الإعجاز العلمى للشمس فى القرآن الكريم
( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون َ) (فصلت:37)
تحركات الشمس وانتقالاتها
قال تعالى ((وسخَّر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجل مسمَّى ))(لقمان: 29).
وقال تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]،
وقال تعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )) ( إبراهيم 33)
نلاحظ أن هذه الآيات تقرر قرارًا صريحا وواضحًا أن الشمس تجري وتسبح في فلك السماء فهي ليست ثابته كما كان يعتقد الناس قديماً، فكانوا يعتقدون أن الشمس مسمره ثابته في كبد السماء ، لا يعتريها زوال ،، ولا يستجن الحركة والمسير ،، وتركن إلى الاستقرار والجمود …
لكن الله سبحانه قرر أنها تجري ،، والفعل (تجري)فيه إعجاز عظيم ، لأنه لا يدل على حركة الشمس الظاهريه التي يبصرها الناس عندما تشرق الشمس شيئًا فشيئًا ،، ثم ترتفع وتتوسط السماء ،، ثم تزول وتأوي الى مهدها في الغياب ،، ثم تتوارى عن أنظار الخلائق .. بل هو يدل ويعبر عن حركة واقعيه أثبتتها الأرصاد وحركتها العظيمه هذه يعبر عنها الفعل (تجري ) بالسرعه الهائله التي تقطعها الشمس خلال جريانها ، لان الجري أسرع من المشي أو السير ،، ولذلكم فأن جريان الشمس السريع هذا المقرون بجاذبيه الشمس يجر معه الكواكب السياره التي تدور حولها ،، والمعروف أن المسافه التي تقطعها الشمس كبيره قياسا بالثانيه ،، والتي توضح لنا دقه التعبير القرآني وبالفعل ( تجري ) الذي حمل الاعجاز في أحرفه الرصينه .. وبنظره حول كتب التفسير
ففي تفسير الطبري
وسخر الشمس والقمر لمصالح خقله ومنافعهم كل يجري يقول :كل ذلك يجري بأمره إلى وقت معلوم وأجل محدود ، وإذا بلغه كورت الشمس والقمر ،، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التاويل
وعند ابن كثير
وسخر الشمس والقمر كل يجري الى أجل مسمى
قيل : إلى غاية محدوده وقيل إلى يوم القيامه وكلا المعنى صحيحين
وقال الامام البيضاوي
وسخر لكم الشمس والقمر دائبين
يدأبان في سيرهما وإنارتهما وإصلاح ما يصلحانه من المكونات ، وسخر لكم اليل والنهار يتعاقبان لسباتكم ومعاشكم
وروي عن ابن عباس انه
قرأ لا مستقر لها
أي جاريه لا تثبت في موضع واحد
إذن يصرح القرآن الكريم بـأن الشمس تجري بإتجاه معين ، وهذا ما قرره علماء الفلك بإن للشمس حركة حقيقه معلمومه المقدار والاتجاه وكشف النقاب عن ذلك بعد ألف ومائتي سنه من نزول الكتاب الحكيم وأوضح علماء الفلك أن الشمس لها مجموعة من الكواكب والاقمار والمذنبات تتبعها دائمًا وتخضع لقوة جاذبيتها وتجعلها تدور حولها في مدارات متتعابعة بيضاويه الشكل ،، وجميع أفراد هذه المجموعة تنتقل مع الشمس خلال تحركاتها…
نستخلص من معطيات النصوص القرآنيه
1-أن الشمس تجري في الفضاء بسرعه منتظمه .
2- ستتوقف الشمس عن الجري في وقت ما ،، وسيكون لها مستقر محدد لا يعلمه الى الحق سبحانه .
الحقائق العلميه
لقد أثبتت الابحاث العلميه أن الأجرام كلها تجري في الفضاء ولكل كوكب أو جرم فلك خاص يدور حوله ولا يحيد عنه أبد والشمس من هذه الاجران السياره ولها ثلاث حركات تقوم بها معاً
حركات الشمس
الدورة المحورية
وتتمها الشمس حول نفسها في زمن متوسط قدره 30 يومًا ونقول في زمن متوسط لان الجسم الغازي لا يتصرف عند دورته المحوريه تصرف الاجسام الصلبه
الدورة الانتقاليه للشمس
تقوم الشمس مع كل منظومتها بدورة انتقاليه حول مركز مجرتنا ،، ولما كانت المنظومه الشمسيه واقعة قرب حافة المجره وتبعد عن مركزها بمقدار 30 الف سنه ضوئيه فإنها تحتاج الى 250 مليون سنه كي تتم دورتها حول المجره علما بإن سرعنها لا تقل عن 206- 220 كليو متر في الثانيه ،، اي ما يعادل 741600 كم في الساعه
الحركة التباعدية أو الانتشاريه
لقد ثبت أن المجرات تنطلق من الكون متباعده عن بعضها ،، وقد دعا العلماء هذه الظاهره بإسم ( الانتشار الكوني ) وقدرت سرعة مجرتنا وضمنها شمسنا وهي تبتعد عن غيرها من المجرات في الكون بمقدار 980 كليو مترًا في الثانيه ،، اي ما يعادل 3528000 كيلو مترًا في الساعه .
وفي الموسعه الفلكيه نجد أن الشمس تدور حول محورها مره كل خمسه وعشرين يومًا وتقاس حركتها بالمراقبه البقع الكبيره على سطحها والتي تعرف بإسم الكلف الشمسيه…
الاعجــاز
هذا موجر للمفاهيم العلميه التي تتوافق مع التصورات والحقائق الاعجازيه في القرآن الكريم وامتامل في قوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي) قوله سبحانه وتعالى (وكلٌ فيِ فلكٍ يسبحونَ) يجد التطابق العلمي المدهش مع هذه النصوص القرآنيه حول جري الشمس الحقيقي في الفضاء وليس الظاهري وعن تعبير القرآن عن الدورة للشمس حول مجرتنا وبيان المعجز هذا ،، في التعبير عن تحركات الشمس ودورانها وبيان يدهش اولى العقول والعلوم والالباب ، ويدفع المنصفين للاقرار بعظمة هذا الكتاب …
وأما بيانه سبحانه وتعالى (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ( سورة يس 40)
( فكل كوكب وكل نجم وكل مذنب يسبح في فلكه الذي قدر له لا يتحول عنه ولا يحيد وفي نفس الوقت الكل في وحده متماسكه مترابطه بفعل الجاذبيه ، التي تنطق بوحدانية الله سبحانه وتعالى خالق هذا النظام ومبدعه ولكي تحتفظ الاجرام السماويه بأبعاد ثأبته فيما بينها دون صدام جعلها الخالق الأعظم تتجاذب فيما بينها تجاذبًا صغيرًا محدودًا بحجم كل منها وكتلته وبعده عن الشمس وفوق هذا التجاذب تظل مواقع النجوم بينها ثابته والاجرام وشمسها على مسافات وأبعاج تتحقق للجميع سبحًا وطوافًا دون تماس أو صدام .. إن ميزان الله الدقيق الذي أودعه في قانونه الأعظم)
قال تعالى ( (( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ )). سورة الرحمن 7
والميزان من الاتزان ومن الملاحظ أن الكواكب التسعه في المجموعه الشمسيه على مستوى واحد وكـأنها طبق موزون
الموضوع منقول من كتاب
الاعجاز القرآني في ضوء الاكتشاف العلمي الحديث