التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين

أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)


الونشريس

أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين

اظغط على الرابط;

http://www.ouarsenis.com/2minutes.htm

أخي الحبيب في الأخير أتمنى أن تدعوا لي ولوالدي بكل ما هو خير

وان تدعوا لي بالتوفيق في دنيتي وآخرتي و في دراستي

ولـ صاحب الفكرة جزاه الله ألف خير




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

بارك الله فيك وفي عملك الطيب …………….وشكـــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــرا




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

بارك الله فيك على الموضوع




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

يجعها الله في ميزان حسناتك ان شاء الله




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

جزاك الله الف خيـــــــــــــــــــــــر




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

شكرا لكم والله يحفظكم




رد: أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين (استغل الفرصة)

جزاك الله كل الخير




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

القرآن في دفتر يومياتنا

القرآن في دفتر يومياتنا


الونشريس

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن في دفتر يومياتنا

هل اشتاقت روحك لتلاوة أعطر الآيات من كتاب الله؟ هل خصصت لهذا الكتاب العظيم وقتاً من يومك؟ متى كانت آخر مرة ختمت فيها القرآن؟ ما مدى تأثرك بكلام الله؟ أسئلة كثيرة تدل إجاباتها على مدى اتصالنا بكلام الرحمن ، وتكشف لنا حقيقة ما عندنا من الإيمان .
الاتصال بكتاب الله يحيي القلب ، ويبث الإيمان ، ويربط الروح بالله ، ويطمئن النفس ، ويزيد الأنس ، ويمتع النظر ، ويحفظ القلب من الآثام ، ويشغل الفكر بما يفيده في الدنيا والآخرة ، ويحميه من الأفكار والخيالات الفاسدة.
مهما كان انشغالنا ، وازدحام الأعمال بين يدينا ، وتراكم المهام في دفتر يومياتنا ، فلا يصح أبداً أن ننشغل بشيء – مهما كان – عن تلاوة كلام الله ، والاتصال بآياته المحكمة وعظاته المؤثرة .
أي خسران هذا ، وأي غبن نقع فيه عندما ننشغل عن كتاب الله بما هو دونه ، بزعم أننا لا وقت لدينا ، مع علمنا بجزيل الثواب لمن يتلو آيات الكتاب ، فكلنا يعلم أن الحرف بحسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، فكل حرف بعشر حسنات!
لكن المصيبة أن هذا الغبن لا يظهر إلا في يوم التغابن ، يوم توزن الحسنات والسيئات بميزان القسط الذي يبين فيه مثقال الذرة (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) ، ذلك اليوم الذي يقول فيه العبد (يا ليتني قدمت لحياتي) .
ألا يستحي أحدنا من الله أن يكون داعية ، أو طالب علم ، أو إماماً ، أو ملتزماً بدين الله ، وتمر عليه الأسابيع لم يفتح فيها مصحفاً ، ولم يقرأ فيها جزءاً واحداً ، ولا عهد له بختم القرآن إلا في رمضان الماضي؟!
إذن أخي الغالي ، اجعل لك ورداً يومياً تقرؤه من كتاب الله ، مهما كان انشغالك ، ورتب جدولاً لختم القرآن ، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يختمونه كل أسبوع مرة ، حدد مقدار تلاوتك بما يتناسب مع طاقتك ، وليكن جزءاً في اليوم كبداية مناسبة ، وبهذا تختم القرآن تلاوة مرة كل شهر .

وهاك بعض التوصيات التي تعينك على ذلك بإذن الله :
1) اشتر مصحفاً صغيراً (مصحف الجيب) ، واجعله رفيقك أينما حللت وحيثما ارتحلت ، فذلك أدعى للارتباط بكتاب الله ، لو كان اهتمامنا باصطحاب المصحف معنا أينما كنا كاهتمامنا باصطحاب الهاتف الجوال لتغيرت أحوالنا!
2) حدد مقداراً ثابتاً للتلاوة كل يوم ، كالجزء أو الجزأين مثلاً.
3) اجعل لك رفيقاً صالحاً يعينك على تلاوة هذا الورد اليومي ، ولتكن بينكما منافسة .
4) خصص وقتاً محدداً من يومك لتلاوة هذا الورد اليومي ، وليكن في فترة النهار ، حتى تستطيع أن تعوض ما فاتك من التلاوة ليلاً إذا حدث لك ظرف طارئ.
5) استغل وقت فراغك في تلاوة المزيد من كتاب الله ، فعندك أوقات كثيرة تضيع في الانتظار ، وتهدر في ما بين الأعمال الكبيرة ، دون أن تشعر بها .
كثير ممن يزعمون أنهم لا يجدون وقتاً هم في الحقيقة مشغولون بلا مهمة ، تضيع منهم أوقات كثيرة بسبب عدم استعدادهم لاستغلالها ، وعدم تخطيطهم لاستثمارها.
كم من طلاب الجامعات والموظفين من يستقل المواصلات العامة ، ويقضي أكثر من ساعتين أو ثلاث يومياً ذهاباً وإياباً ، دون أن يقرأ فيها حرفاً واحداً يكون له ذخراً في يوم الحسرات .
نسأل الله تعالى ، أن يوفقنا لتلاوة كتابه ، والعمل به ، وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا ، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته . (من موقع صيد الفوائد)




رد: القرآن في دفتر يومياتنا

الونشريس




رد: القرآن في دفتر يومياتنا

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا




رد: القرآن في دفتر يومياتنا

malek 38

اللهم إجعل القرآن ربيع قلبي
موضوع مميّز

الونشريس




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

تحذير

تحذير


الونشريس

تحذيـــر !!!
.
.
.
.
… .
.
.
أولا : المسجد يسمى بالإنجليزية: Mosque
و هي تعني: بيت البعوض!
فمن الضروري تسميته: Masjid

ثانياً: مكه تسمي بالأنجليزية: Mecca
وهي تعني: بيت الخمر!
فمن الضروري تسميتها: Makkah

ثالثاً :عدم إختصار إسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بهذا الأسم: Mohd
لأنها تعني: الكلب ذو الفم الكبير!! .. أكرم الله نبينا
فمن الضروري كتابة الإسم كامل muhammad

تـذكر: من كتم علماً لٌجِم يوم الـقيامة بلجام من النار!

انشرووووها ولا تدعها تقف عندك




رد: تحذير

شكرااااااااااااا على الموووووووووووووع الرائع والنصائح
الونشريس
الونشريس




رد: تحذير

لاشكر على واجب اختاه




رد: تحذير

بارك الله فيك أخي موضوع رائع




رد: تحذير

شكرا جزيييييييييييييييييلا على هذا التحذير حقا نبهتنا على أمور لم اكن اعرفها جواك الله خيرا وطبعا سأنشرها




رد: تحذير

جزاك الله خيرا………جعلها الله في ميزان حسناتك




رد: تحذير

اللهم اميييييييييين لكل امة محمد عليه افضل السلام شكرا




رد: تحذير

شكرا لك اختي والله تحدير رائع




رد: تحذير

لاشكر على واجب اخي ايوب هذا اقل مااقدر على فعله فاسال الله ان يجعله في ميزان كل واحد منا وشكرا على الردود




رد: تحذير

شكرااااااااااااا على النصائح




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

موت القلوب

موت القلوب


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تعرف متى يموت قلبك؟؟

يموت قلبك … عندما تنسى ذكر الله..
يموت قلبك … عندما تيأس من رحمة الله.
يموت قلبك … عندما تتوانى عن أداء العبادات.
يموت قلبك … عندما لا تصارح نفسك بأخطائك.
يموت قلبك … عندما لا تجد لك صديقا صدوقا.
يموت قلبك … عندما لا تقرأ القرءان وتنسى حفظه
.
يموت قلبك … عندما لا تشكو لله ضعف قوتك وقلة حيلتك وهوانك على الناس.
يموت قلبك … عندما تقابل الاساءة بالاساءة أو الأحسان بالاساءة.
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان ولاتجعلها ميتة وطهرها بذكرك

آمين

فهل قلبك من تلك القلوب الغافلة؟..
أن تعرف الله فلا تؤدي حقه.
تقرأ القرآن ولم تعمل به.
ادعيت حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتركت سنته.
ادعيت عداوة الشيطان فأطعته.
ادعيت دخول الجنة ولم تعمل لها.
ادعيت النجاة من النار فرميت نفيك بها.
قلت أن الموت حق ولم تستعد له.
اشتغلت بعيوب الناس وتركت عيوبك.
يدفن الأموات ولم تعتبر.
أكلت نعمة الله ولم تشكره عليها.

اطلب قلبك عند ثلاثة مواطن :
عند سماع القرآن, وفي مجالس الذكر, وفي أوقات الخلوة.

قسوة القلب من أربعة أشياء إذا تجاوزت قدر الحاجة :
الأكل, والنوم, والكلام, والمخالطة.

علامات صحة القلب:
أول علامة لصحة القلب كثرة ذكر الله عزوجل.
ومن علامات صحته أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله.
ومن علامات صحته أن يتعب الجسد في الخدمة ولا يمل القلب.
أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه غمه وهمه في الدنيا ووجد راحته.
أن يأنس بالله ويستوحش من غيره إلا لمن يدل عليه أو يذكره به.
أن يكون كلام الله – عز وجل – والكلام عنه أحب شيء إليه.
أن يكون أشح بوقته أن يذهب في غير طاعة الله، وإذا فاتته طاعة وجد لذلك حسرة، ويحن لصاحبه، ويشتاق لطاعة الله تعالى.

أقسام القلوب :
– القلب الصحيح، وهو : القلب الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خيره، وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به : (يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بَنونْ إلاّ مَنْ أَتى الله بقلبٍ سليم).

– القلب الميت، وهو : الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره، بل واقف مع شهوته وملذاته، ولو كان فيه سخط ربه وغضبه.. فمخالطة صاحب هذا القلب سقم، ومعاشرته سم، ومجالسته هلاك!..

– القلب المريض، هو: قلب له حياة وبه علة تمره هذه مرة وهذه مرة أخرى، وهو لما غلب عليه منهما، ففيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر والعجب ما هو مادة هلاكه وعطبه.
فالقلب الأول : (حي مخبت لين واعي).. والثاني : (يابس ميت).. والثالث : (مريض.. فإما إلى السلامة أدنى، وإما إلى العطب أدنى).

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا واحسن اليكم
ونفع بكم ورفع من قدركم
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه
لاتنسونا من صالح دعائكم
نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا واياكم




رد: موت القلوب

شكرااااااااااااااااااا لك أختي طالبة العلى
موضوع في القمة
بارك الله فيك ننتظر جديدك

يموت قلبك … عندما تقابل الاساءة بالاساءة أو الأحسان بالاساءة.
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان ولاتجعلها ميتة وطهرها بذكرك
آمين

أميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــن




رد: موت القلوب

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة molierebbn
شكرااااااااااااااااااا لك أختي طالبة العلى
موضوع في القمة
بارك الله فيك ننتظر جديدك

يموت قلبك … عندما تقابل الاساءة بالاساءة أو الأحسان بالاساءة.
اللهم أحيي قلوبنا بالإيمان ولاتجعلها ميتة وطهرها بذكرك
آمين

أميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــن

آميييييييييييييييييين….يارب
بارك الله فيك اخي موليار على المرور العطر ….والأروع هو ردك .




رد: موت القلوب

ان شاء الله تنشط قلوبنا




رد: موت القلوب

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fethicompta
ان شاء الله تنشط قلوبنا

شكراا على المرور العطر ….سرني تواجدك اخي fethicompta




رد: موت القلوب

اللهم طهر وصفي قلوبنا
وابعد عنها كل مايسيءإليك يا رب
شكرا جزيلا لك أختي الغالية على الموضوع المميز
بارك الله فيك




رد: موت القلوب

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة13
اللهم طهر وصفي قلوبنا
وابعد عنها كل مايسيءإليك يا رب
شكرا جزيلا لك أختي الغالية على الموضوع المميز
بارك الله فيك

شكراا غاليتي نبيلة على المرورالعطر . سرني كثيرا تواجدك . دمت بود




رد: موت القلوب

بارك الله فيك أختي نور على المضوع الجميل شكرااااااااااااا لك
اللهم طهر قلوبنا و اغفر لنا و ارحمنا يا ارحم الراحمين {آآآآآآآآمين } بوركت عزيزتي
و صحـــــــــــى سحورك …………..{ اشتقت لك }




رد: موت القلوب

الونشريس اقتباس الونشريس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايكي
بارك الله فيك أختي نور على المضوع الجميل شكرااااااااااااا لك
اللهم طهر قلوبنا و اغفر لنا و ارحمنا يا ارحم الراحمين {آآآآآآآآمين } بوركت عزيزتي
و صحـــــــــــى سحورك …………..{ اشتقت لك }

أهلا بالغالية عفاف نورت موضوعي بطلتك حتى انا اشتقت لحبيبة قلبي كثيرااا . شكرااا على المرور الجميل . صح سحورك




رد: موت القلوب

الله يسلمك ^-^ حنونتي




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

أيها الحبيب ترفق لا ترحل

أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل


الونشريس

أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل .. أما تسمع أنين المحبين لك؟!

بسم الله والحمد لله
أيها الحبيب ..ترفق .. لا ترحل .. أما تسمع أنين المحبين لك؟!
إعداد الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس

يا شهر رمضان ترفق دموع المحبين تدفق.
قلوبهم من ألم الفراق تشقق.

عسى وقفة للوداع تطفي من نار الشوق ما أحرق.
عسى توبة ساعة و إقلاع ..ترقع من الصيام ما تخرق.

عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق.
عسى أسير الأوزار يطلق.

عسى من استوجب النار يعتق.
فيجبر مكسور ويقبل تائـب ويعتق خطاء ويسعد من شقي

رمضان كيف ترحل عنا وقد كنت خير جليس لنا؟!

كنا بين قارئ وصائم ومنفق وقائم، وباكٍ ودامع، وداعٍ وخاشع.
رمضان فيك المساجد تعمر، والآيات تذكر، والقلوب تجبر، والذنوب تغفر،
كنت للمتقين روضةً وأنساً، وللغافلين قيداً وحبساً،

كيف ترحل عنا وقد ألفناك وأحببناك؟!
رمضان ألا تسمع لأنين العاشقين وآهات المحبين؟!

ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ *** على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً *** و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي

أياما معدودات
قال عز وجل{يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } (النور 44) ،
فبالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ،
واليوم نودعه بكل أسىً ، ونتلقى التعازي برحيله ،

فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام ،

والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى .

قال عمر بن عبد العزيز : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما "
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي "

سوق قام ثم انفض؟!!
قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف قوم فخابوا .

فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )

رمضان سوق قام ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فلله كم سجد فيه من ساجد ؟ وكم ذكر فيه من ذاكر ؟

وكم شكر فيه من شاكر ؟ وكم خشع فيه من خاشع ؟ وكم فرط فيه من مفرط ؟ وكم عصى فيه من عاص ؟ .

إذا ارتحل رمضان ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ، وما أقبح حال المسيئين المفرطين !!.
[mark="ffffcc"]
كان سلفنا الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، ثم يدعونه ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فتكون سنتهم كلها في ذكر هذا الشهر
[/mark]
سَلامٌ مِنَ الرَّحمنِ كُلَّ أَوَانِ *** عَلَى خَيرِ شَهْرٍ قَدْ مَضَى وَزَمَانِ
سَلامٌ عَلَى شَهْرِ الصِّيامِ فَإنَّهُ *** أَمَانٌ مِنَ الرَّحمنِ أيُّ أَمَانِ
تَرَحَّلْتَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ بِصَومِنَا *** وَقَد كُنتَ أَنوَارَاً بِكُلِّ مَكَانِ
لَئِنْ فَنِيَتْ أَيَّامُكَ الزُّهْرُ بَغْتَةً *** فَمَا الحُزْنُ مِن قَلْبِي عَلَيكَ بِفَانِ
عَلَيكَ سَلامُ اللهِ كُن شَاهِدَاً لَنَا *** بِخَيرٍ رَعَاكَ اللهُ مِن رَمَضَانِ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسرولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه،

ولو حصل له كل مايلتذ به من المخلوقات لم يطمئن، ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه.

وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة).

العبرة بالخواتيم
كان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يحملون همّ قبول العمل أكثر من همّ القيام بالعمل نفسه.
قال تعالى : {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون }( المؤمنون 60)

قال عبد العزيز بن أبي رواد:
أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوا وقع عليهم الهمّ! أيقبل منهم أم لا؟

و قال علي رضي الله تعالى عنه:
[كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل،
ألم تسمعوا لقول الحق عز وجل: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]].

و قال مالك بن دينار :
[الخوف على العمل ألا يتقبل ..أشدّ من العمل].

أيها المقبول هنيئاً لك ،
أيها المردود جبر الله مصيبتك "

عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال:
[من هذا المقبول منا فنهنيه؟ ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟].

أيها المقبول هنيئاً لك! أيها المردود جبر الله مصيبتك!
ليت شعري من فيه يقبل منـا فيهنأ.. يا خيبة المردود

من تولى عنه بغير قبول أرغم الله أنفه بخزي شديد
فالعبرة بالخواتيم ،
قال تعالى : (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً } (سورة النصر) ،

وأمر بذلك الحجيج بعد قضاء مناسكهم وانتهاء أعمال حجهم فقال سبحانه : (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } (البقرة 199) .

فإن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها ،
ومن علامات ردها العودة إلى المعاصي بعد الطاعات ،

وقد ضرب الله عز وجل في كتابه مثلاً لمن حسن عملُه
ثم انقلب على عقبه بعد ذلك ، وبدل الحسنات بالسيئات عياذاً بالله ،

قال سبحانه: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } ( البقرة 266) ،

فمثله كمثل شيخ كَبُرَ سِنُّه وضعف جسمه ولم يعد قادراً على العمل والتكسب ولديه صبية ضعفاء يحتاجون إلى رعايته، ولا يملك سببا للرزق إلا بستاناً من أجمل البساتين خضرة وبهاء ،

وفيه من النخيل والأعناب والثمرات والماء الجاري وغير ذلك مما يُمتع الأنظار، وتُسرُّ له النفوس ، وفي الوقت الذي اشتدت حاجته إليه وتعلق قلبه به أتى بستانه إعصار فيه نار فأحرق ما به من زرع وثمار ،

قال ابن عباس : " ضُربت لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان ، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " رواه البخاري .

إن من خالط الإيمان بشاشة قلبه لا يمكن أن يهجر الطاعات ، بعد أن ذاق حلاوتها وشعر بأنسها ولذتها ،

ولما سأل هرقل أبا سفيان عن المسلمين ، هل يرجعون عن دينهم بعد أن دخلوا فيه ؟ ، قال أبو سفيان : لا ، قال هرقل : وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .
فيا من أَلِف الحق .. تمسك به هُديت ..، واستمر عليه

علامة قبول رمضان
أن تصل بعد الطاعة إلى رضا المعبود ،
و علامة الصدود أن تبعد- بالمعصية- عن المقصود .
من علامات قبول العمل المواصلة فيه ، والاستمرار عليه .. فاحكم أنت على صيامك ..
أمقبولٌ أممردود؟!!!

وقد سئلت عائشة رضي الله عنها كما في البخاري عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : " كان عمله ديمة "
أي مستمراً ، كالمطر الدائم الذي لا ينقطع ،
وتذكر أن عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله ،

وللحسنة أولاد .. وللسيئة أولاد
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة و أقبح السيئة بعد الحسنة .
ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها .

النكسة أصعب من المرض الأول .
ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
وما أفحش فقر الطمع بعد غنى القناعة .
{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما.}
من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته؟!

قال الحسن البصري رحمه الله : " إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ قوله عز وجل (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ( الحجر 99) .

القلب ينشط للقبيح ***وكم ينام عن الحسن
يا نفس ويحك ما الذي ***يرضيك في دنيا العفن ؟!
أولى بنا سفح الدموع *** و أن يــجلبنا الحـــزن
أولى بنا أن نرعــوي*** أولى بنا لبس ( الكفــــن)
أولى بنا قتل ( الهوى )*** في الصدر أصبح كالوثن
فأمامنا سفر طويل ***بــــعده يأتــــي الســــكن
إما إلى ( نار الجحيم ) ***أو الجنان : ( جنان عدن )
أقسمت ما هذي الحياة***بها المقام أو ( الوطـــن)
فلم التلوّن و الخداع ؟*** لم الدخول على ( الفتن ) ؟!
يكفي مصانعة الرعاع ***مع التقلـــب في المحن
تبا لهم مــن مــــعشر*** ألفوا معاقرة ( النــــتن)
بينا يدبّر للأمــــــين*** أخو الخيانة ( مؤتمن ) !
تبا لمن يتمـــــــلقون*** و ينطوون على ( دخن )
تبا لهم فنفـــــــــاقهم ***قد لطّخ ( الوجه الحسن)
تبا لمن باع ( الجنان ) ***لأجـــــل ( خضراء الدمن)

الخاسرون فى رمضان
في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال:
(آمين.. آمين.. آمين.. قيل: يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت: آمين. آمين. آمين. قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له؛ فدخل النار فأبعده الله -فكم هم أولئك المبعدين عن رحمة الله؟- قل: آمين. فقلت: آمين …) الحديث.

متى يزرع من فرط وقت البذر، فلم يحصد غير الندم والخسار؟!
مساكين هؤلاء! فاتهم رمضان وفاتهم خير رمضان؛ فأصابهم الحرمان وحلت عليهم الخيبة والخسران،

قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع، لا صيام ينفع ولا قيام يشفع، قلوب كالحجارة أو أشد قسوة، حالها في رمضان كحال أهل الشقوة،
لا الشاب منهم ينتهي عن الصبوة *** ولا الشيخ ينـزجر فيلحق بالصفوة.
أيها الخاسر! رحل رمضان وهو يشهد عليك بالخسران؛
فأصبح لك خصماً يوم القيامة!

رحل رمضان وهو يشهد عليك بهجر القرآن؛ فيا ويل من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان!
فيا من فرط في عمره وأضاعه!
كيف ترجو الشفاعة؟ أتعتذر برحمة الله؟ أتقول لنا: إن الله غفور رحيم؟ نعم.
لكن إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56]
العاملين بالأسباب .. الخائفين المشفقين.

سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يشهد الجمعة والجمـاعات، فقال رضي الله تعالى عنه: [هو في النار].

فيا أيها الخاسر! نعم. رحل رمضان وربما خسرت خسارةً عظيمة، ولكن الحمد لله، فما زال الباب مفتوحاً والخير مفسوحاً، وقبل غرغرة الروح، ابكِ على نفسك وأكثر النوح، وقل لها:

ترحل الشهر وا لهفاه وانصرما*** واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسراً ***مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار*** فما تراه يحصد إلا الهم والندما
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته ***في شهره وبحبل الله معتصما
لا تكن كنتيا
يروى أن الإمام الصنعاني عبد الرزاق سأل يوماً معلمه معمر بن راشد الأزدي عن (الكنتي)
فقال معمر: الرجل يكون صالحا ثم يتحول رجل سوء.

قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ (كنتي) كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا. قال:
فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا*** وشر خصال المرء كنت وعاجن
عجن الرجل إذا قام معتمداً على الأرض من الكبر.

وقد صح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه كان يستعيذ بالله من (الحور بعد الكون) في دعاء سفره

وقد فسره الإمام الترمذي بـ(إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر).
قال ابن الأثير: يعني: أعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات
قال أبو عمر بن عبد البر (يعني رجع عما كان عليه من الخير

كن ربانيا … ولا تكن رمضانيا
فقد قيل لأحد الصالحين أيهما أفضل: رجب أم شعبان ؟ فقال: كن ربانيا ولا تكن شعبانيا !!
اثبت و تصطبر ورب نفسك وألزمها الصواب. املك زمام المبادرة.
رب رمضان رب الشهور كلها
لا نقول: كونوا كما كنتم في رمضان من الاجتهاد والحرص على الخيرات،
فالنفس لا تطيق ذلك، ورمضان له فضائل وخصائص
و لكنا نقول:
لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة،

(*)باع قوم من السلف جارية ، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها..
فسألتهم.. فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان .
فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان !، لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان ، رودني إليهم.

كان الحسن يقول : عجبت لأقوام أمروا بالزاد ، ونودي فيهم بالرحيل ، وجلس أولهم على آخرهم و يلعبون !!

وكان يقول : يا ابن آدم، السكين تشحذ، والتنور يسجر ، والكبش يعتلف.
وكان أبو بكر بن عياش يقول : لو سقط من أحدكم درهمٌ لظل يومه يقول : إنا لله.. ذهب درهمي، وهو يذهب عمره
ولا يقول : ذهب عمري ،

كان لله أقوام يبادرون الأوقات ، ويحفظون الساعات ، ويلازمونها بالطاعات .

وقال ثابت البُناني: ما تركت في المسجد سادنة إلا وختمت القرآن عندها .
وقيل لعمرو بن هاني : لا نري لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم ؟
قال : مائة ألف، إلا ما تخُطى الأصابع .

وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة ، وقام ليلها وكان الليل كله يبكي ، فتقول له أمه : يا بني ، قتلت قتيلاً؟ فيقول :أنا أعلمُ بما صنعتُ بنفسي .

قال الجماني : لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته ، فقال: لا تبك ، وأشار إلى زواية في البيت ، إنه قد ختم أخوك في هذا الزواية ثمانية عشر ألف ختمة.

كان بعض السلف يقول : صم الدنيا واجعل فطرك الموت ،
الدنيا كلها شهر صيام المتقين يصومون فيه عن الشهوات المحرمات ، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم .
وقَد صُمتُ عَن لذاتِ دَهرِي كُلَّه *** ويَومَ لِقاكُم ذَاكَ فِطرُ صِيامِي.

من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته ، ومن تعجل ما حُرَّمَ عليه قبل وفاته؛ عوقب بحرمانه في لآخرة وفواته ،

قال الله تعالى :{أَذهَبتُم طَيّبَاتِكُم فِى حَيَاتِكُمُ الدُّّّنياَ وَاستَمتَعتُم بِهَا }
يقول كعب: [mark="ccffff"](من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود).[/mark]
لا للانقطاع
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ). متفق عليه
تقول عائشة رضي الله تعالى عنها:"كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمة

لما سئل بشر الحافي – رحمه الله – عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخرمضان تركوا قال: (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان).

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون , فأن الله لا يمل حتى تملوا , وإن أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل"[ رواه البخاري ومسلم ]

وليس في سياط التأديب للنفس أجود من سوط عزم , وإلا وَنَت وأَبَت ,لأن فساد الأمر في التردد .

والنفس من أعجب الأشياء مجاهدة
لأن أقواماً أطلقوها فيما تحب , فأوقعتهم فيما كرهوا .

وآخرين بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها , وإنما الحازم من تَعلمَ منه نفسُه الجد وحفظ الأصول ,

فإذا ما أفسح لها في مباحٍ ,لم تتجاسر أن تتعداه ,لأن تفقد النفس حياة , وإغفالها لون من ألوان القتل صبراً .

والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .
فلنحرص ولو على القليل من صيام النفل، ولنداوم ولو على القليل من القيام، ولنقرأ كل يوم ولو القليل من القرآن،

ولنتصدق ولو بالقليل من المال والطعام، وهكذا في سائر الأعمال، ولنحيي بيوتنا ولنشجع أولادنا وأزواجنا.

* قال عبدالله بن عمرو بن العاص رصي الله عنهما : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا عبد الله ,لا تكن مثل فلان , كان يقوم الليل فترك قيم الليل " [متفق عليه ] .

ومن أراد أن يرى التلطف بالنفس , فليداوم النظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

وليستمع إلى قوله :" إن هذا الدين متين , فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقى " [رواه أحمد ]

وعند البخاري في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".

وقفة محاسبة قبل الرحيل
العاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.

العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوى

ومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.

ويقول القسطلاني -رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم:
"ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان "

وغاية الصيام التقوى؛ يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.

تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.

فهل حققنا تقوى الله في أنفسنا ؟
ما الذي جنيناه من ثمارالطاعات هذا الشهر المبارك ؟

يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
هل قرأنا القرآن وتدبرناه وعملنا به ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟

وما أحسن قول القائل :
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا

ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة .
.يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل )
و يقول الحسن البصري رحمه الله :
( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنكمحروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب )

هل ربينا أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟

هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً *** وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر.
ويخلع عنها كل قيد يعــوقها *** ويعلي منار الحق والصدق والصبر.
فقد حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ، وقلبت ظهر المجن ،
فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محلا لصدارة والريادة

ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ، وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ،

ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،
يقـــــول الله تعالى{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍوَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آل عمران:123] .
أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت *** للشمس تحكي وجهها المصقولا
حطـمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخـذولا.

وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد، وخربت الديار ،

فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان

وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ،وتفيء الظلال ، وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ،

واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله ربالعالمين .

هل ربينا أنفسنا على كظم الغيظ وعدم الانتقام لأنفسنا وعدم الغضب إلا لله؟
وليكن شعـــارك الدائم
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134]

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَالْغَضـَبِ "

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ،دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء " رواه الترمذي .
فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر شعارنا ، والحلم والأناة دثارنا
.هل تغلبنا على أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟

خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها ***وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض*** الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغيرةً إن*** الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى
هل تعلمنا معنى العبودية والاستسلام لله جل وعلا في كل الأمور ؟
هل سعينا إلى الأخذ بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟

يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .

إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم
و إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.

فرحة العيد

ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن إيمانه يزيد،
وخاف يوم الوعيد، واتقى ذا العرش المجيد.

تذكروا ذلكم الطفل اليتيم .. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد ..، ولا يُقبَّله ، ولا يمسح على رأسه .. قتل أبوه في جرح من جراحِ هذه الأمة ..
الصوم يمنحنا مشاعر رحمة *** وتعاون وتعفف وسماح
قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسدإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم (2586) .

نقول لبعضنا: عيد سعيد، وإخوان لنا عراة في الجليد، ودماء وجروح وصديد،

طفل شريد، وأب فقيد، وأم تئن تحت فاجر عنيد، صراخ وتهديد ووعيد،
وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة .. حينماترى بنات جيرنها يرتدين الجديد ..، وهي يتيمة الأب

إنها تخاطب فيكم مشاعركم ..، وأحاسيسكم .. إنها تقول لكم :
أنا طفلة صغيرة ..، أليس من حقي أن أفرح بهذا العيد .. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد .. من حقي .. أن أجد الحنان والعطف ..
أريد قبلة من والدي ..، ومسحة حانية على رأسي .. أريد حلوى ..، ولكن السؤال المرّ .. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو .. أين والدي ؟ أين والدتي ؟!!
خاتمة
آن لثياب العصيان ، أن تخلع في رمضان ،
ليُلْبس الله العبد بعده ثياب الرضوان ،
ويجودعليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتان
فاللهم تقبل منا رمضان
هاهو رمضان، رحل عنا بعد أن انقضت أيامه وتصرمت لياليه، ولسان حال الصائم منا يقول:
فيا شهر الصيام فدتك نفسـي ***تمهل بالرحيل والانتقال.
فما أدري إذا ما الحول ولـّى*** وعدت بقابل في خير حال.
أتلقاني مع الأحياء حياً أو*** أنك تلقني في اللحد بالي.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل … ومن كان يعبد الله ؛ فإن الله باق لا يرحل .
أيها المعرض عنا *** إن إعراضك منا
لو أردناك جعلنا *** كلَّ ما فيك يردنا
عباد أعرضوا عنا *** بلا جرم ولا معنى
أساؤا ظنهم فينا *** فهلا أحسنوا الظن
فإن خانوا فما خنا…وإن عادوا فقد عدنا
وإن كانوا قد استغنوا *** فإنا عنهم أغنى
الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واجعلنا من المقبولين الفائزين
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور ، ومن الضلال بعد الهدى
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

لنتعرف على الحبيب

لنتعرف على الحبيب


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مسابقة بعنوان :لنتعرف على الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أرجوا أن تنال إعجابكم…

http://www.saaid.net/flash/Competition.swf




رد: لنتعرف على الحبيب

جزاااااااااااك الله الف خيراااااااااااااا




رد: لنتعرف على الحبيب

جزاكم خيرا




رد: لنتعرف على الحبيب

عودة ميمونة بارك الله فيك صححت معلوماتي سدد الله خطاك




رد: لنتعرف على الحبيب

عدنا والعود أحمد ، شكرا لك ضلال الجنة على إهتمامك ونشاطك ،جعلك الله من أهل جنته…




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

أريد حبا ******** أريد حبيبا

أريد حبا ******** أريد حبيبا


الونشريس

***8362; أريــد حــبــاً . . وحبيبـاُ ***8362;

***8362;***8776; لمَ العجب . . . نعم أريد حُباً ***8362;***8776;
***8362;***8776; أريد حبيباً يشعرني بالأمان ***8362;***8776;
***8362;***8776; أريد حبيباً معي في كل حين ***8362;***8776;
***8362;***8776; أريد حبيباً لايكذب ***8362;***8776;
***8362;***8776; أريد حبيباً لايغدر ***8362;***8776;

. . أريد حبيباً يصفح عن زلاتي . .
يغفر لي هفواتي
***8362;***8776; لايلومني على ما أقترفته فيما ماضى ***8362;***8776;
***8362;***8776; حبيباً رحيماً ***8362;***8776;
. . يسمع لي في كل حين ولايمل . .
. . وأبث إليه شكواي فلا يكل . .

. . برأيكم أين سأجد كل هذا . . ؟
***8362;***8776; وهل مطالبي كثيرة ؟
***8362;***8776; وهل هي مواصفات تعجيزيه . . . . ؟

بالرغم من ذلك وجدت ماأصبوا إليه
إنــــــه :

وياااله من حـــب
لنرى معاً جزءً يسير جداً من دلالات حــب الله لنا . .

. . كل انسان يعاملك ليأخذ منك ويستفيد . .
***8362;***8776; أما الله تعالى يعاملك لتكون انت الرابح والمستفيد ***8362;***8776;
فالحسنة بعشرة امثالها إلى سبعمائة ضعف إلى اضعاف كثيرة . .
[ لأنه يحبك ]
سيئتك بواحــدة وهي أقرب للمحو فدمعة واحـدة منك قد تمحو آلاف الخطايا [ لأنه يحبك ]

×?°حديث قدسي ..×?°
إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن هو عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسئية ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحد

ينزل سبحانه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلالته فينادي بلطيف قوله : ((هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له )) . . [ لأنه يحبك ]

أرشدك إلى الطريق الصحيح ودلك عليه ووعدك بثوبة عظمى مابعدها مثوبة . . [ لأنه يحبك ]
كان من الممكن أن تكون حطباً لجهنم عافاكم الله ولكنه جعلك مسلماً . . [ لأنه يحبك ]

كم عـافاك
كم سترك
كم أعطاك
كم حماك
كم رحمك
كم امنك
كم رزقك
كم وهبك

لماذا . . . . ؟
[ لأنه يحبك ]
اخواني أخواتي :

إن حــب الله سبحانه هو أسمى أنواع الحـب وأعلاها…
ومتى أحـب العبد ربه سار على درب الصلاح..!

وقد روى مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم "يوضع له القبول في الأرض

بعد هذا . . ألا تطمع وتطمح أن تكون ممن يحبهم الله . .
***8362;***8776; أخيراً وليس آخراً ***8362;***8776;

ماذا لو سُئلت يوماً ماهو الحب الأول في حياتك . . ؟
هل سيكون جوابك . . . حب الله . . ؟




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

الللهم أحبني يا رب




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

كم عـافاك
كم سترك
كم أعطاك

كم حماك
كم رحمك
كم امنك
كم رزقك
كم وهبك

الحمد لله ، الحمدلله ، الحمد لله




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا


إن حــب الله سبحانه هو أسمى أنواع الحـب وأعلاها…
ومتى أحـب العبد ربه سار على درب الصلاح..!

شكرا وردة على الموضوع الرائع
تحياتي




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

شكرا على هذه الكلمات الرائعة .و ارجو ان نكون من بين من اكرمهم الله بحبه جل و علا




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

إن حــب الله سبحانه هو أسمى أنواع الحـب وأعلاها…
ومتى أحـب العبد ربه سار على درب الصلاح..!

اللهم اجعلنا من بين الذين تحبهم و يسيرون على درب الصلاح

مشكورة وردة على الموضوع الجميل

واصلي نشاطك و تألقك

وتقييماً للموضوع الهادف لكِ مني + 3 نقاط




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

الله بلغنا حبكورضاك عنا فدلك اكثر ما نتمنا مشكورة وردة على الموضوع القيم




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

شكراااااااااااااااااا




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

إن حــب الله سبحانه هو أسمى أنواع الحـب وأعلاها…
ومتى أحـب العبد ربه سار على درب الصلاح..!
بارك الله فيك وردة على الموضوع القيم




رد: أريد حبا ******** أريد حبيبا

بارك الله فيك
الونشريس




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

حبُّ الدنيا و كراهيّة الموتِ !

حبُّ الدنيا و كراهيّة الموتِ !


الونشريس

حول حديث: يوشك أن تتداعى عليكم الأمم

بقلم : المحدّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

( السؤال ):
ورد المجلة سؤال من أحد الأساتذة المحامين في بغداد يرجو فيه التحقيق من قبل الأستاذ ناصر الدين الألباني
في صحة الحديث المشهور : " تتداعى عليكم الأمم . . . " ويقول :

" إنني أرتاب في صحة هذا الحديث لسببين :
الأول : أنه يخبر عن الغيب ، ولا يعلم الغيب غير الله .
والثاني : يهدف إلى حمل الناس على الرضا بما نحن فيه والبقاء عليه وعدم العمل على تغييره " .
ثم يستنتج من ذلك أنه :
" لا بد أن يكون الحديث من وضع عدو للإسلام ولدينهم " .

********
( الجواب ):
وجواب الأستاذ الألباني : إن الحديث صحيح بلا ريب ، وهو يخبر عن أمر غيبي بإطلاع الله تبارك وتعالى له عليه ،
وهذا أمر سائغ جائز لا غبار عليه بل هو من مستلزمات النبوة والرسالة ، والحديث يهدف إلى خلاف ما ظنه السائل ،
هذا مجمل الجواب ، واليك التفصيل :

1- صحة الحديث :

لا يشك حديثي في صحة هذا الحديث البتة ، لوروده من طرق متباينة وأسانيد كثيرة، عن صاحبين جليلين:

الأول : ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
والثاني : أبو هريرة -رضى الله تعالى عنه- الذى حفظ لنا ما لم يحفظه غيره من الصحابة -رضوان الله عليهم-
من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فجزاه الله عن المسلمين خيراً.

أما ثوبان -رضي الله عنه- فله عنه ثلاث طرق :

1- عن أبي عبد السلام ، عن ثوبان ، قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال :
" بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن
في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .

أخرجه أبو داود في سننه (2/10 2) والروياني في مسنده (ج 25/134/2) من طريق عبد الرحمن بن يزيد
ابن جابر عنه ، ورجاله ثقات كلهم غير أبي عبد السلام هذا فهو مجهول ، لكنه لم يتفرد به بل توبع -كما يأتي-
فالحديث صحيح .

2- عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان مثله .
أخرجه أحمد (5/287) ومحمد بن محمد بن مخلد البزار في " حديث ابن السمان " (ق 182-183) عن المبارك
ابن فضالة ، حدثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي ، أنا أبو أسماء الرحبي به ، وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ،
وإنما يخشى من المبارك التدليس ، وقد صرح بالتحديث فأمنا تدليسه.

2- عن عمرو بن عبيد التميمي العبسي ، عن ثوبان مختصراً .

أخرجه الطيالسي في سنده (ص 123) ، (2/211 من ترتيبه للشيخ البنا) وسنده ضعيف لكنه قوي بما قبله .
فالطريق الثاني حجة وحده لقوة سنده ، وبانضمام الطريقين الآخرين إليه يصير الحديث صحيحاً لا شك فيه .

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد في المسند أيضاً (2/259) عن شبيل بن عوف ، عنه ، قال : سمعت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول لثوبان :

" كيف أنت يا ثوبان إذا تداعت عليكم الأمم . . . الحديث نحوه وسنده لا بأس به في الشواهد " ، وقال الهيثمي
في " مجمع الزوائد " (7/287) : " رواه أحمد والطبرانى فى الأوسط بنحوه ، وإسناد أحمد جيد " !

وجملة القول : إن الحديث صحيح بطرقه وشاهده ، فلا مجال لرده من جهة إسناده ، فوجب قبوله والتصديق به .

2- إخباره -صلى الله عليه وسلم- عن الغيب :

من المستغرب جداً عندنا الشك في صحة الحديث بدعوى " إنه يخبر عن الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله " ومن المؤسف
حقاً أن تروج هذه الدعوى عند كثير من شبابنا المسلم فقد سمعتها من بعضهم كثيراً ، وهي دعوى مباينة للإسلام
تمام المباينة ، ذلك لأنها قائمة على أساس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشر كسائر البشر الذين لا صلة لهم بالسماء ،
ولا ينزل عليهم الوحي من الله تبارك وتعالى .

أما والأمر عندنا معشر المسلمين على خلاف ذلك ، وهو أنه عليه السلام مميز على البشر بالوحي ، ولذلك أمره الله
-تبارك وتعالى- أن يبين هذه الحقيقة للناس فقال في آخر سورة الكهف : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى
إلي أنما إلهكم إله واحد ) وعلى هذا كان لكلامه -صلى الله عليه وسلم- صفة العصمة من الخطأ لأنه كما وصفه ربه
عز وجل : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) ، وليس هذا الوحى محصوراً بالأحكام الشرعية فقط ،
بل يشمل نواحي أخرى من الشريعه منها الأمور الغيبيه ، فهو -صلى الله عليه وسلم- وإن كان لا يعلم الغيب كما
قال فيما حكاه الله عنه : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير
لقوم يؤمنون ) ( الأعراف : 187 ) فإن الله تعالى يطلعه على بعض المغيبات وهذا صريح فى قول الله تبارك
وتعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ) وقال : ( ولا يحيطون بشيء من علمه
إلا بما شاء ).

فالذى يجب اعتقاده أن النبى -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب بنفسه ولكن الله تعالى يعلمه ببعض الأمور
المغيبه عنا ، ثم هو صلى الله تعالى عليه وسلم يظهرنا على ذلك بطريق الكتاب والسنة ، وما نعلمه
من تفصيلات أمور الآخرة من الحشر والجنة والنار ومن عالم الملائكه والجن ونحو ذلك مما وراء المادة ،
وماكان وماسيكون ، ليس هو الا من الأمور الغيبية التي أظهر الله تعالى نبيه عليها ، ثم بلغنا إياها ، فكيف
يصح بعد هذا أن يرتاب مسلم فى حديثه لأنه يخبر عن الغيب ؟! ولو جاز هذا للزم منه رد أحاديث كثيرة جداً
قد تبلغ المائه حديثاً أو يزيد ، هى كلها من أعلام نبوته -صلى الله عليه وسلم- وصدق رسالته ، ورد مثل
هذا ظاهر البطلان ، ومن المعلوم أن ما لزم منه باطل فهو باطل ، وقد استقصى هذه الأحاديث المشار إليها
الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعقد لها بابا خاصا فقال : " باب ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- من الكائنات
المستقبلة فى حياته وبعده فوقعت طبق ما أخبر به سواء بسواء " ثم ذكرها فى فصول كثيرة فليراجعها
حضره السائل إن شاء في " البداية والنهاية " (6/182-256) يجد فى ذلك هدى ونوراً بإذن الله تعالى ،
وصدق الله العظيم إذ يقول :
( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض
فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ) وقال : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا
أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم * وكذلك أوحينا إليك روحا
من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي
إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور )

فليقرأ المسلمون كتاب ربهم وليتدبروه بقلوبهم يكن عصمة لهم من الزيغ والضلال ، كما قال -صلى الله
عليه وسلم- : " إن هذا القرآن طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا
بعده أبداً " . (1)

3- هدف الحديث :

عرفنا مما سبق أن الحديث المسؤول عنه صحيح الإسناد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأن ما فيه
من الإخبار عن أمر مغيب إنما هو بوحي من الله تعالى إليه -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا تبين ذلك استحال
أن يكون الهدف منه ما توهمه السائل الفاضل من " حمل الناس على الرضى بما نحن فيه . . . " بل الغاية منه
عكس ذلك تماماً ، وهو تحذيرهم من السبب الذي كان العامل على تكالب الأمم وهجومهم علينا ، ألا وهو
" حب الدنيا وكراهية الموت " فإن هذا الحب والكراهية هو الذي يستلزم الرضا بالذل والاستكانة إليه
والرغبة عن الجهاد في سبيل الله على اختلاف أنواعه من الجهاد بالنفس والمال واللسان وغير ذلك ،
وهذا هو حال غالب المسلمين اليوم مع الأسف الشديد .

فالحديث يشير إلى أن الخلاص مما نحن فيه يكون بنبذ هذا العامل ، والأخذ بأسباب النجاح والفلاح
فى الدنيا والآخرة ، حتى يعودوا كما كان أسلافهم " يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة " .

وما أشار إليه هذا الحديث قد صرح به حديث آخر فقال -صلى الله عليه وسلم- : " إذا تبايعتم بالعينة (2) ،
وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه
حتى ترجعوا إلى دينكم " . (3)

فتأمل كيف اتفق صريح قوله فى هذا الحديث " لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " مع ما أشار إليه
الحديث الأول من هذا المعنى الذى دل عليه كتاب الله تعالى أيضاً ، وهو قوله : ( إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

فثبت أن هدف الحديث إنما هو تحذير المسلمين من الاستمرار في " حب الدنيا وكراهية الموت " ،
ويا له من هدف عظيم لو أن المسلمن تنبهوا له وعملوا بمقتضاه لصاروا سادة الدنيا ، ولما رفرفت
على أرضهم راية الكفار ، ولكن لا بد من هذا الليل أن ينجلي ، ليتحقق ما أخبرنا به رسول الله –
صلى الله عليه وسلم- فى أحاديث كثيرة ، من أن الإسلام سيعم الدنيا كلها ، فقال عليه الصلاة والسلام :
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ،
بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر " . (4)

ومصداق هذا الحديث من كتاب الله تعالى قوله عز وجل: ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله ولو كره المشركون ) .

وصدق الله العظيم إذ يقول : ( ولتعلمن نبأه بعد حين ).

أبو عبد الرحمن
محمد ناصر الدين الألباني

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي (24 / 421 – 426).

******************
(1) حديث صحيح ، أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " (ص 74) وابن حبان في صحيحه (ج 1 رقم 122) بسند صحيح ،
وقال المنذري في " الترغيب " (1 / 40) : " رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد ".
(2) هي أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم يشتريها منه نقداً بأقل من الثمن الذي باعها به .
(3) أخرجه أبو داود (2/100) وأحمد (رقم 4825 ، 5007 ، 2562) والدولابي في " الكنى " (52) والبيهقي (5/316)
من طرق عن ابن عمر ، صحح أحدها ابن القطان ، وحسن آخر شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " (3/32 ، 278) .
(4) أخرجه أحمد (4/103) والطبراني في " المعجم الكبير " (1/126/2) والحاكم (4/430) وابن بشران في " الأمالي "
(60/1) وابن منده في " كتاب الإيمان " (102/1) والحافظ عبدالغنى المقدسى في " ذكر الإسلام " (126/2)
من طريق أحمد عن تميم الداري مرفوعاً . وسنده صحيح ، وصححه الحاكم أيضاً ووافقه الذهبي وقال المقدسي :
" حديث حسن صحيح " ، وله شاهدان : أحدهما عن المقداد بن الأسود أخرجه ابن منده والحاكم وسنده صحيح ،
والآخر عن أبي ثعلبة الخشني أخرجه الحاكم (1/488




رد: حبُّ الدنيا و كراهيّة الموتِ !

موضوع يستحق التقييم ….شكراااااااااا




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

قيمة القرآن في نفوسنا .

قيمة القرآن في نفوسنا…


الونشريس

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، وبعث نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعــد:

إن مشكلتنا نحن المسلمين جميعاً مع تفاوت فيما بيننا أننا قد ننسى قيمة هذا القرآن، ولو فكرنا في أسباب ذلك فلعلنا نهتدي إلى علاجه، وإلا فكيف يهجر القرآن ولا يؤبه له؟!

مع أن هذا القرآن جعل الله آياته تحيي القلوب، فأحيت أمماً وشعوباً, وأيقظتها إلى الهداية والخير والصلاح.
كيف نغفل عن كتاب الله عز وجل؟!!
وقد جعل الله فيه الهداية والسعادة الكاملة، قال تعالى: [IMG]file:///C:Users%60AppDataLocalTempmsohtmlclip11cl ip_image002.gif[/IMG]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[IMG]file:///C:Users%60AppDataLocalTempmsohtmlclip11cl ip_image003.gif[/IMG][الإسراء:9] في كل أمر من الأمور، وكم يختلف الناس، في أمور دنياهم، وفي أديانهم، وتقربهم إلى الله تعالى، وفيما بينهم، وكيف يكون الأفضل؟
وأين الصواب؟

يقول تعالى: [IMG]file:///C:Users%60AppDataLocalTempmsohtmlclip11cl ip_image002.gif[/IMG]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[IMG]file:///C:Users%60AppDataLocalTempmsohtmlclip11cl ip_image003.gif[/IMG][الإسراء:9]
ولو أننا تدبرنا كتاب الله عز وجل من خلال فهمنا لهذه الآية وأمثالها، لصلحت أحوالنا، فالقلوب الميتة، والعيون العمي، والآذان الصم تحيا -بإذن الله- وترى الحق وتتبعه، عندما تقرأ وتتدبر كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

والشقاء والضياع والخسارة التي تعاني منها الأسر والمجتمعات والأمم، كلها تتبدد خيوطها وأوهامها إذا أقيم كتاب الله تبارك وتعالى، وإذا أقيمت حدوده، ووقف عند أمره ونهيه، واتبعت سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه




التصنيفات
القرآن الكريم و السنّة النبويّة الشريفة

المصحف الالكتروني

المصحف الالكتروني


الونشريس

السلام عليكم ورحمة الله

الونشريس

اقرأ المصحف الكريم كأنه بين يديك

لا تنسونا من صالح دعائكم




رد: المصحف الالكتروني

شكرا كثيرا لك حقيقة تطبيق ممتاز وانا لدي سابقا ولكن اتشرف بتحميله للمرة الثاني جازاك الله كل خير وان شاء الله كل حرف بحسنة




رد: المصحف الالكتروني

بارك الله فيك أختي شكرا لمرورك الطيب




رد: المصحف الالكتروني

جزاك الله خيرا………..




رد: المصحف الالكتروني

شكرا جزيلا نرجو من الله ان يوفقكم ويهدينا جمعا




رد: المصحف الالكتروني

ان شاء الله كل حرف بحسنة.وكل عام منتدانى احلى مدونة نسال الله ان يحفظكم بحفضه وان يوفقكم والمزيد من التقدم ان شاء الله قولو امين………..




رد: المصحف الالكتروني

جزاك الله عنا ألف خير و إن شاء الله كل حرف بألف حسنة ، جعله الله لك في ميزان الحسنات