كان ذلك في عام 1920 ميلادياً, توالت السنين ودخل اليهود لفلسطين, انتشروا كالسرطان حتى احكموا السيطرة, كان ذلك وسط سلبية عربية, سلبية المسلمين, حتى وصل الحال لبناء كنيس الخراب بالحرم القدسي.
أؤلئك الذين يرشقون اعداء الله بالحجارة لا يدافعون عن انفسهم او عن أراضيهم وحسب, بل عن مسجد هو أولى القبلتين, مسجد شهد أعظم لقاء في التاريخ عندما صلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة الاسراء والمعراج, هذا الذي ضحى من اجله شهداء الاسلام, وأسألوا اليرموك عنهم, نعم لسنا مثلهم أو مثل 10 رجال منهم, لكن يبقى الأمر على عاتقنا, تبقى المسئولية عظيمة.
أحمل المسئولية لحكامنا ولانفسنا, أحملها لحكامنا لانهم يقعدون ويقفون ولا يشعر بهم أحداً, لا يتحرك إيمانهم فوالله لو تحرك لما عم الصمت الأرجاء, فإنه لعار وبأس شديد.
أحملها لمن اتخذوا من الكرة حياة ومصدر سعادة وعزة, أحملها لمن أغوتهم الكرة بفتنها ومفاتنها, أحملها لمن باعوا كل شيئ بشراءهم للكؤوس.
أيها المسلمين, آن الأوان أن نترك العروبة ونزيحها بعيداً, نعم آن الأون لنزعها من قلوبنا!
فهناك ما هو أهم وأبقى, هناك الاسلام الذي جمعنا, هناك السنة والقرآن, هناك تاريخ وحضارة إسلامية, هناك إنتصارات لم تعرفها الكرة الأرضية للمسلمين على كافة الأصعدة, هناك كل شيئ بنوه من سبقونا وهنا نحن هدمناه وضيعناه.
أيها المسلمين لا تنتظروا فرج من الله وأنتم بأماكنكم وبالمدرجات, أيها المسلمين قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم.: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله الله العظيم.
لقد كرهت العروبة التي أصبحت تهتز بمباراة, لقد أصبحت بلا عزة وبلا فخر, لقد أنكسرت نفسي, لقد كرهت الحكام الذين مازالوا كما هم جالسين يقذف كل منهم مسئولية الأقصى للآخر, لا يعلمون أن الأقصى قيمة ومؤشر لقربنا من الله كلما ضاع فعلينا العلم أننا في بؤرة من الضياع واللهو.
ليرى الجميع ويركز في الصور التالية :
نحنُ الآن تحت المسجـد الأقصـى .. صدّق أو لاتُصدّق ؟!!!
لقد قال سيدنا عمر بن الخطاب هذا الذي كلما تكذرت أسمه وتذكرت سيرته رأيت الدموع تشق طريقها من عيني, فلقد ندرت الرجولة من بعده, لقد ضاع الرجال وسط دوامة الدنيا, حينما توفاه الله سقط هذا الباب الذي لطالما حجب الفتن والفواحش والمنكرات والمعاصي كافة, لقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في طريقه لاستلام مفاتيح الاقصى, وهو يجر الدابة بعدما أتى دوره في جر الدابة حيث انه كان يجر الدابة مرة ويركب مرة وجاء دوره في جر الدابة حينما اقتربوا من المسجد الاقصى وعندما اشير له بالركوب وعليه ان يكون بأبهى صوره امام قساوسة المسجد الاقصى فقام بالرد قائلاً:
كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
لقد آن الأوان أن نفيق من غيبوبتنا العميقة لنرى الحياة بحقيقتها التي تفرض علينا الرجول لميدان العزة والكرامة, آن الأوان أن نعود لقيمنا ومبادئنا, فالقدس أسير ومسلمين كثيرون في قبضة الأسر.
حقيقة لا أجد ما يمكنني إضافته, فقد حزن قلمي, لقد حزنت نفسي وحزن عقلي, فما كتبته هو من المفترض فينا وفي عقولنا كمسلمين, لكن حالنا حقيقة لا يسر عدو ولا حبيب.
ختاماً: لا أعرف التشاؤم والعياذ بالله, لكنني حزين لهذا الحال الذي قادتنا إليه الكرة والحكومات والفتن والكثير والكثير, لكن كلي أمل فينا كجيل, فينا كآباء وأمهات, فينا كمسلمين عاشوا وعرفوا وعلموا وتعلموا وسمعوا لكن لم يحملوا ولا اقول أنهم لم يتحملوا, فكلي إيمان بأننا خير أمة أخرجت للناس كما قال رب العالمين ولن نكون يوماً من أسباب ما يحدث لنا, ولن تكون جيوشنا أيضاً مشتركة فيما يحدث, بل الفرصة لم تُطرح أمامهم لخوض شرف الدفاع وفتح بوابات الشهادة من جديد, وما علينا فعله هو نشر الإصلاح الداخلي أولاً, نشر معاني الإسلام الحقيقية التي تفرض على كل مسلم محبة أخيه وعدم الوقوف أمامه ولا أمام مصلحته, فالإسلام أتى ونُشر ووصل إلينا على طبق من ذهب لكننا فرطنا فيه وحان وقت تحمل المسئولية, ولا أعلم هل ننتظر إنيهار المسجد الأقصى حتى نتحرك؟
لقد تأخرنا طويلاً جدا جدا في التحرك وتأخرنا لدرجة التخلف العميق والجسيم, لنكن صالحين مصلحين مؤمنين بأن الله لا يضيع أجر المحسنين.
شكراً لك على هذه التذكرة واللفتة التي يجب ان يأخد بها كل من له غيرة على دينه ووطنه
السلام عليكم
اولا كيف حالك اخي حسام لم ارك منذ مدة في المنتدى؟
صحيح ما قلته اخي ، اليوم مسجد اولى القبلتين يتعرض لاهانات ، وكل العرب يقفون صامتين امام هذه التخريبات والخنادق التي تبنى تحته .
فمــــــاذا ننتظـر؟
بارك الله فيك على الموضوع اخي.
سلامي
syamسعدت بالمداخلة وادعو الله ان يهدنا لما فيه الخير والصلاح وعزة المسلمين.