التصنيفات
شخصيات إسلامية

****

*** الذي أطعمه الله وسقاه أبو أمامة الباهلي ***


الونشريس

بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
الذي أطعمه الله وسقاه أبو أمامة الباهلي
إنه أبو أمامة الباهلي صدى بن عجلان -رضي الله عنه-، وعندما أسلم، وبعثه رسول الله ( إلى قومه باهلة يدعوهم إلى الله عز وجل، ويعرض عليهم شرائع الإسلام، فلما جاءهم قالوا له: سمعنا أنك صبوت (أسلمت) إلى هذا الرجل الذي يدعى محمدًا، فقال أبو أمامة لهم: لا ولكن آمنت بالله ورسوله، وقد أرسلني رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأعرض عليكم الإسلام، ثم أخذ أبو أمامة يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ولكنهم أصروا على الشرك وعبادة الأوثان.
فلما أطال الحديث معهم، ويئس منهم، قال لهم: ويحكم، ايتوني بشربة ماء، فإني شديد العطش وكان عليه عمامة، فقالوا له: لا، ولكن ندعك تموت عطشًا، فحزن أبو أمامة وضرب رأسه في عمامته ونام، وكان الحر شديدًا، فأتاه آت في منامه حسن المنظر بإناء فيه شراب، لم ير الناس أجمل منه لونًا وطعمًا، فأخذه منه، وشرب حتى ارتوى.
فلما شبع من الشراب، استيقظ من نومه، فلما رآه القوم قد استيقظ قال رجل منهم: يا قوم أتاكم رجل من سراة القوم فلم تتحفوه (أي تعطوه ما يريد)، فأتوني بلبن، فقال له أبو أمامة: لا حاجة لي به، إن الله أطعمني وسقاني، ثم أظهر لهم بطنه، فلما رأوا بطنه مملوءة، وليس به عطش ولا جوع قالوا له: ماذا حدث يا أبا أمامة، فحكى لهم ما رآه في منامه فأسلموا جميعًا.
وقال أبو أمامة بعد تلك الشربة: فوالله ما عطشت، ولا عرفت عطشًا بعد تيك (تلك) الشربة) [الطبراني والحاكم والبيهقي].
وكان -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، وفي يوم بدر أراد أن يخرج مع رسول الله (، فقال له خاله أبو بردة بن نيار: ابق مع أمك العجوز؛ لتقض حاجتها، فقال له أبو أمامة: بل ابق أنت مع أختك. وظل كل منهما يريد أن يخرج مع الرسول ( للجهاد، فاحتكما إلى رسول الله ( في ذلك، فأمر رسول الله ( أبا أمامة أن يبقى مع أمه.
وظل -رضي الله عنه- ملازمًا النبي ( في جميع غزواته لا يتخلف عن غزوة ، ولا يتقاعس عن جهاد. وشارك -رضي الله عنه- في جميع الحروب مع خلفاء الرسول (.
وتوفي أبو أمامة الباهلي بحمص في الشام سنة (81هـ)، وقيل سنة (86هـ)، وكان عمره (91) سنة، وقيل: إنه آخر من مات بالشام من صحابة رسول الله (.
و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته




رد: *** الذي أطعمه الله وسقاه أبو أمامة الباهلي ***

شكر لك على الموضوع القيم جزاك الله الف خير وبارك لك وفيك




رد: *** الذي أطعمه الله وسقاه أبو أمامة الباهلي ***

العفو أخي نورت الموضوع بمرورك




التصنيفات
شخصيات إسلامية

من اقوال الفاروق

من اقوال الفاروق


الونشريس

من أقوال الفاروق عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

-البخل عار ، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلدته، والعجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة،والور ع جنة.

-نعم القرين الرضا، والعلم وراثة كريمة، والآداب حلل مجددة، والفكر مرآة صافية.

-صدر العاقل صندوق سره، والبشاشة حبل المودة، والاحتمال قبر العيوب.

-إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

-لا يترك الناس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم، إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه.

-عجبت للبخيل ، يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .
وعجبت للمتكبر الذي كن بالأمس نطفة، ويكون غدا جيفة.
وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله.
وعجبت لمن نسي الموت ، وهو يرى الموتى.
وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.

-الحدة ضرب من الجنون، فإن صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم.

-فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها

لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم ، وإعتزل عدوك ، وإحذر صديقك إلا الأمين
،ولا أمين إلا من خشي ربه ، وتخشع عند القبور ، وذل عند الطاعة ، واستعصم
عند المعصية ، واستشر الذين يخشون الله .
إن الدين ليس بالطنطنة من آخر الليل ، ولكن الدين الورع ..
– لا تنظروا إلى صيام أحد ولا الى صلاته ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث .. والى أمانته إذا ائتمن ، وورعه إذا أشفى .

– إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك .
– من كثر ضحكه قلت هيبته …. ومن مزح استخف به …. ومن أكثر من شيء عرف به .
– ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه …. ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه .

– أحب الناس إلي ،.. من رفع إلى عيوبي ..
– رأس التواضع : أن تبدأ بالسلام على من لقيته من المسلمين ..
– وأن ترضى بالدون من المجلس ، وأن تكره أن تذكر بالبر والتقوى .

أجرأ الناس ، من جاد على من لا يرجو ثوابه … وأحلم الناس ، من عفا بعد
القدرة …. وأبخل الناس ، الذي يبخل بالسلام …. وأعجز الناس , الذي
يعجز عن دعاء الله .
– ليس خيركم من عمل للآخره وترك الدنيا ، أوعمل
للدنيا وترك الآخره ، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ، وإنما الحرج فى
الرغبه فيما تجاوز قدر الحاجه وزاد على حد الكفايه.
– نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة بغير الله أذلنا الله
– إن من صلاح توبتك ، أن تعرف ذنبك …. وإن من صلاح عملك ، أن ترفض عجبك …. وإن من صلاح شكرك ، أن تعرف تقصيرك .

لا تكلم فيما لا يعنيك ، واعرف عدوك ، وأحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين
إلا من يخشى الله ، ولا تمشي مع الفاجر ، فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على
سرّك ، ولا تشاور في أمرك إلا اللذين يخشون الله عز وجل .
– إن لله
عباداً ، يميتون الباطل بهجره ، ويحيون الحق بذكره ، رغبوا فرغبوا ،
ورهبوا فرهبوا ، خافوا فلا يأمنون ، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا
فخلطوا بما لم يزايلوا ، أخلصهم الخوف ، فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم ،
لما يبقى لهم . الحياة عليهم نعمة ، والموت لهم كرامة
– لا تتركوا أحداً من الكفار يستخدم أحداً من المسلمين .
– لا خير في قوم ليسوا بناصحين ، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين .
رحمك الله يا من اعز الاسلام بك … رحمك الله ايها الفاروق … رحمك الله يا من اكرمه الله بفتح المسجد الاقصى …
.

اللهم ارحم الخلفاء الراشدين، واجمعنا بهم على حوض نبيك صلى الله عليه وسلم.




رد: من اقوال الفاروق

اللهم ارحم الخلفاء الراشدين، واجمعنا بهم على حوض نبيك صلى الله عليه وسلم.
بوركت اختي على الموضوع المميز . اسأل الله ان يوفقك .




رد: من اقوال الفاروق

اللهم امين يا رب العالمين
جزيل الشكر لك على المرور حبيبتي




التصنيفات
شخصيات إسلامية

زكرياء عليه السلام

زكرياء عليه السلام


الونشريس

نبذة:

عبد صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف، كفل مريم العذراء، دعا الله أن يرزقه ذرية صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار.

سيرته:

امرأة عمران:

في ذلك العصر القديم.. كان هناك نبي.. وعالم عظيم يصلي بالناس.. كان اسم النبي زكريا عليه السلام.. أما العالم العظيم الذي اختاره الله للصلاة بالناس، فكان اسمه عمران عليه السلام.

وكان لعمران زوجته لا تلد.. وذات يوم رأت طائرا يطعم ابنه الطفل في فمه ويسقيه.. ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد.. وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد.. ورفعت يديها وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل..

واستجابت لها رحمة الله فأحست ذات يوم أنها حامل.. وملأها الفرح والشكر لله فنذرت ما في بطنها محررا لله.. كان معنى هذا أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته.. يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته.

ولادة مريم:

وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا، وفوجئت الأم! كانت تريد ولدا ليكون في خدمة المسجد والعبادة، فلما جاء المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى.

سمع الله سبحانه وتعالى دعاء زوجة عمران، والله يسمع ما نقوله، وما نهمس به لأنفسنا، وما نتمنى أن نقوله ولا نفعله.. يسمع الله هذا كله ويعرفه.. سمع الله زوجة عمران وهي تخبره أنها قد وضعت بنتا، والله أعلم بما وضعت، الله.. هو وحده الذي يختار نوع المولود فيخلقه ذكرا أو يخلقه أنثى.. سمع الله زوجة عمران تسأله أن يحفظ هذه الفتاة التي سمتها مريم، وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم.

ويروي الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

كفالة زكريا لمريم:

أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر.. كان عمران قد مات قبل ولادة مريم.. وأراد علماء ذلك الزمان وشيوخه أن يربوا مريم.. كل واحد يتسابق لنيل هذا الشرف.. أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم وإمامهم فيها.

قال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها.. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها.

وقال العلماء والشيوخ: ولماذا لا يكفلها أحدنا..؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه.

ثم اتفقوا على إجراء قرعة. أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم، ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله، وأجريت القرعة.. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها، وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا..

قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.

قال العلماء والشيوخ: لا.. القرعة ثلاث مرات.

وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي، وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب.

وألقوا أقلامهم في النهر، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا.. سار وحده ضد التيار.. وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا في النهر.. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم. وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا. وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها.. وبدأ زكريا يخدم مريم، ويربيها ويكرمها حتى كبرت..

كان لها مكان خاص تعيش فيه في المسجد.. كان لها محراب تتعبد فيه.. وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا.. يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة.. والذكر والشكر والحب لله..

وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب.. وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش.. يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء.. ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف.

ويسألها زكريا من أين جاءها هذا الرزق..؟

فتجيب مريم: إنه من عند الله..

وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة.

دعاء زكريا ربه:

كان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه، واشتعل رأسه بالشعر الأبيض، وأحس أنه لن يعيش طويلا.. وكانت زوجته وهي خالة مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في حياتها لأنها عاقر.. وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه ويصير نبيا ويستطيع أن يهدي قومه ويدعوهم إلى كتاب الله ومغفرته.. وكان زكريا لا يقول أفكاره هذه لأحد.. حتى لزوجته.. ولكن الله تعالى كان يعرفها قبل أن تقال.. ودخل زكريا ذلك الصباح على مريم في المحراب.. فوجد عندها فاكهة ليس هذا أوانها.

سألها زكريا: (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا)؟!

مريم: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).

قال زكريا في نفسه: سبحان الله.. قادر على كل شيء.. وغرس الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية.. فدعا ربه.

سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة والفضل والعلم.. وكان زكريا خائفا أن يضل القوم من بعده ولم يبعث فيهم نبي.. فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له. فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).

فوجئ زكريا بهذه البشرى.. أن يكون له ولد لا شبيه له أو مثيل من قبل.. أحس زكريا من فرط الفرح باضطراب.. تسائل من موضع الدهشة: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) أدهشه أن ينجب وهو عجوز وامرأته لا تلد..

(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا) أفهمته الملائكة أن هذه مشيئة الله وليس أمام مشيئة الله إلا النفاذ.. وليس هناك شيء يصعب على الله سبحانه وتعالى.. كل شيء يريده يأمره بالوجود فيوجد.. وقد خلق الله زكريا نفسه من قبل ولم يكن له وجود.. وكل شيء يخلقه الله تعالى بمجرد المشيئة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

امتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحمده وتمجيده.. وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة. فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق.. سيجد نفسه غير قادر على الكلام.. سيكون صحيح المزاج غير معتل.. إذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت.. وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة.. وأن يسبح الله كثيرا في الصباح والمساء..

وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه مليء بالشكر.. وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق.. وعرف أن معجزة الله قد تحققت.. فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في الفجر والعشاء.. وراح هو يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي..

ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته.

ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام. لكن ورايات كثير -ضعيفة- أوردت قتله على يد جنود الملك الذي قتل يحيى من قبل.
أمين العلم :منقول




رد: زكرياء عليه السلام

شكرا على الموضوع المميز ….بارك الله فيك




رد: زكرياء عليه السلام

شكرا على المرور الكريم .




رد: زكرياء عليه السلام

يا لها من قصة رائعة و معبرة

كل قصص الانبياء هكذا

جزاك الله خيرا اخي و جعلها في ميزان حسناتك يا رب




رد: زكرياء عليه السلام

العفو أختاه وبارك الله فيك.




رد: زكرياء عليه السلام

شكرا لك على الموضع ارائع




رد: زكرياء عليه السلام

بارك الله فيك




رد: زكرياء عليه السلام

شكرا على الموضوع القيم ………..لانه لا يوجد قصص شيقة و رائعة كقصص الانبياء.




التصنيفات
شخصيات إسلامية

الشيخ بن أبي بكر بن محمد الشاطري

الشيخ بن أبي بكر بن محمد الشاطري


الونشريس

الونشريس

الونشريس

شيخ بن أبي بكر بن محمد الشاطري

الونشريس

ولد الشيخ شيخ بن أبي بكر بن محمد الشاطري. في مدينة جدة

في المملكة العربية السعودية عام 1970م..

مسيرته في الإمامة: صلى القارئ في عدة مساجد بمدينة جدة ومنها مسجد الراجحي

و مسجد سعيد بن جبير بحي الكندرة و مسجد عبد اللطيف جميل و مسجد التقوى بحي الروضة

و مسجد الشعيبي بحي السلامة وهو الآن إمام جامع الفرقان بحي النسيم بجدة.

حالته الاجتماعية: متزوج, وله أربعة من الأبناء, ويكنى بــ (( أبي عبد الرحمن )).

مؤهلاته العلمية: لديه إجازة للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم

على يد الشيخ أيمن رشدي سويد في عام 1416 هـ, ولديه شهادة ماجستير محاسبة

وكانت في عام 1420 هـ .

وشارك في العديد من اللقاءات الدعوية داخل المملكة العربية السعودية

وخارجها.

وفيما يلي لقاء أجرته إحدى المجلات مع الشيخ

س / من هو شيخ الشاطري ؟

ج / هو عبد من عبيد الله أكرمه الله بالإسلام والانتماء لهذا الدين

الخالد الذي به سعادة الدنيا والآخرة

س / كم كان عمرك حين بدأت الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ؟

ومن هم أبرز المشايخ الذين تتلمذت على أيديهم ؟

وكم المدة التي استغرقتها في حفظ كتاب الله ؟ .

ج / التحقت بحلقات تحفيظ القرآن وأنا في الصف الخامس الابتدائي

على ما أذكر وكان أول من تلقيت على يده القرآن هو الشيخ هاشم باصرة

في الدورة الصيفية بمدارس الفلاح بباب مكة .

أما عن المدة التي استغرقتها في حفظ كتاب الله فكانت مدة مفرقة

قد تكون بضعة أشهر أو تزيد عليها قليلاً

س / صف لنا لحظة ختمك لكتاب الله والمشاعر التي انتابتك حين ذاك ؟

ج / لقد أكرمني الله بختم القرآن في الإجازة الصيفية للسنة الثانية المتوسطة

في مدينة أبها في إحدى الرحلات للمراكز الصيفية بجدة في يوم جمعة

وكانت آخر آية حفظتها قبل صعود الشيخ عائض القرني المنبر

لإلقاء خطبة الجمعة في مسجده العامر آنذاك في مدينة أبها من سورة الحديد .

ولا شك أن هذه اللحظات كانت لحظات مؤثرة تختلط فيها دموع الفرح

بتمام نعمة الله علي ودموع الخوف من عدم الوفاء بحق هذا الكتاب العظيم

الذي هو نور في الدنيا والآخرة .

س / الطريقة التي كنت تتبعها في حفظ كتاب الله ؟ وما هي الطريقة المثلى في نظرك ؟

ج / دعني أقول لك الطريقة التي أراها طريقة مثلى في حفظ القرآن الكريم

وهي أولاً تصحيح النية وأن يكون مقصد الإنسان بهذا التوجه إرادة ما عند الله

وليس ما عند الناس فالنية لها أثر كبير في التوفيق لهذا الشرف العظيم ويكفي أن الإمام النووي

ذكر في بداية كتاب التبيان في آداب حملة القرآن قول ابن عباس رضي الله عنه :

( إنما يعطى الرجل على قدر نيته ) ( وإن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ) ،

والأمر الآخر أن يكون المتوجه للقرآن صاحب عزيمة صادقة لأن الإنسان

قد يمتحن في بداية الحفظ من الله ليعلم الله صدق نيته وعزيمته فعليه أن يصمد ويصابر

ويرابط ويأتي إن شاء الله بعد ذلك الفتح الرباني له والتوفيق والتيسير لإتمام المسيرة مع حفظ القرآن الكريم .

وعليه أيضاً أن يضع خطة للحفظ مكتوبة ويحدد لنفسه زمنا معينا لإتمام الحفظ

حسب قدرته وطاقته وظروفه فمثلاً إذا كان يستطيع أن يحفظ وجهين كل يوم فمعنى ذلك

أنه سيحفظ كل شهر 3 أجزاء فبعد 10 أشهر يكون موعد الانتهاء من الحفظ وهكذا ..

س / طريقتك في المراجعة وأفضل الأوقات للمراجعة من وجهة نظرك ؟

ج / الطريقة التي اتبعتها في المراجعة كانت كالتالي :

كنت أقسم حفظي إلى 3 أجزاء – هذا بعد التختيم – :

جزء ممكن ( يعني أستطيع قراءته غيباً بدون الرجوع إلى المصحف إلا نادراً )

وجزء متوسط ( لا بد فيه من الرجوع للمصحف دائماً )

وجزء منسي تماماً

فكنت أحدد لنفسي ورداً يومياً من الممكن جزء أو أكثر لكن أحافظ عليه ولا أتخلف عنه .

وأجعل لنفسي جلسة أسميها جلسة التمكين يومياً أمكن فيها صفحة أو أكثر

من القسم المتوسط حتى أتقنه ، وبعد ذلك أتبعه بالقسم الأول ويتبقى

بعد ذلك المنسي أبدأ حفظه مرة أخرى وكلما ثبت منه شيئاً ألحقته

في الورد اليومي حتى أكرمني الله بتثبيت القرآن كاملاً في مدة أربعة أشهر تقريباً .

وهناك أمر مهم وهو أن القرآن يعتمد في الثبات في فؤاد الإنسان

على حسب صلته بالله وقربه منه وابتعاده عن المعاصي لأن القرآن

نور ونور الله لا يؤتى ولا يستقر لعاصي عصمنا الله وإياكم من كل سوء .

س / قراء تحب الاستماع إليهم ؟

ج / الحمد لله هم كثر ومن لا يحب أهل القرآن ومن لا يحب أن يسمع القرآن

منهم وقد قيل أحسن الناس صوتاً من إذا سمعته عرفت أنه يخشى الله .

س / موقف أثر في نفسك وظل أثره فيك ( موقف متعلق بالقرآن ) ؟

ج / منظر مجموعة من الصبية الصغار من دول شرق آسيا والاتحاد السوفييتي السابق

وهم يقرؤون القرآن في إحدى المساجد في جدة وأنا أستمع إليهم فلم أستطع

أن أتمالك نفسي أنا ورجل بجانبي كبير في السن حتى كاد بعضنا يميل على بعض .

س / نصيحتك للطلاب الذين يحفظون كتاب الله تعالى في الحلقات .

ج / عليهم أن يعكسوا أثر القرآن عليهم في أخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم سواء

كان مع الله أم مع عباد الله بحيث إذا رآهم الناس علموا أنهم يخشون الله وإذا عاشروهم

رأوا فيهم أثر القرآن في كل شأن من شؤونهم وعليهم أن يكونوا مصابيح للناس ،

بهم يهتدوا ويقتدوا ، وينيروا للناس طريقهم ويبينوا لهم الحق من الباطل والخير من الش

ر ويربطوا القلوب بالله ويحسنوا ظن الناس بربهم وبرحمته وسعة فضله ولا يقنطوا أحدا منها ،

وعليهم أن يحسنوا اختيار من يصحبون ومع من يتعايشون .

س / تواجه الحلقات القرآنية اليوم هجمة شرسة من قبل البعض ،

ما رأيك في هذا الموضوع ؟

ج / الأصل أيها الأخوة الكرام أن كل من سلك هذا الطريق أعني طريق الاستقامة

لا بد أن يجد من يعاديه ويسعى في تشويه صورته والنيل منها

وهذا ليس بغريب ، ألم يقل الله تعالى : "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين"

"وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً".

فكيف بمن هم دون مرتبة الأنبياء ورحم الله القائل :

لو لم يكن المؤمن إلا على خشبة في عرض البحر لقيض الله له من يؤذيه

وياحبذا أن ينبري لمحاورة هؤلاء ومناقشتهم العقلاء والأخيار بالتي هي أحسن وبالرفق

واللين بدون إلصاق أي تهم بهم وبدون الدخول في نياتهم ومقاصدهم

ما داموا هم في دائرة الإسلام الواسعة .

وعلينا أن نثق بالله وبحمايته وبحفظه فالله ولي الذين آمنوا وأليس الله بكاف عبده

وإن الله يدافع عن الذي آمنوا . فدعوا الله يدافع عنكم واعكسوا لهؤلاء المغرضين

أو الجاهلين حقيقة أمركم وأنكم إنما أنتم رحمة للخلق وضياء ونور للدنيا بأسرها

لكن إذا أحسنتم التمسك بهذا الكتاب العظيم وأحسنتم الفهم له أيضاً .

س / يتهم البعض حلقات القرآن بأنها تهتم فقط بتلقين الطلاب الآيات دون فهم معاني ما يحفظون

وبالتالي عدم الالتزام بتعاليم القرآن الذي يحملون رايته ، ما تعليقك على هذا الموضوع ؟

ج / يا سبحان الله إن من سنن الله التدرج في الفهم والاستيعاب

وأن الإنسان ينضج شيئاً فشيئاً فهل فهم الكبير مثل فهم الصغير وهل استيعابه

مثل استيعاب الصغير ، فمرحلة التلقين هي المرحلة الأولى وتأتي بقية المراحل تباعاً

لهذه المرحلة واسألوا هؤلاء المتهمين حلقات التحفيظ هل هم يفهموا كل الآيات بل إن

ما يجهلونه أكثر مما يفهمونه ولكن الإنسان يبدأ شيئاً فشيئاً ويصعد الدرج من الأسفل إلى الأعلى

رويدا رويدا ولا يستعجل لكن المهم جداً أن تكون قضية فهم القرآن ومقاصده ومراميه

والعمل به وتطبيقه في جميع مناحي حياتهم هدفاً مهما في حياة في يتوجه للقرآن الكريم .

س / ينادي البعض في الجهة المقابلة بأن يقتصر دور الحلقات على التحفيظ وتخريج الحفاظ

دون المساهمة في تربية هؤلاء الشباب وإعداد برامج تربوية وأنشطة مصاحبة لهم ،

نريد رأيك في هذا الموضوع ؟

ج / أنا أسأل هؤلاء لماذا يحرص الناس على تربية الناشئة على كتاب الله ؟

هل الهدف حفظ الحروف فقط ؟ هذا شيء عجيب .




التصنيفات
شخصيات إسلامية

محمد بن علي رضي الله عنه

محمد بن علي رضي الله عنه (ابن الحنفية)


الونشريس

شخصية اسلامية بارزة يعتبر من اول التابعين لم ينصفه المتحدثين عن السير كثيرا بالرغم من ان افضاله يحفضها التاريخ الاسلامي وكيف لا وهو من حضي بتسمية من الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ولادته اذ استاذن على رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في تسمية ابنه اذا ولد له باسم الرسول فوافق عليه افضل الصلاة والسلام وكيف لا يكون اسلامي وهو من تربى بين السبطين حبيبي رسول الله الحسن والحسين
محمد
بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أمه: خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وُلد محمّد سنة 16 هجريّة، وزوجته أمّ عون بنت محمّد بن جعفر الطيّار الهاشميّة، ويُقال لها أم جعفر
أمّا أبناؤه: فقد ذكرت المصادر أنّه كان له ثمانية، هم: عبد الله، والحسن، والحسين، وإبراهيم، وعون، والقاسم، وجعفر، وعليّ
ذكر ابن سعد في طبقاته: أنّ محمّد ابن الحنفيّة كان أحدَ أبطال الإسلام؛ فقد كان له نصيبٌ من الشجاعة. وذكر ابنُ خلّكان أنّه كان ورعاً واسِع العلم . أمّا أخلاقه في بيت علي بن أبي طالب فقد نَمَت في أجواءٍ نورانيّة زاكية، حتّى جاء في الخبر عن الباقر أنّه قال: ما تكلّم الحسين عليه السّلام بين يدَي الحسن؛ إعظاماً له، ولا تكلّم محمّد ابن الحنفيّة بين يدَي الحسين عليه السّلام؛ إعظاماً له . وقد استُثير بقول بعضهم: لِمَ كان أبوك يزِجّ بك في المعارك، بينما يضنّ بالحسن والحسين (أي يُؤخّرهما حرصاً عليهما) ؟! فأجاب على الفور: كان الحسنُ والحسين عليهما السّلام عينَي أبي أميرِ المؤمنين عليه السّلام، وكنتُ يَدَيه، والمرءُ يَفي عينيه بيدَيه. ويروي ابن كثير أنّ ملك الروم بعث إلى معاوية برجلَينِ من جيشه، يزعم أنّ أحدهم أقوى الروم والآخر أطول الروم، فلمّا اجتمع الناس قال معاوية: مَن لهذا القوي ؟ فجِيء بمحمّد ابن الحنفيّة فغلبه بأنّ أقامه ورفعه في الهواء ثمّ ألقاه على الأرض، فسُرّ بذلك معاوية . وأمّا علمه، فقد عاش في بيت الوحي والرسالة والإمامة، فتلقّى مِن المعارف ما ارتقى بها سُلّماً عجزَ غيره عن بلوغه، كما بلغ من الجلال ما جعل المؤرّخين والرجاليّين يُعرّفون به، حتّى: • جاء في (أخبار السيد الحِمْيرَيّ للمرزبانيّ ص 164) أنّ محمّد ابن الحنفيّة كان أحدَ رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة والشجاعة، وهو أفضلُ وُلْد الإمام عليّ عليه السّلام بعد الحسن والحسين عليهما السّلام. • وكتب الشيخ المفيد في (وقعة الجمل 179): لا بِدْعَ في ابن حيدرةَ إذا كانت له مواقف محمودة في الجَمل وصفّين والنهروان، وكانت الراية معه، فأبلى بلاءً حسَناً سجّله له التاريخ وشكره له الإسلام. وخطبتُه التي ارتجلها يوم صفّين في مدح أبيه عليه السّلام، وهو واقف بين الصفَّين، تشهد له بالفصاحة والبلاغة على أتمّ معانيها، فهو جليل القدر عظيم المنزلة. • وفي (منهاج الكرامة ص 175) قال العلاّمة الحلّي: كان محمّد ابن الحنفيّة فاضلاً عالماً. • فيما كتب الشهرستانيّ في (الملل والنِّحل 133:1): محمّد ابن الحنفيّة، كثير العلم غزير المعرفة، وكان مستودعاً لعلم الإمامة، حتّى سَلّم الإمامة (أي أقرّ بها) إلى أهلها
لم يُدرك محمّدُ ابن الحنفيّة محمد صلى الله علية وآله وسلم ، إلاّ أنّه كان متعلّقاً به تعلّقاً شديداً، وقد سمع مِن أبيه علي بن أبي طالب كثيراً عنه، فروى جملةً من الأحاديث النبويّة الشريفة ورُوي عنه شيء من أحداث يوم فتح مكّة.. قال حبيب بن أبي ثابت: حدّثني منذر الثوريّ قال: قال محمّد ابن الحنفيّة: لمّا أتى الرسولُ صلّى الله عليه وآله القومَ مِن أعلى الوادي ومِن أسفله، وملأ الأودية كتائب، استسلموا.. حتّى وجدوا أعواناً
عاش جُلَّ عصر أبيه علي عليه السلام, وارتوى مِن عذب سيرته، وكان المطيعَ لأمرِ والده وفي خدمته . وقد بعثه علي إلى الكوفة برفقه محمّد بن أبي بكر، وكان على الكوفة أبو موسى الأشعري ولمّا عاد أعطاه علي الرايةَ في حرب الجمل، وأوصاه قائلاً له: تَزول الجبالُ ولا تَزُل، عَضَّ على ناجذِك، أعِرِ اللهَ جُمجمتَك، تِدْ في الأرض قدمَك (أي ثَبّتْها)، إرمِ ببصرِك أقصى القوم، وغُضَّ بصَرَك، واعلمْ أنّ النصر مِن عندِ الله سبحانه. وكان على ميمنة جيش علي مالك الأشتر، وعلى ميسرته عمّار ابن ياسر، وأعطى الراية ابنَه محمّد ابن الحنفيّة، وسار حتّى وقف موقفاً ، وكان عُمْر ابن الحنفيّة يومذاك عشرين سنة . وبعد إعطاء علي الرايةَ لولده محمّد قال له: يا بُنيّ، هذه رايةٌ لا تُرَدّ قطّ.. وهي راية رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال محمّد: فأخذتُها والريح تهبّ عليها، فأردتُ أن أمشيَ بها، فقال علي: قِفْ يا بُنيَّ حتّى آمرك. ثمّ نادى عليه السّلام: أيّها الناس، لا تقتلوا مُدبِراً، ولا تُجْهِزوا على جريح، ولا تكشفوا عورة، ولا تَهيجوا امرأة، ولا تُمثّلوا بقتيل.. فبينما هو يوصي قومَه إذ أظلّهم نَبْلُ القوم، فقُتل رجلٌ من أصحاب علي، فلمّا رآه قتيلاً قال: اللّهمّ اشهَدْ. ثمّ قال محمد: فقال لي أمير المؤمنين عليه السّلام: رايتك يا بُنيَّ قَدِّمْها.. وتنقل المصادر أنّ عليا لمّا دعا بدرعه ولَبِسَه، حتّى إذا وقع مِن بطنه أمر ابنَه محمّدَ ابن الحنفيّة أن يحزمها بعمامته، ثمّ انتضى سيفه فهزّه وقد تدرّع بدرع محمد. ويروي الواقدي: لمّا صفّ عليّ بن أبي طالب ع صفوفه، أطال الوقوفَ والناس ينتظرون أمرَه، فاشتد عليهم فصاحوا: حتّى متى ؟! فصفق بإحدى يديه على الأخرى ثمّ قال: عبادَ الله لا تَعجَلوا؛ فإنّي كنت أرى رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يَستحبّ أن يَحمِل إذا هَبَّت الريح. فأمهل حتّى كان الزوال، وصلّى ركعتين ثمّ قال: ادعوا ابني محمّداً. فدُعيَ له محمّد، فوقف بين يديه ودعا بالراية فنُصبت، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، وقال: أمّا هذه الراية لم تُردّ قطّ، ولا تُردّ أبداً، وإنّي واضعها اليوم في أهلها. ودفعها إلى ولده محمّد، وقال له: تَقَدّمْ يا بُنيّ. فلمّا رآه القوم قد أقبل والراية بين يديه، فتضعضعوا، فما هو إلاّ أن الناس نظروا إلى عزّة أمير المؤمنين عليه السّلام . وكانت المعركة الحاسمة، وفيها أبلى محمّد ابن الحنفيّة بلاءً حسَناً، وقد أخذ منها دروساً وعِبراً كبرى. وفي صِفّين.. استعدّ محمّد ابن الحنفيّة لمواجهة عسكر معاوية بن أبي سفيان، وقبل أن يتحرّك نحو القوم أوصاه والده أمير المؤمنين عليه السّلام بقوله: يا بُنيّ.. إمشِ نحو هذه الراية مَشْياً وَئيداً على هيئتك، حتّى إذا شُرِعت في صدورهم الأسنّة فأمسِكْ.. حتّى يأتيَك رأيي. يقول سُلَيم بن قيس: ففعل، وذلك بعد أن ثارت على الأمير عصابة عددها أربعة آلاف من معسكر معاوية، فأعدَّ مِثْلَهم، ثمّ دنا محمّد وأشرع الرماحَ في صدورهم، فأمر الإمامُ عليٌّ عليه السّلام الذي كان أعدَّهم أن يحملوا معهم، فشدّوا عليهم، ونهض محمّد ابن الحنفيّة ومَن معه في وجوههم، فأزالوهم عن مواقفهم، وقَتَلوا عامّتَهم . وكان محمّد في لَهوَات الحرب، وعُرِف بجرأته في الدفاع عن أبيه باعتباره إمامَه وأميراً للمؤمنين.
روى محمّد ابن الحنفيّة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بعث عليّاًرضي الله عنه في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده، فلما أتى القَليب فملأها جاءت ريحٌ فأهرقت الماء، وهكذا في الثالثة، فلما كانت الرابعة ملأها فأتى النبيَّ صلّى الله عليه وآله، فقال له: أمّا الريحُ الأُولى فجبرائيلُ في ألفٍ من الملائكة سَلَّموا عليك، والريح الثانية ميكائيلُ في ألفٍ من الملائكة سَلّموا عليك، والريح الثالثة إسرافيلُ في ألفٍ من الملائكة سَلَّموا عليك. وروى الزمخشري أنّ ابن الحنفيّة قال: كان أبي يدعو قنبراً باللّيل، فيُحمّله دقيقاً وتمراً، فيمضي به إلى أبياتٍ قد عَرَفها، ولا يُطْلِع عليها أحداً، فقلت له: يا أبَ، ما يمنعُك أن تدفع إليه نهاراً ؟ فقال: يا بُنيّ، إنّ صدقة السرّ تُطفئ غضَبَ الربّ
وإلى آخر اللحظات.. كان محمّد ابن الحنفية رضوان الله عليه مع أبيه أمير المؤمنين كرم الله وجه وفي كَنَفه وإلى جنبه، حتّى روي أنّه اشترك في غُسل والده بعد شهادته ، وشارك في تجهيزه بعد أن كان الحسن عليه السّلام يغسله والحسين عليه السّلام يصبّ عليه الماء، وكان أمير المؤمنين عليه السّلام لا يحتاج إلى مَن يقلّبه، فقد كان يتقلّب كما يريد الغاسل يميناً وشمالاً، وكانت رائحته أطيبَ من المسك والعنبر . وورث محمد أباه في علمه، وقد دفعا أخواه الحسن والحسين عليهما السّلام إليه تلك الصحيفة فما استطاع فتحَها، لكنّه علمَ منها شيئاً فأخبر ابن عبّاس بالأمر وكان من وصايا أبيه إليه: ـ يا بُنيّ، إنّي أخاف عليك الفَقْر، فاستَعِذْ بالله منه؛ فإنّ الفقر منقصّةٌ للدِّين (أي عند أغلب الناس إذ لا يتحمّلونه)، مَدْهَشةٌ للعقل، داعيةٌ للمَقت . ـ إيّاك والاتّكال على الأمانيّ . • وأوصاه أمير المؤمنين عليه السّلام وصيّةً خاصّة بأخوَيه الحسن والحسين عليهما السّلام فقال له: أُوصيك بتوقير أخَوَيك؛ لعِظَم حقِّهِما عليك، ولا تُوثِقْ أمراً دونَهما (أو تقطع أمراً دونهما). كما أوصى عليه السّلام ولديه الحسنَ والحسين عليهما السّلام بأخيهما محمّد ابن الحنفيّة فقال لهما: أُوصيكما به؛ فإنّه أخوكما وابن أبيكما، وقد كان أبوكما يُحبّه
ذكر المؤرّخون أنّ وفاة محمّد ابن الحنفيّة رضوان الله عليه كانت سنة 81 هجريّة، وقيل: سنة 67 هجريّة ، وقيل: سنة 87 هجريّة . كما ذكرت المصادر أنّ عمره كان يوم وفاته خمساً وستّين سنة . وقد حضر الإمام محمّد الباقر عليه السّلام واقعة رحيل عمّه ابن الحنفيّة، فيما رواه حيّان السرّاج عن الإمام الصادق عليه السّلام عندما دخل عليه، فقال عليه السّلام له: يا حيّان، ما يقول أصحابك في محمّد ابن الحنفيّة ؟ قال: يقولون: إنّه حيٌّ يُرزَق! فقال عليه السّلام: حدّثني أبي عليه السّلام أنّه كان فيمَن دعاه في مرضه، وفيمَن غمّضه، وأدخَلَه حفرته.. وقسّم ميراثَه . وله في منطقةٍ بدمشق تّسمّى « المَزّة » قبرٌ يُنسَب إليه.
هكذا هم عاشوا عظاما وماتوا عظاما

منقول مع بعض التصرف




رد: محمد بن علي رضي الله عنه (ابن الحنفية)

شكرااااااااا




رد: محمد بن علي رضي الله عنه (ابن الحنفية)

لا شكر على واجب




التصنيفات
شخصيات إسلامية

نساء يضرب بهن المثل

نساء يضرب بهن المثل *خولة بنت الأزور *


الونشريس

خولة بنت الأزور

خولة بنت الأزور (شجاعة فائقة) يرتبط تاريخ حياة بنت الأزور بضروب البطولة التي أبدتها في واقعة أجنادين. وفيها التحم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد بالروم بقيادة هرقل، فقد فاقت ببسالتها وشهامتها ما قام به الرجال، وحاربت مستخفية لاطلاق سراح أخيها ضرار من الأسر، وحضت النساء على خوض غمار الحرب دفاعا عن الأسرى وذودا عن الإسلام. هذه بنت الأزور، التي أسرت مرة هي وبعض النساء أثناء حرب المسلمين مع الروم، فحرضت النساء على التخلص من الأسر، ولما لم يكن معهن سلاح اقتلعن أعمدة الخيام وأوتادها وحاربن بها ضد الروم تحت قيادة خولة بنت الأزور إلى أن نجين من الأسر




رد: نساء يضرب بهن المثل *خولة بنت الأزور *

maaaaarrrrrrsssssssssssssssiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiii




رد: نساء يضرب بهن المثل *خولة بنت الأزور *

2rRrRrRrRrRrRrRrRrRr1




التصنيفات
شخصيات إسلامية

الامام محمد بن إدريس الشافعي

الامام محمد بن إدريس الشافعي


الونشريس

محمد بن ادريس الشافعي (150 هـ/766 م – 204 هـ/820 م). احد ائمة أهل السنة الأعلام و صاحب المذهب الشافعي.

[ إسمه و مولده و كنيته ]

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد الله بن عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطّلبي الشافعي الحجازي المكي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفي فيها ابو حنيفة. ولد بغزة ، وقيل : بعسقلان, ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين.

[ سيرته ]
نشأ يتيما في حجر أمه في قلة من العيش ، وضيق حال ، وكان في صباه يجالس العلماء ، ويكتب ما يستفيده في العظام ، ونحوها ، حتى ملأ منها خبايا ، وقد كان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر ، وأيام العرب ، والأدب ، ثم إتجه نحو تعلم الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد ، وكان مفتي مكة.

ثم رحل الشافعي من مكة إلى المدينة قاصدا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس رحمه الله ، لما قدم عليه قرأ عليه الموطأ حفظا ، فأعجبته قراءته ، ولازمه ، وكان للشافعي رحمه الله حين أتى مالكا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن .

واشتهر من حسن سيرته ، وحمله الناس على السنة ، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة . ثم ترك ذلك ، وأخذ في الاشتغال بالعلوم ، ورحل إلى العراق ، وناظر محمد بن الحسن ، وغيره ، ونشر علم الحديث ، ومذهب أهله ، ونصر السنة ، وشاع ذكره ، وفضله ، وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنف كتابا في أصول الفقه فصنف كتاب الرسالة ، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه ، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطان يعجبان به ، وكان القطان ، وأحمد بن حنبل يدعوان للشافعي في صلاتهما .

وصنف في العراق كتابه القديم ، ويسمى كتاب الحجة ، ويرويه عنه أربعة من جلة أصحابه ، وهم أحمد بن حنبل ، ، وأبو ثور ، والزعفراني ، والكرابيسي .

ثم خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ، ومائة, وقيل: سنة مائتين ، ولعله قدم في آخر سنة تسع جمعا بين الروايتين ، وصنف كتبه الجديدة كلها بمصر ، وسار ذكره في البلدان ، وقصده الناس من الشام ، والعراق ، واليمن ، وسائر النواحي للأخذ عنه ، وسماع كتبه الجديدة ، ، وأخذها عنه ، وساد أهل مصر ، وغيرهم ، وابتكر كتبا لم يسبق إليها ، منها أصول الفقه ، ومنها كتاب القسامة ، وكتاب الجزية ، وقتال أهل البغي ، وغيرها .

[ مصنفاته ]
كتاب الأم
رسالة في أصول الفقه
كتاب القسامة
كتاب الجزية
قتال أهل البغي
سبيل النجاة
111 ديوان شعر

[ وفاته ]

توفي بمصر سنة أربع ومائتين ، وهو ابن أربع وخمسين سنة قال تلميذه الربيع : توفي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب ، وأنا عنده ، ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين ، وقبره بمصر وبنى على قبره القبة القائد صلاح الدين الأيوبي.




رد: الامام محمد بن إدريس الشافعي

هذا من احد عضما ء الامة فاين نحن منهم




رد: الامام محمد بن إدريس الشافعي

صحيــــــح ما قلتيه اختي الغالية
جزاك الله خيرا على المرور




رد: الامام محمد بن إدريس الشافعي

الونشريس




رد: الامام محمد بن إدريس الشافعي

شـــــــــــــكرا لك اختي على الافادة




رد: الامام محمد بن إدريس الشافعي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
لا تحرمونا من الطلة




التصنيفات
شخصيات إسلامية

رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج

رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج ..


الونشريس

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنهقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول له: أقصر، فقال خلني وربي، أبعثت على رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أولا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال ـ أي الله ـ لهذا المجتهد: أكنت عالماً بي؟ ـ أو كنت على ما في يدي قادراً؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر: اذهبوا به إلي النار".
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج يسأل، فأتى راهباً فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله. فجعل يسأل، فقال له رجل أئت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلي هذه أن تقربي، وأوحى الله إلي هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلي هذه أقرب بشبر، فغفر له".
عن جندب بن عبد اللهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل، به جرح، فجزع، فأخذ سكيناً، فحز بها يده، فما رقأ الدم، حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة".
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهقال: أن أم سليم غدت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:علمني كلمات أقولهن في صلاتي، فقال: "كبري الله عشراً، وسبحي الله عشراً، واحمديه عشراً، ثم سلي ما شئت، يقول: "نعم نعم".




التصنيفات
شخصيات إسلامية

سليمان الفارسي قصة و عبرة

سليمان الفارسي قصة و عبرة


الونشريس

مغامر من بلاد فارس
عن قصة :
سلمان الفارسى
" أريدك أن تذهب غداً إلي المزرعة يا سلمان ، فأنا مشغول بمتابعة بناء البيت الجديد "
نطق بها الأب بصوت مجهد ، وقد ظهر عليه الإرهاق من أثر عمل شاق طيلة اليوم، وتابع وهو مستلق على سريره مستعدا للنوم والراحة :
– سيأتي إليك تاجر الموز غداً ليدفع القسط الأخير ،لا تعطه طلبية جديدة إلا عندما آتى بعد غد ، ولا تسمح للعمال بالانصراف قبل مواعيد العمل الرسمية.
قال سلمان في طاعة :
– اطمئن يا أبى .. ستكون الأمور على ما يرام .
وخرج سلمان ليجلس قليلاً في غرفة الاستقبال في خشوع أمام النار المقدسة ، وأخذ يتضرع إليها في طقوس اعتاد عليها منذ زمن .
كان سلمان شخصية تميل ميلاً إلي التدين ، ونفسية لا تستقر إلا بوجود إله تناجيه وتطلب منه العون ، ولم تستطع حياته الرغدة أن تلهيه عن تلك الحاجة ، ولم تنجح الإمبراطورية الفارسية بكل سطوتها وجبروتها المادي ، أن تجعل منه شاباً عابثاً لاهياً ، لا يفكر إلا في شهواته وإرضائها ورغباته ونزواتها.
كان سلمان مجوسياً..
نعم ..ككل أهل فارس .. مجوس .. يعبدون النار …
هي الإله الذي يأمر وينهي ، ويستجيب ويرفض ، ويرضى ويغضب ، ويبنى ويهدم ..
وتفانى سلمان في عبادتها .. حتى إن النار لم تكن لتنطفئ في بيته.. تماماً كما لم ينطفئ نور بصيرته عن رؤية الطريق و…
"ما هذه الأصوات ؟!"
همس بها سلمان وهو في طريقه إلي مزرعة أبيه ، وقد شده صوت ترانيم تصدر من مكان قريب منه ، فالتفت إليه ثم اتجه نحوه ، وعندما وصل إليه ، اقترب منه بحذر يحاول أن يعرف ماذا يجرى بداخله..
كان المكان عبارة عن كنيسة يلتقي فيها النصارى ، يصلون صلاتهم ويدعون دعائهم..
كلام مختلف.. وطقوس غريبة ..
ولم يدع سلمان نفسه نهباً للتساؤلات الحائرة التي تلف رأسه كثيراً..
لقد دخل الكنيسة ، وتعرف على من فيها ، وعرف أسقفها وجلس بينهم يسألهم ويجيبون ويحكى لهم ويحكون …
واندمج سلمان في الحديث تماماً ، حتى أنه لم يذهب إلي مزرعة أبيه ، بل تأخر عن موعد عودته للمنزل ، مما اضطر أباه إلى أن يبعث من يبحث عنه .
ساعات وسلمان يسأل ويحاور ، ويفكر في الماضي والحاضر والمستقبل والحق والحقيقة .. حتى غابت الشمس..
وانطفأت معها نار المجوسية .. ليضاء قلبه بدين جديد ..
المسيحية ..
***********************************
"نعم إنها دين خير من ديننا.. ولماذا لا أدخل في دين اقتنعت أنه الأفضل ؟"
قالها سلمان لأبيه الذي وقف مذهولاً مما حدث ، وكيف لا يذهل وقد ترك ابنه في الصباح على المجوسية ، فيأتي إليه في المساء وهو على المسيحية ، أكانت تكفي بضع ساعات للمرء أن يغير عقيدته ، لتخالف عقيدة أبيه الذي رعاه وأحبه كأشد ما يكون الحب..
نعم .. كانت تكفي سلمان .. ولكنها لم تكن تكفي أباه كي يقتنع بوجهة نظره ، ساعات من الحوار والمجادلة بينه وبين أبيه ،انتهت بتدخل منطق القوة ..
فقد أمر أبوه بقيد رجليه بالسلاسل ، وحبسه حتى يعود إلي صوابه ..
يا إلهي ..
أيفعل هذا أب بابنه وقد أحبه حبا لا يعرفه إلا هو وسلمان..
ولكن يبدو أن العقيدة كانت أسمى وأعلى وأقوى وأحب ..
وهو نفس السبب ، الذي جعل "سلمان " لا يبالي بما فعل به أبوه ، ووجد أن الصبر على مثل هذا ، ثمن زهيد لمعرفة الحقيقة ..
وكان السؤال الذي يشغل "سلمان" .. ما هي الخطوة القادمة ؟
ولم يكن ذكاء سلمان المعروف لدى الجميع ، بأن يعجزه عن إجابة السؤال .
ولقد بدأ في تنفيذ ما توصل إليه بالفعل ..
فلقد نجح في إرسال رسالة إلي النصارى الموجودين في بلدته (أصفهان) بإيران، يبلغهم فيها أنه قد دخل في دينهم ، ويطلب منهم أن يبلغوه بأي فوج قادم من بلاد الشام حيث الموطن الأصلي للمسيحية ، وعندها .. يستطيع أن يدبر هو خطة للهروب واللحاق بالفوج وهو عائد إلي الشام ..
ونجحت خطة سلمان ..
فلقد وصل إلي المكان الذي يريد .. وهناك استمر في بحثه عن المزيد والمزيد عن الدين الجديد ، حتى وصل إلي أسقف كنيسة النصارى في مكانه ، وهناك.. التقى به وحكى له قصته .
ياله من قرار صعب لشاب في مثل سن سلمان .
ويالها من جرأة ، أن يقرر أن يهجر بلده وأهله وحده ، دون معين ودون ترتيب لحاله في مكانه الجديد..
أين يسكن ؟ ومن أين يعيش ؟ وهو وحيد في بلد جديد لا يعرف من أهلها إلا أصحاب السفر .
لكن الأسئلة الصعبة لدينا ، لم تكن لتمثل أرقاً كبيراً لدى سلمان إزاء ما يسعى إليه من كشف لحقيقة كبيرة وخطيرة ..
حقيقة الوجود..
فليكن ما يكون .. حتى يعرف الحقيقة ..
حتى لو عمل ..خادما !!
نعم خادماً !!
تصوروا..!!!
سلمان الفارسي الذي كان يعيش في بيته تحت يديه الخدم عن يمينه وعن يساره ، يعمل الآن خادماً لدى أسقف الكنيسة !!
لقد قبل سلمان هذا العمل من أجل أن يظل قريبا من الأسقف ، فينهل من علمه ما شاء ، وتنجلي لدية الحقيقة أكثر وأكثر ، وتسنح له الفرصة في العبادة والصلاة.
وكان سلمان من الذكاء بحيث يحدد هدفه من وجوده مع أسقف الكنيسة .. العلم .. ولذا.. ظل ملازما للأسقف رغم اكتشافه لآمر خطير يمس نزاهته وشرفه ..
فلقد كان الأسقف لصاً!! نعم ..لصاً.!!
كان الأسقف يدعو رواد الكنيسة إلي التبرع بأموالهم ليخرجها صدقات للفقراء ، فإذا به يخدعهم ويأخذها لنفسه .!!
حقا إنه فعل مشين ، خاصة أنه ينسب إلى رجل دين .. لكن حكمة الشاب سلمان ، هدته إلي أن تصرف الأسقف لا يشين الدين الذي يدين به ، بل يشين الأسقف نفسه ..
فليستمر معه ، إلي أن يظهر جديد..
ولقد ظهر الجديد بالفعل .. فلقد مات الأسقف اللص ، وتولى أمر الكنيسة من بعده رجل عابد زاهد أحبه سلمان كأشد ما يكون الحب ، وجلس إليه سلمان يسأله ويحاوره وينهل من علمه ما استطاع ، ويسأله النصيحة في دينه والوصية من بعده ..
وكانت الوصية .. أن يذهب إلي رجل عابد زاهد مثله يعيش في الموصل ..
وبعد وفاته .. ذهب رحال الحقيقة عاشق التدين إلي الموصل ، ليلتقي بأسقف جديد.. في بلد جديد ..
وكانت الوصية هذه المرة في عمورية في بلاد الروم ، ليذهب سلمان إلي أسقف عمورية ، ويقيم عنده يعرف منه الجديد عن دينه الجديد ، ويصلى ويتعبد ويعمل راعيا للغنم.
ألا تتعجبون مما يحدث ؟ ألا تندهشون مما يفعله سلمان ؟
رحلة من فارس إلي الشام ، ثم أخرى إلي الموصل وثالثة إلي عمورية في بلاد الروم ..كل هذا وحده دون رفيق أو معين!!!
إن "سلمان" يبحث عن شئ لا يعرفه ..
إن نداء بداخله يعلو صوته شيئا فشيئا ، ولكنه لم يحدد كلماته بعد .. ولكن من المؤكد أنه يقترب.. ويقترب ..
فلقد وضعت وصية أسقف عمورية "سلمانً "على أول الطريق..

" يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا.. يهاجر إلي أرض ذات نخل بين جرّتين، فان استطعت أن تخلص إليه فافعل. وإن له آيات لا تخفي، فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته. "

يالها من وصية جديدة وخطيرة ..
إن الرجل ينبئ "سلمان " بأن هناك نبياً قد أتى بدين جديد ، وحدد له علامات النبي ، وعلامات المكان الذي يوجد فيه ..
وستبدأ رحلة لبلد جديد ..ودين جديد.. ويبدو أنها ستكون الرحلة الأخيرة ..
إنها تستحق أن يضحي سلمان بكل ما يملك من أجلها ..ثمناً للحقيقة ..
ولقد فعل سلمان ..فلقد عرض وبدون تردد كل ما يملك من أبقار وغنم ، على فوج علم أنهم من جزيرة العرب ، على أن يأخذوه معهم عند عودتهم ..
وبالفعل أخذوه معه إلي وادي القرى بجزيرة العرب ، لكنهم لم يكتفوا بما أعطاهم سلمان من أبقار وغنم دون ثمن ، بل باعوه كعبد إلي يهودي بها!!
ما هذا الذي يحدث لك يا سلمان ؟؟
أنت الذي كنت ملكاً في بلدك تصبح الآن عبداً ليهودي ؟!!
أبلغ إصرارك لمعرفة الحقيقة إلي هذا الحد ؟! سفر ومشقة وتضحية وذل ؟!
كان من المكن أن تضعف عند أي مرحلة ، وتكتفي بما اجتهدت فيه وتعود إلي بلدك وبيتك وأبيك ومالك وعزك ..
كان من الممكن أن تشفق على نفسك مما يحدث لك ، في لحظة تخلو بها معها ، وتقرر نهاية الرحلة .
لكن غريزة المعرفة عند سلمان كانت أقوى من أي شئ..
لم يفكر سلمان فيما يحدث له وما حدث له وما سيحدث له .. كان يفكر فقط في كلمات أسقف عمورية .. ووصف المدينة التي بها نبي الدين الجديد .
مدينة بها نخل كثير ..
كانت وادي القرى بها نخل كثير بالفعل ، وكان سلمان يرجح أن تكون هي المدينة المقصودة ، وظل سلمان عند اليهودي الذي اشتراه ، حتى أتى إليه رجل من بنى قريظة فاشتراه منه وعاد به إلي المدينة ، فما أن وصل إليها سلمان ونظر إليها نظرة فاحصة ، حتى أيقن أنها هي ..
المدينة الموعودة ..

" قاتل الله بني قبيلة (أهتم) .. ليتقاصفون على رجل بقباء، قادم من مكة يزعم أنه نبي.. "
هتف بها رجل يهودي ، وقد تملكه الغضب والغيظ إلي سيده الذي يجلس تحت نخلة من النخل الذي يملكه ، في الوقت إلي كان فيه سلمان يتسلق على النخلة ليجمع ثمارها ، وما إن سمعه سلمان ، حتى نزل مسرعاً من على النخلة حتى كاد يسقط على صاحبها ، وما إن استقر على الأرض حتى هتف لصاحب الخبر قائلاً:
– ماذا تقول يا رجل ؟؟ ما الخبر ؟؟
رفع سيده يده في حنق ، ليضربه ضربة شديدة وهو يقول في عنف :
– مالك وما نتحدث فيه ..عد إلي عملك بسرعة .
وبالفعل ..عاد سلمان إلي العمل .. ولكنه ظل يتسمع الحديث الدائر، ليعلم أن النبي قد نزل بمسجد يسمى قباء في المدينة ..
وما أن انتهي من عمله ،حتى جمع بعض مستلزماته ولكن لرحلة قصيرة هذه المرة .. مسجد قباء..
وعندما دخل سلمان المسجد ، استطاع بسهولة أن يميز الرسول الكريم ، ربما لالتفاف بعض الصحابة حوله يتحدثون إليه ويسألونه .. فشاركهم سلمان الحوار ، ليعلم بأمر هجرتهم من مكة ، وليبدأ أول اختباراته للتأكد من شخصية الرسول قائلاً:
– لدى بعض الطعام كنت قد نذرته كصدقة ، وأرى أنكم أولى به فأنتم أهل غربة .. تفضلوا معي ..
فنزل سلمان إلي أرض المسجد يفترش الطعام ومعه الصحابة متهللين بهذه الوجبة التي جاءت إليهم من السماء ، وأخذوا يأكلون الطعام وهم يتجاذبون أطراف الحديث مع سلمان ، والذي تظاهر بأنه معهم ، وهو في الحقيقة يتابع الرجل الذي بدت عليه أول علامات النبوة ..
فالجميع تناولوا الطعام مع سلمان ..إلا الرجل .
لقد صدقت أول العلامات.. فالرجل بالفعل لا يأكل الصدقة .
وفي اليوم التالي .. حضر سلمان إلي المسجد وفي يده جعبة بها طعام ، وبعد أن دخل المسجد ، اتجه إلي الرسول فحياه وجلس إليه وقال له وهو يبتسم :
– لقد لاحظت أنك لم تأكل معنا بالأمس، فأحببت أن أكرمك بهدية، فلتقبلها منى .
فقبل الرسول مبتسما ودعا الصحابة معه للطعام وهو يقول :
"كلوا باسم الله "
إنها العلامة الثانية تظهر أمام سلمان .. إن الرجل يقبل الهدية .
لقد نجح سلمان في أن يختبر الرسول في العلامة الأولى والثانية دن أن يشعر أحد أنه
يبحث عن شئ ما ..
لكن الذي لم يشعر به سلمان ، أن الرسول كان قد شعر بما يريد ، وقرر أن يساعده في الوصول إلي العلامة الثالثة ، التي لولا مساعدته لأجهد "سلمان" في التوصل إليها . وهو ما دعي الرسول إلي أن يزيح بردته قليلاً بعد أن سلم عليه سلمان وهو يسير في جنازة بالبقيع ، وبعد أن سلم عليه ، لا حظ الرسول أن "سلمان " قد عدل من وضعه لينظر في ظهره ، ليعطى الرسول "سلمان "الفرصة لأن يرى خاتم النبوة بين كتفيه ، وليتأكد سلمان من العلامة الثالثة .. والأخيرة .
"إنه النبي ..لا شك في ذلك "
لابد أن قد هتف بها سلمان في نفسه قبل أن يفقد السيطرة على مشاعره ، و ينكب على الرسول باكياً يقبل يديه.
ويشعر الرسول بصدق سلمان ، ويطلب منه تأجيل الحديث الآن حتى تنتهي الجنازة ، ثم دعاه إلي جلسة الدخول في دين جديد ..
ظل سلمان يحكى للرسول وظل الرسول يشرح لسلمان
وأسلم سلمان ..
لتدخل قلبه العقيدة الثالثة ..
ولكنها الأخيرة …
أخيرا.. لقد نجح سلمان في الوصول إلي الحقيقة ..
الحقيقة الكاملة..
نسى بها كل ما تكبده من جهد ومشقة في السفر والترحال ..
إلا أن شيئاً واحداً لم يستطع ولن يستطيع أن ينساه ..إنه العقبة الكئود بينه وبين مشاركة المسلمين وجهاده معهم ..
إنه الرق .. الذي منعه من الاشتراك في غزوتي بدر وأحد..
وكم كان حزن سلمان لذلك .. وفي جلسة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ، أثيرت المشكلة.. فدعا الرسول "سلمان" أن يكاتب سيده يطلب منه العتق ، ودعا الرسول أصحابه ليعينوه على ذلك ..
وتحرر سلمان بالفعل
وكانت نعم الهدية التي أهداها الإسلام لسلمان …
لقد وصل سلمان إلي الحقيقة وأنهي طريقاً مضنياً صعباً لسنوات ، وتنفس نسيم الحرية .. لينطلق سلمان بعدها ليشارك لأول مرة في الجهاد ضد كفار قريش ويهود المدينة في غزوة الخندق .. وفيها..
كان ينتظر سلمان لقاء حارً..
مع التاريخ.
**************************************
وكأن الله أراد لسلمان أن يدخل الإسلام وهو على درجة من فهم الحياة ونفوس البشر ، ولم لا ؟ وهو الذي قضى سنوات من عمره في غمار السفر ، يصارع الأيام ويقهر الصعاب في بلاد لا يعرفها ولا تعرفه ..
لقد أكسبت المواقف العديدة والصعبة التي تعرض لها سلمان ، أكسبته حكمة نافس بها من سبقوه بسنوات ، ولقد كان سلمان مهيأ بقدرته على البحث وحب العلم وجمع المعلومات وتحليلها بصور منطقية ، وقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية وصعبة .. ولهذا امتلك سلمان صفات ندر أن تجدها في العديد من الصحابة ..
فلقد أصبح ذا علم وحكمة وذكاء وخبرة بالحياة ، وحب للمغامرة وشجاعة في اتخاذ القرار..
ألا ترون معي أن سلمان ..قد صار رائعاً..؟
وربما كانت هذه هي الأسباب التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يختار أبا الدرداء أخاً له ضمن مشروع الأخوة الذي بدأ الرسول في تنفيذه منذ العام الثاني للهجرة ، لإزالة الخلافات المترسبة بين المسلمين من أهل المدينة قبل الإسلام ، وإذابة الفوارق الاجتماعية بينهم من ناحية ، وبينهم وبين المهاجرين من ناحية أخرى، وتشجيع الأنصار على احتضان المهاجرين في غربتهم .
فلقد كان أبو الدرداء مبالغاً في العبادة إلي الحد الذي أهمل فيه نفسه وزوجته وحياته ، حتى أن "سلمان" عندما رأى زوجة أبى الدرداء في زيارة له في إحدى المرات وهى في حالة رثة ، سألها متعجبا:
– ما شانك؟!
أجابت أم الدرداء في استسلام :
– إن أخاك ليس في حاجة إلي الدنيا .
وفي مرة ثانية زاره في يوم جمعة فوجده نائماٌ ، فلما سأل قالت له زوجته:
– إنه يقوم الليل كله يوم الجمعة ثم يصوم .
هنا شعر سلمان أن الأمر في حاجة إلي التدخل بموجب عقد الأخوة الذي بينهما ، إن واجب الأخوة يفرض على سلمان أن ينصح أبا الدرداء بتعديل أسلوبه في الحياة وفكرته عن الإسلام ، فاستأذن زوجته أن تصنع طعاماً ، فلما جلس للطعام ، قال له أبوالدرداء :
– تفضل يا سلمان .. لم لاتأكل ؟
قال سلمان :
– أنتظرك .
رد أبو الدرداء :
– لا..لا تنتظرني يا أخي .. فإني صائم .
وأصر سلمان على أن يأكل معه أبوالدرداء ، وإلا امتنع هو عن الطعام أيضاً ..وأمام إلحاح سلمان، قطع أبو الدرداء صيامه على مضض ، وأكل مع سلمان .
بعدها استمر سلمان في مراقبة تصرفات "أبو الدرداء" التعبدية ، ومحاولة إثناءه عن المبالغة فيها بهذا الشكل ، حتى ضاق أبو الدرداء يوماً وهو يلومه عن تخصيص يوم الجمعة بالصيام والقيام ، فقال له أبو الدرداء معاتبا ً:
– أتمنعني أن أصوم لربى وأصلى له ؟؟!
فقال سلمان ناصحاً في عطف :
– يا آخى .. إن لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقاً، صم وأفطر، وصل ونم.
وكان صعبا على أبى الدرداء أن يقتنع بكلام سلمان، فلم يجد الاثنان بدا ًمن أن يطرحا القضية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأكرر دون مبالغة ..(القضية) ، فعندما يرتبط الأمر بأسلوب الحياة وطريقة التفكير ، يصبح الأمر قضية ..
ولقد حسم الرسول الأمر وهو يربت بيده بحنان على فخذ أبى الدرداء قائلاً:
"عويمر .. سلمان أعلم منك ـ ثلاث مرات ـ لا تخصن ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصن يوم الجمعة بصيام من بين الأيام"
رائع يا سلمان ..رائع .
وسيزيد من روعتك شهادة الرسول (ص) لك وهو يقول :
"لقد أشبع سلمان علماً"
فلقد كان الرسول (ص) معجباً بذكائه وعلمه كثيراً ، كما كان معجبا ًبخلقه ودينه ..
لقد كان سلمان متفرداً بحق ليس في صفاته وحسب ..ولكن في تصنيفه أيضا بين الصحابة ..
فلم يكن سلمان مهاجراً ولا أنصارياً..
وهذا التميز والتفرد هو الذي جعل المهاجرين والأنصار يتنازعون عليه يوم الخندق، فيقول المهاجرون: سلمان منا.. ويرد الأنصار : لا .. بل سلمان منا !!
وللمرة الثانية يحسم الرسول (ص ) أمراً يخص سلمان ،حسماً لا يجرؤ أن يرد عليه أحد .. فينادى قائلاً :
" سلمان منا آل البيت "
ياله من شرف أكبر من أن تصفه الكلمات ..
ولكن الرسول لم يكن ليعطى فارسياً هذا الشرف ، إلا إذا كان يستحقه عن جدارة ، ولقد أثبت سلمان بالفعل أنه يستحقه في الماضي .. وسيثبت أنه يستحقه في المستقبل القريب ..والقريب جداً ..
في غزوة الخندق..
*************************************
تحالف رهيب بين يهود المدينة ومشركي مكة وقبائل الجزيرة العربية في حرب الفرصة الأخيرة ، حرب حاسمة .. تريد أن تنهي وجود المسلمين تماماً.. وإلي الأبد .
ولقد كانت الخطة غادرة ماكرة مباغته مفاجئة .. تفقد الطرف الآخر التركيز وتصيبه بالإحباط والشلل..
يهاجم جيش قريش وغطفان وبقية القبائل "المدينة" من خارجها، بينما يهاجم يهود بنو قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، ليقف المسلمون محاصرين بين اليهود من الخلف، وجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل من الأمام ،جاءوا وكلهم عزم على كتابة كلمة النهاية ..
كان الموقف على المسلمين أقسى من أن يتوقعه أحد ..
وكان وصف القرآن له بليغاً دقيقاً :
(اذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).
ما العمل إذن؟؟ و ما هي الوسيلة لردع هذا الهجوم الضاري غير المسبوق؟؟
وكان إجراءا طبيعياً أن يجمع الرسول مجلس الحرب للتشاور.
ودون شكً.. أجمعوا على الدفاع والقتال..
ولكن كيف الدفاع؟؟
حيرة بين الصحابة .. وتوتر وقلق .. ومشكلة كبيرة تبحث عن حل .
وهنا.. تقدم الرجل الطويل الساقين، الغزير الشعر، الذي كان يحمل له الرسول حباً عظيماً، واحتراماً كبيراً.
تقدّم سلمان الفارسي .. ونظر من فوق هضبة عالية، نظرة فاحصة على المدينة كلها، فوجدها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها..
إلا فجوة واسعة.. ومهيأة كي يستطيع جيش المشركين أن يقتحم منها المدينة في يسر..وهنا هتف سلمان قائلاً:
– إنه الخندق .. الخندق .
وبسرعة الرياح ..أخذ يشق طريقه للرسول ليعرض عليه الفكرة ..
كانت الفكرة معتادة في بلاد فارس ، ولكنها كانت جديدة على العرب ..
كانت الفكرة جديرة بأن تخيف قائدًاً عادياً ، ينظر للجنود العاديين بمنطق أن التفكير في آرائهم مضيعة للوقت ..
كانت الفكرة تخيف قائدأً روتينياً ، يرتبك أمام الأفكار الجديدة ، وتتوتر أعصابه ، ويجد رأسه قد ثقلت فجأة، فلا يستطيع أن يتخيل الأحداث في الوضع الجديد ، ويفقد الإحساس بالواقع والقدرة عل التوقع ، فيختار حلاً سهلاً بسيطاً ..
أرفض الفكرة فوراً ..ولا نقاش ..سننفذ ما نعرفه ولا مجال للفلسفة والإختراعات الآن ..
ولكن من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قائدأ عادياً ..
إنه معلم البشرية ..
فكر الرسول في الفكرة ..
ووجدها قيمة جديرة بالبحث ..
والتنفيذ ..
وعلى الفور.. بدأ الرسول يقسم المجموعات لحفر خندق سلمان ، لإنجازه في وقت محدد وبمواصفات محددة..
ونجح المسلمون في إنجاز المهمة في الوقت المحدد ، وأصيب المشركون بالدوار من هذا الخندق الغريب العجيب الذي لم يكن في الحسبان ، واكتسب المسلمون الوقت للتفكير وتفكيك تحالف الشر بين قريش وحلفائها و..
وأخيراً.. وبعد أربعة وعشرين يوماً من الحصار ..أمر أبو سفيان جيوشه بالرحيل ..
لقد كان اليوم يوم سلمان بلا شك ..ليس بسبب بالخندق فحسب ..بل بسبب واقعة أخرى لن ينساها التاريخ …
واقعة الصخرة ..
صخرة النبوءة.
******************************

كان الرسول قد وزع المسلمين على مجموعات لحفر الخندق ، كل مجموعة تقوم بحفر رقعة معينة ، وفي الرقعة التي كان مسئولا عنها سلمان ومجموعة من أصحابه ، اعترضتهم صخرة صلبة شديدة الصلابة ، لم ينجحوا جميعا في كسرها ، حتى سلمان رغم عافيته و قوة بنيانه .. فلم يجد سلمان بداً من أن يستأذن الرسول (ص) في تغيير مسار الحفر لتفادى تلك الصخرة ..
وقبل أن يتخذ الرسول القرار ، عاد مع سلمان إلي الموقع لدراسة المشكلة على الطبيعة ، وعندما رأى الصخرة ، وجد أن الأمر لا يخلو من محاولة أخيرة ، فطلب معولاً وطلب ممن معه من الصحابة أن يبتعدوا قليلاً ، كي لا تصيبهم الشظايا الناتجة عن الاصطدام.
وسمى الرسول بالله ..ورفع الرسول يديه الشريفتين وهو يمسك المعول بكل عزم وقوة ، وهوى بها على الصخرة بضربة قوية ،أحدثت بها فلقاً عميقاً ، وخرجت على أثرها شرارة عظيمة أضاءت جوانب المكان!
نعم .. هكذا وصف سلمان بعد أن تملكته الدهشة مما رأى ، والتي ما كاد أن يفيق منها حتى تملكته مرة أخرى مما سمعه من رسول الله وهو يهتف قائلاً :
"الله أكبر..أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسري، وإن أمتي ظاهرة عليها"..
نبوءة نصر.. في وقت تنبأ معظم المسلمين لأنفسهم الهزيمة ..
ومع ضربة الرسول الثانية ، كان سلمان على موعد مع الحلقة الأخيرة من مسلسل الدهشة ..
"الله أكبر.. أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها".
هكذا هتف رسول الله .. وهكذا سمع سلمان والصحابة الذين ارتفعت روحهم المعنوية فجأة ، وأيقنوا أن النصر آت لا محالة ..
واختتم المشهد بتهليل وتكبير من المسلمين ، رج الأرض من شدته ، بعد أن صاحوا جميعاً في إيمان عظيم :
– هذا ما وعدنا رسول الله.
هل يا ترى انتهي المشهد العجيب المبهر أمام سلمان ..
لا.. إن المشهد لم ينته بعد .
لقد كان سلمان على موعد لرؤية النبوءة حقيقة أمام عينيه ..
نعم .. لقد أطال الله في عمر سلمان ، حتى رأى مدائن الفرس والروم ، ورأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق.
مد الله في عمر سلمان .. فعاصر أبا بكر وعمر وعلي بن أبى طالب .. ورأى بلدان العالم وهي تفتح ذراعيها للإسلام تستقبله بالحب و الشوق و الترحاب.
ليس هذا فحسب .. فلقد أصبح سلمان أميراً على المدائن ، بعد إلحاح شديد من عمر بن الخطاب ..
فلقد كان سلمان يكره الإمارة ، ويشعر أنها قيد عليه لا يستطيع الفكاك منه .
إلا أن "سلمان " لم يجد مفرا من أن يقبلها مضطراً ً.. وقد أخذ يحتاط لنفسه منها ، وكأنها وحش يريد أن ينقض عليه !!
كان سلمان يخاف أن تشده الإمارة إلي الدنيا وتبعده عن الآخرة ..فظل على زهده وتواضعه و..
"ألا تحمل عنى هذا الشيء يا رجل ؟"
نطق بها الرجل وقد بدا عليه الإرهاق الشديد من أثر حمل من التمر والتين ، كان يحمله على ظهره وهو قادم به من بلاد الشام ، وما إن بصر به من نادى عليه ، حتى هب إليه يحمل عنه ، وسارا معاً .. وفي الطريق، مرا على جماعة واقفين يتحدثون .. فألقى حامل الحمل عليهم السلام .
فأجابوا : وعلى الأمير السلام .
وهنا التفت الرجل الشامي في دهشة متسائلاً:
– أي أمير يعنون..؟!
وبعدها بلحظات وصلته الإجابة.. الإجابة المذهلة.
فلقد ذهل الرجل حينما رأى الناس يسارعون إلي من حمل عنه الحمل ، قائلين في أصوات متضاربة متلاحقة :
– عنك أيها الأمير سلمان .
وبدا الرجل غير مصدق لما سمع ، وتلعثمت شفتاه بكلمات الاعتذار، وهب محاولاً انتزاع الحمل من الأمير سلمان .
إلا أن الأمير "سلمان "رفض قائلاً في تواضع :
– لا .. حتى أبلغك منزلك.
كان سلمان يشعر أن الإمارة غولاً يهجم عليه كل لحظة.. فوضع خطة لحمايته منها بالتواضع .
..والزهد أيضاً ..
فقد رفض أن ينال من مرتب الإمارة درهماً وظل يأكل من عمل يده ..كان يضفر الخوص ويجدله ويصنع منه أوعية..
كان يلبس ثوباً قصيراً انحسر من شد ة قصره إلي ركبتيه ..
يا لله ..أهذا هو سلمان ابن فارس صاحب الترف والبذخ والثراء ؟!!
يرضى بهذا التقشف وهذه البساطة والدنيا ملك يديه ؟!!
إنه مطمئن بهذه البساطة .. سعيد بها..متفائل بمصيره معها ..
سلمان الذي كان ينفق بلا حساب في بيت أبيه ، جعله الإسلام ينفق بلا حساب في سبيل الله ..
فلقد كان يتصدق بما بين أربعة آلاف وستة آلاف درهم في العام ، وكان يقول :
– أشتري خوصاً بدرهم، فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدّق بالثالث.. ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت!
لم يكن زهد الصحابة إذن لفقرهم أو لأنهم تعودوا على حياة صعبة خشنة في الجزيرة العربية .. بل كان حماية لهم من غرور الدنيا وطوفانها.
كان بيته ينطق بزهد وورع عجيبين ، عرفهما فيه البناء الذي قام بتصميم بيته ، فوصفه له قبل بناءه قائلاً:
– لا تخف.. إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك!!
وكأنه يريد أن يأخذ توقيع سلمان على رسم هندسي ، فإذا بسلمان يوقع مرحباً وهو يقول :
– نعم .. هكذا فاصنع.
لقد زهد سلمان حتى ظن أن طبقاً يأكل فيه ومطهرة يشرب منها ويتوضأ ، خروجاً على القوانين التي وضعها لنفسه ليظل قريبا من الله والآخرة، وهو في غمار حياته في الدنيا.
زاره سعد بن أبى وقاص في أحد الأيام فوجده يبكى ، فقال له سعد:
– ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ لقد توفي رسول الله وهو عنك راض.

فأجابه سلمان:

– والله ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً، فقال: ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب، وها أنا ذا حولي هذه الأساود"!!
والأساود تعنى الأشياء الكثيرة، والأشياء التي كان يظن سلمان أنها كثيرة، هي الطبق والمطهرة !!
إلا أن "سلمان" .. كان يحتفظ بشيء من طيبات الدنيا ، كان يخاف أن يكتشفه أحد ، ولذا .. طلب من زوجته أن تخبأه في مكان بعيد وأمين لا يعرفه أحد..
لم يكن ذهباً ولا مالاً ..
لم يكن خريطة لكنز أو مفتاحاً لحصن..
كان..
زجاجة عطر ..
ادخرها سلمان للقاء كان ينتظر فيه ضيوفا كان يعرف أنهم يحبون العطر ..
أنظر كيف كان سلمان كريم الضيافة ..
وعندما اقترب الموعد .. طلب من امرأته إحضار العطر ، وقال لها:
– إنضحيه حولي .. فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لا يأكلون الطعام، وإنما يحبون الطيب.
فلما نثرت العطر حوله قال لها:
– اقفلي على الباب وانزلي .
وتنسحب زوجته دامعة ، وهى تلقى عليه النظرة الأخيرة ، ثم تخرج و تغلق الباب على المشهد الأخير في حياة زوجها سلمان .
وفي العام الخامس والثلاثين من الهجرة ، وفي عهد عثمان بن عفان ، فارقت روح سلمان المباركة جسده ودنياه ودنيانا، ليحيا في دنيا أرحب وأوسع وأفضل .
رحمك الله يا سلمان..
رحمك الله يا لقمان الحكيم ..
رحمك الله يا أشبه الناس بعمر بن الخطاب

تحليل ودروس

1-الرفاهية لا تتعارض مع التدين ( تدين سلمان الواضح رغم رفاهيته ونشأته في بلاد الفرس المتقدمة )

الفطرة الإنسانية تجعل الإنسان – غنياً أو فقيراً – في حاجة مستمرة إلى إله يعبده ، يشعره بالاحتياج إليه والشكوى له وطلب نصرته ، وربما يكون الغنى المرفه الذي يعانى من طغيان المادة في حياته ، أحوج إلى ذلك من غيره وهذا يفسر الآتي :
أ‌- تزايد أعداد المسلمين في الدول المتقدمة اقتصادياً ،حيث يلبى فيها كل متطلبات الفرد ويستجاب لكل شهواته ، مثلما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية ، بالرغم من أن من يدخل في الإسلام يعلم تماماً بأنه سينتقل من عالم الحرية المطلقة للشهوات والرغبات ،إلى حيز الحرية المقيدة بالحلال والحرام ، ومع ذلك فهو يرحب ، لأنه يكتشف أن شعوره بوجود الله معه ورضاه عنه ، يعوضه عن كل شهوات الدنيا ، بل ويعطيه لذة في قلبه لا تعدلها لذة .

ب‌- استجابة الطبقات الغنية في مصر لمحاضرات الأستاذ عمرو خالد ، أكثر من استجابتهم لأفكار دعاة آخرين ، والسر في ذلك أنهم وجدوا في محاضراته الغذاء الروحي الذي افتقدوه في خضم المادة والشهوة التي تسيطر عليهم، ويعيشونها كل يوم .

2-حب العقيدة يسمو فوق أي حب (سلمان يصبر على عقاب والده له من أجل عقيدته )

كان سلمان يحب أباه حباً جماً ،ولكنه عندما تعارض حبه لله ودفاعه عن عقيدته مع حب أبيه ، اختار عقيدته دون تردد ، وفضل حبه لله على حب أبيه ، إن حب الله لابد أن يعلو على حب أي شي .. المال والنفس والشهرة والمجد وحب الدنيا والأب وألأم والزوجة والأولاد .

3- تفضيل حب الله على حب الوالدين ،لا يعنى سوء معاملتهما. ( سلمان لم يقم بعقوق والده رغم الخلاف بينهما في أمر خطير وهو العقيدة )

ليس معنى أن يغلب حب الله حب الوالدين ، أن نعامل آبائنا بجفاء أو تجهم أو تعالى ، إن يتنافى مع عقيدة الإسلام التي نؤمن بها ، ومهما وصل الخلاف، فلتكن المعاملة بالرفق واللين والبسمة والحوار ، ولتتحمل غضبهم إن حدث.. في سبيل الله .

4- الحث على التفكير والبحث ( سلمان لا يستسلم للأفكار التي نشأ عليها و يسافر من بلد لأخرى من اجل الوصول إلى الحقيقة )

ضرب سلمان مثالاً نادراً في التفكير والبحث ، فهو لم يستسلم للأفكار التي وجد مجتمعه عليها ، بل أعطى نفسه فرصة أن يسمع الأفكار الجديدة ، وأن يفكر فيها وأن يقبلها طالما تأكد من صحتها ووجدها أفضل من سابقتها ، وقد عانى الكثير والكثير في سبيل ذلك ، من إيذاء أبيه له وترحاله من بلد لبلد والتضحية بكل ما يملك من مال في سبيل استمرار بحثه للوصول إلى النتيجة التي ترضيه .
إن عقول الشباب المسلم لهى في أشد الحاجة إلى عقلية مثل عقلية سلمان ، تفكر في تصرفاتها وأفعالها ، وتزنها بميزان الحقيقة ،وتستمع إلى أفكار الآخرين وتفكر فيها وتلتزم بها إن وجدتها صحيحة تستحق الاتباع .
إن عقلية سلمان المتفتحة وحبه للبحث وتضحيته في سبيل ذلك ، أكسبته أقصى ما يستطيع أن يكسبه شخص في دنياه ..
أكسبته الجنة .

5- الاجتهاد والتضحية من أجل تحصيل العلم (سلمان يفقد حريته وماله من اجل معرفة الحقيقة )

تعيش الأمة الإسلامية أذل عصورها ، وتستهين بها كل الأمم ،ويعد أحد الأسباب القوية لذلك ، احتقارها للعلم وعدم تقديرها للعلماء ، فالشباب لا يجد للعلم نفعاً ، والغش في المدارس أصبح وسيلة معترفاً بها للنجاح ، والمعلم مهان بسبب احتياجه الدائم لعائد الدروس الخصوصية ، وحاملو المؤهلات العلمية يعانون من البطالة .
ولقد أعطانا سلمان الفارسي (حيث أنه كان ابناً لإمبراطورية متقدمة علمياً ) درساً في حب العلم وتقديره والتضحية من أجله ، حتى أنه قبل أن يعمل خادماً عند أسقف الكنيسة ، حتى تسنح له الفرصة كي ينهل من علمه للتعرف أكثر على المسيحية .. دينه الجديد .

6- عندما يصدر الخطأ من مسلم ، فليس هذا خطأ الإسلام ..بل خطأ المسلم في تطبيق الإسلام .(سلمان لم يترك المسيحية رغم علمه بان أسقف الكنيسة يستولي على الصدقات )

يقع الكثير من الناس فريسة لفكرة خاطئة ، وهو أنه طالما ارتكب متدين خطأ ، إذن الإسلام نفسه به خطأ ، وأنه لا يريد أن يكون متدينا حتى لا يقع في مثل هذه الأخطاء ، وفى الحقيقة ..إن سلوك بعض المتدينين وتعاملاتهم ، يفتن الناس بتصرفاتهم الخاطئة ، ويصرف الناس بأعمالهم عن التدين ، فيظلمون بذلك الإسلام نفسه ، ويؤذونه أشد الإيذاء قبل أن يؤذوا أنفسهم .
ولقد كانت حكمة الشاب سلمان بليغة حين رأى أسقف الكنيسة يأكل أموال الصدقات ، ففهم أن هذا التصرف يرجع إلى أسقف الكنيسة ، ولا يرجع إلى المسيحية نفسها ، ولم يلصق التهمة بالدين ولم يفكر في تركه بسبب تصرف من مسيحي ، حتى وإن كان أسقف الكنيسة نفسه ، بل توهجت حكمة سلمان بأنه سكت عما رآه ، في سبيل أن يأخذ من علمه ما استطاع أن يأخذ.

7- الإصرار على الوصول للهدف مهما تكن الصعوبات ( سلمان يسافر ثلاث مرات و يفقد حريته وماله من أجل الوصول إلى هدفه )

شبابنا ييأس بسرعة ، وطاقته تنفد عند أول محاولة ، أو الثانية على الأكثر ، ودائماً يتهم الزمن والحظ والمجتمع والناس ، ولكنه لا يعلم حقيقة هامة يعرفها كل الناجحين والمتفوقين ويحفظونها عن ظهر قلب ، وهو أن الهدف لن يتحقق من أول محاولة ، ولا ثاني محاولة ، بل إن تحقيق الهدف يستلزم محاولات ومحاولات ، يغير على أثرها صاحب الهدف تفكيره وأسلوبه في الوصول إليه ، إلى أن ينجح في النهاية ، وبالتأكيد سينجح ، لأن هذه الوسيلة ، هي الوسيلة الطبيعية والمضمونة للنجاح ، وكلما زاد سمو الهدف ، كلما زادت المحاولات المطلوبة للوصول إليه ، والمشقة التي تلزم لبلوغه ، وعلى ذلك .. فلا بد أن يتمتع صاحب الهدف – إن أراد أن يكون من الناجحين- بالإصرار والإرادة والثقة بالله والتوكل عليه .
وسلمان حاول محاولات عديدة ، وتعرض لمواقف صعبة ، كان من الممكن أن ييأس خلالها ويعود إلى بلده ، ولكنه ثابر وتحدى ، حتى وصل إلى الحقيقة التي أراد أن يصل إليها .. فكان جزاؤه خير الجزاء.. الإسلام .

8- ذكاء الصحابة والرسول في التعامل مع سلمان ( الصحابة لم يهجموا على سلمان لدعوته للإسلام عندما وجدوه يتردد على النبي )

لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم مجموعة من المبرمجين على إطلاق جمل معينة عندما يقابلون شخصاً جديداً بأن يدعونه إلى الإسلام بمجرد مقابلته ، ولكنهم كانوا على وعى وفهم للنفوس وفن الدعوة إلى الله ، فلم يطلبوا منه الدخول في الإسلام لا أول مرة ولا ثاني ولا ثالث مرة ، بعدما لاحظوا اهتمامه بالرسول ، فقد تركوا الأمر للرسول الذي علم بفطنته أن سلمان يبحث عن شئ ما، وعندما يجده سيصبح الطريق ممهداً لإسلامه .. وقد كان .. فلقد تركه الرسول حتى تأكد من نبوته ، فأسلم بعدها على الفور .

9- المجتمعات العربية تخاف من الأفكار الجديدة وتجهضها ( الرسول يقبل فكرة سلمان الخاصة بحفر الخندق و يناقشها و يوافق عليها رغم غرابتها )

كان موقف الرسول من قبول فكرة سلمان بحفر الخندق – وهى فكرة كانت جديدة على العرب والمسلمين بالطبع – دليلا قوياً على مرونة الرسول في قبول الجديد من الأفكار ، وإعطائه الحرية للمسلمين كي يبدعوا ويفكروا في حل المشكلات ، وكان ذلك سببا مباشراً في انتصار المسلمين في غزوة عصيبة، لك أن تتخيل ماذا سيكون حال المسلمين بدونها .
وربما كان أبلغ تقدير لسلمان وفكرته ، أن سميت الغزوة باسم ابتكاره ( غزوة الخندق ) وليس باسم مكانها كما كان الحال في بدر و أحد.
وفى مجتمعنا العربي – للأسف – ، نواجه الأفكار الجديدة بالسخرية والنقد الشديد اللاذع ، مما يجعل المبدع معزولا ومتهماً طوال الوقت ، فإما أن يصمد وكأنه في موقعة حربية مع مجتمع بأكمله ، وإما أن يتراجع ويتنازل عن أفكاره ويقتل مواهبه بنفسه، وإما أن يهاجر لبلاد تهتم بالمبدعين وترعاهم، ككل العقول المهاجرة من العالم العربي إلى أمريكا وأوروبا .
إننا لن نستطيع أن نواجه مشاكلنا طالما نقتل الإبداع ونحارب المواهب ونرتعش من الأفكار الجديدة ، والغرب إنما تقدم .. إلا لأنه يدرب أبناءه على التفكير المبدع غير التقليدي ، الذي يأتي بحلول غريبة لا يتوقعها أحد ، ولكنها تثبت صحتها بمرور الأيام ، وبعدها.. يسير وراءها التقليديون الكسالى .

10- لا بد من الأخذ بالأسباب بالرغم من نبوءة الرسول بالنصر ( المسلمون يستمرون في حفر الخندق رغم نبوءة الرسول لهم بالنصر )

لماذا لم يترك المسلمون المعركة ، أو على الأقل توقفوا عن حفر الخندق الشاق المضني ، بعد أن سمعوا نبوءة النبي بفتح بلاد فارس وبلاد الروم ، بل لماذا لم يفكر المسلمون في الأمر مجرد تفكير ؟!
ذلك لأن الإسلام علمهم أن النصر لا يأتي إلا بالأخذ بالأسباب ، وأن النجاح لا يأتي في الدنيا إلا بالجهد والتعب والمشقة .

11- الإسلام دين حياة متوازن ، ولا يجب أن تطغى العبادة على الجوانب الأخرى( سلمان يراجع أبا الدرداء في أسلوب حياته )

أخذ سلمان على أبى الدرداء مبالغته في العبادة إلى حد إهمال بيته وزوجته ، وعندما علم الرسول بذلك أيده في رأيه ..
إن العبادة ركن هام وخطير في الإسلام ، ولكننا لا بد أن نفهم دوره ، إنه يعطينا الطاقة الإيمانية التي نستطيع أن نتحرك بها لتطبيق الإسلام في حياتنا من معاملات مع الوالدين والأصدقاء والناس ، ومن اجتهاد في المذاكرة للنجاح والتفوق ، ومن إتقان في العمل . فالعبادة جعلت لننطلق بها في آفاق المجتمع لتغييره إلى الأفضل، وليس للانغلاق بها بين أربع جدران.

12- التواضع يحمى الإنسان من الغرور ويزيده عزاً أمام الناس ( سلمان يحمل عن الرجل الشامي حمل التمر وهو أمير )

كان سلمان يخشى أكثر مما يخشى من الغرور، الذي يهاجم النفس فيدمرها ويشقيها ، فكان يلزم نفسه دائماً بالتواضع ، فيدخل المدائن وهو على بغلة فينبهر أهل فارس المترفين بالحاكم الجديد ، الذي طالما سمعوا عن صولاته وجولاته ..
ولكن التواضع الذي يريده الإسلام ، تواضع في غير ذلة ولا مسكنة ، تواضع التبسط مع الناس وعدم التعالي عليهم، وحب خدمتهم والاستماع إليهم ومشاورتهم ..
هنا يصبح التواضع دافعاً لحب الناس ..وسيكافئك الله ساعتها على تواضعك( الصحيح ) معهم ، بالعزة والشموخ أمامهم .




رد: سليمان الفارسي قصة و عبرة

salmasali

قصة جميلة

شكرا لك

الونشريس




رد: سليمان الفارسي قصة و عبرة

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة romaisa
salmasali

قصة جميلة

شكرا لك

العفو اتمنى ان يستفيد منها الجميع




رد: سليمان الفارسي قصة و عبرة

ظل سلمان يحكى للرسول وظل الرسول يشرح لسلمان
وأسلم سلمان ..
لتدخل قلبه العقيدة الثالثة ..
ولكنها الأخيرة …
أخيرا.. لقد نجح سلمان في الوصول إلي الحقيقة ..
الحقيقة الكاملة..
بارك الله فيك فقصص الصحابة كثيرة العبرة .




رد: سليمان الفارسي قصة و عبرة

بارك الله فيك اخي الفاضل

فما اجملها من قصة تحمل عدة عبر و مواعظ

اتمنى ان نستفيد منها و نتقيد بها

جعلها الله في ميزان حسناتك با رب




رد: سليمان الفارسي قصة و عبرة

شكرا على المرور الطيب
اتمنى ان يستفيد الجميع




التصنيفات
شخصيات إسلامية

أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة

أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة


الونشريس

ط§ظ„ظˆظ†ط´ط±ظٹط³

هذه أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها

نحبها

وإنا هنا

والله ما خنعت سيوفنا

ما تعبت خيولنا

والسنابك للجياد من ذهب

والرحى متى حمت وطيسها

كنا هنا

لنصد رماح القاذفين عرض نبينا

حبيبنا هي حبيبته وهو حبيبها

الونشريس

هذه أمكم :
عائشة بنت أبي بكر هي عائشـة بنت أبي بكر الصديـق ، عبد الله بن أبي قحافـة عثمان بن عامر
من ولد تيـم بن مرة ، ولدت السيـدة عائشـة بعد البعثة بأربع سنين ، وعقد
عليها رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بسنة ، ودخـل عليها
بعد الهجرة بسنة أو سنتيـن000وقُبِضَ عنها الرسول الكريم وهي بنـت ثمان
عشرة سنة ، وعاشت ست وستين سنة ، وحفظت القرآن الكريم في حياة الرسول
وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفي حديث ومائي وعشرة أحاديث000

الرؤيا المباركة
قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- . أُريتُـكِ -وهو يخاطب عائشـة- في المنام ثلاث ليالٍ ، جاءني بك الملك في سَرَقةٍ من حرير ، وهو الحرير الأبيض ، فيقول . هذه إمرأتك )000فاكشف عن وجهك فإذا أنت هي ؟000فأقول . إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ)000

الخِطبة
عندما ذكرت خولة بنت حكيـم لرسـول الله -صلى الله عليه وسلم- اسم عائشة لتخطبها له ، تهلل وجهه الشريف لتحقق الرؤيا المباركة ، ولرباط المصاهـرة الذي سيقرب بينه وبين أحـب الناس إليه000 دخلت خولة الى بيت أبي بكر ، فوجدت أم عائشة فقالت لها . ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة ؟)000قالت أم عائشة . وما ذاك ؟)000أجابت . أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخطبُ له عائشة )000فقالت . ودِدْتُ ، انتظري أبا بكر فإنه آتٍ )000

وجاء أبو بكر فقالت له . يا أبا بكر ، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ؟! أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخطبُ عائشـة )000فذكر أبو بكر موضعـه من الرسـول -صلى الله عليه وسلم- وقال . وهل تصلح له ؟000إنما هـي ابنة أخيه ؟)000فرجعت خولة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقالت له ذلك ، فقال .. ارجعي إليه فقولي : أنت أخي في الإسلام ، وأنا أخوك ، وبنتك تصلحُ لي )000

فذكرت ذلك لأبي بكر فقال . انتظريني حتى أرجع )000فذهب ليتحلل من عِدَةٍ للمطعم بن عدي ، كان ذكرها على ابنه ، فلما عاد أبو بكر قال . قد أذهبَ الله العِدَة التي كانت في نفسـه من عدِتِه التي وعدها إيّـاه ، ادْعي لي رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فدعتْه وجاء ، فأنكحه ، فحصلت قرابة النسب بعد قرابة الدين000

العروس المباركة
وبعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين الى المدينة ، وحين أتى الميعاد أسرع الأصحاب من الأنصار وزوجاتهم الى منزل الصديق حيث كانت تقوم فيه العروس المباركة ، فاجتمعت النسوة الى آل الصديق يهيئن العروس لتزفّ الى زوجها ( سيد الخلق ) ، وبعد أن هيَّئْنَها وزفَفْنها ، دخلت ( أم الرومان ) أم عائشة بصحبة ابنتها العروس الى منزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من دار أبي بكر ، و قالت . هؤلاء أهلك ، فبارك الله لك فيهنّ ، وبارك لهن فيك )000وتنقضي ليلة الزفاف في دار أبي بكر ( في بني الحارث بن الخزرج )000ثم يتحوّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأهله الى البيت الجديد000وهو حجرة من الحجرات التي شُيّدت حول المسجد000

حديث الإفك
حديث الإفك خطير أفظع الخطر في مضمونه ومحتواه000فمضمونه : العداء للإسلام والمسلمين ، و محتواه : قذف عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وإشاعة مقالة السوء في أهله الأطهار ، و أغراضه : إكراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرين على الخروج من المدينة ، وأهدافه : إزالة آثار الإسلام والإيمان من قلوب الأنصار000

الحادثة
وفي غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، تقول السيدة عائشة . فلما فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت لبعض حاجاتي وفي عنقي عقد لي ، فلما فرغت أنسل من عنقي ولا أدري ، فلما رجعت الى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده ، وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت الى مكاني الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ، وجاء القوم خلافي ، الذين كانوا يُرَحِّلون لي البعير ، وقد فرغوا من رحلته ، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أني فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس000

فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني ، وعرفت أن لو قد افتقدت لرُجع إلي ، فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي ، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فلما رآني قال . إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)000وأنا متلففة في ثيابي ، قال . ما خلّفك يرحمك الله ؟)000فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال . اركبي )000واستأخر عني ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فوالله ما أدركنا الناس وما افتُقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس ، فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل الإفك ما قالوا ، فارتعج العسكر ، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك )000

مرض عائشة
وفي المدينة مرضت السيـدة عائشـة مرضاً شديداً ، ولم تعلم بالحديـث الذي وصل للرسـول -صلى الله عليه وسلم- وأبويها ، إلا أنها قد أنكرت من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض لطفه بها ، وحين رأت جفائه لها استأذنت بالإنتقال الى أمها لتمرضها فأذن لها000وبعد مرور بضع وعشرين ليلة خرجت مع أم مِسْطح بنت أبي رُهْم بن المطلب بن عبد مناف ، فعلمت بحديث الإفك ، وعادت الى البيت تبكي وقالت لأمها . يغفر الله لك ، تحدّث الناس بما تحدّثوا به وبلغك ما بلغك ، ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً)000قالت . أي بُنَيَّة خفِّضي الشأن ، فوالله قلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يُحبها لها ضرائر إلا كثّرن وكثّر الناس عليها )000

الأوس والخزرج
وقد قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الناس يخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال . أيها الناس ، ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق ؟000والله ما علمت منهم إلا خيراً ، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً ، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي )000فلمّا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك المقالة ، قال أسيْد بن حُضَيْر . يا رسول الله ، إن يكونوا من الأوس نكفكهم ، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمُرْنا بأمرك ، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم )000
فقام سعد بن عُبادة فقال . كذبت لعمر الله لا تُضرَب أعناقهم ، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا )000قال أسيد . كذبت لعمر الله ، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين )000وتساور الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيّين من الأوس والخزرج شرّ ، ونزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فدخل على عائشة000

الإستشارة
ودعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد ، فاستشارهما ، فأما أسامة فأثنى خيراً وقال . يا رسول الله ، أهلك ، ولا نعلم عليهن إلا خيراً ، وهذا الكذب و الباطل )000وأما علي فإنه قال . يا رسول الله ، إنّ النساء لكثير ، وإنك لقادر على أن تستخلف ، وسلِ الجارية تصدُقك )000فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بريرة ) ليسألها ، فقام إليها علي فضربها ضربا شديداً وهو يقول . اصدقي رسول الله )000فقالت . والله ما أعلم إلا خيراً ، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني ، فآمرها أن تحفظه فتنام عنه ، فيأتي الداجن فيأكله )000

الرسول و عائشة
تقول السيدة عائشة . ثم دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي أبواي ، وعندي امرأة من الأنصار ، وأنا أبكي وهي تبكي معي ، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال . يا عائشة ، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي الى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده )000
قالت . فوالله ما هو إلا أن قال ذلك ، فقلص دمعي ، حتى ما أحس منه شيئاً ، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يتكلما000فقلت لهما . ألا تجيبان رسول الله ؟)000فقالا لي . والله ما ندري بماذا نجيبه )000
قالت . فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت . والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس ، والله يعلم أنّي منه بريئة ، لأقولن ما لم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني ، ولكني أقول كما قال أبو يوسف . فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون )000

البراءة
قالت السيدة عائشة . فوالله ما بَرِحَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه ، فسُجِّي بثوبه ، ووضِعت له وسادة من أدم تحت رأسه ، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت ، فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت ، قد عرفت أني بريئة ، وإن الله غير ظالمي ، وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سُرّيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فَرَقاً أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس000

ثم سُرِّيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس وإنه ليتحدّر منه مثل الجُمان في يومٍ شاتٍ ، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول . أبشري يا عائشة ، فقد أنزل الله براءتـك )000فقالت . بحمـد الله وذمّكم )000ثم خرج الى الناس فخطبهم ، وتلا عليهم ما أنزل اللـه عز وجل من القرآن000سورة النور ( 11-19 )000وبدايتها000

قال تعالى :"( إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصْبَةُ منكم ، لا تحسبوه شراً لكم بلْ هو خيرُ لكم ، لكل امرىءٍ منهم ما اكتسبَ من الإثم ، والذي تولَّى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ ، لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ")000

إقامة الحد
ثم أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدَّهم000

حبيبة الحبيب
قالت السيدة عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يا رسول الله ، كيف حبّك لي ؟)000قال -صلى الله عليه وسلم- . كعقد الحبل )000فكانت تقول له . كيف العُقدةُ يا رسول الله ؟)000فيقول . هي على حالها )000كما أن فاطمة -رضي الله عنها- ذهبت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذكر عائشة عنده فقال . يا بُنية : حبيبة أبيك )000
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- لأم المؤمنين عائشة . كنتِ أحبَّ نساء النبي-صلى الله عليه وسلم- إليه ، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحبُّ إلا طيّباً )000وقال. هلكت قلادتُك بالأبواء ، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلتقطها فلم يجدوا ماءً ، فأنزل الله عزّ وجل:000

قال تعال. فتيمموا صعيداً طيباً )000
فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة)000وقال وأنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته ، فليس مسجد يُذكر الله فيه إلاّ وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار )000 فقالت. يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً )000

رؤية جبريل
قالت السيـدة عائشـة. رأيتك يا رسـول الله واضعاً يدك على معرفة فرسٍ ، وأنت قائم تكلِّم دِحيـة الكلبي )000قال -صلى الله عليه وسلم- أوَقدْ رأيته ؟)000قالت . نعم!)000قال . فإنه جبريل ، وهو يقرئك السلام )000قالت . وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيراً من زائر ، فنعم الصاحب ونعم الداخل )000

زهدها
قال عروة. أن معاوية بعث الى عائشة -رضي الله عنها- بمائة ألف ، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرّقتها000قالت لها مولاتها. لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهمٍ لحماً !)000فقالت . لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت )000

فضلها العلمي
كانت السيدة عائشة صغيرة السن حين صحبت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وهذا السن يكون الإنسان فيه أفرغ بالا ، وأشد استعداداً لتلقي العلم ، وقد كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- متوقدة الذهن ، نيّرة الفكر ، شديدة الملاحظة ، فهي وإن كانت صغيرة السن كانت كبيرة العقل000قال الإمام الزهري لو جمع علم عائشة الى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل )000وقال أبو موسى الأشعري ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً )000
وكان عروة يقول للسيدة عائشة يا أمتاه لا أعجب من فقهك ؟ أقول زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب ، أقول بنية أبي بكر -وكان أعلم الناس- ولكن أعجب من علمك بالطب فكيف هو ؟ ومن أين هو ؟ وما هو ؟)000قال : فضربت على منكبي ثم قالت أيْ عُريّة -تصغير عروة وكانت خالته- إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسقم في آخر عمره ، فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه ، فمن ثَمَّ )000

اعتزال النبي لنسائه
اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له000

ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر أطلقت يا رسول الله نساءك ؟)000فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال لا)000فقال عمر الله أكبر )000ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل )000فقلت قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟)000فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
فقال عمر يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك )000فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له000
وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم-000والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000

قال تعالى إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000سورة التحريم آية ( 4-5 )000
فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ 000
قال تعالى سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير )000

السيدة عائشة والإمام علي
لم يكن يوم الجمل لعلي بن أبي طالب ، والسيدة عائشة ، وطلحة والزبير قصد في القتال ، ولكن وقع الإقتتال بغير اختيارهم ، وكان علي -رضي الله عنه- يوقر أم المؤمنين عائشة ويُجلّها فهو يقول إنها لزوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة )000وكذا السيدة عائشة كانت تُجِلّ علياً و توقره ، فإنها -رضي الله عنها- حين خرجت ، لم تخرج لقتال ، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين ، وظنّت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبيـن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى ، فكانـت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها000

فعندما أقبلت السيدة عائشة وبلغت مياه بني عامر ليلاً ، نبحت الكلاب ، فقالت أيُّ ماءٍ هذا ؟)000قالوا ماء الحوْأب )000قالت ما أظنني إلا راجعة )000قال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون ، فيُصلحُ الله ذات بينهم )000قالت إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم كيف بإحداكُنّ تنبُحُ عليها كلاب الحَوْأب ))000وبعـد أن انتهى القتال وقـف علي -رضي اللـه عنه- على خِباء عائشـة يلومها على مسيرها فقالت يا ابن أبي طالب ، ملكْتَ فأسْجِحْ -أي أحسن العفو-)000فجهَّزها الى المدينة وأعطاها اثني عشر ألفاً -رضي الله عنهم أجمعين-000

معاوية والسيدة عائشة
لمّا قدِم معاوية المدينة يريد الحج دخل على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومولاها ذكوان أبو عامر عندها فقالت له عائشة أمِنتَ أن أخبِّىء لك رجلاً يقتلك بقتلك أخي محمداً ؟)000قال معاوية صدقتِ )000فكلّمها معاوية فلمّا قضى كلامه ، تشهدت عائشة ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه من الهدى ودين الحق ، والذي سنّ الخلفاء بعده ، وحضّتْ معاوية على اتباع أمرهم ، فقالت في ذلك ، فلم تترِك000
فلمّا قضت مقالتها قال لها معاوية أنتِ والله العالمة بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-المناصحة المشفقة ، البليغة الموعظة ، حَضَضْتِ على الخير وأمرت به ، ولم تأمرينا إلا بالذي هو لنا ، وأنتِ أهلٌ أن تطاعي )000فتكلّمت هي ومعاوية كلاماً كثيراً ، فلمّا قدم معاوية اتكأ على ذكوان ، قال والله ما سمعت خطيباً ليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من عائشة )000

وفاتها
توفيت سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان لسبع عشرة ليلة خلت منه ، ودُفنت في البقيع

تحياتي………………………




رد: أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة

رضي الله عنها و أرضاها……………..السيدة عائشة الطاهرة العفيفة
جزاك الله خيرا على ما قدمتي أختي




رد: أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة

رضي الله عنها ششششششششششششكرا




رد: أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة

هل تعلم..؟؟ – – – – – – اذا امسكت "المصحف" فإن الشيطان … "يغضب" وإذا فتحته … "يبكي" وإذا قلت بسم الله … "ينهار" فإذا أخذت في القرآءه … "يقع مغشي عليه" وهل تعلم أنك إذا حاولت إرسال هذه الرسالة لأحد … سيحاول الشيطان … "منعك"




رد: أمـــــــنـــــا عــــائشة الطاهرة المطهرة

رضي الله عنها وارضاها جزاك الله خيرا