حساب النفس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )
[الحشر:18،19]
وما إنْ جنّ الليْل ورمى بنفْسه الواهنة على فُرش الرّاحة
حتى بدا يسْترجع ما آل إليه حاله اليوْم
آهٍ كمْ هي تلْكَ المعاصي
وأيْن تلاشتْ كل حسناتي
كمْ منْ سائلٍ رددتْ وكم منْ ثانيةٍ ضيّعتْ
وبدأتْ تلْكَ القوب ببسْط متاعها على حبْل الله ورسوله
لتُفْرز جلّ أعْمالها
وإنْ قدْ يُخْطئ لكنّ القلْب ما زال ليسْتشْعر
عظمة منْ هو أعْظم
* قال عُمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه *
[ حاسبوا أنْفسكم قبْل أنْ تُحاسبوا
وزنوها قبْل أنْ توزنوا
وتزيّنوا للعرْض الأكْبر ]
لمْ تُذْكر في كُتب التّاريخ وتناقلتْها الأجْيالُ عبثاً
أو لنمرّ عليها مرور الكرام
إنّها جُمْلة تحْمل ألف معْنى وأرْقى خطْوة
إنْها لتلْكَ القلوب الوَجِلة
اللذين إذا ذُكر الله على مسْمعهم لا تسْمع لهم همْساً
هُمْ أولئكَ أجسادٌ على الأرْض
وأرواحٌ عنْد ربّ الكوْن
لمْ تُغْرهم الدّنيا بمتاعها
بلْ منحتهم دفْعة لمزيدٍ منَ القُدُم والمُضي فيها
هيَ تذْكرةٌ ونعْمَ الذّكْرى هيَ لتصْحيح ما قدْ وقعْ
فما إنْ يحلّ اليوْم الموعود
ونقفْ بيْن يديّ الرّب المعْبود
ولا نعْلم أإلى اليمين كتابنا
أمْ عنْ شمائلنا مآلها
ومهْم يكنْ فلا ندمَ ينْفعُ حينها
لتصْحيح ما قدْ يشوُبُ صحائفنا
فها هيَ ذي فُرْصة الدّنْيا لمعْبر الآخرة
وطريقٌ لتهْذيب النّفوس على فعْل المَرْغوب
فكمْ منْ محطّةٍ سيقفْ عنْدها القلْب
ليتفكر ويتأمْل في ذاكَ الفعْل
ثمّ ليسْعى إلى التغْيير …
هيَ خُطْوة واضحة جليّة
فقدْ توهم النّفْس بفعْلٍ وتُخْدع بظاهره
وهو في حقيقته سياطٌ إلى حميم
فكانت منْ هُنا وسيلة لإصْلاح النّفوس
وطريقاً لفعْل المقْصود وتغْيير الشّذوذ
بعْد تأمُل في ذاكَ الفعْل عميق
فإنْ تنفْسَ الصّباح
على تلْكَ القلوب المُنْزوية في الليْل
فإنّها ستحْسب لكلّ فعْلٍ
الأثر الذي سيُتْرك على النّفْس
فتُعدّ عتادها
لممحاولة عدمْ الخُذْلان أمام باريها
وسَتُرْسل فكْرها على كلّ خُطْوة
أو أيّ قُدُم
لتعْلم أهيَ على طريقٍ سليم نَضِر
أمْ الْتوتْ معْ مساريبَ كُثر
فهنيئاً لتلْكَ النّفوس
التي ما عادتْ تعْرف للذّة طعْم
منْ دون تذْكرةٍ قبْل النّوْم …
فحقاً نعيماً لها …