تمهل واقرأ إلى النهاية وأحكم
إسرائيل" تعترف بهزيمتها أمام الجيش الجزائري
ولم ينجح العدو فقط في إخفاء كل ما يتعلق بالدور الجزائري على هذه الجبهة، بل ونجح أيضا في تحويل مخاوفه من كشف حقيقة هذا الدور إلى خنجر مشهر منذ ذلك الوقت وحتى الآن في وجه الجزائريين والعرب.
العرب مهزومون حتى عام 2023
حتى الآن يتذكر الجزائريون حرب أكتوبر بمرارة وحسرة وأحيانا بالدموع، وكل يبكي على ليلاه… الذين شاركوا فيها يعتصرون ألما لإجحاف حقهم وبالأخص المعنوي، والمؤرخون يلقون أقلامهم كلما اصطدموا بحواجز السرية والتعتيم، أما العامة فلا يفتحون أعينهم ولا يغمضونها إلا على صورة الخيانة التي رسخها العدو والصديق في أذهانهم، ويبقى الساسة والمسؤولون الذين باتوا مقتنعين بأن أعباء الحاضر ومشاكل العصر أهم من الالتفات لماض »لا يسمن ولا يغني من جوع«، لكن فتنة هذا الماضي القريب تنخر عظامنا اليوم أكثر من فتنة الـ14 قرنا، ولنسأل أنفسنا ونجيب بصدق: ماذا سيكون موقفنا لو شنّ الكيان الصهيوني حربا شاملة جديدة ضد قطر من أقطارنا؟.
عفوا تريّثوا قليلا، فها هي »غولدا مائير« تجيب عليكم في الصفحة 194من كتابها »حياتي«: »…أستطيع أن أؤكد لكم أن العرب لن يخوضوا حربا جماعية ضدنا لمدة نصف قرن على الأقل…«، مائير طرحت هذا الكتاب بعد حرب أكتوبر مباشرة، وقد وصلت لتلك النتيجة بعد تخصيصها لفصل كامل اختارت له عنوان »التحالف العربي وكارثة إسرائيل يوم الغفران« والذي تحدثت فيه عما أسمته »دروس ومكاسب الحرب«، فعجوز بني صهيون بررت لشعبها سبب الهزيمة في التفاف الجيوش العربية تحت راية واحدة، لكنها أكدت أيضا أنها حققت الأمن لـ»إسرائيل« حتى عام 2023، وأشارت إلى أنها قدمت للشعب الإسرائيلي أكبر »هدية«، وهي عدم إقدام العرب على محاربة إسرائيل مجتمعين، وفي فصل آخر من هذا الكتاب أشارت مائير ضمنيا أنها نجحت في إبعاد شبح وحدة الجيوش العربية مرة أخرى، لكن المرأة »الحديدية«، كما يطلقون عليها، كانت أذكى من الإفصاح عن الخطة التي وضعتها لتحول دون وحدة الجيوش العربية حتى عام 2023.
الهزيمة والغضب يكشفان المستور
لكن »دافيد اليعازر«، رئيس الأركان الصهيوني، الذي شاهد أول هزيمة لكيانه، والذي كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذي اتهم بالقصور والتردد، غضب وانهار ففاحت رائحة المؤامرة من فمه، وهنا قررت مائير إقالته ومحاصرته… كلمات اليعازر التي قالها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة »معاريف« العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973 ، وجاء فيها حرفيا: لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء… استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية… ما حدث لقواتنا في ميناء الأديبة كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية…
لقد توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته… لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا في يوم واحد 900 قتيل من أفضل رجالنا وفقدنا 172 دبابة… ألم أصرخ في وجه ديان الذي قال إن هذه النقطة ـ يقصد موقع القوات الجزائرية ـ هي الأضعف على القناة؟، ألم أخبره أمام القادة بأن نظريته المرتكزة على جهل الجزائريين بطبيعة المكان وأسلوب القتال معنا نظرية هشة، وأن هؤلاء لديهم خبرة أكبر من المصريين أنفسهم في حرب العصابات التي انهارت بفعلها فرنسا؟، لقد أخطأ ديان هو وتلميذه المعتوه شارون حينما خططوا بتفاؤل لإبادة هذه القوات أثناء انكشاف خطوط الدعم المصرية عنها وانشغال المصريين بالقتال على رؤوس الجسور؟، أما مائير فقد كللت أخطاءها من قبل بمخالفة تعاليم التوراة وترك وصايا بن غوريون، حينما سمحت للعرب طوال ست سنوات كاملة للاحتشاد تحت قيادة موحدة، إنها ـ يقصد مائير ـ تتحدث اليوم عن خطة تشتيت العرب وتفريق كلمتهم لمدة 50 سنة مقبلة، قائدة »إسرائيل« ملت من تحميل الآخرين نتيجة أخطائها، لتضع خططا لا تعدو أن تكون أحلاما موهمة الشعب الإسرائيلي أنها انتصرت، أو على الأقل لن تتكرر الهزيمة.
الجزائريون يسقطون جنرالات »إسرائيل« في الفخ
التصريحات التي خرجت من قمة الهرم العسكري الصهيوني دفعتني دفعا للبحث عن كل ما قيل داخل كيان العدو في تلك الفترة، فقد كانت صدمة الهزيمة قوية على العدو، حتى أنها أفقدته قدرته المعروفة على تزييف الواقع أو طبخ التبريرات، فقادني البحث إلى محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها اسم »أجرانات«، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك المحاكمة ظلت معظم وقائعها سرية حتى عام 2022، حينما خرجت لأول مرة مذكرات أحد القضاة الذين أشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقت بشهادة وزير الحرب الصهيوني الجنرال »موشي ديان«، تتكشف أجزاء من الحقيقة.
فحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأديبة أجاب قائلا: مثلما حدث في بقية مجريات الحرب… المصريون خدعونا وجعلونا نعتقد أن ميناء الأديبة غير محصن… كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته… فبنينا خططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية في متناولنا، فحاولنا الاستيلاء عليه في الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منه مدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصف صاروخي ومدفعي شديد ومركز على المنطقة كلها، لكن معظم صواريخنا أسقطتها الصواريخ المصرية المنتشرة على مسافة 15 كيلومترا من الميناء، في حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة من المكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القوات الجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها في الهجوم، كانت كل المعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلة العملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمر وانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم المشاركة في الهجوم على سيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفي الوقت ذاته أمرت اللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية في منطقة القنطرة شرق لشغل المصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأديبة، ثم أمرت اللواء مدرع 178 بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سي 5 غلاكسي بواسطة صاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتني إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقف رأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشرات الصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد في الهبوط في أحد مطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتني رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطاريات الصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التي انطلق منها القصف الإسرائيلي على الأديبة، هنا شعرت أننا وقعنا في فخ خطير، وأن العدو نجح في استدراجنا بخبث لم نعهده في حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشك الحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كان مجنونا.
صاروخ جزائري يهز أمريكا
وقبل سماع بقية شهادات ديان، أذهب للأدميرال »توماس مورير«، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذي يقول في مذكراته: إصابة السي 5 غلاكسي أصاب هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التي يفقد فيها الأسطول الجوي الأمريكي واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كاملة جمعنا المعلومات التي صيغ منها التقرير الذي استلمه الرئيس في صباح اليوم التالي التاسع من أكتوبر 1973، والذي ذكرنا فيه أن السوفييت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا في فشل عملية الإنزال في منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادي استوردته الجزائر من موسكو عام 1972.
»شارون« يبكي ويهرب كالفأر من الجزائريين
أعود مرة أخرى لفقرات من شهادات ديان، والتي يقول فيها للمحققين:
»اتهامي بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا، فبمجرد أن أشعل العدو النار في الأديبة حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرال شارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية، فوقعت الكارثة«، تلك الكارثة تحدث عنها موشي ديان بالأرقام »900 قتيل و172 مركبة«. لكن المؤرخ والكاتب الصهيوني »شفتاي تيبت« يتحدث عام 2000 عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربع قرن وكتابي ممنوع من النشر لأني أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذي قدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلي على أنه بطل حرب كيبور، فقد كنت ضابطا في اللواء 178 مدرع الذي تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيش الدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثة جنود… نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسة أشخاص، بقيت حيّا لأشهد على »شجاعة« و»بسالة« شارون »العظيم«… الذي يتحمل وحده ما وقع لإسرائيل في هذا اليوم الأسود… شارون كان يسير باتجاه الأديبة منتشيا ولم يستطع إخفاء أحلامه الشاذة في المجد والخلود، فقال لي: »سنبيد هذه الحشرات في لحظات«، وأمرني والجنود بتدمير كل شئ حي على الأرض وقتل أي أسير والتنكيل بالجثث، لقد قال بالحرف الواحد: »أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك…«، لقد كان يتصرف وكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل…
لم يتصرف مطلقا كقائد مسؤول عن أرواح رجاله… كان يقول بغباء لم أشهد مثيله في حياتي: »المهمة سهلة جدا… بضعة مئات من الجزائريين الضعفاء غير مدربين ولا مسلحين وغير مدعومين بالمرة.. نريد أن نفرمهم بجنازير دباباتنا لنلقن المصريين درسا مؤلما… ولنؤدّب كل من تسوّل له نفسه التصدي لنا«، كان فاشيا وقاسيا ولا يقبل الرأي الآخر، حتى أنني لم أستطع مناقشة خطة الهجوم معه بوضوح، وعندما جاءتنا الأوامر من القيادة العليا تطالبنا بالانسحاب الفوري، جنّ جنونه ورفض الأمر، في تلك الأثناء كنّا على بعد 10 كيلومترات من الهدف، فصرخ في الجميع عبر مكبر الصوت يخطب وكأنه داوود، قائلا: »على بعد أمتار ينتظركم المجد… قلوب أمهاتكم وقلوب العالم كلها معكم… بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت… أبيدوا هذه الفئران الجبانة التي ترتعد من بأسكم… لا ترحموهم… علموا العالم كيف يتعامل مع هذه الحثالة… لا تتركوا بيتا واحدا في الجزائر إلا متوشحا السواد… ومن بعد التفتوا إلى المصريين الجبناء… من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل«.
ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأديبة تسبقنا قذائف دباباتنا… وما أن توغلنا في عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرين من كل الجهات… كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات في الثانية، فظننت أننا سقطنا في حقل ألغام… لكن أصوات الأعداء كانت تأتي من كل الاتجاهات، يقولون قولتهم الشهيرة »الله أكبر« وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا »آر.بي.جي«، المفاجأة شلت أيدينا وعقولنا… لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم… لقد كانوا قريبين جدا… ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، في حين لم تصمد قوات المظليين لأكثر من 30 دقيقة… وأبيدت عن آخرها… وتخيلوا… ماذا كان موقف شارون الشجاع وسط هذا الجحيم؟، ـ يتساءل تيبت ويجيب ـ: كان يصرخ ويبكي كالطفل الذي تركته أمّه تائها في الصحراء، كان يقول لسائق الدبابة تراجع… تراجع، لكن الصواريخ كانت أقرب من أوامره، فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة في كل مكان، حتى قفزنا في مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا… وشاءت الأقدار أن ننجو من المذبحة التي أوقعنا فيها بطل إسرائيل العظيم شارون، الذي أضاع على إسرائيل فرصة الالتفاف الأولى والهامة على الجيش المصري…
الى الاخت العزيزة
اختى بالله ارجوكى كفى اشاعات لو سمحتى
الجنود الجزائريين بقو فى قواعدهم وعاودو سلام و لم يشاركو بالسلاح (راجعى مذكرات الشاذلى والجمصى تاريخ الحرب ملحوظة الكتاب عليه توقيع بوميدين نفسه وحصل على اول نسخة منه بمعنى ان كل معلوماته صحيحة )
ولو حتى حاربو
فهم يحاربو تحت اسم مصر وليس الجزائر ويحاربو فى وسط الجنود المصريين وتحت القيادة المصرية
انها حرب نظامية فارجوكى كفانا من هذه الاوهام ويجب ان نكون اكثر عقلية ومنطقية
وعلى فكرة يا اختى لو امعنتى النظر تجدى ان الجنود الجزائريين كانو 2100 جندى
جميعهم مشاة
ولا يوجد بينهم مظليين او مدرعات
فلو راجعتى كلامك تجد انك تتحدثين على اساس ان الجيش الجزائرى كان يحارب بنفس مقدار نظيره المصرى
طائرت ودبابات وعشرات الاف من الجنود
هذا ابعد ما يكون عن الحقيقة
و على فكرة
من حاصر شارون كان فى 67 فى الاسماعيلية وليس فى 73
وحاصره القائد المصرى الشهير عصمت لمدة 3 شهور كاملة
ما نعرف
الا اشاعات ولا صح
على العموم الله يآمنا في أوطاننا و يصلح أامتنا و أولات أمورنا
شكرا
مشكور يا جميل و اتمنى الا تاخذو ردودى على محمل الاهانة
هى فقط تصليح معلومة
يحتل د. تيودور اداموفيتش شوموفسكي المستشرق والمستعرب والعالم اللغوي الروسي مكانة خاصة بين علماء الاستشراق في روسيا بكونه اول من اقدم على ترجمة معاني القرآن الكريم شعرا … كما انه درس دراسة معمقة دور العرب في الملاحة بأعتبارهم أمة بحرية عظيمة.
ولد تيودور شوموفسكي في 2 فبراير عام 1913 في اسرة بولندية الاصل بمدينة جيتومير الاوكرانية . وكانت والدته اماليا فومينسكايا عازفة بيانو اما والده آدم شوموفسكي فقد كان موظفا في احد المصارف. وأمضى تيودور طفولته في بلدة شيماخي العاصمة القديمة للمملكة الشروانية حيث وجدت مساجد كثيرة ومقبرة اسلامية. وآنذاك تعرف الصبي شوموفسكي على الكتابات والنقوش باللغة العربية وابدى شغفا في تعلم هذه اللغة. وبدأ حياته الدراسية طالبا في معهد التعدين في الدونباس ومن ثم عمل في مناجم الفحم في المنطقة. لكنه لم يتخل عن حلمه في ان يصبح مستعربا. فكتب رسالة الى نيقولاي مار عميد الكلية الشرقية في معهد التاريخ والدراسات اللغوية في لينينغراد( سانكت بطرسبورغ حاليا) . والتحق بالمعهد وتخصص في الكلية الشرقية بدراسة اللغة العربية وآدابها وبتأريخ الشرق الاوسط. وقد اطلع أنذاك على مخطوطات قدمها له استاذه الاكاديمي اغناطيوس كراتشكوفسكي حول الملاح العربي احمد بن ماجد الذي رافق الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما في رحلاته الاستكشافية. وبدأ تيودور في عام 1938 بترجمة ثلاث رسائل له. لكن اعتقال شوموفسكي (في فترة 1938 – 1948)حال دون اتمام الترجمة والتي عاد اليها في عام 1948 بعد الافراج عنه من المعتقل الستاليني ومن ثم انجزها بعد خروجه من المعتقل مرة أخرى في عام 1956. وقد اعتقل آنذاك بتهمة زائفة مع طالبين آخرين في الجامعة هما نيقولاي يريخوفيتش وليف غوميليوف الباحث المعروف لاحقا في دراسة تأريخ شعوب آسيا الوسطى، ولا يعرف شوموفسكي حتى الآن بالضبط ما هي القضية التي ادين بها.ولكن قيل آنذاك انهم ينتمون الى منظمة وهمية هي الجناح الشبابي لحزب التقدميين. لكن السبب الحقيق لأعتقال شوموفسكي هو نشره مقالة دفاعا عن استاذه كراتشكوفسكي الذي اتهم ب " عبادة الغرب والسجود له".وفي اثناء وجوده في السجن واصل شوموفسكي عمله العلمي والترجمة ( من الذاكرة) ودراسة لغات الشعوب مما اكسبه معارف جديدة اضافة الى دراسته الاكاديمية ووضع على اساسها افكاره بصدد العمليات التأريخية وعلوم اللغة. كما بدأ في المعتقل بدراسة الطب وعمل مساعدا لطبيب المعتقل.
وفي فترة النفي (1946 – 1948) انجز كتابة رسالة الدكتوراه حول ابن ماجد بعنوان " ثلاث رسائل مجهولة لأبن ماجد"،وناقشها في جامعة لينينغراد. وتم الافراج عنه في عام 1956 بعد فترة الاعتقال الثانية(1948 – 1956 ) ، واعيد اليه الاعتبار نهائيا في عام 1963 بعد كتابة رسائل كثيرة الى المراجع العليا يؤكد فيها براءته من التهم الموجهة اليه. وعندئذ انصرف كليا الى دراسة ونشر " الرسائل الثلاث" وفي عام 1965 ناقش رسالة الدكتوراه في العلوم بعنوان " الموسوعة البحرية العربية في القرن الخامس عشر" التي اعدت اعتمادا على ترجمة " كتاب´الفوائد في اصول علم البحروالقواعد" لأحمد بن ماجد. وقد أثار هذا الكتاب وكذلك نشر كتابه الاخر " في بحر الاستعراب" (1975) و" مذكرات مستعرب"(1978) جدلا كبيرا في اوساط اكاديمية العلوم السوفيتية. اذ طرح شوموفسكي وجهات نظر جديدة حول تطور الاستعراب في الاتحاد السوفيتي.
وبعد احالته الى التقاعد انصرف شوموفسكي الى مواصلة دراسة موضوع الملاحة البحرية عند العرب فأصدر طبعة منقحة " للموسوعة البحرية العربية" (1986) وكتاب " على أثر السندباد البحري"(1986) وكتاب " آخر اسود بحار العرب"(199).وأعاد نشر ترجمة معاني القرآن شعرا(صدرت خمس طبعات منها في فترة 1999-2008). وفي الوقت الحاضر يعكف شوموفسكي على اعداد مختارات من تراجمه الشعرية.
هيكلة الولاية الرابعة تضم الولايات التالية :
تيبازة ، تيسمسيلت ، عين الدفلى ، المدية ، الشلف ، البليدة ، البويرة ، بومرداس
مكتب تيسمسيلت :
مجاهد محمد الحسين
خداد بلقاسم
عديلة الجيلالي ( الجيلالي الطويل )
العربي ماجن ( الطيب )
تواق محمد الصغير
شكراااااااااااااااااا على المعلومة
الف شكر استاد
شكرا على الموضوع القيــــــــــــــم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحرب العالمية الأولىالحرب العالمـية الأولى (1914 – 1918م). شملت الحرب العالمية الأولى أكثر الأقطار وسببت أعظم الخسائر التي لم تسببها حرب أخرى فيما عدا الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م).
لقد أشعلت طلقات حادثة الاغتيال التي وقعت في النمسا ـ المجر تلك الحرب وجرت سلسلة من التحالفات بين القوى الأوروبية الرئيسة لخوض القتال كان كل جانب يتوقع نصراً سريعاً لكن الحرب استمرت أربع سنوات وأزهقت أرواح مايقرب من عشرة ملايين من القوات المتحاربة.
أدت تطورات عدة إلى إراقة دماء كثيرة في هذه الحرب وأدى التجنيد الإجباري إلى أن تكون الجيوش أكبر مما كانت عليه من قبل وكان التعصب الوطني سببا دفع كثيرا من الرجال إلى الموت كما أدت الدعاية دورها في تأييد الحرب وإظهار كل طرف في عيون الآخر بمظهر الشرير.
في 28 يونيو 1914م اغتيل الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا – المجر في سراييفو وكان للقاتل جافريلو برنسيب ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب فاعتقدت النمسا ـ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال وانتهزت الفرصة لتعلن الحرب على الصرب لتأخذايضا" بثأر قديم.
جنود يتوجهون إلى ساحات القتال مرحبين باندلاع الحرب العالمية الأولى في البداية ـ الجنود الألمان (إلى اليمين) يُقابلون بالزهور وهم في طريقهم إلى فرنسا وجنود سلاح الفرسان الفرنسيون (إلى اليسار) وهم في طريقهم إلى الحرب تحدوهم الثقة في إخراج الألمان من بلادهم وكل جانب يأمل في تحقيق نصر سريع.
الدمار والموت بدلاً من النصر السريع كانا في انتظار الشعوب المتحاربة في النزاع القاسي طويل الأمد, فبعد المعارك الضارية في بلجيكا تحولت مدينة يببريس إلى خرائب (إلى اليمين) وكان كثير من الرجال مثل الجنود الفرنسيين (إلى اليسار) على موعد مع الموت في خنادق الجبهة الغربية.
أشعل اغتيال فرانسيس فرديناند الحرب العالمية الأولى لكن بعض المؤرخين يعتقدون أن الحرب كانت لها أسباب أعمق وهي أنها نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة الأوروبية والسباق من أجل المستعمرات وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية.وعندما بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـ وهي التي عرفت بدول التحالف ـ الصرب ضد قوى الوسط المكونة من النمسا ـ المجر وألمانيا ثم انضمت أمم أخرى لدول التحالف أو لقوى الوسط ومنها (تركيا).
أحرزت ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية وفي الجبهة الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914م وحاربت الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا ولم يحدث تحول في الجبهة الغربية طوال ثلاث سنوات ونصف السنة رغم الحرب الضارية.
وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا ـ المجر.
تأرجح القتال ما بين كرٍ وفر حتى سنة 1917م عندما اندلعت ثورة في روسيا وسرعان ما طلبت روسيا عقد هدنة.
بقيت الولايات المتحدة الامريكية على الحياد أول الامر لكن كثيرا" من الامريكيين تحولوا ضد قوى الوسط بعد أن أغرقت الغواصات الألمانية السفن غير الحربية وفي سنة 1917م انضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء وأمدت الحلفاء بقوى بشرية كانوا في حاجة إليها لكسب الحرب واستسلمت قوى الوسط في خريف 1918م.
كان للحرب العالمية الأولى نتائج لم تستطع الدول المتحاربة أن تتنبأ بها فقد ساعدت الحرب على إسقاط أباطرة النمسا ـ المجر وألمانيا وروسيا كما اسقطت امبراطوريه طالما هيمنت وسادت وهى الدوله العثمانيه وساعدت معاهدات الصلح دولاً جديدة في أن تخرج إلى حيز الوجود من نطاق قوى مهزومة لقد تركت الحرب أوروبا متهالكة لاتستطيع أن تعود لوضع قيادي في الشؤون العالمية مثلما كان لها من قبل وأوجدت تسوية الصلح ظروفا أدت إلى الحرب العالمية الثانية.
الأمم المتحاربة
يبين الجدول التاريخ الذي دخلت فيه كل دولة من دول التحالف ودول الوسط الحرب العالمية الأولى :
الحلفاء :
روسيا……………………………..1 أغسطس 1914م
البريـطانية الإمبراطورية………..4 أغسطس 1914م
بلجيكا……………………………..4 أغسطس 1914م
الجبل الأسود……………………..5 أغسطس 1914م
الصين……………………………..14أغسطس 1914م
البرتغال…………………………..9 مارس 1916م
البرازيل…………………………..26 أكتوبر 1917م
كوبــا……………………………..7 أبريل 1917م
بنما…………………………………7 أبريل 1917م
الولايات المتحدة…………………6 أبريل 1917م
اليونان…………………………….2 يوليو 1917م
كوستاريكا……………………….23 مايو 1918م
نيكاراجوا…………………………8 مايو 1918م
هاييتي…………………………….12 يوليو 1918م
جواتيمالا…………………………..23 أبريل 1918مدول الوسطى :
صربيا………………………………28 يوليو 1914م
النمسا ـ المجر…………………….28 يوليو 1914م
ألمانيا……………………………..1 أغسطس 1914م
بلغاريا……………………………..14 أكتوبر 1915م
الدولة العثمانية………………….31 أكتوبر 1914م
سان مارينو……………………….3 يونيو 1915
سيام……………………………….22 يوليو 1917م
رومانيا…………………………….27 أغسطس 1916ماسباب الحرب
تنحصر الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الأولى في:
1- نمو النزعات القومية.
2- بناء قوة حربية.
3- التنافس على المستعمرات.
4- التحالفات العسكرية.1- نمو النزعات القومية
تجنبت أوروبا حرباً كبرى في المائة عام السابقة على الحرب العالمية الأولى ورغم أن حروبا صغيرة اشتعلت فإنها لم تضم دولا أخرى لكن فكرة اكتسحت القارة في القرن التاسع عشر ساعدت على بدء الحرب الكبرى تلك الفكرة كانت القومية وهي الاعتقاد أن الولاء لامة بعينها ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي ولاء آخر وزاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب لأن أهداف أمة ما لابد أن تتعارض مع أهداف أمة أو مجموعة أمم أخرى بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة وتحولها قضايا كبرى وأصبح من الممكن أن تؤدي شكوى صغيرة إلى تهديد بالحرب لقد قويت القومية خلال سنوات القرن التاسع عشر بين أفراد الشعب الذين يشتركون في لغة واحدة وتاريخ أو ثقافة وقد أدى استعار المشاعر القومية إلى قيام دولتين جديدتين تأسستا على أساس من مبادئ القومية هما: ألمانيا وإيطاليا اللتان كانتا نتاجا لتوحد دويلات عديدة صغيرة وكان للحرب دور كبير في تحقيق التوحيد القومي في إيطاليا وألمانيا.
ولقيت السياسات القومية تأييدا عاطفيا عندما منحت دول كثيرة في غرب أوروبا حق التصويت لأناس أكثر وأعطى حق التصويت المواطنين اهتماما أكبر وإعجابا أعظم بالأهداف القومية.
ومن ناحية أخرى أضعفت القومية الإمبراطوريات الشرقية في النمسا ـ المجر روسيا والدولة العثمانية.
كانت هذه الإمبراطوريات تحكم مجموعات عرقيه ودول كثيرة تناضل من أجل الاستقلال وكانت الصراعات بين المجموعات القومية متفجرة في دول شبه جزيرة البلقان في الجنوب الشرقي من أوروبا وعرفت شبه الجزيرة بأنها برميل البارود في أوروبا لأن شعوبا كثيرة من البلقانيين كانوا جزءًا من الدولة العثمانية.
حصلت اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال في الفترة من 1821 إلى 1913م لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة مع جيرانها بشأن الحدود وانتهزت النمسا ـ المجر وروسيا ضعف الدولة العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان.
وجاء التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر الحرب العالمية الأولى وقادت صربيا حركة لتوحيد العنصر السلافي في المنطقة أما روسيا وهي أقوى الدول السلافية فقد أيدت صربيا لكن النمسا ـ المجر كانت تخشى القومية السلافية التي أدت إلى قلق في إمبراطوريتها حيث كان هناك ملايين من السلاف يعيشون تحت حكم النمسا ـ المجر. وفي سنة 1908م أغضبت النمسا ـ المجر صربيا بإلحاق البوسنة والهرسك إلى إمبروطوريتها، وكانت صربيا تريد السيطرة على هذه الأراضي لأن كثيراً من الصرب يعيشون هناك.
2-بناء القوة الحربية
قبل أن تنفجر الحرب العالمية الأولى، وفي أواخر القرن الثامن عشر كان لدى ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم اعتمدت فيه على تجنيد عسكري لكل القادرين من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم.
وسلكت أقطار أخرى نفس المسلك الذي سلكته ألمانيا وزادت من جيوشها المتحفزة وظلت بريطانيا في أول الأمر غير مهتمة بشأن بناء ألمانيا لقوتها حيث كانت دولة في جزيرة تعتمد على أسطولها للدفاع والزود عن اى خطر وكان أقوى أسطول في العالم فى ذلك الوقت.
أدى التقدم التقني في الأدوات والمعدات وأساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات الحربية وأصبحت المدافع والأسلحة الحديثة الأخرى أكثر دقة وأسرع من الأسلحة السابقة وأصبحت البواخر والسكك الحديدية قادرة على الإسراع في حركة القوات والإمدادات.
وفي نهاية القرن التاسع عشر ساعدت التقنيات الحديثة الأقطار على أن تشن حروبا أطول وتتحمل خسائر أفدح من ذي قبل.
ورغم ذلك فإن الخبراء العسكريين أصروا على أن الحروب القادمة سوف تكون أقصر امدا".-التنافس على المستعمرات
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حولت الأمم الأوروبية كل إفريقيا تقريبًا ومعظم آسيا إلى مستعمرات كما ألهبت زيادة التصنيع التسابق نحو المستعمرات التي أمدت الأمم الأوروبية بالمواد الخام للمصانع وبالأسواق لبضائعها المصنعة وبفرص الاستثمار لكن التسابق نحو المستعمرات أحدث توترًا بين الأقطار الأوروبية.
4-نظام التحالفات العسكرية
أعطت التحالفات القوى الأوروبية إحساسا بالأمن قبل الحرب العالمية الأولى وكان كل قطر يسعى إلى عدم تشجيع أعدائه بالهجوم عليه بالدخول في اتفاقيات عسكرية مع بلد أو بلدان أخرى.
فمثل هذه الاتفاقية تضمن مساعدة أعضاء التحالف لهذا القطر لكن هذا النظام خلق أخطارا معينة.
إذ إن اندلاع الحرب يضطر أعضاء التحالف الأخرى إلى الدخول في الحرب وهذا يعني أن عددا من الأمم سوف تشترك في القتال الذي لن يقتصر على الطرفين المتنازعين وكان التحالف يعني أن يضطر بلد ما إلى أن يعلن الحرب ضد بلد آخر أو الدخول في شأن لايهمه.
بالإضافة إلى ذلك فإن بنود كثير من التحالفات ظلت سرا وكانت السرية من شأنها أن تزيد من فرص إساءة حكم البلد على نتائج أعماله.
التحالف الثلاثي
كانت ألمانيا في قلب السياسة الأوروبية الأجنبية منذ سنة 1870م وحتى نشوب الحرب العالمية الأولى حيث كون المستشار أوتو فون بسمارك رئيس وزراء ألمانيا سلسلة من التحالفات لتقوية أمن بلده فبدأ بتحالف مع النسما ـ المجر.وفي سنة 1879م اتفقت ألمانيا والنمسا ـ المجر أن تشتركا في الحرب إذا ما هوجم أي بلد منهما من جانب روسيا ثم انضمت إيطاليا إلى التحالف سنة 1882م وأصبح هذا التحالف يعرف بالتحالف الثلاثي.
اتفق أعضاء التحالف الثلاثي أن يساعد كل منهم الآخر في حال وقوع أي عدوان من بلدين أو أكثر.
ثم جعل بسمارك النمسا ـ المجر وألمانيا تدخلان في تحالف مع روسيا وكان هذا التحالف الذي عرف بعصبة الأباطرة الثلاثة قد تكون سنة 1881م.
اتفقت القوى الثلاث على أن تظل على الحياد إذا اشتركت واحدة منها في حرب مع قطر آخر وحث بسمارك النمسا ـ المجر وروسيا المتنافستين حول النفوذ في البلقان بأن تعترف كل منهما بنفوذ الأخرى في المنطقة ومن ثم قلل من شأن خطر الاحتكاك بين البلدين.
وساءت علاقات ألمانيا مع البلدان الأوروبية الأخرى بعد ترك بسمارك السلطة سنة 1890م.
لقد عمل بسمارك على أن يحُول بين فرنسا جارة ألمانيا في الغرب وبين أن تتحالف مع دولة أخرى من جيران ألمانيا في الشرق أي مع روسيا والنمسا.
وفي سنة 1894م اتفقت روسيا وفرنسا على تعبئة قواتهما إذا ما عبأت أمة أخرى من دول التحالف الثلاثي قواتها.كما اتفقت فرنسا وروسيا على أن تساعد كل منهما الأخرى إذا ما هوجمت إحداهما من جانب ألمانيا.
الوفاق الثلاثي
اتبعت بريطانيا سياسة خارجية خلال القرن التاسع عشر عرفت بالعزلة المجيدة.لكن بناء ألمانيا لقواتها البحرية جعل بريطانيا تشعر بالحاجة إلى حلفاء وأنهت بذلك عزلتها.
وفي سنة 1904م سوت كل من فرنسا وبريطانيا خلافاتهما الماضية حول المستعمرات ووقعتا الاتفاق الودي.
وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يتضمن أية التزامات بمساعدة حربية إلا أن البلدين بدءا مناقشة خططهما الحربية المشتركة.
وفي سنة 1907م انضمت روسيا إلى الحلف الودي وأصبح يعرف بالوفاق الثلاثي ولم يرغم الوفاق الثلاثي أعضاءه أن يشتركوا في الحرب مثلما تضمن التحالف الثلاثي لكن التحالفات قسمت أوروبا إلى معسكرات متنازعة.
يتبع:
اغتيال الأرشيدوق
ظن الأرشيدوق فرانسيس فرديناند وريث عرش النمسا ـ المجر أن تعاطفه مع الصقالبة (السلافيين) سوف يقلل الاحتكاكات بين النمسا ـ المجر ودول البلقان.
ولذلك قرر أن يطوف في البوسنة مع زوجته صوفي.
وبينما الركب يطوف في سراييفو في 28 يونيو 1914م قفز مسلح على سيارتهما وأطلق رصاصتين؛ على إثرهما مات فرديناند وزوجته في الحال وكان القاتل جافريلو برنسيب ينتمي إلى عصابة صربية إرهابية تسمى اليد السوداء.
أعطى اغتيال فرانسيس فرديناند النمسا ـ المجر عذرًا لسحق صربيا عدوتها القديمة في البلقان.
وحصلت النمسا على وعد من ألمانيا بمساعدتها في أي عمل تتخذه ضد صربيا ثم أرسلت قائمة بطلبات مهمة لصربيا في 23 يوليو وقبلت صربيا معظم المطالب واقترحت أن تسوى المطالب الأخرى في مؤتمر دولي.
ورغم ذلك رفضت النمسا ـ المجر العرض وأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو وتوقعت نصراً سريعاً.
أرشيدوق النمسا ـ المجر فرانسيس فرديناند (في أقصى اليمين) الذي اغتيل في 28 يونيو 1914م بعد التقاط هذه الصورة بفترة قصيرة
كيف انتشر الصراع
اندفعت القوى الأوروبية إلى الحرب العالمية الأولى خلال أسابيع من قتل الأرشيدوق وبذلت محاولات قليلة لمنع الحرب.
فقد اقترحت بريطانيا مثلا مؤتمرا دوليا لإنهاء الأزمة لكن ألمانيا رفضت الفكرة مدعية أن النزاع يخص النمسا ـ المجر وصربيا.
ورغم ذلك فإن ألمانيا حاولت إيقاف الحرب ومنع انتشارها فحث القيصر الألماني ولهلم الثاني قريبه القيصر نقولا الثاني قيصر روسيا على عدم تعبئة قواته.
وكانت روسيا من قبل قد تقاعست عن مساندة حليفتها صربيا.
ففي سنة 1908م كانت النمسا قد أغضبت صربيا بضمها البوسنة والهرسك ووقفت روسيا محايدة.
وفي سنة 1914م تعهدت روسيا أن تقف خلف صربيا وحصلت روسيا على وعد بدعم من فرنسا ووافق القيصر الروسي على خطط لتعبئة قواته على طول حدود روسيا مع النمسا ـ المجر لكن القادة العسكريين الروس حثوا القيصر على أن يحشد قواته على طول الحدود مع ألمانيا أيضا وفي 30 يوليو عام 1914م أعلنت روسيا أنها ستعبئ قواتها كاملة.
أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا أول أغسطس 1914م رداً على التعبئة الروسية وبعد يومين أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا واكتسح الجيش الألماني بلجيكا في طريقه إلى فرنسا وكان غزو بلجيكا المحايدة سببا في إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر 1918م حين انتهت الحرب، لم تبق سوى مناطق قليلة من العالم محايدة.
جبهات الحرب العالمية الأولى
انتشر القتال في الحرب العالمية الأولى من أوروبا الغربية إلى الشرق الأوسط. ولقد دارت المعارك الرئيسية على طول الجبهة الغربية التي امتدت عبر بلجيكا وفرنسا وعلى طول الجبهة الشرقية التي تأرجحت عبر روسيا والنمسا ـ المجر
الجبهة الغربية
بدأ القتال في أغسطس 1914م عندما غزت ألمانيا بلجيكا وفرنسا ثم حوصر الجانبان في حرب الخنادق على طول الجبهة الغربية حتى نهاية العام وظلت الجبهة الغربية مجمدة لما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام.
أعد ألفرد فون شليفن خطة ألمانيا الحربية سنة 1905م وكان شليفن رئيسا لهيئة أركان حرب الجيش الألماني وهي المجموعة التي تعطي المشورة بشأن العمليات الحربية.
كانت خطة شليفن تقضي أن تحارب ألمانيا كلا من فرنسا وروسيا بهدف إلحاق هزيمة سريعة بفرنسا بينما تكون روسيا في تعبئة بطيئة لقواتها ثم تبدأ ألمانيا الضربة الأولى إذا ما بدأت الحرب.
وإذا ما وضعت الخطة موضع التنفيذ فإن نظام التحالفات العسكرية سوف يؤدي بالتأكيد إلى حرب أوروبية عامة.
كانت خطة فون شليفن ترى أن يكون لألمانيا جناحان يحاصران الجيش الفرنسي في شكل كَماشة؛ فالجناح الأيسر الصغير سوف يدافع عن ألمانيا عبر حدودها مع فرنسا أما الجناح الأيمن الأكبر فيغزو فرنسا عبر بلجيكا ثم يحاصر عاصمة فرنسا باريس ثم يتحرك شرقاً.
ومع تحرك الجناح الأيمن سوف تقع القوات الفرنسية في مصيدة الكماشات.
وكان نجاح هجوم ألمانيا يعتمد على جناح أيمن قوي ورغم ذلك كان هلمون فون مولتكه الذي أصبح رئيسا للأركان في سنة 1906م وأدار استراتيجية ألمانيا عند بدء الحرب العالمية الأولى قد غير من خطة فون شليفن بتخفيض عدد قواته في الجناح الأيمن.
حارب الجيش البلجيكي بشجاعة وقاوم الألمان لفترة قصيرة وفي 16 أغسطس 1914م استطاع الجناح الأيمن أن يبدأ حركة كماشة وأرغم القوات الفرنسية وقوة صغيرة بريطانية على أن تتقهقر إلى جنوب بلجيكا واكتسح فرنسا لكن بدلا من أن يتجه غربا حول باريس طبقا للخطة فإن جزءا من الجناح الأيمن اندفع لمطاردة القوات الفرنسية المنسحبة شرقا على نهر المارن وكانت هذه المناورة من شأنها أن تترك الألمان معرضين لهجوم من الخلف.
وفي هذه الأثناء فإن الجنرال جوزيف جوفر القائد العام لكل الجيوش الفرنسية ثبت قواته قرب نهر المارن شرقي باريس واستعد للمعركة وبدأ قتالاً شرسًا عرف بمعركة المارن الأولى في 6 سبتمبر وفي 9 سبتمبر بدأت القوات الألمانية تنسحب.
كانت معركة المارن الأولى مفاتيح النصر للحلفاء لأنها أنهت آمال ألمانيا في هزيمة فرنسا سريعا واستبدل بمولتكه إريخ فون فالكنهاين رئيسًا للأركان.
وتوقف انسحاب الجيش الألماني قرب نهر آين حيث خاض الألمان والحلفاء سلسلة من المعارك التي أصبحت تعرف بالسباق نحو البحر.
وسعت ألمانيا إلى السيطرة على موانئ على القنال الإنجليزي لتقطع خطوط المدد الحيوي بين فرنسا وبريطانيا لكن الحلفاء أوقفوا تقدم الألمان نحو البحر في معركة إيبر الأولى في بلجيكا واستمرت المعركة من منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر.
وفي أواخر نوفمبر 1914م وصلت الحرب إلى طريق مسدود على طول الجبهة الغربية لأن أحدا من الجانبين لم يمتلك أرضا أكثر وامتدت جبهة القتال أكثر من 720كم عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا إلى حدود سويسرا واستمر التوقف في الجبهة الغربية نحو ثلاث سنوات ونصف .
الجبهة الشرقية
مضت تعبئة روسيا أسرع مما كانت تتوقع ألمانيا وفي أواخر أغسطس 1914م اندفع جيشان روسيان بعمق في الأراضي الألمانية في شرقي بروسيا وعرف الألمان أن الجيشين أصبحا منفصلين فأعدوا خطة حربية تمكنوا بها من محاصرة جيش روسي في معركة تاننبرج في 31 أغسطس ثم طاردوا الجيش الروسي الثاني في شرق بروسيا في معركة البحيرات الماسورية وكانت خسائر الروس نحو 25 ألفا مابين قتيل وجريح ومفقود في المعركتين
وجعلت المعركتان من بول فون هندنبرج وإريخ لودندورف أبطالاً.
أما النمسا ـ المجر فكان نجاحها أقل من نجاح حليفتها ألمانيا في الجبهة الشرقية.
ففي نهاية عام 1914م هاجمت القوات النمساوية ـ المجرية صربيا ثلاث مرات وألحقت بها الهزيمة في كل مرة وفي هذه الأثناء حاصرت روسيا معظم إقليم جاليسيا في النمسا ـ المجر (وهو الآن جزء من بولندا والاتحاد السوفييتي السابق). وفي أوائل أكتوبر انسحب الجيش النمساوي ـ المجري المهزوم إلى أراضيه.
القتال في الأماكن الأخرى
أعلن الحلفاء الحرب على الدولة العثمانية في نوفمبر 1914م بعد أن ضربت السفن التركية الموانئ الروسية على البحر الأسود ثم غزت القوات التركية روسيا واندلع القتال بعد ذلك في الأراضي التابعة للدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية وأراضي الرافدين (العراق حاليا) وفلسطين وسوريا.
واستمرت بريطانيا مسيطرة على البحار بعد نصرين بحريين على ألمانيا في سنة 1914م وجعل الإنجليز منذ ذلك الحين أسطول الألمان محصورا في مياههم معظم الحرب، ومن ثم اعتمدت ألمانيا على حرب الغواصات.
وسرعان ما امتدت الحرب العالمية الأولى إلى المستعمرات الألمانية فيما وراء البحار، وأعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في آخر أغسطس 1914م وطردت الألمان من عدة جزر في المحيط الهادئ أما قوات أستراليا ونيوزيلندا فقد سيطرت على المستعمرات الألمانية في المحيط الهادئ وفي منتصف سنة 1915م سقطت معظم أملاك الإمبراطورية الألمانية في إفريقيا في يد القوات البريطانية.
ورغم ذلك استمر القتال في الأملاك الألمانية في إفريقيا الشرقية (تنزانيا حاليا) لمدة عامين أو أكثر .
يتبع :
الطائرة
استخدمت الطائرة في القتال لأول مرة في الحرب العالمية الأولى وكانت طائرة إيركو دي إتش4 المبينة في الصورة تعد من قاذفات القنابل البريطانية وكانت تحمل طيارًا واحدًا ومدفعًيا.
الدبابة
اختراع بريطاني خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد صممت لكي تشق طريقها من خلال الأسلاك الشائكة وتعبر الخنادق ويشاهد فريق الدبابة وهم يصوبون المدفع إلى العدو وهذه الدبابة من طراز إم كي4.
الغواصة
أثبتت كفاءتها كسفينة حربية أثناء الحرب العالمية الأولى.
وقد تحدت الغواصات الألمانية يوبي2 كالتي نشاهدها في الصورة القوة البحرية البريطانية حيث كانت تطلق قذائف الطوربيد على السفن فتتفجر عند ملامستها لها
المدفع الرشاش
جعل الحرب العالمية الأولى أكثر ضراوة من الحروب التي سبقتها حيث تسببت طلقاته السريعة في حصد جنود المشاة المهاجمين وقد استخدم الجيش الفرنسي مدفع هوتشكس عيار 8 ملم المبين في الرسم.
الجبهة الشرقية
الجمود في الجبهة الغربية
في سنة 1915م حفر الجانبان المتصارعان سلسلة من الخنادق تعرجت على طول الجبهة الغربية ومن الخنادق دافعا عن مواقعهما وابتدا هجماتهما.
وظلت الجبهة الغربية جامدة في حرب الخنادق حتى سنة 1918م.حرب الخنادق
طور كل من الحلفاء وقوات الوسط أسلحة جديدة أرادوا بها أن يكسروا الجمود وفي أبريل 1915م نشر الألمان الغاز السام على خطوط الحلفاء في معركة إيبر الثانية وسبب ذلك دخانا وغثيانا واختناقا ولكن القادة الألمان كانت لديهم ثقة قليلة في الغاز وفشلوا في انتهاز هذه الفرصة لشن هجوم أكبر.كذلك استخدم الحلفاء الغاز السام بعد ذلك بقليل وأصبحت كمامات الغاز أداة حربية في الخنادق كذلك كان قاذف اللهب سلاحا جديدا يقذف نفثة من اللهب المحترق
شبكة الخنادق على امتداد الجبهة الغربية والأرض المحايدة تفصل الجهتين المعاديتين وتقوم خنادق إطلاق النيران والخنادق الساترة بحماية جنود القسم الأمامي من نيران العدو وخنادق الاتصال تربط بين الأجزاء الأمامية وبين القوات المساندة والاحتياط الموجودة في الخطوط الخلفية.
الجنود يشاهدون لابسين كمامات الغاز في الجبهة الغربية للحماية من الغازات السامة .
معركة فردان
فالكنهاين رئيس أركان حرب الجيش الألماني قد قرر في أبريل 1916م أن يركز على قتل جنود العدو فإنه كان يأمل أن الحلفاء سوف يحتاجون قوات لاستمرار الحرب واختار فالكنهاين مدينة فردان الفرنسية لكنه لم يكن يعتقد أن الفرنسيين سوف يدافعون عن فردان لآخر رجل.
وبدأت الرماية في 21 فبراير وشعر جوفر قائد الجيوش الفرنسية أن خسارة فردان سوف تضعف روح الفرنسيين المعنوية بقوة.
وخلال الربيع والصيف صد الفرنسيون المهاجمين وكما تنبأ فالكنهاين دفعت فرنسا بقوات إلى المعركة ولم يتوقع فالكنهاين أن تكلف المعركة الألمان أرواحا كثيرة مثلما كلفت الفرنسيين فأوقف الهجوم غير الناجح في 2 يوليو 1916م.
وفي الشهر التالي حل هندنبرج ولودندورف بطلا الجبهة الشرقية محل فالكنهاين في الجبهة الغربية وأصبح هندنبرج رئيس الأركان ولودندورف مساعده يخططان للاستراتيجية الألمانية.
أما الجنرال هنري بيتان فقد نظم الدفاع عن فردانوعدته فرنسا بطلا وأصبحت معركة فردان رمزا للتخريب المدمر في الحرب الحديثة حيث ارتفعت خسائر إلى نحو 315 ألف رجل وخسائر الألمان نحو 280 ألفا وأما المدينة فقد دُمرت تماما.
معركة السوم
أعد الحلفاء دفاعا قويا سنة 1916م عند نهر السوم في فرنسا لقد استنزفت معركة فردان فرنسا وهكذا أصبح هجوم السوم مسؤولية البريطانيين الرئيسية تحت قيادة الجنرال إيرل هيج.
بدأ هجوم الحلفاء في أول يوليو 1916م وخلال ساعات خسرت بريطانيا حوالي 60 ألفا وهي أسوأ خسارة لها في يوم واحد من القتال.
ومضى القتال الشرس في الخريف وفي سبتمبر أنتجت بريطانيا أول دبابة لكن الدبابات لم يكن يعول عليها لأنها قليلة العدد بحيث لم تؤثر في مجرى المعركة وأخيرا أوقف هيج هجومه الذي لاقيمة له في نوفمبر.
وحصل الحلفاء على نحو أحد عشر كيلومترا" وبتكلفة كبيرة بلغت أكثر من مليون من الإصابات منها أكثر من 600,000بين صفوف الألمان 400 ألف بين صفوف البريطانيين وحوالي 200,000بين صفوف الفرنسيين ورغم الخسارة الكبرى في فردان والسوم فإن الجبهة الغربية ظلت متماسكة حتى نهاية عام 1916م.
صرخة الانقضاض رمز لبداية الهجوم حيث يندفع الجنود من خنادقهم ليبدأوا التقدم نحو خنادق العدو وهؤلاء جنود كنديون وراء ضابط لهم على القمة أثناء معركة سوم في فرنسا في شهر يوليو 1916م.
القتال في الجبهات الأخرى
خلال عامي 1915م و 1916م امتدت الحرب العالمية الأولى إلى إيطاليا عبر البلقان وازداد نشاطها على الجبهات الأخرى.
واعتقد بعض القادة العسكريين أن خلق جبهات جديدة قد يكسر الجمود على الجبهة الغربية ولكن انتشار الحرب كان له تأثير قليل على هذا الجمود.
الجبهة الإيطالية
ظلت إيطاليا خارج الحرب العالمية الأولى طوال عام 1914م رغم أنها كانت عضوا في التحالف الثلاثي مع النمسا ـ المجر وألمانيا وادعت إيطاليا بأنها ليست ملتزمة بالانضمام للحرب لأن النمسا ـ المجر لم تدخل في حرب دفاعية.
وفي مايو 1915م دخلت إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء وفي معاهدة سرية وعد الحلفاء بأن يعطوا إيطاليا بعض أراضي النمسا ـ المجر بعد الحرب ووعدت إيطاليا أن تهاجم النمسا ـ المجر.
كان الإيطاليون ويقودهم الجنرال لويجي كادورنا قد اندفعوا بعمق لمدة عامين في سلسلة من المعارك على طول نهر إيسونزو في النمسا ـ المجر وتكبدت إيطاليا خسائر عديدة لكنها أخذت أراضي قليلة.
من أعلى قمة صخرية تستعد القوات الإيطالية لبدء معركة على حدود النمسا ـ المجر وكان عليهم أولاً أن يرفعوا المدفعية إلى أعلى وقد أعاقت جبال الألب الوعرة تقدم الإيطاليين إلى داخل النمسا ـ المجر.
كان الحلفاء يأملون أن تساعد الجبهة الإيطالية روسيا بأن تدفع النمسا ـ المجر إلى سحب بعض قواتها بعيدا عن الجبهة الشرقية وإن كان هذا السحب قد حدث فإنه لم يساعد روسيا .يتبع :