التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

تأثير المخدرات على الأجنة والأطفال الرضع – 1

تأثير المخدرات على الأجنة والأطفال الرضع – 1


الونشريس

تأثير المخدرات على الأجنة والأطفال الرضع

تتأثر الفترات العمرية التي يمر بها الانسان بكثير من العوامل الخارجية ، هذه التاثيرات قد تكون سلوكية ، طفرات ، سرطان ، تشوهات خلقية ، تأخر في النمو العقلي و بطئ في التعلم وأمور سلبية أخرى . تمثل المواد الكيميائية سواء كانت طبيعية أو تصنيعية احدى هذه العوامل الخارجية ، والأدوية أهم المواد الكيميائية استخداما ، وكثير من الأحيان يتأثر بها الانسان حتى ولو كانت ضمن الاستخدام الطبي المسموح به ، والأمر يصبح أكثر خطورة عند استخدام بعض الأدوية بصورة غير طبية وعير قانونية ولفترات زمنية مستمرة دون انقطاع ، وهذا يتجلى في استخدام الأدوية المولّدة للادمان وفي مقدمتها شرب الكحول . وفيما يلي عرض موجز لبعض التأثيرات السلبية التي تحدثها الأدوية المولدة للادمان ( المخدرات ):
1 الكحول
يعتبر الكحول من الأدوية المولدة للادمان والتي حظيت بكثير من الدراسات مقارنة بأدوية الادمان الأخرى ، والسبب الرئيسي في هذا ، هو أن الكحول لم تفرض علية قوانين المنع والملاحقة كما هو الحال في المركبات الأفيونية مثلا ، حتى بات شرب الكحوليات أمرا عاديا ، أو حتى أصبح ظاهرة من الظواهر الاجتماعية في كثير من بلدان العالم .
· تأثير الكحول على الأجنة : أشارت بعض الدراسات الى أن نسبة النساء المدمنات على الكحول هي في ازدياد وأن أكثرهن من المتزوجات ، مما يعرض الجنين والطفل الرضيع الى مخاطر الكحول . وتأثير الكحول على الأجنة معروفة لدى الأوساط الطبية ، ان الأطفال لأمهات مدمنات يصابوا بحالة متلازمة الاعتماد على الكحول ، وحدوث أعراض انسحابية نتيجة انقطاع مصدر الكحول بعد ولادتهم . ان الدراسات التي اجريت على حيوانات التجارب افترضت وجود تاخر في نمو الجنين داخل الرحم ناتج عن التعرض المزمن للكحول . وأن الدراسات المتراكمة التي اهتمت بتأثير الكحول على الأجنة أشارت الى ما يلي ( وذلك اعتمادا على عدة عوامل ) :
1 – ظهور حالات من ولادات مبكرة ( خداج ) .
2 – زيادة نسبة الوفيات .
3 – تأخر في النمو والحركة ، واعاقات قلبية ، وسمعية .
4 – نقص في وزن المشيمة ، وزيادة الاجهاض التلقائي .
5 – حتى الأطفال المولودون أحياء يستمرون في إظهار تأخر النمو الجسمي والعقلي حتى بعد وضعهم في محيط صحي .
6 – تدخين السجائر هي عادة تكون ملازمة لعادة شرب الكحول ، ولا أحد يخفى عليه تأثيرات التدخين الضارة .
7 – الأطفال الذين يعانون من أعراض تناول الكحول يتميزون بمجموعة من مظاهر غير طبيعية في الوجه ، مثل : أنف قصير معكوف ، جسر أنفي مغمور ، شفة علوية دقيقة ، واعاقة في نمو الفكين .
8 – من المعلوم بشكل واضح بأن جسم الطفل غير قادر على التعامل مع الأدوية التي قد تصل اليه عن طريق المشيمة فدرجة استقلابه لها ضعيفة بسبب تأخر الأنظمة الانزيمية لديه مقارنة بالبالغين ، ولذلك وان كان جسم الجنين يأخذ الشيء اليسير من الأدوية والكحول عن طريق الأم ، فان تراكمها بسبب قلة معدل استقلابها قد تؤذي الطفل .
· تأثير الكحول على الرضاعة الطبيعية والطفل الرضيع : الدراسات التي اهتمت بتأثير الكحول على الرضاعة الطبيعية وعلى الطفل الرضيع ، يمكن اجمالها على النحو التالي :
1 – يطرح الكحول في حليب الأم بحيث يكون تركيزه مساويا لتركيزه في دم الأم . ذلك أن الحليب يحتوي على نسبة عالية من الماء ( 88 % مقابل 85 % ماء موجود في دم الأم ) ، وأن الكجول يتميز بسهولة توزيعه في الأنسجة كثيرة المحتوى المائي .
2 – يتسبب الكحول في قلة تنبيه مص الطفل لافراز هرمون الأكسيتوسين المسؤول عن عملية عصر الحليب وتوصيله الى فم الطفل عبر القنوات الحليبية ، وبالتالي يؤثر على كمية الحليب التي يتناولها الطفل .
3 – هناك حالة واحدة أصيب بها طفل بعرض كواشنك الكاذب ( pseudo – cushing’s syndrome ) لأم تتناول الكحول بكميات عالية ( تركيز الكحول 100 ملغم / 100 مل في دم الأم ) .
4 – سجلت حالات من النزيف الناتج عن نقص البروثرومبين في الدم في أطفال لأمهات كن يتعاطين الكحول بصورة مستمرة .
5 – لا توجد دلائل تشير الى ظهور أضرار الكحول على الطفل اذا شربت الأم باعتدال .
6 – يجب وقف الرضاعة الطبيعية اذا ظهرت سمية الكحول أو كانت الأم مدمنة على شرب الكحول .

المرجع : الحنيطي،راتب : كتاب الادوية المولدة للادمان




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء السابع

الدواء وحليب الام – الجزء السابع


الونشريس

2 – الادوية التي تزيد من الحليب
( drugs that enhance lactation )

هذه الادوية تعمل على تقليل أو تثبيط فعل مادة الدوبامين ، بآليات مختلفة ، نذكر منها ما يلي:
– أدوية الذهان ( psychotherapeutic drugs )
تعمل على اغلاق مستقبلات الدوبامين ، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب – برولاكتين – في الدم ، وهذه المجموعة الدوائية متعددة ومتنوعة ، مثل :
( chlorpromazine , fluphenazine , perphenazine , prochlorperazine , thioridazine , trifluoperazine , haloperidole,…..etc.)

دواء ريزيربين ( reserpine ) : يعمل على معاكسة وتثبيط الدوبامين في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي زيادة تركيز هرمون الحليب.
دواء ميثيل دوبا ( methyl-dopa ) : يمنع تصنيع مادة الدوبامين، وبالتالي زيادة هرمون الحليب.
أدوية مثل ( metochlopramide , sulpiride ) والتي تستخدم لمعالجة بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، تزيد من افراز هرمون الحليب عن طريق اغلاق مستقبلات الدوبامين.

3 – نباتات طبية تزيد من ادرار الحليب
– الحلبة ( trigonella foenum )
– اليانسون ( pimpinella anisum )
– السمسم ( sesamum indicum )
– الكراوية ( carum carvi )
الشبت ( anethum graveolens )




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 4

التداخلات الدوائية – 4


الونشريس

· التداخلات الدوائية التي تحدث داخل جسم الإنسان .
تقسم التداخلات التي تحدث داخل جسم الإنسان إلى قسمين ، هما :
1- تداخلات تتعلق بالحركية الدوائية ( pharmacokinetic interactions ).
2- تداخلات تتعلق بآلية فعل الدواء ( pharmacodynamic interactions ).
وقبل البدء بالحديث عن التداخلات الدوائية ، سوف نوضح ما المقصود بالحركية الدوائية وآلية فعل الدواء . عند تناول الإنسان دواء ما ، فان هناك سؤالين هامين يظهران هما :
السؤال الأول : ماذا يفعل الجسم بالدواء ؟
السؤال الثاني: ماذا يفعل الدواء بالجسم ؟
والإجابة على السؤال الأول هي أن الجسم يقوم بإجراء العمليات الأربع الهامة التالية على الدواء ، وهي :
1- الجسم يقوم بعملية امتصاص الدواء من مكان إعطائه ( Absorption ).
2- الجسم يقوم بعملية توزيع الدواء ( Distribution ).
3- الجسم يقوم بعملية استقلاب الدواء ( Metabolism ).
4- الجسم يقوم بعملية طرح الدواء ( Excretion ).
وهذه العمليات الأربع تسمى معايير الحركة الدوائية ( الامتصاص ، التوزيع ، الاستقلاب ، والاطراح ) pharmacokinetic parameters ) ) . حركية الدواء ((pharmacokinetics مشتقه من كلمتين يونانيتين (pharmacon) وتعني دواء،و(kinesis) وتعني حركه،وحركية الدواء هو ذلك الفرع من العلوم المنبثقة من علم الصيدلة الحيوي (biopharmaceutics)، والذي يدرس زمن وحركة الدواء في جسم الكائن الحي عن طريق المعايير الأربع آنفة الذكر .
معايير الحركية الدوائية(pharmacokinetic parameters) ،مفيدة جدا من حيث :
1- توضيح آلية التداخلات الدوائية .
2 – وضع نظام إعطاء الجرعات الدوائية.
3 – تعديل نظام الجرعات في بعض الحالات المرضية (أمراض الكبد والكلى والقلب،….الخ ) .
4 – معرفة سبب السمية التي تحدث عن طريق الأدوية .
والحركية الدوائية تستند بشكل كبير على المعادلات الرياضية التحليلية التي تربط مثلا تركيز الدواء في بلازما الدم مع الزمن لإيجاد فترة نصف العمر للدواء ،تحديد مدى ارتباطه ببروتينيات البلازما ،وبالتالي إعطاء فكره عامه عن كيفية إعطاء الدواء ومعلومات عن الجرعة الدوائية والجرعة السامة وتعديل الجرعة أثناء اخذ اكثر من دواء في آن واحد،أو وجود حالات مرضيه مترافقة مع إعطاء الدواء .
والإجابة على السؤال الثاني وهو ماذا يفعل الدواء بالجسم ؟ يقودنا إلى علم ودراسة التأثيرات البيولوجية التي تحدث لجسم الكائن الحي وآلياتها نتيجة أخذ الدواء .
وسوف نوضح آلية التداخلات الدوائية التي تتم من خلال معايير الحركة الدوائية وآلية فعل الدواء بشيء من التفصيل مع ذكر بعض الأمثلة التوضيحية.
الحنيطي , راتب : كتاب التداخلات الدوائية




رد: التداخلات الدوائية – 4

شكرا على الموضوع




رد: التداخلات الدوائية – 4

شكرا عزيزي على اهتمامكم




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الكشف عن المخدرات

الكشف عن المخدرات


الونشريس


ينمو الشعر من منطقة حويصلية الشكل تدعى بصيلة الشعر ، يتراوح قطرها من ( 15120 ) مايكرومتر اعتمادا على موقعها من الجسم ، وتكون بصيلة الشعر محاطة بشبكة من الشعيرات الدموية تقوم بتغذيتها . وأهم مكوّن للشعرة هو بروتين يحتوي على مادة الكبريت يسمى كيراتين ( keratin ) ، المسؤول عن الطول والبناء الليفي للشعرة . يمر نمو الشعر عند كل شخص عبر مراحل ، فالشعر يمر بمرحلة النمو ( anagen phase ) وفيها ينمو الشعر ويزداد طوله بمعدل ثابت ( 1.3 سم كل شهر تقريبا ) ، ولذلك فانه يلزم للشعرة حتى تبزغ أو تظهر من ( 4 – 5 ) أيام ، وهذا يعني أنه لا يمكن الكشف عن المدمن الحديث قبل هذه الفترة لعدم المقدرة على أخذ عينات لفحصها . يعتمد طول الشعرة النهائي على زمن بقاء فترة مرحلة النمو والتي قد تستمر لعدة سنوات كما هو الحال في منطقة الرأس ، وأن هذه الفترة تختلف من فرد لآخر ، ومن منطقة الى منطقة في الجسم . عند انتهاء فترة النمو ، يتباطأ نمو الشعر ويتهيأ بالدخول في المرحلة الانتقالية ( catagen phase ) ومدتها تقدر بثلاث أسابيع ، ثم تأتي مرحلة التوقف عن النمو ( telogen phase ) التي تبقى لثلاث أشهر ، بعدها يبدأ الشعر القديم بالتساقط ويحل محله شعر جديد يمر بالمراحل السابقة . يجب الاشارة الى أنه لا يمر جميع الشعر بهذه المراحل بوقت واحد ، فمعظم الشعر ( 85 % ) يكون في مرحلة النمو ، والبعض الآخر يكون في المرحلة الانتقالية ، والقليل المتبقي يكون في مرحلة التوقف . ان معظم التجانس في النمو نراه في شعر الرأس وبالتحديد في الناصية الخلفية منه .
تنتقل المواد الكيميائية ومخلفاتها بما فيها الأدوية المسموحة وغير المسموحة كالمخدرات الى الشعر عبر الشعبرات الدموية المغذية لبصيلة الشعر التي تمر في مرحلة النمو ، بعدها يدخل الدواء ويمتزج بألياف الكيراتين ، وقد يمتزج بصبغة الميلانين الموجودة في الشعر كعقار فنسايكليدين ( P.C.P ) ، لقد درس الباحثون طرقا مختلفة لعبور الدواء الى انسجة الشعر ، منها مثلا دخوله عن طريق افرازات غدد العرق والغدد الدهنية وغيرها من افرازات الغدد قبل بزوغ الشعر من سطح الجلد وتكوين طبقة كيراتين الشعر . وفيما يرى باحثون آخرون باحتمالية وجود طرق أكثر تعقيدا لدخول الأدوية في أنسجة الشعر وهي في طور نموها ، فلقد وجد بأنه وبالرغم من قصر نصف عمر مادة الكوكائين ، الا انها كانت المادة الرئيسة التي كشف عنها في الشعر بعد تناولها عن طريق الفم ، وفي المقابل نجد أن ناتج استقلاب الكوكائين وهو مادة بنزويل – اكجونين bezoylecgonine حيث وجد بأن تركيزه كان أقل بشكل واضح في أنسجة الشعر بالرغم من تواجد هذا المستقلب في الدم بتراكيز عالية مقارنة بالمادة الأصيلة ( الكوكائين ) ، بينما كانت مادة بنزويل – اكجونين المادة الرئيسة في كل من الدم والبول . لم يحدد تفسير واضح لهذا العبور التفضيلي أو الانتقائي في أنسجة الشعر عبر الشعيرات الدموية ، لكن بات من المؤكد بأن أنسجة الشعر تمثل بيئة ملائمة لثبات الأدوية لفترات طويلة .
وحتى تتم عملية الكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات في أنسجة الشعر يجب أن يكون تركيزها قابل للكشف عنه من قبل الأجهزة الحديثة ، وهو ما يعرف بالمستويات الدنبا للكشف
( The Limits of Detection , L . O . D. )
الجدول التالي يبين أهم <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات التي يمكن الكشف عنها عن طريق أنسجة الشعر والتركيز الأدنى للكشف ( Lowest possible cutoff levels ) .


يتضمن فحص <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات عن طريق الشعر بقص عينة من الشعر من منطقة الرأس وخصوصا من مؤخرة ناصية الرأس بسبب تواجد معظمه في مرحلة النمو ، يتم قص ما يعادل ( 25 ) ملغم ما يقارب ( 60 – 100 ) عددا ، تقص قريبا من جلد الرأس ، وأن الطول المناسب هو ( 4 ) سم وهذا يمثل نهاية مرور ( 90 ) يوما بعد أخذ المخدر ، بمعنى أن الفحص يمكن أن يتم في الفترة الزمنية الواقعة ما بين بزوغ الشعر ونهاية التسعين يوما اعتمادا على عوامل تتعلق بالمخدر وطريقة الفحص وغيرها ، وفي حالة عدم وجود شعر على الرأس يتم اللجوء الى أخذ عينات من مناطق أخرى من الجسم وخصوصا منطقة العانة ، أو أخذ قصاصات من الأظافر لاحتوائها على نفس بروتين الكيراتين المكوّن للشعرة . بعد ذلك تعامل عينة الشعر معاملة دقيقة وطرق مراقبة سليمة للتأكد من وصولها الى المختبر المختص دون تبديل أو تلاعب بها .
يتطلب اجراء فحص عينة الشعر للكشف عن وجود مخدرات طرق مخبرية تبدأ من غسل الشعر للتخلص من الشوائب العالقة من مواد كيميائية والتي يمكن أن تعطي نتائج ايجابية خاطئة ، ويستعمل لهذا الغرض مذيبات عديدة ، مثل غسل الشعر بمادة ثنائي كلور ميثان ( Dichloromethane ) لمدة ( 15 ) دقيقة وعلى درجة حرارة ( 37 ) درجة مئوية . ولأن مثل هذا المذيب لا يستطيع أن يتخلص من بقايا المواد الكيميائية الذائبة في الماء والتي قد تكون دخلت الى الأجزاء الداخلية للشعرة ، فان مختصين يفضلون استخدام مذيبات أكثر ذوبانا في الماء مثل الميثانول أو الماء نفسه أو خليط من الماء والميثانول بنسب محددة ، أو استخدام مذيب عضوي لاذاية المواد الدهنية ومواد كيميائية عالقة وملتصقة على الشعرة ثم يتبعها استخدا مذيب أو مزيج من المذيبات الذوابة في الماء للتخلص من المواد الكيميائية. ثم تخضع عينة الشعر الى عملية التحطيم باستخدام مواد كيميائية أو بطرق انزيمية ليكون المخدر جاهزا لعمليات الاستخلاص والكشف عنه نوعا وكما بواسطة أجهزة مخبرية متطورة في درجة الكشف عن كميات قليلة جدا ، مثل هذه الأجهزة الحديثة أجهزة الفصل الكروماتوغافيا الغازية المتصلة بجهاز مطياف الكتلة ( GC / MS ) .

تمتلك طريقة الكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات بواسطة أنسجة الشعر العديد من الأمور الايجابية الفريدة مقارنة بطرق الفحص التقليدية عن طريق الدم والبول ، والتي يمكن اجمال بعضها بالنقاط التالية :
1 – عينات الشعر لا تحتاج الى متطلبات خاصة للخزن و/ أو النقل .
2 –الدراسات تفيد بثبات الأدوية في أنسجة الشعر وعدم تخربها بحيث يمكن اعادة التحليل من عينة الشعر حتى بعد مرور فترة زمنية على العينة .
3 – امكانية اعادة الفحص والتثبت من النتائج بأخذ عينة أخرى من الشعر بعد مرور فترة طويلة والمتمثلة بآخر ( 90 ) يوما ، الأمر الذي يستحيل عمله لاعادة الفحص عن طريق البول أو الدم لأن بعد مرور يومين أو ثلاثة على الأكثر من تناول المخدر يكون قد طرح من الجسم .
4- تعتبر من الفحوصات المكملة والمدعمة لنتائج الفحوصات الأخرى مثل فحوصات الدم أو البول .
أما سيئات طريقة الفحص بواسطة أنسجة الشعر فتتمثل في عدم الكشف المبكر عن المدمن الحديث لآن أخذ العينة لا يمكن الحصول عليها الا بعد بزوغ الشعر ، وهذا يتطلب وقتا يقدّر بخمسة أيام على الأقل ، كما أنه لا يمكن الكشف عن الشخص غير المدمن والذي أخذ جرعات معدودة وبشكل غير متكرر ، بسبب النمو البطيء للشعرة ودخول كمية قد لا تقاس .
بالرغم من تزايد وتنامي القبول بطريقة تحليل الشعر للكشف عن <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات ، الا أن هناك العديد من المعوقات التي تحتاج الى انتباه وتقييم علمي ، منها :
1 – التلوث الطبيعي الذي يقود الى نتائج ايجابية خاطئة لا تعكس الحقيقة أو وجود مخدر . فالعديد من الأبحاث أشارت الى احتمالية تلوث الشعر بالمواد الكيميائية الموجودة في الطبيعة ، وقد تنتقل بودرة الكوكائين الى شعر أطفال لآباء مدمنون ، عن طريق أصابعهم مثلا ، فلقد كانت بعض فحوصات الشعر إيجابية لبعض أطفال آباء مدمنين . كذلك كانت بعض النتائج ايجابية لبعض أفراد الشرطة الذين يتعاملون بشكل مباشر ومتكرر مع المخدرات.

2 – التباين الواضح في وجود بعض <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات في الشعر الأسود الكثيف مقارنة بالشعر الناعم ذو الألوان الفاتحة . فالدراسات الحديثة التي أجريت على فئران رقطاء بمعنى أن جلدها يحتوي على بقع من الشعر الأسود الداكن وبقع أخرى ذات لون فاتح ، تبين عند حقنها بمادة الكودائين أن تركيزه في الشعر الداكن يعادل حوالي ( 40 ) مرة أكثر من تركيزه في أجزاء الشعر الفاتح ، وهذا ينطبق على الإنسان كما أشارت إليه الدراسات وهو تواجد بعض المواد ( وخصوصا مادة الكوكائين ) في الشعر الداكن أكثر من تواجدها في الشعر الناعم ، وهذا الاختلاف غير موجود عند الفحص عن طريق البول أو الدم .

3 – تأثير مواد التجميل المتعلقة بالشعر على نتائج الفحص المخبري : بعض المدمنون يلجئون الى صبغ شعرهم أو استخدام مواد التشقير محاولة منهم لاخفاء وابطال بعض المواد التي قد تظهر في الشعر ، ولكن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تمنع تدفق المواد الى مكونات الشعرة الداخلية عن طريق الدورة الدموية .
إن مجال فحص الأدوية في تطور واتساع وهذا انعكس بالتأكيد على فحصها عن طريق أنسجة الشعر ، وهناك مؤسسات مختصّة بخلو أماكن العمل من <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات تطلب من أرباب العمل القيام بفحص المتقدمين للعمل والتأكد من سلامتهم من <A href="http://www.4ph.net/vb/showthread.php?t=27430">المخدرات ، حتى بات هذا الأمر أمرا عاديا متعارف عليه ، فالجيش الأمريكي مثلا يقوم بفحص ما يقارب مليون شخص سنويا بين مجندين جدد وقدامى ، وقد تعدى ذلك الى فحص طلاب المدارس بشكل دوري من قبيل الاهتمام والمراقبة والخوف عليهم من الوقوع في السلوك الادماني ، مع تخويفهم من العقوبات المترتبة على ذلك . ولقد أشارت بعض الدراسات أن عمليات الفحص هذه تجرى عن طريق البول بنسبة تقدر ( 80 % ) ، وأن ما نسبته ( 2 % ) من هذه الفحوصات تجرى عن طريق أنسجة الشعر ، والسبب في هذا هو النظرة القانونية للفحص عن طريق الشعر ، حيث أن فحص البول هو المقبول عالميا في المحاكم ، والأمر الآخر هو قلة الأوراق العلمية التي تدعم فحوصات الأدوية عن طريق أنسجة الشعر وتزيل الشكوك عنها.

الصيدلاني راتب الحنيطي
مسئول مخدرات سابق / محلل أدوية/ مختبر الرقابة الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

تاثير المخدرات على الاجنة والاطفال الرضع – 2

تاثير المخدرات على الاجنة والاطفال الرضع – 2


الونشريس

تأثير الأفيون ومشتقاته على الأجنة والأطفال الرضع

من أخطر الموضوعات التي تناولتها البحوث الحديثة موضوع التأثيرات التي تقع على الأجنة لدى الحوامل من النساء مدمنات الأفيونات . وبوجه عام أصبح انتقال هذه التأثيرات من الأم الى الجنين عبر المشيمة من الحقائق المعروفة ، وفيما يلي بعض المعلومات المهمة في هذا الشأن :
1 – يلاحظ أن المرأة التي تدمن على الأفيونات يغلب عليها الإهمال في أحوالها الصحية ، مما يعكس آثارا سيئة على طول فترة الحمل وأثنائها وعلى المولود نفسه . من ذلك زيادة حالات الإجهاض والحاجة الى عملية قيصرية والتعرض للتشنج الحملي وموت الجنين داخل الرحم والنزيف بعد الوضع والإصابة بالتسمم الحملي ، وغيرها كثير .
2 – لما كانت الأفيونات المعروضة في السوق غير مشروعة فانه يقع عليها كثير من الغش وقد تخلط بمواد قد تكون أشد خطرا من الأفيونات نفسها الأمر الذي يلحق بالنساء المدمنات اذى كبيرا ، وقد تتعرض المرأة الحامل الى اثر الجرعات الزائدة كذلك .
3 – تشير كثير من الدراسات الى تأخر في نمو الأجنة عند الحوامل من مدمنات الهيروين .
4 – أشارت بعض البحوث أن الادمان على الهيروين يؤثر سلبا على عمليات الايض داخل جسم الجنين وهي عمليات مهمة تحدث داخل جسم الكائن الحي مسؤولة عن عمليات الهدم والبناء .
5 – لوحظ أيضا من الدراسات أن معدل أوزان اطفال النساء المدمنات على الهيروين أقل من معدل أوزان أطفال النساء غير المدمنات على الهيروين .
6 – يتسبب الإدمان على الأفيونات في ظهور علامات سوء التغذية ، مما يلحق خطرا كبيرا بصحة المرأة والجنين .
7 – لوحظ أن معدل الاصابة بالتشوهات الخلقية تكون أعلى في اطفال النساء المدمنات على الهيروين مفارنة بغير المدمنات .
8 – تحدث ولادة التوائم لدى الأمهات المدمنات على الهيروين أكثر من الأمهات غير المدمنات عليه .
9 – تشير البحوث كذلك الى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال المولودين لأمهات مدمنات للهيروين مقارنة بالأمهات غير المدمنات .
10 – أجريت بعض الدراسات على أشكال ومعدلات النمو لمدة أكثر من سنتين بعد الولادة ، لأطفال مولودين لأمهات مدمنات للهيروين مقارنة بأطفال لأمهات غبر مدمنات ، وتبين أن 80 % من أبناء المدمنات كانوا يعانون من أعراض انسحابية عند ولادتهم وأن حوالي 60 % استمرت لديهم هذه الأعراض ولكن بصورة أقل من الحادة لمدة تراوحت بين ثلاثة وستة شهور . هذا بالاضافة الى وجود اضطرابات أخرى في أطفال المدمنات بنسب متفاوتة مثل النشاط الحركي الزائد وضيق نطاق الانتباه .
11 – يفرز البيثيدين في الحليب بكميات قليلة ووصل أقصى ارتفاع له في احدى الدراسات الى ( 13,. مايكروغرام لكل واحد مل من الحليب بعد ساعتين من اعطاء الأم جرعة بيثيدين في العضل 50 ملغم . الا أنه لا توجد دراسات تبين مدى تأثير البيثيدين على الطفل الرضيع عند اعطاء جرعات متعددة ، وأن الدراسات أكدت بطئ استقلاب البيثيدين من قبل أجسام الأطفال مقارنة بالكبار ، وحتى لو كان ظهور المخدر في حليب الأم قليل فان تراكم الدواء في جسم الطفل بسبب الجرعات المتعاقبة قد يعرض الطفل الى أخذ جرعة عالية .
الصيدلاني راتب الحنيطي




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء الثامن

الدواء وحليب الام – الجزء الثامن


الونشريس

طرح الدواء ( ظهوره ) في حليب الام

ان دراسة طرح الادوية في حليب الام فيها شيء من التعقيد ، لاسباب متعددة منها :
– ارتفاع كلفة البحث ومتطلباته
– احصاء جميع الادوية صعب ويأخذ وقت طويل ، ومن الصعوبة مجاراة الكم الهائل من الادوية التي تطرح في الاسواق بشكل شبه يومي
– صعوبة الحصول على عينات كافية من الحليب ، اضافة الى أن الدواء يجب أن يقاس في يول ودم الرضيع
– الدراسات لا تأخذ عادة بعين الاعتبار التأثيرات الدوائية على سلوك الطفل المستقبلية
– القوانين الانسانية التي تحرم وتمنع اجراء مثل هذه الدراسات وخصوصا على الطفل

الا أنه يتوقع أن تظهر الآدوية في حليب الام ،بعد تناول الام للادوية ، بكميات يمكن قياسها ، ويمكن أن تنقل الى الطفل ويمكن للطفل أن يتأثر بها .
ويتم انتقال الادوية من دم الام الى حليبها عبر الجدران الخلوية للغدد الحليبية للثدي بطرق مختلفة ، أهمها طريقة النفاذية الميسرة (passive diffusion ) ، والتي تعتمد بالدرجة الاولى خصائص الدواء الفيزيائية والكيميائية ، فكلما كان الدواء أكثر ذائبية في الدهون ( بصورته غير المتأينة ) كان عبوره الى الحليب أسهل ، وكلما كان ارتباط الدواء في بروتينات دم الام قليلا كلما كان طرحه كذلك في دم الام اسهل .
ويمكن القول بأن معظم الادوية تعبر الى حليب الام بسهولة في بدايات الرضاعة ، لان الغدد الحليبية صغيرة الحجم ، والمسامات ( الثقوب ) بين الخلايا واسعة ، حتى تتمكن البروتينات وخصوصا المناعية منها بالعبور الى الحليب ، وكذلك الادوية في حال أخذ الام أدوية في هذه الفترة.

على اننا يمكن أن نلخص العوامل التي تؤثر على كمية الدواء في حليب الام ومدى تأثيرها على الطفل ، بما يلي:
1 – غوامل تتعلق بالدواء : فكلما كان الدواء محبا للذوبان في الوسط الدهني ، كلما كان ظهوره في الحليب أسهل، وكلما كانت درجة ارتباطه في بروتينات الام قليلة كلما ظهر في حليبها أكثر ، وكلما كانت فترة بقاءه في دم الام أطول ( نصف عمر الدواء ) كلما ظهر في الحليب أكثر، وبالطبع هناك عوامل أخرى تتعلق بالدواء لم يتم ذكرها لانها تحتاج الى الخوض في مسائل علمية متخصصة أكثر ، قد يجد الكثير من القراء صعوبة فهمها ،وأنا أريد الابتعاد عنها حتى تعم الفائدة للجميع.

2 – عوامل تتعلق بالثدي والحليب: مثل معدل انتاج الثدي من الحليب ، الامراض التي تصيب الثدي ، مكونات الحليب التي تتغير كما ونوعا خلال فترة الرضاعة، تناول أدوية تزيد أو تقلل من انتاج الحليب.

3 – عوامل تتعلق بالام المرضع : استخدام أدوية معينة موصوفة طبيا ، عدد الجرعات اليومية من الدواء ، خصائص الدواء الفيزيائية والكيميائية ، الشكل الصيدلاني للدواء ( شراب ، كبسولات ، أقراص ، … ) ، طريقة اعطاء الدواء ( فم ، عضل ، … ) ، امراض قد تصيب الام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية ، ….

4 – عوامل ترتبط بالطفل الرضيع : سلوك الطفل الارضاعي ، الوقت المتساوي للرضاعة من كلا الثديين، كمية الحليب المستهلكة ، وقت الرضاعة بالنسبة الى أخذ الام للدواء ، انتظام فترات الرضاعة،….




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثامن

موضوع هام مشكورين عليه




رد: الدواء وحليب الام – الجزء الثامن

شكرا جزيلا اخي زامورانو على اهتمامكم




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التداخلات الدوائية – 5

التداخلات الدوائية – 5


الونشريس


أ – التداخلات الدوائية التي تحدث أثناء امتصاص الأدوية عن طريق الجهاز الهضمي .

تعني عملية الامتصاص ( Absorption ) في المفهوم الدوائي العملية التي من خلالها يدخل الدواء إلى الدم من مكان إعطائه ( عن طريق الفم، الشرج، الجلد، العضل ) . وكلمة Absorption مشتقة من اللغة اليونانية ( Ab وتعني بعيد من، و Sorbere تعني شفط ) . وعملية الامتصاص – كأحد معايير الحركة الدوائية – تعتبر من العوامل المهمة في تحديد كمية الدواء التي تصل الى الدم، وأن امتصاص الأدوية يتغير ويختلف باختلاف الموضع المعطى من خلاله الدواء، وأن هناك عوامل مختلفة تؤثر على مدى وسرعة امتصاص الدواء، منها حدوث التداخلات الدوائية التي تبطل أو تزيد أو تقلل من عملية الامتصاص ، أو حتى قد يطول أو يقصر زمن الامتصاص.وقد يكون هذا التغير في الامتصاص ذو قيمة سريريه مهمة . فمثلا ، عندما تكون سرعة التأثير الدوائي مطلوبة ( كما في حالة الرغبة في تخفيف الألم الحاد )فان تأخير امتصاص الدواء نتيجة وجود دواء آخر ، لا يكون مرغوبا .
التداخلات الدوائية التي تتدخل في عملية امتصاص الأدوية عن طريق الجهاز الهضمي تكون بآليات مختلفة ، منها :
1- تغيير درجة حموضة المعدة ( Alteration of pH ).
المعروف بأن معظم الأدوية إما مركبات خفيفة الحموضة ( weak acids ) أو مركبات خفيفة القاعدية( weak bases ) ، وأن درجة حموضة مكونات الجهاز الهضمي قد تؤثر على مدى امتصاص الأدوية ، فمن المعلوم بان الأدوية عندما تكون بشكلها غير المتأين تكون أكثر ذائبية في الوسط الدهني ، وأكثر امتصاصا من شكلها المتاين . فمثلا ، الأدوية الحامضية تكون أكثر امتصاصا من منطقة الجهاز الهضمي العلوي لأن هذه المنطقة تكون درجة الحموضة فيها متدنية ( حامضية ) وبالتالي فان وجود الأدوية الحامضية في هذه المنطقة تكون بشكلها غير المتاين . فإذا أعطي دواء مضاد للحموضة والذي يؤدي إلى رفع قيمة الأس الهيدروجيني (PH ) لمكونات القناة الهضمية ، فان امتصاص الأدوية الحامضية قد تتأخر و/ أو تعطل جزئيا .
مع أن التغير في امتصاص الأدوية الحامضية أو القاعدية يمكن التنبؤ بها على أسس نظرية ، إلا أن التداخلات المهمة سريريا تكون قليلة ، وأن هناك العديد من الأوراق العلمية التي تحدثت عن هذا النوع من التداخلات وخصوصا مع الأدوية التي تخفف أو تمنع إفراز الحامض ، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن هناك عوامل أخرى قد تكون أكثر أهمية من قيمة (pH )لمكونات القناة الهضمية . وفيما يلي بعض الأمثلة على التداخلات الدوائية التي تتعلق بتغيير درجة حموضة مكونات القناة الهضمية :
v دواء أسبرين مع الأدوية المضادة للحموضة ( Aspirin – Antacids ) .
يعتبر دواء أسبرين من الأدوية الحامضية ، ولهذا فانه يتوقع نظريا أن يكون امتصاصه أفضل عن طريق المنطقة العلوية من القناة الهضمية . وأن إعطاء مضادات الحموضة بهدف التقليل من الآثار السلبية للدواء على القناة الهضمية سوف يرفع من قيمة ( pH ) ) ، وبالتالي قلة امتصاص الأسبرين . لكن الدراسات أكدت على أن إعطاء دواء أسبرين مع مضادات الحموضة لا يؤثر على عملية الامتصاص أو حتى يمكن أن يسرعها . ذلك أن دواء كالأسبرين عندما يكون بشكل صيدلاني صلب يؤخذ عن طريق الفم ، لا بد له أن يذوب أولا في العصارة الهضمية قبل حصول عملية الامتصاص ، ولما كان دواء أسبرين من الأدوية الحامضية ، فان ذوبانه يكون أفضل في الوسط القاعدي .
v دواء كيتوكونازول مع مضادات الحموضة . ( ketoconazole – Antacids )
إن الوسط الحامضي مطلوب أثناء أخذ دواء كيتوكونازول عن طريق الفم حتى نحصل على درجة عالية من الانحلال الدوائي Dissolusion )) ، ولهذا فان تخفيف حموضة العصارة الهضمية يقلل من امتصاص الدواء . ولهذا يجب أن تعطى الأدوية المقاومة للحموضة ( مثل صادات مستقبلات الهستامين (H2 ) كدواء سيميتيدين ، رانتيدين، والأدوية المضادة لمادة أستيل كولين ، ……..) بعد ساعتين من أخذ دواء كيتوكونازول .
v الأدوية المغلفة معويا و مضادات الحموضة ( Enteric coated drugs – Antacids ) .
إن بعض الأدوية عندما تؤخذ عن طريق الفم تؤذي المعدة مسببة هيجانا وتخريشا ممكن أن يؤدي الى الاقياء ( vomiting ) ، وللتغلب على هذه المشكلة فان الدواء يغلف أثناء تصنيعه بغلاف لا يذوب في المعدة ( الوسط الحامضي ) وانما يتحلل هذا الغلاف في الوسط القاعدي ( بعيدا عن المعدة ) . فإذا ما أعطي دواء يمنع أو يخفف من إفراز الحامض المعدي أثناء أخذ مثل هذه الأدوية المغلفة معويا ، فان وسط المعدة يصبح مناسبا لتحلل الغلاف مما ينتج عنه تحرر الدواء وإيذاء المعدة . ومن الأمثلة على الأدوية المغلفة معويا هو دواء بايسايكوديل ( bisacodyl ) وهو من الأدوية المسهلة .

2_ التداخلات الدوائية الناتجة عن تكوين مركبات معقدة . (Complexation ) :
بعض الأدوية تتحد مع مركبات أو بعض العناصر وخصوصا الثقيلة منها ، مكونة مركبات معقدة ضعيفة أو عديمة الامتصاص عن طريق القناة الهضمية ، والنتيجة هي عدم الاستفادة من المعالجة ، وللتغلب أو الحد من هذا النوع من التداخلات الدوائية هو جعل فترة زمنية مقبولة بين الدواء المعطى والمركبات الأخرى التي تؤثر على امتصاصه . ومن الأمثلة على هذا النوع من التداخلات هي :
¨ دواء تتراسيكلين و المعادن الثقيلة ( Tetracyclin – heavy metals ) .
عند إعطاء دواء تتراسيكلين بوجود إحدى العناصر الثقيلة ( كالكالسيوم ، الحديد ، الألمنيوم ، . التي يكون مصدرها عادة المواد الغذائية أو المستحضرات الصيدلانية التي تحتوي على فيتامينات ومعادن ، أو مضادات الحموضة المحتوية على هيدروكسيد الألمنيوم والمغنيسيوم ) ، فانها تتحد مع دواء تتراسيكلين منتجة معقدات ضعيفة الامتصاص مسببة انخفاضا واضحا في كمية تتراسيكلين الممتصة . حتى الأدوية المشتقة من دواء تتراسيكلين مثل دواء دوكسي سايكلين ( Doxycycline ) ، و دواء ماينوسايكلين ( Minocycline )، إذا أخذت مع إحدى هذه المعادن فسوف يقل امتصاصها ايضا ولكن بدرجة أقل . كذلك يجب الابتعاد عن أخذ المستحضرات الدوائية طويلة المفعول التي تحتوي على احدى هذه المعادن أثناء المعالجة بدواء تتراسيكلين أو مشتقاته .
¨ دواء كولستيرامين و دواء كولستبول ( Cholestyramine – Colestipol ) .
دواء كولستيرامين و دواء كولستبول عبارة عن مركبات راتنجية ( Resins )، لا تمتص عن طريق الجهاز الهضمي . تقوم بالارتباط بالأدوية الموجودة في القناة الهضمية مانعة أو مقللة من امتصاصها ، ومن بين الأدوية التي يتأثر امتصاصها بوجود دواء كولستيرامين و / أو دواء كولستبول هي : هرمونات الغدة الدرقية ، وارفارين ، جلايكوسيدات القلب (Cardiac glycosides)، ومجموعة أدوية ثيازايد المدرة للبول . كما أن أخذ دواء كولستيرامين لفترة طويلة يقلل من امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل ( vitamin K). وبسبب ارتباط دواء كولستيرامين و دواء كولستبول بالأدوية والملوثات البيئية فانهما يستخدمان في حالات التسمم ببعض الأدوية مثل جلايكوسيدات القلب والمركبات العضوية الهالوجينية .
¨ دواء بنسيلامين والمعادن الثقيلة ( Penicillamine – Metals ).
أملاح الألمنيوم والحديد تكونان مخالب ( chelations) مع دواء بنسيلامين – كما هو الحال مع دواء تتراسيكلين – مما ينتج عن ذلك تقليل كمية الدواء الممتصة . ولذلك يجب أن تكون هناك فترة زمنية تفصل بينهما .
1- التداخلات الدوائية الناتجة عن حدوث عملية الادمصاص ( Adsorption ).
ü الأدوية المقاومة للإسهال والتي تحتوي على خليط من كائولين و بكتين ( kaolin – pectin mixture ).
من المتعارف عليه بأن مادتي كائولين و بكتين لهما القدرة على ادمصاص المركبات السامة التي تسبب الاسهال ، ومن الممكن كذلك أن تقوم بادمصاص بعض الأدوية التي تعطى معها في نفس الوقت ، مما يؤدي إلى قلة توافرها الحيوي وبالتالي فقدان القيمة العلاجية التي من اجلها أعطيت ، ومن هذه الأدوية : دواء لينكومايسين ، تتراسيكلين ، و دواء ديجوكسين .
ü لقد لوحظ أيضا ظاهرة الادمصاص عند أخذ أدوية مضادات الحموضة المحتوية على هيدروكسيد الألمنيوم وماغنيسيوم تراي سيليكيت ( magnesium trisilicte -aluminum hydroxide )، والمتمثلة في قلة امتصاص أدوية مثل : كلوربرومازين ، بسبب ادمصاص الدواء من قبل التركيب الهلامي لهذا النوع من مضادات الحموضة .
2- التداخلات الناتجة عن تغيير حركة الجهاز الهضمي ومعدل تفريغ مكوناته .
( Alteration of motility / Rate of gastric emptying )
من المعروف أن امتصاص معظم الأدوية المتناولة عن طريق الفم يتم من خلال الأمعاء الدقيقة للجهاز الهضمي، وعليه فان معدل تفريغ المعدة لمحتوياتها تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحدد وتتحكم في مدى ومعدل امتصاص الأدوية، ولهذا فإذا كان معدل تفريغ المعدة بطيء لأي سبب من الأسباب فان هذا يعنى أن الدواء يمكث فترة أطول في المعدة مما يؤخر وصوله إلى الأمعاء وبالتالي يؤخر من أو يقلل امتصاصه . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى في حالة كون التفريغ المعدي سريعاً فمن الممكن أن يقلل من امتصاص الأمعاء للدواء عن طريق تقليل وقت التصاق الدواء بجدران الأمعاء المسؤولة عن عملية الامتصاص. على فرض أن حركة الأمعاء الدودية لم تتغير . ويعتبر الدواء والطعام من بين المسببات التي تؤثر على حركة وتفريغ مكونات القناة الهضمية ، والأمثلة التالية تبين بعض التداخلات الدوائية الناتجة عن ذلك :
1) الأدوية التي تزيد حركة الجهاز الهضمي .
المسهلات ( Cathartics ) .
الأدوية المسهلة ، عن طريق زيادتها لحركة الجهاز الهضمي ، يمكن أن تزيد معدل مرور الأدوية المتناولة مع المسهلات عبر الجهاز الهضمي مما ينتج عنه قلة امتصاصها وخصوصا إذا كان الدواء المتناول يمتص ببطئ ويحتاج إلى وقت أطول في الجهاز الهضمي لتكتمل عملية امتصاصه ، أو كأن يكون الدواء له منطقة امتصاص محددة في الجهاز الهضمي . وهذا ينطبق كذلك على الأدوية المغلفة معويا و الأدوية طويلة المفعول .
الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة الأدوية المحركة للجهاز الهضمي ( Gastrokinetics drugs)تزيد من حركة الجهاز الهضمي مثل ميتوكلوبرامايد ( metoclopramide ) مما ينتج عنه عدم انتظام في امتصاص الأدوية المعطاه ، بسبب زيادته معدل التفريغ المعدي ، فلقد لوحظ زيادة معدل امتصاص دواء باراسيتامول ، ودواء تتراسيكلين ، ودواء ليفو-دوبا إذا أخذت مع دواء ميتوكلوبرامايد .
هناك بعض الأدوية التي تزيد من إنتاج الأملاح الصفراوية ( bile acids ) وبالتالي زيادة حركة الأمعاء الدودية ، مما يؤدي إلى تقليل وقت التصاق الأدوية بمكان امتصاصها . من الأدوية التي تزيد إنتاج الأملاح الصفراوية دواء فينوباربيتال الذي بدوره يقلل من امتصاص دواء جريزوفولفين ( griseofulvin ) التي تتم من المنطقة العلوية للجهاز الهضمي .
2 ) الأدوية التي تقلل من حركة الجهاز الهضمي .
الأدوية المضادة للاستيل كولين ( Anticholinergics ).
الأدوية الصادة أو المانعة لمادة استيل كولين تقلل من حركة الجهاز الهضمي ، وعليه فان امتصاص الأدوية التي تؤخذ مع الأدوية التي تقلل من حركة الجهاز الهضمي ، يمكن أن يؤدي إلى :
Ý. تقليل الامتصاص بسبب بطئ الحركة الدودية للجهاز الهضمي و تأخير تفريغ محتويات المعدة والذي بدوره يبطئ انحلال الدواء في العصارة الهضمية ، وقد يسرع هذا التأخر أيضا من عملية الاستقلاب الدوائي .
ب – زيادة الامتصاص بسبب مكوث الدواء في منطقة امتصاصه من الجهاز الهضمي لفترة طويلة.
يعتمد معدل امتصاص بعض الأدوية على سرعة التفريغ المعدي ، فلقد لوحظ تأخرا ملحوظا في امتصاص دواء أسيتومينوفين عند أخذه مع دواء بروبانثيلين ( propantheline ) ، ذلك أن دواء بروبانثيلين يسبب تأخيرا في تفريغ محتويات المعدة إلى الأمعاء ، ولكن هذا التأخير في امتصاص دواء أسيتومينوفين لا يؤثر في النهاية على كميته الممتصة ، وأن مثل هذه التداخلات الدوائية قد لا تكون لها أهمية سريرية عند المرضى الذين يتناولون دواء أسيتومينوفين بشكل اعتيادي ، ولكن عندما تستدعي الحالة أخذ الدواء لإزالة ألم حاد خلال فترة زمنية قصيرة ، فان مثل هذه التداخلات الدوائية تكون لها أهمية سريرية .
5) التداخلات الدوائية الناتجة عن تعطيل أو تقليل فعالية الانزيمات والبكتيريا المستوطنة في الجهاز الهضمي .
حمض الفوليك – دواء فينايتون (folic acid – phenytoin )
حمض الفوليك يوجد عادة في المصادر الغذائية على شكل( polyglutamates ) ضعيف الامتصاص ، وحتى يكون أكثر قابلية للامتصاص فانه يتحول الى شكل ( monoglutamate) عن طريق الانزيم الرابط( conjugate enzyme ) الموجود في الأمعاء .لقد تم تسجيل عدد من حالات فقر الدم الناتجة عن نقص حمض الفوليك لدى عدد من المرضى الذين يأخذون دواء فينايتون ، وكان السبب المقترح لهذه الظاهرة هو أن الأدوية المضادة للصرع تسبب تثبيطا للأنزيم الرابط ، ولكن هذا السبب لم يؤكد بعد حيث يمكن أن تكون هناك آليات أخرى أكثر أهمية تتعلق بنقص حمض الفوليك الناتج عن دواء فينايتون . عند إعطاء جرعات إضافية من حمض الفوليك لتعويض النقص الحاصل لوحظ ازدياد تكرار نوبات الصرع لدى المرضى الأمر الذي قاد الباحثين للأستنتاج بأن حمض الفوليك يزيد من معدل استقلاب دواء فينايتون وبالتالي نقصان تركيزه في الدم . لا زال الجدل قائما حول العلاقة ما بين حمض الفوليك و دواء فينايتون وبقيت الكثير من التساؤلات بحاجة إلى إجابات فيما يتعلق باستخدام الدوائين معا .
الفيتامينات و موانع الحمل الفموية . ( vitamins – oral contraceptves )
العديد من الدراسات أشارت إلى أن استخدام موانع الحمل الفموية يؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات وخصوصا فيتامين حمض الفوليك ، فيتامين ب 12 ، فيتامين ب6 ، وفيتامين ج . ولهذا ينصح إعطاء النساء اللواتي يتناولن موانع الحمل الفموية مستحضرات فيتامينات ومعادن . ولكن الاهتمام انصب على علاقة حمض الفوليك بالانزيم الرابط .

دواء ديجوكسين مع المضادات الحيوية . digoxin – antimicrobials
الكمية من دواء ديجوكسين التي تصل الى الأمعاء السفلية من الجهاز الهضمي تفقد فعاليتها الدوائية حيث يتم استقلاب جزء من الدواء عن طريق بكتيريا الأمعاء . ولهذا فان إعطاء مضادات حيوية واسعة الطيف البكتيري مثل : دواء تتراسايكلين ، ودواء اريثرومايسين يؤدي الى اخلال في البكتيريا وبالتالي نقص معدل استقلاب الدواء ورفع توافره الحيوي .
المضادات الحيوية والأدوية المانعة لتخثر الدم .
فعالية الأدوية الفموية المانعة لتخثر الدم تزيد بوجود مضادات حيوية ، عن طريق تقليل عدد بكتيريا الأمعاء المستوطنة التي تقوم بتصنيع فيتامين ك .
الحنيطي ، راتب : كتاب التداخلات الدوائية




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء والطعام – 6 والاخير

الدواء والطعام – 6 والاخير


الونشريس

تقليل خطورة التداخلات الدوائية
( minimizing the risk of drug interactions )

لقد وضعت مجموعة من الارشادات الموجهة إلى الطواقم الطبية المختلفة لتخفيف ظهور الآثار السيئة الناتجة عن التداخلات الدوائية ، نذكر منها ما يلي :
1- تحديد عوامل الخطورة لدى المريض : وأهم هذه العوامل هي : العمر ، طبيعة المشاكل الصحية لدى المريض ( أمراض الكلى ، الكبد ، . ) ، السلوك الغذائي ، التدخين ، شرب الكحول ، وغيرها .
2- معرفة التاريخ الدوائي : ضرورة المعرفة الدقيقة والشاملة لكل من الأدوية التي تصرف للمريض بوصفة طبية والتي لا تصرف بوصفة طبية . ذلك أن كثيرا من المرضى لا يعيرون اهتماما للأدوية التي يأخذونها بدون وصفة طبية ولا يتذكرونها ، وربما تكون هي السبب في حدوث كثير من التداخلات الدوائية .
3- المعرفة الجيدة للأدوية :معرفة خصائص الدواء والفعل الدوائي الرئيسي والثانوي وخصوصا الأدوية الداخلة في المعالجة والأدوية المتوقع وصفها للمريض ، ضرورية للحد من حدوث التداخلات الدوائية . . أيضا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الأدوية البديلة الأقل تسببا في حدوث التداخلات الدوائية .
4- استخدام أقل عدد ممكن من الأدوية في المعالجة .
5- تثقيف المرضى : ويتمثل ذلك في إعطاء الإرشادات الوافية حول الاستخدام الصحيح للأدوية ، وكذلك معلومات عن الأدوية الداخلة في المعالجة . والطلب من المرضى تسجيل أي أثر سلبي أو أثر غير متوقع للدواء .
6- المراقبة الدورية لنظام المعالجة : ليست فقط من أجل تسجيل حدوث التداخلات الدوائية بل أيضا ملاحظة أي أثر سلبي للدواء قد يظهر على المريض ، ووضع الحلول المناسبة لتفاديها أو الحد منها. وأن أي تغير قد يظهر على سلوك المريض يجب أن يفسر على أنه ناتج عن الآثار الجانبية للأدوية مالم يثبت العكس .
7- نظام المعالجة الفردية : من المعروف بأن مدى الاستجابة الدوائية يختلف من شخص إلى آخر . اعتمادا على عدة عوامل أهمها العامل الوراثي . وأن نظاما علاجيا لمريض قد لا يناسب مريضا آخر لنفس الحالة . وعليه فان الأولوية لوضع نظام معالجة للمريض يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حاجة المريض ومدى استجابته السريرية للدواء .
الحنيطي،راتب : كتاب التداخلات الدوائية الغذائية




رد: الدواء والطعام – 6 والاخير

موضوع رائع نتمنى المزيد من هدا الابداع وفقك الله وجعل سعيك مشكور ماجورا




رد: الدواء والطعام – 6 والاخير

سلسلة رائعة من المعلومات و الارشادات..

نسأل الله أن يحفظك و يوفقك لما يحبه و يرضاه و أن يزيدك علمًا و تبصرةً بالحق..




رد: الدواء والطعام – 6 والاخير

يبارك فيكم اخواني الاعزاء




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

التدخين والتداخلات الدوائية

التدخين والتداخلات الدوائية


الونشريس

تأثير التدخين على معايير الحركة الدوائية السريرية

(Effects of cigarette smoking on pharmacokinetic parameters)


المقصود بالمفهوم الصيدلاني معايير الحركة الدوائية هي تلك العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم على الدواء أثناء أخذه ، وهي أربع عمليات أساسية : امتصاص الجسم للدواء من منطقة اعطائه ، وتوزيعه على أنسجة الجسم ، واجراء عمليات الاستقلاب المختلفة على الدواء – والتي تحدث بشكل أساسي في الكبد – تمهيدا لطرحه من الجسم ، وأخيرا ابعاد الدواء من الجسم عن طريق طرحه ، حيث يكون للكلى الدور الرئيسي في عملية طرح الدواء ومخلفاته من الجسم .


وهذه العمليات الحيوية هي التي تحدد زمن بقاء الدواء في الجسم ، وأن أي تأثير على هذه العوامل يؤدي الى خلل في زمن بقاء الدواء في الجسم سلبا أو ايجابا ، والأمر يصبح أكثر خطورة عند الحديث عن أدوية تتأثر فعاليتها الدوائية بأي نقصان أو زيادة في تركيزها في الدم ، ومثل هذه الأدوية يطلق عليها الأدوية ذات النوافذ العلاجية الضيقة ( Narrow therapeutic window ) مثل دواء ثيوفيلين ( theophylline ) ، وداء ديجوكسين ( digoxin ) ودواء فينايتون ( phenytoin ) وغيرها .

فاذا نقص معدل الاستقلاب مثلا ، يحدث تراكم للدواء في الجسم وتظهر الأعراض السامة على المريض بسرعة ويلزم تخفيض الجرعة، أو أن يزيد معدل طرحها فان فعاليتها تقل ويلزم زيادة الجرعة ، هذه التأثيرلت قد يكون مصدرها تغير فسيولوجي كما هو الحال في بعض الأمراض وخصوصا تلك التي تصيب الكلى والكبد ، أو أخذ أكثر من دواء في وقت متزامن يؤدي الى أن يتأثير كل منهما على الآخر ، أو قد تتأثر المعايير الحركية للدواء عن طريق وجود الطعام ، وغيرها من عوامل أخرى .


يؤثر التدخين على معايير الحركية الدوائية لزيادة عدد المدخنين ولما يحتويه على أكثر من ( 4 ) آلاف مركب ، وخصوصا المركبات الهيدروكربونية العطرية متعددة الحلقات ( Polyaromatic hydrocarbons ) والتي تنتج من الاحتراق غير المكتمل أثناء عملية التدخين مثل مركب بنزوبايرين ( 3, 4- benzopyrene ) ومركب بنزوفلورين ( 3,4- benzofluorene ) ومركب أنثراسين ( anthracine ) ،وفلورانثين ( fluoranthene ) ، ومركب بايرين ( pyrene ) ومركب كرايزين ( chrysene ) .

هذه المركبات وجد بأنها تشجع فعالية الأنزيمات الاستقلابية ، ولقد لوحظ بأن النيكوتين يشجع استقلاب نفسه ، من خلال دراسات أجريت على أشخاص مدخنين وغير مدخنين ، حيث خلصت الدراسات الى قصر فترة نصف عمر النيكوتين في الأشخاص المدخنين مقارنة بغير المدخنين .


ولكن بالرغم من هذه النتائج يبقى النيكوتين محفّزا ضعيفا مقارنة بالمركبات الهيدروكربونية العطرية سالفة الذكر والتي تعتبر محفزا قويا وتبقى في أنسجة الجسم لفترة زمنية طويلة بسبب ما تملكه من درجة عالية من الذوبان في الدهون .


ليست جميع مكونات التبغ محفّزة للانزيمات المسؤولة عن استقلاب المواد الكيميائية ومنها الأدوية ، لكن في الحقيقة فان بعضا من هذه المكونات يثبط نشاط الانزيمات ، ولكن التأثير الغالب للتدخين هو التحفيز الانزيمي والذي ينتج عنه زيادة في معدل الاستقلاب الدوائي .


بعض الدراسات أشارت الى أن التدخين يزيد من معدل استقلاب الأدوية التالية

( imipramine, mepromate, oestrogens, pentazocine, phenylbutazone, theophylline and warfarine )


وقد يعاكس النيكوتين فعل أدوية مثل مدرات البول ، كدواء فيوروسيمايد ( furosemide ) بسبب قدرة النيكوتين على زيادة افراز هرمون المضاد للتبول ( antidiuretic hormone, ADH ) ، لكن وجد عند المدخنين لفترات طويلة أن هذا الأثر ضعيف ، ربما بسبب تكيّف الجسم مع مادة النيكوتين وما يتبعه من زيادة افراز هرمون المضاد للتبول .


أشارت بعض دراسات الى أن التدخين يقلل من امتصاص الانسولين ( insulin ) والذي يعطى عن طريق الجلد ، وأن المدخنين المصابون بالسكري يحتاجون الى زيادة في جرعة الانسولين ما بين ( 15 – 20 ) % مقارنة بغير المدخنين ، في حين أن دراسات أخرى لم تكشف عن تأثير ملحوظ .


هناك علاقة ما بين التدخين وقلة تحمل الألم ( pain tolerance ) ، وهذا يتطلب زيادة جرعات المسكنات مثل المورفين، البيثيدين، ودواء بروبوكسيفين (dextropropoxyphene ) ، وقد يكون أحد العوامل في زيادة الجرعات هو دور التبغ في التسريع الاستقلابي لمثل هذه الدوية . وهناك دراسات حول هذا الموضوع تجرى قد تغير من هذه الحقائق أو تزيد ، وخصوصا الى أن مثل هذه الدراسات أجريت على أدوية محدودة وعلى عدد محدود من المرضى ، وعلى الباحث المهتم أن يتابع مثل هذه الأوراق العلمية المتجددة .


تاثير التدخين على آلية فعل الأدوية عن طريق احداث خلل فسيولوجي (Effect of cigarette smoking on clinical pharmacodynamics)

كما هو الحال في تأثير التدخين على الحركة الدوائية من شح في الأوراق العلمية ، نجد أيضا شحا في الدراسات المتعلقة بتأثير التدخين على فسيولوجيا أعضاء الجسم المختلفة وعلاقتها بالتاثير الدوائي على ذلك العضو ، والأمر بحاجة الى مزيد من الدراسات التي تبحث في هذا الأمر ، على أننا نقدم للقاريء الكريم بعض ما وقع تحت ايدينا حول هذا الموضوع .


– الجهاز القلبي الوعائي ( Cardiovascular system )


التدخين كما أشرنا له علاقة بتنبيه الجهاز العصبي الودي والذي يؤدي الى رفع ضغط الدم ( رفع التوتر الشرياني ) من ( 5 – 10 ) ملم زئبقي ، وزيادة في معدل ضربات القلب ( 10 – 20 ضربة / دقيقة ) ، وبالتالي زيادة في نتاج القلب . هذه التغيرات تعزى الى تأثير النيكوتين ، ذلك أن اعطائه لعدد من المتطوعين الأصحاء بالحقن الوريدي البطيء وبكميات محسوبة اعتمادا على وزن الجسم ولفترة زمنية محسوبة أيضا أدى الى ملاحظة هذه التغيرات .


ويساعد النيكوتين على زيادة تركيز الهرمون المضاد للتبول ( vassopresine , ADH ) ، الذي يقوم يقو م برفع التوتر الشرياني لتأثيرة القابض للأوردة الدموية ، ولكن هذه العلاقة بحاجة الى المزيد من الدراسة والبحث . كما أن النيكوتين يعمل على تحرر مادة نور-أدرينالين ومادة أدرينالين والنتيجة هي رفع ضغط الدم كما أشرنا الى ذلك من قبل .


النقطة المهمة في هذا الموضوع أن الدراسات لم تول اهتماما بفاعلية الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم وربطها بعادة التدخين وعلى الدراسات المستقبلية أن تبحث في الجرعات الثابتة التي تسيطر على ارتفاع ضغط الدم بوجود التدخين واذا كان هناك تعديل في الجرعات عليها أن تجد السبب الحقيقي ، كأن يكون للتدخين دور في تسريع استقلاب مثل هذه الأدوية وبالتالي رفع الجرعة ، أو معاكسة فعاليتها عن طريق رفع تركيز بعض المواد الأصيلة في الجسم عن طريق التدخين والتي لها دور في رفع ضغط الدم ، وهنا يلزم تقليل الجرعة ، الخ .


قد يعاني بعض أمراض القلب وخصوصا ارتفلع ضغط الدم من ارتفاع دهون الدم ، والذي يشكل صعوبة في اختيار أدوية ضغط مثل صادات مستقبلات بيتا ( beta – blockers ) وبعض مدرات البول مثل مجموعة ( thiazides ) ، لأن مثل هذه المجموعات ترفع من دهون الدم .


اضافة الى دور التدخين في التأثير السلبي على فسيولوجيا دهون الجسم وينصح بوقف التدخين أثناء المعالجة ، ولقد وجد بان هناك ارتفاع في كوليسترول الدم بعد اعطاء جرعات من النيكوتين للقردة عن طريق الفم ولمدة ( 24 ) شهرا ، وانخفاضا في بروتينات الدهن قليلة الكثافة ( low density lipoprotein , LDL ) ، المهم في تقليل تزكيز الكوليسترول في الدم .


وبناء على زيادة مخاطر تصلب الشرايين الذي يسببه التدخين فلا بد من تعديل جرعات الأدوية الخافضة لدهون الجسم ، وخصوصا تلك التي تستقلب عن طريق الكبد واجراء دراسات عليها.

– الهرمونات .

يعمل التدخين على رفع تركيز الأدرينالين والكورتيزول في الدم مما يزيد من مستوى السكر في الدم ، وهذا يؤدي الى صعوبة السيطرة على نسبة سكر الدم في مرضى السكري الذين بأخذون الانسولين أو أقراص خافضات السكر الفموية .


ومن جهة أخرى فان تركيز الانسولين يتأثر بشكل مباشر بالتدخين ، حيث لوحظ عند اعطاء الفئران ( 12 ملغم ) نيكوتين بأن تركيز الانسولين يقل بشكل ملحوظ ويكون واضحا بعد الاسبوع من اعطاء الانسولين ، هذه النتائج تتعدى السيطرة على السكري الى حقيقة وهي أن قلة الانسولين في الدم تزيد من مستوى الدهون في الدم فتزيد خطورة الاصابة بتصلب الشرايين ، وعلاوة على هذا ، فان قلة مستوى الانسولين في الدم تؤدي الى ايجاد النفور ( aversion ) والعزوف عن الأطعمة حلوة المذاق ، مثلما أن ارتفاع مستوى الانسولين في الدم يؤدي الى ولع بالمأكولات حلوة المذاق وهذا قد يؤدي الى تأثير سلبي في السيطرة على وزن الجسم .


تاثير التدخين على الشهية تجاه الطعام .


من الملاحظ بأن المدخنين تقل أوزانهم عن غير المدخنين لنفس العمر ، وأن المدخن المزمن يزيد وزنه عند اقلاعه عن التدخين .


ان قلة مستوى انسولين الدم الناتج عن التدخين لا يسبب فقط عزوف النفس عن الأطعمة حلوة المذاق ، بل أيضا زيادة العمليات الأيضية ( الهدم ) ( mtabolism ) وما يتبعها من استهلاك الطاقة ، وهذا ما يظهر فعلا على المدخنين وينعكس عليهم سلبا بقلة الوزن .


ولهذا فان الأدوية الكابحة للشهية والمستخدمة بغرض تقليل الوزن يمكن أن تجد لها مؤازرا ومعينا على فعلها لدى المدخنين . ان ايقاف التدخين يساعد على زيادة الوزن ، في حين أنه لا يمكن أن تكون هناك اسباب تدعو الى استمرار التدخين بقصد تخفيف الوزن الزائد.


– تأثير التدخين على مركبات البروستاجلاندين ( prostaglandins )


مركبات البروستاجلاندين عبارة عن مركبات أصيلة متعددة في الجسم مشتقة من أحماض أمينيةغير مشبعة تحتوي على (20 ) ذرة كربون من ضمنها حلقة خماسية ، وأن لها تأثيرات دوائية متعددة تحدثها في الجسم ، ويمكن لأي نسيج في الجسم أن يصنع مثل هذه المركبات تحت تأثير المنبهات ( stimuli ) ، ولقد وجد بأن تثبيط تصنيعها هو الأساس في عمل الأدوية المضادة للروماتيزم في تخفيف الألم ، مثل دواء اسبرين وباقي الأدوية التي تنتمي الى مجموعة الأدوية غير الستروئيدية المضادة للالتهابات الرماتيزية ( non – steroidal anti – inflammatory drugs , NSAID ) .


لوحظ بان التدخين له تأثير سلبي على تصنيع هذه المركبات في الجسم ، حيث أشارت بعض الدراسات بأن التدخين يقلل من كمياتها في الجسم ،وعلى ضوء مثل هذه النتائج فان تساؤلات تظهر تتعلق باستخدام الأدوية المضادة للروماتيزم ( anti- inflammatory drugs ) والتي تخفف الآلام عن طريق تثبيط مركبات البروستاجلاندين ، ويجب أن تكون هناك دراسات مستقبلية تحدد علاقة تأثير التدخين وهذه الأدوية .


التدخين والأدوية النفسية :


يمتاز النيكوتين بأنه مادة نفسية سهلة العبور عبر الحاجز الدموي الدماغي ( blood – brain barrier,BBB) والوصول الى الدماغ ، وله علاقة بتأثيرات مهدئة ومرخي انتقائي للعضلات الهيكلية ( skeletal muscle ) ، وهذا قد يؤثر على الفعل الدوائي للأدوية المهدئة أو المرخية للعضلات الموصوفة للشخص المدخن أو مع علكة النيكوتين المستخدمة للتوقف عن التدخين ، ولحد الآن لا توجد دراسات كافية تجيب عن التساؤلات المتعلقة بهذا الموضوع .


ان التغيرات في معايير الحركة الدوائية التي يحدثها التدخين لم تمتد ولم تواكب الكم الهائل من الأدوية المستخدمة سريريا ، وأن عدد الأدوية التي أجريت عليها الدراسات التي تبين تأثير التدخين على حركتها الدوائية في الجسم قليلة جدا .


الأمر الذي أوجد تساؤلات عديدة بدون اجابات ، وخصوصا تلك الأدوية التي تمتاز بنوافذ علاجية ضيقة ( narrow therapeutic window ) مثل دواء ديجوكسين ( digoxin ) ، ليثيوم ( lithium ) ، و دواء بروكين أمايد ( procainamide ) . يجب أن يكون الاهتمام منصبا على نصيحة المريض بترك عادة التدخين لتقليل تأثيرات التدخين على فعالية الأدوية .

المصدر : الحنيطي،راتب : كتاب حقيقة التدخين




التصنيفات
طب الصيدلة Pharmaco

الدواء وحليب الام – الجزء التاسع

الدواء وحليب الام – الجزء التاسع


الونشريس

توزيع الدواء في حليب الام وتعرض الطفل له:

– يوجد دراسات مستفيضة في هذا المجال أجريت على الماعز والابقار، اضافة الى الدراسات على الانسان والتي كانت محدودة لامهات كن يأخذن الدواء تحت اشراف طبي ، ومثل هذه الحالات كانت تجرى الدراسات عليها فقط ، بسبب القوانين التي تمنع اجراء مثل هذه الدراسات على الام ورضيعها.

– يتم قياس تركيز كمية الدواء في حليب الام ( m ) M: milk، ويتم قياس كميته في بلازما الام ( p ) p: Plasma . وتحسب نسبة ( m/p ) ، فاذا كانت قبمتا تقترب من الواحد صحيح ، نقول بأن الدواء يتوزع بشكل متساوي في دم وحليب الام ، وأكثر من واحد صحيح يكون تركيز الدواء في الحليب أكثر من تركيزه في دم الام ، وأقل من واحد صحيح يكون تركيز الدواء في الدم أكثر منه في الحليب.

– ان تعيين نسبة ( m / p ) تعتبر من احدى المرتكزات المهمة لاخذ فكرة عن مدى توزيع الدواء في حليب الام وبالتالي تقدير كمية الدواء التي سوف تصل الى الطفل.

– انطلاقا من الصورة العامة حول توزيع الدواء في حليب الام فان هناك جملة من التوصيات والارشادات والتوجيهات التي يمكن ان تتضح فيما يتعلق باستخدام الادوية أثناء فترة الرضاعة الطبيعية ،

وهي :

1- يجب عدم صرف أو اعطاء الدواء للأم المرضع الا ذا كان الدواء لازماً، وان اعطاءه يكون بعد معاينة درجة الخطر والفائدة بالنسبة للأم والطفل .

2- الأدوية المعروفة بخطورتها لدى الكبار يجب عدم اعطائها للأم المرضع، واذا كان لابد من اعطاء الدواء، فيجب وقف الرضاعة .

3- في حالة المعالجة لوقت قصير، أو استخدام دواء لجرعة واحدة فقط، ينصح بوقف الرضاعة لحين انتهاء فترة المعالجة، أو اختفاء الدواء من الجسم، ويستخرج الحليب يدوياً للمحافظة على انتاج الحليب ( وهذا الحليب لا يعطى للطفل بسبب احتوائه على الدواء ) .

4- يجب أن يكون اختيار المعالجة يضمن وصول أقل كمية من الدواء الى الطفل، وذلك عن طريق :

أ – تجنب الرضاعة في الوقت الذي يكون تركيز الدواء في جسم الأم عالياً، وهذا يكون عادة من (1/2 – 2 ) ساعة بعد أخذ الأم للجرعة الفموية، ولهذا يفضل أخذ الدواء المعطى للأم بعد الرضاعة مباشرة، لأن هذا سوف ينتج عنه نزول الدواء الى أدنى مستوى عند وقت الرضعة اللاحقة.

ب- الابتعاد عن اعطاء الأم المرضع الأدوية ذات المفعول الطويل، والاستعاضة عنها بذات النصف العمري القصير .

جـ- انتقاء طرق العلاج المناسبة اثناء فترة الرضاعة الطبيعية، فمثلاً اعطاء موسعات القصبات الهوائية بشكل خلالات هوائية عن طريق الرئتين أفضل من اعطاءها عن طريق الفم . واعطاء أقل الجرعات (جرعة كل 12 ساعة، أفضل من جرعة كل 6 ساعات).

د – مراقبة الطفل لأي تغيرات تطرأ عليه مثل عدم الانتظام في أخذ الرضعات، قلة النوم، الهيجان العصبي، …….. الخ .