجر:9) ..
فلم تنله يد التحريف والتغيير ، بخلاف غيره من الكتب السابقة .
وكرَّم الله تبارك وتعالى أمة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأحل لهم كثيراً مما شُدِّد على من قبلهم ، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ، ورفع عنهم المؤاخذة بالخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه ، وحديث النفس ، قال الله تعالى : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }(الحج: من الآية78) ، وقال : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }(البقرة: من الآية185) ، وقال تعالى : { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ }(الأعراف: من الآية157) ..
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )(ابن ماجه) ..
وإذا ذهبنا ننظر ونقطف بعض جوانب الأسوة القدوة في حياته فسنجد عجبا من العجب :
فكان الحلم والاحتمال ، والعفو عند المقدرة ، والصبر على المكاره ، صفاتٌ أدبه الله بها .. وكل حليم قد عُرِفت منه زلة ، وحفظت عنه هَفْوَة ، ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا ، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما ..
قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( ما خُيِّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه ، وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه في شيء قط , إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله )(البخاري) .
وكان أعدل الناس وأعفهم ، وأصدقهم لهجة ، وأعظمهم أمانة ، اعترف له بذلك أصحابه وأعداؤه ، وكان يسمي قبل نبوته " الصادق الأمين " ، ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام ..
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : " كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ، لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ راجعا قد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر على فرس لأبي طلحة عرى ، والسيف في عنقه وهو يقول : لن تراعوا ، لن تراعوا " .
وقال على ـ رضي الله عنه ـ : كنا إذا حمى أو اشتد البأس ، واحمرت الحدق ، اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا ..
وعندما وَجَد رجلاً يرتعد بين يديه قال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( هون عليك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة )(ابن ماجه) ..
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أقبل جلس حيث ينتهي به المجلس ، وكان يمد طرف رداءه لحليمة السعدية لتجلس عليه ، ويضع وسادته لضيفه ويجلس هو على الأرض ، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف . وإذا لقيه أحد فتناول يده ناوله إياها ، فلم ينزع يده حتى يكون الآخر هو الذي ينزعها .
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد الناس تواضعاً ، وأبعدهم عن الكبر، و نهى عن القيام له كما يقام للملوك .. يجالس الفقراء ، ويجيب دعوة العبد ، ويجلس في أصحابه كأحدهم ..
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( خدمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين ، فما قال لي أف قط ، وما قال لشيء صنعتُه : لم صنعتَه ؟ ولا لشيء تركتُه : لمَ تركتَه ؟ ، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن الناس خُلُقا ، ولا مسست خزا قط ، ولا حريرا ، ولا شيئا كان ألين من كف رسول ـ الله صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا شممت مسكا قط ، ولا عطرا ، كان أطيب من عرق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(مسلم).
وكان أوفى الناس بالعهود ، وأوصلهم للرحم ، وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس ، وأحسن الناس عشرة وأدباً ، وأبعدهم من سيء الأخلاق ، لم يكن فاحشاً ولا متفحشا ً، ولا لعاناً ولا صخابا ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ..
يزور المريض ، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك ، ويقف للمرأة العجوز في الطريق ساعة تحدثه ، وكان يساعد أهله ويؤانسهم ، فإذا جاء موعد الصلاة أسرع إليها وقال : ( أرحنا بها يا بلال )(أحمد) .
وكان يوجه أصحابه ويعلمهم ، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )(ابن ماجه) .. ويأمر الصغير باحترام وتوقير الكبير، والكبير برحمة الصغير، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا )(الترمذي) ..
أمر بالمحافظة على علاقة المسلم بأخيه ، والتعاون معه ، والسعي في مساعدته ، وعدم إيذائه ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس ، من أجل أن ذلك يحزنه )(البخاري)، وقال : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومن فرَّج عن مسلم كربة ، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )(البخاري) .
غرس في أصحابه ـ والمسلمين من بعدهم ـ روح السماحة والعدل والمساواة ، وعلمهم أن قيمة الإنسان بدينه وعمله ، وليس بحسبه ونسبه وجنسه ، فقال ـ : ( رحم الله رجلا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )(البخاري) ، وقال : ( يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد ، وايم الله (أقسم بالله) لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها )(البخاري) ..
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يا أيها الناس : إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }(الحجرات: من الآية13) ، ألا هل بلغت ؟ ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فيبلغ الشاهد الغائب )(أحمد) .. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )(مسلم) ..
وهكذا كان هديه وحياته صلى الله عليه وسلم النبي ، منهجا ونبراسا للأمة الإسلامية ، ومخرجاً لها من كل مؤامرات أعدائها ، وسبيلا لسعادتها وأمنها ، وطريقا لبناء المسلم السوي والمجتمع المثالي ..
ولئن انتقل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جوار ربه ، فإن الله قد حفظ لنا سنته ، وأبقى سيرته خالدة شاهدة على سمو روحه ، وكمال نفسه ، ورفعة أخلاقه ، فما على من أراد الاقتداء به إلا مطالعتها والتأسي بها وصدق الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) ..